|
جاء في قاموس الرجال للعلامة الشيخ محمد تقي التستري (أعلى الله مقامه) (1):
هاني بن عروة:
قال في المروج: كان شيخ مراد وزعيمها، يركب في أربعة آلاف دارع وثمانية آلاف راجل، وإذا أجابتها أحلافها من كندة وغيرها كان في ثلاثين ألف دارع (2).
أقول: وفي المروج أيضا: لما سأل ابن زياد هانيا عن مسلم وأغلظ له، قال له: إن لزياد أبيك عندي بلاء حسنا، وأنا أحب مكافأته به، فهل لك في خير؟ قال: تشخص إلى الشام أنت وأهل بيتك سالمين بأموالكم، فإنه قد جاء حق من هو أحق من حقك وحق صاحبك، فقال: أدنوه مني، فأدنوه فضرب وجهه بقضيب كان في يده كسر أنفه وشق حاجبه ونثر لحم وجنته، وكسر القضيب على وجهه ورأسه (3).
قال المصنف، قال بحر العلوم: ما في روضة الصفاء وحبيب السير: إن هانيا قال لمسلم حين دخل عليه: "لقد أوقعتني في عناء وتكلف، ولو لا أنك دخلت داري لرددتك" لم أجده في غيرهما، وسائر الكتب المعتبرة خالية عنه.
قلت: بل رواه الطبري عن أبي مخنف، ومقتله أصح مقتل، وهذا نصه: لما دخل مسلم باب هاني فخرج إليه فكره مكانه حين رآه، فقال له مسلم: أتيتك لتجيرني وتضيفني، فقال: رحمك الله! لقد كلفتني شططا، ولو لا دخولك داري لأحببت لشأنك أن تخرج عني، غير أنه يأخذني من ذلك ذمام، وليس مردود مثلي عن مثلك عن جهل، أدخل... الخ (4).
وذكره أبو الفرج الإصبهاني في مقاتله (5) (3) وحاله معلوم.
وذكره أبو حنيفة الدينوري في أخبار طواله، وهو من ثقات المؤرخين؛ وزاد: فأدخله دار نسائه وأفرد له ناحية منها (6).
قال، قال: ما قاله ابن أبي الحديد في شرح قوله (ع): " آلة الرئاسة سعة الصدر ": " إن أهل الكوفة وفدوا على معاوية حين خطب لابنه بالعهد بعدة وفيهم هاني، فقال يوما في مسجد دمشق والناس حوله: العجب لمعاوية! يريد أن يقسرنا على بيعة ابنه وحاله حاله، وما ذاك بكائن (إلى أن قال) ثم قال معاوية بعد أيام للوفد: ارفعوا حوائجكم، وهاني فيهم، فعرض عليه كتابا فيه ذكر حوائجه، فقال: يا هاني ما صنعت شيئا! زد، فلم يدع حاجة عرضت له إلا ذكرها ثم عرض عليه الكتاب، فقال: أراك قصرت في ما طلبت! فقام هاني ولم يدع حاجة لقومه ولا لأهل مصره إلا ذكرها ثم عرض عليه الكتاب، فقال: ما صنعت شيئا! فقال: حاجة بقيت، أتولى أخذ البيعة لابن الخليفة بالعراق، قال: افعل، فما زلت لذلك أهلا.
فلما قدم العراق قام بأمر البيعة ليزيد بمعونة من المغيرة بن شعبة وهو الوالي بالعراق يومئذ (7)" شيء تفرد بنقله بلا ذكر مستند، مع أن جبرانه تفريطه أخيرا يجعله صالحا .
قلت: الصواب في الجواب هو الأخير، لأنه كان عنده أسانيد لم تصل إلينا، وكثير من الكتب التي يصرح بالنقل منها وأنها مستنده لم نقف عليها، وقد عد المسعودي في أول مروجه (8) كتبا من التاريخ لم نقف مما قال إلا على واحد من مائة، وإنما يصح لنا رده ورد غيره كائنا من كان إذا قام برهان على خلاف قوله. فمر في " مالك بن ضمرة " أنه قال: روى محمد بن موسى العنزي أن مالكا - وكان ممن استبطن من أمير المؤمنين (ع) علما كثيرا - كان يقول أيام بني أمية: " اللهم لا تجعلني أشقى الثلاثة " فيقال له ومن الثلاثة؟ فيقول: " رجل يرمى من فوق طمار، ورجل تقطع يداه ورجلاه ولسانه ويصلب، ورجل يموت على فراشه " فكان من الناس من يهزأ به ويقول: هذا من أكاذيب أبي تراب .
قال محمد بن موسى: والذي رمي به من طمار هاني (9)، فإن تفسير " من يرمى من طمار " بهاني وهم، وإنما المراد به عبد الله بن بقطر أو قيس بن مسهر الصيداوي - المتقدمان - فمر أنهما ألقيا من فوق القصر ومن طمار القصر، أو مسلم الذي ألقي بجسده من فوق القصر، وأما هاني فلم يلق به من قصر، بل قتل صبرا.
ففي الطبري: قام محمد بن الأشعث إلى عبيد الله فكلمه في هاني وقال: إنك قد عرفت منزلة هاني في المصر وبيته في العشيرة، وقد علم قومه أني وصاحبه سقناه إليك فأنشدك الله لما وهبته لي، فأني أكره عداوة قومه، هم أعز أهل المصر وعدد أهل اليمن.
فوعده أن يفعل، فلما كان من أمر مسلم ما كان بداله فيه وأبى أن يفي له بما قال، فأمر بهاني - حين قتل مسلم - أن يخرج إلى السوق ويضرب عنقه، فأخرج به حتى انتهى إلى مكان من السوق - كان يباع فيه الغنم - وهو مكتوف، فجعل يقول: وامذحجاه! وأين مني مذحج ؟ فلما رأى أن أحدا لا ينصره جذب يده فنزعها من الكتاف، ثم قال: أما من عصا أو سكين أو حجر أو عظم يجاحش به رجل عن نفسه، ووثبوا إليه فشدوه وثاقا، ثم قيل له: أمدد عنقك، فقال: ما أنا بها مجد سخي، وما أنا بمعينكم على نفسي، فضربه مولى لعبيد الله - تركي يقال له: رشيد - بالسيف، فلم يصنع سيفه شيئا، فقال هاني: " إلى الله المعاد، اللهم إلى رحمتك ورضوانك " ثم ضربه أخرى فقتله، فبصر به عبد الرحمن بن الحصين المرادي بخازر وهو مع عبيد الله، فقال الناس: هذا قاتل هاني، فقال: قتلني الله إن لم أقتله أو أقتل دونه، فحمل عليه بالرمح فقتله (10).
ولعل محمد بن موسى العنزي توهمه من قول الشاعر:
إذا كنت لا تدرين من الموت فانظري إلـى هـانئ في السوق وابن iiعقيل إلـى بـطل قد هشم السيف iiوجهه وآخـر يـهوي مـن طـمار iiقتيل |
فظن أن المراد بقوله: " وآخر يهوي من طمار " هاني، مع أن المراد به مسلم، وإنما المراد بهاني قوله: " إلى بطل قد هشم السيف وجهه " فهشم عبيد الله وجهه بقضيب - وهو السيف الدقيق الذي يأخذه الأمراء بأيديهم - كما مر؛ ومن تلك الأبيات في خصوص هاني وحض قومه على طلب ثأره من أسماء بن خارجة:
فـتى هو أحيى من فتاه iiحيية وأقطع من ذي شفرتين iiصقيل أيركب " أسماء " الهماليج آمنا وقـد طـلبته مـذحج iiبذحول تـطيف حـواليه مراد iiوكلهم عـلى رقبة من سائل iiومسول فـإن أنـتم لـم تثأروا iiبأخيكم فـكونوا بـغايا أرضيت iiبقليل |
قال، قال: وأما منعه من قتل ابن زياد في داره فالأخبار فيه مختلفة، وفي بعضها: أنه هو الذي أشار بقتله وتمارض لابن زياد حتى يأتيه عائدا فيقتله مسلم.
تضمن ما قاله من إشارة هاني بقتل ابن زياد مقاتل أبي الفرج (11) ومثير ابن نما (12) وسياسة ابن قتيبة (13).
قلت: إنما هو في سياسة ابن قتيبة، لكن فيه ما لم يقل به أحد، ففيه: أن ابن زياد ضرب عنق هاني لما أدخل عليه، ثم أرسل جماعة إلى مسلم .
وأما أبو الفرج فقال: " إن ابن زياد عاد شريكا ومنع هاني مسلما أن يقتله في داره ".
وكذلك الدينوري في أخباره (14)، بل روى الطبري عن أبي مخنف عيادة ابن زياد أولا لهاني وثانيا لشريك، وقال في كل منهما: إن هانيا منع من قتله، فقال - بعد ذكر بعث ابن زياد مولاه معقلا للفحص ورؤيته مسلم بن عوسجة وقبل وروده على مسلم -: مرض هاني فجاءه عبيد الله عائدا له، فقال له عمارة بن عبيد السلولي: إنما جماعتنا وكيدنا قتل هذا الطاغية، فقد أمكنك الله منه فاقتله، قال هاني: ما أحب أن يقتل في داري، فخرج فما مكث إلا جمعة حتى مرض شريك بن الأعور، وكان كريما على ابن زياد (إلى أن قال) فقام مسلم ليدخل، وقال له شريك: لا يفوتنك إذا جلس، فقام هاني إليه فقال: إني لا أحب أن يقتل في داري، كأنه استقبح ذلك (15).
وأما ابن نما فإنما نسب المنع إلى جارية هاني، فقال: قال شريك لمسلم: ما منعك من الخروج؟ قال: هممت بالخروج فتعلقت بي امرأة وقالت: نشدتك الله! إن قتلت ابن زياد في دارنا، وبكت في وجهي، فرميت السيف وجلست، قال هاني: يا ويلها! قتلتني وقتلت نفسها، والذي فرت منه وقعت فيه (16).
وأما الطريحي، فإن صح ما نسب إليه فليست بكتابه عبرة، ففيه أمور منكرة كثيرة .
وفي الطبري: لما نزل الحسين (ع) في الطريق الثعلبية قال الأسديان - اللذان كانا يسايرانه في الطريق -: أخبرنا الراكب الذي استقبلك أمس أنه لم يخرج من الكوفة حتى قتل مسلم وهاني، وحتى رآهما يجران في السوق بأرجلهما، فقال: " إنا لله وإنا إليه راجعون! رحمة الله عليهما " يردد ذلك مرارا (17).
هذا، وفي كامل المبرد: نمي إلي أن معاوية ولى كثير بن شهاب المذحجي خراسان، فاختال مالا كثيرا ثم هرب فاستتر عند هاني، فنذر معاوية دم هاني، فخرج وحضر مجلسه ومعاوية لا يعرفه، فقال له: أنا هاني، فقال: إن هذا اليوم ليس بيوم يقول فيه أبوك:
أرجـل جـمتي وأجر iiذيلي وتـحمل شكتي أفق iiكميت أمشي في سراة بني غطيف إذا مـا سامني ضيم iiأبيت |
فقال هاني: أنا اليوم أعز مني ذلك اليوم، قال معاوية: بم ؟ قال: بالإسلام، فقال له: أين كثير ؟ قال: عندي في عسكرك، فقال: أنظر إلى ما اختانه فخذ منه بعضا وسوغه بعضا (18).
وورد في كتاب معجم رجال الحديث للفقيه الكبير السيد الخوئي (أعلى الله مقامه) (19):
هاني بن عروة:
قال الشيخ المفيد: " ولما سمع مسلم بن عقيل مجئ عبيد الله إلى الكوفة ومقالته التي قالها وما أخذ به العرفاء والناس، خرج من دار المختار، حتى انتهى إلى دار هاني بن عروة، فدخلها فأخذت الشيعة تختلف إليه في دار هاني على تستر واستخفاء من عبيد الله، وتواصوا بالكتمان (إلى أن قال) فجاء هاني حتى دخل على عبيد الله بن زياد وعنده القوم، فلما طلع قال عبيد الله: أتتك بحائن رجلاه (إلى أن قال) وقال له ابن زياد: والله لا تفارقني أبدا حتى تأتيني به (مسلم بن عقيل)، قال: لا والله لا أجيئك به أبدا، أجيك بضيفي تقتله (إلى أن قال) فقال: أدنوه مني، فأدنوه منه وقال: والله لتأتيني به أو لأضربن عنقك، ثم قال: أدنوه مني، فأدني منه فاعترض وجهه بالقضيب، فلم يزل يضرب به أنفه وجبينه وخده حتى كسر أنفه وسال الدماء على وجهه ولحيته (إلى أن قال) فقال أخرجوه إلى السوق فاضربوا عنقه، فأخرج هاني حتى انتهى به مكان من السوق كان يباع فيه من الغنم (إلى أن قال) فوثبوا إليه وشدوه وثاقا، ثم قيل له: مد عنقك، فقال: ما أنا بها بسخي وما أنا بمعينكم على نفسي، فضربه مولى لعبيد الله - تركي - يقال له رشيد بالسيف، فلم يصنع شيئا، فقال هاني: إلى الله المعاد، اللهم إلى رحمتك ورضوانك، ثم ضربه أخرى فقتله "(20).
وورد في أنصار الحسين (ع) للعلامة محمد مهدي شمس الدين (أعلى الله مقامه) (21):
هاني بن عروة المرادي (من مذحج، عرب الجنوب):
من زعماء اليمن الكبار في الكوفة. أدرك النبي، وصحبه: من أصحاب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب .
شارك في حروب الجمل وصفين والنهروان من أركان حركة حجر بن عدي الكندي ضد زياد بن أبيه.
اتخذ مسلم بن عقيل منزله مقرا له، بعد قدوم عبيد الله بن زياد إلى الكوفة واليا عليها.
انكشف أمر اشتراكه في الاعداد للثورة مع مسلم بن عقيل، فقبض عليه ابن زياد، وسجنه، ثم قتله، وبعث برأسه مع رأس مسلم بن عقيل إلى يزيد بن معاوية .
قتل في اليوم الثامن من ذي الحجة سنة 60 ه هو اليوم الذي خرج فيه الحسين من مكة متوجها إلى العراق. كان عمره يوم قتل تسعين سنة .
وجاء في مستدركات علم رجال الحديث للشيخ علي النمازي الشاهرودي (قدس سره) (22):
هاني بن عروة المرادي المذحجي:
من أشراف الكوفة وأعيان الشيعة ومن رؤسائهم، شيخ مراد وزعيمها يركب في أربعة آلاف دارع وثمانية آلاف راجل. روي أنه أدرك النبي صلى الله عليه وآله وتشرف بصحبته. وله حين الشهادة تسع وثمانين سنة.
فلما وصل خبر قتل مسلم وهاني إلى مولانا الحسين عليه السلام قال: إنا لله و إنا إليه راجعون، رحمة الله عليهما. يردد ذلك مرارا.
ويشهد على كماله وجلالة قدره وعظم شأنه الزيارة التي نقلها السيد له .
وكانت رويحة بنت عمر بن الحجاج زوجة هاني فولدت له يحيى .
ورد في المزار لمحمد بن المشهدي (23):
زيارة هاني بن عروة رضي الله عنه:
تقف على قبره، وتسلم على رسول الله (ص) وتقول: سلام الله العظيم وصلواته عليك يا هاني بن عروة، السلام عليك أيها العبد الصالح، الناصح لله ولرسوله ولأمير المؤمنين وللحسن والحسين، اشهد انك قتلت مظلوما، فلعن الله من قتلك واستحل دمك، وحشى الله قبورهم نارا. اشهد انك لقيت الله وهو عنك راض بما فعلت، ونصحت لله ولرسوله، وبلغت درجة الشهداء، وجعل روحك مع أرواح السعداء بما نصحت لله ولرسوله مجتهدا، وبذلت نفسك في ذات الله ومرضاته، فرحمك الله ورضي عنك، وحشرك مع محمد وآله الطاهرين، وجمعنا وإياك معهم في دار النعيم، والسلام عليك ورحمة الله وبركاته.
ثم صل عنده ما بدا لك، وادع لنفسك بما شئت، وقبله وانصرف.
**************************************************************
1 ـ ج 10 - ص 490 – 495.
2 ـ مروج الذهب: 3 / 59.
3 ـ مروج الذهب: 3 / 57.
4 ـ تاريخ الطبري: 5 / 362.
5 ـ مقاتل الطالبيين: 64.
6 ـ الأخبار الطوال: 233.
7 ـ شرح نهج البلاغة: 18 / 407.
8 ـ مروج الذهب: 1 / 21.
9 ـ مر في ج 8، الرقم 6218.
10 ـ تاريخ الطبري: 5 / 378.
11 ـ مقاتل الطالبيين: 65.
12 ـ مثير الأحزان: 31.
13 ـ الإمامة والسياسة: 2 / 5.
14 ـ الأخبار الطوال: 234.
15 ـ تاريخ الطبري: 5 / 363.
16 ـ مثير الأحزان: 32.
17 ـ تاريخ الطبري: 5 / 397.
18 ـ الكامل للمبرد: 1 / 160.
19 ـ ج 20 - ص 273 – 274.
20 ـ الارشاد: في حالات مسلم بن عقيل.
21 ـ ص 125.
22 ـ ج 8 - ص 138 – 139.
23 ـ ص 180.
جاء في أبصار العين في أنصار الحسين (ع) للشيخ محمد السماوي (رحمه الله) (1): عبد الله بن يقطر الحميري (رضيع الحسين (ع)) كانت أمه حاضنة للحسين كأم قيس بن ذريح للحسن، ولم يكن رضع عندها ولكنه يسمى رضيعا له لحضانة أمه له .
وأم الفضل بن العباس لبابة كانت مربية للحسين (ع) ولم ترضعه أيضا كما صح في الأخبار أنه لم يرضع من غير ثدي أمه فاطمة (ع) وإبهام رسول الله (ص) تارة، وريقه تارة أخرى.
قال ابن حجر في الإصابة: إنه كان صحابيا لأنه لدة الحسين (ع) (2).
وقال أهل السير: إنه سرحه الحسين (ع) إلى مسلم بن عقيل بعد خروجه من مكة في جواب كتاب مسلم إلى الحسين (ع) يسأله القدوم ويخبره باجتماع الناس، فقبض عليه الحصين بن تميم (3) بالقادسية (4) وأرسله إلى عبيد الله بن زياد فسأله عن حاله فلم يخبره، فقال له: إصعد القصر والعن الكذاب بن الكذاب ثم انزل حتى أرى فيك رأيي، فصعد القصر فلما أشرف على الناس قال: أيها الناس، أنا رسول الحسين بن فاطمة بنت رسول الله (ص) إليكم لتنصروه وتوازروه على ابن مرجانة وابن سمية الدعي ابن الدعي، فأمر به عبيد الله فألقي من فوق القصر إلى الأرض فتكسرت عظامه وبقي به رمق، فأتاه عبد الملك بن عمير اللخمي (قاضي الكوفة وفقيهها) فذبحه بمدية، فلما عيب عليه، قال: إني أردت أن أريحه (5).
قالوا: ولما ورد خبره وخبر مسلم وهاني إلى الحسين (ع) بزبالة (6) نعاه إلى أصحابه وقال: " أما بعد، فقد أتانا خبر فظيع، قتل مسلم بن عقيل وهاني بن عروة وعبد الله بن يقطر، وقد خذلنا شيعتنا " إلى آخر ما ذكرناه آنفا (7).
وقال ابن قتيبة وابن مسكويه: إن الذي أرسله الحسين قيس بن مسهر كما يأتي، وإن عبد الله بن يقطر بعثه الحسين (ع) مع مسلم، فلما أن رأى مسلم الخذلان قبل أن يتم عليه ما تم بعث عبد الله إلى الحسين يخبره بالأمر الذي انتهى، فقبض عليه الحصين وصار ما صار عليه من الأمر الذي ذكرناه .
جاء في أنصار الحسين (ع) للعلامة محمد مهدي شمس الدين (رحمه الله )(8):
عبد الله بن بقطر:
(حميري من عرب الجنوب) كانت أمه حاضنة للحسين (ع)، ذكره ابن حجر في الإصابة، قال إنه كان صحابيا لأنه لدة الحسين (ع).
قبض عليه الحصين بن نمير وهو يحمل رسالة من الحسين بعد خروجه من مكة إلى مسلم بن عقيل، فأمر به عبيد الله بن زياد فألقي من فوق القصر فتكسرت عظامه وبقي فيه رمق فأجهز عليه عبد الملك بن عمير اللخمي (9).
جاء في مستدركات علم رجال الحديث للعلامة الشيخ علي النمازي الشاهرودي (قدس سره) (10):
عبد الله بن يقطر:
رضيع الحسين (ع). وهو حامل كتاب أهل الكوفة إلى مولانا الحسين (ع). وهو أيضا حامل كتاب الحسين (ع) إلى أهل الكوفة.
قال الشيخ: عبد الله بن يقطر رضيعه قتل بالكوفة، وكان رسوله، رمي به من فوق القصر فتكسر، فقام إليه عمرو الأزدي فذبحه، ويقال: بل فعل ذلك عبد الملك بن عمر النخعي، ونحوه كلام العلامة في صه .
أورد السيد الخوئي في معجم رجال الحديث (11):
عبد الله بن يقطر:
رضيع الحسين (ع)، قتل بالكوفة - وكان رسوله -، رمي به من فوق القصر فتكسر (فنكس) فقام إليه عمرو الأزدي فذبحه، ويقال بل فعل ذلك عبد الملك بن عمر النخعي (عمير اللخمي).
من أصحاب الحسين (ع)، رجال الشيخ. وقد ذكر قصة قتله غير واحد من الأعلام، إلا أن ابن شهرآشوب ذكر أنه كان رسول مسلم إلى الحسين (ع)، وأن مالك بن يربوع التميمي أخذ الكتاب منه وجاء به إلى عبيد الله بن زياد فقرأ الكتاب وأمر بقتل عبد الله بن يقطر. المناقب: الجزء 4، في باب إمامة أبي عبد الله الحسين (ع)، فصل في مقتله (ع)، ووقع التسليم عليه في الزيارة الرجبية.
**************************************************************
1 ـ ص 93 – 94.
2 ـ الإصابة: 4 / 59، وفيه: عبد الله بن يقظة، والظاهر أنه تصحيف في طبعات الإصابة الجديدة.
3 ـ في الإرشاد والأخبار الطوال: الحصين بن نمير. وكان من أشد الناس في قتال علي (ع). راجع الكامل: 2 / 452.
4 ـ القادسية: قرية قريبة من الكوفة من جهة البر. راجع معجم البلدان: 4 / 219.
5 ـ الإرشاد: 2 / 71، تاريخ الطبري: 3 / 303.
6 ـ زبالة: منزل بطريق مكة من الكوفة. راجع معجم البلدان: 3 / 129.
7 ـ راجع الإرشاد: 2 / 75.
8 ـ ص 123.
9 ـ الطبري: 5 / 398.
10 ـ ج 5 - ص 135.
11 ـ ج 11 - ص 408 – 409.
«أبو ثمامة عمرو بن عبد الله الصائدي (رض) »
ذكر الشيخ عباس القمي في الكنى والألقاب (1):
(أبو ثمامة الصائدي) عمرو بن عبد الله بن كعب الصائدي من شهداء الطف رضوان الله عليه، كان من فرسان العرب ووجوه الشيعة، وكان بصيرا بالأسلحة ولهذا لما جاء مسلم ابن عقيل إلى الكوفة قام معه وصار يقبض الأموال ويشتري بها الأسلحة بأمر مسلم بن عقيل رضوان الله عليه.
وذكرت في نفس المهموم في واقعة يوم عاشوراء ونصرة أصحاب الحسين له (ع) انه تعطف الناس عليهم فكثروهم فلا يزال الرجل من أصحاب الحسين (ع) قد قتل فإذا قتل منهم الرجل والرجلان يتبين فيهم وأولئك لا يتبين فيهم ما يقتل منهم فلما رأى ذلك أبو ثمامة (ره) قال للحسين (ع): أبا عبد الله نفسي لك الفداء انى أرى هؤلاء قد اقتربوا منك ولا والله لا تقتل حتى اقتل دونك إن شاء الله وأحب ان ألقى ربى وقد صليت هذه الصلاة التي قد دنا وقتها، قال: فرفع الحسين (ع) رأسه ثم قال: ذكرت الصلاة جعلك الله من المصلين الذاكرين نعم هذا أول وقتها .
ورد في أبصار العين في أنصار الحسين (ع) للعلامة الشيخ محمد السماوي (رحمه الله) (2):
أبو ثمامة عمرو الصائدي (3) هو عمرو بن عبد الله بن كعب الصائد بن شرحبيل بن شراحيل بن عمرو بن جشم بن حاشد بن جشم بن حيزون بن عوف بن همدان، أبو ثمامة الهمداني الصائدي، كان أبو ثمامة تابعيا، وكان من فرسان العرب ووجوه الشيعة، ومن أصحاب أمير المؤمنين (ع) الذين شهدوا معه مشاهده، ثم صحب الحسين (ع) بعده، وبقي في الكوفة، فلما توفي معاوية كاتب الحسين (ع)، ولما جاء مسلم بن عقيل إلى الكوفة قام معه وصار يقبض الأموال من الشيعة بأمر مسلم فيشتري بها السلاح، وكان بصيرا بذلك .
ولما دخل عبيد الله الكوفة وثار الشيعة بوجهه، وجهه مسلم فيمن وجهه، وعقد له على ربع تميم وهمدان كما قدمناه. فحصروا عبيد الله في قصره، ولما تفرق عن مسلم الناس بالتخذيل اختفى أبو ثمامة فاشتد طلب ابن زياد له، فخرج إلى الحسين (ع) ومعه نافع بن هلال الجملي، فلقياه في الطريق وأتيا معه (4).
قال الطبري: ولما نزل الحسين كربلاء ونزلها عمر بن سعد، بعث إلى الحسين (ع) كثير بن عبد الله الشعبي - وكان فاتكا - فقال له: إذهب إلى الحسين وسله ما الذي جاء به ؟ قال: أسأله فإن شئت فتكت به، فقال : ما أريد أن تفتك به ولكن أريد أن تسأله، فأقبل إلى الحسين، فلما رآه أبو ثمامة الصائدي قال للحسين، أصلحك الله أبا عبد الله! قد جائك شر أهل الأرض وأجرأهم على دم وأفتكهم، ثم قام إليه وقال: ضع سيفك، قال: لا والله ولا كرامة، إنما أنا رسول فإن سمعتم مني أبلغتكم ما أرسلت به إليكم، وإن أبيتم انصرفت عنكم. فقال له أبو ثمامة: فإني آخذ بقائم سيفك، ثم تكلم بحاجتك. قال: لا والله ولا تمسه.
فقال له: فأخبرني بماذا جئت؟وأنا أبلغه عنك، ولا أدعك تدنو منه، فإنك فاجر. قال: فاستبا، ثم رجع كثير إلى عمر فأخبره الخبر، فأرسل قرة بن قيس التميمي الحنظلي مكانه فكلم الحسين (ع) (5).
وروى أبو مخنف: أن أبا ثمامة لما رأى الشمس يوم عاشوراء زالت وأن الحرب قائمة قال للحسين (ع): يا أبا عبد الله، نفسي لنفسك الفداء! إني أرى هؤلاء قد اقتربوا منك، ولا والله لا تقتل حت أقتل دونك إن شاء الله، وأحب أن ألقى الله ربي وقد صليت هذه الصلاة التي دنا وقتها: فرفع الحسين رأسه ثم قال: " ذكرت الصلاة، جعلك الله من المصلين الذاكرين، نعم، هذا أول وقتها ": ثم قال: " سلوهم أن يكفوا عنا حتى نصلي "، فسألوهم، فقال الحصين بن تميم: إنها لا تقبل منكم، فرد عليه حبيب بما ذكرناه في ترجمته (6).
قال: ثم إن أبا ثمامة قال للحسين، وقد صلى: يا أبا عبد الله إني قد هممت أن ألحق بأصحابي، وكرهت أن أتخلف وأراك وحيدا من أهلك قتيلا، فقال له الحسين (ع): " تقدم فإنا لاحقون بك عن ساعة "، فتقدم فقاتل حتى أثخن بالجراحات، فقتله قيس بن عبد الله الصائدي ابن عم له، كان له عدوا. وكان ذلك بعد قتل الحر.
جاء في مستدركات علم رجال الحديث للشيخ علي النمازي الشاهرودي (أعلى الله مقامه) (7):
عمرو بن عبد الله الأنصاري أبو ثمامة:
من وجوه أصحاب أمير المؤمنين (ع) وشهد حروبه كلها. وبعده صحب الحسن (ع)، وبعده الحسين (ع).
وله قضايا كريمة مع الحسين (ع) في ليلة عاشوراء ويوم عاشورا وحين الصلاة. ودعا له الحسين (ع) بقوله: ذكرت الصلاة. جعلك الله مع المصلين الذاكرين. و تشرف بالشهادة وبسلام الناحية المقدسة.
وورد في الزيارة الناحية المذكورة في المزار لمحمد بن المشهدي (8):
"السلام على أبي ثمامة عمر بن عبد الله الصائدي".
**************************************************************
1 ـ ج 1 - ص 33 – 34.
2 ـ ص 119 – 121.
3 ـ عده الشيخ في أصحاب الحسين (ع) وقال: عمرو بن عبد الله الأنصاري يكنى أبا ثمامة. رجال الشيخ: 103، الرقم 6 101.
4 ـ راجع الإرشاد: 2 / 46، الأخبار الطوال 238.
5 ـ تاريخ الطبري: 3 / 311، راجع الإرشاد: 2 / 85.
6 ـ تاريخ الطبري: 3 / 326.
7 ـ ج 6 - ص 51.
8 ـ ص 494.
« أسلم التركي (رض) مولى الحسين (عليه السلام)»
ورد ذكره عند الطبري باسم (سليمان) (1).
وفي الزيارة (2) وعند السيد الأمين.
وذكره الشيخ في الرجال، فقال: (سليم، مولى الحسين عليه السلام، قتل معه) (3).
نرجح أن الذي قتل في كربلاء اسمه أسلم وليس سليمان أو سليما. ذكره الشيخ في الرجال، ولم ينص على مقتله ، وذكره السيد الأمين في أعيان الشيعة في جدوله، وفي المقتل قال: (وخرج غلام تركي كان للحسين عليه السلام اسمه أسلم) (4).
وذكره سيدنا الأستاذ في معجم رجال الحديث (5).
ومن المؤكد أن هذا هو مراد الذين عبروا (بـ... ثم خرج غلام تركي كان للحسين...) دون أن يذكروا اسمه.
وأما سليمان فقد كان مولى للحسين أيضا، وكان رسوله إلى أهل البصرة، وسلمه أحد من أرسل إليهم من زعماء البصرة، وهو لمنذر بن الجارود العبدي، إلى عبيد الله بن زياد، عامل يزيد بن معاوية على البصرة حينذاك، فقتله، وسليمان هذا يكنى أبا رزين (6).
وصف أسلم هذا في المصادر بأنه (قارئ للقرآن، عارف بالعربية) ووصف بأنه كان كاتبا، مولى، لا نعرف عنه شيئا آخر.
**************************************************************
1 ـ الطبري: 5 / 469
2 ـ بحار الأنوار: 45 / 69
3 ـ الرجال: 74 4 ـ أعيان الشيعة 4 قسم أول / 126
5 ـ معجم رجال الحديث: 3 / 86. (6) الخوارزمي ، مقتل الحسين: 2 / 24 ، وبحار الانوار: 45 / 30 ، والمناقب: 4 / 104 ، إلا أنه قال: (ثم برز غلام تركي للحر ....) ومن المؤكد أنه يعني الرجل موضوع بحثنا لان الرجز الذي نسبه إليه هو الرجز المنسوب لمن وصف بأنه غلام تركي للحسين.
6 ـ الطبري: 5 / 357 - 358، وبحار الانوار: 44 / 337 - 339 و 340 ، والخوارزمي : مقتل الحسين: 1 / 199 وقد ذكرت كنيته في بحار الانوار.
« الحارث بن امرء القيس الكندي (رض) »
ذكر العلامة السيد محسن الأمين في أعيان الشيعة (1):
الحارث بن امرئ القيس الكندي مذكور في كتاب ابصار العين في أنصار الحسين من جملة أنصاره (ع) نقلا من كتاب الحدائق الوردية في أئمة الزيدية قال: كان الحارث من الشجعان العباد وله ذكر في المغازي وكان قد خرج في عسكر ابن سعد فلما ردوا على الحسين (ع) كلامه معه وقاتل وقتل.
قال صاحب الحدائق: انه قتل في الحملة الأولى.
ولم أجده في غير أبصار العين وقال بعض أهل العصر في كتاب له: الحارث بن امرئ القيس بن عابس ذكر أهل السير انه من شهداء الطف كان من الشجعان وله ذكر في المغازي والحروب.
وقال صاحب الحدائق الوردية: انه كان ممن خرج في عسكر ابن سعد حتى أتى كربلاء فلما ردوا على الحسين (ع) شروطه وحصروه مال اليه وانضم إلى أصحابه الكنديين وهم أربعة نفر فقتلوا مع الحسين.
ويذكر انه ممن حضر حصار المجير فلما خرج المرتدون ليقتلوا وثب على عمه ليقتله فقال ويحك أتقتلني وأنا عمك قال أنت عمي والله ربي فقتله .
جاء في أبصار العين في أنصار الحسين (ع) للشيخ محمد السماوي (رحمه الله) (2):
الحارث بن امرء القيس الكندي كان الحارث من الشجعان العباد. وله ذكر في المغازي.
وكان خرج في عسكر ابن سعد، فلما ردوا على الحسين (عليه السلام) كلامه، مال معه وقاتل وقتل.
قال صاحب الحدائق: إنه قتل في الحملة الأولى (3).
**************************************************************
1 ـ ج 4 - ص 302.
2 ـ ص 173.
3 ـ الحدائق الوردية: 122.
«الحجاج بن زيد السعدي (رض)»
جاء في أعيان الشيعة للعلامة الكبير السيد محسن الأمين (قدس سره الشريف) (1):
الحجاج بن بدر التميمي السعدي. استشهد مع الحسين عليه السلام سنة 61.
في ابصار العين كان الحجاج بصريا من بني سعد بن تميم جاء بكتاب مسعود بن عمرو إلى الحسين (ع) فبقي معه وقتل بين يديه فان أهل السير ذكروا ان الحسين (ع) كتب إلى مسعود بن عمرو الأزدي يدعوه إلى نصره .
والسيد ابن طاوس في الملهوف قال: إنه كتب إلى يزيد بن مسعود النهشلي فجمع المذكور قومه وخطبهم ثم كتب إلى الحسين (ع) قال بعض أهل المقاتل مع الحجاج بن بدر السعدي وبقي الحجاج معه حتى قتل بين يديه .
قال صاحب الحدائق الوردية: قتل مبارزة بعد الظهر. وقال غيره قتل في الحملة الأولى قبل الظهر.
هذه خلاصة ما في ابصار العين.
وفي كتاب لبعض المعاصرين لا يعتمد على ضبطه سماه الحجاج بن زيد السعدي التميمي البصري وقال حمل كتاب يزيد بن مسعود النهشلي من البصرة إلى الحسين (ع) وبقي معه حتى استشهد بين يديه وله ذكر في زيارة الناحية المقدسة اه.
وجاء في زيارة الناحية المذكورة في المزار لمحمد بن المشهدي (2):
"السلام على الحجاج بن زيد السعدي".
**************************************************************
1 ـ ج 4 - ص 564.
2 ـ ص 493.
«الحجاج بن مسروق الجعفي (رض)»
جاء في أعيان الشيعة للعلامة الكبير السيد محسن الأمين (قدس سره الشريف) (1):
الحجاج بن مسروق الجعفي استشهد مع الحسين عليهما السلام بكربلاء سنة 61.
في ابصار العين: الحجاج بن مسروق بن جعف بن سعد العشيرة المذحجي الجعفي كان من الشيعة، صحب أمير المؤمنين (ع) في الكوفة، ولما خرج الحسين إلى مكة خرج من الكوفة إلى مكة لملاقاته فصحبه، وكان مؤذنا له في أوقات الصلاة.
وكان هو ويزيد بن المغفل الجعفي رسولي الحسين (ع) إلى عبيد الله بن الحر الجعفي لما رأى الحسين فسطاطه في قصر بني مقاتل وهو سائر إلى العراق - كما في خزانة الأدب الكبرى -، ثم حكى عن ابن شهرآشوب وغيره أنه لما كان اليوم العاشر من المحرم ووقع القتال تقدم الحجاج بن مسروق الجعفي إلى الحسين (ع) واستأذنه في القتال، فاذن له، ثم عاد اليه - وهو مخضب بدمائه - فأنشده:
فدتك نفسي هاديا مهديا الـيوم ألقى جدك iiالنبيا ثـم أباك ذا الندى iiعليا ذاك الذي نعرفه iiالوصيا |
فقال له الحسين (ع): نعم! وأنا ألقاهما على أثرك، فرجع يقاتل حتى قتل.
ونقول: لم يذكر المصدر المنقول عنه في جل ما نقله، أما أنه كان مؤذنا للحسين (ع) في أوقات الصلاة فيمكن استفادته مما ذكره المؤرخون أنه لما التقى الحسين (ع) مع الحر وحضرت صلاة الظهر، أمر الحسين (ع) الحجاج بن مسروق أن يؤذن، وأما الرجز الذي حكاه عنه فهو يخالف ما أورده ابن شهرآشوب في المناقب، ولم يذكر من أين نقله. قال ابن شهرآشوب ثم برز الحجاج بن مسروق الجعفي وهو يقول:
أقدم حسين هاديا مهديا فاليوم نلقى جدك النبيا ثـم أباك ذا الندى iiعليا ذاك الذي نعرفه iiوصيا |
فقتل خمسة و عشرين رجلا.
وفي لواعج الأشجان - ولا أعلم الآن من أين نقلته - زيادة على الرجز المنقول عن ابن شهرآشوب قوله:
والحسن الخير الرضا الوليا وذا الـجناحين الفتى iiالكميا
وأسـد الله الـشهيد iiالحيا |
وأورد ابن شهر آشوب في مناقب آل أبي طالب (2):
ثم برز الحجاج بن مسروق الجعفي وهو يقول:
أقدم حسينا هاديا مهديا فاليوم تلقى جدك iiالنبيا ثـم أباك ذا الندى iiعليا ذاك الذي نعرفه iiوصيا |
فقتل خمسا وعشرين رجلا.
وجاء في معجم رجال الحديث للفقيه الكبير السيد الخوئي (قدس سره الشريف) (3):
الحجاج بن مسروق: الجعفي:
عد من المستشهدين بين يدي الحسين (ع)، وقد وقع التسليم عليه في زيارتي الناحية والرجبية.
وجاء زيارة الناحية المذكورة في إقبال الأعمال (4):
"السلام على الحجاج بن مسروق الجعفي".
**************************************************************
1 ـ ج 4 - ص 568.
2 ـ ج 3 - ص 252.
3 ـ ج 5 - ص 214.
4 ـ ج 3 - ص 79.
«الحلاس بن عمرو الراسبي (رض)»
وذكر العلامة محمد مهدي شمس الدين في أنصار الحسين (ع) (1):
الحلاس بن عمرو الراسبي:
ذكره ابن شهرآشوب في عداد قتلى الحملة الأولى (2) وذكره الشيخ مصحفا: (الحلاش) ولم يشر إلى مقتله (3).
وفي الرجبية: (حلاس بن عمرو) وبهذا العنوان ذكره سيدنا الأستاذ. (معجم الرجال: 4 / 144). وفي (ج 6 ص 189 من معجم الرجال) ذكر سيدنا الأستاذ: (حلاس بن عمرو الهجري) والظاهر أنه يعتبر رجلا آخر غير حلاس بن عمرو والظاهر عندنا اتحادهما، والهجري نسبة إلى هجر في اليمن لا ينافي النسبة إلى راسب.
ذكر أنه كان على شرطة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) في الكوفة. وأنه وأخاه النعمان كانا مع عمر بن سعد ثم تحولا إلى معسكر الحسين (ع). يأتي ذكر أخيه في عداد الشهداء.
الراسبي: راسب بن مالك بطن من شنوءه، من الأزد من القحطانية: كوفي (يمن، عرب الجنوب).
وجاء في معجم رجال الحديث للعلامة السيد الخوئي (قدس سره) (4):
حلاس بن عمرو: الهجري:
من أصحاب علي عليه السلام، رجال الشيخ . وذكره في أصحاب الحسين (ع) قائلا: الحلاس بن عمرو. وفي بعض النسخ بالشين في كلا الموضعين.
وعد ابن شهرآشوب الحلاس بن عمرو الراسبي من المقتولين في الحملة الأولى من أصحاب الحسين (ع) (5).
وجاء في زيارة الناحية المذكور في المزار للشهيد الأول (6):
"السلام على الحلاس بن عمرو".
**************************************************************
1- ص 85.
2- المناقب: 4 / 113.
3- الرجال: 73.
4- ج 7 - ص 198 – 199.
5- المناقب: الجزء 4، أواخر باب إمامة أبي عبد الله الحسين في (فصل في مقتله (ع)).
6- ص 153.
«الحلاس بن عمرو الراسبي (رض)»
وذكر العلامة محمد مهدي شمس الدين في أنصار الحسين (ع) (1):
الحلاس بن عمرو الراسبي:
ذكره ابن شهرآشوب في عداد قتلى الحملة الأولى (2) وذكره الشيخ مصحفا: (الحلاش) ولم يشر إلى مقتله (3).
وفي الرجبية: (حلاس بن عمرو) وبهذا العنوان ذكره سيدنا الأستاذ. (معجم الرجال: 4 / 144). وفي (ج 6 ص 189 من معجم الرجال) ذكر سيدنا الأستاذ: (حلاس بن عمرو الهجري) والظاهر أنه يعتبر رجلا آخر غير حلاس بن عمرو والظاهر عندنا اتحادهما، والهجري نسبة إلى هجر في اليمن لا ينافي النسبة إلى راسب.
ذكر أنه كان على شرطة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) في الكوفة. وأنه وأخاه النعمان كانا مع عمر بن سعد ثم تحولا إلى معسكر الحسين (ع). يأتي ذكر أخيه في عداد الشهداء.
الراسبي: راسب بن مالك بطن من شنوءه، من الأزد من القحطانية: كوفي (يمن، عرب الجنوب).
وجاء في معجم رجال الحديث للعلامة السيد الخوئي (قدس سره) (4):
حلاس بن عمرو: الهجري:
من أصحاب علي عليه السلام، رجال الشيخ . وذكره في أصحاب الحسين (ع) قائلا: الحلاس بن عمرو. وفي بعض النسخ بالشين في كلا الموضعين.
وعد ابن شهرآشوب الحلاس بن عمرو الراسبي من المقتولين في الحملة الأولى من أصحاب الحسين (ع) (5).
وجاء في زيارة الناحية المذكور في المزار للشهيد الأول (6):
"السلام على الحلاس بن عمرو".
**************************************************************
1 ـ ص 85.
2 ـ المناقب: 4 / 113.
3 ـ الرجال: 73.
4 ـ ج 7 - ص 198 – 199.
5 ـ المناقب: الجزء 4، أواخر باب إمامة أبي عبد الله الحسين في (فصل في مقتله (ع)).
6 ـ ص 153.
« الضرغامة بن مالك التغلبي (رض)»
قال المحقّق السماوي (ره): "كان كاسمه ضرغاماً، وكان من الشيعة، وممّن بايع مسلما فلمّا خُذل خرج فيمن خرج مع ابن سعد، ومال إلى الحسين (عليه السلام) فقاتل معه، وقتل بين يديه مبارزة بعد صلاة الظهر، رضي الله عنه." (1)
وقال أبو مخنف: ثمّ برز ضرغامة بن مالك وهو يرتجز ويقول:
إلـيكم مـن مالك iiضرغام ضرب فتىً يحمي عن الكرام يـرجو ثـواب الله بـالتمام سـبحانه مـن مالك iiعلاّم |
ثمّ حمل على القوم فقاتل قتال الرجل الباسل، وصبر على الخطب الهائل، حتى قتل ستين فارسا سوى من جرح، ثمّ قُتل رضوان الله عليه. (2)
وورد السلام عليه في زيارة الناحية المقدّسة: (السلام على ضرغامة بن مالك.) (3)
**************************************************************
1 ـ إبصار العين: 99
2 ـ وسيلة الدارين: 157، رقم 78
3 ـ البحار، 71:45 و 273: 101
جاء في كتاب قاموس الرجال للعلامة الشيخ محمد تقي التستري (قدس سره) (1):
أم وهب في الطبري قال أبو مخنف: حدثني أبو جناب قال: كان منا رجل يدعى " عبد الله بن عمير " من بني عليم، كان قد نزل الكوفة واتخذ عند بئر الجعد من همدان دارا، وكانت معه امرأة له من النمر بن قاسط يقال لها: " أم وهب بنت عبد " فرأى القوم بالنخيلة يعرضون ليسرحوا إلى الحسين (ع) فسأل عنهم، فقيل له: يسرحون إلى حسين بن فاطمة بنت النبي (ص) فقال: والله! لو كنت على جهاد أهل الشرك حريصا وأني لأرجو ألا يكون جهاد هؤلاء الذين يغزون ابن بنت نبيهم أيسر ثوابا عند الله من ثوابه إياي في جهاد المشركين، فدخل إلى امرأته فأخبرها بما سمع وأعلمها بما يريد، فقالت: أصبت أصاب الله بك أرشد أمورك، افعل وأخرجني معك، فخرج بها ليلا حتى أتى حسينا فأقام معه، فلما دنا منه عمر بن سعد ورمى بسهم ارتمى الناس، فلما ارتموا خرج يسار مولى زياد وسالم مولى عبيد الله (إلى أن قال) وأقبل الكلبي وقد قتلهما وهو يقول:
إن تـنكروني فأنا ابن iiكلب حسبي ببيتي في عليم حسبي إنـي امرؤ ذو مرة وعصب ولـست بالخوار عند iiالنكب إنـي زعـيم لـك أم وهب بالطعن فيهم مقدما iiوالضرب
ضـرب غلام مؤمن iiبالرب |
فأخذت أم وهب امرأته عمودا، ثم أقبلت نحو زوجها تقول له: فداك أبي وأمي! قاتل دون الطيبين ذرية محمد (ص) فأقبل إليها يردها نحو النساء، فأخذت تجاذب ثوبه وقالت: إني لن أدعك دون أن أموت معك، فناداها حسين: جزيتم من أهل بيت خيرا إرجعي رحمك الله إلى النساء فاجلسي معهن فإنه ليس على النساء قتال فانصرفت - إلى أن قال بعد ذكر قتل الكلبي في الميسرة -: وخرجت امرأة الكلبي تمشي إلى زوجها حتى جلست عند رأسه تمسح عنه التراب وتقول: هنيئا لك الجنة، فقال شمر لغلام له يسمى " رستم ": اضرب رأسها بالعمود، فضرب رأسها فشدخه فماتت مكانها (2).
