تعد مشاعر العبادة من اقدم تجليات النفس الإنسانية ، ويستدل من آثار الحياة الانسانية أن الانسان كان في بداية أمره موحداً ويعبد ربه الحقيقي وما عبادة النجم والقمر والانسان ألا انحرافات وقعت لاحقاً اما كيفية العبادة فكانت تختلف من جماعة الى اخرى .
اما ماكان يرمي الإنسان من وراء هذه العبادة هو الانطلاق من وجوده المحدود والاتصال بحقيقة لا يعتبرها النقص والفناء ، والزوال وكما يقول ( انشتاين ) العالم الكبير ( العبادة تعكس وجود « أمكان » و « رغبة » لدى الانسان ، أمكان الانعتاق من حدود المادية ورغبة الاتصال في أفق أسمى وأوسع ، ومثل هذه الرغبة من الخصائص التي تفرد بها الإنسان )
(1) .
العبادة هي جزء من الغرائز الذاتية والفرطية عند الإنسان ، أي أن الإنسان يميل فطرياً لتقديس شيء وتنزيهه والتقريب اليه فتكون اما ( لفظية )
(2) أي عبارة عن سلسلة من العبادات والاذكار التي تجري على ألسنتنا كقراءة الحمد والسور وأذكار الكوع والسجود والتشهد في الصلاة والتلبية في الحج .
وأما ( عملية )
(3) كالركوع والسجود في الصلاة والوقوف في عرفات والمشعر الحرام والطواف في الحج .
وأما ان تكون ( مكتومة أي بين العبد وربه « كالصوم » ) والذي سنفصله في بحثنا هذا ، وقبل الخوض في الحديث عن عبادة الصوم بصورة خاصة نبين ونوضح العبادة بصورة عامة وآثارها على النفس الإنسانية .
الفصل الاول
مفهوم العبادة واثرها على الانسان :
تعد العبادة واحدة من حاجات الإنسان التي يتوجه فيها باطنياً نحو الحقيقة التي ابدعته ويرى ذاته تحت هيمنتها ، فيتمثل في واقع الحال سير الانسان من الخلق نحو الخالق ، وبغض النظر عن الفوائد المتوخاة منها فأنها بحد ذاتها من حاجات الانسان الروحية وعدم الاتيان بها ينجم حصول خلل في اتزانه .
ان ثمة فراغ في وجود الانسان أذا لم يتم اشباعه يؤدي الى حصول حالة من الاضطراب وفقدان التوازن في جانبها الروحي .
وأشباع هذا الفراغ يتم بالعبادة مبلياً متطلبات حاجاته الأخرى فيكون محافظاً على الجانب الروحي والمادي في نفس الوقت ليحصل الاتزان في ذاته
(4) .
ان الروح الإنسانية ذات شفافية عالية وتبدي ردود الفعل بسرعة وأذا ما ضغط عليها الإنسان في عمل ما يتمثل رد فعلها في الفرار والتملص .
لذلك اكد الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) على ان يعبد المرء مادامت لديه رغبة واندفاع والكف حينما يشعر بالتعب والتثاقل اي أن لايفرض العبادة على نفسه وعليه التوافق ولا يرغم نفسه على شيء منها لان بذلك يدفعها تلقائياً الى الملل والتهرب ، ويصبح الأمر وكأنه قدم لها الدواء المر فيترك فيه سيئة .
لذا وجب عليه ان يجعل العبادة مقرونة بالنشاط والبهجة ، وأن يترك في نفسه ذكرى طيبة عنها
(5) .
فلا بد للإنسان أن يأتي بالعبادة وفق النهج السليم لها ولا يكون استيعابه لها محدوداً فلا يفرط بها بحيث تصبح عبئاً عليه فيفرضها ولا يتركها بحيث يصبح فاقداً لها .
وبذلك يكون الإنسان ملماً لكل جوانب حياته كالجانب العبادي والاخلاقي والاجتماعي فتصبح لديه القدرة والقابلية على بناء مجتمع إسلامياً سليماً .
