ـ تفسير العياشى مجلد : 2 من ص 151 سطر 1 الى ص 160 سطر 25
  اتقن (1) وهو بالعربية رب اصلح (2)
  39 ـ وروى كثير النوا عن ابى جعفر عليه السلام يقول : سمع نوح صرير السفينة على الجودى فخاف عليها ، فأخرج رأسه من كوة (3) كانت فيها فرفع يده واشار باصبعه وهو يقول : ربعمان (4) اتقن تأويلها : رب أحسن (5)
  40 ـ عن عبدالحميد بن أبى الديلم عن ابى عبدالله عليه السلام قال : لما ركب نوح في السفينة قيل بعدا للقوم الظالمين (6)
  41 ـ عن الحسن بن على الوشاء قال : سمعت الرضا عليه السلام يقول : قال ابوعبدالله عليه السلام : ان الله قال لنوح : ( انه ليس من اهلك ) لانه كان مخالفا له ، وجعل من اتبعه من اهله قال : وسألنى كيف يقرؤن هذه الاية في نوح (7) قلت : يقرؤها الناس على وجهين ، انه عمل غير صالح وانه عمل غير صالح (8) فقال : كذبوا هو ابنه ، ولكن الله نفاه عنه حين خالفه في دينه (9)
  42 ـ عن ابى معمر السعدى قال : قال على بن ابيطالب عليه السلام : في قوله ( إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ) يعنى انه على حق يجزى بالاحسان احسانا وبالسئ سيئا ، ويعفو عمن يشاء ويغفر سبحانه وتعالى (10)
  43 ـ عن مفضل بن عمر عن أبى عبدالله عليه السلام قال : ان على بن الحسين صلوات الله عليه كان في مسجد الحرام جالسا فقال له رجل من اهل الكوفة : قال على عليه السلام ان

--------------------
(1) وفى نسخة البحار ( يا مار يا أتقن ) .
(2) البحار ج 5 : 93 ، البرهان ج 2 : 223 .
(3) الكوة : الخرق في الحائط .
(4) وفى بعض النسخ ( يا رهمان ) .
(5 ـ 6) البرهان ج 2 : 223 ، البحار ج 5 : 94 .
(7) وفى رواية الصدوق في العلل والعيون ( في ابن نوح ) .
(8) اى بفتح اللام في ( عمل ) على كونه فعلا والراء ( في غير ) وهذه القرائة هى المحكية عن الكسائى ويعقوب وسهل والمعنى عمل عملا غير صالح .
(9 ـ 10) البرهان ج 2 : 224 ، الصافى ج 1 : 798 .

تفسير العياشي (الجزء الثاني)_ 152 _

  اخواننا بغوا علينا ؟ فقال له على بن الحسين : يا با عبدالله اما تقرأ كتاب الله ( وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُوداً ) فاهلك الله عادا وأنجى هودا ( وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحاً ) فأهلك الله ثمودا وأنجى صالحا (1) .
  44 ـ عن أبى حمزة الثمالى عن أبى جعفر عليه السلام قال : ان الله تبارك وتعالى لما قضى عذاب قوم لوط وقدره أحب أن يعرض ابراهيم من عذاب قوم لوط بغلام عليم ليسلى به مصابه بهلاك قوم لوط ، قال : فبعث الله رسلا إلى ابراهيم يبشرونه باسمعيل قال : فدخلوا عليه ليلا ففزع منهم وخاف أن يكونوا سراقا ، فلما رأته الرسل فزعا مذعورا ( قالوا سلاما قال سلام انا منكم وجلون قالوا لا توجل انا نبشرك بغلام عليم ) قال أبوجعفر : والغلام العليم هو اسمعيل بن ( من خ ل ) هاجر فقال ابراهيم للرسل : ( أَبَشَّرْتُمُونِي عَلَى أَنْ مَسَّنِي الْكِبَرُ فَبِمَ تُبَشِّرُونَ * قَالُوا بَشَّرْنَاكَ بِالْحَقِّ فَلا تَكُنْ مِنْ الْقَانِطِينَ ) قال ابراهيم للرسل فما خطبكم بعد البشارة ؟ ( قالوا انا ارسلنا إلى قوم مجرمين قوم لوط انهم كانوا قوما فاسقين ) لننذرهم عذاب رب العالمين ، قال أبو جعفر : قال ابراهيم : ( قَالَ إِنَّ فِيهَا لُوطاً قَالُوا نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَنْ فِيهَا لَنُنَجِّيَنَّهُ وَأَهْلَهُ إِلاَّ امْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنْ الْغَابِرِينَ ) فلما عذبهم الله ارسل الله إلى ابراهيم رسلا يبشرونه باسحق ويعزونه بهلاك قوم لوط ، وذلك قوله : ( وَلَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَى قَالُوا سَلاماً قَالَ سَلامٌ فَمَا لَبِثَ أَنْ جَاءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ ) يعنى زكيا مشويا نضيجا ( فَلَمَّا رَأَى أَيْدِيَهُمْ لا تَصِلُ إِلَيْهِ نَكِرَهُمْ وَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قَالُوا لا تَخَفْ إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمِ لُوطٍ * وَامْرَأَتُهُ قَائِمَةٌ ) قال ابوجعفر : انما عنى سارة قائمة فبشروها باسحق ( ومن وراء اسحق يعقوب فضحكت ) يعنى فعجبت من قولهم (2)
  45 ـ وفى رواية ابى عبدالله فضحكت قال : حاضت فعجبت من قولهم و ( قَالَتْ يَا وَيْلَتَا أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ وَهَذَا بَعْلِي شَيْخاً إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ ) إلى قوله ( حميد مجيد ) فلما جائت ابراهيم البشارة باسحق فذهب عنه الروع ، واقبل يناجى ربه في

