ـ تفسير العياشى مجلد : 2 من ص 301 سطر 1 الى ص 310 سطر 24
  110 ـ عن زرارة عن أبى جعفر عليه السلام قال : سمعته يقول كان الحجاج ابن شيطان يباضع ذى الردهة ، ثم قال : ان يوسف دخل على ام الحجاج فأراد أن يصيبها ، فقالت : أليس انما عهدك بذلك الساعة ؟ فأمسك عنها فولدت الحجاج (1) .
  111 ـ عن جعفر بن محمد الخزاعى عن أبيه قال : سمعت أبا عبدالله عليه السلام يذكر في حديث غدير خم انه لما قال النبى صلى الله عليه وآله لعلى عليه السلام ما قال ، وأقامه للناس صرخ ابليس صرخة فاجتمعت له العفاريت ، فقالوا : يا سيدنا ما هذه الصرخة فقال : ويلكم يومكم كيوم عيسى ، والله لاضلن فيه الخلق قال : فنزل القرآن ( وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلاَّ فَرِيقاً مِنْ الْمُؤْمِنِينَ ) فقال : صرخ ابليس صرخة فرجعت اليه العفاريت فقالوا : يا سيدنا ما هذه الصرخة الاخرى ؟ فقال : ويحكم حكى الله والله كلامى قرآنا وأنزل عليه ( وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلاَّ فَرِيقاً مِنْ الْمُؤْمِنِينَ ) ثم رفع رأسه إلى السماء ثم قال : وعزتك وجلالك لالحقن الفريق بالجميع ، قال : فقال النبى صلى الله عليه وآله بسم الله الرحمن الرحيم ( إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ ) قال : صرخ ابليس صرخة ، فرجعت اليه العفاريت فقالوا : يا سيدنا ما هذه الصرخة الثالثة ؟ قال : والله من أصحاب على ولكن وعزتك وجلالك يا رب لازينن لهم المعاصى حتى أبغضهم اليك ، قال : فقال أبو عبدالله عليه السلام : والذى بعث بالحق محمدا للعفاريت والابالسة على المؤمن اكثر من الزنابير على اللحم والمؤمن أشد من الجبل والجبل قد نواليه بالفأس فتنحت منه (2) والمؤمن لا يستقل عن دينه (3) .
  112 ـ عن عبدالرحمن بن سالم في قول الله : ( ان عبادى ليس لك عليهم سلطان وكفى بربك وكيلا ) قال : نزلت في على بن أبيطالب عليه السلام ، ونحن نرجو أن يجرى

--------------------
(1) البرهان ج 2 : 427 ، البحار ج 8 : 381 .
(2) الفأس ـ كفلس ـ : آلة ذات هراوة قصيرة يقطع بها الخشب وغيره ويقال له بالفارسية ( تبر ) ، ونحت منه : اتخذ ونحت الجبل : حفره .
(3) البرهان ج 2 : 427 ، البحار ج 14 : 628 .

تفسير العياشي (الجزء الثاني)_ 302 _

  لمن أحب الله من عباده المسلمين (1) .
  113 ـ عن جابر عن أبى جعفر عليه السلام في قوله تعالى ( وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً ) قال : خلق كل شئ منكبا غير الانسان خلق منتصبا (2) .
  114 ـ عن الفضيل قال : سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول الله ( يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ ) قال : يجئ رسول الله صلى الله عليه وآله في قومه وعلى في قومه ، والحسن في قومه ، والحسين عليه السلام في قومه ، وكل من مات بين ظهرانى امام جاء معه (3) .
  115 ـ عن أبى بصير عن أبى عبدالله عليه السلام انه اذا كان يوم القيمة يدعى كل بامامه الذى مات في عصره ، فان أثبته اعطى كتابه بيمينه ، لقوله ( يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ فَمَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَأُوْلَئِكَ يَقْرَءُونَ كِتَابَهُمْ ) واليمين اثبات الامام لانه كتاب يقرئه ان الله يقول : ( فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمْ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ * إِنِّي ظَنَنتُ أَنِّي مُلاقٍ حِسَابِيَهْ ) إلى آخر الاية ، والكتاب الامام ، فمن نبذه وراء ظهره كان كما قال ( فنبذوه وراء ظهورهم ) ومن انكره كان من أصحاب الشمال الذين قال الله : ( مَا أَصْحَابُ الشِّمَالِ * فِي سَمُومٍ وَحَمِيمٍ * وَظِلٍّ مِنْ يَحْمُومٍ ) إلى آخر الآية (4) .
  116 ـ عن محمد بن مسلم عن أحدهما قال سألته عن قوله : ( يوم ندعو كل اناس

--------------------
(1) البحار ج 14 : 628 ، البرهان ج 2 : 427 ، الصافى ج 1 : 979 .
(2 ـ 3) البرهان ج 2 : 430 ، البحار ج 14 : 292 ، الصافى ج 1 : 981 وقوله بين ظهرانى اه اى بينهم على سبيل الاستظهار والاستناد اليهم ، وزيدت فيه الف ونون مفتحوحة تاكيدا ومعناه ظهرا منهم قدامهم ، وظهرا ورائهم فهم مكتوفون من جوانبهم .
(4) البرهان ج 2 : 430 ، الصافى ج 1 : 981 ، البحار ج 14 : 292 وقال المجلسى رحمه الله في بيان الحديث : على هذا التأويل من بطن الاية يكون المراد بالكتاب الامام لاشتماله على علم ما كان وما يكون ، وايتائه في الدنيا الهداية إلى ولايته ، وفى الاخرة الحشر معه وجعله من اتباعه ، والمراد باليمين البيعة فانها تكون باليمين ، اى من أوتى امامه في الاخرة بسبب بيعته له في الدنيا .

تفسير العياشي (الجزء الثاني)_ 303 _

  بامامهم ) قال : من كان يأتمون به في الدنيا ويؤتى بالشمس والقمر ، ويقذفان في جهنم ومن يعبدهما (1) .
  117 ـ عن جعفر بن احمد عن الفضل بن شاذان انه وجد مكتوبا بخط أبيه مثله (2) .
  118 ـ عن أبى بصير قال : سألت أبا عبدالله عن قول أمير المؤمنين عليه السلام الاسلام بدأ غريبا وسيعود غريبا كما كان ، فطوبى للغرباء ، فقال : يا با محمد (3) يستأنف الداعى منا دعاءا جديدا كما دعى اليه رسول الله صلى الله عليه وآله ، فأخذت بفخذه فقلت : اشهد انك امامى ، فقال : اما انه يستدعى كل اناس بامامهم ، أصحاب الشمس بالشمس ، وأصحاب القمر بالقمر ، وأصحاب النار بالنار ، واصحاب الحجارة بالحجارة (4) .
  119 ـ عن عمار الساباطى عن أبى عبدالله عليه السلام قال : لا تترك الارض بغير امام يحل حلال الله ويحرم حرامه وهو قول الله : ( يوم ندعو كل اناس بامامهم ) ثم قال : قال رسول الله صلى الله وآله : من مات بغير امام مات ميتة جاهلية فمدوا أعناقهم وفتحوا أعينهم فقال أبوعبدالله عليه السلام : ليست الجاهلية الجهلاء ، فلما اخرجنا من عنده فقال لنا سليمان : هو والله الجاهلية الجهلاء ، ولكن لما رآكم مددتم أعناقكم وفتحتم أعينكم قال لكم كذلك (5) .
  120 ـ عن بشير الدهان عن ابى عبدالله عليه السلام قال : انتم والله على دين الله ثم تلا ( يوم ندعو كل اناس بامامهم ) ثم قال : على امامنا ورسول الله صلى الله عليه وآله امامنا كم من امام يجئ يوم القيمة يلعن أصحابه ويلعنونه ونحن ذرية محمد وامنا فاطمة صلوات الله

--------------------
(1 ـ 2) البرهان ج 2 : 430 ، البحار ج 3 : 292 .
(3) كنية اخرى لابى بصير .
(4) البرهان ج 2 : 430 ، البحار ج 3 : 292 ، الصافى ج 1 : 981 .
(5) البرهان ج 2 : 430 ، البحار ج 3 : 292 ، ونقله المحدث الحر العاملى رحمه الله في كتاب اثبات الهداة ج 1 : 265 عن الكتاب مختصرا ايضا .

