ـ تفسير العياشى مجلد : 2 من ص 251 سطر 1 الى ص 260 سطر 25
  40 ـ عن السدى عمن سمع عليا يقول : ( سبعا من المثانى ) فاتحة الكتاب (1) .
  41 ـ عن سماعة قال : قال أبوالحسن عليه السلام : ( ولقد آتيناك سبعا من المثانى و القرآن العظيم : قال : لم يعط الانبياء الا محمدا صلى الله عليه وآله وهم السبعة الائمة الذين يدور عليهم الفلك ، والقرآن العظيم محمد عليه وآله السلام (2) .
  42 ـ عن حماد عن بعض أصحابه عن أحدهما في قول الله ( لا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجاً مِنْهُمْ ) قال : ان رسول الله صلى الله عليه وآله نزل به ضيقة ـ فاستسلف من يهودى ـ (3) فقال اليهودى : والله ما لمحمد ثاغية ولا راغية (4) فعلى ما أسلفه ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : انى لامين الله في سمائه وأرضه ولو ائتمننى على شئ لاديته اليك قال : فبعث بدرقة له (5) فرهنها عنده ، فنزلت عليه : ( ولا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم زهرة الحيوة الدنيا ) (6) .
  43 ـ عن محمد بن مسلم عن أحدهما قال : في ( الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِينَ ) قال : هم قريش (7) .

--------------------
(1) البرهان ج 2 : 354 .
(2) البرهان ج 2 : 354 ، البحار ج 7 : 115 ، اثبات الهداة ج 3 : 52 ، وقال المحدث الحر العاملى رحمه الله : هؤلاء السبعة من جملة الاثنى عشر ، ولعل لهم امتيازا على الباقى من بعض الجهات والخصوصات والله اعلم ، والسبعة منهم غير منصوص على اعيانهم وهم عليه السلام اعلم بما أرادوا ( انتهى ) .
اقول : وقد مر شطر من الكلام في ذلك تحت رقم 36 فراجع وكأن اقرب الاقوال ما قاله الفيض رحمه الله في ذلك .
(3) استسلف : اقترض .
(4) ثغا الشاة : صوتت ، والثاغية : الشاة ، ورغا الناقة مثل ثغا والراغية : الناقة و قوله ماله ثاغية ولا راغية اى ماله شاة ولا بعير .
(5) الدرقة محركة : الترس من جلود ليس فيه خشب ولا عقب .
(6 ـ 7) البحار ج 4 : 61 ، البرهان ج 2 : 354 ـ 356 ، الصافى ج 1 : 913

تفسير العياشي (الجزء الثاني)_ 252 _

  44 ـ عن زرارة وحمران ومحمد بن مسلم عن أبى جعفر وابى عبدالله عليه السلام عن قوله ( الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِينَ ) قال : هم قريش (1) .
  45 ـ عن أبى بصير عن ابى جعفر عليه السلام في قوله : ( وَلا تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ وَلا تُخَافِتْ بِهَا ) قال : نسختها ( فاصدع بما تؤمر ) (2) .
  46 ـ عن ابان بن عثمان الاحمر رفعه قال : كان المستهزئين خمسة من قريش ، الوليد بن المغيرة المخزومى ، والعاص بن وائل السهمى ، والحارث بن حنظلة (3) والاسود بن عبد يغوث بن وهب الزهرى ، والاسود بن المطلب بن اسد ، فلما قال الله : ( إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ ) علم رسول الله انه قد أخزاهم فأماتهم الله بشر ميتات (4) .

--------------------
(1 ـ 2) البحار ج 4 : 61 ، البرهان ج 2 : 354 ـ 356 ، الصافى ج 3 : 913 .
(3) كذا في النسخ لكن في كثير من الروايات كرواية الصدوق رحمه الله والطبرسى في الاحتجاج والقمى رحمه الله في التفسير ( حارث بن طلاطله ) وفى تفسير المجمع ( حارث بن قيس ) .
(4) البرهان ج 2 : 61 ، البحار ج 4 : 61 ، الصافى ج 1 : 914 .
ثم انه قد ذكر في ساير الروايات كيفية قتلهم وميتتهم وان الله تعالى قتل كل واحد منهم بغير قتلة صاحبه في يوم واحد ولا بأس بذكر القصة مجملا فنقول : اما الوليد بن المغيرة فانه مر بسهم لرجل من خزاعة قد راشه ( اى الزق عليه الريش ) ووضعه في الطريق فاصاب اسفل عقبه قطعة من ذلك فانقطع أكحله حتى ادماه فمات و هو يقول : قتلنى رب محمد ، واما العاص بن وائل السهمى فانه خرج في حاجة له إلى موضع فتدهده تحته حجر فسقط فتقطع قطعة قطعة فمات وهو يقول : قتلنى رب محمد ، و اما الاسود بن عبد يغوث فانه خرج يستقبل ابنه زمعة فاستظل الشجرة فأتاه جبرئيل فأخذ رأسه فنطح به الشجرة فقال لغلامه : امنع هذا عنى ، فقال : ما ارى احدا يصنع بك شيئا الا نفسك ، فقتله وهو يقول : قتلنى رب محمد ، وقيل : انه اكل حوتا مالحا فاصابه العطش فلم يزل يشرب الماء حتى انشق بطنه فمات ، واما الاسود بن المطلب فان النبى صلى الله عليه وآله دعا عليه ان يعمى بصره وان يثكله ولده فلما كان في ذلك اليوم خرج حتى صار إلى موضع فأتاه جبرئيل بورقة خضراء ، فضرب بها وجه فعمى وبقى حتى اثكله الله ولده ، واما الحارث فانه خرج من بيته في السموم ( وهى الريح الحارة وقيل : الحر الشديد النافذ في المسام ) فتحول حبشيا فرجع إلى اهله فقال : انا الحارث فغضبوا عليه فقتلوه ، وهو يقول قتلنى رب محمد .
كل ذلك في ساعة واحدة وذلك انهم كانوا بين يدى رسول الله صلى الله عليه وآله فقالوا يا محمد ننتظر بك إلى الظهر فان رجعت عن قولك والا قتلناك ، فدخل النبى صلى الله عليه وآله منزله فأغلق عليه بابه مغتما لقولهم فأتاه جبرئيل عن الله من ساعته فقال : يا محمد السلام يقرء عليك السلام وهو يقول : اصدع بما تؤمر وأعرض عن المشركين اه .

تفسير العياشي (الجزء الثاني)_ 253 _

  47 ـ عن محمد بن على الحلبى عن ابى عبدالله عليه السلام قال : اكتتم رسول الله صلى الله عليه وآله بمكة سنين ليس يظهر ، وعلى معه وخديجة ، ثم امره الله أن يصدع بما يؤمر فظهر رسول الله صلى الله عليه وآله فجعل يعرض نفسه على قبائل العرب ، فاذا أتاهم قالوا : كذاب امض عنا (1) .

--------------------
(1) البرهان ج 2 : 356 ، الصافى ج 1 : 914 .

