ـ تفسير العياشى مجلد : 2 من ص 201 سطر 1 الى ص 210 سطر 25
  تسليما ) (1)
  101 ـ عن سلام بن المستنير عن أبى جعفر عليه السلام قوله : ( قل هذه سبيلى ) إلى ( أنا ومن اتبعنى ) قال : على ، وزاد قال : رسول الله صلى الله عليه واله وعلى والاوصياء من بعدهما (2)
  102 ـ عن ابى بصير عن أبيجعفر وأبى عبدالله عليهما السلام في قوله تعالى ( حَتَّى إِذَا اسْتَيْئَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا ) مخففة قال : ظنت الرسل ان الشياطين تمثل لهم على صورة الملائكة (3) .
  103 ـ عن ابن شعيب عن أبى عبدالله عليه السلام قال : وكلهم الله إلى أنفسهم أقل من طرفة عين (4) .
  104 ـ عن يعقوب عن ابى عبدالله عليه السلام قال : اما أهل الدنيا فقد أظهروا الكذب وما كانوا الامن الذين وكلهم الله إلى أنفسهم ليمن عليهم (5) .
  105 ـ عن محمد بن هارون عن ابى عبدالله عليه السلام قال : ما علم رسول الله ان جبرئيل من عند الله الا بالتوفيق (6) .
  106 ـ عن زرارة قال قلت لابى عبدالله عليه السلام كيف لم يخف رسول الله صلى الله عليه واله فيما يأتيه من قبل الله أن يكون ذلك مما ينزغ به الشيطان قال : فقال : ان الله اذا اتخذ عبدا رسولا أنزل عليه السكينة والوقار ، فكان ـ الذى ـ يأتيه من قبل الله مثل الذى يراه بعينه (7) .

--------------------
(1 ـ 2) البرهان ج 2 : 275 ، البحار ج 9 : 94 .
(3 ـ 4) البرهان ج 2 : 276 ، البحار ج 6 : 361 ، الصافى ج 1 : 861 .
(5) البرهان ج 2 : 276 .
(6) البرهان ج 2 : 276 ، البحار ج 6 : 360 ، وفى نسخة البرهان ( الا يأتى هو ( بدل ) الا بالتوفيق ) .
(7) البحار ج 6 : 361 ، البرهان ج 2 : 276 .

تفسير العياشي (الجزء الثاني)_ 202 _

بسم الله الرحمن الرحيم

من سورة الرعد

  1 ـ عن عثمان بن عيسى عن الحسين بن ابى العلا عن أبى عبدالله عليه السلام قال : من أكثر قرائة سورة الرعد لم تصبه صاعقة أبدا وان كان ناصبيا ، ـ فانه لا يكون ـ (1) أشر من الناصب وان كان مؤمنا أدخله الله الجنة بغير حساب ويشفع في جميع من يعرف من أهل بيته واخوانه من المؤمنين (2) .
  2 ـ عن ابي لبيد المخزومى عن ابى جعفر عليه السلام قال : يا بالبيد ان في حروف القرآن لعلما جما ان الله تبارك وتعالى انزل : الم ذلك الكتاب فقام محمد صلى الله عليه وآله حتى ظهر نوره وثبتت كلمته ، وولد يوم ولد وقد مضى من الالف السابع مأة سنة وثلث سنين ثم قال : وتبيانه في كتاب الله في الحروف المقطعة ، اذا عددتها من غير تكرار ، وليس من حروف مقطعة حرف تنقضى ايامه الا وقائم ، من بنى هاشم عند انقضائه ، ثم قال : الالف واحد ، واللام ثلثوان ، والميم أربعون والصاد ستون (3) فذلك مأة واحدى وثلثون (4) ثم كان بدو خروج الحسين بن على عليه السلام آلم الله ، فلما بلغت مدته قام قائم من ولد العباس

--------------------
(1) الزيادة ليست في نسخة الصافى وكذا في رواية الصدوق رحمه الله
(2) البرهان ج 2 : 277 ، البحار ج 19 : 70 .
(3) وفى بعض النسخ ( تسعون )
(4) وفى بعض النسخ ( ستون ) وقد مر تفصيل الكلام في اختلاف النسخ في هذه الرواية ونظائرها مما وردت في الحروف المقطعة في اول هذا الجزء فراجع .

تفسير العياشي (الجزء الثاني)_ 203 _

  عند المص ، ويقوم قائمنا عند انقضائها بالر (1) فافهم ذلك وعه واكتمه (2) .
  3 ـ عن الحسين بن خالد قال : قلت لابى الحسن الرضا عليه السلام : أخبرنى عن قول الله ( والسماء ذات الحبك ) قال : محبوكة إلى الارض وشبك بين اصابعه فقلت : كيف يكون محبوكة إلى الارض وهو يقول : ( رَفَعَ السَّمَوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ) ؟
  فقال : سبحان الله أليس يقول بغير عمد ترونها ؟ فقلت : بلى ، فقال : فثم عمد ولكن لا ترى ، فقلت : كيف ذاك فبسط كفه اليسرى ثم وضع اليمنى عليها ، فقال : هذه الارض الدنيا والسماء الدنيا عليها قبة (3) .
  4 ـ عن الخطاب الاعور رفعه إلى أهل العلم والفقه من آل محمد عليه وآله السلام ، قال : ( في الارض قطع متجاورات ) يعنى هذه الارض الطيبة تجاورها هذه المالحة وليست منها كما يجاور القوم القوم وليسوا منهم (4) .
  5 ـ عن مسعدة بن صدقة عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده قال : قال أمير المؤمنين عليه السلام : فينا نزلت هذه الاية ( إِنَّمَا أَنْتَ مُنذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ ) فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : أنا المنذر وأنت الهادى يا على ـ فمنا الهادى والنجاة والسعادة إلى يوم القيمة ـ (5)
  6 ـ عن عبدالرحيم القصير قال : كنت يوما من الايام عند أبى جعفر عليه السلام فقال : يا عبدالرحيم قلت : لبيك ، قال : قول الله ( إِنَّمَا أَنْتَ مُنذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ ) اذ قال رسول الله صلى الله عليه وآله : انا المنذر وعلى الهاد ومن الهاد اليوم ؟ قال : فسكت طويلا ثم رفعت رأسي فقلت : جعلت فداك هى فيكم توارثونها رجل فرجل حتى انتهت اليك ، فأنت جعلت فداك الهاد ، قال : صدقت يا عبدالرحيم ، ان القرآن حى لا يموت ، والآية حية لا تموت ، فلو كانت الآية اذا نزلت في الاقوام ماتوا فمات القرآن ، ولكن هي جارية في الباقين كما جرت في الماضين ، وقال عبدالرحيم : قال أبوعبدالله عليه السلام ان القرآن

--------------------
(1) وفى بعض النسخ ( المر )
(2) البرهان ج 2 : 277 ، البحار ج 19 : 94 .
(3 ـ 4) البرهان ج 2 : 278 ، البحار ج 14 : 302 الصافى ج 1 : 863 ـ 864
(5) البرهان ج 2 : 281 ، البحار ج 9 : 76 .

