بسم الله الرحمن الرحيم

ومن سورة بنى اسرائيل

  1 ـ عن الحسين بن على بن أبى حمزة الثمالى عن الحسين بن ابى العلا عن ابى عبدالله عليه السلام قال : من قرء سورة بنى اسرائيل في كل ليلة جمعة لم يمت حتى يدرك القائم ويكون من أصحابه (1) .
  2 ـ عن هشام بن الحكم قال : سألت أبا عبدالله عن قول الله ( سبحان ) فقال : انفة لله (2)
  وفي رواية اخرى عن هشام عنه مثله (3) .
  3 ـ عن عبدالله بن عطاء عن أبى جعفر عليه السلام قال : ان جبرئيل عليه السلام أتى بالبراق إلى النبى صلى الله عليه وآله وكان أصغر من البغل واكبر من الحمار مضطرب الاذنين عيناه في حوافره خطوته مد البصر (4) .
  4 ـ عن هشام بن سالم عن أبى عبدالله عليه السلام قال : لما اسرى بالنبى عليه السلام اتى بالبراق ومعها جبرئيل وميكائيل واسرافيل ، قال : فأمسك له واحد بالركاب ، وامسك الاخر باللجام ، وسوى عليه الآخر ثيابه فلما ركبها تضعضعت ، فلطمها

--------------------
(1) البرهان ج 2 : 389 ، الصافى ج 1 : 1000 ، البحار ج 19 : 7 .
(2) قال الطريحى وفى الحديث : سئلته عن سبحان الله فقال : أنفة هو كقصبة اى تنزيه لله تعالى كما ان سبحان تنزيه ، قال بعض الشارحين : الانفة في الاصل الضرب على الانف ليرجع ثم استعمل لتبعيد الاشياء فيكون هنا بمعنى رفع الله عن مرتبة المخلوقين بالكلية لانه تنزيه عن صفات الرذائل والاجسام .
(3) البرهان ج 2 : 394 .
(4) البرهان ج 2 : 400 ، البحار ج 6 : 373 ، الصافى ج 1 : 949 .

تفسير العياشي (الجزء الثاني)_ 277 _

  جبرئيل عليه السلام وقال لها : قرى يا براق فما ركبك أحد قبله مثله ، ولا يركبك أحد بعده مثله الا انه تضعضعت عليه (1) .
  5 ـ وفى رواية اخرى عن هشام عنه لما اسرى برسول الله صلى الله عليه وآله حضرت الصلوة فأذن جبرئيل و أقام جبرئيل للصلوة فقال : يا محمد تقدم فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله : تقدم يا جبرئيل ، فقال له : انا لا نتقدم الآدميين منذ أمرنا بالسجود لآدم (2)
  6 ـ عن هارون بن خارجة قال : قال أبوعبدالله عليه السلام : يا هارون كم بين منزلك و بين المسجد الاعظم ؟ فقلت : قريب قال : يكون ميلا ؟ فقلت : لكنه أقرب ، فقال : فما تشهد الصلوة كلها فيه ؟ فقلت : لا والله جعلت فداك ربما شغلت فقال : اما انى لو كنت بحضرته ما فاتننى فيه صلوة ، قال : ثم قال هكذا بيده ما من ملك مقرب ولا نبى مرسل ولا عبد صالح الا وقد صلى في مسجد كوفان حتى محمد عليه الصلوة والسلام ليلة اسرى به أمر به جبرئيل فقال : يا محمد هذا مسجد كوفان ، فقال : استاذن لى حتى اصلى فيه ركعتين ، فاستأذن له فهبط به وصلى فيه ركعتين ، ثم قال : أما علمت ان عن يمينه روضة من رياض الجنة ، وعن يساره روضة من رياض الجنة ، أما علمت ان الصلوة المكتوبة فيه تعدل الف صلوة في غيره ، والنافلة خمس مائة صلوة ، والجلوس فيه من غير قرائة القرآن عبادة ، ثم قال هكذا باصبعة فحركها : ما بعد المسجدين أفضل من مسجد كوفان (3)
  7 ـ عن ابى بصير عن ابى عبدالله عليه السلام قال : سمعته يقول : ان جبرئيل احتمل رسول الله صلى الله عليه وآله حتى أتى به إلى مكان من السماء ثم تركه وقال له : ما وطى شئ قط مكانك (4) .
  8 ـ عن ابن بكير عن أبى عبدالله عليه السلام قال : لما اسرى برسول الله صلى الله عليه وآله إلى السماء الدنيا لم يمر بأحد من الملئكة الا استبشر به الا مالك خازن جهنم ، فقال لجبرئيل : يا جبرئيل ما مررت بملك من الملائكة الا استبشرنى الا هذا الملك

--------------------
(1) البرهان ج 2 : 400 .
(2 ـ 4) البرهان ج 2 : 400 ، البحار ج 6 : 397 .

تفسير العياشي (الجزء الثاني)_ 278 _

  فمن هذا ؟ قال : هذا مالك خازن جهنم وهكذا جعله الله : قال : فقال له النبى يا جبرئيل سله أن يرينها ، فقال جبرئيل : يا مالك هذا محمد صلى الله عليه وآله وقد شكى إلى وقال : ما مررت بأحد من الملئكة الا استبشرنى وسلم على الا هذا فأخبرته ان الله هكذا جعله وقد سألنى ان اسئلك أن تريه جهنم ، قال : فكشف له عن طبق من أطباقها ، فما رؤى رسول الله صلى الله عليه وآله ضاحكا حتى قبض صلى الله عليه وآله (1)
  9 ـ عن حفص بن البخترى عن أبيعبد الله عليه السلام قال : لما اسرى رسول الله صلى الله عليه وآله حضرت الصلوة فاذن جبرئيل فلما قال : الله اكبر الله اكبر قالت الملئكة : الله اكبر الله اكبر ، فلما قال : أشهد أن لا اله الا الله قالت الملئكة : خلع الانداد ، فلما قال : اشهد أن محمد رسول الله ، قالت : نبى بعث ، فلما قال : حى على الصلوة ، قالت : حث على عبادة ربه ، فلما قال : حى على الفلاح ، قالت : افلح من تبعه (2) .
  10 ـ عن هشام بن الحكم عن أبى عبدالله عليه السلام قال : لما أخبرهم (3) انه اسرى به قال بعضهم لبعض : قد ظفرتم ، فاسئلوه عن ايلة (4) قال : فسألوه عنها قال : فاطرق فسكت فأتاه جبرئيل فقال : يا رسول الله ارفع رأسك فان الله قد رفع لك ايلة وقد أمر الله كل منخفض من الارض فارتفع ، وكل مرتفع فانخفض فرفع رأسه فاذا ايلة قد رفعت له ، قال : فجعلوا يسئلونه ويخبرهم وهو ينظر اليها ، ثم قال : ان علامة ذلك عير لابى سفيان يحمل برا (5) يقدمها جمل أحمر مجمع تدخل غدا هذا مع الشمس

--------------------
(1 ـ 2) البرهان ج 2 : 401 ، البحار ج 6 : 381 .
(3) اى كفار مكة .
(4) ايلة بالفتح : مدينة على ساحل بحر القلزم مما يلى الشام ، وقيل : هى آخر الحجاز واول الشام ، وقال المجلسى رحمه الله : لعله ايليا ( وهو مدينة القدس ) على وفق الاخبار الاخر فصحف .
(5) وفى بعض النسخ ( ندا ) وهو طيب معروف ، او هو العنبر ، وفى آخر ( قدا ) وهو بالفتح : جلد السخلة وبالكسر : اناء من جلد ، وفى ثالث ( بزا ) اى متاعا .

