أسواق البصرة في القرن الثالث والرابع للهجرة

الاستاذ يوسف ناصر العلي

المقدمة

بسم الله الرحمن الرحيم

  لم يخطر ببال احد من مؤسسي البصرة عندما خططوها إن المدينة التي يرسون قواعدها ستصبح مشعلاُ وهاجا ً ينير دروب الفكر العربي الإسلامي ، ولم تكن تلك الجماعات إلا مجرد جيش قدم لفتح جبهة جديدة ، فأقاموا معسكرا مؤقتا أو دائما دون أن يعملوا حساباً للأسواق في تخطيطهم (1) وقد فرض المربد وجوده رغما عليهم فكانت سوق الإبل نواة أسواقه ، وحينما أعيد تخطيطها في ولاية أبى موسى الاشعرى (17 ـ 29) تناسوا تخصيص مكان للأسواق، ولعلهم اكتفوا بالمربد والكلاء .
  إن تحول البصرة من البداوة إلى التحضر لم يبدأ بصورة فعلـية إلا في ولاية عبد الله بن عـامر الأولى (29 ـ 36) حينما ابتعدت ساحة الفتوحات نحو الشرق، فكان حافزا لنشاط تجارى صناعي ترك أعمق الأثر على نمو المدينة وازدهار أسواقها (2) وبخاصة إذا علمنا أن الأعاجم من الاساورة والاندغان والزط والسبابجة وبنى العم والاصفهانيين قد استوطنوها قبل هذه الفترة مما زاد في عدد الأيدي العاملة وأدى إلى تمازج حضاري وإغراق الأسواق واكتظاظها بالبضائع ونوادر السلع المجلوبة من الأقاليم المفتوحة فمهد السبيل إلى نشوء صناعة محلية، ساعدها على النمو موقع البصرة الجغرافي على راس الخليج العربي وعلى حافة جزيرة العرب وهيمنتها على مداخل العراق وبلاد الاحواز .
فتحولت المدينة بسرعة مذهلة من منطقة طفيلية إلى منطقة منتجة ، فتوسعت تجارتها وزراعتها فعم الرخاء في البلاد وأصبح لها شان كبير في النواحي السياسية والاقتصادية والدينية ، فصارت تجذب مستوطنين جددا مما جعل تنظيم الأسواق وتوسيعها أمرا حتميا تفرضه الظروف الجديدة، لاسيما إن المربد بعيد عن الأنهار التي تم حفرها في تلك الفترة كنهر الابلة ومعقل والفيض التي تصل البصرة بدجلة ـ شط العرب ـ الشريان الذي يربطها بعالم الشرق فحفر عبد الله بن عامر القناة التي تنسب لامه، واشترى دورا فهدمها وبنى مكانها سوقا تمتد على جانبيها ، ونهر أم عبد الله ينزع من الفيض ويشق المدينة من جانبها الشرقي (3) .
إن اتساع رقعة الدولة، وركود حركة الفتوحات، وازدياد عدد السكان خلال ولاية زياد بن أبيه (45 ـ 53 هـ) وما أعقبها من اضطرا بات أدت إلى نقص الخراج وهجرة عدد كبير من الفلاحين إلى البصرة للعمل في أسواقها (4) ونمو طبقة أرستقراطية اتجهت إلى توظيف أموالها في التجارة والصناعة، كل هذه العوامل وسعت حركة السوق ، وأصبح من الضروري توسيع الأسواق لتخفيف ازدحامها لتفي بمتطلبات الحياة التي كثرت ضرورياتها ولتوازى روح العصر التي تميل إلى البذخ وسعة العيش ، ولما كانت السوق التي بناها ابن عامر لا تعطى مجالا للتوسع لوقوعها في منطقة تزدحم بالدور ، إن الحل الوحيد لهذه المشكلة نقل السوق إلى الجهة الشرقية قرب الانهار والبساتين ، لذلك قام والى البصرة بلال بن أبى بردة الاشعرى (110هـ) بحفر النهر المسمى باسمه ونقل السوق القديمة على جانبيه ، كما نقل بعض الأسواق إلى أماكن أخرى . أن نهر بلال كان يوصل نهر معقل بنهر الفيض المتصل بنهر الابلة (5) فكان هذا النهر من انفع المشاريع التي تمت في تلك الفترة لأنه سهل حركة النقل التجارية بين البصرة والابلة من جهة وبقية مدن العراق من جهة أخرى.

تنظيمات السوق :