تفسير العياشي (الجزء الثاني)_ 254 _

بسم الله الرحمن الرحيم

من سورة النحل

  1 ـ عن محمد بن مسلم عن أبى جعفر عليه السلام قال : من قرأ سورة النحل في كل شهر دفع الله عنه المعرة في الدنيا (1) وسبعين نوعا من انواع البلاء اهونه الجنون والجذام والبرص ، وكان مسكنه في جنة عدن .
  وقال ابوعبدالله عليه السلام : وجنة عدن هى وسط الجنان (2) .
  2 ـ عن هشام بن سالم عن بعض أصحابنا عن ابى عبدالله عليه السلام قال : سألته عن قول الله : ( أَتَى أَمْرُ اللَّهِ فَلا تَسْتَعْجِلُوهُ ) قال : اذا اخبر الله النبى صلى الله عليه وآله بشئ إلى وقت فهو قوله : ( أَتَى أَمْرُ اللَّهِ فَلا تَسْتَعْجِلُوهُ ) حتى يأتى ذلك الوقت وقال : ان الله اذا أخبر ان شيئا كائن فكأنه قد كان (3) .
  3 ـ عن أبان بن تغلب عن أبى عبدالله عليه السلام : ان اول من يبايع القائم جبرئيل عليه السلام ينزل عليه في صورة طير أبيض فيبايعه ، ثم يضع رجلا علي البيت الحرام ورجلا على البيت المقدس ، ثم ينادى بصوت رفيع يسمع الخلائق : أتى امر الله فلا تستعجلوه (4) .
  4 ـ وفى رواية اخرى عن ابان عن أبى جعفر عليه السلام نحوه (5) .
  5 ـ عن الكاهلى قال : سمعت ابا عبدالله عليه السلام يذكر الحج فقال : ان رسول الله صلى الله عليه وآله قال : هو احد الجهادين هو جهاد الضعفاء ، ونحن الضعفاء ، انه ليس شئ أفضل من

--------------------
(1) المعرة : المساءة والاثم والاذى وفى نسختى البرهان والصافى ( المغرم ) و هو بمعنى الدين .
(2) البرهان ج 2 : 359 ، البحار ج 19 : 70 ، الصافى ج 1 : 948 .
(3) البحار ج 13 : 133 ، البرهان ج 2 : 360 ، الصافى ج 1 : 916 .
(4 ـ 5) البرهان ج 2 : 360 ، البحار ج 13 : 175 .

تفسير العياشي (الجزء الثاني)_ 255 _

  الحج الا الصلوة ، وفى الحج هيهنا صلوة ، وليس في الصلوة قبلكم حج ، لا تدع الحج وأنت تقدر عليه الا ترى انه تشعث فيه رأسك ويقشف فيه جلدك (1) وتمنع فيه من النظر إلى النساء ، انا هاهنا ونحن قريب ولنا مياه متصلة ، فما نبلغ الحج حتى يشق علينا فكيف أنتم في بعد البلاد ، وما من ملك ولا سوقة (2) يصل إلى الحج الا بمشقة من تغير مطعم او مشرب او ريح او شمس لا يستطيع ردها ، وذلك لقول الله ( وَتَحْمِلُ أَثْقَالَكُمْ إِلَى بَلَدٍ لَمْ تَكُونُوا بَالِغِيهِ إِلاَّ بِشِقِّ الأَنفُسِ إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ ) (3) .
  6 ـ عن زرارة عن أحدهما قال : سألته عن ابوال الخيل والبغال والحمير ؟ قال : فكرهها (4) فقلت : أليس لحمها حلال ؟ قال : فقال : أليس قد بين الله لكم ( وَالأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ ) وقال ـ في الخيل ـ ( وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً ) فجعل للاكل الانعام التى قص الله في الكتاب وجعل للركوب الخيل والبغال والحمير ، وليس لحومها بحرام ولكن الناس عافوها (5) .
  7 ـ عن المفضل بن صالح عن بعض اصحابه عن أحدهما عليهما السلام في قوله : ( وَعَلامَاتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ ) قال : هو امير المؤمنين عليه السلام (6) .
  8 ـ عن معلى بن خنيس عن أبى عبدالله عليه السلام في قوله : ( وَعَلامَاتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ ) قال : النجم رسول الله صلى الله عليه وآله ، والعلامات الاوصياء بهم يهتدون (7) .

--------------------
(1) شعث الشعر : تغير وتلبد لقلة تعهده بالدهن ، والقشف : يبس الجلد .
(2) السوقة : الرعية من الناس .
(3) البرهان ج 2 : 361 ، البحار ج 21 : 3 .
(4) في نسخة ( نكرهها ) .
(5) البحار ج 14 : 775 ، البرهان ج 2 : 361 وعاف الرجل الطعام والشراب و غيرهما عيفا : كرهه فلم يأكله او لم يشربه .
(6 ـ 7) البحار ج 7 : 108 ، البرهان ج 2 : 362 ، الصافى ج 1 : 919 ، اثبات الهداة ج 3 : 53 .

تفسير العياشي (الجزء الثاني)_ 256 _

  9 ـ عن أبى مخلد الخياط (1) قال قلت لابى جعفر عليه السلام : ( وَعَلامَاتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ ) قال : النجم محمد صلى الله عليه وآله والعلامات الاوصياء عليه السلام (2) .
  10 ـ عن محمد بن الفضيل عن ابى الحسن عليه السلام في قول الله : ( وَعَلامَاتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ ) قال : نحن العلامات والنجم رسول الله صلى الله عليه وآله (3) .
  11 ـ عن أبى بصير عن أبى عبدالله عليه السلام في قول الله : ( وَعَلامَاتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ ) قال هم الائمة (4) .
  12 ـ عن اسمعيل بن أبي زياد عن جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه عن على بن ابيطالب عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : ( وبالنجم هم يهتدون ) قال : هو الجدى لانه نجم لا تزول وعليه بناء القبلة ، وبه يهتدى أهل البر والبحر (5) .
  13 ـ عن اسمعيل بن أبى زياد عن أبى عبدالله عليه السلام في قوله : ( وَعَلامَاتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ ) قال : ظاهر (6) وباطن الجدى وعليه تبنى القبلة وبه يهتدى أهل البر والبحر لانه لا يزول (7) .
  14 ـ عن جابر عن أبى جعفر عليه السلام قال : سألته عن هذه الآية ( وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لا يَخْلُقُونَ شَيْئاً وَهُمْ يُخْلَقُونَ * أَمْوَاتٌ غَيْرُ أَحْيَاءٍ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ ) قال : الذين يدعون من دون الله الاول والثانى والثالث كذبوا رسول الله صلى الله عليه وآله بقوله والوا عليا واتبعوه ، فعادوا عليا ولم يوالوه ودعوا الناس إلى ولاية أنفسهم ، فذلك قول الله : ( والذين يدعون من دون الله ) قال : واما قوله : ( لا يخلقون شيئا ) فانه يعنى ( لا يعبدون شيئا وهم يخلقون ) فانه يعنى وهم يعبدون ، واما قوله ( أموات غير أحياء ) يعنى كفار غير مؤمنين ، واما قوله : ( وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ ) فانه يعنى انهم لا يؤمنون

--------------------
(1) وفى البرهان ( أبوخالد ) بدل ( أبومخلد ) ولكن الظاهر ما اخترناه .
(2 ـ 5) البحار ج 7 : 108 ـ 152 ، البرهان ج 2 : 362 ، الصافى ج 1 : 919 .
(6) وفى البحار ( له ظاهر اه ) .
(7) البرهان ج 2 : 362 ، البحار ج 7 : 108 ، الصافى ج 1 : 919 وقال الفيض رحمه الله في بيانه يعنى معناه الظاهر الجدى والباطن رسول الله صلى الله عليه وآله .