تفسير العياشي (الجزء الثاني)_ 304 _

  عليهم (1) .
  121 ـ عن جابر عن أبى جعفر عليه السلام لما نزلت هذه الآية ( يوم ندعو كل اناس بامامهم ) قال المسلمون يا رسول الله ألست امام المسلمين أجمعين ؟ قال : فقال : انا رسول الله إلى الناس أجمعين ، ولكن سيكون بعدى ائمة على الناس من الله من أهل بيتى ، يقومون في الناس فيكذبون ويظلمون ، الا فمن تولاهم فهو منى ومعى وسيلقانى ، الا ومن ظلمهم أو اعان على ظلمهم وكذبهم فليس منى ولا معى ، وانا منه برئ ، وزاد في رواية اخرى مثله يؤخر : ويظلمهم ائمة الكفر والضلال واشياعهم (2) .
  122 ـ عن عبدالاعلى قال : سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول : السمع والطاعة أبواب الجنة ، السامع المطيع لا حجة عليه ، وامام المسلمين تمت حجته واحتجاجه يوم يلقى الله لقول الله ( يوم ندعو كل اناس بامامهم ) (3)
  123 ـ عن بشير عن أبى عبدالله عليه السلام قال : انه كان يقول : ما بين احدكم وبين ان يغتبط الا ان تبلغ نفسه ها هنا ـ وأشار باصبعه إلى حنجرته ـ قال : ثم تأول بآيات من الكتاب فقال : ( أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنْكُمْ ) ( مَنْ يُطِعْ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ ) ( إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمْ اللَّهُ ) قال : ثم قال : ( يوم ندعو كل اناس بامامهم ) فرسول الله امامكم وكم من امام يوم القيمة يجئ يلعن أصحابه ويلعنونه (4) .
  124 ـ عن محمد عن أحدهما انه سئل عن قوله ( يوم ندعو كل اناس بامامهم ) فقال : ما كانوا يأتمون به في الدنيا ، ويؤتى بالشمس والقمر فتقذفان في جهنم ، ومن كان يعبدهما (5) .
  125 ـ عن اسمعيل بن همام قال : قال الرضا عليه السلام (6) في قول الله : ( يوم

--------------------
(1 ـ 5) البرهان ج 2 : 430 ـ 431 ، البحار ج 3 : 293 .
(6) وفى البرهان ( عن اسمعيل بن همام عن أبيعبد الله عليه السلام اه ) لكن الظاهر ما اخترناه لان اسمعيل بن همام من اصحاب الرضا عليه السلام ولا يروى عن أبيعبدالله عليه السلام بلا واسطة .

تفسير العياشي (الجزء الثاني)_ 305 _

  ندعو كل اناس بامامهم ) فقال : اذا كان يوم القيمة قال الله اليس عدل من ربكم ان تولوا كل قوم من تولوا ؟ قالوا : بلى ، قال : فيقول تميزوا فيتميزون (1)
  126 ـ عن محمد بن حمران عن أبى عبدالله عليه السلام قال : ان كنتم تريدون ان تكونوا معنا يوم القيمة لا يلعن بعض بعضا (2) فاتقوا الله واطيعوا ، فان الله يقول : ( يوم ندعو كل اناس بامامهم ) (3)
  127 ـ عن أبى بصير قال سألته عن قول الله ( ومن كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى واضل سبيلا ) فقال : ذاك الذى يسوف الحج يعنى حجة السلام يقول العام أحج ، العام أحج ، حتى يجيئه الموت (4)
  128 ـ عن محمد بن الفضيل عن أبى الحسن عليه السلام مثل ذلك (5)
  129 ـ عن أبى الطفيل عامر بن واثلة عن أبى جعفر عليه السلام قال : جاء رجل إلى أبى فقال : ابن عباس يزعم انه يعلم كل آية نزلت في القرآن في اى يوم نزلت وفيمن نزلت ، قال ابى : فسله فيمن نزلت ؟ ( وَمَنْ كَانَ فِي هَذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الآخِرَةِ ) وفيمن نزلت : (6) ( وَلا يَنفَعُكُمْ نُصْحِي إِنْ أَرَدْتُ أَنْ أَنصَحَ لَكُمْ إِنْ كَانَ اللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يُغْوِيَكُمْ ) وفيمن نزلت : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا ) فأتاه الرجل فغضب فقال : وددت ان الذى امرك بهذا واجهنى به فأسائله ، ولكن سله مم العرش وفيم خلق وكيف هو ؟ فانصرف الرجل إلى ابى ، فقال : ما قيل له ، فقال أبى : وهل أجابك في الآيات ؟ قال : لا ، قال : لكنى أجيبك فيها بنور وعلم غير المدعى ولا المنتحل ، اما الاوليان فنزلتا في ابيه ، واما الاخرى فنزلت في ابيه وفينا ، ولم يكن الرباط الذى أمرنا به فعل ( بعد خ ) وسيكون من نسلنا

--------------------
(1) البرهان ج 2 : 431 ، البحار ج 3 : 293 .
(2) وفى البحار ( بعضكم بعضا ) .
(3) البرهان ج 2 : 431 ، البحار ج 3 : 293 .
(4 ـ 5) البحار ج 21 : 3 ، البرهان ج 2 : 433 ، الصافى ج 1 : 982 .
(6) وفى البرهان ( وفى اى يوم نزلت ) .

تفسير العياشي (الجزء الثاني)_ 306 _

  المرابط ، ومن نسله المرابط (1)
  130 ـ عن كليب (2) عن أبى عبدالله عليه السلام قال : سأله أبوبصير وانا أسمع : فقال له : رجل له مأة ألف ، فقال : العام أحج ، العام احج ، فادركه الموت ولم يحج حج الاسلام ؟ فقال : يا با بصير أوما سمعت قول الله ( وَمَنْ كَانَ فِي هَذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الآخِرَةِ أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِيلاً ) عمى عن فريضة من فرايض الله (3)
  131 ـ عن على بن الحلبى عن أبى بصير عن احدهما في قول الله : ( وَمَنْ كَانَ فِي هَذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الآخِرَةِ أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِيلاً ) فقال : الرجعة (4)
  132 ـ عن ابى يعقوب (5) عن ابى عبدالله عليه السلام قال : سألته عن قول الله ( وَلَوْلا أَنْ ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئاً قَلِيلاً ) قال : لما كان يوم الفتح اخرج رسول الله صلى الله عليه واله أصناما من المسجد وكان منها صنم على المروة وطلبت اليه قريش ان يتركه وكان مستحيافهم بتركه ثم أمر بكسره ، فنزلت هذه الآية (6)
  133 ـ عن عبدالله بن عثمان البجلى عن رجل ان النبى صلى الله عليه واله اجتمعا عنده وابنتيهما فتكلموا (7) في على وكان من النبى صلى الله عليه واله ان يلين لهما في بعض القول ، فأنزل الله : ( لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئاً قَلِيلاً * إِذاً لأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ ثُمَّ لا تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيراً ) ثم لا تجد بعدك مثل على وليا (8)
  134 ـ عن بعض اصحابنا عن احدهما قال : ان الله قضى الاختلاف على خلقه

--------------------
(1) البرهان ج 2 : 433 ، البحار ج 7 : 173 .
(2) وفى بعض النسخ ( المثنى ) بدل ( كليب ) .
(3) البرهان ج 2 : 433 ، البحار ج 21 : 3 .
(4) البحار ج 13 : 216 .
(5) وفى البحار ( أبن ابى يعفور ) مكان ( أبى يعقوب ) .
(6) البرهان ج 2 : 434 ، البحار ج 6 : 602 ، الصافى ج 1 : 982 .
(7) وفى بعض النسخ هكذا ( اجتمع عنده رؤساؤهم فتكلموا اه ) .
(8) البرهان ج 2 : 434 ، البحار ج 8 : 220 .