  في أوائل القرن الأول الهجري وفي بداية التجمع السكاني كان الباعة يجلسون على الأرض ولم تكن الحوانيت معروفة، فكانت سوق البصرة كالجامع، السابق له الحق بالبقاء في مكانه إلى أخر النهار (6) ولكن هذه الحالة لم تدم طويلا، فقد اتخذ أهل السوق حوانيت دائمية لحفظ بضاعتهم، في حين بقيت ظاهرة البيع على الأرض وبخاصة بالنسبة لصغار الباعة معروفة طيلة القرون التالية فكان لزاما على المحتسب أن ينظر في مقاعد الأسواق فيقر منها ما لا ضرر فيه على المارة (7) وكان بعضهم يؤجر من صاحب حانوت قطعة أمام حانوته (8).
وتشير المصادر القديمة إلى أن حوانيت البصرة ظلت بدون أبواب فكانوا يكتفون بتغطية أمتعتهم فقط فنشطت الحركة اللصوصية وبخاصة خلال ولاية عبدالله بن عامر الثانية (41ـ45 هـ) (9).
ولما قدم زياد بن أبيه عام 45هـ واليا على البصرة أمر باستعمال شرائج القصب أو الخشب على أبواب الحوانيت (10) واستعملت الأقفال فيما بعد وعرفت سوق خاصة لبيعها أو صنعها، وتستعمل هذه الأقفال لربط الدرابات بجانبي الحانوت، والدرابات أبواب متنقلة قد يودعها البعض في المسجد الجامع (11). وكان كل حانوت يظلل بالقصب أو القماش (12).
وتطلق كلمة حانوت على محل بيع الخمور، إلا إن ذلك أصبح عاما فيما بعد (13).
وفي داخل الحانوت بناء كالمنبر من طين أو خشب يوضع عليه المتاع يسمى ( الصيهور ) (14) كما أن بعض الحوانيت تسطح بالرخام الملون (15).
ويبني التجار خانات كبيرة تستعمل مخزنا وفندقا لإيواء الغرباء في نفس الوقت ويستوفى الإيجار منهم على عدد الأيام التي يمكثون فيها (16).
كما اتخذت بعض الدور الواسعة مكانا للبيع، ومثل هذه الدور تدر على أربابها أرباحا وفيرة كداري الزبير في الكلاء والسوق (17).
وفي كل حانوت سجل خاص تسجل فيه المبيعات والمشتريات والأرباح، ربما يؤجر شخص خاص للقيام بتنظيم هذه الحسابات، كما أن بعض الحوانيت الواسعة والمصانع تستلزم استخدام عدة أشخاص كحوانيت الطباخين والبلوريين (18).
والنمط الثالث يمثله الباعة المتجولون الذين كانت أسواق البصرة تزدحم بهم ويضايقون المارة (19).
وباعة الحوانيت على طبقتين أحداهما: تجار كبار يملكون رؤوس أموال كبيرة ولهم وكلاء أو شركاء في أقطار أخرى يتبادلون السلع معهم ويعرفونهم بحالة السوق وتقلب الأسعار وينظمون حركة الاستيراد والتصدير (19).
والأخرى: أصحاب الحوانيت البسيطة.ويمكننا أن نصنف باعة الحوانيت صنفين آخرين، بين باعة منتجين يتخذون حوانيتهم مصنعا ومتجرا، وباعة السلع الجاهزة.
والصناع على نوعين أحداهما مأجورين يعملون بأجور يومية أو على حساب القطعة في محلات خاصة أو في بيوت مستخدميهم، ومنهم العبيد الذين يدفعون أجرتهم إلى مالكيهم أو قسما منها كضريبة، أو العبيد المكاتبون الذين يدفعهم للعمل طلب المال المتفق عليه مقابل استرداد حريتهم (21).
والأخر: الصناع المستقلون وهؤلاء يملكون وسائل الإنتاج وراس المال ولهم الحرية الكافية لبيع ما يصنعونه. ويساعدهم في العمل عدد من أفراد أسرهم أو تلاميذهم وفي سوق البصرة تجد طوائف عديدة متنوعة جدا، دينية وقومية، عربا وموالى، مسلمين وذميين، يشاركون في إدارة دفة تجارة المدينة، وقد تحتكر بعض الطوائف صناعات معنية، فقد ذكر الجاحظ إن النصارى يشتغلون أطباء وعطارين وصيارفة بينما يمتهن اليهود مهنا محتقرة في ذلك الوقت فيقول ( ولا تجد اليهود إلا صباغاً أو دباغاً أو حجاماً أو قصاباً أو شعاباً ) (22).
ولم تكن ارض السوق نظيفة فغالبا ما تتحول إلى مزابل لكثرة ما يتساقط عليها من فضلات وبخاصة في فصلى الربيع والصيف (23).
ويجب أن لا يغرب عن بالنا إن هذه الحالة تخص باعة المحاصيل الزراعية أكثر مما تخص غيرهم كما أنها وقتية تظهر في بعض السنين التي ينقصها الاستقرار السياسي.

ضرائب الأسواق :

  تختلف ضرائب السوق من حيث تنوعها ومقدارها تبعا للحالة السياسية في المدينة فتزداد الضرائب ثقلا كلما تعرضت المدينة للعواصف السياسية أو إذا قدم عليها وال جشع ، فقد فرضت ضرائب على الأسواق خلال ولاية الحسن بن خليل الفرغاني عام (305 هـ) (24) كما قام لشكرستان عام 386 هـ بعد استيلائه على البصرة برفع الضرائب الثقيلة (25).
وفرض واليها أبو منصور بختيار (419هـ) .
ضرائب على أسواق الدقيق ومقالي الباذنجان وسميريات المشارع ودلالة ما يباع من الأمتعة واجر الحمالين الذين يرفعون التمور إلى السفن وما يعطيه الذباحون لليهود (26).
ويذكر المقدسى إن للديلم والقرامطة ديوانين على باب البصرة، كلا منهما يجبى لنفسه (27).
ولعل هذا اقصر ما وصلت إليه حالة البصرة من التدهور السياسي خلال القرن الرابع الهجري، وكانت للديلم ضريبة أخرى تسمى رسم البيعة (28) .
وفي الأحوال الاعتيادية تفرض ضرائب غير ثقيلة منها ضريبة العشر التي تؤخذ على المحاصيل الزراعية والدواجن وعلى بعض ما يرد للبصرة من خارجها كالعنبر والمسك (29) .
وضريبة سوق الغنم وهي تشبه ضريبة العشر ، وكانت تشكل جزءا من واردات الدولة المهمة (30).
كذلك كانت تفرض ضريبة تدعى ضريبة السوق وعرفت هذه الضريبة منذ القرن الأول الهجري ولعلها نوع من الإيجار المفروض على الحوانيت ، وفي مدينة واسط خلال القرن الأول كانت تسمى غلة يختلف مقدارها تبعا لموقع الحانوت من الأسواق (31) .
وفي القرن الثالث كانت تدفع لحراس الأسواق رواتب لهم (32) .
ومن المحتمل أنها تختلف عن ضريبة البياعات التي يجمعها الشرطي (33).
ولعل ضريبة الخراج التي أعفاهم منها عبد الله بن عامر هي نفس ضريبة السوق وأعيدت بعد إنشاء سوق نهر بلال على شكل ضريبة كانت تدفع ليزيد بن خالد القسرى لفترة قصيرة ثم آلت إلى الدولة بعد ذلك (34).
وأما المكس الذي أبطله عمر بن عبد العزيز أثناء خلافته فالظاهر أنها ضريبة كانت تؤخذ على المبيعات داخل المدينة (35).
ويشرف على البيع والمبيعات موظف يدعى المحتسب وهو من له معرفة بأسرار الصناعات وحيل الباعة في غشها، ومن المرجح إن وظيفة عامل السوق التي عرفت منذ خلافة عمر بن الخطاب (13ــ23هـ). هي أساس وظيفة المحتسب ولو أن ولاية السوق كانت معروفة خلال القرن الثاني (36).
وكانت مهمة عامل السوق مراقبة المكاييل والموازيين ثم شملت صلاحياته معاملات الناس وحرفهم كافة. فعرف باسم المحتسب (37). وللمحتسب عرفاء يساعدونه في الأشراف على أسواقهم (38).
ومن موظفي الأسواق : جباة الضرائب، والحراس الذين يعنيهم الحماة وأصحاب المعاون (39) .