تفسير العياشي (الجزء الثاني)_ 257 _

  انهم يشركون ، الهكم اله واحد ، فانه كما قال الله ، واما قوله : ( الذين لا يؤمنون ) فانه يعنى لا يؤمنون بالرجعة انها حق ، واما قوله ( قلوبهم منكرة ) فانه يعنى قلوبهم كافرة واما قوله : ( وهم مستكبرون ) فانه يعنى عن ولاية علي مستكبرون ، قال الله لمن فعل ذلك وعيدا منه ( لا جرم ان الله يعلم ما يسرون وما يعلنون انه لا يحب المستكبرين عن ولاية على عليه السلام ) (1)
  عن أبى حمزة الثمالى عن أبى جعفر عليه السلام مثله سواء (2)
  15 ـ عن مسعدة بن صدقة قال : مر الحسين بن على عليه السلام بمساكين قد بسطوا كساءا لهم فالقوا عليه كسرا فقالوا : هلم يا بن رسول الله ، فثنى وركه (3) فاكل معهم ، ثم تلا ( ان الله لا يحب المستكبرين ) ثم قال : قد أجبتكم فأجيبونى ؟ قالوا : نعم يا بن رسول الله وتعمى عين ، فقاموا معه حتى أتوا منزله ، فقال للرباب : اخرجى ما كنت تدخرين (4)
  16 ـ عن أبى حمزة عن أبى جعفر عليه السلام في قوله : ( لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ ) يعنى ليست كملوا الكفر يوم القيمة ، ( وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ ) يعنى كفر الذين يتولونهم قال الله : ( الا ساء ما يزرون ) (5)
  17 ـ عن أبى حمزة عن أبى جعفر عليه السلام قال : نزل جبرئيل هذه الآية هكذا ( واذا قيل لهم ماذا أنزل ربكم في على قالوا أساطير الاولين ) ـ يعنون بنى اسرائيل ـ (6)
  18 ـ عن جابر عن أبى جعفر عليه السلام في قوله : ( واذا قيل لهم ماذا أنزل ربكم في على قالوا أساطير الاولين ) سجع أهل الجاهلية في جاهليتهم ، فذلك قوله ( اساطير

--------------------
(1 ـ 2) البحار ج 9 : 102 ، البرهان ج 2 : 363 .
(3) الورك ككتف : ما فوق الفخذ كالكتف فوق العضد .
(4) البرهان ج 2 : 363 ، البحار ج 10 : 143 ، الصافى ج 1 : 920 .
(5) البحار ج 15 ( ج 3 ) : 33 .
(6) البرهان ج 2 : 363 ، البحار ج 9 : 102 ، الصافى ج 1 : 920 .

تفسير العياشي (الجزء الثاني) _ 258 _
  الاولين ) واما قوله : ( لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ ) فانه يعنى ليتكلموا الكفر يوم القيمة واما قوله ( وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ ) يعنى يتحملون كفر الذين يتولونهم ، قال الله ( أَلا سَاءَ مَا يَزِرُونَ ) (1)
  19 ـ عن محمد بن مسلم عن أبى جعفر عليه السلام في قول الله ( فَأَتَى اللَّهُ بُنْيَانَهُمْ مِنَ الْقَوَاعِدِ ) قال : كان بيت غدر يجتمعون فيه (2)
  20 ـ عن أبى السفاتج عن أبى عبدالله عليه السلام انه قرأ ( فاتى الله بنيانهم ) ـ وعنه بيتهم ـ من القواعد يعنى بيت مكرهم (3)
  21 ـ عن كليب عن أبى عبدالله عليهم السلام قال : سألته عن قول الله ( فأتى الله بنيانهم من القواعد ) قال : لا ، فأتى الله بيتهم من القواعد ، وانما كان بيتا (4)
  22 ـ عن الحسين بن زياد الصيقل عن أبى عبدالله عليه السلام قال : سمعته يقول : ( قَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَأَتَى اللَّهُ بُنْيَانَهُمْ ) ولم يعلم الذين آمنوا ( فأتى الله بنيانهم ، فخر عليهم السقف ) قال محمد بن كليب عن ابيه قال : قال : أتى بيتا (5)
  23 ـ عن محمد بن مسلم عن أبى جعفر عليه السلام قال : فأتى الله بيتهم من القواعد قال : كان بيت غدر يجتمعون فيه اذا أرادوا الشر (6) .
  24 ـ عن ابن مسكان عن أبى جعفر عليه السلام في قوله : ( وَلَنِعْمَ دَارُ الْمُتَّقِينَ ) قال : الدنيا (7) .
  25 ـ عن خطاب بن مسلمة قال : قال أبوجعفر عليه السلام : ما بعث الله نبيا قط الا بولايتنا والبرائة من عدونا ، وذلك قول الله في كتابه : ( وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنْ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ فَمِنْهُمْ مَنْ هَدَى اللَّهُ وَمِنْهُمْ مَنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلالَةُ ) بتكذيبهم آل محمد ، ثم قال : ( قُلْ سِيرُوا فِي الأَرْضِ ثُمَّ انظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ ) (8) .

--------------------
(1) البحار ج 9 : 102 ، البرهان ج 2 : 363 .
(2 ـ 6) البرهان ج 2 : 367 ، الصافى ج 1 : 921 .
(7) البرهان ج 2 : 367 ، البحار ج 15 ( ج 3 ) : 33 .
(8) البرهان ج 2 : 368 ، الصافى ج 1 : 923 .

تفسير العياشي (الجزء الثاني) _ 259 _

  26 ـ عن أبى بصير عن أبى عبدالله عليه السلام في قوله : ( وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لا يَبْعَثُ اللَّهُ مَنْ يَمُوتُ ) قال : ما يقولون فيها ؟ قلت : يزعمون ان المشركين كانوا يحلفون لرسول الله ان الله لا يبعث الموتى قال : تبا لمن قال هذا ويلهم هل كان المشركون يحلفون بالله أم باللات والعزى ؟ قلت : جعلت فداك فأوجدنيه أعرفه قال : لو قد قام قائمنا بعث الله اليه قوما من شيعتنا قبايع سيوفهم (1) على عواتقهم فيبلغ ذلك قوما من شيعتنا لم يموتوا ، فيقولون : بعث فلان وفلان من قبورهم مع القائم فيبلغ ذلك قوما من اعدائنا فيقولون : يا معشر الشيعة ما أكذبكم ، هذه دولتكم وانتم تكذبون فيها ، لا والله ما عاشوا ولا تعيشوا إلى يوم القيمة ، فحكى الله قولهم فقال : ( واقسموا بالله جهد أيمانهم ) (2)
  27 ـ عن أبى عبدالله صالح بن ميثم قال : سألت ابا جعفر عليه السلام عن قول الله تعالى ( وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً ) قال : ذلك بهذه الآية (3) ( وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لا يَبْعَثُ اللَّهُ مَنْ يَمُوتُ بَلَى وَعْداً عَلَيْهِ حَقّاً وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ * لِيُبَيِّنَ لَهُمْ الَّذِي يَخْتَلِفُونَ فِيهِ وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّهُمْ كَانُوا كَاذِبِينَ ) (4)
  28 ـ عن سيرين (5) قال : كنت عند أبى عبدالله عليه السلام اذ قال : ما يقول الناس في هذه الاية : ( وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لا يَبْعَثُ اللَّهُ مَنْ يَمُوتُ ) ؟ قال : يقولون : لا قيامة ولا بعث ولا نشور ، فقال : كذبوا والله انما ذلك اذا قام القائم وكر معه المكرون

--------------------
(1) قبيعة السيف : ما كان على طرف مقبضه من فضة او حديد ، والجمع : قبايع .
(2) البرهان ج 2 : 368 ، البحار ج 13 : 223 .
(3) وفى البرهان زيادة وهى : ( ذلك حين يقول على أنا اولى الناس بهذه الاية اه ) .
(4) البحار ج 13 : 212 ، البرهان ج 2 : 368 وقد سقط منه قطعة من ذيل هذا الحديث وصدر الحديث الآتى فراجع ان شئت .
(5) كذا في النسخ ولم أظفر على ترجمته ويمكن ان يكون مصحف ( السرى ) و هو مشترك بين جمع من اصحاب الصادق عليه السلام من معلوم الحال وغيره .

