الانصار
          الهاشميون
          الخصـــوم
          المعاصرون لزمن النهضة
          نساء خالدات

« يزيد بن معاوية»


  أورد لسماحة الشيخ محمد صنقور في كتاب (الأدلة على تورط يزيد بدم الحسين (ع)، ملخصًا عن شخصية يزيد بن معاوية وبعض أفعاله التي يشهد عليها التاريخ وهي كما يلي:

شخصية يزيد الذاتية
  إنَّ من له أدنى اطلاع على التاريخ لا يستبعد على يزيد ان يقدم على قتل الامام الحسين (عليه السلام) ، فلم يكن ليزيد أيُّ تحرج عن هتك حرمات الله جلَّ وعلا فقد ذكر المؤرخون انَّ يزيد كان مستهتراً يميل الى الطرب ويتعاطى الخمر ويلعب مع القرود والفهود .

  ومن أجل ان نوثق لك ماذكرناه نذكر بعض النصوص المتصلة بذلك :

النص الاول: ماذكره المسعودي في مروج الذهب :
  ( وكان يزيد صاحب طرب وجوارح وكلاب وقرود وفهود ومنادمة على الشراب... وغلب على أصحاب يزيد وعماله ما كان يفعله من الفسوق وفي أيامه ظهر الغناء بمكة والمدينة واستعملت الملاهي واظهر الناس شرب الشراب... ) (1) .

النص الثاني: ماذكره الطبري وكذلك غيره :
  ( وبعث الى يزيد وفداً من أهل المدينة فيهم عبد الله بن حنظلة الغسيل الانصاري ... ورجالا من أشراف أهل المدينة فقدموا على يزيد بن معاوية فأكرمهم ... فلمَّا قدم اولئك النفر الوفد المدينة قاموا فيهم فأظهروا شتم يزيد وعتبه وقالوا إنا قدمنا من عند رجل ليس له دين ويشرب الخمر ويعزف بالطنابير ويُضرب عنده القيان ويلعب باالكلاب ويسامر الخراب والفتيان ، وإنا نشهد انا قد خلعناه فتابعهم الناس ) (2).

النص الثالث : ماذكره ابن الاثير في الكامل قال :
  ( وقال عمر بن سبيئة : حج يزيد في حياة أبيه ، فلمَّا بلغ المدينة جلس على شراب ... فقال يزيد :
ألا  يـصاح iiلـلعجب      دعـوتك  ذا ولم iiتجبِ
إلـى  الفتيات iiوالشهو      ات والصهباء والطربِ
وبـاطـيـة iiمـكـللة      عـليها  سـادة iiالعربِ
وفـيهن الـتي iiتـبلت      فـؤادك ثم لم تتبِ ii(3)

النص الرابع : مانقله ابن قتيبة في الامامة والسياسة قال :
  ( وذكروا ان عتبة بن مسعود قال مرَّ بنا نعي معاوية بن ابي سفيان ونحن في المسجد الحرام قال فقمنا فأتينا ابن عباس ... قال فما برحنا حتى جاء رسول خالد فقال يقول لك الامير لابدَّ ان تأتينا ... قال فقلت له أتبايع ليزيد وهو يشرب الخمر ويلهو بالقيان ويستهتر بالفواحش قال ـ ابن عباس ـ مهْ وكم بعده آت ممن يشرب الخمر ) (4) .

النص الخامس : ماذكره الطبري وكذلك ابن الاثير في الكامل :
  ( لمَّا أراد معاوية أن يُبايع ليزيد كتب الى زياد يستشيره ، فبعث زياد الى عبيد الله بن كعب فقال ... انَّ أمير المؤمنين كتب اليَّ يزعم انَّه عزم على بيعة يزيد وهو يتخوَّف نفرة الناس ... ويزيد صاحب رسلة وتهاون مع ماقد أولع به من الصيد ، فالقَ أمير المؤمنين مؤدياً عني فاخبره عن فعلات يزيد ، فقال له : رويدك ... فقال عبيد ... وألقى انا يزيد سراً من معاوية فاخبره عنك ... وانَّك تخوَّف خلاف الناس لهنات ينقمونها عليه ) (5).

النص السادس : ماذكره ابن قتيبة في الإمامة والسياسة :
  عن الإمام الحسين (عليه السلام) انَّه قال لمعاوية ابن أبي سفيان حينما دعاه للبيعة ليزيد بولاية العهد ، قال الحسين (عليه السلام) ( وهيهات هيهات يا معاوية : فضح الصبح فحمة الدجى وبهرت الشمس أنوار السرج... وفهمت ما ذكرته عن يزيد من اكتماله وسياسته لأمة محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)، تريد ان توهم الناس في يزيد ، كأنك تصف محجوباً أو تنعت غائباً أو تخبر عما كان مما احتويته بعلم خاص ، وقد دلَّ يزيد من نفسه على موقع رأيه ، فخذ ليزيد فيما أخذ فيه ، من استقرائه الكلاب المهارشة عند التهارش والحمام السبق لا ترابهن والقيان ذوات المعازف ، وضرب الملاهي تجده باصراً ودع عنك ما تحاول ... )(6) .
  وقال الحسين (عليه السلام) لمعاوية في موضع آخر : ( هذا الافك والزور، يزيد شارب الخمر ومشتري اللهو... )(7) .

النص السابع : ماذكره جلال الدين السيوطي في تاريخ الخلفاء :
  ( وكان سبب خلع أهل المدينة ان يزيد أسرف في المعاصي .
  وأخرج الواقدي من طرق انَّ عبد الله بن حنظلة الغسيل قال : والله ما خرجنا على يزيد حتى خفنا ان نرمى بالحجارة من السماء انه رجل ينكح امهات الأولاد، والبنات والأخوات ، ويشرب الخمر ويدع الصلاة .
  قال الذهبي : ولما فعل يزيد باهل المدينة مافعل ـ مع شرب الخمر واتيانه المنكر ـ اشتد عليه الناس ) (8) .
  هذه بعض النصوص التي توثق ماذكرناه من انَّ يزيد كان جريئاً على هتك حرمات الله جلَّ وعلا ، ومن كان هذا دأبه لا يستبعد منه التورط بأيِّ موبقة مهما عظمت ، فقد وصفه أشراف أهل المدينة وعلى رأسهم عبد الله بن حنظلة غسيل الملائكة بأنه ( لا دين له ) .
  ثم انَّ بعض النصوص التي ذكرناها تكشف عن أنَّ أمر يزيد لم يكن مستوراً بل أنَّ الناس كانت تعرف منه هذه الخصال ، وهذا ما يُعبِّر عن أن يزيد كان مستهتراً ومتجاهراً بالفسق .
  وأورد سماحة الشيخ جواد المحدثي في موسوعته موسوعة عاشوراء ملخصًا عن شخصية يزيد بن معاوية وبعض أفعاله التي يشهد عليها التاريخ ننقلها لكم مع شيء من التصرف :

يزيد بن معاوية
  ولد عام 25 هـ وكان صاحب طرب وجوارح وكلاب وقرود وفهود ومنادمة (9) ، هو الخليفة الأموي الذي ارتكبت مذبحة كربلاء بأمره .
  لما مات معاوية بويع هو بالخلافة ، وكان معاوية قبل موته قد اخذ له البيعة كولي للعهد .
  كان يزيد يضمر الإلحاد ولا يعتقد بالمعاد ، وفي أيامه ظهر الغناء بمكّة والمدينة واستعملت الملاهي ، وأظهر الناس شرب الشراب (10) .
  وعندما دعا الوليد ومروان الإمام الحسين (عليه السلام) لمبايعة يزيد ، صرّح لهم لفسقه وفجوره قائلاً : يزيد رجل فاسق شارب الخمر قاتل النفس المحترمة معلن الفسق ومثلي لا يبايع مثله ) (11) .
  ورأى الحسين في يزيد له سابقة : فحينما أثنى عليه معاوية في اجتماع كان فيه الحسين (عليه السلام) قال (عليه السلام) وأحصى مفاسد يزيد وقبائحه وسوء فعاله ، واستنكر على معاوية أخذ البيعة له (12) .
  كان يزيد كما هو شأن أبيه يسرف ويبذر أموال المسلمين ، ويقتل المؤمنين، ويشيع الفساد .
  كتب إلى واليه على المدينة أن يأخذ البيعة من الحسين بالإكراه وإن لم يفعل يضرب عنقه .
  وولى عبيد الله بن زياد ولاية الكوفة ليقضي على أنصار الحسين الذين بايعوا رسوله مسلم بن عقيل ، وأصدر أمره بقتل الحسين .
  قال عنه ابن الجوزي : ( ما رأيكم في رجل حكم ثلاث سنين : قتل في الأولى الحسين بن علي ، وفي الثانية أرعب المدينة وأباحها لجيشه ، وفي السنة الثالثة ضرب بيت الله بالمنجنيق ) (13) ، وهي إشارة إلى واقعة كربلاء ، وواقعة الحرّة التي ثار فيها أهل المدينة ضد واليها وأخرجوه منها وسائر بني أمية ، وذلك من بعد أن انكشف لديهم فسق يزيد وكثرة جرائمه ، فبعث إليهم يزيد مسلم بن عقبة على رأس جيش فقتل أهلها واستباحها .
  وفي عام 64 هـ أرسل نفس ذلك الجيش لقمع ثورة عبدالله بن الزبير بمكة ، فهجم عليها وضرب الكعبة بالمنجنيق وأحرق البيت الحرام وهدمه وقتل خلقاً كثيراً من أهلها (14) .
**************************************************************
1 ـ مروج الذهب ج3 / 77 ، ونقل سبط بن الجوزي في تذكرة الخواص ان مما وجده في ديوان يزيد : / 261
( أشغلتني نغمة العيدان      عـن  صـوت iiالأذانِ
وتعوضت  عن iiالحور      خـموراً فـي الدنانِ ii)

في تاريخ مدينة دمشق للحافظ ابي القاسم الشافعي قال : ( بعث معاوية جيشاً الى الروم فنزلوا منزلا يقال له الفرقدونة فأصابهم بها الموت فكبر ذلك على معاوية ، فاطلع يوماً ابنه يزيد وهو يشرب وعنده قينة تغنيه :
أهون عليك بما تلقى iiجموعهم      بالفرقدونة من وعك ومن iiمومِ
اذا اتكأت على الأنماط مرتفعاً      بـدير  مران عندي ام iiكلثومِ

ج65/405 ـ 406 .
2 ـ تاريخ الطبري ج4 / 368 ، الكامل في التاريخ ج3 / 307 ، البداية والنهاية ج8/238 .
3 ـ الكامل في التاريخ ج3 / 317 / 318 ، تاريخ مدينة دمشق للحافظ ابي القاسم الشافعي ج65/406 ـ 407، مختصر تاريخ دمشق لابن عساكر للإمام المعروف بابن منظور ج28/24 .
4 ـ الامامة والسياسة ج1 / 202 ـ 203 ، ونقل صاحب تذكرة الخواص عن ابن عقيل ان يزيد قال في قصيدة له / 260 ـ 261
عـليَّة هـاتي واعلني iiوترنمي      بـذلك انـي لا احـب iiالتناجيا
حديث ابي سفيان قدماً سمى iiبها      الـى احـد حـتى أقام iiالبواكيا
ألا هاتِ فاسقيني على ذاك قهوة      تـخيرها الـعنسي كرماً iiشاميا
اذا  مـانظرنا فـي امور قديمة      وجـدنا  حـلالا شربها iiمتواليا

5 ـ تاريخ الطبري ج4 / 224 ـ 225 ، الكامل في التاريخ ج3 / 249 ـ 250 ، في سير أعلام النبلاء انَّ يزيد سكر يوماً فقام يرقص فسقط على رأسه فانشق ج4/38 .
6 ـ الامامة والسياسة ج1 / 186 ، ونقل ابن أعثم في كتاب الفتوح عن الحسين ما يقرب من هذا النص في غير هذا المورد ج5/18 ج4/241 .
7 ـ الامامة والسياسة ج1 / 189 .
8 ـ تاريخ الخلفاء للسيوطي / 209 ، قال ابن كثير في البداية والنهاية : ( وكان فيه اقبال على الشهوات وترك بعض الصلوات في بعض الاوقات واماتتها في غالب الاوقات ) ج8/252 ، وفي شذرات الذهب في أخبار من ذهب لابن العماد الحنبلي الدمشقي انَّه ( استفتي الكيا الهراس فيه ، فذكر فصلا واسعاً من مخازيه حتى نفدت الورقة ثم قال : لو مُددت ببياض لمددت العنان في مخازي هذا الرجل ) ج1/278 ، والكيا الهراس هو علي بن محمد الطبري الملقّب بعماد الدين فقيه شافعي مفسِّر مات سنة 504 هـ .
9 ـ (الكامل لابن الأثير 569 : 2)
10 ـ (مروج الذهب للمسعودي 67 : 3)
11 ـ (بحار النوار 325 : 44)
12 ـ (الغدير 248 : 10)
13 ـ (تذكرة الخواص لسبط ابن الجوزي : 164)
14 ـ (مروج الذهب 69 : 3 ـ 72)




«شمر بن ذي الجوشن»


  أورد علماء التاريخ جملة من التراجم والمواقف والأفعال التي ارتكبها شمر بن ذي الجوشن، ننتخب لكم بعضا منها في ما يلي:
  أورد الشيخ علي النمازي الشاهرودي في كتابه (مستدركات علم رجال الحديث) - ج 4 - ص 220 – ترجمة عن شمر بن ذي الجوشن جاء فيها:

شمر بن ذي الجوشن:
  - تولد من الزنا.
  - وكان يوم صفين في جيش أمير المؤمنين عليه السلام.
  - و قضاياه في كربلاء معروفة.
  - أخذه المختار وقتله وأغلى له دهنا في قدر، فقذفه فيها فتفسخ.

وعن الطبري في ذكر يوم عاشوراء:
  إن زهير بن قين يعظ أصحاب عمر بن سعد وينذرهم، فرماه شمر بسهم وقال: اسكت.
  فقال له زهير: يا بن البوال على عقبيه، ما إياك أخاطب. إنما أنت بهيم. والله ما أظنك تحكم من كتاب الله آيتين. فأبشر بالخزي يوم القيامة والعذاب الأليم.

وعن كتاب المثالب لهشام بن محمد الكليني:
  إن امرأة ذي الجوشن خرجت من جبانة السبيع إلى جبانة كندة، فعطشت في طريق ولاقت راعيا يرعى الغنم فطلبت منه الماء فأبى أن يعطيها إلا بالإصابة منها. فمكنته فواقعها الراعي فحملت بشمر. انتهى.
  قول مولانا الحسين (عليه السلام) لشمر يوم عاشوراء: يا بن راعية المعزى، أنت أولى بها صليا.

رتبته في معسكر بن سعد:
  ويأتي من حيث الرتبة والأهميّة بعد عمر بن سعد، وكان على أربعة آلاف في تعبئة الجيش، كما كان قائد الميسرة في جيش ابن سعد يوم عاشوراء.
  وأورد سماحة الشيخ جواد المحدثي في موسوعة عاشوراء ترجمة لشمر بن ذي الجوشن، جاء فيها:

الشمر بن ذي الجوشن
  - اسمه شرحبيل وكنيته "أبو السابغة".
  - أحد القادة المجرمين القساة في جيش الكوفة الذي حارب الحسين وكان من جملة قتلته.
  - وهو من قبيلة بني كلاب ومن رؤساء هوازن.

الرجل الثاني في جيش بن سعد:
  ولما رأوا عمر بن سعد في مواجهة الحسين، توجه شمر إلى كربلاء حاملا كتابا من ابن زياد إلى ابن سعد يخيّره فيه بين حسم الأمر أو ترك قيادة الجيش إلى شمر بن ذي الجوشن.
  تولى شمر في يوم الواقعة قيادة ميسرة الجيش. وبعد انتهاء الواقعة بعث معه عبيدالله رأس الإمام الحسين إلى يزيد في الشام، ثم عاد إلى الكوفة. وبعد خروج المختار هرب شمر من الكوفة. فأرسل المختار غلامه مع جماعة في طلبه؛ فقتل شمر غلام المختار وفرَّ نحو "كلتانية" من قرى خوزستان. فسار جماعة من جيش المختار بقيادة "أبي عمرة" لقتاله، وقُتل الشمر في المعركة التي دارت بينهما، ورموا بجثّته إلى الكلاب، وجاء في مصادر أخرى أنه قبض عليه بعد خروج المختار وقتل.

أفعاله وجرائمه:
  من جملة جرائمه الأخرى جلوسه على صدر الحسين لاحتزاز رأسه ، وهجومه على الخيام، والإتيان بكتاب الأمان لأبي الفضل العباس لكي يفارق الحسين ، كان رجلا مجدورا قبيح المنظ ر، وسيء السيرة وهو ابن زنا ، ورد اسمه في زيارة عاشوراء ملعونا ( لعن الله شمرا ) ، وبعد هجوم شمر على خيام أهل البيت ، وقال الحسين عليه السلام قولته المشهورة ( إن لم يكن لكم دين فكونوا أحرارا في دنياكم ) ، وفي اللحظات الأخيرة من حياة الإمام الحسين، حرض جماعة على مهاجمته حين كان ملقيا على الأرض.
  أورد مولانا الشيخ الصدوق رحمه الله في كتابه الأمالي ما يلي :

خبر شمر مع عبيد الله بن زياد وقتاله للحسين (عليه السلام) :
  فبلغ عبيد الله بن زياد أن عمر بن سعد يسامر الحسين (عليه السلام) ويحدثه ويكره قتاله ، فوجه إليه شمر بن ذي الجوشن في أربعة آلاف فارس ، وكتب إلى عمر ابن سعد : إذا أتاك كتابي هذا ، فلا تمهلن الحسين بن علي ، وخذ بكظمه ، وحل بين الماء وبينه ، كما حيل بين عثمان وبين الماء يوم الدار .
  فلما وصل الكتاب إلى عمر بن سعد (لعنه الله) ، أمر مناديه فنادى : إنا قد أجلنا حسينا وأصحابه يومهم وليلتهم ، فشق ذلك على الحسين (عليه السلام) وعلى أصحابه ...
  فقام الحسين (عليه السلام) في أصحابه خطيبا ، فقال : اللهم إني لا أعرف أهل بيت أبر ولا أزكى ولا أطهر من أهل بيتي ، ولا أصحابا هم خير من أصحابي ، وقد نزل بي ما قد ترون ، وأنتم في حل من بيعتي، ليست لي في أعناقكم بيعة ، ولا لي عليكم ذمة ، وهذا الليل قد غشيكم فاتخذوه جملا ، وتفرقوا في سواده ، فإن القوم إنما يطلبونني ، ولو ظفروا بي لذهلوا عن طلب غيري .

