القبائل العربية التي سكنت البصرة عند تمصيرها
 المقدمة
عندما تقرر بناء البصرة أرسل الخليفة عمر بن الخطاب ما يقرب من الستون ألف شخص من القبائل المختلفة ليسكنوا المدينة لتكون قاعدة لتسيير الجيوش منها إلى المناطق الشرقية ، ولعل أهم القبائل التي سكنتها كانت :
القساملة : وهم من قبائل اليمن .
الازد : من قبائل العرب المشهورة .
بني الحندق : وهم من القبائل المتحالفة مع قبيلة بني تميم المشهورة .
بنو النجار : وهم بطن من الخزرج أنصار رسول الله في المدينة المنورة وأخواله .
بنو الليث : وهم بطن من كنانة .
بنو العنبر : حي من تميم .
بنو الاشعر : بطن من سبأ من اليمن .
بنو العنبس : بطن من بني أمية .
بنو العبس : بطن من قبائل غطفان ، وقد اشتهر منهم في الجاهلية شاعرهم وفارسهم عنترة بن شداد العبسي .
بنو العتيك : حي من قبائل الازد ، واشهر بيوتهم بيت آل الهلب بن ابي صفرة .
بنو الجوني : حي من قبائل الازد .
بنو الاسلم : بطن من خزاعة .
بنو الحارث : بطن من قبيلة مدجح .
بنو النخع : من قبائل اليمن المشهورة .
بنو الحتات : قبيلة من اليمن سكنت في ضواحي البصرة ، لهم محلة تعرف باسمهم .
بنو تميم الرباب : هناك ستة قبائل متحالفة يطلق عليهم العالبة وهم قريش وكنانة والازد وبجيلة وخثعم وقيس .
بنو الرباب : حي من أحياء تميم .
بنو إبراهيم : حي من أحياء العرب .
بنو الحصن : حي من أحياء العرب .
بنو الأنصار : وهم من الاوس والخزرج .
بنو بكر بن وائل : وهم من قبائل العرب المشهورة .
بنو بجلة : من القبائل العدنانية .
بنو باهلة : من القبائل العدنانية المعروفة ، ومنهم القائد العربي المشهور قتيبة بن مسلم الباهلي الذي احتل أواسط آسيا ودفعت له ملوك الصين الجزية .
بنو جديد : حي من أحياء اليمن .
بنو جذيمة : بطن من بطون قبيلة طي المشهورة والتي اشتهر منها حاتم الطائي .
بنو جحدر : بطن من بطون قبائل بكر بن وائل المشهورة .
بنو دارم : بطن من بطون قبيلة تميم المشهورة .
بنو هذيل : حي من أحياء القبائل المضرية .
بنو وديعة : بطن من بطون قبيلة تيم الله .
بنو زمان : بطن من بطون قبيلة تيم الله ايضاً .
بنو حيمان : بطن من بطون تميم .
بنو حرام : بطن من بطون قبيلة فزارة واشتهر منهم القاسم الحريري صاحب القامات الشهيرة بمقامات الحريري .
بنو حبش : يقال انهم بطن من بطون قريش ويقال انهم من خزاعة ويقال ايضاً انهم من كنانة ، سمّوا بهذا الاسم نسبة إلى جبل في اسفل مكة يقال له حبش .
بنو حدان : بطن من بطون قبيلة الازد .
بنو حرب : بطن من بطون الازد ايضاً .
بنو حمير : حي من أحياء اليمن يعودون إلى مملكة سبأ .
بنو حريم : بطن من بطون تميم .
بنو حنظلة : بطن من بطون تميم ايضاً .
بنو يشكر : بطن من بطون بكر بن وائل .
بنو يربوع : بطن من بطون تميم ومنهم الشاعر المشهور جرير الذي عاش في صدر الدولة الامويه .
بنو كنانة : بطن من بطون مضر وقد ادعى الجاحظ انه منهم .
