متى دخلت اول مطبعة في البصرة ؟

الاستاذ عبد الله رمضان العيادة

المقدمة

  كان ظهور الأختام الاسطوانية قبل خمسة آلاف سنة يعدّ أولى البدايات من فن الطباعة للنسخ باستخدام الحروف المعدنية المتفرقة، أما الفن المطبعي والمنهجي في العراق فكان مع بداية النصف الأول من القرن التاسع عشر الميلادي، ان أول مطبعة حجرية عرفها العراق هي مطبعة دار السلام التي كان موقعها في مدينة الكاظمية وبها طبع كتاب (دومة الزوراء في تاريخ وقائع الزوراء)
  لمؤلفة الشيخ رسول أفندي الكركولي ... وقد قام بطبعة ميرزا محمد باقر التفليسي عام (1821 م) وان تاريخ الطباعة في العراق يرجع الى أقدم من هذا التاريخ وذلك لوجود دراسات أولية تدل على وجود مطبعة حجرية في بغداد عام (1816 م) وكانت تطبع صحيفة (جورنال العراق) التي أسسها داود باشا الكرجي وزير بغداد.
  وان أول مطبعة عرفها العراق بعد ذلك في عام (1856 م) حيث استقدمت مطبعة حجرية من الخارج في عهد والي بغداد محمد رشيد باشا وكان مقرها في لواء كربلاء ومن خلال ذلك تبين لنا بان مطبعة دار السلام في عام (1830) هي أول مطبعة أنشأت في العراق وتلتها بعد ذلك مطبعة كربلاء الحجرية في عام (1856 م) ثم مطبعة الآباء الدومنيكان في الموصل عام (1859 م) وتلها المطبعة الكلدانية عام (1863 م) ثم مطبعة الولاية الحكومية في بغداد التي أنشاها الوالي مدحت باشا عام (1863 م) والتي كانت تعرف بالمطبعة الحكومية وفيها كانت تطبع جريدة الزوراء نسبة الى مدينة بغداد.
  وقد صدر العدد الأول منها في يوم الثلاثاء الموافق 15 حزيران عام (1869 م) وتولى بعد ذلك الحين الى انشاء العديد من المطابع حتى بلغ عددها في عام (1975 م) الى (442) مطبعة من مطابع القطاع الخاص والحكومي في مختلف محافظات القطر.
  أما فيما يخص تاريخ الطباعة في البصرة فان أول مطبعة أنشأت فيها عام (1306 هـ / 1888 م) في زمن والي البصرة (مشير هدايات باشا) باسم محمد أفندي علي باشكاتب في تحريرات الاملاك السنية، وصدرت جريدة (بصرة) التي تعد أول صحيفة تصدر في البصرة في عام (1889 م) وقد مضى على فترة صدورها (118) سنة وكانت الصحيفة الرسمية الناطقة باسم الحكومة وباللغتين العربية والتركية وقد صدر عددها الأول في يوم الخميس المصادف 9 جمادي الثاني عام (1307 هـ / 1889 م) واستمرت بالصدور لحين احتلال البصرة من قبل القوات البريطانية في يوم 22 تشرين الثاني عام 1914 م.