وروى الشيخ المفيد في كتابه الإرشاد ـ ج 2 ـ ص 87 ـ 92 ما يلي :
  ولما رأى الحسين نزول العساكر مع عمر بن سعد بنينوى ومددهم لقتاله أنفذ إلى عمر بن سعد : ( إني أريد أن ألقاك ) فاجتمعا ليلا فتناجيا طويلا ، ثم رجع عمر بن سعد إلى مكانه وكتب إلى عبيد الله بن زياد :
  أما بعد : فإن الله قد أطفأ النائرة وجمع الكلمة وأصلح أمر الأمة، هذا حسين قد أعطاني أن يرجع إلى المكان الذي أتى منه أو أن يسير إلى ثغر من الثغور فيكون رجلا من المسلمين، له ما لهم وعليه ما عليهم ، أو أن يأتي أمير المؤمنين يزيد فيضع يده في يده ، فيرى فيما بينه وبينه رأيه ، وفي هذا لكم رضى وللأمة صلاح .
  فلما قرأ ، عبيد الله الكتاب قال : هذا كتاب ناصح مشفق على قومه .
  فقام إليه شمر بن ذي الجوشن فقال : أتقبل هذا منه وقد نزل بأرضك وإلى جنبك ؟ والله لئن رحل من بلادك ولم يضع يده في يدك ، ليكونن أولى بالقوة ولتكونن أولى بالضعف والعجز ، فلا تعطه هذه المنزلة فإنها من الوهن ، ولكن لينزل على حكمك هو وأصحابه ، فإن عاقبت فأنت (أولى بالعقوبة) وإن عفوت كان ذلك لك .
  قال له ابن زياد : نعم ما رأيت ، الرأي رأيك ، اخرج بهذا الكتاب إلى عمر بن سعد فليعرض على الحسين وأصحابه النزول على حكمي ، فإن فعلوا فليبعث بهم إلي سلما ، وإن هم أبوا فليقاتلهم ، فإن فعل فاسمع له وأطع، وإن أبى أن يقاتلهم فأنت أمير الجيش ، واضرب عنقه وابعث إلي برأسه .
  وكتب إلى عمر بن سعد : إني لم أبعثك إلى الحسين لتكف عنه ولا لتطاوله ولا لتمنيه السلامة والبقاء ولا لتعتذر له ولا لتكون له عندي شافعا ، انظر فإن نزل حسين وأصحابه على حكمي واستسلموا فابعث بهم إلي سلما ، وإن أبوا فازحف إليهم حتى تقتلهم وتمثل بهم ، فإنهم لذلك مستحقون ، وإن قتل الحسين فأوطئ الخيل صدره وظهره ، فإنه عات ظلوم ، وليس أرى أن هذا يضر بعد الموت شيئا ، ولكن علي قول قد قلته : لو قتلته لفعلت هذا به ، فإن أنت مضيت لأمرنا فيه جزيناك جزاء السامع المطيع ، وإن أبيت فاعتزل عملنا وجندنا ، وخل بين شمر بن ذي الجوشن وبين العسكر فإنا قد أمرناه بأمرنا ، والسلام .
  فأقبل شمر بكتاب عبيد الله إلى عمر بن سعد ، فلما قدم عليه وقرأه قال له عمر: ما لك ويلك ؟! لا قرب الله دارك ، قبح الله ما قدمت به علي ، والله إني لأظنك أنك نهيته أن يقبل ما كتبت به إليه ، وأفسدت علينا أمرنا ، قد كنا رجونا أن يصلح ، لا يستسلم والله حسين ، إن نفس أبيه لبين جنبيه .
  فقال له شمر : أخبرني ما أنت صانع، أتمضي لأمر أميرك وتقاتل عدوه ؟ وإلا فخل بيني وبين الجند والعسكر ، قال : لا ، لا والله ولا كرامة لك ، ولكن أنا أتولى ذلك ، فدونك فكن أنت على الرجالة .
  ونهض عمر بن سعد إلى الحسين عشية الخميس لتسع مضين من المحرم .
  وجاء شمر حتى وقف على أصحاب الحسين (عليه السلام) فقال: أين بنو أختنا ؟ فخرج إليه العباس وجعفر وعثمان بنو علي بن أبي طالب عليه وعليهم السلام فقالوا : ما تريد ؟ فقال : أنتم يا بني أختي آمنون، فقالت له الفتية : لعنك الله ولعن أمانك ، أتؤمننا وابن رسول الله لا أمان له ؟! ثم نادى عمر بن سعد: يا خيل الله اركبي وأبشري ، فركب الناس ثم زحف نحوهم بعد العصر ، وحسين (عليه السلام) جالس أمام بيته محتب بسيفه ، إذ خفق برأسه على ركبتيه ، وسمعت أخته الصيحة فدنت من أخيها فقالت : يا أخي أما تسمع الأصوات قد اقتربت ؟ فرفع الحسين (عليه السلام) رأسه فقال : ( إني رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله الساعة في المنام فقال لي : إنك تروح إلينا ) فلطمت أخته وجهها ونادت بالويل ، فقال لها : ( ليس لك الويل يا أخية ، اسكتي رحمك الله ) وقال له العباس بن علي رحمة الله عليه : يا أخي أتاك القوم ، فنهض ثم قال : ( يا عباس ، اركب ـ بنفسي أنت يا أخي ـ حتى تلقاهم وتقول لهم : ما لكم وما بدا لكم ؟ وتسألهم عما جاء بهم ) .
  فأتاهم العباس في نحو من عشرين فارسا ، منهم زهير بن القين وحبيب بن مظاهر ، فقال لهم العباس : ما بدا لكم وما تريدون ؟ قالوا : جاء أمر الأمير أن نعرض عليكم أن تنزلوا على حكمه أو نناجزكم ، قال : فلا تعجلوا حتى أرجع إلى أبي عبد الله فأعرض عليه ما ذكرتم ، فوقفوا وقالوا : القه فأعلمه ، ثم القنا بما يقول لك .
  فانصرف العباس راجعا يركض إلى الحسين (عليه السلام) يخبره الخبر ، ووقف أصحابه يخاطبون القوم ويعظونهم ، ويكفونهم عن قتال الحسين.
  فجاء العباس إلى الحسين (عليه السلام) فأخبره بما قال القوم ، فقال : ( ارجع إليهم فإن استطعت أن تؤخرهم إلى الغدوة وتدفعهم عنا العشية ، لعلنا نصلي لربنا الليلة وندعوه ونستغفره ، فهو يعلم أني قد أحب الصلاة له وتلاوة كتابه والدعاء والاستغفار ) .
  فمضى العباس إلى القوم ورجع من عندهم ومعه رسول من قبل عمر بن سعد يقول : إنا قد أجلناكم إلى غد ، فإن استسلمتم سرحناكم إلى أميرنا عبيد الله بن زياد ، وإن أبيتم فلسنا تاركيكم ، وانصرف .
  فجمع الحسين (عليه السلام) أصحابه عند قرب المساء.
  قال علي بن الحسين زين العابدين عليه السلام : ( فدنوت منه لأسمع ما يقول لهم ، وأنا إذ ذاك مريض ، فسمعت أبي يقول لأصحابه : أثني على الله أحسن الثناء ، وأحمده على السراء والضراء ، اللهم إني أحمدك على أن أكرمتنا بالنبوة وعلمتنا القرآن وفقهتنا في الدين، وجعلت لنا أسماعا وأبصارا وأفئدة ، فاجعلنا من الشاكرين .
  أما بعد : فإني لا أعلم أصحابا أوفى ولا خيرا من أصحابي ، ولا أهل بيت أبر ولا أوصل من أهل بيتي فجزاكم الله عني خيرا ، ألا وإني لأظن أنه آخر يوم لنا من هؤلاء ، ألا وإني قد أذنت لكم فانطلقوا جميعا في حل ليس عليكم مني ذمام ، هذا الليل قد غشيكم فاتخذوه جملا .
  فقال له إخوته وأبناؤه وبنو أخيه وابنا عبد الله بن جعفر : لم نفعل ذلك ؟! لنبقى بعدك ؟! لا أرانا الله ذلك أبدا .
  بدأهم بهذا القول العباس بن علي رضوان الله عليه واتبعته الجماعة عليه فتكلموا بمثله ونحوه .
  فقال الحسين عليه السلام : يا بني عقيل ، حسبكم من القتل بمسلم ، فاذهبوا أنتم فقد أذنت لكم .
  قالوا : سبحان الله، فما يقول الناس ؟! يقولون إنا تركنا شيخنا وسيدنا وبني عمومتنا ـ خير الأعمام ـ ولم نرم معهم بسهم ، ولم نطعن معهم برمح ، ولم نضرب معهم بسيف ، ولا ندري ما صنعوا ، لا والله ما نفعل ذلك ، ولكن (تفديك أنفسنا وأموالنا وأهلونا) ، ونقاتل معك حتى نرد موردك ، فقبح الله العيش بعدك





«عبيد الله بن زياد»


  ورد في كتب التاريخ والمقاتل تفصيلاً عن شخصية عبيد الله بن زياد نورد لكم بعضا منها وهي كما يلي :
  أورد السيد أبو القاسم الخوئي قدس الله نفسه الزكية في كتابه معجم رجال الحديث ج 12 ما يلي :

عبيد الله بن زياد :
  قدم البصرة بعد قتل الحسين (عليه السلام) فقال له بشر بن عباد بن قيس ابن ثعلبة ، وقد كان عرفه برأيه ، فقال له: ما تقول في الحسين (عليه السلام) ؟
  فقال : وما عسيت أن أقول في الحسين (عليه السلام) ، يقدم على جده فيشفع له ، وتقدم على زياد فيشفع لك! فلم يجد إليه سبيلا ، فقال : قد عرفنا غشك فألزمنا .
  من أصحاب علي (عليه السلام) ، رجال الشيخ ، أقول : من الغريب ذكر الشيخ هذا الخبيث في كتابه ، فلعنة الله عليه وعلى من أمره وعلى من أطاعه في قتل الحسين (عليه السلام) ، ويأتي في ترجمة ميثم التمار قول أمير المؤمنين (عليه السلام) في حقه : أنه دعي بني أمية ، وأنه العتل الزنيم ابن الأمة الفاجرة ، ويأتي في ترجمة المختار بن أبي عبيد : أن علي بن الحسين (عليهما السلام) لما أتي برأس عبيد الله بن زياد ورأس عمر بن سعد خر ساجدا ، وقال : الحمد لله الذي أدركني ثأري من أعدائي وجزى الله المختار خيرًا .

  وأورد الشيخ جواد المحدثي في موسوعته عن الدعي عبيد الله بن زياد ما يلي :
من هو الدعي عبيد الله بن زياد ؟
  والي الكوفة في زمن واقعة عاشوراء ، وبأمره قتل الحسين وأصحابه ، ويسمى ابن زياد باسم ابن مرجانة أيضاً نسبة إلى أمه مرجانة وكانت جارية بغي من المجوس، لمّا أدخلوا عليه سبايا أهل البيت في دار الإمارة بالكوفة بعد مقتل الحسين ، خاطبته زينب عليها السلام بكلمة يا ابن مرجانة إشارة إلى نسبه الوضيع ، وفضحاً لهذا الحاكم المغرور .

دعي بني أمية :
  من مشاهير ولاة الأمويين؛ عينه معاوية عام 54هـ والياً على خراسان ، وفي عام 56 هـ عزله من ولاية خراسان وعينه والياً على البصرة، وبعد موت معاوية ومبايعة يزيد للخلافة ، وقيام مسلم بن عقيل في الكوفة عيّن والياً على الكوفة إضافة إلى احتفاظه بولاية البصرة وتمكّن من السيطرة على الأوضاع المضطربة فيها ، وأمر بقتل مسلم بن عقيل .
  بعد مسير الإمام الحسين عليه السلام من مكّة إلى العراق ، سيّر إليه عبيدالله ابن زياد جيشاً بقيادة عمر بن سعد لمقاتلته أو إرغامه على مبايعة يزيد ، وهو الذي أصدر الأوامر بقتل سيّد الشهداء وسبي أهل بيته (سفينة البحار 580 : 1) .

عاقبته الوخيمة:
  بعد موت يزيد ادعى ابن زياد الخلافة لنفسه ، ودعا أهالي البصرة والكوفة لمبايعته ، إلا أن أهل الكوفة طردوا دعاته من مدينتهم فهرب ابن زياد خوف الانتقام ، وبقي مدّة في الشام ، وعند اتّساع ثورة التوابين انتدب للقضاء عليهم ، سار في عام 65هـ على رأس جيش لمحاربة التوابين بقيادة سليمان بن صرد الخزاعي واشتبك معهم في عين الوردة ، قتل عام 67 في إحدى المعارك مع جيش المختار وتشتّت جيشه ، وأخذوا رأسه إلى المختار ، فأرسله إلى محمد بن الحنفية والإمام السجاد : وقيل أيضاً أنه أرسل الرأس إلى عبدالله بن الزبير ، وهو ممّن نصّت زيارة عاشوراء على لعنهم : ( لعن الله ابن مرجانة ) و ( العن عبيدالله بن زياد وابن مرجانه ) .
  ورد في كتاب أعيان الشيعة للسيد محسن الأمين قدس الله نفسه الزكية وفي مقتل الحسين (ع) لأبو مخنف الأزدي ما يلي :

قتل عبيد الله بن زياد لرسول الحسين (ع) مسلم بن عقيل وهانئ بن عروة:
  قال: ثم إن عبيد الله بن زياد لما قتل مسلما وهانئا بعث برؤوسهما مع هانئ بن أبي حية الوادعي والزبير بن الاروح التميمي إلى يزيد بن معاوية وأمر كاتبه عمرو بن نافع ان يكتب إلى يزيد بن معاوية بما كان من مسلم وهانئ فكتب .

دخول السيدة زينب ابنة علي (ع) عليه في قصر الإمارة :
  فلما دخلت جلست ، فقال عبيد الله بن زياد : من هذه الجالسة ؟ فلم تكلمه ، فقال ذلك ثلاثا كل ذلك لا تكلمه ، فقال بعض إمائها : هذه زينب ابنة فاطمة ، قال : فقال لها عبيد الله: الحمد لله الذي فضحكم ، وقتلكم ، وأكذب أحدوثتكم ، فقالت : الحمد لله الذي أكرمنا بمحمد صلى الله عليه وآله وطهرنا تطهيرا لا كما تقول أنت ، إنما يفتضح الفاسق ، ويكذب الفاجر ، قال : فكيف رأيت صنع الله بأهل بيتك ، قالت : كتب عليهم القتل ، فبرزوا إلى مضاجعهم ، فسيجمع الله بينك وبينهم ، فتحاجون إليه وتخاصمون عنده .

خبر بعثه لرأس الحسين (ع) يدار في البلاد :
  وقال المفيد أيضا: بعث عبيد الله بن زياد برأس الحسين (ع) فدير به في سكك الكوفة وقبائلها فروي عن زيد بن أرقم انه قال مر به علي وهو على رمح وأنا في غرفة لي فلما حاذاني سمعته يقرأ (أم حسبت أن أصحاب الكهف والرقيم كانوا من آياتنا عجبا)، فقف والله شعري وناديت رأسك والله يا ابن رسول الله أعجب واعجب .

هلاكه وعاقبته :
  إرسال المختار رأس ابن زياد إلى زين العابدين لما قتل إبراهيم بن الأشتر عبيد الله بن زياد على نهر الخازر بعث برأسه ورؤوس أعيان من كان معه إلى المختار فبعث المختار برأس ابن زياد إلى محمد بن الحنفية وإلى علي بن الحسين فادخل عليه وهو يتغدى فقال علي بن الحسين أدخلت علي ابن زياد وهو يتغدى ورأس أبي بين يديه فقلت اللهم لا تمتني حتى تريني رأس ابن زياد وأنا أتغدى فالحمد لله الذي أجاب دعوتي ثم أمر فرمي به .
وفي رواية ابن نما فسجد علي بن الحسين (ع) شكرا لله وقال الحمد لله الذي أدرك لي ثاري من عدوي وجزى الله المختار خيرا .
  من آثار العدل الإلهي قتل عبيد الله بن زياد يوم عاشوراء كما قتل الحسين يوم عاشوراء وان يبعث برأسه إلى علي بن الحسين كما بعث برأس الحسين إلى ابن زياد .
  وهل أمهل يزيد بن معاوية بعد الحسين إلا ثلاث سنين أو أقل ، وأي موعظة أبلغ من أن كل من اشترك في دم الحسين اقتص الله تعالى منه فقتل أو نكب ، وأي عبرة لأولي الأبصار أعظم من كون ضريح الحسين حرما معظما وقبر يزيد بن معاوية مزبلة .




«عمر بن سعد»


  ذكرت كتب التراجم والتاريخ وكتب المقاتل تفاصيل عن عمر بن سعد وأفعاله نوجز لكم بعضا منها كما يلي :
  هو عمر بن سعد بن أبي وقاص ، وهو قائد جيش ابن زياد في كربلاء والذي حارب الإمام الحسين .
  وبعد استشهاده أمر أن تطأ الخيل صدره وظهره ، وسبي أهل بيته وعياله وساقهم إلى الكوفة ، وعمر هذا هو ابن سعد بن أبي وقاص كان أبوه من قادة الجيش في صدر الإسلام، ولد في زمن النبي صلّى الله عليه وآله ، أو (على عهد عمر حسبما تذكر روايات أخرى) ، شهد مع أبيه فتح العراق .
  وكان ممن شهد على حجر بن عدي وأصحابه بإثارة الفتنة ، فكان سبباً في استشهاده في مرج عذراء .

عمر بن سعد وواقعة كربلاء :
  كان قبيل واقعة الطف على وشك السير إلى ولاية الري بعد تسلمه كتاب تنصيبه والياً عليها ، بيد أن ابن زياد والي الكوفة أرسله على رأس جيش لمنع دخول الحسين إلى الكوفة وإرغامه على البيعة ليزيد أو محاربته وقتله إذا اقتضى الأمر ذلك وسار ابن سعد لمجابهة الحسين بن علي عليه السلام في كربلاء .
  وفي كربلاء سعى الإمام الحسين عليه السلام وتحدّث معه مراراً لإقناعه بعدم قتاله وتلطيخ يديه بدمه ، ولكن لم يصل معه إلى نتيجة ، وفي صبيحة يوم عاشوراء كان هو أول من رمى سهماً على مخيم الحسين ، وأمر بالهجوم الشامل عليه ، ورد اسمه في زيارة عاشوراء ضمن من خصّوا باللعنة ، وهو الذي ضيّق على الحسين منذ اليوم الأول لدخوله أرض كربلاء أي في الرابع من شهر محرّم ، وأمر فرسانه بمنع الماء عن الحسين عليه السلام .