--------------------
(1) البرهان ج 2 : 224 ، يعنى ان المراد من الاخوان اخوانه في العشيرة لا في الدين
(2) البحار ج 5 : 158 ، البحار ج 2 : 228 .

تفسير العياشي (الجزء الثاني)_ 153 _

  قوم لوط ويسئله كشف البلاء عنهم ، فقال الله : يا ابراهيم اعرض عن هذا انه قد جاء امر ربك وانهم اتاهم عذابى بعد طلوع الشمس من يومك محتوما غير مردود (1) .
  46 ـ ابى يزيد الحمار عن ابى عبدالله عليه السلام قال : ان الله بعث اربعة املاك باهلاك قوم لوط : جبرئيل وميكائيل واسرافيل وكروبيل ، فمروا بابراهيم وهم متعممون فسلموا عليه فلم يعرفهم ، وراى هيئة حسنة فقال : لا يخدم هؤلاء الا انا بنفسى ، وكان صاحب أضياف ، فشوى لهم عجلا سمينا حتى أنضجه (2) ثم قربه اليهم ، فلما وضعه بين أيديهم ( رَأَى أَيْدِيَهُمْ لا تَصِلُ إِلَيْهِ نَكِرَهُمْ وَأَوْجَسَ مِنْهُمْ ) فلما راى ذلك جبرئيل حسر العمامة عن وجهه (3) فعرفه ابراهيم فقال له أنت هو ؟ قال : نعم ، ومرت امرأته سارة ( فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَقَ وَمِنْ وَرَاءِ إِسْحَقَ يَعْقُوبَ ) قالت : ما قال الله وأجابوها بما في الكتاب ، فقال ابراهيم فيما جئتم ؟ قالوا : في هلاك قوم لوط ، فقال لهم : ان كان فيها مأة من المؤمنين أتهلكونهم ؟ فقال له جبرئيل : لا ، قال : فان كانوا خمسين ؟ قال : لا ، قال : فان كانوا ثلثين ؟ قال لا قال : فان كانوا عشرين ؟ فقال : لا ، قال : فان كانوا عشرا ؟ قال : لا قال : فان كانوا خمسة ؟ قال : لا ، قال فان كان واحدا ؟ قال : لا ، قال : ان فيها لوطا ؟ ( قَالُوا نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَنْ فِيهَا لَنُنَجِّيَنَّهُ وَأَهْلَهُ إِلاَّ امْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنْ الْغَابِرِينَ ) ثم مضوا قال : وقال الحسن بن على : لا اعلم هذا القول الا وهو يستبقيهم (4) وهو قول الله ( يجادلنا في قوم لوط ) (5) .
  47 ـ عن عبدالله بن ابى هلال عن أبى عبدالله عليه السلام مثله وزاد فيه : فقال كلوا فقالوا : انا لا نأكل حتى تخبرنا ما ثمنه ؟ فقال : اذا أكلتم فقولوا : باسم الله ، واذا

--------------------
(1) البحار ج 5 : 158 ، البرهان ج 2 : 229 .
(2) انضج اللحم : جعله نضيجا وهو الذى ادرك وطاب اكله .
(3) حسر الشئ حسرا : كشفه .
(4) قال المجلسى رحمه الله في بيان الحديث ( قال الحسن بن على ) اى ابن فضال : اى اظن ان غرض ابراهيم عليه السلام كان استبقاء القوم والشفاعة لهم لا محض انجاء لوط من بينهم .
(5) البحار ج 5 : 157 ، البرهان ج 2 : 229 .

