ظاهرة تشغيل الاطفال في البصرة

الاستاذ راضي عبيد نغيمش الشمري

   المقدمة

بسم الله الرحمن الرحيم
   الطفولة مرحلة زاهية من حياة كل إنسان يتمنى إن يعيشها كما هي دون ضغوط ولكننا نجد انه في فترة سبقت أعمارهم الصغيرة فريق منهم اختار تحمل المسؤولية وفريق أخر اجبر على خوض التجربة بالرغم من كل المشاكل والمخاطر التي يتعرضون إليها مما يسبب لهم إضرار بدنية ونفسية خطيرة تتعذر معالجتها وبالإضافة للإعمال الشاقة هناك ضياع فرصة التعليم من الأطفال وحرمانهم منها وخلق طوابير إضافية من البطالة والأمية والجهل وهذا الوضع يؤدي إلى انتهاك صارخ لحقوق الإنسان بالإضافة لما يؤدي إليه من إدامة الفقر وتعريض النمو الاقتصادي والاجتماعي للخطر . . . وتعتبر ظاهرة تشغيل الأطفال ظاهرة معقدة وصعبة البحث للافتقار إلى المعلومات الكافية عن حجم وطبيعة هذه الظاهرة إلا انه وفي السنوات الأخيرة تجري عدة بلدان استقصاءات شاملة لتقصي عمل الأطفال وفي العراق لم تكن هذه الظاهرة وليـدة اللحظة وإنمـا ظهرت بشكل تدريجي قبل الحرب العراقية الإيرانية وحتى فترة الحصار الاقتصادي وتزايدت بعد إحداث تغيير نظام الحكم والبصرة هي إحدى أهم المحافظات في العراق وتأثرت بشكل كبير جراء هذه الإحداث مما انعكس على زيادة تشغيل الأطفال في المحافظة ناهيك عن تنوع الاقتصاد في البصرة فهو يضم أنشطة زراعية وصناعية وتجارية ومهنية متنوعة مما يزيد من فرص تشغيل الأطفال .
   وظاهرة تشغيل الأطفال تظهر في القطاع الخاص لأنه في القطاع الحكومي هناك قوانين تمنع عمل الإحداث , وتعليمات وزارة العمل والشؤون الاجتماعية المرقمة 19 لسنة 1978 قد منعت عمل الأحداث وحددت المهن التي لا يجوز للإحداث العمل بها مثل الإعمال المرهقة والضارة او التي تسبب أمراض اوتسممات أو التي تؤدي إلى سوء سلوك الحدث وعلى الرغم من وجود القوانين التي تمنع عمل الأطفال وتحد من الظاهرة ألا انه لا توجد رقابة قانونية فعلياً على عمل الأطفال .

أهمية البحث

   لخطورة المشكلة على المستوى المحلي ( البصرة ) كونها تجعل الأطفال عرضة للاستغلال سواء من أرباب العمل الذين ينحصر تفكيرهم في عدد ساعات عمل طويلة مقابل أجور زهيدة تحقق لهم ( لأرباب العمل ) الربحية التجارية أومن أولياء الأمور الذين يزجون بأولادهم إلى سوق العمل مبكراً أوالتسرب المدرسي أو الظروف الاقتصادية التي تنعكس على الأطفال سلباً وتتطلب منهم تحمل المسؤولية .

فرضية البحث

   يجري استغلال الأطفال بشكل واضح حيث يعمل الطفل ساعات طويلة مقابل اجر متدني ويتعرض للأذى في بيئة تضعف فيها العلاقات الاجتماعية .

أسلوب البحث
  يستخدم الباحـث أسلوب التحليـل النظري والعملي ويستعيـن باستخدام استمارة الاستبيان لإثبات فرضيته وللتعرف على المؤشرات الاقتصادية والاجتماعية اللازمة .

خطة البحث

   يتم تقسيم البحث إلى محورين رئيسيين في المحور الأول يتم التعرف على الظاهرة بشكل عام وكإطار نظري ويقسم إلى أربعة أجزاء في الجزء الأول حجم الظاهرة ثم في الجزء الثاني إشكال تصنيف عمل لأطفال وفي الجزء الثالث أسباب تشغيل لأطفال إما في الجزء الرابع الآثار الناجمة عن تشغيل الأطفال إما المحور الثاني يتناول واقع تشغيل الأطفال في البصرة وينقسم الى ثلاثة أجزاء .
   الجزء الأول أين توجد هذه الظاهرة ؟ والجزء الثاني تصميم استمارة الاستبيان ، والجزء الثالث تحليل نتائج استمارة الاستبيان وصولا الى الاستنتاجات ثم يأتي ملحق يضم جداول وبيانات استمارة الاستبيان ونموذج استمارة الاستبيان وقائمة بالمصادر المستخدمة .

الفصل الاول

ظاهرة تشغيل الأطفال (( الحجم والتصنيف والأسباب والآثار ))


   ظاهرة تشغيل الأطفال ظاهرة تشغل المهتمين على كافة المستويات وهذا الفصل يبين حجم الظاهرة على المستوى العالمي والعربي وتصنيف عمل الأطفال والأسباب التي تؤدي إلى بروز هذه الظاهرة ثم الآثار الناجمة عن تشغيل الأطفال .