بدء عمر بن سعد بالحرب :
  ثم رمى عمر بن سعد إلى أصحاب الحسين (ع) وقال اشهدوا لي عند الأمير أني أول من رمى ، فقال (ع) قوموا إلى الموت الذي لا بد منه ، فنهضوا جميعا والتقى العسكران وامتاز الرجالة من الفرسان واشتد الصراع وخفي لإثارة العثير الشعاع والسمهرية ترعف نجيعا والمشرفية يسمع لها في الهام رقيعا ولا يجد الحسين (ع) في مساقط الحرب لوعظه سميعا وقد كفروا بالرسول ولا يميلون إلى الصوارم والنصول ولم يبق بينهم سوى الهاذم الرزق والصوارم الذلق والسهام تسري كالغيث المغرق والشرار المحرق ، فقلت في وصف الحال أبياتا لما علمت أن القتال يصيرهم رفاتا .
  و لما رأينا عثير النقع ثائرا وقد مد فوق الأرض أردية حمراو سالت عن الخرصان أنفس فتية عن العنصر الزاكي وأعلى الورى قدراو شدوا لقتل السبط عمدا وأشرعوا مع المرهفات البيض خطية شمراو تيقن حزب الله أن ليس ناجيا من النار إلا من رأى الآية الكبرى‏و من رفض الدنيا وباع حياته من الله نعم البيع والفوز والبشرى ، و كان أول من قتل مولى لعبيد الله بن زياد اسمه سالم فصل من الصف .

  ورد في كتاب مثير الأحزان لابن نما الحلي ما يلي :

استعداد عمر بن سعد للحرب وتنظيمه للجيش :
  و عبأ عمر بن سعد أصحابه فجعل على ربع أهل المدينة عبد الله بن زهير بن سليم بن مخنف العامري ، وعلى كندة وربيعة قيس بن الأشعث ، وعلى مذحج وأسد عبد الرحمن بن أبي سيرة الجعفي ، وعلى تيم وهمدان رجلا من بني تميم ، وعلى ميمنته عمرو بن الحجاج الزبيدي ، وعلى ميسرته شمر بن ذي الجوشن ، وعلى الخيل عروة بن قيس الأحمسي ، وعلى الرجالة شبث بن ربعي ، والراية مع دريد مولى لعبيد الله بن زياد ، وفي ذلك الوقت وصل الخبر إلى محمد بن بشير الحضرمي أن ابنه قد أسر بثغر الري فقال عند الله أحتسبه ونفسي ما كنت أؤثر أن يؤسر وأبقى بعده فسمع الحسين (ع) قوله فأذن له في المضي فقال أكلتني السباع حيا إن فارقتك فأعطاه خمسة أثواب برودا قيمتها ألف دينار وقال احملها مع ولدك هذا لفك أخيه فحملها معه .

دعاء الحسين (ع) على عمر بن سعد :
  عندما استشهد علي الأكبر سلام الله عليه ابن الإمام الحسين بن علي (ع) التفت إلى ابن سعد وقال : قطع الله رحمك ، كما قطعت رحمي ولم تحفظ قرابتي من رسول الله، وسلط عليك من يذبحك على فراشك .

مصيره الأسود :
  وفي أيام قيام المختار هرب سعد من الكوفة ، ولكن حينما انتفض أهل الكوفة ضد المختار ، عاد هو إليها وتزعّم حركة التمرد فيها ، إلاّ أنه هرب ثانية نحو البصرة ثم قبض عليه وجئ به إلى المختار الذي أمر بقتله وأرسل رأسه إلى محمد ابن الحنفية في المدينة عام 66 هـ .





«الحصين بن نمير»


  من هو الحصين بن نمير ؟
  جاء في مستدركات علم رجال الحديث لسماحة الشيخ علي النمازي الشاهرودي ما يلي: (1)
  الحصين بن نمير السكوني :
  ملعون خبيث من رؤساء جند ابن زياد . (2)
  قتله ووصوله إلى نار جهنم . (3)
  وكان من أتباع معاوية . (4)
  وكان مأمورا ( من قبل يزيد لقتال عبد الله بن زبير بمكة . (5)

صاحب شرطة بن زياد :
  جاء في كتاب الإرشاد للشيخ المفيد (قدس الله نفسه الزكية) :(6)
  ولما بلغ عبيد الله بن زياد إقبال الحسين (عليه السلام) من مكة إلى الكوفة، بعث الحصين بن نمير صاحب شرطه حتى نزل القادسية (7) ، ونظم الخيل بين القادسية إلى خفان (8)، وما بين القادسية إلى القطقطانة (9) .
  وقال الناس: هذا الحسين يريد العراق.
  ولما بلغ الحسين (عليه السلام) الحاجر من بطن الرمة (10)، بعث قيس بن مسهر الصيداوي ، ـ ويقال : بل بعث أخاه من الرضاعة عبد الله بن يقطر (11) ـ إلى أهل الكوفة، ولم يكن (عليه السلام) علم بخبر مسلم ابن عقيل رحمة الله عليهما وكتب معه إليهم : ( بسم الله الرحمن الرحيم من الحسين بن علي إلى إخوانه من المؤمنين والمسلمين ، سلام عليكم ، فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو .
  أما بعد : فإن كتاب مسلم بن عقيل جاءني يخبر فيه بحسن رأيكم واجتماع ملئكم على نصرنا والطلب بحقنا ، فسألت الله أن يحسن لنا الصنيع، وأن يثيبكم على ذلك أعظم الأجر ، وقد شخصت إليكم من مكة يوم الثلاثاء لثمان مضين من ذي الحجة يوم التروية ، فإذا قدم عليكم رسولي فانكمشوا (12) في أمركم وجدوا ، فإني قادم عليكم في أيامي هذه ، والسلام عليكم ورحمة الله ) .
  وكان مسلم كتب إليه قبل أن يقتل بسبع وعشرين ليلة ، وكتب إليه أهل الكوفة : إن لك هاهنا مائة ألف سيف فلا تتأخر .

قبضه على رسول الحسين (ع) (قيس بن مسهر الصيداوي):
  جاء في كتاب الإرشاد للشيخ المفيد (قدس الله نفسه الزكية) : (13)
  فأقبل قيس بن مسهر إلى الكوفة بكتاب الحسين (عليه السلام) حتى إذا انتهى إلى القادسية أخذه الحصين بن نمير فأنفذه (14) إلى عبيد الله بن زياد، فقال له عبيد الله: اصعد فسب الكذاب الحسين بن علي ، فصعد قيس فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : أيها الناس، إن هذا الحسين بن علي خير خلق الله ابن فاطمة بنت رسول الله وأنا رسوله إليكم فأجيبوه ، ثم لعن عبيد الله بن زياد وأباه ، واستغفر لعلي بن أبي طالب (عليه السلام) وصلى عليه فأمر به عبيد الله أن يرمى به من فوق القصر ، فرموا به فتقطع . (15)

الحصين على الرماة في جيش بن زياد :
  جاء في كتاب الإرشاد للشيخ المفيد (قدس الله نفسه الزكية) : (16)
  وقاتل أصحاب الحسين بن علي (عليه السلام) القوم أشد قتال حتى انتصف النهار .
  فلما رأى الحصين بن نمير ـ وكان على الرماة ـ صبر أصحاب الحسين (عليه السلام) تقدم إلى أصحابه ـ وكانوا خمسمائة نابل ـ أن يرشقوا أصحاب الحسين (عليه السلام) بالنبل فرشقوهم ، فلم يلبثوا أن عقروا خيولهم وجرحوا الرجال ، وأرجلوهم .
  قتله للصحابي الجليل حبيب بن مظاهر الأسدي :
  جاء في كتاب (مناقب آل أبي طالب) لابن شهر آشوب (قدس الله نفسه الزكية): (17)
  ثم برز حبيب بن مظاهر الأسدي قائلا :
إنـي  حبيب وأبي iiمظاهر      فارس هيجاء وحرب تسعر
وأنـتم عـند الـعديد أكثر      ونـحن  أعلى حجة iiوأقهر

  فقتل اثنين وستين رجلا ، قتله الحصين بن نمير وعلق رأسه في عنق فرسه .

الحصين بن نمير ورجمه للكعبة :
  جاء في كتاب الكنى والألقاب للمحقق الكبير الشيخ عباس القمي (قدس الله نفسه الزكية) : (18)
  ثم توجه ابن عقبة لقتال ابن الزبير فهلك في الطريق ، وتأمر بعده الحصين ابن نمير بعهد من يزيد فأقبل حتى نزل على مكة المعظمة ونصب عليها العرادات والمجانيق وفرض على أصحابه عشرة آلاف صخرة في كل يوم يرمونها بها على ما يحكى من ابن قتيبة في الإمامة والسياسة فحاصروهم ما يقرب من ثلاثة أشهر حتى جاءهم موت يزيد ، وكانت المجانيق أصابت جانب البيت فهدمته مع الحريق الذي أصابه ، قال الشاعر :
ابـن نمير بئس ما iiتولى      قد أحرق المقام والمصلى

**************************************************************
1 ـ (ج 3 ـ ص 220 ـ 221) .
2 ـ كمبا ج 10 / 190 ، وجد ج 44 / 386 .
3 ـ كمبا ج 10 / 278 و 292 ، وجد ج 45 / 335 و 380 .
4 ـ كتاب الغدير ط 2 ج 10 / 295 .
5 ـ كمبا ج 9 / 307 ، و جد ج 38 / 193 .
6 ـ ( ج 2 ـ ص 69 ـ 71)
7 ـ القادسية : موضع بالعراق ، معجم البلدان 4 : 291 ) .
8 ـ خفان : موضع فوق القادسية ، ( معجم البلدان 2 : 379 ) .
9 ـ القطقطانة : موضع قرب الكوفة، كان به سجن النعمان بن المنذر ( معجم البلدان 4 : 374 ).
10 ـ بطن الرمة : منزل يجمع طريق البصرة والكوفة إلى المدينة المنورة ( مراصد الاطلاع 2 : 634 ) .
11 ـ كذا في النسخ الخطية وكذا ضبطه علماؤنا إلا أن ابن داود ذكر قولا بالباء ـ بقطر ـ : 125 / 920 ، وهو قول الطبري في تاريخه 5 : 398 ، وضبطه ابن الأثير بالباء كما في الكامل 4 : 42 ، وفي القاموس المحيط : 376 : بقطر ـ كعصفر ـ رجل .
12 ـ في هامش ( ش ) و ( م ) : فأكمشوا ، وكلاهما بمعنى أسرعوا .
13 ـ ( ج 2 ـ ص 69 ـ 71)
14 ـ في ( م ) وهامش ( ش ) : فبعث به .
15 ـ تاريخ الطبري 5 : 398 ، كامل ابن الأثير 4 : 43 ، مقتل الحسين للخوارزمي 1 : 228 ، مناقب ابن شهرآشوب 4 : 95 ، ونقله العلامة المجلسي في البحار 44 : 370 .
16 ـ (ج 2 ـ ص 104 ـ 105)
17 ـ (ـ ج 3 ـ ص 252)
18 ـ ( ج 3 ـ ص 83)





«الحصين بن نمير»


  من هو الحصين بن نمير ؟
  جاء في مستدركات علم رجال الحديث لسماحة الشيخ علي النمازي الشاهرودي ما يلي: (1)
  الحصين بن نمير السكوني :
  ملعون خبيث من رؤساء جند ابن زياد . (2)
  قتله ووصوله إلى نار جهنم . (3)
  وكان من أتباع معاوية . (4)
  وكان مأمورا ( من قبل يزيد لقتال عبد الله بن زبير بمكة . (5)

صاحب شرطة بن زياد :
  جاء في كتاب الإرشاد للشيخ المفيد (قدس الله نفسه الزكية) :(6)
  ولما بلغ عبيد الله بن زياد إقبال الحسين (عليه السلام) من مكة إلى الكوفة، بعث الحصين بن نمير صاحب شرطه حتى نزل القادسية (7) ، ونظم الخيل بين القادسية إلى خفان (8)، وما بين القادسية إلى القطقطانة (9) .
  وقال الناس: هذا الحسين يريد العراق.
  ولما بلغ الحسين (عليه السلام) الحاجر من بطن الرمة (10)، بعث قيس بن مسهر الصيداوي ، ـ ويقال : بل بعث أخاه من الرضاعة عبد الله بن يقطر (11) ـ إلى أهل الكوفة، ولم يكن (عليه السلام) علم بخبر مسلم ابن عقيل رحمة الله عليهما وكتب معه إليهم : ( بسم الله الرحمن الرحيم من الحسين بن علي إلى إخوانه من المؤمنين والمسلمين ، سلام عليكم ، فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو .
  أما بعد : فإن كتاب مسلم بن عقيل جاءني يخبر فيه بحسن رأيكم واجتماع ملئكم على نصرنا والطلب بحقنا ، فسألت الله أن يحسن لنا الصنيع، وأن يثيبكم على ذلك أعظم الأجر ، وقد شخصت إليكم من مكة يوم الثلاثاء لثمان مضين من ذي الحجة يوم التروية ، فإذا قدم عليكم رسولي فانكمشوا (12) في أمركم وجدوا ، فإني قادم عليكم في أيامي هذه ، والسلام عليكم ورحمة الله ) .
  وكان مسلم كتب إليه قبل أن يقتل بسبع وعشرين ليلة ، وكتب إليه أهل الكوفة : إن لك هاهنا مائة ألف سيف فلا تتأخر .

قبضه على رسول الحسين (ع) (قيس بن مسهر الصيداوي):
  جاء في كتاب الإرشاد للشيخ المفيد (قدس الله نفسه الزكية) : (13)
  فأقبل قيس بن مسهر إلى الكوفة بكتاب الحسين (عليه السلام) حتى إذا انتهى إلى القادسية أخذه الحصين بن نمير فأنفذه (14) إلى عبيد الله بن زياد، فقال له عبيد الله: اصعد فسب الكذاب الحسين بن علي ، فصعد قيس فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : أيها الناس، إن هذا الحسين بن علي خير خلق الله ابن فاطمة بنت رسول الله وأنا رسوله إليكم فأجيبوه ، ثم لعن عبيد الله بن زياد وأباه ، واستغفر لعلي بن أبي طالب (عليه السلام) وصلى عليه فأمر به عبيد الله أن يرمى به من فوق القصر ، فرموا به فتقطع . (15)

الحصين على الرماة في جيش بن زياد :
  جاء في كتاب الإرشاد للشيخ المفيد (قدس الله نفسه الزكية) : (16)
  وقاتل أصحاب الحسين بن علي (عليه السلام) القوم أشد قتال حتى انتصف النهار .
  فلما رأى الحصين بن نمير ـ وكان على الرماة ـ صبر أصحاب الحسين (عليه السلام) تقدم إلى أصحابه ـ وكانوا خمسمائة نابل ـ أن يرشقوا أصحاب الحسين (عليه السلام) بالنبل فرشقوهم ، فلم يلبثوا أن عقروا خيولهم وجرحوا الرجال ، وأرجلوهم .
  قتله للصحابي الجليل حبيب بن مظاهر الأسدي :
  جاء في كتاب (مناقب آل أبي طالب) لابن شهر آشوب (قدس الله نفسه الزكية): (17)
  ثم برز حبيب بن مظاهر الأسدي قائلا :
إنـي  حبيب وأبي iiمظاهر      فارس هيجاء وحرب تسعر
وأنـتم عـند الـعديد أكثر      ونـحن  أعلى حجة iiوأقهر

  فقتل اثنين وستين رجلا ، قتله الحصين بن نمير وعلق رأسه في عنق فرسه .

الحصين بن نمير ورجمه للكعبة :
  جاء في كتاب الكنى والألقاب للمحقق الكبير الشيخ عباس القمي (قدس الله نفسه الزكية) : (18)
  ثم توجه ابن عقبة لقتال ابن الزبير فهلك في الطريق ، وتأمر بعده الحصين ابن نمير بعهد من يزيد فأقبل حتى نزل على مكة المعظمة ونصب عليها العرادات والمجانيق وفرض على أصحابه عشرة آلاف صخرة في كل يوم يرمونها بها على ما يحكى من ابن قتيبة في الإمامة والسياسة فحاصروهم ما يقرب من ثلاثة أشهر حتى جاءهم موت يزيد ، وكانت المجانيق أصابت جانب البيت فهدمته مع الحريق الذي أصابه ، قال الشاعر :
ابـن نمير بئس ما iiتولى      قد أحرق المقام والمصلى

**************************************************************
1 ـ (ج 3 ـ ص 220 ـ 221) .
2 ـ كمبا ج 10 / 190 ، وجد ج 44 / 386 .
3 ـ كمبا ج 10 / 278 و 292 ، وجد ج 45 / 335 و 380 .
4 ـ كتاب الغدير ط 2 ج 10 / 295 .
5 ـ كمبا ج 9 / 307 ، و جد ج 38 / 193 .
6 ـ ( ج 2 ـ ص 69 ـ 71)
7 ـ القادسية : موضع بالعراق ، معجم البلدان 4 : 291 ) .
8 ـ خفان : موضع فوق القادسية ، ( معجم البلدان 2 : 379 ) .
9 ـ القطقطانة : موضع قرب الكوفة، كان به سجن النعمان بن المنذر ( معجم البلدان 4 : 374 ).
10 ـ بطن الرمة : منزل يجمع طريق البصرة والكوفة إلى المدينة المنورة ( مراصد الاطلاع 2 : 634 ) .
11 ـ كذا في النسخ الخطية وكذا ضبطه علماؤنا إلا أن ابن داود ذكر قولا بالباء ـ بقطر ـ : 125 / 920 ، وهو قول الطبري في تاريخه 5 : 398 ، وضبطه ابن الأثير بالباء كما في الكامل 4 : 42 ، وفي القاموس المحيط : 376 : بقطر ـ كعصفر ـ رجل .
12 ـ في هامش ( ش ) و ( م ) : فأكمشوا ، وكلاهما بمعنى أسرعوا .
13 ـ ( ج 2 ـ ص 69 ـ 71)
14 ـ في ( م ) وهامش ( ش ) : فبعث به .
15 ـ تاريخ الطبري 5 : 398 ، كامل ابن الأثير 4 : 43 ، مقتل الحسين للخوارزمي 1 : 228 ، مناقب ابن شهرآشوب 4 : 95 ، ونقله العلامة المجلسي في البحار 44 : 370 .
16 ـ (ج 2 ـ ص 104 ـ 105)
17 ـ (ـ ج 3 ـ ص 252)
18 ـ ( ج 3 ـ ص 83)





«مروان بن الحكم »


من هو مروان ؟
  من جملة الرؤوس المعادية لأهل البيت ، والموالية لبني أميّة ، وهو ابن عم عثمان ، وكان له تلاعب كبير ببيت المال ومواقف سياسية مخزية . (1)
جاء في كتاب الغدير سماحة العلامة الشيخ عبد الحسين الأميني ما يلي :
  وهو من المحرضّين ضد آل علي عليه السلام ، وقد لعن على لسان الرسول صلّى الله عليه وآله ، ويروى أنّ علياً عليه السلام نظر إليه يوماً وقال : ( ويل لك وويل لأُمّة محمد منك ومن بيتك إذا شاب صدغاك ) ، ووصفه في موضع آخر أنه حامل راية ضلالة . (2)

مشورته للوليد في شأن الحسين (ع) :
  كان مروان من شخصيات بني أُميّة ، وبعد موت معاوية تلقّى الوليد والي المدينة كتاب يزيد الذي يأمره فيه بأخذ البيعة من الحسين ، ولما استثار مروان أشار عليه بأن يبعث إليه ليلاً ويدعوه إلى البيعة ، وإن أبى يضرب عنقه ، وظل يحرضه على إكراه الحسين على البيعة .
  و لما طلب الإمام تأجيل البيعة إلى اليوم التالي، ثار مروان غيظاً وحقداً ، وراح يعنّف الوليد ويقول له : إذا أمهلته هذه الليلة فلن يمكنك من نفسه مثلها أبداً ، وحين لقي الحسين في أثناء الطريق ، دعاه إلى مبايعة يزيد ، فقال له الحسين : ( على الإسلام السلام إذ قد بليت الأمة براعٍ مثل يزيد ... ) ، ودار كلام حاد بينه وبين الإمام (3) ، ثم صار مروان خليفة في ما بعد ومات عام 65هـ عن 63 سنة من العمر (4) .