وأورد الشيخ محمد مهدي شمس الدين في أنصار الحسين (ع) (3):
أم وهب بنت عبد:
سيدة من النمر بن قاسط. زوجة عبد الله بن عمير الكلبي، من بني عليم.
أخبر زوجته أم وهب بعزمه على المصير إلى الحسين (ع)، فقالت له: (أصبت أصاب الله بك أرشد أمورك، إفعل وأخرجني معك) فخرج بها ليلا حتى أتى حسينا (ع)، فأقام معه .
ولما شارك زوجها في القتال وقتل رجلين من جند عمرو بن سعد (أخذت أم وهب امرأته عمودا، ثم أقبلت نحو زوجها تقول له: (فداك أبي وأمي، قاتل دون الطيبين ذرية محمد). فأقبل إليها يردها نحو النساء، فأخذت تجاذب ثوبه، ثم قال: (إني لن أدعك دون أن أموت معك) فناداها حسين، فقال: (جزيتم من أهل بيت خيرا، إرجعي رحمك الله إلى النساء فاجلسي معهن، فإنه ليس على النساء قتال، فانصرفت إليهن).
وخرجت إلى زوجها بعد أن استشهد حتى جلست عند رأسه تمسح عنه التراب وتقول: (هنيئا لك الجنة). فقال شمر بن ذي الجوشن لغلام يسمى رستم: (أضرب رأسها بالعمود)، فضرب رأسها فشدخه، فماتت مكانها (4).
**************************************************************
1 ـ ج 12 - ص 222 – 223.
2 ـ تاريخ الطبري: 5 / 429، 438.
3 ـ ص 75 – 76.
4 ـ الطبري: 5 / 429 - 430 و 436 و 438.
«أميّة بن سعد الطائي (رض) »
ورد في أعيان الشيعة للعلامة السيد محسن الأمين (رحمه الله) (1):
أمية بن سعد بن زيد الطائي في أبصار العين: أمية بن سعد الطائي كان من أصحاب أمير المؤمنين (ع) تابعيا نازلا في الكوفة سمع بقدوم الحسين (ع) إلى كربلا فخرج اليه أيام المهادنة وقتل بين يديه .
قال صاحب الحدائق: قتل في أول الحرب يعني في الحملة الأولى انتهى.
والظاهر أنه نقل جميع ما ذكره من الحدائق الوردية في أئمة الزيدية وليس هذا الكتاب عندنا.
وفي كتاب لبعض المعاصرين لا يعتمد على نقله: أمية بن سعد بن زيد الطائي قال علماء السير والمقاتل انه كان فارسا شجاعا تابعيا من أصحاب أمير المؤمنين (ع) نازلا في الكوفة له ذكر في المغازي والحروب خصوصا يوم صفين فلما سمع بقدوم الحسين (ع) إلى كربلا خرج من الكوفة مع من خرج أيام المهادنة حتى جاء إلى الحسين (ع) ليلة الثامن من المحرم وكان ملازما له إلى يوم العاشر فلما نشب القتال تقدم بين يدي الحسين (ع) فقتل في الحملة الأولى انتهى.
أقول لم أجد له ذكرا في كتب السير والمقاتل كطبقات ابن سعد وتاريخ الطبري وكامل ابن الأثير والأخبار الطوال وإرشاد المفيد والملهوف ومناقب ابن شهرآشوب وغيرها وقد تصفحت كتاب صفين لنصر بن مزاحم فلم أجد له ذكرا .
وأورد الشيخ محمد السماوي في أبصار العين في أنصار الحسين (ع) (2):
أمية بن سعد الطائي كان أمية من أصحاب أمير المؤمنين (ع)، تابعيا نازلا في الكوفة، سمع بقدوم الحسين (ع) إلى كربلاء، فخرج إليه أيام المهادنة، وقتل بين يديه .
قال صاحب الحدائق: قتل في أول الحرب، يعني في الحملة الأولى (3).
**************************************************************
1 ـ ج 3 - ص 498.
2 ـ ص 198.
3 ـ الحدائق الوردية: 122.
« أنس بن الحارث الكاهلي – الصحابي – (رض) »
أورد السيد الأميني في أعيان الشيعة (1):
أنس بن الحارث ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الرسول (ص) وقال قتل مع الحسين (ع).
وذكر الشيخ في أصحاب الحسين (ع) أيضا أنس بن الحارث الكاهلي والظاهر أنهما واحد ذكر مرة في أصحاب الرسول (ص) لأنه من أصحابه ومرة في أصحاب الحسين (ع) لأنه قتل معه وذكره ابن داود في أصحاب الرسول (ص) وفي أصحاب علي والحسن والحسين (ع).
وفي الاستيعاب: انس بن الحارث روى عنه سحيم والد الأشعث بن سحيم عن النبي ص في قتل الحسين وقتل مع الحسين (ع) انتهى.
وفي أسد الغابة في ترجمة أبيه: الحارث بن نبيه ذكره أبو عبد الرحمن السلمي في أهل الصفة انتهى.
وفي الإصابة: انس بن الحارث بن نبيه قال ابن السكن في حديثه نظر وقال البخاري انس بن الحارث قتل مع الحسين بن علي (ع) سمع النبي (ص).
قال البخاري يتكلمون في سعيد يعني راويه وقال البغوي لا أعلم رواه غيره وقال ابن السكن ليس يروى إلا من هذا الوجه ولا يعرف لانس غيره قلت: وقع في التجريد الذهبي لا صحبة له وحديثه مرسل وقال المزي له صحبة فوهم انتهى.
قال ولا يخفى وجه الرد عليه مما أسلفناه وكيف يكون حديثه مرسلا وقد قال سمعت وقد ذكره في الصحابة البغوي وابن السكن وابن شاهين والدغولي وابن زير والباوردي وابن منده وأبو نعيم وغيرهم انتهى الإصابة ومر ذكره في القسم الأول من الجزء الرابع من هذا الكتاب في أنصار الحسين (ع) بعنوان انس بن الحارث الكاهلي له صحبة.
وفي ابصار العين: انس بن الحارث بن نبيه بن كاهل بن عمرو بن صعب بن خزيمة الأسدي الكاهلي ولم يذكر من أين أخذ بقية نسبه فليس فيما مر منه شئ ولعله أخذه من كونه كاهليا فذكر كاهلا ومن بعده وقال بعض المعاصرين في كتاب له ما لفظه: قد ذكر في الإصابة نسبه مفصلا قال: انس بن الحارث بن نبيه بن كاهل بن عمرو بن صعب بن أسد بن خزيمة الأسدي الكاهلي عداده في الكوفيين انتهى ولم يذكر في نسخة الإصابة المطبوعة من الاستيعاب سوى أنس بن الحارث بن نبيه كما مر لم يزد على ذلك شيئا ولم يزد في ترجمة أبيه على قوله الحارث بن نبيه والد أنس بن الحارث، لكن هذا المعاصر لا يعتمد على نقله .
وفي أبصار العين: كان جاء إلى الحسين (ع) عند نزوله كربلاء والتقى معه ليلا فيمن أدركته السعادة، وروى أهل السير أنه استأذن الحسين (ع) في القتال فاذن له وكان شيخا كبيرا فبرز وهو يقول:
قد علمت كاهلها iiودودان والخندفيون وقيس عيلان
بـان قومي آفة iiللاقران |
ثم قاتل حتى قتل وفي حبيب وفيه يقول الكميت بن زيد الأسدي: سوى عصبة فيهم حبيب معفر قضى نحبه والكاهلي مرمل انتهى.
ولكن الصدوق في الأمالي نسب أبياتا منها هذه الشطور الثلاثة إلى مالك بن أنس الكاهلي فقال: ثم برز مالك بن أنس الكاهلي وهو يقول:
قد علمت كاهلها iiودودان والخندفيون وقيس iiعيلان بـان قومي قصم الاقران يا قوم كونوا كأسود الجان آل عـلي شيعة iiالرحمن وآل حرب شيعة الشيطان |
فقتل منهم ثمانية عشر رجلا ثم قتل انتهى.
ورواه في البحار بما يخالف ذلك فقال: وخرج مالك بن أنس المالكي وهو يرتجز ويقول:
قد علمت كاهلها iiودودان والخندفيون وقيس iiعيلان بـان قومي قصم الاقران يا قوم كونوا كأسود الجان آل عـلي شيعة iiالرحمن وآل حرب شيعة الشيطان |
وفي المناقب: ثم برز مالك بن أنس الكاهلي وقال:
آل عـلي شيعة iiالرحمن وآل حرب شيعة الشيطان |
فقتل أربعة عشر رجلا انتهى.
وقال ابن نما: اسمه أنس بن حارث الكاهلي أقول يوشك أن يكون وقع اشتباه بين انس بن حارث الكاهلي ومالك بن أنس المالكي بسبب ان لكل منهما رجزا على هذا الوزن وهذه القافية وأن يكون نسب بعض ما لأحدهما من هذا الرجز إلى الآخر كما وقع مثله كثيرا والله أعلم.
وفي كتاب بعض المعاصرين المتقدم عن تاريخ ابن عساكر ولم أجده في باب أنس أنه قال: كان أنس بن الحارث بن نبيه الكاهلي صحابيا كبيرا ممن رأى النبي (ص) وسمع حديثه وذكره عبد الرحمن السلمي في أصحاب الصفة وروى عنه انتهى.
وفيه عن مقتل أبي مخنف لوط بن يحيى الأزدي ولا نعلم بصحة النقل انه كان شيخا كبيرا قد شهد مع رسول الله (ص) يوم بدر وحنين، وانه لما أذن له الحسين (ع) في القتال شد وسطه بعمامة ثم دعا بعصابة عصب بها حاجبيه ورفعهما عن عينيه والحسين (ع) ينظر اليه ويبكي ويقول شكر الله لك يا شيخ انتهى، ولو كان شهد بدرا وحنينا لما أغفل ذلك أصحاب كتب الصحابة.
جاء في أنصار الحسين (ع) للعلامة محمد مهدي شمس الدين (قدس سره) (2):
أنس بن الحارث الكاهلي:
ذكره الشيخ في الرجال في عداد صحابة رسول الله صلى الله عليه وآله ونص على أنه قتل مع الحسين (ع).
وذكره في عداد أصحاب الحسين (ع) دون أن ينص على مقتله .
وذكره سيدنا الأستاذ (3) ونرجح أنه متحد مع (أنس بن كاهل الأسدي) الذي ذكر في الزيارة والرجبية وعده سيدنا الأستاذ عنوانا مستقلا (4) فإن الكاهلي أسدي، وابن كاهل نسبة إلى العشيرة.
وذكره ابن شهرآشوب والخوارزمي مصحفا ب (مالك بن أنس الكاهلي) (5).
وذكره في البحار مصحفا ب (مالك بن أنس المالكي) وصححه بعد ذلك عن ابن نما الحلي (6).
الكاهلي: بنو كاهل من بني أسد بن خزيمة. من عدنان، (عرب الشمال. شيخ كبير السن: لا بد أن يكون ذا منزلة اجتماعية عالية بحكم كونه صحابيا .
ويبدو أنه من الكوفة، فقد ذكر ابن سعد أن منازل بني كاهل كانت في الكوفة (7).
وأورد الشيخ النمازي الشاهرودي في مستدركات علم رجال الحديث (8):
أنس بن الحارث بن نبيه الكاهلي:
هو أنس بن كاهل الآتي. ولعله متحد مع أنس بن الحارث الذي قال: سمعت النبي (ص) يقول: إن ابني هذا (يعني الحسين (ع)) يقتل بأرض من العراق، فمن أدركه منكم فلينصره. قال: فقتل أنس مع الحسين (ع).
وجاء في معجم رجال الحديث للفقيه الكبير السيد الخوئي (رحمه الله )(9): -
أنس بن الحارث:
قتل مع الحسين عليه السلام، من أصحاب رسول الله (ص)، رجال الشيخ. وعده مع توصيفه بالكاهلي، من أصحاب الحسين (ع).
وجاء في مثير الأحزان لابن نما الحلي (رحمه الله) (10):
ثم قتل ثم خرج انس بن الحارث الكاهلي وهو يقول:
قـد علمت كاهلنا iiوذودان والـخندفيون وقيس iiغيلان بـان قـومي آفة iiللاقران يا قوم كونوا كاسود iiخفان واستقبلوا القوم بضرب الان آل عـلى شـيعة iiالرحمن
وآل حـرب شيعة iiالشيطان |
**************************************************************
1 ـ ج 3 - ص 499 – 500.
2 ـ ص 74 – 75.
3 ـ معجم رجال الحديث: 3 / 232.
4 ـ معجم رجال الحديث 3 / 233.
5 ـ المناقب: 4 / 102، ومقتل الحسين: 2 / 18.
6 ـ بحار الأنوار: 45 / 24 و 25.
7 ـ محمد بن سعد: الطبقات (طبعة ليدن - أوفست) 6 / 58.
8 ـ ج 1 - ص 701.
9 ـ ج 4 - ص 148.
10 ـ ص 46 – 47.
جاء في أبصار العين في أنصار الحسين (ع) للعلامة الشيخ محمد السماوي (رحمه الله )(1):
أنس بن الحرث بن نبيه بن كاهل بن عمرو بن صعب بن أسد بن خزيمة أنس بن الحرث بن نبيه بن كاهل بن عمرو بن صعب بن أسد بن خزيمة الأسدي الكاهلي، كان صحابيا كبيرا ممن رأى النبي (ص) وسمع حديثه.
وكان فيما سمع منه وحدث به ما رواه جم غفير من العامة والخاصة عنه أنه قال: سمعت رسول الله (ص) يقول والحسين بن علي في حجره: " إن ابني هذا يقتل بأرض من أرض العراق ألا فمن شده فلينصره ".
ذكر ذلك الجزري في أسد الغابة (2) وابن حجر في الإصابة (3) وغيرهما (4). ولما رآه في العراق وشهده، نصره وقتل معه. قال الجزري: وعداده في الكوفيين، وكان جاء إلى الحسين (ع) عند نزوله كربلا والتقى معه ليلا فيمن أدركته السعادة (5).
روى أهل السير: أنه لما جاءت نوبته استأذن الحسين (ع) في القتال فأذن له - وكان شيخا كبيرا - فبرز وهو يقول:
قد علمت كاهلها iiودودان والخندفيون وقيس عيلان
بـأن قومي آفة iiللأقران |
ثم قاتل حتى قتل رضي الله عنه. وفي حبيب وفيه يقول الكميت بن زيد الأسدي:
سوى عصبة فيهم حبيب iiمعفر قضى نحبه والكاهلي مرمل (6) |
**************************************************************
1 ـ ص 99 – 100.
2 ـ أسد الغابة: 1 / 123.
3 ـ الإصابة: 1 / 68.
4 ـ راجع ذخائر العقبى: 146.
5 ـ أسد الغابة: 1 / 123.
6 ـ راجع البحار: 45 / 25.
«أنيس بن معقل الاصبحي (رض)»
ذكره ابن شهر أشوب (1) والخوارزمي (2) وذكره السيد الأمين، الاصبحي: الاصابح، من القبائل القحطانية (يمن، عرب الجنوب) لا نعرف عنه شيئا آخر.
**************************************************************
1 ـ المناقب: 4 / 103
2 ـ مقتل الحسين: 2 / 19
«بشر بن عمرو بن الأحدوث الحضرمي الكندي (رض)»
قد ورد السلام عليه في زيارة الناحية المقدّسة: (السلام على بشر بن عمر الحضرمي، شكر الله لك قولك للحسين وقد أذن لك في الإنصراف: أكلتني إذن السباع حيّاً إذا فارقتك! وأسأل عنك الركبان !؟ وأخذلك مع قلّة الأعوان !؟ لا يكون هذا أبداً!) (1)
**************************************************************
1 ـ البحار، 272:101
«جابر بن الحارث السلماني (رض)»
جاء في أنصار الحسين (ع) للعلامة محمد مهدي شمس الدين (أعلى الله مقامه) (1):
جابر بن الحارث السلماني:
هكذا ورد اسمه عند الطبري (2) وذكره الشيخ الطوسي مصحفا (جنادة بن الحرث السلماني) (3) وكذلك عند السيد الأمين، وعده سيدنا الأستاذ بعنوان جنادة تبعا للشيخ (معجم الرجال 4 / 166).
وذكر: (حيان بن الحارث السلماني الأزدي) بعنوان مستقل (معجم رجال الحديث: 6 / 308). وذكر اسمه في الزيارة مصحفا ب (حباب بن الحارث السلماني الأزدي) (4) وفي النسخة الأخرى (حيان...).
وفي الرجبية نسخة البحار (حيان بن الحارث) وفي نسخة الاقبال (حسان بن الحارث) ولعل الجميع واحد.
وعند ابن شهرآشوب: (حباب بن الحارث) في عداد قتلى الحملة الأولى(5) من شخصيات الشيعة في الكوفة. اشترك في حركة مسلم بن عقيل، وتوجه إلى الحسين - بعد فشل الثورة في الكوفة - مع جماعة، والتقوا مع الحسين قبيل وصوله إلى كربلاء، فأراد الحر بن يزيد الرياحي منعهم من اللحاق بالحسين، ولم يفلح في منعهم، ويأتي ذكر بقيتهم.
السلماني، من مراد، ثم مذحج. (يمن، عرب الجنوب) لا نعرف عنه شيئا آخر.
وأورد الشيخ النمازي الشاهرودي في مستدركات علم رجال الحديث (6):
جابر بن الحارث السليماني:
عن الطبري أنه، وعمرو بن خالد الصيداوي، وسعد مولاه، ومجمع العائذي يوم الطف قاتلوا في أول القتال فأخذهم بنو أمية وقطعوهم من أصحابهم، فحمل عليهم العباس بن علي عليه السلام فاستنقذهم فجاؤوا وقد جرحوا، فلما دنا منهم عدوهم شدوا فقاتلوا حتى قتلوا في مكان واحد. انتهى ملخصا .
ورد في أبصار العين في أنصار الحسين (ع) للشيخ محمد السماوي (رحمه الله) (7):
جنادة بن الحرث المذحجي المرادي السلماني الكوفي(8) كان جنادة بن الحرث من مشاهير الشيعة، ومن أصحاب أمير المؤمنين (ع)، وكان خرج مع مسلم أولا، فلما نظر الخذلان خرج إلى الحسين (ع) مع عمرو بن خالد الصيداوي وجماعة، فمانعهم الحر، ثم أخذهم الحسين (ع) فلما كان يوم الطف تقدموا فأوغلوا في صفوف أهل الكوفة حتى أحاطوا بهم، فانتدب لهم العباس فخلص إليهم وخلصهم، ولكنهم أبوا أن يرجعوا سالمين ويروا عدوا فقتلوا في مكان واحد بعد أن قاتلوا قتال الأسد اللوابد.
وجاء في معالم المدرستين للعلامة الكبير السيد مرتضى العسكري (رحمه الله) (9):
جنادة بن الحرث:
قال: وبرز جنادة بن الحرث الأنصاري وهو يقول:
انـا جـنادة انـا ابن iiالحارث لـسـت بـخوار ولا iiبـناكث عـن بـيعتي حتى يقوم iiوارثي من فوق شلو في الصعيد ماكث |
فحمل ولم يزل يقاتل حتى قتل .
**************************************************************
1 ـ ص 78 – 79.
2 ـ الطبري: 5 / 446.
3 ـ الرجال: 72.
4 ـ بحار الأنوار: 45 / 72.
5 ـ المناقب: 4 / 113.
6 ـ ج 2 - ص 97.
7 ـ ص 144.
8 ـ عده الشيخ الطوسي في أصحاب الإمام الحسين (ع). راجع رجال الشيخ: 99، الرقم 968.
9 ـ ج 3 - ص 120.
« القاسم بن حبيب بن أبي بشر الأزدي (رض) »
جاء في معجم رجال الحديث للعلامة السيد الخوئي ( قدس سره ) (1) :
القاسم بن حبيب :
من أصحاب الحسين (ع) ، رجال الشيخ .
قتل معه سلام الله عليه ، ووقع التسليم عليه في زيارتي الناحية والرجبية ، مع توصيفه بالأزدي في الناحية .
أورد الشيخ محمد السماوي في أبصار العين في أنصار الحسين (ع) (2) :
القاسم بن حبيب بن أبي بشر الأزدي (3) كان القاسم فارسا من الشيعة الكوفيين، خرج مع ابن سعد ، فلما صار في كربلا مال إلى الحسين (عليه السلام) أيام المهادنة ، وما زال معه حتى قتل بين يديه في الحملة الأولى (4) .
وجاء في أنصار الحسين (ع) للعلامة محمد مهدي شمس الدين ( رحمه الله ) (5) :
قاسم بن حبيب الأزدي:
ذكر في الزيارة (6) وذكره الشيخ (7) وفي الرجبية ( قاسم بن حبيب ) كما ورد فيها ( القاسم بن الحارث الكاهلي ) ويحتمل أن يكون تكرارا مصحفا للاسم الأول ( يمن ، عرب الجنوب )
وجاء في زيارة الناحية المذكورة في إقبال الأعمال (8) :
( السلام على قاسم بن حبيب الأزدي) .
**************************************************************
1 ـ ج 15 ـ ص 16 ـ 17 .
2 ـ ص 186 .
3 ـ عده الشيخ الطوسي في أصحاب الحسين (ع) ، راجع رجال الشيخ : 104 ، الرقم 1030 .
4 ـ راجع بحار الأنوار : 45 / 73 .
5 ـ ص 106 .
6 ـ بحار الأنوار : 45 ـ 73 .
7 ـ الرجال : 79 .
8 ـ ج 3 ـ ص 79 .
« برير بن خضير الهمداني (رض) »
أورد العلامة الكبير السيد الأميني في أعيان الشيعة (1) :
نسبه :
برير بن خضير الهمداني المشرقي قتل مع الحسين ع بكربلا سنة 61 .
برير قال ابن الأثير بضم الباء الموحدة وفتح الراء وسكون الياء المثناة من تحتها وآخره راء وخضير بالخاء والصاد المعجمتين انتهى وما يوجد في بعض المواضع من أنه يزيد بن حصين فهو تصحيف المشرقي في أبصار العين بنو مشرق بطن من همدان انتهى وفي انساب السمعاني المشرقي هذه النسبة إلى المشرق ضد المغرب وظني انه بطن من همدان ترك الكوفة وقال عبد الله بن أبي حاتم المشرق حي من همذان من اليمن انتهى .
أقوال العلماء فيه :
كان برير زاهداً عابداً ، وقال ابن نما كان أقرأ أهل زمانه انتهى ، وكان يقال له سيد القراء ، وفي أمالي الصدوق عن إبراهيم بن عبيد الله بن موسى يونس بن أبي إسحاق السبعي قاضي بلخ قال : برير هو خال أبي إسحاق الهمداني السبيعي .
وفي أبصار العين كان برير شيخاً تابعياً ناسكاً قارئاً للقرآن من القراء ومن أصحاب أمير المؤمنين (ع) وكان من أشراف الكوفة من الهمدانيين .
قال أهل السير انه لما بلغه خبر الحسين (ع) سار من الكوفة إلى مكة ليجتمع بالحسين (ع) فجاء معه حتى استشهد انتهى .
وفي كتاب لبعض المعاصرين لا يوثق بنقله ان لبرير كتاب القضايا والأحكام يرويه عن أمير المؤمنين وعن الحسن (ع) قال وكتابه من الأصول المعتبرة عند الأصحاب انتهى ، ولم أجد ذلك لغيره ولو كان الأمر كما قال لكان هذا الكتاب مشتهراً ولذكر برير في كتب الرجال على الأقل مع أنه ليس له ذكر في شئ من كتب الرجال .
مواقفه في كربلاء :
ولبرير مواقف مشهودة في وقعة كربلاء روى السيد ابن طاوس في كتاب الملهوف ان الحر وأصحابه لما عرضوا للحسين (ع) ومنعوه من السير وقام الحسين خطيباً في أصحابه قام إليه فيمن قام برير بن خضير فقال : والله يا ابن رسول الله لقد من الله بك علينا ان نقاتل بين يديك وتقطع فيك أعضاؤنا ثم يكون جدك شفيعنا يوم القيامة .
وروى أبو مخنف فيما حكاه الطبري في تاريخه عن عبد الله بن عاصم عن الضحاك بن عبد الله المشرقي قال لما امسى الحسين وأصحابه ليلة العاشر من المحرم قاموا الليل كله يصلون ويستغفرون ويدعون ويتضرعون فتمر بنا خيل لهم تحرسنا وان حسيناً ليقرأ ( ولا تحسبن الذين كفروا أنما نملي لهم خيرا لأنفسهم انما نملي لهم ليزدادوا إثما ولهم عذاب مهين ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب ) فسمعها رجل من تلك الخيل التي كانت تحرسنا فقال : نحن ورب الكعبة الطيبون ميزنا منكم ، فعرفته فقلت لبرير بن خضير تدري من هذا قال لا قلت هذا أبو حرب السبيعي عبد الله بن شهر سمير وكان مضحاكاً بطالاً بطلاً وكان شريفاً شجاعاً فاتكاً وكان سعيد بن قيس ربما حبسه في جناية .
فقال : له برير بن خضير يا فاسق أنت يجعلك الله في الطيبين! فقال هل من أنت ؟ قال انا برير بن خضير ، قال إنا لله عز علي هلاكك والله، هلكت والله يا برير ، قال : يا أبا حرب هل لك ان تتوب إلى الله من ذنوبك العظام فوالله إنا لنحن الطيبون وإنكم لأنتم الأخبثون، قال : وأنا على ذلك من الشاهدين ، قلت : ويحك أفلا ينفعك معرفتك ، قال : جعلت فداك فمن ينادم يزيد بن عذرة الغزي من غز بن وائل ها هو ذا معي ، قال : قبح الله رأيك ، على كل حال أنت سفيه ثم انصرف .
وقال أبو مخنف فيما حكاه عنه الطبري حدثني عمرو بن مرة الجملي عن أبي صالح الحنفي عن غلام لعبد الرحمن بن عبد ربه الأنصاري قال : كنت مع مولاي فلما حضر الناس واقبلوا إلى الحسين أمر الحسين بفسطاط فضرب ثم أمر بمسك فميث في جفنة عظيمة أو صحفة ثم دخل الحسين ذلك الفسطاط فتطلى بالنورة ، قال : ومولاي عبد الرحمن بن عبد ربه وبرير الهمداني على باب الفسطاط تحتك مناكبهما فازدحما أيهما يطلي على أثره ، فجعل برير يهازل عبد الرحمن، فقال له عبد الرحمن : دعنا فوالله ما هذه بساعة باطل ، فقال له برير : والله لقد علم قومي إني ما أحببت الباطل شاباً ولا كهلاً ولكن والله إني لمستبشر بما نحن لاقون والله ان ما بيننا وبين الحور العين إلا ان يميل هؤلاء علينا بأسيافهم ولوددت انهم قد مالوا علينا بأسيافهم .
فلما فرع الحسين دخلا فاطليا ثم إن الحسين ركب دابته ودعا بمصحف فوضعه أمامه الخبر، وهو صريح في أن ذلك كان يوم العاشر وقد صرح بذلك أيضا ابن الأثير في الكامل ، وابن طاوس في كتاب الملهوف فما في أبصار العين انه كان يوم التاسع سهو .
وفي البحار عن كتاب المقتل تأليف السيد العالم محمد بن أبي طالب بن أحمد الحسيني الحائري قال ركب أصحاب عمر بن سعد فقرب إلى الحسين فرسه فاستوى عليه وتقدم نحو القوم في نفر من أصحابه وبين يديه برير بن خضير فقال له الحسين كلم القوم فتقدم برير ، فقال : يا قوم اتقوا الله فان ثقل محمد (ص) قد أصبح بين أظهركم وهؤلاء ذريته وبناته وحرمه فهاتوا ما عندكم وما الذي تريدون ان تصنعوه بهم ، فقالوا : نريد ان نمكن منهم الأمير ابن زياد فيرى رأيه فيهم ، فقال لهم برير : أفلا تقبلون منهم ان يرجعوا إلى المكان الذي جاءوا منه ويلكم يا أهل الكوفة أنسيتم كتبكم وعهودكم التي أعطيتموها وأشهدتم الله عليها يا ويلكم أدعوتم أهل بيت نبيكم وزعمتم إنكم تقتلون أنفسكم دونهم حتى إذا أتوكم أسلمتموهم إلى ابن زياد وحلأتموهم عن ماء الفرات بئس ما خلفتم نبيكم في ذريته ما لكم لا سقاكم الله يوم القيامة فبئس القوم أنتم ، فقال له نفر منهم : يا هذا ما ندري ما تقول ؟! ، فقال برير : الحمد لله الذي زادني فيكم بصيرة اللهم إني أبرأ إليك من فعل هؤلاء القوم اللهم ألق بأسهم بينهم حتى يلقوك وأنت عليهم غضبان ، فجعل القوم يرمونه بالسهام فرجع برير إلى ورائه انتهى .
وفي لواعج الأشجان ولا اعلم الآن من أين نقلته انه لما ضيق القوم على الحسين (ع) حتى نال منه العطش ومن أصحابه قال له برير بن خضير الهمداني يا ابن رسول الله أتأذن لي ان اخرج إلى القوم فاذن له فخرج إليهم فقال : يا معشر الناس! ان الله عز وجل بعث محمداً (ص) بالحق بشيراً ونذيراً وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيراً وهذا ماء الفرات تقع فيه خنازير السواد وكلابه وقد حيل بينه وبين ابنه ، فقالوا : يا برير قد أكثرت الكلام فاكفف والله ليعطش الحسين كما عطش من كان قبله الخبر .
مقتله :
قال أبو مخنف فيما حكاه عنه الطبري في تاريخه حدثني يوسف بن يزيد عن عفيف بن زهير بن أبي الأخنس وكان قد شهد مقتل الحسين قال : خرج يزيد بن معقل من بني عميرة بن ربيعة وهو حليف لبني سليمة من عبد القيس فقال : يا برير بن خضير كيف ترى الله صنع بك ؟ قال : صنع الله والله بي خيراً وصنع الله بك شراً ، قال : كذبت وقبل اليوم ما كنت كذاباً هل تذكر وأنا أماشيك في بني دودان وأنت تقول ان عثمان كان على نفسه مسرفاً وان معاوية ضال مضل وإن إمام الهدى والحق علي بن أبي طالب ؟ فقال له برير : أشهد ان هذا رأيي وقولي ، فقال له يزيد بن معقل : فاني أشهد أنك من الضالين ، فقال له برير بن خضير هل لك فلأباهلك ولندع الله ان يلعن الكاذب وأن يقتل المبطل ثم اخرج فلأبارزك فخرجا فرفعا أيديهما إلى الله يدعوانه ان يلعن الكاذب وأن يقتل المحق المبطل .
ثم برز كل واحد منهما لصاحبه فاختلفا ضربتين فضرب يزيد بن معقل برير بن خضير ضربة خفيفة لم تضره شيئاً ، وضربه برير بن خضير قدت المغفر وبلغت الدماغ فخر كأنما هوى من حالق وان سيف ابن خضير لثابت في رأسه فكأني أنظر إليه ينضنضه من رأسه وحمل عليه رضي بن منقذ العبدي فاعتنق بريراً فاعتركا ساعة ثم أن بريراً قعد على صدره ، فقال رضي : أين أهل المصاع والدفاع فذهب كعب بن جابر بن عمرو الأزدي ليحمل عليه ، فقلت : ان هذا برير بن خضير القارئ الذي كان يقرئنا القرآن في المسجد، فحمل عليه بالرمح حتى وضعه في ظهره فلما وجد مس الرمح برك عليه فعض بوجهه وقطع طرف أنفه فطعنه كعب بن جابر حتى ألقاه عنه وقد غيب السنان في ظهره ثم اقبل عليه بضربة بسيفه حتى قتله .
قال عفيف : كأني انظر إلى العبدي الصريع قام ينفض التراب عن قبائه ويقول أنعمت علي يا أخا الأزد نعمة لن أنساها أبداً ، فقلت : أنت رأيت هذا ؟!، قال : نعم رأي عيني وسمع أذني ، فلما رجع كعب بن جابر ، قالت له امرأته أو أخته النوار بنت جابر : أعنت على ابن فاطمة وقتلت سيد القراء لقد أتيت عظيماً من الأمر والله لا أكلمك من رأسي كلمة أبدا .
وقال كعب بن جابر :
سـلي تـخبري عني وأنت ذميمة غـداة حـسين والرماح iiشوارع ألم آت أقصى ما كرهت ولم iiيخل عـلي غـداة الروع ما انا iiصانع مـعي يـزني لـم تـخنه iiكعوبه وأبـيض مخشوب الغرارين iiقاطع فـجردته فـي غضبة ليس iiدينهم بـديني وانـي بـابن حرب iiلقانع ولـم تر عيني مثلهم في iiزمانهم ولا قـبلهم في الناس إذ انا iiيافع أشـد قراعا بالسيوف لدى الوغى الا كـل من يحمي الذمار iiمقارع وقد صبروا للطعن والضرب حسرا وقـد نـازلوا لـو أن ذلك iiنافع فـأبـلغ عـبيد الله أمـا iiلـقيته بـاني مـطيع لـلخليفة iiسـامع قـتلت بـريرا ثـم حـملت iiنعمة أبـا مـنقذ لـما دعا من iiيماصع |
قال المؤلف : لقد ضل سعيه وخسرت صفقته حين رضي بيزيد عن الحسين وقد لقي جزاء عمله فكان قرين يزيد وابن زياد في أسفل درك من النار .
قال أبو مخنف : وزعموا أن رضي بن منقذ العبدي رد بعد ذلك على كعب بن جابر جواب قوله فقال :
لـو شاء ربي ما شهدت iiقتالهم ولا جعل النعماء عندي ابن جابر لـقد كان ذاك اليوم عارا iiوسبة يـعيره الأبـناء بـعد iiالمعاشر فـيا ليت اني كنت من قبل قتله ويوم حسين كنت في رمس iiقابر |
وفي مناقب ابن شهرآشوب : ثم برز برير بن خضير وهو يقول :
أنـا بـرير وأبـي iiخضير ليث يروع الأسد عند iiالزير يعرف فينا الخير أهل الخير أضربكم ولا أرى من iiضير
كـذاك فعل الخير في iiبرير |
قال ابن نما : وجعل يحمل على القوم وهو يقول : اقتربوا مني يا قتلة المؤمنين! اقتربوا مني يا قتلة أولاد البدريين! اقتربوا مني يا قتلة أولاد رسول رب العالمين وذريته الباقين! ، فلم يزل يقاتل حتى قتل ثلاثين رجلا وقتله بجير بن أوس الضبي ، وكذلك قال ابن شهرآشوب انه قتله بجير بن أوس الضبي ، قال ابن نما فجعل بجير قاتله يقول :
سلي تخبري عني وأنت ذميمة الأبيات المتقدمة ، مع بعض التغيير .
قال : ثم ذكر له بعد ذلك ان بريراً كان من عباد الله الصالحين وجاءه ابن عم له فقال له ويحك يا بجير قتلت برير بن خضير فبأي وجه تلقى ربك غدا فندم الشقي وأنشأ يقول :
لـو شاء ربي ما شهدت iiقتالهم ولا جعل النعماء عندي ابن iiجابر لـقد كـان ذا عـارا علي iiوسبة يـعيرها الأبـناء عـند iiالمعاشر فيا ليت اني كنت في الرحم حيضة ويـوم حسين كنت ضمن iiالمقابر فـيا سـوأتا ما ذا أقول iiلخالقي وما حجتي يوم الحساب iiالقماطر |
لا ريب ان رواية الطبري أثبت وهذه الرواية يوشك ان يكون وقع فيها اشتباه ويدل عليه قوله ولا جعل النعماء عندي ابن جابر فإنه ينطبق علي رواية الطبري وليس لابن جابر ذكر في هذه الرواية .
جاء في أنصار الحسين (ع) للعلامة محمد مهدي شمس الدين ( قدس سره ) (2) :
برير بن خضير الهمداني :
ذكره الطبري (3) وابن شهرآشوب (4) وابن طاووس (5) والمجلسي في بحار الأنوار مصحفا ب ـ ( بدير بن حفير ) (6) وورد ذكره في الرجبية .
وقد أورد سيدنا الأستاذ ( 3 / 289 ) : ( برير بن الحصين ) وأسنده إلى الرجبية ، والظاهر أن نسخة السيد مصحفة : خضير = حصين ، بذل محاولة لصرف عمر بن سعد عن ولائه للسلطة الأموية .
وصف في المصادر بأنه ( سيد القراء ) وكان شيخا ، تابعيا ، ناسكا ، قارئا للقرآن ، ومن شيوخ القراء في جامع الكوفة ، وله في الهمدانيين شرف وقدر ، يبدو أنه كان مشهورا ومحترما في مجتمع الكوفة (7) .
همداني : من شعب كهلان ، ( اليمن ، عرب الجنوب ) موطنه الكوفة .
أورد المحقق محمد السماوي في أبصار العين في أنصار الحسين (ع) (8) :
برير بن خضير الهمداني المشرقي ( وبنو مشرق بطن من همدان ) كان برير شيخاً تابعياً ناسكاً ، قارئاً للقرآن ، من شيوخ القراء، ومن أصحاب أمير المؤمنين (ع) ، وكان من أشراف أهل الكوفة من الهمدانيين ، وهو خال أبي إسحاق الهمداني السبعي (9) .
قال أهل السير : أنه لما بلغ خبر الحسين (ع) سار من الكوفة إلى مكة ليجتمع بالحسين (ع) فجاء معه حتى استشهد ، وقال السروي : لما ضيق الحر على الحسين (ع) جمع أصحابه فخطبهم بخطبته التي يقول فيها : ( أما بعد ، فإن الدنيا قد تغيرت الخ ) (10) ، فقام إليه مسلماً ونافعاً فقالا ما قالا في ترجمتيهما ، ثم قام برير فقال : والله يا بن رسول الله لقد من الله بك علينا أن نقاتل بين يديك ، تقطع فيك أعضاؤنا ، حتى يكون جدك يوم القيامة بين أيدينا شفيعا لنا ، فلا أفلح قوم ضيعوا ابن بنت نبيهم ، وويل لهم ماذا يلقون به الله ، وأف لهم يوم ينادون بالويل والثبور في نار جهنم .
وقال أبو مخنف : أمر الحسين (ع) في اليوم التاسع من المحرم بفسطاط فضرب ، ثم أمر بمسك فميث في جفنة عظيمة فأطلى بالنورة ، وعبد الرحمن بن عبد ربة ، وبرير على باب الفسطاط تختلف مناكبهما (11) ، فازدحما أيهما يطلي على أثر الحسين (ع) ، فجعل برير يهازل عبد الرحمن ويضاحكه ، فقال عبد الرحمن : دعنا ، فوالله ما هذه بساعة باطل ! فقال برير : والله لقد علم قومي أني ما أحببت الباطل شابا ولا كهلا ، ولكني والله لمستبشر بما نحن لاقون ، والله إن بيننا وبين الحور العين إلا أن نحمل على هؤلاء فيميلون علينا بأسيافهم ، ولوددت أن ملوا بها الساعة (12)!.
وقال أيضا ، روى الضحاك بن قيس المشرقي ـ وكان بايع الحسين على أن يحامي عنه ما ظن أن المحاماة تدفع عن الحسين (ع) فإن لم يجد بدا فهو في حل ـ قال : بتنا الليلة العاشرة ، فقام الحسين وأصحابه الليل كله يصلون ويستغفرون ويدعون يتضرعون ، فمرت بنا خيل تحرسنا ، وإن الحسين ليقرأ ( ولا يحسبن الذين كفروا أنما نملي لهم خير لأنفسهم إنما نملي لهم ليزدادوا إثما ولهم عذاب مهين * ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب ) (13) ، فسمعها رجل (14) من تلك الخيل فقال : نحن ورب الكعبة الطيبون ، ميزنا منكم ، قال : فعرفته ، فقلت لبرير : أتعرف من هذا ؟ قال : لا ، قلت : أبو حريث (15) عبد الله بن شهر السبيعي ـ وكان مضحاكاً بطالاً ، وكان ربما حبسه سعيد بن قيس الهمداني في جناية ـ فعرفه برير ، فقال له : أما أنت فلن يجعلك الله في الطيبين! فقال له : من أنت ؟ قال : برير ، فقال : إنا لله عز علي! هلكت والله ، هلكت والله يا برير ! فقال له برير : هل لك أن تتوب إلى الله من ذنوبك العظام ! فوالله إنا لنحن الطيبون وأنتم الخبيثون ، قال : وأنا والله على ذلك من الشاهدين ، فقال ويحك أفلا تنفعك معرفتك ! قال : جعلت فداك ! فمن ينادم يزيد بن عذرة العنزي ؟ هاهو ذا معي ، قال : قبح الله رأيك أنت سفيه على كل حال (16) ، قال : ثم انصرف عنا .
وروى بعض المؤرخين أنه لما بلغ من الحسين (ع) العطش ما شاء الله أن يبلغ استأذن برير الحسين (ع) في أن يكلم القوم فأذن له ، فوقف قريبا منهم ، ونادى : يا معشر الناس ، إن الله بعث بالحق محمداً بشيراً ونذيراً وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيراً ، وهذا ماء الفرات تقع فيه خنازير السواد وكلابها ، وقد حيل بينه وبين ابن رسول الله (ص) أفجزاء محمد هذا ؟ فقالوا : يا برير ، قد أكثرت الكلام فاكفف ، فوالله ليعطشن الحسين (ع) كما عطش من كان قبله ، فقال الحسين (ع) اكفف يا برير ، ثم وثب متوكئا على سيفه ، فخطبهم هو (ع) بخطبته التي يقول فيها : ( أنشدكم الله هل تعرفوني ... الخ ) .
وروى أبو مخنف عن عفيف بن زهير بن أبي الأخنس قال : خرج يزيد بن معقل من بني عميرة بن ربيعة فقال : يا برير بن خضير ، كيف ترى صنع الله بك ؟ قال : صنع الله بي والله خيراً ، وصنع بك شراً ، فقال : كذبت ، وقبل اليوم ما كنت كذاباً ، أتذكر وأنا أماشيك في سكة بن دودان (17) وأنت تقول : إن عثمان كان كذا ، وإن معاوية ضال مضل ، وإن علي بن أبي طالب إمام الحق والهدى ؟ قال برير : أشهد أن هذا رأيي وقولي ، فقال يزيد : فإني أشهد أنك من الضالين، قال برير : فهل لك أن أباهلك، ولندع الله أن يلعن الكاذب ، وأن يقتل المحق المبطل، ثم أخرج لأبارزك ، قال : فخرجا فرفعا أيديهما بالمباهلة إلى الله، يدعوانه أن يلعن الكاذب وأن يقتل المحق المبطل ، ثم برز كل واحد منهما لصاحبه فاختلفا ضربتين ، فضرب يزيد بريراً ضربة خفيفة لم تضره شيئا ، وضرب برير يزيد ضربة قدت المغفر وبلغت الدماغ ، فخر كأنما هوى من حالق ، وإن سيف برير لثابت في رأسه ، فكأني أنظر إليه ينضنضه من رأسه ، حتى أخرجه وهو يقول :
أنا برير وأبي خضير وكـل خير فله برير |
ثم بارز القوم فحمل عليه رضي بن منقد العبدي ، فاعتنق بريراً ، فاعتركا ساعة ، ثم إن بريراً صرعه وقعد على صدره، فجعل رضي يصيح بأصحابه : أين أهل المصاع والدفاع ؟ فذهب كعب بن جابر بن عمرو الأزدي يحمل عليه ، فقلت له : إن هذا برير ابن خضير القارئ الذي كان يقرئنا القرآن في المسجد! وحمل عليه بالرمح حتى وضعه في ظهره ، فلما وجد برير مس الرمح برك على رضي فعض أنفه حتى قطعه ، وأنفذ الطعنة كعب حتى ألقاه عنه ، وقد غيب السنان في ظهره ، ثم أقبل يضربه بسيفه حتى برد، فكأني أنظر إلى رضي قام ينفض التراب عنه ، ويده على أنفه وهو يقول : أنعمت علي يا أخا الأزد نعمة لا أنساها أبدا ، فلما رجع كعب ، قالت له أخته (18) النوار بنت جابر: أعنت على ابن فاطمة ، وقتلت سيد القراء ، لقد أتيت عظيما من الأمر ، والله لا أكلمك من رأسي كلمة أبدا .
فقال كعب في ذلك :
سـلي تـخبري عـني وأنـت iiذميمة غـداة حـسين والـرماح iiشـوارع ألـم أت أقـصى مـا كرهت ولم iiيخل عــلــي غــــداة الـــروع ما أنا صانع معي يزني لم تخنه كعوبه وأبـيض مـخشوب الـغرارين iiقاطع فـجردته فـي عـصبة لـيس iiدينهم بـديني وإنـي بـابن حـرب iiلـقانع ولـم تـر عـيني مثلهم في iiزمانهم ولا قـبلهم فـي الـناس إذ أنـا يافع أشـد قـراعا بـالسيوف لدى iiالوغى ألا كـل مـن يـحمي الذمار iiمقارع وقـد صـبروا للطعن والضرب iiحسرا وقــد نـازلوا لـو أن ذلـك iiنـافع فـابـلغ عـبـيد الله إمــا لـقيته بـأنـي مـطـيع لـلخليفة iiسـامع قـتـلت بـريرا ثـم حـملت iiنـعمة أبـا مـنقذ لـما دعا : من يماصع ii؟ |
قال : فبلغت أبياته رضي بن منقذ ، فقال مجيبا له يرد عليه :
فـلو شـاء ربـي ما شهدت iiقتالهم ولا جـعل الـنعماء عـند ابن iiجابر لـقد كـان ذاك الـيوم عـارا iiوسبة تـعـيره الأبـنـاء بـعد الـمعاشر فـيا لـيت أنـي كـنت من قبل iiقتله ويوم حسين كنت في رمس قابر (19) |
وفي برير أقول :
جــزى الله رب الـعالمين مـباهلا عـن الـدين كيما ينهج الحق iiطالبه وأزهـر مـن هـمدان يـلقي iiبنفسه على الجمع حيث الجمع تخشى مواكبه أبـر عـلى الـصيد الـكماة iiبموقف مـنـاهجه مـسـدودة iiومـذاهـبه إلـى أن قـضى فـي الله يعلم iiرمحه بـصـدق تـوخيه ويـشهد iiقـاضبه فـقل لـصريع قـام من غير iiمارن عـذرتك إن الـليث تـدمى iiمـخالبه |
ورد في مواقف الشيعة للعلامة الأحمدي الميانجي (20) :
كلام برير بن خضير في كربلاء :
ركب أصحاب عمر بن سعد فقرب إلى الحسين فرسه ، فاستوى عليه ، وتقدم نحو القوم في نفر من أصحابه ، وبين يديه برير بن خضير ، فقال له الحسين عليه السلام : كلم القوم، فتقدم برير ، فقال : يا قوم اتقوا الله! فإن ثقل محمد قد أصبح بين أظهركم ، هؤلاء ذريته وعترته وبناته وحرمه ، فهاتوا ما عندكم ، وما الذي تريدون أن تصنعوه بهم ؟ فقالوا : نريد أن نمكن منهم الأمير ابن زياد ، فيرى رأيه فيهم ، فقال لهم برير : أفلا تقبلون منهم أن يرجعوا إلى المكان الذي جاءوا منه ؟ ويلكم يا أهل الكوفة ، أنسيتم كتبكم وعهودكم التي أعطيتموها وأشهدتم الله عليها ؟ يا ويلكم ! أدعوتم أهل بيت نبيكم وزعمتم أنكم تقتلون أنفسكم دونهم ، حتى إذا أتوكم أسلمتموهم إلى ابن زياد وحلأتموهم عن ماء الفرات ؟ بئس ما خلفتم نبيكم في ذريته ! ما لكم ؟ لا سقاكم الله يوم القيامة! فبئس القوم أنتم ! فقال له نفر منهم : يا هذا ما ندري ما تقول ! فقال برير : الحمد لله الذي زادني فيكم بصيرة ، اللهم إني أبرأ إليك من فعال هؤلاء القوم، اللهم ألق بأسهم بينهم حتى يلقوك وأنت عليهم غضبان ، فجعل القوم يرمونه بالسهام ، فرجع برير إلى ورائه (21).