تفسير العياشي (الجزء الثاني)_ 154 _

  فرغتم فقولوا : الحمد لله ، قال : فالتفت جبرئيل إلى اصحابه ـ وكانوا أربعة رئيسهم جبرئيل ـ فقال : حق لله أن يتخذ هذا خليلا (1) .
  48 ـ عن عبدالله بن سنان قال : سألت أبا عبدالله عليه السلام ـ يقول ـ : ( جاء بعجل حنيذ ) قال : مشويا نضيجا (2)
  49 ـ عن فضل بن أبى قرة قال : سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول : اوحى الله إلى ابراهيم انه سيولد لك ، فقال لسارة ، فقالت : ءألد وانا عجوز ؟ فاوحى الله اليه : انها ستلد ويعذب أولادها اربع مأة سنة بردها الكلام على ، قال فلما طال على بنى اسرائيل العذاب ضجوا وبكوا إلى الله أربعين صباحا فأوحى الله إلى موسى وهارون ان يخلصهم من فرعون فحط عنهم سبعين ومأة سنة ، قال : وقال ابوعبدالله : هكذا أنتم لو فعلتم لفرج الله عنا ، فاما اذا لم تكونوا فان الامر ينتهى إلى منتهاه (3) .
  50 ـ عن أبى عبيدة عن ابى جعفر عليه السلام قال ان على بن ابي طالب عليه السلام مر بقوم فسلم عليهم فقالوا : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ومغفرته ورضوانه ، فقال لهم أمير المؤمنين عليه السلام : لا تجاوزونا ما قالت الانبياء لابينا ابراهيم ، انما قالوا : رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت انه حميد مجيد ، وروى الحسن بن محمد مثله غير انه قال : ما قالت الملائكة لابينا عليه السلام (4) .
  51 ـ عن عبدالرحمن عن أبى عبدالله عليه السلام في قول الله ( إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُنِيبٌ ) قال : دعاء (5) .
  عن زرارة وحمران ومحمد بن مسلم عن ابى جعفر عليه السلام وأبى عبدالله عليه السلام مثله (6)
  52 ـ عن أبى بصير عن احدهما قال : ان ابراهيم جادل في قوم لوط ، وقال : ان فيها لوطا ؟ قالوا : نحن اعلم بمن فيها ، فزاد ابراهيم فقال جبرئيل : ( يَا إِبْرَاهِيمُ

--------------------
(1 ـ 2) البحار ج 5 : 158 البرهان ج 2 : 229 : الصافى ج 1 : 801
(3) البرهان ج 2 : 229 ، الصافى ج 1 : 802 .
(4) البرهان ج 2 : 229 ، البحار ج 15 ( ج 4 ) : 246 .
(5 ـ 6) البرهان ج 2 : 230 ، البحار ج 5 : 113 ، الصافى ج 1 : 803 .

تفسير العياشي (الجزء الثاني)_ 155 _

  أَعْرِضْ عَنْ هَذَا إِنَّهُ قَدْ جَاءَ أَمْرُ رَبِّكَ وَإِنَّهُمْ آتِيهِمْ عَذَابٌ غَيْرُ مَرْدُودٍ ) (1)
  53 ـ عن أبى يزيد الحمار عن ابى عبدالله عليه السلام قال : ان الله تعالى بعث اربعة املاك في هلاك قوم لوط : جبرئيل وميكائيل واسرافيل وكروبيل ، فأتوا لوطا وهو في زراعة قرب القرية ، فسلموا عليه وهم متعممون فلما رآهم رأى لهم هيئة حسنة ، عليهم ثياب بيض وعمائم بيض ، فقال لهم : المنزل ؟ فقالوا : نعم ، فتقدمهم ومشوا خلفه فندم على عرضه المنزل عليهم ، فقال ؟ أى شئ صنعت آتى بهم قومى وانا أعرفهم ـ طائفة ـ فالتفت اليهم فقال لهم انكم : لتأتون شرارا من خلق الله ، فقال جبرئيل : لا تعجل عليهم (2) حتى يشهد عليهم ثلث مرات ، فقال جبرئيل : هذه واحدة ، ثم مضى ساعة ثم التفت اليهم فقال : انكم لتأتون شرارا من خلق الله ، فقال جبرئيل هذه اثنتين ثم مشى فلما بلغ باب المدينة التفت اليهم فقال : انكم لتأتون شرارا من خلق الله ، فقال جبرئيل : هذه الثلثة ، ثم دخل ودخلوا معه حتى دخل منزله ، فلما رأتهم امرأته رأت هيئة حسنة فصعدت فوق السطح فصعقت فلم يسمعوا ، فدخنت فلما رأوا الدخان اقبلوا يهرعون (3) حتى جاؤا إلى الباب ، فنزلت المرأة اليهم فقالت عنده قوم ما رأيت قوما قط أحسن هيئة منهم ، فجاؤا إلى الباب ليدخلوها فلما رآهم لوط قام اليهم فقال لهم : ( فَاتَّقُوا اللَّهَ وَلا تُخْزُونِي فِي ضَيْفِي أَلَيْسَ مِنْكُمْ رَجُلٌ رَشِيدٌ ) ؟ وقال : ( هؤلاء بناتى هن أطهر لكم ) فدعاهم إلى الحلال ( قَالُوا لَقَدْ عَلِمْتَ مَا لَنَا فِي بَنَاتِكَ مِنْ حَقٍّ وَإِنَّكَ لَتَعْلَمُ مَا نُرِيدُ ) قال لهم ( لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ ) قال : فقال جبرئيل : لو يعلم أى قوة له قال : فكابروه حتى دخلوا البيت فصاح به جبرئيل ، فقال : يا لوط دعهم يدخلون فلما دخلوا أهوى جبرئيل باصبعه نحوهم فذهبت أعينهم وهو قول الله ( فطمسنا أعينهم ) ثم ناداه جبرئيل : ( إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ

