تأسيسُ مدينةِ البصْرةِ ومراحلُ تطوّرِها حتَّى نِهاية العصر الأمويِّ

د . رحيم حلو محمّد البهادليّ

المقدمة

  تُعدُّ مدينة البصرة مِنْ المُدن المُهمَّة على صعيد الأمَّة الإسلاميَّة ، إذْ قُدِّر لها أنْ تؤدّيَ دوراً متميّزاً وكبيراً في مجُمل الأحداث العامَّة للدّولة العربيَّة الإسلاميّة على مرِّ العُصور التاريخيَّة حتَّى وقتنا الحاضر، إذْ نالتْ البصرة منذُ اليوم الأوّل من تمصيرها النصيبَ الأوفر من بين المُدن الإسلاميَّة في تأدية الدّور المتميّز من الناحية السياسيَّة والعسكريَّة والإداريَّة والاقتصاديَّة والاجتماعيَّة والفكريَّة، إذْ عُدّتْ بعد فترةٍ من تمصيرها محلَّ استقطاب المقاتلين العرب المسلمين الذين بدؤوا بالانزياح شرقاً فاتحين أراضيَ كبيرةً جدّاً ، لنشر الدّين الإسلاميّ وتوسيع رقعة الدّولة الإسلاميّة النّاشئة يومذاك، ثُمَّ ارتبطتْ جميع تلك المُدن والقرى بالجهاز الإداريّ لمدينة البصرة، فكانتْ تَضمُّ - يومذاك - كُلّ من : عبادان، والأحواز، ومَفَتح، وسِجستان، والبحرين (1) ، حتَّى أنّ مدينة مَيسان كانتْ تابعةً - إداريّاً - لمدينة البصرة (2).
  ومعَ ذلك، لم تتوقّفْ مدينة البصرة عند المجال العسكريّ الذي مُصرِّتْ من أجله فحسب، وإنَّما أصبحتْ - فيما بعد - حاضرة العُلماء والأدباء الذين كانوا يَؤمُّونها من مُدنٍ وأمصارٍ أُخَر لطلب العلم والمعرفة ، وتميّزتْ المدينة -أيضاً- بموقعها الاقتصاديّ ، إذْ كانتْ تمثّلُ عَصَباً أساساً للاقتصاد الإسلاميّ -يومذاك- ، كونها تُشرِف على جِباية أموال الجِزية من الأشخاص، والخَراج على الأراضي الواسعة التّابعة لها إداريّاً، ما جعل من البصرة مدينةً ذات أهميَّة كُبرى، وقدْ انعكس ذلك بطبيعة الحال على معالمها وتخطيطها العمرانيّ ، إذْ لا شكَّ في أنَّ مدينةً بتلك الأهمّيّة لا بُدَّ منْ أن تنالَ اهتمام الخُلفاء والولاة على مرِّ العُصور الإسلاميَّة.

طبيعةُ المدينة والتّخطيط العمرانيّ
  ولا بُدَّ قبل الحديث عن المَعالم العِمرانيَّة لمدينة البصرة من الإشارة إلى مسألةٍ مُهمَّةٍ تتعلّق بطبيعة المدينة وهويَّتها وتخطيطها العِمرانيّ، وهي : هل العرب المسلمون بنَوا مدينة البصرة، أو أنهَّا كانتْ موجودةً قبل الإسلام، وإنّما مصرَّها المسلمون فحسب ؟ ثُمَّ هل هذه المدينة بواقعها الأساس (الأرض) مدينةٌ عربيَّةٌ، أو أنهَّا مدينةٌ فارسيَّةٌ من حيث التّنظيم الإداريّ قبل الإسلام ؟
  وللإجابة عن هذا التساؤل نقف عند ما طرحه الدّكتور عبد الجبَّار ناجي في كتابه : (دراساتٌ في تأريخ المدن العربيّة الإسلاميّة) ، فقدْ طرح فيه جميع الآراء التي أوردتها كتب اللّغة عن المدينة.
  فمنها : ما يقول : إنَّ (البصرة) تسمية عربيَّة خالصة، ومنها : ما يقول : إنَّ أصل التّسمية فارسيّة، وقدْ تبنَّى الدّكتور ناجي الرّأي القائل : إنَّ أصل التسمية عربيٌّ، أي : إنَّه يذهب إلى القول بأنَّ المدينة عربيَّةٌ خالصةٌ، ولكنَّه لم يُعطِ دليلاً قاطعاً على تبنِّيه هذا الرّأي، واكتفى بالتّعليق على الرّأي القائل بأنَّ أصلَ التّسمية فارسيٌ، بقوله : غير أنَّه رأيٌ ضعيفٌ لا تؤيّده القرائن التّاريخيّة (3).
  ولكنَّنا في الوقت نفسه نقول : إنَّ هُناك ثَمَّة لبسٍ في الموضوع فيما طرحه أستاذنا الفاضل بالشّأن ذاته ، إذْ لا شكَّ في أنَّ الوجود العربيّ في صَدر الإسلام وقبله في هذه المدينة كان ضعيفاً جدَّاً -إنْ لم يكن معدوماً-، ومَن كان مُتواجداً من العرب في منطقة العراق -حينذاك- سواء كان في الأُبلَّة أم الحِيرة أم المدائن، فإنَّه كان موالياً تماماً للنّفوذ السَّاسانيّ بحكم السَّيطرة السَّاسانيَّة على منطقة العراق خلال تلك الفترة، هذا من ناحية، ومن ناحيةٍ أخرى، إنَّ العرب المسلمين لمْ يبنُوا مدينةً جديدةً سمَّوها البصرة، وإنَّما كانتْ المدينةُ موجودةً على الواقع، ولكنَّهم مصّرَوها وربطوها بالتّنظيم الإداريّ للدّولة الإسلاميّة النّاشئة -يومذاك- ، إذْ مِن غير المعقول أنْ تؤسَّسَ مدينةٌ جديدةٌ من العدم في ظِلِّ موقفٍ عسكريٍّ مُضطربٍ وفي غاية الخُطورة، والدّولة الإسلاميّة في مواجهةٍ مع أكبر قُوَّةٍ عسكريَّةٍ عرفها العالم -يومذاك- وهي الإمبراطوريَّة السَّاسانيَّة، فمِن الأنسب أنْ نقولَ إنَّه أُمِرَ ببناء مُعسكراتٍ قُرب الحواضر من أجل تأمين الماء والغذاء، وتأمين الخُطوط البريَّة للقطعات العسكريَّة والبريد، وما شابه ذلك، وهذا ما كان موجوداً أصلاً في منطقة البصرة، بملاحظة أنَّ حاضرة البصرة قبل مجيء العرب المسلمين هي مدينة الأُبلَّة التي كانتْ تُسيطر عليها القطعاتُ العسكريَّة الفارسيَّة بشكلٍ تامٍّ، إنْ لم نقل أنَّ المدينة بطابعها العامّ كانتْ مدينةً فارسيَّةً (4) .
