فلسَفَةُ الحَجّ في الإسلام 141
وانطلاقا من جو العبرة والاعتبار بحياة العظماء الذين باعوا كل كيانهم لله سبحانه وتلك الشخصيات التي مشت في خط معاكس لنهج الحق والعدالة فجرفهم تيار الواقع وأغرقهم في بحر الفناء معنوياً ومادياً كما أغرق فرعون من قبل وأنجاه ببدنه ليكون عبرة للمعتبرين . أجل : أنسجاماً مع هذا الجو التاريخي الذي تصارعت فيه المبادىء وكان الانتصار في النهاية لمبادىء الحق والعدالة على مبادىء الباطل والضلالة ـ آثرت ذكر بعضٍ من قصيدة الشاعر السوري المبدع المنصف الأْستاذ محمد مجذوب التي قارن فيها بين مصير الإمام علي عليه السلام رمز الحق والعدالة ونهاية خصمه المبدئي معاوية بن أبي سفيان وذلك من أجل أن نقتدي بتلك الشخصية الإسلامية الفذة التي كانت مع الحق وكان الحق معها بشهادة الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم في حقه . ونستفيد عبرة وعظةً من سيرة الذين حاربوا الحق ومن سار على نهجه فانتصر عليهم وبقي صامداً في وجه التحديات لا تزيده إلا صلابة وثباتاً وتألقاً وخلوداً . ومن أجل تحصيل المزيد من الفائدة ونيل العديد من أنواع العبرة فلسَفَةُ الحَجّ في الإسلام 142 |
(1) سورة البقرة ، الآية : 183. |
يـا مـن إذا وقف الوفودُ أنا عبدُ نعمتك التي ملكت يدي وربـيب مـغناك الذي أغناني جـرت الملوكُ ومن يُؤمل رفده وبقيتُ حيث أرى الندى ويراني | ببابه ألـهى غـريبَهم عن الأوطان
والعصر إن المرءَ في خسران وشـقـاوة ومـذَلـةٍ وهـوانِ إلا الألـى عرفوا الإله وطبقوا نـهج الـهدى وشريعة القرآن وغداً يُوصي بعضهم بعضاً هنا بـالحق والصبر الجميل الباني |
(1) سورة العصر ، الآيات : 1 و2 و3 . |
هـذا الـذي تعرف البطحاءُ هـذا ابـن خـير عـباد الله كـلهم هـذا الـتقي الـنقي الـطاهر العلم هـذا ابـن فـاطمة إن كنتَ جاهله بـجـده أنـبـياء الله قـد خُـتموا هــذا عـليٌ رسـول الله والـده أضـحت بـنور هـداه تهتدي الأمم ولـيس قـولك مَـنْ هـذا بضائره الـعربُ تـعرف مَنْ أنكرتَ والعجم يـكـاد يُـمسكه عـرفانَ راحـته ركـنُ الـحطيم إذا مـا جاء يستلم مـن مـعشر حـبهم دينٌ وبغضُهُم كـفرٌ وقـربهم مَـنجىً ومُـعتصمُ إن عُـد أهـل الـتقى كانوا أئمتهم أو قيل من خير أهل الأرض قيل هم | وطأتَه والـبيت يـعرفُه والـحل والـحرمُ
(1) سورة الرحمن ، الآية : 60 . (2) سورة الزلزلة ، الآية : 7 . (3) سورة محمّد ، الآية : 7 . (4) سورة السجدة ، الآية : 18 . |
مـن مـعشر حبهم فرض إن عـد أهـل الـتقى كانوا أئمتهم أو قيل مَن خير أهل الأرض قيل هم | وبغضهم كـفر وقـربهم مَـنجىً ومُـعتَصَمُ
(1) سورة المنافقون ، الآية : 8 . (2) سورة الحجرات ، الآية : 13 . (3) سورة الشعراء ، الآية : 88 و 89 . |
(1) سورة الرعد ، الآية : 17 . (2) سورة المؤمنون ، الآيات : 1 و2 و3 و4 . |