تفسير العياشي (الجزء الثاني)_ 279 _

  فارسلوا الرسل وقالوا لهم : حيث ما لقيتم العير فاحبسوها ليكذبوه بذلك قوله : قال فضرب الله وجوه الابل فأقربت (1) على الساحل واصبح الناس فتشرفوا فقال ابوعبدالله فما رؤيت مكة قط أكثر متشرفا ولا متشرفة منها يومئذ لينظروا ما قال رسول الله صلى الله عليه وآله قال : فأقبلت الابل من ناحية الساحل فقال : يقول القائل : الابل ، الشمس ، الابل قال : فطلعتا جميعا (2) .
  11 ـ عن هشام بن حكم عن أبى عبدالله عليه السلام قال : ان رسول الله صلى الله عليه وآله صلى العشاء الآخرة وصلى الفجر في الليلة التى اسرى به فيها بمكة (3)
  12 ـ عن زرارة وحمران بن أعين ومحمد بن مسلم عن أبى جعفر عليه السلام قال : حدث أبوسعيد الخدرى ان رسول الله صلى الله عليه وآله قال : ان جبرئيل قال لى (4) ليلة اسرى بى وحين رجعت فقلت : يا جبرئيل هل لك من حاجة ؟ فقال : حاجتى أن تقرأ على خديجة من الله ومنى السلام وحدثنا عند ذلك انها قالت حين لقيها نبى الله عليه وآله السلام فقال لها الذى قال جبرئيل ، قالت : ان الله هو السلام ، ومنه السلام ، واليه السلام ، وعلى جبرئيل السلام (5) .
  13 ـ عن سلام الحناط (6) عن رجل عن ابى عبدالله عليه السلام قال : سألته عن المساجد التى لها الفضل ، فقال : المسجد الحرام ومسجد الرسول ، قلت : والمسجد الاقصى جعلت فداك ؟ فقال : ذاك في السماء ، اليه اسرى رسول الله صلى الله عليه وآله ، فقلت : ان الناس يقولون : انه بيت المقدس ؟ فقال : مسجد الكوفة أفضل منه (7) .

--------------------
(1) وفى نسخة ( فنفرت ) .
(2 ـ 3) البرهان ج 2 : 401 ، البحار ج 6 : 392 .
(4) وفى البحار ( أتانى ) مكان ( قال لى ) وهو الظاهر .
(5) البرهان ج 2 : 401 ، البحار ج 6 : 392 .
(6) وفى البرهان ( سالم ) بدل ( سلام ) .
(7) البرهان ج 2 : 401 ، البحار ج 6 : 392 ، الصافى ج 1 : 949 .

تفسير العياشي (الجزء الثاني)_ 280 _

  14 ـ عن أبى بصير عن أبى عبدالله عليه السلام قال : سمعته يقول : ما اسرى بالنبى فانتهى إلى موضع : قال له جبرئيل : قف فان ربك يصلى ، قال قلت : جعلت فداك وما كان صلوته ؟ فقال كان يقول : سبوح قدوس رب الملئكة والروح سبقت رحمتى غضبى (1) .
  15 ـ عن أبى بصير قال : سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول : ان رسول الله صلى الله عليه واله لما اسرى به رفعه جبرئيل باصبعه وضعها في ظهره حتى وجد بردها في صدره ، فكان رسول الله دخله شئ فقال : يا جبرئيل أفى هذا الموضع ؟ (2) قال : نعم ان هذا الموضع لم يطأه أحد قبلك ، ولا يطأه أحد بعدك ، قال : وفتح الله له من العظمة مثل مسام الابرة فراى من العظمة ماشاء الله ، فقال له جبرئيل : قف يا محمد وذكر مثله ـ الحديث الاول ـ سواء (3) .
  16 ـ عن حفص بن البخترى عن أبى عبدالله قال : كان نوح اذا أصبح قال : اللهم انه ما كان من نعمة وعافية في دين او دنيا فانه منك ، وحدك لا شريك لك ، لك الملك ولك الشكر به على يا رب حتى ترضى وبعد الرضا (4) .
  17 ـ عن حفص بن البخترى عن ابى عبدالله عليه السلام قال : انما سمى نوح عبدا شكورا لانه كان يقول اذا أصبح وأمسى : اللهم انه ما اصبح وامسي به من نعمة أو عافية في دين او دنيا فمنك وحدك لا شريك لك لك الحمد ولك الشكر به على يارب حتى ترضى وبعد الرضا ، يقولها اذا أصبح عشرا واذا أمسى عشرا (5) .
  18 ـ عن جابر عن أبى جعفر عليه السلام في قوله : ( كان عبدا شكورا ) قال اذا كان امسى وأصبح يقول : امسيت اشهدك انه ما أمست بى من نعمة في دين أو دنيا فانها من الله وحده لا شريك له له الحمد بها والشكر كثيرا (6) .
  19 ـ عن أبى حمزة الثمالى عن أبى جعفر عليه السلام قال : قلت له : ما عنى الله بقوله

--------------------
(1) البحار ج 6 : 392 ، البرهان ج 2 : 401 .
(2) اى تتركنى في هذا الموضع ؟ .
(3) البرهان ج 2 : 401 ، البحار ج 6 : 392 .
(4 ـ 6) البرهان ج 2 : 405 ، البحار ج 18 ( ج 2 ) : 491 ـ 988 .

تفسير العياشي (الجزء الثاني)_ 281 _

  ـ تفسير العياشى مجلد : 2 من ص 281 سطر 1 الى ص 290 سطر 25
  لنوح ( إِنَّهُ كَانَ عَبْداً شَكُوراً ) فقال : كلمات بالغ فيهن وقال : كان اذا أصبح وأمسى قال : اللهم اصبحت اشهدك انه ما اصبح بى من نعمة في دين أو دنيا فانه منك ، وحدك لا شريك لك ، ولك الشكر بها على يا رب حتى ترضى وبعد الرضا ، فسمى بذلك عبدا شكورا (1) .
  20 ـ عن صالح بن سهل عن أبى عبدالله عليه السلام في قوله : ( وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إسْرائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الأَرْضِ مَرَّتَيْنِ ) قتل على ، وطعن الحسن ( وَلَتَعْلُنَّ عُلُوّاً كَبِيراً ) قتل الحسين ( فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولاهُمَا ) اذا جاء نصر دم الحسين ( بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَاداً لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلالَ الدِّيَار ) قوم يبعثهم الله قبل خروج القائم لا يدعون وترا لآل محمد الا حرقوه (2) ( وَكَانَ وَعْداً مَفْعُولاً ) قبل قيام القائم ( ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمْ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيراً ) خروج الحسين في الكرة في سبعين رجلا من أصحابه الذين قتلوا معه ، عليهم البيض المذهب لكل بيضة وجهان المؤدى إلى الناس ان الحسين قد خرج في أصحابه حتى لا يشك فيه المؤمنون وانه ليس بدجال ولا شيطان ، الامام الذى بين أظهر الناس يومئذ ، فاذا استقر عند المؤمن انه الحسين لا يشكون فيه ، وبلغ عن الحسين الحجة القائم بين أظهر الناس وصدقه المؤمنون بذلك ، جاء الحجة الموت فيكون الذى غسله ، وكفنه وحنطه وايلاجه في حفرته (3) الحسين ، ولا يلى الوصى الا الوصى .
  وزاد ابراهيم في حديثه ثم يملكهم الحسين حتى يقع حاجباه على عينيه (4) .
  21 ـ عن حمران عن أبى جعفر عليه السلام قال : كان يقرأ ( بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَاداً لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ ) ثم قال : وهو القائم وأصحابه أولى بأس شديد (5) .

--------------------
(1) البرهان ج 2 : 405 ، البحار ج 18 ( ج 2 ) : 491 .
(2) وفى نسخة البرهان ( أخذوه ) وفى رواية الكلينى رحمه الله ( قتلوه ) .
(3) وفى البرهان ( ويلحده في حفرته ) وهو الظاهر ، وفى البحار ( فيكون الذى يلى غسله كفنه وحنوطه ) وهو الاظهر
(4 ـ 5) البرهان ج 2 : 407 ، البحار ج 13 : 13 ، الصافى ج 1 : 959 ، ونقله المحدث الحر العاملى رحمه الله في كتاب اثبات الهداة ج 7 : 102 مختصرا عن الكتاب .