تفسير العياشي (الجزء الثاني)_ 204 _

  حى لم يمت ، وانه يجرى ما يجرى الليل والنهار ، وكما تجرى الشمس والقمر ، و يجرى على آخرنا كما يجرى على أولنا (1) .
  7 ـ عن حنان بن سدير عن أبى جعفر عليه السلام قال : سمعته يقول في قول الله تبارك وتعالى : ( إِنَّمَا أَنْتَ مُنذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ ) فقال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : أنا المنذر وعلى الهاد ، وكل امام هاد للقرن الذى هو فيه (2) .
  8 ـ عن يزيد بن معاوية عن أبى جعفر عليه السلام في قول الله ( إِنَّمَا أَنْتَ مُنذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ ) فقال : قال رسول الله عليه وآله السلام : أنا المنذر وفى كل زمان امام منا يهديهم إلى ما جاء به نبى الله صلى الله عليه وآله ، والهداة من بعده على ، ثم الاوصياء من بعده واحد بعد واحد ، اما والله ما ذهبت منا ولا زالت فينا إلى الساعة ، رسول الله المنذر ، وبعلى يهتدى المهتدون (3) .
  9 ـ عن جابر عن أبى جعفر عليه السلام قال : قال النبى عليه وآله السلام : انا المنذر وعلى الهادى إلى أمرى (4) .
  10 ـ عن حريز رفعه إلى أحدهما عليه السلام في قول الله ( اللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَحْمِلُ كُلُّ أُنثَى وَمَا تَغِيضُ الأَرْحَامُ وَمَا تَزْدَادُ ) قال : الغيض : كل حمل دون تسعة أشهر ، وما تزداد : كل شئ يزداد على تسعة أشهر ، وكلما رأت الدم في حملها من الحيض يزداد بعدد الايام التى رأت في حملها من الدم (5)
  11 ـ عن زرارة عن أبى جعفر وابى عبدالله عليه السلام في قوله : ( ما تحمل كل انثى ) يعنى الذكر والانثى ( وما تغيض الارحام ) قال : الغيض ما كان أقل من الحمل وما تزداد : ما زاد على الحمل ، فهو مكان ما رأت من الدم في حملها (6)
  12 ـ محمد بن مسلم وحمران وزرارة عنهما قال . ما تحمل كل انثى او ذكر ،

--------------------
(1) البرهان ج 2 : 381 ، البحار ج 9 : 76 .
(2 ـ 4) البرهان ج 2 : 381 ، البحار ج 9 : 76 ، اثبات الهداة ج 3 : 51 و 548 .
(5 ـ 6) البرهان ج 2 : 282 283 ، البحار ج 2 : 131 ، الصافى ج 1 : 865 .

تفسير العياشي (الجزء الثاني)_ 205 _

  ( وما تغيض الارحام ) قال : مالم يكن حملا وما تزداد من انثى أو ذكر (1)
  13 ـ عن محمد بن مسلم قال : سألت أبا عبدالله عليه السلام عن قول الله ( يَعْلَمُ مَا تَحْمِلُ كُلُّ أُنثَى وَمَا تَغِيضُ الأَرْحَامُ ) ؟ قال : ما لم يكن حملا ( وما تزداد ) قال : الذكر والانثى جميعا (2)
  14 ـ عن زرارة عن أبى عبدالله عليه السلام في قول الله : ( يَعْلَمُ مَا تَحْمِلُ كُلُّ أُنثَى ) قال : الذكر والانثى ( وما تغيض الارحام ) قال : ما كان دون التسعة فهو غيض ، ( وما تزداد ) قال : ما رأت الدم في حال حملها ازداد به على التسعة الاشهر ، ان كانت رأت الدم خمسة ايام أو أقل او أكثر زاد ذلك على التسعة الاشهر (3) .
  15 ـ عن بريد العجلى قال : سمعنى أبوعبدالله عليه السلام وانا أقرأ ( لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ ) فقال : مه وكيف يكون المعقبات من بين يديه ؟ انما يكون المعقبات من خلفه ـ انما انزلها الله له رقيب من بين يديه ومعقبات من خلفه ـ يحفظونه بأمر الله (4) .
  16 ـ عن مسعدة بن صدقة عن أبى عبدالله عليه السلام في قوله ( يحفظونه من أمر الله ) قال : بأمر الله ، ثم قال : ما من عبد الا ومعه ملكان يحفظانه فاذا جاء الامر من عند الله خليا بينه وبين أمر الله (5) .
  17 ـ عن فضيل بن عثمان عن أبى عبدالله عليه السلام : قال في هذه الآية ( له معقبات من بين يديه ) الآية قال : من المقدمات المؤخرات ، المعقبات الباقيات الصالحات (6)
  18 ـ عن سليمان بن عبدالله قال : كنت عند أبى الحسن موسى عليه السلام قاعدا فأتى بامرأة قد صار وجهها قفاها ، فوضع يده اليمنى في جبينها ويده اليسرى من خلف ذلك ، ثم عصر وجهها عن اليمين ، ثم قال ( إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ ) فرجع وجهها فقال : احذرى ان تفعلين كما فعلت ، قالوا : يا ابن رسول الله وما فعلت ؟ فقال : ذلك مستور الا أن تتكلم به ، فسألوها فقالت :

--------------------
(1 ـ 3) البرهان ج 2 : 282 ـ 283 ، البحار ج 2 : 131 : الصافى ج 1 : 865
(4 ـ 6) البرهان ج 2 : 283 .

تفسير العياشي (الجزء الثاني)_ 206 _

  كانت لي ضرة (1) فقمت اصلى فظننت أن زوجى معها ، فالتفت اليها فرأيتها قاعدة وليس هو معها ، فرجع وجهها (2) على ما كان (3)
  19 ـ عن أبى عمرو المداينى عن أبى عبدالله عليه السلام قال : ان أبى كان يقول : ان الله قضى قضاءا حتما لا ينعم على عبده بنعمة فسلبها اياه قبل أن يحدث العبد ذنبا يستوجب (4) بذلك الذنب سلب تلك النعمة ، وذلك قول الله ( إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ ) (5)
  20 ـ عن أحمد بن محمد عن أبى الحسن الرضا عليه السلام في قول الله : ( إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءاً فَلا مَرَدَّ لَهُ ) فصار الامر إلى الله تعالى (6)
  21 ـ عن الحسين بن سعيد المكفوف كتب اليه عليه السلام في كتاب له : جعلت فداك ياسيدى علم مولاك مالا يقبل لقائله دعوة ، وما لا يؤخر لفاعله دعوة ، وما حد الاستغفار الذى وعد عليه نوح والاستغفار الذى لا يعذب قائله ؟ وكيف يلفظ بهما ، و معنى قوله : ( ومن يتق الله ومن يتوكل على الله ) وقوله : ( ومن اتبع هداى ) ومن ( من اعرض عن ذكرى ) و ( إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ ) وكيف تغير القوم ما بأنفسهم فكتب صلوات الله عليه كافاكم الله عنى بتضعيف الثواب والجزاء الحسن الجميل ، وعليكم جميعا السلام ورحمة الله وبركاته ، الاستغفار الف ، والتوكل من توكل على الله فهو حسبه ، ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب ، واما قوله : ( ومن اتبع هداى ) اى من قال بالامامة (7) واتبع امرهم بحسن طاعتهم ، واما التغير

--------------------
(1) ضرة المرأة : امرأة زوجها ، وبالفارسية ( هوو ) .
(2) وفى نسخة ( وجهى ) فالمعنى كما رأيتمونى من صيرورة وجهى على القفا و على ما اخترناه فهو تفريع على قوله عليه السلام : ثم عصر وجهها .
(3) البرهان ج 2 : 284 ، البحار ج 11 : 242 ، اثبات الهداة ج 5 : 550 .
(4) وفى نسخة البرهان ( ما يستوجب )
(5 ـ 6) البرهان ج 2 : 284 ، البحار ج 3 : 108 ، الصافى ج 5 : 866 .
(7) وفى نسخة البرهان ( بالائمة ) .

