اتصل بنا مؤمنــــة البطاقات انتصار الدم مساجد البصرة واحة الصائم المرجعية الدينية الرئيسية

آية الأمانات

  هي الآية 58 من سورة النساء: إنّ اللهَ يأمرُكم أن تؤدّوا الأماناتِ إلى أهلِها وإذا حكمتُم بين الناسِ أن تحكمُوا بالعدلِ إنّ اللهَ نِعِمّا يعِظُكم إنّ اللهَ كان سميعاً بصيراً .
  روى الطبرسي(1) عن الإمام الباقر والإمام الصادق عليهما السّلام أنّ أمانات الله أوامره ونواهيه. وقيل: هو خطاب للولاة بأداء الأمانات والحكم بالعدل(2). وروى محمّد بن إبراهيم النعمانيّ عن زرارة، عن أبي جعفر الباقر عليه السّلام، قال: سألتُه عن قول الله عزّوجلّ إنّ الله يَأمرُكم أن تؤدّوا الأماناتِ إلى أهلِها وإذا حكمتُم بين الناس أن تحكموا بالعدل فقال: أمر اللهُ الإمامَ أن يؤدّي الأمانة إلى الإمام الذي بعده، ليس له أن يَزويها عنه ، ألا تسمع قوله: وإذا حكمتم بين الناس... ؟! هم الحكّام يا زرارة، إنّه خاطب بها الحكّام (3).
  وصدر الحديث مرويّ بطرق كثيرة عن الأئمّة عليهم السّلام، وذيله يدلّ على أنّ الآية تدلّ على مطلق الحكم وإعطاء كلّ ذي حقّ حقّه وأنّ الآية جارية في سائر الأمانات(4).

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
  الهوامش

1 ـ تفسير مجمع البيان 98:3.
2 ـ تفسير الكشّاف للزمخشري 523:1.
3 ـ تفسير الميزان للطباطبائي 410:4.
4 ـ تفسير نور الثقلين، للحويزيّ 495:1/ ح 318.


آية الانذار

  هي الآية 214 من سورة الشعراء: وأنذِرْ عشيرتَك الأقربِينَ .
  وكان كفّار العرب يقولون في بداية البعثة: لو كان دين محمّد حقّاً، لآمن به عشيرته الأقربون! فأنزل الله تعالى: وأنذرْ عشيرتك الأقربين ، فأمر رسول الله صلّى الله عليه وآله عليّاً عليه السّلام أن يجمع بني عبدالمطّلب، فجمعهم له، فأولم لهم رِجل شاة فأدَمَها، ودعا بقعب من لبن، فأكلوا وشربوا، فلمّا أراد النبيّ صلّى الله عليه وآله دعوتهم إلى الإسلام، بَدَرهم أبو لهب فقال: هذا ما سَحَركم به الرجل؛ فزبره أبو طالب ونهاه عن التعرّض لرسول الله صلّى الله عليه وآله، فاختصموا وقاموا. ثمّ أمر النبيّ صلّى الله عليه وآله عليّاً عليه السّلام أن يدعوهم من الغد على مثل ذلك من الطعام والشراب... فلمّا فرغوا قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: مَن يؤاخيني ويؤازرني، ويكون وليّي ووصيّي بعدي وخليفتي في أهلي ويقضي دَيني ؟ فسكت القوم، فأعادها ثلاثاً، كلّ ذلك يسكت القوم ويقول عليّ عليه السّلام: أنا، فأخذ النبيّ صلّى الله عليه وآله في المرّة الثالثة برقبته وقال: إنّ هذا أخي ووصيّي وخليفتي فيكم .
  فقام القوم وهم يقولون لأبي طالب: أطِع ابنَك فقد أُمّر عليك! (1)

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
  الهوامش

1 ـ تفسير جامع البيان، للطبري 74:19 ـ 75. تفسير ابن كثير 301:3 ـ 302. تفسير التبيان، للشيخ الطوسي 67:8. تفسير الميزان، للطباطبائي 365:19 ـ 366.


آية التبليغ

  هي الآية 67 من سورة المائدة: يا أيّها الرسولُ بلِّغْ ما أُنزل إليك من ربِّكَ وإن لم تفعلْ فما بلّغتَ رسالتَه واللهُ يعصمُك من الناسِ إنّ اللهَ لا يهدي القومَ الكافرين .
  قال الشيخ الطوسيّ: قال أبو جعفر الباقر وأبو عبدالله الصادق عليهما السّلام: إنّ الله تعالى لمّا أوحى إلى النبيّ صلّى الله عليه وآله أن يستخلف عليّاً عليه السّلام، كان يخاف أن يشقّ ذلك على جماعة من أصحابه، فأنزل الله تعالى هذه الآية تشجيعاً له على القيام بما أمره بأدائه (1).
  وقد ذكر أغلب المفسّرين أنّ هذه الآية نزلت في شأن الإمام عليّ عليه السّلام (2)، وأنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله قال لعليّ عليه السّلام بعد نزول آية التبليغ: «ولو لم أبلّغ ما أُمرت به من ولايتك، لحبط عملي» (3). كما روي أنّ الله تعالى أمر نبيّه صلّى الله عليه وآله أن يفسّر لهم الولاية، كما فسّر لهم الصلاة والزكاة... فقام بتبليغ ولاية أمير المؤمنين عليّ عليه السّلام يوم غدير خُمّ (4).

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
  الهوامش

1 ـ تفسير التبيان، للشيخ الطوسيّ 588:6.
2 ـ انظر على سبيل المثال: تفسير جامع البيان، للطبري 198:6. تفسير الدرّ المنثور، للسيوطي 298:2. أسباب النزول، للواحدي 135. تفسير روح المعاني، للآلوسي 168:6. ذخائر العقبى، للمحبّ الطبري 67 ـ 68. شواهد التنزيل، للحسكاني 187:1، المستدرك على الصحيحين، للحاكم النيسابوري109:3.
3 ـ تفسير نور الثقلين 654:1 الرقم 296.
4 ـ أصول الكافي 289:1/ ح 4 ـ كتاب الحجّة.


آية التطهير

  وهي الآية 33 من سورة الأحزاب: وقَرنَ في بيوتكنّ ولا تبرّجنَ تبرُّجَ الجاهليّةِ الاُولى وأقِمنَ الصلاةَ وآتينَ الزكاة وأطِعنَ اللهَ ورسوله إنّما يريد اللهُ لِيُذهبَ عنكم الرجسَ أهلَ البيت ويطهّركم تطهيراً .
  وقد دُعيت بـ «آية التطهير» بلحاظ المقطع الأخير منها، وهو قوله تعالى إنّما يُريد الله لِيُذهبَ عنكم الرجسَ أهل البيت ويطهّركم تطهيراً .
  أمّا المراد بـ «أهل البيت» في الآية، ففيه ثلاثة أقوال:‌‍
  1 ـ الذين حرّم الله تعالى عليهم الصدقة لقرابتهم من رسول الله صلّى الله عليه وآله، منهم آل عليّ وآل عقيل وآل جعفر، باعتبارهم قد طُهّروا عن صدقات الناس وأوساخ أموالهم.
  2 ـ نساء النبيّ صلّى الله عليه وآله المخاطبات في صدر الآية.
  3 ـ النبيّ صلّى الله عليه وآله، وعليّ بن أبي طالب عليه السّلام، وفاطمة الزهراء عليها السّلام، والحسن والحسين عليهما السّلام، وقد أجمع أغلب علماء المسلمين على صحّة القول الثالث من بين هذه الأقوال، وذكروا في نفيهم للقول الثاني أنّ الخطاب لو كان موجّهاً إلى نساء النبيّ صلّى الله عليه وآله لكان ينبغي أن يُؤتى بالضمائر في آية التطهير بصيغة المؤنّث فيقال: (عنكنّ) و (يطهّركن)، في حين وردت تلك الضمائر بصيغة التذكير «عنكم»، «يطهّركم» الخاصّة بالرجال، وهم: رسول الله صلّى الله عليه وآله، وعليّ عليه السّلام، وفيهم الصدّيقة فاطمة الزهراء عليها السّلام، والحسَنان عليهما السّلام.
  وقد ورد في هذا القول أحاديث جمّة عن الصحابة والتابعين، وتناقلتها المصادر، من أمثال:
  جامع البيان، للطبري 705:22.
  الجامع لأحكام القرآن، للقرطبي 182:14.
  تفسير ابن كثير 492:3.
  البحر المحيط، لأبي حيّان الأندلسي 228:7.
  وسواها من كتب التفسير والحديث.
  كما ألّف العلماء مؤلفات عديدة في شأن هذه الآية الكريمة (لاحظ: رواق ما نزل من القرآن في أهل البيت عليهم السّلام)


آية سقاية الحاج

  هي الآية 19 من سورة التوبة أجعلتُم سِقايةَ الحاجِّ وعِمارةَ المسجدِ الحرامِ كمَن آمنَ باللهِ واليومِ الأخِرِ وجاهَدَ في سبيلِ اللهِ لا يَستوون عند اللهِ واللهُ لا يَهدي القومََ الظالمين .
  قال المفسّرون أنّها نزلت في عليّ بن أبي طالب عليه السّلام والعبّاس بن عبدالمطّلب وطلحة بن شيبة، إذ قال طلحة: أنا صاحب البيت وبيدي مفتاحه، ولو أشاء بِتُّ فيه. وقال العبّاس: أنا صاحب السقاية والقائم عليها. فقال لهما عليّ عليه السّلام: ما أدري ما تقولان! لقد صلّيت إلى القِبلة ستّة أشُهر قبل الناس، وأنا صاحب الجهاد. فأنزل الله تعالى هذه الآية (1).
  وقد جاءت الآية المباركة لتؤكّد أنّ العمل في إطار الإيمان وبدافعٍ إلهيّ لا يمكن أن يُقارَن بأيّ عمل آخر خارج هذا النطاق مهما بدا عظيماً، لأنّ قيمة العمل تنبثق من إطاره ودوافعه، لا من مظهره الخارجيّ ونتائجه الظاهريّة. وبهذا يفتح الإسلام السبيل أمام الفرد ـ مهما كانت إمكاناته وقدراته على النفع الاجتماعيّ ـ للارتقاء إلى أسمى درجة في سلّم الإنسانيّة ومراحل كمالها الروحي، ويفرض على المجتمع أن يقيّم تقديراته للأشخاص على مقدار ما تكشف عنه أعمالهم من قيم روحيّة ونفسيّة، لا على المظاهر الخلاّبة الخاوية، مهما بدت عظيمة.

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
  الهوامش

1 ـ انظر: تفسير جامع البيان، للطبريّ 68:10، أسباب النزول، للواحدي 164. تفسير ابن كثير 241:2. تفسير الدرّ المنثور، للسيوطيّ 318:3 و 319. ثمار القلوب، للثعالبي 677. وتفسير مجمع البيان، للطبرسيّ 23:5.


الاستدراج

تكرر اصطلاح «الاستدراج» في موضعَين من القرآن الكريم، هما: الآية 182 من سورة الأعراف، والآية 44 من سورة القلم، وقد ثماثلت الآيتان في التعبير: سَنستَدْرِجُهم مِن حيثُ لا يَعلمون . يقال: استَدرجَه أي: رَقّاه من درجة إلى درجة، أو أنزله على التدريج. ويماثل الاستدراج المكر والإمهال الإلهيّ للعبد العاصي، وجعله إيّاه متدرّجاً في معصيته، سادراً في هواه، حتّى يُشرف على الهلاك. قال تعالى: ومَكروا ومَكَرَ اللهُ واللهُ خيرُ الماكرين (1)، وقال تعالى: إنّما نُملي لهم لِيزدادوا إثماً (2). ويحصل الاستدراج ـ عادةً ـ بتجديد الله عزّوجلّ النعمةَ تِلو النعمة للعاصين بلا استحقاقٍ منهم، فلا يزالون مستزيدين من النعم والملاذّ، غافلين عن التوبة، لاهين عن الموت الذي يترصّدهم، حتّى يُلاقوا يومَهُم الذي يُوعدون (3).

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
  الهوامش

1 ـ آل عمران / 54.
2 ـ آل عمران / 178.
3 ـ لاحظ مادّة «الإمهال» ومادّة «المكر» من هذا القاموس.


الإسراف

  في اللغة هو مجاوزة القصد، والإفراط. ومن معانيه أنّه ما أُنفق في غير طاعة الله تعالى باعتباره تجاوزاً للحدّ الصحيح في الإنفاق، أو قُصِّر به عن حقّ الله تعالى (1).
  ومن معاني الإسراف في القرآن الكريم:
  1 ـ الإفراط في المعاصي، قال تعالى: قُل يا عباديَ الذين أسرفوا على أنفسِهم لا تَقنَطوا مِن رحمةِ الله (2)، قال الزمخشريّ: جَنَوا عليها بالإسراف في المعاصي (3).
  2 ـ الإفراط في الأكل والشرب، قال تعالى: كُلوا واشربوا ولا تُسرِفوا (4). روي عن الإمام زين العابدين عليه السّلام أنّ الله تعالى قد جمع الطبّ كلّه في هذه الآية. وقيل أنّ من معانيها: لا تجاوزوا الحلال إلى الحرام (5).
  3 ـ تجاوز الحدّ في عمل معيّن، قال تعالى: ومَن قُتِل مظلوماً فقد جعلْنا لوليّهِ سلطاناً فلا يُسرِفْ في القتل (6)، أي لا يسرف في القتل بأن يقتل غير القاتل، أو يقتل أكثر من الواحد (7).
  4 ـ التفريط والتقصير في العمل الصالح وفي أداء حقّ الله سبحانه، قال تعالى: ربَّنا اغفِرْ لنا ذُنوبَنا وإسرافَنا في أمرِنا (8)، أي تجاوُزَنا الحدّ وتفريطَنا وتقصيرنا (9).

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
  الهوامش

1 ـ لسان العرب 243:6 ـ 244، مادّة «سرف».
2 ـ الزمر/ 53.
3 ـ تفسير الكشّاف 135:4.
4 ـ الأعراف: 31.
5 ـ تفسير مجمع البيان، للطبرسيّ 638:4.
6 ـ الإسراء/ 33.
7 ـ تفسير الميزان، للطباطبائيّ 94:13.
8 ـ آل عمران/ 147.
9 ـ تفسير مجمع البيان 855:2.


الأشهُر الحُرُم

  هي الأشهر التي كانت العرب تعظّمها وتُحرّم فيها الغزو والقتال، فلمّا جاء الإسلام أقرّ هذه السّنّة الإنسانيّة، قال تعالى: إنّ عدّةَ الشُّهورِ عِندَ اللهِ اثنا عَشَر شَهراً في كِتابِ اللهِ يَومَ خَلَقَ السماواتِ والأرضَ منها أربعةٌ حُرُم (1) .
  والأشهر الحُرُم أربعة، ثلاثة منها مُتالية: ذو القِعدة وذو الحجّة والمحرّم، وواحدٌ منها فرد، وهو رَجَب. ومعنى « حُرُم » أنّه يَعْظُم انتهاكُ المحارم فيها أكثر ممّا يَعظُم في غيرها (2) .
  وكان عرب الجاهلية ربما شَقّ عليهم أن يمكثوا ثلاثة أشهر متوالية لا يَغزون فيها، فكانوا يؤخّرون تحريم شهر المحرّم إلى صفر، فيحرّمون صفر ويستحلّون المحرّم، وقد حرّم الله تعالى ذلك في قوله: إنّما النَّسيءُ زيادةٌ في الكُفر (3) ، والنسيء هو تأخير الأشهر الحرم عمّا رتّبها الله سبحانه عليه (4) .
  وقد أجاز الله عزّوجلّ للمسلمين القتال في الأشهر الحرم مع مَن ينتهك حُرمة تلك الأشهر، فقال سبحانه: الشَّهْرُ الحرامُ بالشَّهرِ الحرام والحُرُماتُ قِصاصٌ فمَن اعتَدى عَلَيكم فاعتَدُوا عليه بمِثْلِ ما اعتدى عليكم (5) .
  وروي عن الإمام الرضا عليه السّلام أنّه قال: إنّ المحرّم شهرٌ كان أهل الجاهليّة يُحرّمون فيه القتال، فاستُحلّت فيه دماؤنا، وهُتِكت فيه حُرماتنا، وسُبي فيه ذرارينا ونساؤنا، وأُضرِمت النيران في مَضارِبنا، وانتُهِب ما فيها مِن ثقلنا، ولم تُرعَ لرسول الله صلّى الله عليه وآله حُرمة في أمرنا. إنّ يَوم الحسين أقرح جُفوننا، وأسبل دُموعنا... فعلى مِثل الحسين فليبك الباكون ـ الحديث (6) .
  إشارةً إلى المذبحة العظمى التي اجترحتها السلطة الأموية في قتل سيّد شباب أهل الجنة عليه السّلام وأصحابه وأهل بيته في محرّم سنة 61 للهجرة .

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
  الهوامش

1 ـ التوبة: 36.
2 ـ تفسير مجمع البيان، للطبرسي 42:5.
3 ـ التوبة: 37.
4 ـ تفسير مجمع البيان 45:5.
5 ـ البقرة: 194.
6 ـ أمالي الشيخ الصدوق 111 حديث 2. بحار الأنوار 283:44 حديث 17.


أصحاب الرَّسّ

  أصحاب الرَّسّ: الرَّسّ هي البئر التي لم تُطوَ (1)، أو التي طويت بالحجارة (2). وقيل: إنّه نهر في بلاد الشرق نُسب إليه أصحاب الرسّ (3).
  وقد ورد ذكر أصحاب الرَّسّ في القرآن الكريم في موضعين: أوّلهما في سورة الفرقان، في الآيتين 38 و 39.
  وعاداً وثَمودَ وأصحابَ الرَّسِّ وقُروناً بَين ذلك كثيراً ، والثاني في سورة ق، في الآية 12: كَذّبت قَبلَهم قومُ نوحٍ وأصحابُ الرَّسِّ وثَمود .
  ولم يَرِد في القرآن الكريم شيء آخر يمكن أن يُلقي ضوءاً على هؤلاء القوم، لذا لم يَقطع المفسّرون في شأنهم بشيء، بَيد أنّ القرآن لمّا ذكرهم شَفَعهم بقوم عادٍ وثمود فلعلّهم ـ كما في التفاسير القديمة ـ من بقايا أو من مجاوري قوم عاد وثمود من العرب البائدة الذين عاشوا في جنوب بلاد الحجاز. كما احتمل بعض المفسّرين بأنّ «البئر المُعطَّلة» و «القصر المَشِيد» اللذَين أشارت إليهما الآية الكريمة وبئرٍ معطّلةٍ وقَصرٍ مَشِيد (4) يتعلّقان بأصحّاب الرسّ، وأنّهم عاشوا في أرض حضرموت. أمّا نبيّ أصحاب الرسّ فقيل أنّه شُعيب، أو حنظلة بن صفوان، أو موسى (غير نبيّ بن إسرائيل).
  وفي تفسير عليّ بن إبراهيم القمّيّ: إنّ أصحاب الرسّ هنّ اللواتي باللواتي، وهن الرسِّيّات (5). إشارة إلى عادة السُّحق التي تفشّت بين نسائهم. وفي التفسير أنّ أصحاب الرسّ كانوا قوماً بعد ثمود نازلين على بئر، أرسل الله إليهم رسولاً فكذّبوا به فأهلكم الله (6). وقيل إنّهم كذّبوه ورسّوه في بئر (7)، أي دسّوه فيها حتّى مات (8).

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
  الهوامش

1 ـ تفسير الميزان، للطباطبائي 236:15.
2 ـ مجمع البحرين، للطريحي 698:2 مادّة «رسس».
3 ـ انظر: معاني الأخبار، للشيخ الصدوق 48:1.
4 ـ الحجّ / 45.
5 ـ تفسير عليّ بن إبراهيم القمّي 113:2.
6 ـ تفسير الميزان 236:15.
7 ـ معاني الأخبار 48:1. مجمع البحرين 699:2.
8 ـ لسان العرب، لابن منظور 210:5 مادّة «رسس».


الإملاء

  الإملاء في الاصطلاح القرآنيّ هو الإمداد والإمهال الذي يواجه اللهُ سبحانه به بعض عباده المتمادين في المعصية، فيُستدرَجون إلى ارتكاب المزيد من الذنوب، يستحقّون بذلك العقاب الأليم، قال تعالى: وأُملي لهم إنّ كيدي متين (1)، أي أُمهِلهم.
  وقد يكون الإملاء من قِبل الشيطان الرجيم، ويعني الإمهال والرفق وتطويل الآمال، قال تعالى: الشيطانُ سوّلَ لهم وأملى لهم (2).
  وقد مرّ أنّ ما ينسبه القرآن الكريم إلى الله تعالى من المكر والكيد والخدعة وأمثال ذلك راجع بأجمعه إلى الجزاء الإلهيّ للعبد العاصي (3).

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
  الهوامش

1 ـ الأعراف/ 183، والقلم/ 45. 2 ـ محمّد صلّى الله عليه وآله/ 25. 3 ـ انظر مادّة: «المكر»، و «الاستدراج».


اُولو العزم

  في اللغة بمعنى ذوي الحَزم والجِدّ والصبر، أمّا في الاصصلاح القرآني فبمعنى طائفة معيّنة من الأنبياء عَزَموا على أمر الله فيما عهد إليهم (1).
  وفي رواية عن الإمام زين العابدين عليه السّلام أنّه سئل: ما معنى «اُولو العزم» ؟
  قال: بُعِثوا إلى شرقِ الأرض وغربها، جِنِّها وإنسها (2).
  وعن الإمام الرضا عليه السّلام قال: إنّما سُمّي اُولو العزم اُولي العزم لأنّهم كانوا أصحاب الشرائع والعزائم (3).
  قال تعالى: فاصبِر كما صَبرَ اُولو العَزمِ من الرُّسُلِ ولا تَستعجِلْ لهم (4).
  ومع أنّ الأقوال في عدد الأنبياء اُولي العزم تراوحت ـ اختلافاً ـ بين ثمانية عشر نبيّاً وخمسة أنبياء، فقيل ـ دعماً للقول الأوّل ـ إنّهم هم الذين ذكرهم الله تعالى في سورة الأنعام، وعقّب على ذِكرهم بقوله: أولئكَ الذينَ هَدَى اللهُ فَبِهُداهُمُ اقتَدِهْ (5).
  وقيل: هم تسعة نفر: نوح عليه السّلام الذي صبر على أذى قومه طويلاً، وإبراهيم عليه السّلام الذي لم يتزلزل حين أُلقي في أتون النار، وإسماعيل عليه السّلام الذي امتثل لأمر أبيه حين قال له يا بُنيّ إنّي أرى في المنام أنّي أذبحك فانظُرْ ماذا ترى (6)، ويعقوب عليه السّلام الذي صبر على فراق يوسف عليه السّلام، ويوسف عليه السّلام الذي صبر على البئر والسجن، وأيوّب عليه السّلام الذي صبر على الضرّ، وموسى عليه السّلام الذي قال له قومه إنّا لَمُدرَكون فقال: إنّ معي ربّي سَيَهدينِ (7)، وداود عليه السّلام الذي بكى على خطيئته أربعين سنة، وعيسى عليه السّلام الذي لم يضع لبنة فوق لبنة، وقال: إنّ الدنيا دار ممرّ .
  وقيل: اُولو العزم ستّة، وهم الأنبياء الذين أُمروا بالجهاد، وهم: نوح، وهود، وصالح، وموسى، وداود، وسليمان عليهم السّلام، وهو قول ابن عبّاس ومقاتل.
  إلاّ انّ القول الأصح المرويّ عن الإمامَين الباقر والصادق عليهما السّلام (8) ـ ورواه الطبري والبغوي وابن كثير (9) ـ أنّ أولي العزم خمسة نفر: نوح، وإبراهيم، وموسى، وعيسى، ومحمّد على نبيّنا وآله وعليهم الصلاة والسّلام .
  قال الشاعر في ذلك:
اُولو العزم نوحٌ والخليلُ iiالممجَّدُ      وموسى وعيسى والحبيبُ محمّدُ
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
  الهوامش

1 ـ لسان العرب، لابن منظور 194:9 «عزم».
2 ـ بحار الأنوار، للشيخ المجلسيّ 33:11 حديث 25.
3 ـ عيون أخبار الرضا عليه السّلام، للشيخ الصدوق 80:2 حديث 13.
4 ـ الأحقاف: 35.
5 ـ الأنعام: 90.
6 ـ الصافّات: 102.
7 ـ الشعراء: 61.
8 ـ تفسير مجمع البيان، للطبرسيّ 143:9. وتفسير الميزان، للطباطبائي 236:18 ـ 237.
9 ـ تفسير جامع البيان، للطبري 37:26. وتفسير البغوي 176:4. وتفسير ابن كثير 470:3.


أيّوب (عليه السّلام)

  من أنبياء الله العظام، وقد تناقلت الألسن قصّة صبره على المحنة والنَّصَب اللذينِ ابتُلي بهما ، حتّى ضُرب بصبره المَثَل.
  وفي قاموس الكتاب المقدّس أنّ «أيّوب» في العبرية بمعنى «الأوّاب»، وقد وصف القرآن الكريم أيّوب بالأوّاب، في قوله تعالى في قصّة أيّوب:
  إنّا وَجَدناه صابِراً نِعمَ العبدُ إنّه أَوّاب (1).
  كما ورد ذكره ضمن الأنبياء الذين أوحى الله تعالى إليهم، في قوله تعالى: «إنّا أوْحَينا إليكَ كما أوحَينا إلى نوحٍ والنَّبيّين مِن بعدِه وأوحَينا إلى إبراهيمَ وإسماعيلَ وإسحاقَ ويعقوبَ والأسباطِ وعيسى وأيّوبَ ويونُسَ وهارونَ وسُليمانَ وآتينا داودَ زَبورا» (2).
  ونقل القرآن قصّة أيّوب عليه السّلام في سورة الأنبياء، في قوله تعالى: وأيّوبَ إذ نادى رَبَّهُ أنّي مَسَّنيَ الضُرُّ وأنتَ أرحمُ الراحيمن * فَاسْتَجَبنا له فكَشَفنا ما به مِن ضُرٍّ وآتيناه أهلَهُ ومِثْلَهم معهم رحمةً مِن عندِنا وذِكرى للعابدين (3).
  وفي سورة ص، قوله تعالى: واذكُر عبدَنا أيّوبَ إذ نادى ربَّه أنّي مَسَّنِي الشَّيطانُ بنُصبٍ وعَذاب * اركُضْ برِجلِكَ هذا مُغتَسَلٌ باردٌ وشَراب * ووهبنا له أهلَهُ ومِثلَهم معهم رحمةً منّا وذِكرى لاُولي الألباب * وخُذْ بيدِكَ ضِغْثاً فاضرِبْ به ولا تَحنَثْ إنّا وجدناه صابراً نِعمَ العبدُ إنّه أوّاب (4).
  وملخّص قصّته أنّ الله تعالى ابتلاه بالضرّ في نفسه وأولاده، فصبر على المحنة، فمدحه سبحانه وأثنى عليه فعدّه صابراً أوّاباً، وقال عنه بأنّه نِعم العبد.
  ثمّ فرّج الله تعالى عنه، فعافاه وآتاه أهله ومثلهم معهم، وأمره أن يضرب امرأته ولا يحنث في يمينه ـ وقد كان نذر يوماً أن يضربها عقوبةً على حادثة، لو عُوفي ـ فأخذ عِذقاً فيه مائة شمراخ، فضربها ضربة واحدة فخرج من يمينه (5).

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
  الهوامش

1 ـ سورة ص / 44.
2 ـ النساء / 163.
3 ـ الأنبياء / 83 و 84.
4 ـ ص / 41.
5 ـ تفسير الميزان، للطباطبائي 224:17 ـ 227 ملخّصاً .


باب حطّة

  الحَطّ إنزال الشيء من عُلْوٍ، وقد حَطَطت الرَّحْل: إذا أنزلته (1).
  و «باب حِطّة» مصطلح منتزع من القرآن الكريم، يُقصد به ـ كما في الروايات التي تناقلتها الموسوعات الحديثية الإسلاميّة ـ أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السّلام والأئمّة الأطهار عليهم السّلام.
  وأصله ما ورد في سورة البقرة، الآية 58، خطاباً لبني إسرائيل: وإذ قُلنا ادخُلوا هذه القريةَ فكُلوا منها حيثُ شِئتم رَغَداً وادْخُلُوا البابَ سُجَّداً وقولوا حِطّة نَغفِرْ لكم خطاياكم .
  حيث أُمِروا أن يقولوا كلمةً ليحطّ الله عنهم أوزارهم، لكنّهم بدّلوا غير الذي قيل لهم .
  وروى أبو ذرّ الغفاري وأبو سعيد الخُدري وابن عبّاس، عن النبيّ الأكرم صلّى الله عليه وآله أنّه قال:«إنمّا مَثَلُ أهل بيتي في أمّتي مَثَلُ باب حطّة في بني إسرائيل: مَن دخله نجا، ومَن لم يدخله هلك» (2).
  وفي رواية أنّ أمير المؤمنين عليه السّلام قال: «هؤلاء بنو إسرائيل نُصِب لهم بابُ حطّة، وأنتم ـ يا معشَر أمّة محمّد ـ نُصب لكم باب حطّة: أهل بيت محمّد عليهم السّلام، وأُمرتم باتّباع هُداهم ولُزوم طريقتهم ليغفر لكم بذلك خطاياكم وذنوبكم، وليزداد المحسنون منكم، وباب حطّتكم أفضل من باب حطّتهم...» (3).
  ورُوي عن الإمام الباقر عليه السّلام في قوله تعالى: وقولوا حطّة نغفرْ لكم خطاياكم قال: نحن باب حطّتكم (4).

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
  الهوامش

1 ـ المفردات، للراغب الإصفهاني 122.
2 ـ المعجم الأوسط، للطبراني 85:6 / ح 5870. فضائل الصحابة، لأحمد بن حنبل 785:2/ ح 1402.
3 ـ بحار الأنوار، للشيخ المجلسيّ 122:23 / ح 47.
4 ـ تفسير نور الثقلين، للحويزي 83:1. تفسير الدرّ المنثور، للسيوطي 71:1.


البأس

  من المفردات التي وردت في القرآن الكريم بمعانٍ متعدّدة، وتُدعى اصطلاحاً بالوجوه والنظائر.
  1 ـ البأس: الشدّة في الحرب (1)، ومنه قوله تعالى: نحنُ أُولو قُوّةٍ وأُولو بأسٍ شديد (2)، وقوله تعالى: والصابرينَ في البأساءِ والضَّرّاءِ وحينَ البأس (3).
  2 ـ البأس: العذاب (4)، ومنه قوله تعالى: فلمّا رَأَوا بأسَنا (5)، أي عذابنا .
  وقوله تعالى: فمَن يَنصُرنا مِن بأسِ اللهِ إن جاءنا (6)، يعني: من عذاب الله.
  3 ـ البأس: الفَقر والجُوع (7)، ومنه قوله تعالى: فأخَذْناهُم بالبأساءِ والضّرّاءِ (8)، البأساء من البأس، أو البُؤس.
  4 ـ البأس: القوّة (9)، ومنه قوله تعالى: وأنزَلْنا الحديدَ فيهِ بأسٌ شديدٌ ومَنافعُ للناس (10).
  وقد وردت مشتقّات للبأس أو للبؤس في موارد كثيرة من القرآن الكريم، نُجمل معانيها فيما يلي:
  • «البائس»: الجائع (11)، ومنه قوله تعالى وأطعِمُوا البائسَ الفقير (12).
  • «بَئيس »: مؤلم (13)، ومنه قوله تعالى وأخذْنا الذين ظلموا بعذابٍ بَئيسِ (14).
  • «الابتئاس» (الافتعال): الحزن (15)، ومنه قوله تعالى: فلا تَبتئسْ بما كانوا يفعلون (16).
  • «بئس، بئسما»: كلَمةُ ذمّ، تقابل كلمة «نِعمَ» (17)، ومنهما قوله تعالى: ولَبِئسَ ما شَرَوا بهِ أنفُسَهُم (18)، وقوله تعالى: بِئسَما اشتَرَوا بهِ أنفُسَهُم (19).

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
  الهوامش

1 ـ قاموس القرآن، للدامغاني 62 و 63، مجمع البحرين، للطريحيّ 108:1.
2 ـ النمل / 33.
3 ـ البقرة / 177.
4 ـ قاموس القرآن 62. مجمع البحرين 108:1. تفسير مجمع البيان، للطبرسي 832:8.
5 ـ غافر / 84.
6 ـ غافر / 29.
7 ـ قاموس القرآن 62. تفسير مجمع البيان 465:4.
8 ـ الأنعام / 42.
9 ـ تفسير الطبري 307:27. وانظر: تفسير مجمع البيان 363:9.
10 ـ الحديد / 25.
11 ـ تفسير مجمع البيان 130:7.
12 ـ الحجّ / 28.
13 ـ تفسير مجمع البيان 757:4 و 758.
14 ـ الأعراف / 165.
15 ـ تفسير مجمع البيان 240:5، تفسير الميزان للطباطبائي 229:10.
16 ـ هود / 36.
17 ـ المفردات، للراغب 66. مجمع البحرين 109:1.
18 ـ البقرة / 102، وقد تكرر اللفظ في 36 آية أخرى.
19 ـ البقرة / 90 و 93، الأعراف / 150.


البهتان

  لفظ قرآني وحديثي ذو مفهوم أخلاقي. وهذ اللفظ من مادّة ( بَهَتَ ) بمعنى: دَهِش وتَحيّر، وبمعنى: عَجِزَ. وهو في اللغة يدلّ على الكذب والافتراء (1).
  والبهتان في الاصطلاح القرآني والحديثي والأخلاقي يراد به القول على شخص ما لم يفعله (2). واستناداً إلى مصادر اللغة والتفسير، فإنّ إطلاق كلمة البهتان نابع من الافتراء والكذب على شخص ممّا يجعل المفترى عليه مبهوتاً متحيّراً لدى سماعة ما نُسب إليه كذباً .
  وتذكر بعض المصادر أن المراد بالبهتان مجرّد الكذب والافتراء الذي يؤدّي إلى البَهْت والحيرة (3).
  استُعملَتْ لفظة البهتان في القرآن الكريم 6 مرّات. وبيّنت الآية 112 من سورة النساء المفهومَ القرآني للبهتان في أن ينسب الإنسانُ ما ارتكب من خطيئة أو إثم إلى شخصٍ آخر (4): ومَن يَكسِبْ خَطيئةً أو إثماً ثُمّ يَرْمِ بهِ بَريئاً فَقَد احتَملَ بُهتاناً وإثماً مُبيناً . ويذكر بعض المفسرين أن إيذاء المؤمنين بلا ذنب إنّما يُعدّ من البهتان (5) كما يُفهم من الآية 58 من سورة الأحزاب: والذينَ يُؤذونَ المؤمنين والمؤمناتِ بغيرِ ما اكتَسَبوا فقدِ احتَمَلوا بُهتاناً وإثماً مُبيناً . ويميل مفسّرون آخرون إلى أن جرم الإيذاء في الآية شبيه بالبهتان، في حين يرى آخرون أن الإيذاء اللساني هو من مصاديق البهتان (6).
  وحمل عدد من الآيات ذِكرَ البهتان في معرض الذم واللوم، منها الآية 156 من سورة النساء، والآية 16 من سورة النور.. حول اتهام بني إسرائيل مريمَ عليها السّلام بالفحشاء، وحول قضيّة الإفك، باستخدام تعبير بهتان عظيم (7).
  ويبدو أن المراد من البهتان في الآية 20 من سورة النساء: نسبة الفحشاء إلى الزوجة من قبل الزوج أو نسبة الكذب (8). ويشير العلامة الطباطبائي في هذا السياق إلى أن استعمال اصطلاح ( البهتان ) في الكذب ، لأنّ البهتان غالباً ما ينطوي على الكذب (9).
  وفي التفاسير أن البهتان في الآية 12 من سورة الممتحنة يعني أن تنسب المرأة إلى زوجها طفلاً لقيطاً أو ناشئاً من زنا (10).
  واستُخدم البهتان في الأحاديث بهذا المفهوم العام، وصُرِّح فيها بأنّ البهتان أن تقول فيه ما ليس فيه (11).
  وفي وصيّة النبيّ صلّى الله عليه وآله لأبي ذرّ مقايسة بين البهتان والغِيبة، إذ الغِيبة إظهار شيء من المؤمن كان مخفياً، ولكنّ البهتان نسبةُ شيء إلى المؤمن على سبيل الكذب (12). كما أكدت أحاديث أخرى على عِظَم ذنب البهتان وعلى عقوبته الأخروية الفادحة (13).

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
  الهوامش

1 ـ معجم مقاييس اللغة لابن فارس، مفردات الراغب الاصفهانيّ، لسان العرب لابن منظور، معجم العين للخليل بن أحمد الفراهيدي ـ وكلها تحت مادة ( بهت ).
2 ـ معجم مقاييس اللغة، مفردات القرآن، لسان العرب ـ مادة ( بهت ).
3 ـ مجمع البحرين للطريحي ـ مادة ( بهت ).
4 ـ مجمع البيان للطبرسي، الميزان في تفسير القرآن، تفسير القرطبي، الكشاف للزمخشري ـ في تفسير الآية الكريمة.
5 ـ مجمع البيان، الميزان في تفسير القرآن ـ في تفسير الآية الكريمة.
6 ـ مجمع البيان ـ في تفسير الآية الكريمة.
7 ـ مجمع البيان، الميزان في تفسير القرآن، الكشاف للزمخشري ـ في تفسير الآية الكريمة.
8 ـ الكشاف للزمخشري ـ في تفسير الآية الكريمة.
9 ـ الميزان في تفسير القرآن ـ في تفسير الآية الكريمة.
10 ـ تراجع التفاسير المذكورة سابقاً.
11 ـ الكافي للكليني 358:2 / الحديث 6 ، 7.
12 ـ وسائل الشيعة للحر العاملي 598:8 ـ 599 / الحديث 9 ، وص 600 / الحديث 14.
13 ـ الكافي للكليني 357:2 ـ 358 / الحديث 5.



التبذير

  التفريق، وأصله إلقاء البَذر وطرحُه، فاستُعير لكلّ مُضيِّعٍ لماله (1).
  وقد فُرِّق بين التبذير والإسراف في أنّ التبذير: الإنفاق فيما لا ينبغي، والإسراف: الصَّرْف زيادة على ما ينبغي (2). والتبذير في الاصطلاح الأخلاقيّ هو إنفاق كلّ ما لا يَجدُر إنفاقه (3).
  والتبذير هو أحد الرذائل الأخلاقيّة المنهيّ عنها في القرآن الكريم، قال تعالى:   وآتِ ذا القُربى حقَّهُ والمسكينَ وابنَ السَّبيلِ ولا تُبذِّرْ تبذيراً * إنّ المبذِّرينَ كانوا إخوانَ الشياطينِ وكان الشيطانُ لربِّه كَفوراً (4).
  قال الإمام الصادق عليه السّلام في تفسير هذه الآية: مَن أنفق شيئاً في غير طاعته فهو مُبذّر، ومن أنفق في سبيل الخير فهو مقتصد (5).

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
  الهوامش

1 ـ المفردات، للراغب الإصفهاني 40.
2 ـ مجمع البحرين، للطريحي 128:1 «بذر».
3 ـ التعريفات، للجرجاني 10.
4 ـ الاسراء / 26 و 27.
5 ـ تفسير العيّاشي 288:2.