وخير مثال لهذا الإنسان الكامل في الإسلام هو امير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) ( حيث كان عابداً من الدرجة الإولى وقاضياً عادل يحيد عن الحق قيد شعرة وفي ساحة الحرب كان جندياً شجاعاً وقائداً من الطراز الأول ، وعلى منصة الخطابة كان خطيباً بارعاً وفي التدريس كان معلماً ماهراً ، كان اعرف الناس بأحوال الفقراء والمساكين وأصحاب المظالم ، كان في النهار يلقي دّرته على كتفه ويطوف بين الناس ويتفقد احوالهم وحين ما يبلغ التجار كان يرفع صوته ( الفقه ثم المتجر ) وأذ رأى شخصاً جاء الى عمله متأخراً يحثه على العجلة ( أغدو الى عّزكم
(6) )
(7) .
الفصل الثاني
مفهوم الصوم :
الصيام يدل على السكون والامساك وتستعمل في الإنسان والحيوان والجماد وقال صام الماء أذا سكن وركد ، وصامت الخيل إذا أمسكت عن السير والحركة والاعتلاف وصام زيد إذا أمسك عن الطعام والكلام .
والصوم هو مجمع الكلام الفردي والاجتماعي والروحي بل حتى الجسماني ايضاً ، يقصد به القربى الى الله عز وجل فيتداعى الإمساك عن اللذائذ والصبر على تركها سواء منها اللذائذ المجردة على مستوى الإيماني أو اللذائذ والاندفاعات النفسية التي يكون في تركها تكاملاً معنوياً مرضياً لله تعالى .
ولهذه التروك عدة مستويات قد تصل بنا مع عمق درجة الأيمان وصفاء القلب الى ترك التوكل على غير الله وترك الخوف ، وترك التوجه الى حب الدنيا ومغرياتها وكل فرد ينال من ذلك بمقدار ما أوتي من ثقافة ووعي وأيمان وما أوتي من توفيق وتسديد
(8) .
امتيازات هذه العبادة :
أن الصوم هي العبادة الوحيدة التي تكون بين العبد وربه لأنعدام المظهر الخارجي للصوم لأنه لا يحتوي على أي حركة او تصرف بينما الصلاة تحتوي على حركة وتصرف ، كما لا تحتوي على طرف آخر ( كالزكاة والخمس والجهاد والأمر بالمعروف والحج ) فهي تحتوي على اطراف أخرى لإنجازها .
فالزكاة والصدقة فيها الفقير الذي تعطيه المال ، والأمر بالمعروف فيه المذنب الذي تنهاه عن المنكر ، ومن هنا ورد الحديث القدسي ( الصوم لي وأنا أجزي به )
(9) أي لا يوسط في إعطاء الأجر بينه وبين الصائم احد .
صحيح إن الصوم إن يعلن كما أن الصلاة يمكن أن تكتم أو أي عبادة أخرى الا إن الأفضلية مع ذلك تبقى للصوم لأنه اسهل كتماً من غيره ولا يوجد فيه اي مظهر يمكن الاطلاع عليه
(10) .
