14 ـ عن أبى بصير عن أبى عبدالله عليه السلام قال : سمعته يقول : ما اسرى بالنبى فانتهى إلى موضع : قال له جبرئيل : قف فان ربك يصلى ، قال قلت : جعلت فداك وما
كان صلوته ؟ فقال كان يقول : سبوح قدوس رب الملئكة والروح سبقت رحمتى غضبى
(1) .
15 ـ عن أبى بصير قال : سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول : ان رسول الله صلى الله عليه واله لما اسرى به رفعه جبرئيل باصبعه وضعها في ظهره حتى وجد بردها في صدره ، فكان رسول الله دخله شئ فقال : يا جبرئيل أفى هذا الموضع ؟
(2) قال : نعم ان هذا الموضع لم يطأه أحد قبلك ، ولا يطأه أحد بعدك ، قال : وفتح الله له من العظمة مثل مسام الابرة فراى من العظمة ماشاء الله ، فقال له جبرئيل : قف يا محمد وذكر مثله ـ الحديث الاول ـ سواء
(3) .
16 ـ عن حفص بن البخترى عن أبى عبدالله قال : كان نوح اذا أصبح قال : اللهم انه ما كان من نعمة وعافية في دين او دنيا فانه منك ، وحدك لا شريك لك ، لك الملك ولك الشكر به على يا رب حتى ترضى وبعد الرضا
(4) .
17 ـ عن حفص بن البخترى عن ابى عبدالله عليه السلام قال : انما سمى نوح عبدا شكورا لانه كان يقول اذا أصبح وأمسى : اللهم انه ما اصبح وامسي به من نعمة
أو عافية في دين او دنيا فمنك وحدك لا شريك لك لك الحمد ولك الشكر به على يارب حتى ترضى وبعد الرضا ، يقولها اذا أصبح عشرا واذا أمسى عشرا
(5) .
18 ـ عن جابر عن أبى جعفر عليه السلام في قوله : ( كان عبدا شكورا ) قال اذا كان امسى وأصبح يقول : امسيت اشهدك انه ما أمست بى من نعمة في دين أو دنيا فانها
من الله وحده لا شريك له له الحمد بها والشكر كثيرا
(6) .
19 ـ عن أبى حمزة الثمالى عن أبى جعفر عليه السلام قال : قلت له : ما عنى الله بقوله
--------------------
(1) البحار ج 6 : 392 ، البرهان ج 2 : 401 .
(2) اى تتركنى في هذا الموضع ؟ .
(3) البرهان ج 2 : 401 ، البحار ج 6 : 392 .
(4 ـ 6) البرهان ج 2 : 405 ، البحار ج 18 ( ج 2 ) : 491 ـ 988 .
تفسير العياشي (الجزء الثاني)_ 281 _
ـ تفسير العياشى مجلد : 2 من ص 281 سطر 1 الى ص 290 سطر 25
لنوح
( إِنَّهُ كَانَ عَبْداً شَكُوراً ) فقال : كلمات بالغ فيهن وقال : كان اذا أصبح وأمسى قال : اللهم اصبحت اشهدك انه ما اصبح بى من نعمة في دين أو دنيا فانه منك ، وحدك لا شريك لك ، ولك الشكر بها على يا رب حتى ترضى وبعد الرضا ، فسمى بذلك عبدا شكورا
(1) .
20 ـ عن صالح بن سهل عن أبى عبدالله عليه السلام في قوله :
( وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إسْرائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الأَرْضِ مَرَّتَيْنِ ) قتل على ، وطعن الحسن
( وَلَتَعْلُنَّ عُلُوّاً كَبِيراً ) قتل الحسين
( فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولاهُمَا ) اذا جاء نصر دم الحسين
( بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَاداً لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلالَ الدِّيَار ) قوم يبعثهم الله قبل خروج القائم لا يدعون وترا لآل محمد الا حرقوه
(2) ( وَكَانَ وَعْداً مَفْعُولاً ) قبل قيام القائم
( ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمْ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيراً ) خروج الحسين في الكرة في سبعين رجلا من أصحابه الذين قتلوا معه ، عليهم البيض المذهب لكل بيضة وجهان المؤدى إلى الناس ان الحسين قد خرج في أصحابه حتى لا يشك فيه المؤمنون وانه ليس بدجال ولا شيطان ، الامام الذى بين أظهر الناس يومئذ ، فاذا استقر عند المؤمن انه الحسين لا يشكون فيه ، وبلغ عن الحسين الحجة القائم بين أظهر الناس وصدقه المؤمنون بذلك ، جاء الحجة الموت فيكون الذى غسله ، وكفنه وحنطه وايلاجه في حفرته
(3) الحسين ، ولا يلى الوصى الا الوصى .