الثَّقَلان

  وردت كلمة «الثَّقَلان» في القرآن الكريم بمعنى الجنّ والإنس، سُمِّيا بذلك لأنّهما كالثَّقَل للأرض وعليها، أو لفضلهما على سائر الحيوانات بالتمييز (1). قال تعالى: سَنَفْرُغُ لكم أيُّها الثَّقَلان (2).
  أمّا في كتب الحديث والتفسير واللغة، فقد استُعمل هذا التعبير أيضاً في معنى آخر هو: القرآن والعترة، إذ سمّاها النبيّ الأكرم صلّى الله عليه وآله ثقلَين، إعظاماً لقدْرهما وتفخيماً لشأنهما، أو لأنّ الأخذ بهما ثقيل، والعمل بهما ثقيل (3)، والعرب تقول لكلّ شيءٍ نفيس خطير قصون «ثَقَل»، فوظّفَ النبيُّ صلّى الله عليه وآله هذا اللفظَ للدلالة على القرآن والعترة. وقد ورد في حديث الثقلين المعروف المتواتر الذي رواه علماء المسلمين أنّ النبيّ الأكرم صلّى الله عليه وآله قال غير مرّة: «إنّي تاركٌ فيكم الثَّقلَين: كتابَ الله، وعترتي أهلَ بيتي» (4).
  والثَّقَل الأكبر يُراد به الكتاب، والثقل الأصغر: العترة عليهم السّلام (5).
  وفي حديثه صلّى الله عليه وآله: إنّ لكلّ نبيّ أهلاً وثقلاً، وهؤلاء ـ يعني عليّاً وفاطمة والحسن والحسين عليهم السّلام ـ أهلُ بيتي وثقلي (6).

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
  الهوامش

1 ـ لسان العرب، لابن منظور 114:2 و 115. مجمع البحرين، للطريحي 244:1.
2 ـ الرحمن / 31.
3 ـ لسان العرب 114:2. مجمع البحرين 245:1.
4 ـ مسند أحمد 17:3/ ح 10747. المصنَّف، لابن أبي شيبة 176:7/ ح 5.
5 ـ مجمع البحرين 245:1.
6 ـ الكافي 227:1/ ح 1.



الجبّار

  من أسماء الله تعالى، وقد ورد هذا الاسم في آية قرآنيّة واحدة هي الآية 23 من سورة الحشر: العزيزُ الجبّارُ المتكبّر .
  وفي تفسير تسميته تعالى بالجبّار ثلاثة أقوال:
  1 ـ الجبّار ( في صفة الله عزّوجلّ ): الذي لا يُنال، ومنه قولهم «نَخلةٌ جبّارة»، وهي العظيمة التي تَفوتُ يدَ المُتناوِل (1).
  2 ـ الجبّار: القاهرُ خلْقَه على ما أراد من أمرٍ ونَهي (2)، ومنه قولهم: رجلٌ جبّار، أي مُسلَّط قاهر. قال تعالى: وما أنتَ عليهم بجبّار (3) أي بمُسلَّط فتقهرهم على الإسلام (4).
  وينبغي الالتفات في هذا الشأن إلى أنّ إطلاق اسم الجبّار على الله عزّوجلّ لا ينطبق على مقولة «الجَبْريّة» (5)، بل يعني إجباره تعالى عبادَه على أشياء معيّنة حسبما تقتضيه الحكمة الإلهيّة، كإكراههم على المرض والموت والبعث، وإلى ذلك يُشير قوله تعالى عَسَى أن تَكرهوا شيئاً وهو خيرٌ لكم (6).
  3 ـ الجبّار: من الجَبْر، وهو إصلاح الشيء بضربٍ من القهر. يُقال: جَبَرتُه فانجبر. قيل: سُمّي تعالى بذلك من قولهم «جَبَرتُ الفقير»، لأنّه هو الذي يجبر الناس بفائضِ نِعمِه (7).
  وروي عن أمير المؤمنين عليّ عليه السّلام أنّه قال: «يا بارئَ المَسْموكات وجبّارَ القلوب على فِطرتها»، قيل: جَبرَ القلوبَ على فطرتها من المعرفة (8).
  4 ـ الجبّار: المتكبّر، ومنه قوله تعالى: ولم يَجَعلْني جبّاراً (9) يعني متكبّراً (10).

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
  الهوامش

1 ـ لسان العرب، لابن منظور 165:2 «جبر».
2 ـ لسان العرب 165:2. مجمع البحرين، للطريحي 265:1.
3 ـ ق: 45.
4 ـ لسان العرب 166:2. قاموس القرآن، للدامغاني 100.
5 ـ الجبريّة: الذين قالوا: نحن مجبورون في أعمالنا، وإنّ الأفعال منسوبة إلى الناس على المَجاز لا على الحقيقة. وفي قولهم إبطال للثواب والعقاب، ونسبة الجور إلى الله تعالى.
6 ـ البقرة: 216.
7 ـ المفردات، للراغب الاصفهاني 86.
8 ـ المفردات 86.
9 ـ مريم: 32.
10 ـ قاموس القرآن 100.



جَبرئيل

  أحد ملائكة الله المقرّبين الأربعة، وهم: جبرئيل، وميكائيل، وإسرافيل، وعزرائيل، وجبرئيل أفضلهم.
  وقد أشير إليه في ثلاث آيات قرآنيّة، هي: الآية 97 والآية 98 من سورة البقرة، والآية 4 من سورة التحريم.
  سُميّ جَبرئيل في القرآن الكريم والسنّة بأسماء أخرى، أشهرها: «روح القُدُس» و «الرُّوح الأمين»، قال تعالى: قُل نَزّلَهُ رُوحُ القُدُس مِن ربِّكَ (1)، وقال تعالى: نَزَلَ بهِ الرُّوحُ الأمينُ * على قَلبِك (2)، وقال: قُل مَن كانَ عَدُوّاً لجِبريلَ فإنّه نَزّلَهُ على قلِبكَ بإذنِ الله (3).
  وأُشير إليه بأسماء أخرى، من أمثال: «شديد القُوى »(4) و «رسولٌ كريم» (5) و «الرُّوح» (6). وذكرت سورة النجم أمر رؤية النبيّ الأكرم صلّى الله عليه وآله لجبرئيل عليه السّلام، في قوله تعالى: ذو مِرّةٍ فاستوى * وهُو بالأُفقِ الأعلى (7)، حيث قال المفسّرون: إنّ جبرئيل عليه السّلام كان يأتي النبيّ صلّى الله عليه وآله في صورة الآدميّين، فسأله النبيُّ صلّى الله عليه وآله أن يُريه نفسه على صورته التي خُلق عليها... وكان النبيّ صلّى الله عليه وآله بـ «حِراء»، فطَلعَ له جبرئيل عليه السّلام من المشرق، فسدّ الأُفق إلى المغرب (8).
  وجاء في كثير من الروايات أنّ جبرئيل عليه السّلام كان يأتي النبيَّ صلّى الله عليه وآله في هيئة شابّ وسيم يُدعى دِحيةَ الكَلْبيّ.
  وكان لجبرئيل عليه السّلام حضور فاعل طوال مسيرة الإسلام، منذ أن نزل على النبيّ الأكرم صلّى الله عليه وآله في غار حِراءَ بأوّل آيات القرآن، وقرأ عليه سورة العَلَق، ومروراً بمساندته المسلمين مع سائر الملائكة في حروبهم، وخاصّة في معركة بدر، ثمّ مرافقته النبيَّ الكريم صلّى الله عليه وآله في مِعراجه .
  ونُقل أنّه نزل على إبراهيم عليه السّلام خمسين مرّة، وعلى موسى عليه السّلام أربعمائة مرّة، وعلى عيسى عليه السّلام عشر مرّات، وعلى محمّد صلّى الله عليه وآله أربعة وعشرين ألف مرّة (9).

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
  الهوامش

1 ـ النحل: 102.
2 ـ الشعراء: 193 و 194.
3 ـ البقرة: 97.
4 ـ في قوله تعالى: «علّمه شديدُ القُوى» النجم: 5.
5 ـ في قوله تعالى: «إنّه لَقولُ رسولٍ كريم» التكوير: 19.
6 ـ في قوله تعالى: «تَنَزَّلُ الملائكةُ والرُّوحُ فيها بإذنِ ربِّهم من كلِّ أمر» القدْر: 4.
7 ـ النجم: 6 و 7.
8 ـ تفسير مجمع البيان، للطبرسي 262:9.
9 ـ مجمع البحرين، للطريحي 266:1.



حبل الله

  اصطلاح قرآنيّ ورد في الآية 103 من سورة آل عمران: واعتصِموا بحبلِ اللهِ جميعاً ولا تَفَرَّقوا».
  وقيل في معنى «حبل الله أقوال:
  1 ـ أنه القرآن الكريم، وهو قول أبي سعيد الخُدريّ وابن مسعود (1).
  2 ـ أنّه دين الإسلام، وهو قول ابن عبّاس وأبي زيد (2).
  3 ـ أنّه أهل البيت، فقد روي عن الإمام الصادق عليه السّلام في قوله تعالى: واعتَصِموا بحبلِ اللهِ جميعاً ولا تَفَرَّقوا قال: نحن الحبل (3).
  وروي عن الإمام الكاظم عليه السّلام أنّه سئل عن الآية المذكورة فقال: عليّ بن أبي طالب عليه السّلام هو الحبل المتين (4). وروي عن الإمام الباقر عليه السّلام أنّه قال: آل محمّد عليهم السّلام هم حبل الله الذي أُمِرنا بالاعتصام به، فقال تعالى: واعتَصِموا بحبلِ اللهِ جميعاً ولا تَفرّقوا (5).
  وقد وردت روايات متواترة في ضرورة التمسّك بكتاب الله تعالى وبالعترة عليهم السّلام، وأنّهما الثقلان اللذان خلّفهما رسول الله صلّى الله عليه وآله في أمّته، وروى أبو سعيد الخُدريّ عن النبيّ الأكرم صلّى الله عليه وآله أنّه قال: «أيّها الناس، إنّي قد تركتُ فيكم حبلَين إن أخذتُم بهما لن تضلّوا بعدي، أحدهما أكبر من الآخر: كتاب الله حبلٌ ممدود من السماء إلى الأرض، وعترتي أهل بَيتي، وإنّهما لن يتفرّقا حتّى يَرِدا علَيَّ الحوض» (6).

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
  الهوامش

1 ـ تفسير مجمع البيان، للطبرسيّ 805:2.
2 ـ تفسير مجمع البيان 805:2.
3 ـ أمالي الطوسي 272:1 حديث 510.
4 ـ تفسير العيّاشي 217:1 حديث 122. تفسير الصافي، للفيض الكاشاني 365:1.
5 ـ تفسير العيّاشي 217:1 حديث 123.



الحفيظ

  من صفات الله عزّوجلّ، الذي لا تَعزُب عن حفظه الأشياءُ كلّها، وقد حفِظ سبحانه على خلقه وعباده ما يعملون من خير وشرّ، وحفِظ السماوات والأرض بقدرته، لا يَؤودُه حِفظُهما وهو العليّ العظيم.
  الحافظ والحفيظ: الموكَّل بالشيء يحفظه، والحفَظَة: الملائكة الذين يُحصُون الأعمال ويكتبونها على بني آدم (1).
  والحِفظ: العِلم، ومنه قوله تعالى: وربُّكَ على كلّ شيءٍ حَفيظٌ (2)، أي عالِم لا يفوته عِلم شيء من أحوالهم (3)، وقوله تعالى: بما استُحفِظوا مِن كتابِ الله (4)، أي بما عُلِّموا وأُودعوا (5).
  والحِفظ: الصيانة والتعاهد، ومنه قوله تعالى: إنّ رَبِّي عَلى كُلّ شيءٍ حَفيظ (6)، يحفظه من الهلاك إن شاء، ويُهلكه إذا شاء. وقيل: إنّ ربيّ يحفظني عنكم وعن أذاكم (7)، وقوله تعالى: فَمَا أرسلناكَ عَلَيهم حَفيظاً (8)، أي حافظاً (9). والحِفظ: ضدّ النسيان، ومنه قوله تعالى: والَّذين اتّخذوا مِن دُونِه أولياءَ اللهُ حَفيظٌ علَيهم (10)، أي حافظ عليهم أعمالَهم، لا يَعزُب شيءٌ منها عنه، ليُجازيهم على ذلك كلّه (11)، وقوله تعالى: وعِندَنا كتابٌ حَفيظ (12)، أي حافظ لأعمالهم (13).

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
  الهوامش

1 ـ لسان العرب، لابن منظور 242:3 «حفظ».
2 ـ سبأ: 21.
3 ـ تفسير مجمع البيان، للطبرسي 609:8.
4 ـ المائدة: 44.
5 ـ قاموس القرآن، للدامغاني 138.
6 ـ هود: 57.
7 ـ تفسير مجمع البيان 259:5.
8 ـ النساء: 80. الشورى: 48.
9 ـ لسان العرب 243:3. المفردات، للراغب الإصفهانيّ 124.
10 ـ الشورى: 6.
11 ـ تفسير مجمع البيان 34:9.
12 ـ ق: 4.
13 ـ المفردات 124.



حِطّة

  الحَطّ إنزال الشيء من عُلُوّ، وحَطَطتُ الرَّحْلُ حَطّاً: أنَزلتُه من عُلُوٍّ إلى سُفلٍ (1)، وفي الدعاء: حَطّ اللهُ عنه وِزرَه: وَضَعه، أي خفّف الله عن ظهره ما أثقله من الوِزر، واستحطَّه وِزره: سأله أن يحُطّه عنه، والاسم: الحِطّة (2).   وقد وردت هذه الكلمة في موضعين من القرآن الكريم، هما: الآية 58 من سورة البقرة: وادخُلُوا البابَ سُجَّداً وقولوا حِطَّةٌ نغفِرْ لكم خطاياكم ، والآية 161 من سورة الأعراف: وقولوا حِطَّةٌ وادخُلُوا البابَ سُجّداً نغفِرْ لكم خطيئاتكم ، وكلا الآيتين خطاب لبني إسرائيل.
  قال أكثر المفسّرين في تفسير قوله تعالى: قُولوا حِطّة : أي حُطَّ عنّا ذُنوبنا (3)، وقد حَرّف بنو إسرائيل هذا القول، فسمّاهم الله تعالى ظالمين وفاسقين.
  وفي الحديث الشريف: «مَن ابتلاه اللهُ ببلاءٍ في جسده، فهو له حِطّة» أي يحطّ عنه خطاياه وذنوبه (4). وروي عن الإمام الباقر عليه السّلام أنّه قال: «نحنُ بابُ حطّتكم» (5). وقد تحدّثنا عن هذا المصطلح القرآني في باب حطّة، فراجع .

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
  الهوامش

1 ـ مجمع البحرين، للطريحي 423:1. المفردات، للراغب الإصفهاني 122.
2 ـ لسان العرب، لابن منظور 224:3 «حطط».
3 ـ مجمع البحرين 422:1. المفردات 122. تفسير مجمع البيان، للطبرسي 247:1. 4 ـ مجمع البحرين 423:1.
5 ـ تفسير مجمع البيان 247:1.



الحكيم

  من أسماء الله تعالى، ومعناه الحاكم وهو القاضي، أو الذي يُحكِم الأشياء ويُتقِنها، أو ذو الحِكمة، والحكمة عبارة عن معرفة أفضل الأشياء بأفضل العلوم (1).
  وقيل: إنّ الحكمة هي إصابة الحقّ بالعِلم والعقل، وإنّ الحكمة من الله تعالى هي معرفة الأشياء وإيجادها على غاية الإحكام، ومن الإنسان معرفة الموجودات ومعرفة الخيرات، فإذا قيل في الله تعالى: «هو حكيم»، فمعناه بخلاف معناه إذا وُصف به غيره، ومن هذا الوجه قال تعالى: أليسَ اللهُ بأحكمِ الحاكمين ؟! (2).
  ولقد أخبرَنا سبحانه أنّه حكيم لا يفعل إلاّ ما فيه مصلحة، ولا يريد إلاّ ذلك، فليس لنا أن نُسيء به الظنّ فيما يُنسَب إليه من الفِعل بعد هذا العِلم الاجماليّ بحكمته المطلقة، فضلاً عن سؤاله عمّا يفعل (3).
  وقد تكرر هذا الاسم في القرآن الكريم 91 مرّة، اقترن في معظمها إمّا باسم «العزيز» أو باسم «العليم» (4).

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
  الهوامش

1 ـ لسان العرب، لابن منظور 270:3 «حكم». مجمع البحرين، للطريحي 440:1.
2 ـ التين: 8. راجع: المفردات، للراغب الإصفهاني 127.
3 ـ تفسير الميزان 294:14.
4 ـ المعجم المفهرس لألفاظ القرآن، لمحمّد فؤاد عبدالباقي «حكم».



الحمد

  نقيض الذمّ، يُقال حَمِدْته على فِعله، ومنه المَحْمَدة خلاف المذمّة (1).
  والحمد والمدح والشكر متقاربة المعنى، والفرق بين الحمد والشكر أنّ الحمد نقيض الذمّ كما أنّ المدح نقيض الهجاء، والشُّكر نقيض الكُفران. والحمد قد يكون من غير نعمة، والشُّكر يختصّ بالنعمة (2).
  وقيل: إنّ الحمد هو الثناء بالجميل على قَصْد التعظيم والتبجيل للممدوح، سواء للنعمة وغيرها، والشكر فعل يُنبئ عن تعظيم المُنعِم لكَونه منعماً، سواء كان باللسان أو بالجَنان أو بالأركان (3).
  والحمد لله تعالى هو الثناء عليه بالفضيلة، وهو أعمّ من الشُّكر (4)، وقيل في معنى قوله تعالى: الحمدُ للهِ ربِّ العالمين (5): الأوصاف الجميلة والثناء الحسن كلّها لله الذي تحقّ له العبادة لكونه قادراً على أصول النِعم وفاعلاً لها، ولكونه مُنشئاً للخلق ومربّياً لهم ومُصلحاً لشأنهم ، وفي الآية دلالة على وجوب الشكر لله على نِعمه، وفيها تعليم للعباد كيف يحمدونه (6).
  وقيل: إنّه ما من حمدٍ يَحمَدُه حامدٌ لأمرٍ محمود إلاّ كان لله سبحانه حقيقةً؛ لأنّ الجميل الذي يتعلّق به الحمد إنّما هو منه سبحانه، فلله سبحانه جنس الحمد، وله سبحانه كلّ حمد (7).
  وذكر البعض بأنّ جميع الموجودات ـ ومنها الإنسان ـ تحمد ربّها قولاً وفعلاً وحالاً، وأن الآية الكريمة: وإنْ مِن شيءٍ إلاّ يُسبّحُ بحمدِه (8) تُشير إلى أنَّ كشف الأشياء عن نِعم الوجود وسائر جهات الكمال التي أودعها ربّها فيها هو حمدٌ منها له سبحانه (9).

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
  الهوامش

1 ـ لسان العرب، لابن منظور 314:3 «حمد».
2 ـ تفسير مجمع البيان، للطبرسي 94:1.
3 ـ مجمع البحرين، للطريحي 451:1.
4 ـ المفردات، للراغب الإصفهاني 131.
5 ـ الفاتحة: 2.
6 ـ تفسير مجمع البيان 97:1.
7 ـ تفسير الميزان، للطباطبائي 17:1.
8 ـ الإسراء: 44.
9 ـ انظر: تفسير الميزان19:1



الخالق

  الخالق: الخَلْق في اللغة: ابتداع الشيء على مِثال لم يُسبَق إليه، وخلقَ الله الشيءَ يَخْلُقه خَلْقاً: أحدَثَه بعد أن لم يكن (1).
  قال تعالى: خَلَقَ السماواتِ والأرضَ أي أبدعهما واخترعهما (2)، بدلالة قوله سبحانه: بديعُ السماواتِ والأرض (3).
  ويُستعمل اصطلاح «الخلق» أيضاً في إيجاد الشيء من الشيء (4)، ومنه قوله تعالى: خَلَقَكم مِن نَفْس واحدة (5)، وقوله: خَلقَ الإنسانَ من نُطفة (6).
  وليس الخَلْق الذي هو الإبداع إلاّ لله تعالى، ولهذا قال في الفصل بينه تعالى وبين غيره أفمَن يَخلُقُ كمَن لا يَخلُق أفلا تَذَكّرون (7)، وقال عزّوجلّ: هذا خَلْقُ الله فأروني ماذا خَلقَ الذين مِن دونِه (8).
  وقد تكرر اسم «الخالق» في القرآن الكريم 8 مرّات، وتكرّرت صيغة المبالغة «الخلاّق» مرّتين (9). والخالق والخلاّق من صفاته سبحانه، ولا تجوز هذه الصفة بالألف واللام لغير الله تعالى .
  وأصل الخَلْق: التقدير، قال تعالى: فتَباركَ اللهُ أحسَنُ الخالِقين (10)، أي أحسَنُ المُقدِّرين (11). وإلى ذلك يُشير الحديث القدسي: «خَلقتُ الخيرَ وأجرَيتُه على يَدَي مَن أُحِبّ، وخَلَقتُ الشرَّ وأجريتُه على يَدَي مَن أريده» (12)، والمراد بخلق الخير والشرّ خَلْق تقديرٍ لا خلق تكوين، أي تقديرهما في اللوح المحفوظ، أمّا وجود الخير والشرّ في الخارج فمِن فِعلِنا (13).
  وقيل إنّ المراد بخلق الخير والشرّ إمّا تقديرهما، أو خلق الآلات والأسباب التي بها يتيسّر فِعل الخير وفعل الشرّ، أو كناية عن أنّهما يحصلان بتوفيقه وخِذلانه (14).

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
  الهوامش

1 ـ لسان العرب، لابن منظور 193:4.
2 ـ تفسير مجمع البيان، للطبرسي 423:4.
3 ـ البقرة: 117، الأنعام: 101.
4 ـ المفردات، للراغب الإصفهاني 157.
5 ـ النساء: 1، الأعراف: 189، الزمر: 6.
6 ـ النحل: 4.
7 ـ النحل: 17.
8 ـ لقمان: 11.
9 ـ انظر المعجم المفهرس لألفاظ القرآن، لمحمّد فؤاد عبدالباقي مادّة «خلق».
10 ـ المؤمنون: 14.
11 ـ لسان العرب 193:4.
12 ـ الكافي، للكُليني 154:1 حديث 1 باختصار .
13 ـ مجمع البحرين، للطريحيّ 549:1.
14 ـ مرآة العقول، للشيخ المجلسيّ 172:2.



الخبير

  من أسماء الله عزّوجلّ العالِم بما كان وما يكون. يقال: خَبُرتُ بالأمر، أي عَلِمتُه. وخَبَرتُ الأمرَ أَخْبُرُه: إذا عرفتُه على حقيقته (1).
  وقد تكرّر هذا الاسم في القرآن الكريم 43 مرّة، وورد مرّتين في غير الله تعالى، وذلك في قوله سبحانه: ولا يُنَبِّئُكَ مِثلُ خبيرٍ (2)، وقوله: ثمّ استَوَى علَى العرشِ الرحمنُ فاسْأَل بهِ خبيراً (3).
  وذُكر لاسم «الخبير» تفسيران:
  1 ـ الخبير: العالِم بكُنه الأشياء، المطّلع على حقيقتها. والخبير: الذي يَخْبُرُ الشيءَ بعِلمه ، وفي معناه قوله تعالى: فاسْأَل به خبيراً (4) أي اسأَل عنه خبيراً يَخْبُرُ (5).
  وجاء في تفسير قوله تعالى: وهُو اللطيفُ الخبير (6): العالِم بالعباد وأعمالِهم (7). وفي الحديث: وقد سئل عليه السّلام عن مسألةٍ، فقال: علَى الخبير سَقَطتَ، أي على العارِف والعالِم بها وقعتَ (8).
  2 ـ الخبير: المُخبِر، فيكون قوله تعالى: إنّ الله خبيرٌ بما تعملون (9) كقوله: فيُنبّئكم بما كنتم تعملون (10).

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
  الهوامش

1 ـ لسان العرب، لابن منظور 12:4 «خبر».
2 ـ فاطر: 14.
3 ـ الفرقان: 59. وراجع: المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم، لمحمّد فؤاد عبدالباقي مادّة «خبر».
4 ـ الفرقان: 59.
5 ـ لسان العرب 12:4.
6 ـ المُلك: 14.
7 ـ تفسير مجمع البيان، للطبرسي 490:10.
8 ـ مجمع البحرين، للطريحي 490:1.
9 ـ النور: 53.
10 ـ المائدة: 105، وسواها من الموارد. وانظر: المفردات، للراغب الإصفهاني 142.



الخيرات

  الخير ما يرغب فيه الكلّ، وهو ضدّ الشرّ (1)، والخيرات جمع خَيْرَة وهي الفاضلة من كلّ شيء (2)، قال تعالى: اُولئك لَهُمُ الخَيراتُ (3).
  وذكر المفسّرون في معنى الخيرات من قوله سبحانه: فَاسْتَبِقُوا الخَيراتِ (4): أي سارِعوا إلى الخيرات، والخيرات هي الطاعات لله تعالى. وقيل: معناه بادِروا إلى القبول من الله عزّوجلّ فيما يأمركم به مبادرةَ مَن يطلب السَّبقَ إليه. وقيل: معناه تنافَسوا فيما رُغِّبتم فيه من الخير (5).
  وذكر آخرون أن الخيرات في الآية الكريمة السالفة هي الأحكام والتكاليف (6)، وقالوا: الخيرات مُطلق الأعمال الصالحة من: عبادة أو إنفاق أو عدل أو قضاء حاجة. وهو جمعٌ محلّى باللام، ومعناه الاستغراق، ويكثر إطلاقه على الخيرات الماليّة، كما أنّ الخير يكثر إطلاقه على المال (7).
  وقد تكرر لفظ «الخيرات» بالمعاني السالفة في القرآن الكريم 9 مرّات، وورد مرّة عاشرة في وصف الحُور العِين (8)، وذلك في قوله تعالى: فِيهنّ خَيراتٌ حِسانٌ (9)، والمعنى أنّهن خيرات الأخلاق حِسان الخَلْق (10).

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
  الهوامش

1 ـ المفردات، للراغب الإصفهاني 160.
2 ـ لسان العرب، لابن منظور 257:4 «خير».
3 ـ التوبة: 88.
4 ـ البقرة: 148.
5 ـ تفسير مجمع البيان، للطبرسي 425:1.
6 ـ تفسير الميزان، للطباطبائي 384:5.
7 ـ تفسير الميزان 425:3.
8 ـ لاحظ المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم، محمّد فؤاد عبدالباقي، مادّة «خير».
9 ـ الرحمن: 70.
10 ـ لسان العرب 251:4.



الخُسران

  من الوجوه والنظائر التي وردت في القرآن الكريم للدلالة على معانٍ متعددة، ومن المعاني التي ذُكرت لهذه الكلمة:
  1 ـ الخُسران والخُسر: النقص (1). ومنه قوله تعالى: ولا تُخسِروا الميزان (2)، أي: ولا تُنْقصوا الميزان (3)، وقوله تعالى: ذلك هو الخُسْران المبين (4) أي النقصان المبين (5).
  واحتمل البعض أن يكون قوله تعالى: ولا تُخسِروا الميزان إشارة إلى تحرّي العدالة في الوزن، أو إشارة إلى تعاطي ما لا يكون به ميزان المرء في القيامة خاسراً (6).
  فيكون معنى الآية: لا تُخسِروا الثواب الموزون يوم القيامةِ (7).
  2 ـ الخُسْران والخُسْر: الضَّلال (8). ومنه قوله تعالى: فقد خَسِر خُسراناً مُبيناً (9) وقوله: إنّ الإنسان لَفي خُسْرٍ (10) يعني: لَفي ضَلال .
  3 ـ الخُسران: الغَبن، ومنه قوله تعالى: إنّ الخاسِرين الذين خَسِروا أنفسَهُم وأهلِيهم يومَ القيامة (11)، يعني: غَبَنوا أنفسهم فصاروا إلى النار، وغبنوا أهليهم في الجنّة ـ يعني الأزواج والخدم ـ فصاروا لغيرهم (12).
  4 ـ الخُسْران: الإهلاك، ومنه قوله تعالى: ويَقطعونَ ما أَمَرَ اللهُ به أن يُوصَلَ ويُفسِدونَ في الأرض أولئك هُمُ الخاسرون (13)، أي أهلكوا أنفسهم، فهم بمنزلة مَن هلك رأس مالِه (14).
  وروي عن الإمام الكاظم عليه السّلام في قوله تعالى: هل نُنَبّئُكم بالأخسَرينَ أعمالاً (15) أنّها في الذين يتمادون بحجّ الإسلام ويُسوّفونه (16). كما روي عن ابن عباس أنّ كلّ ما نَسَبه الله تعالى من الخسار إلى غير المسلمين، فإنّما عنى به الكفر، وما نسبه إلى المسلمين، فإنّما عنى به الدنيا (17).

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
  الهوامش

1 ـ لسان العرب، لابن منظور 90:4 «خسر». المفردات، للراغب الاصفهاني 147.
2 ـ الرحمن: 9.
3 ـ قاموس القرآن، للدامغاني 157.
4 ـ الحجّ: 11، الزمر: 15.
5 ـ مجمع البحرين، للطريحي 511:1.
6 ـ المفردات 148.
7 ـ مجمع البحرين 511:1.
8 ـ قاموس القرآن 157.
9 ـ النساء: 119.
10 ـ العصر: 2.
11 ـ الزمر: 15.
12 ـ قاموس القرآن 157.
13 ـ البقرة: 27.
14 ـ تفسير مجمع البيان، للطبرسي 168:1.
15 ـ الكهف: 103.
16 ـ مجمع البحرين 511:1.
17 ـ تفسير مجمع البيان 168:1.



دار السَّلام

  الدار اسم جامع للعَرصة والبناء والمحلّة، وكلّ موضعٍ حَلَّ به قومٌ فهو دارهم (1).
  وقد تكرر هذا الاصطلاح القرآني في القرآن الكريم مرّتين:
  في قوله تعالى: لَهُم دارُ السَّلام عندَ ربِّهم (2)، و قوله تعالى: والله يدعو إلى دارِ السَّلام (3).
  وذكر المفسّرون عدّة معانٍ للفظ «السلام»:
  1 ـ السلام هو الله تعالى (4)، ومنه قوله تعالى: السلامُ المؤمنُ المُهيمن (5)، فيكون معنى قوله «والله يدعو إلى دار السّلام»: يدعو إلى داره، وداره الجنّة (6).
  2 ـ السلام هو الخير، ومنه قوله تعالى: فاصفَحْ عنهم وقُلْ سلام (7)، يعني: وقُل خيراً، وقوله تعالى: وإذا خاطَبَهم الجاهلونَ قالوا سلاماً (8) أي قالوا خيراً (9).
  3 ـ السلام: السلامة من الشرّ، ومنه قوله تعالى لنوح عليه السّلام: إهبِطْ بسلامٍ منّا (10) يعني: بسلامة من الشرّ والغَرَق (11).
  4 ـ السلام: التحيّة، ومنه قوله تعالى: فسَلِّموا على أنفسِكُم تحيّةً من عند الله (12)، وقوله: والملائكة يدخُلون عليهم مِن كلّ بابٍ سلامٌ عليكم (13)، وهي تحيّة أهل الجنّة (14).
  وجمع بعضهم بين المعنيَين الأخيرَين في تفسير قوله تعالى: تحيّتهم فيها سلام (15): تحيّة الملائكة فيها «سلام»، يقولون: «سلام عليك»، أي سَلِمت من الآفات والمكاره التي ابتُلي بها أهلُ النار (16).

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
  الهوامش

1 ـ لسان العرب، لابن منظور 440:4 «سلم».
2 ـ الأنعام: 127.
3 ـ يونس: 25.
4 ـ تفسير مجمع البيان، للطبرسي 563:4. مجمع البحرين، للطريحي 869:2.
5 ـ الحشر: 23.
6 ـ تفسير مجمع البيان 156:5.
7 ـ الزخرف: 89.
8 ـ الفرقان: 63.
9 ـ قاموس القرآن، للدامعاني 246.
10 ـ هود: 48.
11 ـ قاموس القرآن 246. مجمع البحرين 868:2.
12 ـ النور: 61.
13 ـ الرعد: 23 و 24.
14 ـ قاموس القرآن 246.
15 ـ يونس: 10. إبراهيم: 23.
16 ـ تفسير مجمع البيان 141:5.



داود (عليه السّلام)

  من أنبياء الله تعالى، وهو من أنبياء وملوك بني إسرائيل، وكتابه «الزَّبور» .
  ذكره الله عزّوجل في عدّة مواضع من القرآن الكريم، منها الآية 163 من سورة النساء «وآتَيْنا داودَ زَبوراً»، ومنها الآيات 17 ـ 20 من سورة ص واذكُرْ عَبدَنا داودَ إنّه أوّاب * إنّا سَخَّرنا الجبالَ معه يُسبِّحنَ بالعَشيَّ والإشراق... .
  وقصّ علينا قصّة قتله لجالوت، وذكر أنّ الله آتاه المُلك والحِكمة وعلمّه ممّا يشاء (1)، وسمّاه خليفة الله في أرضه (2)، وذكر بأنّه تعالى سخّر الجبال والطير فصِرنَ يُسبّحنَ معه، وأنّه عزّوجلّ علّمه صُنع الدُّروع وارتداءها في الحرب (3).
  وكان داود عليه السّلام حسَن الصوت في القراءة، ولذلك نُسبت الألحان الطيّبة إليه فقيل «مزامير داود» (4).
  وذكر لنا القرآن قصّة حُكم داود عليه السّلام بين الخصمَين اللذَين تَسَوّرا عليه المحراب، وأنّ داود استغفر ربّه بعد حُكمه فغفر الله له (5).
  وفي رواية عن الإمام الرضا عليه السّلام تطرّق فيها إلى ما نُسب من الذنب إلى داود عليه السّلام، قال: لم يسأل (داود) المدّعي البيّنةَ على ذلك، ولم يُقبِل على المُدَّعى عليه فيقول له: «ماذا تقول ؟»، فكان هذا خطيئة رَسْم الحُكم (6).
  وفي الحديث: إذا ظهر أمر الأئمّة (من آل محمّد عليهم السّلام) حَكَموا بحُكم داود عليه السّلام، أي لا يَسألونَ البيّنة (7) لعدم حاجتهم إليها.

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
  الهوامش

1 ـ في الآيتين 250 و 251 من سورة البقرة.
2 ـ في الآية 26 من سورة ص.
3 ـ في الآيتين 79 و 80 من سورة الأنبياء.
4 ـ انظر مجمع البحرين، للطريحي 781:2.
5 ـ انظر سورة ص الآيات 21 ـ 25.
6 ـ مجمع البحرين 1229:2.
7 ـ الكافي 396:1 و 397.



الذِّبح العظيم

  تركيب وصفيّ ورد في القرآن الكريم مرّة واحدة، في قوله تعالى: وفَدَيناهُ بِذِبحٍ عظيمٍ (1).
  والذِّبح في اللغة: المذبوح، وهو ما يُذبَح من الأضاحي وغيرها من الحيوان (2).
  ذكر القرآن الكريم قصّة إبراهيم الخليل عليه السّلام حين أتاه آتٍ من عند الله تعالى في منامه فأراه يذبح ابنَه إسماعيل، فلمّا أخبر ابنه برؤياه امتثل إسماعيل لأمر الله عزّوجل وقال: يا أبتِ افعَلْ ما تُؤْمَر (3). فانطلق به إلى مِنى يوم النَّحر، وأضجعه لجنبه الأيسر عند الجمرة الوسطى، ثمّ أخذ الشفرة ليذبحه.. فنودي: يا إبراهيم قد صَدَّقتَ الرؤيا (4)، وفُدي إسماعيل بكبشٍ عظيم، فذَبَحه إبراهيم عليه السّلام وتصدّق به على المساكين (5).
  وفي حديث عن الإمام الرضا عليه السّلام، في قوله تعالى: وفَدَيناه بذِبحٍ عظيم ، قال: بكبشٍ أملح... كان يرتع قبل ذلك في رياض الجنّة أربعين عاماً، وما خرج من رَحِم أنثى قطّ، وإنّما قال الله جلَّ وعزّ له: «كُن» فكان، ليفتدي به إسماعيل، فكُلُّ ما يُذبح بمِنى فهو فديةٌ لإسماعيل إلى يوم القيامة (6).
  وفي حديث آخر عن الإمام الرضا عليه السّلام أنّ إبراهيم عليه السّلام تمنّى أنّه لم يُؤمَر بذبح الكبش مكان ولده، ليستحقّ بفجيعته بولده وصبره على مصابه به أرفع درجات الثواب، فأوحى الله تعالى إليه: «أذَبْحُ وَلَدِ حبيبي محمّد صلّى الله عليه وآله أوجَعُ لقلبك أو ذَبح ولدك بيدك في طاعتي ؟ قال: يا ربّ، بل ذبح ولده على أيدي أعدائه أوجَعُ لقلبي. فأوحى إليه أنّ طائفة تزعم أنّها من أمّة محمّد صلّى الله عليه وآله ستقتل الحسين عليه السّلام مِن بعده ظلماً وعدواناً كما يُذبح الكبش، فيستوجبون بذلك سخط الله. فجزع إبراهيم عليه السّلام لذلك وتوجّع، فأوحى الله تعالى إليه: قد فَدَيت جزعَك على ابنك إسماعيل لو ذبحتَه بيدك بجزعك على الحسين وقتله، وأوجبتُ لك أرفع درجات أهل الثواب على المصائب، فذلك قول الله عزّوجلّ: وفَدَيناهُ بذبْحٍ عظيم (7).
  وأمّا الذَّبيح، فقد سئل الإمام الصادق عليه السّلام عن الذبيح مَن كان ؟ فقال: إسماعيل، لأنّ الله تعالى ذكر قصّته في كتابه، ثم قال: وبَشّرناهُ بإسحاقَ نبيّاً من الصالحين (8).
  وقيل في شأن الذِّبح: المراد بعظمة الذِّبح عظمة شأنه بكوَنه من عند الله سبحانه، وهو الذي فدى به الذَّبيح (9).

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
  الهوامش

1 ـ الصافات: 107.
2 ـ لسان العرب، لابن منظور 23:5 «ذبح».
3 ـ الصافّات: 102.
4 ـ الصافّات: 104 و 105.
5 ـ تفسير مجمع البيان، للطبرسي 711:8 مختصراً .
6 ـ عيون أخبار الرضا عليه السّلام 189:1 حديث 1 .
7 ـ عيون أخبار الرضا 187:1 ـ 188 حديث 1 ملخّصاً .
8 ـ الصافّات: 112. راجع: من لا يحضره الفقيه 230:2 حديث 2278 .



الذلّة

  الذُّلّ في اللغة نقيض العزّ، وهو من الهَوَان والاستخفاف، والذِّلّ: ضد الصعوبة، وهو من اللِّين والانقياد (1).
  وقد ورد لفظ «الذلّة» في القرآن الكريم بعدّة معان:
  1 ـ الذلّة: التواضع والرحمة، ومنه قوله تعالى: أذِلّةٍ على المؤمنين (2) يعني متواضعين (3).
  وقيل: أي رُحَماء على المؤمنين، وهو من الذِّل الذي هو اللِّين، لا الذُّلّ الذي هو الهوان (4).
  2 ـ الذِّلة: الصَّغار، ومنه قوله تعالى: ضُرِبَتْ عليهم الذِّلّة (5)، وقيل أنّ معناه هَدْر النفس والمال والأهل، أو ذُلّ التمسّك بالباطل (6)، وقيل معناه: فُرضت عليهم الجزية والهوان، فلا يكونون في موضع إلاّ بالجزية (7).
  3 ـ الذِّلّة: التسخير، ومنه قوله تعالى: وذُلِّلَتْ قُطوفُها تذليلاً (8) يعني سُخِّرَت، وقوله عزّوجلّ: فاسلُكي سُبُلَ ربِّكِ ذُلَلاً (9) يعني مُسَخَّرة (10).
  4 ـ الذلّة: الكآبة وسواد الوجه، ومنه قوله تعالى: تَرهَقُهُم ذِلّة (11) أي كآبة (12).
  5 ـ الذِّلّة: اللِّين، ومنه قوله تعالى: هو الّذي جَعَل لكُمُ الأرضَ ذَلولاً (13) أي ليّنة يَسهُل لكم السلوك فيها (14).
  وفي الحديث أنّ رجلاً شكا إلى الإمام الصادق عليه السّلام جارَه، فقال: اصبِرْ عليه. فقال: يَنسِبُني الناسُ إلى الذُّل! فقال: إنّما الذليلُ مَن ظَلَم (15).