--------------------
(1) البرهان ج 2 : 230 ، البحار ج 5 : 113 .
(2) كذا في النسخ واستظهر في هامش نسخة البحار ( الطبع الجديد ) ان يكون هكذا ( فقال الله لجبرئيل لا تعجل عليهم اه ) .
(3) هرع اليه : مشى اليه باضطراب وسرعة .

تفسير العياشي (الجزء الثاني)_ 156 _

  لَنْ يَصِلُوا إِلَيْكَ فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنْ اللَّيْلِ ) وقال له جبرئيل : انا بعثنا في اهلاكهم ، فقال : يا جبرئيل عجل فقال ( إِنَّ مَوْعِدَهُمْ الصُّبْحُ أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ ) فأمره فتحمل ومن معه الا امرأته ثم اقتلعها يعنى المدينة جبرئيل بجناحه من سبع ارضين ثم رفعها حتى سمع أهل السماء الدنيا نباح الكلاب وصراخ الديوك ، ثم قلبها وامطر عليها وعلى من حول المدينة حجارة من سجيل (1)
  54 ـ عن أبى بصير عن أحدهما قال : ان جبرئيل لما أتى لوطا في هلاك قومه ودخلوا عليه وجائه قومه يهرعون اليه ، قال : فوضع يده على الباب ثم ناشدهم فقال اتقوا الله ولا تخزون في ضيفى ، قالوا : أولم ننهك عن العالمين ثم عرض عليهم بناته بنكاح ، فقالوا : ما لنا في بناتك من حق وانك لتعلم ما نريد ، قال : فما منكم رجل رشيد ، قال : فأبوا فقال : لو ان لى بكم قوة او آوى إلى ركن شديد ، قال جبرئيل ينظر اليهم فقال : لو يعلم أى قوة له (2) ثم دعاه وأتاه ، ففتحوا الباب ودخلوا وأشار جبرئيل بيده فرجعوا عميان يلمسون الجدران بأيديهم ، يعاهدون الله لئن اصبحنا لا نستبقى أحدا من آل لوط ، قال ، فلما قال جبرئيل : ( انا رسل ربك ) قال له لوط يا جبرئيل عجل ، قال : نعم ، ثم قال : يا جبرئيل عجل ، قال : الصبح موعدهم أليس الصبح بقريب ثم قال جبرئيل : يا لوط أخرج منها أنت وولدك حتى تبلغ موضع كذا وكذا قال يا جبرئيل ان حمراتى (3) حمرات ضعاف قال : ارتحل فاخرج منها فارتحل حتى اذا كان السحر نزل اليها جبرئيل فأدخل جناحه تحتها ، حتى اذا استقلت قلبها عليهم ، ورمى جبرئيل المدينة بحجارة من سجيل ، وسمعت امرأة لوط الهدة فهلكت منها قال : ( هَؤُلاءِ بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ ) قال أبوعبدالله : عرض عليهم التزويج (4)
  55 ـ عن صالح بن سعد عن أبى عبدالله عليه السلام في قول الله : ( لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ

--------------------
(1) البحار ج 5 : 157 ، البرهان ج 2 : 230 .
(2) وفى نسخة البرهان هكذا ( قال جبرئيل لاصحابه لو يعلم إلى اى قوة تؤويه )
(3) جمع الحمار .
(4) البحار ج 5 : 156 ـ 158 ، الصافى ج 1 : 803 ، البرهان ج 2 : 230