الطباعة في البصرة :
  كما ذكرنا بأن أول مطبعة عرفتها البصرة هي مطبعة الولاية التي كانت تطبع فيها جريدة (البصرة) في عام (1889 م) كما وان أول كتاب طبع في البصرة هو كتاب (هداية الوصول لبيان الفرق بين النبي والرسول) للعلامة الفاضل مفتي البصرة المرحوم عبد الفتاح أفندي البغدادي وطبع الكتاب بموافقة مجلس المعارف في 3 جمادي الثاني سنة (1908 هـ / 1890 م) طبع بمطبعة الولاية (البصرة) وان أول مطبعة أهلية عرفتها البصرة هي مطبعة (الرشيدية) التي انشأت في عام (1905 م) أيام حكم آل رشيد على البصرة أيام السيد طالب باشا النقيب وكان موقعها في بناية جمعية المكتبة الإسلامية العامة في محلة السيف والتي بني على أنقاضها جامع البصرة الكبير.
  وكانت تطبع فيها جريدة التهذيب للشيخ أمين عالي باش أعيان، وجريدة الأيقاظ لسليمان فيضي المحامي وقد جيء بمطبعة أخرى تم شراؤها من قبل جمعية الائتلاف في البصرة عام (1327 هـ / 1909 م) وتبرع بثمنها الحاج محمود باشا العبد الواحد مؤسس مدرسة المحمودية الابتدائية للبنين المقابلة لمحكمة أبي الخصيب القديمة التي درس فيها الشاعر الكبير بدر شاكر السياب، بنيت هذه المدرسة في عام (1909 م)، وأما المطبعة المحمودية فقد آلت الى أدارة جريدة الدستور ومن ثم بيعت الى جيش الاحتلال البريطاني عام (1333 هـ / 1915م). أسباب نشوء المطابع :
  تعد أوائل القرن الماضي كما ذكرنا هي البدايات الأولى لفترة ظهور المطابع وحركة النشر في البصرة، وخاصة ازدياد المطابع وعن أسباب نشوء المطابع نوجز ما يلي : إصدار عدد من الصحف البصرية الحكومية منها والأهلية حيث يتطلب الأمر في بعض الأحيان الى شراء مطبعة لغرض إصدار جريدة معينة، ومن هنا جاءت متطلبات الدوائر والمؤسسات الحكومية الى إصدار أنواع من المطبوعات وبالذات في فترة ما قبل الاستقلال، واتساع النشاط الاقتصادي في البصرة بسبب موقعها الاستراتيجي ووجود الموانئ وشركات النفط ومكابس التمور ومكاتب التجار وتعدد الشركات العاملة في البصرة في القطاعين الحكومي والنشاط الخاص باعتبار البصرة عاصمة العراق الاقتصادية في ذلك الوقت.

استعراض المطابع ودور النشر في البصرة :
  وفيما يلي نستعرض بعض المطابع ودور النشر في البصرة حسب الأسبقية التاريخية لكل منها وإعطاء نبذة موجزة وقصيرة عنها وهي :

(1) مطبعة البصرة (مطبعة الولاية) :
  تأسست عام 1889 م في البصرة من قبل الأستاذ جلبي باشا زاده محمد علي وقد طبعت فيها جريدة (بصرة) التي صدر العدد الأول منها كما ذكرنا في يوم الخميس المصادف 9 جمادي الثاني عام (1307 هـ / 1889 م) وكانت تصدر باللغتين العربية والتركية ولمدة (5) خمس سنوات وقد توقفت عن الصدور في يوم 22 تشرين الثاني عام (1914 م) بسبب احتلال البصرة.
  ومن بعدها صدرت جريدة التهذيب وهي جريدة (أدبية سياسية أسبوعية عامة) أنشأها في البصرة باللغتين العربية والتركية السيد أمين عالي بك باش عيان صدر عددها الأول في حزيران عام (1909 م) وتعد ثاني صحيفة صدرت في البصرة بعد إعلان الدستور العثماني... ومن المطابع القديمة في البصرة مطبعة الاتحاد ومطبعة المحمودية على اسم محمود باشا العبد الواحد في عام 1909 م والصحف التي صدرت في البصرة وطبعت على تلك المطابع هي (الرشاد، وإظهار الحق، ومرقعة الهندي، والفيحاء، والى والتاج والمنبر والدستور) فأنشأها الإستاذ عبد الله أفندي باشا الزهير حيث تأسست جريدة الدستور في عام 1912 وهي لسان حال جمعية الإصلاح في البصرة.

(2) مطبعة الاتحاد :
  لصاحبها يوسف ذياب وفيها تطبع جريدة الاتحاد وهي لسان حال جمعية الاتحاد والترقي وقد زامنت هذه المطبعة مطبعة الولاية (البصرة) ثم طبعت فيها جريدة المنبر وصدر العدد الأول منها في 12 تشرين أول عام 1911 م وهي جريدة عربية سياسية أسبوعية عامة أصدرها الأستاذ احمد كاظم جودت وتوقفت عن الصدور في أواخر كانون الأول من عام 1911 م.