الفصل الثالث الآثار التربوية للصوم :
أن ما تعطيه العبادات من الأثر إنما يرجع إلى العبد دون الرب تعالى كما ان المعاصي أيضاً ، قال تعالى : ( إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لِأَنفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا )
(11) أي ان الله سبحانه وتعالى هو الغني الذي لايفتقر الى الغير أما الإنسان فهو المحتاج وهو الذي يفتقر الى رحمة الله ، قال الله في كتابه العزيز : ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنتُمُ الْفُقَرَاء إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ )
(12) والعبادة في نظر القرآن الكريم إذا ما أصبحت وأتسمت بالواقع وتوفرت شرائطها وكان جوهرها التوجه الى الله وطلب المغفرة منه وتهذيب النفس وتشخيص معايبها ، اصبحت من أهم العوامل في تربية الإنسان وبناء شخصيته ضمن القيم والمعالم الإسلامية الثابتة
(13) ، لذلك كان للصوم آثار تربوية تؤثر على بناء شخصية الإنسان المسلم وهذه الآثار هي :
بناء الذات :
ثمة مفهوم متداول في مجال التربية والتعليم والمعارف الإسلامية هو : ـ أن الإنسان صنيعة عمله ، أو بعبارة اخرى : الإنسان صنيعة ذاته ، أي أنه يبني بعمله فهو يصنع كيفما يعمل ، وهذا المفهوم من المستحدثات في الفلسفة الغربية ويطلقون عليه ( براكتيس )( Braktes ) أو ( فلسفة العمل ) في حين أن القرآن الكريم قد يتناول هذه القضية منذ أكثر من اربعة عشر قرناً ، أذن شخصية الإنسان تتبلور طبقاً بعمله ، وهو يصاغ كيفما يعمل ، أي هو الفاعل وهو نتيجة فعله ، والصوم يبني الإنسان ومن هنا يأتي قول القرآن الكريم : ـ ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ )
(14) قد ورد في المأثور :
أن أول مصداق للصبر هو الصوم .
أن الصوم فيه من كف النفس عن الطعام والشراب ، وفيها من المفرطات ، يُعوّد الفرد على قوة الإرادة والتحمل والصبر ، الأمر الذي يسهل عليه تحمل عليه معاناة أخرى .
مما تتطلبه الحياة :
وان الدنيا فيها مصاعب شخصية ، أسرة ، اجتماعية ، دينية وغير ذلك لا تصفوا لأحد ولا يستقر حالها ، يحتاج الفرد الى قوة في الإرادة لتحمل هذه المصاعب
(15) .
والصوم هو الذي ينمي هذه القوة في الإرادة ويجعل الإنسان صابراً محتسباً راضياً بقضاء الله وقدره شاكراً لنعمائه .
ضبط النفس :
أن أهم الإطر التي وضعها الإسلام للعبادة هي ممارسة ضبط النفس ، والصوم يضم بين طياته الكثير من قواعد التربية الإسلامية ، فينبغي للصائم ان يغض بصره عن كل ما يحرم النظر أليه ، أو بكره ، أو يشغل القلب ويلهيه عن ذكر الله تعالى ويحفظ اللسان عن جميع آفاته ، ( روي ان رسول الله محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) سمع أمرأة تسب جارية لها وهي صائمة ، فدعا رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بطعام فقال لها : كلي فقال أنا صائمة يا رسول الله فقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : كيف تكونين صائمة وقد سببت جاريتك ، أن الصوم ليس من الطعام والشراب وأنما جعل الله ذلك حجاباً عن سواها من الفواحش من الفعل والقول ، ما أقل الصوم وأكثر الجوع )
(16) .
كما يجب عليه ان يكف سمعه عن كل ما يحرم أو يكره استماعه ، ويكف بطنه عن الحرام والشبهات ويكف سائر جوارحه عن المكاره .
عن فاطمة الزهراء (ع) ما يصنع الصائم بقيامه إذا لم يصن لسانه وسمعه وبصره وجوارحه ؟
(17) أيضاً ان لا يستكثر من الحلال وقت الإفطار بحيث يمتليء ، فعند الشبع يكسل ويثقل ... ويميل الى النوم ... وفي الحديث الشريف ( أن الله يبغض كل أكول نؤوم )
(18) .
وقال الله مخاطباً رسوله الكريم ليلة المعراج : ( أن يا أحمد علاقة اهل الدنيا تعرفهم بها هي كثرة الأكل والنوم فتأخذ الدنيا وأهلها عدواً ) .
وبذلك يتوجب على الإنسان أن يسيطر على رغباته ويضبط مشاعره ويكون انضباطياً
(19) .