تفسير العياشي (الجزء الثاني)_ 207 _

  فانه لا يسئ اليهم حتى يتولوا ذلك بأنفسهم بخطاياهم ، وارتكابهم ما نهى عنه وكتب بخطه (1) .
  22 ـ عن يونس بن عبدالرحمن ان داود قال : كنا عنده فارتعدت السماء فقال هو : سبحان من يسبح له الرعد بحمده والملئكة من خيفته ، فقال له ابوبصير : جعلت فداك ان للرعد كلاما ؟ فقال : يا ابا محمد سل عما يعنيك ودع مالا يعنيك (2) .
  23 ـ عن أبى بصير عن ابى عبدالله عليه السلام قال : سألته عن الرعد أى شئ يقول ؟ قال : انه بمنزلة الرجل يكون في الابل فيزجرها هاى هاى كهيئة ذلك ، قلت فما البرق ؟ قال لى : تلك من مخاريق الملئكة (3) تضرب السحاب ـ فتسوقه ـ إلى الموضع الذى قضى الله فيه المطر (4) .
  24 ـ عن عبدالله بن ميمون القداح قال : سمعت زيد بن على يقول يا معشر من يحبنا لا ينصرنا (5) من الناس أحد ، فان الناس لو يستطيعوا أن يحبونا لاحبونا والله لاحبتنا أشد خزانة من الذهب والفضة ، ان الله خلق ما هو خالق ثم جعلهم اظلة ، ثم تلا هذه الاية ( وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً ) الاية ، ثم اخذ ميثاقنا وميثاق شيعتنا ، فلا ينقص منها واحد ، ولا يزداد فينا واحد (6)
  25 ـ عن عقبة بن خالد قال : دخلت على أبى عبدالله فاذن لى وليس هو في مجلسه ، فخرج علينا من جانب البيت من عند نسائه ، وليس عليه جلباب فلما نظر

--------------------
(1) البرهان ج 2 : 284 ، البحار ج 3 : 108 .
(2) البرهان ج 2 : 285 ، البحار ج 14 : 277 .
(3) قال الطريحى : في الحديث : البرق مخاريق الملائكة هى جمع مخراق ، و هو في الاصل ثوب يلف ويضرب به الصبيان بعضهم بعضا يعنى البرق آلة تزجر الملائكة بها السحاب وتسوقه .
(4) البرهان ج 2 : 285 : البحار ج 14 : 277 .
(5) وفى نسخة البرهان ( ألا ينصرنا ) .
(6) البرهان ج 2 : 286 .

تفسير العياشي (الجزء الثاني) _ 208 _
  الينا قال : احب لقائكم ، ثم جلس ثم قال : أنتم اولوا الالباب في كتاب الله ، قال الله ( انما يتذكر اولوا الالباب ) (1) .
  26 ـ عن ابى العباس عن أبى عبدالله عليه السلام قال : تفكر ساعة خير من عبادة سنة ، قال الله : ( انما يتذكر اولوا الالباب ) (2)
  27 ـ عن العلا بن الفضيل عن ابى عبدالله عليه السلام يقول : الرحم معلقة بالعرش ، تقول : اللهم صل من وصلنى ، واقطع من قطعنى وهى رحم آل محمد ورحم كل مؤمن وهو قول الله : ( وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ ) (3) .
  28 ـ عن جابر عن أبى جعفر عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : بر الوالدين وصلة الرحم يهون الحساب ثم تلا هذه الاية ( وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الْحِسَابِ ) (4)
  29 ـ عن محمد بن الفضل قال : سمعت العبد الصالح يقول ( وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ ) قال : هو رحم آل محمد معلقة بالعرش ، تقول : اللهم صل من وصلنى و اقطع من قطعني وهى تجرى في كل رحم (5)
  30 ـ عن عمر بن مريم قال : سألت أبا عبدالله عليه السلام عن قول الله ( وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ ) قال من ذلك صلة الرحم ، وغاية تأويلها صلتك ايانا (6)
  31 ـ عن صفوان بن مهران الجمال قال : وقع بين عبدالله بن الحسن (7) و

--------------------
(1) البرهان ج 2 : 287 ، البحار ج 15 ( ج 1 ) : 111 ، الصافى ج 1 : 870
(2) البرهان ج 2 : 287 .
(3 ـ 6) البرهان ج 2 : 288 289 ، البحار ج 15 ( ج 4 ) : 28 ، الصافى ج 1 871 .
(7) هو عبدالله بن الحسن بن الحسن بن على بن ابيطالب عليه السلام الملقب بالمحض ، وانما سمى المحض لان اباه الحسن بن الحسن وامه فاطمة بنت الحسين عليه السلام وكان يشبه رسول الله صلى الله عليه وآله وكان شيخ بنى هاشم في زمانه ، ويتولى صدقات امير المؤمنين عليه السلام بعد ابيه الحسن ويظهر من بعض الاخبار انه ادعى الامامة وكيف كان فقد ورد في ذمه روايات فراجع تنقيح المقال وغيره ان شئت تفصيل الكلام فيه .

تفسير العياشي (الجزء الثاني) _ 209 _
  بين أبيعبدالله عليه السلام كلام حتى ارتفعت أصواتهما واجتمع الناس ثم افترقا تلك العشية فلما أصبحت غدوت في حاجة لى فاذا ابوعبدالله على باب عبدالله بن الحسن ، وهو يقول : قولى يا جارية لابى محمد هذا ابوعبدالله بالباب فخرج عبدالله بن الحسن وهو يقول : يا أبا عبدالله ما بكر بك ؟ قال : انى مررت البارحة بآية من كتاب الله فأقلقنى قال : وماهى ؟ قال : قوله عزوجل : ( وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الْحِسَابِ ) قال : فاعتنقا وبكيا جميعا ثم قال عبدالله بن الحسن : صدقت والله يا با عبدالله كانى لم اقرء هذه الاية قط كأنى لم يمر بى هذه الاية قط ـ كتب الينا ـ (1)
  32 ـ الفضل بن شاذان عن أبى عبدالله قال : حدثنا ابراهيم بن عبدالحميد عن سالمة مولاة ام ولد كانت لابى عبدالله قالت : كنت عند ابيعبدالله عليه السلام حين حضرته الوفاة فأغمى عليه فلما أفاق قال : اعطوا الحسن بن على بن الحسين وهو الافطس سبعين دينارا ، قلت : أتعطى رجلا حمل عليك بالشفرة (2) قال : ويحك اما تقرئين القرآن ؟ قلت : بلى قال : اما سمعت قول الله تبارك وتعالى ( وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الْحِسَابِ )
  33 ـ قال : وقال ( وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ ) ققال هو صلة الامام (3)
  34 ـ عن الحسن بن موسى قال : روى أصحابنا قال : سئل ابوعبدالله عليه السلام عن قوله تعالى : ( وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ ) قال : هو صلة الامام في كل سنة بما قل أو كثر ، ثم قال أبوعبدالله عليه السلام : وما أريد بذلك الا تزكيتكم (4) .
  35 ـ عن سماعة قال : سألته عن قول الله : ( وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ ) فقال : هو ما افترض الله في المال غير الزكوة ، ومن ادى ما فرض الله عليه فقد قضى ما عليه (5) .

--------------------
(1) البرهان ج 2 : 289 ، البحار ج 14 ( ج 4 ) : 28 .
(2) الشفرة : السكين العظيم .
(3) البرهان ج 2 : 289 .
(4) البرهان ج 2 : 289 ، البحار ج 20 : 56 .
(5) البرهان ج 2 : 289 .

تفسير العياشي (الجزء الثاني) _ 210 _
  36 ـ عن سماعة قال : ان الله فرض للفقراء من اموال الاغنياء فريضة لا يحمدون بادائها وهى الزكوة ، بها حقنوا دمائهم ، وبها سموا مسلمين ، ولكن الله فرض في الاموال حقوقا غير الزكوة ، ومما فرض الله في المال غير الزكوة قوله : ( وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ ) ومن ادى ما فرض الله عليه فقد قضى ما عليه وادى شكر ما انعم الله عليه من ماله ، اذا هو حمده على ما انعم عليه ، بما فضله به من السعة على غيره ، و لما وفقه لاداء ما افترض الله وأعانه عليه (1) .
  37 ـ عن ابى اسحق قال : سمعته يقول : في ( سوء الحساب ) لا يقبل حسناتهم ويؤخذون بسيئاتهم (2) .
  38 ـ عن هشام بن سالم عن ابى عبدالله عليه السلام في قوله : ( يخافون سوء الحساب ) قال : يحسب عليهم السيئات ولا يحسب لهم الحسنات وهو الاستقصاء (3) .
  39 ـ عن هشام بن سالم عن أبى عبدالله في قوله ( ويخافون سوء الحساب ) قال الاستقصاء والمداقة ، وقال : يحسب عليهم السيئات ولا يحسب لهم الحسنات (4) .
  40 ـ عن حماد بن عثمان عن ابى عبدالله عليه السلام انه قال لرجل : يا فلان مالك و لاخيك ؟ قال : جعلت فداك كان لى عليه حق فاستقصيت منه حقى ، قال أبوعبدالله عليه السلام : أخبرنى عن قول الله : ( ويخافون سوء الحساب ) أتراهم خافوا أن يجور عليهم او يظلمهم ؟ لا والله خافوا الاستقصاء والمداقة (5) .
  41 ـ قال محمد بن عيسى : وبهذا الاسناد ان أبا عبدالله عليه السلام قال لرجل شكاه بعض اخوانه : ما لاخيك فلان يشكوك ؟ فقال : أيشكونى ان استقصيت حقى ! قال : فجلس مغضبا ثم قال : كأنك اذا استقصيت لم تسئ ارأيت ما حكى الله تبارك وتعالى : ( ويخافون سوء الحساب ) أخافوا أن يجور عليهم الله لا والله ما خافوا الا الاستقصاء ، فسماه الله سوء الحساب ، فمن استقصى فقد أساء (6) .
  41 ـ عن الحسين بن عثمان عمن ذكره عن أبى عبدالله عليه السلام قال ان صلة الرحم

--------------------
(1 ـ 2) البرهان ج 2 : 289 .
(3 ـ 6) البرهان ج 2 : 289 ، الصافى ج 1 : 871 .

