ـ تفسير العياشى مجلد : 2 من ص 151 سطر 1 الى ص 160 سطر 25
اتقن
(1) وهو بالعربية رب اصلح
(2)
39 ـ وروى كثير النوا عن ابى جعفر عليه السلام يقول : سمع نوح صرير السفينة على الجودى فخاف عليها ، فأخرج رأسه من كوة
(3) كانت فيها فرفع يده واشار باصبعه وهو يقول : ربعمان
(4) اتقن تأويلها : رب أحسن
(5)
40 ـ عن عبدالحميد بن أبى الديلم عن ابى عبدالله عليه السلام قال : لما ركب نوح في السفينة قيل بعدا للقوم الظالمين
(6)
41 ـ عن الحسن بن على الوشاء قال : سمعت الرضا عليه السلام يقول : قال ابوعبدالله عليه السلام : ان الله قال لنوح : ( انه ليس من اهلك ) لانه كان مخالفا له ، وجعل من اتبعه من اهله قال : وسألنى كيف يقرؤن هذه الاية في نوح
(7) قلت : يقرؤها الناس على وجهين ، انه عمل غير صالح وانه عمل غير صالح
(8) فقال : كذبوا هو ابنه ، ولكن الله نفاه عنه حين خالفه في دينه
(9)
42 ـ عن ابى معمر السعدى قال : قال على بن ابيطالب عليه السلام : في قوله
( إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ) يعنى انه على حق يجزى بالاحسان احسانا وبالسئ سيئا ، ويعفو عمن يشاء ويغفر سبحانه وتعالى
(10)
43 ـ عن مفضل بن عمر عن أبى عبدالله عليه السلام قال : ان على بن الحسين صلوات الله عليه كان في مسجد الحرام جالسا فقال له رجل من اهل الكوفة : قال على عليه السلام ان
--------------------
(1) وفى نسخة البحار ( يا مار يا أتقن ) .
(2) البحار ج 5 : 93 ، البرهان ج 2 : 223 .
(3) الكوة : الخرق في الحائط .
(4) وفى بعض النسخ ( يا رهمان ) .
(5 ـ 6) البرهان ج 2 : 223 ، البحار ج 5 : 94 .
(7) وفى رواية الصدوق في العلل والعيون ( في ابن نوح ) .
(8) اى بفتح اللام في ( عمل ) على كونه فعلا والراء ( في غير ) وهذه القرائة هى المحكية عن الكسائى ويعقوب وسهل والمعنى عمل عملا غير صالح .
(9 ـ 10) البرهان ج 2 : 224 ، الصافى ج 1 : 798 .
تفسير العياشي (الجزء الثاني)_ 152 _
اخواننا بغوا علينا ؟ فقال له على بن الحسين : يا با عبدالله اما تقرأ كتاب الله
( وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُوداً ) فاهلك الله عادا وأنجى هودا
( وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحاً ) فأهلك الله ثمودا وأنجى صالحا
(1) .
44 ـ عن أبى حمزة الثمالى عن أبى جعفر عليه السلام قال : ان الله تبارك وتعالى لما قضى عذاب قوم لوط وقدره أحب أن يعرض ابراهيم من عذاب قوم لوط بغلام عليم
ليسلى به مصابه بهلاك قوم لوط ، قال : فبعث الله رسلا إلى ابراهيم يبشرونه باسمعيل
قال : فدخلوا عليه ليلا ففزع منهم وخاف أن يكونوا سراقا ، فلما رأته الرسل فزعا
مذعورا ( قالوا سلاما قال سلام انا منكم وجلون قالوا لا توجل انا نبشرك بغلام عليم )
قال أبوجعفر : والغلام العليم هو اسمعيل بن ( من خ ل ) هاجر فقال ابراهيم للرسل :
( أَبَشَّرْتُمُونِي عَلَى أَنْ مَسَّنِي الْكِبَرُ فَبِمَ تُبَشِّرُونَ * قَالُوا بَشَّرْنَاكَ بِالْحَقِّ فَلا تَكُنْ مِنْ الْقَانِطِينَ ) قال ابراهيم للرسل فما خطبكم بعد البشارة ؟ ( قالوا انا ارسلنا إلى قوم مجرمين قوم لوط انهم كانوا قوما فاسقين ) لننذرهم عذاب رب العالمين ، قال أبو جعفر : قال ابراهيم :
( قَالَ إِنَّ فِيهَا لُوطاً قَالُوا نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَنْ فِيهَا لَنُنَجِّيَنَّهُ وَأَهْلَهُ إِلاَّ امْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنْ الْغَابِرِينَ ) فلما عذبهم الله ارسل الله إلى ابراهيم رسلا يبشرونه باسحق ويعزونه بهلاك قوم لوط ، وذلك قوله :
( وَلَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَى قَالُوا سَلاماً قَالَ سَلامٌ فَمَا لَبِثَ أَنْ جَاءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ ) يعنى زكيا مشويا نضيجا
( فَلَمَّا رَأَى أَيْدِيَهُمْ لا تَصِلُ إِلَيْهِ نَكِرَهُمْ وَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قَالُوا لا تَخَفْ إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمِ لُوطٍ * وَامْرَأَتُهُ قَائِمَةٌ ) قال ابوجعفر : انما عنى سارة قائمة فبشروها باسحق ( ومن وراء اسحق يعقوب فضحكت ) يعنى فعجبت من قولهم
(2)
45 ـ وفى رواية ابى عبدالله فضحكت قال : حاضت فعجبت من قولهم و
( قَالَتْ يَا وَيْلَتَا أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ وَهَذَا بَعْلِي شَيْخاً إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ ) إلى قوله ( حميد مجيد ) فلما جائت ابراهيم البشارة باسحق فذهب عنه الروع ، واقبل يناجى ربه في
--------------------
(1) البرهان ج 2 : 224 ، يعنى ان المراد من الاخوان اخوانه في العشيرة لا في الدين
(2) البحار ج 5 : 158 ، البحار ج 2 : 228 .