تفسير العياشي (الجزء الثاني)_ 282 _

  22 ـ عن مسعدة بن صدقة عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عليهم السلام قال : قال أمير المؤمنين عليه السلام في خطبته ، يا ايها الناس سلونى قبل أن تفقدونى ، فان بين جوانحى علما جما فسلونى قبل أن تشغر برجلها فتنة شرقية (1) تطأ في خطامها (2) ملعون ناعقها وموليها وقائدها وسائقها والمتحرز فيها ، فكم عندها من رافعة ذيلها يدعو بويلها دخله أو حولها لا مأوى يكنها (3) ولا احد يرحمها ، فاذا استدار الفلك قلتم مات أو هلك وأى واد سلك ، فعندها توقعوا الفرج وهو تأويل هذه الاية ( ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمْ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيراً ) والذى فلق الحبة وبرء النسمة ليعيش اذ ذاك ملوك ناعمين ، ولا يخرج الرجل منهم من الدنيا حتى يولد لصلبه ألف ذكر آمنين من كل بدعة وآفة والتنزيل عاملين بكتاب الله وسنة رسوله ، قد اضمحلت عنهم الآفات والشبهات (4)
  23 ـ عن رفاعة بن موسى قال : قال أبو عبدالله عليه السلام : ان اول من يكر إلى الدنيا الحسين بن على عليه السلام وأصحابه ويزيد بن معوية وأصحابه فيقتلهم حذو القذة بالقذة (5) ثم قال أبو عبدالله عليه السلام : ( ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمْ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيراً ) (6) .
  24 ـ عن ابى اسحق ( إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ ) قال : يهدى إلى

--------------------
(1) اى ترفع برجلها ، قيل : كنى بشغر رجلها عن خلو تلك الفتنة من مدبر ، و قال بعض : كناية عن كثرة مداخل الفساد فيها .
(2) الخطام ـ ككتاب ـ : كل ما يجعل في انف البعير ليقتاد به .
(3) اى يسترها .
(4) البحار ج 13 : 13 ، البرهان ج 2 : 408 .
(5) القذة : ريش السهم وهذا القول يضرب مثلا للشيئين يستويان ولا يتفاوتان وقد تكرر ذكرها في الحديث .
(6) البحار ج 13 : 219 ، البرهان ج 2 : 408 ، الصافى ج 1 : 959 .

تفسير العياشي (الجزء الثاني) _ 283 _
  الامام (1) .
  25 ـ عن الفضيل بن يسار عن ابى جعفر عليه السلام ( إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ ) قال : يهدى إلى الولاية (2) .
  26 ـ عن سلمان الفارسى قال : ان الله لما خلق آدم وكان اول ما خلق عيناه ، فجعل ينظر إلى جسده كيف يخلق ، فلما حانت ان يتبالغ الخلق في رجليه فاراد القيام فلم يقدر وهو قول الله : ( خلق الانسان عجولا ) وان الله لما خلق آدم ونفخ فيه لم يلبث (3) ان تناول عنقود العنب فأكله (4) .
  27 ـ عن هشام بن سالم عن أبى عبدالله عليه السلام قال : لما خلق آدم نفخ فيه من روحه وثب ليقوم قبل أن يتم خلقه فسقط ، فقال الله عزوجل ( خلق الانسان عجولا ) (5) .
  28 ـ عن أبى بصير عنه ( فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ ) قال : هو السواد الذى فجوف القمر (6) .
  29 ـ عن نصر بن قابوس عن أبى عبدالله عليه السلام قال : السواد الذى في القمر : محمد رسول الله (7)
  30 ـ عن أبى الطفيل قال : كنت في مسجد الكوفة فسمعت عليا وهو على المنبر وناداه ابن الكوا وهو في مؤخر المسجد فقال : يا امير المؤمنين أخبرنى عن هذه السواد في القمر ؟ فقال : هو قول الله ( فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ ) (8) .
  31 ـ عن أبى الطفيل قال : قال على بن أبيطالب عليه السلام : سلونى عن كتاب الله فانه ليس من آية الا وقد عرفت بليل نزلت ام بنهار أو في سهل او في جبل ، قال : فقال له ابن الكوا : فما هذه السواد في القمر ؟ فقال : أعمى سأل عن عمياء اما سمعت الله يقول :

--------------------
(1 ـ 2) البرهان ج 2 : 409 ، البحار ج 7 : 120 ، الصافى ج 1 : 960 .
(3) وفى نسخة ( لم يستجع ) .
(4 ـ 5) البحار ج 5 : 32 ، البرهان ج 2 : 410 ، الصافى ج 1 : 960 .
(6 ـ 8) البرهان ج 2 : 411 ، البحار ج 14 : 128 .

تفسير العياشي (الجزء الثاني) _ 284 _

  ( وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آيَتَيْنِ فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً ) فذلك محوها قال : يقول الله : ( أَلَمْ تَرَى إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَةَ اللَّهِ كُفْراً وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ * جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا ) قال تلك في الافجرين من قريش (1) .
  32 ـ عن زرارة وحمران ومحمد بن مسلم عن أبى جعفر وأبى عبدالله عليهما السلام عن قوله : ( وَكُلَّ إِنسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ ) قال : قدره الذى قدر عليه (2)
  33 ـ عن خالد بن نجيح عن ابى عبدالله عليه السلام في قوله : ( اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ ) قال : يذكر بالعبد جميع ما عمل ، وما كتب عليه ، حتى كأنه فعله تلك الساعة فلذلك قالوا ( يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً إِلاَّ أَحْصَاهَا ) (3) .
  34 ـ عن حمران عن أبى جعفر عليه السلام في قول الله ( وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا ) مشددة منصوبة (4) تفسيرها : كثرنا وقال : لا قرأتها مخففة (5) .
  35 ـ عن حمران عن أبى جعفر عليه السلام في قول الله ( وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا ) قال : تفسيرها أمرنا اكابرها (6) .
  36 ـ عن ابى بصير عن احدهما انه ذكر الوالدين فقال : هما الذان قال الله : ( وَقَضَى

--------------------
(1) البرهان ج 2 : 411 ، البحار ج 14 : 128 .
(2) البرهان ج 2 : 411 ، البحار ج 3 : 282 ، الصافى ج 1 : 961 .
(3) البرهان ج 2 : 411 ، البحار ج 3 : 282 ، الصافى ج 1 : 961 .
وفى البحار نقل بعد هذا الحديث حديث آخر عن كتاب العياشى عن خالد بن نجيح ايضا ولما لم يكن في النسخ موجودا نذكره ها هنا وهو هكذا : ( العياشى عن خالد بن نجيح عن ابى عبدالله عليه السلام قال : اذا كان يوم القيامة دفع إلى الانسان كتابه ، ثم قيل له : اقرأ ، قلت : فيعرف ما فيه ؟ فقال : ان الله يذكره ، فما من لحظة ولا كلمة ولا نقل قدم ولا شئ فعله الا ذكره ، كانه فعله تلك الساعة فلذلك قالوا ( يا ويلنا ما لهذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة الا احصاها ) .
(4) وفى الصافى ( مشددة ميمه ) .
(5 ـ 6) البحار ج 3 : 58 ، البرهان ج 2 : 412 ، الصافى ج 1 : 962 .

تفسير العياشي (الجزء الثاني) _ 285 _

  رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً ) (1) .
  37 ـ عن جابر عن أبى جعفر عليه السلام في قول الله : ( إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا ) قال : هو أدنى الادنى حرمه الله فما فوقه (2) .
  38 ـ عن حريز قال : سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول : ادنى العقوق اف ، ولو علم الله ان شيئا اهون منه لنهى عنه (3) .
  39 ـ عن ابى ولاد الحناط قال : سألت ابا عبدالله عليه السلام عن قول الله ( وبالوالدين احسانا ) فقال : الاحسان ان تحسن صحبتهما ، ولا تكلفهما أن يسألاك شيئا مما يحتاجان اليه ، وان كانا مستغنيين ، أليس يقول الله : ( لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ ) ثم قال ابو عبدالله عليه السلام : واما قوله : ( إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ ) قال : ان اضجراك فلا تقل لهما اف ، ولا تنهرهما ان ضرباك قال : ( وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيماً ) قال : يقول لهما : غفر الله لكما . فذلك منك قول كريم ، وقال : ( وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنْ الرَّحْمَةِ ) قال لا تملاء عينيك من النظر اليهما الا برحمة ورقة ولا ترفع صوتك فوق اصواتهما ولا يديك فوق ايديهما ولا تتقدم قدامهما (4) .
  40 ـ عن الاصبغ قال : خرجنا مع على عليه السلام فتوسط المسجد فاذا ناس يصلون (5) حين طلعت الشمس فسمعته يقول : نحروا صلوة الاوابين نحرهم الله ، قال : قلت : فما نحروها ؟ قال : عجلوها ، قال : قلت يا امير المؤمنين ما صلوة الاوابين ؟ قال : ركعتان (6) .
  41 ـ عن عبدالله بن عطاء المكى قال : قال ابوجعفر عليه السلام : انطلق بنا إلى حائط لنا ، فدعا بحمار وبغل فقال : أيهما احب اليك ؟ فقلت : الحمار ، فقال : انى احب ان تؤثرنى با لحمار فقلت : البغل احب إلى فركب الحمار وركبت البغل ، فلما مضينا اختال الحمار (7) في مشيته حتى هز منكبى أبى جعفر عليه السلام فلزم قربوس السرج فقلت