بنو كندة : قبيلة مشهورة من قبائل كهلان اليمنية وينتسب إليهم اشهر شعراء الجاهلية امرؤ القيس ، وكانوا يدعون أنفسهم بملوك اليمن وذلك قبل الإسلام .
بنو مزينة : بطن من بطون طانجة من العرب العدنانية .
بنو مرداس : ومنهم الشاعر والصحابي العباس بن مرداس .
بنو مذجح : قبيلة عربية مشهورة .
بنو مجاشع : بطن من بطون تميم ، من اشهر رجالهم الاقرع بن حابس الذي أعلن إسلامه وانضم إلى المسلمين قبل فتح مكة ولكن الرسول كان يتألفه ، وكذلك منهم الشاعر الشهير الفرزدق الذي عاصر جرير وكانت بينهم معارك شعرية اشتهروا بها ، وكان يقال لولا الفرزدق لضاع ثلث اللغة العربية ، حيث استطاع أن يحفظ الكثير من مفردات اللغة العربية في أشعاره .
بنو نباتة : وهم من كنانة وكانت لهم محلة تعرف باسمهم .
بنو ناجية : وهم من قبيلة قضاعة المشهورة .
بنو نهد : وهم من قضاعة ايضاً .
بنو نمير : بطن من بطون عامر بن صعصعة وقد اقترن اسمهم ببيت هجاهم به الشاعر جرير فقال :
فغض الطرف انك من نمير فـلا كـعباً بلغت ولا كلابا |
بنو سمرة : بطن من بطون قريش .
بنو سعد : قبيلة عربية معروفة وهم أولاد عم قبيلة تميم .
بنو سامة : بطن من بطون قريش .
بنو سدوس : بطن من بطون ذهل بن شيبان .
بنو سهم : بطن من بطون باهلة .
بنو عبد شمس : بطن من بطون قبائل حمير اليمانية .
بنو رياح : بطن من بطون تميم .
بنو رفاعة : بطن من بطون قضاعة .
بنو رقاش : بطن من بطون بكر بن وائل .
بنو راسب : بطن من بطون جرهم من قبائل اليمن المعروفة .
بنو شيبان : قبيلة مشهورة من قبائل العراق قبل الفتح الإسلامي وكانت لهم معركة مع الفرس في ذي قار انتصروا فيها على الجيش الفارسي وكان زعيمهم يوم ذاك هانيء بن مسعود الشيباني ، وكان زعيمهم أثناء الفتوحات الإسلامية ، المثنى الشيباني ، والذي يعتبر الفاتح الحقيقي للعراق ، وهو الذي شجع العرب على حرب الفرس وقد كانوا قبل ذلك يهابونهم بشدة ، وشيبان فخذ من قبائل بكر بن وائل .
بنو تميم : وهم اكبر القبائل التي سكنت البصرة ، واشهر زعمائها الاحنف بن قيس المشهور بالحلم ( راجع الاحنف بن قيس في أعلام البصرة ) .
بنو ثقيف : بطن من بطون هوازن ، وكانت مساكنهم في الجاهلية هي الطائف قرب مكة ، ومنهم المختار الثقفي الذي اخذ بثارات الحسين بن علي بن أبي طالب ، وكان أبوه أبو عبيد قائد الجيش الإسلامي في العراق وتولى القيادة بعد استشهاده المثنى بن حارثة ثم سعد بن أبي وقاص ، ومنهم الحجاج بن يوسف الثقفي .
بنو خزاعة : قبيلة مشهورة سكنت البصرة وكان لهم سوق كبير يعرف بسوق خزاعة .
بنو غطفان : قبيلة عربية مشهورة .