وكذلك ورد في مواقف الشيعة (22) :
برير وعمر بن سعد :
قال : وأرسل إليه ـ يعني إلى عمر بن سعد بن أبي وقاص في كربلاء ـ الحسين ( عليه السلام ) بريراً ، فقال برير : يا عمر بن سعد أتترك أهل بيت النبوة يموتون عطشاً ، وحلت بينهم وبين الفرات أن يشربوه وتزعم أنك تعرف الله ورسوله ؟ قال : فأطرق عمر بن سعد ساعة إلى الأرض ثم رفع رأسه وقال : إني والله أعلمه يا برير علماً يقينا أن كل من قاتلهم وغصبهم على حقوقهم في النار لا محالة ، ولكن ويحك يا برير ! أتشير علي أن أترك ولاية الري فتصير لغيري ؟ ما أجد نفسي تجيبني إلى ذلك أبدا ثم أنشأ يقول :
دعاني عبيد الله من دون iiقومه إلـى خطة فيها خرجت iiلحيني فـوالله لا أدري وأنـي iiلواقف عـلى خطر بعظم علي iiوسيني أأترك ملك الري و الري iiرغبة أم أرجـع مذموماً بثار حسين وفي قتله النار التي ليس دونها حـجاب وملك الري قرة iiعين |
قال : فرجع برير بن خضير إلى الحسين ، فقال : يا ابن بنت رسول الله إن عمر بن سعد قد رضي أن يقتلك بملك الري (23) .
برير مع الشمر بن ذي الجوشن :
قال : وجاء الليل فبات الحسين في الليل ساجدا وراكعا مستغفرا يدعو الله تعالى ، له دوي كدوي النحل ، قال : وأقبل الشمر بن ذي الجوشن ـ لعنه الله _ في نصف الليل ومعه جماعة من أصحابه حتى تقارب من عسكر الحسين ، والحسين قد رفع صوته وهو يتلو هذه الآية ( ولا يحسبن الذين كفروا إنما نملي لهم ... ) ـ إلى آخرها ـ قال : فصاح لعين من أصحاب شمر بن ذي الجوشن : نحن ورب الكعبة الطيبون ؟ وأنتم الخبيثون ! وقد ميزنا منكم ، قال : فقطع برير الصلاة فناداه : يا فاسق يا فاجر يا عدو الله! أمثلك يكون من الطيبين ؟ ما أنت إلا بهيمة لا تعقل ، فأبشر بالنار يوم القيامة والعذاب الأليم .
قال : فصاح به شمر بن ذي الجوشن ـ لعنه الله ـ وقال : أيها المتكلم ! إن الله تبارك وتعالى قاتلك وقاتل صاحبك عن قريب .
فقال له برير : يا عدو الله! أبالموت تخوفني ؟ والله إن الموت أحب إلينا من الحياة معكم ! والله لا ينال شفاعة محمد صلى الله عليه وآله قوم (24) أراقوا دماء ذريته وأهل بيته ، قال : وأقبل رجل من أصحاب الحسين إلى برير بن خضير ، فقال له : رحمك الله يا برير ! إن أبا عبد الله يقول لك : ارجع إلى موضعك ولا تخاطب القوم، فلعمري لئن كان مؤمن آل فرعون نصح لقومه وأبلغ في الدعاء ، فلقد نصحت وأبلغت في النصح (25) .
ورد في مستدركات علم رجال الحديث للعلامة الشيخ علي النمازي الشاهرودي ( قدس سره ) (26) :
برير بن خضير الهمداني :
كان شجاعاً تابعياً ناسكاً قارئاً من شيوخ القراء من أصحاب أمير المؤمنين صلوات الله عليه له كتاب القضايا والأحكام يرويه عن أمير المؤمنين والحسن صلوات الله عليهما وله يوم الطف قضايا ومواعظ تدل على قوة إيمانه وكماله منها قوله لمولانا الحسين صلوات الله عليه : والله يا بن رسول الله لقد الله بك علينا أن نقاتل بين يديك فتقطع فيك أعضاؤنا ثم يكون جدك شفيعنا يوم القيامة ، وذكره الطبري مع قضاياه في الطف وكلها تدل على حسنه وكماله .
وجاء في زيارة الناحية (27) :
( السلام على برير بن خضير ) .
**************************************************************
1 ـ ج 3 ـ ص 561 ـ 562 .
2 ـ ص 76 ـ 77 .
3 ـ الطبري : 5 / 421 و 423 وغيرهما .
4 ـ المناقب : 4 / 100 .
5 ـ اللهوف في قتل الطفوف .
6 ـ بحار الأنوار : 45 / 15 وغيرهما والتصحيف في : 44 / 320 .
7 ـ الطبري : 5 / 432 .
8 ـ ص 121 ـ 125 .
9 ـ راجع ترجمته في تهذيب الكمال : 22 / 102 ، الرقم : 4400 .
10 ـ لم أعثر عليه في المناقب ، راجع تاريخ الطبري : 3 / 307 .
11 ـ في المصدر : تحتك مناكبهما .
12 ـ تاريخ الطبري : 3 / 318 بتفاوت ، راجع الكامل : 4 / 60 .
13 ـ سورة آل عمران : 178 ـ 179 .
14 ـ في الإرشاد 2 / 95 : فسمعها من تلك الخيل رجل يقال له عبد الله بن سمير .
15 ـ في المصدر : أبو حرب .
16 ـ تاريخ الطبري : 3 / 317 ، راجع الإرشاد : 2 / 95 .
17 ـ في المصدر : لوذان .
18 ـ في الكامل 4 / 67 : قالت له امرأته .
19 ـ تاريخ الطبري : 3 / 373 بتفاوت في النقل ، وقال في معجم الشعراء ، 345 : كعب بن جابر العبدي شهد مقتل الحسين بن علي (ع) مع عبيد الله بن زياد وقال : سلي تخبري عني ...
20 ـ ج 1 ـ ص 364 ـ 365 .
21 ـ البحار : ج 45 ص 5 عن محمد بن أبي طالب .
22 ـ ج 2 ـ ص 193 ـ 194 .
23 ـ فتوح ابن أعثم : ج 5 ص 172 .
24 ـ قوما ظ .
25 ـ فتوح ابن أعثم : ج 5 ص 179 ـ 180 .
26 ـ ج 2 ـ ص 20 ـ 21 .
27 ـ إقبال الأعمال ـ السيد ابن طاووس ـ ج 3 ـ ص 344 .
«جابر بن الحجاج مولى عامر بن نهشل التيمي (رض) »
أورد الشيخ النمازي الشاهرودي في مستدركات علم رجال الحديث (1) :
جابر بن الحجاج التيمي الكوفي :
من شهداء الطف كما ذكره العلامة المامقاني وغيره ، فارس شجاع ، بايع مسلما في الكوفة ، فلما رأى خذلان أهل الكوفة اختفى في قومه ، فلما سمع ورود الحسين عليه السلام في كربلاء خرج إلى كربلاء ولحق به ، واستشهد يوم عاشوراء بعد قتال شديد .
جاء في أعيان الشيعة للعلامة الكبير السيد محسن الأمين ( قدس سره ) (2) :
جابر بن الحجاج مولي عامر نهشل التيمي تيم الله بن ثعلبة ذكره صاحب أبصار العين في أنصار الحسين عليه السلام من التيميين وقال كان فارسا شجاعا ثم نقل عن صاحب الحدائق الوردية في أئمة الزيدية أن جابرا حضر مع الحسين عليه السلام في كربلاء وقتل بين يديه وكان قتله قبل الظهر في الحملة الأولى.
وأورد الشيخ محمد السماوي في أبصار العين في أنصار الحسين (ع) (3) :
جابر بن الحجاج مولى عامر بن نهشل التيمي تيم الله بن ثعلبة كان جابر فارسا شجاعا .
قال صاحب الحدائق : حضر مع الحسين ( عليه السلام ) في كربلا وقتل بين يديه (4) ، وكان قتله قبل الظهر في الحملة الأولى .
**************************************************************
1 ـ ج 2 ـ ص 97 .
2 ـ ج 4 ـ ص 56 .
3 ـ ص 193 .
4 ـ الحدائق الوردية : 122 .
« جبلة بن علي الشيباني (رض) »
جاء في كتاب أعيان الشيعة للعلامة السيد محسن الأمين ( قدس سره ) (1) :
جبلة بن علي الشيباني ، في ابصار العين : كان جبلة شجاعا من شجعان أهل الكوفة قام مع مسلم أولا، ثم جاء إلى الحسين بن علي (ع) ثانيا ، ذكره جملة من أهل السير .
قال صاحب ( الحدائق الوردية في أئمة الزيدية ) : انه قتل في الطف مع الحسين (ع) ، وقال السروي : قتل في الحملة الأولى اه .
وفي كتاب لبعض المعاصرين لا يعتمد على نقله : شهد صفين مع أمير المؤمنين عليه السلام ، وقام مع مسلم بن عقيل فلما خذل مسلم فر واختفى عند قومه ، فلما جاء الحسين عليه السلام إلى كربلا اتى إليه ، وتقدم يوم الطف وقاتل حتى قتل ، وله ذكر في زيارة الناحية المقدسة اه ، ولم يتيسر لي الآن التفحص عن حاله .
وجاء في أبصار العين في أنصار الحسين (ع) للعلامة الشيخ محمد السماوي ( رحمه الله ) (2) :
جبلة بن علي الشيباني كان جبلة شجاعا من شجعان أهل الكوفة، قام مع مسلم أولا، ثم جاء إلى الحسين (ع) ثانيا ، ذكره جملة أهل السير .
قال صاحب الحدائق : إنه قتل في الطف مع الحسين (ع) (3) .
وقال السروي : قتل في الحملة الأولى (4) .
أورد الشيخ النمازي الشاهرودي مستدركات علم رجال الحديث (5) :
جبلة بن علي الشيباني الكوفي :
من شهداء الطف ومتشرف بسلام الناحية المقدسة .
وعن ابن شهرآشوب إنه قتل في الحملة الأولى .
وزاد العلامة المامقاني على ذلك : أنه كان شجاعا وشهد صفين مع مولانا أمير المؤمنين صلوات الله عليه وقام مع مسلم بن عقيل فلما خذل مسلم فر واختفى عند قومه حتى جاء الحسين صلوات الله عليه بكربلاء فلحق به واستشهد رضوان الله تعالى عليه .
وجاء التسليم عليه في زيارة الناحية المذكورة في إقبال الأعمال (6) :
( السلام على جبلة بن علي الشيباني ) .
**************************************************************
1 ـ ج 4 ـ ص 66 .
2 ـ ص 215 .
3 ـ الحدائق الوردية : 122 .
4 ـ المناقب : 4 / 113 .
5 ـ ج 2 ـ ص 117 .
6 ـ ج 3 ـ ص 79 .
« جنادة بن الحارث الأنصاري (رض) »
جاء في مستدركات علم رجال الحديث للعلامة الشيخ علي النمازي الشاهرودي ( قدس سره ) (1) :
جنادة بن الحارث الأنصاري :
من شهداء الطف ، والظاهر اتحاده مع جنادة بن كعب بن الحارث الأنصاري الذي عده المامقاني من شهداء الطف ، وكذا ابنه عمرو بن جنادة .
ولعله غير جنادة بن الحارث السلماني الأزدي الذي عده المامقاني من أصحاب الرسول وأمير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليهما وآلهما ثم تشرف بالشهادة يوم الطف ونقل تشرفهما بسلام الناحية المقدسة .
أقول : لم أجد ذكرهما في الزيارة المشار إليها المذكورة والمذكور في الموضعين : السلام على حيان بن الحارث السلماني الأزدي .
وجاء في مناقب آل أبي طالب لابن شهر آشوب ( أعلى الله مقامه ) (2) :
ثم برز جنادة بن الحارث الأنصاري مرتجزا :
أنـا جـناد وأنـا ابـن iiالحارث لست بخوار ولا بناكث عن بيعتي حــتـى يـرثـني iiوارثــي الـيوم ثاري في الصعيد iiماكثي |
فقتل ستة عشر رجلا ، ثم برز ابنه واستشهد
وأورد الشيخ محمد مهدي شمس الدين في أنصار الحسين (ع) (3) :
جنادة بن الحارث الأنصاري :
ذكره ابن شهرآشوب (4) والخوارزمي ، ( جنادة بن الحرث ) (5) وبحار الأنوار (6) .
الأنصاري : ( يمن ، عرب الجنوب ) .
وأورد العلامة الأميني في أعيان الشيعة (7) :
جنادة بن الحارث السلماني ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الحسن (ع) ، وهو نفس جبار بن الحارث السلماني المذكور في الجزء 15 .
**************************************************************
1 ـ ج 2 ـ ص 239 .
2 ـ ج 3 ـ ص 253 .
3 ـ ص 79 ـ 80 .
4 ـ المناقب : 4 / 104 .
5 ـ مقتل الحسين : 2 / 21 .
6 ـ بحار الأنوار : 45 / 28 .
7 ـ ج 4 ـ ص 224 .
« جندب بن حجير الخولاني (رض) »
جاء في أعيان الشيعة للعلامة الكبير السيد محسن الأمين ( أعلى الله مقامه ) (1) :
جندب بن حجير ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الحسين (ع) وفي الزيارة المنسوبة إلى الناحية المقدسة : السلام على جندب بن حجير الخولاني .
وفي أبصار العين : جندب بن حجير الكندي الخولاني كان من وجوه الشيعة وكان من أصحاب أمير المؤمنين (ع) خرج إلى الحسين (ع) فوافقه في الطريق قبل اتصال الحر به فجاء معه إلى كربلاء .
قال أهل السير : انه قاتل فقتل في أول القتال وقال صاحب الحدايق الوردية في أئمة الزيدية انه قتل هو وولده حجير بن جندب في أول القتال ( انتهى ) .
وفيما ذكر في مجلة الرضوان الهندية م 2 ج 1 ص 23 من أسماء الشيعة من الصحابة جندب بن حجير الكندي ( انتهى ) ولم نجده في الاستيعاب وأسد الغابة والإصابة .
وورد في أبصار العين في أنصار الحسين (ع) للعلامة الشيخ محمد السماوي ( رحمه الله ) (2) :
جندب بن حجير الكندي الخولاني (3) كان جندب من وجوه الشيعة ، وكان من أصحاب أمير المؤمنين (ع) ، خرج إلى الحسين (ع) فوافقه في الطريق قبل اتصال الحر به ، فجاء معه إلى كربلا .
قال أهل السير : إنه قاتل فقتل في أول القتال ، وقال صاحب الحدائق : إنه قتل هو وولده حجير بن جندب في أول القتال (4) .
ولم يصح لي أن ولده قتل معه. كما أنه ليس في القائميات ذكر لولده ، فلهذا لم أترجمه معه .
وجاء في أنصار الحسين (ع) للعلامة محمد مهدي شمس الدين ( رحمه الله ) (5) :
جندب بن حجير الخولاني :
ذكره الشيخ دون أن ينص على مقتله (6) ، وذكر في الزيارة ( جندب بن حجر الخولاني ) (7).
وذكر في الرجبية (جند بن حجير) وبهذا العنوان ورد عند سيدنا الأستاذ ( معجم الرجال 4 / 173 ) وذكره السيد الأمين .
خولان : بطن من كهلان ، من القحطانية ( يمن ، عرب الجنوب ) ، لا نعرف عنه شيئا آخر .
وأورد الشيخ النمازي الشاهرودي في مستدركات علم رجال الحديث (8) :
جندب بن حجير بالحاء المهملة والجيم وزان زبير :
الصحابي الكوفي الخولاني من وجوه الشيعة ومن أصحاب أمير المؤمنين (ع) ، شهد حرب صفين وكان أميرا على كندة والأزد ثم لحق بالحسين (ع) وتشرف بالشهادة وبسلام الناحية المقدسة .
وأورد السيد الخوئي في معجم رجال الحديث (9) :
جندب بن حجير :
من أصحاب الحسين (ع) ، رجال الشيخ ، وعد من المستشهدين بين يديه ، ووقع التسليم عليه في زيارتي الناحية والرجبية .
وجاء التسليم عليه في زيارة الناحية المذكورة في إقبال الأعمال (10) :
( السلام على جندب بن حجير ) .
**************************************************************
1 ـ ج 4 ـ ص 242 ـ 243 .
2 ـ ص 174 .
3 ـ عده الشيخ الطوسي في أصحاب الإمام الحسين (ع) ، راجع رجال الشيخ : 100 ، الرقم 969 ، وفي كتاب تسمية من قتل ص 155 : بعنوان حجير بن جندب .
4 ـ الحدائق الوردية : 122 .
5 ـ ص 80 .
6 ـ الرجال : 72 .
7 ـ بحار الأنوار : 45 / 82 .
8 ـ ج 2 ـ ص 240 .
9 ـ ج 5 ـ ص 144 .
10 ـ ج 3 ـ ص 346 .
« جون بن حوي مولى أبي ذر (رض) »
أورد السيد الأميني في أعيان الشيعة (1) :
جون ويقال جوين مولى أبي ذر ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الحسين (ع) وقال ابن داود جون مولى أبي ذر ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الحسين والكشي ، الظاهر أنه قتل معه بكربلا مهمل ( انتهى ) .
وفيه نظر من وجوه :
( أولا ) ان الكشي لم يذكره سواء أكان ذكره متعلقا بما قبله أم بما بعده فهذا من أغلاط رجال ابن داود التي قالوا عنها ان فيه أغلاطا كثيرة .
( ثانيا ) انه لا شبهة في أنه قتل معه بكربلا فالتعبير بالظاهر غير صواب .
( ثالثا ) مع شهادته معه وما ورد في حقه مما يأتي لا يناسب ان يقال إنه مهمل ، وفي الوجيزة انه من شهداء كربلا ، وفي ابصار العين : جون بن جوي مولى أبي ذر الغفاري كان منضما إلى أهل البيت بعد أبي ذر فكان مع الحسن ثم مع الحسين عليهما السلام وصحبه في سفره من المدينة إلى مكة ثم إلى العراق ( انتهى ) .
وفي كتاب لبعض المعاصرين ـ ولم يذكر مستنده ولا يعتمد على نقله ـ انه جون بن حوي بن قتادة بن الأعور بن ساعدة بن عوف بن كعب بن حوي مولى أبي ذر الغفاري وقد وقع الخلاف في دركه صحبة النبي صلى الله عليه وآله وسلم وذكر أهل السير انه كان عبدا اسود للفضل بن العباس بن عبد المطلب اشتراه أمير المؤمنين (ع) بمائة وخمسين دينارا ووهبه لأبي ذر ليخدمه وكان عنده وخرج معه إلى الربذة فلما توفي أبو ذر سنة 32 رجع العبد وانضم إلى أمير المؤمنين ثم إلى الحسن ثم إلى الحسين (ع) وكان في بيت السجاد عليهم السلام وخرج معهم إلى كربلا فاستشهد ( انتهى ) .
وانا أظن أنه وقع في هذا النقل خبط كثير :
( أولا ) ان جونا مولى أبي ذر لم يذكره أحد في الصحابة ولم يذكر أحد خلافا في صحبته وانما ذاك جون بن قتادة بن الأعور بن ساعدة بن عوف بن كعب بن عبد شمس بن زيد مناة بن تميم التميمي ، وفي الإصابة : مختلف في صحبته شهد الجمل مع الزبير .
( ثانيا ) انهم ذكروا ان جونا كان عبدا اسود وهو يدل على أنه لم يكن من العرب والنسب الذي ذكره له يدل على أنه عربي وغير العرب لم تكن أنسابهم محفوظة .
( ثالثا ) ان الذين ذكرهم في أجداده هم أجداد الآخر الذي اختلف في صحبته بأعيانهم الا قليلا .
ومن اخباره يوم الطف ما ذكره غير واحد من المؤرخين منهم المفيد في الإرشاد عن علي بن الحسين عليهما السلام قال إني لجالس في تلك العشية التي قتل أبي في صبيحتها إذ اعتزل أبي في خباء له وعنده جوين مولى أبي ذر وهو ـ اي جوين ـ يعالج سيفه ويصلحه الحديث ، وبعض الناس يتوهم ان الحسين (ع) هو الذي كان يصلح السيف والصواب ان جونا هو الذي كان يصلح السيف للحسين .
وفي كتاب الملهوف على قتلى الطفوف للسيد رضي الدين علي بن طاوس بن موسى بن طاوس الحسني : ثم برز جون مولى أبي ذر وكان عبدا اسود فقال له الحسين أنت في إذن مني فإنما تبعتنا طلبا للعافية فلا تبتل بطريقتنا فقال يا ابن رسول الله انا في الرخاء ألحس قصاعكم وفي الشدة اخذ لكم والله ان ريحي لنتن وحسبي للئيم ولوني لأسود فتنفس علي بالجنة فيطيب ريحي ويشرف حسبي ويبيض وجهي لا والله لا أفارقكم حتى يختلط هذا الدم الأسود مع دمائكم ثم قاتل حتى قتل رضوان الله عليه ( انتهى ) .
وقال محمد بن أبي طالب ثم برز للقتال وهو ينشد :
كيف ترى الكفار ضرب الأسود بالسيف ضربا عن بني iiمحمد أذب عـنهم بـاللسان iiوالـيد أرجـو بـه الجنة يوم iiالمورد |
ثم قاتل حتى قتل فوقف عليه الحسين وقال اللهم بيض وجهه وطيب ريحه واحشره مع الأبرار وعرف بينه وبين محمد وآل محمد ( انتهى ) .
وبعضهم يروي رجز جون هكذا :
كيف ترى الفجار ضرب الأسود بـالمشرفي والـقنا الـمسدد
يـذب عـن آل الـنبي احـمد |
وقال صاحب المناقب : ثم برز جوين بن أبي مالك مولى أبي ذر مرتجزا :
كيف ترى الفجار ضرب الأسود بـالمشرفي الـقاطع iiالـمهند بـالسيف صلتا عن بني iiمحمد أذب عـنهم بـاللسان والـيد |
فقتل خمسة وعشرين رجلا .
وزاد صاحب البحار في رجز جون نقلا عن المناقب :
أرجو بذاك الفوز عند المورد مـن الإلـه الواحد iiالموحد
إذ لا شـفيع عـنده iiكأحمد |
ولا يوجد ذلك في المناقب المطبوعة ثم إن أهل السير ذكروا جونا مولى أبي ذر ولم يذكروا ان جوين بن أبي مالك كان مولى أبي ذر وهب أن جونا صغر كما هي العادة فمن أين جاء انه ابن أبي مالك وسيأتي عن الشيخ في رجاله في أصحاب الحسين (ع) جوين بن أبي مالك لكن لم يقل انه مولى أبي ذر فيشبه ان يكون وقع في المقام خطأ والتباس من ابن شهرآشوب أو منه ومن غيره والله أعلم .
التمييز :
في مشتركات الكاظمي باب جون ولم يذكره شيخنا مشترك بين رجلين مهملين ( انتهى ) وقوله مهملين ليس بصواب فجون مولى أبي ذر قتل شهيدا بكربلا مع الحسين (ع) وجون بن قتادة حارب أمير المؤمنين (ع) يوم الجمل .
جاء في أنصار الحسين (ع) للعلامة محمد مهدي شمس الدين ( قدس سره ) (2) :
جون مولى أبي ذر الغفاري :
ورد ذكره في الرجبية. وذكر في بحار الأنوار والزيادة باسم جون بن حوي مولى أبي ذر الغفاري (3) وذكره الشيخ دون أن ينص على مقتله (4) ، وذكره الخوارزمي (5) وذكره الطبري باسم ( حوي ) (6) .
ذكره ابن شهرآشوب مصحفا باسم ( جوين أبي مالك مولى أبي ذر الغفاري ) (7) .
من الموالي ، أسود اللون ، شيخ كبير السن ، لا نعرف عنه شيئا آخر .
**************************************************************
1 ـ ج 4 ـ ص 297 ـ 298 .
2 ـ ص 80 ـ 81 .
3 ـ بحار الأنوار : 45 / 22 و 71 .
4 ـ الرجال : 72 .
5 ـ مقتل الحسين : 1 / 237 و 2 / 19 .
6 ـ الطبري: 5 / 420 .
7 ـ المناقب : 4 / 103 .
« جوين بن مالك بن قيس بن ثعلبة التميمي (رض) »
جاء في أعيان الشيعة للعلامة الكبير السيد محسن الأمين ( أعلى الله مقامه ) (1) :
جوين بن مالك ذكره الشيخ في رجاله من أصحاب الحسين (ع) وفي لسان الميزان جوين بن مالك ذكره الطوسي والكشي في رجال الشيعة وقالا روى عن الحسين بن علي ( انتهى ) .
وليس له ذكر في رجال الشيعة وقالا روى عن الحسين بن علي ( انتهى ) ، وليس له ذكر في رجال الكشي .
وفي أبصار العين : جوين بن مالك بن قيس بن ثعلبة التيمي كان نازلا في بني تميم فخرج معهم إلى حرب الحسين (ع) وكان من الشيعة فلما ردت الشروط على الحسين مال معه فيمن مال ورحلوا إلى الحسين ليلا وقتل بين يديه قال السروري وقتل في الحملة الأولى وصحف اسمه بسيف ونسبته بالنمري ( انتهى ) .
ولم يذكر صاحب أبصار العين من أين أخذ هذا والسروري هو ابن شهرآشوب وقد ذكر في مناقبه سيف بن مالك النمري فيمن استشهد من أصحاب الحسين (ع) في الحملة الأولى وحمل كلامه على التصحيف يفتقر إلى مستند وقد عرفت أنه قال عند ذكر أنصار الحسين (ع) : ثم برز جوين بن أبي مالك مولى أبي ذر إلى آخر ما مر فيوشك ان يكون وقع في المقام خطأ واشتباه كما تقدم .
وأورد الشيخ محمد السماوي في أبصار العين في أنصار الحسين (ع) (2) :
جوين بن مالك بن قيس بن ثعلبة التيمي كان جوين نازلا في بني تيم ، فخرج معهم إلى حرب الحسين (ع) ، وكان من الشيعة ، فلما ردت الشروط على الحسين (ع) ، مال معه فيمن مال ، ورحلوا إلى الحسين (ع) ليلا ، وقتل بين يديه ، قال السروي : وقتل في الحملة الأولى .
وصحف اسمه بسيف ونسبة بالنمري .
وأورد الشيخ النمازي الشاهرودي في مستدركات علم رجال الحديث (3) :
جوين بن مالك الضبعي :
من شهداء الطف ، وتشرف بسلام الناحية المقدسة ، وهو جوين بن مالك بن قيس بن ثعلبة التميمي .
وجاء في معجم رجال الحديث للفقيه السيد الخوئي ( قدس سره ) (4) :
جوين ( جوير ) بن مالك :
من أصحاب الحسين (ع) ، رجال الشيخ ، عد من المستشهدين بين يديه (ع) ، ووقع التسليم عليه في زيارتي الناحية والرجبية .
**************************************************************
1 ـ ج 4 ـ ص 299 .
2 ـ ص 194 .
3 ـ ج 2 ـ ص 249 .
4 ـ ج 5 ـ ص 152 .
« حبشي بن قيس النهمي (رض) »
جاء في أعيان الشيعة للعلامة السيد محسن الأمين ( أعلى الله مقامه ) (1) :
حبشة بن قيس بن سلمة بن طريف بن أبان بن سلمة بن حارثة بن فهم الفهمي قتل مع الحسين (ع) يوم الطف سنة 61 .
في الإصابة سلمة بن طريف الخ لأبيه صحبة وله رؤية وقتل ولده حبشة بن قيس بن سلمة بن طريف مع الحسين بن علي يوم الطف .
وفي إبصار العين: حبشي بن قيس بن سلمة بن طريف الهمداني النهمي وبنونهم بطن من همدان كان سلمة صحابيا وابنه قيس له ادراك ورؤية وابن قيس حبشي ممن حضر الطف وجاء الحسين (ع) فيمن جاء أيام الهدنة قال ابن حجر وقتل مع الحسين (ع) .
أقول : ( أولا ) ان الذي ذكره ابن حجر حبشة لا حبشي كما سمعت.
( ثانيا ) الموجود في الإصابة الفهمي بالفاء لا بالنون وكما أن بني نهم بطن من همدان ففهم أيضا أبو قبيلة .
( ثالثا ) قيس بن سلمة لم يذكر أحد ممن ألف في الصحابة ان له ادراكا ورؤية وانما ذكر ابن حجر ان لطريف صحبة ولسلمة رؤية .
وجاء في أبصار العين في أنصار الحسين (ع) للشيخ محمد السماوي (2) :
حبشي بن قيس النهمي هو حبشي بن قيس بن سلمة بن طريف بن أبان بن سلمة بن حارثة الهمداني النهمي ، وبنو نهم بطن من همدان .
كان سلمة صحابيا ذكره جماعة من أهل الطبقات ، وابنه قيس له إدراك ورؤية ، وابن قيس حبشي ممن حضر الطف وجاء الحسين (ع) فيمن جاء أيام الهدنة ، قال ابن حجر : وقتل مع الحسين (ع) .
**************************************************************
1 ـ ج 4 ـ ص 386 .
2 ـ ص 134 .
« حبيب بن عبد الله النهشلي (رض) »
جاء في أنصار الحسين (ع) للعلامة محمد مهدي شمس الدين ( رحمه الله ) (1) :
حبيب بن عبد الله النهشلي :
ذكره الشيخ (2) وذكر في الزيارة (3) وفي الرجبية ، ربما يكون متحدا مع أبي عمرو النهشلي الذي تفرد بذكره ابن نما الحلي في مثير الأحزان .
النهشلي : بنو نهشل بن دارم من تميم ، من عدنان ( عرب الشمال ) .
وأورد السيد الخوئي في معجم رجال الحديث (4) :
حبيب بن عبد الله :
من أصحاب علي (ع) ، رجال الشيخ ، وذكره البرقي في أصحاب علي والحسين (ع) مع توصيفه بالأسدي .
وجاء في زيارة الناحية المذكورة في إقبال الأعمال (5) :
( السلام على حبيب بن عبد الله النهشلي ) .
**************************************************************
1 ـ ص 93 .
2 ـ الرجال : 74 .
3 ـ بحار الأنوار : 45 71 .
4 ـ ج 5 ـ ص 201 .
5 ـ ج 3 ـ ص 346 .
« حبيب بن مظاهر (مُظَهّر) الأسدي الفقعسي ـ الصحابي ـ (رض) »
أورد العلامة الأميني في أعيان الشيعة (1) :
نسبه :
أبو القاسم حبيب بن مظهر أو مظاهر بن رئاب ابن الأشتر بن حجوان بن فقعس بن طريف بن عمرو بن قيس بن الحارث بن ثعلبة بن دودان بن أسد الأسدي الكندي ثم الفقعسي ، استشهد مع الحسين (ع) بكربلاء سنة 61 ، ( مظهر ) في الخلاصة : بضم الميم وفتح الظاء المعجمة وتشديد الهاء والراء أخيرا وقيل مظاهر .
وفي رجال ابن داود حبيب بن مظاهر وقيل مظهر بفتح الظاء وتشديد الهاء وكسرها والأول بخط الشيخ رحمه الله ، والذي في أكثر النسخ من كتب التاريخ وغيرها مظهر بوزن مطهر وهو الصواب ، وما في الكتب الحديثة انه ابن مظاهر خلاف المضبوط قديما .
أقوال العلماء فيه :
كان حبيب من السبعين الرجال الذين نصروا الحسين عليه السلام ولقوا جبال الحديد واستقبلوا الرماح بصدورهم والسيوف بوجوههم وهم يعرض عليهم الأمان والأموال فيأبون ويقولون لا عذر لنا عند رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ان قتل الحسين ومنا عين تطرف حتى قتلوا حوله ، ولقد خرج حبيب بن مظاهر الأسدي وهو يضحك ، فقال له برير بن خضير الهمداني (2) وكان يقال له سيد القراء يا أخي ليس هذه بساعة ضحك قال فأي موضع أحق من هذا بالسرور ؟ والله ما هو الا أن تميل علينا هذه الطغاة بسيوفهم فنعانق الحور بالعين ، قال الكشي : هذه الكلمة مستخرجة من كتاب مفاخرة البصرة والكوفة .
وفي لسان الميزان حبيب بن مظهر الأسدي روى عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، ذكره الطوسي في رجال الشيعة ، وقال عمرو الكشي : كان من أصحاب علي ، ثم كان من أصحاب الحسن والحسين ، وذكر له قصة مع ميثم التمار، ويقال ان حبيب بن مظهر قتل مع الحسين بن علي رضي الله عنهم .
وفي مجالس المؤمنين عن روضة الشهداء أنه قال : حبيب رجل ذو جمال وكمال وفي يوم وقعة كربلاء كان عمره 75 سنة وكان يحفظ القرآن كله وكان يختمه في كل ليلة من بعد صلاة العشاء إلى طلوع الفجر .
وفي أبصار العين : قال أهل السير ان حبيباً نزل الكوفة وصحب علياً (ع) في حروبه كلها ، وكان من خاصته وحملة علومه .
وعن البحار أن فيه. محمد بن الحسين عن محمد بن جعفر عن أحمد بن أبي عبد الله قال : قال علي بن الحكم من أصفياء أصحاب علي (ع) عمرو بن الحمق الخزاعي عربي وميثم التمار وهو ميثم بن يحيى مولى ورشيد الهجري وحبيب بن مظهر الأسدي ومحمد بن أبي بكر .
هل هو صاحبي أو تابعي :
يظهر من عدم عد الشيخ له في أصحاب الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وعده في أصحاب علي والحسنين عليه السلام أنه ليس بصحابي ولم يذكره صاحبا الاستيعاب وأسد الغابة في عداد الصحابة ولكن في الإصابة حبيب بن مظهر بن رئاب بن الأشتر بن حجوان بن فقعس الكندي ثم الفقعسي له ادراك وعمر حتى قتل مع الحسين بن علي ، ذكره ابن الكلبي مع ابن عمه ربيعة بن خوط بن رئاب اه .
وفي مجالس المؤمنين : حبيب بن مظاهر الأسدي محسوب من أكابر التابعين ، ثم حكى عن كتاب روضة الشهداء ما ترجمته : انه تشرف بخدمة الرسول (ص) وسمع منه أحاديث ، وكان معززاً مكرماً بملازمة حضرة المرتضى علي اه .
أخباره في واقعة كربلاء :
روى الطبري في تاريخه وتبعه ابن الأثير ان حبيب بن مظاهر كان من جملة الذين كتبوا إلى الحسين (ع) لما امتنع من بيعة يزيد وخرج إلى مكة .
وكانت صورة الكتاب : بسم الله الرحمن الرحيم لحسين بن علي من سليمان بن صرد والمسيب بن نجبة ورفاعة بن شداد وحبيب بن مظاهر وشيعته من المؤمنين والمسلمين من أهل الكوفة ، سلام عليك فانا نحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو! أما بعد فالحمد لله الذي قصم عدوك الجبار العنيد الذي انتزى على هذه الأمة فابتزها وغصبها فيأها وتأمر عليها بغير رضى منها ثم قتل خيارها واستبقى شرارها وجعل مال الله دولة بين جبابرتها وأغنيائها فبعدا له كما بعدت ثمود انه ليس علينا امام فأقبل لعل الله يجمعنا بك على الحق ، والنعمان بن بشير في قصر الإمارة لسنا نجتمع معه في جمعة ولا نخرج معه إلى عيد ولو قد بلغنا انك قد أقبلت إلينا أخرجناه حتى نلحقه بالشام إن شاء الله والسلام ورحمة الله وبركاته عليك .
وقال الطبري : انه لما ورد مسلم بن عقيل الكوفة ونزل دار المختار بن أبي عبيد وأقبلت الشيعة تختلف اليه فقام عابس بن أبي شبيب الشاكري فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : أما بعد فاني لا أخبرك عن الناس ولا اعلم ما في أنفسهم وما أغرك منهم والله أحدثك عما أنا موطن نفسي عليه : والله لأجيبنكم إذا دعوتم ولأقاتلن معكم عدوكم ولأضربن بسيفي دونكم حتى القى الله لا أريد بذلك الا ما عند الله ، فقام حبيب بن مظاهر الفقعسي فقال رحمك الله قد قضيت ما في نفسك بواجز من قولك ، ثم قال : وانا والله الذي لا إله إلا هو على مثل ما هذا عليه اه .
وفي ابصار العين: قال أهل السير جعل حبيب ومسلم يأخذان البيعة للحسين (ع) في الكوفة حتى إذا دخلها عبيد الله بن زياد وخذل أهلها عن مسلم وتفرق أنصاره حبسهما عشائرهما وأخفياهما ، فلما ورد الحسين كربلاء خرجا إليه مختفيين يسيران الليل ويكمنان النهار حتى وصلا اليه اه .
وروى محمد بن أبي طالب في مقتله انه لما وصل حبيب إلى الحسين (ع) ورأى قلة أنصاره وكثرة محاربيه قال للحسين (ع) ، ان ههنا حيا من بني أسد فلو أذنت لي لسرت إليهم ودعوتهم إلى نصرتك لعل الله ان يهديهم وان يدفع بهم عنك! فاذن له الحسين عليه السلام فسار إليهم حتى وافاهم فجلس في ناديهم ووعظهم وقال في كلامه : يا بني أسد قد جئتكم بخير ما أتى به رائد قومه ، هذا الحسين بن علي أمير المؤمنين وابن فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقد نزل بين ظهرانيكم في عصابة من المؤمنين ، وقد أطافت به أعداؤه ليقتلوه ، فأتيتكم لتمنعوه وتحفظوا حرمة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فيه ، فوالله لئن نصرتموه ليعطينكم الله شرف الدنيا والآخرة ، وقد خصصتكم بهذه المكرمة لأنكم قومي وبنو أبي وأقرب الناس مني رحما ، فقام عبد الله بن بشير الأسدي وقال : شكر الله سعيكم يا أبا القاسم! فوالله لجئتنا بمكرمة يستأثر بها المرء الأحب فالأحب! أما أنا فأول من أجاب و أجاب جماعة بنحو جوابه فنهدوا مع حبيب وانسل منهم رجل فأخبر ابن سعد فأرسل الأزرق في خمسمائة فارس ، فعارضهم ليلا ومانعهم فلم يمتنعوا فقاتلهم، فلما علموا أن لا طاقة لهم بهم تراجعوا في ظلام الليل وتحملوا عن منار لهم، وعاد حبيب إلى الحسين عليه السلام فأخبره بما كان ، فقال (ع) : ( وما تشاؤون الا ان يشاء الله) ولا حول ولا قوة إلا بالله .
وروى الطبري انه لما نزل الحسين (ع) كربلاء واقبل عمر بن سعد من الغد في أربعة آلاف حتى نزل بالحسين أرسل ابن سعد إلى الحسين كثير بن عبد الله الشعبي فلما رآه أبو تمامة الصائدي قال للحسين : أصلحك الله أبا عبد الله قد جاءك شر أهل الأرض وأفتكهم ، فقام إليه فقال : ضع سيفك فأبى قال فاني آخذ بقائم سيفك ثم تكلم فأبى ثم استبا و انصرف ، فأرسل ابن سعد قرة بن قيس الحنظلي فلما رآه الحسين مقبلا قال : أتعرفون هذا ؟ ، فقال حبيب بن مظاهر : نعم هذا رجل من حنظلة تميم وهو ابن أختنا ولقد كنت اعرفه بحسن الرأي ، وما كنت أراه يشهد هذا المشهد ، فجاء حتى سلم على الحسين وأبلغه رسالة عمر بن سعد إليه
، فقال له الحسين كتب إلي أهل مصركم هذا ان أقدم فإما إذ كرهتموني فانا انصرف عنهم ، ثم قال له حبيب بن مظاهر : ويحك يا قرة بن قيس أنى ترجع إلى القوم الظالمين! انصر هذا الرجل الذي بآبائه أيدك الله بالكرامة وإيانا معك ، فقال له قرة : أرجع إلى صاحبي بجواب رسالته وأرى رأيي اه .
وروى الطبري أيضا انه لما زحف ابن سعد إلى الحسين عليه السلام يوم التاسع من المحرم ، قال العباس بن علي اتاك القوم ! فقال اركب يا أخي حتى تلقاهم وتسألهم عما جاء بهم ، فأتاهم العباس في نحو من عشرين فارسا فيهم : زهير بن القين وحبيب بن مظاهر ، فسألهم العباس فقالوا : جاء أمر الأمير بأن نعرض عليكم ان تنزلوا على حكمه أو ننازلكم ، قال : فلا تعجلوا حتى ارجع إلى أبي عبد الله فاعرض عليه ما ذكرتم ، فوقفوا وانصرف العباس راجعاً يركض إلى الحسين ووقف أصحابه يخاطبون القوم ، فقال حبيب بن مظاهر لزهير بن القين : كلم القوم ان شئت وان شئت كلمتهم ، فقال له زهير : أنت بدأت بهذا فكن أنت تكلمهم ، فقال لهم حبيب بن مظاهر : أما والله لبئس القوم عند الله غدا قوم يقدمون عليه قد قتلوا ذرية نبيه عليه السلام وعترته وأهل البيت (ص) وعباد أهل هذا العصر المجتهدين بالأسحار والذاكرين الله كثيرا ، فقال له عزرة بن قيس : انك لتزكي نفسك ما استطعت ، فأجابه زهير بن القين بما سيذكر في ترجمته إن شاء الله تعالى .
وذكر الطبري وابن الأثير ان الحسين (ع) لما عبأ أصحابه يوم عاشوراء جعل زهير بن القين في الميمنة وحبيب بن مظاهر في الميسرة .
وروى أبو مخنف وحكاه عنه الطبري وذكره ابن الأثير ان الحسين (ع) لما خطب يوم عاشوراء الخطبة التي يقول فيها أما بعد فانسبوني فانظروا من أنا الخ ؟ فقال له شمر بن ذي الجوشن : هو يعبد الله على حرف ان كان يدري ما تقول ، قال له حبيب بن مظاهر : والله اني لأراك تعبد الله على سبعين حرفا وأنا أشهد انك صادق ما تدري ما يقول قد طبع الله على قلبك .
وروى الطبري عن أبي مخنف انه لما دنا عمر بن سعد ورمى بسهم ارتمى الناس فلما ارتموا خرج يسار مولى زياد وسالم مولى عبيد الله بن زياد ، فقالا : من يبارز ؟ فوثب حبيب بن مظاهر وبرير بن خضير ، فقال لهما الحسين اجلسا فقام عبد الله بن عمير الكلبي واستأذن الحسين عليه السلام في مبارزتهما فأذن له ، فقالا ، لا نعرفك ! ليخرج الينا زهير بن القين أو حبيب بن مظاهر ، وجرى بينه وبينهما كلام إلى أن قتلهما ـ كما يأتي في ترجمته ( انش ) .
مع مسلم بن عوسجة :
وروى الطبري عن أبي مخنف بسنده انه لما صرع مسلم بن عوسجة الأسدي أول أصحاب الحسين مشى إليه الحسين وحبيب بن مظاهر فدنا منه حبيب فقال : عز علي مصرعك يا مسلم ، أبشر بالجنة ! فقال له مسلم قولا ضعيفاً : بشرك الله بخير! فقال له حبيب : لولا أني اعلم إني في أثرك لاحق بك من ساعتي هذه لأحببت ان توصيني بكل ما همك حتى أحفظك في كل ذلك بما أنت أهل له في القرابة والدين ، قال : بل انا أوصيك بهذا رحمك الله ـ وأهوى بيده إلى الحسين ـ ان تموت دونه ، قال : افعل ورب الكعبة .
قتاله ومقتله :
وروى الطبري عن أبي مخنف وذكره ابن الأثير انه لما حضر وقت صلاة الظهر وقال الحسين : سلوهم ان يكفوا عنا حتى نصلي ففعلوا ، فقال لهم الحصين ابن تميم : انها لا تقبل ، قال له حبيب بن مظاهر زعمت لا تقبل الصلاة من آل رسول الله (ص) وتقبل منك يا خمار أو يا حمار ! فحمل عليه حصين بن تميم وخرج إليه حبيب بن مظاهر فرضب وجه فرسه بالسيف فشب ووقع عنه وحمله أصحابه فاستنقذوه واخذ حبيب يقول :
أقسم لو كنا لكم iiاعدادا أو شطركم وليتم الأكتادا
يـا شر قوم حسبا iiوآدا |
وجعل يقول يومئذ :
أنـا حـبيب وأبـي iiمظهر فارس هيجاء وحرب تسعر أنـتم أعـد عـدة iiوأكـثر ونـحن أوفى منكم iiوأصبر ونـحن أعلى حجة iiواظهر حـقا واتـقى منكم iiواعذر |
وقاتل حبيب قتالا شديدا ، فحمل عليه بديل بن صريم العقفاني من بني عقفان من خزاعة فضربه حبيب بالسيف على رأسه فقتله وحمل عليه آبر من بني تميم فطعنه فوقع فذهب ليقوم فضربه الحصين بن تميم على رأسه بالسيف فوقع ونزل إليه التميمي فاحتز رأسه ، فقال له الحصين انا شريكك في قتله ، فقال الآخر : والله ما قتله غيري ، فقال الحصين أعطنيه أعلقه في عنق فرسي كيما يرى الناس إني شركت في قتله ثم خذه وامض به إلى ابن زياد فلا حاجة لي فيما تعطاه ، فأبى عليه فأصلح قومه فيما بينهما على هذا فدفع إليه رأس حبيب ، فجال به في العسكر قد علقه في عنق فرسه ، ثم دفعه بعد ذلك إليه ، فانظر إلى ما آلت إليه حالة الإسلام والمسلمين .