تجمعات الأسواق :

  للبصرة شهرة كبيرة بالتجارة والصناعة (40).
والصناعة بلا شك متقدمة ومتنوعة، والمصنوعات متوفرة ، وذلك لان أجور العمال كانت رخيصة ، ورؤوس الأموال وفيرة، يضاف إلى ما تقدم أن البصريين حذقوا الصناعات، مما سهل عملية الإنتاج (41) .
كما أن سهولة المواصلات يسرت عميلة التوزيع، فكانت مركزاً لنشاط كبير غير عادي، جذب من يرغب بالثروة من خارجها (42).
لقدر قدر للأسواق أن تنتظم في مجموعات تضم كل مجموعة الصناعات ذات المصالح المشتركة .
وتشكل كل مهنة سوقا فرعية داخل السوق الكبيرة (43) .
ففي المربد مثلا نجد التبانين وسوق الإبل والدباغين في منطقة واحدة وكذلك القفالين على باب الصفارين ، ويشير اسلم الواسطى إلى أن أسواق واسط قد بنيت على هذا الأساس (44) .
وقام يزيد بن حاتم ألمهلبي البصري بتنظيم سوق القيروان متبعا نفس الأسلوب (45) .
ولعله تأثر بأسواق مدينة ـ البصرة ـ غير إن الذي تجدر الإشارة إليه أن تلك الأسواق أخذت في التدهور منذ إن تعرضت البصرة لثورة الزنج (255هـ) (46) .
وهجمات القرامطة (47) .
والفتن المذهبية والقبلية، ونزاع الأمراء والسلاطين .
ولم يحل القرن الرابع الهجري حتى أخذت في الانهيار ودب الخراب في أرجائها .
أن مسالة حصر جميع الصناعات وعد كل أسواق البضائع المعروفة والجزم بوجود أسواق لها بالبصرة ، لأمر في غاية الصعوبة .
إلا أننا إذا أخذنا بمبدأ تكتل الصناعات أمكننا تعيين أماكن بعض الأسواق التي نجهل موقعها. يذكر المقدسى ثلاث تجمعات لأسواق البصرة في القرن الرابع الهجري وهي الكلاء على النهر والسوق الكبير وسوق باب الجامع وذكر ناصر خسرو الذي زار البصرة في عام 443هـ ثلاثة أسواق أيضا وبأسماء تختلف قليلا عما ذكره المقدسى ، وهي خزاعه وباب عثمان والقدامين (48).
وهذا لا يعني أنهما ذكرا كل تجمعات أسواق البصرة ومتفرقاتها . ومن دراستنا وتتبعنا المصادر القديمة يمكننا أن نقسم أسواق البصرة إلى خمس مجموعات، ونرجح وجودها خلال القرن الثالث الهجري .
1ـ أسواق المربد
2 ـ أسواق الكلاء
3 ـ سوق باب عثمان
4 ـ السوق الكبيرة
5 ـ أسواق متفرقة


1ـ أسواق المربد :

 مربد البصرة عكاظ العرب في العصر الإسلامي، واشهر محلاتها وأسواقها ، ومنتزه من منتزهاتها (49) ومالف أشرافها (50) وساحة من ساحات حروبها (51) تنتظم فيه حلقات الشعراء حيث يتناشدون أشعار الغزل والمدح والهجاء ، وهو مجمع الحجاج وملتقى الطرق البرية (52) والميدان الذي به يلتقي اللغويون بالأعراب لتلقف الفصاحة (53) شفاها وإذا كان الكلاء مرفأ البصرة النهري فالمربد مرفأها البرى به يتم تبادل العطاء بين الحاضرة والبادية، وكان الطريق التجاري يخترق البصرة من غربها إلى شرقها متمثلا بسكة المربد حيث يتم نقل البضائع من البادية إلى الأنهار وبالعكس (54).
وفي رأى البعض إن البصرة لم تكن شيئا لولا المربد (55) فهو عينها (56).
واكبر محلاتها بقيت محلة المربد عامرة إلى أوائل القرن الثاَن أواخر القرن السابع ، وقد ذكرها ياقوت الحموي (ت 626هق) وقال أنها تبعد ثلاثة أميال عن البصرة وذكر أنها أصبحت مفردة بعد أن خربت بعض المحلات التي كانت منازلها تصل البصرة بالمربد (57) ولم يذكرها ابن بطوطة عندما زار البصرة في عام 727 هـ (58) ومن معالم المربد المهمة ، المدرسة النظامية وقد بقيت إلى أوائل القرن الثامن حيث هدمت وبنيت من جديد داخل ا لبصرة كما يروى صاحب تجارب السلف (59) وبالمربد قصور بعض أشراف البصرة، ففي الشمال يقع قصر ضمرة بن المغيرة بن المهلب (60) وفي الغرب دور سليمان ابن على وأولاده إسحاق وجعفر وعيسى ومحمد (61) ودور أخرى (62) وبه مسجد الأنصار وقبر الزبير بن العوام (63).
والمربد غرب البصرة، تحاذى خطط بكر بن وائل وهزان والندب ونهد ومقابر بنى تميـم ـ مازن وشيبان وكليب ـ من الشرق، والمحدثة من الجنوب ، والجبانة العامة من المغرب والجنوب الغربي حيث تختلط منازل أهل المربد بالقبور (64) .
واهم أسواق المربد :
سوق الإبل
(65): باكورة أسواق البصرة وبها سمي المربد مربدا لأنهم كانوا يحبسون فيه الإبل (66).
ومن المحتمل أنها تضم بائعي الغنم (67). والجداء (68). وبائعو السمن (69). والاكافين الذين يعملون اقتاب الإبل (70) .
سوق التبانين :(71) وهم بائعي التبن ، وتستخدم هذه المادة علفا للإبل، ومن المرجح أنهم لا يبعدون كثيرا عن سوق الإبل .

