ونستطيع أن نقول ان علماء شيعة البصرة كانوا من أساتذة علماء بغداد ، فقد كان أحمد بن اسامة أبو الحسين البصري ، والحسن بن الفضل بن علي الرازي البصري ، من اساتدة الشيخ المفيد في بغداد ، وكذلك كان عبد السلام بن الحسين بن محمد أبو محمد الاديب البصري من اساتذة النجاشي ، وكذلك حدث في بغداد الحسن بن عليّ بن زكريا العدوي وروي عنه أبو بكر مالك القطيني، واحمد بن جعفر بن مسلم ، وأبو القاسم بن النخاس ، وأحمد بن ابراهيم بن شاذان .
وقد استقر في بغداد أيضا بعض البصريين ، منهم : دواد بن الزبرقان أبو عمرو الرقاشي من اصحاب الصادق (ع) ، ومحمد بن الحسن بن شمون أبو جعفر من أصحاب كاظم(ع) ( ت158هـ ) وقد استقر أيضا في بغداد بعض البصريين الشيعة منهم : أحمد بن العزيز الجوهري
والحق أن علماء الشيعه في البصرة كان لهم الاثر الواضح البين في نشر الحديث وعلومه في بغداد ، حتى العامه أخذت من علماء شيعه البصرة اذ يقول عمر والناقد (1) : قدم الشاذكوني (2)بغداد ، فقال لي أحمد بن حنبل ، أذهب بنا اليه نتعلم منه نقد الرجال .
وهي بلاد ما وراء النهر ، وكانت بين بخاري والبصره علاقات علمية وطيدة ، فقد نزلها بعض رواة الحديث الشيعه منهم : الحسن بن علي بن زكرياالعدوي أبو سعيد البصري ، وكان يروي فضائل أهل البيت (ع) في بخارى(3).
(1) هو عمرو بن محمد بن بكير الناقد أبو عثمان البغدادي ( ت 232 هـ ).
(2) وهو سليمان بن داود المنقري أبو ايوب الشاذكوني البصري وهو شيعي.
(3) أعيان الشيعة:5\193 ، ومعجم الرجال الحديث:5\344 و 2559 .
ممن رحل الي خرسان من شيعة البصرة أحمد بن محمد رضا مهذب الدين البصري،واقام بمشهد الرضا وتوابعه من سنة 1068 ثم سافر الى بلاد الهند فكان في حيدر آباد سنة 1085.
وكذالك دخل قرية أدكان من قرى خرسان سنة 1077.وقد ألف فيها كتابه(( الرسالة الفلكية في الهيئة ))(1).
أما دور شيعةالبصرة في نشر التشيع في الري:
نقل السيد محسن الأمين عن كتاب ((مجالس المؤمنين)) ان أهل الري في الأصل لم يكنوا شيعة الى أن تغلب عليها أحمد بن الحسن المادارني وأضهر مذهب التشيع فتقرب اليه الناس بتصنيف الكتب في مذهب الشيعة ومنهم : عبد الرحمن أبو حاتم وغيره فصنفوا كتبا في فضائل أهل البيت (ع)، واستولى
(1) أعيان الشيعة:2/589 و 624 .
(2) أعيان الشيعة:2/589 و 624 .
(3) أعيان الشيعة:2/589.
103
دور علماء شيعة البصرة في نشر التشيع والحديث
أحمد بن الحسن الماردراني على الري في زمان المعتمد العباس سنة 275 هـ(1).
وكذلك من شيعة البصرة الذين رحلوا الى الري : عبد الباقي بن محمد بن عثمان أبو محمد الخطيب وقرأ علية عبد الرحمن النيشابوري المعروف بالمفيد(2) ، وعمرو بن جميع أبو عثمان الأزدي كان قاضي الري ، وهو من أصحاب الباقر والصادق (3) .
ومن علماء شيعة البصرة الذين رحلوا الى اليمن :معمر بن راشد الأزدي بصري من الأصل سكن أكثر من عشرين عاما في اليمن ، وهو من أصحاب الصادق (ع) .(ت 154 هـ)(5)، وكذلك رحل جعفر بن سليمان الضبعي البصري (ت 178هـ ) الى اليمن ، فيقول أحمد بن حنبل : قدم جعفر بن سليمان عليهم بصنعاء فحدثهم كثيرا ، وكان عبد الصمد بن معقل يجيء فيجلس اليه(6) .
(1) أعيان الشيعة ، 2/498.
(2) أعلام الشيعة : ( القرن الخامس ) ص 36 و 101 ، ومعجم رجال الحديث : 9/259 .
(3) رجال النجاشي : 288/769 ، وتنقيح المقال : 2/ 326.
(4) أعيان الشيعة : 3/58 ـ 59 .
(5) أعيان الشيعة : 2/312 ، ومعجم رجال الحديث : 18/364 ، وتهذيب التهذيب : 10/343 . وطباقات ابن سعد : 5/546 .
(6) تهذيب الكمال : 5/46 .
104
النصرة لشيعة البصرة
ويقول عبد الرازق بن همام بن نافع أبو بكر اليمـاني الصنعاني ( ت 211 هـ ) ـ وهو شيعي ـ قدم علينا جعفر بن سليمان الضبعي ، فرأيته فاضلا حسن الهدي ، فأخذت هذا عنه ـ يعني مذهب التشيع ـ (1).
  رحل أليها كثير من علماء شيعة البصرة منهم : الحسن بن راشد بن صلاح الصيمري (2) ، والحسين بن مفلح بن الحسن بن راشد الصيمري (3).
وبعد ، فقد قدمنا عرضا كافيا ، ووصفنا فيه كيفيه نشر علماء الشعة في البصرة التشيع ، وتبين لنا مدى تأثير البصرة وتأثيرها بكثير من الأقطار الأسلامية فقد لاحظنا أنه لم يبق صقع من أصقاع الدولة ألاسلامية تقربيا الا ودخله علماء شيعة البصرة .
  الحديث الأول :   قال الذهبي : ان حفص بن غياث(4)اجتمع الية البصريون فقالوا : لا تحدثنا عن ثلاثة : أشعث بن مالك ، وعمرو بن عبيد ، وجعفر بن الصادق (ع) ، فقال :
(1) تهذيب الكمال :18/59.
(2)أعيان الشيعة : 5/70 .
(3) الفوائد الرجالية : 2 /312 ، وانوار البدرين :75 .
