الصحافة في عهد الأحتلال البريطاني البصرة عام 1914

الاستاذ ذياب فهد الطائي

  حين دخلت القوات البريطانية الى البصرة لم تكن تصدر في المدينة غير جريدة الدستورالتي كانت تصدر قبل الأحتلال وتدافع عن القضايا الوطنية وقد اصدرت عددا واحدا ، قبل ان تغلقها سلطات الاحتلال ، حمل الرقم 116 في يوم الجمعة 13 ـ 12 ـ 1914 وقد احتوى على بيانات السلطة المحتلة وعرض الأوضاع العامة في البصرة عشية الأنسحاب العثماني منها وتقدم القوات البريطانية
  ويلاحظ هنا مايلي :
  1 ـ ان دخول القوات البريطانية الى البصرة كان في 22 ـ 11 ـ 1914 ومن المستغرب ان تقوم الصحيفة باصدار عددا واحدا في الفترة بين 22 ـ 11 و 23 ـ 12 التي يشير اليها الدكتور الحميدان ، والبصرة تعيش في وضع امني مسيطر عليه وفي ظرف سياسي بالغ الحساسية.
  2 ـ يذكر الدكتور نصرت مردان والباحثة فاتن علي ان صحيفة الدستور قد توقفت عن الصدور بعد عددها الثالث والستين وان صحيفة ( صدى الدستور) هي التي توقفت بعد عددها 71 وانه لم تصد اية صحيفة في البصرة بعد ذلك عدا صحيفة البصرة الرسمية كما يلاحظ ان اي من صحف البصرة لم تتخط رقم المئة في اعدادها الصادرة فقد كانت تغلق وهي لاتزال فتية !
  3 ـ يذكر السيد عبدالله رمضان العيادة ان جريدة صدى الدستور ظلت تصدر في البصرة لحين دخول القوات البريطانية مدينة البصرة
  4 ـ يذكر السيد جاسم المطير ان قوات الأحتلال البريطاني قد اصدرت نشرة يومية كانت تحمل بلاغات القيادة العسكرية حول تحركات القوات البريطانية وكانت تصدر باللغتين العربية والأنكليزية بدلا من التركية لغة المحتل السابق ولم يؤيد السيد عبد الرزاق الحسني او فائق بطي او اي متابع آخر لتاريخ الصحافة العراقية ماذهب اليه الدكتور الحميدان اما بداية اصدارالصحف ثانية في البصرة فقد كان في نهاية 1914 وكما يلي :

1 ـ صحيفة الأوقات البصرية
  وهي صحيفة رسمية تنطق باسم قوات الأحتلال حلت محل صحيفة البصرة الرسمية التي كانت تصدر عن سلطات الاحتلال العثماني وقد اشرف علها وعلى النشاط الصحفي في هذه الفترة ( جون فلبي) يعاونه لجنة من المختصين في امور الدعاية والحرب النفسية وكانت يومية سياسية مصورة وقد قامت قوات الأحتلال بمصادرة مطبعة الولاية الرسمية واشتروا المطبعتين الاخريين اللتين تعملان في البصرة وكذلك قاموا بأنشاء مطبعة خاصة بهم صدر العدد الاول من صحيفة الاوقات في 29 ـ 11 ـ 1914 باللغة الانكليزية اولا ولكنها بدأت تصدر بالانكليزية والعربية في اوائل عام 1915 تطورت الصحيفة لتصدر باربع صفحات وفي عام 1916 اضافت للغتين العربية والانكليزية اللغة الفارسية وهدف المحتلون من إصدار الجريدة إلى تحقيق تأثير سياسي ومعنوي على القوات البريطانية ولهذا كانت ترسل نسخة مجانية منها إلى الجنود وتدعوا السكان إلى التعاون مع المحتلين.
  هذا وقد نقلت ملكية الطبعة العربية من الجريدة على شكل امتياز إلى سليمان بك الزهير في أوائل شهر نيسان سنة 1920 واستمرت الجريدة بالصدور إلى سنة 1921 حيث احتجبت لتصدر في بغداد كبديل عن الأوقات البغدادية العثمانية وبعد ذلك تغير اسمها الى جريدة أوقات مابين النهرين ولكنها تعرضت لتغيير جديد في مايس من 1921 لتصدر في بغداد تحت اسم الأوقات البغدادية وتشير الباحثة زاهده ابراهيم الى ان الصحيفة صدرت في عام 1921 وهذا غير دقيق كما تشير الى ان الصحيفة استمرت في الصدور في البصرة حتى عام 1929 وهذا ايضا غير دقيق فالصحيفة انتقلت الى بغداد عام 1921
2 ـ صحيفة مرآة العراق
  صاحب الامتياز حكومة الاحتلال البريطاني صدرت في 28 ـ 2 ـ 1919 ولم اجد اية اشارة الى تاريخ توقفها ، لافي كتاب السيد الحسني ولا في كتاب السيدة هناء نعمة ولا في كشاف السيدة زاهدة ابراهيم اما الدكتور نصرت مردان فلم يتطرق الى هذه الصحيفة وكذلك السيد عبد الله العيادة.