تفسير العياشي (الجزء الثاني)_ 153 _
قوم لوط ويسئله كشف البلاء عنهم ، فقال الله : يا ابراهيم اعرض عن هذا انه قد جاء امر ربك وانهم اتاهم عذابى بعد طلوع الشمس من يومك محتوما غير مردود
(1) .
46 ـ ابى يزيد الحمار عن ابى عبدالله عليه السلام قال : ان الله بعث اربعة املاك باهلاك قوم لوط : جبرئيل وميكائيل واسرافيل وكروبيل ، فمروا بابراهيم
وهم متعممون فسلموا عليه فلم يعرفهم ، وراى هيئة حسنة فقال : لا يخدم هؤلاء الا
انا بنفسى ، وكان صاحب أضياف ، فشوى لهم عجلا سمينا حتى أنضجه
(2) ثم
قربه اليهم ، فلما وضعه بين أيديهم
( رَأَى أَيْدِيَهُمْ لا تَصِلُ إِلَيْهِ نَكِرَهُمْ وَأَوْجَسَ مِنْهُمْ ) فلما راى ذلك جبرئيل حسر العمامة عن وجهه
(3) فعرفه ابراهيم فقال له أنت هو ؟ قال : نعم ، ومرت امرأته سارة
( فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَقَ وَمِنْ وَرَاءِ إِسْحَقَ يَعْقُوبَ ) قالت : ما قال الله وأجابوها بما في الكتاب ، فقال ابراهيم فيما جئتم ؟ قالوا : في هلاك قوم لوط ، فقال لهم : ان كان فيها مأة من المؤمنين أتهلكونهم ؟ فقال له جبرئيل : لا ، قال : فان كانوا خمسين ؟ قال : لا ، قال : فان كانوا ثلثين ؟ قال لا قال : فان كانوا عشرين ؟ فقال : لا ، قال : فان كانوا عشرا ؟ قال : لا قال : فان كانوا خمسة ؟ قال : لا ، قال فان كان واحدا ؟ قال : لا ، قال : ان فيها لوطا ؟
( قَالُوا نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَنْ فِيهَا لَنُنَجِّيَنَّهُ وَأَهْلَهُ إِلاَّ امْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنْ الْغَابِرِينَ ) ثم مضوا قال : وقال الحسن بن على : لا اعلم هذا القول الا وهو يستبقيهم
(4) وهو قول الله ( يجادلنا في قوم لوط )
(5) .
47 ـ عن عبدالله بن ابى هلال عن أبى عبدالله عليه السلام مثله وزاد فيه : فقال كلوا فقالوا : انا لا نأكل حتى تخبرنا ما ثمنه ؟ فقال : اذا أكلتم فقولوا : باسم الله ، واذا
--------------------
(1) البحار ج 5 : 158 ، البرهان ج 2 : 229 .
(2) انضج اللحم : جعله نضيجا وهو الذى ادرك وطاب اكله .
(3) حسر الشئ حسرا : كشفه .
(4) قال المجلسى رحمه الله في بيان الحديث ( قال الحسن بن على ) اى ابن فضال
: اى اظن ان غرض ابراهيم عليه السلام كان استبقاء القوم والشفاعة لهم لا محض انجاء لوط من بينهم .
(5) البحار ج 5 : 157 ، البرهان ج 2 : 229 .
تفسير العياشي (الجزء الثاني)_ 154 _
فرغتم فقولوا : الحمد لله ، قال : فالتفت جبرئيل إلى اصحابه ـ وكانوا أربعة رئيسهم جبرئيل ـ فقال : حق لله أن يتخذ هذا خليلا
(1) .
48 ـ عن عبدالله بن سنان قال : سألت أبا عبدالله عليه السلام ـ يقول ـ : ( جاء بعجل حنيذ ) قال : مشويا نضيجا
(2)
49 ـ عن فضل بن أبى قرة قال : سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول : اوحى الله إلى ابراهيم انه سيولد لك ، فقال لسارة ، فقالت : ءألد وانا عجوز ؟ فاوحى الله اليه : انها ستلد ويعذب أولادها اربع مأة سنة بردها الكلام على ، قال فلما طال على بنى
اسرائيل العذاب ضجوا وبكوا إلى الله أربعين صباحا فأوحى الله إلى موسى وهارون ان يخلصهم من فرعون فحط عنهم سبعين ومأة سنة ، قال : وقال ابوعبدالله : هكذا أنتم لو فعلتم لفرج الله عنا ، فاما اذا لم تكونوا فان الامر ينتهى إلى منتهاه
(3) .