رأس حبيب (رض) في الكوفة :
والحصين بن تميم هو صاحب شرطة ابن زياد يتنازع مع آخر في رأس رجل هو من خيار المسلمين ويتجادل معه طويلا ، لماذا ؟ لأجل أن يأخذ الرأس فيعلقه في عنق فرسه يضربه بركبتيه ويجول به في العسكر ليعلم الناس انه شرك في قتله !! فيكون خبث وخسة واستخفاف بالدين أكثر من هذا ؟ ! ـ فلما رجعوا إلى الكوفة اخذ الآخر رأس حبيب فعلقه في لبان فرسه ثم اقبل به إلى ابن زياد في القصر فبصر به ابنه القاسم بن حبيب ـ وهو يومئذ قد راهق فاقبل مع الفارس لا يفارقه كلما دخل القصر دخل معه وإذا خرج خرج معه ، فارتاب به ، فقال ما لك يا بني تتبعني ؟ قال : لا شئ ! قال : بلى يا بني أخبرني ! قال له : ان هذا الرأس الذي معك رأس أبي أفتعطينيه حتى أدفنه ؟ قال : يا بني لا يرضى الأمير ان يدفن وانا أريد ان يثيبني الأمير على قتله ثوابا حسنا ، فقال له الغلام : لكن الله لا يثيبك على ذلك إلا أسوأ الثواب ، أما والله لقد قتلته خيرا منك وبكى ، فمكث الغلام حتى إذا أدرك لم يكن له همة إلا اتباع اثر قاتل أبيه ليجد منه غرة فيقتله بأبيه ، فلما كان زمن مصعب بن الزبير وغزا مصعب باجميرا ـ وهو موضع بأرض الموصل ـ دخل عسكر مصعب فإذا قاتل أبيه في فسطاطه ، فاقبل يختلف في طلبه والتماس غرته، فدخل عليه وهو قائل نصف النهار فضربه بسيفه حتى برد .
وروى أبو مخنف انه لما قتل حبيب بن مظاهر هد ذلك حسينا وقال : ( عند الله احتسب نفسي وحماة أصحابي ) .
وورد في أبصار العين في أنصار الحسين (ع) للمحقق الشيخ محمد السماوي ( رحمه الله ) (3) :
حبيب بن مظهر هو حبيب بن مظهر بن رئاب بن الأشتر بن جخوان بن فقعس بن طريف بن عمرو بن قيس بن الحرث بن ثعلبة بن دودان بن أسد ، أبو القاسم الأسدي الفقعسي .
كان صحابيا رأى النبي (ص) ، ذكره ابن الكلبي (4) ، وكان ابن عم ربيعة بن حوط بن رئاب المكنى أبا ثور الشاعر الفارس .
قال أهل السير : إن حبيبا نزل الكوفة ، وصحب عليا (ع) في حروبه كلها ، وكان من خاصته وحملة علومه .
وروى الكشي عن فضيل بن الزبير (5) قال : مر ميثم التمار على فرس له فاستقبله حبيب بن مظاهر الأسدي عند مجلس بني أسد فتحادثا حتى اختلف عنقا فرسيهما ، ثم قال حبيب : لكأني بشيخ أصلع ضخم البطن يبيع البطيخ عند دار الرزق ، قد صلب في حب أهل بيت نبيه ، فتبقر بطنه على الخشبة ، فقال ميثم : وإني لأعرف رجلا أحمر له ضفيرتان ، يخرج لنصرة ابن بنت نبيه فيقتل ويجال برأسه في الكوفة ، ثم افترقا ، فقال أهل المجلس : ما رأينا أكذب من هذين ، قال : فلم يفترق المجلس حتى أقبل رشيد الهجري فطلبهما ، فقالوا : افترقا وسمعناهما يقولان كذا وكذا ، فقال رشيد : رحم الله ميثما نسي ويزاد في عطاء الذي يجئ بالرأس مأة درهم ، ثم أدبر ، فقال القوم : هذا والله أكذبهم ، قال : فما ذهبت الأيام والليالي حتى رأينا ميثما مصلوبا على باب عمرو بن حريث ، وجئ برأس حبيب قد قتل مع الحسين (ع) ، ورأينا كلما قالوا (6) .
وذكر أهل السير : أن حبيباً كان ممن كاتب الحسين (ع) (7) ، قالوا : ولما ورد مسلم بن عقيل إلى الكوفة ونزل دار المختار وأخذت الشيعة تختلف (8) إليه ، قام فيهم جماعة من الخطباء تقدمهم عابس الشاكري ، وثناه حبيب فقام وقال لعابس بعد خطبته : رحمك الله لقد قضيت ما في نفسك بواجز من القول وأنا والله الذي لا إله إلا هو لعلى مثل ما أنت عليه ، قالوا : وجعل حبيب ومسلم (9) يأخذان البيعة للحسين (ع) في الكوفة حتى إذا دخل عبيد الله بن زياد الكوفة وخذل أهلها عن مسلم وفر أنصاره حبسهما عشائرهما وأخفياهما ، فلما ورد الحسين كربلاء خرجا إليه مختفيين يسيران الليل ويكمنان النهار حتى وصلا إليه .
وروى ابن أبي طالب أن حبيبا لما وصل إلى الحسين (ع) ورأى قلة أنصاره وكثرة محاربيه ، قال للحسين : إن ههنا حيا من بني أسد فلو أذنت لي لسرت إليهم ودعوتهم إلى نصرتك ، لعل الله أن يهديهم ويدفع بهم عنك ، فأذن له الحسين (ع) فسار إليهم حتى وافاهم فجلس في ناديهم ووعظهم ، وقال في كلامه : يا بني أسد ، قد جئتكم بخير ما أتى به رائد قومه ، هذا الحسين بن علي أمير المؤمنين وابن فاطمة بنت رسول الله (ص) قد نزل بين ظهرانيكم في عصابة من المؤمنين ، وقد أطافت به أعداؤه ليقتلوه ، فأتيتكم لتمنعوه وتحفظوا حرمة رسول الله (ص) فيه ، فوالله لئن نصرتموه ليعطينكم الله شرف الدنيا والآخرة ، وقد خصصتكم بهذه المكرمة ، لأنكم قومي وبنو أبي وأقرب الناس مني رحما ، فقام عبد الله بن بشير الأسدي وقال : شكر الله سعيك يا أبا القاسم ، فوالله لجئتنا بمكرمة يستأثر بها المرء الأحب فالأحب ، أما أنا فأول من أجاب ، وأجاب جماعة بنحو جوابه فنهدوا مع حبيب ، وانسل منهم رجل فأخبر ابن سعد ، فأرسل الأزرق في خمسمائة فارس فعارضهم ليلا ومانعهم فلم يمتنعوا فقاتلهم ، فلما علموا أن لا طاقة لهم بهم تراجعوا في ظلام الليل وتحملوا عن منازلهم ، وعاد حبيب إلى الحسين (ع) فأخبره بما كان ، فقال (ع) : ( وما تشاؤون إلا أن يشاء الله ) ولا حول ولا قوة إلا بالله (10) .
وذكر الطبري : أن عمر بن سعد لما أرسل إلى الحسين (ع) كثير بن عبد الله الشعبي وعرفه أبو ثمامة الصائدي فأعاده أرسل بعده ( قرة بن قيس الحنظلي ) (11) فلما رآه الحسين (ع) مقبلا قال : أتعرفون هذا ؟ فقال له حبيب : نعم ، هذا رجل تميمي من حنظلة وهو ابن أختنا ، وقد كنت أعرفه بحسن الرأي وما كنت أراه يشهد هذا المشهد ، قال : فجاء حتى سلم على الحسين (ع) وأبلغه رسالة عمر ، فأجابه الحسين (ع) ، قال : ثم قال له حبيب : ويحك يا قرة أين ترجع ، إلى القوم الظالمين ؟ انصر هذا الرجل الذي بآبائه أيدك الله بالكرامة وإيانا معك ، فقال له قرة : أرجع إلى صاحبي بجواب رسالته وأرى رأيي (12) .
وذكر الطبري أيضا قال : لما نهد القوم إلى قتال الحسين (ع) قال له العباس : يا أخي أتاك القوم ، قال : إذهب إليهم وقل لهم ما بدا لكم ؟ فركب العباس وتبعه جماعة من أصحابه فيهم حبيب بن مظهر ، وزهير بن القين ، فسألهم العباس فقالوا : جاء أمر الأمير بالنزول على حكمه أو المنازلة ، فقال لهم : لا تعجلوا حتى أخبر أبا عبد الله ثم ألقاكم ، فذهب إلى الحسين (ع) ووقف أصحابه ، فقال حبيب لزهير : كلم القوم إذا شئت ، فقال له زهير : أنت بدأت بهذا فكلمهم أنت ، فقال لهم حبيب : معاشر القوم إنه والله لبئس القوم عند الله غدا قوم يقدمون على الله، وقد قتلوا ذرية نبيه ، وعترته وأهل بيته ، وعباد أهل هذا المصر المجتهدين بالأسحار ، والذاكرين الله كثيرا ، فقال له عزرة بن قيس : إنك لتزكي نفسك ما استطعت (13) ، فأجابه زهير بما يأتي .
وروى أبو مخنف : أن الحسين (ع) لما وعظ القوم بخطبته التي يقول فيها : ( أما بعد ، فانسبوني من أنا وانظروا ) إلى آخر ما قال ، اعترضه شمر بن ذي الجوشن فقال : هو يعبد الله على حرف إن كان يدري ما تقول ، فقال حبيب : أشهد أنك تعبد الله على سبعين حرفا ، وأنك لا تدري ما يقول ، قد طبع الله على قلبك ، ثم عاد الحسين (ع) إلى خطبته (14) .
وذكر الطبري (15) وغيره (16) أن حبيبا كان على ميسرة الحسين (ع) وزهيرا على الميمنة وأنه كان خفيف الإجابة لدعوة المبارز ، طلب سالم مولى زياد ويسار مولى ابنه عبيد الله مبارزين وكان يسار مستنتل أمام سالم فخف إليه حبيب وبرير فأجلسهما الحسين ، وقام عبد الله بن عمير الكلبي فأذن له كما سيأتي .
قالوا : ولما صرع مسلم بن عوسجة مشى إليه الحسين (ع) ومعه حبيب ، فقال حبيب عز علي مصرعك يا مسلم ، أبشر بالجنة ، فقال له مسلم قولا ضعيفا : بشرك الله بخير ، فقال حبيب : لولا أني أعلم أني في أثرك لاحق بك من ساعتي هذه لأحببت أن توصي إلي بكل ما أهمك حتى أحفظك في كل ذلك بما أنت له أهل من الدين والقرابة ، فقال له : بلى أوصيك بهذا رحمك الله ، وأومأ بيديه إلى الحسين (ع) أن تموت دونه ، فقال حبيب : أفعل ورب الكعبة (17) .
قالوا : ولما استأذن الحسين (ع) لصلاة الظهر وطلب منهم المهلة لأداء الصلاة قال له الحصين بن تميم : إنها لا تقبل منك ! فقال له حبيب : زعمت لا تقبل الصلاة من آل رسول الله (ص) وتقبل منك يا حمار! فحمل الحصين وحمل عليه حبيب ، فضرب حبيب وجه فرس الحصين بالسيف فشب به الفرس ووقع عنه فحمله أصحابه واستنقذوه (18) .
وجعل حبيب يحمل فيهم ليختطفه منهم وهو يقول :
أقسم لو كنا لكم أعدادا أو شطركم وليتم iiأكتادا
يا شر قوم حسبا iiوآدا |
ثم قاتل القوم فأخذ يحمل فيهم ويضرب بسيفه وهو يقول :
أنـا حـبيب وأبـي iiمظهر فارس هيجاء وحرب تسعر أنـتم أعـد عـدة iiوأكـثر ونـحن أوفى منكم iiوأصبر ونـحن أعلى حجة iiوأظهر حـقا وأتـقى منكم iiوأعذر |
ولم يزل يقولها حتى قتل من القوم مقتلة عظيمة ، فحمل عليه بديل بن صريم العقفاني فضربه بسيفه ، وحمل عليه آخر من تميم فطعنه برمحه فوقع ، فذهب ليقوم فضربه الحصين بن تميم على رأسه بالسيف قسقط ، فنزل إليه التميمي فاحتز رأسه ، فقال له الحصين : إني شريكك في قتله ، فقال الآخر : والله ما قتله غيري ، فقال الحصين : أعطنيه أعلقه في عنق فرسي كيما يراه الناس ويعلموا أني شركت في قتله ، ثم خذه أنت فامض به إلى عبيد الله بن زياد فلا حاجة لي فيما تعطاه على قتلك إياه ، فأبى عليه فأصلح قومهما فيما بينهما على ذلك ، فدفع إليه رأس حبيب فجال به في العسكر قد علقه بعنق فرسه ، ثم دفعه بعد ذلك إليه فأخذه فعلقه في لبان فرسه ، ثم أقبل به إلى ابن زياد في القصر فبصر به ابن حبيب القاسم وهو يومئذ قد راهق ، فأقبل مع الفارس لا يفارقه كلما دخل القصر دخل معه ، وإذا خرج خرج معه فارتاب به ، فقال : ما لك يا بني تتبعني ؟ قال : لا شئ ، قال : بلى يا بني فأخبرني ، قال : إن هذا رأس أبي أفتعطينيه حتى أدفنه ؟ قال : يا بني لا يرضى الأمير أن يدفن ، وأنا أريد أن يثيبني الأمير على قتله ثوابا حسنا ، فقال القاسم : لكن الله لا يثيبك على ذلك إلا أسوأ الثواب ، أم والله لقد قتلته خيراً منك ، وبكى ثم فارقه ، ومكث القاسم حتى إذا أدرك لم تكن له همة إلا اتباع أثر قاتل أبيه ليجد منه غرة فيقتله بأبيه ، فلما كان زمان مصعب بن الزبير وغزا مصعب باجميرا دخل عسكر مصعب فإذا قاتل أبيه في فسطاطه ، فأقبل يختلف في طلبه والتماس غرته ، فدخل عليه وهو قائل نصف النهار فضربه بسيفه حتى برد (19) .
وروى أبو مخنف : أنه لما قتل حبيب بن مظهر هد ذلك الحسين (ع) وقال : ( عند الله أحتسب نفسي وحماة أصحابي ) (20) ، وفي ذلك أقول :
إن يـهد الحسين قتل حبيب فـلقد هـد قـتله كل iiركن بطل قد لقى جبال iiالأعادي مـن حـديد فردها كالعهن لا يبالي بالجمع حيث توخى فهو ينصب كانصباب المزن أخـذ الـثأر قبل أن iiيقتلوه سـلفاً مـن منية دون من قـتلوا منه للحسين iiحبيباً جامعا في فعاله كل iiحسن |
أورد العلامة الكبير السيد الخوئي معجم رجال الحديث (21) :
حبيب بن مظاهر الأسدي :
ذكره الشيخ في رجاله من أصحاب علي (ع) (3) ، وعده أيضا من أصحاب الحسن (ع) من غير توصيف بالأسدي ، وذكره البرقي ، من أصحاب أمير المؤمنين (ع) ، ومن شرطة خميسه ومن أصحاب أبي محمد الحسن بن علي (ع) .
وقال العلامة في القسم الأول من الخلاصة من الباب (13) من فصل الحاء : ( حبيب بن مظهر الأسدي ، وقيل مظاهر ، مشكور ، ( رحمه الله ) قتل مع الحسين (ع) بكربلاء ) .
وقال ابن داود ( 374 ) القسم الأول: ( حبيب بن مظاهر ، وقيل مظهر ، والأول بخط الشيخ رحمه الله ) ، وقال الكشي (23) حبيب بن مظاهر : ( جبرئيل بن أحمد ، قال : حدثني محمد بن عبد الله بن مهران ، قال : حدثني أحمد بن النضر ، عن عبد الله بن يزيد الأسدي ، عن فضيل بن الزبير ، قال : مر ميثم التمار على فرس له ، فاستقبل حبيب بن مظاهر الأسدي ، عن مجلس بني أسد ، فتحدثا حتى اختلفت أعناق فرسيهما ، ثم قال حبيب : لكأني بشيخ أصلع ، ضخم البطن ، يبيع البطيخ عند دار الرزق ، قد صلب في حب أهل بيت نبيه (ع)، يبقر بطنه على الخشبة ! فقال ميثم : وإني لأعرف رجلا أحمر ، له ضفيرتان ، يخرج لنصرة ابن بنت نبيه ، فيقتل ، ويجال برأسه بالكوفة ، ثم افترقا فقال أهل المجلس : ما رأينا أحدا أكذب من هذين ! قال : فلم يفترق أهل المجلس ، حتى أقبل رشيد الهجري ، فطلبهما فسأل أهل المجلس عنهما ، فقالوا : افترقا وسمعناهما يقولان كذا وكذا ، فقال رشيد : رحم الله ميثماً ونسي ( ويزاد في عطاء الذي يجئ بالرأس مائة درهم ) ثم أدبر فقال القوم : هذا والله أكذبهم ، فقال القوم : والله ما ذهبت الأيام والليالي ، حتى رأينا ميثماً مصلوبا على باب دار عمرو بن حريث ، وجئ برأس حبيب بن مظاهر ، قد قتل مع الحسين (ع) ، ورأينا كل ما قالوا .
وكان حبيب من السبعين الرجال الذين نصروا الحسين (ع) ، ولقوا جبال الحديد واستقبلوا الرماح بصدورهم ، والسيوف ، بوجوههم ، وهم يعرض عليهم الأمان ، والأموال ، فيأبون ويقولون : لا عذر لنا عند رسول الله (ص) إن قتل الحسين ومنا عين تطرف ، حتى قتلوا حوله ، ولقد خرج حبيب ابن مظاهر الأسدي وهو يضحك ، فقال له يزيد بن حصين الحمداني ، وكان يقال له سيد القراء : يا أخي ليس هذه بساعة ضحك ، قال : فأي موضع أحق من هذا بالسرور ، والله ما هو إلا أن تميل علينا هذه الطغاة بسيوفهم فنعانق الحور العين ، قال الكشي : هذه الكلمة مستخرجة من كتاب مفاخرة البصرة والكوفة ، ( انتهى ) ، والرواية ضعيفة السند ، وهو من المستشهدين بين يدي الحسين (ع) ، ووقع التسليم عليه ، في زيارتي الناحية والرجبية .
ورد في مستدرك سفينة البحار للعلامة الشيخ علي النمازي الشاهرودي ( قدس سره ) (22) :
حبيب بن مظاهر الأسدي ، من خواص أصحاب أمير المؤمنين والحسن والحسين (ع) ، علم المنايا والبلايا ، وهو قرين ميثم ورشيد ، في غاية الجلالة والنبالة .
**************************************************************
1 ـ ج 4 ـ ص 553 ـ 555 .
2 ـ في نسخة رجال الشيخ : يزيد بن حصين ، وهو تصحيف ، ـ المؤلف ـ .
3 ـ ص 100 ـ 106 .
4 ـ جمهرة النسب : 1 / 241 .
5 ـ عده الشيخ الطوسي في أصحاب الإمام الباقر والصادق (ع) ، راجع رجال الشيخ : 143 ، الرقم 1546 ، 269 الرقم 3875 .
6 ـ رجال الكشي : 78 ، الرقم 133 ، راجع منتهى المقال في أحوال الرجال 2 / 328 .
7 ـ راجع الإرشاد : 2 / 37 ، والكامل : 4 / 20 .
8 ـ راجع الإرشاد : 2 / 41 ، واللهوف : 108 ، والكامل : 4 / 22 ، والأخبار الطوال : 231 ، وفي مقاتل الطالبيين ، 100 : نزل مسلم دار هاني بن عروة المرادي .
9 ـ المقصود هنا هو : مسلم بن عوسجة ( رحمه الله ) .
10 ـ تسلية المجالس : 2 / 260 ـ 261 ، راجع البحار : 44 / 386 ، الباب 37 ، والآية في سورة الإنسان / 29 .
11 ـ تاريخ الطبري : 3 / 311 .
12 ـ تاريخ الطبري : 3 / 314 .
13 ـ تاريخ الطبري : 3 / 314 .
14 ـ تاريخ الطبري : 3 / 319 بتفاوت في النقل ، راجع الإرشاد : 2 / 98 .
15 ـ تاريخ الطبري : 3 / 319 .
16 ـ راجع الإرشاد : 2 / 95 ، والأخبار الطوال : 256 .
17 ـ الإرشاد : 2 / 103 ، اللهوف : 162 ، الكامل : 4 / 68 .
18 ـ الكامل : 4 / 70 .
19 ـ الكامل : 4 / 71 .
20 ـ تاريخ الطبري : 3 / 327 ، راجع الكامل : 4 / 71 .
21 ـ ج 5 ـ ص 201 ـ 203 .
22 ـ ج 2 ـ ص 170 .
« حنظلة بن أسعد الشبامي (رض) »
جاء في أبصار العين في أنصار الحسين (ع) للمحقق الشيخ محمد السماوي ( قدس سره ) (1) :
حنظلة بن أسعد الشبامي (2) هو حنظلة بن أسعد بن شبام بن عبد الله بن أسعد بن حاشد بن همدان الهمداني الشبامي ، وبنو شبام بطن من همدان ، كان حنظلة بن أسعد الشبامي وجها من وجوه الشيعة ذا لسان وفصاحة ، شجاعاً قارئاً ، وكان له ولد يدعى عليا ، له ذكر في التاريخ .
قال أبو مخنف : جاء حنظلة إلى الحسين (ع) عندما ورد الطف، وكان الحسين (ع) يرسله إلى عمر بن سعد بالمكاتبة أيام الهدنة ، فلما كان اليوم العاشر جاء إلى الحسين (ع) يطلب منه الإذن، فتقدم بين يديه وأخذ ينادي : ( يا قوم إني أخاف عليكم مثل يوم الأحزاب مثل دأب قوم نوح وعاد وثمود والذين من بعدهم وما الله يريد ظلما للعباد ويا قوم إني أخاف عليكم يوم التناد يوم تولون مدبرين ما لكم من الله من عاصم ومن يضلل الله فما له من هاد ) (3) يا قوم لا تقتلوا (4) حسيناً ( فيسحتكم الله بعذاب وقد خاب من افترى ) (5)، فقال الحسين (ع) : ( يا بن أسعد، إنهم قد استوجبوا العذاب حين ردوا عليك ما دعوتهم إليه من الحق ، ونهضوا إليك ليستبيحوك وأصحابك فيكف بهم الآن وقد قتلوا إخوانك الصالحين )! قال : صدقت ، جعلت فداك ! أفلا نروح إلى ربنا ونلحق بإخواننا ؟ قال : ( رح إلى خير من الدنيا وما فيها ، وإلى ملك لا يبلى ) ، فقال حنظلة : السلام عليك يا أبا عبد الله ، صلى الله عليك وعلى أهل بيتك ، وعرف بيتك وبيننا في جنته ، فقال الحسين : ( آمين آمين ) .
ثم تقدم إلى القوم مصلتا سيفه يضرب فيهم قدما حتى تعطفوا عليه فقتلوه في حومة الحرب رضوان الله عليه (6) .
وورد في أعيان الشيعة للعلامة السيد محسن الأمين ( أعلى الله مقامه ) (7) :
أسعد بن حنظلة الشبامي ، ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الحسين (ع) ، وفي بعض النسخ أسعد الشبامي وشبام قبيلة في اليمن من همدان انتهى ولم يذكر المؤرخون في أصحاب الحسين ع من اسمه أسعد بن حنظلة بل فيهم حنظلة بن أسعد الشبامي كما يأتي وقد ذكره الشيخ هناك في أصحاب الحسين (ع) وليس لحنظلة ولد اسمه أسعد بل له ولد اسمه علي فالظاهر أنه وقع اشتباه من الشيخ هنا حيث قلب حنظلة بن أسعد إلى أسعد بن حنظلة واما على النسخة الثانية فان أراد انه من أصحاب الحسين (ع) فليس بصواب وان أراد أسعد أبا حنظلة فله وجه وفي مناقب ابن شهرآشوب عد سعد بن حنظلة التميمي فيمن قتل مع الحسين (ع) وعده المجلسي في البحار من أصحاب الحسين (ع) أسعد الشامي هكذا في النسخة والظاهر أنه الشبامي وفي المناقب عد من أصحاب الحسين (ع) سعد بن حنظلة التميمي ويمكن ان يكون هو الذي حصل الاشتباه به انه أسعد بن حنظلة الشبامي .
وكذلك ورد في أعيان الشيعة (8) :
حنظلة بن أسعد بن شبام بن عبد الله بن أسعد بن حاشد بن همدان الهمداني الشبامي استشهد مع الحسين (ع) سنة 61 .
والهمداني بفتح الهاء وسكون الميم وبالدال المهملة نسبة إلى همدان قبيلة والشبامي نسبة إلى شبام بوزن كتاب بطن من همدان ، ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الحسين ع فقال حنظلة بن سعد الشبامي اه والصواب ابن أسعد .
وقال الطبري في تاريخه : جاء حنظلة بن أسعد الشبامي فقام بين يدي حسين فاخذ ينادي : يا قوم إني أخاف عليكم مثل يوم الأحزاب مثل دأب قوم نوح وعاد وثمود والذين من بعدهم وما الله يريد ظلما للعباد ويا قوم إني أخاف عليكم يوم التناد يوم تولون مدبرين ما لكم من الله من عاصم ومن يضلل الله فما له من هاد يا قوم لا تقتلوا حسيناً فيسحتكم الله بعذاب وقد خاب من افترى ، فقال له حسين : يا ابن سعد رحمك الله انهم قد استوجبوا العذاب حين ردوا عليك ما دعوتهم إليه من الحق ونهضوا إليك ليستبيحوك وأصحابك فكيف بهم الآن وقد قتلوا إخوانكم الصالحين ، قال : صدقت جعلت فداك أنت أفقه مني وأحق بذلك أفلا نروح إلى الآخرة ونلحق بإخواننا ، فقال : رح إلى خير من الدنيا وما فيها والى ملك لا يبلى فقال : السلام عليك يا أبا عبد الله صلى الله عليك وعلى أهل بيتك وعرف بيننا وبينك في جنته ، فقال : آمين آمين فاستقدم فقاتل حتى قتل .
وفي أبصار العين : كان حنظلة وجها من وجوه الشيعة ذا لسن وفصاحة شجاعاً قارناً وكان له ولد يدعى علياً له ذكر في التاريخ .
قال أبو مخنف جاء حنظلة إلى الحسين (ع) عندما ورد الطف وكان الحسين يرسله إلى عمر بن سعد بالمكاتبة أيام الهدنة فلما كان اليوم العاشر جاء إلى الحسين (ع) وذكر ما مر .
جاء في أنصار الحسين (ع) للعلامة محمد مهدي شمس الدين ( قدس سره ) (9) :
حنظلة بن أسعد الشبامي :
هكذا ذكر في الزيارة والرجبية في نسخة البحار ، وفي الاقبال ( سعد ) ، وفي نسخة البحار وفي الإقبال ( الشيباني ) وبحار الأنوار (10) وذكره الخوارزمي (11) والطبري (12) والشيخ (13) وذكره السيد الأمين .
الشبامي : شبام بطن من همدان ، من القحطانية ( يمن ، عرب الجنوب ) كوفي .
وجاء في زيارة الناحية (14) :
( السلام على حنظلة بن أسعد الشبامي ) .
**************************************************************
1 ـ ص 130 ـ 131 .
2 ـ عده الشيخ الطوسي في أصحاب الإمام الحسين (ع) ، راجع رجال الشيخ : 100 ، الرقم 977 .
3 ـ سورة غافر : 30 و 33 .
4 ـ في المصدر : يا قوم تقتلوا .
5 ـ سورة طه : 61 .
6 ـ تاريخ الطبري : 3 / 329 ، الكامل : 4 / 72 ، الإرشاد : 2 / 105 ، اللهوف : 164 .
7 ـ ج 3 ـ ص 296 .
8 ـ ج 6 ـ ص 258 .
9 ـ ص 86 .
10 ـ بحار الأنوار : 45 / 43 و 73 .
11 ـ مقتل الحسين : 2 / 24 .
12 ـ الطبري : 5 / 443 .
13 ـ الرجال : 73 .
14 ـ المزار ـ الشهيد الأول ـ ص 151 .
« خالد بن عمرو بن خالد الأسدي الصيداوي (رض) »
ورد في العوالم ، الإمام الحسين (ع) للعلامة الشيخ عبد الله البحراني ( قدس سره ) (1) :
وفي المناقب : ثم تقدم ابنه خالد بن عمرو وهو يرتجز ويقول :
صـبرا على الموت بني iiقحطان كي ما تكونوا في رضى الرحمان ذي الـمجد والـعزة iiوالـبرهان وذي الـعلى والطول iiوالاحسان يـا أبـتا قـد صرت في iiالجنان في قصر رب حسن البنيان (2)ii |
ثم تقدم فلم يزل يقاتل حتى قتل رحمه الله .
وجاء في أنصار الحسين (ع) للشيخ محمد مهدي شمس الدين ( رحمه الله ) (3) :
خالد بن عمرو بن خالد الأزدي :
ذكره ابن شهرآشوب (4) والخوارزمي (5) وبحار الأنوار (6) الأزدي: من الأزد ( يمن ، عرب الجنوب ) من الشبان ، لا نعرف عنه شيئا آخر .
وأورد الشيخ النمازي الشاهرودي في مستدركات علم رجال الحديث (7) :
خالد بن عمرو بن خالد بن حكيم بن خرام الأسدي الصيداوي الأزدي الكوفي :
لم يذكروه ، هو وأبوه من شهداء الطف رضوان الله تعالى عليهما .
**************************************************************
1 ـ ص 261 .
2 ـ مناقب ابن شهرآشوب : 3 / 250 وفيه : في قصر در حسن البنيان ، والبحار : 45 / 18 .
3 ـ ص 86 .
4 ـ المناقب : 4 / 101 .
5 ـ مقتل الحسين : 2 / 14 .
6 ـ بحار الأنوار : 45 / 18 .
7 ـ ج 3 ـ ص 313 .
« رافع بن عبد الله مولى مسلم بن كثير (رض) »
جاء في أعيان الشيعة للعلامة الكبير السيد محسن الأمين ( قدس سره ) (1) :
رافع بن عبد الله مولى مسلم بن كثير الأزدي قتل مع الحسين (ع) سنة 61 .
عن ابن شهرآشوب في المناقب كان قد خرج مع مولاه مسلم الحسين (ع) من الكوفة فوافياه لدى نزوله بكربلاء واستشهدا معه قتل مولاه في الحملة الأولى وقتل هو مبارزة بعد الظهر .
أورد الشيخ محمد السماوي في أبصار العين في أنصار الحسين (ع) (2) :
رافع بن عبد الله مولى مسلم الأزدي كان رافع خرج إلى الحسين (ع) مع مولاه مسلم المذكور قبله ، وحضر القتال ، فقتل (3) .
وأورد الشيخ النمازي الشاهرودي في مستدركات علم رجال الحديث (4) :
رافع بن عبد الله :
مولى مسلم بن كثير الأزدي، شهيد الطف ، كما ذكره العلامة المامقاني .
**************************************************************
1 ـ ج 6 ـ ص 448 .
2 ـ ص 185 .
3 ـ راجع تنقيح القتال : 1 / 422 ، وفيه : ( بعد مسلم مبارزة بعد صلاة الظهر ) .
4 ـ ج 3 ـ ص 382 .
« زاهر مولى عمرو بن الحمق الخزاعي (رض) »
جاء في أعيان الشيعة للعلامة السيد محسن الأمين ( قدس سره الشريف ) (1) :
زاهر صاحب عمرو بن الحمق استشهد بكربلاء سنة 61 ، ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الحسين (ع) ، وقال النجاشي وغيره في ترجمة محمد بن سنان الزاهري أنه من ولد زاهر مولى عمرو بن الحمق الخزاعي وفي ابصار العين : زاهر بن عمرو الكندي كان بطلا مجربا وشجاعا مشهورا ومحبا لأهل البيت معروفا قال أهل السير أن عمرو بن الحمق لما قام على زياد قام زاهر معه وكان صاحبه في القول والفعل ولما طلب معاوية عمرا طلب معه زاهرا فقتل عمرا وأفلت زاهر فحج سنة ستين فالتقى مع الحسين (ع) فصحبه وحضر معه كربلاء قال السروري قتل في الحملة الأولى اه .
وفي كتاب لبعض المعاصرين لا يوثق بضبطه ، زاهر صاحب عمرو بن الحمق عده الشيخ في رجاله من أصحاب الحسين (ع) وهو زاهر بن عمرو الأسلمي الكندي من أصحاب الشجرة روى عن النبي ص وشهد الحديبية وخيبر ، وكان من أصحاب عمرو بن الحمق الخزاعي إلى آخر ما مر عن ابصار العين اه .
وعد ابن شهرآشوب في المناقب في المقتولين من أصحاب الحسين (ع) في الحملة الأولى زاهر بن عمرو مولى ابن الحمق وفيما ذكره بعض المعاصرين في مجلة الرضوان عند تعداد الشيعة من الصحابة زاهر بن عمرو الأسلمي الكندي وفي المقام أمور .
أولا مر في زاهر الأسلمي أبو مجزأة عن الوافدي ما يدل على أنه هو صاحب عمرو بن الحمق وحينئذ فيكون أبو مجزأة وصاحب عمرو بن الحمق واحدا وقد مر عن أسد الغابة والإصابة والاستيعاب ان أبا مجزأة هو زاهر بن الأسود لا زاهر بن عمرو .
ثانيا إذا كان زاهر بن عمرو من أصحاب بيعة الشجرة وروى عنه ص وشهد الحديبية وخيبر يكون من مشاهير الصحابة مع أن صاحب أسد الغابة وغيره لم يذكروا فيمن اسمه زاهر من الصحابة إلا زاهر بن الأسود المتقدم وزاهر بن حرام .
ثالثا إذا كان صاحب عمرو بن الحمق وابن الأسود وهما من أصحاب الصادق ع متحدين مع والد مجزأة يكون من المعمرين ولم يذكره أحد ولو كان كذلك لذكر وحينئذ فيظهر ان زاهر بن عمرو لا وجود له ولا يبعد ان يكون ما في مناقب ابن شهرآشوب صوابه زاهر مولى عمرو بن الحمق فان نسخته المطبوعة كثيرة الغلط .
وجاء في مستدركات علم رجال الحديث للشيخ علي النمازي الشاهرودي ( أعلى الله مقامه ) (2) :
زاهر مولى عمرو بن الحمق :
قال العلامة المامقاني : هو زاهر بن عمر الأسلمي الكندي ، من أصحاب الشجرة ، وروى عن النبي (ص) ، وشهد الحديبية وخيبر ، وكان من أصحاب عمرو بن الحمق الخزاعي، كما نص على ذلك أهل السير ، وقالوا : إنه كان بطلا ( مجربا ) ، شجاعا ( مشهورا ) ، ( محبا لأهل البيت، معروفا ) ، وحج سنة ستين ، فالتقى مع الحسين عليه السلام فصحبه وكان ملازما له حتى حضر معه كربلاء ، و استشهد بين يديه ـ الخ.
أقول : عده ابن شهرآشوب ، من الشهداء المقتولين في الحملة الأولى ، ونضيف إلى ذلك تشرفه بسلام الناحية المقدسة .
وفي بعض النسخ ، زاهد ، وهو مصحف زاهر .
أورد السيد الخوئي في معجم رجال الحديث (3) :
زاهر صاحب عمرو بن الحمق :
من أصحاب الحسين عليه السلام ، رجال الشيخ ، استشهد معه (ع) في واقعة كربلاء ، ذكره أرباب المقاتل، ومسلم عليه في الزيارة التي خرجت من الناحية المقدسة للشهداء وفي الزيارة الرجبية .
وهو جد محمد بن سنان ، ذكره النجاشي في ترجمة محمد بن سنان ، وعد ابن شهرآشوب زاهر بن عمرو مولى بن الحمق ، من المقتولين من أصحاب الحسين (ع) ، في الحملة الأولى (4) .
أقول : الظاهر أن في النسخة تحريفا ، والصحيح : زاهر مولى عمرو بن الحمق .
وجاء في أنصار الحسين (ع) للعلامة محمد مهدي شمس الدين ( قدس سره ) (5) :
زاهر مولى عمرو بن الحمق الخزاعي :
ذكره الشيخ (6) وابن شهرآشوب في عداد قتلى الحملة الأولى (7) وذكر في الرجبية وذكر في الزيارة في إحدى نسختيها مصحفا : ( زاهد مولى عمرو بن الحمق الخزاعي ) (8) ، وذكر في النسخة الأخرى ( زاهر ) ذكره سيدنا الأستاذ ( معجم رجال الحديث : 7 / 215 ) وقال نقلا عن النجاشي في ترجمة محمد بن سنان أن زهرا هذا هو جد محمد بن سنان ، وهو من أصحاب الإمامين موسى الكاظم وعلي بن موسى الرضا ، وهو ضعيف جدا ، وقد ذكر في المصادر خطأ باسم ( زاهر بن عمرو الكندي ) ، من الكوفة ، من شخصيات الكوفة، شيخ كبير السن ، من موالي كندة .
جاء في زيارة الناحية المذكورة في إقبال الأعمال (9) :
( السلام على زاهر مولى عمرو بن الحمق ) .
**************************************************************
1 ـ ج 7 ـ ص 41 ـ 42 .
2 ـ ج 3 ـ ص 416 .
3 ـ ج 8 ـ ص 221 .
4 ـ المناقب : الجزء 4 ، باب إمامة أبي عبد الله عليه السلام ، أوائل الثلث الأخير من فصل في مقتله (ع) .
5 ـ ص 86 ـ 87 .
6 ـ الرجال : 73 .
7 ـ المناقب : 4 / 113 .
8 ـ بحار الأنوار : 45 / 72 .
9 ـ ج 3 ـ ص 346 .
« زهير بن القين البجلي (رض) »
أورد السيد الأميني في أعيان الشيعة (1) :
زهير بن القين بن قيس الأنماري البجلي استشهد مع الحسين (ع) سنة 61 ، كان زهير أولا عثمانيا وكان قد حج في السنة التي خرج فيها الحسين إلى العراق فلما رجع من الحج جمعه الطريق مع الحسين فأرسل إليه الحسين (ع) وكلمه فانتقل علوياً وفاز بالشهادة .
وفي أبصار العين كان زهير رجلا شريفا في قومه نازلا فيهم بالكوفة شجاعا له في المغازي مواقف مشهورة ومواطن مشهودة اه .
وروى أبو مخنف في المقتل والمفيد في الإرشاد وغيرهما قالوا حدث جماعة من فزارة وبجيلة قالوا كنا مع زهير بن القين البجلي حين أقبلنا من مكة فكنا نساير الحسين (ع) فلم يكن شئ أبغض إليه من أن نسير معه في مكان واحد أو ننزل معه في منزل واحد فإذا سار الحسين تخلف زهير بن القين وإذا نزل الحسين تقدم زهير حتى نزلنا يوما في منزل لم نرد بدا من أن ننازله فيه فنزل الحسين (ع) في جانب ونزلنا في جانب فبينما نحن جلوس نتغدى من طعام لنا إذ اقبل رسول الحسين (ع) حتى سلم ثم دخل ، فقال : يا زهير بن القين ان أبا عبد الله الحسين بعثني إليك لتأتيه ، فطرح كل إنسان منا ما في يده حتى كان على رؤوسنا الطير كراهة ان يذهب زهير إلى الحسين (ع) فإنهم كانوا عثمانيين يبغضون الحسين (ع) وأباه .
قال أبو مخنف فحدثتني دلهم بنت عمرو امرأة زهير قالت : فقلت له سبحان الله أيبعث إليك ابن رسول الله ثم لا تأتيه فلو اتيته فسمعت من كلامه ، ثم انصرفت فاتاه زهير بن القين فلما لبث ان جاء مستبشرا قد أشرق أسفر وجهه فأمر بفسطاطه وثقله ورحله ومتاعه فقوض وحمل إلى الحسين (ع) ، ثم قال لي : أنت طالق الحقي بأهلك فاني لا أحب ان يصيبك بسببي إلا خير ، ثم قال لأصحابه : من أحب منكم ان يتبعني وإلا فإنه آخر العهد إني سأحدثكم حديثا غزونا بلنجر وهي مدينة ببلاد الخزر عند باب الأبواب ففتح الله علينا وأصبنا غنائم ، فقال لنا سلمان : أفرحتم ؟ ! فقلنا : نعم ، فقال : إذا أدركتم سيد شباب آل محمد فكونوا أشد فرحا بقتالكم معه مما أصبتم اليوم من الغنائم ، فإما أنا فأستودعكم الله قالوا : ثم والله ما زال في القوم مع الحسين (ع) حتى قتل .
قال أبو مخنف وغيره انه لما التقى الحر بالحسين (ع) بذي حسم وهو جبل ومنعهم الحر من المسير خطبهم الحسين (ع) خطبته التي يقول فيها انه نزل بنا من الأمر ما قد ترون الخ .
فقام زهير وقال لأصحابه : تتكلمون أم أتكلم ؟ ! ، قالوا : بل تكلم ، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال قد سمعنا هداك الله يا ابن رسول الله مقالتك والله لو كانت الدنيا لنا باقية وكنا فيها مخلدين إلا ان فراقها في نصرك ومواساتك لأثرنا النهوض معك على الإقامة فيها فدعا له الحسين (ع) وقال له خيرا .
وقال أبو مخنف والمفيد ابن الأثير : انه لما اخذ الحر الحسين (ع) وأصحابه بالنزول على غير ماء وفي غير قرية ، قال زهير بن القين للحسين (ع) : انه لا يكون والله بعد ما ترون إلا ما هو أشد منه يا ابن رسول الله وان قتال هؤلاء الساعة أهون علينا من قتال من يأتينا بعدهم فلعمري ليأتينا من بعدهم ما لا قبل لنا به .
فقال له زهير : سر بنا إلى هذه القرية حتى ننزلها فإنها حصينة وهي على شاطئ الفرات فان منعونا قاتلناهم فقتالهم أهون علينا من قتال من يجئ بعدهم ، فقال الحسين : ما هي ؟ ، قال : العقر ، قال (ع) : اللهم إني أعوذ بك من العقر ، ثم نزل .
ولما ذهب العباس (ع) إلى أصحاب عمر بن سعد يسألهم ما بالهم حين زحفوا لقتال الحسين (ع) كان في عشرين فارسا فيهم حبيب بن مظاهر وزهير بن القين ، فقالوا : جاء أمر الأمير بالنزول على حكمه أو المنازلة ، فقال لهم العباس (ع) : لا تعجلوا حتى ارجع إلى أبي عبد الله (ع) فاعرض عليه ما ذكرتم ، فوقفوا وذهب العباس راجعًا ووقف أصحابه .
قال أبو مخنف : فقال حبيب لزهير : كلم القوم ان شئت وان شئت كلمتهم أنا ، فقال زهير : أنت بدأت فكلمهم ، فقال لهم حبيب : انه والله لبئس القوم عند الله غدا قوم يقدمون على الله وقد قتلوا ذرية نبيه وعترته وأهل بيته وعباد أهل هذا المصر المجتهدين بالأسحار والذاكرين الله كثيراً ، فقال له عزرة بن قيس : انك لتزكي نفسك ما استطعت ، فقال له زهير : ان الله قد زكاها وهداها فاتق الله يا عزرة فإني لك من الناصحين نشدك الله يا عزرة ان تكون ممن يعين الضلال على قتل النفوس الزكية ، فقال عزرة : يا زهير ما كنت عندنا من شيعة هذا البيت إنما كنت عثمانيا ، قال : أفلا تستدل بموقفي هذا على إني منهم أما والله ما كتبت إليه كتاباً قط ولا أرسلت إليه رسولاً قط ولا وعدته نصرتي قط ولكن الطريق جمع بيني وبينه فلما رأيته ذكرت به رسول الله (ص) ومكانه منه وعرفت ما يقدم عليه عدوه وحزبكم فرأيت أن انصره وان أكون في حزبه وان اجعل نفسي دون نفسه حفظا لما ضيعتم من حق الله وحق رسوله .
قال أبو مخنف والمفيد وغيرهما : ولما خطب الحسين (ع) أصحابه وأهل بيته ليلة العاشر من المحرم وأذن لهم في الانصراف وأجابوه بما أجابوه كان ممن أجابه زهير بن القين فقام وقال : والله لوددت إني قتلت ثم نشرت ثم قتلت حتى اقتل كذا ألف وان الله يدفع بذلك القتل عن نفسك وعن أنفس هؤلاء الفتية من أهل بيتك ، قالوا : ولما عبا الحسين (ع) أصحابه للقتال جعل في ميمنته زهير بن القين ، ولما خطب الحسين (ع) أهل الكوفة يوم عاشوراء ونزل كان أول خطيب بعده زهير بن القين فخرج على فرس له ذنوب وهو شاك في السلاح فقال : يا أهل الكوفة بدار إنذار لكم من عذاب الله بدار نذار ان حقاً على المسلم نصيحة المسلم ونحن حتى الآن إخوة على دين واحد وملة واحدة ما لم يقع بيننا وبينكم السيف فإذا وقع السيف انقطعت العصمة وكنا نحن أمة وأنتم أمة إن الله قد ابتلانا وإياكم بذرية نبيه محمد (ص) لينظر ما نحن وأنتم عاملون إنا ندعوكم إلى نصرهم وخذلان الطاغية ابن الطاغية عبيد الله بن زياد فإنكم لا تدركون منها إلا سوءاً كله عمر سلطانهما يسملان أعينكم ويقطعان أيديكم وأرجلكم ويمثلان بكم ويرفعانكم على جذوع النخل ويقتلان أماثلكم وقراءكم أمثال حجر بن عدي وأصحابه وهانئ بن عروة وأتباعه .