ونقل الشيخ باقر شريف القرشي في كتاب حياة الإمام زين العابدين عنه أنه :
  كان شديد العداء للشيعة وقد ضيّق عليهم كثيراً، ولما صار والياً على المدينة كان يسبّ علياً في كلّ صلاة جمعة من فوق المنبر.

**************************************************************
1 ـ (موسوعة عاشوراء / للشيخ جواد المحدثي)
2 ـ (الغدير 260 : 8 ـ 267)
3 ـ (حياة الإمام الحسين 250 : 2 ـ 256)
4 ـ (مروج الذهب 89 : 3)




«شبث بن ربعي »


  أورد علماءنا الأجلاء أعلى الله مقامهم خبر وترجمة شبث بن ربعي في كتبهم ومنها ما يلي :
  جاء في معجم رجال الحديث لآية الله العظمى السيد الخوئي قدس الله نفسه الزكية ما يلي : (1)

شبث (شيث) بن ربعي :
  من أصحاب أمير المؤمنين (عليه السلام)، رجع إلى الخوارج، رجال الشيخ.
  وجدد مسجده بالكوفة فرحا بقتل الحسين (عليه السلام) !! روى ذلك سالم ، عن أبي جعفر (عليه السلام) . (2)
  وقد نهى أمير المؤمنين (عليه السلام) بالكوفة عن الصلاة في خمسة مساجد ومنها مسجد شبث بن ربعي . (3)
  كاتب الحسين (عليه السلام)، وطلب منه القدوم إلى الكوفة، ولكنه خالف وكان من المحاربين ، ولقد خاطبه الحسين (عليه السلام) يوم عاشوراء فنادى : يا شبث بن ربعي ، ويا حجار بن أبجر ، ويا قيس بن الأشعث، ويا يزيد بن الحارث ، ألم تكتبوا لي أن أينعت الثمار واخضر الجناب ، وإنما تقدم على جند لك مجندة... إلخ، ذكره الشيخ المفيد في الارشاد في أواسط (فصل وكان خروج مسلم ابن عقيل ـ رحمة الله عليه ـ بالكوفة يوم الثلاثاء) .
  جاء في مستدرك سفينة البحار للشيخ علي النمازي الشاهرودي - ج 5 – ما يلي :

شبث : شبث بن ربعي :
  كان من أصحاب مولانا أمير المؤمنين (عليه السلام) ثم صار من الخوارج.
  أرسله أمير المؤمنين (عليه السلام) إلى معاوية مع بشير بن عمرو بن محصن الأنصاري وسعيد بن قيس الهمداني ...

الخروج على أمير المؤمنين :
  خروجه على أمير المؤمنين (عليه السلام) بحروراء مع الخوارج ، وكان أمير القتال يوم الخوارج ، بيعته مع جرير بن عبد الله والأشعث وعمرو بن حريث وغيرهم الضب فقال لهم أمير المؤمنين (عليه السلام) : ليبعثنكم الله يوم القيامة مع إمامكم الضب الذي بايعتم. كأني أنظر إليكم يوم القيامة مع إمامكم الضب وهو يسوقكم إلى النار ـ الخ.
  وقال محمد بن بحر الشيباني في قول الحسن المجتبى (عليه السلام): قد كان جماجم العرب في يدي يحاربون من حاربت ، ويسالمون من سالمت ـ الخ.
  صدق (عليه السلام) كان من تلك الجماجم الأشعث بن قيس في عشرين ألفا ، وشبث بن ربعي تابع كل ناعق ، ومثير كل فتنة ـ إلى أن قال : ـ ومحاربتهم للطمع ـ الخ.

جاء في علل الشرائع:
  في أن معاوية دس إلى كل واحد من هؤلاء إن قتلت الحسن بن علي فلك مائتا ألف درهم ، وجند من جنود الشام ، وبنت من بناتي ، فبلغ الحسن (عليه السلام) فاستلام ولبس درعا وكفرها . وكان يتحرز ولا يتقدم للصلاة بهم إلا كذلك ، فرماه أحدهم في الصلاة بسهم فلم يثبت فيه ، فلما صار في مظلم ساباط ضربه أحدهم بخنجر مسموم فعمل فيه الخنجر ـ الخ.

كتاب شبث وحجار وجمع من أهل الكوفة إلى الحسين (عليه السلام) يدعونه إلى الكوفة :
  أما بعد فقد اخضرت الجنات ، وأينعت الثمار ، وأعشبت الأرض، وأورقت الأشجار ، فإذا شئت فاقبل على جند لك مجندة ، والسلام عليك ورحمة الله وبركاته وعلى أبيك من قبلك .

خذلانه للحسين (ع) وقتاله في ما بعد :
  تخذيله مع حجار وشمر أهل الكوفة من نصرة مسلم بن عقيل وردهم عن اللحوق به ، أمر ابن زياد إياه بالخروج إلى حرب الحسين (عليه السلام) ، كونه على رجالة عمر بن سعد .

جملة من أفعاله :
  ـ مدحه لمسلم بن عوسجة بعد شهادته .
  ـ قوله لعمر بن سعد حين أمر باحراق الخيام : أفزعنا النساء ثكلتك أمك .
  ـ توبيخه لشمر حين أراد اللعين إحراق الخيام الطاهرة .
  ـ مسجد شبث أحد المساجد الملعونة بالكوفة المنهية عن الصلاة فيه ، جددت فرحا بقتل الحسين (عليه السلام).
  وهو في السوق آخر درب حجاج .
  ـ إحاطة شبث وعمر بن سعد وغيرهما بدار المختار لاخراجه وحبسه .
  ـ جمعه خيلا عظيما لقتال الأشتر .
  وأورد سماحة الشيح جواد المحدثي عن شبث بن ربعي ما يلي :
شبث بن ربعي
من هو شبث ؟
  قائد الرجّالة في جيش عمر بن سعد في كربلاء ، وهو من قبيلة بني تميم ، وممّن كان قد كتب الى الحسين يدعوه للقدوم الى الكوفة ، كان من وجهاء الكوفة ، ومواليا لعلي عليه السلام ، وقد أرسله هو وعدي بن حاتم الى معاوية ، وقاتل بين يدي أمير المؤمنين في صفين ، إلا أنه تمرّد عليه أثناء المسير الى النهروان وانضم الى الخوارج، وقد أخبر علي عليه السلام عمّا سيؤول إليه أمره ، وقال له ولعمرو ابن الحريث : أقسم أنكما ستقتلان ولدي الحسين .

في يوم الطف :
  وفي يوم الطف حين تكلّم الحسين عليه السلام مع الجيش القادم من الكوفة لمحاربته ذكره بالاسم ، إلا أنهم كانوا يقطعون عليه حديثه ولا يصغون إليه ، ومن جملة ما قاله لهم : ( ... يا شبث بن ربعي ويا... ألم تكتبوا إلي أن قد أينعت الثمار واخضر الجناب وإنما تقدم على جند لك مجندة ؟ ... ) (4) .

نفاق شبث وخبث سريرته :
  شبث بن ربعي من الوجوه المتلوّنة في التاريخ : فقد اشترك في قتل الحسين عليه السلام ، وبعد ذلك أعاد بناء مسجد في الكوفة شكرا لله وسرورا بمقتل الحسين، ثم خرج بعد ذلك مع المختار مطالبا بدم الحسين وصار رئيسا لشرطة المختار ، ثم شارك في قتل المختار ، وكانت له في ما مضى صلة بسجاح التي ادّعت النبوة ، ثم أسلم ، وثار ضد عثمان وتاب ، وبعدها انضم الى الخوارج ، وبدل أن يبايع عليا عليه السلام بايع ضبّاً وقال : هما متساويان (5) ، مات في الكوفة عن ثمانين سنة .

**************************************************************
1 ـ ـ ج 10 ـ
2 ـ الكافي : الجزء 3 ، كتاب الصلاة 4 ، باب مساجد الكوفة 101 ، الحديث 2 ، والتهذيب : الجزء 3 ، باب فضل المساجد والصلاة فيها ، الحديث 687 .
3 ـ الكافي : الجزء 3 ، كتاب الصلاة 4 ، باب مساجد الكوفة 101 ، الحديث 3 .
4 ـ (أنساب الإشراف 188 : 3 ، بحار الأنوار 7 : 45 ، وجاء اسمه فيه : قيس بن أشعث)
5 ـ (تنقيح للمامقاني 80 : 2)




«قيس بن الأشعث »


  أورد علمائنا الأجلاء (أعلى الله مقامهم) ترجمة عدو الله قيس بن الأشعث (قيس القطيفة) ، ولكم بعض من ما نقلوه :
  جاء في مستدركات علم رجال الحديث لآية الله الشيخ علي النمازي الشاهرودي ـ ج 6 ـ ما يلي :

قيس بن الأشعث :
  لم يذكروه .
  هو ملعون أخذ قطيفة (1) الحسين (عليه السلام) . (2)
  وهو الذي كان كتب إلى مولانا الحسين (عليه السلام) يدعوه ، ثم صار في جند بني أمية. (3)
  ولعله متحد مع قيس بن الأشعث بن سوار التي عده ابن شهرآشوب من أصحاب الحسن المجتبى (عليه السلام). (4)
  جاء في معجم رجال الحديث ، لآية الله العظمى السيد أبو القاسم الخوئي (قدس الله نفسه الزكية) في ج 15 ـ ما يلي :

قيس بن الأشعث:
  ابن سوار، من أصحاب الحسن (عليه السلام) ، ذكره ابن شهرآشوب في المناقب (5) ...
  ولعله غير قيس بن الأشعث الذي كان من محاربي أبي عبد الله الحسين (عليه السلام)، وخاطبه الحسين (عليه السلام) في ضمن من خاطبهم، وقال: ألم تكتبوا إلي أن قد أينعت الثمار واخضر الجناب وإنما تقدم على جند لك مجندة، فقال له قيس بن الأشعث: ما ندري ما تقول ولكن انزل على حكم بني عمك. (الحديث).

ذكره المفيد في الارشاد: في وقايع يوم عاشوراء.
  وذكر الشيخ عبد الله البحراني في العوالم، الإمام الحسين (ع) -:
  وأخذ قيس بن الأشعث لعنه الله قطيفة الحسين (عليه السلام) فكان يسمى قيس القطيفة...

وذكر الشيخ جواد المحدثي في موسوعة عاشوراء ما يلي عنه:
  من قادة جيش عمر بن سعد في الكوفة. كان من جملة من بعثوا الكتب إلى الإمام الحسين عليه السلام إلاّ أنّه قاتله في كربلاء. وبعد مقتل الإمام سلبه ثيابه. ظل متخفيّاً أيّام خروج المختار، لكن أصحاب المختار عثروا عليه وقتلوه.
  ونقل سماحة السيد محسن الأمين قدس الله نفسه الزكية في كتاب أصدق الأخبار ما يلي:

كيف قتل قيس بن الأشعث :
  بن قيس الذي اخذ قطيفة الحسين (ع) قال أبو حنيفة الدينوري في كتاب الأخبار الطوال إن قيس ابن الأشعث الذي اخذ قطيفة الحسين (ع) حين قتل فكان يسمي قيس القطيفة انف من أن يأتي البصرة فيشمت به أهلها فأتى الكوفة واستجار بعبد الله بن كامل وهو من أخص أصحاب المختار...
  فاقبل ابن كامل إلى المختار وأخبره بأنه استجار به وأجاره فسكت المختار وشغله بالحديث ثم قال أرني خاتمك فناوله إياه فجعله في إصبعه ثم دعا أبا عمرة فدفع إليه الخاتم وقال له سرا أن ينطلق إلى امرأة عبد الله بن كامل فيقول لها هذا خاتم بعلك علامة لتدخليني إلى قيس بن الأشعث فاني أريد مناظرته فيما فيه خلاصه من المختار...
  فأدخلته إليه فانتضى سيفه فضرب عنقه واخذ رأسه فأتى به المختار فألقاه بين يديه فقال المختار هذا بقطيفة الحسين (ع) فاسترجع ابن كامل وقال للمختار قتلت جاري فقال له المختار لله أبوك اسكت أتستحل أن تجير قتلة ابن بنت نبيك .

**************************************************************
1 ـ وهي أشبه بالبردة التي يتدثر بها الفرد أو يجلس عليها...
2 ـ كمبا 10 / 206 ، و جد ج 45 / 58 و 60 ، وجاءت كندة بثلاثة عشر رأسا وصاحبهم قيس بن الأشعث ج 45 / 62 .
3 ـ كمبا ج 10 / 193 ، وجد ج 45 / 7 .
4 ـ كمبا ج 10 / 126 ، وجد ج 44 / 110 .
5 ـ الجزء 4 ، باب إمامة أبي محمد الحسن بن علي (عليه السلام) ، في (فصل في المفردات).




«حرملة بن كاهل الأسدي الكوفي »


  أورد علمائنا الأفاضل ترجمة حرملة في الكثير من كتبهم ومنها ما يلي :

حرملة قاتل الرضيع :
  حيث جاء في كتاب معالم المدرستين لسماحة السيد مرتضى العسكري (قدس الله نفسه الزكية) في ـ ج 3 :
  في مقتل الخوارزمي وغيره : تقدم الحسين إلى باب الخيمة وقال : ناولوني عليا الطفل حتى أودعه ، فناولوه الصبي، فجعل يقبله ويقول : ويل لهؤلاء القوم إذ كان خصمهم جدك ، فبينما الصبي في حجره إذ رماه حرملة بن كاهل الأسدي فذبحه في حجره فتلقى الحسين دمه حتى امتلأت كفه ثم رمى به نحو السماء ، وقال : اللهم ان حبست عنا النصر فاجعل ذلك لما هو خير لنا ، وانتقم من هؤلاء الظالمين ، ثم نزل الحسين عن فرسه وحفر للصبي بجفن سيفه وزمله بدمه وصلى عليه .

وجاء في كتاب أنصار الحسين (ع) لسماحة الشيخ محمد مهدي شمس الدين (قدس سره):
  عبد الله بن الحسين بن علي بن أبي طالب : ورد ذكره في (الزيارة ، الارشاد ، الطبري ، الأصفهاني ، الخوارزمي) ، أمه: الرباب بنت امرئ القيس الكلبي. كان طفلا رضيعا حين قتل في حجر أبيه الحسين ، رماه عقبة بن بشر بسهم فذبحه ، (في الطبري إن الذي رماه : هاني بن ثبيت الحضرمي) وفي الزيارة أن الذي رماه (حرملة بن كاهل الأسدي).

حرملة قاتل الغلام عبد الله بن الحسن بن علي (عليهما السلام):
  حيث جاء في كتاب اللهوف في قتلى الطفوف للسيد ابن طاووس (عليه الرحمه):
  قال الراوي : فاستدعى الحسين (عليه السلام) بخرقة فشد بها رأسه واستدعى بقلنسوة فلبسها وأعتم ، فلبثوا هنيئة ثم عادوا إليه وأحاطوا به فخرج عبد الله بن الحسن بن علي (عليه السلام) وهو غلام لم يراهق من عند النساء يشتد حتى وقف إلى جنب الحسين فلحقته زينب على عليها السلام لتحبسه فأبى وامتنع امتناعا شديدا فقال لا والله لا أفارق عمى فأهوى بحر بن كعب وقيل حرملة بن كاهلي إلى الحسين (عليه السلام) بالسيف .
  فقال له الغلام ويلك يا بن الخبيثة أتقتل عمى ...
  فضربه بالسيف فاتقى الغلام بيده فأطنها إلى الجلد فإذا هي معلقة فنادى الغلام يا أماه فأخذه الحسين (عليه السلام) وضمه إليه وقال يا بن أخي على ما نزل بك وأحتسب في ذلك الخير فإن الله يلحقك بآبائك الصالحين، قال فرماه حرملة بن كاهل بسهم فذبحه وهو في حجر عمه الحسين (عليه السلام).