تفسير العياشي (الجزء الثاني)_ 307 _

  وكان أمرا قد قضاه في علمه كما قضى على الامم من قبلكم ، وهى السنن والامثال يجرى على الناس ، فجرت علينا كما جرت على الذين من قبلنا ، وقول الله حق ، قال الله تبارك وتعالى لمحمد صلى الله عليه وآله : ( سُنَّةَ مَنْ قَدْ أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنْ رُسُلِنَا وَلا تَجِدُ لِسُنَّتِنَا تَحْوِيلاً ) وقال : ( فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلاَّ سُنَّةَ الأَوَّلِينَ فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلاً وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَحْوِيلاً ) وقال ( فَهَلْ يَنْتَظِرُونَ إِلاَّ مِثْلَ أَيَّامِ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِهِمْ قُلْ فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنْ الْمُنْتَظِرِينَ ) وقال : ( لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ) .
  وقد قضى الله على موسى وهو مع قومه يريهم الآيات والنذر ثم مروا على قوم يعبدون اصناما ( قَالُوا يَا مُوسَى اجْعَل لَنَا إِلَهاً كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ ) فاستخلف موسى هارون فنصبوا عجلا جسدا له خوار فقالوا : هذا الهكم وآله موسى وتركوا هارون فقال ( يَا قَوْمِ إِنَّمَا فُتِنتُمْ بِهِ وَإِنَّ رَبَّكُمْ الرَّحْمَنُ فَاتَّبِعُونِي وَأَطِيعُوا أَمْرِي * قَالُوا لَنْ نَبْرَحَ عَلَيْهِ عَاكِفِينَ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَيْنَا مُوسَى ) فضرب لكم أمثالهم وبين لكم كيف صنع بهم .
  وقال : ان نبى الله صلى الله عليه وآله لم يقبض حتى أعلم الناس أمر على فقال : من كنت مولاه فعلي مولاه ، وقال : انه منى بمنزلة هارون من موسى غير انه لا نبى بعدى ، وكان صاحب راية رسول الله صلى الله عليه وآله في المواطن كلها ، وكان معه في المسجد يدخله على كل حال ، وكان اول الناس ايمانا ، فلما قبض نبى الله صلى الله عليه وآله كان الذى كان لما قد قضى من الاختلاف وعمد عمر فبايع أبا بكر ولم يدفن رسول الله صلى الله عليه وآله بعد ، فلما راى ذلك على عليه السلام ورأى الناس قد بايعوا أبا بكر خشى أن يفتتن الناس ففرغ إلى كتاب الله و أخذ يجمعه في مصحف فارسل ابوبكر اليه ان تعال فبايع فقال على : لا أخرج حتى اجمع القرآن ، فارسل اليه مرة اخرى فقال : لا اخرج حتى أفرغ فارسل اليه الثالثة ابن عم له (1) يقال قنفذ ، فقامت فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله عليها تحول بينه وبين على عليه السلام

--------------------
(1) كذا في المخطوطتين وفى البحار والبرهان ( فارسل اليه الثالثة عمر رجلا يقال له اه ) .

تفسير العياشي (الجزء الثاني) _ 308 _
  فضربها فانطلق قنفذ وليس معه على عليه السلام فخشى أن يجمع على الناس فأمر بحطب فجعل حوالى بيته ثم انطلق عمر بنار فاراد أن يحرق على علي بيته وفاطمة والحسن والحسين صلوات الله عليهم ، فلما راى على ذلك خرج فبايع كارها غير طائع (1)
  135 ـ عن ابي العباس عن أبى عبدالله عليه السلام في قول الله : ( سنة من قد أرسلنا قبلك من رسلنا ) قال : هى سنة محمد ، ومن كان قبله من الرسل وهو الاسلام (2) .
  136 ـ عن زرارة عن أبى جعفر (3) قال : سألته عما فرض الله من الصلوات قال : خمس صلوات في الليل والنهار ، وقلت : سماهن الله وسمى في كتابه لنبيه قال : نعم ـ قال الله لنبيه صلى الله عليه وآله : ( أَقِمْ الصَّلاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ ) و دلوكها زوالها فيما بين دلوك الشمس إلى غسق الليل أربع صلوات سماهن وبينهن ووقتهن ، وغسق الليل انتصافه ، وقال : ( قُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُوداً ) هذه الخامسة (4)
  137 ـ عن زرارة قال : سألت أبا عبدالله عليه السلام عن هذه الآية ( اقم الصلوة لدلوك الشمس إلى غسق الليل ) قال : دلوك الشمس زوالها عند كبد السماء (5) ( إلى غسق الليل ) إلى انتصاف الليل فرض الله فيما بينهما اربع صلوات الظهر والعصر والمغرب والعشاء ( وقرآن الفجر ) يعنى القراءة ( ان قرآن الفجر كان مشهودا ) قال : يجتمع في صلوة الغداة جزء من الليل والنهار من الملئكة ، قال : واذا زالت الشمس فقد دخل وقت الصلوتين ليس يعمل الا السبحة التى جرت بها السنة امامها ، ( وقرآن الفجر )

--------------------
(1) البحار ج 8 : 47 ، البرهان ج 2 : 434 .
(2) البرهان ج 2 : 437 .
(3) وفى البرهان ( عن زرارة عن أبى عبدالله عليه السلام ) .
(4) البرهان ج 2 : 437 البحار ج 18 : 41 ، الصافى ج 1 : 984 .
(5) كبد كل شئ : وسطه ، وعند كبد السماء اى اذا توسطت الشمس في السماء وهو وقت الزوال .

تفسير العياشي (الجزء الثاني) _ 309 _

  قال : ركعتا الفجر ، وضعهن رسول الله صلى الله عليه وآله ووقتهن للناس (1)
  138 ـ عن زرارة عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله : ( أَقِمْ الصَّلاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ ) قال : زوالها غسق الليل إلى نصف الليل ، ذلك أربع صلوات وضعهن رسول الله صلى الله عليه واله ووقتهن للناس ، ( وقرآن الفجر ) صلوة الغداة (2)
  139 ـ عن محمد الحلبى عن احدهما ( وغسق الليل ) نصفها بل زوالها ، وقال : افرد الغداة وقال : ( وقرآن الفجر ان قرآن الفجر كان مشهودا ) فركعتا الفجر تحضرهما الملئكة ملئكة الليل وملئكة النهار (3)
  140 ـ عن سعيد الاعرج قال : دخلت على ابى عبدالله عليه السلام وهو مغضب وعنده نفر من اصحابنا وهو يقول : تصلون قبل ان تزول الشمس ؟ قال : وهم سكوت قال فقلت : أصلحك الله ما نصلى حتى يؤذن مؤذن مكة ، قال : فلا بأس اما انه اذا أذن فقد زالت الشمس ، ثم قال : ان الله يقول : ( أَقِمْ الصَّلاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ ) فقد دخلت أربع صلوات فيما بين هذا الوقتين ، وافرد صلوة الفجر قال : ( وقرآن الفجر ان قرآن الفجر كان مشهودا ) فمن صلى قبل ان تزول الشمس فلا صلوة له (4)
  141 ـ عن زرارة وحمران ومحمد بن مسلم عن أبى جعفر وابى عبدالله عليه السلام عن قوله ( اقم الصلوة لدلوك الشمس إلى غسق الليل ) قال : جمعت الصلوات كلهن ، ودلوك الشمس زوالها ، وغسق الليل انتصافه ، وقال : انه ينادى مناد من السماء كل ليلة اذا انتصف الليل : من رقد عن صلوة العشاء إلى هذه الساعة فلا نامت عيناه ، ( وقرآن الفجر ) قال : صلوة الصبح ، واما قوله ( كان مشهودا ) قال : تحضر ملئكة الليل و ملئكة النهار (5) .
  142 ـ عن سعيد بن المسيب عن على بن الحسين عليه السلام قال : قلت له : متى فرضت الصلوة على المسلمين على ما هم اليوم عليه ؟ قال : بالمدينة حين ظهرت الدعوة وقوى الاسلام وكتب الله على المسلمين الجهاد ، زاد في الصلوة رسول الله صلى الله عليه وآله سبع ركعات ، في الظهر ركعتين ، وفى العصر ركعتين ، وفى المغرب ركعة ، وفى العشاء

--------------------
(1 ـ 5) البرهان ج 2 : 437 ، البحار ج 18 : 41 ـ 42 ، الصافى ج 1 : 984 .