(4) هو حفص بن غياث بن طلحة ، أبو عمرو النخعي الكوفي ، من أصحاب أبي جعفر الباقر وابي عبد الله الصادق وابي الحسن موسى (ع) ثقة ، ( 117 _ 194 هـ ) . من رجال النجاشي :134 رقم 346، وجال الكشي :39 رقم 733، ورجال الطوسي :118 رقم 50 , وص 175 رقم 176، وص 471 رقم 57.
105
الأحاديث الموضعة في شيعة البصرة
أما أشعث فهو لكم، أنا أتركه لكم ، وأما عمروا فأنتم أعلم به ، وأما جعفر فلو كنتم بالكوفة لاخذتم النعال المطرقة (1).
  الرد : أولا من هم البصريون الذين طلبوا من حفص أن لا يحدثهم عن جعفر بن محمد الصادق (ع) هل هم العثمانيون ، الذين طبل لهم أصحاب الأقلام المأجورة على أن البصرة عثمانية ، أو الأمويون ، على رأي أن البصرة كانت أموية ، أو الزبيرون الذين اعتبروا البصرة زبيرية ؟ من هم الذين رفضوا سماع حديث حفص عن الامام الصادق (ع) ؟ هل كان ابن أبي خدوبه الذي يقول للشاذكوني : أسخن الله عينك ، أيش كنت تعمل بالكوفه ؟ هل كتبت عن حفص حديث جعفر بن محمد بن أبيه عن أبي سعيد الخدري ؟ وهذا نص القصة التي ذكرها الخطيب البغدادي :
وي الخطيب بسندة عن الشاذكوني (2) أنه قال : دخلت الكوفة نيفا وعشرين دخله أكتب الحديث ، فأتيت بن حفص غياث ، فكتب حديثه ، فلما رجعت الى البصرة وصرت في بنانة(3) ، لقيني ابن أبي خدويه ، فقال : يا سلمان من أين جئت ؟ قلت من الكوفة ، قال : حديث من كتبت ؟قلت حديث حفص بن غياث , قال افكتبت علمه كله ؟ قلت نعم ، قال أذهب عليك منه شي ؟ قلت لا ، قال أفكتبت عنه عن جعفر بن محمد عن أبيه عن أبي سعيد الخدري ، أن النبي ضحى
(1)أقول : قال أحد المحقيقين المتأخرين الذي حصل مع حفص كان في مسجد الأهواز وليس في البصرة .
(2) هو سليمان بن داود أبو أيوب المنقري الشاذكوني البصري وهو شيعي ، يِأتي في فصل الذين لم يرووا عن الأئمه (ع).
(3)بنانة : سكة في محال البصرة القديمة ، اختطفها بنو بنانه ، واليها ينسب التابعي ثابت البناني
106
النصرة لشيعة البصرة
بكبش فحيل ، كان يأكل في سواد ، وينظر في سواد ، ويمشي في سواد (1) ؟ قلت لا ، قال : فاسخن الله عينك ، أيش كنت تعمل بالكوفة ؟ قال : فرجعت الى الكوفة فأتيت حفصا ، فقال من أين أقبلت ؟ قلت من البصرة قال فلم رجعت ؟ قلت ابن أبي خدويه ذاكرني عنك بكذا وكذا قال : فحدثني ورجعت : ولم يكن لي بالكوفه حاجة غيرها (2).
ولو أردنا حصر علماء الشيعة الذين كانوا في البصرة عند ما زارها حفص بن غياث لا يسع المجال لذكرهم هنا أمثال : حماد بن زيد بن درهم (179 هـ) وثقته العامة والخاصة، وجعفر بن سليمان الحرشي( ت 187 هـ) ، وحماد بن عيسى ، وعليك مراجعة أصحاب الصادق و الكاظم (ع) في الجزء الثاني من هذا الكتاب.
وهذا يكفي لطالب الحقيقة واصحاب البصائر وأولو الألباب ، على أن التسشيع محارب والدسائس والمكائد تحاك ضده للقضاء عليه ، ويأبى الله الا أن ينشره وأحد وسائل نشره شيعة البصرة .
الحديث الثاني: قال الحسين بن أبي فاخته كنت أنا وأبو سلمه السراج ، ويونس بن يعقوب ، والفضل بن يسار عند أبي عبدالله جعفر بن محمد (ع) الى قال : ثم أقبل علينا وقال : ان أبا عبد الله الحسين (ع) لما قتل يكت عليه السموات السبع والأرضون السبع وما فيهن وما بينهن ، ومن يتقلب في الجنة والنار ، وما يرى وما لا يرى الا ثلاثة أشياء لم تبك عليه ، فقلت جعلت فداك ، وما هذه الثلاثة
(1) أخرجه أبن ماجه _ كتاب الأضاجي_ باب ما يستحب من الأضاحي : 2/1046 رقم 3128.
(2) تاريخ بغداد : 9/43 ، والمحدث الفاصل للهرمزي: ص 215.
107
الأحاديث الموضوعة في شيعة البصرة
الأشياء التي لم تبك علية ؟فقال (ع) : البصرة ، ودمشق ، وآل الحكم ابن أبي العاص (1).
الرد: كما هو معروف ان الحسين بن ثور بن أبي فاخته ثقة النجاشي في رجاله (2)، وهو من رواة الامامين الباقر والصادق (ع) ، وكان أحد الحاضرين الفضيل بن يسار وهو بصري من أصحاب الاجماع ويقول الامام الصادق (ع) فيه : رحم الله الفضيل بن يسار وهو منّا أهل البيت ، ولا يمكن للامام الصادق (ع) أن يتعرض بسوء لقول أحد أصحابه ، وأهل البصرة سبق وأن بكوا على الامام الحسين (ع) عندما وصلهم خبر الشهادة الى زياد بن أبيه في البصرة وأخبر به الناس ، فقد تعالى منهم البكاء والضجيج ، وسمع أبو بكرة شقيق زياد وكان مريضا ، الناس وعويلهم فقال لزوجته ميسة : ما الضجيج والعويل وعلى من يبكي الناس ؟ فقلت لقد بلغهم شهادة الحسين بن علي . أقول ولم تكن الفترة الزمنية بعيدة بين شهادة الامام الحسن (ع) وشهادة الامام الحسين (ع) حتى ينسى أهل البصرة الامام الحسين (ع) و الدليل على ان هذا الحديث موضعا ان الامام الحسين (ع) يعلم بان أهل البصرة تنصره اذا استنصرهم لذا الامام الحسين (ع) وأجوبة أهل البصرة اليه ووصول بعضهم اليه واستشهادهم بين يديه لخير دليل على ولاء اهل البصرة للامام الحسين (ع) وما موقف يزيد بن مسعود النهشلي ومعه عشرة الاف مقاتل خرج لنصرة الامام الحسين (ع) يكفي لرد هذا الحديث ولما وصل خبر شهادة الامام الحسين (ع) الى يزيد ابن مسعود النهشلي جزع من انقطاعه عنه ، وكذلك اصحابه فيا ترى لم يبكى هؤلاء الالاف ، وقد افردت كتابا سميته : (( البصرة في نصرة الامام الحسين (ع) )) وهو مطبوع فليراجعه من اراد الحقيقة .