  إذن، فاختيار منطقة البصرة كان اختياراً دقيقاً ، لأنَّ مدينة الأُبلَّة تقع على رأس الخليج العربيّ، ما يجعل من المنطقة مُفترَق طُرقٍ، فمِن خِلالها تُؤمَّن الطريق نحو (المدينة المنوَّرة) عاصمة العرب المسلمين، فضلاً عن أنهَّا نقطة انطلاق الجيوش العربيَّة الإسلاميَّة تجاه المشرق، وارتباطها بحراً بالخليج العربيّ، و( بالكوفة ) المدينة الأخرى التي مِن المزمع الشّروع بإنشائها مُعسكراً قُرب الحِيرة، إذن، فالمنطقة بحدِّ ذاتها كانتْ تمُثِّل مُفترق طُرقٍ يؤدّي خِدمةً عسكريَّةً وإداريَّةً إلى جميع الاتجاهات المُهمَّة -يومذاك-.
  وهذا ما دلّتْ عليه ترجمة لفظ (بصرة) من اللّغة الفارسيَّة إلى اللّغة العربيَّة، فكلمة (بس راه) تعني بالفارسيَّة : مُفترق طُرقٍ، أو مُلتقى طُرقٍ، وهذا ما يُؤيِّد قول بعض اللُّغويّينَ أنَّ تسمية البصرة هي تسميةٌ فارسيَّةٌ (5) ، وهي ما تنطبق واقعاً من النّاحية الجُغرافيَّة على مدينة البصرة.
  ومع ذلك، فإنَّ العرب المُسلمين هُم أوَّلُ مَن وضع اللَّبنات الأولى لمعالم التخطيط العمرانيِّ لمدينة البصرة ، إذْ لم يعتمد العرب الفاتحون على ما كان موجوداً من حواضر فارسيَّةٍ في منطقة البصرة، وإنَّما بنوا مدينةً جديدةً تتوافق مع الموروث العربيِّ وتعاليم الدّين الإسلاميّ الجديد ومبادئه ، إذْ إنَّنا نُلاحظُ أنَّ أغلبَ المُدنِ الفارسيَّة أو المرتبطة بها كانتْ مَبنيَّةً مِن الآجر والحجر، أو الطّابوق واللّبِن، ونحو ذلك (6) ، في حين نجد أنَّ العرب المُسلمين أوَّل نزولهم إلى المنطقة التي كانتْ تُدعى الخُريبة (7) بنَوا الدُّور والمرافق الحيويَّة من القصب (8) ، وهو أمرٌ يدعو إلى حالةٍ منْ عدم الاستقرار، ويعكس في الوقت نفسه الصّفة العسكريَّة للقطعات النّازلة توّاً في هذه المنطقة، وبهذا الشّأن قال البلاذريّ : أنَّ العرب ، نزعُوا ذلك القصب وحزموه ووضعُوه حتَّى يرجعوا مِن الغزو، فإذا ما رجعوا أعادوا بناءه، فلمْ تزل الحال كذلك (9) ، فضلاً عن كثرة القصب في بطائح البصرة -يومذاك- (10).

مفرداتُ التّخطيط العمرانيّ ومظاهرُه
  لعلَّ أوَّلَ مُفردات التّخطيط العمرانيِّ التي نالتْ النّصيب الأوفر لمدينة البصرة وبقيَّة الأمصار الإسلاميَّة هي بناء المسجد الجامع، وهو أمرٌ طبيعيٌّ يعكس -بطبيعة الحال- الهويَّة الحقيقيَّة للقطعات القادمة من شِبه الجزيرة العربيَّة، ففضلاً عن كون المسجد المحور الذي ترتكز عليه بقيَّة المُفردات العمرانيَّة الأُخَر، كان يؤدِّي دوراً كبيراً في حياة العرب المسلمين، فهو المكان الّذي يؤدِّي فيه المسلمون صَلاتهم، ويُمثِّل المكان الذي يجتمعون فيه لتداول أمورهم المهمَّة، وإحياء المناسبات الاجتماعيّة، وهو كذلك مكانٌ للعلم والمعرفة ، لذلك نجد الاهتمام ينصبُّ على ضرورة بناء المسجد الجامع، فقدْ كان تأكيد جميع الولاة على المدن والأمصار الجديدة أنْ تُبنى المساجد في أمصارهم، وكان من بينهم أبو موسى الأشعريّ والي البصرة على حسب إشارة المقريزيِّ (11) ، ولكنّ الرّوايات التاريخيّة تشير إلى أنَّ القائد العسكريّ عتبة بن غزوان هو أوَّلُ مَن قام بتخطيط المسجد الجامع وبناه من مادّة القصب (12) ، وقيل : إنَّ الّذي اختطّه وبناه هو محجن بن الأذرع السّلميّ بأمرٍ من عُتبة (13) ، ويُقال إنَّ عُتبة أمرَ نافع بن الحارث بن كلدة الثقفيّ ببنائه (14) ، وفي روايةٍ أخرى، أنَّ عتبة أمر الأسود بن سَيع التميميّ ببنائه، فبناه (15) .
