الصحفي عبد القادر السياب في عام 1929

الاستاذ ذياب فهد الطائي

  هو واحد من الرعيل الريادي للصحافة في البصرة فقد ابتدأ طموحه الصحفي في عام 1929 بعد ان شكل ومجموعة من المثقفين ماعرف ( بجمعية الأحرار) و حاول ان يحصل على امتياز لأصدار صحيفة باسم ( التجدد) الا ان تعثر اصدار الصحيفة بسبب توجهاتها اللادينية وعلاقتها بمجلة وجمعية الشمس المعروفة بعائديتها للحزب اللاديني (صدرت في البصرة عام ( 1915) وكان رئيس التحرير أسير الغريب) فقد اتجه الى دعم مجلة الاقتصاد التي اصدرها بديع شوكت بالأشتراك مع يوسف هرمز ، ويشير السيد رجب بركات الى ان مجلة الأقتصاد صدرت في نيسان عام 1928 وقد صدر منها ثلاث اعداد ثم توقفت ، وكانت تطبع على مطابع صحيفة الحياة للأخو ين هرمز

من هو عبد القادر السياب ؟

  هو عبد القادر بن عبدالجبار بن مرزوق بن سياب السياب ، من قرية جيكور في قضاء ابي الخصيب ، ولد في عام 1901 وتوفي في عام 1969 وكان قد انهى دراسته المتوسطة وانقطع للكتابة والصحافة وعائلة السياب فيها قول متعدد فمنهم من يعتقد انهم عائلة بصرية ليس من المعروف زمن سكناهم قرية جيكور وان سبب تسميتهم بالسياب يعود الى كونهم من منطقة لاتعرف غير زراعة النخيل وجني التمر وان كلمة سياب هي تسمية للتمر في واحدة من مراحل نضوجة
  ولكن الدكتورة ليلى ياسين الأمير ترى انهم من أمراء قبيلة ربيعة (مدينة الكوت ) وان جدهم سياب السياب قد هاجر الى البصرة وسكن قرية جيكور وان سيابا هذا قد امتلك البساتين فيها وانجب( مرزوق) الذي انجب عبد الجبار وعبد القادر وشاكر (والد الشاعر بدر شاكر السياب)
  ولكن الدكتورة الأمير لاتقدم اية مستند يمكن الركون اليه ، كما اني اعتقد ان امراء ربيعة يحتفظون بشجرة العائلة وانه من الميسور الأستفسار منهم عن هذا الموضوع والتحقق من ذلك سيما وان التاريخ المفترض لهجرة سياب الى البصرة على ضوء تعاقب ثلاث اجيال سيكون بين 1800 و 1825 ميلادية
  وفي هذا الصدد لابد لي ان اشير الى هناك توجه عام لدى عوائل البصرة ان ينسبوا انفسهم الى مجموعات من خارج البصرة ولم يفكر احدهم ان هذه المدينة العريقة التي انجببت كبار مفكري العرب والمسلمين تمتلك امكانية ان تقدم ملاكي اراضي وحكام ومفكرين، هذا بالطبع، ان لم تكن هناك سياسة مقصودة في الاستعانة بالاخرين من خارج حدودها