(1) امالي الطوسي :54/73. (2) رجال النجاشي : 55/125.
كان العلويون هم الحزب الوحيد القادر على المعارضة فهم لم يستطيعوا ، باطبع مسالمة العباسيين الذين تجاوزوهم واخذ السلطة لانفسهم ، ومن الطبيعي ان يسعى العرب المستاؤون من الحكومة الى التقرب من احفاد الرسول (صلى الله عليه وآله) المباشرين هؤلاء كما انهم بدورهم رحبوا بالاسناد الذي وجدوه من جانب العرب وفي اتخاذ هؤلاء ركيزة لهم في صراعهم ضد مغتصبي السلطة وعلى الاخص لانهم لم يكن بامكانهم ان يعلقوا امالهم على الفرس الذين تحولوا الى جانب السلالة الجديدة .
وقد شاركت البصرة التي اصبحت مركزاً للدعاية العلوية ، العربية بشكل فعال في صراع العلويين مع العباسيين واقدم هذا الصراع واكثرهات احقية بالذكر الثورة التي قام بها في عام 145هـ ـ 762م محمد وابراهيم حفيد الحسن [ بن علي بن ابي طالب (ع) ] .
ولقد قرر المنصور ( الخليفة العباسي ) ان يلقن اهالي البصرة درساً قاسياً بسبب اسنادهم لابراهيم فارسل الى عاصمة العراق الجنوبية المدعو سلم بن قتيبة وفوض اليه ان يعاقب بلا رحمة جميع من اشترك في الانتفاضة من السكان ، وعندما تباطأ العامل في تنفيذ هذا الامر القاسي استدعى على الفور واستبدل بمحمد بن سليمان وقد نفذ هذا تعليمات الخليفة بدقة فقد هدم ما يقارب ثلاثين الف دار ودمر اكثر من عشرين الف نخلة يملكها انصار ابراهيم كما انه اعدم خمسة وخمسين شخصا من الوجهاء المحليين وارسل ما لا يقل عن خمسمائة اخرين مكبلين بالاغلال الى بغـداد لـكي يقتص منهم الخليفة بنفسة (1) (1)السالنامة العثمانية الخاصة بولاية البصرة لسنة : 1309هـ .
1 ـ حركة ابراهيم بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن ابي طالب .
يقول ابو نعيم : فلما قتل ابراهيم هرب اهل البصرة بحراً وبراً واستخفى الناس ، وخرج مع ابراهيم كل علماء البصرة من السنة والشيعة باستثناء ابن عون ويقول مطهر بن الحارث : اقبلنا مع ابراهيم (1)من مكة نريد البصرة ، ونحن عشرة انفس ثم نزلنا على يحيى بن زياد حسان النبطي .
اختفى بالبصرة ، فجعل يدعو الناس فيستجيبون له لشدة بغضهم للمنصور لبخله وعسفه .
وقال ابن سعد : لما ظهر محمد بن عبد الله وغلب على الحرمين وجه اخاه ابراهيم الى البصرة فدخلها في اول رمضان من سنة خمس فغلب عليها وبيض اهل البصرة ونزعوا السواد ، وخرج معه من العلماء جماعة كثيرة ثم تأهب لحرب المنصور .
وقال ابن جرير وغيره : بايعه نميلة بن مرة ، وعبد الله بن سفيان ، وعبد الواحد ابن زياد ، وعمر بن سلمة الهجيمي ، وعبيد الله بن يحيى الرقاشي ، وندبوا له الناس ، فاجاب طائفة حتى قاربوا اربعة الاف وقد اجتمع له مضاء جعفر التغلبي والطهوي والمغيرة .
(1) قال المدائني قدم محمد البصرة مختفيا في اربعين رجلا فاتى عبد الرحمن بن عثمان بن عبد الرحمن بن هشام فقال له عبد الرحمن : اهلكتني وشهرتني فانزل عندي وفرق اصحابك فابى علية فقال : انزل في بني راسف ففعل ، وقال غيره : اقام محمد يدعوا الناس سراً
اقول : يستفاد هنا ان محمد بن عبد الله قد مهد اهل البصرة لذا عند قدوم ابراهيم كانت هناك قاعدة له في البصرة
110
النصرة لشيعة البصرة
واما امير البصرة اثناء خروج ابراهيم بن عبد الله بن الحسن هو سفيان بن معاوية فتهاون في امر ابراهيم مما في قلبة على المنصور .
وكان ظهور ابراهيم في اول رمضان سنة خمس واربعين ومائة ، فصار الى مقبرة بني يشكر في بضعة عشر فارساً ، فكان ابراهيم اول شيء اصحاب دواب اولئك العسكر واسلحتهم فتقوى بها ، ثم صلى بالناس الصبح في الجامع ، فتحصن منه سفيان بن معاوية والى البصرة في دار الامارة ، واقبل الخلق الى ابراهيم من بين ناصر وناظر ثم نزل اليه سفيان بالامان ودخل ابراهيم الدار ، وعفا عن الجند وقيد سفيان بقيد خفيف ، ووجد ابراهيم في بيت المال ستمائة الف او اكثر ، ففرقها على اصحابه خمسين خمسين ، وعن عبد الله بن جعفر المديني قال : خرجنا مع ابراهيم الى باخمرا فعسكرنا بها ، فأتانا ليلة ، فقال : انطلق بنا نطوف في عسكرنا ، قال ، فسمع اصوات طنابير وغناء ، فرجع ، ثم اتاني ليلة اخرى فانطلقنا فسمعنا مثل ذلك فرجع وقال : ما اطمع في نصر عسكر فيه مثل هذا .
