يتكون شط العرب من التقاء نهري دجلة والفرات ويتمتع بحوض نفطي واسع تبلغ مساحته ( 808000 كم ) ، تقع اجزاء واسعة من هذا الحوض في العراق واقسام منه سوريا وتركيا وايران ، وبعد ان يتكون النهر في مدينة القرنة يجري في وادي عريض بأتجاه جنوبي شرقي حيث يستلم كميات من المياه من جداةل الشافي وعميش وكرمة علي التي تصرف مياه هور الحجمار اليه إضافةً الى جداول السويد الذي يصرف جزء من مياه هور الحويزة ونهر الكارون الذي يتصل به الى الشمال من مدينة السيبة ، يبلغ طول النهر من القرنة الى الفاو خوالي 195 كم ويتراوح اتساعه بين 400 م في قاطعه الشمالي الى 1500 م عند مصبه كما يتباين عمقه بين 8 م في اقسامه الشمالية الى 22 م في اقسامه الجنوبية اما من ناحية تصريف المياه يتأثر النظام الهيدرولوجي لشط العرب بصورة مباشرة بالنظام الهيدرولوجي لنهري دجلة والفرات اضافة الى الكارون الذي ينبع من جبال زاكروس ويتغذى من روافد عديدة اهمها نهر ( دز ) تبلغ مساحة حوض هذا النهر حوالي 63200 كم ويبلغ تصريفه السنوي عند محطة الاحواز حوالي 63 م 3 / ث منها 60 % تصرف الى شط العرب والباقي يصرف مباشرةً الى الخليج العربي بواسطة قناة بهمشير .
دلت الاحصاءات المائية لسنة 1977 ـ 1987 التي تشمل جميع المحطات المائية الواقعة على شط العرب انت 5 ، 57 % من مياه شط العرب في منطقة الفرنة تأتي من نهر دجلة و 5 ، 42 % تأتي من نهر الفرات ولكن الاهم من ذلك هو في منطقة الفاو حيث تشكل المياه القادمة من الاراضي العراقية ، دجلة والفرات 73 % من مياه شط العرب في تلك المنطقة والباقي 33 % يأتي من نهر الكارون وعلى ضوء هذه الحقيقة يمكن اعطاء الاولية الى الجانب العراقي وفي التصرف بالملاحة في شط العرب بدرجة اكبر من الجانب الايراني .
يتضح اعلاه كمية تصريف مياه شط العرب تزداد بإتجاه الجنوب ففي منطقة القرنة والشافي 79 م 3 / ث وعميش 120 م 3 / ث اما في الفاو فيصل تصريفه الى 1377 م 3 / ث .
بصورزة عامة ان تصريف شط العرب تناقص في السنوات الاخيرة وعلى الرغم من عدم توفر الاحصاءات التي تدل على ذلك الا انه يمكن الاستدلال عليه من كثرة مشاريع الري في الاجزاء العليا من نهري دجلة والفرات وكذلك نهر الكارون فمثلاً ينخفض تصريف نهر الكارون 762 م 3 / ث الى 220 م 3 / ث عند اكمال مشاريع الري المخطط لها البالغة تسعة خزانات .
يتباين تصريف مياه شط العرب من سنة الى أخرى وذلك لإختلاف كمية التساقط من منابعه تزداد في السنوات الرطبة وتقل في السنوات الجافة ، اضافة الى تباين كمية التصريف الفصلي ففي القرنة بيدأ تصريف شط العرب بالتزايد في شهر كانون الثاني ويصل ذروته في مايس وحزيران حيث يبلغ التصريف فيهما حوالي 924 ، 969 م 3 / ث على التوالي ، ولكن تتأخر ذروة الفيضان في المعقل شهراً واحداً حيث تحدث في حزيران وتموز اللذان يبلغ التصريف فيهما 1643 ، 1506 م 3 / ث على التوالي وذلك ناتج عن تأثير ذروة الفيضان القادمة من كرمة علي والتي تتأخر شهراً واحداً ، أما في الفاو فإن تصريف شط العرب يتأثر بنهر الكارون حيث تحدث ذروة الفيضان متقدمة في شهر نيسان ومايس اللذان يبلغ التصريف فيهما 225 ، 2193 م 3 / ث على التوالي ، أما اوطأ تصريف لشط العرب في القرنة والمعقل والفاو يحدث في شهر تشرين الثاني حيث يبلغ 224 و 230 و 360 م / ث الى التوالي ، مما تجدر الاشارة اليه ان زيادة الاستهلاك المائي في المشاريع الاروائية في الاجزاء العليا والوسطى في نهري دجلة والفرات والكارون لا تسبب نقص في تصريف مياه شط العرب فحسب بل ايضاً في زيادة في توغل مياه الخليج المالحة فيه .