هـيا بنا لرُبى الزوراء فـقد مشت وبنو العباس سامرةٌ بـألف ليلةَ حيث العيش سراء دار الرقيق وقصر الخلد طافحة بـما يـلذ فـأنغام وصـهباء تـجبك أن ديـار الظلم خاوية وأن لـلمتقين الـخلدَ ما شاؤا | نسألها عـن ثلتين هما موتى وأحياء
(1) سورة القصص ، الآية : 83 . (2) سورة البينة ، الآيتان : 7 و8 . (3) سورة البينة ، الآية : 6 . |
ومِل إلى الكرخ وارمُق قُبة سمَقَت تـجاذبتها الـثريا فـهي شـماء وحـي فـيها إمـاماً مـن أنامله سـحابة الـفضل والإنعام وطفاء |
باتوا على قُلل الأجبال تحرسُهم غـلبُ الرجالِ فلم تنفعهم واستنزلوا بعد عز من معاقلهم وأسكنوا حفراً يا بئس ما نزلوا ناداهم صارخ من بعدما قُبروا أيـن الأسرةُ والتيجانُ والحُلَلُ | القُلَلُ
أيـن القصورُ أبا يزيدَ أيـن الدهاءُ نحرتَ عِزتَه على أعـتاب دنـياً سحرها لا ينفدُ آثـرتَ فانيها على الحق الذي هو لو علمتَ على الزمان مخلد | ولهوُها والـصافنات وزهوُها والسؤددُ
تـلك البهارجُ قد مضت هذا ضريحك لو بصُرتَ ببؤسه لأسـال مدمعَك المصيرُ الأسودُ كـتَلٌ من الترب المهين بخِرْبةٍ سـكر الـذبابُ بها فراح يُعربد خـفيت مـعالمها على زوارها فـكأنها فـي مـجهل لا يُقصد ومشى بها ركبُ البلى فجدارها عـار يكاد من الضراعة يسجد والـقُبة الـشماء نـكس طرفها فـبكل جـزء لـلفناء بـها يد تهمي السحائبُ من خلال شقوقها والـريح مـن جـنابتها تتردد حـتى الـمصلى مـظلمٌ فكأنه مـذ كـان لـم يجتز به متعبد | لسبيلها وبـقيتَ وحـدك عِـبرةَ تتردد
أأبـا يـزيدَ لـتلك حكمةُ خالقٍ تُـجلى على قلب الحكيم أرأيـتَ عاقبة الجموح ونزوه أودى بـلبك غـيها الـمترصد أغـرتك بـالدنيا فرُحت تشنها حرباً على الحق الصراح وتُوقد تـعدو بـها ظلماً على من حبه ديـن وبـغضته الشقاء السرمد عـلَمُ الـهدى وإمام كل مطهَّر ومـثابةُ الـعلم الذي لا يُجحد ورثـت شـمائله بَـراءةَ أحمدٍ فـيكاد مـن بُرديه يشرق أحمد وغلوتَ حتى قد جعلت زمامها إرثـاً لـكل مُـذمَّمٍ لا يُـحمد هتك المحارمَ واستباح خدورها ومـضى بـغير هواه لا يتقيد فـأعادها بـعد الهدى عصبيةً جـهلاءَ تـلتهم النفوس وتُفسد فـكأنما الإسـلام سـلعةُ تاجر وكــأن أمـته لأَلـكَ أعْـبُدُ | فيُرشَدُ
أأبـا يـزيد وسـاءَ ذلـك عِترةً مـاذا أقول وبابُ سمعك قم وارمق النجف الشريف بنظرةٍ يـرتدَّ طـرفُك وهـو باكٍ أرمد | مُوصد
تـلك الـعظام أعـز ربك أبـداً تـباكرها الـوفودُ يـحثها مـن كـل صوب شوقها المتوقد نـازعتَها الـدنيا فـفزت بوردها ثـم انـطوى كالحُلم ذاك الموردُ وسعت إلى الأخرى فأصبح ذكرها فـي الخالدين وعطف ربك أخلد | شأنها فـتكادُ لـولا خـوفُ ربـك تُعبد
(1) سورة البقرة ، الآية : 125 . |
(1) سورة ابراهيم ، الآية : 7 . |
(1) سورة البقرة ، الآية : 127 . |
(1) سورة الأنبياء ، الآية : 30 . |
(1) سورة الحجر ، الآية : 56 . |
(1) سورة يوسف ، الآية : 87 . (2) سورة الطلاق ، الآية : 3 . (3) سورة الطلاق ، الآيتان : 2 و3 . |