وعن داود بن جعفر بن سليمان قال : احصى ديوان ابراهيم من اهل البصرة مائة الف مقاتل .
وقال اخر : بل كان معه عشرة آلاف ، [ وقال الذهبي هذا اشبه ] .
ومن اتباع ابراهيم بن عبد الله بن الحسن ، عمرو بن راشد الذي ولاه ابراهيم اذ خرج على اقليم فارس فظفر به الهيثم امير البصرة فصلبه بالبصرة بعد قطع اربعتة سنة 156هـ (1) 2 ـ حركة عيسى بن زيد بن علي ، قدم البصرة بعد مصرع النفس الزكية محمد بن عبد الله بن الحسن بن الحسن ، وفشلت حركته .
3 ـ حركة احمد بن عيسى بن زيد بن علي الحسيني :
(1)تاريخ الاسلام ( وفيات سنة 141-160) ص 361.
111
الحكومات الشعيية في البصرة
ظهر في عبادان وناحية البصـرة ، وبويع سراً ، ثم عجز وهرب فلم يزل مستخفياً الى ان مات بعد دهر طويل سنة سبع واربعين ومائتين بالبصرة .
وقال الذهبي : ولا اعلم احـداً في دولـة الاسلام استقر في طـول هذه المدة ابداً مستخفياً (1).
4 ـ خروج زيد بن موسى بن جعفر وهو اخو الامام الرضا (ع) وهو الذي يقال له : زيد النار لكثرة ما حرق من دور العباسيين بالبصرة ، وكان ياتي الرجل من المسودة (2) فيحرقة بالنار .
بعد الاضطهاد الذي تعرضت له الشيعة في البصرة منذ بداية الحكم الاموي ، فقد شاركت شيعة البصرة الحركات التي قامت في البصرة ضد الحكومات الجائرة ، من هذه الحكومات الشيعية التي شكلت او حكمت البصرة هي :
1- حكومة ابراهيم بن عبد الله بن الحسن بن علي بن ابي طالب (ع) فقد سيطر جيش ابراهيم على البصرة في اول رمضان سنة خمس واربعين ومائة ، فقد صلى بالناس الصبح في الجامع ، وسيطر على بيت المال ، وبيض اهل البصرة ونزعوا السواد الذي كان شعار العباسيين . وقد تعرضت لحكومة ابراهيم في فصل (( الشيعة في البصرة في زمن الدولة العباسية )) فليطلب من هناك .
2 ـ الحكومة البويهية في البصرة :
(1) تاريخ الاسلام ( وفيات سنة 191-200) ص73 . (2) اي العباسيين ، وكان لبس السواد من شعارهم .
112
النصرة لشيعة البصرة
في سنة 336 سار معز الدولة (1)ومعه المطيع الى البصرة لاخذها من ابي القاسم عبد الله بن ابي عبد الله البريدي وسلكوا البرية اليها قارسل اليه القرامطة ينكرون عليه مسيره الى البرية بغير امرهم وهي لهم فقال للرسول : قل لهم من انتم حتى تستأمروا وليس قصدي من اخذ البصرة غيركم .
فلما وصل الدرهمية استأمن اليه عساكر البريدي ، وهرب هو الى القرامطة ، وملك معز الدولة البصرة ، وبقي معز الدولة الخليفة ، والصميري بالبصرة .
3 ـ الحكومة القاجارية الايرانية :
في عام 1775م ارسل كريم خان جيشا ضخماً بقيادة اخية صادق خان نحو البصرة فحاصرها ، ودام الحصار ثلاثة عشر شهراً ، فتوسط السيد نعمة الله الشوشتري الشيعي وهو ايراني الاصل ، لدى صادق خان على تسليم البصرة حسب شروط اتفقوا عليها ، ودخل الجيش الايراني المدينة فاتحاً.
يقول الدكتور علي الوردي اختلفت اقوال المؤرخين حول معاملة صادق خان لاهل البصرة عند فتحها ، فالمؤرخ البريطاني السربرس سايكس يشير الى انها كانت معاملة عادلة (2).
ويؤيد لونكريك هذا الرأى بعض التاييد حيث يقول : ان الايرانيين دخلوا البصرة بكل انتظام ، ولم يسمح باي عنف او فوضوية عند الدخول ، غير ان بعض الحوادث الطفيفة وقعت فعلا .
اما المؤرخ عثمان بن سند ـ عامي المذهب ـ فقد اطنب في ذكر المظالم التي انزلها صادق خان في البصرة حيث قال عنه ما نصه : (( ... فدخل البصرة بعسكره وهتكها وفضحها ، ولم يبق ماثماً الا ارتكبه ، ولم يف بشيء مما وعد به من العهود ،
(1) هو : ابو الحسن احمد بن ابي شجاع بويه بن فناخنسر ،(303هـ ـ 356هـ ) ، وهو من ولد يزدجر بن شهريار اخر ملوك الفرس . اعيان الشيعة :2/485.
(2) percy sykes ( A History of Pereia ) _ london 1985_ Vo1.2,P.281 .
113
شيعة البصرة والمرجعية الدينية
وما ترك نوعا من الظلم الا تجشمه ، افعال ولا افعال التتار ، وامر الناس بسب الصحابة جهراً علناً على المنابر والمنائر ، خصوصاً ابا بكر وعمر وعثمان وعائشة ، ونودي بحي على خير العمل [ الذي تقولة الشيعة في الاذان ](1)(2) .
يقول آل محبوبة : كانت مكانة الشيخ عبد الحسين ابن الشيخ جواد من بيت مبارك ، سامية في بعض نواحي البصرة وحب ثابت في قلوب كثير منهم ، ورجع اليه البعض منهم في التقليد بعد وفاة العلامة السيد كاظم ـ صاحب العروى الوثقى ـ (3).
ويقول ايضا : وصل الشيخ ابراهيم بن الشيخ نعمة بن جعفر بن عبد الله بن عبد الحسين بن مظفر الى البصرة في عصر الشيخ محمد حسين الكاظمي ، فاكب عليه شيعة البصرة واحبوه ، وقبلوا عليه وعظموه وبجلوه وحل عندهم محلاً سامياً فحاز سمعة حسنة وشاناً عالياً (4).