اما من ناحية مناسيب المياه فهي تتأثر بعاملين اساسيين هما تصريف المياه في دجلة والفرات وتيارات المد والجزر التي تحدث في الخليج العربي ، تكون مناسيب المياه في شط العرب عالية خلال موسم الفيضان ففي منطقة القرنة يصل منسوب المياه الى 97 % في شهر نيسان وفي المعقل 89 ، 1 م في حزيران ، اما اوطأ منسوب فيصل خلال الفصول الجافة حيث يبلغ منسوب الماء في القرنة 27 ، 0 م وفي تشرين الثاني وفي المعقل 41 ، 0 م في كانون الاول ، اما الحركات المدية التني تحدث في الخليج العربي وتدخل الى شط العرب فهي حركتي مد وحركتي جزر تتم خلال 24 ساعة و 30 دقيقة ، ان بين منسوب المد والجزر اهمية كبيرة بالنسبة لعمليات الارواء والتصريف للاراضي الواقعة على جانبي شط العرب .
اما بالنسبة للمواد العالقة فبالرغم من ان معظم المواد العالقة في مياه دجلة والفرات تترسب في منطقة الاهوار الجنوبية قبل ان تصل الى شط
العرب الا ان كميات لا بأس بها تصل الى شط العرب ولكن مشكلة الرواسب في شط العرب يحدثها نهر الكارون الذي يجلب سنوياً حوالي 302 مليون م 3 / ث من المواد العالقة الى شط العرب الامر الذي يعيق حركة الملاحة لو تركت تلك الرواسب تترسب في قيعان شط العرب اما بالنسبة لنوعية المياه فلها اهمية كبيرة في عمليات الارواء التي تجري على جانب شط العرب حيث تزداد المرلوحة بأزدياد مشاريع التصريف التي تصب في نهر دجلة والفرات اضافةً الى زيادة الاستهلاك المائي منها الذي يساعد على زيادة المياه المالحة المتوغلة في الخليج في شط العرب ، وإن ملوحة المياه في شط العرب تتغير من فصل لآخر وذلك تبعاً لتباين كمية التصريف حيث تزداد في فصل الجفاف وتقل في فصل الفيضان .
اما بالنسبة لاستغلال مياه شط العرب بمواصفاتها الميكانيكية والكيمياوية الانفة الذكر فهي تستخدم لاغراض الاستهلاك البشري اضافة الى الاغراض الصناعية والزراعية وصيد الاسماك والملاحة .
وبالنسبة لاستخدامه في الزراعة حيث اقر العرب منذ القرن الاول الهجري شبكة من القنوات بنظام هندسي دقيق على طول جانبي شط العرب واستغلوا ظاهرة المد والجزر في ارواء وتصريف الاراضي .
لقد كانت البصرة قبل ان ياتي اليها الفتح الاسلامي اراضي سبخة ؟ لا يجف نداها ولا ينبت مرعاها وعندما نزلها عتبة بن غزوان عام 14 هجري شجع على شق القنوات وممارسة الزراعة ومما ساعد ذلك توفر الايدي العاملة الرخيصة من الافارقة وسهولة استملاك الاراضي بعد زراعتها وهكذا استغل العرب تلك الضفاف في الزراعة منذ ذلك الحين والى الوقت الحاضر مستخدمين نظام اروائي فريد في العالم انشأ وتطور من قبل القاطنين على ضفتي النهر .