تفسير العياشي (الجزء الثاني) _ 310 _

  ركعتين ، وأقر الفجر على ما فرضت عليه بمكة لتعجيل نزول الملئكة إلى الارض ، وتعجيل عروج ملئكة الليل إلى السماء ، فكان ملئكة الليل وملئكة النهار يشهدون مع رسول الله صلى الله عليه وآله الفجر ، ولذلك قال الله : ( وقرآن الفجر ان قرآن الفجر كان مشهودا ) يشهده المسلمون وتشهده ملئكة الليل وملئكة النهار (1) .
  143 ـ عن عبيد بن زرارة عن أبى عبدالله عليه السلام في قول الله ( أقم الصلوة لدلوك الشمس إلى غسق الليل ) قال : ان الله افترض أربع صلوات أول وقتها من زوال الشمس إلى انتصاف الليل ، منها صلوتان اول وقتها من عند زوال الشمس إلى غروبها ، الا ان هذه قبل هذه ، ومنها صلوتان أول وقتها من غروب الشمس إلى انتصاف الليل ، الا ان هذه قبل هذه (2) .
  144 ـ عن أبى هاشم الخادم عن ابى الحسن الماضى عليه السلام قال : ما بين غروب الشمس إلى سقوط القرص غسق (3) .
  145 ـ عن خيثمة الجعفى قال : كنت عند جعفر بن محمد عليه السلام أنا ومفضل بن عمر ليلا ليس عنده أحد غيرنا ، فقال له مفضل الجعفى : جعلت فداك حدثنا حديثا نسر به قال : نعم ، اذا كان يوم القيمة حشر الله الخلايق في صعيد واحد (4) حفاة عراة غرلا (5) قال : فقلت : جعلت فداك ما الغرل ؟ قال : كما خلقوا اول مرة فيقفون حتى يلجمهم العرق (6) فيقولون : ليت الله يحكم بيننا ؟ ولو إلى النار يرون ان في النار

--------------------
(1) البحار ج 18 : 20 ، البرهان ج 2 : 437 .
(2 ـ 3) البرهان ج 2 : 438 ، البحار ج 18 : 42 ـ 43 .
(4) قال الطريحى في الحديث يجمع الله الاولين والاخرين في صعيد واحد قيل هى ارض واسعة مستوية .
(5) الغرل ـ بضم الغين ـ جمع اغرل : من لم يختن .
(6) قال الجرزى : فيه : يبلغ العرق منهم ما يلجمهم اى يصل إلى افواههم فيصير لهم بمنزلة اللجام يمنعهم عن الكلام يعنى في المحشر .

تفسير العياشي (الجزء الثاني) _ 311 _

  ـ تفسير العياشى مجلد : 2 من ص 311 سطر 1 الى ص 320 سطر 20
  راحة فيما هم فيه ، ثم ياتون آدم فيقولون : أنت أبونا وانت نبى فسل ربك يحكم بيننا ولو إلى النار فيقول آدم : لست بصاحبكم خلقنى ربى بيده وحملنى على عرشه وأسجد لى ملئكة ، ثم أمرنى فعصيته ، ولكنى ادلكم على ابنى الصديق الذى مكث في قومه ألف سنة الا خمسين عاما يدعوهم كلما كذبوا أشتد تصديقه : نوح قال : فيأتون نوحا فيقولون : سل ربك حتى يحكم بيننا ولو إلى النار ، قال : فيقول : لست بصاحبكم انى قلت : ان ابنى من أهلى ، ولكن ادلكم إلى من اتخذه الله خليلا في دار الدنيا ائتوا ابراهيم ، قال : فيأتون ابراهيم فيقول : لست بصاحبكم انى قلت انى سقيم ، ولكنى ادلكم على من كلمه الله تكليما : موسى ، قال فيأتون موسى فيقولون له ، فيقول لست بصاحبكم انى قتلت نفسا ولكنى ادلكم على من كان يخلق باذن الله ويبرئ الاكمه والابرص باذن الله : عيسى ، فيأتونه فيقول : لست بصاحبكم ولكنى ادلكم على من بشرتكم به في دار الدنيا : أحمد .
  ثم قال أبوعبدالله : ما من نبى من ولد آدم إلى محمد صلوات الله عليهم الا وهم تحت لواء محمد صلى الله عليه وآله قال : فيأتونه ثم قال فيقولون يا محمد سل ربك يحكم بيننا ولو إلى النار ، قال : فيقول : نعم أنا صاحبكم فيأتى دار الرحمن وهى عدن ، وان بابها سعته بعد ما بين المشرق والمغرب ، فيحرك حلقة من الحلق فيقال : من هذا ؟ ـ وهو أعلم به ـ فيقول : انا محمد ، فيقال : افتحوا له قال : فيفتح له قال : فاذا نظرت إلى ربى (1) مجدته تمجيدا لم يمجده أحد كان قبلى ولا يمجده احد كان بعدى ، ثم أخر ساجدا فيقول : يا محمد ارفع رأسك وقل يسمع قولك ، واشفع تشفع ، وسل تعط ، قال : فاذا رفعت رأسى ونظرت إلى ربى مجدته تمجيدا أفضل من الاول ثم أخر ساجدا فيقول : ارفع رأسك وقل يسمع قولك ، واشفغ تشفع ، وسل تعط قال فاذا رفعت رأسى ونظرت إلى ربى مجدته تمجيدا أفضل من الاول والثاني ثم اخر ساجدا فيقول : ارفع رأسك ، وقل يسمع قولك واشفع تشفع وسل تعط ، فاذا رفعت رأسى وأقول رب احكم بين عبادك ولو إلى النار ، فيقول : نعم يا محمد ، قال :

--------------------
(1) قال المجلسى رحمه الله اى إلى عرشه او إلى كرامته او إلى نور من انوار عظمته

تفسير العياشي (الجزء الثاني) _ 312 _

  ثم يؤتى بناقة من ياقوت أحمر وزمامها زبرجد أخضر حتى اركبها ثم أتى المقام المحمود حتى اقضى عليه (1) وهو تل من مسك أذفر يحاذ بحيال العرش ثم يدعى ابراهيم فيحمل على مثلها ، فيجئ حتى يقف عن يمين رسول الله صلى الله عليه وآله .
  ثم رفع رسول الله يده فضرب على كتف على بن أبى طالب ثم قال : ثم تؤتى والله بمثلها فتحمل عليها ، ثم تجئ حتى تقف بينى وبين ابيك ابراهيم ، ثم يخرج مناد من عند الرحمن فيقول : يا معشر الخلائق أليس العدل من ربكم أن يولى كل قوم ما كانوا يقولون في دار الدنيا ؟ فيقولون : بلى وأى شئ عدل غيره ؟ قال : فيقوم الشيطان الذى أضل فرقة من الناس حتى زعموا ان عيسى هو الله وابن الله ، فيتبعونه إلى النار ، ويقوم الشيطان الذى أضل فرقة من الناس حتى زعموا ان عزير بن الله حتى يتبعونه إلى النار ، ويقوم كل شيطان أضل فرقة فيتبعونه إلى النار ، حتى يبقى هذه الامة .
  ثم يخرج مناد من عند الله فيقول يا معشر الخلايق أليس العدل من ربكم ان يولى كل فريق من كانوا يتولون في دار الدنيا فيقولون : بلى ـ واى شئ عدل غيره ـ ؟ فيقوم شيطان فيتبعه من كان يتولاه ، ثم يقوم شيطان فيتبعه من كان يتولاه ، ثم يقوم شيطان ثالث فيتبعه من كان يتولاه ثم يقوم معاوية فيتبعه من كان يتولاه ويقوم على فيتبعه من كان يتولاه ثم يقوم يزيد بن معوية فيتبعه من كان يتولاه ويقوم الحسن فيتبعه من كان يتولاه ويقوم الحسين فيتبعه من كان يتولاه ثم يقوم مروان بن الحكم وعبدالملك فيتبعهما من كان يتولاهما ، ثم يقوم على بن الحسين فيتبعه من كان يتولاه ، ثم يقوم الوليد بن عبدالملك ، ويقوم محمد بن على فيتبعهما من كان يتولاهما ، ثم أقوم أنا فيتبعنى من كان يتولانى ، وكأنى بكما معى ، ثم يؤتى بنا فنجلس على عرش ربنا (2) ويؤتى بالكتب

--------------------
(1) في البرهان ( فأقف عليه ) .
(2) وفى نسخة البحار ( فيجلس على العرش ربنا ) ثم ان العرش في الاخبار على معان ذكره المجلسى رحمه الله في كتاب السماء والعالم وقال في الموضع : ان الجلوس على العرش كناية عن ظهور الحكم والامر من عند العرش وخلق الكلام هناك .