دعاء السجاد (ع) عليه وعاقبته الوخيمة:
  حيث جاء في الصحيفة السجادية (ابطحي) ـ الإمام زين العابدين (ع):
  دعاؤه (عليه السلام) على حرملة بن كاهل ( لعنه الله ) : عن المنهال بن عمرو ، قال : دخلت على علي بن الحسين (عليهما السلام) منصرفي من مكة ، فقال لي : يا منهال ! ما صنع حرملة بن كاهل الأسدي ؟ فقلت : تركته حيا بالكوفة .
  قال : فرفع يديه جميعا ، ثم قال (عليه السلام): اللهم أذقه حر الحديد، اللهم أذقه حر الحديد ، اللهم أذقه حر الحديد، اللهم أذقه حر النار.
  قال المنهال : فقدمت الكوفة ، وقد ظهر المختار بن أبي عبيد الثقفي، وكان لي صديقا ، فكنت في منزلي أياما حتى انقطع الناس عني ، وركبت إليه ، فلقيته خارجا من داره ، فقال: يا منهال ، لم تأتنا في ولايتنا هذه ، ولم تهنئنا بها ، ولم تشركنا فيها ؟
  فأعلمته أني كنت بمكة ، وأني قد جئتك الآن، وسايرته ونحن نتحدث حتى أتى الكناس ، فوقف وقوفا كأنه ينظر شيئا ، وقد كان أخبر بمكان حرملة بن كاهل ، فوجه في طلبه ، فلم يلبث أن جاء قوم يركضون ، وقوم يشتدون ، حتى قالوا : أيها الأمير البشارة ، قد أخذ حرملة بن كاهل ، فما لبثنا أن جئ به ، فلما نظر إليه المختار ، قال لحرملة : الحمد لله الذي مكنني منك ، ثم قال : الجزار الجزار ، فأتي بجزار ، فقال له : اقطع يديه ، فقطعتا ، ثم قال له : اقطع رجليه ، فقطعتا ...
  ثم قال : النار النار. فأتي بنار وقصب ، فألقي عليه فاشتعل فيه النار ، فقلت : سبحان الله! فقال لي : يا منهال إن التسبيح لحسن ففيم سبحت ؟
  فقلت : أيها الأمير ، دخلت في سفرتي هذه منصرفي من مكة على علي بن الحسين عليهما السلام ، فقال لي : يا منهال ما فعل حرملة بن كاهل الأسدي ، فقلت : تركته حيا بالكوفة ، فرفع يديه جميعا ، فقال : اللهم أذقه حر الحديد، اللهم أذقه حر الحديد ، اللهم أذقه حر الحديد ، اللهم أذقه حر النار .
  فقال لي المختار : أسمعت علي بن الحسين (عليهما السلام) يقول هذا ؟ فقلت : والله لقد سمعته يقول هذا .
  قال : فنزل عن دابته ، وصلى ركعتين ، فأطال السجود ، ثم قال فركب وقد احترق حرملة ، وركبت معه ، وسرنا فحاذيت داري ، فقلت : أيها الأمير ، إن رأيت أن تشرفني وتكرمني وتنزل عندي وتحرم بطعامي ، فقال : يا منهال ، تعلمني أن علي بن الحسين دعا بأربع دعوات فأجابه الله على يدي ، ثم تأمرني أن آكل ؟! هذا يوم صوم شكرا لله عز وجل على ما فعلته بتوفيقه .
  وحرملة هو الذي حمل رأس الحسين (عليه السلام) .





«زيد بن ورقاء الحنفي »


  أورد علمائنا الأعلام أعلى الله مقامهم ترجمة يسيرة عن عدو الله زيد بن ورقاء وركزوا على قضية قتل أو قطع يد قمر بني هاشم العباس بن علي بن أبي طالب (ع):
  جاء في كتاب مناقب آل أبي طالب ـ لابن شهر آشوب (قدس الله نفسه الزكية) ـ ج 3 ـ :
  وكان عباس السقاء قمر بني هاشم صاحب لواء الحسين وهو أكبر الإخوان مضى بطلب الماء فحملوا عليه وحمل هو عليهم وجعل يقول :
لا  أرهب الموت إذ الموت iiرقى      حـتى  أواري في المصاليت iiلقا
نفسي لنفس المصطفى الطهر وقا      إنـي  أنـا العباس أغدوا iiبالسقا
ولا  أخـاف الـشر يوم iiالملتقي

  ففرقهم ، فكمن له زيد بن ورقاء الجهني من وراء نخلة ، وعاونه حكيم بن طفيل السنبسي فضربه على يمينه فأخذ السيف بشماله ، وحمل عليهم وهو يرتجز :
والله إن قـطعتم iiيـميني      إني أحامي أبدا عن iiديني
وعـن إمام صادق اليقين      نجل النبي الطاهر الأمين

  ونقل الشيخ المفيد أعلى الله مقامه ونور الله مرقده الشريف ، في كتاب الإرشاد ـ ج 2 ـ ما يلي :
  وأحاط القوم بالعباس فاقتطعوه عنه ، فجعل يقاتلهم وحده حتى قتل ـ رضوان الله عليه - وكان المتولي لقتله زيد بن ورقاء الحنفي وحكيم بن الطفيل السنبسي بعد أن أثخن بالجراح فلم يستطع حراكا .
  أما في كتاب العوالم (الإمام الحسين (ع)) للعالم الجليل الشيخ عبد الله البحراني (قدس الله نفسه الزكية) جاء ما يلي :
  قال المفيد والسيد وابن نما ( رحمهم الله ) : واشتد العطش بالحسين (عليه السلام) فركب المسناة يريد الفرات ، والعباس أخوه بين يديه ، فاعترضه خيل ابن سعد ، فرمى رجل من بني دارم الحسين (عليه السلام) بسهم فأثبته في حنكه الشريف ، فانتزع صلوات الله عليه السهم ، وبسط يديه (1) تحت حنكه حتى امتلأت راحتاه من الدم ، ثم رمى به ، وقال : اللهم إني أشكو إليك ما يفعل بابن بنت نبيك ، ثم اقتطعوا العباس عنه ، و أحاطوا به من كل جانب حتى قتلوه ، وكان المتولي لقتله زيد بن ورقاء الحنفي وحكيم ابن الطفيل السنبسي ، فبكى الحسين (عليه السلام) لقتله بكاء شديدا (2) .
  وجاء في مستدركات علم رجال الحديث للعالم الشيخ علي النمازي الشاهرودي (أعلى الله مقامه) ـ ج 3 ـ :

زيد بن ورقاء الحنفي :
  لم يذكروه .
  وهو ملعون خبيث . (3)
  ونقل سماحة الشيخ جواد المحدثي في موسوعته ما يلي :
زيد بن ورقاء :
  رجل خبيث ، كمن يوم عاشوراء ، هو وحكيم بن الطفيل ، وراء نخلة عند الفرات وضرب العباس عليه السلام على يمينه حين مضى يطلب الماء ، فأخذ السيف بشماله وهو يرتجز : والله أن قطعتموا يميني… (4)

**************************************************************
1 ـ في البحار وإحدى نسختي الأصل : يده .
2 ـ إرشاد المفيد ص 269 واللهوف ص 49 ، ومثير الأحزان ص 70 - 71 والبحار : 45 / 50 .
3 ـ كمبا ج 10 / 203 و 201 ، وجد 45 / 45 و 50 .
4 ـ (بحار الأنوار 45 : 40)





«عمرو بن سعيد بن العاص»


  ورد عن علمائنا الأجلاء (أعلى الله مقامهم) ما يلي :

إرسال عمرو بن سعيد بن العاص أخوه يحيى لاعتراض الحسين (ع):
  جاء في كتاب أنصار الحسين (ع) للعلامة الورع الشيخ محمد مهدي شمس (الدين قدس سره):
  وقال أبو مخنف : (... لما خرج الحسين من مكة اعترضه رسل عمرو بن سعيد بن العاص عليهم يحيى بن سعيد ، فقالوا له: انصرف أين تذهب ! فأبى عليهم ومضى ، وتدافع الفريقان، فاضطربوا بالسياط ، ثم إن الحسين وأصحابه امتنعوا امتناعا قويا ، ومضى الحسين (عليه السلام) على وجهه) (1) .
  وقال الدينوري : (... ولما خرج الحسين اعترضه صاحب شرطة أميرها عمرو بن سعيد بن العاص في جماعة من الجند ، فقال : إن الأمير يأمرك بالانصراف ، فانصرف ، وإلا منعتك ، فامتنع الحسين ، وتدافع الفريقان ، واضطربوا بالسياط .
  وبلغ ذلك عمرو بن سعيد ، فخاف أن يتفاقم الأمر ، فأرسل إلى صاحب شرطته يأمره بالانصراف) (2) .
  وإذن، فقد بذلت محاولة رسمية ، تتسم بالعنف ، للحيلولة بين الحسين وبين (الخروج) من مكة، ولكنها باءت بالفشل (3) .

حقده الدفين على أهل بيت النبوة:
  كان ابن سعيد يضمر حقداً دفيناً على أهل بيت الرسول ، ولما سمع أصوات نساء بني هاشم وهن يندبن الحسين، ضحك ثم قال شامتاً: هذه واعية كواعية عثمان . (4)
ونقل نفس خبر ـ اعتراضه للحسين (ع)- السيد الجليل محسن الأمين (أعلى الله مقامه) في كتاب لواعج الأشجان حيث قال :
  وكان ( يزيد بن معاوية قد انفذ عمرو بن سعيد بن العاص من المدينة إلى مكة في عسكر عظيم وولاه أمر الموسم وأمره على الحاج كلهم فحج بالناس وأوصاه بقبض الحسين (عليه السلام) سرا وان لم يتمكن منه يقتله غيلة وأمره أن يناجز الحسين (عليه السلام) القتال إن هو ناجزه فلما كان يوم التروية قدم عمرو بن سعيد إلى مكة في جند كثيف ... (5)

وجاء في موسوعة بحار الأنوار للعلامة المجلسي (قدس سره) ـ ج 44 ـ :
  وقال ابن نما : حدث عقبة بن سمعان قال : خرج الحسين (عليه السلام) من مكة فاعترضته رسل عمرو بن سعيد بن العاص عليهم يحيى بن سعيد ليردوه فأبى عليهم وتضاربوا بالسياط، ومضى (عليه السلام) على وجهه، فبادروه وقالوا : يا حسين ألا تتقي الله تخرج من الجماعة وتفرق بين هذه الأمة ؟
  فقال : لي عملي ، ولكم عملكم أنتم بريئون مما أعمل ، وأنا برئ مما تعملون .

وجاء أيضا في موضع آخر من نفس الجزء :
  وكان الحسين بن علي (عليه السلام) لما خرج من مكة اعترضه يحيى بن سعيد بن العاص ، ومعه جماعة أرسلهم إليه عمرو بن سعيد ، ...
  فقالوا له: انصرف أين تذهب ؟ فأبى عليهم ومضى،...
  وتدافع الفريقان واضطربوا بالسياط ، فامتنع الحسين (عليه السلام) وأصحابه منهم امتناعا قويا وسار حتى أتى التنعيم، فلقي عيرا قد أقبلت من اليمن فاستأجر من أهلها جمالا لرحله وأصحابه ، وقال لأصحابها : من أحب أن ينطلق معنا إلى العراق وفيناه كراه وأحسنا صحبته ، ومن أحب أن يفارقنا في بعض الطريق أعطيناه كراه على قدر ما قطع من الطريق ، فمضى معه قوم وامتنع آخرون .
  وألحقه عبد الله بن جعفر بابنيه عون ومحمد وكتب على أيديهما كتابا يقول فيه: أما بعد فاني أسألك بالله لما انصرفت حين تنظر في كتابي هذا فاني مشفق عليك من هذا التوجه الذي توجهت له ، أن يكون فيه هلاكك واستئصال أهل بيتك إن هلكت اليوم طفئ نور الأرض، فإنك علم المهتدين ، ورجاء المؤمنين ، ولا تعجل بالسير فاني في أثر كتابي والسلام .
  وصار عبد الله إلى عمرو بن سعيد وسأله أن يكتب إلى الحسين (عليه السلام) أمانا ويمنيه ليرجع عن وجهه ، وكتب إليه عمرو بن سعيد كتابا يمنيه فيه الصلة ، ويؤمنه على نفسه، وأنفذه مع يحيى بن سعيد ، فلحقه يحيى وعبد الله بن جعفر بعد نفوذ ابنيه ، ودفعا إليه الكتاب وجهدا به في الرجوع،...
  فقال: إني رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله في المنام وأمرني بما أنا ماض له ، ...
  فقالوا له : ما تلك الرؤيا ؟
  فقال : ما حدثت أحدا بها ولا أنا محدث بها أحدا حتى ألق ربي عز وجل فلما يئس منه عبد الله بن جعفر أمر ابنيه عونا ومحمدا بلزومه ، والمسير معه ، والجهاد دونه ، ورجع مع يحيى ابن سعيد إلى مكة .
  وتوجه الحسين (عليه السلام) إلى العراق مغذا لا يلوي إلى شئ حتى نزل ذات عرق وقال السيد ـ رحمه الله: ـ توجه الحسين (عليه السلام) من مكة لثلاث مضين من ذي الحجة سنة ستين قبل أن يعلم بقتل مسلم ، لأنه (عليه السلام) خرج من مكة في اليوم الذي قتل فيه مسلم رضوان الله عليه .

من هو بن العاص ؟
  جاء في مستدركات علم رجال الحديث للشيخ علي النمازي الشاهرودي (قدس سره) ـ ج 6 :
  عمرو بن سعيد بن العاص :
  كان أمير المدينة من قبل يزيد .
  فلما قتل الحسين (عليه السلام) كتب عبيد الله بن زياد إليه يبشره اللعين بذلك . (6)
  وقيل : إنه دفن رأس الحسين (عليه السلام) في المدينة عند أمة فاطمة . (7)
  ولما خرج الحسين (عليه السلام) من مكة ، أرسل مع يحيى بن سعيد جماعة ليردوا الحسين (عليه السلام) فأبى عليهم وتضاربوا بالسياط ومضى لوجهه . (8)
  ولعل من أحفاده الخضر بن عبد الرحمن المذكور ، وذمه في السفينة . (9)

**************************************************************
1 ـ الطبري : 5 / 385 .
2 ـ الاخبار الطوال : 244 .
3 ـ كلمة (خرج) لا تعني مجرد المغادرة، لأنها اكتسبت منذ انشقاق (الخوارج) على الإمام علي في صفين مدلولا رافضا تمرديا ذا نكهة خاصة ، لم يكن محبوبا في العراق بوجه خاص ، وقد حاول رجال النظام اسباغ هذا المفهوم على ثورة الحسين منذ بداية المواجهة، فعبيد الله بن زياد ـ على سبيل المثال ـ في أول خطبة خطبها في الكوفة، بعد وصوله إليها من البصرة ، يطلب إلى موظفي الإدارة الحكومية في الكوفة أن يكتبوا له من في عشائرهم ، من الحرورية وأهل الريب (الطبري : 5 / 359) والحرورية ـ كما نعلم اسم ثان للخوارج أطلق عليهم منذ معركة حروراء ، ويقول ابن زياد لهاني بن عروة بعد القبض عليه وضربه ، حين أراد أن يستولي على سلاح أحد الشرطة ليدافع عن نفسه : (أحروري سائر اليوم ، أحللت بنفسك ، قد حل لنا قتلك ـ الطبري : 5 / 367) . وقد عرض العلامة الدكتور أسعد علي معنى للخروج في محاضرة ألقاها في قاعة الجمعية الخيرية الثقافية في الشياح بمناسبة عاشوراء وذلك مساء يوم الاثنين ـ 20 / 1 / 1975 ، وذلك عند الحديث عن كتاب الإمام الحسين إلى أخيه محمد بن الحنفية ، وفيه (إني لم أخرج أشرا ، ولا بطرا ... وإنما خرجت لطلب الاصلاح في أمة جدي ...) قال الدكتور أسعد علي في محاضرته : (فالخروج يعني تجاوز القول إلى الفعل ، عبر عن هذا التجاوز التنفيذي بفعل وصل فيه فاعله ، وبصيغة التقرير الذي يؤكد ما حصل فعلا : (خرجت) .
4 ـ (ثورة الحسين لمحمد مهدي شمس الدين : 231)
5 ـ نقل انفاذ عمرو بن سعيد ودس الثلاثين رجلا صاحب البحار وقال إنه رآه في بعض الكتب المعتبرة ونقل انفاذ عمر ووصوله يوم التروية ابن طاوس في اللهوف عن معمر بن المثنى في مقتل الحسين (عليه السلام) وعمرو هذا كان أميرا على مكة ثم ولاه يزيد المدينة كما مر ثم انفذه من المدينة إلى مكة وأمره على الحاج ( منه )
6 ـ كمبا ج 10 / 222 .
7 ـ ص 228 ، وجد ج 45 / 121 و 145 .
8 ـ كمبا ج 10 / 185 و 184 ، وجد ج 44 / 365 و 368 .
9 ـ وتقدم في أخويه أبان وخالد ما يتعلق به ، (يعني في متن الكتاب)





« عمرو بن الحجاج الزبيدي :»


من هو عمرو بن الحجاج الزبيدي ؟
  جاء في مستدركات علم رجال الحديث للعالم الورع اشيخ علي النمازي الشاهرودي - ج 6 :
  من رؤساء جند بني أمية .
  كان على ميمنة جند عمر بن سعد . (1)
  عد من مجاهيل الصحابة.
  هو ممن كتب إلى مولانا الحسين (عليه السلام) من أهل الكوفة. (2)
  أرسله ابن زياد مع محمد بن الأشعث وأسماء بن خارجة للإتيان بهاني بن عروة إليه. (3)
  وكان في كربلاء من قبل عمر بن سعد موكلا على شريعة فرات . (4)

منعه الماء عن معسكر الحسين (ع):
  جاء في مناقب آل أبي طالب لابن شهر آشوب ـ ج 3 :
  قال الطبري : ثم كتب ابن زياد إلى عمر بن سعد :
  أما بعد فحل بين الحسين وأصحابه وبين الماء فلا يذوقوا منه قطرة كما صنع بالتقي النقي عثمان أمير المؤمنين المظلوم ...
  قال : بعث عمر بن سعد عمرو بن الحجاج على خمسمائة فارس فنزلوا على الشريعة وحالوا بينه وبين الماء ثلاثة أيام إلى أن قتل .

عمرو بن الحجاج قبل المعركة والقتال:
  جاء في مناقب آل أبي طالب ـ ابن شهر آشوب ـ ج 3 ـ ص 248 ركب عمر في الناس ثم زحف نحوهم فقال الحسين للعباس: تقول لهم مالكم وما بدا لكم وتسألهم عما جاء بهم .
  فقالوا : جاء أمير الأمير بكيت وكيت ، قال : فلا تعجلوا حتى ارجع إلى أبى عبد الله واعرض عليه ما ذكرتم ، فمضى وعرض عليه فقال : ان أبا عبد الله يسألكم ان تنصرفوا هذه العشية حتى ينظر في هذا الامر ، فأبى عمر بن سعد .
  فقال : عمرو بن الحجاج الزبيدي : سبحان الله والله ان لو كان من الديلم ثم سألكم هذه المنزلة لكان ينبغي ان يجاب .

عمرو بن الحجاج أثناء المعركة:
  جاء في موسوعة بحار الأنوار العلامة المجلسي (أعلى الله مقامه) ـ ج 45 :
  برز ناصر الحسين نافع بن هلال ، ...
  فبرز إليه رجل من بني قطيعة، وقال المفيد: هو مزاحم بن حريث ، فقال : أنا على دين عثمان، ...
  فقال له نافع: أنت على دين الشيطان، فحمل عليه نافع فقتله ...
  فصاح عمرو بن الحجاج بالناس: يا حمقى أتدرون من تقاتلون ؟ تقاتلون فرسان أهل المصر وأهل البصائر وقوما مستميتين لا يبرز منكم إليهم أحد إلا قتلوه على قلتهم ، والله لو لم ترموهم إلا بالحجارة لقتلتموهم ، ...
  فقال له عمر بن سعد ـ لعنه الله: الرأي ما رأيت فأرسل في الناس من يعزم عليهم أن لا يبارزهم رجل منهم ، وقال : لو خرجتم إليهم وحدانا لأتوا عليكم مبارزة .
  ودنا عمرو بن الحجاج من أصحاب الحسين (عليه السلام) فقال : يا أهل الكوفة ألزموا طاعتكم وجماعتكم ولا ترتابوا في قتل من مرق من الدين وخالف الامام ، ...
  فقال الحسين (عليه السلام): يا ابن الحجاج أعلي تحرض الناس ؟ أنحن مرقنا من الدين وأنتم ثبتم عليه ؟ والله لتعلمن أينا المارق من الدين ، ومن هو أولى يصلى النار .