  ومهما يكن من اختلافٍ، فإنَّ النتيجة واحدة، وهي : أنَّ عُتبة بن غزوان هُو أوَّلُ مَن بنى أو أمر ببناء مسجدٍ في البصرة، أمَّا ما وردَ عن المقريزيّ منْ أنَّ أبا موسى الأشعريّ هو أوَّلُ مَن قام ببناء المسجد، فهذا بعيدٌ عن الصّحَّة ، لأنّ عُتبة ابن غزوان تولَّ إمرة البصرة قبل أبي موسى الأشعريّ، ولكن مِن الأنسب أنْ نقولَ بأنَّ أبا موسى الأشعريّ قام بتوحيد المساجد في البصرة بالمسجد الجامع بعد أنْ تعدّدتْ، حينما قامتْ كلُّ قبيلةٍ باتخاذِ مسجدٍ خاصٍّ بأبنائها (16).
  ومِن الأنسب -أيضاً- القول بأنَّ أبا موسى الأشعريّ هو أوَّلُ مَن قام ببناء المسجد الجامع في البصرة من مادّتي اللّبِن والطِّين، وزاد في مساحته (17) ، بعد أنْ تعرّضتْ البصرة إلى حريقٍ طال أغلب بيوتها والوحدات العمرانيَّة المبنيَّة، بما فيها المسجد الذي كانَ مِن القصب أيضاً (18).
  يُعدُّ بناء المسجد الجامع في مدينة البصرة خلال تلك الفترة ذا أهميَّةٍ كُبرى من حيث التخطيط العمرانيّ للمدينة، فقدْ أُنشئتْ جميع الوحدات العمرانيَّة على أساسه من حيث التّخطيط، فبعد بناء المسجد في البصرة، قام عُتبة بن غزوان ببناء دار الإمارة – وهو القصر الرّسميّ لوالي البصرة – دون المسجد في المنطقة المحيطة به، كذلك بُنيتْ الوحدات العمرانيَّة الأُخَر، مثل : السّجن المركزيِّ، الذي من الطبيعيّ أنْ يُبنى مُلاصقاً لدار الإمارة أو قريباً إلى حدٍّ ما منها، ثُمَّ بُنيتْ الدّار الخاصَّة بالدّيوان والحماَّمات، وغيرها من الوحدات العمرانيَّة الأُخَر المُهمَّة للمدينة (19) ، وبعد ذلك بنى النّاس على وِفق ذلك التّخطيط منازلهم على أساس القبائل، فكان لكلِّ قبيلةٍ حيٌّ مِن أحياء البصرة (20).
  وإذا كانتْ عمليّة بناء منازل النّاس غاية في البساطة، ومن مادّة القصب في بادئ الأمر، فإنَّ عمليّة بناء المسجد وتخطيطه، وإنْ كانتْ تتخلّلها بعض البساطة، إلىّ إنهّا تنطوي على فلسفةٍ مُعيَّنةٍ في التّخطيط ، إذْ بُني المسجدُ ليعكسَ الهويَّة الإسلاميَّة للدّولة الإسلاميَّة النّاشئة، فقدْ بَنى عُتبة بن غزوان وكذلك أبو موسى الأشعريّ المسجد على غِرار ما بُني من مساجدَ في عهد الرَّسول الأكرم (ص) (21) إذْ كان مبنيّاً في بادئ الأمر على شكل هيكلٍ مُربَّع الشّكل محُاطٍ بِجُدران من جميع الاتجّاهات، وكانتْ مبنيّة منْ مادَّة القصب في عهد عُتبة بن غزوان، ثُمَّ أصبحتْ تلك الجدران بعد ذلك من مادَّة الطّين واللّبن ليواكب التَّطوّر الحاصل في البصرة آنذاك (22) ، ولكنَّ الشّيء الملفت للنّظر، هو أنَّ المسجد في البصرة أُجريَ عليه تطويرٌ كبيرٌ جدّاً في خِلافة الإمام عليِّ بن أبي طالب (ع) ، ففضلاً عن حجم التّغيرّات العمرانيَّة التي أجراها الإمام في مسجد البصرة من حيث موادّ البناء وزيادة المساحة ليستوعب أعداد المُصلِّين فيه (23)، نجد أنَّ الإمامَ عليّاً (ع) جعل للمسجد منارةً وسبع صوامع، وهي مِن مستحدَثات الإمام علي (ع) في مسجد البصرة -آنذاك- (24).
  وكان مسجد البصرة -شأنه شأن بقيَّة المساجد الأُخَر- يتكوّن مِن جملةِ مفرداتٍ لعلَّ أوّلها المنبر، وكان في بداية الأمر مصنوعاً من مادَّة الطين أو اللّبِن قبل العهد الأمويّ (25)، ولكنَّ صناعته تطوّرتْ خلال العهد الأمويّ، فقدْ وردتْ الإشارات إلى أنَّ صناعة المنبر كانتْ من مادّة الخشب (26)، ويبدو أنَّ السّبب في ذلك يعود إلى حاجة الولاة الأمويّين لنقل المنبر من مكانٍ إلى آخر في المساجد لأغراض الخُطب السِّياسيَّة، أو إعلان البيعة، وما شابه ذلك، الأمر الذي يتطلّب التحكّم بموضع الوالي، فضلاً عن تطوّر ذلك المنبر من ثلاث درجات إلى تسع درجات في عهد معاوية بن أبي سفيان (27) ، ويقيناً أنَّ ذلك كان لأغراضٍ أمنيّةٍ ، إذْ إنَّ زيادة ارتفاع المنبر فيه نوعٌ مِن توفير الحماية للوالي.