تفسير العياشي (الجزء الثاني) _ 211 _
  ـ تفسير العياشى مجلد : 2 من ص 211 سطر 1 الى ص 220 سطر 25
  تزكى الاعمال وتنمى الاموال وتيسر الحساب ، وتدفع البلوى وتزيد في الاعمار (1) .
  42 ـ عن الحسن بن المجبوب عن أبى ولاد ، قال : قلت لابى عبدالله عليه السلام : جعلت فداك ان رجلا من اصحابنا ورعا مسلما كثير الصلوة ، قد ابتلى بحب اللهو و هو يسمع الغنا ، فقال : أيمنعه ذلك من الصلوة لوقتها أو من صوم أو من عياة مريض او حضور جنازة أو زيارة اخ ؟ قال : قلت : لا ليس يمنعه ذلك من شئ من الخير والبر قال : فقال : هذا من خطوات الشيطان مغفور له ذلك انشاء الله ، ثم قال : ان طائفة من الملئكة عابوا ولد آدم في اللذات والشهوات اعنى لكم الحلال ليس الحرام ، قال : فأنف الله للمؤمنين من ولد آدم من تعيير الملئكة لهم ، قال : فألقى الله في همم اولئك الملئكة اللذات والشهوات كى لا يعيبون المؤمنين .
  قال : فلما أحسوا ذلك من هممهم عجوا إلى الله من ذلك ، فقالوا : ربنا عفوك عفوك ، ردنا إلى ما خلقتنا له ، واجبرتنا عليه ، فانا نخاف ان نصير في امر مريج (2) قال : فنزع الله ذلك من هممهم قال : فاذا كان يوم القيمة وصار أهل الجنة في الجنة استأذن اولئك الملئكة على اهل الجنة فيؤذن لهم فيدخلون عليهم فيسلمون عليهم ، ويقولون لهم : ( سلام عليكم بما صبرتم ) في الدنيا عن اللذات والشهوات الحلال (3) .
  43 ـ عن محمد بن الهيثم عن رجل عن أبى عبدالله عليه السلام ( سلام عليكم بما صبرتم ) على الفقر في الدنيا ( فنعم عقبى الدار ) قال : يعنى الشهداء (4) .
  44 ـ عن خالد بن نجيح عن جعفر بن محمد عليه السلام في قوله : ( الا بذكر الله تطمئن القلوب ) فقال : بمحمد عليه وآله السلام تطمئن القلوب وهو ذكر الله وحجابه (5) .
  45 ـ عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبى جعفر محمد بن على عن أبيه عن آبائه قال : بينما رسول الله صلى الله عليه وآله جالس ذات يوم اذ دخلت عليه ام ايمن في ملحفتها (6)

--------------------
(1) البرهان ج 2 : 290 .
(2) امر مريج : مختلط او ملتبس .
(3 ـ 4) البحار ج 3 : 331 ، البرهان ج 2 : 291 .
(5) البرهان ج 2 : 291 .
(6) الملحفة : اللباس فوق سائر اللباس من دثار البرد ونحوه .

تفسير العياشي (الجزء الثاني) _ 212 _
  شئ ، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وآله : يا ام ايمن أى شئ في ملحفتك ؟ فقالت يا رسول الله فلانة بنت فلانة املكوها (1) فنثروا عليها فأخذت من نثارها شيئا ثم ان ام ايمن بكت فقال لها رسول الله صلى الله عليه وآله : ما يبكيك ؟ فقالت فاطمة زوجتها فلم ينثر عليها شيئا فقال لها رسول الله : لا تبكين فوالذى بعثنى بالحق بشيرا ونذيرا ، لقد شهد أملاك فاطمة جبرئيل وميكائيل واسرافيل في الوف من الملائكة ولقد أمر الله طوبى فنثرت عليهم من حللها وسندسها واستبرقها ودرها وزمردها وياقوتها وعطرها فاخذوا منه حتى ما دروا ما يصنعون به ، ولقد نحل الله طوبى في مهر فاطمة ، فهى في دار على بن أبيطالب (2)
  46 ـ عن أبان بن تغلب قال : كان النبى صلى الله عليه وآله يكثر تقبيل فاطمة ، قال : فعاتبته على ذلك عايشة ، فقالت : يا رسول الله انك لتكثر تقبيل فاطمة ؟ فقال لها : ويلك لما أن عرج بى إلى السماء مر بى جبرئيل على شجرة طوبى ، فناولنى من ثمرها فأكلتها ، فحول الله ذلك إلى ظهرى ، فلما أن هبطت إلى الارض واقعت خديجة فحملت بفاطمة عليهما السلام ، فما قبلت فاطمة الا وجدت رائحة شجرة طوبى منها (3) .
  47 ـ عن أبى حمزة عن أبى جعفر عليه السلام قال : طوبى هى شجرة يخرج من جنة عدن غرسها ربنا بيده (4)
  48 ـ عن أبى قتيبة تميم بن ثابت عن ابن سيرين في قوله : ( طوبى لهم وحسن مآب ) قال : طوبى شجرة في الجنة أصلها في حجرة على وليس في الجنة حجرة الا فيها غصن من أغصانها (5) .
  49 ـ عن أبى بصير عن أبى عبدالله عليه السلام قال : قال : ان المؤمن اذا لقى اخاه

--------------------
(1) املك امرأة : تزوجها .
(2 ـ 3) البحار ج 3 : 331 ـ 332 ، البرهان ج 2 : 292 .
(4) البحار ج 3 : 332 ، البرهان ج 2 : 293 ، وفيه هكذا ( طوبى شجرة في الجنة قد غرسها ربنا بيده )
(5) البرهان ج 2 : 293 ، البحار ج 3 : 332 .

تفسير العياشي (الجزء الثاني) _ 213 _
  فصافحا (1) لم تزل الذنوب تتحات عنهما (2) ما داما متصافحين كتحات الورق عن الشجر ، فاذا افترقا قال ملكاهما : جزاكما الله خيرا عن أنفسكما ، فان التزم كل واحد منهما صاحبه ناداهما مناد : طوبى لكما وحسن مآب ، وطوبى شجرة في الجنة أصلها في دار أميرالمؤمنين ، وفرعها في منازل أهل الجنة ، فاذا افترقا ناداهما ملكان كريمان ابشرا يا ولى الله بكرامة الله والجنة من ورائكما (3) .
  50 ـ عن أبى بصير عن أبى جعفر عليه السلام قال : كان امير المؤمنين عليه السلام يقول : ان لاهل التقوى علامات يعرفون بها : صدق الحديث وأداء الامانة ووفاة العهد ، وقلة العجز والبخل ، وصلة الارحام ورحمة الضعفاء ، وقلة المواطاة للنساء ، وبذل المعروف وحسن الخلق وسعة الحلم ، واتباع العلم فيما يقرب إلى الله زلفى لهم وطوبى لهم وحسن مآب ، وطوبى شجرة في الجنة أصلها في دار رسول الله صلى الله عليه واله ، فليس من مؤمن الا وفى داره غصن من اغصانها لا ينوى في قلبه شيئا الا أتاه ذلك الغصن ، ولو ان راكبا مجدا سار في ظلها مأة عام ما خرج منها ، ولو ان غرابا طار من أصلها ما بلغ اعلاها حتى يبياض (4) هرما ، الا ففى هذا فارغبوا ، ان للمؤمن في نفسه شغلا والناس منه في راحة ، اذا جن عليه الليل فرش وجهه وسجد لله بمكارم بدنه يناجى الذى خلقه في فكاك رقبتة ، الا فهكذا فكونوا (5) .
  51 ـ عن معاوية بن وهب قال : سمعته يقول : الحمد لله الذى قدح عنه ( عند خ ل ) آل عمر (6) ـ فقال : ـ كان في بيت حفصة ويأتيه الناس وفودا فلا يعاب ذلك عليهم ، ولا يقبح عليهم ، وان اقواما يأتونا صلة لرسول الله صلى الله عليه واله فيأتونا خائفين مستخفين