قتله لمسلم بن عوسجة:
  ثم حمل عمرو بن الحجاج لعنه الله في ميمنته من نحو الفرات فاضطربوا ساعة فصرع مسلم بن عوسجة وانصرف عمرو وأصحابه وانقطعت الغبرة فإذا مسلم صريع وقال محمد بن أبي طالب: فسقط إلى الأرض وبه رمق فمشى إليه الحسين، ومعه حبيب بن مظاهر فقال له الحسين (عليه السلام): رحمك الله يا مسلم ( فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا )
  ثم دنا منه حبيب فقال : يعز علي مصرعك يا مسلم أبشر بالجنة ، فقال له قولا ضعيفا : بشرك الله بخير ، فقال له حبيب : لولا أعلم أني في الأثر لأحببت أن توصي إلي بكل ما أهمك ...
  فقال مسلم : فاني أوصيك بهذا وأشار إلى الحسين (عليه السلام) فقاتل دونه حتى تموت ، فقال حبيب : لأنعمنك عينا ثم مات رضوان الله عليه ...

**************************************************************
1 ـ كمبا ج 10 / 193 ، وجملة من أحواله فيه ص 196 و 195 ، وجد ج 45 / 4 و 13 و 19 ، 10759 ـ
2 ـ كمبا 10 / 176 ، وجد ج 44 / 334 ، ولكن فيه عمر بدل عمرو .
3 ـ كمبا ج 10 / 178 ، وجد ج 44 / 344 ، لكن لم يعلم أنه أراد به سوءا ، فلما رأى ذلك جاء ناصرا ودافعا عنه ، ص 347 .
4 ـ كمبا ج 10 / 204 و 190 ، وجد ج 44 / 388 ، و ج 45 / 51 .





«مهاجر بن أوس :»


من هو مهاجر ؟
  جاء في مستدركات علم رجال الحديث للعالم التقي الشيخ علي النمازي الشاهرودي ـ ج 8 :

مهاجر بن أوس التميمي :
  لم يذكروه .
  هو من جند بني أمية . (1)
  وهو قاتل زهير ، ... (2)

كلام الحسين (ع) مع مهاجر بن أوس :
  جاء في موسوعة كلمات الإمام الحسين (ع) للجنة الحديث في معهد باقر العلوم (ع) :
  ونادى المهاجر بن أوس التميمي: يا حسين! ألا ترى إلى الماء يلوح كأنه بطون الحيات ، والله! لا تذوقه أو تموت ، فقال الحسين (عليه السلام) : إني لأرجو أن يوردنيه الله ويحلئكم عنه .

محاورته للحر بن يزيد الرياحي:
  بحار الأنوار ـ العلامة المجلسي ـ ج 45 ـ ص 10 ـ 11 ثم قال المفيد رحمه الله:
  فلما رأى الحر بن يزيد أن القوم قد صمموا على قتال الحسين (عليه السلام) ...
  قال لعمر بن سعد : أي عمر ! أمقاتل أنت هذا الرجل ؟
  قال : إي والله قتالا شديدا أيسره أن تسقط الرؤوس، وتطيح الأيدي ، ...
  قال : أفما لكم فيما عرضه عليكم رضى ؟
  قال عمر : أما لو كان الأمر إلي لفعلت ، ولكن أميرك قد أبى، ...
  فأقبل الحر حتى وقف من الناس موقفا ومعه رجل من قومه يقال له قرة بن قيس فقال له : يا قرة هل سقيت فرسك اليوم ؟
  قال : لا ، قال : فما تريد أن تسقيه ؟
  قال قرة : فظننت والله إنه يريد أن يتنحى ولا يشهد القتال ، فكره أن أراه حين يصنع ذلك فقلت له : لم أسقه وأنا منطلق فأسقيه، فاعتزل ذلك المكان الذي كان فيه فوالله لو أنه أطلعني على الذي يريد لخرجت معه إلى الحسين. (3)
  فأخذ يدنو من الحسين قليلا قليلا، ...
 فقال له مهاجر بن أوس : ما تريد يا ابن يزيد ؟ أتريد أن تحمل ؟
  فلم يجبه فأخذه مثل الأفكل وهي الرعدة، ... فقال له المهاجر: إن أمرك لمريب ، والله ما رأيت منك في موقف قط مثل هذا، ولو قيل لي : من أشجع أهل الكوفة ؟ لما عدوتك ، فما هذا الذي أرى منك ؟
  فقال له الحر : إني والله أخير نفسي بين الجنة والنار ، فوالله لا أختار على الجنة شيئا ولو قطعت وأحرقت .
**************************************************************
1 ـ كمبا ج 10 / 194 .
2 ـ كما فيه ص 198 ، وجد ج 45 / 11 و 26 .
3 ـ كذب عدو الله ، فإنه قد رأى الحر بعد ذلك حين يقاتل ذبا عن آل رسول الله، ... ولم يلحق به





« عروة قاتل سويد بن المطاع »


جاء في كتاب الكامل في التاريخ لابن الأثير ـ ج 4 ذكر عروة وهو ما يلي :
  وأما سويد بن المطاع ـ أحد أنصار الإمام الحسين (ع) ـ فكان قد صرع فوقع بين القتلى مثخنا بالجراحات ، فسمعهم يقولون : قتل الحسين!
  فوجد خفة فوثب ومعه سكين ، وكان سيفه قد أخذ ، فقاتلهم بسكينة ساعة ثم قتل ، ...
  وقتله عروة بن بطان الثعلبي وزيد ابن رقاد الجنبي ، وكان آخر من قتل أصحاب الحسين.
  ونقل سماحة الشيخ جواد المحدثي ، في موسوعة عاشوراء ما يلي : روة بن بطان الثعلبي .
  أحد الجناة في واقعة كربلاء ، ...
  قتل هو وشخص آخر اسمه زيد بن رقاد التغلبي في يوم عاشوراء أحد أنصار الحسين واسمه سويد بن مطاع .





« عروة (عزرة) بن قيس »


من هو عروة (عزرة ) ؟
  جاء في كتاب مستدركات علم رجال الحديث للعالم الورع الشيخ علي النمازي الشاهرودي: (1)

عروة بن قيس الأحمسي:
  لم يذكروه .
  هو ممن كتب إلى الحسين عليه السلام. (2)


ثم كان مع عمر بن سعد ، وكان رئيسا على الخيل. (3)

عزرة على الخيالة:
  جاء في كتاب أعيان الشيعة لسماحة السيد محسن الأمين (طيب الله ثراه): (4)
  ثم تراجع القوم إلى الحسين (ع) فحمل شمر في الميسرة على ميسرة أصحاب الحسين (ع) فثبتوا له وطاعنوه وحملوا على الحسين (ع) وأصحابه من كل جانب وقاتلهم أصحاب الحسين (ع) قتالا شديدا فأخذت خيلهم تحمل وإنما هي اثنان وثلاثون فارسا فلا تحمل على جانب من خيل الأعداء إلا كشفته فلما رأى ذلك عزرة بن قيس وهو على الخيل بعث إلى ابن سعد أما ترى ما تلقى خيلي هذا اليوم من هذه العدة اليسيرة أبعث إليهم الرجال والرماة وقاتل أصحاب الحسين (ع) القوم أشد قتال خلقه الله حتى انتصف النهار فبعث ابن سعد الحصين بن تميم في خمسمائة من الرماة فاقتتلوا حتى دنوا من الحسين (ع) وأصحابه فلما رأوا صبر أصحاب الحسين (ع) تقدم الحصين إلى أصحابه أن يرشقوا أصحاب الحسين (ع) بالنبل فرشقوهم فلم يلبثوا أن عقروا خيولهم وجرحوا الرجال وبقي الحسين (ع) وليس معه فارس .

مناظرة زهير بن قين لعدو الله عزرة بن قيس :
  جاء في كتاب أعيان الشيعة لسماحة السيد محسن الأمين (قدس الله نفسه) ـ ج 7:
  قال أبو مخنف فقال حبيب لزهير كلم القوم إن شئت وان شئت كلمتهم أنا فقال زهير أنت بدأت فكلمهم فقال لهم حبيب : انه والله لبئس القوم عند الله غدا قوم يقدمون على الله وقد قتلوا ذرية نبيه وعترته وأهل بيته وعباد أهل هذا المصر المجتهدين بالأسحار والذاكرين الله كثيرا ...
  فقال له عزرة بن قيس : انك لتزكي نفسك ما استطعت...
  فقال له زهير إن الله قد زكاها وهداها فاتق الله يا عزرة فاني لك من الناصحين نشدك الله يا عزرة أن تكون ممن يعين الضلال على قتل النفوس الزكية ...
  فقال عزرة: يا زهير ما كنت عندنا من شيعة هذا البيت إنما كنت عثمانيا ...
  قال : أفلا تستدل بموقفي هذا على أني منهم أما والله ما كتبت إليه كتابا قط ولا أرسلت إليه رسولا قط ولا وعدته نصرتي قط ولكن الطريق جمع بيني وبينه فلما رأيته ذكرت به رسول الله (ص) ومكانه منه وعرفت ما يقدم عليه عدوه وحزبكم فرأيت أن انصره وان أكون في حزبه وان اجعل نفسي دون نفسه حفظا لما ضيعتم من حق الله وحق رسوله .
  وجاء في كتاب شهداء أهل البيت (ع) قمر بني هاشم للحاج الأستاذ حسين الشاكري :
  وراح حبيب بن مظاهر يعظهم ويحذرهم من عقاب الله قائلا: ( أما والله بئس القوم يقدمون غدا على الله عز وجل ، وعلى رسوله محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) وقد قتلوا ذريته ، وأهل بيته ، المتهجدين بالأسحار ، الذاكرين الله كثيرا بالليل والنهار ، وشيعته الأتقياء الأبرار ... ) (5) .
  ورد عليه بوقاحة عزرة بن قيس فقال له : ( يا ابن مظاهر إنك لتزكي نفسك... ) .
  وانبرى إليه البطل الفذ زهير بن القين فقال له : ( اتق الله يا ابن قيس ، ولا تكن من الذين يعينون على الضلال ويقتلون النفس الزكية الطاهرة ، عترة خيرة الأنبياء ... ".
**************************************************************

1 ـ ـ ج 5 ـ ص 234 ـ 235
2 ـ كمبا ج 10 / 176 ، و ج 44 / 334 .
3 ـ ص 189 و 193 ، وجد ج 44 / 384 ، وج 45 / 4 .
4 ـ ـ ج 1 ـ ص 605 ـ 606
5 ـ حياة الإمام الحسين 3 / 172 .





«مسروق بن وائل »


تركه القتال بعد دعاء الحسين على أحد الظالمين:
  جاء في كتاب مستدركات علم رجال الحديث للعلامة الورع الشيخ علي النمازي الشاهرودي - ج 7:
مسروق بن وائل الحضرمي:
  قدم على النبي صلى الله عليه وآله في فد حضرموت وأسلم .
  لكن دخل في جند بنى أمية الطف .
  فلما رأى من الحسين عليه السلام إجابة دعائه اعتزل عن القتال .
  وفي قاموس الرجال للعالم التقي الشيخ محمد تقي التستري (أعلى الله مقامه) ـ ج 10 جاء ما يلي :

مسروق بن وائل الحضرمي :
  عده ابن عبد البر في أصحاب الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) قائلا : قدم على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في وفد حضرموت وأسلم ، أقول : تفرد به ابن عبد البر ووجوده محقق ، إلا أن كونه صحابيا غير معلوم ، ...
  روى أبو مخنف ـ كما في الطبري ـ عن عطاء بن السائب ، عن عبد الجبار بن وائل الحضرمي ، عن أخيه مسروق بن وائل ، قال : كنت في أوائل الخيل ممن سار إلى الحسين ، فقلت : أكون في أوائلها لعلي أصيب رأس الحسين فأصيب به منزلة عند ابن زياد ، فلما انتهينا إلى الحسين تقدم رجل من القوم يقال له : ابن حوزة ، فقال : أفيكم حسين ؟
  فسكت الحسين فقالها ثانية ، فسكت حتى إذا كانت الثالثة قال : قولوا له : نعم هذا حسين فما حاجتك ؟
  قال : يا حسين ابشر بالنار !
  قال : كذبت بل أقدم على رب غفور وشفيع مطاع ، فمن أنت ؟
  قال : ابن حوزة ، فرفع الحسين يديه حتى رأينا بياض إبطيه من فوق الثياب، ثم قال : ( اللهم حزه إلى النار ) ...
  فغضب ابن حوزة ، فذهب ليقحم إليه الفرس ـ وبينه وبينه نهر ـ فعلقت قدمه بالركاب وجالت به الفرس فسقط عنها فانقطعت قدمه وساقه وفخذه وبقي جانبه الآخر متعلقا بالركاب : قال : فرجع مسروق وترك الخيل من ورائه ، فسألته ؟
ف  قال : لقد رأيت من أهل هذا البيت شيئا لا أقاتلهم أبدا .
  وفي أنساب البلاذري في قبائل حضرموت : ورهط مسروق بن وائل أبي شمر الذي يقول :
وأكـرم  ندماني وأحفظ iiغيبه      وأملأ زق الشرب غير مشائط

  ونقلت كتب كثيرة نفس الحادثة للاستزادة يمكنك الرجوع إلى:
1 ـ (كتاب لواعج الأشجان لآية الله السيد محسن الأمين ـ ص 141) .
2 ـ (كتاب أنصار الحسين (ع) للعالم الجليل الشيخ محمد مهدي شمس الدين ـ ص 56 ـ 57).
3 ـ (موسوعة كلمات الإمام الحسين (ع) ـ لجنة الحديث في معهد باقر العلوم (ع) ـ ص 526 ـ 527) .





« عبد الله بن زهير »


قائدا في جيش بن سعد :
  جاء في كتاب مثير الأحزان للعالم الجليل ابن نما الحلي (أعلى الله مقامه) :
  وعبا عمر بن سعد أصحابه فجعل على :
  ربع أهل المدينة عبد الله بن زهير بن سليم بن مخنف العامري ...
  وعلى كندة وربيعة قيس بن الأشعث...
  وعلى مذحج واسد عبد الرحمن بن أبي سبرة الجعفي ...
  وعلى تميم وهمدان رجلا من بني تميم...
  وعلى ميمنته عمرو بن الحجاج الزبيدي...
  وعلى ميسرته شمر بن ذي الجوشن...
  وعلى الخيل عروة بن قيس الأحمسي...
  وعلى الرجالة شبث بن ربعي...
  والراية مع دريد مولى لعبيد الله بن زياد...

جاء في كتاب تاريخ الطبري للطبري ـ ج 4 ما يلي :
  (قال أبو مخنف) حدثني فضيل بن خديج الكندي عن محمد ابن بشر عن عمرو الحضرمي قال لما خرج عمر بن سعد بالناس كان على ربع أهل المدينة يومئذ عبد الله بن زهير بن سليم الأزدي وعلى ربع مذحج وأسد عبد الرحمن ابن أبي سبرة الحنفي وعلى ربع ربيعة وكندة قيس بن الأشعث بن قيس وعلى ربع تميم وهمدان الحر بن يزيد الرياحي .
  فشهد هؤلاء كلهم مقتل الحسين إلا الحر ابن يزيد فإنه عدل إلى الحسين وقتل معه وجعل عمر على ميمنته عمرو بن الحجاج الزبيدي وعلى ميسرته شمر بن ذي الجوشن بن شرحبيل بن الأعور بن عمر بن معاوية وهو الضباب بن كلاب وعلى الخيل عزرة بن قيس الأحمسي وعلى الرجال شبث بن ربعي اليربوعي وأعطى الراية ذويدا مولاه ...

من هو بن زهير هذا ؟
  جاء في إبصار العين في أنصار الحسين (ع) لسماحة الشيخ محمد السماوي :

(عبد الله بن زهير) :
  بن سليم الأزدي كان من أصحاب أمير المؤمنين (عليه السلام) وله ذكر في الحروب والمغازي وولي الأعمال لآل أمية .





«عبد الرحمن بن أبي سبرة الجعفي»


بن أبي سبرة قائدا في جيش بن زياد :
  جاء في كتاب إبصار العين في أنصار الحسين (ع) لسماحة الشيخ محمد السماوي :
  قال أبو مخنف : لما اجتمعت الجيوش بكربلا لقتال الحسين جعل عمر بن سعد على ربع المدينة :
  عبد الله بن زهير بن سليم الأزدي، ...
  وعلى ربع مذحج وأسد عبد الرحمن بن أبي سبرة الجعفي ، ...
  وعلى ربع ربيعة وكندة قيس بن الأشعث ، ...
  وعلى ربع تميم وهمدان الحر بن يزيد ، ...
  وعلى الميمنة عمرو بن الحجاج ، ...
  وعلى الميسرة شمر بن ذي الجوشن ، ...
  وعلى الخيل عزرة بن قيس ، ...
  وعلى الرجالة شبث بن ربعي ، ...
  وأعطى الراية مولاه دريدا .
  فشهد هؤلاء كلهم قتال الحسين إلا الحر فإنه عدل إليه وقتل معه.

سيرته الذميمة قديمًا :
  وجاء في موضع آخر : من كتاب أبصار العين في أنصار الحسين (ع) لسماحة الشيخ محمد السماوي:

(عبد الرحمن بن أبي سبرة):
  يزيد بن مالك بن عبد الله بن ذويب بن سلمة بن عمرو بن ذهل بن مران بن جعفي، وفد هو وأخوه سبرة مع أبيه على رسول الله (صلى الله عليه وآله) وكان اسمه عزيزا فسماه رسول الله (صلى الله عليه وآله) عبد الرحمن، وله مع صحبته أفعال ذميمة (1) .

**************************************************************
1 ـ لاحظ ترجمته في أسد الغابة : 5 / 206 ، وجمهرة أنساب العرب للأندلسي : 409 .