تفسير العياشي (الجزء الثاني) _ 260 _

  فقال : اهل خلافكم قد ظهرت دولتكم يا معشر الشيعة وهذا من كذبكم ، يقولون رجع فلان وفلان وفلان لا والله لا يبعث الله من يموت ؟ الا ترى انهم قالوا : ( واقسموا بالله جهد أيمانهم ) كانت المشركون أشد تعظيما باللات والعزى من أن يقسموا بغيرها ، فقال الله : ( بَلَى وَعْداً عَلَيْهِ حَقّاً وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ * لِيُبَيِّنَ لَهُمْ الَّذِي يَخْتَلِفُونَ فِيهِ وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّهُمْ كَانُوا كَاذِبِينَ * إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ) (1)
  29 ـ عن الفيضل قال : قلت لابى عبدالله : اعلمنى آية كتابك ، قال : اكتب بعلامة كذا وكذا ، وقل آية (2) من القرآن ، قلت لفضيل : وما تلك الاية ؟ قال : ما حدثت احدا بها غير بريد العجلى قال زرارة : انا أحدثك بها ( واقسموا بالله جهد ايمانهم ) إلى آخر الآية قال : فسكت الفضيل ولم يقل لا ولا نعم (3)
  30 ـ عن حمزة بن محمد الطيار قال : عرضت على أبى عبدالله عليه السلام كلاما لابى فقال : اكتب فانه لا يسعكم فيما نزل بكم مما لا تعلمون الا الكف عنه والتثبيت فيه ، وردوه إلى ائمة الهدى حتى يحملوكم فيه على القصد ، ويجلو عنكم فيه العمى ، قال الله ( فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ ) (4)
  31 ـ عن حمزة بن الطيار قال : عرضت على أبى عبدالله عليه السلام بعض خطب أبيه حتى انتهى إلى موضع ، فقال : كف فأمسكت ثم قال لى : اكتب واملى على انه لا يسعكم ، الحديث الاول (5)
  32 ـ عن محمد بن مسلم عن أبى جعفر عليه السلام قال : قلت له : ان من عندنا يزعمون ان قول الله : ( فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ ) انهم اليهود والنصارى فقال : اذا يدعونكم إلى دينهم ، قال : ثم قال بيده (6) إلى صدره : نحن أهل الذكر ، و

--------------------
(1) البحار ج 13 : 217 ، البرهان ج 2 : 368 .
(2) وفى البرهان ( وقرأ آية ) .
(3) البرهان ج 2 : 368 .
(4 ـ 5) البرهان ج 1 : 371 ، البحار ج 7 : 37 .
(6) اى أشار .

تفسير العياشي (الجزء الثاني) _ 261 _

  ـ تفسير العياشى مجلد : 2 من ص 261 سطر 1 الى ص 270 سطر 25
  نحن المسئولون ، قال : قال أبوجعفر : الذكر القرآن (1)
  33 ـ عن أحمد بن محمد قال : كتب إلى أبوالحسن الرضا عليه السلام عافانا الله واياك أحسن عافية ، انما شيعتنا من تابعنا ولم يخالفنا ، واذا خفنا خاف واذا امنا أمن ، قال الله ( فاسئلوا أهل الذكر ان كنتم لا تعلمون ) قال : ( فَلَوْلا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُوا قَوْمَهُمْ ) الاية فقد فرضت عليكم المسألة والرد الينا ، ولم يفرض علينا الجواب ، أولم تنهوا عن كثرة المسائل فأبيتم أن تنتهوا (2) اياكم وذاك فانه انما هلك من كان قبلكم بكثرة سؤالهم لانبيائهم ، قال الله : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ ) (3)
  34 ـ عن ابراهيم بن عمر عمن سمع ابا جعفر عليه السلام يقول : ان عهد نبى الله صار عند على بن الحسين عليه السلام ، ثم صار عند محمد بن على عليهما السلام ، ثم يفعل الله ما يشاء ، فالزم هؤلاء فاذا خرج رجل منهم معه ثلثمأة رجل ومعه راية رسول الله صلى الله عليه وآله عامدا إلى المدينة حتى يمر بالبيداء فيقول : هذا مكان القوم الذين خسف الله بهم ، وهى الآية التى قال الله ( أَفَأَمِنَ الَّذِينَ مَكَرُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ يَخْسِفَ اللَّهُ بِهِمْ الأَرْضَ أَوْ يَأْتِيَهُمْ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لا يَشْعُرُونَ * أَوْ يَأْخُذَهُمْ فِي تَقَلُّبِهِمْ فَمَا هُمْ بِمُعْجِزِينَ ) (4) .
  35 ـ عن ابن سنان عن أبى عبدالله عليه السلام سئل عن قول الله ( أَفَأَمِنَ الَّذِينَ مَكَرُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ يَخْسِفَ اللَّهُ بِهِمْ الأَرْضَ ) قال : هم أعداء الله وهم يمسخون ويقذفون و يسيحون في الارض (5) .
  36 ـ عن أبى بصير قال : سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول : ( ولا تتخذوا الهين اثنين انما هو اله واحد ) يعنى بذلك : ولا تتخذوا امامين انما هو امام واحد (6) .

--------------------
(1) البحار ج 7 : 37 ، البرهان ج 2 : 371 ، الصافى ج 1 : 925 .
(2) وفى نسخة البرهان ( فأنبئهم أن تنتهوا ) .
(3) البرهان ج 2 : 371 ، البحار ج 2 : 37 ، الوسائل ج 3 ابواب صفات القاضى باب 7
(4 ـ 5) البرهان ج 2 : 373 ، الصافى ج 1 : 926 .
(6) البرهان ج 2 : 373 ، البحار ج 7 : 74 .

تفسير العياشي (الجزء الثاني) _ 262 _

  37 ـ عن سماعة عن أبى عبدالله عليه السلام قال : سألته عن قول الله ( وله الدين واصبا ) قال : واجبا (1) .
  38 ـ عن حمران عن أبى عبدالله عليه السلام قال : الاجل الذى يسمى في ليلة القدر هو الاجل الذى قال الله ( فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلا يَسْتَقْدِمُونَ ) (2) .
  39 ـ عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله يا أنس اسكب لى وضوءا (3)
  قال : فعمدت فسكبت للنبى وضوءا في البيت (4) فأعلمته فخرج فتوضأ ثم عاد إلى البيت إلى مجلسه ثم رفع رأسه إلى انس فقال : يا أنس أول من يدخل علينا أمير المؤمنين وسيد المسلمين وقائد الغر المحجلين ، قال أنس فقلت بيني وبين نفسي : اللهم اجعله رجلا من قومى ، قال : فاذا أنا بباب الدار يقرع ، فخرجت ففتحت فاذا على بن أبيطالب عليه السلام ، فدخل فيمشى فرأيت رسول الله صلى الله عليه وآله حين رآه وثب على قدميه مستبشرا فلم يزل قائما وعلى يمشى حتى دخل عليه البيت ، فاعتنقه رسول الله فرأيت رسول الله صلى الله عليه وآله يمسح بكفه وجهه (5) فيمسح به وجه على ويمسح عن وجه على بكفه فيمسح به وجهه يعنى وجه نفسه فقال له على : يا رسول الله لقد صنعت بى اليوم شيئا ماصنعت بى قط فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : وما يمنعنى وأنت وصيى وخليفتى والذى يبين لهم ما يختلفون ـ فيه ـ بعدى ، وتسمعهم نبوتى (6) .
  40 ـ عن سعيد بن يسار عن أبى عبدالله عليه السلام قال : ان الله امر نوحا ان يحمل في السفينة من كل زوجين اثنين ، فحمل النخل والعجوة فكانا زوجا ، فلما نضب

--------------------
(2 ـ 1) البرهان ج 2 : 374 .
(3) سكب الماء : صبه .
(4) وفى نسخة مخطوطة ( اليه البيت ) .
(5) وفى رواية الاربلى في كشف الغمة بطريقة عن العامة ( يمسح العرق من جبهتهووجهه اه ) .
(6) البرهان ج 2 : 374 ، البحار ج 9 : 290 .