كان الهدف من انشاء البصرة عسكرياً في بادىء الأمر ، فقد انشئت لتكون معسكراً للجيوش الاسلامية الفاتحة ، ولكن سرعان ما تحولت الى مدينة عظيمة
(1) مطالع السعـود بـطيـب اخبار الوالي داود ـ اختصار امين الحلواني ـ ص:11، القاهرة 1371 .
(2) لمحات اجتماعية من تاريخ العراق الحديث : ص160- 161 . (3) ماضي النجف وحاضرها : 3/263 . (4) ماضي النجف وحاضرها :3/262 .
114
النصرة لشيعة البصرة
لعبت دورا بارزا في مجريات الأحداث ، في القرن الأول بخاصة .
فإن تصفحنا كتب التاريخ وجدنا أن هذا البلد لم ينعم بكثير من الاستقرار السياسي ، طيلة فترة ازدهاره وقوته ، وذلك أن البصرة أرادت أن تكون ذات شخصية مستقلة تميزها عن غيرها من الاقطار ، ليس من ناحية العلمية فحسب ، بل ومن الناحبة الاقتصادية والسياسية أيضا.
يقول الدكتور أمين القضاة (1) : فحين بويع عثمان بن عفان خليفة المسلمين ، كانت البصرة أحد الأقطار الثلاثة ـ يعني الكوفة ومصر والبصرة ـ التي أشتركت في الفتنة والثورة عليه ، والتي انتهت بمقتله .
وبعد مقتل عثمان ، أقبل ثوار البصرة ، ومعهم ثوار الكوفة ومصر ، يعرضون على عليّ الخلافة (2)
يقول الدكتور سعيد السامرائي (3): محافظة البصرة ، التي يسكنها 90% من الشيعة كان يمثلها في مجلس الأمة نائب واحد هذا العام في عام 8/8/1935 مقابل سبعة نواب من السنّة كما كان يمثل اليهود والنصرى في البصرة نائب واحد ، وصار للشيعة في مجلس الأمة عام 36/37 نائبا مقابل ستة نواب من السنّة ، فهذه الطائفية التي تمارس ضد شيعة البصرة(4).
(1) أستاذ الحديث وعلومه بكلية الشريعة الجامعة الأردنية.
(2) مدرسة الحديث في البصرة : 32-33.
(3) هو سني من سامراء اسستبصر بعد ذلك فسلام عليه.
(4) الطائفية في العراق: 281.
احتجاج أعيان البصرة الشيعة على ضغوط السلطات الحاكمة حول إحياء مراسم عاشوراء:
يقول الدكتور حامد البياتي : احتج الشيعة البارزون في نيسان عام 1964 على الضغوط التي مارستها الدولة آنذاك عليهم فقد نظم الشيعة لقاء في الحدائق قرب محطة السكك في مساء 30 نيسان 1964 ، ورغم إن هذا اللقاء حدث بموافقة السلطات المحلية ، فانها أرسلت أربع سيارات بيك آب مسلحة برشاشات مع قوة قوية من الشرطة لمراقبة مراسم الاحتفال .
وهذه القضية تكشف أن النظام الطائفي استخدم قوات الشرطة في قمع الناس ومنعهم من إقامة المراسم الدينية بدل أن يقموا بحماية الناس(1).
تحدثت في فصل موقف العباسين من شيعة البصرة وما قام به المنصور العباسي من قتل وتشريد وارهاب وهدم بيوت الشيعة في البصرة واحراق نخلهم ، فقد انتهج حزب البعث وعلى رأسهم صدام حسين السياسة العباسية أتجاه شيعة البصرة بل ذهب أكثر من ذلك ، والى يومنا هذا تقدم شيعة البصرة الشهداء في سبيل العقيدة الشيعية ودفاعا عن ولائهم لأهل بيت النبوة صلوات الله وسلامه عليهم ، وهذا الموضوع بحد ذانه يحتاج الى تصنيف خاص لذا اعرضت عن الدخول في تفصيلاته ، ونأمل من الآخرين أن يكتبوا في هذا المضوع .
(1) شيعة العراق بين الطائفية والشبهات:ص 128 .
تهتم صحف البصرة كثيرا بهذا الاحتفال الفخم ، لما تجد فيه من حيويه وعقيدة وإخلاص ، فتبادر كلها الى إلاعلان عنه ، وإعطاء صورة رائعه لا يسع المجال إلى استعراض ما قالته تفصيلا وفي هذه المناسبة أشادت في العام الماضي بذكر الشخصيات الذين تفضلوا بالحضور في الحفل ، وكان في طليعتهم متصرف لواء البصرة السابق الاستاذ مزاحم ماهر بك الرجل الذي عرف بتشجيعة للعلم والفضلية ورائده الخدمة العامة .
كلمة الافتتاح
لسماحة العلامه الشيخ محمد جواد السهلاني وقد ألقها السيد محمد حسن السهلاني بالنيابة عن سماحته
سادتي السلام عليكم ورحمته الله وبركاته .
إنني بأسم القائمين بهذا الحفل أتقدم بجزيل الشكر والثناء لحضراتكم على ما تفضلتم به من المشاركة في هذه الذكرى الأليمة بحضركم هذا الاجتماع الذي شارككم فيه معالى سامي فتاح باشا مديرالمؤانئ العراقية الرجل الذي شمل هذه الحفلة برعاته السامية .
سام الفضيلة باسم العلم والأدب إني احـييـكم يا نخبة العرب
طبتم وقـد عبق النادي بطبكـم يامرحبآ بكم مـن سادة نجب
أيها السادة ! نفتتح حفلنا هذا على اسم الله ورسوله وباسم أمير المؤمنين بطل الإسلام الخالد عليّ بن أبي طالب (ع) ، ولعري ان التحدث عن شخصيته يترك الخطيب المصقع واجما ، واللسن عيا ، لأن الأفاظ وإن فصحت ، والجمل مهما
117
دور عشيرة بني منصور والاحتلال البريطاني
بلغت من المعاني السامية والبلاغة الكاملة ، لا تفي بتحليل شخصيته الفذة ، الشخصية التي كانت مبعث العلم والكرم والعدل والشجاعة والزهد
، ومنار الفضائل بأجمعها . أجل جمع الله جل اسمه كل هذه الصفات السامية بشخصية عليّ (ع).