--------------------
(1 ـ 4) البرهان ج 2 : 413 ، البحار ج 15 ( ج 4 ) : 24 ، الصافى ج 1 : 964
(5) وفى البرهان ( يتنفلون ) مكان ( يصلون ) .
(6) البرهان ج 2 : 414 .
(7) الاختيال : التكبر والتبختر .

تفسير العياشي (الجزء الثاني) _ 286 _

  جعلت فداك كأنى أراك تشتكى بطنك قال : وفطنت إلى هذا منى ، ان رسول الله صلى الله عليه واله كان له حمار يقال له : عفير اذا ركبه اختال في مشيته سرورا برسول الله حتى يهز منكبيه ، فيلزم قربوس السرج ، فقول : اللهم ليس منى ولكن ذامن عفير ، وان حمارى من سرورى اختال في مشيه ، فلزمت قربوس السرج وقلت : اللهم هذا ليس منى ولكن هذا من حمارى ، قال ، فقال يا ابن عطاء ترى زاغت الشمس (1) فقلت : جعلت فداك وما علمى بذلك وانا معك ، فقال لا لم تفعل وأوشك قال : فسرنا قال فقال قد فعلت ، قلت : هذا المكان الاحمر قال : ليس يصلى ها هنا ، هذه اودية النمال و ليس يصلى ، قال : فمضينا إلى أرض بيضاء قال : هذه سبخة وليس يصلى بالسباخ قال : فمضينا إلى ارض حصباء قال : هاهنا فنزل ونزلت ، فقال : يا ابن عطاء أتيت العراق فرأيت القوم يصلون بين تلك السوارى في مسجد الكوفة ، قال : قلت : نعم فقال : اولئك شيعة ابى على ، هذه صلوة الاوابين ، ان الله يقول : ( فَإِنَّهُ كَانَ لِلأَوَّابِينَ غَفُوراً ) (2) .
  42 ـ عن ابى بصير قال : سمعت ابا عبدالله عليه السلام يقول : في قوله ( انه كان للاوابين غفورا ) قال : هم التوابون المتعبدون (3) .
  43 ـ عن ابى بصير عن ابى عبدالله عليه السلام قال : يا با محمد عليكم بالورع والاجتهاد ، واداء الامانة ، وصدق الحديث ، وحسن الصحبة لمن صحبكم ، وطول السجود كان ذلك من سنن الاوابين ، قال ابوبصير : الاوابون التوابون (4) .
  44 ـ عن هشام بن سالم عن ابى عبدالله عليه السلام قال من صلى اربع ركعات ـ فقرأ ـ في كل ركعة خمسين مرة ( قل هو الله احد ) كانت صلوة فاطمة عليها السلام وهى صلوة الاوابين (5) .

--------------------
(1) زاغت الشمس : اى مالت وزالت عن أعلى درجات ارتفاعها .
(2) البرهان ج 2 : 414 ، البحار ج 18 : 122 .
(3) البرهان ج 2 : 414 ، البحار ج 3 : 101 .
(4) البرهان ج 2 : 414 ، الصافى ج 1 : 965 .
(5) البرهان ج 2 : 414 ، البحار ج 18 : 909 .

تفسير العياشي (الجزء الثاني) _ 287 _

  45 ـ عن محمد بن حفص بن عمر عن أبى عبدالله عليه السلام قال : كانت صلوة الاوابين خمسين صلوة كلها بقل هو الله احد (1) .
  46 ـ عن عبدالرحمن عن أبى عبدالله عليه السلام قال : لما انزل الله ( فَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ ) قال رسول الله صلى الله عليه واله : يا جبرئيل قد عرفت المسكين فمن ذوى القربى ؟ قال : هم أقاربك ، فدعى حسنا وحسينا وفاطمة ، فقال : ان ربى امرنى ان اعطيكم مما افاء على ، قال : اعطيتكم فدك (2) .
  47 ـ عن أبان بن تغلب قال : قلت لابى عبدالله عليه السلام : كان رسول الله اعطى فاطمة فدكا قال : كان وقفها ، فانزل الله : ( وآت ذات القربى حقه ) فأعطاها رسول الله حقها ، قلت : رسول الله صلى الله عليه واله اعطاها ؟ قال : بل الله أعطاها (3) .
  48 ـ عن ابن تغلب قال : قلت لابى عبدالله عليه السلام : أكان رسول الله اعطى فاطمة فدكا ؟ قال : كان لها من الله (4) .
  49 ـ عن جميل بن دراج عن أبى عبدالله عليه السلام قال : أتت فاطمة أبا بكر تريد فدك ، قال : هاتى اسود او أحمر يشهد بذلك ، قال : فاتت بام أيمن ، فقال لها : بم تشهدين ؟ قالت : أشهد ان جبرئيل أتى محمدا فقال : ان الله يقول : ( فآت ذا القربى حقه ) فلم يدر محمد صلى الله عليه واله من هم ؟ فقال : يا جبرئيل سل ربك من هم ؟ فقال : فاطمة ذو القربى فأعطاها فدكا : فزعموا أن عمر محى الصحيفة وقد كان كتبها ابوبكر (5) .
  50 ـ عن عطية العوفى قال : لما افتتح رسول الله صلى الله عليه واله خيبر ، وأفاء الله عليه فدك وانزل عليه ( وآت ذا القربى حقه ) قال : يا فاطمة لك فدك (6) .
  51 ـ عن عبدالرحمن بن صالح كتب المأمون إلى عبيد الله بن موسى العبسى (7) يسئله عن قصة الفدك فكتب اليه عبيد الله بن موسى بهذا الحديث ، رواه عن

--------------------
(1) البرهان ج 2 : 414 .
(2) البرهان ج 2 : 415 ، الصافى ج 1 : 965 .
(3 ـ 6) البرهان ج 2 : 415 ، البحار ج 8 : 93 .
(7) من علماء الشيعة ومحدثيهم في القرن الثالث من الهجرة النبوية .