تفسير العياشي (الجزء الثاني) _ 313 _

  فتوضع فنشهد على عدونا ونشفع لمن كان من شيعتنا مرهقا قال : قلت : جعلت فداك فما المرهق ؟ قال : المذنب ، فاما الذين اتقوا من شيعتنا فقد نجاهم الله بمفازتهم لا يمسهم السوء ولا هم يحزنون : قال : ثم جاءته جارية له فقالت : ان فلان القرشى بالباب ، فقال : ائذنوا له ، ثم قال لنا : اسكتوا (1)
  146 ـ عن محمد بن حكيم عن أبى عبدالله عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه واله : لو قد قمت المقام المحمود شفعت لابى وامى وعمى واخ كان لى موافيا (2) في الجاهلية (3)
  147 ـ عن عيص بن القاسم عن ابى عبدالله عليه السلام ان ناسا من بنى هاشم أتوا رسول الله صلى الله عليه واله فسألوه أن يستعملهم على صدقات المواشى ، وقالوا : يكون لنا هذا السهم الذى جعلته للعالمين عليها فنحن أولى به ، فقال رسول الله صلى الله عليه واله : يابنى عبدالمطلب ان الصدقة لا تحل لى ولا لكم ، ولكنى وعدت بالشفاعة ، ثم قال : والله اشهد انه قد وعدها فما ظنكم يا بنى عبدالمطلب اذا اخذت بحلقة الباب ؟ أترونى مؤثرا عليكم غيركم ؟ ثم قال : ان الجن والانس يجلسون يوم القيمة في صعيد واحد ، فاذا طال بهم الموقف طلبوا الشفاعة ، فيقولون : إلى من ؟ فيأتون نوحا فيسئلونه الشفاعة ، فيقول هيهات قد رفعت حاجتى (4) فيقولون : إلى من ؟ فيقال : إلى ابراهيم فيأتون إلى ابراهيم

--------------------
(1) البرهان ج 2 : 439 ، البحار ج 3 : 302 .
(2) وفى البرهان ( مواليا ) .
(3) البرهان ج 2 : 440 ، البحار ج 3 : 303 ، وقال المجلسى رحمه الله بعد نقل الحديث عن تفسير القمى رحمه الله في غير الموضع ما لفظه : كون الاخ في الجاهلية اى قبل البعثة لا ينافى كونه مؤمنا .
(4) قال المجلسى رحمه الله : قد رفعت حاجتى اى إلى غيرى والحاصل انى ايضا استشفع من غيرى فلا استطيع شفاعتكم ، ويمكن ان يقرأ على بناء المفعول كناية عن رفع الرجاء ، اى رفع عنى طلب الحاجة لما صدر منى من ترك الاولى .

تفسير العياشي (الجزء الثاني) _ 314 _

  فيسئلونه الشفاعة فيقول : هيهات قد رفعت حاجتى فيقولون : إلى من ؟ فيقال : ايتوا موسى فيأتونه فيسئلونه الشفاعة فيقول : هيهات قد رفعت حاجتى ، فيقولون : إلى من ؟ فيقال : ايتوا عيسى فيأتونه ويسئلونه الشفاعة فيقول : هيهات قد رفعت حاجتى فيقولون : إلى من ؟ فيقال ايتوا محمدا فيأتونه فيسئلونه الشفاعة فيقوم مدلا حتى يأتى باب الجنة فيأخذ بحلقة الباب ثم يقرعه ، فيقال : من هذا ؟ فيقول : احمد فيرحبون (1) ويفتحون الباب ، فاذا نظر إلى الجنة خر ساجدا يمجد ربه ويعظمه فيأتيه ملك فيقول : ارفع رأسك وسل تعط واشفع تشفع فيقوم فيرفع رأسه ويدخل من باب الجنة فيخر ساجدا يمجد ربه ويعظمه فيأتيه ملك فيقول : ارفع رأسك وسل تعط واشفع تشفع فيمشى في الجنة ساعة ثم يخر ساجدا يمجد ربه ويعظمه فيأتيه ملك فيقول ارفع راسك وسل تعط واشفع تشفع فيقوم فما يسئل شيئا الا اعطاه اياه (2)
  148 ـ عن بعض أصحابنا عن احدهما قال : في قوله : ( عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَاماً مَحْمُوداً ) قال : هى الشفاعة (3) .
  149 ـ عن صفوان عن ابى عبدالله عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : انى استوهب من ربى أربعة : آمنة نبت وهب ، وعبدالله بن عبدالمطلب ، وأبا طالب ورجلا جرت بينى وبينه أخوة وطلب إلى أن اطلب إلى ربى أن يهبه لى (4)
  150 ـ عن عبيد بن زرارة قال : سئل أبوعبدالله عليه السلام عن المؤمن هل له شفاعة ؟ قال : نعم ، فقال له رجل من القوم : هل يجتاج المؤمن إلى شفاعة محمد صلى الله عليه وآله يومئذ ؟ قال : نعم للمؤمنين خطايا وذنوبا وما من أحد الا ويحتاج إلى شفاعة محمد يومئذ ؟ قال : وسأله رجل عن قول رسول الله صلى الله عليه وآله : انا سيد ولد آدم ولا فحز ، قال : نعم يأخذ حلقة باب الجنة فيفتحها فيخر ساجدا فيقول الله : ارفع رأسك اشفع تشفع ، اطلب تعط ، فيرفع رأسه ثم يخر ساجدا فيقول الله : ارفع رأسك اشفع تشفع واطلب تعط ، ثم يرفع رأسه فيشفع فيشفع ويطلب فيعطى (5)

--------------------
(1) وفى البرهان ( فيجيئون ) .
(2 ـ 5) البرهان ج 2 : 440 ، البحار ج 3 : 303 .

تفسير العياشي (الجزء الثاني) _ 315 _
  151 ـ عن سماعة بن مهران عن أبى ابراهيم في قول الله : ( عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَاماً مَحْمُوداً ) قال : يقوم الناس يوم القيمة مقدار أربعين عاما ويؤمر الشمس فتركب على رؤس العباد ويلجمهم العرق ويؤمر الارض لا تقبل عن عرقهم شيئا فيأتون آدم فيشفعون له فيدلهم على نوح ، ويدلهم نوح على ابراهيم ، ويدلهم ابراهيم على موسى ، ويدلهم موسى على عيسى ، ويدلهم عيسى على محمد صلى الله عليه وآله فيقول : عليكم بمحمد خاتم النبيين ، فيقول محمد : انا لها فينطلق حتى يأتى باب الجنة فيدق فيقال له : من هذا والله أعلم ؟ فيقول : محمد فيقال : افتحوا له ، فاذا فتح الباب استقبل ربه فخر ساجدا فلا يرفع رأسه حتى يقال له تكلم وسل تعط واشفع تشفع ، فيرفع رأسه فيستقبل ربه فيخر ساجدا ، فيقال له مثلها ، فيرفع رأسه حتى انه ليشفع من قد أحرق بالنار ، فما احد من الناس يوم القيمة في جميع الامم أوجه من محمد صلى الله عليه وآله ، وهو قول الله تعالى : ( عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَاماً مَحْمُوداً ) (1)
  152 ـ عن ابى الجارود عن زيد بن على في قول الله : ( وَاجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطَاناً نَصِيراً ) قال : السيف (2) .
  153 ـ عن حمدويه عن يعقوب بن يزيد عن بعض أصحابنا قال : سألت ابا عبد الله عليه السلام عن اللعب بالشطرنج فقال : الشطرنج من الباطل (3) .
  154 ـ عن مسعدة بن صدقة عن أبى عبدالله عليه السلام قال : انما الشفاء في علم القرآن لقوله : ( مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ ) لاهله لا شك فيه ولا مرية ، واهله ائمة الهدى الذين قال الله ( ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا ) (4)
  155 ـ عن محمد بن ابى حمزة رفعه إلى ابي جعفر عليه السلام قال : نزل جبرئيل على محمد عليه وآله السلام بهذه ( ولا يزيد الظالمين آل محمد حقهم الا خسارا ) (5)
  156 ـ عن صالح بن الحكم قال : سئل وانا عنده عن البيع فقال : صل فيها ما انظفها

--------------------
(1) البحار ج 3 : 303 ، البرهان ج 2 : 440 .
(2) البرهان ج 2 : 442 .
(3) البرهان ج 2 : 442 ، البحار ج 16 ( م ) : 34 .
(4 ـ 5) البرهان ج 2 : 442 ، الصافى ج 1 : 987 .