تفسير العياشي (الجزء الثاني)_ 157 _

  قُوَّةً أَوْ آوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ ) قال : قوة القائم والركن الشديد الثلثمائة وثلثة عشر أصحابه (1)
  56 ـ عن الحسين بن على بن يقطين قال : سألت أبا الحسن عن اتيان الرجال المرأة من خلفها ؟ قال : أحلتها آية في كتاب الله قول لوط ( هَؤُلاءِ بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ ) وقد علم انهم ليس الفرج يريدون (2)
  57 ـ عن أبى حمزة عن أبى جعفر عليه السلام قال : ان رسول الله صلى الله عليه واله سأل جبرئيل كيف كان مهلك قوم لوط ؟ فقال : يا محمد ان قوم لوط كانوا اهل قرية لا يتنظفون من الغائط ، ولا يتطهرون من الجنابة بخلاء اشحاء على الطعام ، وان لوطا لبث فيهم ثلثين سنة ، وانما كان نازلا عليهم ولم يكن منهم ولا عشيرة له فيهم ولا قوم وانه دعاهم إلى الايمان بالله واتباعه ، وكان ينهاهم عن الفواحش ويحثهم على طاعة الله فلم يجيبوه ولم يتبعوه ، وان الله لما هم بعذابهم بعث اليهم رسلا منذرين عذرا ونذرا ، فلما عتوا عن أمره بعث الله اليهم ملئكة ليخرجوا من كان في قريتهم من المؤمنين ، فما وجدوا فيها غير بيت من المسلمين ، فأخرجوهم منها وقالوا للوط : اسر بأهلك من هذه الليلة (3) بقطع من الليل ، ولا يلتفت منكم أحد وامضو حيث تؤمرون .
  قال : فلما انتصف الليل سار لوط ببناته وتولت امرأته مدبرة فانطلقت إلى قومها تسعى بلوط وتخبرهم ان لوطا قد سار ببناته ، وانى نوديت من تلقاء العرش لما طلع الفجر : يا جبرئيل حق القول من الله بحتم عذاب قوم لوط اليوم فأهبط إلى

--------------------
(1) البرهان ج 2 : 230 ، اثبات الهداة ج 7 : 100 ، البحار ج 5 : 158 وقال المجلسى رحمه الله : يحتمل ان يكون المعنى انه تمنى قوة مثل قوة القائم وأصحابا مثل اصحابه او مصداقهما في هذه الامة : القائم واصحابه مع انه لا يبعد أن يكون تمنى ادراك زمان القائم عليه السلام وحضوره واصحابه عنده اذ لا يلزم في المتمنى امكان الحصول .
(2) البحار ج 21 : 98 ، البرهان ج 2 : 230 .
(3) وفى رواية العلل ( من هذه القرية الليلة ) .

تفسير العياشي (الجزء الثاني)_ 158 _

  قرية قوم لوط وما حوت ، فاقلعها من تحت سبع أرضين ثم اعرج بها إلى السماء فاوقفها حتى يأتيك أمر الجبار ثم قلبها ودع منها آية بينة منزل لوط عبرة للسيارة فهبطت على أهل القرية الظالمين فضربت بجناحى الايمن على ما حوى عليه شرقها ، وضربت بجناحى الايسر على ما حوى غربها ، فاقتلعتها يا محمد من تحت سبع أرضين الا منزل لوط آية للسيارة ، ثم عرجت بها في جوافى جناحى إلى السماء حتى أوقفتها حيث يسمع أهل السماء زقاء ديوكها (1) ونباح كلابها فلما أن طلعت الشمس نوديت من تلقاء العرش : يا جبرئيل اقلب القرية على القوم المجرمين ، فقلبتها عليهم حتى صار أسفلها أعلاها ، وأمطر الله عليهم حجارة من سجيل منضودة مسومة عند ربك و ما هى يا محمد من الظالمين من امتك ببعيد .
  قال : فقال له رسول الله عليه وآله السلام : يا جبرئيل وأين كانت قريتهم من البلاد ؟ قال : كان موضع قريتهم اذ ذلك في موضع الحيرة ، وبحيرة الطبرية اليوم ، وفى نواحى الشام ، فقال له رسول الله صلى الله عليه واله وسلم : يا جبرئيل أرأيت حيث قلبتها عليهم في اى موضع الارض وقعت القرية وأهلها ؟ فقال : يا محمد وقعت فيما بين الشام إلى مصر فصارت تلالا في البحر (2)
  58 ـ عن علي بن أبى حمزة عن أبى عبدالله عليه السلام في قول الله : ( إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَنْ يَصِلُوا إِلَيْكَ فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنْ اللَّيْلِ ) قال : قال أبوعبدالله عليه السلام وهكذا قراءة امير المؤمنين عليه السلام (3)
  59 ـ عن ميمون اللبان قال : كنت عند أبى عبدالله عليه السلام فقرأ عنده آيات من هود فلما بلغ ( وأمطرنا عليهم حجارة من سجيل منضود مسومة عند ربك وما هى من الظالمين ببعيد ) فقال : من مات مصرا على اللواط لم يمت حتى يرميه الله بحجر من تلك الحجارة ، يكون فيه منيته ولا يراه أحد (4)

--------------------
(1) الزقاء بضم الزاء بمعنى الصيحة
(2) البحار ج 5 : 153 ، البرهان ج 2 : 231 .
(3) البرهان ج 2 : 231 ، البحار ج 5 : 158 .
(4) البرهان ج 2 : 231 ، البحار ج 16 ( م ) : 12 ، الصافى ج 1 : 805 .