«يحيى بن سعيد بن العاص»


يحيى معترض قافلة الحسين (ع):
  نقل العلامة المجلسي (قدس الله نفسه الزكية) في موسوعته بحار الأنوار (1) ما يلي :
  كان الحسين بن علي (عليه السلام) لما خرج من مكة اعترضه يحيى بن سعيد بن العاص ، ومعه جماعة أرسلهم إليه عمرو بن سعيد ، فقالوا له : انصرف أين تذهب ؟
  فأبى عليهم ومضى ، وتدافع الفريقان واضطربوا بالسياط ، فامتنع الحسين (عليه السلام) وأصحابه منهم امتناعا قويا وسار حتى أتى التنعيم ، فلقي عيرا قد أقبلت من اليمن فاستأجر من أهلها جمالا لرحله وأصحابه ، وقال لأصحابها : من أحب أن ينطلق معنا إلى العراق وفيناه كراه وأحسنا صحبته ، ومن أحب أن يفارقنا في بعض الطريق أعطيناه كراه على قدر ما قطع من الطريق ، فمضى معه قوم وامتنع آخرون .

وجاء في موضع آخر : (2)
  وقال ابن نما : حدث عقبة بن سمعان قال : خرج الحسين (عليه السلام) من مكة فاعترضته رسل عمرو بن سعيد بن العاص عليهم يحيى بن سعيد ليردوه فأبى عليهم وتضاربوا بالسياط ، ومضى (عليه السلام) على وجهه ، فبادروه وقالوا : يا حسين ألا تتقي الله تخرج من الجماعة وتفرق بين هذه الأمة ؟
  فقال : لي عملي ، ولكم عملكم أنتم بريئون مما أعمل، وأنا برئ مما تعملون .
  جاء في كتاب (مستدركات علم رجال الحديث) للعالم التقي الشيخ علي النمازي الشاهرودي (أعلى الله مقامه) : (3)
  يحيى بن سعيد بن العاص : خبيث اعترض على مولانا الحسين صلوات الله عليه لما خرج من مكة . (4)

**************************************************************
1 ـ ( ج 44 ـ ص 365 ـ 367 ).
2 ـ ( ج 44 ـ ص 368 ـ 369).
3 ـ ( ج 8 ـ ص 209)
4 ـ كمبا ج 10 / 184 و 185 ، وجد ج 44 / 365 و 368 .





«محمد بن الأشعث »


من هو محمد بن الأشعث ؟
  نقل آية الله العظمى السيد أبو القاسم الخوئي (قدس سره) في كتاب معجم رجال الحديث ما يلي : (1)

محمد بن أشعث بن قيس : الكندي :
  تقدم في أبيه ، أشعث الملعون الخارجي ، أنه ابن أخت أبي بكر ، أم فروة ، وهو قد روث الخبث من أبيه ، ...
  وخرج لأخذ مسلم بن عقيل من قبل ابن زياد وأعطاه الأمان ، لكن ابن زياد (لعنه الله) لم يمض أمانه ، (2) ...
  وقد خرج إلى حرب الحسين (عليه السلام)، ...
  وجاء في مستدركات علم رجال الحديث للعالم الورع الشيخ علي النمازي الشاهرودي ما يلي : (3)

محمد بن الأشعث بن قيس الكندي:
  خبيث ملعون لحق بالنار يوم عاشوراء بدعاء الحسين صلوات الله عليه . (4)
  قيل : هرب من المختار فهدم داره . (5)
  محاربته مع مسلم . (6)
  وأبوه وابنه عبد الرحمن ملعونان .

غدره بهانئ بن عروة :
  جاء في كتاب أعيان الشيعة لآية الله السيد محسن الأمين ما يلي : (7)
  خاف هانئ عبيد الله على نفسه فانقطع عن مجلسه وتمارض ...
  فدعا ابن زياد محمد بن الأشعث وحسان بن أسماء بن خارجة وعمرو بن الحجاج الزبيدي وكان هانئ متزوجا رويحة بنت عمرو هذا ...
  فقال لهم ما يمنع هانئ من زيارتنا قالوا إنه مريض ...
  قال بلغني أنه برئ وإنه يجلس على باب داره فالقوه ومروه أن لا يدع ما عليه من حقنا فاني لا أحب أن يفسد عندي مثله من أشراف العرب...
  وقالوا ما يمنعك من لقاء الأمير فإنه قد ذكرك ، قال المرض ، قالوا بلغه أنك برئت، وأقسموا عليه أن يذهب معهم ، فذهب ، ...
  ولم يكن حسان يعلم بشئ مما كان ، وكان محمد بن الأشعث عالما به فلما دخل على ابن زياد ...
  قال : ايه يا هانئ ما هذه الأمور التي تربص في دارك لأمير المؤمنين وعامة المسلمين ؟
  جئت بمسلم بن عقيل فأدخلته دارك وجمعت له الجموع والسلاح في الدور حولك وظننت أن ذلك يخفى علي ...
  فأنكر هانئ أن يكون قد فعل ، فدعا ابن زياد معقلا ، فعلم هانئ أنه كان عينا عليهم فسقط في يده ساعة ثم راجعته نفسه وجعل يعتذر إلى ابن زياد بأنه دعا مسلما إلى منزله وإنما جاءه يسأله النزول فاستحيا من رده وداخله من ذلك ذمام وأنه يذهب الآن فيخرجه ، ...
  فقال ابن زياد والله لا تفارقني حتى تأتيني به فقال لا والله لا أجيئك به، أجيئك بضيفي تقتله . ...
  وخلا به مسلم بن عمرو الباهلي ليقنعه بان يأتي به فأبى ، ...
  فقال ابن زياد والله لتأتيني به أو لأضربن عنقك ، ...
  قال إذا تكثر البارقة حول دارك ، فقال وا لهفاه عليك أبالبارقة تخوفني ؟
  وهانئ يظن أن عشيرته سيمنعونه ، ...
  ثم قال : أدنوه مني فاستعرض وجهه بالقضيب حتى كسر أنفه وشق حاجبه ونثر لحم جبينه وخده على لحيته وسالت الدماء على ثيابه ووجهه ولحيته وكسر القضيب ، ...
  وضرب هانئ يده على قائم سيف شرطي وجاذبه الشرطي ومنعه ، ...
  فقال عبيد الله: أحروري سائر اليوم ، قد حل دمك ، جروه فجروه فألقوه في بيت من بيوت الدار وأغلقوا عليه بابه وجعلوا عليه حرسا ، ...
  فقام إليه حسان بن خارجة فقال : أرسل غدر سائر اليوم ؟! أمرتنا أن نجيئك بالرجل حتى إذا جئناك به فعلت به هذا ، ...
  فقال عبيد الله: وأنك لها هنا فأمر به فضرب وتعتع واجلس ناحية ، ...
  فقال محمد بن الأشعث : رضينا بما رأى الأمير ، لنا كان أم علينا إنما الأمير مؤدب . ...
  وبلغ عمرو بن الحجاج أن هانيا قد قتل فاقبل في مذحج حتى أحاط بالقصر فقال ابن زياد لشريح القاضي ادخل على صاحبهم فانظر إليه ثم أعلمهم أنه حي ففعل فقالوا أما إذا لم يقتل فالحمد لله وانصرفوا .
  وهكذا يتمكن الظالم من ظلمه بأمثال محمد بن الأشعث من أعوان الظلمة وأمثال شريح من قضاة السوء المظهرين للدين المصانعين الظلمة اللابسين جلود الكباش وقلوبهم قلوب الذئاب وبأمثال مذحج الذين اغتروا بكلام شريح وانصرفوا ولم يأخذوا بالحزم .
  ولما ضرب عبيد الله هانئا وحبسه خاف أن يثب به الناس فخرج فصعد المنبر ومعه أشراف الناس وشرطه وحشمه وخطب خطبة موجزة وحذر الناس وهددهم .

كيف قتل بن الأشعث ؟
  نقل علمائنا الأجلاء خبرين في ذلك وهما كما يلي :
  أولا: نقل آية الله العظمى السيد أبو القاسم الخوئي (قدس سره) في كتاب معجم رجال الحديث ما يلي : (8)
  وقال ابن شهرآشوب في المناقب : (9)
  وروي أن الحسين (عليه السلام) دعا : (اللهم إنا أهل بيت نبيك وذريته ، وقرابته ، فاقصم من ظلمنا وغضبنا حقنا ، إنك سميع قريب) ، ...
  فقال محمد بن الأشعث : وأي قرابة بينك وبين محمد ؟
  فقرأ الحسين (عليه السلام) (أن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين ذرية بعضها من بعض) ، ثم قال (عليه السلام) : (اللهم أرني فيه في هذا اليوم ، ذلا عاجلا) ، ...
  فبرز ابن الأشعث إلى الحاجة فلسعته عقرب على ذكره ، فسقط ، وهو يستغيث ويتقلب على حدثه.
  ثانيًا: جاء في كتاب مستدركات أعيان الشيعة للعلم الثقة حسن الأمين ما يلي: (10)
  لما التقى جيش المختار بجيش مصعب بن الزبير، كان عبد الله بن عمرو النهدي في جيش المختار، وكان محمد بن الأشعث في جيش مصعب...
  فقال عبد الله: ويحكم أروني الموضع الذي فيه محمد بن الأشعث فإنه ممن قاتل الحسين بن علي وشارك في دمه...
  فقالوا: ألا ترى هو في الكتيبة الحمراء على الفرس الأدهم ؟
  فقال: بلى قد رأيته، فدعوني وإياه.
  ثم رفع رأسه إلى السماء، وقال: اللهم. إنني على ما كنت عليه بصفين، اللهم وإني أبرأ إليك ممن قتل أهل البيت بيت نبيك محمد (ص)، أو شارك في دمائهم.
  قال : ثم حمل حتى خالط أصحاب مصعب بن الزبير ، فجعل يضرب فيهم ضربا منكرا وهو في ذلك يلاحظ محمد بن الأشعث ، حتى إذا أمكنته الفرصة وحمل عليه ، ضربه ضربة على رأسه جدله صريعا. واختلط الناس من أصحاب ابن الزبير بعبد الله بن عمرو هذا فقتلوه .
-------------------------------------------------------------------------------- 1 ـ ( ج 16 ـ ص 120 ـ 121) 2 ـ ذكره الشيخ المفيد في الارشاد: باب ذكر الامام بعد الحسن بن علي (عليهما السلام) ، فصل (في مختصر الاخبار التي جاءت بسبب دعوته) ، في حالات مسلم بن عقيل ، ...
3 ـ ( ج 6 ـ ص 471)
4 ـ كمبا ج 10 / 269 .
5 ـ ص 290 ، وجد ج 45 / 302 و 376 .
6 ـ كمبا ج 10 / 178 ، وجد ج 44 / 344 و 347 و 349 .
7 ـ ( ج 1 ـ ص 591)
8 ـ ( ج 16 ـ ص 120 ـ 121)
9 ـ الجزء 4 ، باب في إمامة أبي عبد الله الحسين (عليه السلام) ، (فصل في آياته بعد وفاته) : ...
10 ـ ( ج 2 ـ ص 163)





« دريد مولى عبيد الله بن زياد »


حامل الراية في جيش بن زياد :
قال ابن نما الحلي في كتابه مثير الأحزان : (1)   والراية مع دريد مولى لعبيد الله بن زياد وفي ذلك الوقت
  أما العلامة المجلسي أعلى الله مقامه قال في موسوعته بحار الأنوار : (2)
  ونادى عمر بن سعد : يا دريد أدن رأيتك فأدناها ثم وضع سهما في كبد قوسه ثم رمى وقال: اشهدوا أني أول من رمى الناس (3) .
  وجاء في مستدركات علم رجال الحديث للعالم الورع سماحة الشيخ علي النمازي الشاهرودي : (4)
  دريد: مولى عمر بن سعد ...
  وصاحب رايته يوم عاشوراء . (5)
  جاء في كتاب إبصار العين في أنصار الحسين (ع) لسماحة الشيخ محمد السماوي :
  قال أبو مخنف : لما اجتمعت الجيوش بكربلا لقتال الحسين جعل عمر بن سعد على ربع المدينة :
  عبد الله بن زهير بن سليم الأزدي، ...
  وعلى ربع مذحج وأسد عبد الرحمن بن أبي سبرة الجعفي،...
  وعلى ربع ربيعة وكندة قيس بن الأشعث ، ...
  وعلى ربع تميم وهمدان الحر بن يزيد ، ...
  وعلى الميمنة عمرو بن الحجاج ، ...
  وعلى الميسرة شمر بن ذي الجوشن ، ...
  وعلى الخيل عزرة بن قيس ، ...
  وعلى الرجالة شبث بن ربعي ، ...
  وأعطى الراية مولاه دريدا .

-------------------------------------------------------------------------------- 1 ـ ( ص 39)
2 ـ ( ج 45 ـ ص 12)
3 ـ كتاب الارشاد ص 219
4 ـ ( ج 3 ـ ص 371)
5 ـ كمبا ج 10 / 193 ، وجد ج 45 / 4 .





« كعب بن جابر الأزدي »


قاتل بربر :
  وجاء في كتاب معالم المدرستين لسماحة آية الله السيد مرتضى العسكري (طيب الله ثراه) : (1)
  فذهب كعب بن جابر بن عمرو الأزدي ليحمل عليه ، فقلت : إن هذا برير ابن حضير القارئ الذي كان يقرئنا القرآن في المسجد !
  فحمل عليه بالرمح حتى وضعه في ظهره ، فلما وجد مس الرمح ، برك عليه ، فعض بوجهه ، وقطع طرف انفه فطعنه كعب بن جابر حتى ألقاه عنه ، وقد غيب السنان في ظهره ، ثم اقبل عليه يضربه بسيفه ، حتى قتله .
  قال عفيف : كأني انظر إلى العبدي الصريع ، قام ينفض التراب عن قبائه ، ويقول : أنعمت علي يا أخا الأزد نعمة لن أنساها أبدا .
  قال : فقلت أنت رأيت هذا ، قال : نعم رأى عيني وسمع أذني ، فلما رجع كعب بن جابر قالت له امرأته ، أو أخته النوار بنت جابر : أعنت على ابن فاطمة ! وقتلت سيد القراء ! لقد أتيت عظيما من الأمر ، والله لا أكلمك من رأسي كلمة أبدا .
  وقال كعب بن جابر :
سـلى  تـخبري عني وأنت ذميمة      غـداة  حـسين والـرماح iiشوارع
ألم  آت أقصى ما كرهت ولم iiيخل      عـلى غـداة الـروع ما انا صانع
مـعي  يـزني لـم تـخنه iiكعوبه      وأبـيض  مخشوب الغرارين قاطع
فـجردته  فـي عصبة ليس iiدينهم      بـديني وانـي بـابن حرب iiلقانع
ولـم  تـر عيني مثلهم في iiزمانهم      ولا  قـبلهم فـي الناس إذ انا iiيافع
أشـد  قـراعا بالسيوف لدى الوغا      ألا كـل مـن يحمي الذمار iiمقارع
وقد صبروا للطعن والضرب حسرا      وقـد  نـازلوا لـو أن ذلـك iiنافع
فـأبـلغ عـبـيد الله امـا iiلـقيته      بـأنـي مـطيع لـلخليفة iiسـامع
قـتلت بـريرا ثـم حـملت iiنعمة      أبـا مـنقذ لـما دعـا من iiيماصع

  وكان كعب بن جابر ، ممن حضر قتال الحسين (ع) في كربلاء - يقول في مناجاته : ( يا رب إنا قد وفينا فلا تجعلنا يا رب كمن قد غدر ) يقصد بمن قد غدر من خالف الخليفة وعصا أوامره . (2)
  جاء في كتاب لواعج الأشجان لآية الله سماحة السيد محسن الأمين (طيب الله ثراه) : (3)
  فحمل كعب بن جابر الأزدي على برير وطعنه بالرمح في ظهره فنزل برير عن ابن منقذ بعد أن عض انفه فقطعه واقبل إليه كعب بن جابر فضربه بسيفه حتى قتله رضوان الله عليه ... ( وفي ) بعض الروايات أن بريرا قتل ثلاثين رجلا ...
  فلما رجع كعب بن جابر قالت له امرأته أعنت على ابن فاطمة وقتلت بريرًا سيد القراء لا أكلمك أبدا ...
  ( وقيل ) ان الذي قتل بريرًا رجل يقال له ـ بحير بن أوس الضبي ـ فلما قتله يقول وقيل بل قالها -كعب بن جابر ـ :
سـلي  تـخبري عني وأنت ذميمة      غـداة  حـسين والـرماح iiشوارع
ألم  آت أقصى ما كرهت ولم iiيخل      غـداة الوغى والروع ما أنا iiصانع
مـعي  مـزني لـم تـخنه iiكعوبه      وأبـيض مـشحوذ الغرارين iiقاطع
فـجردته  فـي عصبة ليس iiدينهم      كـديني  وانـي بـعد ذاك iiلـقانع
ولـم  تـر عيني مثلهم في iiزمانهم      ولا قـبلهم فـي الناس إذا انا iiيافع
أشـد  قراعا بالسيوف لدى iiالوغى      الاكـل  مـن يحمي الذمار iiمقارع
وقد صبروا للطعن والضرب حسرا      وقـد  جـالدوا لـو أن ذلـك نافع
فـابـلغ عـبيد الله إذ مـا iiلـقيته      بـانـي مـطيع لـلخليفة iiسـامع
قـتلت بـريرًا ثـم جـلت بـهمة      غداة  الوغى لما دعا من يقارع (4)ii

-------------------------------------------------------------------------------- 1 ـ ( ج 3 ـ ص 108)
2 ـ (معالم المدرستين ـ السيد مرتضى العسكري ـ ج 3 ـ ص 292)
3 ـ ( ص 142 ـ 144)
4 ـ
(قتلت بريرا ثم حملت iiنعمة      أبا منقذ لما دعا من يماصع)






« عبد الله بن حوزة التميمي »


دعوة الحسين (ع) عليه :
  جاء في مستدركات علم رجال الحديث للعالم الورع الشيخ علي النمازي الشاهرودي (1) ما يلي :

عبد الله بن حوزة التميمي:
  لم يذكروه .
  خبيث ملعون من جند بني أمية. (2)
  دعا عليه الحسين (عليه السلام). (3)