تفسير العياشي (الجزء الثاني) _ 288 _

  الفضل بن مرزوق عن عطية فرد المأمون فدك على ولد فاطمة صلوات الله عليها (1) .
  52 ـ عن أبى الطفيل عن على عليه السلام قال : قال يوم الشورى : أفيكم احد تم نوره من السماء حين قال ( وآت ذالقربى حقه والمسكين ) ؟ قالوا : لا (2)
  53 ـ عن عبدالرحمن بن الحجاج قال : سألت أبا عبدالله عليه السلام عن قوله ( ولا تبذر تبذيرا ) قال : من أنفق شيئا في غير طاعة الله فهو مبذر ، ومن انفق ؟ ؟ الخير فهو مقتصد (3) .
  54 ـ عن ابي بصير قال : سألت أبا عبدالله عليه السلام في قوله : ( ولا تبذر تبذيرا ) قال : بذل الرجل ماله ويقعده ليس له مال قال : فيكون تبذير في حلال ؟ قال : نعم (4) .
  55 ـ عن على بن جذاعة قال : سمعت ابا عبدالله عليه السلام ـ في قوله لا تبذر تبذيرا ـ يقول : اتق الله ولا تسرف ولا تقتر وكن بين ذلك قواما ، ان التبذير من الاسراف ، وقال الله : ( لا تبذر تبذيرا ) ان الله لا يعذب على القصد (5) .
  56 ـ عن جميل عن اسحق بن عمار عن عامر بن جذاعة قال : دخل على ابى عبدالله عليه السلام رجل فقال : يا با عبدالله قرضا إلى ميسرة ؟ فقال أبوعبدالله عليه السلام : إلى غلة تدرك ؟ فقال : لا وا لله ، فقال : إلى تجارة تؤدى ؟ فقال : لا والله ، قال : فالى عقدة تباع ؟ فقال : لا والله ، فقال : أنت اذا ممن جعل الله له في اموالنا حقا ، فدعا أبوعبدالله عليه السلام بكيس فيه دارهم ، فأدخل يده فناوله قبضة ، ثم قال : اتق الله ولا تسرف ولا تقتر وكن بين ذلك قواما ، ان التبذير من الاسراف قال الله : ( ولا تبذر تبذيرا ) وقال : ان الله لا يعذب على القصد (6) .
  57 ـ عن جميل عن اسحق بن عمار في قوله : ( ولا تبذر تبذيرا ) قال : لا تبذر في ولاية على عليه السلام (7) .
  58 ـ عن بشر بن مروان قال : دخلنا على أبي عبد الله عليه السلام فدعا برطب فأقبل

--------------------
(2 ـ 1) البرهان ج 2 : 416 ، البحار ج 8 : 93 .
(3 ـ 6) البرهان ج 2 : 416 ، البحار ج 15 ( ج 4 ) : 200 ، الصافى ج 1 : 966
(7) البرهان ج 2 : 416 ، الصافى ج 1 : 966 .

تفسير العياشي (الجزء الثاني) _ 289 _

  بعضهم يرمى بالنوى ، قال : فأمسك أبوعبدالله يده ، فقال : لا تفعل ان هذا من التبذير وان الله لا يحب الفساد (1) .
  59 ـ عن عجلان قال : كنت عند أبى عبدالله عليه السلام فجاءه سائل فقام إلى مكتل (2) فيه تمر فملاء يده ثم ناوله ، ثم جاء آخر فسأله فقال وأخذ بيده فناوله ، ثم جاء آخر فسأله فقال : رزقنا الله واياك ، ثم قال : ان رسول الله صلى الله عليه وآله كان لا يسئله أحد من الدنيا شيئا الا أعطاه ؟ قال : فأرسلت اليه امرأة ابنا لها فقالت : انطلق اليه فاسأله فان قال : ليس عندنا شئ ، فقل : اعطنى قيمصك ، فأتاه الغلام فسأله فقال النبى صلى الله عليه وآله ليس عندنا شئ ، فقال : فاعطنى قميصك ، فأخذ قميصه فرمى به اليه فأدبه الله على القصد ، فقال : ( وَلا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُوماً مَحْسُوراً ) (3) .
  60 ـ عن ابن سنان عن أبى عبدالله عليه السلام في قوله : ( ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ) قال : فضم يده وقال : هكذا ، فقال : ( ولا تبسطها كل البسط ) وبسط راحته وقال هكذا (5) .
  61 ـ عن محمد بن يزيد عن أبى عبدالله عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : ( وَلا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُوماً مَحْسُوراً ) قال : الاحسار الاقتار (5) .
  62 ـ عن اسحق بن عمار عن أبى ابراهيم قال : لا يملق حاج أبدا قلت : وما الاملاق ؟ قال : قول الله ( وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ ) (6)
  63 ـ عن اسحق بن عمار عن أبى عبدالله عليه السلام قال : الحاج لا يملق أبدا ،

--------------------
(1) البرهان ج 2 : 416 ، البحار ج 15 ( ج 4 ) : 201 .
(2) المكتل ـ كمنبر : ـ الزنبيل الكبير .
(3 ـ 5) البرهان ج 2 : 417 ، البحار ج 20 : 44 ، الصافى ج 1 : 967 .
(6) البرهان ج 2 : 417 ، الوسائل ج 2 ابواب وجوب الحج باب 37 ، الصافى ج 1 : 968 .

تفسير العياشي (الجزء الثاني) _ 290 _

  قال : قلت : وماالاملاق ؟ قال : الافلاس ، ثم قال : ( وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ مِنْ إِمْلاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ ) (1)
  64 ـ عن المعلى بن خنيس عن ابى عبدالله عليه السلام قال : سمعته يقول : من قتل النفس التى حرم الله ، فقد قتل الحسين في أهل بيته (2)
  65 ـ عن جابر بن عن أبى جعفر عليه السلام قال : نزلت هذه الآية في الحسين عليه السلام ( وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُوماً فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَاناً فَلا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ ) قاتل الحسين ( انه كان منصورا ) قال الحسين عليه السلام (3)
  66 ـ عن ابى العباس عن أبى عبدالله عليه السلام قال اذااجتمع العدة على قتل رجل حكم الوالى يقتل أيهم شاء وليس له أن يقتل بأكثر من واحد ان الله يقول : ( وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُوماً فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَاناً فَلا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنصُوراً ) واذا قتل واحدا ثلثة خير الوالى أى الثلاثة شاء أن يقتل ، ويضمن الآخران ثلثى الدية لورثة المقتول (4)
  67 ـ عن سلام بن المستنير عن أبى جعفر عليه السلام في قوله : ( وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُوماً فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَاناً فَلا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنصُوراً ) قال : هو الحسين بن على عليه السلام قتل مظلوما ونحن اولياؤه ، والقائم منا اذا قام منا طلب بثار الحسين ، فيقتل حتى يقال قد أسرف في القتل ، وقال : ـ المسى ـ (5) المقتول الحسين عليه السلام ووليه القائم ، والاسراف في القتل ان يقتل غير قاتله انه كان منصورا ، فانه لا يذهب من الدنيا حتى ينتصر برجل من آل رسول الله صلى الله عليه وآله ، يملا الارض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما (6)

--------------------
(1) البرهان ج 2 : 418 ، الوسائل ج 2 ابواب وجوب الحج باب 37 . الصافى ج 1 : 968 .
(2 ـ 3) البرهان ج 2 : 418 ، البحار ج 10 : 150 .
(4) البرهان ج 2 : 418 ، البحار ج 24 : 40 ، الصافى ج 1 : 968 .
(5) كذا في نسخة الاصل وفى اخرى ( الشئ ) والكلمة غير موجودة في البحار ، ولعلها من النساخ
(6) البرهان ج 2 : 419 ، البحار ج 10 : 150 ، اثبات الهداة ج 7 : 102 مختصرا .

تفسير العياشي (الجزء الثاني) _ 291 _

  ـ تفسير العياشى مجلد : 2 من ص 291 سطر 1 الى ص 300 سطر 25
  68 ـ عن أبى العباس قال : سألت أبا عبدالله عليه السلام عن رجلين قتلا رجلا فقال : يخير وليه ان يقتل أيهما شاء ، ويغرم الباقى نصف الدية أعنى دية المقتول ، فيرد على ورثته ، وكذلك ان قتل رجل امرأة ان قبلوا دية المرأة فذاك ، وان أبى اوليائها الا قتل قاتلها غرموا نصف دية الرجل وقتلوه ، وهو قول الله : ( فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَاناً فَلا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ ) (1)
  69 ـ عن حمران عن أبى جعفر عليه السلام قال : قلت له : يا ابن رسول الله صلى الله عليه وآله زعم ولد الحسن عليه السلام ان القائم منهم وانهم أصحاب الامر ، ويزعم ولد ابن الحنفية مثل ذلك ، فقال : رحم الله عمى الحسن عليه السلام لقد غمد الحسن عليه السلام أربعين الف سيف حين أصيب امير المؤمنين عليه السلام ، واسلمها إلى معاوية ومحمد بن على سبعين ألف سيف قاتله ، لو خطر عليهم خطر ما خرجوا منهاحتى يموتوا جميعا ، وخرج الحسين صلوات الله عليه فعرض نفسه على الله في سبعين رجلا من أحق بدمه منا ، نحن و الله أصحاب الامر ، وفينا القائم ، ومنا السفاح والمنصور ، وقد قال الله : ( وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُوماً فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَاناً ) نحن اولياء الحسين بن على عليهما السلام وعلى دينه (2)
  70 ـ عن عبدالله بن سنان عن ابى عبدالله عليه السلام ان نجدة الحرورى (3) كتب إلى ابن عباس سأله عن اشياء عن اليتيم متى ينقطع يتمه ؟ فكتب اليه ابن عباس : اما اليتيم فانقطاع يتمه اذا بلغ أشده وهو الاحتلام (4)
  71 ـ وفى روايه اخرى عن عبدالله بن سنان عنه قال : سأله أبى وأنا حاضر : اليتيم متى يجوز أمره فقال : حين يبلغ أشده ، قلت : وما اشده ؟ قال : الاحتلام ، قلت :

--------------------
(1) البرهان ج 2 : 419 ، البحار ج 24 : 40 ، الوسائل ج 3 : ابواب القصاص باب 31 .
(2) البرهان ج 2 : 419 ، البحار ج 8 : 152 .
(3) هو نجدة بن عامر من الخوارج ، والحرورية : طائفة منهم .
(4) البرهان ج 2 : 419 ، البحار ج 23 : 40 و 15 ( ج 4 ) : 121 .