فسبوه وأثنوا على ابن زياد وأبيه وقالوا : والله لا نبرح حتى نقتل صاحبك ومن معه أو نبعث به وبأصحابه إلى الأمير عبيد الله بن زياد سلماً ، فقال لهم : يا عباد الله ان ولد فاطمة أحق بالود والنصر من ابن سمية فان كنتم لم تنصروهم فأعيذكم بالله ان تقتلوهم خلوا بين الرجل وبين ابن عمه يزيد بن معاوية فلعمري ان يزيد يرضى من طاعتكم بدون قتل الحسين (ع) ، فرماه شمر بسهم وقال : اسكت أسكت الله نامتك أبرمتنا بكثرة كلامك ، فقال زهير : يا ابن البوال على عقبيه ما إياك أخاطب إنما أنت بهيمة والله ما أظنك تحكم من كتاب الله آيتين وابشر بالخزي يوم القيامة والعذاب الأليم ، فقال شمر : ان الله قاتلك وصاحبك عن ساعة ، قال زهير : أفبالموت تخوفني والله للموت معه أحب إلي من الخلد معكم ، ثم رفع صوته وقال : عباد الله لا يغرنكم من دينكم هذا الجلف الجافي فوالله لا تنال شفاعة محمد قوماً اهرقوا دماء ذريته وأهل بيته وقتلوا من نصرهم وذب عن حريمهم .
قال أبو مخنف : فناداه رجل من خلفه يا زهير ان أبا عبد الله يقول لك اقبل فلعمري لئن كان مؤمن آل فرعون نصح لقومه وأبلغ في الدعاء لقد نصحت لهؤلاء وأبلغت لو نفع النصح والإبلاغ فرجع .
ولما حمل شمر على فسطاط الحسين (ع) حتى طعنه بالرمح وقال علي بالنار حتى أحرق هذا البيت على أهله ونهاه شبث بن ربعي وذهب لينصرف حمل عليه زهير بن القين في عشرة من أصحابه فكشفهم عن البيوت وقتل زهير أبا عزرة الضبابي .
وحمل الحر وزهير يوم عاشوراء فقاتلا قتالاً شديداً وكان إذا حمل أحدهما وغاص فيهم حمل الآخر حتى يخلصه ولما حضر وقت صلاة الظهر قال الحسين (ع) لزهير بن القين وسعيد بن عبد الله الحنفي تقدما أمامي حتى أصلي فتقدما أمامه في نحو نصف من أصحابه حتى صلى بهم صلاة الخوف وفي ذلك يقول الشاعر :
سـعيد بـن عـبد الله لا تـنسينه ولا الحر إذ آسى زهيرا على iiقسر فـلو وقـفت صـم الجبال iiمكانهم لمارت على سهل ودكت على وعر فـمن قائم يستعرض النبل iiوجهه ومـن مـقدم يلقى الأسنة بالصدر |
ولما فرع الحسين (ع) من الصلاة تقدم زهير فجعل يقاتل قتالاً لم ير مثله ولم يسمع بشبهه .
قال ابن شهرآشوب في المناقب وغيره : حمل على القوم وهو يقول :
أنـا زهـير وأنا ابن القين أذودكم بالسيف عن iiحسين ان حـسينا أحـد iiالسبطين مـن عترة البر التقي الزين ذاك رسـول الله غير iiالمين أضربكم ولا أرى من iiشين
يا ليت نفسي قسمت قسمين |
قال ابن شهرآشوب : فقتل 120 رجلا ثم رجع فوقف أمام الحسين (ع) وقال له :
فـدتك نفسي هاديا iiمهديا الـيوم ألـقى جدك النبيا وحـسنا والمرتضى iiعليا وذا الجناحين الشهيد الحيا |
فكأنه ودعه وعاد يقاتل فشد عليه كثير بن عبد الله الشعبي ومهاجر ابن أوس التميمي فقتلاه ولما صرع وقف عليه الحسين (ع) فقال : ( لا يبعدنك الله يا زهير ولعن الله قاتلك لعن الذين مسخوا قردة وخنازير ) .
وورد في أبصار العين في أنصار الحسين (ع) للمحقق الشيخ محمد السماوي ( قدس سره ) (2) :
زهير بن القين بن قيس الأنماري البجلي (1) كان زهير رجلاً شريفاُ في قومه ، نازلاُ فيهم بالكوفة ، شجاعاُ ، له في المغازي مواقف مشهورة ومواطن مشهودة .
وكان أولاً عثمانياً ، فحج سنة ستين في أهله ، ثم عاد فوافق الحسين (ع) في الطريق ، فهداه ، الله وانتقل علوياً .
روى أبو مخنف عن بعض الفزاريين قال : كنا مع زهير بن القين حين أقبلنا من مكة نساير الحسين (ع) فلم يكن شئ أبغض إلينا من أن نسايره في منزل ، فإذا سار الحسين (ع) تخلف زهير ، وإذا نزل الحسين (ع) تقدم زهير ، حتى نزلنا يوما في منزل لم نجد بداً من أن ننازله فيه ، فنزل الحسين (ع) في جانب ، ونزلنا في جانب ، فبينا نحن نتغذى من طعام لنا ، إذ أقبل رسول الحسين (ع) فسلم ودخل ، فقال : يا زهير بن القين إن أبا عبد الله الحسين بن علي بعثني إليك لتأتيه ، فطرح كل إنسان منا ما في يده حتى كأن على رؤسنا الطير (3) .
قال أبو مخنف : فحدثتني دلهم بنت عمرو ، امرأة زهير قالت : فقلت له : أيبعث إليك ابن رسول الله ثم لا تأتيه ! سبحان الله لو أتيته فسمعت من كلامه ثم انصرفت ، قالت : فأتاه زهير بن القين ، فما لبث أن جاء مستبشرا قد أسفر وجهه : فأمر بفسطاطه وثقله ومتاعه ، فقوض وحمل إلى الحسين (ع) ، ثم قال لي : أنت طالق ، الحقي بأهلك ، فإني لا أحب أن يصيبك بسببي إلا خير ، ثم قال لأصحابه : من أحب منكم أن يتبعني وإلا فإنه آخر العهد ، إني سأحدثكم حديثا ، غزونا بلنجر ، ففتح الله علينا وأصبنا غنائم ، فقال لنا سلمان : أفرحتم بما فتح الله عليكم ، وأصبتم من المغانم ؟ فقلنا : نعم ، فقال لنا : إذا أدركتم شباب آل محمد (ص) فكونوا أشد فرحاً بقتالكم معه بما أصبتم من المغانم ، فأما أنا فإني أستودعكم الله ، قال : ثم والله ما زال أول القوم حتى قتل معه (4) .
وقال أبو مخنف : لما عارض الحر بن يزيد الحسين (ع) في الطريق وأراد أن ينزله حيث يريد فأبى الحسين (ع) عليه ، ثم إنه سايره ، فلما بلغ ذا حسم خطب أصحابه خطبته التي يقول فيها : ( أما بعد ، فإنه نزل بنا من الأمر ما قد ترون ) الخ، فقام زهير وقال لأصحابه : أتتكلمون أم أتكلم ؟ قالوا : بل تكلم ، فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : قد سمعنا هداك الله يا ابن رسول الله مقالتك ، والله لو كانت الدنيا لنا باقية ، وكنا فيها مخلدين ، إلا أن فراقها في نصرك ومواساتك ، لآثرنا النهوض معك على الإقامة فيها ، فدعا له الحسين (ع) وقال له خيراً (5) .
وروى أبو مخنف : أن الحر لما ضايق الحسين (ع) بالنزول وأتاه أمر ابن زياد أن ينزل الحسين على غير ماء ولا كلأ ولا في قرية ، قال له الحسين (ع) : ( دعنا ننزل في هذه القرية ) ، يعني نينوى ، أو هذه يعني الغاضرية ، أو هذه يعني شفية .
فقال الحر : لا والله لا أستطيع ذلك ، هذا رجل قد بعث علي علينا ، فقال زهير للحسين (ع) : يا بن رسول الله إن قتال هؤلاء أهون علينا من قتال من بعدهم ، فلعمري ليأتينا من بعدهم ما لا قبل لنا به ، فقال له الحسين (ع) : ( ما كنت لأبدأهم بقتال ) ، فقال له زهير : فسر بنا إلى هذه القرية فإنها حصينة ، وهي على شاطئ الفرات ، فإن منعونا قاتلناهم ، فقتالهم أهون من قتال من يجيئ من بعدهم ، فقال الحسين (ع) : ( وأية قرية هي ) ؟ قال : هي العقر ، فقال الحسين (ع) : ( اللهم إني أعوذ بك من العقر ) فنزل بمكانه وهو كربلا (6) .
وقال أبو مخنف : لما أجمع عمر بن سعد على القتال نادى شمر بن ذي الجوشن : يا خيل الله اركبي وأبشري بالجنة ، والحسين (ع) جالس أمام بيته محتبياً بسيفه ، وقد وضع رأسه على ركبته من نعاس ، فدنت أخته زينب منه وقالت : يا أخي قد اقترب العدو ، وذلك يوم الخميس التاسع من المحرم بعد العصر ، وجاءه العباس فقال : يا أخي أتاك القوم ، فنهض ثم قال : ( يا عباس اركب إليهم حتى تسألهم عما جاء بهم ) ، فركب العباس في عشرين فارسا منهم حبيب بن مظهر وزهير بن القين فسألهم العباس ، فقالوا جاء أمر الأمير بالنزول على حكمه أو المنازلة ، فقال لهم العباس : لا تعجلوا حتى أرجع إلى أبي عبد الله فأعرض عليه ما ذكرتم ، فوقفوا وقالوا له : ألقه فأعلمه ، ثم القنا بما يقول ، فذهب العباس راجعاً ، ووقف أصحابه .
فقال حبيب لزهير : كلم القوم إن شئت وإن شئت كلمتهم أنا ، فقال زهير : أنت بدأت فكلمهم ، فكلمهم بما تقدم في ترجمته ، فرد عليه عزرة بن قيس بقوله : إنه لتزكي نفسك ما استطعت ، فقال له زهير : إن الله قد زكاها وهداها فاتق الله يا عزرة ، فإني لك من الناصحين ، أنشدك الله يا عزرة أن تكون ممن يعين الضلال على قتل النفوس الزكية .
فقال عزرة : يا زهير ما كنت عندنا من شيعة هذا البيت إنما كنت عثمانياً ، قال : أفلا تستدل بموقفي هذا على أني منهم ! أما والله ما كتبت إليه كتابا قط ، ولا أرسلت إليه رسولا قط، ولا وعدته نصرتي قط ، ولكن الطريق جمع بيني وبينه ، فلما رأيته ذكرت رسولا قط، ولا وعدته نصرتي قط ، ولكن الطريق جمع بيني وبينه ، فلما رأيته ذكرت به رسول الله (ص) ومكانه منه ، وعرفت ما يقدم عليه من عدوه وحزبكم : فرأيت أن أنصره، وأن أكون في حزبه ، وأن أجعل نفسي دون نفسه ، حفظا لما ضيعتم من حق الله وحق رسوله ، قال : وأقبل العباس فسألهم إمهال العشية ، فتوامروا ثم رضوا فرجعوا (7) .
وروى أبو مخنف عن الضحاك بن عبد الله المشرقي قال : لما كانت الليلة العاشرة خطب الحسين أصحابه وأهل بيته فقال في كلامه : ( هذا الليل قد غشيكم فاتخذوه جملا ، وليأخذ كل رجل منكم بيد رجل من أهل بيتي ، فإن القوم إنما يطلبوني ) ، فأجابه العباس وبقية أهله بما تقدم في تراجمهم ، ثم أجابه مسلم بن عوسجة بما ذكر وأجابه سعيد بما يذكر ، ثم قام زهير فقال : والله لوددت أني قتلت ثم نشرت ثم قتلت حتى أقتل كذا ألف قتلة ، وأن الله يدفع بذلك القتل عن نفسك وعن أنفس هؤلاء الفتية من أهل بيتك (8) .
وقال أهل السير : لما صف الحسين (ع) أصحابه للقتال وإنما هم زهاء السبعين جعل زهيراً على الميمنة ، وحبيباً على الميسرة ، ووقف في القلب ، وأعطى الراية لأخيه العباس (9) .
وروى أبو مخنف عن علي بن حنظلة بن أسعد الشبامي (10) عن كثير بن عبد الله الشعبي البجلي (11) ، قال : لما زحفنا قبل الحسين (ع) خرج إلينا زهير بن القين على فرس له ذنوب ، وهو شاك في السلاح ، فقال : يا أهل الكوفة ، نذار لكم من عذاب الله نذار ! إن حقا على المسلم نصيحة أخيه المسلم ، ونحن حتى الآن إخوة وعلى دين واحد وملة واحدة ما لم يقع بيننا وبينكم السيف ، فإذا وقع السيف انقطعت العصمة ، وكنا أمة وكنتم أمة ، إن الله قد ابتلانا وإياكم بذرية نبيه محمد (ص) لينظر ما نحن وأنتم عاملون ، إنا ندعوكم إلى نصرهم وخذلان الطاغية عبيد الله بن زياد ، فإنكم لا تدركون منهما إلا السوء عمر سلطانهما كله ، إنهما يسملان أعينكم ، ويقطعان أيديكم وأرجلكم ، ويمثلان بكم ، ويرفعانكم على جذوع النخل ، ويقتلان أماثلكم وقرائكم ، أمثال حجر بن عدي وأصحابه ، وهاني بن عروة وأشباهه ، قال : فسبوه وأنثوا على عبيد الله وأبيه ، وقالوا : والله لا نبرح حتى نقتل صاحبك ومن معه ، أو نبعث به وبأصحابه إلى الأمير ، فقال لهم زهير : عباد الله إن ولد فاطمة (ع) أحق بالود والنصر من ابن سمية ، فإن لم تنصروهم فأعيذكم بالله أن تقتلوهم ، فخلوا بين هذا الرجل وبين يزيد ، فلعمري إنه ليرضى من طاعتكم بدون قتل الحسين (ع) ، قال : فرماه شمر بسهم وقال له : اسكت أسكت الله نامتك ، فقد أبرمتنا بكثرة كلامك ! فقال زهير : يا بن البوال على عقبيه ، ما إياك أخاطب ، إنما أنت بهيمة ، والله ما أظنك تحكم من كتاب الله آيتين ، فأبشر بالخزي يوم القيامة والعذاب الأليم ، فقال له شمر : إن الله قاتلك وصاحبك عن ساعة ، قال زهير : أفبالموت تخوفني ! ؟ والله للموت معه أحب إلي من الخلد معكم ، قال : ثم أقبل على الناس رافعا صوته ، وصاح بهم : عباد الله لا يغرنكم عن دينكم هذا الجلف الجافي وأشباهه ، فوالله لا تنال شفاعة محمد (ص) قوما هرقوا دماء ذريته وأهل بيته ، وقتلوا من نصرهم وذب عن حريمهم ، قال : فناداه رجل من خلفه : يا زهير إن أبا عبد الله يقول لك : أقبل ، فلعمري لئن كان مؤمن آل فرعون نصح لقومه وأبلغ في الدعاء ، لقد نصحت لهؤلاء وأبلغت لو نفع النصح والإبلاغ ، فذهب إليهم (12) .
وروى أبو مخنف عن حميد بن مسلم قال : حمل شمر حتى طعن فسطاط الحسين (ع) برمحه ، وقال : علي بالنار حتى أحرق هذا البيت على أهله ، فصاحت النساء وخرجن من الفسطاط ، فصاح الحسين : يا بن ذي الجوشن ، أنت تدعو بالنار لتحرق بيتي على أهلي ، حرقك الله بالنار ، وحمل زهير بن القين في عشرة من أصحابه فشد على شمر وأصحابه ، فكشفهم عن البيوت حتى ارتفعوا عنها ، وقتل زهير أبا عزة الضبابي من أصحاب الشمر وذوي قرباه ، وتبع أصحابه الباقين فتعطف الناس عليهم ، فكثروهم وقتلوا أكثرهم وسلم زهير (13) .
قال أبو مخنف : واستحر القتال بعد قتل حبيب ، فقاتل زهير والحر قتالاً شديداً فكان إذا شد أحدهما واستلحم شد الآخر فخلصه ، فقتل الحر ثم صلى الحسين (ع) صلاة الخوف ، ولما فرغ منها تقدم زهير فجعل يقاتل قتالا لم يرَ مثله ولم يسمع بشبهه وأخذ يحمل على القوم فيقول :
أنـا زهـير وأنا بن iiالقين أذودكم بالسيف عن حسين |
ثم رجع فوقف أمام الحسين وقال له :
فـدتك نفسي هاديا iiمهديا الـيوم ألـقى جدك النبيا وحـسنا والمرتضى iiعليا وذا الجناحين الشهيد الحيا |
فكأنه ودعه ، وعاد يقاتل فشد عليه كثير بن عبد الله الشعبي ومهاجر بن أوس التميمي فقتلاه (14) .
ورد في معجم رجال الحديث للعلامة السيد الخوئي ( أعلى الله مقامه ) (15) :
زهير بن القين :
من أصحاب الحسين (ع) ، رجال الشيخ (4) .
وقال ابن شهرآشوب في المناقب : ( جعله الحسين (ع) يوم الطف على الميمنة ، وحبيب بن مظاهر على الميسرة ، وأعطى رايته العباس بن علي (ع) ، فبرز الحر وقتل نيفا وأربعين رجلا ، ثم برز بعده جماعة ، ثم برز زهير بن القين ، فقتل مائة وعشرين رجلا ) .
وقال المجلسي في البحار : وقد سلم عليه في الزيارة الرجبية وكذلك في الزيارة التي خرجت من الناحية المقدسة وفيها : ( السلام على زهير بن القين البجلي القائل للحسين (ع) وقد أذن له في الانصراف : لا والله لا يكون ذلك أبدا أأترك ابن رسول الله صلى الله عليه وآله أسيرا في يد الأعداء وأنجو أنا ؟! لا أراني الله ذلك اليوم ) .
أورد المحقق الشيخ محمد السماوي في أبصار العين في أنصار الحسين (ع) (16) :
وقال السروي في المناقب : لما صرع وقف عليه الحسين (ع) فقال : ( لا يبعدنك الله يا زهير ، ولعن الله قاتليك ، لعن الذين مسخوا قردة وخنازي )(17) ، وفيه أقول :
لا يـبعدنك الله من iiرجل وعظ العدى بالواحد iiالأحد ثم انثنى نحو الخميس فما أبقى لدفع الضيم من أحد |
وورد في زيارة الناحية (18) :
( السلام على زهير بن القين البجلي ، القائل للحسين وقد اذن له في الانصراف : لا والله لا يكون ذلك ابدا ، اترك ابن رسول الله أسيرا في يد الأعداء وانجوا ، لا أراني الله ذلك اليوم ) .
**************************************************************
1 ـ ج 7 ـ ص 71 ـ 72 .
2 ـ ص 161 ـ 167 .
3 ـ عده الشيخ الطوسي في أصحاب الحسين ( عليه السلام ) ، راجع رجال الشيخ : 101 ، الرقم 983 .
4 ـ تاريخ الطبري : 3 / 302 .
5 ـ تاريخ الطبري : 3 / 307 .
6 ـ تاريخ الطبري : 3 / 310 .
7 ـ تاريخ الطبري : 3 / 314 .
8 ـ تاريخ الطبري : 3 / 316 ، راجع الإرشاد : 2 / 92 .
9 ـ الإرشاد : 2 / 95 .
10 ـ في المصدر : الشامي .
11 ـ ليس في المصدر : البجلي .
12 ـ تاريخ الطبري : 3 / 319 ـ 320 .
13 ـ تاريخ الطبري : 3 / 326 .
14 ـ تاريخ الطبري : 3 / 328 بتفاوت .
15 ـ ج 8 ـ ص 306 .
16 ـ ص 167 .
17 ـ المناقب : 4 / 103 .
18 ـ المزار ـ محمد بن المشهدي ـ ص 493 .
«زهير بن سليم الأزدي (رض) »
جاء في أعيان الشيعة للعلامة السيد محسن الأمين ( قدس سره ) (1) :
زهير بن سليم الأزدي عد ابن شهرآشوب في المناقب من المقتولين مع الحسين (ع) في الحملة الأولى زهير بن سليم .
وعده صاحب ابصار العين في جملة الأزديين من أنصار الحسين (ع) المقتولين معه بكربلاء زهير بن سليم الأزدي، وقال : ولم يذكر مأخذه كان ممن جاء إلى الحسين (ع) في الليلة العاشرة عند ما رأى تصميم القوم على قتاله فانضم إلى أصحابه وقتل في الحملة الأولى وفيه يقول الفضل بن العباس بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب من قصيدته التي ينعي بها على بني أمية أفعالهم :
ارجـعوا عامرا وردوا iiزهيرا ثـم عثمان فارجعوا iiغارمينا وارجعوا الحر وابن قين وقوما قـتلوا حـين جـاوروا صفينا أيـن عمرو وأين بشر وقتلى مـنهم بـالعراء مـا يدفنونا |
عني بعامر العبدي وبزهير هذا وبعثمان أخا الحسين (ع) وبالحر الرياحي وبابن قين زهيرا وبعمرو الصيداوي وببشر الحضرمي .
وأورد الشيخ محمد السماوي في أبصار العين في أنصار الحسين (ع) (2) :
زهير بن سليم الأزدي كان زهير ممن جاء إلى الحسين (ع) في اللية العاشرة عندما رأى تصميم القوم على قتاله ، فانضم إلى أصحابه ، وقتل في الحملة الأولى (3) .
وفيه يقول الفضل بن العباس بن ربيعة بن الحرث بن عبد المطلب من قصيدته التي ينعى بها على بني أمية أفعالهم :
أرجـعوا عامرا وردوا iiزهيرا ثـم عثمان فارجعوا iiغارمينا وأرجعوا الحر وابن قين وقوما قـتلوا حـين جـاوروا صفينا أيـن عـمرو وأين بشر iiقتلى مـنهم بـالعراء مـا يدفنونا |
عنى بعامر العبدي ، وبزهير هذا ، وبعثمان أخا الحسين (ع) ، وبالحر الرياحي ، وبابن قين زهيرا ، وبعمرو الصيداوي ، وببشر الحضرمي .
وأورد الشيخ محمد مهدي شمس الدين في أنصار الحسين (ع) (4) :
زهير بن سليم الأزدي :
وذكر في الزيارة ، وذكر ابن شهرآشوب في عداد قتلى الحملة الأولى (5) ، رجحنا اتحاده مع ( زهير بن بشر الخثعمي ) بسبب اختلاف نسخة الزيارة بين البحار والاقبال ، ورجحنا كون ( زهير بن بشر ) أقرب إلى أن يكون تاريخيا من ( زهير بن سليم ) لورود الأول في الرجبية أيضا
وأورد السيد الخوئي في معجم رجال الحديث (6) :
زهير بن سليم :
عده ابن شهرآشوب في المناقب من المقتولين مع الحسين (ع) في الحملة الأولى ، أوائل الثلث الأخير في ( فصل في مقتله ) من الجزء 3 .
وجاء في مستدركات علم رجال الحديث للشيخ علي النمازي الشاهرودي ( قدس سره ) (7) :
زهير بن سليم بن عمرو الأزدي :
من شهداء الطف في الحملة الأولى ، كما ذكره العلامة المامقاني و ابن شهرآشوب ، ومتشرف بسلام الناحية المقدسة وكذا في الاقبال .
وجاء التسليم عليه في زيارة الناحية المذكورة في إقبال الأعمال (8) :
( السلام على زهير بن سليم الأزدي) .
**************************************************************
1 ـ ج 7 ـ ص 70 .
2 ـ ص 186 .
3 ـ راجع البحار : 45 / 64 ، ومستدركات علم رجال الحديث : 3 / 440 ، والمناقب : 4 / 113 .
4 ـ ص 117 ـ 118 .
5 ـ المناقب : 4 / 113 .
6 ـ ج 8 ـ ص 305 .
7 ـ ج 3 ـ ص 440 .
8 ـ ج 3 ـ ص 79 .
« زياد بن عريب الهمداني الصائدي، أبو عمرة (رض) »
جاء في كتاب أعيان الشيعة للعلامة الكبير السيد محسن الأمين ( قدس سره ) (1) :
زياد بن عريب بن حنظلة بن دارم بن عبد الله بن كعب الصائد بن شرحبيل بن شراحيل بن عمرو بن جشم بن حاشد بن جشم بن حيزون بن عوف بن همدان أبو عمرة الهمداني الصائدي ، بنو الصائد بطن من همدان .
كان عريب صحابيا وابنه زياد له ادراك وكان شجاعا ناسكا معروفا بالعبادة في الإصابة حضر يوم عاشوراء وقتل مع الحسين (ع) وروى ابن نما عن مهران الكاهلي مولى لهم قال شهدت كربلاء فرأيت رجلا يقاتل قتالا شديدا لا يحمل على قوم الا كشفهم ثم يرجع إلى الحسين (ع) فيقول له :
ابشر هديت الرشد يا ابن أحمدا فـي جنة الفردوس تعلو صعدا |
فقلت : من هذا قالوا أبو عمرة الحنظلي فاعترضه عامر بن نهشل أحد بني يتم اللات بن ثعلبة فقتله واحتز رأسه وكان متهجدا كذا في ابصار العين .
وأورد الشيخ السماوي في أبصار العين في أنصار الحسين (ع) (2) :
زياد أبو عمرة الهمداني الصائدي هو زياد بن عريب بن حنظلة بن دارم بن عبد الله بن كعب الصائد بن شرحبيل بن شراحيل بن عمرو بن جشم بن حاشد بن جشم بن حيزون بن عوف بن همدان ، أبو عمرة الهمداني الصائدي .
وبنو الصائد بطن من همدان ، كان عريب صحابياً ذكره جملة من أهل الطبقات ، وأبو عمرة ولده هذا له إدراك وكان شجاعا ناسكا معروفا بالعبادة ، قال صاحب الإصابة : إنه حضر وقتل مع الحسين (ع) (3) .
وروى الشيخ ابن نما عن مهران الكاهلي مولى لهم ، قال : شهدت كربلا مع الحسين (ع) فرأيت رجلا يقاتل قتالا شديدا لا يحمل على قوم إلا كشفهم ، ثم يرجع إلى الحسين (ع) فيقول له :
أبشر هديت الرشد يا بن أحمدا في جنة الفردوس تعلو iiصعدا |
فقلت : من هذا ؟ قالوا : أبو عمرة الحنظلي (4) .
فاعترضه عامر بن نهشل أحد بني تيم اللات بن (5) ثعلبة فقتله واحتز رأسه ، قال : وكان متهجدا (6) .
جاء في مستدركات علم رجال الحديث للعلامة الشيخ علي النمازي الشاهرودي ( أعلى الله مقامه ) (7) :
زياد بن عريب الهمداني الصائدي :
كان شجاعا ( ناسكا ) ، متهجدا ( كثير الصلاة ، معروفا ) بالعبادة ، حضر الطف وقاتل قتالا ( شديدا ) حتى استشهد بين يدي الحسين (ع) ، كذا نقله العلامة المامقاني عن علماء السير وذكره في ذخيرة الدارين ص 269 ، وغيره في غيره ، وعن بعض ذكر اسم أبيه غريب بالغين المعجمة .
**************************************************************
1 ـ ج 7 ـ ص 77 .
2 ـ ص 134 ـ 136 .
3 ـ لم أعثر عليه في مضانه ، وقال المامقاني : حضر الطف وقاتل قتالا شديدا حتى استشهد بين يدي الحسين (ع) ، راجع تنقيح المقال : 1 / 456 .
4 ـ في المصدر : النهشلي .
5 ـ في المصدر : ( من ) بدل ( بن ) .
6 ـ مثير الأحزان : 57 .
7 ـ ج 3 ـ ص 450 .
« زيد بن معقل الجعفي (رض) »
جاء في أنصار الحسين (ع) للعلامة محمد مهدي شمس الدين ( رحمه الله ) (1) :
زيد بن معقل الجعفي : هكذا ذكر في الزيارة في الاقبال ، وفي النسخة من الزيارة ( بدر بن معقل الجعفي ) وبهذا الاسم ذكره سيدنا الأستاذ ( معجم رجال الحديث : 3 / 266 ) .
وذكره الشيخ دون أن ينص على شهادته ونعتقد أنه متحد مع ( مندر بن المفضل الجعفي ) الذي ورد ذكره في الرجبية .
جعفي : من مذحج : ( يمن ، عرب الجنوب ) لا نعرف عنه شيئا آخر .
وجاء في مستدركات علم رجال الحديث للشيخ علي النمازي الشاهرودي ( أعلى الله مقامه ) (2) :
زيد بن معقل :
عده ابن شهرآشوب والشيخ ، من أصحاب الحسين (ع) وعد مجهولا وعده قب في عداد أصحابه الشهداء ، تشرف بسلام الناحية المقدسة .
وأورد السيد الخوئي في معجم رجال الحديث (3) :
زيد بن معقل :
من أصحاب الحسين (ع) ، رجال الشيخ .
**************************************************************
1 ـ ص 88 .
2 ـ ج 3 ـ ص 486 .
3 ـ ج 8 ـ ص 372 .
« سالم بن عمرو مولى بني المدينة الكلبي (رض) »
جاء في أعيان الشيعة للعلامة الكبير السيد محسن الأمين ( قدس سره ) (1) :
سالم بن عمرو بن عبد الله مولى بني المدينة الكلبي بنو المدينة بطن من كلب قضاعة والمدينة أمهم أم ولد حبشية غلبت عليهم ، قال بعض المعاصرين ممن لا يعتمد على ضبطه ثقلا عن أصحاب السير انه كان كوفيا شجاعا شيعيا خرج مع مسلم فقبض عليه بعد شهادة مسلم فأفلت واختفى عند قومه فلما سمع بنزول الحسين (ع) كربلا خرج إليه فاستشهد معه .
وورد في مستدركات علم رجال الحديث للعلامة الشيخ علي النمازي الشاهرودي ( أعلى الله مقامه ) (2) :
سالم بن عمرو بن عبد الله :
مولى بني المدينة الكلبي الكوفي ، شجاع شيعي ، خرج مع مسلم فلما استشهد مسلم اختفى ، فلما سمع نزول الحسين عليه السلام بكربلاء خرج ولحق به و استشهد بين يديه وتشرف بسلام الناحية المقدسة .
والظاهر أنه غير أسلم بن عمرو الذي عده المامقاني من الشهداء .
وورد في أبصار العين في أنصار الحسين (ع) للشيخ محمد السماوي ( رحمه الله ) (3) :
سالم بن عمرو مولى بني المدينة الكلبي كان سالم مولى لبني المدينة ، وهم بطن من كلب ، كوفيا من الشيعة ، خرج إلى الحسين (ع) أيام المهادنة ، فانضم إلى أصحابه .
قال في الحدائق : وما زال معه حتى قتل (4) .
وقال السروي : قتل في أول حملة مع من قتل من أصحاب الحسين (ع) ، وله في القائميات ذكر وسلام .
**************************************************************
1 ـ ج 7 ـ ص 178 .
2 ـ ج 4 ـ ص 9 .
3 ـ ص 182 ـ 183 .
4 ـ الحدائق الوردية ، 121 .
« سالم مولى بني المدنية الكلبي (رض) »
ذكر في الزيارة (1) ، بنو المدنية بطن من كلب بن وبرة ، من القحطانية ( يمن ، عرب الجنوب ) مولى ، لا نعرف عنه شيئا .
**************************************************************
1 ـ بحار الأنوار : 45 / 72 .
« سالم مولى عامر بن مسلم العبدي (رض) »
ورد في أبصار العين في أنصار الحسين (ع) للشيخ محمد السماوي ( رحمه الله ) (1) :
سالم مولى عامر بن مسلم العبدي كان عامر من الشيعة في البصرة ، فخرج هو ومولاه سالم مع يزيد إلى الحسين (ع) ، وانضم إليه ، حتى وصلوا كربلا ، وكان القتال فقتلا بين يديه .
وقد تقدم له ذكر في أبيات الفضل بن العباس بن ربيعة المارة آنفا ، قال في المناقب وفي الحدائق : قتلا في الحملة الأولى .
وأورد الشيخ النمازي الشاهرودي في مستدركات علم رجال الحديث (2) :
سالم مولى عامر بن مسلم بن حسان : شهيد الطف ومتشرف بسلام الناحية المقدسة .
وجاء في أنصار الحسين (ع) للعلامة محمد مهدي شمس الدين ( قدس سره ) (3) :
سالم مولى عامر بن مسلم العبدي :
ذكر في الزيارة وذكره السيد الأمين ، العبدي : من عبد القيس ، من عدنان ( عرب الشمال ) ، مولى ، من البصرة ، لا نعرف عنه شيئا آخر .
وجاء في إقبال الأعمال في زيارة الناحية (4) :
( السلام على سالم مولى عامر بن مسلم ) .
**************************************************************
1 ـ ص 191 .
2 ـ ج 4 ـ ص 11 .
3 ـ ص 89 .
4 ـ ج 3 ـ ص 78 .
« سعد بن حنظلة التميمي (رض) »
ورد في أعيان الشيعة للعلامة الكبير السيد محسن الأمين ( قدس سره ) (1) :
سعد بن حنظلة التميمي قتل مع الحسين (ع) يوم عاشوراء قال ابن شهر آشوب في المناقب ثم برز سعد بن حنظلة التميمي مرتجزا :
صبرا على الأسياف والأسنة صـبرا عليها لدخول iiالجنة وحـور عـين ناعمات هنه يـا نـفس للراحة iiفأجهدنه
وفـي طلاب الخير iiفارغبنه |
وقال محمد بن أبي طالب : ثم برز سعد بن حنظلة التميمي وهو يقول صبرا على الأسياف والأسنة إلى آخر ما تقدم وزاد فيه بعد قوله وحور عين الخ لمن يريد الفوز لا بالظنة ، ثم حمل وقاتل قتالا شديدا رضوان الله عليه .
وجاء في أنصار الحسين (ع) للشيخ محمد مهدي شمس الدين ( رحمه الله ) (2) :
سعد بن حنظلة التميمي :
ذكره ابن شهر آشوب (3) وبحار الأنوار (4) وقد استظهر التستري في قاموس الرجال (5) أن هذا هو حنظلة بن أسعد الشبامي المتقدم ذكره ، واستدل بأن ابن شهر آشوب لم يذكر حنظلة المتفق عليه وهو الشبامي .
ونرجح أن سعدا هذا غير حنظلة ذاك لان غير ابن شهر آشوب قد ذكر سعدا وهو محمد بن أبي طالب الهاشمي في مقتله كما نقل ذلك المجلسي في البحار ، وأن ذاك شبامي من عرب الجنوب ، وهذا تميمي من عرب الشمال ، والتصحيف في هذه الحالة بعيد جدا ، تميمي ، من عدنان ( عرب الشمال ) لا نعرف عنه شيئا آخر .
وورد في كتاب مستدركات علم رجال الحديث للشيخ علي النمازي الشاهرودي ( أعلى الله مقامه ) (6) :
سعد بن حنظلة التميمي :
لم يذكروه ، هو من شهداء الطف كما ذكره محمد بن أبي طالب مع وصف مبارزته ، وأشعاره الدالة على حسن عقيدته وكماله ، ويمكن أن يقال : باتحاده مع أسعد بن حنظلة المذكور .
وأورد السيد الأميني في لواعج الأشجان (7) :
وبرز ( سعد بن حنظلة التميمي ) وهو يقول :
صبرا على الأسياف والأسنة صـبرا عليها لدخول iiالجنة وحـور عـين ناعمات هنه لـمن يريد الفوز لا iiبالظنة يـا نـفس للراحة iiفأجهدنه وفـي طلاب الخير iiفأرغبنه |
ثم حمل وقاتل قتالا شديدا حتى قتل رضوان الله عليه .
**************************************************************
1 ـ ج 7 ـ ص 222 .
2 ـ ص 89 ـ 90 .
3 ـ المناقب : 4 / 101 .
4 ـ بحار الأنوار : 45 / 18 .
5 ـ قاموس الرجال : 4 / 318 .
6 ـ ج 4 ـ ص 28 .
7 ـ ص 161 .
«سعد بن عبد الله مولى عمرو بن خالد الأسدي (رض)»
كان هذا المولى سيّدًا شريف النفس والهمّة تبع مولاه في المسير إلى الإمام الحسين عليه السلام، وقاتل بين يديه حتى استشهد.
« سعيد بن عبد الله الحنفي (رض) »
ذكره الطبري (1) والخوارزمي (2) وابن شهر أشوب (3) والرجبية وذكر في الزيارة باسم ( سعد ...) (4)، وذكره ابن طاووس (5).
أحد الرسل الذين حملوا رسائل الكوفيين إلى الحسين (6) من أعظم الثوار تحمسا ، الحنفي : من حنيفة بن لجيم ، من بكر بن وائل ، عدنان ( عرب الشمال ) .
**************************************************************
1 ـ الطبري: 5 / 419.
2 ـ مقتل الحسين: 1 / 195 و 2 / 20.
3 ـ المناقب: 4 / 103.
4 ـ بحار الانوار: 45 / 21 و 26 و 70.
5 ـ اللهوف: 39.
6 ـ الطبري: 5 / 353 وغيره.
« سوار بن منعم بن حابس بن أبي عمير بن نهم الهمداني النهمي (رض)
»
قال المحقّق السماوي (ره): ( كان سوار ممّن أتى إلى الحسين ( عليه السلام ) أيّام الهدنة ، وقاتل في الحملة الأولى فجُرح وصّرع ، قال في الحدائق الوردية: قاتل سوار حتّى إذا صُرع أُتي به أسيراً إلى عمر بن سعد فأراد قتله ، فشفع فيه قومه ، وبقي عندهم جريحاً حتّى توفيّ على رأس ستّة أشهر).
وقال بعض المؤرّخين: إنّه بقي أسيراً حتّى توفي ، وإنمّا كانت شفاعة قومه للدفع عن قتله ، ويشهد له ما ذكر في القائميات من قوله ( عليه السلام ) : ( السلام على الجريح المأسور سوار بن أبي عمير النهمي ) (1) ، على أنه يمكن حمل العبارة على أسره في أوّل الأمر ) (2).
**************************************************************
1 ـ راجع: البحار : 273 : 101 و 73 : 45.
2 ـ إبصار العين: 35 ـ 136 ، وانظر وسيلة الدارين : 153 ، رقم 70.
« سيف بن الحرث بن سريع بن جابر الهمداني الجابري (رض)
ومالك بن عبد الله بن سريع بن جابر الهمداني الجابري (رض)
»
قال المحقّق السماوي (ره) : ( وبنو جابر بطن من همدان ، كان سيف ومالك الجابريّان إبني عمّ و أخوين لأمّ، جاءا إلى الحسين ( عليه السلام ) ومعهما شبيب مولاهما فدخلا في عسكره وانضمّا إليه).
قالوا : فلمّا رأيا الحسين ( عليه السلام ) في اليوم العاشر بتلك الحال، جاءا إليه وهما يبكيان ، فقال لهما الحسين ( عليه السلام ) : أي ابني أخويَّ ما يبكيكما ؟ فوالله إنّي لأرجو أن تكونا بعد ساعة قريري العين!
فقالا : جعلنا الله فداك ! لا والله ما على أنفسنا نبكي ، ولكن نبكي عليك ! نراك قد أُحيط بك ولا نقدر على أن نمنعك بأكثر من أنفسنا!
فقال الحسين ( عليه السلام ): جزاكما الله يا ابني أخويّ عن وجدكما من ذلك ومواساتكما إيّاي أحسن جزاء المتقين!
قال أبو مخنف : فهما في ذلك إذ تقدّم حنظلة بن أسعد يعظ القوم، فوعظ قاتل فُقتل فاستقدما يتسابقان إلى القوم ويلتفتان إلى الحسين ( عليه السلام ) فيقولان : السلام عليك يا ابن رسول الله!
ويقول الحسين ( عليه السلام ) : وعليكما السلام ورحمة الله وبركاته !
ثمّ جعلا يقاتلان جميعاً ، و إنّ أحدهما ليحمي ظهر صاحبه (1) حتّى قتلا ) (2).
وقد ورد السلام عليهما في زيارة الناحية المقدّسة : ( السلام على شبيب بن الحارث بن سريع ، السلام على مالك بن عبد الله بن سريع ) (3).
**************************************************************
1 ـ وفي وسيلة الدارين : 154 ، رقم 72و73 : ( وإنّ أحدهما لحمي ظهر صاحبه لأن القوم قريب من المخيم، وهما يسمعان العويل والبكاء من النساء والأطفال ، فقاتلا حتى قتلا في مكان واحد رضوان الله عليهما )
2 ـ إبصار العين: 132 ـ 133
3 ـ البحار ، 101 : 173
« سويد بن عمرو بن أبي المطاع الخثعمي (رض)»
جاء في أبصار العين في أنصار الحسين (ع) للمحقق الشيخ محمد السماوي (رحمه الله) (1):
سويد بن عمرو بن أبي المطاع الأنماري الخثعمي (2) كان سويد شيخا شريفا عابدا كثيرا الصلاة، وكان شجاعا مجربا في الحروب، كما ذكره الطبري والداودي.
قال أبو مخنف : إن الضحاك بن عبد الله المشرقي جاء إلى الحسين (ع) فسلم عليه فدعاه إلى نصرته فقال له : أنا أنصرك ما بقيت لك أنصار، فرضي منه بذلك حتى إذا أمر ابن سعد بالرماة فرموا أصحاب الحسين (ع) وعقروا خيولهم أخفى فرسه في فسطاط ، ثم نظر فإذا لم يبق مع الحسين (ع) إلا سويد هذا وبشر بن عمرو الحضرمي: فاستأذن الحسين، فقال له : ( كيف لك بالنجاء ) ؟ قال : إن فرسي قد أخفيته فلم يصب فأركبه وأنجو ، فقال له : شأنك ، فركب ونجا بعدلأي كما ذكره في حديثه (3).
وقال أهل السير: إن بشرا الحضرمي قتل، فتقدم سويد وقاتل حتى أثخن بالجراح وسقط على وجهه فظن بأنه قتل ، فلما قتل الحسين (ع) وسمعهم يقولون : قتل الحسين، وجد به إفاقة، وكانت معه سكين خبأها ، وكان قد أخذ سيفه منه ، فقاتلهم بسكينه ساعة ، ثم إنهم عطفوا عليه فقتله عروة بن بكار التغلبي، وزيد بن ورقاء الجهني (4).
وجاء في أعيان الشيعة للعلامة السيد محسن الأمين ( قدس سره ) (5):
سويد بن عمرو بن أبي المطاع الخثعمي ، عده الشيخ في رجاله في أصحاب الحسين (ع) وقال ابن الأثير ج 4 ص 38 كان آخر من بقي من أصحاب الحسين (ع) اه.
وقال ابن طاوس تقدم سويد بن عمرو بن أبي المطاع وكان شريفا كثير الصلاة شجاعا مجربا في الحروب فجعل يرتجز ويقول :
أقدم حسين اليوم تلقى iiأحمدا وشيخك الخير عليا ذا iiالندى وحـسنا كالبدر لاقى iiالأسعدا وعـمك القرم الهمام iiالأرشدا حـمزة ليث الله يدعى iiأسدا وذا الـجناحين تـبوأ iiمقعدا
في جنة الفردوس يعلو صعدا |
فقاتل قتال الأسد الباسل وبالغ في الصبر على الخطب النازل حتى سقط بين القتلى وقد أثخن بالجراح فلم يزل كذلك وليس به حراك حتى سمعهم يقولون قتل الحسين فتحامل واخرج من خفه سكينا وجعل يقاتل حتى قتل رضوان الله عليه فكان آخر من قتل من أصحاب الحسين (ع).
جاء في أنصار الحسين (ع) للمحقق محمد مهدي شمس الدين (قدس سره) (6):
سويد بن عمرو بن أبي المطاع الخثعمي :
ذكره الطبري (7) والشيخ (8) وقال عنه في بحار الأنوار (وكان شريفا كثير الصلاة) (9) وذكره ابن شهرآشوب مصحفا (عمرو بن أبي المطاع الجعفي) (10).
هو أحد آخر رجلين بقيا مع الحسين (11) وقتل بعد مقتل الحسين ، كان بين القتلى وبه رمق، فلما سمع الناس يقولون : قتل الحسين، ( ... فوجد إفاقة فإذا معه سكين، وقد أخذ سيفه، فقاتلهم بسكينه ساعة ، ثم أنه قتل ، وكان آخر قتيل ) (12).
الخثعمي: خثعم بن أنمار بن أراش ، قبيلة من القحطانية ( يمن ، عرب الجنوب ):
وجاء في مستدركات علم رجال الحديث للعلامة الشيخ علي النمازي الشاهرودي ( قدس سره ) (13) :
سويد بن عمرو بن أبي المطاع الخثعمي :
كان شريفاً ، كثير الصلاة ، شهيد الطف، والظاهر اتحاده مع سويد مولى شاكر الذي عده السيد من الشهداء.
وأورد الفقيه الكبير السيد الخوئي في معجم رجال الحديث (14):
سويد بن عمرو بن أبي المطاع الخثعمي :
من أصحاب الحسين (ع) ، رجال الشيخ، قيل إنه كان آخر قتيل في الطف مع الحسين (ع)، قال السيد ابن طاوس في كتاب اللهوف ، أواسط المسلك الثاني: ( قال الراوي : تقدم سويد بن عمرو بن أبي المطاع ـ وكان شريفا كثير الصلاة ـ فقاتل قتال الأسد الباسل ، وبالغ في الصبر على الخطب النازل ، حتى سقط بين القتلى ... ) ( إلى آخر ما ذكره ).
**************************************************************
1 ـ ص 169 ـ 170.
2 ـ عده الشيخ في أصحاب الحسين (ع) ، راجع رجال الشيخ: 101 ، الرقم 987.
3 ـ تاريخ الطبري: 3 / 330.
4 ـ راجع اللهوف: 165، والمناقب : 4 / 102.
5 ـ ج 7 ـ ص 324.
6 ـ ص 91 ـ 92.
7 ـ الطبري: 5 / 444.
8 ـ الرجال: 74.
9 ـ بحار الأنوار: 45 / 24.
10 ـ المناقب: 4 / 102.
11 ـ الطبري: 4 / 444.
12 ـ الطبري: 5 / 453.
13 ـ ج 4 ـ ص 168 ـ 169.
14 ـ ج 9 ـ ص 340.
« سيف بن مالك العبدي (رض)
»
ذكر في الزيارة: ( سيف بن مالك ) (1) وكذا في رجال الشيخ (2) وذكره ابن شهر أشوب باسم ( سيف بن مالك النميري ) (3) في عداد قتلى الحملة الأولى، وفي الرجبية : (سفيان بن مالك).
كان سيف هذا من جملة الرجال الذين يجتمعون في بيت مارية بنت منقذ العبدية في البصرة التي كانت دارها مألفا للشيعة (4) عبدي : من عبد القيس، من العدنانية ( عرب الشمال ).
**************************************************************
1 ـ بحار الأنوار : 45 ـ 72.
2 ـ الرجل : 74.
3 ـ المناقب : 4 / 113.
4 ـ الطبري .