تفسير العياشي (الجزء الثاني) _ 316 _

  قد رايتها وانا عندكم ، قال : اصلى فيها وهم يصلون فيها ، قال : صل إلى قبلتك ودعهم يصلون حيث شاؤا ، أما تقرء هذه الآية ( قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِهِ فَرَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَنْ هُوَ أَهْدَى سَبِيلاً ) (1) .
  157 ـ عن حماد عن صالح بن الحكم قال : سمعت ابا عبدالله عليه السلام يقول : وقد سئل عن الصلوة في البيع والكنائس ؟ فقال : صل فيها فقد رأيتها وما انظفها قال : فقلت : اصلى فيها وان كانوا يصلون فيها ؟ فقال : صل فيها وان كانوا يصلون فيها اما تقرأ القرآن ( قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِهِ فَرَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَنْ هُوَ أَهْدَى سَبِيلاً ) صل إلى القبلة ودعهم (2) .
  158 ـ عن ابى هاشم قال : سألت ابا عبدالله عليه السلام عن الخلود في الجنة والنار فقال : انما خلد اهل النار في النار لان نياتهم كانت في الدنيا ان لو خلدوا فيها ان يعصوا الله أبدا ، وانما خلد اهل الجنة في الجنة لان نياتهم كانت في الدنيا ان لو بقوا فيها ان يطيعوا الله أبدا ، فبالنيات خلد هؤلاء وهؤلاء ، ثم تلا قوله : ( قل كل يعمل على شاكلته ) قال : على نيته (3) .
  159 ـ عن زرارة قال : سألت ابا جعفر عليه السلام عن قول الله : ( يَسْأَلُونَكَ عَنْ الرُّوحِ قُلْ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي ) قال : خلق من خلق الله ، والله يزيد في الخلق ما ما يشاء (4) .
  160 ـ عن زرارة وحمران عن ابى جعفر وابى عبدالله عليهما السلام عن قوله تعالى : ( يسئلونك عن الروح ) قالا : ان الله تبارك وتعالى أحد صمد ، والصمد الشئ الذى ليس له جوف ، فانما الروح خلق من خلقه له بصر وقوة وتأييد ، يجعله في قلوب الرسل والمؤمنين (5) .

--------------------
(1 ـ 2) البرهان ج 2 : 444 ، البحار ج 18 : 123 ، الصافى ج 1 : 987 .
(3) البرهان ج 2 : 444 ، الصافى ج 1 : 987 .
(4) البرهان ج 2 : 444 ، البحار ج 14 : 398 .
(5) البرهان ج 2 : 445 ، البحار ج 2 : 108 .

تفسير العياشي (الجزء الثاني) _ 317 _

  161 ـ عن ابى بصير قال : سمعت ابا عبدالله عليه السلام يقول : ( يَسْأَلُونَكَ عَنْ الرُّوحِ قُلْ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي ) قال : خلق عظيم اعظم من جبرئيل وميكائيل لم يكن مع أحد ممن مضى غير محمد عليه وآله السلام ، ومع الائمة يسددهم وليس كما طلب وجد (1) .
  162 ـ وفى رواية ابى ايوب الخزاز قال : أعظم من جبرئيل وليس كما ظننت (2) .
  163 ـ عن ابى بصير عن احدهما قال : سألته عن قوله : ( يَسْأَلُونَكَ عَنْ الرُّوحِ قُلْ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي ) ما الروح ؟ قال : التى في الدواب والناس ، قلت : وما هى ؟ قال : هى من الملكوت من القدرة (3) .
  164 ـ عن عمرو بن شمر عن جابر عن ابى جعفر عليه السلام في قول الله ( وَمَا أُوتِيتُمْ مِنْ الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً ) قال : تفسيرها في الباطن انه لم يؤت العلم الا اناس يسير ، فقال : ( وَمَا أُوتِيتُمْ مِنْ الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً ) منكم (4) .
  165 ـ عن اسباط بن سالم عن أبى عبدالله عليه السلام قال خلق اعظم من جبرئيل و ميكائيل مع الائمة يفقههم وهو من الملكوت (5) .
  166 ـ عن ابى حمزة عن ابى جعفر عليه السلام قال : نزل جبرئيل بهذه الايات هكذا ( فأبى اكثر الناس ولاية على الا كفورا ) (6)
  167 ـ عن عبدالحميد بن أبى الديلم عن ابى عبدالله عليه السلام ( قَالُوا أَبَعَثَ اللَّهُ بَشَراً رَسُولاً ) قالوا : ان الجن كانوا في الارض قبلنا ، فبعث الله اليهم ملكا ، فلو اراد الله ان يبعث الينا لبعث الله ملكا من الملئكة ، وهو قول الله : ( وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَنْ يُؤْمِنُوا إِذْ جَاءَهُمْ الْهُدَى إِلاَّ أَنْ قَالُوا أَبَعَثَ اللَّهُ بَشَراً رَسُولاً ) (7) .

--------------------
(1 ـ 4) البرهان ج 2 : 445 ، الصافى ج 1 : 988 .
(5) البرهان ج 2 : 445 .
(6) البرهان ج 2 : 445 ، البحار ج 9 : 102 ، الصافى ج 1 : 989 .
(7) البرهان ج 2 : 451 .

تفسير العياشي (الجزء الثاني) _ 318 _

  168 ـ عن ابراهيم بن عمر رفعه إلى أحدهما في قول الله : ( وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى وَجُوهِهِمْ ) قال : على جباههم (1) .
  169 ـ عن بكر بن بكر رفع الحديث إلى على بن الحسين عليه السلام قال : ان في جهنم لواديا يقال له سعير اذا خبت جهنم فتح بسعيرها وهو قول الله : ( كُلَّمَا خَبَتْ زِدْنَاهُمْ سَعِيراً ) (2) .
  170 ـ عن سلام عن ابى جعفر عليه السلام في قوله : ( وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى تِسْعَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ ) قال : الطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم والحجر والبحر و العصا ويده (3) .
  171 ـ عن العباس بن معروف عن أبى الحسن الرضا عليه السلام ذكر قول الله يا فرعون يا عاصى (4)
  172 ـ عن المفضل قال : سمعته يقول وسئل عن الامام : هل عليه أن يسمع من خلفه وان كثروا ؟ قال : يقرا قراءة وسطا يقول الله تبارك وتعالى ( وَلا تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ وَلا تُخَافِتْ بِهَا ) (5)
  173 ـ عن سماعة بن مهران عن أبى عبدالله عليه السلام في قول الله : ( وَلا تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ وَلا تُخَافِتْ بِهَا ) قال : المخافة ما دون سمعك ، والجهر أن ترفع صوتك شديدا (6) .
  174 ـ عن عبدالله بن سنان قال : سألت أبا عبدالله عليه السلام عن الامام هل عليه أن يسمع من خلفه وان كثروا ؟ قال : ليقرأ قراءة وسطا ، ان الله يقول : ( وَلا تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ وَلا تُخَافِتْ بِهَا ) (7) .
  175 ـ عن زرارة وحمران ومحمد بن مسلم عن أبى جعفر وابى عبدالله عليه السلام في قوله تعالى : ( وَلا تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ وَلا تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً ) قال : كان رسول الله صلى الله عليه وآله اذا كان بمكة جهر بصوته ، فيعلم بمكانه المشركون فكانوا يؤذونه ،

--------------------
(1) البرهان ج 6 : 451 ، الصافى ج 1 : 996 ، البحار ج 3 : 236 .
(2) البرهان ج 6 : 451 ، الصافى ج 1 : 996 ، البحار ج 3 : 375 .
(3) البرهان ج 2 : 452 ، الصافى ج 1 : 997 ، البحار ج 5 : 255 .
(4) البحار ج 5 : 255 ، البرهان ج 2 : 452 .
(5 ـ 7) البحار ج 18 : 349 ، البرهان ج 2 : 453 ، الصافى ج 1 : 999 .

