الاستاذ راضي عبيد الشمري

المقدمة

  ان اهم مايميز البصرة هو تطورها وازدهارها الاقتصادي الناجح عن موقعها الجغرافي الاستراتيجي المتميز الذي ساعد على ان تلعب دور مهم وكبير في مجال التجاره بالاضافة الى خصوصية الاراضي التي ادت الى انتعاش الزراعة بالاضافه للصيد والصناعة والتجارة الداخلية والخارجية والنفط .
  في المجال الزراعي فانه لاراضي البصرة قوة انباتية كبيرة لكثرة مياهها وكونها مؤلفة من ترسبات غرينية حيث تنقسم اراضي البصرة الى مئات من المقاطعات الزراعية بين كبيرة وتبلغ 70 مقاطعه وبين صغيرة وهي كثيرة ومن اهم حاصلات البصرة الزراعية التمور والحبوب ومختلف الخضروات والفواكه .
  ويوجد في البصرة حوالي 350 نوعا ( من التمور وكل نوع لة مزايا خاصة من حيث اللون والحجم والمذاق وكمية السكر ومنها ما يستهلك محليا ) ومنها ما يصدر للخارج اما الحبوب فتتالف من الحنطة والشعير والرز والماش والسمسم واكثر الاراضي التي تزرع فيها هذه الحبوب هي اراضي قضاء القرنه خاصة ناحية المدينة ...

الخضروات :

  واهم انواعها الباميا والبذنجان والطماطة التي تزرع بكثرة لسد حاجة السكان المحليين كذالك يصدر قسم منها الى محافظات العراق والقسم الاخر يعصر لعمل المعجون وتوجد انواع اخرى من الخضروات مثل اللوبياء والفاصوليا والسبانخ وغيرها ...

الفواكه :

  لقد ساعد مناخ البصرة الحار الرطب على زراعة الكثير من اشجار فاكهة المنطقة الاستوائيه كالموز وغيره كما ان عتدال المناخ في الشتاء ساعد على نمو اشجار فاكهة المنطقة المعتدله كلبرتقال والليمون والرمان وبالاضافة الى هذة الفواكة يتم انتاج فواكة اخرى مثل الاعناب والخوخ والمشمش والتين وهذة الفواكه تنضج قبل مثيلاتها في بقية المحافضات لمساعدة المناخ على ذالك ...
  ومن فاكهة البصرة البطيخ الذي يزرع قي ناحية الزبير بواسطة مياة الابار وهو يعد من اجود انواع البطيخ في طعمة ورائحته ولذته ...
  ومن موارد البصرة الزراعية الحاصلات الزراعية التي تنموا بشكل طبيعي وتشكل مورد اقتصادي لبناء البصرة ومنها .

الكماء :

  الذي يستخرج من صحراء الزبير بكميات كبيرة في موسم الشتاء والربيع ( القصب ) وهو من النباتات ذات السيقان الرفيعة الطويلة يقطع ويستعمل لصناعة الحصر ولتسقيف او لبناء الاكواخ ( الاثل ) يغرس في الصحراء الزبير بجانب الخضروات التي تزرع وينمو بشكل طبيعي ويؤلف نعد سنوات غابات كبيرة تقطع اخشابها وتستعمل للوقود والمباني ...

الصيد :

  يقسم الصيد الى قسمين الصيد البري والصيد المائي اما بالنسبة لصيد البري فيكثر اصطياد الارانب والخنازير والحباري والغزلان وتعيش هذة الحيوانات في برية شاسعة تبعد عن مدينة البصرة بحوالي ( 50 ـ 75 كم ).
  اما بلنسبه لصيد المائي فتكثر الطيور المائية في اهار البصرة وانهاره كالبط والاوز والكركى والاخضيري وموطن هذة الطيور كرمة علي وسطاد اكثرها بواسطة الزوارق ويكثر في البصرة صيد الاسماك وتتعدد الانواع البحرية والنهرية فالسمك النهري يغلب ان يصطاد من شط العرب وهو كرمة علي وروافد شط العرب الكبيرة ومن اشهر الاسماك ( الزببدي والصبور والابياح والروبيان والبني وغيرها من الاسماك ) .