--------------------
(1) وفى البرهان ( وتصافحا ) .
(2) تحات الورق عن الشجر : تناثر .
(3) البرهان ج 2 : 293 ، البحار ج 15 ( ج 4 ) : 255 .
(4) وفى نسخة البرهان كرواية الامالى ( يسقط ) بدل ( يبياض ) .
(5) البحار ج 15 ـ ج 2 ـ : 95 : البرهان ج 2 : 293 .
(6) وفى البحار ( نافع عبد عمر ) .

تفسير العياشي (الجزء الثاني) _ 214 _
  يعاب ذلك ، ويقبح عليهم ، ولقد قال الله في كتابه : ( وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلاً مِنْ قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجاً وَذُرِّيَّةً ) فما كان لرسول الله صلى الله عليه واله الا كاحد اولئك ، جعل الله له ازواجا وجعل له ذرية ، ثم لم يسلم مع احد من الانبياء من أسلم مع رسول الله صلى الله عليه واله من أهل بيته ، أكرم الله بذلك رسوله صلى الله عليه واله (1) .
  52 ـ عن بشير الدهان عن ابى عبدالله عليه السلام قال : ما أتى الله أحدا من المرسلين شيئا الا وقد أتاه محمدا صلى الله عليه واله ، وقد أتى الله محمدا كما أتى المرسلين من قبله (2) ثم تلا هذه الاية : ( وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلاً مِنْ قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجاً وَذُرِّيَّةً ) (3) .
  53 ـ عن على بن عمر بن أبان الكلبى عن ابى عبدالله عليه السلام قال : اشهد على أبى انه كان يقول : ما بين احدكم وبين ان يغبط أو يرى ما تقر به عينه الا ان يبلغ نفسه هذه ، واهوى إلى حلقه قال الله في كتابه : ( وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلاً مِنْ قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجاً وَذُرِّيَّةً ) فنحن ذرية رسول الله صلى الله عليه واله (4) .
  54 ـ عن المفضل بن صالح عن جعفر بن محمد قال : قال رسول الله صلى الله عليه واله : خلق الله الخلق قسمين فألقى قسما وامسك قسما ، ثم قسم ذلك القسم على ثلثة أثلاث فالقى ثلثين وامسك ثلثا ، ثم اختار من ذلك الثلث قريشا ، ثم اختار من قريش بنى عبدالمطلب ثم اختار من بنى عبدالمطلب رسول الله صلى الله عليه واله ، فنحن ذريته ، فان قلت للناس لرسول الله (5) ذرية جحدوا ولقد قال الله ( وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلاً مِنْ قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجاً وَذُرِّيَّةً ) فنحن ذريته قال : فقلت : انا أشهد انكم ذريته ، ثم قلت له : ادع الله لى جعلت فداك ان يجعلنى معك في الدنيا والآخرة ، فدعا لى ذلك قال : وقبلت باطن يده (6) .
  55 ـ وفى رواية شعيب عنه انه قال : نحن ذرية رسول الله صلى الله عليه واله ، والله ما ادرى على

--------------------
(1) البحار ج 7 : 234 ، البرهان ج 2 : 297 ، الصافى ج 1 : 877 .
(2) وفى البحار ( وقد اتاه ما لم يؤت المرسلين من قبله ) .
(3 ـ 4) البحار ج 7 : 234 ، البرهان ج 2 : 279 .
(5) وفى نسخة البحار ( فان قال الناس لم يكن لرسول الله اه ) .
(6) البرهان ج 2 : 297 .

تفسير العياشي (الجزء الثاني) _ 215 _
  ما يعادوننا الا لقرابتنا من رسول الله صلى الله عليه واله (1) .
  56 ـ عن على بن عبدالله بن مروان ، عن ايوب بن نوح ، قال : قال لى أبوالحسن العسكرى عليه السلام وانا واقف بين يديه بالمدينة ابتداءا من غير مسألة : يا أيوب انه ما نبأ الله من نبى الا بعد أن يأخذ عليه ثلث خصال : شهادة ان لا اله الا الله ، وخلع الانداد من دون الله ، وان لله المشية يقدم مايشاء ويؤخر مايشاء ، اما انه اذا جرى الاختلاف بينهم لم يزل الاختلاف بينهم إلى أن يقوم صاحب هذا الامر (2) .
  57 ـ عن محمد بن مسلم عن أبى عبدالله عليه السلام قال : ما بعث الله نبيا حتى يأخذ عليه ثلث خلال : الاقرار لله بالعبودية ، وخلع الانداد ، وان الله يقدم ما يشاء ويؤخر مايشاء (3) .
  58 ـ عن محمد بن مسلم عن أبى جعفر عليه السلام قال : سألته عن ليلة القدر فقال : ينزل فيها الملئكة والكتبة ـ إلى السماء الدنيا ـ فيكتبون ما يكون من امر السنة و ما يصيب العباد ، ، وأمر عنده موقوف له فيه المشية ، فيقدم منه مايشاء ويؤخر ما يشاء ويمحو ويثبت وعنده ام الكتاب (4) .
  59 ـ عن زرارة عن أبى جعفر عليه السلام قال : كان على بن الحسين عليه السلام يقول : لولا آية في كتاب الله لحدثتكم بما يكون (5) إلى يوم القيمة ، فقلت له : أية آية ؟ قال : قول الله ( يمحو الله مايشاء ويثبت وعنده ام الكتاب ) (6) .
  60 ـ عن جميل بن دراج عن أبى عبدالله عليه السلام في قوله : ( يمحو الله مايشاء ويثبت وعنده ام الكتاب ) قال : هل يثبت الا مالم يكن ، وهل يمحو الا ما كان (7) .
  61 ـ عن الفضيل بن يسار (8) عن ابى جعفر عليه السلام قال : ان الله لم يدع شيئا

--------------------
(1) البرهان ج 2 : 299 ، البحار ج 2 : 234 .
(2 ـ 4) البرهان ج 2 : 299 ، البحار ج 2 : 138 ـ 136 ـ 134 .
(5) وفى البرهان ( بما كان وبما يكون ) .
(6 ـ 7) البرهان ج 2 : 299 ، البحار ج 2 : 139 ، الصافى ج 1 : 878 .
(8) وفى نسخة البحار ( الفضل بن بشار ) لكنه مصحف .

تفسير العياشي (الجزء الثاني) _ 216 _
  كان أو يكون الا كتبه في كتاب فهو موضوع بين يديه ينظر اليه ، فما شاء منه قدم وما شاء منه أخر ، وما شاء منه محا ، وما شاء منه كان ، وما لم يشأ لم يكن (1) .
  62 ـ عن حمران قال : سألت أبا عبدالله عليه السلام ( يَمْحُوا اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ ) فقال : يا حمران انه اذا كان ليلة القدر ونزلت الملئكة الكتبة إلى السماء الدنيا فيكتبون ما يقضى في تلك السنة من أمر ، فاذا اراد الله ان يقدم شيئا او يؤخره او ينقص منه او يزيد امر الملك فمحا مايشاء ثم أثبت الذى أراد قال : فقلت له عند ذلك : فكل شئ يكون فهو عند الله في كتاب ؟ قال : نعم ، قلت : فيكون كذا وكذا ثم كذا وكذا حتى ينتهى إلى آخره قال : نعم ، قلت : فأى شئ يكون بيده ـ بعده ـ ؟ قال : سبحان الله ، ثم يحدث الله ايضا ما شاء تبارك وتعالى (2) .
  63 ـ عن الفضيل قال : سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول : العلم علمان علم علمه ملئكته ورسله وانبيائه وعلم عنده مخزون لم يطلع عليه أحد يحدث فيه ما يشاء (3) .
  64 ـ عن الفضيل بن يسار عن ابى عبدالله عليه السلام قال : ان الله كتب كتابا فيه ما كان وما هو كائن ، فوضعه بين يديه ، فما شاء منه قدم وما شاء منه اخر ، وماشاء منه محا ، وما شاء منه أثبت ، وما شاء منه كان ، وما لم يشأ منه لم يكن (4) .