أولا: حجم ظاهرة تشغيل الأطفال عالمياً وعربياً
   للاطلاع على حجم ظاهرة تشغيل الأطفال على المستوى العالمي فان منظمة العمل الدولية في عام ( 2000 ) قدرت عدد الأطفال الذين يعملون ما بين سن ( 5 ـ 14 ) سنة في مختلف دول العالم بـ ( 300 مليون ) طفل إلى مجموع الأطفال من نفس الفئة العمرية النسبة الأكبر منهم تعمل في الدول النامية وتقدر بحوالي ( 250 مليون ) طفل يعمل منهم ( 120 مليون ) طفل كل الوقت و ( 130 مليون ) طفل يجمع بين العمل و الدراسة (1) و ( 50 مليون ) منهم في الدول المتقدمة والدول الاشتراكية السابقة .
   وأكثر القارات تشغيلا للأطفال على مستوى الدول النامية هي قارة أسيا حيث تضم ( 61 % ) من الأطفال العاملين ثم قارة إفريقيا بنسبة ( 32 % ) ثم قارة أمريكا الجنوبية ( 7 % )(2) .
   في قارة أسيا يقدر عدد الأطفال المشتغلين في الهند حوالي ( 15 مليون ) طفل وفي اندونيسيا ( 2 مليون ) طفل وفي تايلاند ( 1.5 مليون ) طفل مشتغل (3) وفي قارة أفريقيا يجري استغلال الأطفال بشكل اكبر في القطاع الزراعي مثلاً في ملاوى يتم تشغيل عشرات الألوف لقطف أوراق التبغ وتنشيفها وفي ساحل العاج يجري استغلال أعداد مماثلة في مزارع الكاكاو وفي الصومال يجري تشغيل الأطفال في حقول الموز 12 ساعة يومياً (4) .
   ولا تقتصر هذه الظاهرة على الدول النامية وحدها بل تتعداها إلى الدول المتقدمة اذ يوجد حوالي ( 14.5 مليون ) طفل مشتغل تحت سن السابعة عشرة في الدول المتقدمة في عام ( 2001 ) منهم ( 120 ألف ) في الولايات المتحدة و ( 200 ألف ) في اسبانيا و ( 400 ألف ) في ايطاليا وأكثر من مليونين في بريطانيا وحدها (5) .
   هذه بعض الإحصاءات المتوفرة على المستوى العالمي إما على المستوى العربي فقد أوضحت تقارير اليونيسيف عام 1996 ـ 1997 أن عدد الأطفال العاملين في الدول العربية يقدر بحوالي ( 9 مليون ) طفل تتراوح أعمارهم بين ( 6 ـ 10 ) سنوات (1) .
   في المغرب يبلغ عدد الأطفال المشتغلين من أعمار ( 5 ـ 14 ) سنة حوالي ( 600 ألف ) طفل أي نسبة ( 11% ) من أصل ( 5.4 مليون ) طفل بالمغرب وفي الدار البيضاء وحدها يوجد ( 23 ألف ) فتاة بعمر لا يتجاوز 15 سنة يعملن كخادمات في البيوت (2) .
   وفي سوريا تبلغ نسبة الأطفال المشتغلين ( 17.8% ) من العدد الإجمالي للأطفال الذين تتراوح أعمارهم ما بين ( 10 ـ 17 ) سنة ويبلغ عدد الأطفال المشتغلين ( 621 ألف ) طفل (3) .
   وفي الأردن يقدر عدد الأطفال المشتغلين بنسبة ( 11% ) من أجمالي عدد الأطفال وترتفع النسبة في مصر لتصل إلى نسبة ( 41.6% ) من أجمالي عدد الأطفال ويقدر عدد الأطفال العاملين في القطاع الزراعي فقط بـ ( 3 مليون ) طفل (4) .
   وينخفض تشغيل الأطفال في دول مجلس التعاون الخليجي وتقدر إحدى الدراسات الحديثة حجم الطفولة العاملة في دول المجلس بحوالي (401 إلف ) طفل مشتغل (5) يتوزعون لى ستة دول ( السعودية , الكويت , قطر , البحرين , الأمارات , عمان ) وعلى الرغم من انخفاض النسبة إلا أنها لا تزال تمثل خطورة خصوصاً في دول يرتفع فيها دخل الفرد .
   ولا تقف خطورة هذه الإحصاءات عند هذا الحد بل تتعداها الى ما هو اخطر على المستوى العالمي , فهناك ( 130 مليون ) طفل في العالم لم يحصلوا على أي نوع من التعليم و ( 100 مليون ) طفل يعمل في ظروف سيئة وخطيرة بالإضافة إلى وجود ( 20 مليون ) طفل لا مأوى لهم ويعيشون في الشوارع (6) .
   وهناك مليون طفل يجبرون على ممارسة الجنس وأرغم في سنة ( 2004 ) حوالي ( 250 ألف ) طفل على العمل في الجيوش وحركات المعارضة المسلحة (1) .
   ومن خلال عدد الأطفال في العالم وعدد الأطفال المشتغلين نجد رقم مخيف وهو أن كل طفلا من أصل ثمانية أطفال يعمل في العالم (2) وتجدر الإشارة أنه على الرغم من وجود أرقام كهذه ألا انه لازالت الإحصاءات قاصرة في هذا المجال والسبب في ذلك إن الدراسات المتعلقة بتشغيل الأطفال تعتمد على تقديرات عامة لا تعطي صورة حقيقية عن حجم الظاهرة وحتى لو تواجدت فإنها تحاول التقليل من حجم الظاهرة لكي لا يوجه إليها إدانة تشغيل الأطفال بالإضافة إلى استثناء الأطفال الذين يعملون لفائدة أسرهم والذين يعملون بصورة مؤقتة ومن أهم المشاكل في هذا المجال هو أن التشغيل يتم بسرية تامة في ظل غياب القانون .
   من كل ذلك يتضح لنا بان ظاهرة تشغيل الأطفال في العالم هي ظاهرة معقدة وصعبة البحث الميداني وخطيرة جداً وذلك لانتشارها في مختلف دول العالم.

ثانياً : تصنيف عمل الأطفال
   يتم تناول موضوع تصنيف عمل الأطفال من قبل الباحثين الاقتصاديين في أكثر من صورة اذ يتم التصنيف إما من ناحية الأجر واما من يصنفه من الناحية القانونية ومنهم من يصنفه على أساس القطاعات الاقتصادية .

أ ـ التصنيف الأول :

   على أساس الأجر يقسم عمل الأطفال إلى ثلاثة أقسام رئيسية (3) :

1 ـ العمل التقليدي المأجور:
   ويتميز بتنوع عمل الأطفال وتقاضيهم أجور دون اكتسـاب مهارات حقيقية تساعد على صنع مستقبلهم مثال ( البائع المتجول-العامل في المقهى ـ غسيل السيارات ) .

2 ـ العمل غير التقليدي المأجور :
   ويقوم دائماً بالخفية ( السر ) ولاتوجد إحصاءات دقيقة فـي هذا المجال ( الدعارة ـ بيع المخدرات ) .

3 ـ العمل التقليدي غير المأجور:
   وهو عبارة عن أداء الطفل للإعمال والخدمات دون الحصول على مقابل إلا إن الطفل في هذه الحالة يعمل مع ذويه فلا يتقاضى اجرا نظير عمله ( العمل مع الأهل في المزرعة ـ العمل مع الوالد في صالون الحلاقة ) .

ب ـ التصنيف الثاني :
   يتم تصنيف عمل الأطفال على أساس قانوني (1) :
1 ـ إعمال منجزة من قبل أطفال تقل أعمارهم عن الحد الأدنى المحدد لهذا النوع من الاعمال ( الإعمال الزراعية ).
2 ـ الإعمال الخطرة التي من شأنها الأضرار بالصحة الجسدية أو العقلية أو الأخلاقية للأطفال دون سن الثامنة عشرة ( أعمال البناء ـ العمل في المصانع الكيمياوية ـ التسول ) .
3 ـ الإعمال المدانة بذاتها والمصنفة من بين أسوء أشكال عمل الأطفال ( العبودية - الدعارة - التجنيد ) .