تفسير العياشي (الجزء الثاني) _ 263 _

  الماء (1) أمر الله نوحا ان يغرس الحبلة (2) وهى الكرم ، فأتاه ابليس فمنعه عن غرسها وأبى النوح الا ان يغرسها ، وأبى ابليس أن يدعه يغرسها ، وقال : ليست لك ولا لاصحابك انما هى لى ولاصحابى ، فتنازعا ماشاء الله ، ثم انهما اصطلحا على ان جعل نوح لابليس ثلثيها ولنوح ثلثها وقد أنزل الله لنبيه في كتابه ما قد قرأتموه ( وَمِنْ ثَمَرَاتِ النَّخِيلِ وَالأَعْنَابِ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَراً وَرِزْقاً حَسَناً ) فكان المسلمون بذلك ، ثم أنزل الله آية التحريم هذه الاية ( إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ ) إلى ( منتهون ) يا سعيد فهذه آية التحريم ، وهى نسخت الآية الاخرى (3) .
  41 ـ عن محمد بن يوسف عن أبيه قال : سألت ابا جعفر عليه السلام عن قول الله ( وأوحى ربك إلى النحل ) قال : الهام (4) .
  42 ـ عن أبى بصير عن ابى عبدالله عليه السلام قال : لعقة العسل (5) فيه شفاء قال : ( مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ ) (6) .
  43 ـ عن مسعدة بن صدقة عن أبى عبدالله عليه السلام في قوله : ( وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنْ اتَّخِذِي مِنْ الْجِبَالِ بُيُوتاً وَمِنْ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ ) إلى ( إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ) فالنحل الائمة والجبال العرب ، والشجر الموالى عتاقه ، ومما يعرشون يعنى الاولاد والعبيد ممن لم يعتق . وهو يتولى الله ورسوله والائمة ، والثمرات المختلف الوانه فنون العلم الذى قد يعلم الائمة شيعتهم ، ( فيه شفاء للناس ) يقول في

--------------------
(1) نضب الماء نضوبا : غار وذهب في الارض .
(2) وفى بعض النسخ ( الجبلة ) وفى البرهان ( النخلة ) ولكن الظاهر هو المختار قال الفيروز آبادى : الحبلة بالضم الكرم اواصل من اصوله .
(3) البرهان ج 2 : 374 ، البحار ج 16 ( م ) : 22 .
(4) البرهان ج 2 : 375 ، البحار ج 14 : 714 ، الصافى ج 1 : 930 .
(5) لعق العسل : لحسه اى اكله باصبعه او باللسان ، واللعقة ـ بالضم ـ : مصدر ، اسم ما تأخذه بالاصبع
(6) البرهان ج 2 : 375 ، البحار ج 14 : 874 .

تفسير العياشي (الجزء الثاني) _ 264 _

  العلم شفاء للناس ، والشيعة هم الناس ، وغير هم الله أعلم بهم ما هم ؟ ولو كان كما يزعم انه العسل الذى يأكله الناس اذا ما أكل منه ولا شرب ذو عاهة الا برأ لقول الله ( فيه شفاء للناس ) ولا خلف لقول الله ، وانما الشفاء في علم القرآن لقوله ( وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة ـ للمؤمنين ) فهو شفاء ورحمة ـ لاهله لا شك فيه ولا مرية (1) .
  واهله الائمة الهدى الذين قال الله : ( ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا ) (2)
  44 ـ وفى رواية أبى الربيع الشامى عنه في قول الله : ( وأوحى ربك إلى النحل ) فقال : رسول الله ( ان اتخذى من الجبال بيوتا ) قال : تزوج من قريش ( ومن الشجر ) قال : في العرب ( ومما يعرشون ) قال في الموالى ( يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ ) قال : انواع العلم ( فيه شفاء للناس ) (3)
  45 ـ عن سيف بن عميرة عن شيخ من أصحابنا عن أبى عبدالله عليه السلام قال : كنا عنده فسأله شيخ فقال : بى وجع وانا اشرب له النبيذ ووصفه له الشيخ ، فقال له : ما يمنعك من الماء الذى جعل الله منه كل شئ حى ؟ قال : لا يوافقنى ، قال له ابوعبدالله عليه السلام : فما يمنعك من العسل ؟ قال الله ( فيه شفاء للناس ) قال : لا أجده ، قال : فما يمنعك من اللبن الذى نبت منه لحمك واشتد عظمك ؟ قال : لا يوافقنى فقال له أبوعبدالله : أتريد ان آمرك بشرب الخمر ؟ لا والله لا آمرك (4) .
  46 ـ عن عبدالرحمن الاشل قال : قال أبو عبدالله عليه السلام : عن قول الله : ( وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَنِينَ وَحَفَدَةً ) قال : الحفدة بنو البنت ، ونحن حفدة رسول الله صلى الله عليه وآله (5) .
  47 ـ عن جميل بن دارج عن ابى عبدالله عليه السلام عن قول الله : ( وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَنِينَ وَحَفَدَةً ) قال : هم الحفدة وهم العون منهم يعنى البنين (6) .
  48 ـ عن محمد بن مسلم قال : سئلت أبا عبدالله عليه السلام عن الرجل ينكح امته من رجل ؟

--------------------
(1) بمعنى الشك ايضا .
(2 ـ 3) البحار ج 7 : 114 ، البرهان ج 2 : 375 ، الصافى ج 1 : 931 .
(4) البرهان ج 2 : 375 ، البحار ج 16 ( م ) : 22 .
(5 ـ 6) البرهان ج 2 : 376 ، الصافى ج 1 : 932 .

تفسير العياشي (الجزء الثاني) _ 265 _

  قال : ان كان مملوكا فليفرق بينهما اذا شاء ، لان الله يقول : ( عَبْداً مَمْلُوكاً لا يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ ) فليس للعبد من الامر شئ وان كان زوجها حرا فان طلاقها عتقها (1) .
  49 ـ عن محمد بن مسلم عن أبى جعفر عليه السلام قال : مر عليه غلام له فدعاه اليه ثم قال : يا فتى ارد عليك فلانة وتطعمنا بدرهم حرثت (2) قال : فقلت : جعلت فداك انا نروى عندنا ان عليا عليه السلام اهديت له او اشتريت جارية فسئلها أفارغة أنت أم مشغوله ؟ قالت : مشغولة ، قال : فأرسل فاشترى بضعها من زوجها بخمس مأة درهم ، فقال : كذبوا على على ولم يحفظوا ، أما تسمع إلى قول الله وهو يقول : ( ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً عَبْداً مَمْلُوكاً لا يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ ) (3) .
  50 ـ عن زرارة عن أبى جعفر وعن ابى عبدالله عليهما السلام قال : المملوك لا يجوز طلاقه ولا نكاحه الا باذن سيده ، قلت : فان كان السيد زوجه بيد من الطلاق ؟ قال : بيد السيد ( ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً عَبْداً مَمْلُوكاً لا يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ ) أفشئ الطلاق ؟ (4) .
  51 ـ عن أبى بصير في الرجل ينكح امته لرجل أله ان يفرق بينهما اذا شاء ؟ قال : ان كان مملوكا فليفرق بينهما اذا شاء لان الله يقول : ( عبدا مملوكا لا يقدر على شئ ) فليس للعبد من الامر شئ ، وان كان زوجها حرا فرق بينهما اذا شاء المولى (5) .
  52 ـ عن عبدالله بن سنان عن أبى عبدالله عليه السلام قال : سمعته يقول : اذا زوج الرجل غلامه جاريته فرق بينهما متى شاء (6) .
  53 ـ عن الحلبى عنه : (7) الرجل ينكح عبده امته ؟ قال : ينزعها (8) اذا شاء بغير طلاق لان الله يقول : ( عبدا مملوكا لا يقدر على شئ ) (9)

--------------------
(1) البرهان ج 2 : 376 ، البحار ج 23 : 79 .
(2) في البرهان ( يزلف ) وفى البحار ( جريب ) .
(3 ـ 6) البرهان ج 2 : 377 ، البحار ج 23 : 79 .
(7) في نسخة ( عن الحلبى عن الرجل ينكح اه ) .
(8) في البرهان ( يفرق بينهما ) .
(9) البحار ج 23 : 79 ، البرهان ج 2 : 377 .