(3) المطبعة الاحمدية :
  لصاحبها احمد حمدي حسين وأخيه وقد أصدرت هذه المطبعة جريدة (مرقعة الهندي) في 21 تشرين الثاني عام 1909 م وكانت جريدة أدبية هزلية صدرت باللغة العربية وقد استبدل هذا باسم جريدة البصرة الفيحاء في العاشر من آب عام (1910 م) ثم توقفت من الصدور في بداية شهر شوال عام (1330 هـ ـ 1912 م)، ومن هذا المطابع مطبعة الفيحاء التي تأسست في عام 1909 م لصاحبها السيد عبد الوهاب الطباطبائي وكانت تقع في محلة السيمر وتطبع فيها صحيفة (السجل) وكان رئيس تحريرها الأستاذ طه فياض العاني، ومطبعة الكاظمية تأسست في عام (1912 م) لصاحبها الحاج عبد الكاظم الشمخاني والتي أهداها الى اسطيفان كجة جي. وتقع بناية هذه المطبعة في منتصف شارع الكويت الحالي وطبعت جريدة الإخاء لصاحبها عبد الرحمن الهاشمي وصدرت في عام (1929 م)، وجريدة الرقيب صدرت عام (1931) وكان رئيس تحريرها الأستاذ اسطيفان كجة جي صدرت عام (1934 م) وتوقفت عن الصدور في عام (1963) وجريدة البصرة لصاحبها عبد الرضا الجبيلي التي صدرت في عام (1934 م) وتوقفت عام (1937 م).
  ومن المطابع الأخرى التي تزامنت مع تلك الفترة هي المطبعة الوطنية التي تأسست في عام (1914 م) لصاحبها (توما فرنسيس) وكان موقعها قرب ساعة سورين بالعشار وكانت تطبع فيها مجلة الاقتصاد وهي مجلة علمية اقتصادية وزراعية وباللغتين العربية والانكليزية صدرت في عام (1928) ومطبعة الناس التي كانت تطبع فيها جريدة الناس لصاحبها ومنشئها الأستاذ عبد القادر السياب حيث صدرت في عام (1935 م) وتوقفت عن الصدور عام (1948 م) وجريدة الأستاذ عبد الرزاق الناصري صدرت في عام (1940 م) وتوقفت عن الصدور في نفس العام، كما طبعت جريدة (الأقدام) بعد ان كانت تطبع في جريدة الثغر.

(4) المطبعة الأميرية :
  هي أحدى المطابع المصادرة التي صادرتها القوات البريطانية في عام 1914 عند احتلال البصرة، وكانت تطبع في هذه المطبعة جريدة (أوقات البصرة) وكان موقعها في محلة السيمر وفيما بعد انتقلت الى العشار فأصبحت تعرف بمنطقة التايمس.

(5) مطبعة التايمس :
  تأسست مطبعة التايمس في البصرة في عام 1921 م ويرجع سبب تسميتها لوجود الاحتلال البريطاني للبصرة في 22 تشرين الثاني من عام 1914 حيث صادر الانكليز أربع مطابع في البصرة واخذوا بطبع نشرة يومية باللغتين العربية والانكليزية في المطبعة الأميرية وأصبحت هذه النشرة فيما بعد تعرف بجريدة (الأوقات البصرية) (basrah times) وصدرت في أوائل عام 1915 بأربع لغات هي العربية والانكليزية والفارسية والتركية واستمرت بالصدور لمدة (5) سنوات خمس سنوات، حيث بعدها صدرت جريدة (مابين النهرين في مايس عام (1912 م) واستبدل اسمها فيما بعد الى جريدة (الأوقات العراقية) (iraq times) ونقلت ملكيتها وأدارتها من البصرة الى بغداد لتحل محل جريدة (الأوقات البغدادية) التي تم إيقافها من قبل الحكومة العراقية آنذاك، وتقع مطبعة التايمس في منطقة (بريهة) في العشار وكان مديرها المسؤول الأستاذ (الن شكر لال) الباكستاني الجنسية ومن مطبوعاتها (جريدة الشباب البصرية) التي صدرت في 3 أيلول عام 1971 وكانت تصدر عن مديرية رعاية الشباب في البصرة وقد توقفت هذه الجريدة بعد صدور عددها الثاني بسبب رداءة الطباعة وكانت في هذه المطبعة جريدة الثغر لصاحبها ومنشئها الأستاذ محمد عطية المحامي وقد صدرت في عام (1933 م) أبان الحكم الملكي وتوقفت عن الصدور في 19 أيلول عام (1933 م) كما طبعت أيضا (جريدة الأنباء) وجريدة (الوحدة) بعد ان كانت الأخيرة تطبع في مطبعة جريدة (الخبر) وجريدة الدستور.
  اما أهم المطابع التي تأسست في البصرة من عام (1980 ـ 1977) فهي مطبعة التايمس ومطبعة حداد ومطبعة الأديب وغيرها من المطابع التي كانت تعمل في تلك الفترة بألواح القصدير ويرتب عليها الحروف المعدنية و قد اقتنت بعض المطابع مكائن طباعة حديثة من (نوع اللاينوتيب وهالمليدلبرج) الألمانية هذه المطابع اسهمت في تفعيل دور الحركة الطباعية ومستلزمات الصحافة والنشر في البصرة من فترة العشرينات والى يومنا هذا بوسائل ... تقنية حديثة ومن هذه المطابع :