--------------------
(1 ـ 2) البرهان ج 2 : 299 ، البحار ج 2 : 139 ، الصافى ج 1 : 878 .
(3) البرهان ج 2 : 299 ، والبحار ج 2 : 139 ، الصافى ج 1 : 878 ، وقال الفيض رحمه الله في بيانه ما لفظه اقول : وربما يعلم نادرا من علمه المخزون بعض رسله كما جاءت به الاخبار وبه يحصل التوفيق بين هذا الحديث والذى قبله ( انتهى ) وقال بعض ينبغى ان يحمل على ذلك ما ورد في الاحاديث من البداء لا على المعنى المتبادر منه ابتداءا لان الله لا يندم على شئ ولا يظهر له شئ بعد الخفاء فما يمحوه يمحوه قبل ان يعلم به احدا .
(4) البرهان ج 2 : 299 ـ 300 ، البحار ج 2 : 139

تفسير العياشي (الجزء الثاني) _ 217 _
  65 ـ عن الفضيل قال : سمعت ابا جعفر عليه السلام يقول : من الامور امور محتومة كائنة لا محالة ، ومن الامور أمور موقوفة عند الله ، يقدم فيها مايشاء ويمحو ما يشاء ، ويثبت منها ما يشاء لم يطلع على ذلك احدا يعنى الموقوفة ، فاما ما جائت به الرسل فهى كائنة لا يكذب نفسه ولا نبيه ولا ملئكته (1) .
  66 ـ عن ابى حمزة الثمالى قال : قال أبوجعفر عليه السلام وابوعبدالله عليه السلام : يا با حمزة ان حدثناك بامر انه يجئ من هيهنا فجاء من هاهنا فان الله يصنع ما يشاء ، وان حدثناك اليوم بحديث وحدثناك غدا بخلافه ، فان الله يمحو ما يشاء و يثبت (2) .
  67 ـ عن حماد بن عيسى عن ربعى عن الفضيل بن يسار قال : سمعت ابا جعفر عليه السلام يقول : العلم علمان فعلم عند الله مخزون لم يطلع عليه أحدا من خلقه ، وعلم علمه ملئكته ورسله وانبيائه فاما علم ملئكته (3) فانه سيكون لا يكذب نفسه ولا ملئكته ولا رسله ، وعلم عنده مخزون يقدم فيه مايشاء ويؤخر ما يشاء ويمحو مايشاء ويثبت مايشاء (4) .
  68 ـ عن عمرو بن الحمق قال : دخلت على أمير المؤمنين عليه السلام حين ضرب على قرنه ، فقال لى : يا عمرو انى مفارقكم ، ثم قال : سنة ـ إلى ـ السبعين فيها بلاء قالها ثلثا ، فقلت : فهل بعد البلاء رخاء ؟ فلم يجبنى وأغمى عليه ، فبكت ام كلثوم فأفاق فقال : يا ام كلثوم لا تؤذينى فانك لو قد ترين ما أرى لم تبكى ، ان الملئكة في السموات السبع بعضهم خلف بعضهم ، والنبيون خلفهم ، وهذا محمد صلى الله عليه وآله اخذ بيدى ويقول : انطلق يا على فما امامك خير لك مما أنت فيه ، فقلت : بأبى وامى قلت لى : إلى السبعين بلاء فهل بعد السبعين رخاء ؟ فقال : نعم يا عمرو ، وان بعد البلاء رخاء ، ويمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده ام الكتاب (5)

--------------------
(1 ـ 2) البرهان ج 2 : 299 ـ 300 ، البحار ج 2 : 139 .
(3) والظاهر كما في رواية المحاسن ( فاما ما علم ملئكته ) .
(4 ـ 5) البحار ج 2 : 139 ، البرهان ج 2 : 300 .

تفسير العياشي (الجزء الثاني) _ 218 _
  69 ـ قال ابوحمزة : فقلت لابى جعفر : ان عليا كان يقول إلى السبعين بلاء وبعد السبعين رخاء وقد مضت السبعون ولم يروا رخاءا ؟ فقال لى أبوجعفر : يا ثابت ان الله كان قد وقت هذا الامر في السبعين ، فلما قتل الحسين صلوات الله عليه اشتد غضب الله على أهل الارض ، فاخره إلى أربعين ومائة سنة ، فحدثناكم فأذعتم الحديث ، وكشفتم قناع الستر فأخره الله ولم يجعل لذلك عندنا وقتا ثم قال يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده ام الكتاب (1)
  70 ـ عن أبى الجارود عن أبى جعفر عليه السلام قال : ان الله اذا أراد فناء قوم أمر الفلك فأسرع الدور بهم ، فكان ما يريد من النقصان فاذا أراد الله بقاء قوم امر الفلك فابطأ الدور بهم فكان ما يريد من الزيادة فلا تنكروا ، فان الله يمحو مايشاء ويثبت وعنده ام الكتاب (2) .
  71 ـ عن ابن سنان عن ابى عبدالله عليه السلام يقول : ان الله يقدم ما يشاء ويؤخر ما يشاء ويمحو ما يشاء ويثبت مايشاء وعنده ام الكتاب ، وقال : لكل امر يريده الله فهو في علمه قبل ان يصنعه ، وليس شئ يبدو له الا وقد كان في علمه ان الله لا يبدو له من جهل (3) .
  72 ـ عن ابراهيم بن ابى يحيى (4) عن جعفر بن محمد عليه السلام قال : ما من مولود يولد الا ابليس من الابالسة بحضرته ، فان علم الله انه من شيعتنا حجبه عن ذلك الشيطان ، وان لم يكن من شيعتنا أثبت الشيطان اصبعه السبابة في دبره فكان مأبونا ـ وذلك ان الذكر يخرج للوجه ـ فان كانت امرأة أثبت في فرجها فكانت فاجرة ، فعند ذلك يبكى الصبى بكاءا شديدا اذا هو خرج من بطن امه ، والله بعد ذلك يمحو مايشاء ويثبت وعنده ام الكتاب (5) .
  73 ـ عن ابى حمزة الثمالى عن ابى جعفر عليه السلام قال : ان الله تبارك وتعالى اهبط

--------------------
(1 ـ 3) البحار ج 2 : 139 ، البرهان ج 2 : 300
(4) في البرهان ( ابن ميثم بن أبى يحيى ) وفى البرهان ( أبى ميثم ) ولم اظفر على ترجمة الرجل ( على اختلاف النسخ ) في كتب الرجال .
(5) البحار ج 2 : 139 البرهان ج 2 : 300 .