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
  الهوامش

1 ـ لسان العرب، لابن منظور 55:5 «ذلل». مجمع البحرين، للطريحي 643:1.
2 ـ المائدة: 54.
3 ـ قاموس القرآن، للدامغاني 184.
4 ـ مجمع البحرين 643:1.
5 ـ آل عمران: 112.
6 ـ مجمع البحرين 644:1.
7 ـ تفسير مجمع البيان، للطبرسي 814:2.
8 ـ الإنسان: 14.
9 ـ النحل: 69.
10 ـ قاموس القرآن 184.
11 ـ يونس: 27.
12 ـ قاموس القرآن 184.
13 ـ المُلك: 15.
14 ـ مجمع البحرين 643:1.
15 ـ بحار الأنوار 205:78.



ذو انتقام

  من أسماء الله تعالى الحسنى، وقد تكرر في القرآن الكريم أربع مرّات: الآية 4 من سورة آل عمران، الآية 95 من سورة المائدة، الآية 47 من سورة إبراهيم، والآية 37 من سورة الزمر. واقترن في جميع هذه الآيات باسمه تعالى «العزيز» (1).
  يقال: نَقِمْتُ الشيءَ ونَقَمْتُه إذا نَكرْتُه إمّا باللسان وإمّا بالعقوبة (2)، والنَّقِمَة والنِّقْمَة: المكافأة بالعقوبة، والجمع نَقِم ونِقم، والنِّقمة: الإنكار، ومنه قوله تعالى: هل تَنقِمونَ مِنّا (3) أي هل تنكرون (4).
  وقيل: إنّ الانتقام هو العقوبة، ولكن لا كلّ عقوبة، بل عقوبة خاصّة، وهي أن تُذيق غيرَك من الشرّ ما يُعادل ما أذاقك منه أو تزيد عليه.
  ومعنى الانتقام المنسوب إلى الله تعالى هو ما يتأتّى على مسلك الجزاء والثواب والعقاب، وغايته حفظ النظام، وهو من حقوق المجتمع الإسلاميّ (5).
  وجاء في معنى قوله تعالى: واللهُ عزيزٌ ذو انتقام (6): أي ذو قدرة على الانتقام من الكفّار لا يتهيّأ لأحدٍ منعه، والانتقام مجازاة المسيء على إساءته (7).

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
  الهوامش

1 ـ لاحظ المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم، لمحمّد فؤاد عبدالباقي ـ مادّة «نقم».
2 ـ المفردات، للراغب الاصفهاني 504.
3 ـ المائدة: 59.
4 ـ لسان العرب، لابن منظور 272:14 «نقم».
5 ـ تفسير الميزان، للطباطبائي 87:12 ـ 89 ملخّصاً.
6 ـ آل عمران: 4. المائدة: 95.
7 ـ تفسير مجمع البيان، للطبرسيّ 697:2.



ذو الجلال والإكرام

  من أسماء الله الحسنى، وقد تكرر في القرآن الكريم مرّتين، كلاهما في سورة الرحمن في الآية 27 والآية 72 (1).
  يقال: جَلَّ الشيءُ يَجِلّ جَلالاً وجَلالة أي عَظُمَ، والجليل من صفات الله تقدّس وتعالى، وقد يوصف به الأمر العظيم والرجل ذو القدْر الخطير. والجليل هو الموصوف بنعوت الجَلال، والحاوي جميعَها هو الجليلُ المطلَق، وهو راجع إلى كمال الصفات، كما أنّ «الكبير» راجع إلى كمال الذات، و «العظيم» راجع إلى كمال الذات والصفات (2).
  وقيل في تفسير قوله تعالى: ويَبقى وَجْهُ ربِّكَ ذو الجلالِ والإكرام (3): أي ذو العظمة والكبرياء واستحقاق الحمد والمدح بإحسانه الذي هو في أعلى مراتب الإحسان، وإنعامه الذي هو أصل كلّ إنعام، يُكرم أنبياءه وأولياءه بألطافه وأفضاله مع عظمته وجلاله .
  وقيل: معناه أنّه أهلٌ أن يُعظَّم ويُنزَّه عمّا لا يليق بصفاته (4).
  وفي الحديث عن النبيّ صلّى الله عليه وآله أنّه قال: أَلِظُّوا بـ «يا ذا الجلال والإكرام» أي داوِمُوا عليه (5).
  وفي الحديث، عن الإمام الباقر عليه السّلام، في قوله تعالى: تبارَكَ اسمُ ربِّكَ ذي الجلالِ والإكرام ، قال: نحنُ جَلال الله وكرامتُه التي أكرم الله تعالى العباد بطاعتنا ومحبّتنا .

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
  الهوامش

1 ـ لاحظ المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم، لمحمد فؤاد عبدالباقي ـ مادّة «جلل».
2 ـ لسان العرب، لابن منظور 334:2.
3 ـ الرحمن: 27.
4 ـ تفسير مجمع البيان، للطبرسي 306:9.
5 ـ لسان العرب 334:2. تفسير مجمع البيان 306:9.



ذو القَرْنَين

  لقب الإسكندر الرومي، وكان في الفترة بعد عيسى عليه السّلام.
  قيل: كان عبداً آتاه الله العِلم والحكمة وملّكه الأرض (1).
  ورد اسمه في القرآن الكريم في 3 مواضع، هي: الآيات 83 و 86 و 94 من سورة الكهف (2).
  قيل: سُمّي بذلك لأنّه دعا قومه إلى العبادة فَقَرَنوه، أي ضربوه على قَرْنَي رأسه، وقيل: لأنّه بلغ قُطْرَي الأرض: مشرقها ومغربها (3).
  وقيل: لأنّه رأى في المنام أنّه أخذ بقرنَي الشمس، ففُسِّر له بمُلك الشرق والغرب (4).
  وقد وصف الله تعالى ذا القرنَين بأنّه مَكَّن له في الأرض وآتاه من كلّ شيء سَبَباً، ومعناه أنّه أُوتي من كلّ شيء يتوصّل به إلى المقاصد المهمّة الحيويّة، كالعقل والعِلم والدِّين وقوّة الجسم وكثرة المال والجُند وسَعة المُلك وحُسن التدبير (5).
  وقد سئل أمير المؤمنين عليّ عليه السّلام عن ذي القرنَين، أنبيٌّ هو أم مَلِك ؟
  فقال: لا نبيّ ولا مَلِك، بل إنّما هو عبدٌ أحبَّ اللهَ فأحبّه، ونَصَح لله فنَصَح له ـ الحديث ـ ثمّ قال: وفيكم مثله ـ يعني نفسه سلام الله عليه (6).
  وفي الحديث عن الإمام الصادق عليه السّلام، قال: مَلَك الأرضَ كلّها مؤمنان وكافران، فأمّا المؤمنان فسليمان بن داود وذو القرنين عليهما السّلام، والكافران نمرود وبختنصّر (7).
  وقد رُوي عن رسول الله صلّى الله عليه وآله أنّه قال لعلي عليه السّلام: إنّ لك بيتاً في الجنّة وإنّك لَذو قَرنَيها. يعني: ذو قَرنَي الأمّة، أي: أنت فيهم كذي القرنَين (8).

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
  الهوامش

1 ـ مجمع البحرين، للطريحي 1470:3.
2 ـ المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم، لمحمّد فؤاد عبدالباقي ـ مادّة «قرن».
3 ـ لسان العرب، لابن منظور 136:1 «قرن». مجمع البحرين 1471.
4 ـ تفسير الميزان، للطباطبائي 400:13.
5 ـ تفسير الميزان 387:13 ـ 388.
6 ـ تفسير عليّ بن إبراهيم القمّي 40:2 ـ 41.
7 ـ الخصال، للشيخ الصدوق 255:1 ـ باب الأربعة.
8 ـ المفردات، للراغب الإصفهاني 401. لسان العرب 136:11.



رَبُّ الشِّعْرى

  اصطلاح قرآنيّ ورد في الآية 49 من سورة النجم، هي قوله تعالى: وأنَّه هُوَ رَبُّ الشِّعْرى .
  الشِّعْرى كوكب نَيِّر يقال له المِرْزَم يَطلعُ بَعد الجوزاء، وطلوعه في شدّة الحرّ (1).
  وهو كوكب مُضيء من الثوابت، قيل أن قبيلة خزاعة وحِمْيَر كانت تعبد هذا الكوكب (2).
  وقد خصّ الله تعالى الشِّعرى بالذِّكر لكثرة عابديها دون باقي الكواكب الصغيرة (3).
  وجاء في تفسير الآية المباركة المذكورة: أي هو رَبُّ ما تعبدونه، فكيف تعبدون الشِّعْرى من دونه سبحانه ؟ (4)، وجاء أيضاً: أي خالق الشِّعرى ومخترعها ومالكها، فلا تتّخذوا المربوبَ المملوك إلهاً (5).

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
  الهوامش

1 ـ لسان العرب، لابن منظور 137:7 «شعر».
2 ـ تفسير الميزان، للطباطبائي 53:19 ـ 54.
3 ـ معجم القرآن، لعبدالرؤوف المصري 289.
4 ـ مجمع البحرين، للطريحي 955:2.
5 ـ تفسير مجمع البيان، للطبرسي 276:9 ـ 277.



الرجس

  هو القَذَر وما يوجب التنفّر، وقد يكون مادّياً وظاهريّاً، كرجاسة الخنزير، قال تعالى: أو لحمَ خنزيرٍ فإنّه رجس (1).
  وقد يكون معنويّاً وباطنيّاً، كالشرك والكفر وقبائح الأفعال، قال تعالى: وأمّا الذين في قلوبِهم مَرَضٌ فزادَتهُم رِجساً إلى رِجسِهم (2)، وقال عزّوجلّ كذلك يَجعلُ اللهُ الرجسَ على الذينَ لا يُؤمنون (3). والرجس المعنويّ أثر نفسيّ ينشأ من تعلّق القلب بالاعتقاد الباطل أو العمل القبيح السيّئ.
  أمّا إذهاب الرجس، فهو إزالة كلّ ما يعكّر صفو النفس البشريّة ويميل بها صوب الزلل في العمل أو العقيدة، ويساوق إذهاب الرجس عن شخص ما منحَه العصمة التي تنأى به عن باطل الاعتقاد وسيّئ العمل (4).
  وقد خصّ الله تعالى في آية التطهير نبيّه الكريم صلّى الله عليه وآله، والإمام عليّ بن أبي طالب عليه السّلام، والصدّيقة الطاهرة فاطمة الزهراء عليها السّلام، والحسنَين عليهما السّلام بإذهاب الرجس عنهم وتطهيرهم (5).

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
  الهوامش

1 ـ الأنعام/ 145.
2 ـ التوبة/ 125.
3 ـ الأنعام/ 125.
4 ـ تفسير الميزان، للطباطبائيّ 330:12 و 331.
5 ـ انظر: «آية التطهير».



الرحمة

  من الوجوه والنظائر التي وردت في القرآن الكريم بمعانٍ متعدّدة. الرحمة رقّة تقتضي الإحسان إلى المرحوم.
  وقد تُستعمل تارةً في الرقّة المجرّدة، وتارةً في الإحسان المجرّد عن الرقّة. وإذا وُصف بها الباري سبحانه فليس يُراد بها إلاّ الإحسان المجرّد دون الرقّة (1).
  ومن المعاني التي وردت فيها «الرحمة» في القرآن الكريم:
  1 ـ الرحمة بمعنى الإسلام ، ومن ذلك قوله تعالى: يُدخِل مَن يَشاءُ في رحمته (2) يعني في دِينه الإسلام (3).
  2 ـ الرحمة: النبوّة (4)، ومنه قوله تعالى: واللهُ يَختصُّ برحمتهِ مَن يشاء (5).
  3 ـ الرحمة: المطر (6)، ومنه قوله سبحانه: يُرسِلُ الرِّياحَ بُشْراً بَينَ يدَي رحمتِه (7).
  4 ـ الرحمة: التوبة، ومن ذلك قوله تعالى: «فلولا فَضلُ اللهِ ورحمتُه لَكُنتم من الخاسِرين» (8)، أي لولا أنّ الله تفضّل عليكم بالتوبة بعد نكثكم الميثاق (9).
  5 ـ الرحمة: إمهال العاصين وتأخير العذاب إلى يوم القيامة (10)، ومنه قوله تعالى: كَتَبَ على نفسِهِ الرحمةَ لَيجمَعَنّكم إلى يومِ القيامةِ لا رَيبَ فيه (11).
  6 ـ الرحمة: ثواب الآخرة والجنّة (12)، ومنه قوله عزّوجلّ: وأمّا الذينَ ابيَضَّتْ وُجوهُهُم ففي رحمةِ اللهِ هُم فيها خالدون (13).
  7 ـ الرحمة: العافية، ومنه قوله تعالى: إن أرادنيَ اللهُ بِضُرٍّ هَل هُنّ كاشِفاتُ ضُرِّهِ أو أرادني برحمة (14) يعني بعافية (15).
  8 ـ الرحمة: اللطف والتوفيق، ومنه قوله عزّوجلّ: وهَبْ لنا من لَدُنْكَ رحمةً (16) أي من عندك لُطفاً نتوصّل به إلى الثبات على الإيمان (17).
  9 ـ الرحمة: النعمة، ومنه قوله تعالى: ذِكرُ رحمةِ ربِّكَ عَبدَهُ زكريّا (18) أي نعمة ربّك (19).
  10 ـ الرحمة بمعنى القرآن، ومنه قوله عزّوجلّ: ولولا فَضلُ اللهِ عليكُم ورحمتُهُ لاَتَّبعتُمُ الشيطانَ إلاّ قليلاً (20) قيل: رحمته القرآن (21).
  11 ـ الرحمة: العفو والمغفرة والإنعام (22)، ومنه قوله تعالى: إنّ رحمةَ اللهِ قَريبٌ مِن المحسنين (23).

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
  الهوامش

1 ـ المفردات، للراغب الإصفهاني 191.
2 ـ الشورى: 8. الإنسان: 31.
3 ـ تفسير مجمع البيان، للطبرسي 34:9.
4 ـ تفسير مجمع البيان 344:1. قاموس القرآن للدامغاني 200.
5 ـ البقرة: 105.
6 ـ تفسير مجمع البيان 665:4. قاموس القرآن 200.
7 ـ الأعراف: 57.
8 ـ البقرة: 64.
9 ـ تفسير مجمع البيان 263:1.
10 ـ تفسير مجمع البيان 431:3.
11 ـ الأنعام: 12.
12 ـ تفسير مجمع البيان 809:2. قاموس القرآن 199.
13 ـ آل عمران: 107.
14 ـ الزمر: 38.
15 ـ قاموس القرآن 201.
16 ـ آل عمران: 8.
17 ـ تفسير مجمع البيان 703:2.
18 ـ مريم: 2.
19 ـ قاموس القرآن 200.
20 ـ النساء: 83.
21 ـ تفسير مجمع البيان 126:3.
22 ـ مجمع البحرين، للطريحي 686:2. تفسير مجمع البيان 430:4 و 662:4.
23 ـ الأعراف: 56.



الرحمن

  من أسماء الله الحسنى وصفاته، وقد بُنيت هذه الصفة على صيغة المبالغة «فَعْلان» لأنّ معناها الكثرة، وذلك أنّ رحمته وسعت كلَّ شيء، وهو أرحم الراحمين (1).
  ولا يُطلق اسم «الرحمن» إلاّ على الله تعالى، حيث إن معناه لا يصحّ إلاّ له سبحانه، إذ هو الذي وَسِع كلَّ شيءٍ رحمةً.
  و «الرحيم» يُستعمل في غيره، ومعناه: الذي كَثُرت رحمتُه. قال تعالى في صفة نبيّه الكريم صلّى الله عليه وآله: بالمؤمنينَ رؤوفٌ رحيم (2).
  وقيل: إنّ الله تعالى هو رحمن الدنيا ورحيم الآخرة، وذلك أنّ إحسانه في الدنيا يَعمّ المؤمنين والكافرين، وفي الآخرة يختصّ بالمؤمنين (3).
  والرحمة في اللغة: المغفرة، والرحمة تأثّر خاصّ يلمّ بالقلب عند مشاهدة من يفقد أو يحتاج إلى ما يتمّ به أمره، فيبعث الإنسانَ إلى تتميم نقصه ورفع حاجته، إلاّ أنّ هذا المعنى يرجع إلى الإعطاء والإفاضة لرفع الحاجة، وبهذا المعنى الأخير يتّصف سبحانه بالرحمة (4).
  وروي عن الإمام الصادق عليه السّلام أنّه سئل عن تفسير «الرحمن» فقال: بجميع العالم. قيل: «الرحيم» ؟ قال: بالمؤمنين خاصّة (5).
  وروي عنه عليه السّلام قال: «الرحمن» اسم خاصّ بصفة عامّة، و «الرحيم» اسم عامّ بصفة خاصّة (6).
  وروي عن النبيّ الأكرم صلّى الله عليه وآله أنّ عيسى بن مريم عليه السّلام قال: الرحمن رحمن الدنيا، والرحيم رحيم الآخرة (7).

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
  الهوامش

1 ـ لسان العرب، لابن منظور 173:5 ـ 174 «رحم».
2 ـ التوبة: 128.
3 ـ المفردات، للراغب الاصفهاني 191 ـ 192.
4 ـ تفسير الميزان، للطباطبائي 16:1.
5 ـ تفسير العيّاشي 36:1 حديث 19، تفسير نور الثقلين 12:1 حديث 47.
6 ـ تفسير مجمع البيان، للطبرسي 94:1.
7 ـ تفسير مجمع البيان 93:1.



الرزّاق

  من أسماء الله تعالى، لأنّه يرزق الخلق أجمعين، وهو الذي خلق الأرزاق وأعطى الخلائق أرزاقهم وأوصلها إليهم، وكلمة الرزّاق ـ من الوجهة اللغوية ـ من أبنية المبالغة (1).
  ورد هذا الاسم مرّة واحدة في القرآن الكريم، في قوله تعالى: إنّ اللهَ هُو الرزّاق ذو القُوّةِ المَتين (2).
  والرزَّق يُقال للعطاء الجاري تارةً ـ دُنيويّاً كان أمن أُخرويّاً ـ وللنصيب تارةً أخرى، ولِما يصل إلى الجوف ويُتغذّى به تارة ثالثة (3).
  وقيل: الأرزاق نوعان: ظاهرة للأبدان كالأقوات، وباطنة للقلوب كالمعارف والعلوم (4).
  وهناك تفاوت في المعنى والاستعمال بين اسمَي «الرازق» و «الرزّاق»، فالرازق يُقال لخالق الرزق ومُعطيه والمسبِّب له، وهو الله تعالى، ويُقال ذلك أيضاً للإنسان الذي يصير سبباً في وصول الرزق، أمّا «الرزّاق» فلا يُقال إلاّ لله تعالى (5).
وقيل في تفسير الآية الكريمة السالفة: إنّ اللهَ هو الرزّاق لعباده وللخلائق كلّهم، فلا يحتاج إلى مُعين، «ذو القوّة» أي ذو القدرة، «المتين» أي القويّ الذي يستحيل عليه العجز والضعف ، إذ هو القادر بنفسه .

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
  الهوامش

1 ـ لسان العرب، لابن منظور 203:5 «رزق».
2 ـ الذاريات: 58.
3 ـ المفردات، للراغب الإصفهاني 194.
4 ـ مجمع البحرين، للطريحي 697:2. لسان العرب 203:5.
5 ـ انظر: المفردات 194.



روح القدس

  اصطلاح قرآنيّ تكرّر في القرآن الكريم في أربعة مواضع (1)، وأُريد به جبرئيل عليه السّلام.
  والروح في اللغة: النَّفْس، غير أنّ الروح مذكّر والنفس مؤنّث عند العرب (2).
  والقُدْس: الطُّهْر، ومنه قيل للجنّة حَظيرة القُدْس (3).
  واختُلف في سبب تسمية جبرئيل عليه السّلام رُوحاً، فقيل: لأنّه يُحيي بما يأتي به من البيّنات الأديانَ كما تحيا بالأرواح الأبدان. وقيل: لأنّ الغالب عليه الروحانيّة، شأنه شأن سائر الملائكة. وقيل: إنّه سُمّي به وأُضيف إلى القُدس لأنّه كان بتكوين الله إيّاه رُوحاً من عنده من غير ولادةِ والدٍ ولده (4).
  وجاء في تفسير قوله تعالى قُل نَزَّلهُ رُوحُ القُدس : يعني به جبرئيل، من حيث إنّه يَنزِل بالقُدْس من الله، أي بما يُطهِّر به نفوسَنا، من القرآن والحكمة والفيض الإلهيّ (5).
  وروي عن الإمام الباقر عليه السّلام أنّ جابراً سأله عن عِلم العالِم، فقال إنّ في الأنبياء والأوصياء خمسة أرواح: روح القدس، وروح الإيمان، وروح الحياة، وروح القوّة، وروح الشهوة ، فبروح القدس ـ يا جابر ـ عَرَفوا ما تحت العرش إلى ما تحت الثرى. الحديث (6).

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
  الهوامش

1 ـ وهي الآيتان 87 و 253 من سورة البقرة، والآية 110 من سورة المائدة، والآية 102 من سورة النحل.
2 ـ لسان العرب، لابن منظور 361:5 «روح».
3 ـ مجمع البحرين، للطريحي 1450:3.
4 ـ تفسير مجمع البيان، للطبرسي 307:1.
5 ـ المفردات، للراغب الإصفهاني 396.
6 ـ الكافي 272:1 حديث 2، تفسير نور الثقلين 98:1 / رقم 273.



الزَّبُور

  اسم للكتاب الذي أنزله الله تعالى على داود النبيّ عليه السّلام (1)، قال تعالى: وآتَينا داودَ زَبوراً (2).
  وأصل الزَّبْر في اللغة طيّ البئر، إذا طُوِيَا تماسَكت واستحكمت، والزَّبْر: وَضْع البُنيان بعضه على بعض. قيل: زَبَرْت الكتاب: كتبته، وزَبَرْت الكتاب: أحكمته (3).
  وارتأى البعض أنّ الزَّبور اسم لجنس ما أُنزل على الأنبياء من الكتب (4)، وقال البعض: بل الزَّبور كلّ كتاب صَعُب الوقوف عليه من الكتب الإلهيّة، ومنه قوله تعالى: وإنّهُ لَفي زُبُرِ الأوّلين (5). وقيل: الزَّبور اسم للمقصور على الحِكَم العقليّة دون الأحكام الشرعيّة، أمّا الكتاب فهو لما يتضمّن الأحكام والحِكم (6).
  ويقوّيه ما قيل من أنّ الزبور كان فيه مائة وخمسون سورة ليس فيها حُكم من الأحكام، وإنّما هي حِكم ومواعظ وتحميد وتمجيد وثناء (7).

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
  الهوامش

1 ـ المفردات، للراغب الإصفهاني 211.
2 ـ النساء: 163. الإسراء: 55.
3 ـ لسان العرب، لابن منظور 11:6 «زبر».
4 ـ مجمع البحرين، للطريحي 764:2.
5 ـ الشعراء: 196.
6 ـ المفردات 211.
7 ـ مجمع البحرين 764:2.



زكريّا عليه السّلام

  من الأنبياء الذين أرسلهم الله تعالى إلى بني إسرائيل، ذكره الله تعالى في سورة الأنعام في عِداد الأنبياء والصالحين (1).
  وقد قصّ الله سبحانه في سورة آل عمران أنّ زكريّا عليه السّلام كَفَلَ مريم عليها السّلام ـ وكانت فقدت أباها عمران ـ وأنّه كان كلّما دخل عليها المحراب وجد عندها رِزقاً.
  قيل: كان يرى عندها فاكهة الشتاء في الصيف، وفاكهة الصيف في الشتاء (2).
  قال: يا مريمُ أنى لكِ هذا ؟! قالت: هو من عند الله، إن الله يرزق مَن يشاء بغير حساب. ثمّ قال تعالى: هنالكَ دعا زكريّا ربَّهُ قالَ ربِّ هَبْ لي مِن لَدُنْكَ ذُرّيّةً طيّبةً إنّك سميعُ الدعاء (3).
  ثمّ قصّ علينا سبحانه في أوّل سورة مريم قصّة البشارة التي جاءت بها الملائكة لزكريّا عليه السّلام وهو قائم يصلّي في المحراب.
  روي عن الإمام الصادق عليه السّلام، قال: إنّ طاعةَ الله خِدمتُه في الأرض، فليس شيء مِن خدمته تعدل الصلاة ، فمِن ثَمَّ نادت الملائكة زكريّا وهو قائم يُصلّي في المحراب (4).
  وقد وردت أخبار متكاثرة أنّ قوم زكريّا عليه السّلام قتلوه ، وذلك أنّ أعداءه قصدوه بالقتل، فهرب منهم والتجأ إلى شجرة فانفرجت له، فدخل جوفها ثمّ التأمت، ثمّ ظفر به أعداؤه فنشروا الشجرة وقطعوه نصفين (5).
  وروي أنّ النبيّ صلّى الله عليه وآله دخل على فاطمة الزهراء عليها السّلام يوماً، فإذا جَفنة مِن خبز ولحم، قال: يا فاطمة، أنّى لكِ هذا ؟ قالت: هو من عندالله إنّ الله يرزق من يشاء بغير حساب، فقال صلّى الله عليه وآله: ألا أُحدّثك بمَثَلك ومَثَلها ؟ قالت: بلى، قال: مَثَل زكريّا، إذا دخل على مريم المحراب ـ الحديث (6).

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
  الهوامش

1 ـ في قوله تعالى: «وزكريّا ويحيى وعيسى وإلياس كلٌّ من الصالحين» الأنعام: 85.
2 ـ تفسير مجمع البيان، للطبرسي 740:2.
3 ـ آل عمران: 38.
4 ـ تفسير العيّاشيّ 196:1 حديث 46.
5 ـ تفسير الميزان، للطباطبائي 26:14.
6 ـ تفسير العياشي 195:1 حديث 41.



الزُّلْفى

  من الوجوه والنظائر التي وردت في القرآن الكريم بمعانٍ عديدة.
  والزَّلَف والزُّلْفة والزُّلْفى في اللغة: القُربة والدرجة والمنزلة (1).
  ومن المعاني التي وردت للزُّلفى والزُّلفة في الآيات القرآنيّة:
  1 ـ الزُّلفى: القُربى والكرامة (2)، ومنه قوله تعالى في شأن داود عليه السّلام: وإنّ لَهُ عِنذَنا لَزُلفى وحُسنَ مَآب (3).
  2 ـ الزُّلفى: الحظوة (4)، قال الله تعالى: ما نعبُدهُم إلاّ لِيُقرّبونا إلىَ اللهِ زُلْفى (5).
  3 ـ الزُّلفة: الحاضر والقريب، ومنه قوله عزّوجلّ: فلمّا رأوهُ زُلفَةً سِيئتْ وُجوهُ الذينَ كفروا (6) أي لمّا رأوا العذاب قريباً (7).
  4 ـ الزُّلفة: الطائفة من أوّل الليل، وزُلَف الليل: ساعات من أوّله (8)، ومنه قوله سبحانه: زُلَفاً مِن اللَّيل (9).
  5 ـ المزَالف: المراقي. وأزلَفْتُه: جَعَلتُ له زُلفى. ومنه قوله عزّوجلّ: وأُزلِفَتِ الجَنّةُ للمتّقين (10) أي قُرِّبت (11).
  وقيل في تفسير قوله تعالى: وأَزْلَفْنا ثَمَّ الآخَرين (12):
  قربّناهم من الغرق ـ وهم أصحاب فرعون ـ وقيل: جمعناهم في البحر (13).
  وسُمّيت «المُزْدَلِفة» ـ وهي موضع بمكّة ـ باسمها، لاقتراب الناس إلى مِنى بعد الإفاضة من «عَرَفات» (14). وقيل: لأنّها يُتَقرَّب فيها إلى الله تعالى، أو لمجيء الناس إليها في زُلَف من الليل، أو من الازدلاف بمعنى الاجتماع (15).

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
  الهوامش

1 ـ لسان العرب، لابن منظور 69:6 «زلف».
2 ـ تفسير مجمع البيان، للطبرسي 735:8.
3 ـ ص: 25.
4 ـ المفردات، للراغب الإصفهاني 214.
5 ـ الزمر: 3.
6 ـ المُلك: 27.
7 ـ لسان العرب 69:6.
8 ـ لسان 69:6. مجمع البحرين 778:2.
9 ـ هود: 114.
10 ـ الشعراء: 90.
11 ـ مجمع البحرين 778:2.
12 ـ الشعراء: 64.
13 ـ مجمع البحرين 778:2.
14 ـ لسان العرب 69:6. المفردات 215.
15 ـ مجمع البحرين 778:2.



الزَّمْهَرير

  وهو شدّة البَرد، وهو الذي أعدّه الله تعالى عذاباً للكفّار في الدار الآخرة.
  يقال: إزْمَهَرّ اليومُ ازمِهراراً، والمُزْمَهِرّ: الذي احمرّت عيناه، وقيل: المُزمَهِرّ: الشديد الغضب (1).
  وقد ورد هذا الاصطلاح القرآنيّ مرّة واحدة، وذلك في قوله تعالى في سورة الدهر «الإنسان»: مُتّكئينَ فيها علَى الأرائكِ لا يَرَونَ فيها شمساً ولا زَمْهَريراً (2).
  وقد ذكر تعالى في هذه السورة قصّة النَّذر الذي نذره أمير المؤمنين عليّ عليه السّلام وفاطمة عليها السّلام وجاريتهما فضّة أن يصوموا ثلاثة أيّام إن شُفي ولداهما الحسن والحسين عليهما السّلام من مرضٍ ألمّ بهما، فشُفيا عليهما السّلام، فوفَوا بنَذْرهم وتصدّقوا بإفطارهم في الأيّام الثلاثة على مسكين وعلى يتيم وعلى أسير وقفوا ببابهم عند إفطارهم في تلك الأيّام، وقالوا عليهم السّلام: «إنّما نُطعِمُكُم لِوَجهِ اللهِ لا نُريدُ مِنكم جَزاءً ولا شُكوراً * إنّا نَخافُ مِن ربِّنا يوماً عَبوساً قمطريراً» فقال تعالى: فَوقَاهُمُ اللهُ شرَّ ذلكَ اليومِ ولَقّاهُم نَضْرَةً وسُروراً * وجزَاهُم بِما صَبَروا جَنّةً وحَريراً * مُتّكئينَ فيها علَى الأرائكِ لا يَرَونَ فيها شمساً ولا زَمْهَريراً (3).
  قيل في تفسير الآية «لا يَرَون فيها شمساً ولا زمهريراً»: لا يَرَون فيها شمساً فيؤذيهم حَرُّها، ولا زَمْهَريراً ـ وهو البرد الشديد ـ فيؤذيهم بَردُها (4).
  وقيل في الزمهرير: إنّه لونٌ من العذاب (5).
  وروي عن ابن عبّاس أنّه قال: بينا أهلُ الجنّة في الجنّة، إذ رأوا مِثلَ الشمس قد أشرقت لها الجِنان، فيقول أهل الجنّة: يا ربِّ، إنّك قُلت في كتابك لا يَرَوْن فيها شمساً ، فيُرسلُ الله جلّ اسمُه إليهم جبرئيل فيقول: ليس هذه شمس، ولكنّ عليّاً وفاطمة ضَحِكا فأشرقَتِ الجِنان من نُورِ ضحكهما (6).

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
  الهوامش

1 ـ لسان العرب، لابن منظور 87:6 «زمهر».
2 ـ الإنسان: 13.
3 ـ انظر تفسير الميزان، للطباطبائي 222:20 ـ 223. وتفسير الكشّاف، للزمخشري 670:4.
4 ـ تفسير الطبري 265:29. تفسير مجمع البيان، للطبرسي 621:10.
5 ـ تفسير الطبري 265:29.
6 ـ تفسير نور الثقلين، للحويزي 480:5 حديث 43.



السامريّ

  رجل من بني إسرائيل، وهو ابن خالة النبيّ موسى عليه السّلام وتلميذه، إلاّ أنّ قُربه من موسى عليه السّلام لم يعمّق الإيمان في نفسه، فبقي مُذَبذباً يترصّد الفُرص لحرف قومه وإضلالهم.
  وشاهد السامريّ يوماً جبرئيل عليه السّلام يهبط فيقطع البحر بأمر الله تعالى ويُنجي بني إسرائيل ويُغرق فرعون وجنده، فقبض قبضة من تراب من أثر قدم جبرئيل الرسول عليه السّلام، وعَلِم أنّ لها أثراً معجزاً عجيباً، ثمّ ترصّد الفرصة، حتّى غاب موسى عليه السّلام عن قومه حين ذهب إلى جبل الطور لميقات ربّه، فانتهز الفرصة السانحة، وجمع الحليّ الذهبيّة التي كان بنو إسرائيل قد استعاروها من القبط فبقيت لديهم بعدَ غرق الأقباط قوم فرعون، فصنع منها عِجلاً ذهبيّاً، ثمّ قذف التراب الإعجازي في فم العجل فصار له خُوار وصوت.
  ثمّ أرجف السامري بأنّ موسى عليه السّلام قد مات في جبل الطور، فإنّه لم يرجع إلى قومه على رأس الثلاثين يوماً كما وعدهم، ودعاهم لعبادة ذلك العجل الذهبيّ والسجود له، فسجدوا إلاّ قليلاً منهم (1)، قوله تعالى: قال فما خَطبُكَ يا سامريّ * قال بَصُرتُ بما لم يَبصُرُوا به فقَبَضْتُ قَبضةً من أَثَرِ الرَّسولِ فنَبَذْتُها وكذلكَ سَوَّلَتْ لي نفسي (2) ولمّا عاد موسى ومعه ألواح التوراة وشاهد ضلال قومه، واتّضح له أنّ السامري هو الذي أشعل أوار الفتنة، طرده ودعا عليه، فمُنع الناس من مخالطته ومحادثته كليّاً، وصار إذا مسّه أحدهم صدفة حُمّ الماسّ والممسوس (3).
  ثمّ حرّق موسى عليه السّلام العجل الذهبي وذرّ رماده في البحر، قوله تعالى: قال فاذهَبْ فإنّ لك في الحياة أن تقولَ لا مِساسَ وإنّ لك مَوعداً لن تُخْلَفَهُ وانظُر إلى إلهكَ الذي ظلْتَ عليهِ عاكفاً لنُحرِّقَنَّهُ ثمّ لنَنسِفَنَّهُ في اليَمِّ نَسفاً (4).
  ورد اسم السامري في ثلاثة مواضع من القرآن الكريم، هي الآيات 85 ، 87 ، 95 من سورة طه، كما أُشير إلى قصّته ضِمناً في عدد من السور القرآنية المباركة، كسورة الأعراف / الآيات 148 فما بعد .

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
  الهوامش

1 ـ انظر قصّته في تفسير مجمع البيان 738:4 ـ 742، و 44:7.
2 ـ طه / 95 و 96.
3 ـ مجمع البحرين 1696:3.
4 ـ طه / 97.



السابقون

  السابقون: أصل السَّبْق في اللغة: التقدّم في السَّير، وقد ورد هذا المعنى في القرآن الكريم، نحو قوله تعالى إنّا ذَهَبنا نَستَبِقُ (1)، و واستَبَقا البابَ (2).
  ثمّ استُعير السَّبق لإحراز الفضل والتقدّم إلى ثواب الله وجنّته بالأعمال الصالحة (3)، نحو قوله تعالى والسابقونَ السابقونَ (4) أي المتقدّمون إلى الثواب والجنّة، ومثله قوله تعالى أولئك يُسارعونَ في الخيرات وهم لها سابقون (5).
  وقد نعت القرآن الكريم هؤلاء السابقين بأفضل النعوت، وأفاض في وصف الجزاء الجميل الذي أعدّه لهم ربّهم، منه قوله تعالى: والسابقونَ الأوّلونَ مِن المهاجرينَ والأنصارِ والذينَ اتّبعوهُم بإحسانٍ رضيَ اللهُ عنهم ورضُوا عنه وأعَدَّ لهم جنّاتٍ تجري مِن تحتها الأنهارُ خالدين فيها أبداً، ذلك الفوزُ العظيم (6).
  وقوله تعالى: والسابقونَ السابقونَ * أولئكَ المقرَّبون * في جنّاتِ النعيم * ثُلّةٌ مِن الأوّلين * وقليلٌ من الآخِرين * على سُرُرٍ موَضونةٍ * مُتّكئين عليها متقابلين .. إلى قوله تعالى إلاّ قِيلاً سلاماً سلاماً (7).
  قال المفسّرون في معنى «السابقون»: السابقون إلى اتّباع الأنبياء الذين صاروا أئمّة الهدى، فهم السابقون إلى جزيل الثواب عند الله. وقيل: معناه السابقون إلى طاعة الله، وهم السابقون إلى رحمته. وقيل: إنّهم السابقون إلى الإيمان، أو إلى الهجرة، أو إلى الجهاد، أو إلى كلّ ما دعا الله إليه، وهذا الوجه أولى لأنّه يعمّ الجميع (8).
  قال الطبرسي: وإنّما مدحهم بالسَّبق، لأنّ السابق إلى الشيء يتبعه غيره، فيكون متبوعاً وغيره تابع له، فهو إمام فيه وداعٍ له إلى الخير بسبقه إليه (9).
  وعن الإمام الباقر عليه السّلام قال: السابقون أربعة: ابن آدم المقتول، وسابقٌ في أمّة موسى عليه السّلام وهو مؤمن آل فرعون، وسابقٌ في أمّة عيسى عليه السّلام وهو حبيب النجّار، والسابق في أمّة محمّد صلّى الله عليه وآله وسلّم عليّ بن أبي طالب عليه السّلام (10).

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
  الهوامش

1 ـ يوسف: 17.
2 ـ يوسف: 25.
3 ـ المفردات، للراغب الاصفهاني 222.
4 ـ الواقعة: 10.
5 ـ المؤمنون: 61.
6 ـ التوبة: 100.
7 ـ الواقعة: 10 ـ 26.
8 ـ مجمع البحرين، للطريحي 811:2.
9 ـ تفسير مجمع البيان، للطبرسي 97:5.
10 ـ تفسير مجمع البيان 325:9.



