ـ تفسير العياشى مجلد : 2 من ص 231 سطر 1 الى ص 240 سطر 25
ان الله أمر ابراهيم أن ينزل اسمعيل بمكة ففعل ، فقال ابراهيم
( رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِناً وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الأَصْنَامَ ) فلم يعبد احد من ولد اسمعيل صنما قط ولكن العرب عبدة الاصنام وقالت بنوا سمعيل : هؤلاء شفعاءنا عند الله فكفرت ولم تعبد الاصنام
(1)
32 ـ عن أبى عبيدة عن أبى جعفر عليه السلام
(2) قال : من أحبنا فهو منا أهل البيت قلت : جعلت فداك منكم ؟ قال : منا والله ، اما سمعت قول ابراهيم عليه السلام :
( فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي ) (3) .
33 ـ عن محمد الحلبى عن أبيعبد الله عليه السلام قال : من اتقى الله منكم وأصلح فهو منا أهل البيت ، قال : منكم أهل البيت ؟ قال منا اهل البيت قال فيها ابراهيم : ( فمن تبعنى فانه منى ) قال عمر بن يزيد : قلت له من آل محمد ؟ قال : اى والله من آل محمد ، اى والله من أنفسهم اما تسمع الله يقول :
( إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ ) وقول ابراهيم : ( فمن تبعنى فانه منى )
(4)
34 ـ عن ابى عمرو الزبيرى عن أبى عبدالله عليه السلام قال : من تولى آل محمد وقدمهم على جميع الناس بما قدمهم من قرابة رسول الله صلى الله عليه وآله فهو من آل محمد لتوليه آل محمد لا انه من القوم بأعيانهم وانما هو منهم بتوليه اليهم واتباعه اياهم ، وكذلك حكم الله في كتابه :
( وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ ) وقول ابراهيم : ( فمن تبعنى فانه منى و من عصانى فانك غفور رحيم )
(5) .
35 ـ عن رجل ذكره عن أبى جعفر عليه السلام في قول الله :
( إِنِّي أَسْكَنتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ ) إلى قوله : ( لعلهم يشكرون ) قال : فقال أبوجعفر : نحن هم ونحن بقية تلك الذرية
(6) .
--------------------
(1) البرهان ج 2 : 318 ، الصافى ج 1 : 889 .
(2) وفى البرهان ( عن أبيعبيدة عن ابيعبد الله ) .
(3 ـ 4) البرهان ج 2 : 318 .
(5) البرهان ج 2 : 318 ، البحار ج 15 ( ج 1 ) : 111 .
(6) البرهان ج 2 : 319 ، الصافى ج 1 : 890 .
تفسير العياشي (الجزء الثاني)_ 232 _
36 ـ وفى رواية اخرى عن حنان بن سدير عنه : نحن بقية تلك العترة
(1) .
37 ـ عن الفضل بن موسى الكاتب عن أبى الحسن موسى بن جعفر عليه السلام قال : ان ابراهيم صلوات الله عليه لما اسكن اسمعيل صلوات الله عليه وهاجر مكة ودعهما
لينصرف عنهما بكيا ، فقال لهما ابراهيم : ما يبكيكما فقد خلفتكما في أحب الارض
إلى الله وفى حرم الله ؟ فقالت له هاجر : يا ابراهيم ما كنت أرى ان نبيا مثلك يفعل
ما فعلت ؟ قال : وما فعلت ؟ فقالت : انك خلفت امرأة ضعيفة وغلاما ضعيفا لا حيلة لهما
بلا أنيس من بشر ولا ماء يظهر ، ولا زرع قد بلغ ، ولا ضرع يحلب ؟ قال : فرق ابراهيم
ودمعت عيناه عندما سمع منها فأقبل حتى انتهى إلى باب بيت الله الحرام فأخذ
بعضادتى الكعبة ثم قال : ( اللهم انى اسكنت من ذريتى بواد غير ذى زرع عند بيتك
المحرم ربنا ليقيموا الصلوة فاجعل افئدة من الناس تهوى اليهم وارزقهم من الثمرات
لعلهم يشكرون ) .