تفسير العياشي (الجزء الثاني) _ 219 _
  إلى الارض ظللا من الملئكة على آدم ، وهو بواد يقال له الروحاء ، وهو واد بين الطائف ومكة ـ قال : فمسح على ظهر آدم ـ ثم صرخ بذريته وهم ذر ، قال : فخرجوا كما يخرج النمل من كورها ، فاجتمعوا على شفير الوادى فقال الله لآدم : انظر ماذا ترى ؟ فقال آدم : ذرا كثيرا على شفير الوادى ، فقال الله : يا آدم هؤلاء ذريتك أخرجتهم من ظهرك لآخذ عليهم الميثاق لى بالربوبية ، ولمحمد بالنبوة كما أخذت عليهم في السماء قال آدم : يا رب وكيف وسعتهم ظهرى ؟ قال الله : يا آدم بلطف صنعى ونافذ قدرتى ، قال آدم : يا رب فما تريد منهم في الميثاق ؟ قال الله : ان لا يشركوا بى شيئا قال آدم : فمن أطاعك منهم يا رب فما جزاؤه ؟ قال الله : اسكنه جنتى ، قال آدم فمن عصاك فما جزاؤه ؟ قال : اسكنه نارى ، قال آدم : يا رب لقد عدلت فيهم ، وليعصينك اكثرهم ان لم تعصمهم .
  قال ابو جعفر : ثم عرض الله على آدم اسماء الانبياء وأعمارهم ، قال : فمر آدم باسم داود النبى عليه السلام ، فاذا عمره أربعون سنة ، فقال : يا رب ما اقل عمر داود وأكثر عمرى يا رب ان أنا زدت داود من عمرى ثلثين سنة أينفذ ذلك له ؟ قال : نعم يا آدم ، قال : فانى قد زدته من عمرى ثلثين سنة ، فانفذ ذلك له وأثبتها له عندك وأطرحها من عمرى ! قال : فاثبت الله لداود من عمره ثلثين سنة ولم يكن له عند الله مثبتا ، و محا من عمر آدم ثلثين سنة وكانت له عند الله مثبتا ، فقال أبوجعفر عليه السلام : فذلك قول الله ( يَمْحُوا اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ ) قال : فمحا الله ما كان عنده مثبتا لآدم وأثبت لداود مالم يكن عنده مثبتا ، قال : فلما دنا عمر آدم هبط عليه ملك الموت عليه السلام ليقبض روحه ، فقال له آدم عليه السلام : يا ملك الموت قد بقى من عمرى ثلثون فقال له ملك الموت ألم تجعلها لابنك داود النبى وأطرحتها من عمرك حيث عرض الله عليك اسماء الانبياء من ذريتك وعرض عليك أعمارهم وأنت يومئذ بوادى الروحا ؟ فقال آدم : يا ملك الموت ما أذكر هذا ، فقال له ملك الموت : يا آدم لا تجهل ألم تسئل الله ان يثبتها لداود ويمحوها من عمرك فثبتها لداود في الزبور ومحاها من عمرك من الذكر ؟ قال : فقال آدم : فاحضر الكتاب حتى أعلم ذلك ، قال ابوجعفر : وكان آدم صادقا لم

تفسير العياشي (الجزء الثاني) _ 220 _
  يذكر ـ ولم يجهل جود الالفاظ ـ (1) قال أبوجعفر : فمن ذلك اليوم امر الله العباد ان يكتبوا بينهم اذا تداينوا وتعاملوا إلى اجل مسمى ، لنسيان آدم وجحوده ما جعل على نفسه (2) .
  74 ـ عن عمار بن موسى عن ابى عبدالله عليه السلام سئل عن قول الله : ( يَمْحُوا اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ ) قال : ان ذلك الكتاب كتاب يمحو الله فيه ما يشاء ويثبت ، فمن ذلك الذى يرد الدعاء القضاء ، وذلك الدعاء مكتوب عليه : الذى يرد به القضاء حتى اذا صار إلى ام الكتاب لم يغن الدعاء فيه شيئا (3) .
  75 ـ عن الحسين بن زيد بن على عن جعفر بن محمد عن ابيه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله ان المرء ليصل رحمه وما بقى من عمره الا ثلث سنين فيمدها الله إلى ثلث وثلثين سنة ، وان المرء ليقطع رحمه وقد بقى من عمره ثلث وثلاثون سنة فيقصرها الله إلى ثلث سنين او أدنى قال الحسين : وكان جعفر يتلو هذه الاية ( يَمْحُوا اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ ) (4) .
  76 ـ عن بريد بن معوية العجلى قال : قلت لابى جعفر عليه السلام : ( قُلْ كَفَى بِاللَّهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ ) قال : ايانا عنى وعلى أفضلنا وأولنا وخيرنا بعد النبى صلى الله عليه وآله (5) .
  77 ـ عن عبدالله بن عطاء قال : قلت لابى جعفر عليه السلام : هذا ابن عبدالله بن سلام ـ بن عمران ـ يزعم ان اباه الذى يقول الله : ( قُلْ كَفَى بِاللَّهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ ) قال : كذب ، هو على بن ابيطالب عليه السلام (6) .

--------------------
(1) الزيادة ليست في نسخة البحار وفى رواية الصدوق رحمه الله وفى العلل هكذا ( وكان آدم صادقا لم يذكر ولم يجحد ) .
(2) البرهان ج 2 : 300 ، البحار ج 5 : 334 ، ورواه الصدوق في العلل ( ج 2 ص 239 ط قم ) مع اختلاف يسير فراجع ان شئت .
(3 ـ 4) البرهان ج 2 : 301 ، البحار ج 2 : 139 .
(5 ـ 6) البرهان ج 2 : 303 ، البحار ج 9 : 82 ـ 83 ، الصافى ج 1 : 880 .

تفسير العياشي (الجزء الثاني) _ 221 _
  ـ تفسير العياشى مجلد: 2 من ص 221 سطر 1 الى ص 230 سطر 25
  78 ـ عن عبدالله بن عجلان عن أبى جعفر عليه السلام قال : سألته عن قوله ( قُلْ كَفَى بِاللَّهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ ) فقال : نزلت في على بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وفى الائمة بعده وعلى عنده علم الكتاب (1) .
  79 ـ عن الفضيل بن يسار عن ابى جعفر عليه السلام في قوله : ( ومن عنده علم الكتاب ) قال : نزلت في على عليه السلام ، انه عالم هذه الامة بعد النبى صلوات الله عليه وآله (2) .

--------------------
(1 ـ 2) البرهان ج 2 : 303 ، البحار ج 9 : 82 ـ 83 ، الصافى ج 1 : 880 .

تفسير العياشي (الجزء الثاني) _ 222 _
بسم الله الرحمن الرحيم

من سورة ابراهيم

  1 ـ عن عنبسة بن مصعب عن أبى عبدالله عليه السلام قال : من قرأ سورة ابراهيم والحجر في ركعتين جميعا في كل جمعة لم يصبه فقر أبدا ، ولا جنون ولا بلوى (1) .
  2 ـ عن ابراهيم بن عمر عمن ذكره عن ابى عبدالله عليه السلام في قول الله ( وذكرهم بأيام الله ) قال : بآلائه يعنى نعمه (2) .
  3 ـ عن أبى عمر المداينى قال : سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول : ايما عبد أنعم الله عليه فعرفها بقلبه ـ وفى رواية اخرى فاقر بها بقلبه ـ وحمد الله عليها بلسانه لم ينفد كلامه حتى يأمر الله له بالزيادة (3) .
  4 ـ وفى رواية أبى اسحق المداينى حتى يأذن الله له بالزيادة ، وهو قوله : ( لَئِنْ شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ ) (4) .
  5 ـ وعن أبى ولاد قال : قلت لابى عبدالله عليه السلام : أرايت هذه النعمة الظاهرة علينا من الله أليس ان شكرناه عليها وحمدناه زادنا كما قال الله في كتابه : ( لَئِنْ شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ ) ؟ فقال : نعم من حمد الله على نعمه وشكره وعلم ان ذلك منه لا من غيره ـ زاد الله نعمه ـ (5) .
  6 ـ عن الحسن بن ظريف (6) عن محمد عن أبى عبدالله عليه السلام في قول الله : ( وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلْ الْمُتَوَكِّلُونَ ) قال الزارعون (7) .

--------------------
(1 ـ 2) البرهان ج 2 : 305 ، البحار ج 19 : 70 ، الصافى ج 1 : 896 و 881 ،
(3 ـ 5) البرهان ج 2 : 306 ـ 308 ، البحار ج 15 ( ج 2 ) : 136 .
(6) وفى نسخة البحار ( الحسين بن ظريف ) ولعل الظاهر ما اخترناه
(7) البحار ج 23 : 19 ، البرهان ج 2 : 308 .