السبع المثاني

  مصطلح قرآنيّ ورد في الآية 87 من سورة الحِجر، في قوله تعالى: ولقد آتيناكَ سَبْعاً مِن المثاني والقرآنَ العظيم .
  ورُوي عن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم أنّه قال: «أُمُّ القرآن (أي سورة الفاتحة) السبعُ المثاني التي أُعطيتُها» (1).
  كما روي عن الإمام عليّ، والإمام الباقر، والإمام الصادق عليهم السّلام وعن عدد كبير من الصحابة والتابعين، منهم: ابن عبّاس، ابن مسعود، أبيّ بن كعب، أبو العالية، يحيى بن يعمر، سعيد بن جبير، مجاهد، قتادة، أبو فاختة.. وسواهم أنّهم قالوا بأنّ السبع المثاني فاتحة الكتاب (2).
  وفي حديث أمير المؤمنين عليّ عليه السّلام: «بسم الله الرحمن الرحيم» آيةٌ من فاتحة الكتاب، وهي سبع آيات، تمامُها «بسم الله الرحمن الرحيم» (3).
  أمّا السبب في التسمية، فقد اختُلف فيه، فقيل: لأنّها تُثنّى في كلّ صلاة (4)، وقيل: لأنّ فيها الثناء مرّتين، وهو «الرحمن الرحيم»، أو لأنّها مقسومة بين الله وعبده قسمين اثنين (5)، وقيل إنّ المثاني جمع المَثنية، من الثني بمعنى اللَّي والعطف والإعادة، وسُمّيت الآيات القرآنية مثاني لأنّ بعضها يوضّح حال البعض، ويلوي وينعطف عليه، كما يُشعر به قوله تعالى «كتاباً متشابِهاً مثاني» (6).
  وقال النبيّ الأكرم صلّى الله عليه وآله وسلّم في صفة القرآن: يُصدِّق بعضُه بعضاً.
  وقال أمير المؤمنين عليه السّلام فيه: ينطق بعضُه ببعض، ويشهد بعضُه على بعض (7).

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
  الهوامش

1 ـ تفسير الطبري 77:14. وقد ذكر الطبري الأقوال المختلفة في تفسير السبع المثاني، ثمّ قال: «وأَولى الأقوال في ذلك بالصواب قولُ مَن قال: عُني بالسبع المثاني السبع اللواتي هنّ آيات أمّ الكتاب، لصحّة الخبر بذلك عن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم»، ثمّ نقل عدداً من الأحاديث، منها الحديث الذي أوردناه.
2 ـ تفسير الطبري 72:14 ـ 77. تفسير الميزان 201:12. تفسير مجمع البيان، للطبرسي 530:6.
3 ـ مجمع البحرين، للطريحي 254:1 «ثنى».
4 ـ وهو قول الزمخشري في تفسير الكشّاف 1:1.
5 ـ تفسير مجمع البيان، للطبرسي 530:6.
6 ـ الزمر: 23.
7 ـ تفسير الميزان، للطباطبائي 202:12.



سورة الأنبياء

  السورة الحادية والعشرون من سور القرآن الكريم، عدد آياتها 112 آية، وفيها 1168 كلمة تتضمن 4870 حرفاً.
  اشتملت هذه السورة على أسماء 14 نبيّاً من الأنبياء الكرام، ومن هنا كانت تسميتها بسورة الأنبياء. وهي ـ في ترتيب التلاوة ـ السورة الخامسة من ( سُوَر المِئين ) أي التي تضمّ ما يزيد على مئة آية، بعد سورة ( طه ) وقبل سورة ( الحج )، وتُعدّ من السور المكيّة.
  سورة الأنبياء من السور التي ابتدأت بعبارة خبرية، إذ افتُتحت بقوله تعالى: اقتَرَبَ للناسِ حسابُهم . وهي بداية مماثلة لِمُفتَتح سورة القمر اقتَرَبَتِ الساعة . وتتماثل هاتان السورتان في أنّ التعبير في أوّلهما تعبير حازم جازم، في حين تُختَتم السورتان بآيات هادئة اللهجة.
  وبداية السورتين ـ من حيث المضمون ـ متشابهة. وقد ذُكرت في السورتين قصة نبيّ الله نوح عليه السّلام، وقصة النبيّ لوط عليه السّلام. وورد في سورة الأنبياء بيان تفصيلي عن الأنبياء الآخرين ومواقف أُممهم منهم، قياساً إلى ما ورد في سورة القمر.
  من المحاور الأساسية في سورة الأنبياء ـ كما في سورة القمر أيضاً ـ تهديد للمكذِّبين برسل الله تعالى، وخصوم الأنبياء. وانفردت سورة القمر ببيان تفصيل قصة عاد وثمود، بَيْد أن سورة الأنبياء عُنِيَت ببيان وقائع أقوام الأنبياء الآخرين.
  تبدأ سورة الأنبياء بتهديد شديد للكافرين ( الآيات 1 ـ 4 )، وتأتي على ذكر اعتراضاتهم الجزافيّة الواهية واتهاماتهم الباطلة لرسول الله صلّى الله عليه وآله، مؤكّدة على وحدة خطّ الأنبياء عليهم السّلام ومنهم خاتمهم صلّى الله عليه وآله (الآيات 5 ـ 10 ).
  وتجسّم هذه السورة العذابَ الإلهي المباغت القاصم الذي يأخذ أعداء الله ومعاندي النبيّ ( الآيات 11 ـ 15 ). ثم تصف نظام الخِلقة المتقَن الصُّنع.. وصولاً إلى حتميّة غَلَبة الحق على الباطل بوصف هذه الحتمية جزءً من نظام التكوين ( الآيات 16 ـ 20 ).
  وتتحدّث السورة عن التوحيد، في معرض الردّ على تخرّصات المشركين، وتؤكّد الارتباط بين المبدأ والمعاد وانتهاء هذه الحياة الدنيا ( الآيات 21 ـ 35 ). وتوضّح السورة بعدئذ طريقة تعامل المخالفين مع أنبياء الله.. لتصير إلى الحديث عن مخالفي رسول الله صلّى الله عليه وآله، فتواجههم بالتهديد والإنذار ( الآيات 36 ـ 47 ).
  تذكر سورة الأنبياء النبيَّ موسى وأخاه هارون عليهما السّلام ذكراً موجزاً لمّاحاً، كما تذكر كتابه ( الآيتان 48 ـ 49 )، وتشير بهذه المناسبة إلى نزول القرآن على النبي صلّى الله عليه وآله ( الآية 50 ). ثمّ تمضي للكلام عن النبيّ إبراهيم عليه السّلام وقصة حواره في شبابه مع آزر ( الآيات 51 ـ 56 )، يُعقب ذلك حادثة تحطيم إبراهيم للأصنام، ثمّ حادثة إلقائه في النار ونجاته منها بإعجاز إلهي ( الآيات 57 ـ 73 ).
  وبعد الإشارة إلى لوط عليه السّلام ثمّ نوح عليه السّلام.. تصير السورة إلى قصة داود وسليمان عليهما السّلام، ثمّ أيوب عليه السّلام (الآيات 74 ـ 84 )، وكذلك إسماعيل وإدريس وذو الكِفل على سبيل مدحهم والثناء عليهم ( الآيتان 85 ـ 86 ) وتورد قصة ذي النون؛ يونس ( الآيتان 87 ـ 88 )، وتشير إلى زكريّا ومريم ( الآيات 89 ـ 91 ).. ثمّ تصل إلى مغزى هذه القصص، وهي أنّ الله تعالى قد أراد للأمة أن تكون أمةً واحدة، بَيْد أنّ الناس يعملون على تقطيع هذه الوحدة بمختلف الوسائل ( الآيتان 92 ـ 93 ).
  وتوكيداً على تهديد الكافرين.. تظهر قصة يأجوج ومأجوج بوصفها من ( أشراط الساعة ) ( الآيات 94 ـ 97 )، فتذكر الأوثان والآلهة الكاذبة وإلقاءها في جهنّم هي وعَبَدتها ( الآيات 98 ـ 100 ).
  وفي المقابل.. يتجلّى مشهدُ الذين شملتهم الرحمة الإلهية، والذين هم مُبعَدون عن نار جهنم، ويشتمل عليهم الأمان فلا يحزنون ولا يفزعون ( الآيات 101 ـ 103 ). وتكشف السورة بعدئذ عن واقعة كونيّة رهيبة: طيّ السماء كطيّ السّجِلّ للكتب في القيامة، مستخدِمةً في التعبير ألفاظاً مؤثرة ( الآية 104 ).
  ثمّ تُختَتم السورة بإيقاع كلّه أمل ورجاء: الأرض يرثها عبادُ الله الصالحون، يقيمون فيها حكومة العدل الذي يشمل المعمورة كلَّها. وتخاطب السورةُ رسولَ الله صلّى الله عليه وآله فتسلّيه وتوصيه بإيكال المعاندين إلى أمر الله ( الآيات 105 ـ 112 ).
  ويُلاحَظ أنّ السباق المفهومي لسورة الأنبياء يُشاكل كثيراً سياق سورة ( طه ). ويبدو هذا التماثل في مضامين مقدمة السورتين في التعبير عن كيفية بعثة موسى وهارون عليهما السّلام، وقصّتهما مع فرعون وقومه أوّلاً، ثمّ مع بني إسرائيل والسامري، حيث ورد إجمال هذه القصة مفصّلاً في سورة طه .
  تتضمّن سورة الأنبياء الآية الشريفة ولقد كَتَبْنا في الزَّبورِ مِن بَعدِ الذِّكرِ أنّ الأرضَ يَرِثُها عبادِيَ الصالحون . وهي آية كان تفسير مفهومها ومصداقها مجالاً لآراء المفسّرين. وهذه الآية الكريمة واحدة من الآيات القرآنية التي ذكرت تأويلَها رواياتُ أهل البيت عليهم السّلام، بظهور الإمام المهدي عليه السّلام ونشره العدل والقسط في العالم.
  أمّا فضيلة قراءة هذه السورة المباركة فقد تحدّثت عنها روايات عديدة. وجاء في السورة أيضاً ذِكْر النبيّ يونس: لا إله إلاّ أنت سبحانَك إنّي كنتُ من الظالمين .. الذي تذكر إحدى الروايات عن رسول الله صلّى الله عليه وآله أنه الاسم الأعظم (1).

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
  الهوامش

1 ـ ترجمة وإعداد عن: دائرة المعارف بزرگ إسلامي 313:10 ـ 314.



سورة البلد

  السورة التسعون من سور القرآن الكريم، اشتُقّ اسمها من أول آية فيها. آياتها عشرون.
  بعد أن يُقْسم الله تعالى ـ في هذه السورة القصيرة بالبلد وبوالدٍ وما ولد ( الآية 1 ـ 4 ) يبيّن أن خلقة الإنسان تنطوي على مكابدة ومعاناة، ويحدو بالإنسان أن يستخدم عينيه ولسانه الاستخدام السليم ما دام نَجْدا الخير والشر واضحين. ويحثّ الإنسان بعدئذ على فك الرقاب وعتقها وإطعام اليتامى والمساكين في الظروف العصيبة. في آخر السورة يُذكر أصحاب الميمنة وأصحاب المشأمة. المجموعة الأولى المؤمنون المتواصون بالصبر والمرحمة، والمجموعة الثانية المنكرون والكافرون بآيات الله الذين عليهم نار مؤصدة .
  يشهد سياق آيات سورة البلد بأنها مكيّة ( الميزان في تفسير القرآن 289:20 )، وادّعى بعض المفسرين الإجماع على هذا ( تفسير القرطبي 41:20 ). لكنّ من الأقوال ما يذهب إلى أنها مدنية أو إلى مدنيّة الآيات من الخامسة إلى آخر السورة ( الاتقان في علوم القرآن 67:1 ). بَيْد أن الزمخشري والعلاّمة الطباطبائي لا يستصوبان الرأي الأخير، نظراً لاتفاق المفسرين على الرأي الأول.
  إنّ منبع الاختلاف في مكيّة السورة ومدنيّتها يكمن في الآية الكريمة وأنتَ حِلٌّ بهذا البلد ( الآية 2 ). ويكاد المفسرون يتّفقون على أن المراد بالبلد هنا ( مكة ).. بَيْد أنّهم اختلفوا في معنى كلمة « حِلّ » إلى عدّة آراء:
  الرأي الأول: أنّ « حِلّ » هو إشارة إلى أن النبيّ صلّى الله عليه وآله عند فتح مكة كان مُحِلاًّ ( في مقابل المُحرِم )، فكان ممكناً ـ والحالة هذه ـ أن يأمر بقتل بعض المشركين لمصالح رسالية وإيمانية أو بأسر بعضهم أو إعطاء الأمان لعدد منهم. وحُكمُ قتل عبدالله بن حنظل قائم على هذا البيان القرآني ( لاحظ: تفسير الطبري 124:30 ، ابن كثير 846:4؛ تفسير أبي الفتوح الرازي 281:20، الدرّ المنثور للسيوطي 352:6 ).
  وبناءً على هذا المضمون وكون السورة مكية، عَدُّوا هذه الآية من الإخبارات المستقبلية ( أي: فتح مكة ). ( لاحظ: تفسير القمي النيسابوري 502:6 ، تفسير البغوي 488:4 ).
  والذين يعتقدون بالرأي الأول يرون أنّ خطبة النبيّ في حجة الوداع كانت ناظرة إلى هذه الآية، حيث قال صلّى الله عليه وآله عن الحرم المكي: « لا يحلّ لأحد قبلي، ولا يحلّ لأحد من بعدي، ولم يحلّ لي إلاّ ساعةً من نهار ». وعلى هذا.. فمن المستبعَد جداً أن يكون المقصود بالآية وأنتَ حِلٌّ بهذا البلد هذه الساعة الواحدة من حياة النبيّ صلّى الله عليه وآله. ( لاحظ: تفسير القاسمي 155:17 ، تفسير ابن عاشور 345:30 ).
  الرأي الثاني: أنّ المراد بقوله تعالى « حِلّ » القَسَم بمدينة مكة ، لِما لسُكنى النبيّ صلّى الله عليه وآله وإقامته فيها من الأهمية ( لاحظ: تفسير روح البيان 433:10 ، تفسير الميزان 289:20 ، التفسير الكاشف 566:7 ، تفسير المراغي 156:30 ، تفسير القاسمي 155:17 ). غير أن هذا الرأي ممّا لا يستقيم ـ في نظر البعض ـ بسبب ما عليه من إيرادات لغوية اشتقاقية ( لاحظ: ابن عاشور 345:30 ).
  أمّا الرأي الثالث.. فهو أنّ الله سبحانه يُظهِر العجبَ من مشركي قريش.. كيف يحرّمون الإيذاء وقتل الحيوان وقطع الأشجار في مكة، ويُجيزون إيذاء النبي وقتله! وقد تضمنت نصوص الحديث الإمامية حديثين يحملان هذا المضمون ( الكافي للكليني 450:7 ). وقد مال بعض المفسرين إلى هذا الرأي ( تفسير الكشاف 753:4 ، تفسير النسفي 692:3 ، فتح القدير للشوكاني 42:5 ، تفسير الطنطاوي المجلد 13، الجزء 25 ص 168 ).
  وفيما يتصل بارتباط هذه السورة بما قبلها ( سورة الفجر ).. ذكر الطبرسي ( 743:10 ) والآلوسي ( 133:30 ) وجهاً، كما أورد السيوطي ( تناسق الدرر 96 ) والبقاعي ( نظم الدرر 45:22 ـ 46 ) وجهاً آخر، في حين عدّ الشريعتي ( التفسير الجديد ـ الجزء الثلاثون من أجزاء القرآن ص 187 ـ 188 ) ستة وجوه. وقد رُويت في فضيلة السورة عدّة من الأحاديث ( لاحظ: مجمع البيان 743:10 ).



شُعيب عليه السّلام

  شُعَيب: من أنبياء الله تعالى، كان يُقال له «خطيب الأنبياء» لحُسن مراجعته قومَه (1). رُوي أنّه بُعث لأمّتَين: أصحاب مَدْيَن وأصحاب الأيْكة، فأُهلِكتْ مَديَن بصيحة جبرئيل عليه السّلام، وأُهلك أصحاب الأيكة بعذاب يوم الظُّلّة (2).
  ورد ذكره في سورة الأعراف، الآيات 85 ـ 93، وقد تلا في النبوّة نوحاً وهوداً وصالحاً ولوطاً عليهم السّلام (3)، كما ورد ذكره في سورة هود، الآية 89. دعا شُعيب قومه ـ وكانت أرضهم ما بين طور سيناء والفرات ـ إلى عبادة الله الواحد الأحد، وإيفاء الكَيل والميزان إذا باعوا، وأن لا يحتالوا على الناس إذا باعوهم أو اشتروا منهم، لأنّ ذلك أكلٌ لأموال الناس بالباطل. ووعظهم أن لا يُفسدوا في الأرض بالكفر والمعاصي، فقال له أشراف قومه بإنّهم سيطردونه ومَن آمن معه أو لَيَرجِعُنّ إلى دينهم وطريقتهم. قال شعيب: إنّ مَن يرتدّ عن الإيمان أعظم كُفراً، وما ينبغي لنا ـ بعد إذ نجّانا الله من دينكم وطريقتكم الفاسدة ـ أن نرجع إليها. ثمّ دعا ربّه ليحكم بينه وبينهم، فأُهلكوا بالزلزلة الشديدة حتّى غدت مساكنهم أثراً بعد عَين (4).
  وقد أشار القرآن الكريم في سورة القصص إلى شعيب النبيّ عليه السّلام في قصّة لجوء موسى عليه السّلام إليه بعد فراره من قوم فرعون، وزواجه بإحدى بنتي شعيب عليه السّلام (5).

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
  الهوامش

1 ـ تفسير القرطبي 247:7.
2 ـ مجمع البحرين، للطريحي 953:2.
3 ـ انظر الآيات 59 ـ 85 من سورة الأعراف، فقد ذكرت ذلك مفصّلاً.
4 ـ تفسير الميزان، للطباطبائي 194:8 ـ 202 ملخّصاً.
5 ـ انظر الآيات 21 ـ 29 من سورة القصص.



الصابئون

  ذكر القرآن الكريم الصابئين ثلاث مرّات (1)، وارتأى البعض أنّهم معدودون في عداد المؤمنين واليهود والنصارى والمجوس، إلاّ أنّ سياق الآيات الكريمة يُفيد بأنّ مجرّد التسمّي باسمٍ معيّن لا يُوجب عند الله أجراً ولا أمناً من العذاب، وأنّ سبب الكرامة والسعادة الأُخرويّة هو حقيقة إيمان بالله واليوم الآخر والعمل الصالح (2).
  يقال: صَبَأ يَصْبَأ صَبْأً وصُبُوءاً: خَرَج من دِينٍ إلى آخر، كما تَصبَأُ النجوم أي تخرج من مطالعها (3) وكانت العرب تسمّي النبيّ صلّى الله عليه وآله الصابئ، لأنّه خرج من دين قُريش إلى الإسلام (4).
  وأمّا أصل دين الصابئين، فقيل أنّهم كانوا على دين نوح فمالوا عنه (5)، وقيل: هم قومٌ عدلوا عن اليهوديّة والنصرانيّة وعبدوا الملائكة (6).
  وقد سئل الإمام الصادق عليه السّلام عن علّة تسميتهم بالصابئين، فقال عليه السّلام: إنّهم صَبَوا إلى تعطيل الأنبياء والرُّسل والمِلل والشرائع وقالوا: كلّ ما جاؤوا به باطل! فجحدوا توحيد الله تعالى ونبوّة الأنبياء ورسالة المرسَلين ووصيّة الأوصياء، فهم بلا شريعة ولا كتاب ولا رسول، وهم مُعطِّلة العالَم (7).

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
  الهوامش

1 ـ في الآية 62 من سورة البقرة، والآية 69 من سورة المائدة، والآية 17 من سورة الحجّ.
2 ـ انظر: تفسير الميزان، للطباطبائي 194:1.
3 ـ لسان العرب، لابن منظور 267:7 «صبأ».
4 ـ مجمع البحرين، للطريحي 1001:2. لسان العرب 267:7.
5 ـ المفردات، للراغب الإصفهاني 274.
6 ـ تفسير الكشّاف، للزمخشري 146:1.
7 ـ مختصر بصائر الدرجات، للشيخ حسن بن سليمان الحلّي 181.



صالح عليه السّلام

  من أنبياء الله تعالى، بعثه إلى قوم ثمود، وهم أمّة من العرب سكنوا أرض اليمن بالأحقاف (1)، فدعاهم إلى عبادة الله سبحانه ـ وكانوا مشركين يعبدون الأصنام تقليداً لآبائهم وأجدادهم ـ. فذكرّهم بنِعم الله تعالى عليهم، وأنّه استخلفهم في الأرض بعد قوم عاد، فاتَّخَذوا سُهولَها قصوراً ونَحَتوا جبالها بيوتاً، فاستكبروا .
  وكانوا قد طلبوا منه أن يأتيهم بمعجزة بيّنة، فأخبرهم أنّ الله تعالى أخرج لهم من الجبل ناقةً، وطلب منهم أن يَدَعوها ترعى في أرض الله سبحانه، وحذّرهم مَغبّةَ قتلها، فتواطأوا بينهم فعقروا تلك الناقة، ثمّ جابهوه بعناد وتمرّد غير نادمِين على ما بدر منهم: ائتِنا بما تَعِدُنا إنْ كنتَ من المرسَلين (2)، فأتاهم عذاب الله تعالى، فأُهلكوا بصاعقة سماويّة اقترنت بصيحة هائلة ورجفة في الأرض، فسقطوا على وجوههم ورُكَبهم هالكين (3).
  وقد أشار القرآن الكريم إلى قصّة صالح عليه السّلام مع قومه في سورة الأعراف الآيات 73 ـ 79، وفي سورة هود 61 ـ 68.

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
  الهوامش

1 ـ الأحقاف: جمع حِقْف، وهو الرمل المُعْوَجّ. (مجمع البحرين، للطريحيّ 432:1).
2 ـ الأعراف: 77.
3 ـ تفسير الميزان، للطباطبائي 187:8 ـ 189 ملخّصاً.



صالح المؤمنين

  اصطلاح قرآني ورد في الآية 4 من سورة التحريم، في قوله تعالى إنْ تَتُوبا إلَى اللهِ فَقَد صَغَتْ قلُوبُكُما وإنْ تَظَاهَرا عَلَيهِ فإنّ اللهَ هُوَ مَولاهُ وجِبريلُ وصالِحُ المؤمنينَ والملائكةُ بعدَ ذلكَ ظَهير .
  ذكر المفسّرون أنّ الخطاب في هذه الآية الكريمة موجّه إلى عائشة وحفصة زوجتَي النبيّ صلّى الله عليه وآله، وكان قد أسرّ إلى إحداهما حديثاً فنبّأت به الأخرى (1)، وقيل: إنّ الخطاب جاء على طريقة الالتفات ليكون أبلغ في معاتبتهما (2).
  وروي أنّ ابن عبّاس استفسر من عمر بن الخطّاب عن المتظاهرتَين فقال: هما عائشة وحفصة (3).
  أمّا صالح المؤمنين الذي ورد في الآية الكريمة، فقد ذكر المفسّرون بأنّ المراد به: أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السّلام (4)، ورووا عن أسماء بنت عُمَيس أنّ النبيّ صلّى الله عليه وآله قرأ الآية المذكورة وقال: صالح المؤمنين عليّ بن أبي طالب (5). وروي عن مجاهد، قال: صالح المؤمنين عليّ بن أبي طالب (6). ورووا عن أسماء بنت عُمَيس أنّ الآية لمّا نزلت، قال النبيّ صلّى الله عليه وآله لعليّ عليه السّلام: ألا أُبشِّرك ؟ إنّك قُرِنت بجبرئيل. ثمّ قرأ الآية وقال: فأنتَ والمؤمنون مِن أهل بيتك الصالحون (7).

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
  الهوامش

1 ـ الأحقاف: جمع حِقْف، وهو الرمل المُعْوَجّ. (مجمع البحرين، للطريحيّ 432:1).
2 ـ الأعراف: 77.
3 ـ تفسير الميزان، للطباطبائي 187:8 ـ 189 ملخّصاً.



صِبغة الله

  اصطلاح قرآنيّ ورد في إحدى الآيات القرآنيّة الكريمة، وهي قوله تعالى في سورة البقرة، الآية 138: صِبْغَةَ اللهِ ومَن أحسَنُ مِن اللهِ صِبغةً ونحن له عابِدون .
  الصَّبْغ في اللغة: التغيير، ومنه: صُبِغ الثوبُ، إذا غُيِّر لونُه (1).
  أمّا صِبغة الله فهي تطهير الله تعالى، لأنّ الإيمان به يطهّر النفوس ويصبغها بصبغة العبوديّة لله سبحانه.
  وكان النصارى يغمسون أولادهم في ماء أصفر يسمّونه المعموديّة، ويقولون: هو تطهيرٌ لهم، فأُمر المسلمون أن يقولوا: آمنّا وصَبَغَنا اللهُ بالإيمان صِبغةً لا مثل صبغتكم، وطهّرنا به تطهيراً لا مثل تطهيركم، ولا صِبغةَ أحسن من صِبغة الله عزّوجلّ (2).
  وفي تفسير القمّي، ومعاني الأخبار، عن الإمام الصادق عليه السّلام في قوله تعالى «صبغةَ الله...» الآية، قال: الصبغة هي الإسلام (3).
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
  الهوامش

1 ـ لسان العرب، لابن منظور 281:7 مادّة «صبغ».
2 ـ مجمع البحرين، للطريحي 1007:2.
3 ـ تفسير القمّي 62:1، تفسير الميزان، للطباطبائي 318:1.



الضَّرْب

  هو في اللغة إيقاع شيءٍ على شيء، ولتصوّر اختلاف الضّرب خُولف بين تفاسيرها، كضرب الشيء باليد، والعصا، والسيف، ونحوها (1).
  والضّرب من الوجوه والنظائر التي وردت في القرآن الكريم بمعانٍ عديدة، منها .
  1 ـ الضَّرب: السَّيْر (2)، ومنه قوله تعالى: وآخَرونَ يَضْرِبونَ في الأرض (3) أي يسيرون، وقوله تعالى: وإذا ضَرَبتُم في الأرضِ فليسَ علَيكُم جُناحٌ أن تَقصُروا مِن الصَّلاة (4).
  2 ـ الضَّرب: الوصف والبيان (5)، ومنه قوله تعالى: فلا تَضْرِبوا للهِ الأمثال (6) أي لا تصفوا، وقوله سبحانه: ضَرَبَ اللهُ مَثَلاً عَبداً مَملوكاً (7) يعني وَصَفَ اللهُ مَثَلاً .
  3 ـ الضَّرب: الصَّرف (8)، ومنه قوله تعالى: أَفَنَضْرِب عَنكُمُ الذِّكْرَ صَفْحاً (9) أي نصرف. وأصله أنّ الراكب إذا أراد أن يصرف دابّته ضَرَبَها، فوضع الضَّرب موضع الصَّرف.
  4 ـ الضَّرب: إيقاع شيء على شيء (10)، ومنه قوله تعالى: أن اضْرِبْ بعَصاكَ الحَجَر (11).
  5 ـ الضَّرب: التنويم، وقيل: المنع من السَّمْع (12)، ومنه قوله سبحانه: فَضَرَبْنا على آذانِهِم في الكهف (13).
  6 ـ الضَّرب: ضربُ المَثَل (14)، ومنه قوله تعالى: يَضْرِبُ اللهُ الحقَّ والباطِلَ (15) أي يضرب مَثَلاً لهما.
  7 ـ الضَّرب: السَّتر والتغطية (16)، ومنه قوله عزّوجلّ: ولِيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ على جُيوبِهنّ (17)، والخُمُر: المَقانع، جمع خمار وهو غطاء رأس المرأة المنسدل على جَيبها، أي على صدرها .

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
  الهوامش

1 ـ المفردات، للراغب الإصفهاني 294.
2 ـ قاموس القرآن، للدامغاني 288. المفردات 295. مجمع البحرين، للطريحي 1070:2.
3 ـ المزّمّل: 20.
4 ـ النساء: 101.
5 ـ مجمع البحرين 1071:2. قاموس القرآن 288.
6 ـ النحل: 74.
7 ـ النحل: 75.
8 ـ مجمع البحرين 1071:2.
9 ـ الزخرف: 5.
10 ـ المفردات 295. تفسير مجمع البيان، للطبرسي 250:1.
11 ـ الأعراف: 160.
12 ـ مجمع البحرين 1070:2.
13 ـ الكهف: 11.
14 ـ مجمع البحرين 1071:2.
15 ـ الرعد: 17.
16 ـ تفسير مجمع البيان 217:7.
17 ـ النور: 31.



ضيف إبراهيم عليه السّلام

  تعبير قرآنيّ ورد في سورة الذاريات، الآية 24 وما بعدها، وفيه إشارة إلى قصّة إبراهيم الخليل عليه السّلام وضيوفه في قوله تعالى: هل أتاك حديثُ ضَيفِ إبراهيمَ المُكَرمين * إذ دَخَلوا عليه فقالوا سَلاماً قال سلامٌ قومٌ مُنكَرون * فراغَ إلى أهلهِ فجاءَ بعجِلٍ سَمين ... .
  والضَّيف قد يكون واحداً وجَمعاً. وسُمّي الضَّيف ضيفاً لميله إلى الذي ينزلُ إليه. وأضفتُ الرجُلَ وضيّفتَه: إذا أنزلتَه بك ضيفاً وقَرَيْتَه (1).
  وذكر المفسّرون أنّ ضيف إبراهيم عليه السّلام كانوا ملائكة كراماً، وكان إبراهيم عليه السّلام أكرمَ الناسِ وأظهرَهم فُتوّة، وأنّ هؤلاء الضيوف دخلوا عليه فسلّموا فردّ عليهم السّلام، وقال في نفسه: هؤلاء قومٌ لا نعرفهم. ثمّ ذهب إلى أهله خُفية ـ لئلاّ يمنعه أضيافه من التكلّف لهم ـ فجاء بعجلٍ سمين مشويّ فقربّه إليهم ليأكلوا، فلمّا رآهم لا يأكلون خاف منهم، فبشّروه بإسماعيل عليه السّلام (2).

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
  الهوامش

1 ـ مجمع البحرين، للطريحي 1090:2.
2 ـ تفسير مجمع البيان، للطبرسي 237:9 ـ 238.



الضرّ

  الضرّ في اللغة ضدّ النفع.
  والضُّرّ: كلّ ما كان من سوء حال وفقر أو شدّة في بدن (1).
  وقد ورد الضَّرّ في القرآن الكريم بعدّة معانٍ، منها:
  1 ـ ضدّ النفع (2)، منه قوله تعالى: أتَعبُدونَ مِن دونِ الله ما لا يَملِكُ لكم ضَرّاً ولا نفعاً (3).
  2 ـ الغَيّ والضلال (4)، منه قوله تعالى: قُل إنّي لا أملِكُ لكم ضَرّاً ولا رَشَداً (5).
  3 ـ العذاب (6)، منه قوله تعالى: فاليومَ لا يَملِكُ بعضُكم لبعضٍ نفعاً ولا ضَرّاً (7)، أي نفعاً بالشفاعة، ولا ضرّاً بالتعذيب .
  كما ورد الضُّرّ بمعانٍ مختلفة، منها:
  1 ـ المرض (8)، منه قوله تعالى على لسان النبيّ أيّوب عليه السّلام: أنّي مَسّني الضُّرُّ (9).
  2 ـ سوء الحال، القحط، الفقر (10)، في قوله تعالى مَسَّنا وأهلَنا الضُّرُّ (11).
  3 ـ البلاء والشدّة (12)، منه قوله تعالى وإن يَمْسَسْكَ اللهُ بضُرٍّ (13).
  وقد وردت مفردات أخرى مشتقّة من الضرّ، منها:
  أ ـ الضِّرار: وهو طلب إيقاع الضرر بالغَير، منه قوله تعالى: ولا تُمْسِكوهُنّ ضِراراً لِتَعتَدوا (14) أي لا تُراجعوهنّ لطلب الإضرار بهنّ، إمّا في تطويل العُدّة أو بتضييق النفقة في العُدّة (15).
  ب ـ الاضطرار: وهو اللجوء والاحتياج إلى الشيء (16)، ومنه قوله تعالى: أمّن يُجيبُ المُضطرَّ إذا دَعاهُ ويَكشِفُ السُّوء (17).
  ت ـ الضرّاء: وهي الفقر والفاقة، أو المرض والبلاء (18)، ومنه قوله تعالى: الذين يُنفقون في السرّاء والضرّاء (19)، وقوله: والصابرين في البأساء والضرّاء وحين البأس (20).

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
  الهوامش

1 ـ لسان العرب، لابن منظور 44:8 مادّة «ضرر».
2 ـ قاموس القرآن، للدامغاني 290، تفسير مجمع البيان، للطبرسيّ 354:3.
3 ـ المائدة: 76.
4 ـ تفسير الكشّاف، للزمخشري 631:4.
5 ـ الجنّ: 21.
6 ـ تفسير مجمع البيان 618:8.
7 ـ سبأ: 42.
8 ـ قاموس القرآن 289، مجمع البحرين، للطريحيّ 1074:2 ـ 1075.
9 ـ الأنبياء: 83.
10 ـ قاموس القرآن 290.
11 ـ يوسف: 88.
12 ـ قاموس القرآن 289.
13 ـ الأنعام: 17.
14 ـ البقرة: 231.
15 ـ تفسير مجمع البيان 582:2.
16 ـ لسان العرب 44:8 مادة «ضرر».
17 ـ النمل: 62.
18 ـ قاموس القرآن 289.
19 ـ آل عمران: 134.
20 ـ البقرة: 177.



الضَّلالة

  الضَّلالة: هي العُدول عن الطريق المستقيم، وضدّها الهداية، ويُطلق (الضَّلال) على كلّ عُدول عن المنهج، عمداً كان أو سهواً، يسيراً كان أو كثيراً (1).
  والإضلال في كلام العرب ضِدّ الهداية والإرشاد. يُقال: أضلَلْتُ فلاناً: إذا وجّهتُه للضَّلال عن الطريق (2).
  ومن المباحث التي استأثرت باهتمام المفسّرين والمتكلّمين، بحث الإضلال الإلهيّ المعبَّر عنه في بعض الآيات الكريمة بتعبير «يُضِلّ مَن يشاء»، حتّى قالت بعض الفرق (الأشاعرة) بأنّ الهداية والضَّلال من الله تعالى، واستندوا في عقيدتهم هذه إلى الآية القرآنيّة الكريمة: فَمَن يُرِدِ اللهُ أن يَهدِيَهُ يَشْرَحْ صَدرَهُ للإسلامِ ومَن يُردْ أن يُضِلَّه يَجعلْ صدرَه ضيِّقاً حرَجاً كأنّما يَصَّعّدُ في السماء كذلكَ يَجعَلُ اللهُ الرِّجسَ علَى الذينَ لا يُؤمنون (3).
  ولا ريب أنّ الهداية والضّلال إذا كانا من قِبل الله تعالى، فإنّ التكليف سيسقط، والثواب والجزاء سيبطلان، لأنّه تعالى أعدَلُ من أن يفعل فِعلاً ثمّ يؤاخذ عليه عبدَه، وهو القائل في قرآنه الكريم: ولا تَزِرُ وازرةٌ وِزْرَ أخرى (4).
  ورُوي أنّ الإمام الرضا عليه السّلام سئل عن هذه الآية فقال: «مَن يُرِد اللهُ أن يهديه ـ بإيمانه في الدنيا ـ إلى جنّته ودار كرامته في الآخرة، يشرح صدرَه للتسليم لله والثقة به والسكون إلى ما وعده من ثوابه، حتّى يطمئنّ إليه، ومن يُرِد أن يُضلَّه عن جنّته ودار كرامته في الآخرة لكُفره به وعصيانه له في الدنيا، يجعل صدره ضيّقاً حرجاً، حتّى يشكّ في كفره ويضطرب عن اعتقاده، حتّى يصير كأنّما يَصَّعّد في السماء، كذلك يجعل اللهُ الرِّجس على الذين لا يؤمنون» (5).
  أي انّ من يُرِد الله أن يُضلّه عن ثوابه وكرامته، يجعل صدره ـ في كفره ـ ضيّقاً حرَجاً؛ عقوبةً له على تَرْك الإيمان، من غير أن يكون سبحانه مانعاً له عن الإيمان، وسالباً إيّاه القدرة عليه (6).

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
  الهوامش

1 ـ المفردات، للراغب الإصفهاني 297.
2 ـ لسان العرب، لابن منظور 79:8 «ضلل».
3 ـ الأنعام: 125.
4 ـ الأنعام: 164. الإسراء: 15. فاطر: 18. الزمر: 7.
5 ـ عيون أخبار الرضا عليه السّلام، للشيخ الصدوق 120:1 حديث 27. تفسير الميزان، للطباطبائي 369:7.
6 ـ تفسير مجمع البيان، للطبرسي 560:4.



الطّاعة

  اللِّين والانقياد، وهي اسم مِن أطاعه طاعةً (1)، وأكثر ما تُقال الطاعة في الائتمار لِما أُمِر والارتسام فيما رُسم (2)، ومنه قوله تعالى: ويقولونَ طاعة (3)، وقوله: طاعةٌ وقَولٌ معروف (4) أي أطيعوا.
  وقد طاع له يطوع، وأطاعه يُطيعه، قال تعالى: وأطيعوا الرسول (5)، وقال تعالى في صفة جبرئيل عليه السّلام: مُطاعٍ ثَمَّ أمين (6).
  والتطوّع في الأصل تكلّف الطاعة، قال تعالى: ومَن تَطوّعَ خيراً (7) أي: مَن تبرّع بالسعي بين الصَّفا والمروة بعد إتيانه بالواجب، أو تبرّع بالحجّ أو العُمرة بعد الإتيان بالواجب (8)، وقال عزّوجلّ: الذينَ يَلمِزونَ المُطَّوِّعين (9) أي: المتطوّعين في الصدقة، فأُدِغم (10).
  والاستطاعة: الإطاقة والقدرة، وهي اسم للمعاني التي بها يتمكّن الإنسان ممّا يريده من إحداث الفعل، ويُضادّه العجز (11)، ومنه قوله عزّوجل: وللهِ علَى الناسِ حِجُّ البيتِ مَنِ استطاعَ إلَيهِ سَبيلاً (12). وربّما قالوا: «اسطاع يَسْطيع» بحَذف التاء، ومنه قوله تعالى: فما اسطاعُوا أن يَظهَروه (13).

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
  الهوامش

1 ـ لسان العرب، لابن منظور 219:8 «طوع».
2 ـ المفردات، للراغب الإصفهاني 310.
3 ـ النساء: 81.
4 ـ محمّد صلّى الله عليه وآله: 21.
5 ـ النور: 54 و 56. التغابن: 12.
6 ـ التكوير: 21.
7 ـ البقرة: 158.
8 ـ مجمع البحرين، للطريحي 1120:2.
9 ـ التوبة: 79.
10 ـ مجمع البحرين 1121:2.
11 ـ المفردات 311. مجمع البحرين 1121:2.
12 ـ آل عمران: 97.
13 ـ الكهف: 97.



الطاغوت

  كلّ معبود من دون الله تعالى، ويُستعمل في المفرد والجمع (1).
  طغى يطغى طَغْياً وطُغياناً: جاوَزَ القَدر وارتفع وغَلا في الكفر (2).
  وأصله: مجاوزة الحدّ، ومنه قوله تعالى: إنّا لمّا طغى الماءُ حَمَلناكم في الجارية (3).
  وقد أُطلق مصطلح «الطاغوت» على الشيطان والكَهَنة والأصنام وكلّ رأس في الضَّلال (4)، ومنه قوله تعالى: فمَن يكفُرْ بالطاغوت (5) يعني بالشيطان (6) وكلِّ مُضِلّ، وقوله تعالى: والذينَ اجتَنَبوا الطاغوتََ أن يَعبُدوها (7) يعني الأوثان (8).
  والطَّغوى الاسم منه، قال تعالى: كَذَّبتْ ثَمودُ بطَغواها (9) تنبيهاً أنّهم لم يُصدّقوا إذا خُوِّفوا بعقوبة طُغيانهم (10).