محطات في تاريخ عبد القادر السياب

  1 ـ بدأ الكتابة في الصحف العراقية في الربع الاول من القرن الما ضي كما كان من كتاب مجلة ( الشمس ) التي كانت تصدرها مجموعة تنتمي الى الحزب اللاديني في البصرة والتي كان يقودها طالب كلية دار المعلمين العالية في بغداد ، والمتخفي في البصرة (مهدي وفي ) وكانت مجلة الشمس قد كتبت على غلافها :
  من أنصار مجلة الشمس الأديب الناهض عبد القادر عبد الجبار السياب وهو أحد أدباء البصرة ونصير مجلة شمس ومن الغيورين على المبادئ العصرية الحرة )
  2 ـ تأسيس جمعية الاحرار والتي كانت واجهة سياسية للحركة الماسونية التي اسسها الضباط البريطانيين في البصرة ، وفي الطلب الرسمي المقدم الى الجهات المختصة في البصرة كانت الهيئة التأسيسية مكونة من :
  عبد القادر السياب
  توما هرمز
  مهدي وفي
  عبد الحافظ الخصيبي
  عبد محمد بنكال
  3 ـ اصدر صحيفة الناس في بغداد بتاريخ 03 ـ 12 ـ 1931 ولكنها لم تستمر طويلا مما إضطر عبد القادر السياب الى العودة الى البصرة
  4 ـ في 09 ـ 06 ـ 1935 اصدر صحيفة الناس في البصرة التي تبنت توجهات الحزب الوطني العراقي بقيادة جعفر ابو التمن ، عطلت الصحيفة بعد فشل حركة رشيد عالي الكيلاني عام 1941 واعتقل السياب وارسل مخفورا الى معتقل الفاو وبعد الافراج عنه عاود اصدار الناس وعاودت السلطات تعطيلها في عام 1952 ولكنها مالبثت ان عاودت الصدور حتى 14 تموز 1958
  5 ـ اصبح نائبا عن البصرة في عام 1939 وحتى اعتقاله عام 1941
  6 ـ في عام 1946 اصبح عبد القادر السياب رئيسا لفرع حزب الاستقلال في البصرة
  7 ـ في عام 1966 اصدر صحيفة الحياة التي توقفت بتاريخ 06 ـ 08 ـ 1969 وكان السياب في هذه الفترة قد ترك حزب الاستقلال ليعمل كصحفي دون التزامات حزبية
  8 ـ كان عبد القادر السياب في كل مراحل حياته الضاجة بالحركة قد امتاز بما يلي :
  1/8 ـ انه كان متفتحا يدعو الى الحوار ويشترك فيه ويقرر على ضوء قناعاته الشخصية الجهة التي يقف معها
  2/8 ـ كان منذ البدء اقرب الى الفكر القومي على عكس اخية عبد المجيد السياب الذي انضم الى تشكيلات الحزب الشيوعي ، لهذا فقد كانت الفكرة القومية هي التي تحكم مسارات عمله السياسي ، ومنذ ان ترك جمعية الاحرار ومجلة شمس كانت ارتباطاته مع الاحزاب القومية.
  وكان على العموم مؤمنا بالعمل السياسي كوسيلة للتغيير ومتسامحا لم يعرف التطرف ، يروي السيد جاسم المطير ، انه كان قد اعتقل على خلفية المساهمة في التحريض على اشتراك عمال نفط البصرة في عملية الأضراب والمظاهرات التي عمت المدينة في شهر ديسمبر 1953 ، وان عبد القادر السياب تدخل لدى السلطات في البصرة لأطلاق سراحة بعد ثلاثة ايام من عملية الاعتقال
  3/ 8 ـ كان السياب شخصية قوية تمتلك القدرة على اتخاذ القرارات في الظروف الصعبة والمعقدة ولهذا فحينما لم تصدر الموافقة على تأسيس فرع الحزب الوطني العراقي من وزارة الداخلية ، اعلن انهم غير ملزمين بقرار الرفض وعقد مؤتمر الحزب في ابي الخصيب ، كما لم يقترب من السلطة او يدخل في اية مساومات سياسية معها
  4/8 ـ كان السياب كاتبا سياسيا محترفا ، ولهذا انفردت ، ولفترة طويلة صحيفته ، بكتابة المقال الافتتاحي إضافة الى نشر تحقيقات مطولة عن الوضع السياسي وعن برنامج الحزب الوطني العراقي ، كما ان السياب لم تشغله مهامه التنظيمية ، في عمله الحزبي وتوليه بناء قواعد للحزب على امتداد شط العرب ونزولا حتى الفاو ، عن التصدى للرد على كل الدعايات المناهظة لتوجهاته او لمناقشة طروحات الاحزاب الاخرى وعلى وجه الخصوص الحزب الوطني الديمقراطي الذي كان يتمتع بنفوذ واسع بين المثقفين على وجه الخصوص


BASRAHCITY.NET