الأقوام الأخرى التي سكنت البصرة عند تمصيرها :
لم يقتصر سكن البصرة على العرب فقد سكنها جماعة كبيرة من الفرس الذين اسلموا وتحالفوا مع العرب ضد قومهم أثناء الفتح الإسلامي ، كما انتقل إليها جماعات من سكان البلاد الأصليين والتجار الأجانب وكما سنرى :
الاساورة : أثناء الحروب التي كان يخوضها العرب المسلمين ضد الدولة الفارسية ، جاء مجموعة من الفرس يدعون الاساورة كانوا من الرماة تقدر بعض المصادر عددهم بألفي شخص بينما تذهب مصادر أخرى إلى انهم كانوا يزيدون على أربعة آلاف رجل وعرضوا إسلامهم وانهم سيشاركون المسلمين في قتالهم ضد قومهم على أن يعفون من القتال إذا حدث صراع بين العرب أنفسهم ، فانهم يأخذوا جانب الحياد ويكون نصيبهم كنصيب العرب في الحرب والسلم ، فقال لهم القائد العربي : إن أسلمتم يكون لكم مالنا وعليكم ما علينا ! فلم يوافقوا وأصروا على مطلبهم فأرسل إلى الخليفة بذلك فوافق على شروطهم ، وقالوا بعد أن تم الاتفاق : انتم قبائل كل ينتمي إلى قبيلة فما يكون وضعنا نحن ؟ فقيل لهم : انتم أولاد عمنا فغلب الاسم عليهم واصبحوا يدعون أبناء العم ، وللمفرد نقول عمي كما نقول قرشي وتميمي وكندي ، وقد أبلى أبناء العم بلاءً حسناً في الحروب التي خاضها المسلمون مع الدولة الفارسية ، وسألوا : أي القبائل في البصرة اقرب إلى رسول الله ؟ فقيل لهم : قبيلة تميم ، فانتسب أكثرهم إلى تميم بالولاء ، ودعوا بالموالي ، إلا أن وضع العرب قد تغير بعد تكوين الدولة الأموية التي كانت دولة عنصرية تحتقر غير العرب فعاملوهم معاملة سيئة ، وفرضوا عليهم الجزية كما كانت مفروضة على غير المسلمين واصبح المولى يدفع الجزية والزكاة معاً بينما يدفع العربي الزكاة فقط ويدفع الغير مسلم الجزية فقط ، كما إن حصتهم من العطاء كانت تساوي نصف حصة ما يأخذه العربي ، ويعاملون معاملة سيئة ، إلا أن وضعهم تحسن قليلاً عند قيام الدولة العباسية التي قامت بسيوف الفرس والذين اصبح جيشاً رئيسياً منهم بجانب الجيش العربي .
نتيجة لاختلاط الموالي بالعرب وتعلمهم اللغة العربية فقد نبغ منهم الكثير من الشعراء والأدباء والفقهاء وحتى واللغويين .
إن أبناء العم يعتبرون من الموالي إلا أن ليس كل الموالي هم من أبناء العم ، فكلمة الموالي عامة تظم معظم الفرس الذين اسلموا وانتموا إلى القبائل العربية بالولاء فيما بعد ، أما أبناء العم فهم تلك الفئة التي أسلمت أثناء احتلال العرب للعراق وما زالت الدولة الفارسية على قوتها .
وربما كان هنالك من غير الفرس من اسلم وانتمى إلى بعض القبائل العربية إلا إن ذلك كان على نطاق ضيق ، حيث إن معظم الموالي كانوا من الفرس .
السيابجة والزط والاندغار : وهم خليط اصل معظمهم من الهند ، ( وهم ليسوا الزط أو الجت ـ من قبائل الهند الرحّل ـ الذين نزحوا إلى العراق أيام الدولة العباسية وعاثوا في الأرض فساداً وتم القضاء عليهم وانتشروا من هناك في أنحاء العالم ، ومن بقاياهم الغجر أو الكاولية كما يدعون في العراق أو النور كما يدعون في الشام ) ، ويبدو إن ألاكاسرة كانوا قد جندوهم في جيوشهم ، وربما كان سبب ذلك انهم استخدموا في تدريب الفيلة والعناية بها أيام عز الدولة الفارسية ، حيث تقول بعض الروايات إن عدد الفيلة كان ألف فيل ، وكان كل فيل يحتاج إلى طاقم خاص للعناية به كما يحتاج إلى عدد من المقاتلين الذين يكونوا في صندوق خشبي مدرع بالحديد يوضع على ظهره يحاربوا بالنبال والرماح الطويلة ، كما كانت هناك مجموعة من الجنود لحماية الفيل من الأعداء أثناء المعركة .
