صحيفة الثغر لأول مرة في البصرة عام 1927

الاستاذ ذياب فهد الطائي

  صدرت صحيفة الثغر لأول مرة في البصرة عام 1927 ولكنها لم تستمر طويلا حيث إحتجبت عن الصدور ، عاودت الصدور للمرة الثانية في عام 1933 واستمرت في الصدور حتى عام 1954 وقد اوقفت مع كافة صحف العراق عن الصدور حتى عام 1958 حيث صدرت مرة أخرى وتوقفت في عام 1963 ثم أجيزت في عام 1965 وظلت تصدر لمدة عامين وعاودت التوقف وأجيزت بالصدور في عام 1969 حتى عام 2003 حيث توقفت ولم يحاول المالكون معاودة اصدارها

صاحب الامتياز شاكر النعمة
  المدير المسؤول مصطفى احمد العطية
  من الملاحظات على هذه الصحيفة انها لم تستطع ان تلبي ادنى متطلبات العمل الصحفي فقد كانت تصدر بحجم يوازي نصف حجم الصحف الأخرى كما انها لم تتميز بلون سياسي ولم تولي الأخبار عناية تذكر وكانت مكرسة بصورة واضحة للأعلانات .
  بذلت جهدا في فترة الخمسينات من اجل التعاون مع بعض المثقفين في البصرة كالشاعر عبد الرزاق حسين ولكنها لم تواصل ذلك وعادت صحيفة على الهامش من العمل الصحفي ولكنها نشطت لفترة قصيرة حين بدأت تنشر بيانات وتصريحات (الوصي ) المختبئ في البصرة عام 1941
  وقد جاء في موسوعة البصرة الحضارية (1) ان صحيفة الثغر قد انفردت من بين الصحف البصرية بنشر بيان (الوصي ) عند هروبه من بغداد الى البصرة ، وعلى اثره وجهت لها القيادة العسكرية في البصرة انذارا بعدم تكرار ذلك والا تعرضت الى المحاسبة
  ويبدو ان تلاحق الاحداث السياسية واستيلاء حكومة الدفاع الوطني على الحكم في بغداد وهروب الوصي الى البصرة ومن ثم لجوئه الى البارجة البريطانية وهروب نوري السعيد الى القاهرة قد حرك المشهد السياسي في البصر ، ولهذا خرجت صحيفة الثغر عن تحفظها الثابت لتتحول الى صحيفة نشطة تعمل ضد حكومة الدفاع الوطني وتنشر بيانات الوصي المنددة (بالأنقلاب ) ومنشورات متصرف البصرة (صالح جبر ) الداعية الى كسب تأييد اهل البصرة الى صف الحكومة (الشرعية ) التي اضطرت الى مغادرة بغداد
  تقول تقارير الشرطة في البصرة ان الوصي قد وصل المدينة في الساعة الثامنة مساء الثالث من نيسان 1941 بعد ان غادر الحبانية بطائرة بريطانية نقلته الى مطار الشعيبة يرافقه علي جودت الايوبي والنقيب عبيد عبد الله المضايفي حيث استقر الجميع في فندق شط العرب الملحق بمطار البصرة (كان مطار البصرة هو المطار المدني العراقي الوحيد آنذاك في العراق)
  حاول الوصي والمجموعة الهاربة معة استخدام وسائل الاعلام المتوفرة في البصرة وكانت احدى هذه الوسائل الصحافة التي رفضت التعاون معهم عدا صحيفة الثغر وصحيفة الانباء كما استخدم الوصي المحطة اللاسلكية في ميناء البصرة كاذاعة تنشر بياناتهم ونداءات التحريض على اسقاط حكومة الكيلاني بالأضافة الى طبع المنشورات التي وزعت في الشوارع في مطبعة الميناء ايضا وقد ساعدهم على ذلك ان مدير الميناء كان احد الضباط البريطانيين وهو الكولونيل دارد
  ويذكر السيد فيصل حسون (2) : ان صحيفة الثغر كانت الوحيدة من بين صحف البصرة التي لم تحاول ان تطور طريقة الطباعة فيها وتماشي التطور الذي حصل في مجال الطباعة وظلت تستخدم التنضيد اليدوي .
---------------------------
(1) الدكتورة زينب العلي / الصحافة البصرية ودورها في حركة مايس 1941 / الصفحات من 118 ولغاية 123
(2) فيصل حسون / صحافة العراق مابين عامي 1945 ـ 1970 / الصفحة 59

BASRAHCITY.NET