تفسير العياشي (الجزء الثاني) _ 292 _

  قد يكون الغلام ابن ثمانى عشرة سنة لا يحتلم او أقل او أكثر ؟ قال : اذا بلغ ثلث عشرة سنة كتب له الحسن وكتب عليه السئ وجاز أمره الا أن يكون سفيها او ضعيفا (1)
  72 ـ عن أبى بصير قال : قال أبوعبدالله عليه السلام : اذا بلغ العبد ثلثا وثلثين سنة فقد بلغ أشده واذا بلغ أربعين سنة فقد انتهى منتهاه واذا بلغ احدى واربعين فهو في النقصان وينبغى لصاحب الخمسين أن يكون كمن هو في النزع (2) .
  73 ـ عن عبدالله بن سنان عن ابى عبدالله عليه السلام قال : اذا بلغ اشده الاحتلام ثلث عشرة سنة (3) .
  74 ـ عن الحسن قال : كنت اطيل القعود في المخرج لاسمع غناء بعض الجيران قال : فدخلت على ابى عبدالله فقال لى يا حسن : ( إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولاً ) السمع وماوعى ، والبصر وما رأى ، والفؤاد وما عقد عليه (4) .
  75 ـ عن الحسين بن هارون عن ابى عبدالله في قول الله : ( إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولاً ) قال : يسئل السمع عما يسمع والبصر عما يطرف (5) والفؤاد عما يعقد عليه (6) .
  76 ـ عن ابى جعفر قال : كنت عند ابى عبدالله عليه السلام فقال له رجل : بابى انت و امى انى ادخل كنيفا لى ولى جيران وعندهم جوارى يتغنين ويضربن بالعود ، فربما اطلب الجلوس استماعا منى لهن فقال : لا تفعل ، فقال الرجل : والله ما آتيتهن (7) انما هو سماع اسمعه بأذنى فقال له : اما سمعت الله يقول : ان السمع

--------------------
(1) البرهان ج 2 : 419 ، البحار ج 23 : 40 .
(2 ـ 3) البرهان ج 2 : 429 .
(4) البرهان ج 2 : 421 ، الصافى ج 1 : 969 .
(5) طرفت عينه ، تحركت بالنظر .
(6) البرهان ج 2 : 421 ، الصافى ج 1 : 969 .
(7) وفى البحار هكذا ( والله ما هو شئ أتيته برجلى اه ) .

تفسير العياشي (الجزء الثاني) _ 293 _

  والبصر والفؤاد كل اولئك كان عنه مسئولا ) قال : بلى والله فكأنى لم أسمع هذه الاية قط من كتاب الله من عجمى ولا من عربى ، لا جرم انى لا أعود ان شاءالله وانى استغفر الله فقال له : قال فاغتسل وصل ما بدالك ، فانك كنت مقيما على أمر عظيم ما كان اسوء حالك لو مت على ذلك ، احمد الله واسئله التوبة من كل مايكره ، فانه لا يكره الا كل القبيح ، والقبيح دعه لاهله فان لكل اهلا (1)
  77 ـ عن أبى عمرو الزبيرى عن ابى عبدالله صلوات الله عليه قال : ان الله تبارك و ـ تعالى فرض الايمان على جوارح بنى آدم ، وقسمه عليها ، فليس من جوارحه جارحة الا وقد وكلت به من الايمان بغير ما وكلت به اختها ، ومنها عيناه اللتان ينظر بهما و رجلاه اللتان يمشى ، ففرض على العين ان لا تنظر إلى ما حرم الله عليه وان تغض عما نهاه الله عنه مما لا يحل له ، وهو عمله وهو من الايمان قال الله تبارك وتعالى : ( وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولاً ) فهذا ما فرض الله من غض البصر عما حرم الله وهو عملها وهو من الايمان ، وفرض الله على الرجلين ان لا يمشى بهما الي شئ من معاصى الله وفرض عليهما المشى فيما فرض الله فقال : ( وَلا تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحاً إِنَّكَ لَنْ تَخْرِقَ الأَرْضَ وَلَنْ تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولاً ) و قال : ( وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنكَرَ الأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ ) (2)
  78 ـ عن على بن ابى حمزة عن ابى جعفر عيه السلام ( وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَذَا الْقُرْآنِ لِيَذَّكَّرُوا ) يعنى ولقد ذكرنا عليا في القرآن وهو الذكر فما زادهم الا نفورا (3)
  79 ـ عن ابى الصباح عن أبى عبدالله قال : قلت له : قول الله ( وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ ) قال : كل شئ يسبح بحمده وانا لنرى ان ينقض الجدر هو

--------------------
(1) البرهان ج 2 : 421 ، البحار ج 3 : 101 .
(2) البرهان ج 2 : 421 ، البحار ج 21 : 117 .
(3) البرهان ج 2 : 422 وفيه زيادة ليست في ساير النسخ وها هى : ( وقال : قوله : وما يزيدهم الانفورا ، قال : قال : اذا سمعوا القرآن ينفرون عنه ويكذبونه ) انتهى .

تفسير العياشي (الجزء الثاني) _ 294 _

  تسبيحها (1) .
  80 ـ وفى رواية الحسين بن سعيد عنه : ( وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ ) قال : كل شئ يسبح بحمده ، وقال : انا لنرى ان ينقض الجدار وهو تسبيحها (2)
  81 ـ عن زرارة قال : سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول الله ( وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ ) فقال : ما ترى ان تنقض الحيطان (3) تسبيحها (4) .
  82 ـ عن الحسن ـ عن ـ النوفلى عن السكونى عن جعفر بن محمد عن أبيه عليهم السلام قال : نهى رسول الله صلى الله عليه وآله عن أن توسم البهائم في وجوهها ، وأن يضرب وجوهها فانها تسبح بحمد ربها (5) .
  83 ـ عن اسحق بن عمار عن أبى عبدالله عليه السلام قال : ما من طير يصاد في بر ولا بحر ، ولا شئ يصاد من الوحش الا بتضييعه التسبيح (6)
  84 ـ عن مسعدة بن صدقة عن جعفر بن محمد عن أبيه عليهما السلام انه دخل عليه رجل فقال له : فداك أبى وامى انى أجد الله يقول في كتابه ( وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ ) فقال له : هو كمال فقال له : أتسبح الشجرة اليابسة ؟ فقال : نعم ، أما سمعت خشب البيت كيف ينقض ؟ وذلك تسبيحه فسبحان الله على كل حال (7) .