وزاد ابراهيم في حديثه ثم يملكهم الحسين حتى يقع حاجباه على عينيه
(4) .
21 ـ عن حمران عن أبى جعفر عليه السلام قال : كان يقرأ
( بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَاداً لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ ) ثم قال : وهو القائم وأصحابه أولى بأس شديد
(5) .
--------------------
(1) البرهان ج 2 : 405 ، البحار ج 18 ( ج 2 ) : 491 .
(2) وفى نسخة البرهان ( أخذوه ) وفى رواية الكلينى رحمه الله ( قتلوه ) .
(3) وفى البرهان ( ويلحده في حفرته ) وهو الظاهر ، وفى البحار ( فيكون الذى يلى
غسله كفنه وحنوطه ) وهو الاظهر
(4 ـ 5) البرهان ج 2 : 407 ، البحار ج 13 : 13 ، الصافى ج 1 : 959 ، ونقله
المحدث الحر العاملى رحمه الله في كتاب اثبات الهداة ج 7 : 102 مختصرا عن الكتاب .
تفسير العياشي (الجزء الثاني)_ 282 _
22 ـ عن مسعدة بن صدقة عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عليهم السلام قال : قال أمير المؤمنين عليه السلام في خطبته ، يا ايها الناس سلونى قبل أن تفقدونى ، فان بين جوانحى علما جما فسلونى قبل أن تشغر برجلها فتنة شرقية
(1) تطأ في خطامها
(2) ملعون ناعقها وموليها وقائدها وسائقها والمتحرز فيها ، فكم عندها من رافعة ذيلها يدعو بويلها دخله أو حولها لا مأوى يكنها
(3) ولا احد يرحمها ، فاذا استدار الفلك قلتم مات أو هلك وأى واد سلك ، فعندها توقعوا الفرج وهو تأويل هذه الاية
( ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمْ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيراً ) والذى فلق الحبة وبرء النسمة ليعيش اذ ذاك ملوك ناعمين ، ولا يخرج الرجل منهم من الدنيا حتى يولد لصلبه ألف ذكر آمنين من كل بدعة وآفة والتنزيل عاملين بكتاب الله وسنة رسوله ، قد اضمحلت عنهم الآفات والشبهات
(4)
23 ـ عن رفاعة بن موسى قال : قال أبو عبدالله عليه السلام : ان اول من يكر إلى الدنيا الحسين بن على عليه السلام وأصحابه ويزيد بن معوية وأصحابه فيقتلهم حذو القذة بالقذة
(5) ثم قال أبو عبدالله عليه السلام :
( ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمْ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيراً ) (6) .
24 ـ عن ابى اسحق
( إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ ) قال : يهدى إلى
--------------------
(1) اى ترفع برجلها ، قيل : كنى بشغر رجلها عن خلو تلك الفتنة من مدبر ، و
قال بعض : كناية عن كثرة مداخل الفساد فيها .
(2) الخطام ـ ككتاب ـ : كل ما يجعل في انف البعير ليقتاد به .
(3) اى يسترها .
(4) البحار ج 13 : 13 ، البرهان ج 2 : 408 .
(5) القذة : ريش السهم وهذا القول يضرب مثلا للشيئين يستويان ولا يتفاوتان
وقد تكرر ذكرها في الحديث .
(6) البحار ج 13 : 219 ، البرهان ج 2 : 408 ، الصافى ج 1 : 959 .
تفسير العياشي (الجزء الثاني)
_ 283 _
الامام (1) .
25 ـ عن الفضيل بن يسار عن ابى جعفر عليه السلام ( إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ ) قال : يهدى إلى الولاية (2) .
26 ـ عن سلمان الفارسى قال : ان الله لما خلق آدم وكان اول ما خلق عيناه ، فجعل ينظر إلى جسده كيف يخلق ، فلما حانت ان يتبالغ الخلق في رجليه فاراد القيام
فلم يقدر وهو قول الله : ( خلق الانسان عجولا ) وان الله لما خلق آدم ونفخ فيه لم يلبث (3) ان تناول عنقود العنب فأكله (4) .