لقد كان هؤلاء السيابجة على اختلاط شديد بالاساورة ، وبعد أن اسلم الاساورة ، تقدموا هم ايضاً واسلموا بنفس الشروط ، وقطعت لهم ارض في مدينة البصرة ليسكنوا فيها أسوة بالاساورة ، وكان ولائهم مع قبيلة بني حنظلة .
أبناء البلاد الأصليين : من المؤكد بان هنالك الكثير من سكان العراق الأصليين قد انتقلوا إلى المدينة طلباً للرزق ، وهم خليط من الشعوب العربية القديمة التي سكنت في العراق وأنشأت حضارات وإمبراطوريات عظيمة كبقايا الكلدان والآشوريين والآراميين وغيرهم ، والذين ابتعدت لغتهم عن اللغة ألام بتقادم العصور واختلاط تلك الأقوام بأقوام سبقوهم كالسومريين مثلاً وأقوام غير عربية هاجرت إلى العراق ايضاً في أوقات مختلفة .
إن وضع هؤلاء لم يكن كوضع أبناء العم فهم ليسوا من القاتلين ، وذلك انه كان ولا بد من عمال يقوموا بالقيام بالمهن المختلفة والتي لم يكن العرب يجيدونها من ناحية ويترفعون عنها ويحتقرون من يمتهنها من العرب من ناحية أخرى ، لان العربي كان في ذلك العصر مقاتل يذهب إلى سوح القتال ثم يعود ، ويعيش أصلاً على عطاء الدولة ، بل كانوا يحتقروا من يمتهن منهم مهنة إلا إذا كانت الرعي أو زراعة النخيل ، وهذا تصرف طبيعي للحفاظ على روح القتال لديهم ، شانهم شان كل الأقوام البدوية التي أنشأت إمبراطوريات في صدر تاريخها كالفرس والروم وغيرهم ، لذا فان كافة الحرفيين كانوا من غير العرب ، فالبناءين والحدادين الذين يصنعوا السلاح وأدوات الحرب والنجارين والحاكة . . . الخ .
كلهم لم يكونوا من العرب ، وهذا يعني إن نسبة عالية من الذين سكنوا البصرة كانوا من سكان البلاد الأصليين ، وكان لا بد لكل واحد منهم أن ينتسب إلى إحدى القبائل هناك حتى يجد الحماية والآمن في كنفها .
المستوطنين من التجار والعمال المهرة : كانت البصرة جسر العالم كما أسلفنا ، وكانت تأتيها السفن من البحر بمنتجات الهند والصين وجزر المحيط الهندي والهادي وأفريقيا ومصر وجنوب شبه الجزيرة العربية وغيرها ، كما كانت القوافل البرية تأتي من شبه الجزيرة العربية وإيران والهند والصين وأواسط آسيا بالإضافة إلى بلاد الشام وبغداد وشمال العراق وغير ذلك ، كل يأتي محمل ببضاعة ويعود محملاً ببضاعة أخرى .
ونشأت فيها الكثير من مصانع السفن المختلفة ، ونتيجة لهذه الحركة التجارية والصناعية النشطة فقد استوطن الكثير من الاجانب القادمين في تلك القوافل التجارية أما بشكل دائم أو موقت ، ولا بد انه كان لتلك الطبقة وضع مميز يختلف عن المجموعات الأخرى .
كما أن الحركة العمرانية التي صاحبت بناء المدينة وتطورها السريع استدعى إلى جلب الكثير من العمال المهرة لإنجاز تلك الأعمال المعقدة من تصاميم ونقوش وغير ذلك ومن المرجح إن هؤلاء الصناع قد استقر أكثرهم هناك .
|
|
|
|