50 ـ عن أبى عبيدة عن ابى جعفر عليه السلام قال ان على بن ابي طالب عليه السلام مر بقوم فسلم عليهم فقالوا : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ومغفرته ورضوانه ، فقال لهم أمير المؤمنين عليه السلام : لا تجاوزونا ما قالت الانبياء لابينا ابراهيم ، انما قالوا : رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت انه حميد مجيد ، وروى الحسن بن محمد مثله غير انه قال : ما قالت الملائكة لابينا عليه السلام
(4) .
51 ـ عن عبدالرحمن عن أبى عبدالله عليه السلام في قول الله
( إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُنِيبٌ ) قال : دعاء
(5) .
عن زرارة وحمران ومحمد بن مسلم عن ابى جعفر عليه السلام وأبى عبدالله عليه السلام مثله
(6)
52 ـ عن أبى بصير عن احدهما قال : ان ابراهيم جادل في قوم لوط ، وقال :
ان فيها لوطا ؟ قالوا : نحن اعلم بمن فيها ، فزاد ابراهيم فقال جبرئيل :
( يَا إِبْرَاهِيمُ
--------------------
(1 ـ 2) البحار ج 5 : 158 البرهان ج 2 : 229 : الصافى ج 1 : 801
(3) البرهان ج 2 : 229 ، الصافى ج 1 : 802 .
(4) البرهان ج 2 : 229 ، البحار ج 15 ( ج 4 ) : 246 .
(5 ـ 6) البرهان ج 2 : 230 ، البحار ج 5 : 113 ، الصافى ج 1 : 803 .
تفسير العياشي (الجزء الثاني)_ 155 _
أَعْرِضْ عَنْ هَذَا إِنَّهُ قَدْ جَاءَ أَمْرُ رَبِّكَ وَإِنَّهُمْ آتِيهِمْ عَذَابٌ غَيْرُ مَرْدُودٍ ) (1)
53 ـ عن أبى يزيد الحمار عن ابى عبدالله عليه السلام قال : ان الله تعالى بعث اربعة املاك في هلاك قوم لوط : جبرئيل وميكائيل واسرافيل وكروبيل ، فأتوا لوطا وهو في زراعة قرب القرية ، فسلموا عليه وهم متعممون فلما رآهم رأى لهم هيئة حسنة ،
عليهم ثياب بيض وعمائم بيض ، فقال لهم : المنزل ؟ فقالوا : نعم ، فتقدمهم ومشوا
خلفه فندم على عرضه المنزل عليهم ، فقال ؟ أى شئ صنعت آتى بهم قومى وانا أعرفهم ـ طائفة ـ فالتفت اليهم فقال لهم انكم : لتأتون شرارا من خلق الله ، فقال جبرئيل : لا تعجل عليهم
(2) حتى يشهد عليهم ثلث مرات ، فقال جبرئيل : هذه واحدة ، ثم مضى ساعة ثم التفت اليهم فقال : انكم لتأتون شرارا من خلق الله ، فقال جبرئيل هذه اثنتين ثم مشى فلما بلغ باب المدينة التفت اليهم فقال : انكم لتأتون شرارا من
خلق الله ، فقال جبرئيل : هذه الثلثة ، ثم دخل ودخلوا معه حتى دخل منزله ، فلما
رأتهم امرأته رأت هيئة حسنة فصعدت فوق السطح فصعقت فلم يسمعوا ، فدخنت فلما
رأوا الدخان اقبلوا يهرعون
(3) حتى جاؤا إلى الباب ، فنزلت المرأة اليهم فقالت عنده قوم ما رأيت قوما قط أحسن هيئة منهم ، فجاؤا إلى الباب ليدخلوها فلما
رآهم لوط قام اليهم فقال لهم :
( فَاتَّقُوا اللَّهَ وَلا تُخْزُونِي فِي ضَيْفِي أَلَيْسَ مِنْكُمْ رَجُلٌ رَشِيدٌ ) ؟ وقال :
( هؤلاء بناتى هن أطهر لكم ) فدعاهم إلى الحلال
( قَالُوا لَقَدْ عَلِمْتَ مَا لَنَا فِي بَنَاتِكَ مِنْ حَقٍّ وَإِنَّكَ لَتَعْلَمُ مَا نُرِيدُ ) قال لهم
( لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ ) قال : فقال جبرئيل : لو يعلم أى قوة له قال : فكابروه حتى دخلوا البيت فصاح به جبرئيل ، فقال : يا لوط دعهم يدخلون فلما دخلوا أهوى جبرئيل باصبعه نحوهم فذهبت أعينهم وهو قول الله ( فطمسنا أعينهم ) ثم ناداه جبرئيل :
( إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ
--------------------
(1) البرهان ج 2 : 230 ، البحار ج 5 : 113 .