جـ ـ التصنيف الثالث :
   يتم تصنيف الإعمال على أساس اقتصادي (2) :
   يتم توزيع الإعمال على مختلف قطاعات الاقتصاد فهناك أطفال يعملون في قطاع الزراعة وهناك أطفال يعملون في قطاع الصناعة التحويلية وأطفال يعملون في صيد الأسماك والسياحة والتشييد والمناجم وعمل الأطفال في المجال التجاري بالإضافة لمن يعمل في القطاعات غير المنظمة .

د ـ التصنيف الرابع :
   يقسم عمل الأطفال بحسب تقرير منظمة اليونيسيف (1) :
   تم تصنيف عمل الأطفال من قبل منظمة اليونيسيف إلى سبعة أنواع رئيسية وهي الخدمة المنزلية والعمل الإجباري والاستغلال الجنسي التجاري والعمل الصناعي والزراعي والعمل في الشوارع والعمل العائلي وعمل الفتيات .
   ويعتقد الباحث بان كل تصنيف يركز على ناحية واحدة كأن تكون اقتصادية او قانونية او غيرها ويمكن ان يكون التصنيف الرابع بحسب تقرير منظمة اليونسيف هو تصنيف اقرب الى الشمولية لانه يركز على عدة نواحي اقتصادية وقانونية واجتماعية .

ثالثاً : أسباب تشغيل الأطفال
   تتعدد أسباب تشغيل الأطفال لكثرتها ويمكن إجمالها في خمسة أسباب رئيسية وتأتي على الآتي (2) :

1 ـ الفقر والظروف الاقتصادية :
أ ـ الكثير من الأطفال المشتغلين يعانون من الفقر ورداءة الظروف الاقتصادية .
ب ـ حاجة الأسرة لعمل الأطفال تأتي لتغطية جزء من المصروفات العائلية .
ج ـ عدم تبني سياسات تنموية واضحة تساعد على رفع المستوى ألمعاشي للطبقات الفقيرة وخصوصاً في الدول النامية .

2 ـ مسؤولية رب الأسرة :
أ ـ بعض الإباء يأخذ ابنه معه لكي يعلمه مهنته التي يمكن ان يستفيد منها الطفل من وجه نظر الأب حتى لو لم تكن رغبة الطفل في ذلك .
ب ـ بعض الإباء يعاقب ابنه لمجرد رسوبه او عدم تفوقه بدرجات عالية يعاقبـه باجباره على ترك الدراسة وادخاله سوق العمل مبكراً وهنا يكون الطفــل مجبرا على العمل .
ج ـ بعض الإباء يتقاضى أجور عمل ابنه وقد يكون الوالد لا يعمل مما يزيد من معاناة الطفل .
د ـ التفكك الأسري يدفع الأبناء للدخول إلى سـوق العـمل مبكراً وهـنا تأتـي مسؤولية رب الأسرة في توفير الحياة الكريمة لأبنائه .
هـ ـ بعض الإباء لا يهتـم بأبنائه ويهتم برغباته الخاصة مثل تعدد الزوجات أو طلاق الأم وترك الأبناء لدى الأقارب مما يسهم في ضياعهم .

3 ـ استغلال أرباب العمل للأطفال :
أ ـ انخفاض أجور عمل الأطفال بالقياس للكبار يدفع أربـاب العمـل لاستدراج الأطفال للعمل لديهم .
ب ـ تفضيل اليد العاملة الصغيرة لأنها سهلة الانقياد واقل أثارة للمشاكـل ويمكن استبدالها بسهولة .
ج ـ بالإضافة لانخفاض الأجور يعمل الأطفال لساعات طويلة .

4 ـ التخلف الثقافي والعادات والتقاليد :
أ ـ نظرة المجتمع السلبية للتعليم وتسرب الأطفال من المدارس بتشجيع من الأهل يدفع الأطفال للعمل .
ب ـ انتشار الأمية في الدول النامية على نطاق واسع يجعل الأسرة اقل وعياً بشأن مستقبل الأطفال .
ج ـ نظرة المجتمع السلبية تجاه الفتيات وضرورة أشراك الفتاة في كثيـر مـن الإعمال منذ صغرها لان مصيرها الزواج .
د ـ استخدام الفتيات في الأراضي الزراعية في بعض المواسم ظاهرة شائعة .

5 ـ غياب القانون وضعف أجهزة الرقابة :
أ ـ لا توجد نقابات للأطفال تدافع عن حقوقهم لذلك لا يحتجون علـى ظروف عملهم .
ب ـ عدم شرعية عمل الأطفال تؤدي إلى حرمانهم أنواع الحماية التي يوفرها لهم قانون العمل الذي يشمل الكبار ( البالغين ) من ناحيـة التعويضـات والأجـر والاستحقاقات .
ج ـ الأطفال اقل وعياً لحقوقهم واقـل أثـارة للمشاكـل لذلك يمكـن استخدامهـم وتسريحهم بسهولة لان عملهم غير قانوني .

رابعاً : الآثار الناجمة عن ً تشغيل الأطفال
   ظاهرة تشغيل الأطفال كأي ظاهرة اقتصادية ممكن إن يكون لها آثار ايجابية أو آثار سلبية وهناك بعض الآراء التي تعتقد أن هذه الظاهرة من الممكن إن تكون ذات تأثير ايجابي على الأطفال ولكن يجب إن تتم وفق ضوابط معينة (1) .
   ومنها ان يكون عمر الطفل يبدأ من الخامسة عشر فهو هنا يعتبر في سن التكليف ويجب ان يكون العمل مناسبا للطاقة الذهنية والبدنية ولا يوجد فيه أذى والأجور يجب إن تكون مناسبة ولذلك فان العمل هنا يدعم شخصية الطفل بل ويساعد على تثبيت قيم حب العمل والإنتاج ويعزز قيمة المال لدى الطفل .
   أما الآثار السلبية وهي الآثار الظاهرة والمنتشرة في غالبية الدول ويمكن تقسيمها إلى قسمين آثار جسدية وآثار نفسية ويمكن توضيحها بالأرقام . .