مطبعة الأمة :
  تأسست في عام (1920 م) لصاحبها يوسف هرمز وكان موقعها في العشار / سوق الصيادلة/ قرب صيدلية العراق، وكانت تطبع فيها جريدة (صوت الشعب) وقد نقلت المطبعة والجريدة الى بغداد عام (1935 م)

مطبعة العمل :
  تأسست هذه المطبعة عام (1920 م) لصاحبها يوسف هرمز كوكي وتقع في العشار وقد تغير اسم هذه المطبعة فيما بعد في عام (1940 م) وأصبحت تعرف بالمطبعة الشرقية لصاحبها بولص كوكي وانتقلت من العشار الى منطقة باب الزبير بالبصرة حيث اهتمت هذه المطبعة بطباعة الإنجيل و الأمور التجارية.

مطبعة شط العرب :
  يرجع تأسيس هذه المطبعة الى عام (1949 م) في البصرة/محلة المشراق وكان صاحبها الاستاذ عبد الرزاق عيسى و استمرت بالعمل حتى عام (1968 م) ولكنها بيعت عدة مرات وتوقفت عن العمل في 21 نيسان عام (1977 م)، ثم أسست مرة أخرى لصاحبها السيد عبد عبود جواد الكائنة في شارع الكويت بالعشار وهي تقوم بطبع الأعمال التجارية وليس لها أمكانية تذكر بطبع الصحف والمجلات.

مطبعة الخبر للعبايجي :
تأسست عام (1950 م) لصاحبها الاستاذ المرحوم كامل إبراهيم العبايجي وكانت تعرف بهذا الاسم حتى عام (1970 م) وفي عام (1970 م) سميت بمطبعة العبايجي وكان موقعها في منطقة العزيزية/ قرب مديرية التربية السابقة/ خلف المجمع التسويقي المركزي، وكان صاحبها من الصحفيين الأوائل في البصرة وقد حصل على عضوية نقابة الصحفيين في عام (1944 م).
  وهذه المطبعة كانت تهتم بطباعة الصحف مثل (جريدة الخبر التي يصدرها الاستاذ كامل العبايجي وجريدة المرفأ التي كانت تصدرها جامعة البصرة وأسهم في تحريرها نخبة طيبة من أدباء البصرة الأفاضل، وجريدة الحياة وجريدة الوحدة وجريدة الثغر التي اسهم في تحريرها الاستاذ الشاعر عبد الرزاق حسين وهو من الأدباء الأوائل الذين أسسوا اتحاد أدباء البصرة في عام (1958 م) ومنهم الأستاذ المبدع محمود عبد الوهاب ومحمد خضير وقاسم البدر ومحمد راضي جعفر وعبد الكريم راضي جعفر والأستاذ يوسف يعقوب وحسين عبد اللطيف وعدد كبير غيرهم وجريدة المحارب وجريدة البصرة وجريدة صوت الكلية وجريدة الخليج العربي وجريدة النور وجريدة الثغر وملحق جريدة المحارب.
  كما قامت تلك المطبعة بطبع مجموعة من الكتب ودواوين الشعر لجمهرة من الأدباء والكتاب البصريين سواء كان من الرواد أو المحدثين بالإضافة الى مجموعة من القصاصين الأوائل والنشرات و طبع الأدلة كدليل المكاتب العامة في البصرة والدليل التجاري والدليل البحري ومنشورات شركة النفط الوطنية.

المطبعة العربية :
  تأسست في عام (1950 م) كشركة مساهمة لتكون دارا من دور النشر في البصرة ومؤسسو هذه المطبعة هم من أوائل مؤسسي حزب الاستقلال في البصرة ونذكر منهم : الأستاذ المرحوم عبد القادر السياب صاحب جريدة الناس والأستاذ محمد أمين الرحماني، وقد تم نصب المطبعة في بادئ الأمر في مقر الحزب مقابل جسر شارع الصيادلة جسر ساعة سورين قرب بناية البنك العثماني سابقا، وساهم في تأسيس هذه المطبعة كل من : (الأستاذ قاسم الصقر، وفائق السامرائي، وإبراهيم شوكت) وكانت تطبع فيها جريدة الناس وجريدة آخر ساعة وجريدة الخبر في بداية صدورها وقد عطلت المطبعة في عام 1953 م.