تفسير العياشي (الجزء الثاني) _ 319 _

  فأنزلت هذه الاية عند ذلك (1) .
  176 ـ عن ابى بصير عن أبى عبدالله عليه السلام في قوله : ( وَلا تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ وَلا تُخَافِتْ بِهَا ) قال : نسختها ( فاصدع بما تؤمر ) (2) .
  177 ـ عن سليمان عن أبى عبدالله عليه السلام في قول الله تعالى : ( وَلا تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ وَلا تُخَافِتْ بِهَا ) فقال : الجهر بها رفع الصوت ، والمخافة ما لم تسمع اذناك ، وما بين ذلك قدر ما يسمع اذنيك (3) .
  178 ـ عن أبى حمزة الثمالى عن أبى جعفر عليه السلام قال : سألته عن قول الله : ( وَلا تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ وَلا تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً ) قال : تفسيرها ولا تجهر بولاية على ولا بما اكرمته به ، حتى آمرك بذلك ( ولا تخافت بها ) يعنى ولا تكتمها عليا وأعلمه ما اكرمته به (4) .
  179 ـ عن الحلبى عن بعض اصحابنا عنه قال قال أبوجعفر عليه السلام لابى عبدالله عليه السلام يا بنى عليك بالحسنة بين السيئتين تمحوهما ، قال : وكيف ذلك يا أبه ؟ قال : مثل قول الله : ( ولا تجهر بصلوتك ولا تخافت بها ) لا تجهر بصوتك سيئة ، ولا تخافت بها سيئة وابتغ بين ذلك سبيلا حسنة ومثل قوله : ( وَلا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ ) ومثل قوله : ( وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا ) فاسرفوا سيئة واقتروا سيئة (5) وكان بين ذلك قواما حسنة ، فعليك بالحسنة بين السيئتين (6) .
  180 ـ عن جابر عن أبى جعفر عليه السلام قال : سألته عن تفسير هذه الآية في قول الله ( وَلا تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ وَلا تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً ) قال : لا تجهر بولاية على فهو الصلوة ، ولا بما اكرمته به حتى آمرك به ، وذلك قوله : ( ولا تجهر بصلوتك ) واما قوله ( ولا تخافت بها ) فانه يقول : ولا تكتم ذلك عليا يقول : أعلمه ما اكرمته

--------------------
(1 ـ 3) البحار ج 18 : 349 ، البرهان ج 2 : 453 الصافى ج 1 : 999 .
(4) البرهان ج 2 : 453 ، الصافى ج 1 : 999 ، البحار ج 9 : 102 .
(5) وفى البرهان ( فاذا اسرفوا سيئة واذا اقتروا اه ) .
(6) البرهان ج 2 : 453 ، الصافى ج 1 : 999 ، البحار ج 18 : 349 .

تفسير العياشي (الجزء الثاني) _ 320 _

  به فاما قوله : ( وابتغ بين ذلك سبيلا ) يقول : تسئلنى ان آذن ذلك أن تجهر بأمر على بولايته ، فآذن له باظهار ذلك يوم غدير خم ، فهو قوله يومئذ ، اللهم من كنت مولاه فعلى مولاه ، اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه (1) .
  181 ـ عن النوفلى عن السكونى عن جعفر بن محمد أبيه عليهما السلام قال : قال النبى صلى الله عليه وآله وقد فقد رجلا ، فقال : ما ابطأ بك عنا ؟ فقال : السقم والعيال فقال : الا اعلمك بكلمات تدعو بهن يذهب الله عنك السقم وينفى عنك الفقر ؟ تقول : لا حول ولا قوة الا بالله العلى العظيم ، توكلت على الحى الذى لا يموت والحمد لله الذى لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن له ولى من الذل وكبره تكبيرا (2) .
  181 ـ عن عبدالله بن سنان قال شكوت إلى أبى عبدالله عليه السلام فقال : ألا اعلمك شيئا اذا قلته قضى الله دينك وانعشك وأنعش حالك ؟ (3) فقلت : ما أحوجنى إلى ذلك ، فعلمه هذا الدعاء قل في دبر صلوة الفجر ( توكلت على الحى الذى لا يموت والحمد لله الذى لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن له ولى من الذل وكبره تكبيرا ، اللهم انى أعوذ بك من البؤس والفقر ومن غلبة الدين والسقم واسئلك أن تعيننى على اداء حقك اليك والى الناس ) (4)

--------------------
(1) الصافى ج 1 : 999 ، البحار ج 9 : 102 ، البرهان ج 2 : 454 .
(2) البرهان ج 2 : 454 ، البحار ج 19 ( ج 2 ) : 267 .
(3) نعشه الله نعشا : رفعه واقامه ، تداركه من هلكة ، جبره بعد فقر وسد فقره .
(4) البرهان ج 2 : 454 ، البحار ج 19 ( ج 2 ) : 269 .

تفسير العياشي (الجزء الثاني) _ 321 _

  ـ تفسير العياشى مجلد : 2 من ص 321 سطر 1 الى ص 330 سطر 25

بسم الله الرحمن الرحيم

من سورة الكهف

  1 ـ عن الحسن بن على بن أبى حمزة عن أبيه عن أبى عبدالله عليه السلام قال : من قرأ سورة الكهف في كل ليلة جمعة لم يمت الا شهيدا ويبعثه الله مع الشهداء وأوقف يوم القيمة مع الشهداء (1)
  2 ـ عن البرقى عمن رواه رفعه عن أبى بصير عن أبى جعفر عليه السلام ( لِيُنذِرَ بَأْساً شَدِيداً مِنْ لَدُنْهُ ) قال : البأس الشديد : على وهو من لدن رسول الله عليه وآله السلام ، قاتل معه عدوه ، فذلك قوله : ( لِيُنذِرَ بَأْساً شَدِيداً مِنْ لَدُنْهُ ) (2)   3 ـ عن الحسن بن صالح قال : قال لى أبوجعفر عليه السلام : لا تقرأ يبشر انما البشر بشر الاديم قال : فصليت بعد ذلك خلف الحسن فقرأ تبشر (3)
  4 ـ عن أبى بصير عن أبى عبدالله عليه السلام قال : ان أصحاب الكهف اسروا الايمان واظهروا الكفر ، فآجرهم الله مرتين (4)
  5 ـ عن محمد عن أحمد بن على عن أبى عبدالله عليه السلام في قوله ( أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَباً ) قال : هم قوم فروا وكتب ملك ذلك الزمان بأسمائهم وأسماء آبائهم وعشايرهم في صحف من رصاص فهو قوله ( أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ ) (5)

--------------------
(1) البرهان ج 2 : 455 البحار ج 19 : 70 ، مجمع البيان ج 3 : 447 ، الوسائل ج 1 : ابواب الجمعة باب 53
(2) البرهان ج 2 : 455 ، الصافى ج 2 : 2 .
(3) البرهان ج 2 : 455
(4) البرهان ج 2 : 456 ، البحار ج 5 : 434 .
(5) البرهان ج 2 : 456 ، البحار ج 5 : 434 ، الصافى ج 2 : 4 .

تفسير العياشي (الجزء الثاني) _ 322 _

  6 ـ عن أبى بكر الحضرمى عن أبى عبدالله عليه السلام قال : خرج أصحاب الكهف على غير معرفة ولا ميعاد ، فلما صاروا في الصحراء اخذوا بعضهم على بعض العهود و المواثيق ، فأخذ هذا على هذا ، وهذا على هذا ، ثم قالوا : اظهروا أمركم ، فاظهروه فاذا هم على أمر واحد (1)
  7 ـ عن درست عن أبى عبدالله عليه السلام انه ذكر أصحاب الكهف فقال : كانوا صيارفة كلام ولم يكونوا صيارفة دراهم (2) .

--------------------
(1) البرهان ج 2 : 456 ، البحار ج 5 : 434 .
(2) البرهان ج 2 : 456 ، الصافى ج 2 : 7 . البحار ج 5 : 434 ، والصرف هو بيع النقود كبيع الذهب بالفضة او الدينار بالدرهم ، وصيارفة جمع الصيرفى وهو النقاد والهاء للنسبة .
ثم ان المشهور كراهية بيع الصرف لانه يفضى إلى المحرم او المكروه غالبا ولعل هذا الخبر انما ورد ردا على من يرى اباحته متمسكا بعمل اصحاب الكهف وقد روى الكلينى وغيره بالاسناد عن سدير الصيرفى قال قلت لابى جعفر عليه السلام حديث بلغنى عن الحسن البصرى فان كان حقا فانا لله وانا اليه راجعون ! قال : وما هو ؟ قلت : بلغنى ان الحسن البصرى كان يقول : لو غلى دماغه من حر الشمس ما استظل بحائط صيرفى ، ولو تفرث كبده عطشا لم يستسق من دار صيرفى ماءا ، وهو عملى وتجارتى ، وعليه نبت لحمى ودمى ، ومنه حجى وعمرتى فجلس ثم قال : كذب الحسن خذ سواءا واعط سواءا فاذا حضرت الصلوة دع ما بيدك وانهض إلى الصلوة ، أما علمت ان اصحاب الكهف كانوا صيارفة ؟ ! .
وقال المجلسى رحمه الله بعد نقل الخبر عن الكافى : لعله عليه السلام انما ذكر ذلك الزاما عليهم حيث ظنوا انهم كانوا صيارفة الدراهم لئلا ينافى ما سبق ( ومراده مما سبق رواية العياشى وغيره مما ورد فيه التصريح بانهم كانوا صيارفة الكلام ولم يكونوا صيارفة الدراهم ) .
وقال الصدوق رحمه الله في الفقيه بعد ايراد الخبر : يعنى صيارفة الكلام ولم يعن صيارفة الدراهم وذكر المجلسى رحمه الله في الوجه على حمل الصدوق الخبر على هذا المعنى وجوها يطول المقام بذكرها وعلى الطالب ان يطلبها .
وعن بعض شراح الحديث انه قال : المعنى كأن الامام قال لسدير : ما لك ولقول الحسن البصرى اما علمت ان اصحاب الكهف كانوا صيارفة الكلام ونقدة الاقاويل ، فانتقدوا ما قرع اسماعهم فاتبعوا الحق ورفضوا الباطل ولم يسمعوا امانى اهل الضلال واكاذيب رهط النفاهة ، فأنت ايضا كن صيرفيا لما يبلغك من الاقاويل فانتقده آخذا بالحق رافضا للباطل وليس المراد انهم كانوا صيارفة الدارهم كما هو المتبادر إلى بعض الاوهام لانهم كانوا فتية من اشرف الروم مع عظم شأنهم وكبر خطرهم .