« شبيب مولى الحرث بن سريع الهمداني الجابري (رض) »
قال المحقّق السماوي: ( كان شبيب بطلاً شجاعاً جاء مع سيف ومالك إبني سريع ، قال ابن شهر آشوب : قتل في الحملة الأولى التي قُتل فيها جملة من أصحاب الحسين، وذلك قبل الظهر في اليوم العاشر ) (1) .
ونقل الزنجاني تحت عنوان ( شبيب بن عبد الله مولى الحرث بن سريع الكوفي ) يقول : ( ... قال العسقلاني في الإصابة هو شبيب بن عبد الله بن مشكل بن حي بن جديه ( بفتح الجيم وسكون الدال بعدها ياء تحتانية ) ، مولى الحرث بن سريع الهمداني الجابري ، وبنو جابر بطن من همدان ، وقال ابن الكلبي (2) : بيب بن عبد الله كان صحابياً أدرك صحبة رسول الله صحبة رسول الله وشهد مع عليّ بن أبي طالب ( عليه السلام ) مشاهده كلّها وعداده من الكوفيين ، وكان شبيب هذا بطلاً شجاعاً جاء مع سيف بن الحارث ومالك بن عبد الله بن سريع ... ) (3)
وقد ورد السلام في زيارة الناحية المقدّسة على من إسمه شبيب في موضعين الأول : ( السلام على شبيب بن عبد الله النهشلي) (4) ، وهذا من شهداء الطفّ أيضاً ولكنه غير المقصود ، والثاني : ( السلام على شبيب بن الحارث بن سريع ) ، والظاهر أن شبيب هنا تصحيف لسيف (5).
**************************************************************
1 ـ إبصار العين: 133.
2 ـ في الإصابة، 160 :2 ، رقم 3960 : ( شبيب بن عبد الله بن شكل بن حي بن جديه ـ بفتح الجيم و سكون الدال بعدها تحتانية ، المذحجي ـ له إدراك وشهد مع عليّ مشاهده ... ذكر ذلك ابن الكلبي ) ، لكن ما هو دليل على أنّ هذا هو شبيب مولى الحرث بن سريع ؟.
3 ـ وسيلة الدارين: 155 ، رقم 75.
4 ـ وهذا هو : شبيب بن عبد الله النهشلي البصري (رض) وهو من شهداء الطفّ أيضا ، لكنّه غير شبيب مولى الحرث بن سريع ، وله ترجمة خاصة به فراجعها في وسيلة الدارين، 155 ، رقم 76.
5 ـ راجع : البحار، 101 : 273.
« شرذب بن عبد الله الشاكري الهمداني (رض) »
كان من رجال الشيعة ووجوهها، ومن الفرسان المعدودين، وكان حافظًا للحديث عن أمير المؤمنين عليه السلام، صحب شوذب عابسًا مولاه من الكوفة إلى مكّة بعد قدوم مسلم الكوفة بكتاب لمسلم ووفادة على الحسين عليه السلام وبقي معه حتى جاء إلى كربلاء.
« عابس بن أبي شبيب الشاكري (رض) »
أورد المحقق الشيخ محمد السماوي في أبصار العين في أنصار الحسين (ع) (1) :
عابس بن أبي شبيب الشاكري (2) :
هو عابس بن أبي شبيب بن شاكر بن ربيعة بن مالك بن صعب بن معاوية بن كثير بن مالك بن جشم بن حاشد الهمداني الشاكري ، وبنو شاكر بطن من همدان.
كان عابس من رجال الشيعة رئيساً شجاعاً خطيباً ناسكاً متهجداً ، وكانت بنو شاكر من المخلصين بولاء أمير المؤمنين (ع) وفيهم يقول (ع) يوم صفين : ( لو تمت عدتهم ألفاً لعبد الله حق عبادته ) وكانوا من شجعان العرب وحماتهم ، وكانوا يلقبون فتيان الصباح ، فنزلوا في بني وادعة من همدان ، فقيل لها فتيان الصباح، وقيل لعابس الشاكري والوادعي.
قال أبو جعفر الطبري: قدم مسلم بن عقيل الكوفة فاجتمع عليه الشيعة في دار المختار ، فقرأ عليهم كتاب الحسين (ع) فجعلوا يبكون ، فقام عابس بن أبي شبيب، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : أما بعد ، فإني لا أخبرك عن الناس ، ولا أعلم ما في أنفسهم ، وما أعرك منهم ، ولكن والله أخبرك بما أنا موطن نفسي عليه ، والله لأجيبنكم إذا دعوتم ، ولأقاتلن معكم عدوكم ولأضربن بسيفي دونكم حتى ألقى الله ، لا أريد بذلك إلا ما عند الله (3)، فقام حبيب وقال لعابس ما قدمته في ترجمة حبيب.
وقال الطبري أيضا: إن مسلما لما بايعه الناس ثم تحول من دار المختار إلى دار هاني بن عروة ، كتب إلى الحسين (ع) كتابا يقول فيه : أما بعد فإن الرائد لا يكذب أهله ، وقد بايعني من أهل الكوفة ثمانية عشر ألفا ، فحيهلا بالإقبال حين يأتيك كتابي ، فإن الناس كلهم معك ، ليس لهم في آل معاوية رأي ولا هوى (4)، وأرسل الكتاب مع عابس فصحبه شوذب مولاه. وروى أبو مخنف : أنه لما التحم القتال في يوم عاشوراء وقتل بعض أصحاب الحسين (ع) جاء عابس الشاكري ومعه شوذب ، فقال لشوذب : يا شوذب ما في نفسك أن تصنع ؟ قال : ما أصنع ؟! أقاتل معك دون ابن بنت رسول الله (ص) حتى أقتل ، فقال : ذلك الظن بك ، أما الآن فتقدم بين يدي أبي عبد الله حتى يحتسبك كما احتسب غيرك من أصحابه ، وحتى أحتسبك أنا ، فإنه لو كان معي الساعة أحد أنا أولى به مني بك لسرني أن يتقدم بين يدي حتى أحتسبه ، فإن هذا يوم ينبغي لنا أن نطلب الأجر فيه بكل ما نقدر عليه ، فإنه لا عمل بعد اليوم، وإنما هو الحساب (5).
أقول : هذا مثل مقال العباس بن علي (ع) لإخوته في ذلك اليوم، تقدموا لأحتسبكم فإنه لا ولد لكم ، يعني فينقطع نسلكم فيشتد بلائي ويعظم أجري ، وفهم بعض المؤرخين من هذا المقال أنه أراد : لأحوز ميراثكم لولدي ، وهو اشتباه، والعباس أجل قدرا من ذلك.
وروى أبو مخنف أيضا قال : فتقدم عابس إلى الحسين بعد مقالته لشوذب فسلم عليه وقال : يا أبا عبد الله أما والله ما أمسى على ظهر الأرض قريب ولا بعيد أعز علي ولا أحب إلي منك ، ولو قدرت على أن أدفع عنك الضيم والقتل بي أعز علي من نفسي ودمي لفعلته ، السلام عليك يا أبا عبد الله، أشهد أني على هداك وهدى أبيك ، ثم مشى بالسيف مصلتا نحو القوم ، وبه ضربة على جبينه ، فطلب البراز (6).
وروى أبو مخنف عن الربيع بن تميم الهمداني أنه قال : لما رأيت عابسا مقبلا عرفته وكنت قد شاهدته في المغازي والحروب، وكان أشجع الناس، فصحت : أيها الناس: هذا أسد الأسود ، هذا ابن أبي شبيب، لا يخرجن إليه أحد منكم ، فأخذ عابس ينادي : ألا رجل ألا رجل ؟! فلم يتقدم إليه أحد، فنادى عمر بن سعد : ويلكم ارضخوه بالحجارة ، فرمي بالحجارة من كل جانب ، فلما رأى ذلك ألقى درعه ومغفره خلفه ، ثم شد على الناس ، فوالله رأيته يكرد أكثر من مائتي من الناس ، ثم إنهم تعطفوا عليه من حواليه ، فقتلوه واحتزوا رأسه ، فرأيت رأسه في أيدي رجال ذوي عدة ، هذا يقول : أنا قتلته ، وهذا يقول : أنا قتلته ، فأتوا عمر بن سعد فقال : لا تختصموا ، هذا لم يقتله إنسان (7) واحد ، كلكم قتله ، ففرقهم بهذا القول (8).
أورد العلامة حسن الأمين في مستدركات أعيان الشيعة (9) :
عابس بن أبي شبيب الشاكري :
جاء عابس بن أبي شبيب الشاكري يوم كربلاء ومعه شوذب مولى شاكر فقال : يا شوذب ما في نفسك ان تصنع ، قال : ما أصنع أقاتل معك دون ابن بنت رسول الله (ص) حتى أقتل ، قال : ذلك الظن بك إمالا فتقدم بين يدي أبي عبد الله حتى يحتسبك كما احتسب غيرك من أصحابه وحتى أحتسبك أنا فإنه لو كان معي الساعة أحد أنا أولى به مني بك لسرني أن يتقدم بين يدي حتى أحتسبه فإن هذا يوم ينبغي لنا ان نطلب الأجر فيه بكل ما قدرنا عليه فإنه لا عمل بعد اليوم وإنما هو الحساب.
قال فتقدم فسلم على الحسين (ع) ثم مضى فقاتل حتى قتل ، قال : ثم قال عابس بن أبي شبيب : يا أبا عبد الله أما والله ما أمسى على ظهر الأرض قريب ولا بعيد أعز علي ولا أحب إلى منك ولو قدرت على أن أدفع عنك الضيم والقتل بشئ أعز علي من نفسي ودمي لفعلته السلام عليك يا أبا عبد الله أشهد الله أني على هديك وهدى أبيك ثم مشى بالسيف مصلتا نحوهم وبه ضربة على جبينه.
( قال أبو مخنف ) حدثني نمير بن وعلة عن رجل من بني عبد من همدان يقال له ربيع بن تميم شهد ذلك اليوم قال : لما رأيته مقبلاً عرفته وقد شاهدته في المغازي وكان أشجع الناس فقلت : أيها الناس هذا الأسد الأسود هذا ابن أبي شبيب لا يخرجن إليه أحد منكم فأخذ ينادي ألا رجل لرجل ، فقال عمر بن سعد : ارضخوه بالحجارة ، قال : فرمي بالحجارة من كل جانب ، فلما رأى ذلك ألقى درعه ومغفرة ثم شد على الناس فوالله لرأيته يكرد أكثر من مائتين من الناس ثم إنهم تعطفوا عليه من كل جانب فقتل .
قال : فرأيت رأسه في أيدي رجال ذوي عدة هذا يقول أنا قتلته وهذا يقول أنا قتلته فاتوا عمر بن سعد فقال لا تختصموا هذا لم يقتله سنان واحد ففرق بينهم بهذا القول.
أورد العلامة الشيخ عباس القمي في الكنى والألقاب (10) :
( ابن أبي شبيب ) عابس بن أبي شبيب الشاكري، كان أشجع الناس ولما خرج يوم عاشوراء إلى القتال لم يتقدم إليه أحد فمشى بالسيف مصلتاً نحوهم وبه ضربة على جبينه فاخذ ينادي ألا رجل ؟ ألا رجل ؟ ، فنادى عمر بن سعد : ويلكم ارضخوه بالحجارة ، فرمي بالحجارة من كل جانب ، فلما رأى ذلك ألقى درعه ومغفره، وكأن من لسان حاله حكى من قال :
وقـت آن امـدكه من عريان iiشوم جسم بگذارم سراسرجان شوم iiانچه غـير از شـورش وديوانگي iiاست انـدرين ره روي بـيگانگي iiاست آزمـودم مرك من در زندگى iiاست چون رهم زين زندگي پايندگى است |
ثم شد على الناس وكأن حسان بن ثابت قصده في قوله :
يـلقى الرماح الشاجرات iiبنحره ويـقيم هـامته مـقام iiالـمغفر مـا ان يريد إذا الرماح iiشجرنه درعا سوى سربال طيب العنصر ويقول للطرف اصطبر لشبا iiالقنا فـهدمت ركن المجد إن لم iiتعفر |
وقال شاعر العجم :
چو شـن زبر گرفت كه ما هم نه iiماهيم مـغفر زسـر فكند كه بازم نيم iiخروس بي خود وبى زره بدر امدر كه مرگ iiرا در بر برهنه ميكشم اينك چو نو عروس |
قال الراوي: فوالله لقد رأيته يطرد أكثر من مائتين من الناس ثم انهم تعطفوا عليه من كل جانب فقتل رحمة الله عليه ورضوانه.
ورد في مثير الأحزان للعلامة ابن نما الحلي ( رضي الله عنه ) (11) :
وجاء عابس بن أبي شبيب الشاكري مولى بني شاكر فقال له الحسين (ع) : يا أبا شوذب ما في نفسك ؟! ، قال : أقاتل معك ، فدنا من الحسين (ع) وقال : لو قدرت ان ارفع عنك بشئ هو أعز من نفسي لفعلت ، ثم تقدم فلم يقدم عليه أحد فقال زياد بن الربيع بن أبي تميم الحارثي هذا ابن شبيب الشاكري القوي لا يخرجن إليه أحد ارموه بالحجارة فرموه حتى قتل .
ورد في أنصار الحسين (ع) للعلامة محمد مهدي شمس الدين ( قدس سره ) (12) :
عابس بن أبي شبيب الشاكري :
ذكره الطبري (13) والشيخ (14) والخوارزمي (15) والزيارة (16) والرجبية ، وفيها : ( ابن شبيب ) ، من رجال الشيعة ، كان رئيسا ، شجاعا ، خطيبا ، ناسكا متهجدا وكان من أعظم الثوار ، إخلاصا وحماسا ، كان واعيا ، لمح في كلامه مع مسلم بن عقيل ، إلى أنه ليس واثقا من الناس ، ولكنه ، مع ذلك ، مصمم على الثورة (17).
أرسله مسلم بن عقيل إلى الحسين بالرسالة التي أخبره فيها ببيعة أهل الكوفة ، ودعاه إلى القدوم ، وذلك قبل الانقلاب المضاد (18) الشاكري : بنو شاكر من جذام ، من القحطانية ( يمن ، عرب الجنوب ) كوفي ، شخصية بارزة.
ورد في مستدركات علم رجال الحديث للعلامة الشيخ علي النمازي الشاهرودي ( أعلى الله مقامه ) (19) :
عابس بن أبي شبيب الشاكري :
من خلص رجال الشيعة ، رئيساً شجاعاً خطيباً ناسكاً متهجداً ناصراً أمير المؤمنين (ع) ، نال شرف الشهادة وتشرف بسلام الناحية المقدسة .
جاء في موسوعة شهادة المعصومين (ع) إعداد لجنة الحديث في معهد باقر العلوم (ع) (20) :
عابس بن أبي شبيب الشاكري :
قال الطبري : جاء عابس بن أبي شبيب الشاكري ومعه شوذب مولى شاكر ، فقال : يا شوذب ، ما في نفسك أن تصنع ؟ قال : ما أصنع ! أقاتل معك دون ابن بنت رسول الله (ص) حتى أقتل ، قال : ذلك الظن بك ، فتقدم بين يدي أبي عبد الله حتى يحتسبك كما أحتسب غيرك من أصحابه ، وحتى أحتسبك أنا ، فإنه لو كان معي الساعة أحد أنا أولى به مني بك لسرني أن يتقدم بين يدي حتى أحتسبه ، فإن هذا يوم ينبغي لنا أن نطلب الأجر فيه بكل ما قدرنا عليه ، فإنه لا عمل بعد اليوم ، وإنما هو الحساب ، قال : فتقدم فسلم على الحسين، ثم مضى فقاتل حتى قتل.
ثم قال عابس بن أبي شبيب : يا أبا عبد الله، أما والله ما أمسى على ظهر الأرض قريب ولا بعيد أعز علي ولا أحب إلي منك ، ولو قدرت على أن أدفع عنك الضيم والقتل بشيء أعز علي من نفسي ودمي لفعلته ، السلام عليك يا أبا عبد الله أشهد الله أني على هديك وهدي أبيك ، ثم مشى بالسيف مصلتا نحوهم وبه ضربة على جبينه.
قال أبو مخنف : حدثني نمير بن وعلة ، عن رجل من بني عبد من همدان يقال له : ربيع بن تميم شهد ذلك اليوم، قال : لما رأيته مقبلا عرفته وقد شاهدته في المغازي، وكان أشجع الناس، فقلت : أيها الناس ، هذا الأسد الأسود، هذا ابن أبي شبيب ، لا يخرجن إليه أحد منكم ، فأخذ ينادي : ألا رجل لرجل ؟ فقال عمر بن سعد : أرضخوه بالحجارة ، قال : فرمي بالحجارة من كل جانب ، فلما رأى ذلك ألقى درعه ومغفره ، ثم شد على الناس ، فوالله لرأيته يكرد أكثر من مائتين من الناس، ثم إنهم تعطفوا عليه من كل جانب ، فقتل ، قال : فرأيت رأسه في أيدي رجال ذوي عدة ، هذا يقول : أنا قتلته ، وهذا يقول : أنا قتلته ، فأتوا عمر بن سعد فقال : لا تختصموا ، هذا لم يقتله سنان واحد ، ففرق بينهم بهذا القول (21).
وورد في زيارة الناحية (22) :
( السلام على عابس بن أبي شبيب الشاكري ) .
**************************************************************
1 ـ ص 126 ـ 129.
2 ـ عده الشيخ الطوسي في أصحاب الحسين (ع) ، راجع رجال الشيخ : 103، الرقم 1019.
3 ـ تاريخ الطبري: 3 / 279.
4 ـ راجع تاريخ الطبري: 3 / 290.
5 ـ تاريخ الطبري: 3 / 329.
6 ـ تاريخ الطبري: 3 / 329.
7 ـ في المصدر: سنان.
8 ـ تاريخ الطبري: 3 / 329.
9 ـ ج 1 ـ ص 64.
10 ـ ج 1 ـ ص 196 ـ 197.
11 ـ ص 49.
12 ـ ص 94 ـ 95.
13 ـ الطبري: 5 ـ 443.
14 ـ الرجال: 78.
15 ـ مقتل الحسين: 2 ـ 22.
16 ـ بحار الأنوار: 45 ـ 28، 29 - 73.
17 ـ الطبري: 5 ـ 355 ، والخوارزمي : مقتل الحسين: 1 ـ 197.
18 ـ الطبري: 5 ـ 375 وبقية المصادر.
19 ـ ج 4 ـ ص 305.
20 ـ ج 2 ـ ص 228 ـ 229.
21 ـ تاريخ الطبري 3 : 329، تسلية المجالس وزينة المجالس 2 : 298 ، البحار 45 : 28 ، العوالم 17 : 272 ، مقتل المقرم: 251.
22 ـ المزار ـ الشهيد الأول ـ ص 152.
ورد في أبصار العين في أنصار الحسين (ع) للمحقق الشيخ محمد السماوي ( قدس سره ) (1) :
عامر بن مسلم العبدي البصري ومولاه سالم مولى عامر بن مسلم العبدي كان عامر من الشيعة في البصرة، فخرج هو ومولاه سالم مع يزيد إلى الحسين (ع)، وانضم إليه ، حتى وصلوا كربلا ، وكان القتال فقتلا بين يديه، وقد تقدم له ذكر في أبيات الفضل بن العباس بن ربيعة المارة آنفا، قال في المناقب وفي الحدائق: قتلا في الحملة الأولى (2).
جاء في أنصار الحسين (ع) للعلامة محمد مهدي شمس الدين ( قدس سره ) (3) :
عامر بن مسلم :
هكذا ورد في الزيارة(4) والرجبية وعند ابن شهرآشوب (5) في عداد قتلى الحملة الأولى، والشيخ (6) وقال عنه أنه مجهول ، نسبه السيد الأمين، فقال : ( العبدي ) ونسبه بحر العلوم في هامش رجال الشيخ فقال : ( السعدي ) ، السعدي ، أو العبدي ( من عبد القيس ) كلتا النسبتين في عدنان ( عرب الشمال ) .
من البصرة : لا نعرف عنه شيئا آخر.
وجاء في معجم رجال الحديث للفقيه الكبير السيد الخوئي ( قدس سره ) (7) :
عامر بن مسلم :
مجهول ، من أصحاب الحسين (ع) ، رجال الشيخ ، وعده ابن شهر آشوب في المناقب في من قتل في الحملة الأولى ، ووقع التسليم عليه في زيارتي الناحية والرجبية .
**************************************************************
1 ـ ص 191.
2 ـ المناقب: 4 / 113 ، الحدائق الوردية: 121.
3 ـ ص 96.
4 ـ بحار الأنوار : 45 / 72.
5 ـ المناقب: 4 / 113.
6 ـ الرجال: 77.
7 ـ ج 10 ـ ص 219.
« عبد الرحمن بن عبد الله اليزني (رض) »
ذكره ابن شهرأشوب (1) والخوارزمي (2) وبحار الأنوار (3) نرجح أنه هو الذي ورد في الرجبية باسم ( عبد الرحمان بن عبد الله الازدي) خلافا لسيدنا الأستاذ الذي رأى اتحاده مع عبد الرحمان بن عبد الله بن الكدن الارحبي ( معجم رجال الحديث : 9 / 349 ) اليزني : من يزن ، بطن من حمير ( يمن ، عرب الجنوب ) لا نعرف عنه شيئا آخر .
**************************************************************
1 ـ المناقب : 4 ـ 102 .
2 ـ مقتل الحسين : 2 ـ 17 .
3 ـ بحار الأنوار : 45 ـ 22 .
« عبد الرحمن بن عبد ربه الأنصاري الخزرجى (رض) »
ذكره الطبري (1) والشيخ ، ونسبه إلى الخزرج (2) وبحار الأنوار (3) وذكره ابن طاووس ( اللهوف/ ص : 40 ) وهو أحد الذين كانوا يأخذون البيعة للحسين في الكوفة ، يبدو أنه إحدى الشخصيات البارزة ، خزرجي ( يمن ، عرب الجنوب ) من الكوفة ، لا نعرف عنه شيئا آخر .
**************************************************************
1 ـ الطبري : 5 / 423 .
2 ـ الرجال : 77 .
3 ـ بحار الأنوار : 45 / 1 .
« عبد الرحمن بن عروة الغفاري (رض) »
ذكره الخوارزمي (1) وبحار الانوار (2) ، ربما يكون أحد الأخوين الغفاريين ابني عرزة بن حراق ، والذي حملنا على ترجيح كونه رجلا آخر أن الخوارزمي ومحمد بن أبي طالب الموسوي الذي روى عنه المجلسي في البحار ذكر هذا الشهيد قد ذكرا الأخوين الغفاريين بعد ذكرهما لهذا .
والمصادر كلها تذكر الأخوين الغفاريين معا ، وتذكر إنها استأذنا في القتال معا ، وقاتلا معا حتى قتلا ، ولم تذكر المصادر كل واحد منها على انفراد ، بينما ذكر الخوارزمي والمجلسي في البحار ( في موضعين ) هذا الشهيد وحده ، ونسب إليه رجزا يقول فيه : ( قد علمت حقا بنو غفار ) الغفاري : من غفار بن مليل ، بطن من كنانة ، من العدنانية ( عرب الشمال ) .
**************************************************************
1 ـ مقتل الحسين : 2 ـ 22 .
2 ـ بحار الانوار : 45 / 28 ، وفي 44 / 320 سماه ( عبد الله بن أبي عروه الغفاري )
« عبد الرحمن بن عبد الله الهمداني الأرحبي (رض) »
كان وجهًا تابعيًّا شجاعًا مقدامًا ، أوفده أهل الكوفة إلى الإمام الحسين عليه السلام في مكّة مع قيس بن مسهر ، ورجع مع مسلم عليه السلام إلى الكوفة ثم عاد عبد الرحمن إلى الإمام الحسين عليه السلام ، وفي يوم العاشر استأذن للقتال فتقدّم وهو يقول :
صبرًا على الأسياف والأسنة صـبرًا عليها لدخول iiالجنّة |
« عبد الله بن بشر الخثعمي (رض) »
قال المحقّق السماوي (ره) : ( هو عبد الله بن بشر بن ربيعة بن عمرو بن منارة بن قُمَيْر بن عامر بن رائسة بن مالك بن واهب بن جليحة بن كلب بن ربيعة بن عفرس بن خلف بن أقبل بن أنمار ، الأنماريّ الخثعمي ) .
ان عبد الله بن بشر الخثعمي من مشاهير الكماة ، الحماة للحقائق ، وله ولأبيه ذكر في المغازي والحروب .
ال ابن الكلبي : بشر بن ربيعة الخثعمي هو صاحب الخطّة بالكوفة التي يُقال لها : جبانة بشر ، وهو القائل يوم القادسية :
أنختُ بباب القادسية iiناقتي وسعد بن وقّاص عليَّ أمير |
وكان ولد عبد الله ممن خرج مع عسكر ابن سعد ، ثمّ صار إلى الحسين ( عليه السلام ) فيمن صار إليه أيّام المهادنة ، قال صاحب الحدائق وغيره : إنّ عبد الله بن بشر قُتل في الحملة الأولى قبل الظهر ) (1).
**************************************************************
1 ـ إبصار العين : 170 .
« عبد الله بن عروة بن حرّاق الغفاري (رض)
وعبد الرحمن بن عروة بن حرّاق الغفاري (رض) »
قال المحقّق السماوي (ره) : ( كان عبد الله وعبد الرحمن الغفاريان من أشراف الكوفة ومن شجعانهم وذوي الموالاة منهم ، وكان جدّهما حرّاق من أصحاب أمير المؤمنين ( عليه السلام ) وممّن حارب معه في حروبه الثلاث .
وجاء عبد الله وعبد الرحمن إلى الحسين بالطفّ .
وقال أبو مخنف : لمّا رأى أصحاب الحسين أنّهم قد كُثروا ، وأنّهم لا يقدرون على أن يمنعوا الحسين ولا أنفسهم ، تنافُسوا في أن يقتلوا بين يديه ، فجاءه عبد الله وعبد الرحمن إبنا عروة الغفاريّان فقالا : يا أبا عبد الله السلام عليك! حازنا العدوّ إليك فأحببنا أن نُقتل بين يديك ، نمنعك وندفع عنك ! فقال : مرحباً بكما ! أدنّوا منّي .
فدنوا منه ، فجعلا يقاتلان قريباً منه ، وإنّ أحدهما ليرتجز ويتمّ له الآخر فيقولان :
قـد عـلمتْ حـقّاً بنو iiغفار وخـندف بـعد بـني iiنِـزار لـنضربنّ مـعشر iiالـفجّار بـكلّ غـضب صـارم iiبتّار يا قوم ذودوا عن بني الأطهار بـالمشرفيّ والـقنا iiالخطّار |
لم يزالا يقاتلان حتّى قُتلا .
وقال السرويّ : إنّ عبد الله قُتل في الحملة الأولى ، وعبد الرحمن قُتل مبارزة ، وقال غيره : إنّهما قُتلا مبارزة ، وهو الظاهر من المراجعة (1) .
وقد ورد السلام عليهما في زيارة الناحية المقدّسة : ( السلام على عبد الله وعبد الرحمن إبني عروة بن حرّاق الغفاريين ) (2).
**************************************************************
1 ـ إبصار العين : 175 ـ 176 .
2 ـ البحار : 73 : 101 .
« عبد الله بن عمير الكلبي (رض) »
ذكره الطبري (1) وابن شهر آشوب في عداد قتلى الحملة الأولى : ( عبد الله بن عمير ) (2) والخوارزمي (3) وبحار الأنوار (4) والزيارة (5) والرجبية ، من بني عليم ، توجه من الكوفة إلى الحسين مع زوجته أم وهب بنت عبد من النمر بن قاسط ، حين رأى ابن زياد يعرض جند لإرسالهم إلى حرب الحسين .
واستشهدت زوجته بعد قتله ، وكان القتيل الثاني من أصحاب الحسين ، شاب ، مقاتل شديد المراس من الكوفة ، من أعظم الثوار حماسا ، بنو عليم بن جناب : بطن من كنانة عذرة ، من قضاعة ، وكلب من قضاعة ، من القحطانية ( يمن ، عرب الجنوب ) .
**************************************************************
1 ـ الطبري : 5 / 429 ـ 430 و 436 .
2 ـ المناقب : 4 / 113 .
3 ـ مقتل الحسين : 2 / 8 ـ 9 .
4 ـ بحار الأنوار : 45 ـ 12 ـ 13 .
5 ـ بحار الأنوار : 45 ـ 7 .
« عبد الله بن يزيد بن نبيط (ثبيت) العبدي (رض)
»
ذكره الطبري (1) وابن شهر اشوب في عداد قتلى الحملة الاولى (2) ، إلا أنه قال عنه ( ابن زيد ) .
في الزيارة (3) وفي الرجبية : ( السلام على بدر بن رقيط وابنيه عبد الله ، وعبيد الله ) ، خرج معه أبيه يزيد بن نبيط من البصرة ، حين تلقى البصريون كتابا من الحسين يدعوهم فيه إلى نصرته (4) ، العبدي : من عبد القيس ، عدنان ( عرب الشمال ) شاب ، بصري .
**************************************************************
1 ـ الطبري : 5 / 353 ـ 354 .
2 ـ المناقب : 4 / 113 .
3 ـ بحار الأنوار : 45 / 72 .
4 ـ الطبري : 5 / 353 ـ 35 .
« عبدالله بن عمير الكلبي (رض)
»
هو عبد الله بن عمير بن عباس بن عبد قيس بن عليم بن جناب الكلبي العليمي أبو وهب ، كان عبد الله بن عمير بطلاً شجاعاً شريفاً ، نزل الكوفة واتخذ عند بئر الجعد من همدان داراً ، فنزلها ومعه زوجته أم وهب بنت عبد من بني النمر بن قاسط ، فرأى القوم بالنخيلة يعرضون ليسرحوا إلى الحسين (ع) ، فسأل عنهم ، فقيل له يسرحون إلى الحسين (ع) بن فاطمة بنت رسول الله (ص) ، فقال : والله لقد كنت على جهاد أهل الشرك حريصاً واني لأرجو أن لا يكون جهاد هؤلاء الذين يغزون ابن بنت نبيهم أيسر ثواباً عند الله من ثوابه إياي في جهاد المشركين ، فدخل إلى امرأته فأخبرها بما سمع ، واعلمها بما يريد ، فقالت له : أصبت أصاب الله بك ارشد أمورك ، إفعل وأخرجني معك ، فخرج بها ليلاً حتى أتى الحسين (ع) ، فأقام معه، فلما دنا عمر بن سعد ورمى ، فارتمى الناس خرج يسار مولى زياد وسالم مولى عبيد الله ، فقالا من يبارز ليخرج إلينا بعضكم ، فوثب حبيب وبرير ، فقال لهما الحسين (ع) اجلسا فقام عبد الله بن عمير فقال : أبا عبد الله رحمــك الله إاذن لي لأخرج إليهما فرأى الحسين (ع) رجلاً شديد الساعدين ، بعيد ما بين المنكبين ، فقال إني لأحسبه للأقران قتالاً ، اخرج أن شئت ، فخرج إليهما ، فقالا من أنت ، فانتسب لهما ، فقالا لا نعرفك ، ليخرج إلينا زهير أو حبيب أو برير ، فشدّ عبد الله على يسار فضربه بسيفه حتى برد ، فانه لمشتغل يضربه بسيفه ، إذ شدّ عليه سالم ، فصاح به أصحابه قد رهقك العبد العبد ، فلم يأبه له حتى غشيه فبدره بضربة فاتقاها عبد الله بيده اليسرى فأطار أصابعها ، ثم مال عليه عبد الله فضربه حتى قتله ، وأقبل إلى الحسين (ع) يرتجز أمامه وقد قتلهما جميعاً وهو يقول :
إن تـنكروني فأنا ابن iiكلب حسبي ببيتي في عليم حسبي إنـي امرؤ ذو مرة وعصب ولـست بالخوار عند iiالحرب إنـي زعـيم لـك أم وهب بالطعن فيهم مقدماً iiوالضرب |
فلما سمعته زوجته أم وهب أخذت عموداً ، ثم أقبلت نحو زوجها تقول فداك أبي وأمي قاتل دون الطيبين ذرية محمد (ص) ، فأقبل يردها نحو النساء، فأخذت تجاذب ثوبه وتقول لن أدعك دون أن أموت معك ، وإن يمينه قابضة على السيف ويساره مقطوعة أصابعها ، فلا يستطيع رد امرأته ، فجاء إليها الحسين (ع) وقال : جزيتم من أهل بيتٍ خيرا ارجعي رحمك الله إلى النساء فاجلسي معهن فانه ليس على النساء قتال ، فانصرفت إليهن ، بعد ذلك حمل عمرو بن الحجاج الزبيدي على الميمنة فثبتوا له وجثوا على الركب وأشرعوا الرماح فلم تقدم الخيل ، وحمل شمر على الميسرة ، فثبتوا له وطاعنوه ، وقاتل عبد الله بن عمير الكلبي وكان في الميسرة قتال ذي لبد ، وقتل من القوم رجالاً ، فحمل عليه هاني بن ثبيت الحضرمي وبكير بن حي التيمي من تيم الله بن ثعلبة فقتلاه رضوان الله ورحمته عليه ثم عطفت الميمنة والميسرة والخيل والرجال على أصحاب الحسين (ع) فاقتتلوا قتالاً شديداً وصرع أكثرهم فبانت بهم القلة وانجلت الغبرة فخرجت إمرأة الكلبي تمشي إلى زوجها ، حتى جلست عند رأسه، تمسح التراب عنه ، وتقول هنيئاً لك الجنة ، أسأل الله الذي رزقك الجنة ، أن يصحبني معك، فقال شمر لغلامه رستم إضرب رأسها بالعمود ، فضرب رأسها فشدخه فماتت مكانها رحمة الله عليها .
« عمّار بن أبي سلامة الدالاني ـ الصحابي ـ (رض)
»
قال المحقّق السماوي (ره) : ( هو عمّار بن أبي سلامة بن عبد الله بن عمران بن راس بن دالان ، أبو سلامة الدالاني ، وبنو دالان بطن من همدان ) .
كان أبو سلامة عمّار صحابياً له رؤية كما ذكره الكلبي وابن حجر (1) وقال أبو جعفر الطبري : وكان من أصحاب عليّ ( عليه السلام ) ومن المجاهدين بين يديه في حروبه الثلاث ، وهو الذي سأل أمير المؤمنين ( عليه السلام ) عندما سار من ذي قار إلى البصرة فقال : يا أمير المؤمنين إذا قدمتَ عليهم فماذا تصنع ؟ فقال : أدعوهم إلى الله وطاعته ، فإن أبوا قاتلهم .
فقال أبو سلامة : إذن لن يبلغوا داعي الله ـ في كلام له ـ وقال ابن حجر في الإصابة : إنّه أتى إلى الحسين ( عليه السلام ) في الطفّ وقُتل معه (2) ، وذكر صاحب الحدائق ، والسروي : أنّه قُتل في الحملة الأولى حيث قُتل جملة من أصحاب الحسين ( عليه السلام ) (3).
وروى البلاذري قائلاً : ( وهمّ عمّار بن أبي سلامة الدالاني أن يفتك بعبيد الله بن زياد في عسكره بالنخيلة ، فلم يمكنه ذلك ، فلطف حتّى لحق بالحسين فقُتل معه ) (4) .
وفي طريقه إلى كربلاء كان عمّار (رض) قد أصطدم بمسلحة كبيرة من مسالح ابن زياد التي حاصرت الطريق إلى كربلاء ، ينقل المحقّق السيّد المقرّم (ره) عن كتاب الإكليل للهمداني قائلا : ( وجعل عبيد الله بن زياد زجر بن قيس الجعفي على مسلحة في خمسمائة فارس ! وأمره أن يُقيم بجسر الصراة ، يمنع من يخرج من الكوفة يريد الحسين ( عليه السلام ) ، فمرَّ به عامر بن أبي سلامة بن عبد الله بن عرار الدالاني ، فقال له زجر : لقد عرفت حيث تريد ، فارجع ! فحمل عليه وعلى أصحابه فهزمهم ومضى ، وليس أحد منهم يطمع في الدنوّ منه ! فوصل كربلاء ، ولحق بالحسين ( عليه السلام ) حتّى قُتل معه ، وكان قد شهد المشاهد مع أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب ( عليه السلام )) (5).
وقد ورد السلام عليه في زيارة الناحية المقدّسة : ( السلام على عمّار بن أبي سلامة الهمداني ) (6).
**************************************************************
1 ـ ( 1 و 2 ) في الإصابة ، 112 : 3 ، رقم 6463 : ( عمّار بن أبي سلامة بن عبد الله بن عمران بن رأس بن دالان ، الهمداني ثمّ الدالاني كم ـ له إدراك ، وكان قد شهد مع عليّ مشاهده ، وقتل مع الحسين بن عليّ بالطفّ ، ذكره ابن الكلبي ) .
2 ـ ( 1 و 2 ) في الإصابة ، 112 : 3 ، رقم 6463 : ( عمّار بن أبي سلامة بن عبد الله بن عمران بن رأس بن دالان ، الهمداني ثمّ الدالاني كم ـ له إدراك ، وكان قد شهد مع عليّ مشاهده ، وقتل مع الحسين بن عليّ بالطفّ ، ذكره ابن الكلبي ) .
3 ـ إبصار العين : 133 ـ 134 ، وانظر : وسيلة الدارين : 172 ، رقم 106 .
4 ـ أنساب الأشرف : 388 : 3 .
5 ـ مقتل الحسين ( عليه السلام ) للمقرّم 199 ، ويلاحظ التفاوت في الإسم وأسماء بعض الأجداد مع ما ضبطه المحقّق السماوي (ره).
6 ـ البحار ، 73 : 45 و 273 : 101 .
« عمار بن حسان بن شريح الطافي (رض)
»
أورد المحقق الشيخ محمد السماوي في أبصار العين في أنصار الحسين (ع) (1) :
عمار بن حسان الطائي (2) هو عمار بن حسان بن شريح بن سعد بن حارثة بن لام بن عمرو بن ظريف بن عمرو بن ثمامة بن ذهل بن جذعان بن سعد بن طي ، الطائي .
كان عمار من الشيعة المخلصين في الولاء ، ومن الشجعان المعروفين ، وكان أبوه حسان ممن صحب أمير المؤمنين (ع) وقاتل بين يديه في حرب الجمل وحرب صفين فقتل بها .
وكان عمار صحب الحسين (ع) من مكة ولازمه حتى قتل بين يديه. قال السروي: قتل في الحملة الأولى (3) .
ومن أحفاد عمار عبد الله بن أحمد بن عامر بن سليمان بن صالح بن وهب بن عمار هذا ، أحد علمائنا ورواتنا ، صاحب كتاب قضايا أمير المؤمنين (ع) يرويها عن أبيه ، عن الرضا (ع) (4) .
جاء في معجم رجال الحديث للعلامة السيد الخوئي ( قدس سره ) (5) :
عمار بن حسان :
من أصحاب الحسين عليه السلام ، رجال الشيخ .
وعده ابن شهرآشوب من المقتولين في الحملة الأولى ، المناقب : الجزء 4 ، باب إمامة أبي عبد الله الحسين بن علي (ع) ، في فصل في مقتله (ع) ، ووقع التسليم عليه في زيارتي الناحية والرجبية .
أقول : تقدم عن النجاشي ذكر عامر بن حسان ، وأنه من المقتولين بكربلاء ، والظاهر اتحاده مع المترجم .
وجاء في زيارة الناحية المذكورة في إقبال الأعمال (6) :
( السلام على عمار بن حسان بن شريح الطائي ) .
**************************************************************
1 ـ ص 197 ـ 198 .
2 ـ عده الشيخ الطوسي في أصحاب الحسين (ع) ، راجع رجال الشيخ : 103 ، الرقم 1013 .
3 ـ المناقب : 4 / 113 .
4 ـ لاحظ رجال النجاشي : 229 ، الرقم 606 .
5 ـ ج 13 ـ ص 267 .
6 ـ ج 3 ـ ص 79 .
« عمر بن ضبيعة بن قيس بن ثعلبة الضبعي التميمي ـ الصحابي ـ (رض)
»
نقل الزنجاني يقول : ( قال المحقّق الأستر آبادي في رجاله : عمرو بن ضبعة الضبعي من أصحاب الحسين ( عليه السلام ) قّتل معه بالطف ، وقال العسقلاني في الإصابة : هو عمرو بن ضبعة بن قيس بن ثعلبة الضبعي التميمي ، له ذكر في المغازي والحروب ، وكان فارساً شجاعاً له إدراك ، قال أبو مخنف : حدّثني فضيل بن خديج الكندي أنّ عمرو بن ضبعة بن قيس كان ممّن خرج مع عمر بن سعد إلى حرب الحسين ، فلمّا ردّوا الشروط على الحسين ( عليه السلام ) مال إليه ، ثمّ دخل في أنصار الحسين ( عليه السلام ) فيمن دخل ، وقاتل بين يديه حتّى قُتل في الحملة الأولى مع من قُتل رضوان الله عليه ) (1) .
وقد ورد السلام عليه في زيارة الناحية المقدّسة : ( السلام على عمرو بن ضبيعة الضبعي ) (2).
**************************************************************
1 ـ وسيلة الدارين : 177 ، رقم 112 ، وانظر : إبصار العين : 194 .
2 ـ البحار ، 273 ، 101 و 72 : 45 .
« عمر بن عبد الله ( أبو ثمامة ) الصائدي (رض)
»
وجاء في الكنى والألقاب للعلامة الشيخ عباس القمي ( قدس سره ) (1) :
( أبو ثمامة الصائدي ) عمرو بن عبد الله بن كعب الصائدي من شهداء الطف رضوان الله عليه ، كان من فرسان العرب ووجوه الشيعة ، وكان بصيراً بالأسلحة ولهذا لما جاء مسلم ابن عقيل إلى الكوفة قام معه وصار يقبض الأموال ويشتري بها الأسلحة بأمر مسلم بن عقيل رضوان الله عليه .
وذكرت في نفس المهموم في واقعة يوم عاشوراء ونصرة أصحاب الحسين له (ع) انه تعطف الناس عليهم فكثروهم فلا يزال الرجل من أصحاب الحسين (ع) قد قتل فإذا قتل منهم الرجل والرجلان يتبين فيهم وأولئك لا يتبين فيهم ما يقتل منهم فلما رأى ذلك أبو ثمامة (ره) قال للحسين (ع) أبا عبد الله نفسي لك الفداء إني أرى هؤلاء قد اقتربوا منك ولا والله لا تقتل حتى اقتل دونك إن شاء الله وأحب ان ألقى ربى وقد صليت هذه الصلاة التي قد دنا وقتها قال فرفع الحسين رأسه ثم قال ذكرت الصلاة جعلك الله من المصلين الذاكرين نعم هذا أول وقتها .
أورد العلامة محمد مهدي شمس الدين أنصار الحسين (ع) (2) :
عمر بن عبد الله ( أبو ثمامة ) الصائدي :
الزيارة (3) والطبري (4) وابن شهر آشوب (5) الرجبية ، وورد في رجال الشيخ ( عمرو بن ثمامة ) مصحفاً ، وعند الخوارزمي (6) ( أبو ثمامة الصيداوي ) مصحفا ، وكذلك في بحار الأنوار (7) كان هو الذي يقبض الأموال أيام مسلم في الكوفة ، ويشتري السلاح ، وكان من فرسان العرب ووجوه الشيعة (8) عقد له مسلم على ربع تميم وهمدان حين بدأ تحركه القصير الاجل ضد عبيد الله بن زياد (9) صائد : بطن من همدان ( يمن ، عرب الجنوب ) .
وجاء في مستدركات علم رجال الحديث للعلامة الكبير الشيخ علي النمازي الشاهرودي ( أعلى الله مقامه ) (10) :
عمرو بن عبد الله الأنصاري أبو ثمامة :
من وجوه أصحاب أمير المؤمنين (ع) وشهد حروبه كلها ، وبعده صحب الحسن (ع) ، وبعده الحسين (ع) ، وله قضايا كريمة مع الحسين (ع) في ليلة عاشوراء ويوم عاشورا وحين الصلاة .
ودعا له الحسين (ع) بقوله : ذكرت الصلاة ، جعلك الله مع المصلين الذاكرين ، وتشرف بالشهادة وبسلام الناحية المقدسة .
وجاء في مكان آخر من مستدركات علم رجال الحديث (11) :
أبو ثمامة الصيداوي عمرو بن عبد الله بن كعب :
من شهداء الطف ، من شجعان العرب ، ومن كبار الشيعة ، وله كلمات شريفة مع الحسين (ع) يوم عاشوراء وقت الصلاة ، تشرف بسلام الناحية المقدسة .
ورد في مناقب آل أبي طالب لابن شهر آشوب ( رضي الله عنه ) (12) :
ثم برز أبو ثمامة الصائدي وقال :
عــزاء لآل الـمصطفى iiوبـناته على حبس خير الناس سبط محمد ع زاء لـزهـراء الـنـبي وزوجـها خـزانة عـلم الله مـن بـعد iiأحمد عـزاء لأهـل الشرق والغرب كلهم وحـزنا على حبس الحسين iiالمسدد فـمن مـبلغ عـن الـنبي iiوبـنته بـأن ابـنكم فـي مجهد أي iiمجهد |
وجاء في موسوعة شهادة المعصومين (ع) إعداد لجنة الحديث في معهد باقر العلوم (ع) (13) :
أبو ثمامة الصائدي :
قال الطبري : لا يزال الرجل من أصحاب الحسين قد قتل ، فإذا قتل منهم الرجل والرجلان تبين فيهم ، وأولئك كثير لا يتبين فيهم ما يقتل منهم ، قال : فلما رأى ذلك أبو ثمامة عمرو بن عبد الله الصائدي ، قال للحسين : يا أبا عبد الله ، نفسي لك الفداء إني أرى هؤلاء قد اقتربوا منك ، ولا والله لا تقتل حتى أقتل دونك إن شاء الله، وأحب أن ألقي ربي وقد صليت هذه الصلاة التي دنا وقتها ، قال : فرفع الحسين رأسه ثم قال : ذكرت الصلاة ، جعلك الله من المصلين الذاكرين ! نعم ، هذا أول وقتها ، ثم قال : سلوهم أن يكفوا عنا حتى نصلي ، فقال لهم الحصين بن تميم (14) : إنها لا تقبل ، فقال له حبيب بن مظاهر : لا تقبل زعمت ! الصلاة من آل رسول الله (ص) لا تقبل وتقبل (15) منك يا حمار (16) ، ثم إن أبا ثمامة قال للحسين (ع) وقد صلى : يا أبا عبد الله إني قد هممت أن ألحق بأصحابي ، وكرهت أن أتخلف وأراك وحيدا من أهلك قتيلا ، فقال له الحسين (ع) : تقدم فإنا لاحقون بك عن ساعة ، فتقدم فقاتل حتى أثخن بالجراحات فقتله قيس ابن عبد الله الصائدي ابن عم له ، كان له عدوا (17) .