1 ـ الآثار الجسدية السلبية الناجمة عن تشغيل الأطفال :
* غالباً ما تكون الإعمال المسندة للأطفال تفوق قدراتهم الجسدية ويذكر التقريــر العالمي الثالث بان حوالي ( 80 مليون ) من الأطفال بين سن ( 5 - 17 سنة ) يشاركون في أسوأ أشكال عمل الأطفال ، ( 73% من الأطفال العاملين ) (1) وهذا ما يجعل الاثار الجسدية كبيره على الاطفال مثل الامراض الجلدية والامراض الصدرية والتشوهات .
* يكون الطفل عرضة للاستغلال لتعرضه للتعامل مع أنواع مختلفة من البشر وتوضح الإحصائيات بان هناك ( 8.4 مليون) طفل يقوم بإعمال تستحق الإدانة مثل العبودية والدعارة والتجنيد والإباحية (2) .
* نقص الغذاء وعدم الاهتمام بالجانب الصحي يؤثر سلباً على صحة الأطفال العاملين وتظهر البيانات انه أكثر من نصف مليار طفل في العالم يتقاضون اقل من يورو واحد في اليوم وفي كل سنة يموت ( 11 مليون ) طفل لسوء الأحوال الصحية (3) .
* أثبتت الدراسات إن هناك آثاراً ضاره يترتب عليها عمل الأطفال وتؤثر على النمو البدني للطفل إذ تزيد نسبة الأطفال العاملين ببعض الإمراض مثل مرض القلب والتهاب الحنجرة بالإضافة للهزال وفقر الدم (4) .

2 ـ الآثار النفسية السلبية الناجمة عن تشغيل الأطفال (5) :
* اكتساب عادات سيئة من المجتمع كالغش والكذب وتعلم الألفاظ السوقية .
* نشوء فجوة بين الطفل والمجتمع وانتشار مشاعر الحقد في قلبه لإحساسه بالاستغلال من قبل الجميع مما ينعكس على سلوك إجرامي مستقبلاً .
* الانحراف وزعزعة الثقة بالنفس والتأثير الاجتماعي من أهم المشاكل .
* الشعور بالاكتئاب والقلق والخوف على المستقبل نتيجة ظروف العمل القاسية والمملة .

   كل هذه الآثار السلبية ممكن ان تعزز لنا أطفال غير محصنين أخلاقياً ونفسياً في المراحل اللاحقة ويمكن أن يكونوا بؤرة للانحراف بالإضافة إلى تعطيل الأطفال مستقبلاً وخلق طوابير أضافية من البطالة وكل ذلك يؤثر سلباً في عملية التنمية البشرية وما تفترضه من مؤشرات الغاية منها رفع مستوى المشاركة لدى أفراد المجتمع .

الفصل الثاني

واقع تشغيل الأطفال في البصرة


اولاً : أين توجد هذه الظاهرة ؟
   من خلال ما تقدم في الفصل الأول يتضح بان ظاهرة تشغيل الأطفال ظاهرة عالمية ومنتشرة سواء في الدول المتقدمة ام الدول النامية ولكنها بنسب متفاوتة وتختلف في طبيعتها حسب الدولة التي تظهر فيها وتكثر في الدول النامية ومنها العراق الذي تتواجد فيه هذه الظاهرة منذ ما قبل فترة الحرب العراقية الإيرانية ثم حتى فترة العقوبات الاقتصادية وحتى الحرب الأخيرة ( حرب إسقاط النظام ) والبصرة أحدى أهم محافظات العراق اقتصادياً لوجود المنفذ البحري وتنوع الاقتصاد من تجارة ونفط وزراعة وصناعة ولذلك تكثر الأعمال في هذه المحافظة ويصعب أيجاد إحصاء حقيقي لعدد الأطفال الذين يعملون دون السن الثامنة عشره في البصرة ولكن الجهاز المركزي للإحصاء في البصرة يقدر عدد الأطفال العاملين ما بين الفئة العمرية ( 6 ـ 15 سنة ) في المحافظة بحوالي ( 72 ألف ) طفل في عام ( 2005 ) ويزداد هذا العدد مع بداية العطلة الصيفية للمدارس ليصل إلى ( 81 ألف ) طفل مشتغل (1) .
   وينتشر تشغيل الأطفال في مناطق واسعة في محافظة البصرة على امتدادها فهناك أطفال يعملون في القطاع الزراعي في مناطق الزبير والخور والهارثة وأبي الخصيب وهناك أطفال يعملون في التجارة في مركز البصرة وباقي المناطق هناك بعض الأطفال يعملون في القطاع الصناعي في بعض الصناعات الخفيفة في القطاع الخاص بالإضافة إلى المهن ولغرض دراسة ظاهرة تشغيل الأطفال في البصرة تم تصميم استمارة الاستبيان .

ثانياً : تصميم استمارة الاستبيان
   وقد صمم الباحث استمارة الاستبيان متوخياً عدداً من الاعتبارات أهمها :
1 ـ تغطية عدد كبير من المناطق في المحافظة وان لا يقتصر الاستبيان على عدد قليل من المناطق .
2 ـ تغطية مهن متنوعة فيجب ان تشمل الدراسة العمل الزراعي والعمل الصناعي والعمل التجاري والعمل المهني وبعض الأعمال غير المصنفة وان لا تقتصـر الدراسة على قطاع معين .
3 ـ مقابلة أعمار مختلفة ويكون هناك تنوع في أعمار الأطفال العاملين لذلك كـان الاستبيان يغطي الأعمار من ( 6 ـ 17 سنة ) .
3 ـ تم وضع الأسئلة بعناية لتوضيـح مؤشرات هامـة ولهـا دلالات اقتصاديـة واجتماعية تتعلق بتشغيل الأطفال في البصرة .

   وعند طرح الاستبيان على عدد من الأطفال تمت مواجهة بعض المشاكل الآتية :
1 ـ وجد في بعض الحالات تدخل من أرباب العمـل للسيطرة على أجوبـة الأطفال لغرض توجيهه بحسن نية او ربما بسوء نية في أحيان آخر .
2 ـ في بعض الحالات القليلة كان هناك تحسب من رب العمل لخوفه من المساءلـة القانونية ولاعتقادهم بأننا نمثل جهة قانونية .
3 ـ في بعض الحالات حاول بعض الأطفال أخفاء المعلومات بشأن تعرضه للضرب والاهانة او الحديث عن اسرته لغرض عدم الإحراج او لخوفه من رب العمل .
4 ـ حاول الباحث قدر الإمكان ان يأخذ القدر الأكبر من المعلومات الصحيحة من الأطفال أنفسهم لغرض رسم صورة لواقع تشغيل الأطفال في البصرة * .

