هو المسجد الجامع أو المسجد الأموي في دمشق، وهو من أكبر المساجد في البلدان الإسلامية، وبناؤه العظيم (كان في السابق كنيسة) يعود إلى عهود قديمة قبل الإسلام، في داخله منبر يقال أنه يقع في نفس موضع المنبر الذي ارتقاه الإمام السجاد عليه السلام في بلاط الأمويين، وأورد خطبته المشهورة في مجلس يزيد. وفي موضع آخر من المسجد قبّة صغيرة تقوم على أربعة أعمدة تعرف بمقام زين العابدين، ويقال: أنّ هذا المكان هو الموضع الذي يستريح فيه الإمام السجاد عليه السلام، ويقع إلى جانب المنبر المذكور في القسم الشرقي من هذا المسجد "مقام رأس الحسين" وهو مزار الشيعة.
ويتكون المسجد الأموي بدمشق من صحن كبير مستطيل الشكل، وإيوان رئيسي يبلغ طوله 136 متراً، وعمقه 37 متراً ، ويحتوي إيوان القبلة على ثلاثة أروقة موازية لحائط القبلة، ومحمولة على أعمدة رخامية، وفوقها عقود أصغر منها ، ويبلغ ارتفاع هذه الأروقة بعقودها الكبيرة والصغيرة 15 متراً .. والواجهة الشمالية تعلوها مئذنة تعرف باسم "مئذنة العروس"، وينتهي رأس هذه المئذنة بساعة تضبط على دقاتها أوقات مساجد دمشق كلها ومواعيد الآذان.
بعد الخطبة التي ألقتها زينب وفضحت فيها يزيد وقلبت الأوضاع ضدّه، اضطر لوضع أهل البيت في خرابة لا سقف لها، ومكثوا فيها ثلاثة أيّام ينوحون ويلطمون على الحسين عليه السلام (1).
وفي هذا الموضع رأت رقيّة طفلة الإمام الحسين عليه السلام أباها في المنام فاستيقظت وطلبت رؤية أبيها فجاؤوها برأسه، ولمّا رأت ذلك المشهد فارقت روحها جسدها السلام (لم ترد هذه القضية في المصادر الأولى رغم ما لها من شهرة)، ودُفنت هناك حيث جعلوا لها ضريحاً فيما بعد ، (هذه القضية موضع شكّ وترديد عند المحققين).
**************************************************************
1 ـ (أعيان الشيعة 627:1)
وهو القصر الذي يسكنه الخليفة، كما ويطلق هذا الاسم أيضا على المدينة التي تتخذ كمقر للخليفة، وتسمى كذلك بدار الحكومة.
بعد مقتل الإمام الحسين وسبي أهل بيته سر الطاغية يزيد سرورا بالغا بسبايا أهل البيت، فأوقفهم موقف السبي بباب المسجد مبالغة في إذلالهم وإهانتهم، وربطوهم بالحبال بصورة جماعية وأدخلوهم إلى مجلس يزيد بصورة مهنية (1).
وتقع دار خلافة يزيد قرب المسجد الجامع في دمشق.