  كما عُرِفتْ (المقصورة) في مسجد البصرة ولأوَّل مرَّةٍ خلال العهد الأمويّ حينما قام زياد بن أبيه - والي البصرة يومذاك - ببناء مقصورة المسجد من مادَّة الحجر أو الحجارة (28)، ما يُعطي انطباعاً بأنَّ المسجد بأكمله كان مبنيّاً – يومذاك - مِن مادّة الحجر، تماشياً مع التطوّر الحاصل في الدّولة العربيَّة الإسلاميَّة في العهد الأمويّ، بعد الانفتاح الكبير على أممٍ وشعوبٍ أُخَر كانتْ غايةً في التطوّر من حيث البناء والعمران، كما هو الحال في حضارة بلاد فارس وروما، وقدْ واكب العرب -حينذاك- تلك الحضارات بالتطوّر والانفتاح.
  والمقصورةُ عبارة عن : مكان مُصَّن يصلّ فيه الوالي بعيداً عن عامَّة النَّاس (29) ، ويُشير البلاذريُّ إلى أنَّ زياد بن أبيه كان أوَّل من عمل المقصورة (30)، وهو يعني بذلك – ومِن دون شكٍّ - في مسجد البصرة ، لأنَّ الإشارات المتواترة لدينا تذكر أنَّ المقصورة عُملتْ قبل ذلك التأريخ في مسجد المدينة في عهد عُثمان بن عفَّان، وفي الشَّام في عهد معاوية بن أبي سفيان (31)، ولا شكَّ في أنَّ السّبب في اتخّاذ المقصورة هو توفير الحماية للحُكَّام والولاة من عمليّات الاغتيال التي قدْ تطالهم (32).
  وهناك إشارات متواترة إلى ظهور المنارة في مسجد البصرة في صدر الإسلام، والمنارة هي المكان المرتفع الذي يُصعَد إليه ويُؤذَّن فيه، وتسمَّى بالمئذنة (33)، ومع أنَّ المساجد خلال عصر الرّسول (ص) كانتْ بسيطةً وتخلو إلى حدٍّ ما من المنارات النّظاميّة، فإنّ ذلك الفنَّ المعماريَّ ظهر على ما يبدو بعد عهد النبيّ محمّد (ص) ولكنّ الرِّوايات التّاريخيّة تتضارب فيما بينها حول أوَّل مَن أظهر تلك المنارات، فيذكر البلاذريّ أنَّ زياد بن أبيه في ولايته على البصرة لمعاوية بن أبي سفيان هو أوَّلُ من بنى منارةً لمسجد البصرة (34)، في حين يُرجِّح ابن بطوطة والعلاَّمة المجلسيُّ أنَّ الإمام عليّاً (ع) هو أوَّل مَن اهتمَّ ببناء تلك المنارات خلال خلافته في العراق، سواء كان ذلك في مسجد البصرة أم في مسجد الكوفة (35).
  وقدْ عُرفتْ في البصرة -كذلك- معالمُ عمرانيَّةٌ أُخَر غير المساجد، ولعلَّ أهمَّ تلك المعالم العمرانيَّة هي القصور التي طالما حَرَصَ الولاة على بنائها على غِرار حكّامهم في الشّام، وقدْ عُني الولاة عناية فائقة ببناء تلك القصور، وحرصوا على مواكبة التطوّر القائم -آنذاك- لدى الأمم والدّول المجاورة ، لتوفير أقصى ما يمكن توفيره من وسائل الرَّاحة والاطمئنان، مع الحرص في الوقت نفسه على ضمان الأمان في تلك القصور التي أُنفق على بنائها أموالٌ طائلةٌ منْ ميزانيَّة الدّولة، والشّيء الملفت للنّظر في تلك المدّة، أنَّ القصور التي بُنيتْ في البصرة من قبل الولاة كانتْ تنقسم على قسمين، قسمٌ يمكن أنْ نُطلق عليه القصور الرّسميَّة، ونعني بها : دار الإمارة، أو الدَّار الرّسميَّة لمحلِّ إقامة الوالي، التي كانتْ تمُثِّل مَقرَّ الحكمِ المحلِّي للدّولة، والقسم الآخر مِنها هي القصور غير الرّسميَّة، ونعني بها : مجموعة القصور الشَّاهقة، التي أَنفق فيها الولاة مبالغ ضخمة من أجل الاستجمام وتوفير الرَّاحة والتسلية للوالي المعيَّن.
  فبالنّسبة إلى القصور الرّسميَّة لمدينة البصرة، فقدْ وردتْ الإشارة إليها عند ذِكرِ بناء المسجد الجامع في عهد عتبة بن غزوان، وكان يُطلق عليه -آنذاك- بدار الإمارة ، إذْ وردتْ الإشارة إلى بنائه بالقرب من المسجد الجامع ، ليكون مقرَّاً لحكم الوالي الذي عُيّنِ من قبل عمر بن الخطاب (36)، وإذا كان المسجدُ الجامعُ خلال تلك المدّة بُني من مادَّة القصب وكذلك حال جميع الوحدات العمرانيَّة والمنازل أيضاً، فإنّ من الطبيعيّ أنْ تكونَ دار الإمارة هي الأخرى مبنيَّةً من مادَّة القصب، إلاَّ أنَّه بمجيء أبي موسى الأشعريّ والياً على البصرة، عمل على بناء دار الإمارة من مادّة اللّبِن والطين (37) ، ليواكب ذلك البناء التطوّر الحاصل في عهده.
  وقدْ اهتمّ الأمويّون بدار الإمارة تلك خلال مدّة حكمهم ، وذلك لما تُشكِّله البصرة من ثقلٍ سياسيٍّ وعسكريٍّ واقتصاديٍّ، فاهتمّوا بها بوصفها جزءاً من اهتمامهم بولاة البصرة المُعيَّنين من قبلهم، فقدْ كانتْ تلك الدّار عامرةً ومبنيّةً من مادّة الحجر والآجر (38) ، ولفخامتها قام الحجّاج بن يوسف الثقفيّ بهدمها حتَّى يمحوَ عنها ذكرَ زيادٍ (39)، وبقيتْ البصرة مسلوبة الدّار حتَّى مدّة حكم سليمان بن عبد الملك، الّذي استعمل على البصرة رجلاً يُدعى صالح بن عبد الرّحمن والياً على الخراج، وأمر سليمان واليه على البصرة -يومذاك- بإعادة بناء دار الإمارة على الأساس الأوّل نفسه، ما يُعطي انطباعاً عن عِظم تلك الدّار أيَّام زياد بن أبيه، وكان بناؤها في عهد سليمان بن عبد الملك من مادّتي الآجر والجصّ على حدِّ إشارة البلاذريّ (40).