--------------------
(2 ـ 1) البرهان ج 2 : 422 ، الصافى ج 1 : 971 ، البحار ج 14 : 329 .
(3) وفى البحار ( انا نرى ان تنقض الحيطان ) .
(4) البحار ج 14 : 329 .
(5 ـ 7) البرهان ج 2 : 422 ـ 423 ، البحار ج 14 : 705 و 657 و 339 ، وقال الفيض رحمه الله بعد نقل جملة من الاحاديث عن الكتاب وغيره ما لفظه : اقول : وذلك لان نقصانات الخلايق دلائل كمالات الخالق ، وكثراتها و اختلافاتها شواهد وحدانيته ، وانتقاء الشريك عنه والضد والند ، كما قال امير المؤمنين عليه السلام بتشعيره المشاعر عرف ان لا مشعر له ، وبتجهيره الجواهر عرف ان لا جوهر له وبمضادته بين الاشياء عرف ان لا ضد له وبمقارنته بين الاشياء عرف ان لا قرين له ـ الحديث ـ فهذا تسبيح فطرى واقتضاء ذاتى نشأ عن تجل تجلى لهم فأحبوه ، وابتعثوا إلى الثناء عليه من غير تكليف ، وهى العبادة الذاتية التى أقامهم الله فيها بحكم الاستحقاق الذى يستحقه جل جلاله ، انتهى .

تفسير العياشي (الجزء الثاني) _ 295 _

  85 ـ عن زيد بن على قال : دخلت على أبى جعفر عليه السلام فذكر بسم الله الرحمن الرحيم فقال : تدرى ما نزل في بسم الله الرحمن الرحيم ؟ فقلت : لا فقال : ان رسول الله صلى الله عليه وآله كان أحسن الناس صوتا بالقرآن ، وكان يصلي بفناء الكعبة فرفع صوته ، وكان عتبة بن ربيعة وشيبة بن ربيعة وابوجهل بن هشام وجماعة منهم يستمعون قرائته ، قال : وكان يكثر قرائة بسم الله الرحمن الرحيم فيرفع بها صوته ، قال : فيقولون : ان محمدا ليردد اسم ربه تردادا انه ليحبه ، فيأمرون من يقوم فيستمع عليه ، ويقولون : اذا جاز بسم الله الرحمن الرحيم فأعلمنا حتى نقوم فنستمع قرائته فأنزل الله في ذلك ( واذا ذكرت ربك في القرآن وحده ) بسم الله الرحمن الرحيم ( وَلَّوْا عَلَى أَدْبَارِهِمْ نُفُوراً ) (1) .
  86 ـ عن زرارة عن احدهما قال : في بسم الله الرحمن الرحيم قال : هو أحق ما جهر به فأجهر به وهى الآية التى قال الله ( وَإِذَا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ ) بسم الله الرحمن الرحيم ( ولوا على أدبارهم نفورا ) كان المشركون يستمعون إلى قراءة النبى عليه وآله السلام ، فاذا قرأ بسم الله الرحمن الرحيم نفروا وذهبوا ، فاذا فرغ منه عادوا وتسمعوا (2) .
  87 ـ عن منصور بن حازم عن ابى عبدالله عليه السلام قال : كان رسول الله صلى الله عليه وآله اذا صلى بالناس جهر ببسم الله الرحمن الرحيم فيخلف من خلفه من المنافقين عن الصفوف فاذا جازها في السورة عادوا إلى مواضعهم ، وقال بعضهم لبعض : انه ليردد اسم ربه تردادا انه ليحب ربه فأنزل الله ( وَإِذَا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْا عَلَى أَدْبَارِهِمْ نُفُوراً ) (3)

--------------------
(1 ـ 3) البرهان ج 2 : 243 ، البحار ج 18 ( ج 2 ) : 349 ، الصافى ج 1 972 .

تفسير العياشي (الجزء الثاني) _ 296 _

  88 ـ عن ابى حمزة الثمالى قال : قال لى أبوجعفر عليه السلام : يا ثمالى ان الشيطان ليأتى قرين الامام فيسأله هل ذكر ربه ؟ فان قال : نعم اكتسع (1) فذهب وان قال : لاركب على كتفيه ، وكان امام القوم حتى ينصرفوا ، قال : قلت : جعلت فداك وما معنى قوله ذكر ربه ؟ قال : الجهر ببسم الله الرحمن الرحيم (2)
  89 ـ عن الحلبى عن ابى عبدالله عليه السلام قال : جاء ابى بن خلف (3) فأخذ عظما باليا من حائط ففته (4) ثم قال : يا محمد ( أَئِذَا كُنَّا عِظَاماً وَرُفَاتاً أَئِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقاً جَدِيداً )

--------------------
(1) اكتسع الخيل باذنابها : ادخلها بين رجليه ، واللفظ كناية .
(2) البرهان ج 2 : 423 ، البحار ج 18 ـ ج 2 ـ : 349 .
(3) من مشركى مكة واعداء رسول الله صلى الله عليه واله وهو الذى قال لرسول الله صلى الله عليه واله يوما بمكة ان عندى فرس اعلفه كل يوم فرقا ـ مكيال ـ من ذرة اقتلك عليه فقال رسول الله صلى الله عليه واله بل أنا اقتلك ان شاء الله ، فكان من قصته انه خرج إلى المدينة مع من خرج لحرب رسول الله في وقعة احد ، فلما ان هزم المسلمون وبقى مع رسول الله صلى الله عليه واله نزر قليل ادركه ابن ابى خلف وهو يقول : اين محمد لا نجوت ان نجوت فقال القوم : يا رسول الله أيعطف عليه رجل منا ؟ قال : دعوه فلما دنا تناول رسول الله صلى الله عليه واله الحربة من رجل من اصحابه ـ وهو الحارث بن صمة ـ ثم استقبله فطعنه في عنقه طعنة تحرك منها عن فرسه مرارا ـ فرجع أبى إلى قريش وهو يخور كما يخور الثور وقد خدشه في عنقه خدشا غير كبير ، فاحتقن الدم وقال قتلنى والله محمد ! قالوا : ذهب والله فؤادك ، والله ما بك بأس ! قال : لو كان الطعنة بربيعة ومضر لقتلهم ، اليس انه قد كان بمكة قالى لى : انا اقتلك ، فوالله لو بصق على بعد تلك المقالة لقتلنى ، فلم يلبث الا يوما او بعض يوم حتى مات ، وقيل : مات بسرف وهو موضع على ستة اميال من مكة ـ وفى ذلك يقول حسان شاعر النبى صلى الله عليه واله :

لقد ورث الضلالة عن iiأبيه      أبـى  حين بارزه iiالرسول
أتيت اليه تحمل منه عضوا      وتـوعده  وأنت به iiجهول
وفى نسخة ـ اجئت محمدا عظما رميما * لتكذبه وأنت به جهول ـ
وقد نالت بنو النجار منكم      امـية  اذ يغوث يا iiعقيل
( الابيات ) ، راجع ديوانه ص 340 ط مصر .
(4) فت الشئ : دقه وكسره بالاصابع .

تفسير العياشي (الجزء الثاني) _ 297 _

  فأنزل الله ( مَنْ يُحْيِ الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ * قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ ) (1)
  90 ـ عن محمد بن مسلم قال : سألت أبا جعفر عليه السلام ( وَإِنْ مِنْ قَرْيَةٍ إِلاَّ نَحْنُ مُهْلِكُوهَا قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ أَوْ مُعَذِّبُوهَا عَذَاباً شَدِيداً ) قال : اما امة محمد من الامم فمن مات فقد هلك (2)
  91 ـ عن ابن سنان عن ابى عبدالله عليه السلام في قول الله : ( وَإِنْ مِنْ قَرْيَةٍ إِلاَّ نَحْنُ مُهْلِكُوهَا قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ ) قال : هو الفناء بالموت أو غيره (3).
  92 ـ وفى رواية اخرى عنه ( وَإِنْ مِنْ قَرْيَةٍ إِلاَّ نَحْنُ مُهْلِكُوهَا قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ ) قال : بالقتل والموت أو غيره (4)
  93 ـ عن حريز عمن سمع عن أبى جعفر عليه السلام ( وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلاَّ فِتْنَةً ) لهم ليعمهوا فيها ( والشجرة الملعونة في القرآن ) يعنى بنى امية (5)
  94 ـ عن على بن سعيد قال : كنت بمكة فقدم علينا معروف بن خربوذ ، فقال لى أبوعبدالله : ان عليا عليه السلام قال لعمر : يا باحفص ألا أخبرك بما نزل في بنى امية ؟ قال : بلى ، قال : فانه نزل فيهم ( وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ ) قال : فغضب عمر وقال : كذبت بنو امية خير منك وأوصل للرحم (6)
  95 ـ عن الحلبى عن زرارة وحمران ومحمد بن مسلم قالوا : سألناه عن قوله ( وما جعلنا الرؤيا التى أريناك ) قال : ان رسول الله ارى ان رجالا على المنابر يردون الناس ضلالا : رزيق وزفر (7) وقوله ( والشجرة الملعونة في القرآن ) قال :

--------------------
(1) البرهان ج 2 : 424 ، الصافى ج 1 : 973 .
(2 ـ 3) البرهان ج 2 : 424 ، الصافى ج 1 : 975 .
(4 ـ 6) البرهان ج 2 : 424 ـ 425 ، البحار ج 8 : 380 ، الصافى ج 1 : 975 .
(7) كناية عن الاول والثانى وقد مر ايضا .