**************************************************************
1 ـ ج 1 ـ ص 33 ـ 34 .
2 ـ ص 104 .
3 ـ بحار الأنوار : 45 / 70 .
4 ـ الطبري : 45 .
5 ـ المناقب : 4 / 104 .
6 ـ مقتل الحسين : 2 / 17 وفي 1 / 240 ( الصائدي ) .
7 ـ بحار الأنوار : 45 / 21 .
8 ـ الطبري : 5 / 364 .
9 ـ الطبري : 5 / 369 .
10 ـ ج 6 ـ ص 51 .
11 ـ ج 8 ـ ص 349 .
12 ـ ج 3 ـ ص 253 .
13 ـ ج 2 ـ ص 219 ـ 220 .
14 ـ كذا في المصدر ، وفي البحار : الحصين بن نمير والصواب ابن نمير .
15 ـ كذا في المصدر ، وسقطت من البحار ، والظاهر إنها زائدة .
16 ـ تاريخ الطبري 3 : 326 ، مقتل الخوارزمي 2 : 17 ، الكامل في التاريخ 2 : 567 ، البحار 45 : 21 ، العوالم 17 : 264 ، أعيان الشيعة 1 : 606 ، وقعة الطف : 229 ، موسوعة كلمات الإمام الحسين ( عليه السلام ) : 444 ح 421 .
17 ـ أبصار العين: 70 ، يوم الطف : 91 ، مقتل المقرم : 247 مختصرا ، موسوعة كلمات الإمام الحسين (ع) : 448 .
« عمران بن كعب بن حارث الاشجعي (رض)
»
جاء في أنصار الحسين (ع) للعلامة محمد مهدي شمس الدين ( قدس سره ) (1) :
عمران بن كعب بن حارث الأشجعي :
ذكره ابن شهرآشوب في عداد قتلى الحملة الأولى (2) ، والشيخ ( عمران بن كعب ) (3) وفي الرجبية : ( عمر بن أبي كعب ) والظاهر أن الكل واحد والاختلاف نتيجة التصحيف .
أشجع ، قبيلة من غطفان ، من قيس عيلان ( عدنان ، عرب الشمال ) لا نعرف عنه شيئا آخر .
وأورد الشيخ النمازي الشاهرودي في مستدركات علم رجال الحديث (4) :
عمر بن كعب الأنصاري :
لم يذكروه ، هو من شهداء الطف ومتشرف بسلام الناحية المقدسة ، وفي موضع آخر : السلام على عمران بن كعب الأنصاري .
والظاهر اتحاده مع عمر بن أبي كعب الذي عده السيد في زمرة الشهداء في الزيارة الرجبية .
جاء في معجم رجال الحديث للفقيه الكبير السيد الخوئي ( قدس الله نفسه الزكية ) (5) :
عمران بن كعب :
من أصحاب الحسين (ع) ، رجال الشيخ ، وعده ابن شهر آشوب من المقتولين في الحملة الأولى. المناقب: الجزء 4 ، باب أمامة أبي عبد الله الحسين (ع) ، في ( فصل في مقتله (ع) ) ، ووقع التسليم عليه مع توصيفه بالأنصاري في زيارة الناحية المقدسة .
وجاء في زيارة الناحية التسليم عليه (6) :
( السلام على عمران بن كعب الأنصاري ) .
**************************************************************
1 ـ ص 100 .
2 ـ المناقب : 4 / 113 .
3 ـ الرجال : 76 .
4 ـ ج 6 ـ ص 108 ـ 109 .
5 ـ ج 14 ـ ص 160 .
6 ـ المزار ـ الشهيد الأول ـ ص 152 .
« عمر بن جندب الحضرمي (رض) »
الزيارة (1) وفي النسخة الأخرى : ( بن الاحدوث ) من حضر موت ، قبيلة من القحطانية ، أو من بني الحضرمي ، إحدى قبائل اليمن ( يمن ، عرب الجنوب ) لا نعرف عنه شيئا آخر .
**************************************************************
1 ـ بحار الأنوار : 45 / 73 .
« عمرو بن جنادة بن الحارث الأنصاري (رض) »
أورد السيد الأميني في لواعج الأشجان (1) :
وخرج عمرو بن جنادة وهو يقول :
أضق الخناق من ابن سعد وارمه مـن عـامه بـفوارس iiالأنصار ومـهاجرين مـخضبين iiرماحهم تـحت الـعجاجة من دم iiالكفار خـضبت على عهد النبي iiمحمد فـاليوم تـخضب من دم الفجار |
ثم قاتل حتى قتل رحمه الله تعالى .
وجاء في أنصار الحسين (ع) للعلامة محمد مهدي شمس الدين ( رحمه الله ) (2) :
عمرو بن جنادة بن الحارث الأنصاري :
ذكره ابن شهر آشوب (3) والخوارزمي (4) والبحار (5) ونعتقد أن عمروا هذا هو الشاب الذي قتل أبوه في المعركة فأمرته أمه أن يتقدم ويقاتل وكره الحسين (ع) ذلك قائلا : (هذا شاب قتل أبوه ، ولعل أمه تكره خروجه فقال الشاب : أمي أمرتني ... ) (6) ، فإن ملابسات الموقفين واحدة ، وليس من الطبيعي أن يكونا رجلين ، ثم لا نعرف اسم الشاب ولا اسم أبيه ، هل هو (عمر (عمير) ابن كناد ) الذي ورد ذكره في الرجبية ؟ ( يمن ، عرب الجنوب ) شاب .
جاء في معالم المدرستين للمحقق السيد مرتضى العسكري ( قدس سره الشريف ) (7) :
ثم خرج من بعده شاب قتل أبوه في المعركة ، وكانت أمه عنده ، فقالت : يا بني اخرج فقاتل بين يدي ابن رسول الله حتى تقتل ، فقال : افعل ، فخرج ، فقال الحسين (ع) : هذا شاب قتل أبوه ولعل أمه تكره خروجه ، فقال الشاب : أمي أمرتني يا ابن رسول الله .
فخرج وهو يقول :
أميري حسين ونعم الأمير سرور فؤاد البشير iiالنذير عـلي وفـاطمة iiوالـداه فهل تعلمون له من iiنظير |
ثم قاتل فقتل وحز رأسه ورمي به إلى عسكر الحسين ، فأخذت أمه رأسه وقالت له : أحسنت يا بني ! يا قرة عيني ! وسرور قلبي ! ثم رمت برأس ابنها رجلا فقتلته واخذت عمود خيمة وحملت على القوم وهي تقول :
أنا عجوز في النساء ضعيفة بـالـية خـالـية نـحيفة أضـربكم بـضربة iiعـنيفة دون بـني فاطمة iiالشريفة |
فضربت رجلين فقتلتهما فأمر الحسين (ع) بصرفها ودعا لها (8) .
**************************************************************
1 ـ ص 165 .
2 ـ ص 101 .
3 ـ المناقب : 4 / 104 .
4 ـ مقتل الحسين : 2 / 21 .
5 ـ بحار الأنوار : 45 / 28 .
6 ـ مقتل الحسين : 2 / 21 ـ 22 وبحار الأنوار : 45 / 7 ، وغيرهما .
7 ـ ج 3 ـ ص 121 .
8 ـ مقتل الخوارزمي 2 / 19 ـ 22 .
« عمرو بن خالد الازدي (رض)
»
ذكره ابن شهر أشوب (1) ، والبحار (2) والخوارزمي (3) وقد حكم التستري في قاموس الرجال بأن هذا متحد مع صاحب الاسم التالي ( عمر ابن خالد الصيداوي ) ذاهبا إلى أن ( الازدي) مصحف أو محرف عن ( الاسدي ) وكنا قد رجحنا ذلك في أول الأمر قبل الاطلاع على كتاب التستري ، ثم ترجح في نظرنا التعدد ، وإن كان احتمال الاتحاد واردا ، من الازد: ( يمن ، عرب الجنوب ) لا نعرف عنه شيئا آخر .
**************************************************************
1 ـ المناقب : 4 / 101 .
2 ـ بحار الأنوار : 45 / 18 .
3 ـ مقتل الحسين : 2 / 14 .
« عمرو بن خالد الاسدي الصيداوي (رض)
»
كان عمرو شريفاً في الكوفة ، مخلص الوفاء لأهل البيت (ع) ، قام مع مسلم بن عقيل ، حتى إذا خانته أهل الكوفة ، لم يسعه الا الاختفاء ، فلما سمع بقتل قيس بن مسهر ، وانه اخبر أن الحسين (ع) صار بالحاجر خرج إليه ومعه مولاه سعد ومجمع العائذي وابنه وجنادة بن الحرث السلماني ، واتبعهم غلام لنافع البجلي بفرسه المدعو الكامل فجنبوه ، واخذوا دليلاً لهم الطرماح بن عدي الطائي ، وكان جاء إلى الكوفة يبتاع لاهله طعاماً ، فخرج بهم على طريق متنكبة ، وسار سيراً عنيفاً من الخوف لأنهم علموا إن الطريق مرصود ، حتى إذا قاربوا الحسين (ع) حدا بهم الطرماح بن عدي فقال :
يا ناقتي لا تذعري من زجري وشـمري قـبل طلوع iiالفجر بـخير ركـبان وخـير iiسفر حـتى تـحلي بـكريم iiالنجر الـماجد الـحر رحيب iiالصدر اتـى بـه الله لـخير iiأمـر |
فانتهوا إلى الحسين (ع) بعذيب الهجانات ، فسلموا عليه وانشدوه الأبيات فقال (ع) أما والله إني لأرجو أن يكون خيرا ما أراد الله بنا قتلنا أو ظفرنا ، ولما رآهم الحر قال للحسين (ع) : أن هؤلاء النفر من الكوفة ليسوا ممن أقبل معك ، وأنا حابسهم اورادهم ، فقال له الحسين (ع) لأمنعنهم مما امنع منه نفسي ، انما هؤلاء أنصاري واعواني ، وقد كنت اعطيتني أن لا تعرض لي بشيء حتى يأتيك كتاب ابن زياد فقال أجل لكن لم يأتوا معك ، فقال (ع) هم أصحابي وهم بمنزلة من جاء معي ، فإن تممت على ما كان بيني وبينك وإلا ناجزتك ، فكفّ عنهم الحر ، ولما التحم القتال بين الحسين (ع) وبين أهل الكوفة ، شدّ هؤلاء مقدمين بأسيافهم في أول القتال على الناس ، فلما وغلوا عطف عليهم الناس ، فاخذوا يحوزونهم حتى قطعوهم عن أصحابهم ، فلما نظر الحسين (ع) إلى ذلك ندب إليهم أخاه العباس (ع) ، فنهد إليهم وحمل على القوم وحده يضرب فيهم بسيفه قدماً ، حتى خلص إليهم واستنقذهم فجاءوا وقد جرحوا ، فلما كانوا في أثناء الطريق ، والعباس يسوقهم رأوا القوم تدانوا إليهم ليقطعوا عليهم الطريق فانسلوا من العباس ، وشدّوا على القوم بأسيافهم شدّةً واحدة على ما بهم من الجراحات ، وقاتلوا حتى قتلوا في مكان واحد رضوان الله تعالى عليهم وكان بينهم عمرو بن خالد الاسدي الصيداوي ، فتركهم العباس (ع) ورجع إلى الحسين (ع) فأخبره بذلك ، فترحم عليهم الحسين (ع) وأخذ يكرر ذلك .
« عمرو بن عبد الله الجندعي (رض)
»
أورد المحقق الشيخ محمد السماوي في أبصار العين في أنصار الحسين (ع) (1) :
عمرو بن عبد الله الهمداني الجندعي وبنو جندع بطن من همدان .
كان عمرو الجندعي ممن أتى إلى الحسين (ع) أيام المهادنة في الطف ، وبقي معه .
قال في الحدائق : إنه قاتل مع الحسين (ع) فوقع صريعاً مرتثاً بالجراحات قد وقعت ضربة على رأسه بلغت منه ، فاحتمله قومه وبقي مريضا من الضربة صريع فراش سنة كاملة ، ثم توفي على رأس السنة ، رضي الله عنه (2) ، ويشهد له ما ذكر في القائميات من قوله (ع) : ( السلام على الجريح المرتث عمرو الجندعي ) .
جاء في معجم رجال الحديث للفقيه الكبير السيد الخوئي ( قدس سره ) (3) :
عمرو بن عبد الله الجندعي :
من المستشهدين بين يدي الحسين (ع) ، ووقع التسليم عليه في زيارة الناحية المقدسة ، وذكر ابن شهر آشوب ، عمرو بن الجندعي من المقتولين في الحملة الأولى ، المناقب : الجزء 4 ، باب إمامة أبي عبد الله الحسين بن علي (ع) ، في ( فصل في مقتله (ع) ) .
وجاء في أنصار الحسين (ع) للعلامة محمد مهدي شمس الدين ( أعلى الله مقامه ) (4) :
عمرو بن عبد الله الجندعي :
ذكره ابن شهرآشوب في عداد قتلى الحملة الأولى (5) والزيارة (6) الجندعي : من جندع بن مالك ، بطن من همدان ( يمن ، عرب الجنوب ) .
**************************************************************
1 ـ ص 136 .
2 ـ الحدائق الوردية : 122 ، وفيه : عمرو بن عبد الله الجندعي ، مات من جراحة كانت به على رأس سنة .
3 ـ ج 14 ـ ص 122 .
4 ـ ص 103 .
5 ـ المناقب : 4 / 113 .
6 ـ بحار الأنوار : 45 / 73 .
« عمرو بن قرظة الأنصاري (رض)
»
ورد في أبصار العين في أنصار الحسين (ع) للمحقق الشيخ محمد السماوي ( قدس سره ) (1) :
عمرو بن قرظة الأنصاري هو عمرو بن قرظة بن كعب بن عمرو بن عائذ بن زيد مناة بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج ، الأنصاري الخزرجي الكوفي .
كان قرظة (2) من الصحابة الرواة ، وكان من أصحاب أمير المؤمنين (ع) ، نزل الكوفة ، وحارب مع أمير المؤمنين (ع) في حروبه ، وولاه فارس ، وتوفي سنة إحدى وخمسين ، وهو أول من ينح عليه بالكوفة ، وخلف أولادا أشهرهم عمرو ، وعلي ، أما عمرو فجاء إلى أبي عبد الله الحسين (ع) أيام المهادنة في نزوله بكربلا قبل الممانعة ، وكان الحسين (ع) يرسله إلى عمر بن سعد في المكالمة التي دارت بينهما قبل إرسال شمر بن ذي الجوشن ، فيأتيه بالجواب حتى كان القطع بينهما بوصول شمر ، فلما كان اليوم العاشر من المحرم استأذن الحسين (ع) في القتال ثم برز وهو يقول :
قـد عـلمت كـتائب iiالأنصار إنـي سـأحمي حوزة iiالذمار فـعل غـلام غير نكس iiشار دون حسن مهجتي وداري (3) |
قال الشيخ ابن نما : عرض بقوله ( دون حسين مهجتي وداري ) بعمر بن سعد فإنه لما قال له الحسين (ع) صر معي ، قال : أخاف على داري ، فقال الحسين (ع) له : ( أنا أعوضك عنها ، قال : أخاف على مالي ، فقال له : أنا أعوضك عنه من مالي بالحجاز ) فتكره انتهى (4) كلامه .
ثم إنه قاتل ساعة ورجع للحسين (ع) فوقف دونه ليقيه من العدو ، قال الشيخ ابن نما : فجعل يلتقي السهام بجبهته وصدره فلم يصل إلى الحسين (ع) سؤء حتى أثخن بالجراح ، فالتفت إلى الحسين (ع) فقال : أوفيت يا بن رسول الله ؟ قال : ( نعم ، أنت أمامي في الجنة ، فاقرأ رسول الله (ص) السلام وأعلمه أني في الأثر ) ، فخر قتيلا رضوان الله عليه (5) .
وأما علي فخرج مع عمر بن سعد ، فلما قتل أخوه عمرو ، برز من الصف ونادى يا حسين يا كذاب أغررت أخي وقتلته ؟ ، فقال له الحسين (ع) : ( إني لم أغر أخاك ولكن هداه الله وأضلك ) ، فقال علي : قتلني الله إن لم أقتلك أو أموت دونك ، ثم حمل على الحسين (ع) فاعترضه نافع بن هلال فطعنه حتى صرعه ، فحمل أصحابه عليه واستنقذوه فدووي بعد فبرئ (6) ، ولعلي هذا دون أخيه الشهيد ترجمة في كتب القوم ورواية عنه ومدح فيه !!
ورد في موسوعة كلمات الإمام الحسين (ع) إعداد لجنة الحديث في معهد باقر العلوم (ع) (7) :
عمرو بن قرظة :
السيد ابن طاووس : ثم خرج عمرو بن قرظة الأنصاري فاستأذن الحسين (ع) ، فأذن له ، فقاتل قتال المشتاقين إلى الجزاء ، وبالغ في خدمة سلطان السماء ، حتى قتل جمعا كثيرا من حزب ابن زياد وجمع بين سداد وجهاد ، وكان لا يأتي إلى الحسين (ع) سهم إلا اتقاه بيده ، ولا سيف إلا تلقاه بمهجته ، فلم يكن يصل إلى الحسين سوء ، حتى أثخن بالجراح ، فالتفت إلى الحسين (ع) وقال : يا ابن رسول الله ، أوفيت ؟! قال : نعم ، أنت أمامي في الجنة ، فاقرأ رسول الله (ص) عني السلام ، وأعلمه أني في الأثر ، فقاتل حتى قتل رضوان الله عليه (8) .
الطبري : وكان أخوه أي أخو عمرو علي بن قرظة مع عمر بن سعد ، فنادى : يا حسين! يا كذاب ابن الكذاب ! أضللت أخي وغررته حتى قتلته ؟! قال الحسين (ع) : إن الله لم يضل أخاك ، ولكنه هدى أخاك وأضلك ! قال : قتلني الله إن لم أقتلك ، أو أموت دونك ! وحمل عليه أي على الإمام (ع) ، فاعترضه نافع بن هلال المرادي فطعنه فصرعه ، فحمله أصحابه فاستنقذوه (9) .
جاء في مستدركات علم رجال الحديث للعلامة الشيخ علي النمازي الشاهرودي ( أعلى الله مقامه ) (10):
عمر وبن قرظة الأنصاري :
كلماته يوم عاشوراء مع الحسين (ع) وشدة إخلاصه وشهادته ، تشرف بسلام الناحية المقدسة ، أبوه قرظة بن كعب يأتي ، وأخوه علي بن قرظة خبيث ملعون ، كان مع ابن سعد في جند بني أمية .
أورد العلامة الأميني في أعيان الشيعة (11) :
وخرج عمرو بن قرظة الأنصاري فاستأذن الحسين (ع) فاذن له فبرز وهو يرتجز ويقول :
قـد عـلمت كـتيبة iiالأنـصار انـي سـأحمي حـوزة iiالذمار ضـرب غلام غير نكس iiشاري دون حسين مهجتي وداري (12) |
فقاتل قتال المشتاقين إلى الجزاء وبالغ في خدمة سلطان السماء حتى قتل جمعا كثيراً من حزب ابن زياد وجمع بين سداد وجهاد وكان لا يأتي إلى الحسين (ع) سهم إلا اتقاه بيده ولا سيف إلا تلقاه بمهجته فلم يكن يصل إلى الحسين (ع) سوء حتى أثخن بالجراح فالتفت إلى الحسين (ع) وقال يا ابن رسول الله أوفيت ؟ قال : نعم أنت أمامي في الجنة فاقرأ رسول الله (ص) عني السلام واعلمه إني في الأثر فقاتل حتى قتل رضوان الله عليه .
وجاء في زيارة الناحية (13) :
( السلام على عمرو بن قرظة الأنصاري ) .
**************************************************************
1 ـ ص 155 ـ 156 .
2 ـ قال ابن حجر : قرظة بن كعب بن ثعلبة الأنصاري ، صحابي شهد الفتوح بالعراق ، ومات في حدود الخمسين على الصحيح ، راجع تقريب التهذيب : 2 / 124 ، الرقم 98 .
3 ـ راجع المناقب : 4 / 105 .
4 ـ مثير الأحزان : 61 .
5 ـ مثير الأحزان : 61 ، راجع اللهوف : 162 .
6 ـ راجع تاريخ الطبري : 3 / 324 .
7 ـ ص 533 .
8 ـ اللهوف : 46 ، مثير الأحزان : 61 ، وفيه عمر بن أبي قرظة ، بحار الأنوار 45 : 22 ، العوالم 17 : 265 ، أعيان الشيعة 1 : 605 .
9 ـ تأريخ الطبري 3 : 324 ، الكامل في التأريخ 2 : 565 ، وقعة الطف : 223 .
10 ـ ج 6 ـ ص 57 .
11 ـ ج 1 ـ ص 605 .
12 ـ قال ابن نما عليه الرحمة قوله وداري إشارة إلى عمر بن سعد لما التمس منه الحسين عليه السلام المهادنة فقال تهدم داري ، وهو استنباط حسن .
13 ـ المزار ـ الشهيد الأول ـ ص 151 .
« عمرو بن مطاع الجعفي (رض)
»
جاء في مناقب آل أبي طالب لابن شهر آشوب ( رضي الله عنه ) (1) :
ثم برز عمرو بن مطاع الجعفي وقال :
الـيوم قـد طاب لنا iiالفراع دون حسين الضرب والسطاع نـرجو بـذاك الفوز iiوالدفاع مـن حر نار حين لا iiامتناع |
وأورد العلامة الأميني في لواعج الأشجان (2) :
وخرج عمرو بن مطاع الجعفي وهو يقول :
انـا ابـن جـعف وأبي iiمطاع وفـي يـميني مـرهف iiقطاع واسـمر فـي رأسـه iiلـماع يـرى لـه من ضوئه iiشعاع الـيوم قـد طـاب لنا iiالقراع دون حسين الضرب iiوالسطاع (كذا) يرجى بذاك الفوز والدفاع عـن حـر نار حين لا انتفاع |
وجاء في مستدركات علم رجال الحديث للعلامة الشيخ علي النمازي الشاهرودي ( أعلى الله مقامه ) (3) :
عمرو بن مطاع :
لم يذكروه ، هو من شهداء الطف ، المناقب ، فصل مقتل الحسين (ع) .
وورد في معجم رجال الحديث للفقيه السيد الخوئي ( قدس سره ) (4) :
عمرو بن مطاع :
من المستشهدين بين يدي الحسين (ع) K المناقب : الجزء 4 ، باب إمامة أبي عبد الله الحسين (ع) ، في فصل في مقتله (ع) .
**************************************************************
1 ـ ج 3 ـ ص 251 ـ 252 .
2 ـ ص 163 .
3 ـ ج 6 ـ ص 63 .
4 ـ ج 14 ـ ص 140 .
« عمير بن عبد الله المذحجي (رض)
»
ذكره ابن شهرآشوب (1) والخوارزمي (2) وبحار الأنوار (3) مذحج ، من كهلان ، من القحطانية ( يمن ، عرب الجنوب ) .
**************************************************************
1 ـ المناقب : 4 / 102 .
2 ـ مقتل الحسين : 2 / 14 .
3 ـ بحار الأنوار : 45 / 18 .
« قاسط بن زهير بن الحرث التغلبي (رض)
وكردوس بن زهير بن الحرث التغلبي (رض)
ومقسط بن زهير بن الحرث التغلبي (رض)
»
قال المحقّق السماوي (ره) : ( كان هؤلاء الثلاثة من أصحاب أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ومن الجاهدين بين يديه في حروبه ، صحبوه أوّلاً ، ثمّ صحبوا الحسن ( عليه السلام ) ، ثمّ بقوا في الكوفة ، ولهم ذكر في الحروب ، ولا سيّما صفين ، ولمّا ورد الحسين ( عليه السلام ) كربلا خرجوا إليه ، فجاؤه ليلاً ، وقُتلوا بين يديه ... ) (1) .
ونقل الزنجاني يقول : ( قال أبو عليّ في رجاله : قاسط بن عبد الله بن زهير بن الحارث التغلبي من أصحاب أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، وقال نصر بن مزاحم المنقري الكوفي في كتاب صفيّن إن عليّا ( عليه السلام ) لمّا عقد الألوية للقبائل فأعطاها قومًا بأعيانهم جعلهم رؤساءهم وأمراءهم ، وجعل على قريش وأسد وكنانة عبد الله بن عبّاس بن عبد المطلّب ، وعلى كندة حُجر بن عديّ الكندي ، وعلى بكر البصرة حصين بن المنذر ، وعلى تميم البصرة الأحنف بن قيس وقاسط بن عبد الله بن زهير بن الحرث التغلبي ، وعلى حنظلة البصرة أَعيَن بن ضبيع وكردوس بن عبد الله بن زهير التغلبي (2)..) (3).
وقد ورد السلام في زيارة الناحية المقدّسة على قاسط وأخيه كردوس فقط ولم يذكر مقسط فيها : ( السلام على قاسط وكردوس إبني زهير التغلبيين ) (4).
**************************************************************
1 ـ إبصار العين : 200 .
2 ـ عثرنا على مثل هذه الرواية ( بتفاوت غير يسير ) في كتاب وقعة صفين لنصر بن مزاحم المنقري ، ولكننا لم نعثر على إسمي قاسط وكردوس فيها ، فلعلّ الزنجاني قد نقلها من مصدر آخر ، والله العالم .
3 ـ وسيلة الدارين : 183 ـ 184 ، رقم 130 ولاحظ رقم 133 .
4 ـ البحار ، 101 : 273 ، وفيه : ( السلام على قاسط وكرش ابني زهير التغلبيين ) ، وكرش إشتباه من النسّاخ بيّن كما أنّ في البحار ، 45 : 71 ، إبني ظهير التغلبيين ، وهذا تصحيف ظاهر لكلمة زهير ناشئ مع أنّ الظاء تلفظ كما الزاء .
« قرة بن أبي قرة الغفاري (رض)
»
ذكره ابن شهرآشوب (1) والخوارزمي (2) وبحار الأنوار (3) وفي الرجبية في نسخة البحار (عثمان بن فروة الغفاري) وفي نسخة الإقبال ( عثمان بن عروة ... ) الغفاري ، من العدنانية ( عرب الشمال ) .
**************************************************************
1 ـ المناقب : 4 ـ 102 .
2 ـ مقتل الحسين : 2 ـ 18 .
3 ـ بحار الأنوار : 45 ـ 24 .
« قعنب بن عمرو النمري (رض)
»
ذكر في الزيارة (1) ( التمري ) النمر بن فاسط ، من العدنانية ( عرب الشمال ) .
**************************************************************
1 ـ بحار الأنوار : 45 .
« قيس بن مسهر الصيداوي (رض)
»
وجاء في أبصار العين في أنصار الحسين (ع) للمحقق الكبير الشيخ محمد السماوي ( أعلى الله مقامه ) (1) :
قيس بن مسهر الصيداوي هو قيس بن مسهر بن خالد بن جندب بن منقذ بن عمرو بن قعين بن الحرث بن ثعلبة بن دودان بن أسد بن خزيمة الأسدي الصيداوي ، وصيدا بطن من أسد .
كان قيس رجلاً شريفاً في بني الصيدا شجاعاً مخلصاً في محبة أهل البيت (ع) .
قال أبو مخنف : اجتمعت الشيعة بعد موت معاوية في منزل سليمان بن صرد الخزاعي فكتبوا للحسين بن علي (ع) كتبا يدعونه فيها للبيعة وسرحوها إليه مع عبد الله بن سبع وعبد الله بن وال ، ثم لبثوا يومين فكتبوا إليه مع قيس بن مسهر الصيداوي وعبد الرحمن بن عبد الله الأرحبي ، ثم لبثوا يومين فكتبوا إليه مع سعيد بن عبد الله وهاني بن هاني ، وصورة الكتب : ( للحسين بن علي (ع) من شيعة المؤمنين : أما بعد ، فحيهلا ، فإن الناس ينتظرونك ، لا رأي لهم في غيرك ، فالعجل العجل ، والسلام ) .
فدعا الحسين (ع) مسلم بن عقيل وأرسله إلى الكوفة ، وأرسل معه قيس بن مسهر ، وعبد الرحمن الأرحبي ، فلما وصلوا إلى المضيق من بطن خبت كما قدمنا جار دليلاهم فضلوا وعطشوا ، ثم سقطوا على الطريق فبعث مسلم قيسا بكتاب إلى الحسين (ع) يخبره بما كان ، فلما وصل قيس إلى الحسين بالكتاب أعاد الجواب لمسلم مع قيس وسار معه إلى الكوفة .
قال : ولما رأى مسلم اجتماع الناس على البيعة في الكوفة للحسين كتب إلى الحسين (ع) بذلك وسرح الكتاب مع قيس وأصحبه عابس الشاكري، وشوذبا مولاهم فأتوه إلى مكة ولازموه ، ثم جاؤوا معه (2) .
قال أبو مخنف : ثم إن الحسين لما وصل إلى الحاجر من بطن الرمة كتب كتابا إلى مسلم وإلى الشيعة بالكوفة وبعثه مع قيس ، فقبض عليه الحصين بن تميم ، وكان ذلك بعد قتل مسلم ، وكان عبيد الله نظم الخيل ما بين خفان إلى القادسية وإلى القطقطانة وإلى لعلع وجعل عليها الحصين ، وكانت صورة الكتاب : ( من الحسين بن علي إلى إخوانه من المؤمنين والمسلمين : سلام عليكم ، فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو ، أما بعد ، فإن كتاب مسلم جاءني يخبرني فيه بحسن رأيكم ، واجتماع ملئكم على نصرنا والطلب بحقنا ، فسألت الله أن يحسن لنا الصنع ، وأن يثيبكم على ذلك أحسن الأجر ، وقد شخصت إليكم من مكة يوم الثلاثاء لثمان مضين من ذي الحجة يوم التروية ، فإذا قدم رسولي عليكم فانكمشوا في أمركم وجدوا ، فإني قادم عليكم في أيامي هذه إن شاء الله ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ) .
قال : فلما قبض الحصين على قيس بعث به إلى عبيد الله ، فسأله عبيد الله عن الكتاب، فقال : خرقته ، قال : ولم ؟ قال : لئلا تعلم ما فيه ، قال : إلى من ؟ قال : إلى قوم لا أعرف أسماءهم ، قال إن لم تخبرني فاصعد المنبر وسب الكذاب ابن الكذاب ، يعني به الحسين (ع) ، فصعد المنبر فقال : أيها الناس ، إن الحسين بن علي خير خلق الله ، وابن فاطمة بنت رسول الله ، وأنا رسوله إليكم ، وقد فارقته بالحاجر ، فأجيبوه ، ثم لعن عبيد الله بن زياد وأباه ، وصلى على أمير المؤمنين ، فأمر به ابن زياد فأصعد القصر ورمي به من أعلاه ، فتقطع ومات (3).
وقال الطبري : لما بلغ الحسين (ع) إلى عذيب الهجانات في ممانعة الحر جاءه أربعة نفر ومعهم دليلهم الطرماح بن عدي الطائي وهم يجنبون فرس نافع المرادي ، فسألهم الحسين (ع) عن الناس وعن رسوله ، فأجابوه عن الناس ، وقالوا له : رسولك من هو ؟ قال : قيس ، فقال مجمع العائذي : أخذه الحصين فبعث به إلى ابن زياد فأمره أن يلعنك وأباك ، فصلى عليك وعلى أبيك ، ولعن ابن زياد وأباه ، ودعانا إلى نصرتك وأخبرنا بقدومك ، فأمر به ابن زياد فألقي من طمار القصر ، فمات رضي الله عنه ، فترقرقت عينا الحسين (ع) ، وقال : ( ( فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر ) اللهم اجعل لنا ولهم الجنة منزلا ، واجمع بيننا وبينهم في مستقر رحمتك ، ورغائب مذخور ثوابك ) (4) .
وفي قيس يقول الكميت الأسدي : وشيخ بني الصيداء قد فاظ قبلهم .
أورد العلامة الكبير السيد الخوئي في كتابه معجم رجال الحديث (5) :
قيس بن مسهر : الصيداوي :
من أصحاب الحسين (ع) ، رجال الشيخ (2) ، قال الشيخ المفيد : ( ولما بلغ الحسين (ع) الحاجز من بطن الرمة بعث قيس بن مسهر الصيداوي ... فأقبل قيس بن مسهر إلى الكوفة بكتاب الحسين (ع) ، حتى إذا إنتهى إلى القادسية أخذه الحصين بن نمير ، فبعث به إلى عبيد الله بن زياد ، فقال له عبيد الله بن زياد : إصعد فسب الكذاب الحسين بن علي (ع) ، فصعد قيس ، فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : أيها الناس إن هذا الحسين بن علي خير خلق الله ابن فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله ، وأنا رسوله إليكم فأجيبوه ، ثم لعن عبيد الله بن زياد وأباه ، واستغفر لعلي ابن أبي طالب وصلى عليه ، فأمر عبيد الله أن يرمى به من فوق القصر ، فرموا به فتقطع ... ) ، الارشاد : في ( فصل وكان خروج مسلم بن عقيل رحمه الله بالكوفة يوم الثلاثاء ) .
وذكر نحوه ابن شهرآشوب في المناقب : الجزء 4 ، باب إمامة أبي عبد الله الحسين بن علي عليه السلام ، في ( فصل في مقتله عليه السلام ) .
وقد وقع التسليم عليه في زيارتي الناحية المقدسة والرجبية .
ورد في أنصار الحسين (ع) للعلامة محمد مهدي شمس الدين ( قدس سره ) (6) :
قيس بن مسهر الصيداوي :
( أسدي ، من عدنان ، عرب الشمال ) شاب كوفي ، من أشراف بني أسد ، أحد حملة الرسائل من قبل الكوفيين إلى الحسين بعد إعلان الحسين رفضه لبيعة يزيد ، وخروجه إلى مكة .
صحب مسلم بن عقيل حين قدم من مكة مبعوثاً من قبل الحسين إلى الكوفة ، حمل رسالة من مسلم إلى الحسين يخبره فيها بيعة من بايع ويدعوه إلى القدوم .
صحب الحسين حين خرج من مكة متوجها إلى العراق ، حتى إذا انتهى الحسين إلى الحاجر من بطن الرمة حمل رسالة من الحسين إلى الكوفيين يخبرهم فيها بقدومه عليهم ، قبض عليه الحصين بن نمير ، فأتلف قيس الرسالة ، وجاء به الحصين إلى عبيد الله بن زياد الذي حاول أن يعرف منه أسماء الرجال الذين أرسل إليهم كتاب الحسين ففشل ، فأمر عبيد الله به فرمي من أعلى القصر ( فتقطع فمات ) (7) .
أورد الشيخ الأحمدي الميانجي في كتابه مواقف الشيعة (8) :
قيس بن مسهر مع ابن زياد قال ( في سرد قصة كربلاء ) :
فمضى قيس إلى الكوفة وعبيد الله بن زياد قد وضع المراصد والمصابيح على الطرق ، فليس أحد يقدر أن يجوز إلا فتش ، فلما تقارب من الكوفة قيس بن مسهر لقاه عدو الله يقال له : الحصين بن نمير السكوني ، فلما نظر إليه قيس كأنه أتقى على نفسه ، فأخرج الكتاب سريعا فمزقه عن آخره ، قال : وأمر الحصين أصحابه ، فأخذوا قيسا وأخذوا الكتاب ممزقا حتى أتوا به إلى عبيد الله بن زياد .
فقال له عبيد الله بن زياد: من أنت ؟ قال : أنا رجل من شيعة أمير المؤمنين الحسين بن علي ـ رضي الله عنهما ـ قال : فلم خرقت الكتاب الذي كان معك ؟ قال : خوفا حتى لا تعلم ما فيه ، قال : وممن كان هذا الكتاب وإلى من كان ؟ فقال : كان من الحسين إلى جماعة من أهل الكوفة لا أعرف أسماءهم .
قال : فغضب ابن زياد غضبا عظيما ، ثم قال : والله لا تفارقني أبدا أو تدلني على هؤلاء القوم الذي كتب إليهم هذا الكتاب ، أو تصعد المنبر فتسب الحسين وأباه وأخاه فتنجو من يدي ، أو لأقطعنك ، فقال قيس : أما هؤلاء القوم فلا أعرفهم ، وأما لعنة الحسين وأبيه وأخيه فإني أفعل .
قال : فأمر به فأدخل المسجد الأعظم، ثم صعد المنبر وجمع له الناس ليجتمعوا ويسمعوا اللعنة ، فلما علم قيس أن الناس قد اجتمعوا وثب قائما ، فحمد الله وأثنى عليه ، ثم صلى على محمد وآله ، وأكثر الترحم على علي وولده ، ثم لعن عبيد الله بن زياد ولعن أباه ولعن عتاة بني أمية عن آخرهم ، ثم دعا الناس إلى نصرة الحسين بن علي (9) .
وجاء في مستدركات علم رجال الحديث للعلامة الشيخ علي النمازي الشاهرودي ( قدس سره) (10) :
قيس بن مسهر الصيداوي :
حامل كتاب أهل الكوفة إلى مولانا الحسين صلوات الله عليه ، رجع مع مسلم بن عقيل إلى الكوفة ، وحمل كتاب مسلم من بين الطريق إلى الحسين (ع) ، ويقال : إنه حامل كتاب الحسين (ع) إلى أهل الكوفة ، وهو من الشهداء وتشرف بسلام الناحية المقدسة .
**************************************************************
1 ـ ص 112 ـ 114 .
2 ـ تاريخ الطبري : 3 / 277 ، راجع الكامل : 20 .
3 ـ تاريخ الطبري : 3 / 301 .
4 ـ تاريخ الطبري : 3 / 308 .
5 ـ ج 15 ـ ص 103 .
6 ـ ص 123 ـ 124 .
7 ـ الطبري : 5 / 394 ـ 395 .
8 ـ ج 2 ـ ص 192 ـ 193 .
9 ـ فتوح ابن أعثم : ج 5 ص 146 ـ 147 .
10 ـ ج 6 ـ ص 293 .
« كنانة بن عتيق التغلبي ـ الصحابي ـ (رض)
»
نقل الزنجاني يقول : ( قال أبو علي في رجاله : كنانة بن عتيق التغلبي من أصحاب الحسين ( عليه السلام ) قتل معه بكربلاء ، وقال العسقلاني في الإصابة : هو كنانة بن عتيق بن معاوية بن الصامت بن قيس بن التغلبي ، الكوفي شهد أحداً هو وأبوه عتيق ـ بالثاء المثنّاة ثم القاف ـ فارس رسول الله (ص) ، وقد ذكره ابن مندة في تاريخه ، وقال العلاّمة في الخلاصة : كنانة بن عتيق بن معاوية بن الصامت ، فارس رسول الله (ص) ، وقال علماء السير وأرباب المقاتل : كان كنانة بن عتيق بطلاً من أبطال الكوفة ، وعابداً من عبّادها ، وقارئاً من قُرّائها ، جاء إلى الحسين ( عليه السلام ) من الطفّ أيام المهادنة ، وجاهد بين يديه حتّى قُتل ، وقال صاحب الحدائق عن أحمد بن محمد السروي قال : وقُتل كنانة بن عتيق في الحملة الأولى مع من قُتل ، وقال غيره : قُتل مبارزة فيما بين الحملة الأولى والظهر ... ) (1).
وقد ورد السلام عليه في زيارة الناحية المقدّسة : ( السلام على كنانة بن عتيق ) (2) .
**************************************************************
1 ـ وسيلة الدارين : 185 ـ 184 ، رقم 132 ، وانظر : إبصار العين : 199 .
2 ـ البحار ، 71 : 45 و 273 : 101 .
« مجمع بن عبد الله العائذي المذحجي (رض)
»
جاء في كتاب أبصار العين في أنصار الحسين (ع) للمحقق الشيخ محمد السماوي ( أعلى الله مقامه ) (1) :
مجمع بن عبد الله العائذي (2) هو مجمع بن عبد الله بن مجمع بن مالك بن أياس بن عبد مناة بن عبيد الله بن سعد العشيرة المذحجي العائذي .
كان عبد الله بن مجمع العائذي صحابياً ، وكان ولده مجمع تابعيا من أصحاب أمير المؤمنين (ع) ، ذكر هما أهل الأنساب والطبقات .
وكان مجمع وابنه الآتي ذكره جاءا مع عمرو بن خالد الصيداوي إلى الحسين (ع) فمانعهم الحر وأخذهم الحسين كما تقدم ذلك ، قال أبو مخنف : لما مانع الحر مجمعا وابنه وعمرا وجنادة ، ثم أخذهم الحسين (ع) ومنعهم ، سألهم الحسين عن الناس بالكوفة فقال (ع) : ( أخبروني خبر الناس وراءكم ) ؟
فقال له مجمع بن عبد الله : أما أشراف الناس فقد عظمت رشوتهم ، وملئت غرائرهم ، يستمال بذلك ودهم ، وتستخلص به نصيحتهم ، فهم ألب واحد عليك ، وأما سائر الناس بعد ، فإن أفئدتهم تهوي إليك ، وسيوفهم غدا مشهورة عليك ، فقال (ع) له : ( أخبرني فهل لك علم برسولي إليكم ) ؟ قال : من هو ؟ فقال : قيس بن مسهر .
قال : نعم ، أخذه الحصين بن تميم (3) إلى آخر ما تقدم في ترجمة قيس .
وقال أهل السير والمقاتل : قتل مجمع مع عمرو بن خالد وأصحابهما في اليوم العاشر في مكان واحد ، كما تقدم في ترجمة عمرو وجنادة ، وسيأتي في ترجمة عائذ .
جاء في أنصار الحسين (ع) للعلامة محمد مهدي شمس الدين ( رحمه الله ) (4) :
مجمع بن عبد الله العائذي المذحجي :
ذكره الطبري (5) وابن شهر آشوب في عداد قتلى الحملة الأولى (6) والزيارة (7) والرجبية .
مذحج من كهلان من القحطانية ( يمن ، عرب الجنوب )
أورد الشيخ النمازي الشاهرودي في مستدركات علم رجال الحديث (8) :
مجمع بن عبد الله العائذي المذحجي :
من أصحاب أمير المؤمنين (ع) ، ومن شهداء الطف ومتشرف بسلام الناحية المقدسة .
ورد في معجم رجال الحديث للفقيه الكبير السيد الخوئي ( قدس سره ) (9) :
مجمع بن عبد الله العائذي :
من المستشهدين بين يدي الحسين (ع) ، ووقع التسليم عليه في زيارتي الناحية المقدسة والرجبية .
وعده ابن شهرآشوب في المناقب : الجزء 4 ، باب إمامة أبي عبد الله الحسين ابن علي (ع) ، في ( فصل في مقتله (ع) ) ، من المقتولين في الحملة الأولى .
**************************************************************
1 ـ ص 145 ـ 146 .
2 ـ عده الشيخ الطوسي في أصحاب الحسين (ع) ، راجع رجال الشيخ : 105 ، الرقم 1044 .
3 ـ تاريخ الطبري : 3 / 308 .
4 ـ ص 107 .
5 ـ الطبري : 5 / 405 .
6 ـ المناقب : 4 / 113 .
7 ـ بحار الأنوار : 45 / 72 .
8 ـ ج 6 ـ ص 350 .
9 ـ ج 15 ـ ص 197 ـ 198 .
« مسعود بن الحجّاج التيمي ـ تيم الله بن ثعلبة ـ (رض)
وعبد الرحمن بن مسعود بن الحجّاج التيمي (رض)
»
أورد العلامة الشيخ السماوي في كتابه أبصار العين في أنصار الحسين (ع) (1) :
مسعود بن الحجاج التيمي تيم الله بن ثعلبة (2) (2) وابنه عبد الرحمن بن مسعود بن الحجاج التيمي كان مسعود وابنه من الشيعة المعروفين ، ولمسعود ذكر في المغازي والحروب ، وكانا شجاعين مشهورين ، خرجا مع ابن سعد حتى إذا كانت لهما فرصة أيام المهادنة جاءا إلى الحسين (ع) يسلمان عليه فبقيا عنده ، وقتلا في الحملة الأولى ، كما ذكره السروي .
وجاء في أنصار الحسين (ع) للعلامة محمد مهدي شمس الدين ( قدس سره ) (3) :
مسعود بن الحجاج وابنه :
ذكرا في الزيارة (4) وذكرا لأب وحده في الرجبية ، وذكر ابن شهر آشوب الأب في عداد قتلى الحملة الأولى (5) .
أورد الشيخ النمازي الشاهرودي في مستدركات علم رجال الحديث (6) :
عبد الرحمن بن مسعود بن الحجاج التيمي :
شهيد الطف ومتشرف بسلام الناحية المقدسة ، كما ذكره المامقاني و فرسان الهيجاء عن جماعة .
لكن رأيت في زيارة الناحية المقدسة : السلام على مسعود بن الحجاج وابنه ، ولم يذكر فيه اسم ابنه .
جاء في معجم رجال الحديث للعلامة السيد الخوئي ( أعلى الله مقامه ) (7) :
مسعود بن الحجاج :
من أصحاب الحسين (ع) ، رجال الشيخ ، وعده ابن شهر آشوب من المقتولين في الحملة الأولى (8) .
ووقع التسليم عليه في زيارتي الناحية والرجبية .
وجاء في زيارة الناحية المذكورة في المزار للشهيد الأول (9) :
( السلام على مسعود بن الحجاج ) .
**************************************************************
1 ـ ص 193 ـ 194 .
2 ـ عده الشيخ في أصحاب الحسين (ع) ، راجع رجال الشيخ : 105 ، الرقم 1043 .
3 ـ ص 108 .
4 ـ بحار الأنوار : 45 / 72 .
5 ـ المناقب : 4 / 113 .
6 ـ ج 4 ـ ص 421 .
7 ـ ج 19 ـ ص 157 .
8 ـ المناقب : الجزء 4 ، باب إمامة أبي عبد الله الحسين (ع) ، فصل في مقتله (ع) .
9 ـ ص 153 .
« مسلم أو أسلم بن كثير الأعرج الأزدي ـ الصحابي ـ (رض)
»
وأورد الشيخ محمد تقي التستري في كتابه قاموس الرجال (1) :
مسلم بن كثير الأعرج قال :
عده الشيخ في رجاله في أصحاب الحسين (ع) وسلم عليه في الناحية ، أقول : لم أقف عليه في الناحية ، لكن في المناقب : ( ممن قتل في أصحابه (ع) في الحملة الأولى مسلم بن كثير ) (2) وفي الرجبية وقع التسليم على ( مسلم بن كناد ) (3) ولعله مصحف هذا ، كما أن الذي وجدت في الناحية ( السلام على أسلم بن كثير الأزدي ) (4) ولعله أيضا مصحف هذا .