تفسير العياشي (الجزء الثاني) _ 323 _

  8 ـ عن عبيد الله بن يحيى عن أبى عبدالله عليه السلام انه ذكر أصحاب الكهف فقال : لو كلفكم قومكم ما كلفهم قومهم ، فقيل له : وما كلفهم قومهم ؟ فقال : كلفوهم الشرك بالله العظيم ، فأظهروا لهم الشرك وأسروا الايمان حتى جائهم الفرج (1)
  9 ـ عن درست عن أبى عبدالله عليه السلام قال : ما بلغت تقية أحد ما بلغت تقية أصحاب الكهف كانوا ليشدون الزنانير ويشهدون الاعياد وأعطاهم الله أجرهم مرتين (2)
  10 ـ عن الكاهلى عن أبى عبدالله عليه السلام قال : ان اصحاب الكهف كانوا اسروا الايمان وأظهروا الكفر ، وكانوا على اجهار الكفر أعظم اجرا منهم على الاسرار بالايمان (3)
  11 ـ عن سليمان بن جعفر النهدى قال : قال لى جعفر بن محمد : يا سليمان من الفتى ؟ قال : قلت له جعلت فداك الفتى عندنا الشاب ، قال لى : أما علمت ان أصحاب الكهف كانوا كلهم كهولا فسماهم الله فتية بايمانهم ، ياسليمان من آمن بالله واتقى فهو الفتى (4)
  12 ـ عن أبى عمرو الزبيرى عن أبى عبدالله عليه السلام قال : قلت له : قد فهمت نقصان الايمان وتمامه فمن أين جاءت زيادته ؟ وما الحجة فيها ؟ قال : قول الله : ، ( وَإِذَا مَا أُنزِلَتْ

--------------------
(1 ـ 4) البحار ج 5 : 434 ، البرهان ج 2 : 457 ، الصافى ج 2 : 6 ـ 7 .

تفسير العياشي (الجزء الثاني) _ 324 _
  سُورَةٌ فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَذِهِ إِيمَاناً ) إلى قوله ( رجسا إلى رجسهم ) وقال ( نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُمْ بِالْحَقِّ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى ) ولو كان كله واحدا لا زيادة فيه ولا نقصان لم يكن لاحد منهم فضل على أحد ولا يستوى النعمة فيه ولا يستوى الناس ، وبطل التفضيل ، ولكن بتمام الايمان دخل المؤمنون الجنة ، وبالزيادة في الايمان تفاضل المؤمنون بالدرجات عند الله ، وبالنقصان منه دخل المفرطون النار (1) .
  13 ـ عن محمد بن سنان عن البطيخى عن ابى جعفر عليه السلام في قول الله : ( لَوْ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَاراً وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْباً ) قال : ان ذلك لم يعن به النبى صلى الله عليه وآله ، انما عنى به المؤمنون بعضهم لبعض ، لكنه حالهم التى هم عليها (2)
  14 ـ عن عبدالله بن ميمون عن أبى عبدالله عليه السلام عن ابيه على بن ابيطالب صلوات الله عليه قال : اذا حلف الرجل بالله فله ثنياها (3) إلى اربعين يوما وذلك ان قوما من اليهود سألوا النبى صلى الله عليه وآله عن شئ ، فقال : ائتونى غدا ولم يستثن حتى اخبركم فاحتبس عنه جبرئيل عليه السلام أربعين يوما ثم اتاه ، وقال : ( وَلا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَداً * إِلاَّ أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذَا نَسِيتَ ) (4)
  15 ـ عن ابى حمزة عن ابى جعفر عليه السلام ذكر ان آدم لما أسكنه الله الجنة ، فقال له : يا آدم لا تقرب هذه الشجرة ، فقال : نعم يا رب ولم يستثن ، فأمر الله نبيه فقال : ( وَلا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَداً * إِلاَّ أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذَا نَسِيتَ ) ولو بعد سنة (5) .
  16 ـ وفى رواية عبدالله بن ميمون عن أبى عبدالله عليه السلام في قوله : ( ولا تقولن

--------------------
(1) البرهان ج 2 : 456 .
(2) البحار ج 5 : 434 ، البرهان ج 2 : 457 .
(3) الثنيا ـ بالضم مع القصر ـ : الاسم من الاستثناء .
(4 ـ 5) البحار ج 16 : 84 ـ 85 وج 24 : 147 ، البرهان ج 2 : 464 ، الصافى ج 2 : 10 ـ 11 .

تفسير العياشي (الجزء الثاني) _ 325 _

  لشئ اني فاعل ذلك غدا الا أن يشاء الله واذكر ربك اذا نسيت ) ان تقول الا من بعد الاربعين ، فللعبد الاستثناء في اليمين ما بينه وبين الاربعين يوما اذا نسى (1)
  17 ـ عن سلام بن المستنير عن أبى جعفر عليه السلام قال : قال الله : ( ولا تقولن لشئ انى فاعل ذلك غدا الا أن يشاء الله ) الا افعله فسبق مشية الله في ان لا افعله فلا أقدر على ان أفعله ، قال : فلذلك قال الله ( واذكر ربك اذا نسيت ) اى استثن مشية الله في فعلك (2)
  18 ـ عن زرارة ومحمد بن مسلم عن أبى جعفر وأبى عبدالله عليهما السلام في قول الله ( و اذكر ربك اذا نسيت ) قال اذا حلف الرجل فنسى أن يستثنى فليستثن اذا ذكر (3)
  19 ـ عن حمزة بن حمران قال : سألت أبا عبدالله عن قول الله : ( واذكر ربك اذا نسيت ) فقال : ان تستثنى ثم ذكرت بعد فاستثن حين تذكر (4)
  20 ـ عن عبدالله بن سليمان عن أبى عبدالله عليه السلام في قول الله ( واذكر ربك اذا نسيت ) قال : هو الرجل يحلف فنسى ان يقول : ان شاء الله فليقلها اذا ذكر (5)
  21 ـ عن أبى بصير عن أبى عبدالله عليه السلام قال : سألته عن قول الله ( ولا تقولن لشئ انى فاعل ذلك غدا الا أن يشاء الله ) قال : هو الرجل يحلف على الشى وينسى ان يستثنى فيقولن لافعلن كذا وكذا غدا أو بعد غد عن قوله ، ( عن قول كذا خ ) ( و اذكر ربك اذا نسيت ) (6)
  22 ـ عن حمزة بن حمران قال : سألته عن قول الله : ( واذكر ربك اذا نسيت ) قال : اذا حلفت ناسيا ، ثم ذكرت بعد فاستثنه حين تذكر (7)
  23 ـ عن القداح عن جعفر بن محمد عن أبيه عن على عليه السلام قال : الاستثناء في اليمين متى ما ذكر وان كان بعد أربعين صباحا ثم تلا هذه الآية ( واذكر ربك اذا نسيت ) (8)

--------------------
(1 ـ 8) البحار ج 16 : 84 ـ 85 و 24 : 147 ، البرهان ج 2 : 10644 الصافى ج 2 : 10 ـ 11 .