ثالثاً : تحليل نتائج الاستبيان
   بعد ان تم طرح الاستبيان على أطفال العينة والبالغ عددهم ( 236 ) طفلاً مشتغلاً وبعد فرز الأجوبة تم التوصل الى النتائج الآتية :
1 ـ أعمار الأطفال المشتغلين وسن دخول سوق العمل :
   يلاحظ من الشكل رقم ( 1 ) بان النسبة الأقل من الأطفال في العينة هم ممن في عمـر ( 6 ) سنوات و ( 17 ) سنة حيث وجد أربع حالات في كل فئة عمرية منها من بين ( 236 ) حالة ويرجع السبب إلى إلزامية التعليم وعدم رغبة الطفل بالعمل او التزامه بالدراسة في سنته السابعة عشر اما بقية الأعمار كانت فرصها متساوية وتراوحت بين ( 16 ـ 32 ) حالة ويلاحظ من الشكل رقم ( 2 ) بان الدخول الى سوق العمل يبدأ بعد سن السابعة من العمر ويكثر الإقبال على تشغيل الأطفال عند سن ( 9 و 10 ) سنوات حيث يكون الطفل قد ترك الدراسة وأصبح أكثر قابليـة على أداء العمل وتعلم المهن على العكس من عمر ( 6 ) سنوات حيث تقـل فرصة الدخول إلى سوق العمل لإلزامية التعليم وكذلك عند الأعمار ما بعد ( 15 ) سنة حيث يكون الطفل قد دخل سوق العمل قبل هذه السنوات .





2 ـ نسبة الأطفال الذين تركوا الدراسة وأسباب تركها وقنوات الحصول على عمل
   من خلال الشكل رقم (3) يتضح بان النسبة الأكبر من الأطفال هم ممن تركوا الدراسة ويبلغ عددهم ( 125 ) طفلاً و نسبتهم ( 64.5% ) وهذا مؤشر خطير وتتمثل خطورته في ضياع فرصة التعليم من النسبة الأكبر من الأطفال بينما نسبة من يدرس ويعمل ( 35.5% ) ويبلغ عددهم ( 84 ) طفلاً ، وعلى الرغم من انخفاض هذه النسبة ألا أنها تنذر بخطورة الوضع مستقبلاً لتزايد فرصة ترك الدراسة في المستقبل لهؤلاء الأطفال .
   من خلال الشكل رقم (4) يلاحظ ان من أكثر أسباب ترك الدراسة يكون بسبب مساعدة الأهل وتبلغ نسبة ( 43.4% )وذلك بسبب سوء الظروف الاقتصادية للأسرة ونسبة ( 26.3% ) ممن لايرغب بالدراسة وهنا يأتي دور الأسرة في التسرب المدرسي ونسبة ( 21% ) ممن يرون انه لا فائدة من التعليم وهذا يرجع للأخطاء في السياسة التعليمية وباقي النسب القليلة كانت بسبب تعلم مهنة او لأسباب أخرى منها ظروف الحرب والرسوب الدراسي وغيرها من الأسباب .





   ويلاحظ من خلال الشكل رقم ( 5 ) بان قناة الحصول على العمل الرئيسية جاءت عن طريق الأهل وتمثل نسبـة ( 46.6% ) من حجم العينـة والسبب في ذلك ان أغلبية الأطفال يعملون مع ذويهم او أقاربهم وذلك للأوضاع الأمنية السيئة وجاءت نسبة ( 18.6% ) للاطفال الذين يحصلـون على العمـل عـن طريـق الأقارب وتقل فرصة العمل عن طريق الصدفة او الإعلان لتمثل نسبة ( 11.8% ) وذلك يرجع لعدم قانونية عمل الأطفال وعدم ترك الأطفال للعمل بالصدفة ألا بنسب قليلة وأخيراً تنخفض نسبة الحصول على العمل عن طريق الجيران لتصل الى ( 11% ) .



3 ـ عدد ساعات العمل ومعدلات الأجور وكيف تدفع . . ؟
   من خلال الشكل رقم ( 6 ) يلاحظ بان النسبة الأكبـر من أطفال العينة يعملون لأكثر من ثمانية ساعات وتبلغ نسبتهم ( 79.7% ) ويرجع ذلك لاستغلال أرباب العمل للأطفال المشتغلين اكبر استغلال ممكن من خلال العمل لأكثر من ثمانية ساعات يومياً وتتوزع هذه النسبة على ( 28.9% ) لمن يعمل ( 8 ) ساعات ونسبة ( 16.1% ) يعملون ( 9 ) ساعات ونسبة (14.4%) يعملون ( 12 ) ساعة يومياً فيما تمثل نسبة الأطفال الذين يعملون اقل من ( 8 ) ساعات يومياً ( 20.3% ) فقط .
   ومن هنا يتضح مدى الاستغلال لعمل الذي يتعرض له الأطفال خصوصاً إذا تعرفنا على المؤشر الآتي وهو معدلات الأجر .



   الشكل رقم ( 7 ) يظهر نسبة ( 8.5% ) من أطفال العينة يعملون بدون اجر لصالح ذويهم او أقاربهم وهنا يتضح الاستغلال البشع للأطفال ونسبة ( 22.9% ) يدفع لهم اجر رمزي جداً يتمثل بأقل من دولار يومياً ونسبة ( 29.7% ) يدفع لهم من دولار الى دولارين يومياً وهو اجر منخفض جداً والنسبة الأكبر ( 52.6% ) يدفع لهم من ( 2 ) دولار الى ( 5 ) دولار يومياً وهذا الأجر لا يقابـل ولا يتناسـب مـع ساعات العمل الطويلة التي يعملها الطفـل ويعتبـر منخفض أيضا لغلاء المعيشة ويوضح مدى استغلال أرباب العمل للأطفال .
   وإما الأجور المتوسطة التي تعبر عن اجر مرضي يتمثل بأكثر من ( 5 ) دولارات يوميـاً فهو يمثـل نسبة ( 5% ) من أطفال العينة وهي نسبة منخفضة جداً .



   الشكل رقم ( 8 ) يظهر ان النسبة الأكبر من معدلات الأجور تدفع بشكل يومي وتبلغ نسبته ( 83% ) وهذا المؤشر يدل على سهولة تشغيل وتسريح الأطفال المشتغلين بدون أي ضمانات ولعدم التعرض للمساءلة القانونية.وتبلغ نسبة من يحصل على أجور أسبوعية ( 9.3% ) وتقل هذه النسبة لمن يحصل على اجر شهري وتبلغ ( 7.7% ) .



4 ـ سبب العمل الرئيسي :
   أظهرت نتائج الاستبيان بان السبب الرئيسي لتشغيل الأطفال يرجع إلى الفقر بنسبة ( 34% ) ومساعدة الأهل بنسبة ( 33% ) وهما أعلى سببين وهما سببان اقتصاديان بالدرجة الأولى ويرجع ذلك للظروف الاقتصادية السيئة وتبقى الأسباب الأخرى لها دور ضعيف مثل إصرار الأهل على عمل الأطفال وتبلغ نسبة هذا السبب ( 16% ) وهنا يتحمل رب الأسرة مسؤولية الزج بابنه مبكراً إلى سوق العمل وبلغت نسبة سبب رغبة الطفـل فـي العمل ( 11% ) وهي نسبة مرتفعة وذلك لعدم وجود توجيه من الأسرة لتوضيح مستقبل الأطفال وتقع المسؤولية على عاتق الأسرة وهناك نسبة ( 7% ) ترجع إلى أسباب أخرى مثل تعلم مهنة مهنة معينة وقت الفراغ وغيرها من الأسباب .