قال أبوالحسن : فأوحى الله إلى ابراهيم ان اصعد أبا قبيس فناد في الناس : يا معشر الخلايق ان الله يأمركم بحج هذا البيت الذى بمكة محرما من استطاع اليه
سبيلا ، فريضة من الله ، قال : فصعد ابراهيم أبا قبيس فنادى في الناس بأعلى صوته
يامعشر الخلايق ان الله يأمركم بحج هذا البيت الذى بمكة محرما من استطاع اليه
سبيلا فريضة من الله ، قال : فمد الله لابراهيم في صوته حتى أسمع به أهل المشرق و
المغرب وما بينهما من جميع ما قدر الله وقضى في أصلاب الرجال من النطف وجميع
ما قدر الله وقضى في أرحام النساء إلى يوم القيمة ، فهناك يا فضل وجب الحج على جميع
الخلايق ، فالتلبية من الحاج في أيام الحج هى اجابة لنداء ابراهيم عليه السلام يومئذ
بالحج عن الله
(2) .
38 ـ عن أحمد بن محمد بن أبى نصر عن أبى الحسن الرضا عليه السلام قال : سمعته يقول : ان ابراهيم خليل الرحمن صلوات الله عليه سأل ربه حين أسكن ذريته الحرم قال :
--------------------
(1) البرهان ج 2 : 319 . الصافى ج 1 : 890 .
(2) البحار ج 5 : 142 . البرهان ج 2 : 320 .
تفسير العياشي (الجزء الثاني)
_ 233 _
رب ارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون ، فأمر الله تبارك وتعالى قطعة من الاردن حتى جاءت فطافت بالبيت سبعا ، ثم أمر الله ان تقول الطائف فسميت الطائف لطوافها بالبيت (1) .
39 ـ عن أبى جعفر في قوله تعالى : ( فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنْ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ ) اما انه لم يعن الناس كلهم أنتم اولئك ونظراؤكم انما مثلكم في الناس مثل الشعرة البيضاء في الثور الاسود او مثل الشعرة السوداء في الثور الابيض ، ينبغى للناس ان يحجوا هذا البيت ويعظموه لتعظيم الله اياه ، وان يلقونا (2) حيث كنا ، نحن الادلاء على الله (3) .
40 ـ عن ثعلبة بن ميمون عن ميسر عن أبى جعفر عليه السلام قال : ان أبانا ابراهيم كان مما اشترط على ربه فقال : ( رب اجعل افئدة من الناس تهوى اليهم ) (4)
41 ـ وفي رواية اخرى عنه قال : كنا في الفسطاط عند أبى جعفر عليه السلام نحو من خمسين رجلا ، قال : فجلس بعد سكوت كان منا طويلا فقال : ما لكم لا تنطقون
لعلكم ترون انى نبى ؟ لا والله ما أنا كذلك ، ولكن في قرابة من رسول الله صلى الله عليه وآله قريبة وولادة ، من وصلها وصله الله ، ومن أحبها أحبه الله ، من أكرمها أكرمه الله أتدرون أى البقاع أفضل عند الله منزلة ؟ فلم يتكلم أحد فكان هو الراد على نفسه ، فقال : تلك مكة الحرام التى رضيها لنفسه حرما وجعل بيته فيها .
ثم قال : أتدرون أى بقعة أفضل من مكة ؟ فلم يتكلم احد فكان هو الراد
على نفسه ، فقال : ما بين الحجر الاسود إلى باب الكعبة ذلك حطيم ابراهيم نفسه
الذى كان يذود فيه غنمه ويصلى فيه ، فوالله لو أن عبدا صف قدميه في ذلك المكان
قام النهار مصليا حتى يجنه الليل (5) وقام الليل مصليا حتى يجنه النهار ثم لم يعرف
--------------------
(1) البحار ج 5 : 142 ، البرهان ج 2 : 320 .
(2) وفى نسخة البرهان ( أن يأتونا ) مكان ( يلقونا ) .
(3) البحار ج 15 ( ج 1 ) : 125 ، البرهان ج 2 : 320 ، الصافى ج 1 : 890
(4) البرهان ج 2 : 320 .
(5) جنه الليل : ستره ، وفى نسخة ( يجيئه ) في الموضعين .