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
  الهوامش

1 ـ المفردات، للراغب الاصفهانيّ 304 ـ 305.
2 ـ لسان العرب، لابن منظور 169:8 «طغى».
3 ـ الحاقّة: 11.
4 ـ لسان العرب 171:8، مجمع البحرين، للطريحيّ 1104:2.
5 ـ البقرة: 256.
6 ـ قاموس القرآن، للدامغاني 297.
7 ـ الزمر: 17.
8 ـ قاموس القرآن 297.
9 ـ الشمس: 11.
10 ـ المفردات 304.



طالوت

  طالوت: اسم أُعجميّ أُطلق على أوّل ملوك بني إسرائيل، وكانوا قد شكَوا إلى نبيّ لهم وطلبوا منه أن يبعث لهم مَلِكاً يقاتلون معه عدوّهم من العماليق، فاختار الله تعالى لهم طالوت مَلِكاً، فلم يقبلوا به في بداية الأمر وقالوا إنّهم أحقّ بالمُلك منه، وأنّه لم يكن من سِبط يهوذا (وكان المُلك فيهم)، ولا من سِبط لاوي بن يعقوب (وكانت النبوّة فيهم) (1)، وقالوا بأنه فقير ليس له ثروة ومال، فأُجيبوا بأنّ الله تعالى قد اصطفاه عليكم، وأنّ الله الذي خصّهم من قبلُ بالمُلك والنبوّة هو الذي اختار طالوت واصطفاه عليهم، وأنّ الله سبحانه قد زاد طالوت بَسطةً في العِلم، فصار أعلم بالمصالح والمفاسد، وبَسطةً في الجِسم، فصارت له قُدرة وشجاعة يتمكّن بهما من تنفيذ ما يراه في صالح المملكة (2).
  وقد أشار القرآن الكريم إلى قصّة طالوت في الآيات الكريمة 246 ـ 251 من سورة البقرة دون أن يتعرّض لشيء من تفاصيل حياته .

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
  الهوامش

1 ـ مجمع البحرين، للطريحي 1107:2.
2 ـ تفسير الميزان، للطباطبائي 300:2 ـ 301.



طه

  من الحروف المقطّعة القرآنيّة التي استُهِلّت بها السورة العشرون من سور القرآن الكريم، ولأجلها سُمّيت السورة «سورة طه».
  واختلف المفسّرون في تفسير كلمة «طه» ، فروي عن ابن عبّاس وسعيد بن جُبَير والحسن ومجاهد وغيرهم أنّ معناها: يا رَجُل (1) .
  وقيل إنّ المشركين وصفوا النبيّ بالشقيّ ـ وحاشاه، فقال سبحانه: يا رَجُل ما أنزَلنا عليكَ القرآنَ لِتَشقى (2) .
  وعن الحسن أنّ معناها: طاءِ الأرضَ بقَدمَيك (3) .
  وروي عن الإمام الصادق عليه السّلام أنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله كان يرفع إحدى رِجلَيه في الصلاة ليزيدَ تَعبه، فأنزل الله تعالى: طه * ما أنزَلنا عليكَ القرآنَ لِتَشقى فوضَعَها (4) .
  كما روي عن الإمامَين الباقر والصادق عليهما السّلام أنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله كان إذا صلّى قام على أصابع رِجلَيه حتّى تَورّمت، فأنزل الله تبارك وتعالى: «طه» وهي بلُغة طي: يا محمّد ما أنزَلنا عليكَ القرآنَ لتشقى (5) .
  وروي عن الإمام الصادق عليه السّلام أنّه قال (في حديث طويل): وأمّا «طه» فاسمٌ من أسماء النبيّ صلّى الله عليه وآله، ومعناه: يا طالبَ الحقّ، الهادي إليه (6) .

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
  الهوامش

1 ـ تفسير ابن كثير 138:3. تفسير الكشّاف، للزمخشري 50:3. لسان العرب، لابن منظور 212:8.
2 ـ طه: 2. وراجع: تفسير الكشّاف 50:3.
3 ـ تفسير ابن كثير 138:3. تفسير الكشّاف 50:3.
4 ـ تفسير مجمع البيان، للطبرسي 4:7 ـ 5.
5 ـ تفسير القمّي 58:2.
6 ـ تفسير نور الثقلين، للحويزي 367:3.



الطير الأبابيل

  الطير الأبابيل: وردت لفظة أبابيل في القرآن الكريم مرّة واحدة، بمعنى: جماعات، في قصّة أصحاب الفيل وأرسَلَ علَيهم طيراً أبابيلَ (1).
  ولعلّ أرجح رأي في هذه اللفظة هو الذي يؤكّد أنّها صيغة جمع لا مفرد لها (2)، بَيْد أن مِن اللغويين مَن ذكر أنّ مفردها إبَّول (وهو جماعة متفرّقة من الطير والخيل والإبل) (3)، وزعم آخر أنّ مفردها إبّالة (4).
  ومعنى أبابيل ـ كأصلها اللغوي ـ قد تعدّدت فيه الأقوال. وأشهر ما ذُكر من معانيها: جماعات، جماعةً جماعة، الطيور التي تُتابع جماعة. وقيل: المراد جماعات من الطير تأتي من هنا وهناك، أو طيور كثيرة تتابع .
  ومن العلماء مَن يميل إلى وجود علاقة لفظية ومعنوية بين الأبابيل والإبل، ولهذا يقيسون جماعات الطير على الإبل المؤبَّلة.
  أمّا نوع هذه الطيور التي أرسلها الله سبحانه لتدمير الجيش الذي جاء من الحبشة لتخريب الكعبة يتقدّمه الفيل.. فقد تنوّعت فيه الأقوال. كثير من المفسّرين اعتبرها الخَطاطيف، ومنهم من قال إنها البَلَسان (أي الزرازير) وروي عن ابن عباس أنّ الأبابيل «طير لها خراطيم كخراطيم الطير، وأكفّ كأكفّ الكلاب، ولها رؤوس كرؤوس السباع» (5).
  أمّا لونها فقالوا: أبيض أو أسود أو أخضر، ومناقيرها صُفر. وقيل: كانت بُلْقاً كالخطاطيف .
  ويرى أكثر المفسّرين أنّ كلّ واحد من هذه الطيور التي جاءت من جهة البحر كان يحمل أحجاراً ألقَت بها على رؤوس قوّات أبرهة.
  وذُكر أنّ هذه الأحجار كانت تثير الحكّة في أبدانهم. ومن الآراء في هذا المجال ما يتحدّث عن الجُدَري، فينصّ على أنّ الجدري والحصبة ظهرا لأول مرّة بأرض العرب في ذلك العام (6).

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
  الهوامش

1 ـ الفيل: 3.
2 ـ تفسير الطبري 191:30. الكشّاف للزمخشري 799:4. مجمع البيان للطبرسي 539:10.
3 ـ تهذيب اللغة، للأزهري 389:15.
4 ـ تفسير الطبري 191:30. الكشّاف، للزمخشري 799:4.
5 ـ تفسير الطبري 191:30.
6 ـ التفسير الكبير، للفخر الرازي 100:32.



الطَّعام

  اسم جامع لكلّ ما يؤكل ، يقال طَعِمَ الرجلُ يَطْعَمُ طُعْماً فهو طاعِم إذا أكل أو ذاق (1).
  وقد ورد لفظ «الطعام» في القرآن الكريم في عدّة معان، منها:
  1 ـ الطعام الذي يأكله الناس (2)، ومنه قوله تعالى: ويُطعِمونَ الطَّعامَ على حُبِّه (3)، وقوله: لَن نَصبَر على طَعامٍ واحد (4).
  2 ـ الطعام: اللحم ( السمك )(5)، ومنه قوله سبحانه: أُحِلَّ لكم صَيدُ البحرِ وطَعامُه مَتاعاً لكم (6).
  3 ـ الطعام: الشَّراب (7)، ومنه قوله تعالى: ومَن لم يَطْعَمْهُ فإنّه منّي (8) يعني مَن لم يشربه فإنّه منّي، وقوله تعالى: ليس علَى الذينَ آمنوا وعَمِلوا الصالحاتِ جُناحٌ فيما طَعِموا (9) أي فيما شَربوا من الخمر قبل نزول التحريم (10).
  4 ـ الطعام: إطعام الطعام (11)، ومنه قوله تعالى: ولا يَحُضُّ على طَعامِ المسكين (12) أي إطعامه الطعام.
  5 ـ الطعام: الحبوب والفواكه، ومنه قوله عزّوجلّ: وطَعامُ الذينَ أُوتُوا الكتابَ حِلٌّ لكم (13) قيل: عنى بطعامهم هاهنا الحبوبَ والفواكه غير الذبائح التي يذبحونها، فإنّهم لا يذكرون اسم الله خالصاً عليها (14).
  6 ـ الطعام: العِلم، ومنه قوله سبحانه: فَلْيَنظُرِ الإنسانُ إلى طَعامِه (15)، فقد روي عن الإمام الباقر عليه السّلام أنّه سئل عن معنى «الطعام» في قوله تعالى: فَلْينظُرِ الإنسانُ إلى طَعامِه فقال: عِلمه الذي يأخذه، عمّن يأخذه (16).

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
  الهوامش

1 ـ لسان العرب، لابن منظور 164:8 «طعم».
2 ـ قاموس القرآن، للدامغاني 295. مجمع البحرين 1102:2.
3 ـ الإنسان: 8.
4 ـ البقرة: 61.
5 ـ قاموس القرآن 295.
6 ـ المائدة: 96.
7 ـ المفردات، للراغب الإصفهاني 304. قاموس القرآن 296.
8 ـ البقرة: 249.
9 ـ المائدة: 93.
10 ـ قاموس القرآن 296.
11 ـ المفردات 304.
12 ـ الحاقّة: 34.
13 ـ المائدة: 5.
14 ـ تفسير القمّي 163:1. مجمع البحرين 1102:2.
15 ـ عبس: 24.
16 ـ الكافي 49:1 حديث 5.



الطَّواف

  هو الدَّوَران حول البيت العتيق بمكة المكرّمة، وأصل الطواف من قولهم طُفْتُ بالشيء أطوف طَوْفاً وطَوافاً: دُرتُ حوله (1).
  وورد للفظ «الطائف» عدّة معانٍ في الآيات القرآنية الكريمة، منها:
  1 ـ الطائف: الذي يطوف بالبيت، ومنه قوله تعالى: أنْ طَهِّرا بَيتيَ للطائفين (2) أي لقُصّاده الذين يطوفون به (3).
  2 ـ الطائف: العذاب، ومنه قوله عزّوجلّ: فطافَ عليها طائفٌ مِن ربِّك (4) يعني نزل على الجنّة (البستان) عذاب من ربّك (5).
  3 ـ الطائف: الوسوسة، ومنه قوله تعالى: إذا مَسَّهُم طائفٌ من الشيطان (6) يعني وسوسة من الشيطان (7).
  4 ـ الطائفة: الجماعة (8)، ومنه قوله تعالى: فلولا نَفَرَ مِن كُلِّ فِرقَةٍ طائفةٌ لِيتَفقّهوا في الدِّين (9).
  5 ـ الطائف: الخادم (10)، ومنه قوله تعالى: يَطوفُ علَيهم وِلدانٌ مُخَلَّدون (11)، وقوله عزّوجلّ: طَوّافون عليكم (12).

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
  الهوامش

1 ـ لسان العرب، لابن منظور 222:8 «طوف».
2 ـ البقرة: 125.
3 ـ المفردات، للراغب الاصفهاني 311. قاموس القرآن، للدامغاني 301.
4 ـ القلم: 19.
5 ـ قاموس القرآن 302. مجمع البحرين، للطريحي 1123:2.
6 ـ الأعراف: 201.
7 ـ المفردات 311. قاموس القرآن 302. مجمع البحرين 1122:2.
8 ـ مجمع البحرين 1122:2. قاموس القرآن 302.
9 ـ التوبة: 122.
10 ـ قاموس القرآن 302. لسان العرب 222:8.
11 ـ الواقعة: 17. الإنسان 19.
12 ـ النور: 58.



الطهارة

  هي في اللّغة نقيض النجاسة، و كذلك نقيض الحيض. يقال: طهَر يَطْهَر وطَهُر طُهْراً وطهارة، والطهارة ضربان: طهارة جسم، وطهارة نفس (1).
  ولاصطلاح الطُّهر وجوه كثيرة في الآيات القرآنية الكريمة:
  1 ـ الطُّهر: انقطاع الدم عن المرأة (2)، ومنه قوله تعالى: فاعتَزِلوا النساءَ في المحيض ولا تَقربَوهُنّ حتٍّى يَطْهُرْنَ (3).
  2 ـ الطُّهر: الاغتسال من الحيض (4)، ومنه قوله تعالى: فإذا تَطَهّرنَ فأْتوهُنّ مِن حيثُ أَمَرَكمُ اللهُ (5).
  3 ـ الطُّهر: الاستنجاء بالماء (6)، ومنه قوله تعالى: فيه رجالٌ يُحبّونَ أن يَتَطهّروا (7)، نزلَت في الأنصار من أهل مسجد قُبا، وكانوا إذا أحدثوا تطهّروا بالأحجار، ثمّ غَسَلوا الأثرَ بالماء (8).
  4 ـ الطُّهر: التنزّه من الشرك والأوثان (9)، ومنه قوله تعالى: أنْ طَهِّرا بَيتيَ للطائفينَ والعاكفين (10)، وقوله تعالى: في صُحُفٍ مُكرَّمة * مرفوعةٍ مطهّرة (11).
  5 ـ الطُّهر: التنزّه من الرِّيبة والدَّنَس (12)، ومنه قوله تعالى: ذلكُم أطهَرُ لِقلوبِكمُ وقُلوبِهنّ (13).
  6 ـ الطُّهر: الحلال (14)، ومنه قوله تعالى: هؤلاءِ بناتي هُنّ أطهَرُ لكم (15) أي أحَلُّ لكم.
  7 ـ الطُّهر: التنزّه من الدَّنَس والذنوب والآثام (16)، ومنه قوله تعالى: إنّما يُريدُ اللهُ لِيُذهِبَ عنكُمُ الرِّجسَ أهلَ البيتِ ويُطهِّرَكُم تطهيراً (17).
  والمقصود بأهل البيت ـ كما في الروايات المتظافرة التي نقلها علماء المسلمين ـ أمير المؤمنين عليّ وفاطمة والحسن والحسين عليهم السّلام (18).

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
  الهوامش

1 ـ لسان العرب، لابن منظور 210:8 «طهر». المفردات، للراغب 307.
2 ـ مجمع البحرين ، للطريحي 1116:2.
3 ـ البقرة: 222.
4 ـ قاموس القرآن، للدامغاني 299. المفردات، للراغب 307.
5 ـ البقرة: 222.
6 ـ قاموس القرآن 299.
7 ـ التوبة: 108.
8 ـ قاموس القرآن 299. مجمع البحرين 1115:2.
9 ـ قاموس القرآن 299. المفردات 308.
10 ـ البقرة: 125.
11 ـ عبس: 13 و 14.
12 ـ قاموس القرآن 300.
13 ـ الأحزاب: 53.
14 ـ قاموس القرآن 300.
15 ـ هود: 78.
16 ـ قاموس القرآن 300.
17 ـ الأحزاب: 33.
18 ـ انظر مادة «التطهير».



الظاهر

  الظاهر في اللغة خلاف الباطن، يُقال: ظَهَر يَظهَر ظُهُوراً فهو ظاهِرٌ وظَهير (1).
  والظاهر من أسماء الله عزّوجل، وقد ورد في القرآن الكريم مرّة واحدة، هي قوله تعالى: هُوَ الأوّلُ والآخِرُ والظاهرُ والباطنُ (2).
  وقيل في معنى «الظاهر»: هو الذي ظَهَرَ فوق كلّ شيءٍ وعلا عليه (3)، ويدلّ عليه قول النبيّ صلّى الله عليه وآله: أنت الظاهر فليس فوقك شيء (4).
  وقيل: عُرف بطريق الاستدلال العقليّ بما ظهر لهم من آثار أفعاله وصفاته (5).
  وقيل: هو العالم بما ظهر من الأمور، والمطّلع على ما بطن من العيوب.
  ويحتمل أن يكون معنى الظهور والبطون تجلّيه لبصائر المتفكّرين، واحتجابه عن أبصار الناظرين (6).

  * * * * * * * * * *

  أمّا لفظ «ظاهر» غير المحلّى بالألف واللام، فقد ورد في القرآن الكريم بعدّة معانٍ، منها:
  1 ـ الظاهر: العالي والغالب (7)، ومنه قوله تعالى: يا قَومِ لَكُمُ المُلْكُ اليَوْمَ ظاهِرينَ (8) يعني عالِين.
  2 ـ الظاهر: البادي، ومنه قوله سبحانه: يَعْلَمُون ظاهِراً مِن الحياة الدُّنيا (9) يعني ما بدا من معاشهم وحِرفتهم (10).
  3 ـ الظاهر: الباطل (11)، ومنه الآية الكريمة: أم بِظاهِرٍ مِن القَولِ (12) قالوه حين زعموا أنّ لله شريكاً .

  * * * * * * * * * *

  وأمّا مشتقات مادّة «ظهر».. فقد وردت بمعانٍ عديدة، منها:
  1 ـ أظهر: أَطْلَع، ومنه قوله تعالى: وأَظْهَرَهُ اللهُ عَلَيه (13) يعني أطلعه على السرّ الذي أفشَته حفصة إلى عائشة (14).
  2 ـ ظاهَرَ وتظاهَرَ: عاوَنَ وتعاوَنَ (15)، ومنه قوله سبحانه: وإن تَظَاهَرا عَلَيه (16)، وقوله تعالى: وأنزلَ الذينَ ظاهَروهُم مِن أهلِ الكتاب (17) أي عاوَنوهم.
  3 ـ الظِّهار: قول الرجل لامرأته: «أنتِ علَيَّ كظهرِ أُمّي» (18)، ومنه قوله تعالى: والذينَ يُظاهِرُون مِن نِسائِهم (19).
  4 ـ الظَّهر: الجارحة (20)، ومنه قوله عزّوجل: وأمّا من اُوتيَ كتابَهُ وراءَ ظَهرِه (21).
  5 ـ الظِّهْريّ: ما تجعله وراء ظهرك فتنساه (22)، ومنه قوله تعالى: واتَّخَذتُمُوه وَراءَكُم ظِهْرِيّا (23).
  6 ـ الظَّهيرة: وقت الظُّهر (24)، ومنه قوله تعالى: وحينَ تَضَعُونَ ثِيابَكُم مِن الظَّهيرة» (25) وقوله: «ولَهُ الحمدُ في السماواتِ والأرضِ وعَشيّاً وحينَ تُظهِرُون (26).

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
  الهوامش

1 ـ لسان العرب، لابن منظور 276:8 «ظهر».
2 ـ الحديد: 3.
3 ـ لسان العرب 276:8.
4 ـ مجمع البحرين، للطريحي 1146:2.
5 ـ لسان العرب 276:8.
6 ـ مجمع البحرين 1145:2 و 1146.
7 ـ قاموس القرآن، للدامغاني 313.
8 ـ غافر: 29.
9 ـ الروم: 7.
10 ـ قاموس القرآن 313.
11 ـ قاموس القرآن 313.
12 ـ الرعد: 23.
13 ـ التحريم:3.
14 ـ قاموس القرآن 313.
15 ـ مجمع البحرين 1144:2.
16 ـ التحريم: 4.
17 ـ الأحزاب: 26.
18 ـ المفردات 318. مجمع البحرين 1144:2.
19 ـ المجادلة: 3.
20 ـ المفردات 317.
21 ـ الانشقاق 317.
22 ـ مجمع البحرين 1145:2. المفردات 317.
23 ـ هود: 92.
24 ـ المفردات 318.
25 ـ النور: 58.
26 ـ الروم: 18.



الظُّلم

  هو وَضع الشيء في غير موضعه، والمَيل عن القصد (1)، وقد ورد لفظ «الظلم» في القرآن الكريم بمعانٍ عديدة، منها:
  1 ـ الظُّلم بمعنى الشِّرك (2)، ومنه قوله تعالى: إنّ الشِّركَ لَظُلمٌ عظيم (3)، وقوله: الذينَ آمنوا ولَم يَلبِسوا إيمانَهُم بظُلم (4) يعني: بشِرك .
  2 ـ الظلم: فِعل الذنب، وهو ظُلم الإنسان نفسَه، وظُلمه غيرَه (5). ومن الأوّل قوله تعالى: فمِنهُم ظالمٌ لنفسِه (6)، وقوله عزّوجلّ: إذ ظَلَموا أنفسَهُم (7). ومن الثاني قوله تعالى: إنَّما السَّبيلُ على الذينَ يَظلمونَ الناسَ (8).
  3 ـ الظلم: النقص، ومنه الآية الكريمة: كِلتا الجَنّتَينِ آتَتْ أُكُلَها ولم تَظِلمْ مِنهُ شيئاً (9) أي لم تَنقُص منه شيئاً (10).
  وروي عن الإمام الباقر عليه السّلام أنّه قال: الظُّلم ثلاثة: ظلمٌ يغفره الله، وظلمٌ لا يغفره الله، وظلمٌ لا يَدَعه الله ، فأمّا الظلم الذي لا يغفره فالشِّرك، وأمّا الظلم الذي يغفره فظُلم الرجل نفسَه فيما بينه وبين الله، وأمّا الظلم الذي لا يَدَعه فالمُدايَنة بين العباد (11).

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
  الهوامش

1 ـ لسان العرب، لابن منظور 263:8 «ظلم».
2 ـ قاموس القرآن، للدامغاني 308. المفردات، للراغب الاصفهاني 316.
3 ـ لقمان: 13.
4 ـ الأنعام: 82.
5 ـ قاموس القرآن 308. المفردات 316.
6 ـ فاطر: 32.
7 ـ النساء: 64.
8 ـ الشورى: 42.
9 ـ الكهف: 33.
10 ـ تفسير مجمع البيان، للطبرسي 723:6.
11 ـ الكافي 330:2 ـ 331 حديث 1.



الظنّ

  اسم لما يحصل عن أمارة، ومتى قَوِيَت الأمارة أدّت إلى العِلم، ومتّى ضَعُفت جدّاً لم يتجاوز الظنّ حدَّ التوهّم (1).
  وقد ورد لفظ «الظنّ» في القرآن الكريم بمعانٍ مختلفة، منها:
  1 ـ الظنّ بمعنى اليقين (2)، ومنه قوله تعالى: الّذين يَظُنّون أنَّهُم مُلاقو ربِّهِم (3)، وقوله: إنّي ظَنَنْتُ أنّي مُلاقٍ حِسابِيَه (4).
  2 ـ الظنّ: العِلم (5)، ومنه قوله سبحانه: وظَنّ داودَ أنّما فَتَنّاه (6) يعني: وعَلِمَ داود أنّما ابتَلَيناه، وقوله تعالى: وأنّا ظَنَنّا أن لَن نُعْجِزَ اللهَ في الأرض (7) أي: عَلِمنا.
  3 ـ الظنّ: الشكّ (8)، ومنه الآية الكريمة: إنْ نَظُنُّ إلاّ ظُنوناً (9) يعني: ما نشكّ إلاّ شكّاً، وقوله تعالى: إنْ هُم إلاّ يَظُنّون (10) أي يشكُّون .
  4 ـ الظنّ: التُّهمة (11)، ومنه قوله سبحانه: وتَظُنّونَ باللهِ الظُّنونا (12) وقوله: وظَنَنْتُم ظَنَّ السَّوْءِ (13).

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
  الهوامش

1 ـ المفردات، للراغب الاصفهاني 317.
2 ـ تفسير مجمع البيان، للطبرسي 220:1. قاموس القرآن، للدامغاني 311.
3 ـ البقرة: 46.
4 ـ الحاقّة: 20.
5 ـ تفسير مجمع البيان 735:8. المفردات 317. قاموس القرآن 311.
6 ـ سورة ص: 24.
7 ـ الجنّ: 12.
8 ـ تفسير مجمع البيان 290:1. مجمع البحرين، للطريحي 1143:2. قاموس القرآن 312.
9 ـ الجاثية: 32.
10 ـ البقرة: 78.
11 ـ قاموس القرآن 312.
12 ـ الأحزاب: 10.
13 ـ الفتح: 12.



العاقبة

  العاقبة في اللغة هي آخر الشيء وجزاؤه، يُقال: عَقِبُ كلِّ شيء وعَقْبُه وعاقِبَتُه وعاقِبُه وعُقْبَتُه وعُقْباه وعُقْبَانُه: آخِره (1)، وأصله من العَقِب، وهو مؤخَّر الرِّجْل (2).
  وقد ورد لفظ « العاقبة » في القرآن الكريم في الثواب، نحو قوله تعالى: والعاقِبَةُ لِلمتّقين (3).
  وقيل في تفسير الآية: معناه تمسّكوا بالتقوى في الدنيا، فإنّ حسن العاقبة في الدارَين للمتّقين ، والعاقبة ما تؤدّي إليه البادئة، إلاّ أنّه إذا قيل: « العاقبة له » فهو في الخير، وإذا قيل: « العاقبة عليه » فهو في الشرّ (4).
  واستُعمل لفظ « العاقبة » في الشرّ والعقاب، نحو قوله تعالى: فكانَ عاقِبَتَهما أنّهما في النار (5) يعني: فكان آخر أمرهما في النار (6).
  وإذا أُضيفت « العاقبة » إلى « الدار » كانت العاقبة المحمودة (7)، يدلّ على ذلك قوله سبحانه: أُولئكَ لَهُم عُقبَى الدار (8).
  أمّا « العُقْبى » فتعني المأوى والجزاء (9)، ومن ذلك قوله عزّوجلّ: تلكَ عُقبى الذينَ اتّقَوا وعُقبَى الكافرينَ النار (10).

  * * * * * *
  وأمّا « العَقَبة » فهي في اللغة: طريق في الجبل وَعِر (11)، واستُعملت في القرآن الكريم بمعنى عَقَبة بين الجنّة والنار (12)، قال تعالى: فَلاَ اقتَحَتَم العَقَبة (13)، والاقتحام هو الدخول في الشيء واجتيازه بشدّة وصعوبة.

  * * * * * *

  وأمّا « المُعقِّبات » فهي ملائكة الليل والنهار يَتعاقبون، وهم الحَفَظَة يُعقِب بعضهم بعضاً في حفظ الإنسان، كما أنّهم يعقّبون أقواله وأفعاله فيكتبونها (14)، ومن ذلك قوله تعالى: لَهُ مَعَقِّباتٌ مِن بينِ يَدَيه (15).
  وأما قوله تعالى: لا مُعَقِّبَ لحُكمهِ (16) فمعناه: إذا حَكَم حكماً فأمضاه لا يتعقّبه أحد بتغيير ولا نقص .
  يُقال: عَقَّبَ الحاكمُ على حُكم مَن كان قبله: إذا حَكَم بعد حُكمه بغيره (17).

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
  الهوامش

1 ـ المفردات، للراغب الاصفهاني 317.
2 ـ تفسير مجمع البيان، للطبرسي 220:1. قاموس القرآن، للدامغاني 311.
3 ـ البقرة: 46.
4 ـ الحاقّة: 20.
5 ـ تفسير مجمع البيان 735:8. المفردات 317. قاموس القرآن 311.
6 ـ سورة ص: 24.
7 ـ الجنّ: 12.
8 ـ تفسير مجمع البيان 290:1. مجمع البحرين، للطريحي 1143:2. قاموس القرآن 312.
9 ـ الجاثية: 32.
10 ـ البقرة: 78.
11 ـ قاموس القرآن 312.
12 ـ الأحزاب: 10.
13 ـ الفتح: 12.



العذاب

  العذاب في اللغة هو النَّكال والعقوبة. يُقال: عَذَّبْته تعذيباً وعذاباً (1).
  وأصل العذاب هو من قولهم عَذَب الرّجُلُ: إذا تَرَك المأكل والنوم، فهو عاذِب وعَذوب .
  فالتعذيب هو حَمْل الإنسان على أن يَعْذِب أي يجوع ويسهر (2).
  وكلّ مَن منعتَه شيئاً فقد أعذبتَه وعذّبته (3).
  وقد وردت كلمة « العذاب » في القرآن الكريم مضافةً إلى غيرها، فدلّت على معان مختلفة، نذكر بعضها:
  1 ـ عذاب بَئيس: في قوله تعالى: وأخَذنا الذينَ ظَلَموا بعذابٍ بَئيس (4) أي شديد، وهو المَسخ (5).
  2 ـ عذاب الهُون: في قوله تعالى: اليومَ تُجْزَون عذابَ الهُون (6)، أي عذاباً تَلقَون فيه الهَوان (7).
  وقيل: هو عذاب القبر (8).
  3 ـ عذاب السَّموم: في قوله تعالى: فمَنّ اللهُ علَينا ووقانا عذابَ السَّموم (9)، أي عذاب جهنّم، والسَّموم من أسمائها (10).
  4 ـ عذاباً نُكْراً (11): والنُّكر، المُنكَر الفظيع الذي لم يُرَ مِثله (12).
  5 ـ عذاب الحميم: في قوله تعالى: ثُمّ صُبّوا فوقَ رأسِهِ مِن عذابِ الحَميم (13) والحميم هو الماء المغليّ الشديد الحرارة (14).
  6 ـ عذاباً صُعُداً: في قوله تعالى: ومَن يُعرِضْ عن ذِكرِ ربِّهِ يَسلُكْهُ عَذاباً صُعُداً (15) أي عذاباً شاقّاً شديداً مُتصعّداً في العِظَم (16).
  7 ـ عذاب غير مَردود: في قوله: وإنّهم آتيهِم عذابٌ غيرُ مَردود (17) أي لا يَقدر أجدٌ على ردّه عنهم (18).
  8 ـ العذاب الأدنى والعذاب الأكبر: في قوله عزّوجلّ: ولَنُذِيقَنَّهُم مِن العذاب الأدنى دُونَ العذابِ الأكبرِ لَعَلّهم يَرجِعون (19)، قيل: العذاب الأدنى: الدابّة والدجّال، والعذاب الأكبر: عذاب جهنّم في الآخرة (20).
  وقيل: العذاب الأدنى أي الأقرب، مثل المجاعات والأمراض والقتل (21).
  وروي عن أمير المؤمنين عليّ عليه السّلام أنّه قال في تفسير قوله تعالى: وما كانَ اللهُ لِيُعذِّبَهُم وأنتَ فيهِم وما كانَ اللهُ مُعذِّبَهُم وهُم يَستَغفِرون (22): كان في الأرض أمانان من عذاب الله، فرُفع أحدُهما، فدُونَكم الآخر فتمسَّكُوا به ، وقرأ هذه الآية (23).

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
  الهوامش

1 ـ لسان العرب، لابن منظور 101:9 « عذب ».
2 ـ المفردات، للراغب الإصفهاني 327.
3 ـ لسان العرب 100:9.
4 ـ الأعراف: 165.
5 ـ تفسير مجمع البيان، للطبرسي 758:4.
6 ـ الأنعام: 93.
7 ـ تفسير مجمع البيان 519:4.
8 ـ قاموس القرآن، للدامغاني 320.
9 ـ الطور: 27.
10 ـ تفسير مجمع البيان 251:9.
11 ـ الطلاق: 8.
12 ـ تفسير مجمع البيان 465:10.
13 ـ الدخان: 48.
14 ـ تفسير مجمع البيان 103:9.
15 ـ الجنّ: 17.
16 ـ تفسير مجمع البيان 560:9.
17 ـ هود: 76.
18 ـ تفسير مجمع البيان 275:5.
19 ـ السجدة: 21.
20 ـ تفسير مجمع البيان 520:8.
21 ـ تفسير الميزان، للطباطبائي 278:16.
22 ـ السجدة: 21.
23 ـ تفسير مجمع البيان 829:4. مجمع البحرين 1181:2.



العرش

  سرير المَلِك، قال تعالى: إنّي وَجَدتُ امراةً تَملِكُهُم وأُوتِيَتْ مِن كلِّ شَيءٍ ولها عَرشٌ عظيم (1)، وقد يُستعار لغيره (2).
  والعرش في الأصل شيء مُسقَّف، وجمعه عُروش، قال تعالى: « وهِيَ خاوِيَة على عُروشِها » (3)، وسُمّي مجلسُ السلطان عرشاً اعتباراً بعلوّه، وكُنّي به عن العزّ والسلطان والمملكة (4).
  والعرش البنيان، قال تعالى: وأوحى ربُّكَ إلَى النَّحلِ أنِ اتَّخِذي من الجِبال بُيوتاً ومِن الشَّجَرِ وممّا يَعرِشون (5) أي يبنون (6).
  وذهبت طوائف من المسلمين ( كالحنابلة والكرّامية والمجسّمة ) إلى جسمانيّة العرش، وقالوا إنّ الله تعالى يجلس على العرش فيئطّ العرش من ثقله! وأنّه سبحانه ينزل إلى عالم الدنيا كلّ ليلة جمعة !
  وذهب بعضهم ـ كالأشاعرة ـ إلى أنّ الله تعالى ليس جسماً، وأنّه لا يُشبه الأجسام، إلاّ أنّه استوى على العرش بلا كَيْف، أما الشيعة والمعتزلة فيعتقدون أنّ قوله تعالى: ثُمّ استَوى علَى العرش (7) يُشير إلى الاستواء المجازي، وهو استقرار المُلك واستقامته، وفسّروا العرش بالسلطان والمملكة (8)، وقالوا في تفسير الآية المذكورة: أي استوى أمرُه على المُلك، يعني استقرّ مُلكه واستقام بعد خَلْق السماوات والأرض، فظهر ذلك للملائكة (9).
  وروي عن الإمام الرضا عليه السّلام أنّه سئل عن قوله تعالى: وكانَ عَرشُهُ علَى الماء (10) فقال: إنّ الله تعالى خَلَق الماء والعرش والملائكة قبل خَلق السماوات والأرض، وكانت الملائكة تستدلّ بنفسها، وبالعرش، وبالماء، على الله تعالى .
  ثمّ جعل عرشَه على الماء ليُظهر بذلك قُدرتَه على الملائكة، فيعلَموا أنّه على كلّ شيءٍ قدير، ثمّ رفع العرش بقدرته، ونَقَله فجعله فوق السماوات السبع، ثمّ خلق السماوات والأرض في ستّة أيّام، وهو مستولٍ على عرشه، وكان قادراً على أن يخلقهما في طَرْفة عَين، لكنّ الله خلقَهُما في ستّة أيّام ليُظهِر للملائكة ما يخلقه منها شيئاً بعد شيء ـ الحديث (11).

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
  الهوامش

1 ـ النمل: 23.
2 ـ لسان العرب، لابن منظور 133:9 « عرش ».
3 ـ البقرة: 259، الكهف: 42.
4 ـ المفردات، للراغب الإصفهاني 329.
5 ـ النحل: 68.
6 ـ قاموس القرآن، للدامغاني 321.
7 ـ الأعراف: 54، يونس: 3، الرعد: 2، الفرقان: 59، السجدة: 4.
8 ـ انظر: منهاج الكرامة، للعلاّمة الحلّي 37 ـ 39.
9 ـ تفسير مجمع البيان، للطبرسي 659:4.
10 ـ هود: 7.
11 ـ عيون أخبار الرضا عليه السّلام 123:1 حديث 33.



العزّة

  هي الرِّفعة والامتناع والغَلَبة (1)، وهي حالة مانعة للإنسان من أن يُغلَب، من قولهم: « أرضٌ عَزاز » أي صُلْبة (2).
  والصلابة هي الأصل في معنى العزّة، ثمّ تُوسِّع فاستُعمل العزيز فيمن يَقهَر ولا يُقهَر، كقوله تعالى: يا أيُّها العزيزُ مَسَّنا وأهلَنا الضُّرّ (3).
  ومن المعاني التي وردت للفظ « العِزّة » في القرآن الكريم:
  1 ـ العزّة بمعنى الغَلَبة (4)، ومن ذلك قول الله سبحانه: وعَزَّني في الخِطاب (5).
  2 ـ العِزّة بمعنى الحميّة (6)، ومنه قوله تعالى: «بَلِ الذينَ كفروا في عِزّةٍ وشِقاق» (7) يعني: في حَميّةٍ واختلاف.
  3 ـ العزّة: المَنَعة، ومنه قوله عزّوجل: لَيُخرِجَنّ الأعَزُّ منها الأذلّ (8) يعني: الأمنَع، وقوله تعالى: « مَن كانَ يُريدُ العِزّة »(9) يعني المَنَعة.
  4 ـ العِزّة: صعوبة المَنال (10)، قال تعالى: وإنّهُ لَكتابٌ عَزيز (11).
  5 ـ العِزّة: الشدّة (12)، ومن ذلك قوله سبحانه: عزيزٌ علَيهِ ما عَنِتُّم (13) يعني: شديداً يشقّ عليه .
  وقد قال تعالى: وللهِ العزّةُ ولرسولهِ وللمؤمنين (14)، ووجه ذلك أنّ العزّة التي لله ولرسوله وللمؤمنين هي الدائمة الباقية، وهي العزّة الحقيقيّة، والعزّة التي هي للكافرين هي التعزّز، وهو في الحقيقة ذُلّ، ومنه قوله تعالى: واتَّخَذوا مِن دونِ اللهِ آلهَةً لِيكونوا لَهُم عِزّاً (15) أي ليتمنّعوا به من العذاب (16).

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
  الهوامش

1 ـ لسان العرب، لابن منظور 184:9 « عزز ».
2 ـ المفردات، للراغب الاصفهاني 333.
3 ـ يوسف: 88. راجع: تفسير الميزان، للطباطبائي 20:17.
4 ـ قاموس القرآن، للدامغاني 324. تفسير الميزان 20:17. المفردات 333.
5 ـ سورة ص: 23.
6 ـ تفسير الميزان 20:17. المفردات 333.
7 ـ قاموس القرآن 324. المفردات 333.
8 ـ المنافقون: 8.
9 ـ فاطر: 10.
10 ـ تفسير الميزان 20:17.
11 ـ حم السجدة: 41.
12 ـ قاموس القرآن 324.
13 ـ التوبة: 128.
14 ـ المنافقون: 8.
15 ـ مريم: 81.
16 ـ المفردات: 333.



العُزّى

  صنم كان لقبيلة قيس وبني كِنانة .
  وقيل: هي سَمُرة ( أي شجرة ) كانت لغَطفان يعبدونها، وكانوا بَنَوا عليها بيتاً وأقاموا لها سَدَنة، فبعث رسولُ الله صلّى الله عليه وآله إليها مَن هدم البيت وأحرق السَّمُرة (1).
  واللاّتُ والعُزّى ومَناة أصنام ثلاثة كانت معبودة لعرب الجاهليّة، وقد ذكر الله تعالى هذه الأصنام الثلاثة في الآيتين 19 و 20 من سورة النجم: أفَرأيتُمُ اللاّتَ والعُزّى * ومَناةَ الثالثةَ الأُخرى (2) وكان المشركون في زمن الجاهلية يُلقّبون هذه الأصنام الثلاثة بأنّها بناتُ الله سبحانه! ويقولون بأنّهم إنّما يعبدونها لذلك (3)، فردّ تعالى عليهم في كتابه الكريم: أَلَكُمُ الذَّكَرُ وله الأُنثى * تِلكَ إذاً قِسْمَةٌ ضِيْزى (4) أي: إذا كان الأمر كذلك، وكان أرباب هذه الأصنام من الملائكة بناتٍ لله عزّوجل، وأنتم لا ترضون لأنفسكم إلاّ الذَّكَر من الأولاد، فهل لكم الذّكر ولله سبحانه الأُنثى من الأولاد ؟! تِلك إذاً قسمة جائرة غير عادلة! (5) .
  ثمّ قال عزّوجلّ: إنْ هي إلاّ أسماءٌ سَمّيتُموها أنتمُ وآباؤكُم ما أنزَلَ اللهُ بها مِن سُلطان إن يَتَّبِعونَ إلاّ الظَنَّ وما تَهوَى الأنفُسُ ولقد جاءهُم مِن ربِّهِمُ الهُدى (6).
  أي ليس تسميتكم لهذه الأصنام بأنّها آلهة وأنّها بنات الله إلاّ أسامي لا معاني تحتها، لأنّه لا ضرّ عندها ولا نفع، فهي تسميات أُلقيت على جمادات، ولم يُنزِل الله كتاباً لكم فيه حجّة بما تقولونه (7).