27 ـ عن هشام بن سالم عن أبى عبدالله عليه السلام قال : لما خلق آدم نفخ فيه من روحه وثب ليقوم قبل أن يتم خلقه فسقط ، فقال الله عزوجل ( خلق الانسان
عجولا ) (5) .
28 ـ عن أبى بصير عنه ( فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ ) قال : هو السواد الذى فجوف
القمر (6) .
29 ـ عن نصر بن قابوس عن أبى عبدالله عليه السلام قال : السواد الذى في القمر : محمد رسول الله (7)
30 ـ عن أبى الطفيل قال : كنت في مسجد الكوفة فسمعت عليا وهو على المنبر
وناداه ابن الكوا وهو في مؤخر المسجد فقال : يا امير المؤمنين أخبرنى عن هذه السواد
في القمر ؟ فقال : هو قول الله ( فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ ) (8) .
31 ـ عن أبى الطفيل قال : قال على بن أبيطالب عليه السلام : سلونى عن كتاب الله فانه ليس من آية الا وقد عرفت بليل نزلت ام بنهار أو في سهل او في جبل ، قال : فقال له ابن الكوا : فما هذه السواد في القمر ؟ فقال : أعمى سأل عن عمياء اما سمعت الله يقول :
--------------------
(1 ـ 2) البرهان ج 2 : 409 ، البحار ج 7 : 120 ، الصافى ج 1 : 960 .
(3) وفى نسخة ( لم يستجع ) .
(4 ـ 5) البحار ج 5 : 32 ، البرهان ج 2 : 410 ، الصافى ج 1 : 960 .
(6 ـ 8) البرهان ج 2 : 411 ، البحار ج 14 : 128 .
تفسير العياشي (الجزء الثاني)
_ 284 _
( وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آيَتَيْنِ فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً ) فذلك محوها قال : يقول الله : ( أَلَمْ تَرَى إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَةَ اللَّهِ كُفْراً وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ * جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا ) قال تلك في الافجرين من قريش (1) .
32 ـ عن زرارة وحمران ومحمد بن مسلم عن أبى جعفر وأبى عبدالله عليهما السلام عن قوله : ( وَكُلَّ إِنسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ ) قال : قدره الذى قدر عليه (2)
33 ـ عن خالد بن نجيح عن ابى عبدالله عليه السلام في قوله : ( اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ ) قال : يذكر بالعبد جميع ما عمل ، وما كتب عليه ، حتى كأنه فعله تلك الساعة فلذلك قالوا ( يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً إِلاَّ أَحْصَاهَا ) (3) .
34 ـ عن حمران عن أبى جعفر عليه السلام في قول الله ( وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا ) مشددة منصوبة (4) تفسيرها : كثرنا وقال : لا قرأتها مخففة (5) .
35 ـ عن حمران عن أبى جعفر عليه السلام في قول الله ( وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا ) قال : تفسيرها أمرنا اكابرها (6) .
36 ـ عن ابى بصير عن احدهما انه ذكر الوالدين فقال : هما الذان قال الله : ( وَقَضَى
--------------------
(1) البرهان ج 2 : 411 ، البحار ج 14 : 128 .
(2) البرهان ج 2 : 411 ، البحار ج 3 : 282 ، الصافى ج 1 : 961 .
(3) البرهان ج 2 : 411 ، البحار ج 3 : 282 ، الصافى ج 1 : 961 .
وفى البحار نقل بعد هذا الحديث حديث آخر عن كتاب العياشى عن خالد بن نجيح
ايضا ولما لم يكن في النسخ موجودا نذكره ها هنا وهو هكذا : ( العياشى عن خالد بن نجيح عن ابى عبدالله عليه السلام قال : اذا كان يوم القيامة دفع إلى الانسان كتابه ، ثم قيل له : اقرأ ، قلت : فيعرف ما فيه ؟ فقال : ان الله يذكره ، فما من لحظة ولا كلمة ولا نقل قدم ولا شئ فعله الا ذكره ، كانه فعله تلك الساعة فلذلك قالوا ( يا ويلنا ما لهذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة الا احصاها ) .
(4) وفى الصافى ( مشددة ميمه ) .
(5 ـ 6) البحار ج 3 : 58 ، البرهان ج 2 : 412 ، الصافى ج 1 : 962 .
تفسير العياشي (الجزء الثاني)
_ 285 _