سوق الوزانين : في جنوب المربد وفي ظل مسجد الأنصار وتعرف بشمس الوزانين لان الشمس لا تفارقها خلال النهار ، وهذا يرينا أنها من الأسواق المكشوفة. وترد أخبارها خلال القرنين الأول والثاني (72).
سوق العطارين: وتعرف بسكة العطارين (73) .
ويبيعون البهارات والعطور والبخور وأدوات الزينة ويصنعون البنفسج والماورد (74).
وتقرب هذه السوق من الوزانين. ويتمتع عطاروا البصرة بسمعة طيبة فقد استعان بهم والى الاحواز لعمل عطور له (75) .
ويستخدمون غلمانا من السند للبيع في محلاتهم (76) .
وبقربهم الصيدلانيون باعة الأدوية والحشيش والعقاقير ويسمون بالبربهاريين (77) .
والبزارون الذين يستخرجون الدهن من البذور (78) .
سوق الدباغين : وتنتشر حوانيتها على فم سكة المربد وتمتد إلى المربد، وبها قصر زربى الذي يقابل بني نهد ويشرف على المربد (79) .
سوق الضباب : وهي سوق معروفة مكشوفة تقام في ظل دار جعفر بن سليمان العباسي ، حيث تباع الضباب التي يأكلها أعراب البادية (80) .
سوق الوراقون : سوق كبيرة تحوى حوانيت بائعي الكتب ومستنسخيها وكتبه المصاحف وباعة الحبر والأقلام وصناعة الرق البصرية 81. ومن المهن التي ذكرت في المربد، حوانيت خبز الأرز والشواء والحجامين (82).
وفي خارجها تنتشر الجصاصات حيث يصنع الجص الذي يستهلك البصريون كميات كبيرة منه (83) .

2 ـ أسواق الكلاء

مجموعة من الأسواق تمتد على جانبي نهر الفيض وأصبحت محلة مشهورة (84) وتمتد من الحبل إلى الجسر (85) .
فالحبل يقع في أقصى الشرق ويعرف براس ميدان زياد ـ ابن أبيه ـ ويظهر انه كان ميدانا لسباق الخيل (86) .
ثم امتلأ بالأسواق. ويقول ياقوت الحموي انه يمتد مع شاطىء الفيض (87) .
وبالحبل مركز أصحاب الصدقة ويعرف بكرسي الصدقة (88).
وطرف الكلاء الغربي عند الجسر المقام على نهر بلال الذي يعتبر امتداد لنهر معقل وعلى هذا الجسر تعبر سكة المربد التي تنتهي عند باب مدينة الزرق المواجه لها. وبقربه تمتد السلسلة التي تؤخذ ضريبة العشر عندها (89) .
والكلاء مرفأ البصرة وميناؤها الكبير ومحل تنزيل البضائع من السفن حيث يتم تحميلها على ظهور الإبل إلى المربد (90) .
ويزدحم بالأسواق وبالسفن التي قد تربو في موسم التمور على ألفي سفينة يوميـا ـ كما يقول الجاحظ ـ يغادر معظمها الكلاء في نفس اليوم (91).
وتمتد مشارع كثيرة على طول نهر الفيض .
وبالكلاء المخازن الكبيرة والخانات الواسعة التي ترد إليها معظم التجارة النهرية التي لها علاقة بالناحيتين الزراعية والبحرية .
تقترب بعض أسواق الكلاء من مدينة الرزق شمالاً وتمتد إلى السبخة في جنوب نهر الفيض.أهم أسواقه:
سوق العلافين : وهم باعة علف الحيوانات، بالقرب من جسر البصرة (92).
وبها مسجد بناه زياد بن أبيه ودار أبي الهذيل العلاف (ت235 هـ ).
ومن المرجح إن بعض المهن تتركز بالقرب منهم كأصحاب الفسيل الذين يبيعون الاعذاق والعراجين والسعف والجذوع (94).
وأصحاب الغرس باعة البذور الزراعية والأشجار الصغيرة (95).
وأصحاب الحشوف وباعة التمور وباعة الحصر والصناعات المعتمدة على سعف النخيل (96).
سوق الخلالين : سوق كبيرة عند باب المدينة الرزق الجنوبي بينها وبين نهر الفيض (97).
سوق الدقيق : (98) وبها تقع دار الزبير (99).
ولا تبعد هذه السوق كثيراً عن مدينة الرزق ويباع فيها جميع الحبوب كالحنطة والشعير والرز والسويق (100).
أصحاب السقط : وهم باعة الأشياء الخسيسة كالخرز والكعاب والملاعق وخواتيم الشبه والحديد والفلفل والحمص وبعض أجزاء الذبائح وبيع الخلقات من الثياب (101).
ويتركزون قرب مقبرة بني حصن عند الخلالين بين الفيض ومدينة الرز (102).
سوق القصابين : سوق كبيرة وتنسب لهم رحبة مشهورة (103).
وقد تعرف بالذباحين وتقع بين السبخة والكلاء جنوب نهر الفيض (104).
وفي البصرة عدة أماكن تذبح عندها الذبائح كباب جارية بن قدامة السعدي في جنوب المسجد الجامع وتنحر عنده الذبائح في جميع أيام الجمع (105).
وجزارى باب المغيرة بن شعبة عند المسجد الجامع أيضا (106).
ومن ألاماكن الأخرى باب عثمان ومحلة مزينة. وأما سوق الغنم فقد نقلها بلال بن ابي بردة من باب عثمان إلى رحبة القصابين (107).
وفي المربد سوق أخرى لبيع الغنم ذكرناها فيما تقدم.
سوق القصارين:(108) لا تعنينا المصادر على معرفة موقعها غير أنها لا تبعد عن الأنهار كثيرا ولعلها في الكلاء أو على ضفاف نهر الابلة في القسم الجنوبي الشرقي من البصرة.
سوق القيارين : ويمتهنون بيع القار (109).
الذي يستخدم في طلاء الأحواض والصهاريج وفي بناء السفن، ونسبت لهم مشرعة القيار التي ذكرت في حوادث ثورة الزنج (110).
وبالقرب منهم القافلائيون ومهنتهم شراء السفن القديمة وتكسيرها وبيع خشبها وقيرها وحديدها (111).
ومن المحتمل إن باعة الساج والأخشاب الأخرى في هذه المنطقة (112).
سوق السماكين : وتعرف بسماكي الحبل (113).
وبالقرب منهم البيابون وهم باعة الماء (114).
إذ يستقي جماعة منهم الماء ويبيعونه على المنازل البعيدة عن النهر (115).