قال المصنف: ذكر أهل السير أنه أدرك النبي (ص) ... الخ، قلت : لو كان أدركه (ع) لعنونه أسد الغابة الذي ذكر كل غث وسمين .
وجاء في كتاب أبصار العين في أنصار الحسين (ع) للعلامة الشيخ محمد السماوي ( رحمه الله ) (5) :
مسلم بن كثير الأعرج الأزدي أزدشنؤة الكوفي (6) كان تابعيا كوفيا صحب أمير المؤمنين (ع) وأصيبت رجله في بعض حروبه .
قال أهل السير ، إنه خرج إلى الحسين (ع) من الكوفة ، فوافاه لدن نزوله في كربلاء ، وقال السروي : إنه قتل في الحملة الأولى (7) .
ورد الشيخ النمازي الشاهرودي في مستدركات علم رجال الحديث (8) :
مسلم بن كثير الأعرج :
من أصحاب الرسول وأمير المؤمنين صلوات الله عليهما ، وتشرف بشهادة الطف في الحملة الأولى .
قال العلامة المامقاني : وزاده على شرف الشهادة شرف تخصيصه بالتسليم عليه في زيارة الناحية المقدسة .
أقول : والعجب أنه عنونه مثل ما عنونا وأعطاه شرف التسليم مع أنه في الزيارة الناحية المذكورة في البحار : السلام على أسلم بن كثير الأزدي الأعرج و ليس فيه اسم من المسلم فراجع .
وجاء في كتاب معجم رجال الحديث للعلامة الكبير السيد الخوئي ( قدس سره ) (9) :
مسلم بن كثير الأعرج :
من أصحاب الحسين (ع) ، رجال الشيخ ، وعده ابن شهر آشوب من المقتولين في الحملة الأولى (10) .
وقد نسب التسليم إليه في زيارتي الناحية والرجبية ، ولكنه غير موجود في نسخة المجلسي وإنما الموجود في زيارة الناحية المقدسة أسلم بن كثير ، كما تقدم ، وفي الزيارة الرجبية مسلم بن كناد .
وجاء في أنصار الحسين (ع) للعلامة محمد مهدي شمس الدين ( أعلى الله مقامه ) (11) :
مسلم بن كثير الأزدي الأعرج :
ذكره الشيخ (12) (5) وابن شهرآشوب في عداد قتلى الحملة الأولى (13) (6) وورد ذكره في الزيارة مصحفا ( أسلم بن كثير الأزدي ) (14) (7) وورد في الرجبية ( سليمان بن كثير ) ونرجح اتحاده مع ( مسلم بن كثير الأزدي الأعرج ) .
أزدي : ( يمن ، عرب الجنوب ) .
**************************************************************
1 ـ ج 10 ـ ص 70 .
2 ـ مناقب ابن شهر آشوب : 4 / 113 .
3 ـ بحار الأنوار : 101 / 340 .
4 ـ بحار الأنوار : 101 / 273 .
5 ـ ص 185 .
6 ـ عده الشيخ في أصحاب الحسين (ع) ، راجع رجال الشيخ : 105 ، الرقم 1045 .
7 ـ المناقب : 4 / 113 .
8 ـ ج 7 ـ ص 415 ـ 416 .
9 ـ ج 19 ـ ص 167 .
10 ـ المناقب : الجزء 4 ، باب إمامة أبي عبد الله الحسين (ع) ، فصل في مقتله (ع) .
11 ـ ص 108 ـ 109 .
12 ـ الرجال : 80 .
13 ـ المناقب : 4 / 113 .
14 ـ بحار الأنوار : 45 / 72 .
هو مسلم بن عوسجة بن ثعلبة بن دودان بن اسد بن خزيمة وكنيته أبو حجل ، وهو من أصحاب الرسول الأعظم صلّى الله عليه وآله ، له مواقف بطولية في الفتوحات الإسلامية، وهو من عبّاد الكوفة وملازمي جامعها الأعظم ، وكان مسلم بن عوسجة في طليعة الجيش الإسلامي الذي دك حصون الكفر في اذربيجان ، وقد شاهد بطولته بعض أهل الكوفة ممن حضر الوقعة ، وفي يوم عاشوراء ، وبعد مصرعه ، ونداء جاريته : يابن عوسجتاه يا سيداه ، وتباشر أهل الكوفة بقتله ، قال شيث بن ربعي ـ قائد ميمنة ابن سعد ـ لبعض من حوله من أصحابه : ثكلتكم امهاتكم! إنما تقتلون انفسكم بأيديكم ، وتذلون انفسكم لغيركم ، تفرحون أن يقتل مثل مسلم بن عوسجة ؟! أما والذي أسلمت له لربّ موقف له قد رأيته في المسلمين كريم ، لقد رايته يوم سلق اذربيجان قتل ستةً من المشركين قبل تتام خيول المسلمين ، أفيقتل منكم مثله وتفرحون ؟!
وفي الكوفة كان مسلم بن عقيل يأخذ البيعة للحسين (ع) حتى أحصى بديوانه ثمانية عشر الفاً، وقد رتّب مَن يتسلم عنه الأموال ، ويشتري السلاح، فكان مسلم بن عوسجة ممن أنيط به بعض ذلك.
وعندما جاء ابن زياد وانقلب الوضع وسيطرة سيطرة تامة على الكوفة وقبض على الأمر بيد من حديد ، واختفى مسلم بن عقيل وانصاره، وصار همّ ابن زياد التفتيش عن مسلم بن عقيل ورؤوس أصحابه ، وبث العيون والجواسيس، فكان منهم معقل ـ مولى ابن زياد ـ فقد اعطاه ثلاثة الاف درهم وأمره أن يتوسل بها إلى معرفة مسلم بن عقيل، جاء معقل إلى مسلم بن عوسجة وهو يصلي في المسجد وجلس إلى جنبه حتى فرغ من صلاته ثم قال : يا عبد الله إني امرؤ من أهــل الشام أنعم الله عليّ بحبّ أهل البيت وحب مَن أحبهم، وتباكى له ، وقال : معي ثلاثة آلاف درهم أردت بها لقاء رجل منهم بلغني انه قدم الكوفة يبايع لابن بنت رسول الله صلّى الله عليه وآله فكنت أريد لقاءه فلم أجد أحداً يدلني عليه ولا اعرف مكانه ، فاني لجالس في المسجد الآن إذ سمعت نفراً من المؤمنين يقولون هذا رجل له علم بأهل هذا البيت، وإني اتيتك لتقبض مني هذا المال وتدخلني على صاحبك ، فإني أخ من إخوانك، وثقة عليك ، وأن شئت أخذت بيعتي له قبل لقائه ، فقال له مسلم بن عوسجة : احمد الله على لقائك اياي، فقد سرني ذلك لتنال الذي تحب ، ولينصر الله بك أهل بيت نبيه عليه وعليهم السلام، ولقد ساءني معرفة الناس إياي بهذا الأمر قبل أن يتم مخافة هذا الطاغية وسطوته. فقال له معقل: لا يكون الا خيراً ، خذ البيعة علي ، فأخذ بيعته ، واخذ عليه المواثيق المغلظة ليناصحن وليكتمن ، فأعطاه من ذلك ما رضي به ، ثم قال : اختلف إليّ أياماً في منزلي فاني طالبٌ لك الإذن على صاحبك ، واخذ يختلف مع الناس ، فطلب له الإذن، فأذن له فاخذ مسلم بن عقيل بيعته وأمر أبا ثمامة الصائدي بقبض المال منه ، وهو الذي كان يقبض أموالهم وما يعين به بعضهم بعضاً ويشتري لهم السلاح وكان بصيراً وفارساً من فرسان العرب ووجوه الشيعة وأقبل ذلك الرجل يختلف إليهم، فهو أول داخل وآخر خارج، ثم أن مسلم بن عوسجة بعد أن قُبض على مسلم بن عقيل وهاني بن عروة وقتلا حتى اختفى مدة ثم فرّ بأهله إلى الحسين (ع) فوافاه بكربلاء وفداه بنفسه.
وفي كربلاء وبعد أن وافت الإمام الحسين (ع) أنباء ردة الكوفة وقتلهم لابن عمه مسلم بن عقيل وهاني بن عروة أخذ يعلن أنباء النكسة ويدعو اتباعه إلى الانصراف قائلاً : أن القوم يطلبوني ولو أصابوني لهوا عن طلب غيري ، وهذا الليل قد غشيكم فاتخذوه جملاً ، ثم ليأخذ كل رجل منكم بيد رجل من أهل بيتي ، وقال له أهله وتقدمهم العباس (ع) بالكلام : لِمَ نفعل ذلك ؟ لنبقى بعدك ؟! لا أرانا الله ذلك أبدا ثم قام مسلم بن عوسجة فقال : انحن نخلي عنك ، ولم نعذر إلى الله في أداء حقك ؟! أما والله لا أبرح حتى اكسر في صدورهم رمحي واضرب بسيفي ما ثبت قائمة بيدي ولا أفارقك، ولو لم يكن معي سلاح اقاتلهم به لقذفتهم بالحجارة دونك حتى أموت معك ، وقد سجّل المؤرخون وأهل المقاتل صور الحرب والقتال فقالوا : ثم خرج مسلم بن عوسجة الأسدي وهو يقول :
إن تـسألوا عني فاني ذو iiلبد من فرع قوم من ذرى بني أسد فـمن بغاني صائد عن iiالرشد وكـافر بـدين جـبار iiصمد |
فقاتل قتالاً شديداً لم يسمع بمثله فكان يحمل على القوم وسيفه مصلت بيمينه ولم يزل يضرب فيهم بسيفه حتى عطف عليه مسلم بن عبد الله الضبابي.
وعبد الرحمن بن أبي خشكارة البجلي فاشتركا في قتله ووقعت لشدة الجلاد غبرة عظيمة ، فلما انجلت إذا هم بمسلم بن عوسجة صريعاً ، فمشى إليه الحسين (ع) فإذا به رمق فقال له الحسين (ع) : رحمك اله يا مسلم ( منهم مَنْ قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدّلوا تبديلا ).
« منجح مولى الحسين (رض) »
ورد في أبصار العين في أنصار الحسين (ع) للمحقق الشيخ محمد السماوي (قدس سره) (1) :
منجح بن سهم مولى الحسن بن علي (ع) كان منجح من موالي الحسن (ع)، خرج من المدينة مع ولد الحسن (ع) في صحبة الحسين (ع) فأنجح سهمه بالسعادة وفاز بالشهادة، ولما تبارز الفريقان في كربلا قاتل القوم قتال الأبطال.
قال صاحب الحديقة الوردية: فعطف عليه حسان بن بكر الحنظلي فقتله ، وذلك في أوائل القتال (2).
وجاء في أنصار الحسين (ع) للعلامة محمد مهدي شمس الدين ( قدس سره ) (3) :
منجح مولى الحسين :
قال التستري في قاموس الرجل نقلا ، عن ربيع الأبرار للزمخشري أن أمه (أم منجح) حسينية كانت جارية له (ع) اشتراها من نوفل بن الحارث بن عبد المطلب، ثم تزوجها سهم (أبو منجح) فولدت له منجحاً .
ذكره الطبري (4) والشيخ (5) وذكر في الزيارة (6) وذكر في الرجبية.
وأورد السيد الخوئي في معجم رجال الحديث (7) :
منجح مولى الحسين :
قتل معه ، من أصحاب الحسين (ع)، رجال الشيخ، ووقع التسليم عليه في زيارتي الرجبية والناحية المقدسة.
وجاء في قاموس الرجال للعلامة الشيخ محمد تقي التستري ( أعلى الله مقامه) (8) :
قال : عده الشيخ في رجاله في أصحاب الحسين (ع) قائلا : قتل معه ، وعن ربيع أبرار الزمخشري : أن أمه حسينية كانت جارية له (ع) اشتراها من نوفل بن الحارث بن عبد المطلب، ثم تزوجها سهم فولدت منه منحجا (9) .
وورد التسليم عليه في الناحية والرجبية (10) ، أقول : وعده الطبري في من قتل معه (ع) من موالي بني هاشم (11) .
ووجاء التسليم عليه في زيارة الناحية (12) :
( السلام على منجح مولى الحسين عليه السلام ) .
**************************************************************
1 ـ ص 96.
2 ـ الحديقة الوردية، 121.
3 ـ ص 109.
4 ـ الطبري 5 / 469.
5 ـ الرجال : 80.
6 ـ بحار الأنوار : 45 / 69.
7 ـ ج 19 ـ ص 355 ـ 356.
8 ـ ج 10 ـ ص 239.
9 ـ لم أعثر عليه.
10 ـ بحار الأنوار : 101 / 271 و 341.
11 ـ تاريخ الطبري : 5 / 469.
12 ـ المزار ـ الشهيد الأول ـ ص 154.
« نافع بن هلال الجملي المذحجي (رض) »
أورد المحقق الكبير محمد تقي التستري في قاموس الرجال (1) :
نافع بن هلال الجملي :
قال : عده الشيخ في رجاله في أصحاب الحسين (ع) ووقع التسليم عليه في الرجبية (2) والناحية (3) ، استقدم باللواء أمام أبي الفضل (ع) وعشرين رجلا أرسلهم الحسين (ع) للماء وحمل مع أبي الفضل (ع) على القوم للماء ، فطعنه رجل من أصحاب ابن سعد طعنة ظن هلال أنها ليست بشيء ، ثم إنها انتقضت بعد ذلك فمات منها ، وروي أنه أخذ أسيرا إلى عمر فقتله شمر (4).
وعلى التقديرين هو من المستشهدين، أقول: ما قاله من أن رجلا من أصحاب ابن سعد طعنه طعنة مات منها خبط، بل هذا طعن رجلا من أصحاب ابن سعد في حملة الماء فمات ذاك الرجل، كما أنه (ع) أرسله مع أخيه في خمسين، لا عشرين.
ففي الطبري: لما اشتد على الحسين (ع) وأصحابه العطش دعا العباس أخاه، فبعثه في ثلاثين فارسا وعشرين راجلا، وبعث معهم بعشرين قربة ـ فجاءوا حتى دنوا من الماء ليلا ، واستقدم أمامهم باللواء نافع بن هلال الجملي (إلى أن قال) قال عمرو بن الحجاج لهلال : فاشرب هنيئا، قال : لا والله! لا أشرب منه قطرة وحسين عطشان ( إلى أن قال ) ثم إن رجلا من صداء طعن ـ من أصحاب عمرو بن الحجاج ـ طعنه نافع بن هلال فظن أنها ليست بشيء ، ثم إنها انتقضت بعد ذلك فمات منها (5).
كما أن هذا إنما كانت شهادته بجهاده حتى أخذ أسيرا فقتله شمر قولا واحدا ، ففي الطبري: كان نافع قد كتب اسمه على أفواق نبله ، فجعل يرمي بها مسمومة وهو يقول :
أنــا iiالـجملي أنا على دين علي |
فقتل اثني عشر من أصحاب ابن سعد سوى من جرح ، فضرب حتى كسرت عضداه وأخذ أسيرا، فأخذه شمر ومعه أصحاب له يسوقون نافعا حتى أتى به عمر ، فقال له : ويحك ! ما حملك على ما صنعت بنفسك ؟ قال : ( إن ربي يعلم ما أردت ) والدماء تسيل على لحيته وهو يقول : والله! لقد قتلت منكم اثني عشر سوى من جرحت ، وما ألوم نفسي على الجهد، ولو بقيت لي عضد وساعد ما أسرتموني ، فقال شمر لعمر : اقتله، قال : أنت جئت به فإن شئت فاقتله ، فانتضى شمر سيفه ، فقال له نافع : أما والله! إن لو كنت من المسلمين لعظم عليك أن تلقى الله بدمائنا ، فالحمد لله الذي جعل منايانا على أيدي شرار خلقه ، فقتله (6).
قال يحيى بن هاني بن عروة : كان نافع يقاتل يومئذ وهو يقول :
أنــا iiالـجملي أنا على دين علي |
فخرج إليه رجل يقال له : مزاحم بن حريث ، فقال : ( أنا على دين عثمان ) فقال له نافع : ( أنت على دين شيطان ) وحمل نافع عليه فقتله ، فصاح عمرو بن الحجاج بالناس : ياحمقى ! أتدرون من تقاتلون ؟ فرسان المصر قوما مستميتين ، لا يبرزن لهم منكم أحد فإنهم قليل وقلما يبقون ، والله! لو لم ترموهم إلا بالحجارة لقتلتموهم (7).
وفي الطبري : أن أربعة نفر من الكوفة لحقوا الحسين (ع) بعذيب الهجانات، كانوا يجنبون فرسا لنافع بن هلال يقال له : الكامل (8).
وفيه أيضا : لما قتل عمرو بن قرظة معه (ع) كان أخوه علي بن قرظة مع ابن سعد ، فنادى يا حسين يا كذاب ابن الكذاب! أضللت أخي وغررته حتى قتلته ، قال : إن الله لم يضل أخاك ولكنه هدى أخاك وأضلك ، قال : قتلني الله إن لم أقتلك أو أموت دونك ، فحمل عليه فاعترضه نافع بن هلال فطعنه فصرعه ، فحمله أصحابه فاستنقذوه فدوي بعد فبرأ (9).
وأما قول المصنف: لحق الحسين (ع) في عذيب الهجانات فغلط ، وإنما لحقه (ع) ثمة أربعة يجنبون فرسا لهذا معهم كما مر من الطبري، كقوله : ( قام بعد تضييق الحر عليه (ع) ونطق ) فالناطق ذاك الوقت إنما كان زهير بن القين، لا هذا ، وبدله محمد بن أبي طالب في مقاتله ب ( هلال بن نافع البجلي "(10) فحرف وقدم وأخر ، وإنما هلال بن نافع البجلي رجل من أصحاب ابن سعد ، وقول المصنف هنا ـ في ما مر ـ : ( وظن هلال ... إلخ ) لعله من تصحيف النسخة، وإلا فهذا ابن هلال ، هذا ، وعنون المصنف عن أسد الغابة عدة مسمين بنافع إجمالا ، لجهلهم حالا ، منهم : ( نافع أبو طيبة الحجام ) مع أن المحقق كنيته ولقبه ، وأما اسمه فقيل فيه أيضا ( دينار ) وقيل : ( ميسرة ) أيضا ، ومنهم : ( نافع بن عمرو المزني ) مع أنه إنما عنونه أبو موسى ، وقال : الصحيح أنه ( رافع ) لا ( نافع ).
ورد في أبصار العين في أنصار الحسين (ع) للمحقق الشيخ محمد السماوي (قدس سره) (11) :
نافع بن هلال الجملي (12) :
هو نافع بن هلال بن نافع بن جمل بن سعد العشيرة بن مذحج المذحجي الجملي، كان نافع سيداً شريفاً سرياً شجاعاً ، وكان قارئاً كاتباً من حملة الحديث ومن أصحاب أمير المؤمنين (ع) وحضر معه حروبه الثلاث في العراق وخرج إلى الحسين (ع) فلقيه في الطريق وكان ذلك قبل مقتل مسلم، وكان أوصى أن يتبع بفرسه المسمى بالكامل ، فأتبع مع عمرو بن خالد وأصحابه الذين ذكرناهم.
قال ابن شهر آشوب : لما ضيق الحر على الحسين (ع) خطب أصحابه بخطبته التي يقول فيها : ( أما بعد ، فقد نزل من الأمر ما قد ترون وأن الدنيا قد تنكرت وأدبرت ) الخ.
قام إليه زهير فقال : قد سمعنا هداك الله مقالتك الخ.
ثم قام نافع فقال : يا بن رسول الله، أنت تعلم أن جدك رسول الله (ص) لم يقدر أن يشرب الناس محبته ، ولا أن يرجعوا إلى أمره ما أحب، وقد كان منهم منافقون يعدونه بالنصر ، ويضمرون له الغدر، يلقونه بأحلى من العسل، ويخلفونه بأمر من الحنظل حتى قبضه الله إليه، وأن أباك عليا قد كان في مثل ذلك ، فقوم قد أجمعوا على نصره ، وقاتلوا معه الناكثين والقاسطين والمارقين ، وقوم خالفوه حتى أتاه أجله ومضى إلى رحمة الله ورضوانه ، وأنت اليوم عندنا في مثل تلك الحالة ، فمن نكث عهده وخلع نيته فلن يضر إلا نفسه والله مغن عنه ، فسر بنا راشداً معافى ، مشرقاً إن شئت وإن شئت مغربا ، فوالله ما أشفقنا من قدر الله، ولا كرهنا لقاء ربنا ، فإنا على نياتنا وبصائرنا ، نوالي من والاك ونعادي من عاداك (13) ، ثم قام برير فقال ما تقدم في ترجمته.
وقال الطبري: منع الماء في الطف على الحسين (ع) فاشتد عليه وعلى أصحابه العطش ، فدعا أخاه العباس ، فبعثه في ثلاثين فارسا وعشرين راجلا ، وأصحبهم عشرين قربة ، فجاؤوا حتى دنوا من الماء ليلاً واستقدم أمامهم باللواء نافع بن هلال فحس بهم عمرو بن الحجاج الزبيدي ـ وكان حارس الماء ـ فقال : من ؟ قال : من بني عمك ، فقال : من أنت ؟ قال : نافع بن هلال ، فقال : ما جاء بك ؟ قال : جئنا نشرب من هذا الماء الذي حلأتمونا عنه ، قال : اشرب هنيئا ، قال : لا والله لا أشرب منه قطرة والحسين عطشان ومن ترى من أصحابه، فطلعوا عليه، فقال : لا سبيل إلى سقي هؤلاء ، إنما وضعنا بهذا المكان لنمنع الماء، فلما دنا أصحابه منه قال : املأوا قربكم ، فنزلوا فملأوا قربهم ، فثار عمرو بن الحجاج وأصحابه ، فحمل عليهم العباس بن علي (ع) ونافع بن هلال الجملي ففرقوهم وأخذوا أصحابهم ، وانصرفوا إلى رحالهم ، وقد قتلوا منهم رجالاً (14).
وقال أبو جعفر الطبري : لما قتل عمرو بن قرظة الأنصاري جاء أخوه علي وكان مع ابن سعد ليأخذ بثأره فهتف بالحسين (ع) ـ كما سيأتي في ترجمة عمرو ـ فحمل عليه نافع بن هلال فضربه بسيفه فسقط وأخذه أصحابه فعولج فيما بعد برئ (15) ، ثم جالت الخيل التي منعت علياً فردها نافع عن أصحابه وكشفها عن وجوههم.
وحدث يحيى بن هاني بن عروة المرادي (16) أنه لما جالت الخيل بعد ضرب نافع علياً ، حمل عليها نافع بن هلال فجعل يضرب بها قدما وهو يقول :
إن تـنكروني فأنا ابن iiالجملي ديني على دين حسين بن علي |
فقال له مزاحم بن حريث : أنا على دين فلان ، فقال له نافع : أنت على دين الشيطان، ثم شد عليه بسيفه ، فأراد أن يولي ولكن السيف سبق ، فوقع مزاحم قتيلا ، فصاح عمرو بن الحجاج أتدرون من تقاتلون ؟ ! لا يبرز إليهم منكم أحد.
وقال أبو مخنف : كان نافع قد كتب اسمه على أفواق نبله ، فجعل يرمي بها مسمومة وهو يقول :
أرمـي بها معلمة iiأفواقها مسمومة تجري بها أخفاقها
لـيملأن أرضـها iiرشاقها والـنفس لا ينفعها iiإشفاقها |
فقتل اثني عشر رجلا من أصحاب عمر بن سعد سوى من جرح حتى إذا فنيت نباله، جرد فيهم سيفه فحمل عليهم وهو يقول :
أنا الهزبر الجملي أنا على دين iiعلي |
فتواثبوا عليه وأطافوا به يضاربونه بالحجارة والنصال حتى كسروا عضديه، فأخذوه أسيراً، فأمسكه الشمر بن ذي الجوشن ، ومعه أصحابه يسوقونه حتى أتى به عمر بن سعد ، فقال له عمر : ويحك يا نافع ما حملك على ما صنعت بنفسك! قال : إن ربي يعلم ما أردت، فقال له رجل وقد نظر الدماء تسيل على لحيته : أما ترى ما بك ؟ قال : والله لقد قتلت منكم اثني عشر رجلا سوى من جرحت وما ألوف نفسي على الجهد، ولو بقيت لي عضد وساعد ما أسرتموني ، فقال شمر لابن سعد : اقتله أصلحك الله! قال : أنت به ، فإن شئت فاقتله ، فانتضى شمر سيفه ، فقال له نافع : أما والله لو كنت من المسلمين لعظم عليك أن تلقى الله بدمائنا ، فالحمد لله الذي جعل منايانا على يدي شرار خلقه ، ثم قتله (17) (1) رضوان الله عليه ولعنته على قاتليه .
وفيه أقول:
ألا رب رام يـكتب الـسهم iiنـافعا ويـعـني بــه نـفعا لآل iiمـحمد
إذا مـا أرنـت قـوسه فاز iiسهمها بـقـلب عـدو أو جـناجن iiمـعتد
فـلو نـاضلوه مـا أطـافوا iiبغابه ولـكن رمـوه بـالحجار iiالـمحدد
فأضحى خضيب الشيب من دم رأسه كـسير يـد يـنقاد لـلأسر عن iiيد
ومـا وجـدوه واهـنا بـعد iiأسـره ولـكـن بـسيما ذي بـراثن مـلبد
فـإن قـتلوه بـعدما ارتـث صابرا فـلا فـخر في قتل الهزبر iiالمخضد
ولـو بـقيت مـنه يـد لم يقد iiلهم ولــم يـقتلوه لـو نـضا iiلـمهند |
ورد في أنصار الحسين (ع) للمحقق محمد مهدي شمس الدين ( قدس سره ) (18) :
نافع بن هلال الجملي :
ذكره الطبري (19) والشيخ (20) وفي الزيارة ( البجلي ) مصحفاً (21) وكذا عند ابن شهر آشوب (22)، وذكر في الرجبية بدون نسبة شارك في جلب الماء مع العباس بن علي ، كوفي ، شخصية بارزة جملي : النسبة إلى جمل ابن سعد العشيرة من مذحج ( يمن ، عرب الجنوب ).
وجاء في موسوعة كلمات الإمام الحسين (ع) إعداد لجنة الحديث في معهد باقر العلوم (ع) (23) :
نافع بن هلال الجملي :
الصابري الهمداني: إن نافعاً كان شاباً حسناً بديع الجمال، وكانت له مخطوبة لم يضاجعها ، ولما رأت أن نافعاً برز ، تعلقت بأذياله وبكت بكاءً شديداً ، وقالت : إلى أين تمضي ، وعلى من أعتمد بعدك ؟ فسمع الحسين ذلك ، قال له : يا نافع! إن أهلك لا يطيب لها فراقك ، فلو رأيت أن تختار سرورها على البراز ، فقال : يا ابن رسول الله! لو لم أنصرك اليوم ، فبماذا أجيب غداً رسول الله ؟ وبرز فقاتل حتى قتل (24) (2) .
ورد في معجم رجال الحديث للعلامة الكبير السيد الخوئي ( قدس سره ) (25) :
نافع بن هلال الجملي :
من أصحاب الحسين (ع)، رجال الشيخ، قال المفيد في الارشاد: في باب إمامة أبي عبد الله الحسين (ع)، عند ذكر المقتولين من أصحابه (ع)، وهو ( نافع بن هلال ) ممن استشهد بين يدي الحسين (ع)، وذكره ابن شهرآشوب في المناقب أيضا : الجزء 4 ، باب إمامة أبي عبد الله الحسين بن علي (ع)، (فصل في مقتله (ع))، ووصفه بالبجلي ، ووقع التسليم في زيارتي الناحية الشريفة والرجبية على نافع بن هلال، ووصفه في الأولى بالبجلي المرادي.
**************************************************************
1 ـ ج 10 ـ ص 337 ـ 340.
2 ـ بحار الأنوار: 101 / 340 و 272.
3 ـ بحار الأنوار: 101 / 340 و 272.
4 ـ تاريخ الطبري: 5 / 442.
5 ـ تاريخ الطبري: 5 / 412.
6 ـ تاريخ الطبري: 5 / 441.
7 ـ المصدر السابق: 435.
8 ـ المصدر السابق: 404.
9 ـ المصدر السابق: 434.
10 ـ لا يوجد لدينا.
11 ـ ص 147 ـ 150.
12 ـ عده الشيخ في أصحاب الإمام الحسين (ع)، راجع رجال الشيخ: 106، الرقم 1051.
13 ـ لم أعثر عليه في المناقب، راجع البحار: 44 / 381.
14 ـ تاريخ الطبري: 3 / 312.
15 ـ تاريخ الطبري: 3 / 324.
16 ـ لاحظ ترجمته في تهذيب الكمال 32 / 18، تحت رقم 6936.
17 ـ تاريخ الطبري: 3 / 328 بتفاوت في النقل وسقط في بعض العبارات.
18 ـ ص 109.
19 ـ الطبري: 4 / 404.
20 ـ الرجال: 80.
21 ـ بحار الأنوار: 45 / 71.
22 ـ المناقب: 4 / 104.
23 ـ ص 539.
24 ـ أدب الحسين: 210، معالي السبطين 1 : 384 ، ناسخ التواريخ 2 : 277.
25 ـ ج 20 ـ ص 135 ـ 136.
« نعيم بن عجلان الأنصاري (رض) »
ورد في قاموس الرجال للعلامة الشيخ محمد تقي التستري (رحمه الله ) (1) :
نعيم بن عجلان :
قال : عده الشيخ في رجاله في أصحاب الحسين (ع) وسلم عليه في الناحية والرجبية (2)، أقول : وعده المناقب من المقتولين في الحملة الأولى (3).
قال المصنف: أدرك هو وأخواه : ( النظر ) و ( النعمان ) النبي (ص) وهما ماتا في خلافة الحسن (ع) وهذا مع الحسين (ع) ، قلت : لم أدر إلى أي شيء استند في ما قال ؟ ولو كان هذا أدرك النبي (ص) لعنونه الجزري الذي يعنون كل محقق وغير محقق.
وأما أخ له مسمى بالنظر فلم نقف على مسمى بالنظر ، فضلا عما قال ، نعم مر ( نعمان بن عجلان الزرقي ) ومن أين أنه أخو هذا ؟
جاء في كتاب مستدركات علم رجال الحديث للعلامة الشيخ علي النمازي الشاهرودي ( قدس سره )(4) :
نعيم بن عجلان بن النعمان بن عامر بن زريق الأنصاري الزرقي الخزرجي :
هو وأخواه نظر ونعمان أدركوا النبي (ص) ، وهم من أصحاب أمير المؤمنين (ع) ولهم في صفين مواقف وكانوا شجعانا شعراء.
ومات النعمان والنظر في خلافة الحسن المجتبى (ع) وبقي نعيم في الكوفة ولحق بالحسين (ع) واستشهد يوم عاشوراء في الحملة الأولى قبل الظهر.
وتشرف بسلام الناحية المقدسة والسلام في الزيارة الرجبية، فراجع كتاب العلامة المامقاني.
وأورد السيد الخوئي في كتابه معجم رجال الحديث (5) :
نعيم بن عجلان :
من أصحاب الحسين (ع) ، رجال الشيخ ، وعده ابن شهر آشوب من المقتولين في الحملة الأولى (6).
ووقع التسليم عليه في زيارتي الناحية المقدسة والرجبية .
**************************************************************
1 ـ ج 10 ـ ص 397 ـ 398.
2 ـ بحار الأنوار : 101 / 272 ، 340.
3 ـ مناقب ابن شهر آشوب : 4 / 113.
4 ـ ج 8 ـ ص 86.
5 ـ ج 20 ـ ص 191.
6 ـ المناقب : الجزء 4 ، باب إمامة أبي عبد الله الحسين (ع) ، في فصل في مقتله (ع).
« نعمان بن عمرو الراسبي (رض) »
ذكره ابن شهرآشوب في عداد قتلى الحملة الأولى (1) والشيخ (2) وذكره في الرجبية بدون نسبة : راسب بطن من الازد ( يمن ، عرب الجنوب ) .
**************************************************************
1 ـ المناقب : 4 / 113.
2 ـ الرجال : 80.
هو هاني بن عروة بن نمران بن قعاس ينتهي نسبه إلى مراد بن مذحج وكان هاني صحابياً كأبيه عروة ، ويروى انه كان شيخ مراد وزعيمها وكــان معمراً ، ذكر المؤرخون أنه عاش 83 سنة وقيل بضعاً وتسعين سنة ، وكان يتوكأ على عصا بها زج وهي التي ضربه ابن زياد بها لمّا احضر عنده حتى هشم أنفه وجبينه، وكان مقتله يوم التروية كمسلم بن عقيل رضوان الله عليهما.
كان هاني وأبوه من وجوه الشيعة، وحضرا مع أمير المؤمنين (ع) حروبه الثلاث، وهو القائل يوم الجمل :
يا لك حرباً حثّها جمالها يقودها لنقصها ضلالها
هـذا علي حوله iiأقيالها |
ولما أخبر معقل عين ابن زياد بخبر مسلم وإنه عند هاني ، طلب ابن زياد هانياً فأتي به ، فدخل عليه فقال له : أتتك بخائن رجلاه تسعى فقال هاني وما ذاك أيها الأمير ، فجعل ابن زياد يسأله عن الأحداث التي وقعت في داره وهو ينكرها ، فاخرج إليه معقلاً ، فلما رآه عرف أنه عين فاعترف بها وقال لابن زياد انّ مسلماً نزل عليّ وأنا أخرجه من داري فقال ابن زياد ألم تكن عندك لي يد في فعل أبي زياد بأبيك ، وحفظه من معاوية لمّا أراد قتله فقال له هاني ولتكن لك عندي يدٌ أخرى بأن تحفظ من نزل بي ، وأنا زعيم لك أن أخرجه من المصر فضربه ابن زياد بسوطه حتى هشّم أنفه وجبينه وأمر به إلى السجن، وبقي هاني في السجن إلى أن قبض على مسلم بن عقيل فقتلهما ابن زياد وجرهما في الاسواق، ويروى إنّ قتل هاني كان يوم التروية مع مسلم بن عقيل ، ولكن مسلماً قتله بكير بن حمران ورماه من القصر أما هاني بن عروة فقد أخرج إلى السوق التي يباع بها الغنم مكتوفاً ، فجعل يقول وامذحجاه ولا مذحج لي اليوم ، وامذحجاه وأين مني مذحج اليوم، فلما رأى أن أحداً لن ينصره ، جذب يده من الكتّاف ثم قال أما من عصا أو سكين أو حجر ، فتواثبوا عليه وشدوه وثاقاً ، ثم قيل له مدّ عنقك ، فقال ما أنابها سخي ، وما أنا معينكم على نفسي ، فضربه رشيد التركي مولى عبيد الله فلم يصنع به شيئاً ، فقال هاني إلى الله المعاد، اللهم إلى رحمتك ورضوانك ، ثم ضربه أخرى فقتله ، وقيل أن ابن زياد أمر بسحب مسلم وهاني بالحبال من أرجلهما في الأسواق وصلبهما بالكناسة منكوسين.
وقيل ثم أمر ابن زياد برأسي مسلم بن عقيل وهاني بن عروة فسيرهما إلى يزيد ولما ورد نعيهما إلى الحسين (ع) جعل يقول رحمة الله عليهما مكرراً ذلك حتى دمعت عيناه.
«وهب بن عبد الله جناب الكلبي (رض) »
أورد اللعلامة الشيخ محمد تقي التستري في قاموس الرجال (1) :
وهب بن عبد الله الكلبي عنونه ابن شهر آشوب، فقال ـ في ذكر الثالث من أصحاب الحسين (ع) ـ : ثم برز وهب بن عبد الله الكلبي وهو يرتجز :
إن تـنكروني فـأنا ابن iiكلب سوف تروني وترون iiضربي وحملتي وصولتي في iiالحرب أدرك ثاري بعد ثاري iiصحبي وأدفـع الـكرب أمام iiالكرب ليس جهادي في الوغى باللعب |
فلم يزل يقاتل حتى قتل جماعة ، ثم قال لأمه : أرضيت ؟ فقالت : ما أرضى أو تقتل بين يدي الحسين (ع) فرجع قائلا :
إنـى زعـيم لك أم iiوهب بالطعن فيهم تارة iiوالضرب ضـرب غلام موقن iiبالرب حتى يذوق القوم مر الحرب إني امرؤ ذو مرة iiوعضب حسبي إلهي من عليم حسبي |
فلم يزل يقاتل حتى قتل تسعة عشر فارسا واثنى عشر راجلا، ثم قطعت يمينه وأخذ أسيرا (2).
وقد عرفت في ( وهب بن جناب الكلبي ) المعنون عن ابن نما وابن طاوس : أن الأصل في ذاك وهذا ووهب بن وهب ـ الآتي ـ ( عبد الله بن عمير الكلبي ) المتقدم ذو امرأة مكناة بأم وهب ، وتوهم هذا مثلهما إثبات أم له من كنية امرأته ( أم وهب ) ككون اسمه ( وهب ) منها ، وهذا أخذ اسم أبيه من عين اسم الكلبي ( عبد الله بن عمير ) وذانك أخذا اسم أبيه ( جناب ) من كنية راويه ( أبي جناب ) وهذا لم يذكر له غير أم ، حيث إن في التاريخ لم يذكر غير ( أم وهب ) وذانك قد عرفت أثبتا له أما وزوجة ، حيث صرح في التاريخ بزوجة له والمراد المكناة بأم وهب فتوهماها أمه، وقد عرفت في ( عبد الله بن عمير ) أنه أول من برز للقتال وقتل مولى زياد وابن زياد ، ثم قتل في الميسرة ثانيا ومسلم بن عوسجة في الميمنة أولا.
وأما فردا فالأول برير والثاني عمرو بن قرظة ، والدليل على أن الأصل ما قلنا نقله رجز ذاك ( إني زعيم لك أم وهب ) في هذا ، وأنه لم يذكر ذاك المتفق عليه ، كما لم يذكر ذاك ابن طاوس وإن كان ابن نما ذكر عبد الله أيضا.
ثم أغرب المحدث القمي المعاصر ! فخلط بين عنوان المناقب وعنوان ابن طاوس، فقال: " وهب بن عبد الله بن جناب الكلبي " وذكر كلامهما (3).
وجاء في أنصار الحسين (ع) للعلامة محمد مهدي شمس الدين ( أعلى الله مقامه ) (4) :
وهب بن عبد الله جناب الكلبي :
ذكره ابن شهر آشوب : ( وهب بن عبد الله الكلبي ) (5) والخوارزمي : ( وهب بن عبد الله بن جناب الكلبي ) (6) وذكره في بحار الأنوار (7)، تتحدث المصادر عن أن أمه وزوجته كانتا معه ، وفي بعضها أن زوجته قتلت ، وعند الخوارزمي أن التي قتلت هي أمه، وفي بعضها أن اسمه ( وهب بن وهب ) وأنه كان نصرانيا فأسلم ، وفي بعضها أنه أسر كما عند ابن شهر آشوب ، وفي بعضها الآخر أنه قتل .
نرجح أن وهبا هذا هو ابن لام وهب زوجة عبد الله بن عمير بن جناب الكلبي الذي تقدم ذكره ، فقد قتلت زوجته ( أم وهب بنت عبد ) وهي عند زوجها بعدما قتل ، فتكون المقتولة أم وهب كما عند الخوارزمي، لا زوجته.
( يمن ، عرب الجنوب ) كوفي ـ شاب.
وأورد الشيخ النمازي الشاهرودي في مستدركات علم رجال الحديث (8) :
وهب بن عبد الله جناب الكلبي :
لم يذكروه ، هو شهيد الطف.
وقيل : هو الذي كان نصرانياً فأسلم وأدركته سعادة الشهادة .
**************************************************************
1 ـ ج 10 ـ ص 450 ـ 452.
2 ـ مناقب ابن شهر آشوب: 4 / 101.
3 ـ منتهى الآمال: 1 / 662.
4 ـ ص 110 ـ 111.
5 ـ المناقب : 4 / 101 .
6 ـ مقتل الحسين : 2 / 12 ـ 13.
7 ـ بحار الأنوار : 44 / 320 ـ 321 و 45 / 16 ـ 17.
8 ـ ج 8 ـ ص 114.
« يحيى بن سليم المازني (رض) »
ذكره ابن شهر آشوب (1) والخوارزمي (2).
**************************************************************
1 ـ المناقب : 4 / 102.
2 ـ مقتل الحسين : 2 / 17.
« يزيد بن الحصين الهمداني المشرقي القاري (رض) »
أورد العلامة الأميني في لواعج الأشجان (1) :
ضيق القوم على الحسين (ع) حتى نال منه العطش ومن أصحابه، فقال له يزيد بن الحصين (2) الهمداني : يا ابن رسول الله أتأذن لي ان اخرج إلى القوم ؟، فأذن له فخرج إليهم فقال : يا معشر الناس ان الله عز وجل بعث محمداً (ص) بالحق بشيراً ونذيراً وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيراً وهذا ماء الفرات تقع فيه خنازير السواد وكلابه وقد حيل بينه وبين ابنه، فقالوا : يا يزيد قد أكثرت الكلام فاكفف والله ليعطش الحسين كما عطش من كان قبله ، فقال الحسين (ع): اقعد يا يزيد.
وورد في موسوعة شهادة المعصومين (ع) للجنة الحديث في معهد باقر العلوم (ع) (3) :
قال ابن الصباغ: كان مع الحسين (ع) شخص من أهل الزهد والورع يقال له: يزيد بن الحصين الهمداني ، فقال للحسين (ع): ائذن لي يا ابن رسول الله في أن آتي مقدم هؤلاء عمر ابن سعد فأكلمه في الماء لعله أن يرتدع.
فأذن له وقال ذلك إليك إذا شئت ، فجاء الهمداني، إلى عمر بن سعد فكلمه في الماء فامتنع منه فلم يجبه إلى ذلك ، فقال له : هذا ماء الفرات تشرب منه الكلاب والذئاب وغير ذلك وتمنعه الحسين ابن بنت رسول الله (ص) وإخوته ونساؤه وأهل بيته والعترة الطاهرة يموتون عطشا، وقد حلت بينهم وبين الماء وأنت تزعم أنك تعرف الله ورسوله ؟
فأطرق عمر بن سعد، ثم قال : يا أخا همدان إني لأعلم حقيقة ما تقول وأنشد يقول :
دعاني عبيد الله من دون iiقومه إلى خصلة فيها خرجت iiلحيني فـوالله ما أدري وإني iiلواقف عـلى خطر لا أرتضيه iiومين أآخذ ملك الري والري iiرغبتي وأرجـع مـطلوبا بدم iiحسين وفي قتله النار التي ليس دونها حـجاب وملك الري قرة iiعين |
ثم قال : يا أخا همدان ما تجيبني نفسي إلى ترك الري لغيري ، فرجع يزيد بن الحصين الهمداني إلى الحسين (ع) وأخبره بمقالة ابن سعد (4).
وجاء في معجم رجال الحديث للعلامة السيد الخوئي ( أعلى الله مقامه ) (5) :
يزيد بن الحصين المشرقي :
من أصحاب الحسين (ع) ، رجال الشيخ ، ووقع التسليم على يزيد بن الحصين الهمداني المشرقي القاري ، المجدل في زيارة الناحية المقدسة ، وقد تقدم عن الكشي في ترجمة حبيب بن مظاهر أنه كان يقال له سيد القراء، هذا ، وتقدم عن الزيارة الرجبية بعنوان : بريد بن الحصين.
وجاء في كتاب مستدركات علم رجال الحديث للعلامة الشيخ علي النمازي الشاهرودي ( قدس سره ) (6) :
يزيد بن الحصين الهمداني المشرقي أو المشرفي القاري : br>
من شهداء الطف ومتشرف بسلام الناحية المقدسة، وهذا خال أبي إسحاق الهمداني وذكره الشيخ في أصحاب الحسين (ع).
وأورد الشيخ محمد مهدي شمس الدين في أنصار الحسين (ع) (7) :
يزيد بن الحصين الهمداني المشرقي القاري :
ذكره الشيخ (8) وورد ذكره في الزيارة (9)، ( يمن ، عرب الجنوب ).
**************************************************************
1 ـ ص 111.
2 ـ كذا وجد ويحتمل ان يكون الصواب برير بن خضير وقد وقع في عدة مواضع برير بن خضير في بعض الكتب ويزيد بن حصين في بعض آخر فالظاهر أنه صحف أحدهما بالآخر والتعدد ممكن ( منه ).
3 ـ ج 2 ـ ص 230 ـ 231.
4 ـ مقتل الحسين 2 : 24 ، اللهوف: 163 ، مثير الأحزان: 64 ، تسلية المجالس وزينة المجالس 2 : 293، البحار 45 : 23 ، العوالم 17: 266 ، موسوعة كلمات الإمام الحسين (ع): 452 ح 432.
5 ـ ج 21 ـ ص 118.
6 ـ ج 8 ـ ص 250.
7 ـ ص 111.
8 ـ الرجال: 81.
9 ـ بحار الأنوار: 45 / 72.
« يزيد بن زياد بن مهاصر أبو الشعشاء الكندي (رض) »
ذكره الطبري (1) وابن شهراشوب (2) والخوارزمي (3) والزيارة وفيها (ابن المظاهر) (4) صحفته بعض المصادر فقالت ( بن مهاجر ).
اضطرب فيه كلام الطبري فمرة قال عنه انه تحول إلى الحسين من معسكر ابن زياد بعدما رفضوا عروض الحسين، ومرة قال عنه أنه خرج إلى الحسين من الكوفة قبل أن يلاقيه الحر، وكذلك اضطرب فيه كلام السيد الأمين (5) كوفي. ( يمن ، عرب الجنوب ).
**************************************************************
1 ـ الطبري: 5 / 48 و 445 ـ 446.
2 ـ المناقب: 4 / 113.
3 ـ مقتل الحسين: 2 / 25 .
4 ـ بحار الأنوار: 45 / 72.
5 ـ الطبري ( الأرقام السابقة، وأعيان الشيعة ج 4 قسم أول ص 100 و 115 ـ 116 ) .
« يزيد بن نبيط ( ثبيت العبدي ) (رض) »
ذكره الطبري (1) وصحف في الزيارة : ( يزيد بن ثبيت القيسي ) (2) ، وذكر في الرجبية باسم ( بدر بن رقيط ) وذكره سيدنا الأستاذ باسم ( بدر بن رقيد ـ معجم رجال الحديث : 3 / 266 ) قدم إلى الحسين مع ولديه عبد الله وعبيد الله من البصرة إلى مكة ، بعد أن وصل كتاب الحسين إلى أشرافها ، كان منضويا في جماعة شيعية في البصرة ، العبدي : من عبد القيس ( عرب الشمال ).
**************************************************************
1 ـ الطبري : 5 / 353 ـ 354 .
2 ـ بحار الأنوار : 45 / 72 .
|
|
|