ليس على الله iiبمستنكر أن يجمع العالم في واحد
بقيت أبا الحسن سرا خالدا ، تعذر على ذوي العقول الجبارة تحليل ذاتك ودرس حقيقتك بقيت وستبقى ذلك السر الذي لم تفهمه الأجيال وكل جيل يحيل فيمك الى الجيل الذي يليه .
قد جئت في زمن لم يفهموك به وكل جيل يحيل الفهم ii للآتي
كان لعشيرة بني منصور دور مهم في الوقوف أمام الاحتلال البريطاني للعراق ، وضد تجزئة العراق ، بنو منصور قد استهدف من قبل الاحتلال البريطاني لتدميرها لمواقفها المشرفة .
فقد كتبت المس بيل في 12/أيلول /1920 تقول :إن الجنرال هامبرو الطيب ، تغدى معي قبل أيام ، وعرض فكرة رائعة هي إننا يجب أن ندمر مناطق الثورة تدميرا كاملا(1).
هنا يذكر حسن العلوي : بني منصور ضمن القرى والمدن التي تضررت بالثورة
(1) دور الشيعة في تطوير العراق الحديث :ص 62 ط دار النهار .
118
النصرة لشيعة البصرة
العشرين وفقدت عددا من أبنائها أو أحرقت بيوتها(1).
كما لابد من ألاشارة إلى دور بني منصور ضد المخطط البريطاني الذي أعده الكولونيل ولسن وكيل الحاكم الملكي في بغداد عام 1920 م والذي نشبت ثورة العشرين في عهده ، فقد انتهى الوقت من وضع مشروع تهنيد العراق وإبقاء ما بين النهرين محمية انكليزية في معزل عن سائر العالم العربي والاسلامي(2).
ولعله لم يكن بعيدا عن مخطط كان يرمي إلى تقسيم العراق وتجزئة فاقترح مثلا أن تنفصل البصرة عن العراق وتلحق بالهند ، وعلى هذا الاساس حرض رجال الاحتلال البريطاني في البصرة ،البعض من ملاكيها الممالئين لادارة الحتلال بتنظيم مضبطة في هذا المآل فنظمت وقد على الوجهه المطلوب لها (3)، وكان هؤلاء الممالئون من رجال المؤسسة التركية الي استلمت السلطة العراقية وهم من العامة ودخلاء على البصرة ، وفيهم أيضا الاقطاعيون واليهود الذين رحبوا بالاحتلال البريطاني.
ويقول حسن العلوي : ولم يكن من الصعب تقدير المدى الذي يذهب إليه مشروع تهنيد العراق بربط البصرة بالهند وبجعل العراق مفتوحا أمام هجرة هندبة لتوطين الفائظ السكاني ، إذ لو أتيح لهذا المشروع ان ينهض لكانت الملايين الهنود تدفقت للاستيطان في العراق ـ البــصرة ـ(4).
ولكن بدور عشيرة بني منصور والعشائر الشعية الأخرى في البصرة وبمساعدة إخوانهم الشيعة من المدن العراقية الأخرى تم اجهاض المشروع البريطاني ضد البصرة.
(1) الشيعة والدولة القومية في العراق :ص140.
(2) راجع ارنولد ولسن ـ الثورة العراقية ـ ترجمة جعفر الخياط.
(3)الشيعة والدولة القومية في العراق :ص 132. (4)المصدر السابق.
119
دور عشيرة بني منصور والاحتلال البريطاني
كما إن دور علماء شيعة البصرة ضد الاحتلال البريطاني دور مهم فيقول الوردي نقلا عن عبد العزيز القصاب في مذكرته (1) : إن السيد عبد الرزاق الحلو [ البصري ] كان أول المجتهدين الذين غادروا النجف نحو جبه الحرب ، وقد وصل السماوة من النجف في طريقه الى ساحة الحرب، وكان معه تسعة من أتباعه ، فنصب خيامه على الشاطئ الشرقي من النهر ، وبعد يومين من وصوله وردته برقية من الوالي ـ العثماني ـ باويد باشا الذي كان في البصرة يقول فيها ما نصه :(( أتوسل إليك برسول الله وآل البيت وفاطمة الزهراء أن تسرعوا في المجئ إليّ حيث أن البصرة مهددة ونحن ي ضيق شديد ))(2).
تمّ الجزء الأول ويتلوه الجزء الثاني في أعيان شيعة البصرة .
والحمد لله ربّ العالمين وصلى الله على محمد وآله وحسبنا الله ونعم الوكيل.
(1) قائم مقام السماوة في سنة 1914.
(2) لمحات اجماعية من تاريخ العراق :4/128.
بعد أن ذكرنا في الجزء الأول من هذا الكتاب ما نالته الأيدي حول جذور التشيع وأصل الشيعة في البصرة نقدم دليلا آخر على إنّ البصرة هي شيعية فالملاحظ لنمو التشيع في البصرة يعرف الأرضية الشيعة لدى أهل البصرة منذ تمصيرها ونشر أبي أسود الدؤلي التشيع فيها في السنة الرابعة عشرة للهجرة فقد كانت نسبة التشيع تزداد يوما بعد يوم حتى يمكننا الاعتاد على قول العلامة المظفر إذ يقول : أصبحت البصرة اليوم شيعة وإن كان فيها اليوم على غير مذهب أهل البيت (ع) نفر [ قليل ](1).
ونحن نبيّن في هذا الفصل تشيع البصرة من خلال رجالتها وأعيانها الذين عاصروا رسول الله (صلى الله عليه وآله) والأئمة الاثنى عشر (ع) ، ونعرف فضل البصرة وأعيانها من خلال أعيانهم وقربهم من أهل البيت (ع) ، إذ يقول أحد الشباب لأبان بن تغلب : يا أبا سعيد أخبرني ، كم شهد مع علي بن أبي طالب (ع) من اصحاب النبي (صلى الله عليه وآله) قال : فقال له أبان : كأنك تريد أن تعرف فضل عليّ بمن تبعه من أصحاب
(1) تاريخ الشيعة للشيخ المظفر : 113 .
124
المقدمة
رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال : فقال [ الشاب ] هو ذاك (1) .
فأقول والله ما عرفنا فضل البصرة وتشيعها إلاّ باتباع رجالاتها لأهل البيت (ع) وهنا أنا أضع يديك أخي القارئ أعيان الشيعة في البصرة لكي يكون دليلآ آخر على تشيع البصرة فقد جعلتهم على ترتيب الطباقات فذكرت أولا البصريين الشيعة من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله) ومن ثم أصحاب إلامام عليّ (ع) إلى الامام المهدي روحي له الفداء.