(2) كذا في النسخ واستظهر في هامش نسخة البحار ( الطبع الجديد ) ان يكون
هكذا ( فقال الله لجبرئيل لا تعجل عليهم اه ) .
(3) هرع اليه : مشى اليه باضطراب وسرعة .
تفسير العياشي (الجزء الثاني)_ 156 _
لَنْ يَصِلُوا إِلَيْكَ فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنْ اللَّيْلِ ) وقال له جبرئيل : انا بعثنا في اهلاكهم ، فقال : يا جبرئيل عجل فقال ( إِنَّ مَوْعِدَهُمْ الصُّبْحُ أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ ) فأمره فتحمل ومن معه الا امرأته ثم اقتلعها يعنى المدينة جبرئيل بجناحه من سبع ارضين ثم رفعها حتى سمع أهل السماء الدنيا نباح الكلاب وصراخ الديوك ، ثم قلبها وامطر عليها وعلى من حول المدينة حجارة من سجيل
(1)
54 ـ عن أبى بصير عن أحدهما قال : ان جبرئيل لما أتى لوطا في هلاك قومه
ودخلوا عليه وجائه قومه يهرعون اليه ، قال : فوضع يده على الباب ثم ناشدهم فقال
اتقوا الله ولا تخزون في ضيفى ، قالوا : أولم ننهك عن العالمين ثم عرض عليهم بناته
بنكاح ، فقالوا : ما لنا في بناتك من حق وانك لتعلم ما نريد ، قال : فما منكم رجل
رشيد ، قال : فأبوا فقال : لو ان لى بكم قوة او آوى إلى ركن شديد ، قال جبرئيل
ينظر اليهم فقال : لو يعلم أى قوة له
(2) ثم دعاه وأتاه ، ففتحوا الباب ودخلوا وأشار جبرئيل بيده فرجعوا عميان يلمسون الجدران بأيديهم ، يعاهدون الله لئن اصبحنا لا نستبقى أحدا من آل لوط ، قال ، فلما قال جبرئيل : ( انا رسل ربك ) قال له لوط يا جبرئيل عجل ، قال : نعم ، ثم قال : يا جبرئيل عجل ، قال : الصبح موعدهم أليس الصبح بقريب ثم قال جبرئيل : يا لوط أخرج منها أنت وولدك حتى تبلغ موضع كذا وكذا قال
يا جبرئيل ان حمراتى
(3) حمرات ضعاف قال : ارتحل فاخرج منها فارتحل حتى اذا كان السحر نزل اليها جبرئيل فأدخل جناحه تحتها ، حتى اذا استقلت قلبها عليهم ، ورمى جبرئيل المدينة بحجارة من سجيل ، وسمعت امرأة لوط الهدة فهلكت منها قال :
( هَؤُلاءِ بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ ) قال أبوعبدالله : عرض عليهم التزويج
(4)
55 ـ عن صالح بن سعد عن أبى عبدالله عليه السلام في قول الله :
( لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ
--------------------
(1) البحار ج 5 : 157 ، البرهان ج 2 : 230 .
(2) وفى نسخة البرهان هكذا ( قال جبرئيل لاصحابه لو يعلم إلى اى قوة تؤويه )
(3) جمع الحمار .
(4) البحار ج 5 : 156 ـ 158 ، الصافى ج 1 : 803 ، البرهان ج 2 : 230
تفسير العياشي (الجزء الثاني)_ 157 _
قُوَّةً أَوْ آوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ ) قال : قوة القائم والركن الشديد الثلثمائة وثلثة عشر أصحابه
(1)
56 ـ عن الحسين بن على بن يقطين قال : سألت أبا الحسن عن اتيان الرجال
المرأة من خلفها ؟ قال : أحلتها آية في كتاب الله قول لوط
( هَؤُلاءِ بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ ) وقد علم انهم ليس الفرج يريدون
(2)
57 ـ عن أبى حمزة عن أبى جعفر عليه السلام قال : ان رسول الله صلى الله عليه واله سأل جبرئيل كيف كان مهلك قوم لوط ؟ فقال : يا محمد ان قوم لوط كانوا اهل قرية لا يتنظفون من الغائط ، ولا يتطهرون من الجنابة بخلاء اشحاء على الطعام ، وان لوطا لبث فيهم ثلثين سنة ، وانما كان نازلا عليهم ولم يكن منهم ولا عشيرة له فيهم ولا
قوم وانه دعاهم إلى الايمان بالله واتباعه ، وكان ينهاهم عن الفواحش ويحثهم على
طاعة الله فلم يجيبوه ولم يتبعوه ، وان الله لما هم بعذابهم بعث اليهم رسلا منذرين
عذرا ونذرا ، فلما عتوا عن أمره بعث الله اليهم ملئكة ليخرجوا من كان في قريتهم
من المؤمنين ، فما وجدوا فيها غير بيت من المسلمين ، فأخرجوهم منها وقالوا
للوط : اسر بأهلك من هذه الليلة
(3) بقطع من الليل ، ولا يلتفت منكم أحد
وامضو حيث تؤمرون .