تفسير العياشي (الجزء الثاني) _ 223 _
  7 ـ عن مسعدة بن صدقة عن جعفر بن محمد عن ابيه عن جده عليهم السلام قال : قال أمير المؤمنين عليه السلام : ان أهل النار لما غلى الزقوم والضريع (1) في بطونهم كغلى الحميم سألوا الشراب ، فأتوا بشراب غساق وصديد (2) يتجرعه ولا يكاد يسيغه ويأتيه الموت من كل مكان وما هو بميت ، ومن ورائه عذاب غليظ ، وحميم يغلى به جهنم منذ خلقت كالمهل يشوى الوجوه ، بئس الشراب وساءت مرتفقا (3)
  8 ـ عن حريز عمن ذكره عن أبى جعفر في قول الله : ( وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الأَمْرُ ) قال : هو الثانى وليس في القرآن ـ شئ ـ ( وقال الشيطان ) الا وهو الثاني (4)
  9 ـ عن أبى بصير عن أبى عبدالله عليه السلام انه اذا كان يوم القيمة يؤتى بابليس في سبعين غلا وسبعين كبلا (5) فينظر الاول إلى زفر في عشرين ومائة كبل وعشرين ومائة غل فينظر ابليس فيقول : من هذا الذى أضعفه الله له العذاب وأنا أغويت هذا الخلق جميعا ؟ فيقال : هذا زفر ، فيقول : بما حدد له هذا العذاب ؟ فيقال : ببغيه على علي عليه السلام فيقول له ابليس : ويل لك وثبور لك ، أما علمت ان الله أمرنى بالسجود لآدم فعصيته ، وسألته أن يجعل لى سلطانا على محمد وأهل بيته وشيعته فلم يجبنى على ذلك ، وقال : ( إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلاَّ مَنْ اتَّبَعَكَ مِنْ الْغَاوِينَ ) ، وما عرفتهم حين استثناهم اذ قلت : ( وَلا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ ) فمنتك به نفسك غرورا فتوقف بين يدى الخلائق فقال له : ما الذى كان منك إلى على والى الخلق الذى اتبعوك على الخلاف ؟ فيقول الشيطان ـ وهو زفر ـ لابليس : أنت أمرتنى بذلك ، فيقول له ابليس : فلم عصيت

--------------------
(1) روى عن النبى صلى الله عليه وآله انه قال : الضريع شئ يكون في النار يشبه الشوك امر من الصبر وأنتن من الجيفة وأشد حرا من النار .
(2) الغساق ـ بالتشديد والتخفيف ـ : ما يغسق من صديد اهل النار اى يسيل ، يقال غسقت العين اذا سالت دموعها ، والصديد : قيح ودم وقيل هو القيح كانه الماء في رقته والدم في شكله ، وقيل : هو ما يسيل من جلود اهل النار ( مجمع ) .
(3) البرهان ج 2 : 309 ، البحار ج 3 : 378 ، الصافى ج 1 : 884 .
(4) البرهان ج 2 : 310 البحار ج 8 : 220 ، الصافى ج 1 : 885 .
(5) الكبل القيد .

تفسير العياشي (الجزء الثاني) _ 224 _
  ربك وأطعتنى ؟ فيرد زفر عليه ما قال الله : ( إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِي عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ ) إلى آخر الاية (1) .
  10 ـ عن محمد بن على الحلبى عن زرارة وحمران عن أبى جعفر وأبى عبدالله عليهما السلام في قول الله ( ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ ) قال يعنى النبى صلى الله عليه وآله والائمة من بعده هم الاصل الثابت والفرع الولاية لمن دخل فيها (2)
  11 ـ عن محمد بن يزيد قال : سألت ابا عبدالله عليه السلام عن قول الله ( وفرعها في السماء ) فقال : رسول الله صلى الله عليه وآله اصلها وأمير المؤمنين عليه السلام فرعها ، والائمة من ذريتهما أغصانها ، وعلم الائمة ثمرها ، وشيعتهم ورقها ، فهل ترى فيها فضلا ؟ قلت : لا والله قال : والله ان المؤمن ليموت فتسقط ورقة من تلك الشجرة ، وانه ليولد فتورق ورقة فيها ، قال : قلت : ( تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا ) ؟ قال : يعنى ما يخرج إلى الناس من علم الامام في كل حين يسئل عنه (3) .
  12 ـ عن اسمعيل بن ابى زياد السكونى عن جعفر بن محمد عن أبيه عليه السلام ان عليا عليه السلام قال : في رجل نذر أن يصوم زمانا ؟ قال : الزمان خمسة أشهر ، والحين ستة أشهر لان الله يقول : ( تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ ) (4) .
  13 ـ عن الحلبى قال : سئل ابوعبدالله عليه السلام عن رجل جعل الله عليه صوما حينا في شكر ، قال : فقال قد سئل على بن أبيطالب عليه السلام عن هذا فقال : فليصم ستة أشهر ، ان الله يقول ( تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا ) وا لحين ستة أشهر (5) .
  14 ـ عن خالد بن جرير قال : سئل أبوعبدالله عليه السلام عن رجل قال : لله على ان أصوم حينا وذلك في شكر ، فقال أبوعبدالله : قد أتى على عليه السلام مثل هذا ، فقال : صم ستة أشهر ، فان الله يقول : ( تؤتى أكلها كل حين ) يعنى ستة اشهر
(6) .

--------------------
(1) البرهان ج 2 : 310 ، البحار ج 8 : 220
(2) البرهان ج 2 : 311 .
(3) البرهان ج 2 : 311 ، البحار ج 7 : 120 .
(4 ـ 6) البرهان ج 2 : 312 البحار ج 23 : 147 .

تفسير العياشي (الجزء الثاني) _ 225 _
  15 ـ عن عبدالرحمن بن سالم الاشل عن أبيه عن ابى عبدالله عليه السلام ( ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ ) الآيتين قال : هذا مثل ضربه الله لاهل بيت نبيه ولمن عاداهم ، هو مثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة اجتثت من فوق الارض ما لها من قرار (1)
  16 ـ عن صفوان بن مهران عن ابى عبدالله عليه السلام قال : ان الشيطان ليأتى الرجل من اوليائنا ـ فيأتيه ـ عند موته ، يأتيه عن يمينه وعن يساره ليصده عما هو عليه ، فيأبى الله له ذلك ، وكذلك قال الله ( يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ ) (2) .
  17 ـ عن زرارة وحمر ان ومحمد بن مسلم عن أبى جعفر وأبى عبدالله عليهما السلام قالا : اذا وضع الرجل في قبره أتاه ملكان ملك عن يمينه وملك عن يساره وأقيم الشيطان بين يديه ، عيناه من نحاس ، فيقال له : ما تقول في هذا الرجل الذى خرج من بين ظهرانيكم يزعم انه رسول الله صلى الله عليه واله فيفزع لذلك فزعة ، ويقول ان كان مؤمنا : محمد رسول الله فيقال له عند ذلك نم نومة لا حلم (3) فيها ويفسح له في قبره (4) تسعة أذرع ويرى مقعده من الجنة وهو قول الله : ( يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ) وان كان كافرا قالوا : من هذا الرجل الذى كان بين ظهرانيكم ؟ يقول : انه رسول الله ؟ فيقول : ما ادرى فيخلى بينه وبين الشيطان (5) .
  18 ـ عن أبى بصير عن أبى عبدالله عليه السلام ان الميت اذا أخرج من بيته شيعته الملئكة إلى قبره يترحمون عليه ، حتى اذا انتهى إلى قبره قالت الارض له : مرحبا بك وأهلا وسهلا والله لقد كنت أحب ان يمشى على مثلك لا جرم لترى ما أصنع بك فيوسع له مد بصره ويدخل عليه في قبره قعيدا القبر ( ملكا القبر وهما قعيدا القبر خ ) منكرو

--------------------
(1 ـ 2) البرهان ج 2 : 312 ، الصافى ج 1 : 887 .
(3) الحلم ـ بالضم ـ : ما يراه النائم في نومه لكنه قد غلب على ما يراه من الشر والقبيح ، كما غلبت الرؤيا على ما يراه من الخير والحسن .
(4) فسح له في المجلس : وسع وفرج له عن مكان يسعه .
(5) البحار ج 8 : 158 ، البرهان ج 2 : 314 .