5 - الأذى البدني والنفسي وحجم الرضا عن العمل:
   من خلال الشكل رقم ( 10 ) يتضح لدينا بان حجم الأطفال الذين يتعرضون لأنواع من الضرب والاهانة وإصابات العمل تبلغ النسبة الأكبـر مـن حجم العينة حيث تصل إلى ( 81.6% )مقارنة بالأطفال الذين لايتعرضون للضرب والاهانة والذين تبلغ نسبتهم ( 18.4% ) ومن خلال هذا المؤشر يتضح مدى الاستغلال والأذى النفسي والبدني الذي يتعرض له أطفال العينة .



   من خلال الشكل رقم ( 11 ) يتم توضيح نوعية الأذى حيث يعاني الكثير من أطفال العينة ونسبتهم ( 45.2% ) من الإرهاق البدني والسبب في ذلك ساعات العمل الطويلة التي توضحت في شكل رقم ( 6 ) بالإضافة إلى عدم قدرة الطفل على العمل بأعمال تفوق قدرته وتبلغ نسبة الأطفال الذين يتعرضون للإهانة ( 26.8% ) ويرجع ذلك لتوجيه الطفل للعمل وعدم وجود خبرة كافية للعمل لديهم لذا يسهل توجيه الإهانة للأطفال وتبلغ نسبة الأطفال الذين يتعرضون للضرب ( 17.3% ) وهي نتيجة للاستغلال السيئ للأطفال مـن قبـل ذويهـم كالعمل بدون اجر وتعلم مهنة من قبل الأب اوللاجبار على العمل ويأتي الضرب في ظل غياب القانون الذي يحمي الأطفال .
   اما إصابات العمل فتبلغ ( 10.7% ) وهي نسبة مرتفعة أيضا لعدم توفر الحماية الكافية للأطفال العاملين ولعدم إتباع إجراءات السلامة في العمل .



   من خلال الشكل رقم ( 12 ) يتضح بان حجم الأطفال غير الراضيين عن العمل يبلغ النسبة الأكبر التي تتمثل في ( 47.8% ) من العينة وهذا مؤشر يوضح بان قرابة نصف أطفال العينة غير راضيين عن عملهم.كما ان هناك نسبة ( 36.8% ) من الأطفال المشتغلين مجبرين على العمل وبذلك يكون المجموع ( 84.6% ) هم غير الراغبين بالعمل بالمقارنة مع الراضيين عن العمل وهم النسبة الأقل وتبلغ ( 15.4% ) وهذا مرتبط بالشكلين ( 10 ) و ( 11 ) .



6 ـ طبيعة الأسرة التي ينتمي إليها الأطفال المشتغلين :
   من خلال الشكل رقم ( 13 ) يتضح لدينا بان غالبية المشتغلين ينتمون لأسر مفككة * ونسبتهم ( 63% ) إما من ينتمي إلى اسر متماسكة تبلغ نسبتهم ( 37% ) ومن هذا المؤشر يتضح لنا بان غالبية الأطفال المشتغلين يعانون من ظروف اجتماعية سيئة وذلك لتفكك أسرهم وهذا ما ينعكس على تشغيلهم .



   ومن خلال الشكل رقم ( 14 ) يتضح بان غالبية الأطفال العاملين ينتمون لأسر يكثر عدد إفرادها وأعلى نسبه كانت ( 18.6% ) لأسر يبلـغ أفرادها ( 13 ) فرد في الأسرة الواحدة وكانت نسبة ( 56% ) للعوائل المكونة من ( 9 ـ 12 ) فرداً في العائلة الواحدة اما الأسر المكونة من ( 8 ) فراد واقل تبلغ ( 25.4% ) وهذا المؤشر يوضح بأنه كلما زاد حجم الأسرة كلما زادت التكاليف الاقتصادية وانخفضت فرصة التعليم لدى أفراد الأسرة وزادت فرصة سحب الأطفال لسوق العمل مبكراً .



   ويوضح الشكل رقم ( 15 ) ان نسبة ( 64.4% ) من الإباء يعملون وهي نسبة جيدة توضح ان عمل الأبناء لمساعدة أهاليهم ولغرض مجاراة الظروف الاقتصادية ومن ناحية أخرى نجد ( 35.6% ) من الإباء لا يعمل وهي نسبة خطيرة وذلك إما لوجود أباء كبار السن او مصابين بأمراض او لوجود أباء يعتمدون على أبنائهم في كسب الرزق وتكمن خطورة هذه الظاهرة لعدم الشعور بالمسؤولية .



7 ـ ماذا يتمنى الأطفال المشتغلين ؟
   في سؤالنا الأخير من الاستبيان كان التركيز على معرفة ماذا يتمنى الأطفال المشتغلين ووجدنا وكما هو واضح في الشكل رقم ( 16 ) بان نسبة ( 59.3% ) منهم يتمنون ان يعيشوا حياة الطفولة بما فيها من مرح ولعب ولهو بعيداً عن جو العمل وهذا حق مشروع لهم كما وجدنا نسبة ( 34.7% ) منهم يتمنون العودة للدراسة ويجدون أنهم ارتكبوا خطأ بتركهم الدراسة مبكراً ، اما البقية وهم بنسبة ( 6% ) كانت لهم أمنيات أخرى متنوعة . . .