مطبعة البصرة :
  تأسست مطبعة البصرة في عام (1952 م) لصاحبها السيد احمد رءوف طه الشيخلي، وتقع المطبعة حاليا في محله التحسينية في الشارع العام/ قرب بناية دار المحاكم المدنية القديمة في البصرة، وقد ادت هذه المطبعة دورها في طبع العديد من الكتب والأعمال التجارية، وفي عام (1960) استوردت هذه المطبعة ماكنة طباعية حديثة من نوع (هالمليد لبرج) الألمانية الصنع، وكانت في بداية تأسيسها تعتمد على مكائن تدار باليد وقد ساهمت بطباعة العديد من الكتب الأدبية والتجارية والمعمارية ومنها :
  كتاب ـ مراحل الحياة في الفترة المظلمة وما بعدها بمجلدين، والمعجم الجغرافي لمدينة بغداد القديمة، وتاريخ البصرة القديمة وضواحيها، وكتاب في الميزانية العامة، وديوان عمارة بن عقيل كما ساهمت بطبع جريدة الفروسية ومطبعة البصرة هي من المطابع العاملة في البصرة لحد أيامنا هذه ...

مطبعة حداد :
  وهي من أنشط المطابع الموجودة في البصرة تأسست في عام (1952 م) لصاحبها الأستاذ يوسف يعقوب حداد الذي يعتبر من الصحفيين الأوائل في البصرة وهو من مؤسسي اتحاد الأدباء وله عدة مؤلفات ... الأمر الذي ساعد على ازدهارها، وهذه المطبعة كانت من احدث المطابع في البصرة في تلك الفترة لما امتازت به دون سواها من المطابع الأخرى باستخدام وسائل طباعية حديثة، على انها كانت في مراحلها الأولى تعتمد على المطابع اليدوية.
  وقد استورد الأستاذ يوسف يعقوب حداد بعض الأجهزة الحديثة عام (1958 م) كأول مطبعة في البصرة تمتلك تلك التقنيات الحديثة في تلك الفترة من نوع (اللاينوتايب) وتعد مطبعة حداد من احدث المطابع في البصرة منذ بداية الخمسينات والى الستينات والى أواخر التسعينات، ومنذ دخول تلك الآلة لأول مرة في البصرة ازدهرت حركة الطباعة والنشر في البصرة وخاصة دور مطبعة حداد في تلك الفترة وساهمت بطبع العديد من المؤلفات الأدبية في الشعر والقصة للعديد من الأدباء البصريين ومنها.
  طبع مجموعة قصصية للكاتب والصحفي للأستاذ يوسف يعقوب حداد بعنوان (الندبة الزرقاء) وطبع نتاجات أساتذة جامعة البصرة ومطبوعات الجامعة اضافة الى طبع جريدة (صوت البصرة) التي كان يرأس تحريرها الأستاذ غالب الداوودي التي كانت تصدر عن كلية التجارة المسائية في جامعة البصرة، وطبعت مجلة (القوة البحرية) ومجلة (نادي الجنوب الرياضي) وجريدة المرفأ وجريدة النهار ومجلة (البريد) ومجلة (المنهل)، إلا ان نشاطها اليوم اقتصر على طبع الأمور التجارية ومن العاملين القدماء فيها المرحوم محمد ياسين العواشير وعبد الله رشيد وهما من أقدم العاملين في مهنة الطباعة، وكانت بداية عمل المرحوم محمد ياسين العواشير في مطبعة التايمس عام (1939 م) وأما عبد الله رشيد فكانت بدايات عمله في مطبعة السكك في بغداد عام 1947 م.

مطبعة الأديب :
  تأسست في عام (1954 م) في البصرة/ محلة السيف ثم انتقلت الى العشار/ بالقرب من غرفة التجارة القديمة/ أما صاحب هذه المطبعة فهو الأستاذ احمد جاسم دهراب وهي من المطابع الحديثة في البصرة وقد تطورت مكائنها على مدى ثلاثين عاما وتحتوي على وسائل الطباعة الحديثة ومن المطبوعات التي تم طبعها في هذه المطبعة للأدباء والكتاب البصريين منذ الخمسينات والى عام (1962 م)

مطبعة المنار :
  تأسست عام (1955 م) وهي الخاصة بإصدار جريدة المنار التي كان رئيس تحريرها السيد عبد العزيز بركات، وهذه الجريدة صدرت في عام (1953 م) كما طبعت هذه المطبعة (جريدة الجماهير) للمحامي بدر محمد المطير في عام (1963 م) وقد توقفت عن العمل.

BASRAHCITY.NET