قال : فلما انتصف الليل سار لوط ببناته وتولت امرأته مدبرة فانطلقت إلى قومها تسعى بلوط وتخبرهم ان لوطا قد سار ببناته ، وانى نوديت من تلقاء العرش
لما طلع الفجر : يا جبرئيل حق القول من الله بحتم عذاب قوم لوط اليوم فأهبط إلى
--------------------
(1) البرهان ج 2 : 230 ، اثبات الهداة ج 7 : 100 ، البحار ج 5 : 158 وقال
المجلسى رحمه الله : يحتمل ان يكون المعنى انه تمنى قوة مثل قوة القائم وأصحابا مثل اصحابه او مصداقهما في هذه الامة : القائم واصحابه مع انه لا يبعد أن يكون تمنى ادراك زمان القائم عليه السلام وحضوره واصحابه عنده اذ لا يلزم في المتمنى امكان الحصول .
(2) البحار ج 21 : 98 ، البرهان ج 2 : 230 .
(3) وفى رواية العلل ( من هذه القرية الليلة ) .
تفسير العياشي (الجزء الثاني)_ 158 _
قرية قوم لوط وما حوت ، فاقلعها من تحت سبع أرضين ثم اعرج بها إلى السماء فاوقفها حتى يأتيك أمر الجبار ثم قلبها ودع منها آية بينة منزل لوط عبرة للسيارة فهبطت على أهل القرية الظالمين فضربت بجناحى الايمن على ما حوى عليه شرقها ، وضربت
بجناحى الايسر على ما حوى غربها ، فاقتلعتها يا محمد من تحت سبع أرضين الا منزل
لوط آية للسيارة ، ثم عرجت بها في جوافى جناحى إلى السماء حتى أوقفتها حيث
يسمع أهل السماء زقاء ديوكها
(1) ونباح كلابها فلما أن طلعت الشمس نوديت
من تلقاء العرش : يا جبرئيل اقلب القرية على القوم المجرمين ، فقلبتها عليهم حتى
صار أسفلها أعلاها ، وأمطر الله عليهم حجارة من سجيل منضودة مسومة عند ربك و
ما هى يا محمد من الظالمين من امتك ببعيد .
قال : فقال له رسول الله عليه وآله السلام : يا جبرئيل وأين كانت قريتهم من البلاد ؟ قال : كان موضع قريتهم اذ ذلك في موضع الحيرة ، وبحيرة الطبرية اليوم ،
وفى نواحى الشام ، فقال له رسول الله صلى الله عليه واله وسلم : يا جبرئيل أرأيت حيث قلبتها عليهم في اى موضع الارض وقعت القرية وأهلها ؟ فقال : يا محمد وقعت فيما بين الشام إلى مصر فصارت تلالا في البحر
(2)
58 ـ عن علي بن أبى حمزة عن أبى عبدالله عليه السلام في قول الله :
( إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَنْ يَصِلُوا إِلَيْكَ فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنْ اللَّيْلِ ) قال : قال أبوعبدالله عليه السلام وهكذا قراءة امير المؤمنين عليه السلام
(3)
59 ـ عن ميمون اللبان قال : كنت عند أبى عبدالله عليه السلام فقرأ عنده آيات من هود فلما بلغ ( وأمطرنا عليهم حجارة من سجيل منضود مسومة عند ربك وما هى من
الظالمين ببعيد ) فقال : من مات مصرا على اللواط لم يمت حتى يرميه الله بحجر من
تلك الحجارة ، يكون فيه منيته ولا يراه أحد
(4)
--------------------
(1) الزقاء بضم الزاء بمعنى الصيحة
(2) البحار ج 5 : 153 ، البرهان ج 2 : 231 .
(3) البرهان ج 2 : 231 ، البحار ج 5 : 158 .
(4) البرهان ج 2 : 231 ، البحار ج 16 ( م ) : 12 ، الصافى ج 1 : 805 .
تفسير العياشي (الجزء الثاني)
_ 159 _
60 ـ عن السكونى عن ابى جعفر عن أبيه قال : قال النبى عليه وآله السلام :
لما عمل قوم لوط ما عملوا بكت الارض إلى ربها حتى بلغ دموعها إلى السماء وبكت
السماء حتى بلغ دموعها العرش ، فأوحى الله إلى السماء ان أحصبيهم (1) وأوحى إلى الارض ان اخسفى بهم (2)
61 ـ عن احمد بن محمد بن عيسى عن بعض أصحابنا عن ابى عبدالله عليه السلام في قول الله ( انى أريكم بخير ) قال : كان سعرهم رخيصا (3)
62 ـ عن محمد بن الفضيل عن الرضا عليه السلام قال : سألته عن انتظار الفرج فقال : اوليس تعلم ان انتظار الفرج من الفرج ؟ ثم قال : ان الله تبارك وتعالى يقول ( وَارْتَقِبُوا إِنِّي مَعَكُمْ رَقِيبٌ ) (4)
63 ـ عن أبى بصير عن أبى عبدالله عليه السلام قرأ ( فمنها قائما وحصيدا ) بالنصب ثم قال : يا با محمد لا يكون حصيدا الا بالحديد (5)
64 ـ وفى رواية اخرى ( فمنها قائم وحصيد ) أيكون الحصيد الا بالحديد (6)
65 ـ عن محمد بن مسلم عن أحدهما قال : في قول الله ( ذَلِكَ يَوْمٌ مَجْمُوعٌ لَهُ النَّاسُ وَذَلِكَ يَوْمٌ مَشْهُودٌ ) فذلك يوم القيمة وهو اليوم الموعود (7)
66 ـ عن مسعدة بن صدقة قال : قص ابوعبدالله عليه السلام قصص أهل الميثاق من اهل الجنة واهل النار ، فقال في صفات اهل الجنة : فمنهم من لقى الله شهيدا لرسله
--------------------
(1) اى امطر عليهم الحصباء وهى الحصاء .