تفسير العياشي (الجزء الثاني)
_ 234 _
لنا حقا أهل البيت ، وحرمنا حقنا لم يقبل الله منه شيئا أبدا ، ان ابانا ابراهيم صلوات الله عليه كان فيما اشترط على ربه أن قال : ( فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنْ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ ) اما انه لم يقل الناس كلهم أنتم اولئك رحمكم الله ونظراؤكم ، انما مثلكم
في الناس مثل الشعرة البيضاء في الثور الاسوة ، أو الشعرة السوداء في الثور الابيض
وينبغى للناس ان يحجوا هذا البيت ، وان يعظموه لتعظيم الله اياه ، وان يلقونا اينما
كنا ، نحن الادلاء على الله (1) .
42 ـ وفى خبر اخر : أتدرون اى بقعة اعظم حرمة عند الله ؟ فلم يتكلم احد
وكان هو الراد على نفسه فقال : ذلك ما بين الركن الاسود والمقام إلى باب الكعبة
ذلك حطيم اسمعيل الذى كان يذود فيه غنمه ثم ذكر الحديث (2)
43 ـ عن الفضيل بن يسار عن أبى جعفر عليه السلام قال : انظر إلى الناس يطوفون حول الكعبة ، فقال : هكذا كانوا يطوفون في الجاهلية ، انما أمروا ان يطوفوا ثم
ينفروا الينا فيعلمونا ولايتهم ، ويعرضون علينا نصرتهم ثم قرأ هذه الاية ( فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنْ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ ) فقال : آل محمد آل محمد ، ثم قال : الينا الينا (3) .
44 ـ عن السدى قال : سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقرأ ( ربنا انك تعلم ما نخفى وما نعلن وما يخفى على الله من شئ ) شأن اسمعيل وما اخفى اهل البيت (4) .
45 ـ عن حريز بن عبدالله عمن ذكره عن أحدهما انه كان يقرأ هذه الاية
( رب اغفر لى ولولدى ) يعنى اسمعيل واسحق (5) .
46 ـ وفى رواية اخرى عمن ذكره عن احدهما انه قرأ ( رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ )
--------------------
(1 ـ 2) البرهان ج 2 : 320 ، البحار ج 15 ( ج 1 ) : 125 .
(3) البرهان ج 2 : 320 ، البحار ج 15 ( ج 1 ) : 125 ، الصافى ج 1 : 892 .
(4) البرهان ج 2 : 321 .
(5) البرهان ج 2 : 321 ، البحار ج 5 : 132 ، الصافى ج 1 : 893 .
تفسير العياشي (الجزء الثاني)
_ 235 _
قال : آدم وحوا (1) .
47 ـ عن جابر قال : سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول الله : ( رب اغفر لى ولوالدى ) قال : هذه كلمة صحفها الكتاب ، انما كان استغفاره لابيه عن موعدة وعدها اياه وانما قال : ( رب اغفر لى ولولدى ) يعنى اسمعيل واسحق ، والحسن والحسين والله
ابنا رسول الله صلى الله عليه وآله (2)
48 ـ عن محمد بن مسلم عن أبى جعفر عليه السلام في قوله : ( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ ) انما هى طاعة الامام وطلبوا القتال فلما كتب عليهم القتال مع الحسين ( قالوا ربنا لولا اخرتنا إلى اجل قريب نجب دعوتك ونتبع الرسل ) ارادوا تأخير ذلك إلى القائم عليه السلام (3)
49 ـ عن سعد بن عمر (4) عن غير واحد ممن حضر ابا عبدالله عليه السلام ورجل يقول قد ثبت دار صالح ودار عيسى بن على ذكر دور العباسيين فقال رجل : اراناها الله خرابا أو خربها بأيدنا ، فقال له ابوعبدالله عليه السلام : لا تقل هكذا ، بل يكون مساكن القائم واصحابه ، لما سمعت الله يقول : ( وَسَكَنتُمْ فِي مَسَاكِنِ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ ) (5) .
50 ـ عن جميل بن دارج قال : سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول : ( إِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ ) وان كان مكروا العباس (6) بالقائم لتزول منه قلوب الرجال (7)
51 ـ عن الحارث عن على بن أبيطالب عليه السلام قال : ان نمرود أراد أن ينشر
--------------------
(2 ـ 1) البرهان ج 2 : 321 ، البحار ج 5 : 132
(3) البرهان ج 2 : 321 ، البحار ج 13 : 137 .