3 ـ صحيفة اوقات مابين النهرين
  صدرت في مايس 1921 ياللغة الانكليزية صاحبها شركة الطباعة والنشر الانكليزية المحدودة

4 ـ الاوقات العراقية
  صدرت في عام 1921 وانتقلت الى بغداد نهاية العام صاحبها شركة الطباعة والنشر العراقية الانكليزية

5 ـ أوقات البصرة
  صدرت باللغة الانكليزية قي عام 1914 واحتجبت في نيسان 1921 ( كما تذكر الباحثة هناء نعمة محمد في دليل الصحافة والطباعة في البصرة ) وكانت عبارة عن نشرة اخبارية وطبعت اولا على مطابع المطبعة المحمودية ثم في المطبعة الرسمية في السيمر واخيرا طبعت في مطبعة الاوقات العراقية يذكر السيد رجب بركات ان جريدة اوقات البصرة كانت قد اصدرتها قوات الاحتلال البريطاني قي 1914 واحتجبت في نهاية نيسان من عام 1921 وكانت تصدر باللغة الانكليزية ولم تزد عن أن تكون نشرة ولكني عثرت بالصدفة وانا اتصفح موقعا سعوديا كان ينشر مقابلة مع الشيخ محمد المانع قبل وفاته (ولد في قضاء الزبير في بداية القرن العشرين وتوفي في المملكة العربية السعوية وكان قد اشتغل فترة طويلة كمترجم للملك عبد العزيز ) يقول فيها : وحين تركت المدرسة حاول ابي اقناعي بالبقاء في الهند ودراسة الطب.
  لكن فكري كان قد استقر على امر آخر فقد كنت اريد ان اعود الى الجزيرة العربية و في البصرة حاولت ان اجد عملا ولكني لم افلح فقد كانوا يرون ان مؤهلاتي اعلى من الوظائف المتاحة وكان من يتكلم الانكليزية هم اليهود وعدد من المسيحيين.
  ويتابع الشيخ المانع :
  ارسلت عددا من المقالات الى صحيفة (بصرة تايمز ) الصادرة باللغة الانكليزية فقبلوا بنشرها وتعرفت على رئيس التحرير الذي كان من ويلز والذي اصبح صديقا واصبحت انا محررا للمقالات في الصحيفة وكان ذلك في عام 1926 ميلادية ولكني لم استمر طويلا بسبب خلافات داخل مكتب الصحيفة في البصرة وكنت قد اجريت مقابلة مع رجلين من ديوان( ابن سعود) كانا في البصرة وذلك بناء على تشجيع رئيس التحرير وكان الرجلان هما عبد الله الدملوجي وحافظ وهبة ، وقد عرضت عليهما ان اعمل في السعودية فوعداني خيرا ، وبعد مدة وجيزة استدعيت للعمل كمترجم في الديوان الملكي (إنتهى كلام المانع )
  ويذكر ان القائد العام لقوات الأحتلال في البصرة (1941) أصدر عدة بيانات في جريدة بصرة تايمز الأنكليزية حول مجريات التطورات السياسية التي أعقبت سيطرة حركة مايس على بغداد ولجوء عبد الأله الى البصرة و كانت تطبع على مطابع التايمس التي اسستها القوات البريطانية وكانت ملكية المطبعة تعود الى شركة الطباعة الانكليزية العراقية (تعمل كواجهة امامية تتخفى ورائها دائرة المخابرات البريطانية) وحينما كنت أتتبع حياة الشيخ خزعل امير المحمرة في ثلاثينيات القرن الماضي وجدت خبرا نشرته الصحيفة في عددها 235 بتاريخ 6 اكتوبر 1923 عن مغادرة عم الشاه الايراني المحمرة بعد لقائه باميرها


BASRAHCITY.NET