3 ـ سوق باب عثمان ( باب الجامع )

 وتسمى سوق باب الجامع (116).
وتنسب لعثمان بن أبي العاص الثقفي (ت 55هـ ) أحدى دور عبد الله بن عامر وهبها لعثمان عندما نزل البصرة (117) ثم اشتراها عبيد الله بن زياد من عبد الله بن عثمان وعمرها وسماها (البيضاء) (118).
وفي ولاية سليمان بن علي ( 133 ـ 137 هـ ) أصبحت سجننا وسميت ( المخيس ) (119).
وتقع مقابل باب المسجد الجامع من جهته الشمالية الغربية (119).
وتنتشر حوانيتها في هذه المنطقة وعلى جانبي سكة المربد. وهي سوق جامعة لمهن شتى ولا تقتصر على مهنه دون أخرى ويبدو إن حوانيتها متداخلة مع بعضها، فمنهم باعة النبيذ (121).
في موضع دار بلال بن أبي برده وهو الذي نقلهم إليها (122).
وتشير بعض المصادر إلى وجودهم في باب عثمان قبل ذلك (123).
ودار بلال هذه هي دار سلم بن زياد وتقع بجوار قصر الأمارة على سكة المربد (124).
بناها له أخوه عبيد الله وسماها ( الحمراء ) (125).
ثم صارت بعد ذلك لسليمان بن على (126).
ومن المهن الأخرى في هذه المنطقة: الطحانون والقصابون والصيارفة (127).
وأما سوق الرقيق : فهي من الأسواق الرائجة وتعرف بالنخاسين (128).
ومن شعر أورده الجاحظ في كتاب البغال يتبين أن سوق الرقيق قرب عثمان (129).

4 ـ السوق الكبيرة ( سوق نهر بلال )

وتمتد على جانبي نهر بلال محل التقاء نهر ابن عمر بمعقل، وموقعها هذا أعطاها مجالا للتوسيع ولا سيما وإنها تقع في نهاية الطريق التجاري بين بغداد والبصرة. وأصبحت محلة واسعة تسمى ( بلال اباذ ) أو محلة ( نهر بلال ) وتضم أكثر أسواق البصرة حيوية وشهرة واسعة وأهمها:
الصيارفة : وهي واحدة من ثلاثة أسواق تتقاسم العمل الصيرفي في البصرة طول النهار ومن المحتمل أنها تقع قرب القداحين، وقد ذكرت صيارفة السوق منذ القرن الثاني الهجري وكذلك فعل ناصر خسرو في كتابه سفرنامه وذكر إن التبادل يتم في الصباح في سوق خزاعة وفي الظهر في سوق عثمان والمغرب في القداحين (130).
إن تعدد أسواق الصيارفة قد يرجع إلى القرن الأول الهجري، فيحدثنا اسلم الواسطى عن تخطيط مدينة واسط فيقول إن الحجاج قد جعل كل أهل تجارة قطعة ومع كل قطعة من السوق صيرفي (131).
سوق البلوريين : وهم صناع البلور الذي تجلب مواد الأولية من الخارج (132).
فتصنع منه الأواني والقوارير والمسارج (133).
والأواني الطبية (134). ويعرفون بأصحاب الزجاج (135).
وذكر الجاحظ أنهم يشترون القوارير القديمة والمكسورة (136).
أن صناعة الزجاج من الصناعات التي تشتهر بها البصرة، وعنايتهم ولطافة عملهم تفوق بعض الأقطار (137).
وقد استعان بهم المعتصم في بناء سامراء (138).
وفي أوائل القرن الثاني الهجري كانت هذه الصناعة متقدمة، فكانوا يصورون على الأواني صور الإنسان والحيوانات والطيور 139. ويذكر البيروني أن في موضع العمل مقدرا توضع عنده قطع البلور الكبيرة والصغيرة فيرشدهم إلى أحسن ما يمكن أن يعمل منها ويأخذ من الأجر أضعاف ما يأخذه الصناع (140).
ويتعجب البيروني من مهارتهم ولياقتهم في الصناعة (141).
وهناك مهن أخرى تشتهر بها البصرة ذكرت دون ذكر أسواقها كباعة الجواهر والطرائف والؤلؤ (142).
ونحاتي بعض ما كان يلتصق على المراكب منه صنوف ما في البحر الذي يستحجر فيقطع بالات حديدية ثم ينحت منه الأحجار والارحية التي تستعمل لسد رؤوس البلاليع (143).
ولعل هذه المهن تشكل أسواقا فرعية داخل سوق البلوريين. سوق الصفارين: وكانت تعرف بالنحاسين وقد أصبحت محلة كبيرة بقيت إلى القرن السادس الهجري (144).
ويصنعون أواني النحاس والفضة والرصاص وغيرها (145) ويتركز باعة الأقفال على باب هذه السوق (146).
ومن الأسواق الأخرى القريبة إلى الصفارين: سوق الحدادين (147). والشعابين والصياقلة وأصحاب القماقم (148). وسوق القداحين (149).
وسوق النجارين ــ ومما يذكر أن لنجاري البصرة شهرة فائقة في العمل وبهم استعان الخليفة المهدي وكلفهم بعمل عدد من أبواب المسجد النبوي الشريف عندما جدده عام 163 هـ (150).
كذلك يحتمل أن يكون الصاغة وصناع تبر الذهب والراسخت والزنجفر والزنجار والمراد سنج (151).
وصناع المرايا (152). قد شكلوا أسواقا فرعية قرب النحاسين.
مصانع النسيج ( الاطرزة ): إن شهرة البصرة بإنتاج أنواع من الأقمشة الجيدة كانت مفخرة سكانها وقد ذكر الصنعاني نقلا عن قاضي البصرة يحيى ابن اكثم ( 192ــ 210 هـ ) انه عد اطرزة البصرة فكانت مائة ألف وعشرين ألف طراز (153).
وبالرغم من المبالغة الواضحة في الرواية فأنها تدل على ضخامة مصانع النسيج في البصرة في بداية القرن الثالث الهجري. والمعروف إن البصرة تنتج من الأنسجة أنواعها كثيرة كالبز والخز والفوط والملاحف والريط (154).
ومن الأسواق ذات العلاقة بمصانع النسيج والتي يحتمل وقوعها بالقرب منها: سوق البزازين (155).
وقد بقيت خاناتها إلى القرن السابع حيث جددها الأمير باتكين الرومي عام 624هـ (156).
وسوق الندافين (157) ، قرب دار القطن (158).
وسوق الخزازين (159) ، وسوق اللبادين (160). وسوق الحرير (161) ، وأصحاب القباء (162). وأصحاب التوزي (163) ، وأصحاب البراذع (164).
وسوق الخياطين وباعة الثياب الهروية والسابري والطيالسة والقلانس والكرابيس والبتوت وجلود السختيان (165).
وأما سوق الزيادي التي ذكرها صاحب كتاب العيون والحدائق (166).
فهي سوق غريبة تباع فيها الثياب المرقعة أو القديمة أو المصنوعة من الثياب والخرق ، وتنسب لزياد بن أبيه وهو أول من لبس هذا النوع من الثياب (167) .
 سوق القلائين: وتسمى مقالي الباذنجان (168).
ومن الأسواق التي يحتمل وقوعها ضمن هذه المنطقة، أصحاب القبيط (169).
وسوق الرواسين (170).
(171)، الطباخين، وقد وصف حوانيتهم احمد بن يوسف الحراني الاندلسي عندما زار البصرة في أوائل القرن الرابع فقال ( وصفت لأمير المؤمنين المستنصر بالله حوانيت بالبصرة للطباخين رأيت إتقانها وحسن ترتيب الأطعمة وأنها موضوعة في غضاير وعليها مكاب الزجاج ولهم خدم وقوق بالمناديل والأباريق والحوانيت مسطحة بالرخام الملون الفائق في الحسن ). (171)
وهذا يدلنا على مدى عنايتهم بالمأكولات ومراعاتهم القواعد الصحيحة.
وهناك أسواق أخرى يحتمل وقوعها في السواق الكبير وهي سوق الريحان (172) .
  وأصحاب الفاكهة (173). ودار البطيخ (174). وأصحاب الكماة (175). وأصحاب السكر (176). وسوق الطيور (177).
وتقرب هذه الأسواق من جسر البصرة.