تفسير العياشي (الجزء الثاني) _ 266 _

  54 ـ عن أحمد بن عبدالله العلوى عن الحسن بن الحسين عن الحسين بن زيد بن على عن جعفر بن محمد عن أبيه عليه السلام قال : كان على بن ابيطالب عليه السلام يقول : ( ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً عَبْداً مَمْلُوكاً لا يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ ) ويقول : للعبد لا طلاق ولا نكاح ذلك إلى سيده والناس يرون خلاف ذلك اذا أذن السيد لعبده لا يرون له ان يفرق بينهما (1)
  55 ـ عن جعفر بن أحمد عن العمركى عن النيشابورى عن على بن جعفر بن محمد عن أخيه موسى بن جعفر عليهما السلام انه سئل عن هذه الاية ( يعرفون نعمة الله ) الاية قال : عرفوه ثم انكروه (2)
  56 ـ عن يونس عن عدة من أصحابنا قالوا : قال أبوعبدالله عليه السلام : انى لاعلم خبر السماء وخبر الارض وخبر ما كان وخبر ما هو كائن كأنه في كفى ، ثم قال : من كتابالله أعلمه ان الله يقول : ( فيه تبيان كل شئ ) (3)
  57 ـ عن منصور عن حماد اللحام قال : قال أبوعبدالله عليه السلام : نحن والله نعلم ما في السموات وما في الارض وما في الجنة وما في النار وما بين ذلك ، قال : فبهت انظر اليه ، فقال : يا حماد ان ذلك في كتاب الله ـ ثلث مرات ـ قال : ثم تلا هذه الآية : ( وَيَوْمَ نَبْعَثُ فِي كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيداً عَلَيْهِمْ مِنْ أَنفُسِهِمْ وَجِئْنَا بِكَ شَهِيداً عَلَى هَؤُلاء ) انه من كتاب الله فيه تبيان كل شئ (4)
  58 ـ عن عبدالله بن الوليد قال : قال ابوعبدالله عليه السلام : قال الله لموسى : ( وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الأَلْوَاحِ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ ) فعلمنا انه لم يكتب لموسى الشئ كله وقال الله لعيسى ( لِيُبَيِّنَ لَهُمْ الَّذِي يَخْتَلِفُونَ فِيهِ ) وقال الله لمحمد عليه وآله السلام : ( وَجِئْنَا بِكَ شَهِيداً عَلَى هَؤُلاء وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِكُلِّ شَيْءٍ ) (5)

--------------------
(1 ـ 2) البرهان ج 2 : 378 ، الصافى ج 1 : 935 .
(3) البرهان ج 2 : 380 ، الصافى ج 1 : 936 .
(4 ـ 5) البرهان ج 2 : 380 ، الصافى ج 1 : 936 .

تفسير العياشي (الجزء الثاني) _ 267 _

  59 ـ عن سعد عن أبى جعفر عليه السلام ( إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ ) قال : يا سعد ان الله يأمر بالعدل وهو محمد ، والاحسان وهو على ، وايتاء ذى القربى وهو قرابتنا ، أمر الله العباد بمودتنا وايتائنا ، ونهاهم عن الفحشاء والمنكر ، من بغى على أهل البيت ودعا إلى غيرنا (1) .
  60 ـ عن اسمعيل الحريرى قال : قلت لابى عبدالله عليه السلام : قول الله : ( إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنْ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ ) قال : اقرء كما أقول لك يا اسمعيل ( ان الله يأمر بالعدل والاحسان وايتاء ذى القربى حقه ) قلت : جعلت فداك انا لا نقرأ هكذا في قرائة زيد ، قال : ولكنا نقرأها هكذا في قرائة على عليه السلام ، قلت : فما يعنى بالعدل ؟ قال : شهادة ان لا اله الا الله ، قلت ، والاحسان ؟ قال : شهادة ان محمدا رسول الله ، قلت : فما يعنى بايتاء ذى القربى حقه ؟ قال : اداء امامة (2) إلى امام بعد امام ، ( وينهى عن الفحشاء والمنكر ) قال : ولاية فلان وفلان (3) .
  61 ـ عن عمرو بن عثمان قال : خرج على عليه السلام على أصحابه وهم يتذاكرون المروة فقال : اين أنتم أنسيتم من كتاب الله وقد ذكر ذلك ؟ قالوا : يا أمير المؤمنين في أى موضع ؟ قال : في قوله : ( إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنْ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ ) فالعدل الانصاف ، والاحسان التفضل (4) .
  62 ـ عن عامر بن كثير وكان داعية الحسين بن على (5) عن موسى بن ابي

--------------------
(1) البرهان ج 2 : 381 الصافى ج 1 : 937 ، البحار ج 7 : 130 .
(2) كذا في المخطوطتين لكن في البحار والبرهان ( من امام إلى امام بعد امام ) وفى الصافى ( اداء امام إلى امام بعد امام ) والاخير هو الظاهر .
(3) البرهان ج 2 : 381 ، البحار ج 7 : 129 ، الصافى ج 1 : 931 .
(4) البرهان ج 2 : 381 .
(5) اى الحسين بن على بن الحسن بن الحسن بن الحسن بن على بن ابيطالب عليه السلام صاحب فخ وقصة خروجه على بنى العباس وقتله مشهورة مدونة في كتب التواريخ .

تفسير العياشي (الجزء الثاني) _ 268 _

  الغدير عن عطاء الهمدانى عن أبى جعفر عليه السلام في قول الله : ( ان الله يأمر بالعدل والاحسان وايتاء ذى القربى قال : العدل شهادة ان لا اله الا الله ، والاحسان ولاية أمير المؤمنين ( وينهى عن الفحشاء ) الاول ، ( والمنكر ) الثانى ( والبغى ) الثالث (1) .
  63 ـ وفى رواية سعد الاسكاف عنه قال : يا سعد ( إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ ) وهو محمد فمن أطاعه فقد عدل ( والاحسان ) على فمن تولاه فقد أحسن والمحسن في الجنة ( و ايتاء ذى القربى ) قرابتنا أمر الله العباد بمودتنا وايتاءنا ونهاهم عن الفحشاء والمنكر من بغى علينا أهل البيت ودعا إلى غيرنا (2) .
  64 ـ عن زيد بن الجهم عن أبى عبدالله عليه السلام قال : سمعته يقول : لما سلموا على على عليه السلام بامرة المؤمنين قال رسول الله صلى الله عليه وآله للاول : قم فسلم على على بامرة المؤمنين فقال : أمن الله ومن رسوله (3) يا رسول الله ؟ فقال : نعم من الله ومن رسوله ، ثم قال لصاحبه : قم فسلم على على بامرة المؤمنين ، فقال : من الله ومن رسوله ؟ قال : نعم من الله ومن رسوله ، ثم قال : يا مقداد قم فسلم على على بامرة المؤمنين قال : فلم يقل ما قال صاحباه ، ثم قال : قم يا باذر فسلم على على بامرة المؤمنين فقام وسلم ثم قال : قم يا سلمان وسلم على على بأمرة المؤمنين ، فقام وسلم حتى اذا خرجا وهما يقولان : لا والله لا نسلم له ما قال ابدا فانزل الله تبارك وتعالى على نبيه ( وَلا تَنقُضُوا الأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمْ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلاً ) بقولكم أمن الله ومن رسوله ، ( إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ * وَلا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنكَاثاً تَتَّخِذُونَ أَيْمَانَكُمْ دَخَلاً بَيْنَكُمْ أَنْ تَكُونَ أُمَّةٌ هِيَ أَرْبَى مِنْ أُمَّةٍ ) قال : قلت : جعلت فداك انما نقرؤها ( أَنْ تَكُونَ أُمَّةٌ هِيَ أَرْبَى مِنْ أُمَّةٍ ) فقال : ويحك يا زيد وما أربى ان يكون والله كى أزكى من ائمتكم (4) ) انما يبلوكم الله

--------------------
(1 ـ 2) البرهان ج 2 : 381 ، البحار ج 7 : 130 .
(3) وفى بعض النسخ ( أو من رسوله ) وكذا في المواضع الآتية .
(4) وفى رواية الكلينى والقمى في التفسير هكذا ( فقال : ويحك وما أربى وأومى بيده بطرحها انما يبلوكم اه ) .