  أمّا القصورُ الشّخصيَّة التي لا تتعلّق بالدّولة -يومذاك- فكانتْ تقتصر على فئة الولاة أو القادة والأمراء ، لأنَّم الوحيدون الذين يستطيعون بناء تلك القصور دون عامَّة النّاس، على الأقلّ خلال العصور الإسلاميَّة الأولى، وقدْ برز هذا النّوع من القصور في العراق، وربَّما في غيره من البلدان العربيَّة والإسلاميَّة خلال العصر العبَّاسيِّ (41)، وقدْ يعودُ ذلك بالدّرجة الأساس إلى التطوّر الحاصل في الحياة العامّة، وعلى جميع الأصعدة، فضلاً عن انفتاح المجتمع العربيّ الإسلاميّ على بلدان ودول أُخَر أكثر من ذي قبل.
  ومع ذلك، نجدُ بعض الإشارات التي تُدلي بوجود ذلك النّوع في العراق، وفي البصرة على وجه التحديد، قبل ذلك التأريخ ، إذْ كان بعض الولاة الأمويّين قدْ تأثّروا بحكَّامهم في الشَّام، الذين كانوا يقطنون القصور الشَّاهقة الخَّاصة بهم ، إذْ يُروى أنَّ عبيد الله بن زياد إبَّان ولايته على البصرة اتخّذ قصراً شاهقاً واسعاً مبنيّاً -ربّما- على غرار ما كان موجوداً من قصورٍ شاهقةٍ للحكّام الأمويّين في دمشق، وكان ذلك القصر خاصَّاً به، اتّخذه للمتعة والتسلية، بعيداً عن مداخلات الحياة السّياسيَّة المضطربة -يومذاك- ، فكان يخلو فيه مع ندمائه في أوقات الرّاحة، وكان ذلك القصر يُسمَّى بـ (القصر الأحمر) ، لأنَّه بُني من الطّين الأحمر (42) .
  كما يُروى أنَّ الحجّاج بن يوسف الثقفيّ بَنى له قصراً خاصَّاً به في البصرة (43) ، وربّما كان ذلك القصر بمنزلةِ مقرٍّ للرّاحة واللّهو والتسلية، كونه والياً على العراق ويقطن في واسط، ولكنَّه في الوقت نفسه كان يتفقّد بين الحين والآخر البصرة والكوفة، ما يُعطي انطباعاً بأنَّه كان بحاجةٍ إلى مثل تلك القصور، كما أنَّ استغناء الحجّاج عن دار الإمارة التي بناها زياد بن أبيه في البصرة بعد تهديمها بأمره (44) يؤيّد فكرة أنَّ الحجّاج الثقفيّ كان يقضي أوقات زيارته إلى البصرة في قصره الخاصّ.

التّقسيماتُ الإداريّةُ
  أمَّا عن منازل العامَّة وسكك الأهالي، فقدْ كانتْ مُقسَّمة على وفق التقسيمات والانتماءات القبليّة ، إذْ إنَّ المجتمعَ العربيَّ برمَّته كان وما يزال مجتمعاً قبليّاً ، لذلك كانتْ البصرة مُقسَّمة على مجموعة أحياء سكنيّة، وكلُّ حيٍّ منها يحوي دوراً لأفرادٍ ينتمون إلى القبيلة نفسها، ويُعدِّد لنا الدّكتور عبد الجبّار ناجي تلك الأحياء ويصفها بأنَّا كانتْ خمسة أخماس، وكلُّ خمُسٍ يمثّل حيّاً تقطنه قبيلةٌ معيَّنةٌ مع مَن يحُالفها من أفراد وبطون القبائل الأُخَر، وهي على وفق كلامه بالشّكل الآتي (45) :
  1 ـ خُس بني تميم : ويقع هذا الخمس في الجزء الجنوبيّ الغربيّ لمدينة البصرة - يومذاك- ويتضمّن هذا الخمس عدداً من الخطط الفرعيَّة التي تتضمّن بطون بني تميم كافَّة، وتلك المجموعات التي دخلتْ في حِلف تميم.
  2 ـ خمس أهل العالية : ويتضمّن هذا الخمس قبائل هُذيل وقيس وعيلان وبني سليم، وقبائل وبطوناً أُخَر دخلتْ –أيضاً- في حِلف أهل العالية.
  3 ـ خمس بكر بن وائل : ويضمُّ هذا الخمس مجموعةً من المحلاَّت والخطط، كمحلّة بني سدوس، وبني عَديٍّ، وبني شيبان، وآل مَسمع بن مالك، وغيرهم.
  4 ـ خمس عبد القيس : ويقعُ هذا الخمس في شمال مدينة البصرة، حيث يقطن فيه جميع مَن ينتمي إلى عبد القيس، فضلاً عن مجموعاتٍ كبيرةٍ مِن البطون الموالية لها.
  5 ـ خمس الأزد : وموقع هذه القبيلة من مدينة البصرة هو الجزء الجنوبيّ الشّقيّ، حيث تنتشر بطون الأزد هناك مع غيرها من القبائل الموالية لها في الانتساب القبليّ.
  وقدْ كان بناء تلك الدّور في الأيَّام الأولى من تمصير المدينة من مادّة القصب، التي كانتْ متوافرةً بكثرة في بطائح البصرة (46)، فضلاً عن الطابع العسكريّ للمدينة الذي يُتمُّ عليها اتّاذ القصب مادّةً للبناء ، لسرعة الانتقال من مكان إلى آخر، لكن مع مرور الوقت واتجاه القطعات العسكريَّة للاستقرار يوماً بعد يوم، ونتيجة لتطوّر مفردات الحياة -يومذاك- وبسبب الحريق الذي شبَّ في مدينة البصرة، ابتدأ النّاس ببناء تلك الدّور من مادّة اللَّبِن والطِّين، وعلى وجه الخصوص في عهد أبي موسى الأشعريّ صعوداً إلى قُبيل العهد الأموي (47) ، إذْ تطوّر بناء تلك الدّور خلاله من مادَّة الطّين واللَّبِن إلى مادَّتي الحجر والآجر (48)، لتُواكب حجمَ التطوّرات العمرانيَّة لمرافق الحياة العامَّة.