محاربة الجنس :
أن المعدة إذا حرمت مؤقتاً من الطعام الذي هو مصدر الطاقة الشهوية التي هي وسائل الشيطان تضعف بذلك القوة الجنسية ، لأن الهرمونات المحفزة لها كلها تتكون من مواد بروتينية يضعها الجسم ، وتقليل الطعام الدسم واللحم خاصة يؤدي الى انخفاظ في مستوى هذا النشاط ويساعد على ضبط النفس كعامل مساعد للتحكم وضبط القوة الجنسية وخصوصاً عند الشاب الذي لا يستطيع الزواج
(20) .
ورد عن رسول الله محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أنه قال : ( من استطاع منكم ألباه فليتزوج ، ومن لم يستطع فليصم ، فأن الصوم وجاؤه )
(21) .
الـصحة :
أجريت مؤخراً في بريطانيا بعض الأبحاث العلمية حول الصيام وفوائده وأبرز نتائج الأبحاث أضهرت مدى تأثير الصوم على صحة الإنسان ، فقد كشفت الأبحاث أنه عند بدء الانقطاع عن الطعام يضطر الجسم كثير من المواد المختزنة في أنسجته الحية ، كذلك فسرت الأبحاث أسباب حالة الصداع المؤقت التي تصيب الإنسان الصائم ، أنها ترجع لاي زيادة قدرة الكبد على التخلص من السموم المختلفة التي كانت مختزنة فيه وبذلك تحمل هذه المواد السامة عبر الدورة الدموية ومنها الى الشعيرات الدموية الدقيقة التي تغذي الدماغ بالدم وهنا تحدث هذه السموم ضغوطاً شديدة على الدماغ يتولد منها الصداع وعند تناول الطعام تعود هذه السموم مرة أخرى الى الكبد حيث تختزن فيه من جديد وبذا يتخلص الإنسان من الضغوط الفسيولوجية الواقعة عليه ، أو عن تفسير اسباب الرائحة المنبعثة من فم الصائم وكذا تلون لسانه بالون الأبيض فهذا يرجع الى تخلص الجسم من السموم المتراكمة في انسجته وهي التي يظهر تأثيرها على رائحة الفم ولون اللسان )
(22) .
أما عن الدكتور المخزنجي حيث قال ( ان القلب يرتاح كثيراً عند الصوم أذ تنخفض ضرباته الى 60 ضربة في الدقيقة ، وهذا يعني انه يوفر مجهوداً 28800 ضربة كل 24 ساعة ) .
وأن الصوم من وجهة نظر الدكتور ( روبرت بارتولو ) وهو من الوسائل الفعالة للتخلص من الميكروبات وبينها ميكروب الزهريس لما يتضمنه من أتلاف الخلايا ثم أعادة بناءها من جديد ، كما يذيب الصيام اية اورام صغيرة في أول تكوينها ويمنع تكوين الحصوات والرواسب الجيرية إذ يحللها الى اجزاء صغيرة .
وهو علاج لأضطرابات الامعاء المزمنة والمصحوبة بتخمر وهو علاج للأمراض القلب والسكر والضغط والتهاب الكلى الحاد والمزمن ، والصيام مدة شهر من السنة يعتبر خير وقاية من هذه الأمراض .
ومن فوائد الصيام الأخرى يعتبر علاج لأمراض الحساسية والبشرة الدهنية والأمراض الجلدية ، إذ أن الإمتناع عن الغذاء والشراب مدة ما تقلل من الماء في الجسم والدم وهذا بدورة يدعو إلى قلته بالجلد وحينئذ تزداد مقاومة الجلد للأمراض المعدية والميكروبية
(23) .