(1) رجال النجاشيّ: 12 .
صحابي سكن البصرة ، فلما سمع وقعة كربلاء خرج مع يزيد بن ثبيط وابناه عبد الله و عبيد الله ، حتى انتهى إلى مولانا الحسين (ع) ، وأستشهد في الحملة الأولى ، شهيد الطف فوق الوثاقة .
وكان الأدهم من الشيعة البصريين الذين يجيمعون عند مارية البصرية .
2- أعين بن ضبية بن ناجية بن عقال بن تميم:(2)
  الحنظلي الدارمي المجاشعي التميمي ، أبن أخي صعصعه بن ناجية جد الفرزدق ، وهو والد النوار زوج الفرزدق .
  من أصحاب أمير المؤمنين (ع) أرسله أمير المؤمنين إلى البصرة ليقاتل عبد الله الحضرمي الذي أرسله معاوية ليمتلك له البصرة ، ثقة ، قتل غيلة سنة ثمان
(1) أعيان الشيعة :3/232، ومستدركات علم الرجال : 1/533 رقم 1926 ، وتنقيح المقال :1/106 رقم 623.
(2) أعيان الشيعة :3/468 ، وتنقيح المقال : 1/151 ،والاستعاب في هامش الاصابه:1/119 وأسد الغابة : 1/124 ، ومعجم رجال الحديث :3/226 ، وبحار الانوار : 31/363 ، والاصابة : 1/55 رقم 222.
126
النصرة لشيعة البصرة
وثلاثين .
وذكره أبو عمر في الاستيعاب من أصحاب رسول الله وقال : هو الذي عقر الجمل الذي كانت عليه عائشة ، وكان يوم صفين على عمرو البصرة وحنظلتها(1).
3 ـ بريدة بن الحصيب بن عبد الله بن الحارث : (2) ابن الاعرج بن سعد بن رزاح بن عدي سهم مازن بن الحارث بن سلامان بن أسلم بن أخص بن حارثه بن عمرو بن عامر ، الأسلمي ، أبو عبد الله وقيل : أبو سهل وقيل : أبو الحصيب ، وقيل أبو ساسان ، مدني ،عربي .
من السابقيين الذين رجعوا امير المؤمنين (ع) ، ومن أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله) وعليّ (ع) أسلم قبل بدر ، ولم يشهدها ، وفي الوجيزة والبلغة : ممدوح .
وقال ابن حجر : اسمه عامر ، وبريدة لقب .
وفي الاحتجاج ما يدل على جلالته ونكاره على أبي بكر ، وقصته مشهورة .
سكن المدينة ثم انتقل الى البصرة ، ثم إلى مرو ، ومات بها .
وقال المزي: قال محمد بن سعد توفي بخراسان سنة ثلاث وستين.
(1) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 3/258.
(2) رجال الطوسي : 35 رقم 1، وخلاصة الاقوال:27 رقم 2 ، واعيان الشيعة : 3/559 ، ومعجم رجال الحديث : 3/293 ، ومجمع الرجال : 1/256 ، والبرقي : ص2 ، وطبقات ابن سعد : 4/241 ، وتهذيب التهذيب :1/432 ، وسير اعلام النبلاء : 2/469 ، والتاريخ الكبير :2/141 رقم 1977 ، والجرح والتعديل : 2/424 ، وثقات ابن حبان :3/29 ، واسد الغابة : 1/175 ، ورجال الكشي : 38/78، والرعاية في علم الدراية : 377 أ ونقد الرجال : 54 ومنتهى المقال : 2/136 رقم 437 ، والوجيزة : 167 رقم 271 أ والبلغة : 335 ، والاحتجاج : 1/77، وتعليقة الوحيد البهبهاني:67، ومجالس المؤمنين : 1/222، وتخليص الشافي : 3/50 ، وبحار الانوار: 28/374، وحاوي الاقوال : 233/1252.
127
أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله)
4- جابر العبدي :(1)
قال ابن سعد : فيمن نزل البصرة من أصحابة وأهل الفقة والعلم (( جابر أو جويبر العبدي ))، وفي الكافي : روي عن أمير المؤمنين (ع) وقال المامقاني : صحـــابي مجهول (2) .
5- جارود بن المعلى:(3)
قال أبو عمرو (4) :هو الجارود بن المعلى بن العلاء ، وقيل : هو الجارود بن عمرو ابن علاء ، يكنى أبا غياث ، وقيل : أبا عتاب ، وقد قيل يكنى أبا المنذر ، ويقال : الجارود بن المعلى بن حنش من بني جذيمة وكان سديدا في عبد القيس رئيسا .
كان نصرانيا فأسلم وحسن أسلامه ، صحابى ، سكن البحر ولكته يعد في البصريين وذكره الأمين في أعبان الشيعة .
قلت :عبد القيس معروفين بولائهم لأمير المؤمنين (ع) ، وابنه المنذر بن الجارود كان من رؤساء عبد قيس في بالبصرة ، قتل سنة إحدى وعشرين.
6- جارية بن قدامة بن مالك بن زهير(5):
(1) الكافي :1/410، وأعيان الشيعة : 4/45 ، والاصابة : 1/213 ، ومستدركات علم الرجال : 2/103 رقم 2399 ،وبحار الانوار : 40/236.
(2) تنقيح المقال : 1/207 رقم 1610 .
(3) أعيان الشيعة : 4/56 ، ومعجم رجال الحديث : 4/30 ، والاصابة : 1/216 رقم1042 ، وتنقيح المقال : 1/205 .
(4) الاستيعاب في هامش الاصابة: 1/247 .
(5) اعبان الشيعة : 4/58 ، ومعجم رجال الحديث :4/31 ، والجرح والتعدبل: 2/520 . وكتاب صفين :498 و 505 . وبحار الانوار : 32/363 و 33/ 419 .والاصابة : 1/218 رقم 1050 .
128
النصرة لشيعة البصرة
ابن حصن رزاح التميمي السعدي البصري .
قال أبو عمر (1) : يكنّى أبا عمرو ، وقيل : أبا أيوب ، وقيل : أبا زيد ، ويقال : عم الاحنف ، صحابي ، وكان من أصحاب عليّ (ع) في حروبه يعد في البصريين ، وذكره ابن سعد فيمن نزل البصرة من الصحابة .