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
  الهوامش

1 ـ لسان العرب، لابن منظور 188:9 « عزز ». مجمع البحرين 1208:2.
2 ـ النجم: 19 و 20.
3 ـ تفسير مجمع البيان، للطبرسي 266:9.
4 ـ النجم: 21 و 22.
5 ـ تفسير الميزان، للطباطبائي 39:19.
6 ـ النجم: 23.
7 ـ تفسير مجمع البيان 268:9.



العزيز (عزيز مصر)

  ورد في القرآن الكريم اسم العزيز (عزيز مصر) مرّتين، الأولى في قوله تعالى: وقال نِسوَةٌ في المدينةِ امرأةُ العزيزِ تُراوِدُ فَتاها عن نَفسِه (1)، والثانية في قوله قالوا يا أيُّها العزيزُ إنّ لَهُ أباً شَيخاً كبيراً فخُذْ أحدَنا مكانَهُ إنّا نَراكَ مِن المُحسنين (2).
  و « العزيز » هو المَلِك بلسان العرب (3)، وقيل: هو رئيس الشَّرَطة [4].
  ونلاحظ أنّ الآية الثانية قد نقلت خطاب إخوة يوسف له، وأنّهم خاطبوه بلقب « العزيز »، وهو لقب يُخلع على من يتصدّى لذلك المنصب.
  وقد تطرّق القرآن الكريم إلى ذكر عزيز مصر في قصّة يوسف عليه السلام، فأشار إليه بتعبير: الذي اشتَراهُ مِن مِصر ، في قوله تعالى: وقالَ الذي اشتَراهُ مِن مِصرَ لامرأتِه أكرِمي مَثواه (4)، وبتعبير « سيّدها » في قوله سبحانه: واسَتَبقا البابَ وقَدَّت قَميصَهُ مِن دُبُرٍ وألْفَيا سَيِّدَها لَدى الباب (5).
  ويُلاحَظ أنّ عزيز مصر قد اتّسم بفراسة جيّدة دفعَتْه في المرّة الأولى بعد أن اشترى يوسف عليه السّلام إلى أن يأمر زوجته بإكرام مَثوى يوسف عليه السّلام، وساعدته في المرّة الثانية على التوصّل إلى الحقيقة، حقيقة براءة يوسف عليه السّلام ممّا نُسب إليه، في قوله تعالى: فلمّا رأى قَميصَهُ قُدّ من دُبُرٍ قالَ إنّهُ مِن كَيدكُنّ إنّ كَيدكَنَّ عظيم (6)، على الرغم من أن هذه الفراسة لم تنفعه شيئاً حين أمر فيما بعد ـ حفظاً لماء الوجه ـ بسجن يوسف عليه السّلام، فأُلقي في السجن سنين عديدة دونما ذنب اقترفه، قال تعالى: ثُمّ بدا لَهُم مِن بَعدِ ما رأَوُا الآياتِ لَيَسجُننّهُ حتّى حين (7).

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
  الهوامش

1 ـ يوسف: 30.
2 ـ يوسف: 78.
3 ـ مجمع البحرين، للطريحي 1207:2.
4 ـ قصص الأنبياء، للنجّار 175.
5 ـ يوسف: 25.
6 ـ يوسف: 28.
7 ـ يوسف: 35.



العصا (عصا موسى)

  من المعجزات التي أعطاها الله تعالى لموسى بن عمران عليه السّلام أنّ عصاه التي كان يتوكّأ عليها ويهُشّ بها على غنمه، إذا ما ألقاها صارت ثُعباناً مبيناً سريع الحركة، فإذا أخذها في يده عادت عصاً طبيعيّة .
  قال تعالى: قالَ ألْقِها يا موسى * فألقاها فإذا هيَ حَيّةٌ تَسعى * قالَ خُذْها ولا تَخَفْ سنُعيدُها سيرَتَها الأُولى (1).
  وقد حقّق موسى عليه السّلام المعجزات بعصاه، فقد ألقاها أمام فِرعون بعد أن ألقى السحرةُ حِبالَهم وعِصِيَّهم فإذا هيَ تَلقَفُ ما يأفِكون (2)، واستسقى لقومه فقال له الله سبحانه: إضرِبْ بِعصاكَ الحَجرَ فانفَجرَتْ مِنهُ اثنَثا عَشرَة عَيْناً (3)، وكاد فرعون وجيشه يُدركون موسى وقومه فيستأصلونهم، فأوحى إليه ربّه عزّوجلّ: أنِ اضرِبْ بعصاكَ البحرَ فانفَلقَ فكانَ كلُّ فِرْقٍ كالطَّودِ العظيم (4).
  روي عن الإمام الباقر عليه السّلام أنّه قال: كانت عصا موسى لآدم، فصارت إلى شُعَيب، ثم صارت إلى موسى بن عمران، وإنّها لَعِندَنا، وإنّها لَتنطقُ إذا استُنطِقَت، وتصنع ما تُؤمَر به (5).
  وعن أمير المؤمنين عليّ عليه السّلام أنّه قال: « وإنّي لَصاحبُ العصا والمِيسَم ».
  قيل: كأنّه أراد بذلك عصا موسى عليه السّلام وخاتم سليمان بن داود عليه السّلام (6).
  وروي أنّ العصا من آسِ الجنّة أخرجها آدم عليه السّلام وتوارثها الأنبياء، إلى أن بلغت شُعيباً فدفعها إلى موسى عليه السّلام (7).

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
  الهوامش

1 ـ طه: 19 ـ 21.
2 ـ الأعراف: 117.
3 ـ البقرة: 60.
4 ـ الشعراء: 63.
5 ـ الكافي، للكُليني 231:1 حديث 1.
6 ـ مجمع البحرين، للطريحي 1227:2.
7 ـ تفسير مجمع البيان، للطبرسي 15:7.



العظيم

  من أسماء الله عزّوجلّ الحسنى، والعظيم في اللغة هو الذي جاوز قدرُه وجلَّ عن حدود العقول، حتّى لا تُتصوَّر الإحاطة بكُنهه وحقيقته (1).
  وعَظُم الشيءُ أصلُه: كبُرَ عِظَمُه، ثمّ استُعير لكلّ كبير فأُجري مجراه، محسوساً كان أو معقولاً، عيناً كان أو معنى (2).
  وقد وصف الله تعالى في قرآنه الكريم بعض الأشياء بالعظمة، فقال سبحانه: ربُّ العَرْشِ العظيمِ (3)، وَصَفه بالعَظَمة من جهة الكمّيّة والكيفيّة، فهو ممدوح ذاتاً وصفةً (4).
  ومن المعاني التي وردت للفظ « عظيم » في الآيات القرآنيّة:
  1 ـ العظيم: الجليل، ومنه قوله تعالى: وهو العَليُّ العظيم (5)، يعني الجليل في قدْره (6).
  وقيل في تفسيره: يعني العظيم الشأن، القادر الذي لا يُعجزه شيء، والعالِم الذي لا يخفى عليه شيء (7).
  2 ـ العظيم: الشريف، ومنه قوله تعالى: قُلْ هُوَ نَبأٌ عظيم (8)، يعني القرآن خبر شريف كريم (9).
  3 ـ العظيم: الرئيس، ومنه قوله عزّوجلّ: وقالوا لَولا نُزِّلَ هذا القُرآنُ على رَجُلٍ مِن القَريتَينِ عظيم »!0(10)، يعنون الرئيس الكبير، ويقصدون بذلك الوليدَ بن المُغيرة أو أبا مسعود الثقفي (11).
  4 ـ العظيم: الحَسَن، ومنه قوله سبحانه: وإنَّكَ لَعلى خُلُقٍ عظيم (12)، يعني الخُلُق الحسن (13). وقيل: على دينٍ عظيم، وهو الإسلام (14).
  5 ـ العظيم: الثقيل، ومنه قوله تعالى: سُبحانَكَ هذا بُهتانٌ عظيم (15) أي ثقيل (16).
  6 ـ العظيم: الشديد، ومنه الآية الكريمة « ولَهُم عذابٌ عظيم »(17) أي عذاب شديد (18).

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
  الهوامش

1 ـ لسان العرب، لابن منظور 278:9 « عظم ».
2 ـ المفردات، للراغب الاصفهاني 339.
3 ـ التوبة: 129.
4 ـ مجمع البحرين، للطريحي 1235:2.
5 ـ البقرة: 255.
6 ـ قاموس القرآن، للدامغاني 326 ـ 327.
7 ـ تفسير مجمع البيان، للطبرسي 629:2.
8 ـ سورة ص: 67.
9 ـ تفسير مجمع البيان 756:8. قاموس القرآن 328.
10 ـ الزخرف: 31.
11 ـ تفسير مجمع البيان 71:9. قاموس القرآن 327.
12 ـ القلم: 4.
13 ـ قاموس القرآن 327.
14 ـ تفسير مجمع البيان 500:10.
15 ـ النور: 16.
16 ـ قاموس القرآن 327.
17 ـ البقرة: 7، آل عمران: 176.
18 ـ قاموس القرآن: 327.



العفو

  من أسماء الله تعالى الحسنى، وهو فَعول من العَفْو.
  وهو في اللغة التجاوُز عن الذنب وتَرْك العقاب عليه، وأصله المَحْو والطَمْس (1).
  وقيل: أصل العَفْو: القَصدُ لتناول الشيء، يقال: « عَفوتُ عنه » أي قصدتُ إزالةَ ذنبه صارفاً عنه، فالعفو في الحقيقة هو التجافي عن الذنب (2).
  وقد ورد هذا الاسم في القران الكريم 5 مرّات، اقترن في معظمها باسم «الغفور» (3)
  واسم العفوّ من أسماء الله تعالى الجماليّة، وهو يمثّل رحمته الامتنانيّة، وبظهور سلطان هذا الاسم تمّحي نتائج أفعال العباد السيّئة.
  وقيل إنّ المغفرة ـ وهي السَّتر ـ متفرّعة على العفو، لأنّ الشيء ـ كالذنب مثلاً ـ يُؤخذ ويُتناول أوّلاً ثمّ يُستَر عليه، فلا يظهر ذنب المذنب، لا عند نفسه ولا عند غيره .
فمصداق العفو والمغفرة إذا نُسب لله تعالى في الأمور التكوينيّة، كان إزالة المانع ( عن القُرب والزُّلفى ) بإيراد سببٍ يدفعه، وفي الأمور التشريعيّة كان إزالة السبب المانع عن الإرفاق ونحوه، وفي مورد السعادة والشقاوة، كان إزالة المانع عن السعادة (4).
  وقيل في تفسير قوله تعالى: وكانَ اللهُ عَفُوّاً غَفوراً (5): أي لم يَزَل الله ذا صفحٍ ـ بفضله ـ عن ذنوب عباده بترْك عقوبتهم على معاصيهم، « غفوراً » أي ساتراً عليهم ذنوبَهم بعفوه لهم عنها (6).

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
  الهوامش

1 ـ لسان العرب، لابن منظور 294:9 « عفا ».
2 ـ المفردات، للراغب الاصفهاني 339.
3 ـ المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم، لمحمّد فؤاد عبدالباقي. والموارد هي: النساء: 43 ، 99 ، 149 ، الحجّ: 60 ، المجادلة: 2.
4 ـ تفسير الميزان، للطباطبائي 53:4 ـ 54، بتصرّف يسير.
5 ـ النساء: 99.
6 ـ تفسير مجمع البيان، للطبرسي 151:3.



العقل

  هو الحِجر والنُّهى، وهو ضدّ الحُمق، والجمع عُقُول، مأخوذ من عَقَلْتُ البعيرَ: إذا جمعتُ قوائمَه. والعاقل: الذي يحبس نفسَه ويردّها عن هواها (1).
  والعقل يُقال للقوّة المتهيّئة لقبول العِلم، ويُقال للعِلم الذي يستفيده الإنسان بتلك القوّة عَقل (2).
  وقد أكّد الله سبحانه في قرآنه الكريم على العقل والتعقّل، وامتدح ذوي العقول والألباب، وذمَّ الذين لا يعقلون وسمّاهم شرّ الدّوابّ، فقال عزّ من قائل: كذلكَ لِيُبيِّنَ اللهُ لَكُم آياتِه لَعلّكُم تَعقِلون (3)، وقال: إنّ شَرَّ الدَّوابِّ عِندَ اللهِ الصُمُّ البُكْمُ الذينَ لا يَعقِلون (4).
  وروي عن النبيّ الأكرم صلّى الله عليه وآله أنه قال: ما خَلَق اللهُ خلْقاً أكرمَ عليه من العقل (5)، وقال أمير المؤمنين عليّ عليه السّلام: العقلُ شَرعٌ مِن داخل، والشرعُ عقلٌ من خارج (6).
  وفي وصيّة الإمام الكاظم عليه السّلام لهشام بن الحَكَم: يا هشام! إنّ الله تبارك وتعالى بشّر أهلَ العقل والفهم في كتابه، فقال: بَشِّرْ عباد * الذينَ يَستَمعونَ القَولَ فيَتّبعونَ أحسنَهُ أُولئكَ الذينَ هَداهُمُ اللهُ وأولئكَ هُم اُولو الألباب .
  يا هشام بن الحَكَم! إنّ الله جلّ وعزّ أكملَ للناس الحُججَ بالعقول، وأفضى إليهم بالبيان، ودلّهم على ربوبيّته بالأدلّة ـ الحديث (7).

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
  الهوامش

1 ـ لسان العرب، لابن منظور 326:9 « عقل ».
2 ـ المفردات، للراغب الاصفهاني 341 ـ 342.
3 ـ البقرة: 242.
4 ـ الأنفال: 22.
5 ـ المفردات 342.
6 ـ مجمع البحرين، للطريحي 1249:2.
7 ـ بحار الأنوار 132:1 حديث 30. والآية في سورة الزُّمَر: 17 ، 18.



العَليّ

  الشريف، وهو فَعيل من: علا يعلو، بمعنى العالي، وهو الذي ليس فوقه شيء.
  ويُقال: العليّ هو الذي علا الخلقَ فقَهَرهم بقدرته (1).
  وقيل: العليّ هو الرفيع القَدر، مِن عَلِيَ، وإذا وُصف الله تعالى به في قوله: إنّهُ هو العليُّ الكبير فمعناه: يعلو أن يُحيط به وصفُ الواصفين، بل عِلمُ العارفين، وعلى ذلك قوله:
  تعالى اللهُ عمّا يُشركون (2).
  ومن أوصافه تعالى: « عَلا فقَرُب، ودَنا فبَعُد » أي علا عن مُشابهة الممكنات وإدراك الأوهام، وقَرُب منها من حيث العِلم بها، وبَعُد عنها من حيث الذات (3).
  وقد ورد اسم العليّ في القرآن الكريم 8 مرّات، اقترن في أكثرها باسم « الكبير »(4).
  وورد في تفسير « العَليّ » في قوله تعالى: ولا يَؤودُهُ حِفظُهما وهو العليُّ العظيم (5): أي العليّ عن الأشباه والأضداد، والأمثال والأنداد، وعن أمارات النقص ودلالات الحدَث. وقيل: هو من العُلوّ الذي هو بمعنى القدرة والسلطان والمُلك وعلوّ الشأن والقهر والاعتلاء والجلال والكبرياء. (6)

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
  الهوامش

1 ـ لسان العرب، لابن منظور 378:9 « علا ».
2 ـ الأعراف: 190، النمل: 63. راجع: المفردات، للراغب الاصفهاني 345.
3 ـ مجمع البحرين، للطريحي 1263:2.
4 ـ انظر: المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم، لمحمّد فؤاد عبدالباقي، مادّة «علا».
5 ـ البقرة: 255.
6 ـ تفسير مجمع البيان، للطبرسي 629:2.



عيسى

  من أنبياء الله تعالى، وهو من أُولي العزم الذين أُرسِلوا بشريعة .
  وُلد عيسى ابن مريم عليه السّلام سنة 622 قبل هجرة النبيّ صلّى الله عليه وآله في ناحية بيت المَقدِس، وقد ولدته أمّه مريم العذراء دون أن يَمسّها زوج، فعُدّت ولادته من الإعجاز الإلهيّ.
  وقد غالى المسيحيون في أمر عيسى المسيح عليه السّلام، فسمّوه تجسّداً لكلمة الله، وحلولاً للاّهوت في الناسوت ( أي حلول الله تعالى في الإنسان)، وعدّوه الأُقنوم الثاني من الأقانيم الثلاثة في عقديتهم بالتثليث ( الأب ـ الابن ـ روح القدس )، وسمّوه ابناً لله تعالى .
  وقد صرّح القرآن الكريم بكفر هذه الاعتقادات ونهى عنها، وقال إن مَثَل عيسى في خلق الله إيّاه من غير أب، كمَثَل آدم في خلق الله إيّاه من غير أب ولا أمّ، فليس هو بأبدع ولا أعجب من آدم.
  فكيف أنكروا هذا وأقرّوا بذلك (1) ؟! قال تعالى: إنّ مَثَلَ عيسى عندَ اللهِ كمثَلِ آدَمَ خَلَقهُ مِن تُرابٍ ثُمّ قالَ لَهُ كُنْ فيكون (2).
  ويظهر من الآية الكريمة أنّ خلقة عيسى كخلقة آدم خلقة طبيعيّة كونيّة، وإن كانت خارقة للسُنّة الجارية في النسل، وهي حاجة الوَلَد إلى والد (3).
  أمّا أسماء عيسى عليه السّلام في القرآن الكريم، فهي: عيسى بن مريم ( ردّاً على مقولة مَن قال بأنّه ابن الله تعالى )، المسيح، رسول الله، كلمة الله، روح الله. وقد ورد اسم هذا النبيّ في القرآن 28 مرّة (4).
  وفي الحديث عن النبيّ الأكرم صلّى الله عليه وآله: كيف أنتم إذا نَزل ابنُ مريم فيكم وإمامكم منكم ؟! (5).
  وفي حديث عن النبيّ الأكرم صلّى عليه وآله في نزول عيسى عليه السّلام قال: فيلتفت المهدي وقد نزل عيسى كأنّما يقطر من شعره الماء، فيقول المهدي: تَقَدَّمْ صَلِّ بالناس، فيقول عيسى: إنّما أُقيمت الصلاة لك. فيصلّي عيسى خلف رجلٍ من ولدي ـ الحديث (6).
  وقد وردت أحاديث متكاثرة في نزول عيسى عليه السّلام وصلاته خلف المهدي عليه السّلام، وإعانته له على تأدية مهمّته الكبرى في نشر العدل في أرجاء البسيطة.

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
  الهوامش

1 ـ تفسير مجمع البيان، للطبرسي 759:2.
2 ـ آل عمران: 59.
3 ـ تفسير الميزان، للطباطبائي 232:2.
4 ـ انظر: المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم، لمحمّد فؤاد عبدالباقي، مادّتَي: « مسح » و « عيس ».
5 ـ صحيح البخاري 205:4 ـ باب نزول عيسى. صحيح مسلم 94:1 ـ باب نزول عيسى. مسند أحمد 336:1.
6 ـ البيان، للكنجي الشافعي 114 ـ الباب 7. عقد الدرر، للشافعي السلمي 192 ـ الباب 10. الصواعق المحرقة، لابن حجر 164.



العَين

  من الوجوه والنظائر التي وردت في القرآن الكريم بمعانٍ متعدّدة، منها:
  1 ـ العين: حاسّة البصر والرؤية (1)، ومن ذلك قوله تعالى: ألَم نَجعَلْ لَهُ عَينَينِ (2)، وقوله تعالى: تَولَّوا وأعينُهُم تَفيضُ مِن الدَّمع (3).
  2 ـ العين: عين الماء (4)، ومنه قوله تعالى: فقُلنا اضرِبْ بِعصاكَ الحَجَرَ فانَفَجَرت مِنهُ اثنَتا عَشرةَ عَيناً (5).
  3 ـ العين: الحِفظ والكلاءة (6)، ومنه قوله عزّوجلّ: فإنّك بأعيُنِنا (7)، وقوله تعالى: ولِتُصنَعَ على عَيني (8) أي لِتُغَذّى بإشفاقي (9).
  4 ـ العين: النظر، ومنه قوله سبحانه: فأْتُوا بهِ على أعيُنِ الناسِ لَعلَّهمُ يَشهدون (10) يعني على منظر الناس (11)، وقوله تعالى: واصنَعِ الفُلكَ بأعيُنِنا (12) أي بمرأىً منّا (13).
  5 ـ العين: شراب أهل الجنّة (14)، ومنه قوله تعالى: عَيناً يَشَربُ بها عِبادُ الله (15)، وقوله: عَيناً يَشَربُ بها المُقرَّبون (16).

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
  الهوامش

1 ـ قاموس القرآن، للدامغاني 338.
2 ـ البلد: 8.
3 ـ التوبة: 92.
4 ـ تفسير مجمع البيان، للطبرسي 250:1. قاموس القرآن 338.
5 ـ البقرة: 60.
6 ـ تفسير مجمع البيان 257:9.
7 ـ الطور: 48.
8 ـ طه: 38.
9 ـ لسان العرب، لابن منظور 504:9.
10 ـ الأنبياء: 61.
11 ـ تفسير مجمع البيان 85:7. قاموس القرآن 338.
12 ـ هود: 37.
13 ـ تفسير مجمع البيان 240:5.
14 ـ قاموس القرآن 338.
15 ـ الإنسان: 6.
16 ـ المطفّفين: 28.



الغالب

  الغَلَبة في اللغة: الاستيلاء والقهر، غَلَبه غَلْباً وغَلَباً، والاسم الغَلَب (1).
  والغالب من أسماء الله تعالى، وقد ورد في القرآن الكريم مرّة واحدة فقط (2)، هي قوله تعالى في سورة يوسف: واللهُ غالِبٌ على أمرِهِ ولكنّ أكثَرَ الناسِ لا يَعلمون (3).
  وقيل في معنى غالبٌ على أمرِه في الآية الكريمة: أي غالب على أمر يوسف، يحفظه ويرزقه حتّى يُبلّغه ما قَدّر له من المُلك والنبوّة، ولا يَكِله إلى غيره. وقيل إنّ معناه: والله غالب على أمر نفسه، لا يُعجِزه شيء من تدابيره وأفعاله، فهو الفاعل لما يشاء كيف يشاء (4).
  ومعنى الآية أنّ كلّ شأن من شؤون الصُّنع والإيجاد من أمره تعالى، وهو تعالى غالبٌ عليه، وكلّ شأن مغلوب له مقهور دونه يُطيعه فيما يشاء، وينقاد له فيما أراد. وبالجملة فإنّه تعالى غالب على هذه الأسباب الفعّالة بإذنه، يحمل عليها ما أراده، فليس لها إلاّ السمع والطاعة (5).

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
  الهوامش

1 ـ مجمع البحرين، للطريحي 1328:2.
2 ـ المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم، لمحمّد فؤاد عبدالباقي، مادّة: « غلب ».
3 ـ يوسف: 21.
4 ـ تفسير مجمع البيان، للطبرسي 338:5 ـ 339.
5 ـ تفسير الميزان، للطباطبائي 121:11 ـ 122.



الغفلة

  الغفلة في اللغة: التَّرْك والسَّهو. غَفَل عنه يَغْفُلُ غُفولاً وغَفْلَةً: تَرَكه وسَها عنه (1).
  وقيل: غفلتُ عن الشيء غفولاً: إذا تركتَه على ذِكرٍ منك (2).
  وقد ورد في آيات قرآنيّة كثيرة النهي عن الغفلة عن ذِكر الله وآياته، وذمُّ الغافلين وتوعّدهم. قال تعالى: واذكُرْ ربَّكَ في نفسِكَ تَضرُّعاً وخِيفةً ودُونَ الجَهرِ مِن القَولِ بالغُدُوِّ والآصالِ ولا تكُن مِن الغافِلين (3)، وقال سبحانه: يَعلَمونَ ظاهِراً من الحياةِ الدُّنيا وهُم عن الآخرة هُم غافلون (4)، وقال تعالى: لقد كُنتَ في غَفلةٍ مِن هذا فكَشَفنا عنكَ غِطاءَكَ فبَصَرُكَ اليَومَ حَديدٌ (5).
  ورُوي عن الإمام الصادق عليه السّلام أنّه قال: قال لقمان لابنه: يا بُنيّ، لكلّ شيءٍ علامة يُعرَف بها ويشهد عليها... إلى أن قال: وللغافل ثلاثُ علامات: اللهو، والسَّهو، والنسيان (6).
  ورُوي عن الإمام الباقر عليه السّلام قوله: أيّما مؤمنٍ حافَظَ على الصلوات المفروضة فصلاّها لوقتها، فليس هذا من الغافلين (7).
  وعن أمير المؤمنين عليّ عليه السّلام في خطبة له في قوله تعالى: يا أيُّها الإنسانُ ما غَرَّكَ بربِّكَ الكريم قال: فتداوَ مِن داءِ الفَتْرَةِ في قلبِكَ بعَزيمةٍ، ومِن كَرى الغفلةِ في ناظرك بيَقَظة، وكُن لله مُطيعاً، وبذِكره آنِساً، وتمثَّلْ في حالِ تولّيكَ عنه إقبالَه علَيك، يدعوكَ إلى عفوه، ويتغمّدك بفضله، وأنتَ مُتولٍّ عنه إلى غيره ـ الخطبة (8).

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
  الهوامش

1 ـ لسان العرب، لابن منظور 95:10 « غفل ».
2 ـ مجمع البحرين، للطريحي 1327:2.
3 ـ الأعراف: 205.
4 ـ الروم: 7.
5 ـ ق: 22.
6 ـ الخصال، للصدوق 23:1 حديث 113. تفسير نور الثقلين، للحويزي 115:2.
7 ـ الكافي، للكُليني 270:3 حديث 14.
8 ـ نهج البلاغة: الخطبة 222.



الغضب الإلهيّ

  الغضب الإلهيّ تعبير رائج في القرآن الكريم (1) والسنّة النبويّة (2)، بَيْد أنّه لابدّ من الإشارة إلى أن الله سبحانه ليس له ـ كما لخلقه ـ إحساسات وعواطف، ولا سبيل في خصوص ذاته السرمديّة إلى الانفعال الذي يطرأ على الذات فيحوّلها من حال إلى آخر. إنّ غضب الله تعالى على فردٍ ما يعني ابتعاد ذلك الفرد ـ من خلال ارتكاب الذنوب ـ عن رحمة الله سبحانه، وشموله بعذاب الله وسخطه، وهو ما عُبّر عنه بلسان الشريعة ـ الذي يُخاطب البشر ـ بالغضب الإلهيّ.
  وقد تكرر في القرآن الكريم ذِكر الغضب منسوباً إلى الله تعالى 17 مرّة (3).
  روي عن الإمام الباقر عليه السّلام أنّ عمرو بن عبيد سأله عن قوله تعالى: ومَن يَحْلُلْ علَيهِ غَضَبي فقد هَوى ما ذلك الغضب ؟ فقال عليه السّلام: هو العقاب يا عمرو، إنّه مَن زعم أنّ الله قد زال من شيءٍ إلى شيء، فقد وصَفَه بصِفة المخلوقين (4).
  وسُئل الإمام الصادق عليه السّلام عن الله عزّوجلّ هل له رضىً وسخط ؟ فقال: نعم، وليس ذلك على ما يوجد من المخلوقين، ولكنّ غضب الله عقابه، ورضاه ثوابه (5).
  وقد ورد معنى الغضب منسوباً إلى الله سبحانه في القرآن الكريم 16 مرّة .

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
  الهوامش

1 ـ انظر: الفاتحة: 7، البقرة: 61، النساء: 93، المائدة: 60...
2 ـ روي في الحديث القدسيّ « سَبَقَتْ رحمتي غضبي ». مجمع البحرين، للطريحي 1322:2.
3 ـ انظر: المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم، لمحمّد فؤاد عبدالباقي، مادّة: «غضب».
4 ـ التوحيد، للشيخ الصدوق 168 حديث 1. والآية في سورة طه: 81.
5 ـ التوحيد 170 حديث 4.



الغنيّ

  من أسماء الله تعالى الحسنى، وهو مَن لا يحتاج إلى أحد، وكلٌّ محتاجٌ إليه، وهو الغنيّ مطلقاً لا يُشاركه فيه غيره (1).
  والغنيّ: الواسع المُلك، والله غنيّ بأنّه مالكٌ لجيمع الأشياء لأنّه قادر عليها، لا يتعذّر عليه شيء منها .
  والغِنى ضدّ الحاجة. يقال: غَنِيَ يَغْنى غِنىً واستغنى وأغناه الله ، والغَناء: الكفاية، للغنى به عن غيره (2).
  وقد تكرر اسم « الغنيّ » في القرآن الكريم 18 مرّة، واقترن في معظمها بلفظ « الحميد »(3).
  قال تعالى: يا أيُّها الناسُ أنتمُ الفُقَراءُ إلىَ اللهِ واللهُ هُوَ الغنيُّ الحميد (4) أي: أنتم المحتاجون إلى الله، والله هو الغنيّ عن عِبَادتكم لا يحتاج إلى شيء (5).
  وقد توهّم المكذِّبون أنّ لهم أن يستغنوا عن الله سبحانه بعبادة آلهتهم، وأنّ لله إليهم حاجة، وأنّه ـ لذلك ـ يدعوهم إلى نفسه بالعبادة الإلهيّة التي يقوم بها رسله، وتوهّموا أنّ لهم نصيباً من الغنى، ولله نصيباً من الفقر! ـ تعالى الله عن ذلك ـ فقَصَر الله تعالى الفقرَ فيهم مبالغةً في بيان فقرهم، كأنّهم لكثرة افتقارهم وشدّة احتياجهم هم الفقراء فحسب (6).
  ومن أسماء الله تعالى أيضاً: المُغني، وهو الذي يُغني مَن يَشاء من عباده (7).

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
  الهوامش

1 ـ لسان العرب، لابن منظور 134:10 « غنا ». مجمع البحرين، للطريحي 1339:2.
2 ـ تفسير مجمع البيان، للطبرسي 647:2 ـ 648.
3 ـ المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم، لمحمّد فؤاد عبدالباقي، مادّة: « غنا ».
4 ـ فاطر: 15.
5 ـ تفسير مجمع البيان 631:8 ـ 632.
6 ـ تفسير الميزان، للطباطبائي 32:17 ملخّصاً.
7 ـ مجمع البحرين 1339:2.



الغنيمة

  الغُنْم والغَنيمة والمَغْنَم: الفَيْء. غَنِم الشيءَ غُنْماً: فازَ به، وتغنَّمَه واغتَنَمه: عَدَّه غنيمةً.
  والغنيمة: ما أوجَفَ عليه المسلمون بخَيلهم ورِكابهم من أموال المشركين، ويجب الخُمس لمن قسمه الله له (1).
  وقيل: الغنيمة في الأصل هي الفائدة المكتسبة، ولكن اصطلح جماعة على أنّ ما أُخذ من الكفّار، إن كان من غير قتال فهو فَيء، وإن كان مع القتال فهو غنيمة، وهو مرويّ عن أئمّة الهُدى عليهم السّلام، وقيل: هما بمعنىً واحد (2).
  وقد جعل الله تعالى في الغنيمة الخُمس، فقال عزّ من قائل: واعلَموا أنّما غَنِمتُم مِن شيءٍ فأنّ للهِ خُمُسَهُ وللرسولِ ولِذي القُربى واليتامى والمساكينِ وابنِ السبيل (3).
  وروي عن الإمام الكاظم عليه السّلام أنّه قال: الخُمس في خمسة أشياء: من الغنائم والغَوص ومن الكُنوز ومن المعادن والملاحة، يؤخذ من كلّ هذه الصنوف الخُمس فيُجعَل لمن جَعَلَ اللهُ له، ويُقسّم أربعة أخماس بين مَن قاتَلَ عليه ووليَ ذلك. ويُقسَّم بينهم الخُمس على ستّة أسهُم: سهمٌ لله، وسهمٌ لرسوله، وسهمٌ لذي القربى، وسهم لليتامى، وسهم للمساكين، وسهم لأبناء السبيل ـ الحديث (4).

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
  الهوامش

1 ـ لسان العرب، لابن منظور 133:10 « غنم ».
2 ـ مجمع البحرين، للطريحي 1337:2.
3 ـ الأنفال: 41.
4 ـ الاستبصار، للشيخ الطوسي 56:2 حديث 1. التهذيب 128:4 ـ 131 حديث 366. تفسير الميزان، للطباطبائي 104:9.



الفالق

  الفالق من أسماء الله تعالى، والفَلْق: شَقُّ الشيء وإبانةُ بعضِه عن بعض. يُقال: فَلَقْته فانفَلَق (1).
  وقد ورد اسم « الفالق » في القرآن الكريم مرّتين (2)، أُولاهما بتعبير: فالقُ الحَبَّ والنَّوى (3) أي شاقّ الحبّة اليابسة الميتة فيخرج منها النبات، وشاقّ النواة اليابسة فيخرج منها النخل والشجر. وقيل: معناه خالق الحبّ والنوى ومُنشئهما ومُبدئهما (4).
  فالله سبحانه هو يشقّ الحَبّ والنوى فينبت منهما النبات والشّجر اللذينِ يرتزق الناس من حَبّهما وثمرهما (5).
  والمرة الثانية بتعبير: فالقُ الإصباح (6) أي شاقّ عمود الصُّبح عن ظُلمة الليل. والإصباح والصُّبح واحد (7).
  وجاء في التنزيل العزيز قُلْ أعوذُ برَبِّ الفَلَق (8)، ومعناه: قُل ـ يا محمّد ـ أعتَصِمُ وأمتَنِعُ بربِّ الصُّبح وخالقه ومُدبّره ومُطْلِعه متى شاء على ما يرى من الصلاح.
  وقيل: الفَلَق: ما ينفلق من الشيء، وهو يعمّ جميع الممكنات، فإنّه ـ تعالى ـ فَلَق ظُلمةَ عَدَمِها بنور إيجادها (9).
  وروي عن الإمام الصادق عليه السّلام قال: تَزوّجوا بالليل فإنّ الله جَعَلَه سَكَناً، ولا تطلبوا الحوائجَ بالليل فإنّه مظلم، قال عزّ من قائل: «فالقُ الإصباحِ وجَعَلَ اللَّيلَ سَكَناً» (10).

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
  الهوامش

1 ـ المفردات، للراغب الاصفهاني 385.
2 ـ انظر: المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم، لمحمّد فؤاد عبدالباقي، مادّة: «فَلَق».
3 ـ الأنعام: 95.
4 ـ تفسير مجمع البيان، للطبرسيّ 523:4 ـ 524.
5 ـ تفسير الميزان، للطباطبائي 303:7.
6 ـ الأنعام: 96.
7 ـ مجمع البحرين، للطريحي 1415:3.
8 ـ الفلق: 1.
9 ـ مجمع البحرين 1415:3.
10 ـ تفسير العيّاشي 400:1 حديث 67. تفسير نور الثقلين، للحويزي 749:1 حديث 197.



الفاطر

  الفِطرة: الابتداء والاختراع. فَطَر اللهُ الخلقَ يَفطُرُهم: خَلَقَهم وبَدأهم (1).
  والفاطر من أسماء الله تعالى، وقد تكرر في القرآن الكريم 6 مرّات بتعبير: فاطر السماواتِ والأرض (2)، أي خالقهما ومُنشئهما من غير احتذاءٍ على مِثال سابق (3).
  وعن ابن عبّاس قال: كنتُ لا أدري ما فاطرُ السماوات، حتّى أتاني أعرابيّان يختصمان في بئر، فقال أحدُهما: أنا فَطَرْتُها، أي ابتدأتُ حَفرَها (4).
  والفِطرة: ما فَطَر اللهُ عليه الخلق من المعرفة به (5)، وروي عن رسول الله صلّى الله عليه وآله أنّه قال: « كلّ مولودٍ يُولَد على الفطرة »، أي على المعرفة بأنّ الله تعالى خالقه (6).
  وروي عن أمير المؤمنين عليه السّلام أنّه قال: إنّ أفضلَ ما يَتوسّلُ به المتوسّلون كلمةُ الإخلاص فإنّها الفِطرة، وإقامُ الصلاة فإنّها المِلّة (7).
  وفي الحديث عن الإمام الصادق عليه السّلام قال: إنّ الله عزّوجلّ خلق الناسَ كلَّهم على الفِطرة التي فَطَرَهم عليها، لا يعرفون إيماناً بشريعةٍ ولا كُفراً بجحُود، ثمّ بَعَثَ اللهُ الرُّسُل تدعو العِبادَ إلى الإيمان (8).

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
  الهوامش

1 ـ لسان العرب، لابن منظور 286:10 « فطر ».
2 ـ المعجم المفهرس لألفاظ القرآن، لمحمّد فؤاد عبدالباقي مادّة: « فطر ». والآيات هي: الأنعام: 14، يوسف 101، إبراهيم: 10، فاطر: 1، الزمر: 46، الشورى: 11.
3 ـ تفسير مجمع البيان، للطبرسي 433:3.
4 ـ مجمع البحرين، للطريحي 1401:3. تفسير مجمع البيان 432:3 ـ 433.
5 ـ لسان العرب 286:10.
6 ـ مجمع البحرين 1402:3.
7 ـ مَن لا يحضره الفقيه، للشيخ الصدوق 131:1 حديث 14.
8 ـ الكافي، للكُليني 416:2 ـ 417 حديث 1.



الفتّاح

  الفتح إزالة الإغلاق والإشكال، وهو ضربان: أحدهما يُدرَك بالبصر كفتح الباب ونحوه، والثاني يُدرَك بالبصيرة كفتح الهمّ. فَتَح القضيّة فِتاحاً: فَصَل الأمر فيها وأزال الإغلاق عنها (1).
  والفتّاح من أسماء الله تعالى الحسنى، قيل: هو الذي يفتح أبواب الرزق والرحمة لعباده. وقيل: معناه الحاكم بينهم، يُقال: فَتَح الحاكمُ بين الخصمَين إذا فَصلَ بينهما. ويقال للقاضي « الفتّاح » لأنّه يفتح مواضع الحقّ (2).
  وقد ورد اسم « الفتّاح » في القرآن الكريم مرّة واحدة فقط (3)، هي قوله تعالى: قُلْ يَجَمعُ بَينَنا ربُّنا ثمّ يَفَتحُ بَينَنا بالحقِّ وهو الفَتّاحُ العليم (4).
  وجاء في القرآن الكريم آيات تتحدّث عن الاستفتاح ( وهو طلب الفتح أو الفِتاح )، ومنها قوله تعالى: واستَفتَحوا وخابَ كلُّ جبّارٍ عنيد (5)، أي: سألوا من الله الفتحَ على أعدائهم والقضاء بينهم وبين أعدائهم، من الفَتاحة وهي الحكومة (6).
  ومنها قوله سبحانه: ربَّنا افتَحْ بَينَنا وبين قَومِنا بالحقِّ وأنتَ خَيرُ الفاتحين (7)، أي: احكُمْ بيننا وبين قومنا بالحقّ، وقيل معناه: اكشِف بيننا وبين قومنا وبَيِّن أيّنا على الحقّ (8).
  ومنها قوله تعالى: إن تَستَفْتِحوا فقد جاءكُمُ الفَتحُ (9)، قيل في تفسيره: إن تستنصروا لأِهدى الفئتَين فقد جاءكم النصر، أي نصرُ محمّد صلّى الله عليه وآله وأصحابه.
  وقيل: إن تستحكموا وتستقضوا فقد جاءكم القضاء والحُكم من الله تعالى( 10).