5 ـ أسواق متفرقة :

 تتناثر بعض الأسواق في أجزاء أخرى من البصرة بين خططها ومحلاتها، خارج تجمعات أسواقها التي ذكرناها فيها تقدم، واهم هذه الأسواق.
السوق القديمة :
  وهي نفس السوق التي بناها عبد الله بن عامر نقلت معظم حوانيتها إلى نهر بلال وما بقى من أسواقها فقليلة كمصانع الرباب (178).
ويحتمل وقوع سوق خزاعة التي ذكها ناصر خسروفي هذا السوق أيضا، ومحلة خزاعة من المحلات التي نشأت من التفاف بعض الدور حول دار عبد الله بن خلف الخز اعي وهي دار مشهورة منذ أوائل القرن الأول الهجري (179).
سوق الصوافين: وتقع في محلة بني عائش بن تيم الله البكرية بين محلة هذيل وجنوب المسجد الجامع (180).
وأما الشعارون الذين يفتلون الشعر فهم في الباطنة بجوار محلة بنانه (181).
ولا تحدد المصادر الأدبية موع سوق الغزالين التي ترد فيها كثيرا (182)، ولكن من المحتمل وجودهم قرب الشعارين . سوق الطحانين:وتقع في محلة بني مازن التميمية في القسم الجنوبي الغربي من البصرة(183).
سوق الحذائين : وتقرب من بني مجاشع غرب المسجد الجامع، والمعروف إن البصرة تنتج أنواعا جيدة من الأحذية (184). ولعل سوق الخرازين (185). وأصحاب السروج وأصحاب النعال السندية (186). بالقرب منهم.
سوق اللحامين : وتقع في مزينة جنوب مقبرة بني يشكر (187). ويبدو أنها لبيع اللحم فقط.
سوق الصباغين : في قنطرة قرة قرب بني سعد جنوب غرب المسجد الجامع (188).
أسواق مقبرة بني يشكر : بني يشكر البكريين من أكثر مقابر البصرة شهرة، فإضافة إلى اتخاذها مركزا للثوار ومطلقا لثوراتهم ومحلا لاجتماعاتهم فهي سوق يباع بها القصب الذي يجلب من البطائح شمال البصرة، وله تجار يعملون في قطعة وتجفيفه (189).
 وفيها تباع البرابخ وهي أنابيب من الخزف أو الفخار تستخدم في الري وفي المرافق الصحية والحمامات (190).
 وفي المقبرة تباع التنانيير التي يتفنن البصريون بتجميلها بقطع الزجاج الملون (191).
سويقة طاحية : ذكرها ابن سعد (192).
  وتنسب لطاحية بن سود الازدية وهي على ما يظهر سوق صغيرة تجمع بعض المهن المختلفة.
 سوق الكيزان والأواني الفخارية والآجر : ومصانعها تقرب من نهر سيحان في الزاوية الجنوبية الشرقية من البصرة (193).
وصناعة الخزف من الصناعات التي يتقنها البصريون وقد أسهموا في بناء مدينة سامراء (194).
 كما إن الآجر البصري يمتاز بجودته وشدة اصفراره (195).
 وكانوا يستخدمون الحمير لنقل الطين من النهر ليتخذوا منه إشكالا جميلة من الفخاريات (196).
 البار جاه: سوق كبيرة يباع فيها السمك (197>.
وكانت منطقة مهمة يعين عليها وال ينظم ويراقب البيع ويجبي الضرائب ومنهم علي بن اصمع الباهلي جد الأصمعي الذي وليها من قبل الحجاج بن يوسف الثقفي، ويحيى بن كثير اليمامي المتوفى عام 126 هـ. (198)
 وقد ورد في كتاب البخلاء للخطيب البغدادي أن البار جاه بسمران (199).
 وهي لفظة محرفة وصوابها ( سيحان ) فقد كانت سيحان منطقة مشهورة ببيع السمك والخبز (190).
 وفي رواية أخرى في نفس الكتاب يحدد البار جاه بين الابلة والحبل (191) فلعل منطقة البار جاه تقع على نهر سيحان قرب الخريبة، والى جانب ما ذكره هناك مهن أخرى لا يشترط فيها أن تكون ضمن الأسواق.
 ومن ذلك التعليم الذي تنتشر كتاتيبه في بيوت المعلمين أو في الكلاء أو قد يتخذ بعضهم من أبواب الأدباء والزهاد مكانا للتعليم كباب حماد بن زيد وباب أبي عمر وبن العلاء المازني في بني مازن وغيرهما (192).
 أما الحمالون، فيعتبر باب أبي عمرو بن العلاء من مراكز تجمعهم كما أنهم يكثرون في السوق والكلاء (193).
 ولهم زي خاص ويحملون طبقا من الخوض على عاتقهم (194).
ولعلهم لا يختلفون عن الحمالين في الوقت الحاضر.