(2) البرهان ج 2 : 232 ، البحار ج 16 ( م ) : 12 ، الصافى ج 1 : 805 .
(3) البرهان ج 2 : 232 ، البحار ج 5 : 315 ، الصافى ج 1 : 808 .
(4) البرهان ج 2 : 232 ، البحار ج 13 : 137 ، الصافى ج 1 : 811 .
(5) البرهان ج 2 : 232 ، الصافى ج 1 : 812 .
(6) البرهان ج 2 : 233 .
(7) الصافى ج 1 : 813 .
تفسير العياشي (الجزء الثاني)
_ 160 _
ثم من ( مر خ ل ) في صفتهم حتى بلغ من قوله ثم جاء الاستثناء من الله في الفريقين جميعا ، فقال الجاهل بعلم التفسير : ان هذا الاستثناء من الله انما هو لمن دخل الجنة والنار ، وذلك ان الفريقين جميعا يخرجان منهما فيبقيان فليس فيهما أحد وكذبوا لكن عنى بالاستثناء ان ولد آدم كلهم وولد الجان معهم على الارض والسموات
تظلهم ، فهو ينقل المؤمنين حتى يخرجهم إلى ولاية الشياطين وهى النار ، فذلك
الذى عنى الله في اهل الجنة وأهل النار ما دامت السموات والارض يقول في الدنيا والله
تبارك وتعالى ليس بمخرج اهل الجنة منها ابدا ولا كل أهل النار منها ابدا ، وكيف يكون
ذلك وقد قال الله في كتابه ( ماكثين فيه ابدا ) ليس فيهما استثناء ، وكذلك قال أبوجعفر : من دخل في ولاية آل محمد دخل الجنة ، ومن دخل في ولاية عدوهم دخل النار ، وهذا الذى عنى الله من الاستثناء في الخروج من الجنة والنار والدخول (1) .
67 ـ عن زرارة قال : سألت ابا جعفر عليه السلام في قول الله ( وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ ) إلى آخر الآيتين قال : هاتان الآيتان في غير اهل الخلود من اهل الشقاوة والسعادة ، ان شاء الله يجعلهم خارجين ولا تزعم يا زرارة انى ازعم ذلك (2) .
68 ـ عن حمران قال : سألت ابا جعفر : جعلت فداك قول الله ( خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتْ السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ إِلاَّ مَا شَاءَ رَبُّكَ ) ـ لاهل النار أفرأيت ( اقرات خ ) قوله لاهل الجنة خالدين فيها ما دامت السموات والارض الا ما شاء ربك ـ (3) قال : نعم ان شاء جعل لهم دنيا فردهم وما شاء ، وسئلته عن قول الله ( خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتْ السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ إِلاَّ مَا شَاءَ رَبُّكَ ) فقال : هذه في الذين يخرجون من النار (4) .
69 ـ عن ابى بصير عن ابى جعفر عليه السلام في قوله : ( فمنهم شقى وسعيد ) قال : في ذكر اهل النار استثنى وليس في ذكر أهل الجنة استثنى ، ( وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتْ السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ إِلاَّ مَا شَاءَ رَبُّكَ عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ ) (5)
--------------------
(1 ـ 2) البحار ج 3 : 392 ، البرهان ج 2 : 234 ، الصافى ج 1 : 814 .
(3) ما بين المعقفتين ليس في نسخة البحار والبرهان .
(4 ـ 5) البحار ج 3 : 392 ، البرهان ج 2 : 234 .
تفسير العياشي (الجزء الثاني)
_ 161 _
ـ تفسير العياشى مجلد : 2 من ص 161 سطر 1 الى ص 170 سطر 25
70 ـ وفى رواية حماد عن حريز عن أبى عبدالله عليه السلام ( عطاءا غير مجذوذ ) بالذال (1) .
71 - عن بعض اصحابنا فقال أحدهم : انه سئل عن قول الله : ( وَلا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمْ النَّارُ ) قال : هو الرجل من شيعتنا يقول بقول هؤلاء الجابرين (2) .
72 ـ عن عثمان بن عيسى عن رجل عن أبى عبدالله عليه السلام ( وَلا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمْ النَّارُ ) قال : اما انه لم يجعلها خلودا ، ولكن تمسكم النار فلا تركنوا اليهم (3) .