تفسير العياشي (الجزء الثاني) _ 298 _

  هم بنو امية (1)
  96 ـ وفى رواية اخرى عنه ان رسول الله قد رأى رجالا من نار على منابر من نار يردون الناس على أعقابهم القهقرى ، ولسنا نسمى احدا (2)
  97 ـ وفى رواية سلام الجعفى عنه انه قال : انا لا نسمى الرجال بأسمائهم ، ولكن رسول الله رأى قوما على منبره يضلون الناس بعده على الصراط القهقرى (3)
  98 ـ عن القاسم بن سليمان عن أبى عبدالله عليه السلام قال : أصبح رسول الله صلى الله عليه واله يوما حاسرا حزينا ، فقيل له : ما لك يا رسول الله ؟ فقال : انى رأيت الليلة صبيان بنى امية يرقون على منبرى هذا ، فقلت : يا رب معى ؟ فقال : لا ولكن بعدك (4)
  99 ـ عن ابى الطفيل قال : كنت في مسجد الكوفة فسمعت عليا يقول وهو على المنبر وناداه ابن الكوا وهو في مؤخر المسجد فقال : يا أمير المؤمنين أخبرنى عن قول الله ( والشجرة الملعونة في القرآن ) فقال : الافجران من قريش ومن بنى امية (5)
  100 ـ عن عبدالرحيم القصير عن أبى جعفر عليه السلام في قوله : ( وما جعلنا الرؤيا التى أريناك ) قال : أرى رجالا من بنى تيم وعدى على المنابر يردون الناس عن الصراط القهقرى ، قلت : ( والشجرة الملعونة في القرآن ) قال : هم بنو امية يقول الله ( ونخوفهم فما يزيدهم الا طغيانا كبيرا ) (6)
  101 ـ عن يونس بن عبدالرحمن الاشل قال : سألته عن قول الله : ( وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلاَّ فِتْنَةً لِلنَّاسِ ) الآية فقال : ان رسول الله صلى الله عليه واله نام فراى ان بنى امية يصعدون المنابر فكلما صعد منهم رجل رأى رسول الله الذلة والمسكنة فاستيقظ جزوعا من ذلك ، وكان الذين رآهم اثنا عشر رجلا من بنى امية ، فأتاه جبرئيل بهذه الآية ، ثم قال جبرئيل : ان بنى امية لا يملكون شيئا الا ملك أهل البيت ضعفيه (7)

--------------------
(1 ـ 7) البرهان ج 2 : 425 ، البحار ج 8 : 380 ـ 381 ، الصافى ج 1 : 975

تفسير العياشي (الجزء الثاني) _ 299 _

  102 ـ عن محمد بن مسلم عن أبى جعفر عليه السلام قال : سألته عن شرك الشيطان قوله : ( وَشَارِكْهُمْ فِي الأَمْوَالِ وَالأَولادِ ) قال : ما كان من مال حرام فهو شريك الشيطان ، قال ويكون مع الرجل حتى يجامع فيكون من نطفته ونطفة الرجل اذا كان حراما (1)
  103 ـ عن زرارة قال كان يوسف ابوالحجاج صديقا لعلى بن الحسين صلوات الله عليه وانه دخل على امراته فأراد أن يضمها اعنى ام الحجاج قال : فقالت له : أليس انما عهدك بذاك الساعة ؟ قال فأتى على بن الحسين فأخبره فأمره أن يمسك عنها فأمسك عنها فولدت بالحجاج وهو ابن شيطان ذى الردهة (2)
  104 ـ عن عبدالملك بن أعين قال : سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول : اذا زنى الرجل ادخل الشيطان ذكره ثم عملا جميعا ، ثم يختلط النطفتان ، فيخلق الله منهما فيكون شركة الشيطان (3) .
  105 ـ عن سليم بن قيس الهلالى عن امير المؤمنين عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : ان الله حرم الجنة على كل فاحش بذى (4) قليل الحياء لا يبالى ما قال ولا ما قيل له ، فانك ان فتشته لم تجده الا لغية (5) او شرك شيطان قيل : يا رسول الله وفي الناس شرك الشيطان ؟ فقال : أو ما تقرأ قول الله ( وشاركهم في الاموال و الاولاد ) (6) .

--------------------
(1) البرهان ج 2 : 426 ، الصافى ج 1 : 979 .
(2) البرهان ج 2 : 426 ، الصافى ج 1 : 979 ، البحار ج 8 : 381 وقال الجزرى : في حديث على انه ذكر ذا الثدية ( هو رئيس الخوارج ) فقال : شيطان الردهة اه الردهة : النقرة في الجبل يستنقع فيها الماء وقيل : الردهة : قلة الرابية .
(3) البرهان ج 2 : 427 ، الصافى ج 1 : 979 .
(4) البذى ـ بتشديد الياء ـ : الفحاش .
(5) اى زنية .
(6) البرهان ج 2 : 427 ، الصافى ج 1 : 978 .

تفسير العياشي (الجزء الثاني) _ 300 _

  106 ـ عن يونس عن أبى الربيع الشامى (1) قال : كنت عنده ليلة فذكر شرك الشيطان فعظمه حتى أفزعنى ، فقلت : جعلت فداك فما المخرج منها وما نصنع ؟ قال : اذا أردت المجامعة فقل بسم الله الرحمن الرحيم الذى لا اله الا هو بديع السموات والارض اللهم ان قصدت تصب منى في هذه الليلة خليفة (2) فلا تجعل للشيطان فيه نصيبا ولا شركا ولا حظا واجعله عبدا صالحا ـ خالصا مخلصا ـ مصفيا وذريته جل ثناؤك (3) .
  107 ـ عن سليمان بن خالد قال : قلت لابى عبدالله عليه السلام : ما قول الله ( شاركهم في الاموال والاولاد ) قال : فقال قل في ذلك قولا أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم (5) .
  108 ـ عن العلا بن رزين عن محمد عن أحدهما قال : شرك الشيطان ما كان من مال حرام فهو من شركة الشيطان ويكون مع الرجل حين يجامع ، فيكون نطفته مع نطفته اذا كان حراما قال : كلتيهما جميعا مختلطين ( يختلطان خ ) وقال : ربما خلق من واحدة ، وربما خلق منهما جميعا (5) .
  109 ـ صفوان الجمال قال : كنت عند أبى عبدالله عليه السلام فاستأذن عيسى بن منصور عليه ، فقال له : مالك ولفلان يا عيسى اما انه ما يحبك ، فقال بأبى وامى يقول قولنا وهو يتولى من نتولى فقال : ان فيه نخوة ابليس ، فقال : بأبى وامى أليس يقول ابليس ( خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ ) فقال أبوعبدالله عليه السلام : وقد يقول الله ( وشاركهم في الاموال والاولاد ) فالشيطان يباضع ابن آدم هكذا وقرن بين اصبعيه (6) .

--------------------
(1) هو خالد ـ أو خليد ( مصغرا ) ـ : بن أوفى العنزى الشامى عده الشيخ رحمه الله في رجاله من اصحاب الباقر عليه السلام وعليه فالضمير في قوله ( عنده ) يرجع اليه صلوات الله عليه .
(2) وفى نسخة البرهان هكذا ( اللهم ان قضيت شيئا خلقته في هذه اه ) وفى البحار ( ولدا ) بدل ( خليفة ) .
(3 ـ 6) البرهان ج 2 : 427 ، البحار ج 23 : 69 .