مخطط تقريبي لاسواق البصرة (خلال القرن الثالث الهجري)

المراجع

1 ـ دائرة المعارف الإسلامية - الترجمة العربية 12 \ 384
2 ـ يشير الدكتور صالح ألعلي إلى إن الفتوحات السريعة الواسعة أدت إلى ازدياد دخل البصرة وانتشار الرخاء الاقتصادي مما شجع التجار ورجال الأعمال على التقاطر إليها وبذلك بدأت الحياة المدينة تنمو سريعاً - التنظيمات الاجتماعية 42 - 43 -.
3 ـ الطبقات الكبرى لابن سعد - مصور على طبعة ليدن - 5 - 33. 457.المحبر لابن حبيب - الهند 1942 - ص 150 وديوان جرير بشرح محمد بن حبيب - دار المعارف بمصر 1959 - 1977 - 1 \ 148 وفتوح البلدان للبلاذري- القاهرة 1956. 457 . والتنظيمات الاجتماعية والاقتصادية في البصرة للدكتور صالح ألعلي - بيروت 1969 - ص 266.
4 ـ تاريخ الطبري - ت. محمد أبو الفضل إبراهيم - 6 \ 381. الكامل للمبرد - نهضة مصر - 2 \ 97 والتنظيمات 100 - 101 .
5 ـ فتوح 447 ، معجم البلدان لياقوت الحموي - طبعة مصورة على طبعة لا يبزغ - 4\ 836 ، تاريخ الخلفاء لمجهول - موسكو 1967 - ص 415 ويختلف الباحثون في تعيين فهم نهر الابلة ولعله يقرب من منطقة السراجى في جنوب مدينة العشار.
6 ـ إخبار القضاة لوكيع - القاهرة 1947 - 1950 - 1 \339.
7 ـ الحكام السلطانية للماوردي-القاهرة 1966 - 258.
8 ـ البخلاء للجاحظ ت ، طه الحاجرى - ص 119.
9 ـ الموفقيات للزبير بن بكار - بغداد 1972 - 192 - 312 ، والطبري 5 \ 222. وتاريخ الخلفاء 143 - 146.
10- الأوائل للعسكري - طنجة 1971 - 240 - 241 ، تاريخ الخلفاء 137.
11- الفرج بعد الشدة للتنوخى -القاهرة 1955- 2 \336.
12- العيون والحدائق لمؤرخ مجهول - مصورة على طبعة ليدن - 3 \ 53 ، تاريخ الخلفاء 386 .
13- التلخيص في معرفة الأشياء للعسكري - دمشق 1969 - 1970 - 1 \ 269.
14- التلخيص 1 \291.
15- طبقات الأطباء لابن جلجل - القاهرة 1955 - 112.
16- البخلاء 82 ، أدب الغرباء للاصفاني - بيروت 1972 - ص 37. معجم الأدباء لياقوت - مصورة على طبقة مرغليوث _ 5 \ 159. والتوابين للمقدسي - بيروت 1969 _ ص 181.
17- مشاكلة الناس لزمانهم لليعقوبي - بيروت 1962 - ص 13. مروج الذهب - بيروت دار الاندلس - 2- 332.الاشتقاق لابن دريد - ت . عبد السلام هارون -282. ثمار القلوب للثعالبي - مصر 1908- 412.
18- الفرج بعد الشدة 2 \ 391. طبقات الأطباء لابن جلجل 112. الجماهر في معرفة الجواهر للبيروني 184. وحلية الأولياء لأبي نعيم الاصفهاني - مصورة على طبعة القاهرة - 3 \ 115.
19- معجم الأدباء 6\56. البخلاء 138.
19- حلية الأولياء 3 \ 15 - 16 116 ، 118 ، وتاريخ العراق الاقتصادي للدكتور عبد العزيز الدوري 119 - 121. والتنظيمات الاجتماعية 269 .
21- التنظيمات الاجتماعية 299- 301 .
22 - رسالة الرد ء ( النصاري -طبعت ضمن ثلاث رسائل نشرها فنكل - 17
23- البخلاء28. تاريخ دمشق لابن عساكر _ دمشق 1963 -10 \ 191.
24- صلة الطبري لعريب القرطبي - الحسينية - القاهرة -35 والكامل لابن الأثير - المنيرية - القاهرة -1357 - 6 \ 156. وانظر الضرائب التي فرضها الولاة ورفعها أبو محمد ألمهلبي عام 339 في تجارب الأمم لمسكوية 2 \ 128 - 129
25 - ذيل تجارب الأمم لابن شجاع 273 - 274.
26- ابن الأثير 7 \ 350.
27- أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم للمقدسي 133 - 134.
28- ذيل تجارب الأمم 159.
29- حلية الأولياء 2 \ 383. والبلدان لليعقوبي - طبع مع الاعلاق النفسية - 365، 367.
30- في قائمة على بن عيسى الوزير التي أعدها وتمثيل واردات الدولة في عام 306 هـ. بلغت ضريبة أسواق الغنم بمدينة السلام وسر من رأى وواسط والبصرة 16975 ديناراً - راجع تاريخ العراق الاقتصادي 193 - وكتاب المؤسسات الإدارية في الدولة العباسية لحسام قوام السامرائي 210، 228 -
31- تاريخ واسط لأسلم الرزاز الواسطي - بغداد 1967 - 91.
32- الحيوان للجاحظ - ت. عبد السلام هارون - 1 \ 303.
33- الطبقات الكبرى لابن سعد 7 \ 1 /70.
34- المحبر 150. ديوان جرير 1 \ 148. فتوح 457، 447.
35- التنظيمات الاجتماعية 304.
36- التنظيمات الاجتماعية 268. المؤسسات الإدارية 307 وذكرت ولاية السوق في خلافة المهدي، وكيع 2 \ 130. 37 - وفيما يخص واجبات المحتسب وأعماله - راجع كتاب الأحكام السلطانية للماوردي 253 - 258 وكتب الحسبة الأخرى.
38- المؤسسات الإدارية 329.
39- الأحكام السلطانية 254.
40- ألمقدسي 33. مختصر البلدان لابن الفقيه الهمذاني 191.
41- البلدان للجاحظ - نشره د. صالح ألعلي عام 1970 - 499، 503 -504