الشعور بالآخرين :
أن عدم الأسراف في الطعام والشراب حال الإفطار والشعور بالجوع والعطش أثناء النهار يُذكّر الصائم حالة الفقراء الذين لايجدون ما يأكلونه في أكثر الأيام فيبعث فيه روح مساعدة المحتاجين الفقراء ومواساتهم بالأموال والأقوات
(24) ، وهذا ما جاء في حديث الأمام الرضا (ع) ( إنما أمرو بالصوم ... وليعرفوا شدة مبلغ ذلك على أهل الفقر والمسكنة فـي الدنيـا فيؤدوا إليهـم مـا افترض الله لهم فـي أموالهـم )
(25) .
عدم الغفلة :
حيث ان الجوع والعطش الذي يعاني منه الصائم يذكره بجوع وعطش الآخرة وأهوال يوم القيامة ، وقد نبه على ذلك رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ( وتذكروا بجوعكم وعطشكم جوع يوم القيامة وعطشه ) .
وما أعظم هذا التذكير ، فهو يسد أبواب المحاكم والسجون حيث يمتنع الإنسان عن القتل والسرقة ولا يعتدي على احد لانه يتذكر الله وحسابه وعقابه ولو تذكر الجميع ذلك لأنحلت مشاكلنا جميعها
(26) .
محو الذنوب :
أن أي ذنب يرتكبه الإنسان يترك أثرها من الادران والظلمات على قلبه ، وبالتالي تتضاءل رغبته واندفاعه نحو الأعمال الصالحة والحسنة ، وتتنافى لديه الرغبة لارتكاب المزيد من الموبقات ، وفي المقابل إذا في نفسه العبادة وذكر الله وتنامى شعوره الديني فأن رغبته وأندفاعه نحو أعمال الخير يتضاعف وتضمر فيه روح الاندفاع نحو الفساد وأفعال الشر ، أي أنه الادران الناجمة عن الذنوب ويبادر بدلاً عن ذلك للقيام بأعمال الخير والإحسان .
والصوم موجب غفران هذه الذنوب وهو أحد المعاني الأساسية للحديث الشريف القائل ( الصوم جنة النار )
(27) أي مانع عنها ، فان الذنوب توجب العقوبة بالنار والصوم يوجب غفران الذنوب والمنع عن العقاب .
نتيجة البحث :
من خلال بحثنا ودراستنا لعبادة الصوم نلاحظ ان الصوم يلعب دوراً مهماً في تكوين شخصية الإنسان المسلم ، وبذلك يكون تأثير الصوم على الإنسان نفسياً وروحياً وجسدياً واجتماعباً ، فيخرج هذا الإنسان بشخصية مبنية على اسس من السلوك القويم والأخلاق الفاضلة مبتعدة عن الشهوات واللذات تاركة لكل المعاصي ومسارعة لكل ما يرضي الله سبحانه وتعالى ، فأذا كان من العوام حصل له من صفاء النفس ما يوجب استحبابه دعوته ويعطيه الله سبحانه وتعالى سبع من خصال يميزه بها حسب ما جاء في الحديث الشريف قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ( ما من مؤمن يصوم شهر رمضان أيماناً وأحتساباً ألا اوجب الله له سبع خصال : أولها يذوب الحرام في جسده والثانية : يقرب من رحمة الله والثالثة : يكون قد كفّر خطيئة ابيه آدم والرابعة : يهوّن عليه سكرات الموت والخامسة : أمان من الجوع والعطش يوم القيامة : والسادسة : دخول الجنة والبراءة من النار والسابعة : يطعمه من ثمرات الجنة )
(28) .
وأن كان من أهل المعرفة فلا يحوم الشيطان على قلبه فينكشف له شيء من الملكوت ولاسيما في ليلة القدر حيث تنكشف الأسرار وتفيض على القلوب الطاهرة الأنوار
(29) .
الخاتمة :
مما تقدم يمكن ان نفهم بأن الصوم وهو توجيه سلوكي وتدريب نفسي على فضائل هي أسس الحياة الكريمة الناجحة والمثمرة كما انه تعبئه روحية لتقوى الله والاعتزاز بهذه التقوى في كل ما يأتي الإنسان وما يدع ومن ثم ترسيخ هذه المفاهيم في النفس البشرية والالتزام بأدائها طوال عمره لا تركها ونسيانها لأنتهاء الشهر العظيم حتى يعود ثانية على ما كان عليه في الميول السيئة والسلوك المنحرف .
