اهتم العرب قديماً وحديثاً بشجرة نخلة التمر ، فكان العرب قديماً يعتبرون هذه الشجرة مهمة عندهم حتى انها قدست في عهد الجاهلية وعبدت في بعض المواضع ، ويذكر ان طريق الحكايات القديمة ان احدهم سأل يهودياً من العراق : ماهي اهم الاثمار عندكم ؟ فقال : التمر ثم ماذا ؟ فقال : التمر .
وكيف ذلك ؟ فقال : لان النخيل نستظل بسعفه ونصنع من جذوعه سقوف واعمدة بيوتنا ، ونتخذ منه ومن جريده وقوداً ، ونصنع منه الاسرّة والحبال وسائر الاواني والاثاث ، ونتخذ التمر طعاماً مغذياً ، ونعلف بنواه ماشيتنا ونصنع منه عسلاً ( الدبس ) والحلوى . . . الى غير ذلك ، وقال ابن دريد : سألت اعرابياً مااموالكم ؟ قال : النخيل .
فقلت اين انتم من غيره ؟ فقال : النخيل سعفها صلا وخذوعها غماء وليفها رشاء مزوها اناء ورطبها غذاء ، كما يذكر ان خالد بن صفوان وصف لعبد الملك بن مروان الاموي في الاشادة بمحاسن البصرة ، فوصف النخل بأسلوب بديع منذ خروج الطلع حتى نضج الثمار فيقول ( يخرجن اسقاطا واوساطا كأنما ملئت رباطاً ، ثم يتفلقن عن قضبان الفضة منظومة باللؤلؤ الابيض ، ثم تتبدل قضبان الذهب نظومه بالزبرج الاخضر ، ثم تصير ياقوتاً احمر واصفر ، ثم تصير عسلا في شفه من سماء ليست بصرية ولا أناء ، حولها المذاب ودونها الحراب ولا تقربها الذباب مرفوعة على التراب ، ثم يصير ذهباً في طيسه الرجال يستعان به على العيال ) هذا وقد كانت البصرة ومازالت من اشهر مناطق العراق بزراعة وانتاج نخيل التمر .
وفي هذا يذكر ابن الفقيه الهمذاني بكتابه ( مختصر كتاب البلدان ) ان لأهل البصرة من النخيل انوع التمور ، ما عدم مثله في جميع كور النخيل ، وقد ذكر الجاحظ انهم احصوا اصناف نخيل البصرة ، واذا ثلاثمائة وستون صنفاً ، وفي احصائيات اخرى وجد ان العراق من اهم الدول عالمياً في زراعة وانتاج التمور قديماً وحديثاً وتعد المنطقة الجنوبية وخاصةً البصرة من اشهر مناطق زراعة اشجار النخيل في القطر .
اذ ان ما يقارب من 59 % من اشجار النخيل الموجودة في القطر وتوجد في محافظة البصرة ويوجد فيها اكثر من ستة ملايين نخلة لوحدها والتي تمثل اكثر من 50% من مجموع اشجار النخيل والتي توجد في المنطقة الجنوبية من القطر وخاصةً في محافظة البصرة ونظراً لاهمية شجرة نخلة التمر فأن العرب زاد اهتمامهم بالنخلة اذ قاموا بتأليف العديد من الكتب والمقالات والرسائل حول هذه الشجرة والمعطاه ، وان قسماً في هذه الكتب والمقالات فقدت وقسماً آخر ترجم وطبع بلغات اخرى على ايدي المستشرقين والمبشرين وقسماً كبيراً فقد .
لقد حازت شجرة نخلة التمر بأهتمام الشعراء قديماً وحديثاً فيقول الشاعر زهير :
وهل تنبت الخطي الا iiوشجيه
وتغرس الا في منابتها النخل
وتقول الخنساء :
يـرى مجدا ومكرمة iiاتاها
اذا غدى الجليسى جريم (1) تمر
ويصف النابغة الذبياني تمراً بقوله :
صغار النوى مكنوزة ليس قشرها
اذا أطـار قشر التمر عنها iiبطائر
ويقول امرؤ القيس في وصف حبيبته :
وفرع يغشى المتن اسود فاحم
اثـيـث كقنو (2) النخلة iiالمتعثكل
ويقول الاعشى :
فلو كنتم تمرا لكنتم iiحشافة (3)
ولو كنتم نبلا لكنتم معاقصا (4)
ابو نؤاس :
ولهذا الشاعر كثير من الشعر في النخل ومنه :
كـرائم في السماء زهين iiطولا قلائص في الرؤوس لها ضروع صـحـائـح لا تعد ولا iiتراها