تفسير العياشي (الجزء الثاني) _ 159 _
  60 ـ عن السكونى عن ابى جعفر عن أبيه قال : قال النبى عليه وآله السلام : لما عمل قوم لوط ما عملوا بكت الارض إلى ربها حتى بلغ دموعها إلى السماء وبكت السماء حتى بلغ دموعها العرش ، فأوحى الله إلى السماء ان أحصبيهم (1) وأوحى إلى الارض ان اخسفى بهم (2)
  61 ـ عن احمد بن محمد بن عيسى عن بعض أصحابنا عن ابى عبدالله عليه السلام في قول الله ( انى أريكم بخير ) قال : كان سعرهم رخيصا (3)
  62 ـ عن محمد بن الفضيل عن الرضا عليه السلام قال : سألته عن انتظار الفرج فقال : اوليس تعلم ان انتظار الفرج من الفرج ؟ ثم قال : ان الله تبارك وتعالى يقول ( وَارْتَقِبُوا إِنِّي مَعَكُمْ رَقِيبٌ ) (4)
  63 ـ عن أبى بصير عن أبى عبدالله عليه السلام قرأ ( فمنها قائما وحصيدا ) بالنصب ثم قال : يا با محمد لا يكون حصيدا الا بالحديد (5)
  64 ـ وفى رواية اخرى ( فمنها قائم وحصيد ) أيكون الحصيد الا بالحديد (6)
  65 ـ عن محمد بن مسلم عن أحدهما قال : في قول الله ( ذَلِكَ يَوْمٌ مَجْمُوعٌ لَهُ النَّاسُ وَذَلِكَ يَوْمٌ مَشْهُودٌ ) فذلك يوم القيمة وهو اليوم الموعود (7)
  66 ـ عن مسعدة بن صدقة قال : قص ابوعبدالله عليه السلام قصص أهل الميثاق من اهل الجنة واهل النار ، فقال في صفات اهل الجنة : فمنهم من لقى الله شهيدا لرسله

--------------------
(1) اى امطر عليهم الحصباء وهى الحصاء .
(2) البرهان ج 2 : 232 ، البحار ج 16 ( م ) : 12 ، الصافى ج 1 : 805 .
(3) البرهان ج 2 : 232 ، البحار ج 5 : 315 ، الصافى ج 1 : 808 .
(4) البرهان ج 2 : 232 ، البحار ج 13 : 137 ، الصافى ج 1 : 811 .
(5) البرهان ج 2 : 232 ، الصافى ج 1 : 812 .
(6) البرهان ج 2 : 233 .
(7) الصافى ج 1 : 813 .

تفسير العياشي (الجزء الثاني) _ 160 _
  ثم من ( مر خ ل ) في صفتهم حتى بلغ من قوله ثم جاء الاستثناء من الله في الفريقين جميعا ، فقال الجاهل بعلم التفسير : ان هذا الاستثناء من الله انما هو لمن دخل الجنة والنار ، وذلك ان الفريقين جميعا يخرجان منهما فيبقيان فليس فيهما أحد وكذبوا لكن عنى بالاستثناء ان ولد آدم كلهم وولد الجان معهم على الارض والسموات تظلهم ، فهو ينقل المؤمنين حتى يخرجهم إلى ولاية الشياطين وهى النار ، فذلك الذى عنى الله في اهل الجنة وأهل النار ما دامت السموات والارض يقول في الدنيا والله تبارك وتعالى ليس بمخرج اهل الجنة منها ابدا ولا كل أهل النار منها ابدا ، وكيف يكون ذلك وقد قال الله في كتابه ( ماكثين فيه ابدا ) ليس فيهما استثناء ، وكذلك قال أبوجعفر : من دخل في ولاية آل محمد دخل الجنة ، ومن دخل في ولاية عدوهم دخل النار ، وهذا الذى عنى الله من الاستثناء في الخروج من الجنة والنار والدخول (1) .
  67 ـ عن زرارة قال : سألت ابا جعفر عليه السلام في قول الله ( وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ ) إلى آخر الآيتين قال : هاتان الآيتان في غير اهل الخلود من اهل الشقاوة والسعادة ، ان شاء الله يجعلهم خارجين ولا تزعم يا زرارة انى ازعم ذلك (2) .
  68 ـ عن حمران قال : سألت ابا جعفر : جعلت فداك قول الله ( خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتْ السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ إِلاَّ مَا شَاءَ رَبُّكَ ) ـ لاهل النار أفرأيت ( اقرات خ ) قوله لاهل الجنة خالدين فيها ما دامت السموات والارض الا ما شاء ربك ـ (3) قال : نعم ان شاء جعل لهم دنيا فردهم وما شاء ، وسئلته عن قول الله ( خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتْ السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ إِلاَّ مَا شَاءَ رَبُّكَ ) فقال : هذه في الذين يخرجون من النار (4) .
  69 ـ عن ابى بصير عن ابى جعفر عليه السلام في قوله : ( فمنهم شقى وسعيد ) قال : في ذكر اهل النار استثنى وليس في ذكر أهل الجنة استثنى ، ( وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتْ السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ إِلاَّ مَا شَاءَ رَبُّكَ عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ ) (5)