(4) وفى نسخة ( مسعدة ) بدل ( سعد ) وفى اخرى ( عثمان ) مكان ( عمر ) .
(6) كذا في المخطوطتين لكن في نسخة البرهان هكذا ( وان مكر بنى العباس
51 ) وهو الظاهر .
(7) البرهان ج 2 : 321 .
تفسير العياشي (الجزء الثاني)
_ 236 _
إلى ملك السماء فأخذ نسورا أربعة
(1) فرباهن ـ حتى كن نشاطا ـ
(2) وجعل تابوتا من خشب وأدخل فيه رجلا ، ثم شد قوائم النسور بقوائم التابوت ، ثم أطارهن ثم جعل في وسط التابوت عمودا وجعل في رأس العمود لحما فلما راى النسور اللحم طرن وطرن بالتابوت والرجل ، فارتفعن إلى السماء فمكث ما شاء الله ثم ان
الرجل أخرج من التابوت رأسه فنظر إلى السماء فاذا هى على حالها ونظر إلى الارض
فاذا هو لا يرى الجبال الا كالذر ، ثم مكث ساعة فنظر إلى السماء فاذا هى على
حالها ، ونظر إلى الارض فاذا هو لا يرى الا الماء ، ثم مكث ساعة فنظر إلى السماء فاذا هى على حالها ونظر إلى الارض فاذا هو لا يرى شيئا ، فلما ترى سفل العمود
(3) وطلبت النسور اللحم وسمعت الجبال هدة النسور فخافت من امر السماء
(4) وهو قول الله :
( إِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ ) (5) .
52 ـ عن ثوير بن أبى فاختة عن على بن الحسين عليه السلام قال : ( تبدل الارض غير الارض ) يعنى بأرض لم تكتسب عليها الذنوب بارزة ، ليست عليها جبال ولا
--------------------
(1) النسور جمع النسر : طائر حاد البصر واشد الطيور ارفعها طيرانا ، واقواها
جناحا وليس في سباع الطير اكبر جثة منه ويقال له ( ابوالطير ) وبالفارسية
( كركس ) .
(2) ما بين المعقفتين ليس في نسخة البحار وكان في نسخة الاصل ( نشاكم )
بدل ( نشاطا ) .
(3) وفى البرهان ( فلما نزل اللحم إلى سفل العمود اه ) .
(4) كذا في المخطوطين ونسخة البرهان باختلاف يسير ذكرناه لكن في نسخة
البحار اختلاف وزيادة بعد قوله : فاذا هو لا يرى شيئا اه وها هى : ( ثم وقع في ظلمة لم ير ما فوقه وما تحته ففزع فالقى اللحم فأتبعه النسور منقضات فلما نظرت الجبال اليهن وقد أقبلن منقضات وسمعت حفيفهن فزعت وكادت ان تزول مخافة امر ( وفى نسخة من امر ( السماء اه )
(5) البرهان ج 2 : 321 ، البحار ج 5 : 123 .
تفسير العياشي (الجزء الثاني)
_ 237 _
نبات (1) كما دحاها أول مرة (2) .
53 ـ عن زرارة قال : سألت ابا جعفر عليه السلام (3) عن قول الله : ( يَوْمَ تُبَدَّلُ الأَرْضُ غَيْرَ الأَرْضِ ) قال : تبدل خبزة نقية يأكل الناس منها حتى يفرغ من الحساب ، قال الله : ( وَمَا جَعَلْنَاهُمْ جَسَداً لا يَأْكُلُونَ الطَّعَامَ ) (4)
45 ـ عن محمد بن هاشم عمن أخبره عن أبى جعفر عليه السلام قال : قال له الابرش الكلبى (5) بلغنى انك قلت في قول الله : ( يَوْمَ تُبَدَّلُ الأَرْضُ غَيْرَ الأَرْضِ ) انها تبدل خبزة ؟ فقال أبوجعفر عليه السلام : صدقوا تبدل الارض خبزة نقية في الموقف يأكلون منها ، فضحك الابرش وقال : أما لهم شغل بما هم فيه عن أكل الخبز فقال ويحك في أى المنزلتين هم اشد شغلا وأسوء حالا ، اذا هم في الموقف او في النار يعذبون ؟ فقال : لا في النار فقال : ويحك وان الله يقول : ( لآكِلُونَ مِنْ شَجَرٍ مِنْ زَقُّومٍ * فَمَالِئُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ * فَشَارِبُونَ عَلَيْهِ مِنْ الْحَمِيمِ * فَشَارِبُونَ شُرْبَ الْهِيمِ ) قال : فسكت (6) .