73 ـ عن حريز عن أبى عبدالله عليه السلام قال : ( أَقِمْ الصَّلاةَ طَرَفِي النَّهَارِ ) وطرفاء المغرب والغداة ، ( وزلفا من الليل ) وهى صلوة العشاء الاخرة (4)
74 ـ عن أبى حمزة الثمالى قال : سمعت أحدهما يقول : ان عليا عليه السلام أقبل على الناس فقال : أى آية في كتاب الله أرجى عندكم ؟ فقال بعضهم : ( إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ ) قال : حسنة وليست اياها فقال بعضهم : ( يَا عِبَادِي الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ ) قال : حسنة وليست اياها وقال بعضهم : ( الَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ ) قال : حسنة وليست اياها ، قال : ثم أحجم الناس (5) فقال : ما لكم يا معشر الملسمين ؟ قالوا : لا والله ما عندنا شئ قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه واله يقول : أرجي آية في كتاب الله ( وَأَقِمْ الصَّلاةَ طَرَفِي النَّهَارِ وَزُلَفاً مِنْ اللَّيْلِ ) وقرأ الاية كلها ، وقال : يا على والذى بعثنى بالحق بشيرا ونذيرا ان أحدكم ليقوم إلى وضوئه فتساقط عن جواحه الذنوب ، فاذا استقبل ـ الله ـ بوجهه وقلبه لم ينفتل عن صلوته (6) وعليه من ذنوبه شئ كما
--------------------
(1) البحار ج 3 : 392 البرهان ج 2 : 334
(2 ـ 3) البرهان ج 2 : 235 البحار ج 15 ( ج 4 ) : 219 : الصافى ج 1 : 815
(4) البرهان ج 2 : 235 ، الصافى ج 1 : 815 .
(5) أحجم الناس ـ بتقديم المهملة ـ : كفوا ونكثوا هيبة .
(6) انفتل عن الصلاة : انصرف عنها .
تفسير العياشي (الجزء الثاني)
_ 162 _
ولدته امه ، فان اصاب شيئا بين الصلاتين كان له مثل ذلك حتى عد الصلوات الخمس ثم قال : يا على انما منزلة الصلوات الخمس لامتي كنهر جار على باب أحدكم فما ظن
أحدكم لو كان في جسده درن ثم اغتسل في ذلك النهر خمس مرات في اليوم أكان يبقى
في جسده درن ؟ فكذلك والله الصلوات الخمس لامتى
(1) .
75 ـ عن ابراهيم الكرخى قال : كنت عند أبى عبدالله عليه السلام فدخل عليه مولى له فقال : يا فلان متى جئت ؟ فسكت فقال أبوعبدالله : جئت من هيهنا ومن هيهنا
انظر بما تقطع به يومك ، فان معك ملكا موكلا يحفظ عليك ما تعمل ، فلا تحتقر سيئة وان كانت صغيرة ، فانها ستسوئك يوما ، ولا تحتقر حسنة فانه ليس شئ اشد طلبا ولا اسرع دركا من الحسنة ، انها لتدرك الذنب العظيم القديم فتذهب به ، و قال الله في كتابه :
( إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ) قال : قال : صلوة الليل تذهب بذنوب النهار ، وقال يذهب بما جرحتم
(2) .
76 ـ عن ابراهيم بن عمر يرفعه إلى أبى عبدالله عليه السلام في قول الله : ( اقم الصلوة طرفى النهار ) إلى ( السيئات ) فقال : صلوة الليل بالليل
(3) يذهب بما عمل من ذنب النهار
(4)
77 ـ عن سماعة بن مهران قال : سأل ابا عبدالله عليه السلام رجل من اهل الجبال عن رجل أصاب مالا من اعمال السلطان فهو يتصدق منه ، ويصل قرابته ويحج
ليغفر له ما اكتسب ، وهو يقول : ( ان الحسنات يذهبن السيئات ) فقال أبو عبدالله :
ان الخطيئة لا تكفر الخطيئة ، ولكن الحسنة تكفر الخطيئة ، ثم قال أبوعبدالله
عليه السلام : ان كان خلط الحلال حراما فاختلط جميعا فلم يعرف الحلال من الحرام
فلا بأس
(5) .
--------------------
(1 ـ 2) البرهان ج 2 : 239 ، الصافى ج 1 : 816 .
(3) وفى نسختى البرهان والصافى ( صلوة المؤمن بالليل ) .
(4) البحار ج 18 : 556 ، البرهان ج 2 : 239 ، الصافى ج 1 : 815 .
(5) البرهان ج 2 : 239 .
تفسير العياشي (الجزء الثاني)
_ 163 _
78 ـ وعنه في رواية المفضل بن سويد انه قال : انظر ما اصبت به فعد به
على اخوانك ، فان الله يقول : ( ان الحسنات يذهبن السيئات ) قال المفضل : كنت
خليفة أخى على الديوان ، قال : وقد قلت : جعلت فداك قد ترى مكانى من هؤلاء
القوم وما ترى ؟ قال : ولم تكن كنت (1) .