  أمَّا أسواق البصرة، فلمْ ترِد إشاراتٌ صريحةٌ عنها في المؤلّفات العربيَّة والإسلاميَّة، إلاَّ النزر اليسير، وخصوصاً في المراحل الأولى مِن تمصير البصرة، ويُعلّق الدّكتور عبد الجبّار ناجي على ذلك بالقول : ويبدو أنَّ المدينة ظلّتْ خاليةً من الأسواق فترةً من الزّمن (49) ، ولكنَّ عدمَ ورود الإشارات إلى أسواق البصرة في المراحل الأولى لا يعني إطلاقاً انعدامها من الواقع ، إذْ من الضّروريّ أنْ تكونَ هناك أسواقٌ عامرةٌ بالسِّلع الاستهلاكية والمواد الغذائيّة من حبوب وحيوانات وزيوت وغيرها، ما يرفد المجتمع البصريّ في مأكله وملبسه وقضاء احتياجاته ، إذْ لا بدَّ من وجود تلك الأسواق، ثمَّ إنَّ عدم ذكرها لا يعني عدم وجودها، وإنّما قدْ تكون أسواقاً صغيرةً ومتنقِّلة، فلمْ تنل اهتمام المؤرّخين، فأهملتها كتب التّاريخ، والدّليل على تواجدها في بداية تمصير البصرة هو ما ورد في سيرة والي البصرة عبد الله بن عامر بن كريز، منْ أنَّه كان أوَّل من اهتمَّ ببناء الأسواق، فقدْ أورد البلاذريّ أنّ ابن كريز هذا - وربّما في عهد عثمان بن عفّان- قام بأوَّل خطوةٍ ببناء سوقٍ منظّمٍ في البصرة، بعد أنْ خصَّص له مكاناً ملائماً يضمن من خلاله الإيفاء بمتطلّبات أبناء البصرة كافَّة، من حيث المكان والمساحة، فقدْ ورد أنَّه قام بشراء عددٍ من الدّور والمنازل التي تتوسّط مدينة البصرة، فهدمها وبنى مكانها سُوقاً مركزيّاً لمدينة البصرة (50) ، وحتماً كان ذلك السّوق يحتوي على أصنافٍ متعدّدةٍ من البضائع والسِّلع التّجاريَّة بأصنافٍ شتَّى، ممَّا كان يحتاجه الفرد البصريّ، وطبيعيّ أنَّ ما قام به ابن كريز من بناء السُّوق لم يأتِ من العدم ما لم تكن هناك بوادر قيام الأسواق، فأكملها هو. وقدْ كثرتْ الأسواق خلال العهد الأمويّ لتتناسب طرديّاً مع حجم النّسبة السّكّانيَّة لمدينة البصرة، بعد أنْ ازداد سكَّانها خلال ذلك العهد، فتحوّلتْ إلى مدينة آهلة بالسّكّان بعد أن كانتْ تمثّل شِبه معسكرٍ أو قاعدةٍ للقطعات العسكريَّة التي كانتْ تقاتلُ شرقاً، فكان لا بدَّ من عِدَّةِ أسواقٍ تفي بمتطلّبات الأهالي، لذلك نجد أنَّ والي البصرة –حينذاك- زياد بن أبيه أقدم على إقامة عِدَّةِ أسواق في سوقٍ واحدٍ كبيرٍ، وكان ذلك السّوق يسمَّى (دار الرِّزق) ، الذي كان يضمُّ مختلف أنواع الأطعمة والسِّلع الضّروريّة للحياة اليوميّة (51) .
  وبعدُ، فقدْ كانتْ هذه لمحةً سريعةً عن مراحل تطوّر مفردات الوحدات العمرانيَّة في مدينة البصرة منذ النشأة وحتَّى نهاية العصر الأموي، وقد حاولنا فيها أنَّ نبينّ كيفَ أنَّ العربَ المسلمينَ اختاروا ذلك المكان ليصبح بعد فترةٍ مدينةً وحاضرةً إسلاميَّةً تُشرفُ على مقاطعاتٍ إداريَّةٍ كبرى، وكيف تطوّرتْ أهمُّ وحداتها العمرانيّة شيئاً فشيئاً عَبر العصور التاريخيّة، آملين الإيفاء بحقِّ هذه المدينة العظيمة التي نهلنا مِن علومها ومعارفها الشيءَ الكثير.

الخاتمة
  وبعد، فقدْ كانتْ تلك دراسة مبسطة متواضعة عن تأسيس مدينة البصرة ومراحل تطوّرها العمرانيّ، وقدْ توصَّلنا من خلالها إلى أهمِّ النّتائج الآتية :
  1 ـ أنّ تأسيس مدينة البصرة لمْ يكنْ من العدم، بل بُنيت المدينة بالقرب من حاضرة كانتْ موجودة بالأصلِ، وهي مدينة الأُبُلّة – حامية عسكريّة فارسيّة–، وكان أوّلُ مَنْ مصرَّها عتبة بن غزوان بأمرٍ مِنْ عمر بن الخطّاب.
  2 ـ لمْ يكنْ بناء المدينة لتكون مدينة فحسب، بل كان الدّافع العسكريّ هو السّبب المباشر في تمصيرها لتكونَ مكان تجمّع المقاتلة العرب، ومِنْ ثمَّ الانطلاق في عمق المشرق الإسلاميّ، وخوض معارك الفتوح.