الاستنتاجات
1 . ظاهرة تشغيل الأطفال ظاهرة عالمية وتنتشر في الدول النامية والدول المتقدمة على حد سواء ولكنها تتباين من دولة لأخرى وتأتي بسبب الفقر والظروف الاقتصادية بالإضافة إلى مسؤولية رب الأسرة والتخلف الثقافي وغياب القانون وتكون اثار هذه الظاهرة خطيرة على الأطفال لأنها تؤثر سلباً عليهم من الناحية النفسية والجسدية .
2 . يبدأ الدخول الى سوق العمل في البصرة من سن السابعة ويكثر عند سن التاسعة والعاشرة من العمر وغالبية الأطفال العاملين هم ممن تركوا الدراسة والبقية يدرس ويعمل وكان للأهل النسبة الأكبر كقنوات لحصول الاطفال على العمل .
3 . ارتفاع عدد ساعات العمل للأطفال المشتغلين في الاستبيان في البصرة من ( 8 ) ساعات وحتى ( 12 ) ساعة وفي المقابل تنخفض نسبة الأجور للأطفال المشتغلين فمنهم من يعمل بدون اجر ومنهم من يتقاضى اقل من دولار يومياً والنسبة الأكبر تتقاضى اقل من خمسة دولارات يومياً وهو اجر لا يتناسب مع ساعات العمل الطويلة .
   كما يتضح بان سبب العمل الرئيسي هو الفقر ومساعدة الأهل بالإضافة إلى إصرار الأهل ومسؤولية رب الأسرة .
4 . الغالبية العظمى من الأطفال المشتغلين يتعرضون للإرهاق البدني والاهانة والضرب وإصابات العمل وتبلغ نسبتهم ( 81.6% ) وينعكس ذلك على ان غالبية الأطفال المشتغلين هم غير راضيين عن العمل او مجبرين عليه وتبلغ نسبتهم ( 84.6% ) .
5 . ان نسبة كبيرة من الأطفال المشتغلين ينتمون إلى اسر مفككة بالمقارنة مع الذين ينتمون إلى اسر متماسكة وهنا يبرز دور العامل الاجتماعي كما ان غالبية الأطفال المشتغلين ينتمون إلى اسر ذات حجم كبير يبلغ ( 9 ) إفراد وأكثر .
   ويتضح بان نسبة ( 35.6% ) من آباء الأطفال المشتغلين لا يعملون وتتركز أمنيات الأطفال على حياة مرحلة الطفولة كما هي وبدون عمل او العودة للمدرسة بعد إدراكهم أهمية الدراسة .

ملحق رقم (1) جداول توضح نتائج استمارة الاستبيان

الفئة العمرية
عدد الاطفال
النسبة المئوية
6 سنوات 4 1.7
7 سنوات 18 7.62
8 سنوات 16 6.87
9 سنوات 26 11.01
10 سنوات 22 9.33
11 سنة 16 6.87
12 سنة 30 12.7
13 سنة 32 13.5
14 سنة 26 11.01
15 سنة 24 10.25
16 سنة 18 7.62
17 سنة 4 1.7
المجموع 236 100%

جدول رقم ( 1 ) يوضح اعمار الاطفال المشتغلين كما جاءت في الاستبيان

الفئة العمرية
عدد الاطفال
النسبة المئوية
6 سنوات 10 4.2
7 سنوات 30 12.7
8 سنوات 32 13.5
9 سنوات 46 19.5
10 سنوات 44 18.65
11 سنة 24 10.2
12 سنة 22 9.33
13 سنة 12 5.01
14 سنة 10 4.23
15 سنة 6 2.5
المجموع 236 100%

جدول رقم ( 2 ) يوضح بداية الدخول الى سوق العمل عند اطفال العينة في البصرة

البيانات العدد النسبة المئوية
يدرس ويعمل 84 35.5
لا يدرس 152 64.5
المجموع 236 100%

جدول رقم ( 3 ) يوضح اعداد من يدرس ويعمل ومن ترك الدراسة من الاطفال المشتغلين حسب العينة

اسباب ترك الدراسة عدد الاطفال النسبة المئوية
لا يرغب بالدراسة 40 26.3
مساعدة الاهل 66 43.4
لا فائدة من التعليم 32 21
تعلم مهنة 10 6.5
اسباب اخرى 4 2.8
المجموع 152 100%

جدول رقم ( 4 ) يوضح اسباب ترك الدراسة لدى اطفال العينة

قناة الحصول على العمل العدد النسبة المئوية
الاهل 110 46.6
الاقارب 44 18.6
الجيران 26 11.2
الصدفة 28 11.8
الاعلان 28 11.8
المجموع 236 100%

جدول رقم ( 5 ) يوضح قنواة الحصول على العمل

الفئة العمرية عدد الاطفال النسبة المئوية
5 ساعات عمل 6 2.5
6 ساعات عمل 22 9.3
7 ساعات عمل 20 8.5
8 ساعات عمل 68 28.9
9 ساعات عمل 38 16.1
10 ساعات عمل 22 9.3
11 ساعات عمل 12 5.28
12 ساعات عمل 34 14.4
13 ساعات عمل 8 3.22
14 ساعات عمل 6 2.5
المجموع 236 100%

جدول رقم ( 6 ) يوضح عدد ساعات العمل التي يعملها الاطفال المشتغلون

معدلات الاجر اليومي العدد النسبة المئوية
بدون اجر 20 8.5
اقل من دولار واحد يومياً 54 22.9
من دولار الى دولارين يومياً 70 29.7
من دولارين الى خمسة دولارات يومياً 80 33.9
اكثر من خمسة دولارات يومياً 12 5
المجموع 236 100%

جدول رقم ( 7 ) يوضح معدلات الاجر اليومي التي يحصل عليه الاطفال المشتغلون

كيفية دفع الاجور العدد النسبة المئوية
اجر يومي 196 83
اجر اسبوعي 22 9.3
اجر شهري 18 7.7
المجموع 236 100%

جدول رقم ( 8 ) يوضح طريق دفع الاجر للاطفال والمشتغلين

سبب العمل الرئيسي العدد النسبة
مساعدة الاهل 78 33
الفقر 80 34
اصرار الاهل 38 16
رغبة الطفل 26 11
اسباب اخرى 14 6
المجموع 236 100%

جدول رقم ( 9 ) يوضح اسباب العمل الرئيسية للاطفال المشتغلين

هل تتعرض للاذى ؟ العدد النسبة
نعم 192 81.4
لا 44 18.6
المجموع 236 100%

جدول رقم ( 10 ) يوضح عدد الاطفال المشتغلين الذين يتعرضون للاذى من خلال عملهم من غيرهم

نوع الاذى الذي يتعرض له الطفل العدد النسبة
الضرب 33 17.3
الاهانة 51 26.8
الارهاق البدني 87 45.2
اصابات العمل 21 10.7
المجموع 192 100%

جدول رقم ( 11 ) يوضح نوع الاذى الذي يتعرض له الاطفال المشتغلين

هل انت راضي عن العمل العدد النسبة
راضي عن العمل 36 15.4
غير راضي عن العمل 112 47.8
مجبر على العمل 88 36.8
المجموع 236 100%

جدول رقم ( 12 ) يوضح معدلات الرضا عن العمل والاجبار عليه

طبيعة الاسرة العدد النسبة
مفككة 149 63
مترابطة 87 37
المجموع 236 100%

جدول رقم ( 13 ) يوضح طبيعة الاسرة التي منتمي اليها الاطفال اذا كانت مفككة ام مترابطة