وجاء في قاموس الرجال لسماحة الشيخ محمد تقي التستري (4) ما يلي :
  روى أبو مخنف ـ كما في الطبري ـ عن عطاء بن السائب ، عن عبد الجبار بن وائل الحضرمي ، عن أخيه مسروق بن وائل ، ...
  قال : كنت في أوائل الخيل ممن سار إلى الحسين ، ...
  فقلت : أكون في أوائلها لعلي أصيب رأس الحسين فأصيب به منزلة عند ابن زياد، فلما انتهينا إلى الحسين تقدم رجل من القوم يقال له : ابن حوزة ، ...
  فقال : أفيكم حسين ؟ فسكت الحسين فقالها ثانية ، فسكت حتى إذا كانت الثالثة ...
  قال : قولوا له : نعم هذا حسين فما حاجتك ؟ ...
  قال : يا حسين ابشر بالنار! ...
  قال : كذبت بل أقدم على رب غفور وشفيع مطاع ، فمن أنت ؟ ...
  قال : ابن حوزة ، فرفع الحسين يديه حتى رأينا بياض إبطيه من فوق الثياب ، ثم قال : ( اللهم حزه إلى النار ) .
  فغضب ابن حوزة ، فذهب ليقحم إليه الفرس ـ وبينه وبينه نهر ـ فعلقت قدمه بالركاب وجالت به الفرس فسقط عنها فانقطعت قدمه وساقه وفخذه وبقي جانبه الآخر متعلقا بالركاب؛ ...
  قال : فرجع مسروق وترك الخيل من ورائه ، فسألته ؟ ...
  فقال : لقد رأيت من أهل هذا البيت شيئا لا أقاتلهم أبدا .
  وجاء في كتاب (العوالم، الإمام الحسين (ع)) للعالم الورع الشيخ عبد الله البحراني ما يلي : (5)
  حمل عمرو بن الحجاج على ميمنة أصحاب الحسين (عليه السلام) فيمن كان معه من أهل الكوفة ، فلما دنا من الحسين (عليه السلام) جثوا له على الركب وأشرعوا الرماح نحوهم ، ...
  فلم تقدم خيلهم على الرماح فذهبت الخيل لترجع ، فرشقهم أصحاب الحسين (عليه السلام) بالنبل ، فصرعوا منهم رجالا وجرحوا منهم آخرين .
  وجاء رجل من بني تميم يقال له : عبد الله بن خوزة (6) فأقدم على عسكر الحسين (عليه السلام) ، ...
  فناداه القوم : إلى أين (يا بن خوزة) ثكلتك أمك ؟
  فقال : إني أقدم على رب رحيم وشفيع مطاع ، ...
  فقال الحسين (عليه السلام) لأصحابه : من هذا ؟ ...
  فقيل له : هذا ابن خوزة (7) التميمي ، ...
  فقال : اللهم جره (8) إلى النار ، ...
  فاضطرب به فرسه في جدول فوقع وتعلقت رجله اليسرى في الركاب وارتفعت اليمنى ، وشد عليه مسلم بن عوسجة فضرب رجله اليمنى فطارت (9) وعدا به فرسه فضرب برأسه كل حجر وكل شجر (10) ، حتى مات وعجل الله بروحه إلى النار، ونشب القتال فقتل من الجميع جماعة (11) .
-------------------------------------------------------------------------------- 1 ـ (ج 5 ـ ص 7)
2 ـ كمبا ج 10 / 195 ، وجد ج 45 / 13 .
3 ـ ج 10 / 269 و 195 ، وجد ج 45 / 13 و 301 .
4 ـ (ج 10 ـ ص 53 ـ 54)
5 ـ (ص 256 ـ 257)
6 ـ في المصدر : حوزة .
7 ـ في المصدر : حوزة .
8 ـ في المصدر : حزه .
9 ـ في الأصل والبحار : فأطارت .
10 ـ في المصدر : يضرب رأسه بكل حجر ومدر .
11 ـ إرشاد المفيد : ص 264 والبحار : 45 / 12 .





«بريدة بن وائل (الجمّال) »


سالب تكة الحسين (ع) :
  روي أن أحد جمالي قافلة الحسين...
  قد عاد بعد مقتله طمعاً في سلب التكّة ، فوجده مقطوع الرأس مضمخاً بدمه .
  فمد يده ليأخذ التكة فتحركت يد الإمام ونهضت على التكه لمنعه ، فاستخرج مدية وقطع يده ليأخذ التكة ، فحرك الإمام يده اليسرى فقطعها أيضاً ، ...
  وقد أسودّ وجه هذا الرجل فيما بعد وكان يسير في طرقات مكة ويصيح ( أيها الناس دلّوني على أولاد محمد ) (1)
  نقل في كتاب مدينة المعاجز ، وفي كتاب بحار الأنوار : (2)
  أن إسمه ( بريدة بن وائل ) ، ونقلت هذه القضية في بعض الكتب بصورة أخرى.
  نقل الشيخ جواد المحدثي أن سالب الحسين قد تيبست يداه : قال :
  منها ما ورد بشأن رجل يدعي أبحر بن كعب الذي جرّد الإمام من ثيابه وتركه عارياً، ويبست يداه فيما بعد حتّى صارتا كالخشبة (3)، ولكن لا يمكن الركون إلى صحة هذه الأخبار ، وجاءت في بعض الأخبار الأخرى قضية الإصبع والخاتم أيضا، وأن بجدل بن سليم قطع الإصبع وسلب الخاتم. (4)

عاقبة سالب تكة الحسين:
هناك روايتان وهما:

أولا: أنه صار أعمى:

  صيرورة رجل أعمى وسقوط رجليه ويديه ، وذلك لإرادته انتزاع تكة الحسين، بعدما رأى فاطمة في المنام ودعت عليه. (5)

ثانيا: قتله إبراهيم الأشتر بعد أن ظفر به :
  في كتاب حكاية المختار : أن إبراهيم قال (6) عندما قبض عليه: يا ويلك أصدقني ما فعلت يوم الطف ؟
  قال : ما فعلت شيئاً غير أني أخذت تكة الحسين من سرواله !!! (7)
  فبكى إبراهيم عند ذلك ، فجعل يشرح لحم أفخاذه ويشويها على نصف نضاجها ويطعمه إياه ، وكلما امتنع من الأكل ينخزه بالخنجر ، فلما أشرف على الموت ذبحه وأحرق جثته .

سلب الحسين (ع) بعد استشهاده :
  قال ابن نما الحلي في كتابه مثير الأحزان :
  ولما قتل مال الناس إلى سلبه ينهبونه فأخذ قطيفته قيس بن الأشعث فسمي قيس القطيفة ، وأخذ عمامته جابر بن يزيد وقيل أخنس بن مرثد بن علقمة الحضرمي فاعتم بها فصار معتوها ، وأخذ برنسه مالك بن بشير الكندي وكان من خز وأتى امرأته فقالت له أ سلب الحسين (ع) يدخل بيتي واختصما قيل لم يزل فقيرا حتى هلك ، وأخذ قميصه إسحاق بن حوية فصار أبرص ، وروي أنه وجد في القميص مائة وبضع عشر ما بين رمية وطعنة وضربة ، قال الصادق (ع) : وجد به ثلاث وثلاثون وأربع وثلاثون ضربة .
  و أخذ درعه البتراء عمر بن سعد ، وأخذ خاتمه بجدل بن سليم الكلبي وقطع إصبعه وأخذ سيفه القلافس النهشلي وقيل جميع بن الحلق الأودي، ثم اشتغلوا بنهب عيال الحسين ونسائه حتى تسلب المرأة مقنعتها من رأسها أو خاتمها من إصبعها أو قرطها من أذنها وحجلها من رجلها .

-------------------------------------------------------------------------------- 1 ـ (ناسخ التواريخ 4 : 19)
2 ـ (بحار الأنوار 45 : 311 ، معالي السبطين 2 : 61) .
3 ـ (إثبات الهداة 5 : 201)
4 ـ (عوالم الإمام الحسين : 302) .
5 ـ الملهوف على قتلى الطفوف ، لابن طاووس (رحمه الله)
6 ـ لسنان
7 ـ الملهوف على قتلى الطفوف ، لابن طاووس (رحمه الله)





«بكير بن حمران »


قاطع رأس مسلم بن عقيل:
  نقل ابن نما الحلي نفس الخبر في كتابه مثير الأحزان جاء فيه: (1)
  وأمر (عبيد الله بن زياد) بقتله (2) فأغلظ له مسلم في الكلام والسب فاصعد على القصر فضرب عنقه بكير بن حمران الأحمري ألقى جسده إلى الناس وأمر بهاني بن عروة فسحب إلى الكناسة فقتل وصلب هناك وقيل ضرب عنقه في السوق غلام لعبيد الله اسمه رشيد ورويت هذه الأبيات عن عبد الله بن الزبير الأسدي:
إذا كنت لا تدرين بالموت فانظري      إلـى  هـاني بالسوق وابن iiعقيل
إلـى  بطل قد هشم السيف iiوجهه      وآخـر  يـهوى مـن طمار قتيل
أصـابهما أمـر الأمـير iiفأصبحا      أحـاديث  مـن يسعى بكل iiسبيل
أيـركب  أسـماء الـهماليج iiآمنا      وقــد طـلبته مـذحج iiبـذحول
تـرى  جسدا قد غير الموت iiلونه      ونـضخ دم قـد سـال كل iiمسيل
تـطيف  حـفافيه مـراد iiوكـلهم      عـلى رقـبة مـن سائل iiومسول
فـان  أنـتم لـم تـثاروا iiبأخيكم      فـكونوا  بـغايا أرضـيت iiبقتيل

وجاء في بحار الأنوار للعلامة المجلسي (أعلى الله مقامه): (3)
  قال المسعودي : دعا ابن زياد بكير بن حمران الذي قتل مسلما فقال : أقتلته ؟
  قال : نعم .
  قال : فما كان يقول وأنتم تصعدون به لتقتلوه ؟
  قال : كان يكبر ويسبح ويهلل ويستغفر الله، فلما أدنيناه لنضرب عنقه قال : اللهم احكم بيننا وبين قوم غرونا وكذبونا ثم خذلونا وقتلونا ، فقلت له : الحمد لله الذي أقادني منك وضربته ضربة لم تعمل شيئا فقال لي : أو ما يكفيك في خدش مني وفاء بدمك ؟ أيها العبد ، ...
  قال ابن زياد : وفخرا عند الموت ؟
  قال : وضربته الثانية فقتلته .
  وقال المفيد : فقام محمد بن الأشعث إلى عبيد الله بن زياد فكلمه في هانئ بن عروة ، ...
  فقال : إنك قد عرفت موضع هانئ من المصر ، وبيته في العشيرة ، وقد علم قومه أني وصاحبي سقناه إليك وأنشدك الله لما وهبته لي فاني أكره عداوة المصر وأهله ، فوعده أن يفعل ، ثم بدا له وأمر بهانئ في الحال فقال : أخرجوه إلى السوق فاضربوا عنقه ، فاخرج هانئ حتى أتي به إلى مكان من السوق كان يباع فيه الغنم ، وهو مكتوف فجعل يقول : وامذحجاه ولا مذحج لي اليوم ، يا مذحجاه يا مذحجاه أين مذحج ؟
  وجاء أيضا في مقاتل الطالبيين لأبو الفرج الأصفهانى : (4)
  ثم قال ابن زياد لمسلم : قتلني الله إن لم أقتلك قتلة لم يقتلها أحد من الناس في الإسلام .
  قال : أما إنك أحق من احدث في الإسلام ما ليس فيه أما إنك لم تدع سوء القتلة وقبح المثلة وخبث السيرة ولؤم الغيلة لمن هو أحق به منك .
  ثم قال ابن زياد : اصعدوا به فوق القصر فاضربوا عنقه .
  ثم قال : ادعوا الذي ضربه ابن عقيل على رأسه وعاتقه بالسيف فجاءه ...
  فقال ، اصعد وكن أنت الذي تضرب عنقه ، وهو بكير بن حمران الأحمري ـ لعنه الله ـ فصعدوا به وهو يستغفر الله ويصلي على النبي محمد صلى الله عليه وآله وعلى أنبيائه ورسله وملائكته .
  وهو يقول : اللهم احكم بيننا وبين قوم غرونا وكادونا وخذلونا .
  ثم أشرفوا به على موضع الحذائين فضرب عنقه ثم اتبع رأسه جسده ـ صلى الله عليه ورحمه ـ .

في رواية أخرى أنه حمل على مسلم بن عقيل فصرعه مسلم :
  نقل ابن شهر آشوب في مناقب آل أبي طالب : (5)
  ضربوا مسلم بن عقيل بالسهام والأحجار حتى عيى واستند حايطا فقال : مالكم ترموني بالأحجار كما ترمى الكفار وأنا من أهل بيت الأنبياء الأبرار لا ترعون حق رسول الله في ذريته فقال ابن الأشعث : لا تقتل نفسك وأنت في ذمتي ، قال أؤسر وبي طاقة لا والله لا يكون ذلك أبدا ، وحمل عليه فهرب منه فقال مسلم : اللهم ان العطش قد بلغ مني ، فحملوا عليه من كل جانب ، فضربه بكير بن حمران الأحمري على شفته العليا وضربه مسلم في جوفه فقتله ، وطعن من خلفه فسقط من فرسه فأسر ، فقال مسلم : اسقوني شربة من ماء ، فأتاه غلام عمرو بن حريث بشربة زجاج وكانت تملى دما وسقطت فيه ثنيته ، فأتي به إلى ابن زياد فتجاوبا ، وكان ابن زياد يسب حسينا وعليا (ع) فقال مسلم : فاقض ما أنت قاض يا عدو الله، فقال ابن زياد : اصعدوا به فوق القصر واضربوا عنقه وكان مسلم يدعو الله ويقول : اللهم احكم بيننا وبين قوم غرونا وخذلونا فقتله وهو على موضع الحذائين، ثم أمر بقتل هاني بن عروة في محله يباع فيها الغنم ثم أمر بصلبه منكوسا ، وأنشد أسدي :
فان كنت لا تدرين ما الموت فانظري      إلـى  هـانئ في السوق وابن iiعقيل


-------------------------------------------------------------------------------- 1 ـ (ص 25 ـ 26)
2 ـ أي مسلم بن عقيل
3 ـ ( ج 44 ـ ص 358)
4 ـ ص 67 ـ 68
5 ـ ( ج 3 ـ ص 244 ـ 245)





«إسحاق بن حياة الحضرمي »


سالب قميص الحسين (ع):
  نقل الشيخ المفيد (عليه الرحمة) في كتاب الإرشاد: (1)
  ونزل شمر إليه فذبحه ثم دفع في رأسه إلى خولي بن يزيد فقال : أحمله إلى الأمير عمر بن سعد ، ثم أقبلوا على سلب الحسين (عليه السلام) فأخذ قميصه إسحاق بن حياة الحضرمي ، وأخذ سراويله أبجر بن كعب ، وأخذ عمامته أخنس بن مرثد (2)، وأخذ سيفه رجل من بني دارم ، وانتهبوا رحله وإبله وأثقاله وسلبوا نساءه .
  جاء في مناقب آل أبي طالب لابن شهر آشوب (قدس الله نفسه الزكية) : (3)
  ولد الحسين عام الخندق في المدينة يوم الخميس أو يوم الثلاثاء لخمس خلون من شعبان سنة أربع من الهجرة بعد أخيه بعشرة اشهر وعشرين يوما ، وروي انه لم يكن بينه وبين أخيه إلا الحمل والحمل ستة اشهر ، عاش مع جده ستة سنين وأشهرا ، وقد كمل عمره خمسين ، ويقال : كان عمره سبعا وخمسين سنة وخمسة اشهر ، ويقال : ثمان وخمسون ، ومدة خلافته خمس سنين واشهر في آخر ملك معاوية وأول ملك يزيد ، قتله عمر بن سعد بن أبي وقاص ، وخولي بن يزيد الأصبحي ، واجتز رأسه سنان بن أنس النخعي، وشمر بن ذي الجوشن ، وسلب جميع ما كان عليه إسحاق بن حياة الحضرمي وأمير الجيش عبيد الله بن زياد ، وجه به يزيد بن معاوية ، ومضى قتيلا يوم عاشوراء ، وهو يوم السبت العاشر من المحرم قبل الزوال ، ويقال يوم الجمعة بعد صلاة الظهر وقيل يوم الاثنين بطف كربلاء بين نينوى والغاضرية من قرى النهرين بالعراق سنة ستين من الهجرة ويقال سنة احدى وستين ، ودفن بكربلاء من غربي الفرات ، قال الشيخ المفيد : فأما أصحاب الحسين فإنهم مدفونون حوله ولسنا نحصل لهم أجداثا والحاير محيط بهم .

واطئ صدر الحسين (ع) بسنابك الخيل :
  جاء في الكامل في التاريخ لابن الأثير: (4)
  ثم نادى عمر بن سعد في أصحابه من ينتدب إلى الحسين فيوطئه فرسه ، فانتدب عشرة ، منهم إسحاق بن حيوة الحضرمي ، وهو الذي سلب قميص الحسين ، فبرص بعد ، فأتوا فداسوا الحسين بخيولهم حتى رضوا ظهره وصدره .
  أما موسوعة شهادة المعصومين (ع) الصادرة عن لجنة الحديث في معهد باقر العلوم (ع) جاء فيها : (5)
  قال الطبري : ثم إن عمر بن سعد نادى في أصحابه : من ينتدب للحسين ويوطئه فرسه ؟
  فانتدب عشرة : منهم إسحاق بن حيوة الحضرمي ، وهو الذي سلب قميص الحسين ـ فبرص بعد – وأحبش (6) بن مرثد بن علقمة بن سلامة الحضرمي، فأتوا الحسين بخيولهم حتى رضوا ظهره وصدره ، ...
  فبلغني أن أحبش بن مرثد بعد ذلك بزمان أتاه سهم غرب ، وهو واقف في قتال ففلق قلبه ، فمات (7).
-------------------------------------------------------------------------------- 1 ـ ( ج 2 ـ ص 112)
2 ـ في ( ش ) : مزيد ، وما أثبتناه من ( م ) وهامش ( ش ) .
3 ـ ج 3 ـ ص 231
4 ـ ج 4 ـ ص 80
5 ـ ( ج 2 ـ ص 318)
6 ـ كذا في المصدر ، وفي اللهوف : ( أخنس ) .
7 ـ تاريخ الطبري 3 : 335 ، الإرشاد : 242 إلى قوله ( صدره ) ، مقتل الخوارزمي 2 : 38 مختصرا ، الكامل في التاريخ 2 : 573 .




  • يزيد بن معاوية
  • شمر بن ذي الجوشن
  • عبيد الله بن زياد
  • عمر بن سعد
  • الحصين بن نمير
  • مروان بن الحكم
  • شبث بن ربعي
  • قيس بن الأشعث
  • حرملة بن كاهل الأسدي
         الكوفي
  • زيد بن ورقاء الحنفي
  • عمرو بن سعيد بن العاص
  • عمرو بن الحجاج الزبيدي
  • مهاجر بن أوس
  • عروة قاتل سويد بن المطاع
  • عروة (عزرة) بن قيس
  • مسروق بن وائل
  • عبد الله بن زهير
  • عبد الرحمن بن أبي سبرة الجعفي
  • يحيى بن سعيد بن العاص
  • محمد بن الأشعث
  • دريد مولى عبيد الله بن زياد
  • كعب بن جابر الأزدي
  • عبد الله بن حوزة التميمي
  • بريدة بن وائل (الجمّال)
  • بكير بن حمران
  • إسحاق بن حياة الحضرمي

           BASRAHCITY.NET