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
  الهوامش

1 ـ المفردات، للراغب الاصفهاني 370.
2 ـ لسان العرب، لابن منظور 171:10 ـ 172 « فتح ».
3 ـ المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم، لمحمّد فؤاد عبدالباقي، مادّة: « فتح ».
4 ـ سبأ: 26.
5 ـ إبراهيم: 15.
6 ـ مجمع البحرين، للطريحي 1356:3.
7 ـ الأعراف: 89.
8 ـ تفسير مجمع البيان، للطبرسي 692:4.
9 ـ الأنفال: 19.
10 ـ تفسير مجمع البيان 816:4.



الفتّاح

  الفتح إزالة الإغلاق والإشكال، وهو ضربان: أحدهما يُدرَك بالبصر كفتح الباب ونحوه، والثاني يُدرَك بالبصيرة كفتح الهمّ. فَتَح القضيّة فِتاحاً: فَصَل الأمر فيها وأزال الإغلاق عنها (1).
  والفتّاح من أسماء الله تعالى الحسنى، قيل: هو الذي يفتح أبواب الرزق والرحمة لعباده. وقيل: معناه الحاكم بينهم، يُقال: فَتَح الحاكمُ بين الخصمَين إذا فَصلَ بينهما. ويقال للقاضي « الفتّاح » لأنّه يفتح مواضع الحقّ (2).
  وقد ورد اسم « الفتّاح » في القرآن الكريم مرّة واحدة فقط (3)، هي قوله تعالى: قُلْ يَجَمعُ بَينَنا ربُّنا ثمّ يَفَتحُ بَينَنا بالحقِّ وهو الفَتّاحُ العليم (4).
  وجاء في القرآن الكريم آيات تتحدّث عن الاستفتاح ( وهو طلب الفتح أو الفِتاح )، ومنها قوله تعالى: واستَفتَحوا وخابَ كلُّ جبّارٍ عنيد (5)، أي: سألوا من الله الفتحَ على أعدائهم والقضاء بينهم وبين أعدائهم، من الفَتاحة وهي الحكومة (6).
  ومنها قوله سبحانه: ربَّنا افتَحْ بَينَنا وبين قَومِنا بالحقِّ وأنتَ خَيرُ الفاتحين (7)، أي: احكُمْ بيننا وبين قومنا بالحقّ، وقيل معناه: اكشِف بيننا وبين قومنا وبَيِّن أيّنا على الحقّ (8).
  ومنها قوله تعالى: إن تَستَفْتِحوا فقد جاءكُمُ الفَتحُ (9)، قيل في تفسيره: إن تستنصروا لأِهدى الفئتَين فقد جاءكم النصر، أي نصرُ محمّد صلّى الله عليه وآله وأصحابه.
  وقيل: إن تستحكموا وتستقضوا فقد جاءكم القضاء والحُكم من الله تعالى( 10).

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
  الهوامش

1 ـ المفردات، للراغب الاصفهاني 370.
2 ـ لسان العرب، لابن منظور 171:10 ـ 172 « فتح ».
3 ـ المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم، لمحمّد فؤاد عبدالباقي، مادّة: « فتح ».
4 ـ سبأ: 26.
5 ـ إبراهيم: 15.
6 ـ مجمع البحرين، للطريحي 1356:3.
7 ـ الأعراف: 89.
8 ـ تفسير مجمع البيان، للطبرسي 692:4.
9 ـ الأنفال: 19.
10 ـ تفسير مجمع البيان 816:4.



الفَتح

  نقيض الإغلاق، فَتَحَه يَفتَحه فَتحاً، وافتَتَحه وفَتَّحَه فانفَتَحَ وتَفَتَّحَ (1).
  والفَتح من الوجوه والنظائر التي استُعملت في الآيات القرآنيّة الكريمة بمعانٍ متعدّدة، ومن معاني الفتح:
  1 ـ القضاء (2)، ومنه قوله تعالى: ثُمّ يَفَتحُ بَيْنَنا بالحقِّ وهُوَ الفتّاحُ العليم (3) يعني القاضي.
  2 ـ النصر (4)، و منه قوله تعالى: إنْ تَستَفتِحوا فقد جاءكُمُ الفَتْح (5) و قوله عزّوجلّ إنْ كانَ لَكُم فَتحٌ مِن الله (6) يعني بالفتح النصر.
  3 ـ الإرسال (7)، ومنه الآية الكريمة: ما يَفتَحِ اللهُ للناسِ مِن رحمةٍ (8) أي ما يُرسل اللهُ للناس من رحمة، يعني من رِزق.
  4 ـ فتح مكّة (9)، ومنه قوله تعالى: إذا جاءَ نَصرُ اللهِ والفتحُ (10)، قيل: عنى فتح مكّة .
  5 ـ يوم القيامة (11)، ومنه قوله تعالى: قُل يَومَ الفتحِ لا يَنفَعُ الذينَ كفروا إيمانُهُم ولا هُم يُنْظَرون (12)، قيل: يوم الفتح هاهنا يوم القيامة، عن مجاهد وقتادة والكلبي.

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
  الهوامش

1 ـ لسان العرب، لابن منظور 170:10 « فتح ».
2 ـ المفردات، للراغب الاصفهاني 370. قاموس القرآن، للدامغاني 347.
3 ـ سبأ: 26.
4 ـ مجمع البحرين، للطريحي 1356:3. قاموس القرآن 347. المفردات 370.
5 ـ الأنفال: 19.
6 ـ النساء: 141.
7 ـ الوجوه والنظائر، هارون بن موسى 206، قاموس القرآن 347
8 ـ فاطر: 2.
9 ـ لسان العرب 170:10.
10 ـ النصر: 1.
11 ـ لسان العرب 171:10.
12 ـ السجدة: 29.



الفِتنة

  الفِتنة في اللغة: الابتلاء والامتحان والاختبار، من قولك: فَتَنْتُ الفضّةَ والذّهب: إذا أذبتَها بالنار لتميّز الرديء من الجيّد (1).
  والفتنة من الوجوه والنظائر التي وردت في القرآن الكريم بمعانٍ مختلفة متعدّدة، ومن تلك الموارد:
  1 ـ الفِتنة: العذاب (2)، ومنه قوله تعالى: فإذا أُوذِيَ في اللهِ جَعَلَ فِتنةَ الناسِ كعذابِ الله (3) يعني: جعل عذاب الناس كعذاب الله.
  2 ـ الفتنة: الابتلاء (4)، ومنه قوله تعالى: أحَسِبَ الناسُ أن يُترَكوا أن يقولوا آمَنّا وهم لا يُفتَنون (5)، أي لا يُبتَلَون، وقوله تعالى: ولقد فَتنّا الذينَ مِن قَبلِهم (6) أي ابتَلَينا.
  3 ـ الفتنة: القتل (7)، ومنه الآية الكريمة: على خَوفٍ مِن فِرعونَ ومَلائِهم أن يَفتِنَهُم (8)، يعني: أن يقتلهم .
  4 ـ الفتنة: الصَّدّ (9)، ومنه قوله عزّوجلّ: واحذَرْهُم أن يَفْتِنوكَ عن بعضِ ما أنزَلَ اللهُ إلَيك (10)، يعني: يَصدّوك .
  5 ـ الفتنة: الإحراق (11)، ومنه الآية الكريمة: يَوْمَ هُم علَى النارِ يُفْتَنون (12) أي يُحرقون بالنار .
  6 ـ الفتنة: الشِّرك (13)، ومنه قوله تعالى: والفِتنةُ أشَدُّ مِن القتل (14) أي شركهم بالله وبرسوله أعظم من القتل في الشهر الحرام. وسُمّي الكفر فتنة ، لأنّ الكفر يؤدّي إلى الهلاك، كما أن الفتنة تؤدّي إلى الهلاك.
  7 ـ الفتنة: الكفر (15)، ومنه قوله سبحانه: ألاَ في الفتنةِ سَقَطوا (16)، وقوله تعالى:
  ولكنّكم فَتَنْتُم أنفُسَكُم (17).
  8 ـ الفتنة: الإخلاص (18)، ومنه قوله تعالى: وفَتنّاكَ فُتوناً (19)، أي أخلصناكَ.
  9 ـ الفتنة: الجنون (20)، ومنه الآية الكريمة: فسَتُبصِرُ ويُبصِرون * بأيِّكُمُ المَفتون (21) يعني: المجنون.
  10 ـ الفتنة: المعذرة (22)، ومنه قوله عزّوجلّ: ثُمّ لم تَكن فِتنَتُهُم إلاّ أن قالوا (23) أي لم تكن معذرتهم .
  11 ـ الفتنة: الخِبرة (24)، ومنه قوله تعالى: إنّا جَعَلناها فِتنةً لِلظالمين (25) أي خبرةً لهم، افتتنوا بها وكذّبوا بكونها، فصارت فتنة لهم .
  12 ـ الفتنة بعينها (26)، ومنه قوله تعالى: ربَّنا لا تَجعَلْنا فِتنةً لِلقومِ الظالمين (27)، أي: لا تُسلّط علينا فِرعونَ فيقولوا: لولا أنّنا أمثَلُ منكم ما سُلِّطنا عليكم، فيكون ذلك فتنة .

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
  الهوامش

1 ـ لسان العرب، لابن منظور 178:10 « فتن ».
2 ـ مجمع البحرين، للطريحي 1360:3. قاموس القرآن، للدامغاني 348. المفردات للراغب الاصفهاني 371.
3 ـ العنكبوت: 10.
4 ـ مجمع البحرين 1360:3. لسان العرب 179:10. المفردات 372.
5 ـ العنكبوت: 2.
6 ـ العنكبوت: 3.
7 ـ قاموس القرآن 348.
8 ـ يونس: 83.
9 ـ قاموس القرآن 349. لسان العرب 180:10.
10 ـ المائدة: 49.
11 ـ مجمع البحرين 1359:3. لسان العرب 178:10. قاموس القرآن 348.
12 ـ الذاريات: 13.
13 ـ تفسير مجمع البيان، للطبرسي 511:2. قاموس القرآن 347 ـ 348.
14 ـ البقرة: 191.
15 ـ قاموس القرآن 348. لسان العرب 178:10.
16 ـ التوبة: 49.
17 ـ الحديد: 14.
18 ـ لسان العرب 180:10.
19 ـ طه: 40.
20 ـ قاموس القرآن 349. لسان العرب 179:10.
21 ـ القلم: 5 و 6.
22 ـ مجمع البحرين 1359:3. قاموس القرآن 349.
23 ـ الأنعام: 23.
24 ـ تفسير مجمع البيان 696:8. مجمع البحرين 1360:3. لسان العرب 178:10.
25 ـ الصافات: 63.
26 ـ قاموس القرآن 349.
27 ـ يونس: 85.



الفِدْيَة

  هي الفِداء، يقال: فَداه وفاداه: إذا أعطى فِداءه فأنقَذَه. وفَداه بنفسه وفَدّاه يُفَدّيه: إذا قال له «جُعِلتُ فِداك» (1).
  والفِدى والفِداء: حِفظُ الإنسان عن النائبة بما يبذله عنه، يُقال: فَدَيتُه بمالٍ وفَدَيتُه بنفسي وفادَيتُه بكذا (2).
  وورد لفظ «الفدية» في الآيات القرآنية الكريمة بمعنَيين:
  1 ـ الفِدية: ما يقي به الإنسانُ نفسه من مالٍ يبذله في عبادةٍ قصّر فيها، ككفّارة اليَمين وكفّارة الصوم (3)، ومنه قوله تعالى: ففِدْيَةٌ من طعامٍ أو صدقة (4)، وقوله: فمَن كانَ مِنكُم مريضاً أو على سَفَرٍ فعِدّةٌ من أيّامٍ أُخَرَ وعلَى الذينَ يُطيقونَهُ فِديةٌ طَعامُ مسكين (5).
  ورُوي عن الإمام الصادق عليه السّلام في قوله تعالى: وعلَى الذينَ يُطيقونَهُ فِديةٌ ، قال: مَن مَرِض في شهر رمضان فأفطَر ثمّ صحّ فلم يقضِ ما فاته حتّى جاءه شهرُ رمضان آخرَ، فعليه أن يقضي ويتصدّق لكلّ يومٍ مُدّاً من طعام (6).
  2 ـ الفِدية: فَكاك الأسير واستنقاذه بالمال، يُقال: فاداه يُفاديه: إذا أعطى فِداءه وأنقذه (7).
  ومنه قوله تعالى: فإمّا مَنّاً بَعدُ وإمّا فِداءً حتّى تَضعَ الحربُ أوزارَها (8)، وقوله عزّوجلّ: وإن يأتوكم أُسارى تُفادوهم (9)، وقوله: لو يَفتدي مِن عذابِ يومئذٍ ببنيه (10).

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
  الهوامش

1 ـ لسان العرب، لابن منظور 205:110 «فدي».
2 ـ المفردات، للراغب الإصفهاني 374.
3 ـ مجمع البحرين، للطريحي 1370:3 ـ 1371. المفردات 374.
4 ـ البقرة: 196.
5 ـ البقرة: 184.
6 ـ تفسير مجمع البيان، للطبرسي 494:2.
7 ـ لسان العرب 205:10. مجمع البحرين 1372:3.
8 ـ محمّد: 4.
9 ـ البقرة: 85.
10 ـ المعارج: 11.



الفُرقان

  كلُّ ما فُرِقَ به بين الحقّ والباطل فهو فُرقان، والفرقان من أسماء القرآن، أي أنّه فارِقٌ بين الحقّ والباطل، والحلال والحرام (1).
  وقيل: إنّ الفرقان كلام الله تعالى، لفِرْقه بين الحقّ والباطل في الاعتقاد، والصدق والكذب في المقال، والصالح والطالح في الأعمال، وذلك في القرآن والتوراة والإنجيل (2).
  قال تعالى: وإذ آتَينا موسى الكتابَ والفُرقان (3)، وقال: ولقد آتَينا موسى وهارونَ الفُرقان (4)، وقال عزّوجلّ: تباركَ الذي نَزّلَ الفرقان (5)، وقال: شهرُ رمضانَ الذي أُنزِلَ فيه القرآنُ هُدىً للناسِ وبيِّناتٍ مِن الهُدى والفُرقان (6).
  وقد سئل رسول الله صلّى الله عليه وآله: لِمَ سُمّي الفرقان فُرقاناً ؟ قال: لأنّه متفرّق الآيات والسور ـ الحديث (7).
  وروي عن الإمام الصادق عليه السّلام أنّه سئل عن القرآن والفُرقان فقال: القرآن جُملة الكتاب، والفُرقان المُحكَم الواجب العمل به (8).
  وورد في القرآن الكريم تعبير «يوم الفرقان»، في قوله تعالى: وما أنزَلنا على عَبدِنا يومَ الفُرقان (9)، أُريد به يوم بدر، فإنّه أوّل يوم فُرِق فيه بين الحقّ والباطل (10).

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
  الهوامش

1 ـ لسان العرب، لابن منظور 245:10 «فرق».
2 ـ المفردات، للراغب الإصفهاني 378.
3 ـ البقرة: 53.
4 ـ الأنبياء: 48.
5 ـ الفرقان: 1.
6 ـ البقرة: 185.
7 ـ تفسير نور الثقلين، للحويزي 310:1 حديث 5.
8 ـ الكافي، للكُليني 630:2 حديث 11.
9 ـ الأنفال: 41.
10 ـ مجمع البحرين، للطريحي 1387:3. المفردات 378. لسان العرب 245:10.



فِرْعَون

  لقب ملك مصر، والفَرْعَنة: الكِبْر والتجبُّر، وكلُّ عاثٍ فِرعون، والعُثاة: الفراعنة (1).
  ذكر بعض المفسّرين أنّ «فرعون» لقب ملك العمالقة، كما أن «كسرى» لقب ملوك بلاد فارس، و «قيصر» لقب ملوك الروم.
  واشتهر في التاريخ ثلاثة من الفراعنة:
  1 ـ فرعون إبراهيم الخليل، واسمُه سنان.
  2 ـ فرعون مصر في عصر يوسف عليه السّلام، واسمه الريّان بن الوليد.
  3 ـ فرعون مصر في عصر موسى عليه السّلام، واسمه الوليد بن مُصعب (2).
  وقد تحدّّث القرآن الكريم عن فرعون المعاصر لموسى الكليم عليه السّلام، وتكرر اسمه في الآيات القرآنية الكريمة 74 مرّة (3)، كما تحدّثت المصادر الإسلامية عن الفرعنة كظاهرة للاستكبار والطغيان والكِبْر.
  وخلاصة قصّة فرعون أنّه شاهد رؤيا أرعبته، ففسّرها الكهنة بوليد يُولد في بني إسرائيل يكون على يديه زوال حُكم فرعون، فأمر فرعون بقتل كلّ مولود ذَكر يولد في بني إسرائيل، لكنّ الله سبحانه حفظ موسى عليه السّلام، وألهم أمّه أن تُلقيه في اليمّ، فألقاه اليمّ أمام بيت فرعون، فتبنّاه وربّاه في بيته .
  ثمّ بعثه الله تعالى نبيّاً، وأرسله مع أخيه هارون إلى فرعون لدعوته لتوحيد الله عزّوجلّ، فاستكبر وطغى واستعان بالسَّحَرة .
  والتقى موسى عليه السّلام بالسحرة فآمنوا به ـ وقد شاهدوا معجزته ـ ممّا زاد في غيظ فرعون، فصمّم على استئصال موسى عليه السّلام وقومه بني إسرائيل.. وكانت المطاردة الرهيبة، وكاد فرعون أن يُدرك موسى عليه السّلام وقومه، فتدخلّت القدرة الالهيّة، وانشقّ البحر اليباب طريقاً يبساً لموسى وقومه، ثمّ انطبق بأمواجه الهادرة ومياهه المتلاطمة على جيش فرعون فأغرقهم، فأضحوا عبرةً لمن بعدهم .
  ومن الآيات الكريمة التي تطرّقت إلى قصّة فرعون هي: القصص 7 ـ 13، الأعراف 103 ـ 137، طه 57 ـ 76، يونس 90 ـ 93، طه: 42 فما بعده .

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
  الهوامش

1 ـ لسان العرب، لابن منظور 241:10 «فرعن».
2 ـ مجمع البحرين، للطريحي 1386:3.
3 ـ المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم، لمحمد فؤاد عبدالباقي، مادّة «فرعن».



الفساد

  الفساد في اللغة: نقيض الصلاح. فَسَد يَفْسُدُ وفَسُدَ فَساداً وفُسُوداً فهو فاسد (1).
  والفساد: خروج الشيء عن الاعتدال، قليلاً كان الخروج عنه أو كثيراً، ويضادّه الصلاح، ويُستعمل ذلك في النفس والبدن والأشياء الخارجة عن الاستقامة (2).
  و «الفساد» من الوجوه والنظائر التي وردت في الآيات القرآنيّة الكريمة بمعانٍ مختلفة، منها:
  1 ـ الفساد: الهلاك (3)، ومنه قوله تعالى: ولَوِ اتَبّعَ الحقُّ أهواءَهم لَفَسَدتِ السماواتُ والأرضُ ومَن فيهِنّ (4)، وقوله: لو كانَ فيهما آلهةٌ إلاّ اللهُ لَفَسَدتا (5).
  2 ـ الفساد: القحط وقلّة النبات (6)، ومنه قوله عزّوجلّ: ظَهَرَ الفسادُ في البَرِّ والبحر (7)، أي ظهر الجَدب في البرّ، والقَحط في البحر، أي في المدن التي على الأنهار.
  3 ـ الفساد: السِّحر (8)، ومنه الآية الكريمة: إنّ الله لا يُصلِحُ عَمَلَ المُفسِدين (9) يعني السَّحَرة.
  4 ـ الفساد: الخَراب بالظلم والجَور (10)، ومنه قوله تعالى: إنّ المُلوكَ إذا دخلوا قريةً أفسَدوها (11) يعني يخربونها .
  5 ـ الفساد: الظلم وقَتْل الأنبياء (12)، ومنه قوله عزّوجلّ: وقَضَينا إلى بني إسرائيلَ لَتُفْسِدُنَّ في الأرض (13)، وقوله: إنّ يَأْجوجَ ومأجوجَ مُفسِدونَ في الأرض (14) يعني: قتّالين للناس .
  6 ـ الفساد: الكُفِر (15)، ومنه قوله سبحانه: فلَوْلا كانَ مِن القُرونِ مِن قَبلكم أُولو بقيّةٍ يَنهَونَ عن الفساد (16).
  7 ـ الفساد: المعاصي (17)، ومنه الآية الكريمة: وإذا قِيلَ لهم لا تُفسِدوا في الأرض (18) يعني: لا تعملوا بالمعاصي .

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
  الهوامش

1 ـ لسان العرب، لابن منظور 261:10 «فسد».
2 ـ المفردات، للراغب الاصفهاني 379.
3 ـ قاموس القرآن، للدامغاني 358.
4 ـ المؤمنون: 71.
5 ـ الأنبياء: 22.
6 ـ مجمع البحرين، للطريحي 1393:3. لسان العرب 261:10. قاموس القرآن 358.
7 ـ الروم: 41.
8 ـ قاموس القرآن 358.
9 ـ يونس: 81.
10 ـ قاموس القرآن 358. تفسير مجمع البيان، للطبرسي 344:7.
11 ـ النمل: 34.
12 ـ قاموس القرآن 358.
13 ـ الاسراء: 4.
14 ـ الكهف: 94.
15 ـ تفسير مجمع البيان 308:5.
16 ـ هود: 116.
17 ـ قاموس القرآن 357 ـ 358.
18 ـ البقرة: 11.



الفِسْق

  الفسق في اللغة هو الخروج عن حَجْر الشرع، من قولهم «فَسَقَ الرُّطب»: إذا خرج عن قِشره، والفسق أعمّ من الكُفر (1).
  وقيل: أصل الفسق: خروج الشيء من الشيء على وجه الفساد، والفسق: الخروج عن حدود الشرع بالسيّئات وارتكاب المحرّمات (2).
  ومن المعاني التي ورد بها لفظ «الفسق» في الآيات القرآنية الكريمة:
  1 ـ الفسق: الكفر بالنبيّ صلّى الله عليه وآله والخروج عن الإيمان بالله ورسوله (3)، ومنه قوله تعالى: إنّ المنافقينَ هُمُ الفاسقون (4).
  2 ـ الفسق: السبّ والشَّتم (5)، ومنه الآية الكريمة: فمَن فَرَضَ فيهنّ الحَجَّ فلا رَفَثَ ولا فُسوق (6) يعني لا يسبّ ولا يشتم، لقوله صلّى الله عليه وآله وسلّم: «سِبابُ المؤمن فسُوق، وقتالُه كُفر» (7).
  3 ـ الفسق: الكذب (8)، ومنه قوله تعالى: والذينَ يرَمُونَ المُحصَناتِ ـ إلى قوله: أولئك هُمُ الفاسقون (9) يعني الكاذبين، وقوله عزّوجلّ: فلا رَفَثَ ولا فُسُوقَ ولا جِدالَ في الحجّ (10).
  قيل: الفسوق: الكذب، كما جاءت الرواية عنهم عليهم السّلام (11).
  4 ـ الفسق: الشّرك (12)، ومنه قوله سبحانه: وأمّا الذينَ فَسَقوا فمأواهُمُ النار (13)، وقوله: إنّ المنافقينَ هُمُ الفاسقون (14)، حيث جاء في التفسير: الفاسقون: المتردّدون في الشِّرك (15).
  5 ـ الفسق: المعصية من غير شرك (16)، ومنه الآية الكريمة: فافْرُقْ بينَنا وبَين القومِ الفاسقين (17) يعني العاصين في دخولهم أرضَ الشام حين أمرهم موسى عليه السّلام.
  وقيل: سمّاهم فُسّاقاً ـ وإن كانوا قد كفروا بالردّ على نبيّهم ـ لخروجهم من الإيمان إلى الكفر (18).
  6 ـ الفسق: الإثم (19)، ومنه الآية الكريمة: ولا يُضارَّ كاتبٌ ولا شهيدٌ وإنْ تفعلوا فإنّه فُسوقٌ بكم (20) يعني: مأثماً يحلّ عليكم.

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
  الهوامش

1 ـ المفردات، للراغب الاصفهاني 380.
2 ـ مجمع البحرين، للطريحي 1394:3.
3 ـ تفسير مجمع البيان، للطبرسي 74:5. قاموس القرآن، للدامغاني 359.
4 ـ التوبة: 67.
5 ـ قاموس القرآن 360.
6 ـ البقرة: 197.
7 ـ تفسير مجمع البيان 524:2.
8 ـ قاموس القرآن 359.
9 ـ النور: 4.
10 ـ البقرة: 197.
11 ـ تفسير مجمع البيان 524:2. مجمع البحرين 1394:3.
12 ـ قاموس القرآن 359.
13 ـ السجدة: 20.
14 ـ التوبة: 67.
15 ـ تفسير مجمع البيان 74:5.
16 ـ قاموس القرآن 359.
17 ـ المائدة: 25.
18 ـ تفسير مجمع البيان 280:3.
19 ـ قاموس القرآن 360.
20 ـ البقرة: 282.



الفُسوق

  الفسوق هو الخروج عن الدِّين، وكذلك المَيْل إلى المعصية (1)، وفي التنزيل العزيز: وكَرَّهَ إليكُمُ الكُفرَ والفُسوقَ والعِصيان (2)، قيل: الفسوق: الخروج عن الطاعة إلى المعاصي (3).
  وقد أطلق القرآن الكريم لفظ «الفسوق» على عدّة من المعاني، منها ـ كما مرّ ـ الخروج عن الطاعة إلى المعاصي، ومنها الكذب، قال تعالى: فلا رَفَثَ ولا فُسُوقَ ولا جِدالَ في الحجّ (4)، حيث ورد عن أهل البيت عليهم السّلام أن «الفسوق» في هذه الآية الكريمة هو الكذب (5).
  ومنها: السبّ والشتم، إذ قيل في تفسير الآية السابقة أنّ الفسوق هو السبّ والشتم (6)، ومنه قوله صلّى الله عليه وآله: «سِبابُ المؤمن فُسوقٌ، وقِتالُه كُفر».
  ومنها: تعيير اليهود والنصارى وأمثالهم ممّن دخل في الإيمان بأن يُقال لأحدهم «يا يهوديّ» و «يا نصرانيّ» (7)، ومنه قوله تعالى: بِئْسَ الآسمُ الفُسوقُ بعد الإيمان (8).
  وقد وصف القرآن الكريم المكلّفين الذين لا يحكمون بما أنزل الله سبحانه بالفِسق (9)، فقال جلّ وعزّ: ومَن لَم يَحكُمْ بما أنَزلَ اللهُ فأولئك هُمُ الفاسقون (10).
  وفي الحديث عن الإمام في صفة الخروج من الإيمان، قال عليه السّلام: وقد يخرج من الإيمان بخمس جهاتٍ من الفعل، كلّها متشابهات معروفات: الكُفر، والشِّرك، والضَّلال، والفسق، وركوب الكبائر. ثمّ قال عليه السّلام في معنى الفسق: فكلّ معصيةٍ من المعاصي الكبار فَعلَها فاعل، أو دخل فيها داخل بجهة اللذّة والشهوة والشوق الغالب فهو فسق، وفاعلُه فاسق خارج من الإيمان بجهة الفسق، فإن دام ذلك حتّى يدخل في حدّ التهاون والاستخفاف، فقد وجب أن يكون بتهاونه واستخفافه كافراً (11).
  انظر أيضاً مادّة «الفسق».

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
  الهوامش

1 ـ لسان العرب، لابن منظور 262:10 «فسق».
2 ـ الحجرات: 7.
3 ـ تفسير مجمع البيان، للطبرسي 200:9.
4 ـ البقرة: 197.
5 ـ تفسير مجمع البيان 524:2. مجمع البحرين 1394:3.
6 ـ تفسير مجمع البيان 524:2.
7 ـ تفسير مجمع البيان 204:9. لسان العرب 262:10.
8 ـ الحجرات: 11.
9 ـ تفسير مجمع البيان 311:3.
10 ـ المائدة: 47.
11 ـ بحار الأنوار 279:68 ـ كتاب الإيمان والكفر.



قابل التوب

  التَّوْب هو تَرْك الذنب على أجمل الوجوه، وهو أبلغ وجوه الاعتذار.
  والتوبة في الشرع هي تَرْك الذنب لقُبحه، والندم على ما فرّط منه، والعزيمة على تَرك المعاودة، وتدارك ما أمكن أن يُتدارَك من الأعمال بالإعادة (1).
  أمّا التقبّل فهو قبول الشيء على وجه يقتضي ثواباً، كالهديّة ونحوها (2).
  والتَّوب يحتمل وجهَين: أحدهما أن يكون جمع «توبة»، والثاني أن يكون مصدراً مِن: تاب يتوب تَوْباً (3).
  وأصل «تاب»: عاد إلى الله ورجع وأناب، و«تاب اللهُ عليه»: عاد عليه بالمغفرة (4).
  ومن أسماء الله تعالى: «قابل التَّوْب»، وهو اسم ورد في القرآن الكريم مرّة واحدة فقط، هي قوله سبحانه: غافرِ الذَّنْبِ وقابلِ التَّوْبِ شديدِ العقابِ ذي الطَّوْلِ لا إلهَ إلاّ هو إليه المصير (5)، قيل في تفسير «قابل التوب»: أي يقبل توبة مَن تاب إليه من المعاصي بأن يُثيب عليها ويُسقط عقاب مَعاصٍ تتقدمها على وجه التفضّل منه (6).
  ولعلّ الإتيان بصيغة اسم الفاعل في «غافر الذنب» و «قابل التوب» للدلالة على الاستمرار التجدّدي ، فإن المغفرة وقبول التوب من صفاته تعالى الفعليّة، ولا يزال تعالى يغفر الذنب ثمّ يغفر، ويقبل التَّوْب ثمّ يقبل (7).

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
  الهوامش

1 ـ المفردات، للراغب الاصفهاني 76.
2 ـ المفردات 391.
3 ـ تفسير الطبري 52:24، المنتخب من تفسير القرآن، لابن إدريس الحلّي 238:2.
4 ـ لسان العرب 61:2 «توب».
5 ـ غافر (المؤمن): 3.
6 ـ تفسير مجمع البيان، للطبرسي 799:8.
7 ـ تفسير الميزان، للطباطبائي 320:17.



قارون

  من رجال بني إسرائيل، وكان يُضرب به المثل في الغِنى، وهو ابن خالة موسى عليه السّلام، وكان قارون أقرأَ بني إسرائيل للتوراة، فلمّا جاوز بهم موسى البحرَ وصارت الرئاسة لهارون، وَجَدَ قارون في نفسه شيئاً فبغى عليهم (1)، قال تعالى: إنّ قارونَ كانَ مِن قومِ موسى فبغى عليهم (2).
  وكان سبب هلاكه أنّ بني إسرائيل لمّا بَطِروا على نِعَم الله تعالى وقالوا لموسى عليه السّلام: لن نَصبَر على طَعامِ واحد (3)، فرض الله تعالى عليهم دخول مِصر، وحرّمها عليهم أربعين سنة يتيهون في الأرض، فتابوا إلاّ قارون أبى أن يدخل معهم في التوبة على الرغم من تحذير موسى عليه السّلام إيّاه. ثمّ إنّه آذى موسى عليه السّلام، فقيل: إنّه أمر أن يُصَبّ عليه رماد قد خُلط بالماء فصُبّ عليه (4)، وقيل: إنّه استأجر امرأة بغيّاً أعطاها مالاً على أن تزعم أنّ موسى قد فعل معها الفاحشة (5).
  وقد وعظ قارونَ النصحاء من قومه وقالوا له: «لا تفرح» ولا تَبطِر بما أُعطيت، فقال: إنّما اُوتيتُهُ على عِلمٍ عندي (6).
  ثمّ خرج على قومه في زينته، فلمّا رآه بنو إسرائيل تمنّى كثير منهم أن يكون قد أُوتي مِثل ما أُوتي قارون، ثمّ إنّ موسى عليه السّلام دعا ربّه فخَسفَ الله تعالى به وبداره الأرض، فهلك ببَغيه وأضحى عِبرةً لمن اعتبر (7).

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
  الهوامش

1 ـ مجمع البحرين، للطريحي 1472:3.
2 ـ القصص: 76.
3 ـ البقرة: 61.
4 ـ تفسير نور الثقلين 140:4. مجمع البحرين 512:1.
5 ـ قصص الأنبياء، لابن كثير الدمشقي 367 ـ 368.
6 ـ القصص: 78.
7 ـ قصص الأنبياء 368. مجمع البحرين 512:1.



القبلة

  القبلة في اللغة اسم للحالة التي عليها المقابل، نحو الجِلسة والقِعدة، ثمّ صار اسماً للمكان المقابل المتوجَّه إليه في الصلاة (1).
  وفي الحديث: إن الله تبارك وتعالى جعل الكعبة قِبلةً لأهل المسجد، وجعل المسجد قِبلة لأهل الحرم، وجعل الحرم قِبلة لأهل الدنيا (2).
  وكانت قِبلة المسلمين الأولى هي المسجد الأقصى، وكان اليهود يُعيّرون المسلمين في تبعيّة قبلتهم ويتفاخرون عليهم، فحزن رسول الله صلّى الله عليه وآله لذلك، فخرج في سواد الليل يقلّب وجهه في السماء ينتظر الوحي من الله سبحانه وكَشْف همّه (3)، فنزل قوله تعالى: قد نَرىَ تَقلُّبَ وجهِكَ في السماءِ فلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبلةً ترضاها فَوَلِّ وَجهَك شَطرَ المسجدِ الحرام (4).
  وروي عن الإمام الصادق عليه السّلام أنّ تحويل القبلة إلى الكعبة حصل بعد هجرة النبيّ صلّى الله عليه وآله إلى المدينة بسبعة أشهر (5).
  وروي عن الإمام الباقر عليه السّلام في قوله تعالى: فوَلِّ وجهكَ شَطرَ المسجدِ الحرام» قال: استقبل القِبلة بوجهك ولا تقلب وجهك من القبلة فتفسد صلاتك، فإنّ الله يقول لنبيّه في الفريضة « فولِّ وجهك... » الآية (6).
  وفي الحديث أنّه نُهي عن الجُماع مستقبل القِبلة ومستدبرها، ونُهي عن استقبال القبلة ببولٍ أو غائط (7).
  وهذا الجمع للناس ـ على اختلاف أزمنتهم وأمكنتهم ـ على التوجّه إلى نقطة واحدة، يمثّل وحدتهم المعنوية وارتباطهم والتئام قلوبهم، وهذا ألطف روح يمكن أن تنفذ في جميع شؤون الأفراد في حياتهم الماديّة والمعنويّة (8).

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
  الهوامش

1 ـ المفردات، للراغب الاصفهاني 392.
2 ـ من لا يحضره الفقيه، للصدوق 177:1 ـ 178 حديث 2.
3 ـ تفسير الميزان، للطباطبائي 328:1.
4 ـ البقرة: 144.
5 ـ تفسير القمّي 63:1.
6 ـ تفسير العيّاشي 83:1 حديث 116.
7 ـ من لا يحضره الفقيه 180:1حديث 11.
8 ـ تفسير الميزان 341:1 ـ 342.



القَتل

  القَتل معروف، قَتَلَه يَقْتَله قَتلاً وتَقْتالاً: إذا أماته بضَربٍ أو حجَر أو سُمّ أو عِلّة (1).
  وأصل القتل: إزالة الروح عن الجسد كالموت، لكنْ إذا اعتُبر بفِعل من تولّى ذلك يُقال قَتْلٌ، وإذا اعتُبر بفَوت الحياة يُقال مَوْتٌ (2).
  والقتل (قتل النفس) من الكبائر التي نهى عنها الله سبحانه، فقال تعالى: ولا تَقتُلوا النفسَ التي حرَّمَ اللهُ إلاّ بالحقّ (3). وقد عظّم الله عزّوجلّ قَتْل المؤمن وشدّد في التوعدّ عليه، فقال في كتابه الكريم: مَن قَتَل نَفساً بغيرِ نفسٍ أو فسادٍ في الأرضِ فكأنّما قَتَلَ الناسَ جميعاً (4)، وقال: ومَن يَقتُلْ مؤمناً مُتعمِّداً فجزاؤُهُ جَهنّمُ خالداً فيها (5)، وشرّع القِصاصَ جزاءً دنيويّاً للقاتل، فقال عزّوجلّ: يا أيُّها الذين آمَنوا كُتِبَ عليكمُ القِصاصُ في القَتلى (6).
  أمّا قتل الخطأ فقد شرّع له الإسلام الدِّية، في قوله تعالى: ومَن قَتَلَ مؤمناً خَطأً فتَحريرُ رَقَبةٍ وَدِيةٌ مُسلَّمةٌ إلى أهلهِ إلاّ أن يَصَّدّقُوا (7).
  ومن المعاني التي استُعمل فيها لفظ « القتل » في القرآن الكريم:
  1 ـ القَتْل: القتال (8)، ومنه الآية الكريمة: فإن قاتلُوكُم فاقتُلوهم (9) يعني: فقاتلوهم .
  2 ـ القتل بعينه (10)، ومنه قوله سبحانه: ومَن يَقتُلْ مؤمناً مُتعمِّداً (11).
  3 ـ القتل: اللعن (12)، ومنه قوله تعالى: قُتِلَ الإنسانُ ما أكفَرَه (13)، أي عُذِّب ولُعن ، وقوله: فقُتِل كيف قَدَّرَ (14) أي لُعن .
  4 ـ القتل: دفن الأحياء (15) ( وَأد البنات )، ومنه قوله عزّوجلّ: ولا تَقتُلوا أولادَكُم (16) يعني: لا تدفنوا بناتكم أحياءً.
  5 ـ القتل: القِصاص (17)، ومنه الآية الكريمة: فلا يُسرِفْ في القَتل (18) يعني في القصاص، أي لا تقتل نفسَين بنفس .

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
  الهوامش

1 ـ لسان العرب، لابن منظور 33:11 « قتل ».
2 ـ المفردات، للراغب الاصفهاني 393.
3 ـ الإسراء: 33.
4 ـ المائدة: 32.
5 ـ النساء: 93.
6 ـ البقرة: 178.
7 ـ النساء: 92.
8 ـ قاموس القرآن، للدامغاني 370.
9 ـ البقرة: 191.
10 ـ مجمع البحرين، للطريحي 1439:3. قاموس القرآن 371.
11 ـ النساء: 93.
12 ـ مجمع البحرين 1579:3، و 1439:3. قاموس القرآن 371.
13 ـ عبس: 17.
14 ـ المدّثّر: 19.
15 ـ المفردات 393. قاموس القرآن 371.
16 ـ الأنعام: 151.
17 ـ قاموس القرآن 371.
18 ـ الإسراء: 33.