تفسير العياشي (الجزء الثاني) _ 269 _

  به ) يعنى عليا ( وَلَيُبَيِّنَنَّ لَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ * وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَلَتُسْأَلُنَّ عَمَّا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ * وَلا تَتَّخِذُوا أَيْمَانَكُمْ دَخَلاً بَيْنَكُمْ فَتَزِلَّ قَدَمٌ بَعْدَ ثُبُوتِهَا ) بعد ما سلمتم على على بامرة المؤمنين ( وَتَذُوقُوا السُّوءَ بِمَا صَدَدْتُمْ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ ) يعنى عليا ( ولكم عذاب عظيم ) .
  ثم قال لى : لما أخذ رسول الله صلى الله عليه وآله بيد على فاظهر ولايته قالا جميعا : والله من تلقاء الله (1) ولا هذا الا شئ أراد أن يشرف به ابن عمه فأنزل الله عليه ( وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الأَقَاوِيلِ * لأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ * ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ * فَمَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ * وَإِنَّهُ لَتَذْكِرَةٌ لِلْمُتَّقِينَ * وَإِنَّا لَنَعْلَمُ أَنَّ مِنْكُمْ مُكَذِّبِينَ ) يعنى فلانا وفلانا ( وَإِنَّهُ لَحَسْرَةٌ عَلَى الْكَافِرِينَ ) يعنى عليا ( وَإِنَّهُ لَحَقُّ الْيَقِينِ ) يعنى عليا ( فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ ) (2)
  65 ـ عن عبدالرحمن بن سالم الاشل عنه قال : ( الَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ ) عايشة هى نكثت ايمانها (3)
  66 ـ عن أبى بصير عن أبى عبدالله عليه السلام قال : سمعته يقول : ( فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنْ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ * إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ * إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُمْ بِهِ مُشْرِكُونَ ) قال : فقال : يا با محمد يسلط والله المؤمنين (4) على أبدانهم ولا يسلط على أديانهم ) قد سلط على أيوب فشوه خلقه ولم يسلط على دينه ، وقوله : ( إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُمْ بِهِ مُشْرِكُونَ ) قال : الذين هم بالله مشركون ، يسلط على ابدانهم وعلى

--------------------
(1) كذا في المخطوطتين وفى البرهان ( من تلقاه ) وهو الظاهر .
(2) البحار ج 9 : 111 ، البرهان ج 2 : 383 ، ورواه المحدث الحر العاملى رحمه الله في اثبات الهداة ج 3 : 548 مختصرا عن الكتاب ايضا .
(3) البرهان ج 2 : 383 ، البحار ج 7 : 454 .
(4) وفى البرهان وكذا في نسخة مخطوطة ( يسلط من المؤمنين اه ) .

تفسير العياشي (الجزء الثاني) _ 270 _

  أديانهم (1)
  67 ـ عن سماعة عن أبى عبدالله عليه السلام في قول الله : ( فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنْ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ ) قلت : كيف اقول ؟ قال : تقول : استعيذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم ، وقال : ان الرجيم أخبث الشياطين ، قال : قلت له : لم يسمى الرجيم ؟ قال : لانه يرجم ، قلت : فانفلت (2) منها بشئ ؟ قال : لا قلت : فكيف سمى الرجيم ولم يرجم بعد ؟ قال : يكون في العلم انه رجيم (3)
  68 ـ عن الحلبى عن أبى عبدالله عليه السلام قال : سئلته عن التعوذ من الشيطان عند كل سورة نفتحها ، قال : نعم فتعوذ بالله من الشيطان الرجيم وذكر ان الرجيم أخبث الشياطين ، فقلت : لم سمى الرجيم ؟ قال : لانه يرجم ، فقلنا : هل ينفلت شيئا اذا رجم ؟ قال : لا ولكن يكون في العلم انه رجيم (4)
  69 ـ عن حماد بن عيسى رفعه إلى أبى عبدالله عليه السلام قال : سألته عن قول الله ( إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ * إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُمْ بِهِ مُشْرِكُونَ ) قال : ليس له أن يزيلهم عن الولاية ، فاما الذنوب واشباه ذلك فانه ينال منهم كما ينال من غيرهم (5)
  70 ـ عن محمد بن عرامة الصيرفى عمن أخبره عن أبى عبدالله عليه السلام قال : ان الله تبارك وتعالى خلق روح القدس (6) فلم يخلق خلقا أقرب إلى الله منها وليست بأكرم خلقه عليه ، فاذا أراد امرا ألقاه اليها فألقاه إلى النجوم فجرت به (7)

--------------------
(1) البحار ج 14 : 628 ، البرهان ج 2 : 384 ، الصافى ج 1 : 940 .
(2) انفلت : نجا وتخلص .
(3) البرهان ج 2 : 384 ، البحار ج 14 : 628 ، الصافى ج 1 : 939 .
(4) البرهان ج 2 : 384 ، البحار ج 19 : 54 .
(5) البرهان ج 2 : 384 ، البحار ج 14 : 628 ، الصافى ج 1 : 940 .
(6) وفى نسخة ( ارواح القدس ) .
(7) البرهان ج 2 : 384 ، الصافى ج 1 : 940 .

تفسير العياشي (الجزء الثاني) _ 271 _

  ـ تفسير العياشى مجلد : 2 من ص 271 سطر 1 الى ص 280 سطر 25
  71 ـ عن العباس بن هلال عن أبى الحسن الرضا عليه السلام انه ذكر رجلا كذابا ثم قال : قال الله : ( إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ ) (1)
  72 ـ عن محمد بن مروان قال : قال أبوعبدالله عليه السلام : ما منع ميثم رحمه الله من التقية ؟ فو الله لقد علم ان هذه الآية نزلت في عمار وأصحابه ( إِلاَّ مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإِيمَانِ ) (2)
  73 ـ عن معمر بن يحيى بن سالم (3) قال : قلت لابى جعفر عليه السلام : ان أهل الكوفة يروون عن على عليه السلام انه قال : ستدعون إلى سبى والبرائة منى فان دعيتم إلى سبى فسبونى ، وان دعيتم إلى البرائة منى فلا تبرؤا منى فانى على دين محمد عليه الصلوة والسلام ؟ فقال أبوجعفر عليه السلام : ما أكثر ما يكذبون على على عليه السلام ، انما قال : انكم ستدعون إلى سبى والبرائة منى فان دعيتم إلى سبى فسبونى وان دعيتم إلى البرائة منى فانى على دين محمد صلى الله عليه وآله ، ولم يقل فلا تتبروا منى قال : قلت : جعلت فداك فان أراد الرجل يمضى على القتل ولا يتبرء ؟ فقال : لا والله الا على الذى مضى عليه عمار ، ان الله يقول : ( إِلاَّ مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإِيمَانِ ) قال : ثم كسع هذا الحديث (4) بواحد : والتقيه في كل ضرورة (5)

--------------------
(1) البرهان ج 2 : 385 ، البحار ج 15 ( ج 3 ) : 43 .
(2) البحار ج 15 ( ج 4 ) : 228 ، وملخص قصة عمار هو ان قريشا اكرهوه و أبويه : ياسر ، وسمية على الارتداد فأبى ابواه فقتلوهما وهما اول قتيلين في الاسلام ، و اعطاهم عمار بلسانه ما ارادوا مكرها ، فقيل يا رسول الله ان عمارا كفر ؟ فقال : كلا ! ان عمار املئ ايمانا من قرنه إلى قدمه ، واختلط الايمان بلحمه ودمه ، فأتى عمار رسول الله صلى الله عليه وآله وهو يبكى فجعل النبى صلى الله عليه وآله يمسح عينيه وقال : ما لك ؟ ان عادوا لك فعد لهم بما قلت .
(3) وفى بعض النسخ ( معوية بن يحيى ) والظاهر ما اخترناه .
(4) اى أتبعه ذلك يقال كسعه بكذا : اذا جعله تابعا له .
(5) البرهان ج 2 : 385 ، البحار ج 15 ( ج 4 ) : 228 ، الصافى ج 1 : 942