مسك الختام :
قال الرسول محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ( من صام شهر رمضان فاجتنب فيه الحرام والبهتان رضي الله عنه وأوجب له الجنان ) .
وقال امير المؤمنين علي بن ابي طالب (ع) ( صوم شهر رمضان جنة من النار ) .
وقال الصادق (ع) ( أن الصائم منكم ليرتفع في رياض الجنة تدعو له الملائكة حتى يفطر ) .
اللهم أجعلنا من الصائمين في شهرك ، والمدعوين الى ضيافتك ، والمتمتعين من مائدتك ، والداخلين في مغفرتك ورضوانك ، بحق محمد وآله الطيبين الطاهرين
المصادر
1 ـ جامع السعادات ، للشيخ الجليل المولى محمد مهدي الزافي ، سرور اسماعيليان ، قم ـ أيران ، الطبعة الثانية ، 1424 هـ ق .
2 ـ فقه الأخلاق ، للسيد محمد الصدر ، انوار الهدى ، مهر ، الطبعة الأولى .
3 ـ تفسير الميزان ، للسيد محمد حسين الطبطبائي ، دار الكتب الإسلامية ، طهران ـ أيران ، بازار سلطاني ، 1361 هـ ـ 1362 هـ .
4 ـ طهارة الروح ، للشهيد مرتضى المطهري .
5 ـ دور أهل البيت في بناء الجماعة الصالحة ،لآية الله السيد محمد باقر الحكيم ، دار الحكمة / القسم الثقافي ، أيران ، قم ، الطبعة الثانية ، 1424 هـ .
6 ـ الأخلاق والآداب الاسلامية ، لعبد الله الهاشمي ، دار العلوم ـ دار الامين الكويت الطبعة الرابعة ، 1424 هـ ـ 2003 م .
7 ـ وسائل الشيعة ، للشيخ محمد بن الحسن الحر العاملي ، مؤسسة آل البيت لأحياء التراث ، بيروت ـ لبنان ، الطبعة الثانية ، 1424 هـ ـ 2003 م .
8 ـ القرآن الكريم تفسير ودراسات أخرى ، علي محمد علي دخيل ، دار المرتضى ، لبنان ـ بيروت .
الهوامش
(1) مجموعة الآثار ، ج 2 .
(2) ، (3) طهارة الروح ص 1 2 .
(3) تفسير الميزان ص 23 ، ج 2 .
(4) طهرة الروح ص 29 .
(5) في رحاب السيرة النبوية ص 212 .
(6) عّزكم : عملكم .
(7) طهالرة الروح 184 ـ 115 .
(8) فقه الأخلاق .
(9) الخصال : 45 .
(10) تفسير الميزان ص 6 .
(11) الإسراء / 7 .
(12) فاطر \ 15 .
(13) طهارة الروح .
(14) البقرة / 153 .
(15) فقه الأخلاق ص 326 .
(16) مجلة الكوثر
(17) بحار الأنوار ج 96 .
(18) مجلة الكوثر .
(19) جامع السعادات .
(20) الطب الوقائي في الاسلام ( لعمر محمود عبد الله ) .
(21) دور اهل البيت في بناء الجماعة الصالحة .
(22) الصحة الجيدة من خلال العلاج الطبيعي ( ليدر مان ) .
(23) القرآن الكريم تفسير ودراسات أخرى ص 20 ـ 24 ، 164 .
(24) الاخلاق الاداب الاسلامية .
(25) وسائل الشيعة ج 10 ، ص 9 .
(26) القرآن الكريم تفسير ودراسات أخرى ص 6 ، 165 .
(27) وسائل الشيعة ج 10 .
(28) مجلة الكوثر .
(29) جامع السعادات .