--------------------
(1 ـ 2) البحار ج 3 : 392 ، البرهان ج 2 : 234 ، الصافى ج 1 : 814 .
(3) ما بين المعقفتين ليس في نسخة البحار والبرهان .
(4 ـ 5) البحار ج 3 : 392 ، البرهان ج 2 : 234 .

تفسير العياشي (الجزء الثاني) _ 161 _
  ـ تفسير العياشى مجلد : 2 من ص 161 سطر 1 الى ص 170 سطر 25
  70 ـ وفى رواية حماد عن حريز عن أبى عبدالله عليه السلام ( عطاءا غير مجذوذ ) بالذال (1) .
  71 - عن بعض اصحابنا فقال أحدهم : انه سئل عن قول الله : ( وَلا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمْ النَّارُ ) قال : هو الرجل من شيعتنا يقول بقول هؤلاء الجابرين (2) .
  72 ـ عن عثمان بن عيسى عن رجل عن أبى عبدالله عليه السلام ( وَلا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمْ النَّارُ ) قال : اما انه لم يجعلها خلودا ، ولكن تمسكم النار فلا تركنوا اليهم (3) .
  73 ـ عن حريز عن أبى عبدالله عليه السلام قال : ( أَقِمْ الصَّلاةَ طَرَفِي النَّهَارِ ) وطرفاء المغرب والغداة ، ( وزلفا من الليل ) وهى صلوة العشاء الاخرة (4)
  74 ـ عن أبى حمزة الثمالى قال : سمعت أحدهما يقول : ان عليا عليه السلام أقبل على الناس فقال : أى آية في كتاب الله أرجى عندكم ؟ فقال بعضهم : ( إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ ) قال : حسنة وليست اياها فقال بعضهم : ( يَا عِبَادِي الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ ) قال : حسنة وليست اياها وقال بعضهم : ( الَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ ) قال : حسنة وليست اياها ، قال : ثم أحجم الناس (5) فقال : ما لكم يا معشر الملسمين ؟ قالوا : لا والله ما عندنا شئ قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه واله يقول : أرجي آية في كتاب الله ( وَأَقِمْ الصَّلاةَ طَرَفِي النَّهَارِ وَزُلَفاً مِنْ اللَّيْلِ ) وقرأ الاية كلها ، وقال : يا على والذى بعثنى بالحق بشيرا ونذيرا ان أحدكم ليقوم إلى وضوئه فتساقط عن جواحه الذنوب ، فاذا استقبل ـ الله ـ بوجهه وقلبه لم ينفتل عن صلوته (6) وعليه من ذنوبه شئ كما

--------------------
(1) البحار ج 3 : 392 البرهان ج 2 : 334
(2 ـ 3) البرهان ج 2 : 235 البحار ج 15 ( ج 4 ) : 219 : الصافى ج 1 : 815
(4) البرهان ج 2 : 235 ، الصافى ج 1 : 815 .
(5) أحجم الناس ـ بتقديم المهملة ـ : كفوا ونكثوا هيبة .
(6) انفتل عن الصلاة : انصرف عنها .