القَدْر

  القَدْر: القَدْر والقَدَر: القضاء والحكم، وهو ما يُقدّره الله عزّوجلّ من القضاء ويَحكم به من الأمور (1).
  والقَدْر والتقدير: تبيين كمّية الشيء. يُقال: قَدَرْته وقَدَّرته. وقَدَّره (بالتشديد): أعطاه القُدرة.
  وتقدير الله تعالى الأشياء على وجهَين: أحدهما بإعطاء القدرة، والثاني بأن يجعلها على مقدار مخصوص حسبما اقتضت الحكمة (2).
  ومن المعاني التي وردت لمادّة « قدر » في القرآن الكريم:
  1 ـ القَدْر: العَظَمة (3)، ومنه قوله تعالى: وما قَدَرُوا اللهَ حَقَّ قَدْرِه (4)، أي حقّ عظمته .
  وقوله: إنّا أنزَلناهُ في لَيلةِ القَدْر (5) أي في ليلة الشرف والخَطَر وعِظَم الشأن.
  2 ـ قَدَر: ضيّق وقَتَّر (6)، ومنه الآية الكريمة: اللهُ يَبسُطُ الرِّزقَ لمن يشاءُ ويَقْدِر (7)، أي يُقتّر ويُضيّق، وقوله: فظَنّ أن لن نَقدِرَ عليه (8) أي فظنّ أن لن نُضَيّق عليه.
  3 ـ قَدَر وقَدَّر: صَوَّر (9)، ومنه قوله سبحانه: فقَدَرْنا فنِعمَ القادِرون (10)، أي صوّرنا فنِعم المصوّرون، يعني تصوير الأجنّة في الأرحام.
  4 ـ قَدَّر: جَعَل (11)، ومنه قوله تعالى: وهو الذي جَعَلَ الشمسَّ ضياءً والقمرَ نوراً وقَدَّرَهُ مَنازِلَ (12)، وقوله: « خَلَق كلَّ شيءٍ فقَدّرهُ تقديراً »(13) أي جعل للخلق آجالاً وأرزاقاً.
  5 ـ القَدَر: الوُسع والطاقة (14)، ومنه الآية الكريمة: ومَتِّعوهُنَّ علَى المُوسِعِ قَدَرُهُ وعلَى المُقِتِر قَدَرُه (15).
  6 ـ القَدَر: المدّة المعلومة (16)، ومنه قوله سبحانه: فجعَلَناهُ في قَرارٍ مَكينٍ * إلى قَدَرٍ معلوم (17)، أي إلى مقدارٍ من الوقت معلوم، يعني مدّة الحمل.
  7 ـ القَدَر: السَّعة والظَّرفيّة (18)، ومنه الآية المباركة: أَنزلَ مِن السماءِ ماءً فسالَتْ أودِيةٌ بقَدَرِها (19)، يعني فسال كلُّ نهرٍ بقدره. وقيل: « بقدرها » أي بما قُدِّر لها من مائها .
  8 ـ قَدَر: قوِيَ (20)، ومنه قوله تعالى: أيَحسَبُ أن لن يَقدِرَ علَيهِ أحد (21) أي: أيحسب أن لن يقوى على عقوبته أحد.

+ ¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
  الهوامش

1 ـ لسان العرب، لابن منظور 55:11 « قدر ».
2 ـ المفردات، للراغب الإصفهاني 395.
3 ـ مجمع البيان، للطبرسيّ 515:4 ، و 786:10 . قاموس القرآن، للدامغانيّ 372.
4 ـ الأنعام: 91، الحج: 74.
5 ـ القدر: 1.
6 ـ قاموس القرآن 372. لسان العرب 58:11.
7 ـ الرعد: 26.
8 ـ الأنبياء: 87.
9 ـ قاموس القرآن 372.
10 ـ المرسلات: 23.
11 ـ قاموس القرآن 372.
12 ـ يونس: 5.
13 ـ الفرقان: 2.
14 ـ تفسير مجمع البيان 595:1. لسان العرب 58:11.
15 ـ البقرة: 236.
16 ـ تفسير مجمع البيان 632:10.
17 ـ المرسلات: 21 و 22.
18 ـ تفسير مجمع البيان 441:5.
19 ـ الرعد: 17.
20 ـ قاموس القرآن 372.
21 ـ البلد: 5.



القُدّوس

  القُدْس والتَّقديس: تنزيه الله تعالى، والقُدّوس: الطاهر المنزَّه عن العيوب والنقائص (1).
  وقد ورد اسم « القدّوس » ـ وهو من أسماء الله تعالى ـ في القرآن الكريم مرّتين (2): في قوله عزّ من قائل: هُوَ اللهُ الذي لا إله إلاّ هو الملِكُ القُدّوس (3)، وقوله عزّوجلّ: يُسَبِّحُ للهِ ما في السماواتِ وما في الأرضِ الملِكِ القُدّوسِ العزيزِ الحكيم (4).
  وقيل في معنى « القدّوس » في الآيتين الكريمتين: القدّوس هو البريء من شوائب الآفات الموجبات للجهل (5).
  وقيل: أي الطاهر من كلّ عيب ونقص وآفة، المنزّه عن القبائح. وقيل: هو المطهَّر عن الشريك والولد، لا يُوصف بصفات الأجسام، ولا بالتجزئة والانقسام. وقيل: هو المبارك الذي تَنزل البركات من عنده (6).
  والتقديس هو التطهير والتبريك، وفي التنزيل: ونحنُ نُسَبِّحُ بحمدِكَ ونُقَدِّسُ لك (7) أي نُطهّر أنفسَنا لك، وكذلك نفعل بمن أطاعك نقدّسه، أي نُطهرّه .
  ومن هذا « بيت المَقْدِس » أي البيت المطهَّر، أي المكان الذي يُتطهَّر به من الذنوب (8).
  وقيل في معنى « نقدّس لك »: أي نُنزّهك عمّا لا يليق بك من صفات النقص، ولا نُضيف إليك القبائح (9).

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
  الهوامش

1 ـ لسان العرب، لابن منظور 61:11 « قدس »، مجمع البحرين، للطريحي 1450:3.
2 ـ انظر المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم، لمحمّد فؤاد عبدالباقي، مادّة: «قدس».
3 ـ الحشر: 59.
4 ـ الجمعة: 1.
5 ـ تفسير عليّ بن إبراهيم القمّي 360:2، تفسير نور الثقلين، للحويزي 296:5.
6 ـ تفسير مجمع البيان، للطبرسي 400:9.
7 ـ البقرة: 30.
8 ـ لسان العرب 61:11. تفسير مجمع البيان 178:1.
9 ـ تفسير مجمع البيان 178:1.



القدير

  القدير هو الفاعل لما يشاء على قَدْر ما تقتضي الحكمة، لا زائداً عليه ولا ناقصاً عنه، ولذلك لا يصحّ أن يُوصَف به إلاّ الله تعالى. والمقتدر يقاربه في المعنى، لكن قد يُوصف به البشر. وإذا استُعمل لله تعالى فمعناه معنى القدير، وإذا استُعمل للبشر فمعناه المتكلّف والمُكتسب للقدرة (1).
  و « القادر » في اللغة اسم فاعل من قَدَر يَقْدِر، والقَدير « فَعيل » منه، وهو للمبالغة (2).
  وقد تكرر اسم « القدير » ـ وهو من أسماء الله تعالى ـ في القرآن الكريم 45 مرّة (3)، وورد في معظمها بتعبير: إنّ اللهَ على كلِّ شيءٍ قدير أو ما يقرب منه. وقوله تعالى إنّ الله على كلِّ شيءٍ قدير عامّ، فهو تعالى قادر على الأشياء كلّها على ثلاثة أوجه: على المعدومات بأن يُوجِدَها، وعلى الموجودات بأن يُفنيَها، وعلى مقدور غيرهِ بأن يَقدرَ عليه ويمنع منه (4).
  والقدرة إذا وُصف بها الإنسان فهي اسم لهيئةٍ له بها يتمكّن من فِعل شيءٍ ما، وإذا وُصف الله تعالى بها فهي نَفيُ العجز عنه، ومُحالٌ أن يُوصَف غيرُ الله سبحانه بالقدرة المطلقة معنىً وإن أُطلق عليه لفظاً (5).

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
  الهوامش

1 ـ المفردات، للراغب الاصفهاني 394 ـ 395.
2 ـ لسان العرب 55:11 « قدر ».
3 ـ انظر: المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم، لمحمّد فؤاد عبدالباقي، مادّة: «قدر».
4 ـ تفسير مجمع البيان، للطبرسي 152:1.
5 ـ المفردات 394.



القُرْب

  القُرب في اللغة نقيض البُعد. يقال قَرُب الشيء يَقرُب قُرباً: أي دنا، فهو قريب (1).
  ويُستعمَل ذلك في المكان وفي الزمان وفي النسبة وفي الحَظوة والرِّعاية والقُدرة (2).
  والقُرب من الوجوه والنظائر التي تعددت معانيها في القرآن الكريم، ومن تلك المعاني:
  1 ـ القُرب ( مكاناً ): الدخول (3)، ومنه قوله تعالى: إنّما المشركون نَجَسٌ فلا يَقْرَبوا المسجدَ الحرامَ بعدَ عامِهم هذا (4).
  2 ـ القُرب ( مكاناً ): الأكل (5)، ومنه الآية الكريمة: ولا تَقرَبا هذهِ الشجرةَ (6)، يعني: لا تأكلا من هذه الشجرة.
  3 ـ القُرب ( مكاناً ): المجاورة (7)، ومنه قوله عزّوجلّ: أو تَحُلُّ قَريباً مِن دارِهم (8).
  4 ـ القُرب ( مكاناً ): الجِماع (9)، ومنه قوله تعالى: ولا تَقْربُوهُنَّ حتّى يَطْهُرن (10).
  5 ـ القُرب: التناول (11)، ومنه الآية الكريمة: ولا تَقربوا مالَ اليتيمِ إلاّ بالتي هي أحسَن (12)، قيل: هو أبلغ من النهي عن تناوله، لأنّ النهي عن قُربه أبلغ من النهي عن أخذه (13).
  6 ـ القُرب ( في الزمان ): مُداناة المدّة (14)، ومن ذلك قوله سبحانه: ولا تَمَسّوها فيأُخذَكُم عذابٌ قريب (15) يعني إلى مدّة ثلاثة أيّام، وقوله: واقَتَربَ الوَعدُ الحَقّ (16) أي دنا وتقارب.
  7 ـ القُرب: الدخول في العمل (17)، ومنه الآية الكريمة: لا تَقربوا الصلاةَ وأنتمُ سُكارى (18)، يقول: لا تدخلوا في الصلاة.
  8 ـ القُرب: سرعة الإجابة (19)، ومنه قوله عزّوجلّ: « وإذا سألكَ عِبادي عنّي فإنّي قَريبٌ أُجيبُ دعوةَ الداعي إذا دَعانِِ »(20).
  9 ـ القُرب ( في النسبة ): القَرابة (21)، ومنه قوله سبحانه: «الوالدانِ والأقربون» (22)، وقوله: قُل لا أسألُكُم عليهِ أجراً إلاّ المودّةَ في القُربى (23).
  10 ـ القُرب ( في الحظوة ): الكرامة والمنزلة (24)، ومنه قوله تعالى: وَجيهاً في الدنيا والآخرةِ ومِن المُقرَّبين (25).

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
  الهوامش

1 ـ لسان العرب، لابن منظور 82:11 « قرب ».
2 ـ المفردات، للراغب الاصفهاني 398.
3 ـ تفسير مجمع البيان، للطبرسي 32.
4 ـ التوبة: 28.
5 ـ قاموس القرآن، للدامغاني 376. تفسير مجمع البيان194:1.
6 ـ البقرة: 35، الأعراف: 19.
7 ـ قاموس القرآن 376.
8 ـ الرعد: 31.
9 ـ المفردات 399. قاموس القرآن 375. تفسير مجمع البيان 563:2.
10 ـ البقرة: 222.
11 ـ قاموس القرآن 376.
12 ـ الأنعام: 152، الإسراء: 34.
13 ـ المفردات 399.
14 ـ قاموس القرآن 375. لسان العرب 83:11.
15 ـ هود: 64.
16 ـ الأنبياء: 97.
17 ـ تفسير مجمع البيان 80:3. قاموس القرآن 376.
18 ـ النساء: 43.
19 ـ تفسير مجمع البيان 500:1. قاموس القرآن 375.
20 ـ البقرة: 186.
21 ـ المفردات 399. لسان العرب 84:11.
22 ـ النساء: 7 و 33.
23 ـ الشورى: 23.
24 ـ المفردات 399. تفسير مجمع البيان 749:2.
25 ـ آل عمران: 45.



القَرض

  القَرْض في اللغة هو القطْع، والقرض ما يتجازى به الناس بينهم ويتقاضَونه، وجمعه قروض (1). وسُمّي ما يُدفع إلى الإنسان من المال بشرطِ ردِّ بدلِه قرضاً، قال تعالى: مَن ذا الذي يُقْرِضُ اللهَ قَرضاً حَسَناً (2). وسُمّي قَطْع المكان وتجاوزه قرضاً كما سُمّي قطعاً، قال عزّوجلّ عن الشمس في قصة أصحاب الكهف: وإذا غَرَبَتْ تَقْرِضُهُم ذاتَ الشِّمال (3)، أي تَجوزُهم وتَدَعُهم إلى أحد الجانبَين (4).
  وقد استند الفقهاء المسلمون (5) في مشروعيّة القرض وأرجحيّته للمؤمن إلى الآية الكريمة: مَن ذا الذي يُقرِضُ اللهَ قَرضاً حَسَناً فيُضاعِفَهُ له (6)، وقوله تعالى: إنّ المُصَّدِّقينَ والمُصَّدِّقاتِ وأقرَضوا اللهَ قَرضاً حَسَناً (7)، لأنّ حقيقة القرض ممنوعة في حقّه تعالى ، لاستحالة الحاجة عليه، فيُحمل ما جاء في الآيتَين الكريمتَين على إقراض عبيده، كما استدلّوا بغير ذلك من العمومات، نحو قوله عزّوجلّ: وتعاوَنوا على البِرِّ والتقوى (8)، وقوله: وأحسِنوا إنّ اللهَ يُحبُّ المُحسِنين (9).
  واشترط الفقهاء في صحّة القرض الإيجابَ والقَبول، وأن يخلو من اشتراط المقرِض على المقترض زيادةً في الدَّين، كأن يُقرضه ألف دينار على أن يدفع له بعد فترة من الزمن ألفاً ومائة دينار (10).
  وقيل في تفسير « قرضاً حَسَناً »: الحَسَن أن يُنفق من حلال، ولا يُفسده بمنٍّ ولا أذى (11).
  وروي عن الإمام الصادق عليه السّلام أنّه قال: لمّا أُنزلت هذه الآية: مَن جاءَ بالحسنةِ فلَه خيرٌ منها (12) قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: ربِّ زِدني، فأنزل الله: مَن جاءَ بالحسنةِ فلَهُ عَشْرُ أمثالِها (13)، فقال رسول الله: ربِّ زدْني، فأنزل الله سبحانه: مَن ذا الذي يُقرِضُ اللهَ قَزضاً حَسَناً فيُضاعِفَهُ لَه أضعافاً كثيرة (14).
  كما روي عن الإمام الصادق عليه السّلام أنّه سئل عن قول الله عزّوجلّ: مَن ذا الذي يُقرِضُ اللهَ قَرضاً حَسَناً فقال: نَزَلتْ في صِلة الإمام عليه السّلام (15).

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
  الهوامش

1 ـ لسان العرب، لابن منظور 111:11 « قرض ».
2 ـ البقرة: 245.
3 ـ الكهف: 17.
4 ـ المفردات، للراغب الاصفهاني 400. مجمع البحرين، للطريحي 1466:3.
5 ـ مجمع البحرين 1466:3، نقلاً عن كنز العرفان، للمقداد السيوري 58:2.
6 ـ البقرة: 245.
7 ـ الحديد: 18.
8 ـ المائدة: 2.
9 ـ البقرة: 195.
10 ـ الفتاوى الميسّرة، لعبدالهادي الحكيم 257.
11 ـ تفسير مجمع البيان، للطبرسيّ 607:2.
12 ـ النمل: 89.
13 ـ الأنعام: 160.
14 ـ تفسير مجمع البيان 608:2. معاني الأخبار، للصدوق 398:2 حديث 54. والآية في سورة البقرة: 245.
15 ـ من لا يحضره الفقيه، للصدوق 76:2 حديث 1763. تفسير نور الثقلين، للحويزيّ 243:1.



القِسْط

  القِسْط والإقساط: العدل، والقِسْط والقُسُوط: الجَور والعُدول عن الحقّ. يُقال: أقسَطَ الرجل يُقسِطُ فهو مُقسِط: إذا عَدَل، وقَسَط يَقسِطُ فهو قاسِط: إذا جار (1).
  وقيل: القِسط هو النَّصيب، والقِسط هو أن يأخذ الرجل قِسطَ غيره فهو قاسِط، وذلك جَور ، والإقساط هو أن يُعطي قِسطَ غيره فهو مُقسِط، وذلك إنصاف وعدل (2).
  وقد حثّ الله تبارك وتعالى على رعاية القِسط ( العدل ) في الأيتام: فقال تعالى: وإن خِفتُم ألاّ تُقِسِطوا في اليتامى فانكِحوا ما طابَ لكُم مِن النساءِ مَثْنى وثُلاثَ ورُباع (3).
  وفي الشهادة: في قوله سبحانه: واستَشهِدوا شهيدَينِ من رجالِكُم فإن لَم يكونا رجُلَينِ فرجُلٌ وامرأتانِ ـ إلى قوله: ذلكُم أقسَطُ عندَ اللهِ وأقوَمُ للشهادة (4).
  وفي الميزان: في الآية الكريمة وأَوفُوا الكَيلَ والميزانَ بالقِسط (5).
  وفي الحُكم والقضاء، من ذلك قوله عزّوجلّ: وإن حَكَمْتَ فاحكُم بينهم بالقِسطِ إنّ اللهَ يُحبُّ المُقْسِطين (6).
  وأوعد القاسطين ـ في المقابل ـ أن يجعلهم حطب جهنم، فقال تعالى: وأمّا القاسِطونَ فكانوا لجهنّمَ حَطَباً (7).
  وفي التنزيل العزيز: أَمَرَ ربّي بالقِسط (8) قيل أي بالعدل والاستقامة، وقيل: بالتوحيد، وقيل: بجميع الطاعات والقرب (9).
  والقاسطون: الذين قسطوا، أي جاروا حين حاربوا إمام الحقّ، ومنهم بن أبي سفيان وأتباعه، الذين عَدَلوا عن أمير المؤمنين عليّ عليه السّلام وحاربوه في وقعة صفّين، أخذاً من القُسُوط الذي هو العُدُول عن الحقّ (10).
  وقد رُوي عن النبيّ صلّى الله عليه وآله أنّه أخبر أمير المؤمنين عليه السّلام أنّه سيُقاتِل بعده الناكثين والقاسطين والمارقين (11).

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
  الهوامش

1 ـ لسان العرب، لابن منظور 160:11 « قسط ».
2 ـ المفردات، للراغب الاصفهاني 403.
3 ـ النساء: 3.
4 ـ البقرة: 282.
5 ـ الأنعام: 152.
6 ـ المائدة: 42.
7 ـ الجنّ: 15.
8 ـ الأعراف: 29.
9 ـ تفسير مجمع البيان، للطبرسي 634:4.
10 ـ مجمع البحرين، للطريحي 1478:3.
11 ـ المناقب، للخوارزمي 313 ـ 314 حديث 314. مناقب عليّ بن أبي طالب، لابن المغازلي 112 ـ 118 حديث 155. كفاية الطالب، للگنجي الشافعي 386. تاريخ دمشق، لابن عساكر 91:3 حديث 1132.



القضاء

  في اللغة: الحُكم، والقاضي: القاطع للأمور، المُحكِم لها (1)، والقضاء هو فصل الأمر، قولاً كان ذلك أو فعلاً (2).
  والقضاء من الوجوه والنظائر التي وردت في القرآن الكريم بمعانٍ متعددة، منها :
  1 ـ قضى: أمَر ووصّى (3)، ومنه قوله عزّوجلّ: وقضى ربُّكَ ألاّ تَعْبُدوا إلاّ إيّاه (4).
  2 ـ قضى: أعلَم وأخَبر (5)، ومنه الآية الكريمة: وقَضَينا إلى بني إسرائيلَ في الكتابِ لَتُفسِدُنّ (6)، أي أعلمناهم.
  3 ـ قضى: خَلَق (7)، ومنه قوله سبحانه: فقَضاهُنّ سَبعَ سَماواتٍ في يومَين (8)، أي خلقهنّ .
  4 ـ قضى: فصل (9)، ومنه قوله تعالى: ولولا كلمةٌ سَبَقَتْ مِن ربِّكَ إلى أجَلٍ مُسمّىً لقُضِيَ بينهم (10)، أي لَفُصِل .
  5 ـ قضى: أتمّ (11)، ومنه الآية المباركة: فإذا قَضَيتُم مَناسِكَكُم (12)، وقوله: أيَّما الأجَلَينِ قَضَيْتُ فلا عُدوانَ علَيّ (13).
  6 ـ قضى: وفى بالعهد أو النذر (14)، ومنه قوله عزّوجلّ: مِن المؤمنينَ رِجالٌ صَدَقوا ما عاهَدوا اللهَ علَيهِ فمِنهم مَن قضى نَحبَهُ ومِنهم مَن يَنتظر (15)، أي قضى أجله على الوفاء والصِّدق.
  7 ـ قضى: نزل به الموت (16)، ومنه الآية الكريمة: وقالُوا يا مالِكُ لِيَقْضِ علَينا ربُّك (17) أي لينزل علينا الموت؛ وقوله: فوَكَزَه موسى فقضى عليه (18)، أي فأنزل به الموت.
  8 ـ قضى: فَعَل (19)، ومنه قوله تعالى: فاقْضِ ما أنتَ قاضٍ (20) أي افعَلْ ما أنت فاعل .

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
  الهوامش

1 ـ لسان العرب، لابن منظور 209:11 « قضي ».
2 ـ المفردات، للراغب الاصفهاني 406.
3 ـ قاموس القرآن، للدامغاني 406. المفردات 406.
4 ـ الإسراء:23.
5 ـ مجمع البحرين، للطريحي 1489:3. المفردات 406. قاموس القرآن 383.
6 ـ الإسراء:4.
7 ـ المفردات 406. قاموس القرآن 385. مجمع البحرين 1489:3.
8 ـ فصّلت:12.
9 ـ قاموس القرآن 385. المفردات 406.
10 ـ الشورى:14.
11 ـ قاموس القرآن 384 ـ 385. المفردات 406.
12 ـ البقرة:200.
13 ـ القصص:28.
14 ـ تفسير مجمع البيان، للطبرسي 549:8.
15 ـ الأحزاب:23.
16 ـ مجمع البحرين 1489:3. المفردات 406. قاموس القرآن 384.
17 ـ الزخرف:77.
18 ـ القصص:15.
19 ـ مجمع البحرين 1489:3. قاموس القرآن 384.
20 ـ طه: 72.



القَلب

  الفؤاد، وقد يُعبَّر بالقلب عن المعاني التي تختصّ به من الروح والعِلم والشجاعة وغير ذلك (1).
  وفي الحديث: القلب أميرُ الجوارح، لا تَصدُر إلاّ عن رأيه (2).
  ومن المعاني التي استُعمل فيها لفظ « القلب » في الآيات القرآنيّة الكريمة:
  1 ـ القلب: العقل والفَهم (3)، ومنه قوله عزّوجلّ: إنّ في ذلكَ لذِكرى لِمَن كانَ له قلب (4)، أي عقل.
  2 ـ القلب: الرأي (5)، ومنه قوله تعالى: تَحْسَبُهُم جميعاً وقُلوبُهم شَتّى (6)، يعني: وآراؤهم شتّى .
  3 ـ القلب: الرُّوح (7)، ومنه الآية الكريمة وبَلَغتِ القُلوبُ الحَناجِر (8) أي الأرواح.
  وقوله تعالى: فإنّها لا تَعمى الأبصارُ ولكنْ تَعمى القلوبُ التي في الصُّدور (9) أي الأرواح.
  4 ـ قَلْب الشيء: تصريفه وصَرْفه من وجه إلى وجه (10)، ومنه قوله سبحانه: ونُقلِّبُ أفئدتَهُم وأبصارَهُم (11).
  وفي حديث الفروض على الجوارح: « وأمّا ما فَرَض اللهُ على القلب من الإيمان فالإقرار والمعرفة والعَقدُ والرِّضا والتسليم »(12).

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
  الهوامش

1 ـ المفردات، للراغب الاصفهاني 411.
2 ـ مَن لا يحضره الفقيه، للشيخ الصدوق 381:2 ـ 383 حديث 1.
3 ـ مجمع البحرين، للطريحي 1503:3. لسان العرب، لابن منظور 271:11. المفردات 411. قاموس القرآن، للدامغاني 389.
4 ـ ق:37.
5 ـ قاموس القرآن 389.
6 ـ الحشر: 14.
7 ـ المفردات 411.
8 ـ الأحزاب: 10.
9 ـ الحجّ: 46.
10 ـ المفردات 411.
11 ـ الأنعام: 110.
12 ـ مجمع البحرين 1505:3.



القَلب السليم

  الفؤاد، وقد يُعبَّر بالقلب عن المعاني التي تختصّ به من الروح والعِلم والشجاعة وغير ذلك (1).
  وفي الحديث: القلب أميرُ الجوارح، لا تَصدُر إلاّ عن رأيه (2).
  ومن المعاني التي استُعمل فيها لفظ « القلب » في الآيات القرآنيّة الكريمة:
  1 ـ القلب: العقل والفَهم (3)، ومنه قوله عزّوجلّ: إنّ في ذلكَ لذِكرى لِمَن كانَ له قلب (4)، أي عقل.
  2 ـ القلب: الرأي (5)، ومنه قوله تعالى: تَحْسَبُهُم جميعاً وقُلوبُهم شَتّى (6)، يعني: وآراؤهم شتّى .
  3 ـ القلب: الرُّوح (7)، ومنه الآية الكريمة وبَلَغتِ القُلوبُ الحَناجِر (8) أي الأرواح.
  وقوله تعالى: فإنّها لا تَعمى الأبصارُ ولكنْ تَعمى القلوبُ التي في الصُّدور (9) أي الأرواح.
  4 ـ قَلْب الشيء: تصريفه وصَرْفه من وجه إلى وجه (10)، ومنه قوله سبحانه: ونُقلِّبُ أفئدتَهُم وأبصارَهُم (11).
  وفي حديث الفروض على الجوارح: « وأمّا ما فَرَض اللهُ على القلب من الإيمان فالإقرار والمعرفة والعَقدُ والرِّضا والتسليم »(12).

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
  الهوامش

1 ـ المفردات، للراغب الاصفهاني 411.
2 ـ مَن لا يحضره الفقيه، للشيخ الصدوق 381:2 ـ 383 حديث 1.
3 ـ مجمع البحرين، للطريحي 1503:3. لسان العرب، لابن منظور 271:11. المفردات 411. قاموس القرآن، للدامغاني 389.
4 ـ ق:37.
5 ـ قاموس القرآن 389.
6 ـ الحشر: 14.
7 ـ المفردات 411.
8 ـ الأحزاب: 10.
9 ـ الحجّ: 46.
10 ـ المفردات 411.
11 ـ الأنعام: 110.
12 ـ مجمع البحرين 1505:3.



القناطير المُقَنطَرة

  القنطار معيار، قيل إنّه مَسْك ثَورٍ ذهباً، وهو المرويّ عن الإمام الصادق عليه السّلام (1)، وقيل إنّه ألف ومائة دينار، وقيل إنّه وزن أربعين أُوقيّة من ذهب (2).
  والمقنطَرة: المُتمَّمة، كما يُقال ألفٌ مؤلَّفة، أي متمّمة. وقيل: المقنطَرة أي المضعَّفة (3).
  و « القناطير المُقنطَرة » اصطلاح قرآنيّ ورد في القرآن الكريم مرّة واحدة فقط، هي قوله تعالى: زُيِّنَ للناسِ حُبُّ الشَّهَواتِ مِن النساءِ والبنينَ والقناطيرِ المُقنطَرةِ من الذهبِ والفِضّةِ والخَيلِ المُسَوَّمةِ والأنعامِ والحَرْثِ ذلك مَتاعُ الحياةِ الدُّنيا واللهُ عِندَهُ حُسنُ المآب (4)، حيث ورد في تفسير « القناطير المقنطرة » أقوال تتّفق كلّها في أنّها الأموال المنضَّد بعضُها فوق بعض. وقد نبّهت الآية الكريمة إلى أن هذه الشهوات هي زينة الحياة الدنيا التي لا تلبث أن تزول، وأشارت إلى حقيقة أنّ الله سبحانه عنده حُسن المرجع والمآب (5).
  وعن الإمام الصادق عليه السّلام قال: مَن قرأ مائة آية يصلّي بها في ليلة، كتب اللهُ له في اللوح المحفوظ قنطاراً من حسنات، والقنطار ألف ومائتا أُوقيّة، والأُوقية أعظم من جبل أُحد (6).

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
  الهوامش

1 ـ تفسير مجمع البيان، للطبرسي 712:2.
2 ـ لسان العرب، لابن منظور 320:11 « قنطر ».
3 ـ مجمع البحرين، للطريحي 1516:3. لسان العرب 320:11.
4 ـ آل عمران: 14.
5 ـ تفسير مجمع البيان 712:2.
6 ـ ماني الأخبار، للشيخ الصدوق 147 حديث 1.



القويّ

  القوّة نقيض الضعف، قَويَ وتقوّى واقْتَوَى فهو قويّ (1).
  والقويّ من أسماء الله تعالى، ومعناه الذي لا يستولي عليه العجز في حالٍ من الأحوال (2).
  وقد تكرر هذا الاسم الكريم في التنزيل العزيز 9 مرّات، اقترن في معظمها باسم « العزيز »(3).
  ومن المعاني التي استُعمل فيها لفظ « القوّة » في القرآن الكريم:
  1 ـ القوّة: الشدّة (4)، ومنها قوله تعالى: إنّ ربَّكَ هو القويُّ العزيز (5)، يعني الشديد الذي لا يَضعُف، وقوله: مفاتِحَهُ لَتنوءُ بالعُصْبةِ اُولي القوّة (6) يعني: اُولي الشدّة.
  2 ـ القوّة: الجِدّ والمواظبة (7)، ومنه الآية الكريمة: خُذوا ما آتَيناكُم بقوّة (8) يعني: بجدّ ومواظبة، ومثلها قوله: يا يَحيى خُذِ الكتابَ بقوّة (9).
  3 ـ القوّة: البطش (10)، ومنه قوله عزّوجلّ: وقالوا مَن أشَدُّ منّا قوّةً (11) يعني بطشاً .
  4 ـ القوّة: العِدّة (12)، ومنه قوله تعالى: فأعِينوني بقوّةٍ (13) يعني: بعددٍ من الرِّجال، وقوله: نحن أُولو قوّة (14) يعني: أُولو عدد .
  5 ـ القوّة: السلاح والرَّمي (15)، ومن ذلك الآية الكريمة: وأَعِدُّوا لهم ما استَطعتُم مِن قوّةٍ (16) يعني: السلاح والرمي.

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
  الهوامش

1 ـ لسان العرب، لابن منظور 362:11 « قوي ».
2 ـ مجمع البحرين، للطريحي 1533:3.
3 ـ انظر: المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم، لمحمّد فؤاد عبدالباقي، مادّة «قوي».
4 ـ قاموس القرآن، للدامغاني 396. الوجوه والنظائر، لهارون بن موسى 275.
5 ـ هود: 66.
6 ـ القصص: 76.
7 ـ مجمع البحرين 1532:3. الوجوه والنظائر 274. قاموس القرآن 396.
8 ـ البقرة: 63.
9 ـ مريم: 12.
10 ـ قاموس القرآن 396. الوجوه والنظائر 274.
11 ـ السجدة: 15.
12 ـ الوجوه والنظائر 274. المفردات 419.
13 ـ الكهف: 95.
14 ـ النمل: 33.
15 ـ مجمع البحرين 1533:3. الوجوه والنظائر 275. قاموس القرآن 396.
16 ـ الأنفال: 60.



القيامة

  يوم البَعث، يقوم فيه الخلائق بين يدَي الحيّ القيّوم، وأصل القيامة مصدر مِن: قامَ الخلق من قبورهم قيامةً (1).
  وقيل: أصل القيامة ما يكون من الإنسان من القيام دفعةً واحدة، وأُدخل في لفظها الهاء للتنبيه (2).
  والقيامة من أركان المعاد المهمّة، ويُعدّ الإيمان بيوم القيامة من أُسس العقيدة الإسلامية، حيث يخرج المنكِر ليوم القيامة عن دائرة الإسلام. وقد ورد في القرآن الكريم: ولقد صَدَّقَ علَيهِم إبليسُ ظنَّهُ فاتّبعوهُ إلاّ فَريقاً من المؤمنين * وما كانَ لَهُ علَيهم مِن سُلطانٍ إلاّ لِنعلمَ مَن يؤمنُ بالأخرةِ مِمّن هو في شكٍّ منها (3).
  وقد تحدّث الكتاب العزيز في ما يقارب 600 آية عن الموضوعات المرتبطة بالقيامة، ومن تلك الموضوعات:
  • أهوال يوم القيامة، كالزلزلة، من ذلك قوله تعالى: إنّ زلزلةَ الساعةِ شيءٌ عظيم (4).
  • حقيقة يوم القيامة، منه قوله سبحانه: كيفَ تكفرونَ باللهِ وكنتم أمواتاً فأحياكم ثمّ يُميتُكم ثمّ يُحييكم ثمّ إليه تُرجَعون (5) .
  • علامات يوم القيامة، مثل النفخ في الصور، ومنه قوله عزّوجلّ: وله المُلْكَ يومَ يُنفَخُ في الصُّور (6)، وقوله: يومَ يُنفَخُ في الصُّور فتأتَونَ أفواجاً (7).
  • الميزان وكتاب الأعمال، ومنه قوله تعالى: وكُلَّ إنسانٍ ألزَمْناهُ طائرَهُ في عُتُقهِ ونُخرجُ له يومَ القيامةِ كتاباً يَلقاهُ مَنشوراً * اقْرأ كتابَكَ كَفى بنفسِكَ اليومَ علَيكَ حَسيباً (8).
  • أصناف الناس يوم القيامة، ومن ذلك قوله عزّوجلّ: وكُنتُم أزواجاً ثلاثة * فأصحابُ المَيمَنَةِ ما أصحابُ المَيمنةِ * وأصحابُ المَشْأمة ما أصحابُ المشْأمة * والسابقونَ السابقون * أولئك المقرَّبون (9).
  • بُطلان الأنساب يوم القيامة، ومن ذلك الآية الكريمة: فإذا نُفِخَ في الصُّور فلا أنسابَ بينهم يومئذٍ ولا يتساءلون (10).
  • شهادة الأعضاء، ومن ذلك الآية الكريمة: اليومَ نَختِمُ على أفواهِهم وتُكلِّمُنا أيديهم وتَشهدُ أرجُلُهم بما كانوا يكسبون (11).
  • الجزاء على الأعمال، ومنه قوله سبحانه: فاستجابَ لَهُم ربُّهم أنّي لا أُضيعُ عَمَلَ عاملٍ مِنكُم مِن ذَكَرٍ أو أُنثى (12).
  • أسماء يوم القيامة، وهي 18 اسماً:
  يوم الدِّين الآخرة، يوم القيامة، الساعة، يوم الحَسرة، المعاد، يوم البَعث، يوم الفَصل، يوم التَّلاقِ، يوم الجَمع، يوم الوَعيد، يوم التَّغابُن، الحاقَّة، القارعة، الطامّة الكبرى، الصاخّة، الغاشية، الواقعة.

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
  الهوامش

1 ـ لسان العرب، لابن منظور 362:11 « قوم ».
2 ـ المفردات، للراغب الاصفهانيّ 417.
3 ـ سبأ: 20 و 21.
4 ـ الحجّ: 1.
5 ـ البقرة: 28.
6 ـ الأنعام: 73.
7 ـ النبأ: 18.
8 ـ الإسراء: 13، 14.
9 ـ الواقعة: 7 ـ 11.
10 ـ المؤمنون: 101.
11 ـ يس: 65.
12 ـ آل عمران: 195.


1 ـ آية الأمانات
2 ـ آية الانذار
3 ـ آية التبليغ
4 ـ آية التطهير
5 ـ آية سقاية الحاج
6 ـ الاستدراج
7 ـ الإسراف
8 ـ الأشهُر الحُرُم
9 ـ أصحاب الرَّسّ
10 ـ الإملاء
11 ـ اُولو العزم
12 ـ أيّوب (ع)
13 ـ باب حطّة
14 ـ البأس
15 ـ البهتان
16 ـ التبذير
17 ـ الثَّقَلان
18 ـ الجبّار
19 ـ جَبرئيل
20 ـ حبل الله
21 ـ الحفيظ
22 ـ حِطّة
23 ـ الحكيم
24 ـ الحمد
25 ـ الخالق
26 ـ الخبير
27 ـ الخيرات
28 ـ الخُسران
29 ـ دار السَّلام
30 ـ داود (ع)
31 ـ الذِّبح العظيم
32 ـ الذلّة
33 ـ ذو انتقام
34 ـ ذو الجلال والإكرام
35 ـ ذو القَرْنَين
36 ـ رَبُّ الشِّعْرى
37 ـ الرجس
38 ـ الرحمة
39 ـ الرحمن
40 ـ الرزّاق
41 ـ روح القدس
42 ـ الزَّبُور
43 ـ زكريّا (ع)
44 ـ الزُّلْفى
45 ـ الزَّمْهَرير
46 ـ السامريّ
47 ـ السابقون
48 ـ السبع المثاني
49 ـ سورة الأنبياء
50 ـ سورة البلد
51 ـ شُعيب (ع)
52 ـ الصابئون
53 ـ صالح (ع)
54 ـ صالح المؤمنين
55 ـ صِبغة الله
56 ـ الضَّرْب
57 ـ ضيف إبراهيم (ع)
58 ـ الضرّ
59 ـ الضَّلالة
60 ـ الطّاعة
61 ـ الطاغوت
62 ـ طالوت
63 ـ طه
64 ـ الطير الأبابيل
65 ـ الطَّعام
66 ـ الطَّواف
67 ـ الطهارة
68 ـ الظاهر
69 ـ الظُّلم
70 ـ الظنّ
71 ـ العاقبة
72 ـ العذاب
73 ـ العرش
74 ـ العزّة
75 ـ العُزّى
76 ـ العزيز (عزيز مصر)
77 ـ عصا موسى (ع)
78 ـ العظيم
79 ـ العَفُوّ
80 ـ العقل
81 ـ العَليّ
82 ـ عيسى
83 ـ العَين
84 ـ الغالب
85 ـ الغفلة
86 ـ الغضب الإلهيّ
87 ـ الغنيّ
88 ـ الغنيمة
89 ـ الفالق
90 ـ الفاطر
91 ـ الفتّاح
92 ـ الفَتح
93 ـ الفِتنة
94 ـ الفِدْيَة
95 ـ الفُرقان
96 ـ فِرْعَون
97 ـ الفساد
98 ـ الفِسْق
99 ـ الفُسوق
100 ـ قابل التوب
101 ـ قارون
102 ـ القبلة
103 ـ القَتل
104 ـ القَدْر
105 ـ القُدّوس
106 ـ القدير
107 ـ القُرْب
108 ـ القَرض
109 ـ القِسْط
110 ـ القضاء
111 ـ القَلب
112 ـ القلب السليم
113 ـ القناطير المُقَنطَرة
114 ـ القويّ
115 ـ القيامة
Copyright © 2018 bascity Network, All rights reserved
                   BASRAHCITY.NET