تفسير العياشي (الجزء الثاني) _ 272 _

  74 ـ عن أبى بكر قال : قلت لابى عبدالله عليه السلام : وما الحرورية (1) انا قد كنا وهم متتابعين (2) فهم اليوم في دورنا ، ارأيت ان أخذونا بالايمان ؟ قال : فرخص لى في الحلف لهم بالعتاق والطلاق ، فقال بعضنا : مد الرقاب أحب اليك ام البرائة من على ؟ فقال : الرخصة أحب إلى اما سمعت قول الله في عمار ( الا من اكره وقلبه مطمئن بالايمان ) (3)
  75 ـ عن عمرو بن مروان (4) قال : سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول : قال رسول الله صلوات الله عليه : رفعت عن امتى أربعة خصال : ما أخطئوا (5) وما نسوا ، وما اكرهوا عليه وما لم يطيقوا ، وذلك في كتاب الله ـ قوله : ( رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْراً كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلا تُحَمِّلْنَا مَا لا طَاقَةَ لَنَا بِهِ ) وقول الله : ـ (6) ( الا من اكره وقلبه مطمئن بالايمان ) مختصر (7)
  76 ـ عن عبدالله بن عجلان عن أبى عبدالله عليه السلام قال سألته فقلت له : ان الضحاك قد ظهر بالكوفة ويوشك أن تدعى إلى البراءة من على فكيف نصنع ؟ قال : فابرء منه ، قال : قلت له : اى شئ أحب اليك ؟ قال : أن يمضون (8) على ما مضى

--------------------
(1) صنف من الخوارج .
(2) في نسخة ( منا يعسر ) وفى اخرى ( معسر ) .
(3) البرهان ج 2 : 385 ، البحار ج 15 ( ج 4 ) : 228 ، الوسائل ج 2 ابواب الامر بالمعروف باب 27 .
(4) في نسخة ( عمر بن مروان ) لكن الظاهر ما اخترناه .
(5) في نسخة الوسائل ( مااضطروا ) بدل ( ما اخطئوا ) .
(6) ما بين المعقفتين في نسخة الوسائل فقط دون غيرها .
(7) البرهان ج 2 : 386 ، الوسائل ج 2 : ابواب الامر بالمعروف باب 25 ، البحار ج 15 ( ج 4 ) : 228 .
(8) في البرهان ( ان يمضى في على اه ) .

تفسير العياشي (الجزء الثاني) _ 273 _

  عليه عمار بن ياسر أخذ بمكة فقالوا له : ابرء من رسول الله صلى الله عليه وآله فبرأ منه ، فأنزل الله عذره ( الا من اكره وقلبه مطمئن بالايمان ) (1)
  77 ـ عن اسحق بن عمار قال : سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول : ان رسول الله صلى الله عليه وآله كان يدعو أصحابه فمن أراد به خيرا سمع وعرف ما يدعوه اليه ، ومن أراد به شرا طبع على قلبه فلا يسمع ولا يعقل ، وهو قوله : ( أُوْلَئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْغَافِلُونَ ) (2)
  78 ـ عن حفص بن سالم عن أبى عبدالله عليه السلام قال : ان قوما كان في بنى اسرائيل يؤتى لهم من طعامهم حتى جعلوا منه تماثيل بمدن كانت في بلادهم يستنجون بها ، فلم يزل الله (3) بهم حتى اضطروا إلى التماثيل يتبعونها ويأكلون منها وهو قول الله ( وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَداً مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ ) (4) .
  79 ـ عن زيد الشحام عن أبى عبدالله عليه السلام قال : كان أبى يكره أن يمسح يده بالمنديل وفيه شئ من الطعام تعظيما له الا ان يمصها أو يكون إلى جانبه صبى فيمصها له ، قال : وانى أجد اليسير يقع من الخوان فأتفقده فيضحك الخادم ثم قال : ان أهل قرية ممن كان قبلكم كان الله قد أوسع عليهم حتى طعنوا فقال بعضهم لبعض : لو عمدنا إلى شئ من هذا النقى فجعلناه نستنجى به كان ألين علينا من الحجارة ؟ قال فلما فعلوا ذلك بعث الله على أرضهم دوابا اصغر من الجراد ، فلم يدع لهم شيئا خلقه الله يقدر عليه الا اكله من شجر أو غيره فبلغ بهم الجهد (5) إلى ان أقبلوا على الذى

--------------------
(1) البرهان ج 2 : 386 ، البحار ج 15 ( ج 4 ) : 228 ، الوسائل ج 2 ابواب الامر بالمعروف باب 27 .
(2) البرهان ج 2 : 386 ، الصافى ج 1 : 942 .
(3) في البحار ( فلم ينزل الله ) .
(4) البرهان ج 2 : 386 ، البحار ج 18 ( ج 1 ) : 49 .
(5) الجهد ـ بالضم ـ : المشقة .

تفسير العياشي (الجزء الثاني) _ 274 _

  كان يستنجون به فأكلوه ، وهى القرية التى قال الله : ( وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً ) إلى قوله : ( بما كانوا يصنعون ) (1) .
  80 ـ عن منصور بن حازم قال : قلت لابى عبدالله عليه السلام محرم اضطر إلى الصيد والى ميتة من أيهما يأكل ؟ قال : يأكل من الصيد ، قلت : أليس قد أحل الله الميتة لمن اضطر اليها ؟ قال : بلى ، ولكن الا ترى انه يأكل من ماله يأكل الصيد وعليه فداء (2) .
  81 ـ عن زرارة وحمران ومحمد بن مسلم عن أبى جعفر وابى عبدالله عليهما السلام عن قوله : ( إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتاً لِلَّهِ حَنِيفاً ) قال : شئ فضل الله به (3) .
  82 ـ عن ابى بصير عن ابى عبدالله عليه السلام في قوله : ( إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتاً لِلَّهِ حَنِيفاً ) سماه الله امة (4) .
  83 ـ يونس بن ظبيان عنه ( ان ابراهيم كان امة قانتا ) امة واحدة (5)
  84 ـ عن سماعة بن مهران قال : سمعت العبد الصالح (6) يقول : لقد كانت الدنيا وما كان فيها الا واحد يعبد الله ، ولو كان معه غيره اذا لاضافه اليه حيث يقول : ( إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتاً لِلَّهِ حَنِيفاً وَلَمْ يَكُنْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ) فصبر بذلك ما شاء الله ، ثم ان الله تبارك وتعالى آنسه باسمعيل واسحق فصاروا ثلثة (7) .
  85 ـ عن الحسين بن حمزة قال سمعت ابا عبدالله السلام يقول : لما رأى رسول الله صلى الله عليه وآله ما صنع بحمزة بن عبدالمطلب قال : اللهم لك الحمد واليك المشتكى وأنت المستعان على ما أرى ، ثم قال : لئن ظفرت لامثلن ولامثلن قال : فأنزل الله : ( وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا

--------------------
(1) البرهان ج 2 : 387 ، البحار ج 18 ( ج 1 ) : 49 ، الصافى ج 1 : 943 .
(2) البرهان ج 2 : 387 .
(3 ـ 5) البرهان ج 2 : 388 ، الصافى ج 1 : 944 ، البحار ج 5 : 114 .
(6) في البرهان ( ابا عبدالله عليه السلام ) بدل ( العبد الصالح ) وفى البحار ( عبدا صالحا ) .
(7) البرهان ج 2 : 388 ، البحار ج 5 : 114 ، الصافى ج 1 : 944 .

تفسير العياشي (الجزء الثاني) _ 275 _

  بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ ) قال : فقال رسول الله صلوات الله عليه وآله : أصبر أصبر (1) .

--------------------
(1) البحار ج 6 : 504 ، البرهان ج 2 : 389 ، الصافى ج 1 : 947 .