الصناعة :

  وهنالك انواع مشهورة من الصناعات في البصرة فهنالك صناعة الموارد الانشائية ومنها صناعة الطابوق وصناعة الكاشي وتقوم في البصرة عدة مصانع صغيرة لصناعة الطابوق وتعرف بالكور وهي التي تجهز البنائين بالطابوق بانواعه المختلفة اما صناعة الكاشي فتنتشر معامل الكاشي في البصرة وهي معامل كبيرة تضاهي معامل بغداد من حيث اتقان النعة والزركشة والمتانة ومن الصناعات الكبيرة في البصرة هي الصناعات البتروكيمياوية والتي تعتمد على النفط لكون البصرة غنية في حقولها النفطية وهناك صناعات السفن والزوارق الصغيرة بكافة انواعها سواء ما يستخدم منها لتنزهة ويكون صغير الحجم وتسمى العشارية او التي تستعمل في الاهوار والتي تطلى جدرانها بالقار وتسمى المشاحيف او السفن التي تستخدم لنقل البضائع والحبوب وتسمى ( مهبلة )او السفن التي تستخدم لنقل البضائع بين البصرة ومدن الخليج العربي وتسمى ( البوم ) ومن الصناعات في البصرة صناعة الخشب وهي التجارة وهي حرفة قديمة تقتصر على صنع الاثاث المنزلي وتقدمت بفضل دخول الالات والتقنيه فتعددة فنون الصنع وتعددة اشكال الغرف ولاسرة ومخازن الالبسة والمكتبات والمناضد وغرف النوم ...
  وتاتي ايضا الحياكة وتقوم في البيوت وعلى انواع فردية فالحائك يعمل في بيتة ويقتصر عمله على حياكت العبائات الصوفيه وتكثر الحياكة في قضاء القرنة ...
وتشتهر البصرة بالحدادة والنحاسة فالحدادة هي صنع الادوات الزراعيه من الحديد كالمحراث والمناجل والفؤوس والمساحي وتقوم هذه الناعة من الجوانب الفرديه من قبل الحداديين وضمن هذه الصناعة تاتي صناعة الابواب الحديدية للحوانيت والدور والحواجز لسطوح والاسيجة للحدائق ...
  اما النحاسه فتقتصر على صنع الابنية وادوات الطبخ والاكل من مادة النحاس كالقدور والصحون وغيرها وهي صناعة قديمة وتاتي صناعة الحلي وهذه الصناعة لها ميزة خاصة وخصوصا ما يصنع من الفضة فهذه الصنعة بها كثير من الفن والقة ولها شهرة عالية خاصة في بلاد اوربا وامريكا والقائمون فيها هم الصابئة الذين يجيدونها دون سواهم ...
  ثم تاتي صناعة الحصر ولقد ساعد كثرة القصب الموجود في منطقة الاهوار على صناعة الحصر ورغم بساطتها الا ان لها اهمية تجارية لا باس بها كما ويكثر استعمال تلك الحصر في المنطقة الوسطى والجنوبية في بناء الاكواخ والبيوت ...
  واخيرا صناعة الثلج وقد جلبة عدة مكائن لصنع الثلج خصوصا في وقت الصيف وتصنع كميات كبيرة من الثلج لحرارة الجو في البصرة وتلك هي ابرز الصناعات الموجودة في البصرة

التجارة :

  على جانب كبير من الاهميه وذلك لان التجارة تعتبر عصب الحياة الاقتصادية في البصرة حيث ان البصرة هي المنفذ الوحيد الى الخليج العربي ومن ثم للاسواق العربية والعلمية لذلك ازدهرة البصرة وارتفعت اهميتها ومكانتها بين المدن .
  ومن اهم ما تصدرة البصرة سواء من منتوجاتها المحلية او منتوج بقية العراق الى الاسواق العربية والعالمية التمور والحبوب بانواعها المختلة والصوف والجلود اضافة الى التجارة الخيول العربية الاصيلة التي لها شهرة واسعة في اسواق الهند وبرطانيا وكانت تستورد عن طريق البصرة ومن منتوجات برطانبا الاقمشة القطنية والصوفية والالات الميكانيكية وغيرها من البضائع .
  اما الهند فتصدر الاقمشة القطنية والشاي والحرير والصمغ وتستورد التمر والسمن والخيل من العراق وكذالك المانيا كان لها علاقات تجارية مع العراق فكانت تصدر ادوات الزينة والشعر والموارد الكيمياوية والكحول والعقاقير وتستورد الحبوب والجلود والصوف وتصدر النمسا السكر والاقمشة والادوات الزجاجية والورق وتستورد الجلود والحبوب .
  وادى الازدهار في البصرة الى بروز عدد كبير من التجار الذين يقومون بوضيفة الوكلاء التاجريين الذين انتعشت محلاتهم بمختلف البضائع الاجنبية المحلية ويبقى اخيرا الجانب السياحي من مدينة البصرة حيث الكثير من المعالم التاريخية والحضارية لذالك تعتبر الصرة من المدن السياحي في العراق ويلتقي في البصرة نهري دجلة والفرات وتكثر المراقد الدينية والمواقع الاثرية وغيرها من المعالم من هنا نلاحظ تنوع الاقتصاد في البصرة وعدم اعتمادة على جانب واحد ومن هنا تبرز اهية مدينة البصرة كاحدى اهم المدن في العراق والعالم العربي والاسلامي .