55 ـ وفى خبر آخر عنه فقال : وهم في النار لا يشغلون عن اكل الضريع وشرب
الحميم وهم في العذاب ، فكيف يشتغلون عنه في الحساب ؟ (7) .
--------------------
(1) وفى نسخة البحار ( النبك ) ونقل المجلسى في بيانه عن الفيروز آبادى
النبكة محركة وتسكن : اكمة محددة الرأس وربما كانت حمراء ، وارض فيها صعود
وهبوط ، او التل الصغير ، والجمع نبك ونبك ( محركة ) ونبوك انتهى .
ثم قال : لا ينافى هذا الخبر ما مر وما سيأتى اذ كونها مستوية لا ينافى كون كلها او
بعضها من خبز فتكون المغايرة مرادة على الوجهين معا .
(2) البرهان ج 2 : 323 ، البحار ج 3 : 221 ، الصافى ج 1 : 894 .
(3) وفى البرهان ( أبا عبدالله عليه السلام ) مكان ( ابا جعفر عليه السلام )
(4) البحار ج 3 : 221 ، البرهان ج 2 : 323 .
(5) هو أبومجاشع بن الوليد من علماء العامة كان من خواص هشام بن عبدالملك
وبقى إلى زمن المنصور وله مع منصور حكاية لطيفة ذكرها القمى رحمه الله في الكنى
والالقاب فراجع ان شئت .
(6 ـ 7) البرهان ج 2 : 323 ، البحار ج 3 : 221 .
تفسير العياشي (الجزء الثاني)
_ 238 _
56 ـ عن عبدالله بن سنان عن أبى عبدالله عليه السلام في قول الله : ( يوم تبدل الارض غير الارض ) قال : تبدل خبزة نقية يأكل منها حتى يفرغ فمن الحساب ، فقال
له قائل : انهم يومئذ في شغل عن الاكل والشرب ؟ فقال له : ابن آدم خلق أجوف
لا بد له من الطعام والشراب ، أهم أشد شغلا أم هم في النار فقد استغاثوا ؟ فقال :
( وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ ) (1) .
57 ـ عن محمد بن مسلم قال : سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول : لقد خلق الله في الارض منذ خلقها سبعة عالمين ليس هم من ولد آدم ، خلقهم من أديم الارض فاسكنوها واحدا بعد واحد مع عالمه ، ثم خلق الله آدم أبا هذا البشر وخلق ذريته منه ، ولا والله ما خلت الجنة من أرواح المؤمنين منذ خلقها الله ، ولا خلت النار من أراواح
الكافرين منذ خلقها الله لعلكم ترون انه اذا كان يوم القيامة وصير الله أبدان اهل
الجنة مع أرواحهم في الجنة ، وصير أبدان اهل النار مع أرواحهم في النار ، ان
الله تبارك وتعالى لا يعبد في بلاده ولا يخلق خلقا يعبدونه ويوحدونه ـ بلى والله ليخلقن خلقا من غير فحولة ولا أناث يعبدونه ويوحدونه ـ ويعظمونه ويخلق لهم ارضا تحملهم
وسماء تظلهم أليس الله يقول : ( يوم تبدل الارض غير الارض والسموات ) وقال الله :
( أَفَعَيِينَا بِالْخَلْقِ الأَوَّلِ بَلْ هُمْ فِي لَبْسٍ مِنْ خَلْقٍ جَدِيدٍ ) (2)
--------------------
(1) البرهان ج 2 : 323 ، البجار ج 3 : 221
(2) البحار ج 3 : 398 ، البرهان ج 2 : 324 ، الصافى ج 1 : 895 .
تفسير العياشي (الجزء الثاني)
_ 239 _