الصحافة الساخرة في العراق من (ولاية البصرة ) عام 1909

الاستاذ ذياب فهد الطائي

المقدمة
  بدات الصحافة الساخرة في العراق من (ولاية البصرة ) ففي عام 1909 وفي ظل الحكومة العثمانية التي كان يقدها حزب الأتحاد والترقي أثناء عهد رشاد الثاني صدرت صحيفة (مرقعة الهندي ) وكان صاحب الأمتياز أحمد حمدي المشراقي ( واللقب المشراقي يعود الى ان السيد أحمد هو من أهالي محلة المشراق جنوب شرق البصرة وقد تأكدت من هذه المعلومة أثناء زبارتي للبصرة في مايس 2009 ) والمدير المسؤول محمد حمدي وهو شقثيق صاحب الصحيفة
  يؤرخ الدكتور حمدان خضر السالم استاذ قسم الصحافة في جامعة بغداد لتاريخ صدور هذه الصحيفة في 7 كانون الثاني 1909 بأنه تاريخ ظهور الصحافة الساخرة في العراق أي قبل عشرين عاما من صدور جريدة (حبزبوز ) في بغداد ويؤكد (ان الصحافة الساخرة لم تكن معروفة في العراق قبل صدور مرقعة الهندي).
  ان تاريخ الاصدار الذي اشار اليه الدكتور السالم وهو ذات التاريخ الذي ذكره السيد نصرت مردان ، كما ذكر ان تاريخ توقف الصحيفة كان في 23 ايار 1912 بعد ان صدر منها 22 عددا
  ولكن الباحثة فاتن علي ذكرت : ان الصحيفة صدرت في 7 كانون الثاني1909 وانها توقفت عن الصدور في 23 ايار 1912 وانه كان قد صدر منها 26 عددا
  اما السيد عبد الله رمضان العيادة فانه يذكر تواريخ مغايرة ، فهو يذكر ان الصحيفة صدرت في 21 تشرين الثاني 1909 وتوقفت بتارخ 21 آب 1912
  وهذا يعني ان لدينا تاريخين
  1 ـ في 7 كانون الثاني ـ في بداية السنة
  2 ـ في 21 تشرين الثاني ـ في نهاية السنة
  وبالتأكيد يعود هذا الأختلاف البين الى عدم توفر التوثيق في حينه
  ان صحيفة مرقعة الهندي هي صحيفة ساخرة كما اهتمت بالأدب وكانت مصورة وقد نالت شهرة واسعة كما انها كانت من الصحف المعارضة لحزب الأتحاد والترقي رغم ان ادارتها كانت في دار الولاية وتطبع في مطبعتها
  قامت ادارة الصحيفة بتغيير اسمها الى ( البصرة الفيحاء ) وفي 2 كانون الثاني 1911 استعادت اسمها الأول وقد تم تغيير المدير المسؤول حيث تولى المنصب السيد محمد صابر وسميت الصحيفة مرقعة الهندي استعارة من ملابس العمال الهنود الذين كانوا يعملون في البصرة بأجور زهيدة يحولون جزء منها لعوائلهم في بلدهم مما يجعلهم غير قادرين على استبدال ملابسهم حينما تتعرض للتمزق الأمر الذي يدفعهم الى ترميمها بقطع من القماش كيفما اتفق فتحمل ملابسهم الوانا مختلفة ، هكذا كانت الصحيفة تنشر الوانا شتى من المواضيع الساخرة جنبا الى جنب مع المواضيع الجادة في الأدب
  ويعتقد بعض المؤرخين ان الصحيفة الساخرة الثانية التي صدرت في البصرة هي جراب الكردي لصاحبها سليمان فيضي ، وفي الحقيقة فأن هذا القول غير دقيق ، ذلك لأن السيد فيضي لم يكن يحمل روح الفكاهة والسخرية وفي كل انتاجه الفكري و كتبه المتوفرة والتي اطلعت عليها كان جادا ويحمل هما قوميا اصلاحيا دعاه الى ان يسمي كل انجازاته في حينه (الأيقاظ )فالصحيفة (الأيقاظ ) والمدرسة ودار الايتام والرواية التي كتبها كانت تحمل ذات الاسم
  وما قصده بتسمية الصحيفة الثانية (جراب الكردي ) يحمل دلالة التنوع لما ينشر في الصحيفة ولم يقصد به السخرية أو التهكم


BASRAHCITY.NET