وقال المامقاني : انه لما رجع من سيره بعد قتل عليّ (ع) دخل على الحسن (ع) فضرب على يده فبايعه وعزاه وقال ما يجلسك سر يرحك الله إلى عدوك قبل أن يسار إليك ، فقال (ع) لو كان الناس كلهم مثلك سرت بهم ، صحابي إمامي ثقة على الأقوى (2)، مات في ولاية يزيد .
7 ـ جويبر العبدي :
وهو جابر العبدي تقدّم .
8 ـ حكيم بن جبلة بن حصن بن أسود بن كعب (3)
العبدي من عبد القيس البصري.
عدهّ الشيخ الطوسي في رجاله من أصحاب أمير المؤمنين (ع) .
وذكره أبو عمر(4) في الصحابة وقال كان رجلا صالحا له دين مطاعا في قومه .
(( ولما قدم الزبير وطلحة وعائشة البصرة وعليها عثمان بن حنيف واليا لعلي بن أبي طالب (ع) بعث عثمان بن حنيف ، حكيم بن جبلة العبدي في سبعمائة من
(1) الاستيعاب في هامش الاصابه:1/245.
(2) تنقيح المقال : 1/206 .
(3) رجال الطوسي : 39 رقم 21 ، وأعيان الشيعة : 6/430 ، والاصابة : 1/379 رقم 1995 .
(4) الاستيعاب في هامش الاصابة :1/324 .
129
أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله)
عبيد القيس ، وبكر بن وائل فلقي طلحة والزبير بالزابوقة قرب البصرة فقاتلهم قتالا شديدا فقتل ( رحمه الله) قتله رجل من بني حدان )) انتهى.
وقال أبو عمر هذه رواية في قتل حكيم بن جبلة ، قال أبو عمر : وقد روي أنه لما غدر ابن الزبير بعثمان بن حنيف بعد الصلح الذي كان عقده عثمان بن حنيف مع طلحة والزبير ، أتاه ابن الزبير ليلا في القصر فقتل نحو أربعين رجلا من الزط على باب القصر وفتح بيت المال وأخذ عثمان بن حنيف ، وذلك قبل قدوم عليّ (رض) فيلغ ما صنع ابن الزبير بعثمان بن حنيف ، حكيم بن جبلة فخرج في سبعمائة من ربيعة فقاتلهم حتى أخرجهم من القصر ثم كروا عليه فقاتل حتى قطعت رجله ثم قاتل ورجله مقطوعه حتى ضربه سحيم الحراني فقطع عنقه .
وقال أبو عمر ان عثمان بن حنيف لما كتب الكتاب بالصلح بينه وبين الزبير وطلحة وعائشة أن يكفوا عن الحرب ويبقى هو في دار الامارة خليفة لعليّ على حاله حتى يقدم عليّ (رض) فيرون راهم قال عثمان بن حنيف لأصحابه ارجعوا وضعوا سلاحكم فلما كان بعد أيام جاء عبد الله بن الزبير في ليلة ذات ريح وظلمة وبرد شديد ومعه جماعة من عسكرهم فطرقوا عثمان بن حنيف في دار الإمارة فأخذه ثم انتهوا إلى بيت المال فوجدوا ناسا من الزط يحرسونه فقتلوا منهم أربعين رجلا وارسلوا بما فعلوا من أخذ عثمان وأخذ ما في بيت المال إلى عائشة يستشيرونها في عثمان وكان الرسول إليها أبان بن عثمان فقالت عائشة اقتلوا عثمان بن حنيف فقالت لها امراة نشدتك الله يا أم الؤمنين في عثمان بن حنيف وصحيته لرسول الله ، فقالت ردوا أبانا فردوه ، فقات احبسوه ولا تقتلوه ، فقال أبان لو أعلم إنك رددتني لهذا لم أرجع وجاء فأخبرهم فقال مجاشع بن مسعود اضربوه وانتفوا شعر لحيته فضربوه أربيعين سوطا ونتفوا شعر لحيته وحاجبيه واشفار عينيه .
فلما كان الليلة التي أخذ فيها عثمان بن حنيف غدا عبد الله بن الزبير إلى
130
النصرة لشيعة البصرة
الزابوقة ومدينة الرزق وفيها طعام يرزقونه الناس وبلغ حكم بن جبلة ما صنع بعثمان بن حنيف فقال لست أخاه إن لم أنصره فجاء في سبعمائة من عبد القيس وبكر بن وائل وأكثرهم عبد القيس ، فأتى الزبير في مدينة الرزق فقال مالك يا حكيم قال نريد أن نرتزق من هذا الطعام وان تخلوا عثمان بن حنيف فيقيم في دار الامارة على ما كنتم كتبتم وبينه حتى يقدم عليّ على ما تراضيتم عليه ، وأيم الله لو أجد أعوانا عليكم ما رضيت بهذا منكم حتى أقتلكم بمن قتلتم من أخواننا أما تخافون الله بم تستحلون الدماء ، قالوا بدم عثمان قال فالذين قتلتموهم قتلوا عثمان أو حضروا قتله أما تخافون الله ؟!
فقال ابن الزبير لأرزقنكم من هذا الطعام ولا نخلي عثمان حتى يخلع عليا ، فقال حكيم اللهم اشهد وقال لأصحابه إني لست في شك من قتال هؤلاء فمن كان في شك فلينصرف فقاتلهم فاقتتلوا قتالا شديدا وضرب رجل ساق حكيم فقطعها فأخذ حكيم الساق فرماه بها فأصاب عنقه فصرعه ، وقتل يومئذ سبعون رجلا من عبد القيس .
وقال المامقاني(1): ان الرجل من خلص شيعة أمير المؤمنين (ع) .
وعده أمير المؤمنين (ع) من عباد أهل البصرة ومخبتيهم .
9- زهير بن عمرو الهلالي :(2) عدهّ الشيخ الطوسي في رجاله من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله) ، وقال ابن عبد البر في الاستيعاب وابن الاثير في أيد الغابة ، وابن حجر في الاصابة ، انه راوي حديث الانذار لما تزلت {وَأَنذٍر عَشيٍرَتَكَ الأقرَبٍين} لم يرو غيره ، وذكره ابن
(1) تنقيح المقال:1/361
(2) أعيان الشيعة : 7/71