79 ـ عن المفضل بن مزيد الكاتب قال : دخل على أبو عبدالله عليه السلام وقد أمرت ان أخرج لبنى هاشم جوايز فلم أعلم الا وهو على رأسى وانا مستجل فوثبت
اليه ، فسألنى عما أمر لهم ، فناولته الكتاب ، فقال : ما ارى لا سمعيل هيهنا شيئا ،
فقلت : هذا الذى خرج الينا ، ثم قلت له : جعلت فداك قد ترى مكانى من هؤلاء
القوم ؟ فقال لى : انظر ما أصبت به فعد به على أصحابك ( اخوانك خ ل ) فان الله يقول :
( ان الحسنات يذهبن السيئات ) (2) .
80 ـ عن ابراهيم الكرخى قال : انى كنت عند ابى عبدالله عليه السلام اذ دخل عليه رجل من أهل المدينة فقال له أبوعبدالله عليه السلام : يا فلان من أين جئت ؟ ثم قال له : جئت من هيهنا وهيهنا لغير معاش تطلبه ولا لعمل آخرة انظر بماذا تقطع
يومك وليلتك ، واعلم ان معك ملكا كريما موكلا بك يحفظ عليك ما تفعل ، ويطلع
على سرك الذى تخفيه من الناس فاستحى ولا تحقرن سيئة فانها ستسؤك يوما ، ولا
تحقرن حسنة وان صغرت عندك وقلت في عينك ، فانها ستسرك يوما ، واعلم انه ليس شئ أضر عاقبة ولا أسرع ندامة من الخطيئة ، وانه ليس شئ أشد طلبا ولا اسرع دركا للخطيئة من الحسنة ، اما انها لتدرك العظيم القديم المنسى عند عامله فيجديه ويسقط ويذهب به بعد اسائته ، وذلك قول الله : ( إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ ) (3) .
--------------------
(1) البرهان ج 2 : 239 ، وفى نسخة منه ( لو لم يكن كتب ) .
(2) البرهان ج 2 : 239 .
(3) البحار ج 15 ( ج 2 ) : 166 ونقله البحرانى في البرهان ج 2 : 239 عن
الكتاب مع اختلاف فيه فراجع .
تفسير العياشي (الجزء الثاني)
_ 164 _
وقرأ بن خراس (1) عن أبى عبدالله عليه السلام قال : ( ان الحسنات يذهبن السيئات ) قال : صلوة الليل يكفر ما كان من ذنوب النهار (2) .
81 ـ عن عبدالله بن سنان قال : سئل أبوعبدالله عليه السلام عن قول الله : ( وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً ) إلى ( من رحم ربك ) قال : كانواامة واحدة فبعث الله النبيين ليتخذ عليهم الحجة (3) .
82 ـ عن عبدالله بن غالب عن أبيه عن رجل قال : سألت علي بن الحسين عليه السلام عن قول الله : ( ولا يزالون مختلفين ) قال : عنى بذلك من خالفنا من هذه الامة ، و كلهم يخالف بعضهم بعضا في دينهم ، واما قوله ( إِلاَّ مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ ) فاولئك اولياؤنا من المؤمنين ولذلك خلقهم من الطينة الطيبة اما تسمع لقول ابراهيم ( رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَداً آمِناً وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنْ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُمْ بِاللَّهِ ) قال : ايانا عنى واوليائه وشيعته وشيعة وصيه قال : ( وَمَنْ كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلاً ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَى عَذَابِ النَّارِ ) قال : عنى بذلك ـ والله ـ من جحد وصيه ولم يتبعه من امته ، وكذلك والله حال هذه الامة (4)
83 ـ عن يعقوب بن سعيد عن أبى عبدالله عليه السلام قال : سألته عن قول الله ( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ ) قال : خلقهم للعبادة ، قال : قلت وقوله : ( وَلا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ * إِلاَّ مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ ) فقال : نزلت هذه بعد تلك (5)
84 ـ عن سعيد بن المسيب عن على بن الحسين عليه السلام في قوله : ( وَلا يَزَالُونَ
--------------------
(1) كذا في نسخة الاصل وفى نسخة ( قراعى بن خراس ) وفى نسخة البرهان ( قراعى
بن حواس ( خواس خ ) ) والكل لا يخلو عن تصحيف ولم اظفر عليه في كتب الرجال .
(2) البرهان ج 2 : 240 .
(3) البرهان ج 2 : 240 ، الصافى ج 1 : 818 .
(4) البرهان ج 2 : 240 ، البحار ج 7 : 132 الصافى ج 1 : 818 .
(5) البرهان ج 2 : 241 .
تفسير العياشي (الجزء الثاني)
_ 165 _
مُخْتَلِفِينَ * إِلاَّ مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ ) فاولئك هم أولياؤنا من المؤمنين و لذلك خلقهم من الطينة الطيبة ، اما تسمع لقول ابراهيم : ( رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَداً آمِناً وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنْ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُمْ بِاللَّهِ ) ايانا عنى بذلك وأوليائه ـ وشيعته ـ وشيعة وصيه فمن كفر فامتعه قليلا ثم اضطره إلى عذاب النار ، عنى بذلك ـ والله ـ من جحد وصيه ولم يتبعه من امته ، وكذلك والله حال هذه الامة (1)
--------------------
(1) البرهان ج 2 : 241 ، البحار ج 7 : 132 .
تفسير العياشي (الجزء الثاني)
_ 166 _