  3 ـ بُنيت البصرة مِن مادّة القصب، وهو أمرٌ يؤكِّد أنّ المدينة بُنيتْ لأغراضٍ عسكريّةٍ لسهولة التنقّل والمباغتة، ولكن، ما إنْ استقرّ العرب المسلمونَ فيها، حتّى بُنيتْ المدينة مِن موادّ اللّبن والحجر، وهو أمرٌ يُشيرُ إلى بداية الاستقرار والتمدّن.
  4 ـ بُنيَ في المدينة أوّلُ مسجدٍ خارج شبه الجزيرة العربيّة، ويعودُ الفضل بذلك إلى أمير المؤمنينَ الإمام عليِّ بن أبي طالبٍ (ع)، الّذي أمر ببنائه وبناء منارته.
  5 ـ كانتْ تقسيمات خطط المدينة حسب الأخماس، فكان لكلّ قبيلة خمس معينَّ، أي إنّ الدّافع القبليّ كان الأساس في تقسيمات المدينة، فضلاً عن الأسواق التي أُنشئتْ فيها، وهي إشارات تُشير إلى سير المدينة نحو التمدّن.
  6 ـ تحوَّلتْ المدينة بعد مدَّةٍ مِنْ تمصيرها إلى مدينة مهمّة في تاريخ الإسلام، وتحوّلتْ من مدينةٍ عسكريّةٍ إلى مدينةٍ للعلمِ والعلماء، فكان منها الفقهاء، والمؤرِّخونَ، والنّحويّونَ، واللّغويّون، فكان فيها مدرسة عملاقة للنّحو، ظهرتْ قبالها مدرسةُ الكوفة النّحويّة.

الهوامش
(1) يُنظر : ياقوت الحمويّ، معجم البلدان : 2/ 97 ، 166 ، 3/ 127 ، 5/ 163 .
(2) يُنظر : البلاذريّ، فتوح البلدان : 2/ 422 ؛ والطّبريّ، تاريخ الرّسل والملوك : 3/ 93 - 94 .
(3) د . عبد الجبّار ناجي، دراسات في تاريخ المدن العربيّة الإسلاميّة : ص 154 .
(4) يُنظر : ياقوت الحمويّ، معجم البلدان : 1/ 77 - 78 .
(5) الفيروز آباديّ، القاموس المحيط : 1/ 373 ، ويُنظر : ياقوت الحمويّ، معجم البلدان :430/1
(6) يُنظر : ياقوت الحمويّ، معجم البلدان : 2/ 5، 5/ 417 .
(7) البلاذريّ، فتوح البلدان : 2/ 418 ، والدِّيْنَوَريّ، الأخبار الطّوال : ص 116 .
(8) يُنظر : ياقوت الحمويّ، معجم البلدان : 2/ 425 .
(9) البلاذريّ، فتوح البلدان : 2/ 426 .
(10) ياقوت الحمويّ، معجم البلدان : 1/ 51 ، 450 - 451 .
(11) المقريزيّ، المواعظ والاعتبار في ذكر الخطط والآثار : 3/ 144 - 145 .
(12) البلاذريّ، فتوح البلدان : 2/ 425 .
(13) خليفة بن خيّاط، تاريخ خليفة بن خيّاط : ص 310 .
(14) البلاذريّ، فتوح البلدان : 2/ 425 .
(15) المصدر نفسه، والجزء والصّفحة.
(16) يُنظر : المقريزي، المواعظ والاعتبار : 3/ 145 .
(17) يُنظر : البلاذريّ، فتوح البلدان : 2/ 426 ، وابن الفقيه الهمذانيّ، مختصر كتاب البلدان : ص 230 .
(18) يُنظر : الطّبريّ، تاريخ : 3/ 147 - 148 .
(19) يُنظر : البلاذريّ، فتوح البلدان : 2/ 425 ، وابن الفقيه، مختصر كتاب البلدان : ص 230 .
(20) يُنظر : د. عبد الجبّار ناجي، دراسات في تاريخ المدن العربيّة الإسلاميّة : ص 164 - 165 .
(21) يُنظر : البلاذريّ، فتوح البلدان : 2/ 339 ، والطّبريّ، تاريخ : 3/ 148 ، وياقوت الحمويّ، معجم البلدان : 1/ 432 .
(22) ياقوت الحمويّ، معجم البلدان : 1/ 434 .
(23) يُنظر : ماجد حياب سمير، تاريخ العمارة الإسلاميّة في العراق حتّى نهاية العصر البويهيّ : ص 58 .
(24) ابن بطوطة، رحلة ابن بطوطة : ص 186 - 187 ، ويُنظر : ماجد حياب، تاريخ العمارة الإسلاميّة : ص 82 .
(25) ياقوت الحمويّ، معجم البلدان : 1/ 433 .
(26) يُنظر : الطّبريّ، تاريخ : 4/ 177 ، والمقريزيّ، إمتاع الأسماع : 10 / 96 .
(27) يُنظر : الطّبريّ، تاريخ : 4/ 177 .
(28) يُنظر : البلاذريّ، فتوح البلدان : 2/ 427 .
(29) يُنظر : حسين مؤنس، المساجد : ص 80 .
(30) البلاذريّ، فتوح البلدان : 2/ 427 .
(31) يُنظر : ابن شبّة النميريّ، تاريخ المدينة المنورة : 1/ 262 ، واليعقوبيّ، تاريخ اليعقوبيّ : 4/ 13 .
(32) يُنظر : د. رحيم حلو محمّد، الاغتيالات السّياسيّة في المجتمع العربي الإسلاميّ حتّى نهاية القرن الثاني الهجريّ : ص 149 - 156 .
(33) ابن منظور، لسان العرب : 5/ 241 .
(34) البلاذريّ، فتوح البلدان : 2/ 347 .
(35) ابن بطوطة، رحلة ابن بطوطة : ص 183 ، والمجلسيّ، بحار الأنوار : 42 / 279 .
(36) البلاذريّ، فتوح البلدان : 2/ 425 ، وياقوت الحمويّ، معجم البلدان : 1/ 432 .
(37) البلاذريّ، فتوح البلدان : 2/ 425 .
(38) البلاذريّ، فتوح البلدان : 2/ 428 ، وياقوت الحمويّ، معجم البلدان : 1/ 434 .
