المقدمة
سميت البصرة باسماء مختلفة هي الى الاوصاف اقرب منها الى الاسماء,منها المشهورة في التراث (قبة الاسلام - خزانة الادب - ذات الوشاحين - قبة العلم - منارة العقاب - المؤتفكة - سوق العالم - بندقية الشرق - ثغر العراق - حاضرة العرب - عروس الخليج - مدينة الشناشيل) وتلتقي البصرة مع الحلة (بابل) بصفة واحدة (الفيحاء) ولانريد ان نسرق اللقب من بابل ونقول ان البصرة اقدم تسمية بالفيحاء منها وقد مر على اسماعنا قول الفرزدق :
لولا ابو مالك المرجو نائله ما كانت البصرة الفيحاء لي وطنا
وقد نقلت الكتب القول (الرعناء) في معجم البلدان ج 1/647 على حد قول السمعاني ( وقد سموها الرعناء لاختلاف هوائها في النهار الواحد) حتى وصلت القاب البصرة الى اربعين اسما وهي تفصح عن مزاياها المتعددة ، ولو خرجنا من التاريخ للادب ونتأمل الشعر العراقي نجد اسماءها على السنة الشعراء ، قال السياب ( اهاب فرش جفني بالنعاس / رنين اكواب / بماء البصرة الرقراق / تملأ ثم تسقيني ) وقد سماها الشاعر قاسم البدر ( البصرة الشماء)
في البصرة الشماء قد بلغ المدى رجال فجاء النصر حلوا وشافيا
وسماها (البصرة الفيحاء) في قوله :
وفي البصرة الفيحاء كل جراحنا تلم ومنها يقبل الفجر زاهيا
وسماها الشاعر غالب الناهي ( بصرة الشوق ) في قوله :
يا بصرة الشوق المخضرم بين ولدان وحور
وسماها الشاعر عبد الواحد باش اعيان ( البصرة الغناء) في قوله :
بصرتي الغناء مهلا اننا قد سعينا في نضال وعنا
وسماها الشاعر ابراهيم الوائلي ( الفيحاء) في قوله :
واطل الصباح في البصرة الفيحاء والشط قد بدا موارا
وسماها الشاعر كاظم الحجاج تسمية جديدة (مدينة الرب) في قوله :
فابصروا مدينة الرب التي تحرسها الانهار
وسماها الشاعر فوزي السعد باسمها قائلا :
لكي يهزوا المهد حتى كبرت مدينة البصرة
وللشاعر سعدي يوسف وقفة معها في قصيدة الشارة حين قال :
( ركضنا اليوم للجلوه / ومن كركوك جبناها / من كركوك والبصرة )
ولكنه يقف غاضبا من زرقة مياهها قائلا :
( وازهار البنادق والمياه وزرقة البصرة )
ويسميها الشاعر كاظم نعمة التميمي (عروس الخليج ) في قوله :
فمن ظن يغزو عروس الخليج
ويسميها الشاعر مجيد الموسوي ( المدينة الرائعة ) في قوله :
ايتها المدينة الرائعة / الشناشيل وهي تنتصب وتكتسي بلونها الابنوسي
ويسميها كاتب المقال ( الفيحاء) في قوله :
اابـقى احـبك يا فيحاء ما بقيت تلك القوافي وقد اهواك iiللابد ii كان العراق الى الدنيا قلادتها وبصرتي الخيط منه فاض بالزرد ii |
واذا انتقلنا لتسميات غير البصريين من الشعراء فالشاعر النجفي محمد علي اليعقوبي يسميها فيحاء في قوله :
ااشرقت يا فيحاء حسنا فاستوت فيك الليالي الغر والايام
ويعود بنا الى تسميتها القديمة ( ثغر العراق ) في قوله :
واذا تبسمت البلاد لاهلها بشرا فانك ثغرها البسام
وسماها الشاعر انور خليل من العمارة ( الفيحاء ) في قوله :
عاد الربيع الى الفيحاء نشوانا فاستقبلته محبا جاء لهفانا
وسماها الشاعر خالد علي مصطفى ( الحبيبة العاشقة ) في قوله :
( ايتها الحبيبة العاشقة / وجهي مدن من طرق / انها البصرة النخل / ندخلها عاشقين )
وسماها الشاعر غزاي الطائي ( سيدة النخل العالي ) في قوله :
يا سيدة النخل العالي / مر ببابي في منتصف الليل الماطر شيخ الاسلام الحسن البصري
وسمتها الشاعرة بشرى البستاني ( اميرة الخليج ) في قولها :
ايتها الاميرة في الخليج / وجدت وجهك طافيا / فمددت كفي وانتشلت ثيابك الزهر
وسماها احد ابنائها في قول رائع :
اسميك ماذا اانثى اميرة / ام انك ارقى من التسميات الكبيرة
نعم ان البصرة ارقى من التسميات ,وقد يقف لاحاسد وكاره للبصرة ويتساءل الم يذم الشعراء البصرة والاجابة نعم ولكنه قليل جدا فقد ورد في التراث العربي قول احدهم :
اياك والبصرة المضني موطنها فلا تمرن فيها غير مظطعن
وهذه حالة تشاؤم عند الشاعر لظرف خاص به وقال احد الشعراء وهو يخطب امرأة من البصرة فلم توافق اهلها كان غاضبا فقال :
فجئت اخطبها فات الاوان فقد تزوجت قبل عام ضاع مطلبي ii ااعود للبصرة التعساء لا امل يميل لي وفؤاد غص iiبالسحب ii |
وهذا القول الذاتي لانعده مصباح جحا ليطفيء ذلك الالق الذي احاط البصرة وشهدت باسمائها الشعراء وفي مسك الختام اود ان اذكر اساتذتي الكرام الذين ناقشوني في اطروحتي عن البصرة لنيل شهادة الدكتوراه عام 2000 م بان البصرة هي الفيحاء اصلا مع تحياتي لهم واشكرهم على اعتراضهم غير المنصف باني اطلقت اللقب جزافا .