حجم الاسرة التي ينتمي لها الطفل العدد النسبة
6 افراد فأقل 14 6
7 افراد 18 7.7
8 افراد 28 11.8
9 افراد 38 16
10 افراد 32 13.5
11 فرد 30 12.7
12 فرد 32 13.5
13 فرد فأكثر 44 18.6
المجموع 236 100%

جدول رقم ( 14 ) يوضح حجم الاسرة التي ينتمي اليها الاطفال المشتغلين من حيث عدد الاطفال

رب الاسرة اذا كان يعمل العدد النسبة
يعمل 152 63.8
لا يعمل 84 36.2
المجموع 236 100%

جدول رقم ( 15 ) يوضح اذا ما كان رب الاسرة التي ينتمي اليها الاطفال المشتغلين اذا كان يعمل ام لا يعمل

ماذا يتمنى الطفل العدد النسبة
العودة الى المدرسة 80 34.7
حياة مرحلة الطفولة 140 59.3
امنيات اخرى 16 6
المجموع 236 100%

جدول رقم ( 16 ) يوضح امنيات الاطفال المشتغلين

ملحق رقم (2)
نموذج لاستمارة الاستبيان استمارة استبيان عن تشغيل الأطفال في البصرة

الاسم :       المهنة :      العمر :      المنطقة :
س1 : كم كان عمرك عندما بدأت العمل ؟
س2 : هل تدرس أم تركت الدراسة ؟ وما السبب في ترك الدراسة ؟
س3 : كيف جئت إلى العمل ؟ قناة الحصول على العمل ؟
أ . الأهل     ب . الأقارب     ج . الجيران     د . بالصدفة     هـ . الإعلان

س4 : عدد ساعات العمل ؟
س5 : ما هو الأجر ؟ كيف يدفع ؟
أ . يومي    ب . أسبوعي    ج . شهري    د . بدون اجر

س6 : ما هو سبب العمل الرئيسي ؟ وما هي الأسباب الأخرى ؟
أ . الفقر    ب . إصرار الأهل    ج . رغبة الطفل    د . أسباب أخرى

س7 : هل تتعرض للضرب أو الإهانة أو الإرهاق ألبدني أو إصابات العمل أو التحرش الجنسي ؟
س8 : هل أنت راضي عن العمل الذي تعمل به ام لا ؟
أ . راضي    ب . غير راضي    ج . مجبر

س9 : هل سبق لك إن عملت في مجال آخر ؟
س10 : أسئلة عن الأسرة : طبيعة الأسرة مفككة ام مترابطة ؟
أ . أب وأم وأخوة    ب . زوجة أب    ج . زوج أم    د . وفاة احد الأبوين    هـ . مع الأقارب

س11 : ما هو حجم الأسرة التي تنتمي إليها ؟
س12 : رب الأسرة هل يعمل ام عاطل عن العمل ؟
س13 : ماذا تتمنى وماذا تطلب ؟

المصادر
1 - د . محمد عباس نور الدين , « تشغيل الأطفال وصمة في جبين الحضارة المعاصرة » , « مجلة الطفولة والتنمية , العدد 3 , المجلد 1 , خريف 2001 » .
2 ـ زكيه النكت رحمه , « العمالة تسلب الأطفال صحتهم وحتى حياتهم » , ( أوراقه , نشره الكترونية من إصدار المؤسسة العربية لحقوق الإنسان ) .
http://www.arabhra. Org /Arabic /arweqa
3 ـ د.غانم جواد , « أطفال انتحاريون . . مستعبدون . . عسكريون » مؤسسة الأمام الخوئي ـ لندن .
http://www.Alkhoei. Org /.
4 ـ ايناسيو رامونة , « استغلال الأولاد»
http://www.mondiploar.com/july02/artides ramonet.htm
5 ـ ياسمين شاهين وسماح علام , « يعملون في إجازاتهم : عمل الأطفال . . يحرمهم طفولتهم أو يكسبهم خبرةً و مالاً ؟ » ( صحيفة الأيام : 4 ـ 5 أغسطس 2004 ) .
http://www.alayam.com
6 ـ الأندلس للإخبار, « فقر الأسر والهجرة إلى المدن وراء تشغيل الأطفال » . ( 27 نوفمبر 2004) .
http://press.Arabandalncia.com
7 ـ المكتب المركزي للإحصاء , « دراسة بعنوان 17.8% من الأطفال السوريون يعملون » ( أخبار الشرق ـ دمشق )
http://www.tayyar.org/files
8 ـ التقرير العالمي الثالث , « مستقبل خالي من عمل الأطفال »
http:// www. arabjoin. Com
9 ـ مقابلة مع مدير مركز الإحصاء بالبصرة .


  • المقدمة
  • أهمية البحث
  • فرضية البحث
  • أسلوب البحث
  • خطة البحث
  • الفصل الأول
  • أولا: حجم ظاهرة تشغيل
         الأطفال عالمياً وعربياً
  • ثانياً : تصنيف عمل الأطفال
  • أ ـ التصنيف الأول
  • 1 ـ العمل التقليدي المأجور
  • 2 ـ العمل غير التقليدي
         المأجور
  • 3 ـ العمل التقليدي غير
         المأجور
  • ب ـ التصنيف الثاني
  • جـ ـ التصنيف الثالث
  • د ـ التصنيف الرابع
  • ثالثاً : أسباب تشغيل الأطفال
  • 1 ـ الفقر والظروف الاقتصادية
  • 2 ـ مسؤولية رب الأسرة
  • 3 ـ استغلال أرباب العمل
         للأطفال
  • 4 ـ التخلف الثقافي والعادات
         والتقاليد
  • 5 ـ غياب القانون وضعف أجهزة
         الرقابة
  • رابعاً : الآثار الناجمة عن
         تشغيل الأطفال
  • 1 ـ الآثار الجسدية السلبية
         الناجمة عن تشغيل الأطفال
  • 2 ـ الآثار النفسية السلبية
         الناجمة عن تشغيل الأطفال
  • الفصل الثاني
  • اولاً : أين توجد هذه الظاهرة ؟
  • ثانياً : تصميم استمارة
         الاستبيان
  • ثالثاً : تحليل نتائج الاستبيان
         النتائج والاستنتاجات
  • 1 ـ أعمار الأطفال المشتغلين
         وسن دخول سوق العمل
  • 2 ـ نسبة الأطفال الذين تركوا
         الدراسة
  • 3 ـ عدد ساعات العمل
         ومعدلات الأجور
  • 4 ـ سبب العمل الرئيسي
  • 5 - الأذى البدني والنفسي
  • 6 ـ طبيعة الأسرة التي ينتمي
         إليها الأطفال المشتغلين
  • 7 ـ ماذا يتمنى الأطفال
         المشتغلين ؟
  • الاستنتاجات
  • المصادر
    BASRAHCITY.NET