(39) أبو الفرج الأصفهانيّ، الأغاني : 20 / 460 .
(40) البلاذريّ، فتوح البلدان : 2/ 428 .
(41) ماجد حياب، تاريخ العمارة الإسلاميّة : ص 146 .
(42) أبو الفرج الأصفهانيّ، الأغاني : 20 / 460 .
(43) المصدر نفسه، والجزء والصّفحة.
(44) البلاذريّ، فتوح البلدان : 2/ 428 .
(45) يُنظر : د. عبد الجبّار ناجي، دراسات في تاريخ المدن العربيّة الإسلاميّة : ص 164 - 165 .
(46) يُنظر : ياقوت الحمويّ، معجم البلدان : 1/ 51 ، 450 - 451 .
(47) البلاذريّ، فتوح البلدان : 2/ 426 .
(48) يُنظر : المصدر نفسه : 2/ 427 ، وما بعدها.
(49) د. عبد الجبّار ناجي، دراسات في تاريخ المدن العربيّة الإسلاميّة : ص 166 .
(50) يُنظر : البلاذريّ، فتوح البلدان : 2/ 457 .
(51) يُنظر : ابن عساكر، تاريخ دمشق : 33 / 33 ، وما بعدها.

المصادرُ والمراجعُ
  - ابن بطّوطة، محمّد بن عبد الله (ت 797 #/ 1307 م).
  - 1 رحلة ابن بطوطة، دار التّاث، بيروت، 1388 #/ 1968 م.
  - البلاذريّ، يحيى بن جابر (ت 279 #/ 901 م).
  - 2 فتوح البلدان، مكتبة النهضة المصريّة - القاهرة، 1379 #.
  - خليفة بن خيّاط العصفريّ (ت 240 #/ 855 م).
  - 3 تاريخ خليفة بن خيّاط، تحقيق : سهيل زكّار، دار الفكر - بيروت، 1414 #.
  - الدِّيْنَوري، أحمد بن داوود (ت 282 #/ 896 م).
  - 4 الأخبار الطّوال، تحقيق : عبد المنعم عامر، ط 1، دار إحياء الكتب العربيّة، 1960 م.
  - سمير، ماجد حياب (معاصر).
  - 5 تاريخ العمارة الإسلاميّة في العراق حتّى نهاية العصر البويهيّ، رسالة ماجستير غير منشورة كلّيّة التربية للبنات، جامعة البصرة، 2014 م.
  - ابن شبّة النميريّ، عمر بن شبّة (ت 262 #/ 876 م).
  - 6 تاريخ المدينة المنوَّرة، تحقيق : فهيم محمّد شلتوت، ط 2، دار الفكر - قم، 1410 #.
  - الطّبريّ، أبو جعفر، محمّد بن جرير (ت 310 #/ 922 م).
  - 7 تاريخ الرّسل والملوك، تحقيق : نخبة من العلماء الأجلّء، مؤسّسة الأعلميّ، بيروت، (د.ت).
  - ابن عساكر، عليّ بن الحسن بن هبة الله الشّافعيّ (ت 571 #/ 1176 م).
  - 8 تاريخ دمشق الكبير، تحقيق : علي شيري، دار الفكر - بيروت، 1415 #.
  - أبو الفرج الأصفهانيّ، عليّ بن الحسين (ت 356 #/ 967 م).
  - 9 الأغاني، دار إحياء التّاث العربيّ - بيروت، (د.ت).
  - ابن الفقيه الهمذانيّ، أحمد بن محمّد (ت 340 #/ 951 م).
  - 10 مختصر كتاب البلدان، تحقيق : يوسف الهادي، ط 1، عالم الكتب للطّباعة والنّشر والتّوزيع، بيروت، 1416 #/ 1996 م.
  - الفيروز آباديّ، مجد الدّين محمّد بن يعقوب (ت 817 #/ 1415 م).
  - 11 القاموس المحيط، مطبعة مصطفى البابي الحلبيّ وأولاده، مصر، ط 2، 1371 #/ 1952 م.
  - مؤنس، حسين.
  - 12 المساجد، المجلس الوطنيّ للثّقافة والفنون - الكويت، 1978 م.
  - المجلسيّ، محمّد باقر (ت 1111 #/ 1700 م).
  - 13 بحار الأنوار، مؤسّسة الوفاء، بيروت، ط 2، 1403 #/ 1983 م.
  - محمّد، رحيم حلو محمّد (الدّكتور).
  - 14 الاغتيالات السّياسيّة في المجتمع العربي الإسلاميّ حتّى نهاية القرن الثاني الهجريّ، بحث منشور في مجلّة آداب الكوفة، العدد (6) السّنة 2010 م.
  - المقريزيّ، أبو العبّاس أحمد بن عليّ (ت 845 #/ 1441 م).
  - 15 إمتاع الإسماع، تحقيق : محمّد عبد الحميد، دار الكتب العلميّة، بيروت، 1420 #/ 1999 م.
  - 16 المواعظ والاعتبار في ذكر الخطط والآثار، تحقيق : د. محمّد زينهم، ط 1، مكتبة مدبولي - القاهرة، 1998 م.
  - ابن منظور، محمّد بن مكرم (ت 711 #/ 1312 م).
  - 17 لسان العرب، نشر أدب الحوزة - قم، 1405 #.
  - ناجي، عبد الجبّار (الدّكتور).
  - 18 دراسات في تاريخ المدن العربيّة الإسلاميّة، شركة المطبوعات للتّوزيع والنّشر، بيروت.
  - ياقوت الحمويّ، أبو عبد الله، ياقوت بن عبد الله (ت 626 #/ 1229 م).
  - 19 معجم البلدان، دار إحياء التُّاث العربيّ، بيروت، (د.ت).
  - اليعقوبيّ، أحمد بن أبي يعقوب بن جعفر بن وهب الكاتب (توفي نحو 292 #/ 905 م).
  - 20 تاريخ اليعقوبيّ، دار صادر، بيروت، (د.ت).

BASRAHCITY.NET