42- الطبقات الكبرى 5 \ 190 7 \ 2 \70. ذم الهوى لابن الجوزي - القاهرة 1962 - 477. وأدب الغرباء 89.
43- التنظيمات الاجتماعية 267.
44- تاريخ واسط 44.
45- تاريخ افريفيا والمغرب للرقيقي القيرواني - تونس 1968 - 149.
46- تلاقي هذه الثورة اهتماما من الباحثين كشفوا خلال بحوثهم أسباب الثورة وأهدافها ونتائجها وسيرة قائدها، راجع قائمة هذه البحوث في مقال - صاحب الزنج الثائر الشاعر - الذي كتبه د. عبد الرجبار ناجي ونشره في مجلة المورد العدد 3 - 4 السنة الأولى 1972 - ص 11 -23.
47- وترد أخبار القرامطة في أكثر مصادر تلك الفترة كالطبري والكامل لابن الأثير وتجارب الأمم لمسكوية وتاريخ أخبار القرامطة لثابت بن سنان وغيرها
48 - ألمقدسي 117. سفرناهه لناصر خسرو - بيروت 1970 - 146
49- انساب الاشراف للبلاذري - دار المعارف بمصر 1959 - 1 \ 495.
50 - العقد الفريد لابن عبد ربه - طبعة لجنة التأليف والترجمة والنشر - 3 \ 324.
51- كانت القبائل تستغل سعة المربد لإغراض سياسية فترد أخباره السياسية في حوادث معركة الجمل عام 36 هـ وثورة يزيد بن المهلب عام 101 هـ وثورة الزنج عام255 هـ وغيرها.
52 - الطبقات الكبرى 7 \ 1 /78.
53 - معجم الأدباء 6 \56.
54 - خطط الكوفة لماسينيون - ترجمة المصبعي - بيروت - 38.
55 - الجاحظ لشارل بلا - دمشق 1961 - 35.
56 - البلدان لجاحظ 498. عيون الأخبار - مصورة على طبقة دار الكتب 1 \ 222.
57 - معجك البلدان 4 \484.
58 - راجع وصف البصرة في رحلة ابن بطوطة - القاهرة 1964 - 1 \ 115 - 119.
59 - صاحب تجارب السلف هو هند وشاة الصاحبى فرغ من تأليفه عام 719 هـ.
156 - الحوادث الجامعة لمؤرخ مجهول 182.
157 - نور القبس 3.
158- ألمقدسي 118. ومجلة المكتبة العدد السابق 13. وابن الفقيه 191.
159 - الطبقات الكبرى 7 \ 1 135. حلية الأولياء 3 \ 15. تاريخ الإسلام الذهبي 2 \ 291. وتهذيب التهذيب 11 \ 413.
160 - تاريخ الخلفاء 407.
161 - السمعاني 427 ب.
162 - فتوح 434.
163 - نور القبس 215.
164 - البخلاء 143.
165 - السمعاني 375 أ 467ا 589 ب 285 أ 363 أ 476ب.
166 - العيون 3 \ 15.
167 - الأوائل 239.
168 - العيون 3 \255. الكامل لابن الأثير 7 \ 350.
169 - تاريخ بغداد 12 \ 270.
170 - تاريخ بغداد 5 \ 336.
171 - طبقات الأطباء 112.
172 - حلية الأولياء 2 \ 119.
173 - حلية الأولياء 3 \ 108.
174 - حلية الأولياء 3 \108. نشوار المحاضرة - طبقة الشالجي بيروت - 3 /134 وفي دار البطيخ ترد اصناف الفاكهة - تاريخ الحضارة الاسلامية في القرن الرابع لادم منر 2 \ 302، 381.
175 - الطبقات الكبرى 7 \ 1 /70 ويذكر أبو الفداء إن وادي النساء في جنوب البصرة إليه تخرج النساء يلتقطن الكماة - تقويم البلدان 309 -
176 - حلية الأولياء 3 \118. تاريخ دمشق 10 \ 191 وتاريخ جرجان 439.
177 - حلية الأولياء 2 \ 383.
178 - فتوح 457.
179 - الطبري 4 \ 533، 537، 539، وكتاب الفتوح لابن اعثم - الهند 1969 - 2 \334.
180 - طبقات الشعراء 119. ألاغاني 18 \ 194.
181- الطبقات الكبرى 7 \ 2 \10.
182 - البيان والتبين 1 \50 والكامل في الأدب 3 \ 192 ومعجم الأدباء 7 \ 223.
183 - تاريخ بغداد 12 \ 140 ويتجمع بعض الطحانين على نهرالارحاء - فتوح 445.
184 - السمعاني _ الهند - 4 \ 95 - 96 تاريخ الإسلام الذهبي 6 \ 60 وامالى اليزيدي - الهند - 90. المعارف لابن قتيبة - دار الكتب - 501 وتاريخ العراق الاقتصادي 105، 139.
185 - السمعاني5 \ 67 - 68.
186 - الطبقات الكبرى 7 \1\33. البيان والتبين 1 \ 173. السمعاني 295 أ.
187 - وكيع 2 \ 19.
188- الطبري 5 \ 518. نقائض 738. طبقات النحويين للزبيدي - القاهرة 1954 - 35.
189 - الفرج بعد الشدة 2 / 308 - 309.
190 - انساب الاشرف 4 / 2 / 94.
191 - الطبري 9 \ 486. البخلاء 143.
192 - الطبقات الكبرى 7 \ 2 44.
193 - نشوار المحاضرة - طبقة الشالجى - 1 \ 68. البلدان للجاحظ 499.
194 - بلدان اليعقوبي 264.
195 - البلدان للجاحظ 499.
196 - المحبر 347.
197 - البخلاء للخطيب البغدادي 186 - 187.
198 - الاشتقاق 272. وفيات الأعيان لابن خلكان القاهرة 2 \ 347. التنبيهات 247 - 248 والمعرب للجواليقي - القاهرة -123. والسمعاني 602 أ
199- البخلاء للخطيب 186.
190- معجم الأدباء 6 \ 56. نور القبس 230.
191 - البخلاء للخطيب 186 - 187.
192 - وكيع 1 \ 328. المحبر 478. طبقات الزبيدي - القاهرة - 60 نشوار المحاضرة 3 \ 146 - 147. ومباحث عراقية ليعقوب سر كيس 2 \ 356.
193 - أخبار أبي نؤاس 46.
194- التوابين للمقدسي 180.

BASRAHCITY.NET