تفسير العياشي (الجزء الثاني) _ 162 _
  ولدته امه ، فان اصاب شيئا بين الصلاتين كان له مثل ذلك حتى عد الصلوات الخمس ثم قال : يا على انما منزلة الصلوات الخمس لامتي كنهر جار على باب أحدكم فما ظن أحدكم لو كان في جسده درن ثم اغتسل في ذلك النهر خمس مرات في اليوم أكان يبقى في جسده درن ؟ فكذلك والله الصلوات الخمس لامتى (1) .
  75 ـ عن ابراهيم الكرخى قال : كنت عند أبى عبدالله عليه السلام فدخل عليه مولى له فقال : يا فلان متى جئت ؟ فسكت فقال أبوعبدالله : جئت من هيهنا ومن هيهنا انظر بما تقطع به يومك ، فان معك ملكا موكلا يحفظ عليك ما تعمل ، فلا تحتقر سيئة وان كانت صغيرة ، فانها ستسوئك يوما ، ولا تحتقر حسنة فانه ليس شئ اشد طلبا ولا اسرع دركا من الحسنة ، انها لتدرك الذنب العظيم القديم فتذهب به ، و قال الله في كتابه : ( إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ) قال : قال : صلوة الليل تذهب بذنوب النهار ، وقال يذهب بما جرحتم (2) .
  76 ـ عن ابراهيم بن عمر يرفعه إلى أبى عبدالله عليه السلام في قول الله : ( اقم الصلوة طرفى النهار ) إلى ( السيئات ) فقال : صلوة الليل بالليل (3) يذهب بما عمل من ذنب النهار (4)
  77 ـ عن سماعة بن مهران قال : سأل ابا عبدالله عليه السلام رجل من اهل الجبال عن رجل أصاب مالا من اعمال السلطان فهو يتصدق منه ، ويصل قرابته ويحج ليغفر له ما اكتسب ، وهو يقول : ( ان الحسنات يذهبن السيئات ) فقال أبو عبدالله : ان الخطيئة لا تكفر الخطيئة ، ولكن الحسنة تكفر الخطيئة ، ثم قال أبوعبدالله عليه السلام : ان كان خلط الحلال حراما فاختلط جميعا فلم يعرف الحلال من الحرام فلا بأس (5) .

--------------------
(1 ـ 2) البرهان ج 2 : 239 ، الصافى ج 1 : 816 .
(3) وفى نسختى البرهان والصافى ( صلوة المؤمن بالليل ) .
(4) البحار ج 18 : 556 ، البرهان ج 2 : 239 ، الصافى ج 1 : 815 .
(5) البرهان ج 2 : 239 .

تفسير العياشي (الجزء الثاني) _ 163 _
  78 ـ وعنه في رواية المفضل بن سويد انه قال : انظر ما اصبت به فعد به على اخوانك ، فان الله يقول : ( ان الحسنات يذهبن السيئات ) قال المفضل : كنت خليفة أخى على الديوان ، قال : وقد قلت : جعلت فداك قد ترى مكانى من هؤلاء القوم وما ترى ؟ قال : ولم تكن كنت (1) .
  79 ـ عن المفضل بن مزيد الكاتب قال : دخل على أبو عبدالله عليه السلام وقد أمرت ان أخرج لبنى هاشم جوايز فلم أعلم الا وهو على رأسى وانا مستجل فوثبت اليه ، فسألنى عما أمر لهم ، فناولته الكتاب ، فقال : ما ارى لا سمعيل هيهنا شيئا ، فقلت : هذا الذى خرج الينا ، ثم قلت له : جعلت فداك قد ترى مكانى من هؤلاء القوم ؟ فقال لى : انظر ما أصبت به فعد به على أصحابك ( اخوانك خ ل ) فان الله يقول : ( ان الحسنات يذهبن السيئات ) (2) .
  80 ـ عن ابراهيم الكرخى قال : انى كنت عند ابى عبدالله عليه السلام اذ دخل عليه رجل من أهل المدينة فقال له أبوعبدالله عليه السلام : يا فلان من أين جئت ؟ ثم قال له : جئت من هيهنا وهيهنا لغير معاش تطلبه ولا لعمل آخرة انظر بماذا تقطع يومك وليلتك ، واعلم ان معك ملكا كريما موكلا بك يحفظ عليك ما تفعل ، ويطلع على سرك الذى تخفيه من الناس فاستحى ولا تحقرن سيئة فانها ستسؤك يوما ، ولا تحقرن حسنة وان صغرت عندك وقلت في عينك ، فانها ستسرك يوما ، واعلم انه ليس شئ أضر عاقبة ولا أسرع ندامة من الخطيئة ، وانه ليس شئ أشد طلبا ولا اسرع دركا للخطيئة من الحسنة ، اما انها لتدرك العظيم القديم المنسى عند عامله فيجديه ويسقط ويذهب به بعد اسائته ، وذلك قول الله : ( إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ ) (3) .

--------------------
(1) البرهان ج 2 : 239 ، وفى نسخة منه ( لو لم يكن كتب ) .
(2) البرهان ج 2 : 239 .
(3) البحار ج 15 ( ج 2 ) : 166 ونقله البحرانى في البرهان ج 2 : 239 عن الكتاب مع اختلاف فيه فراجع .

تفسير العياشي (الجزء الثاني) _ 164 _
  وقرأ بن خراس (1) عن أبى عبدالله عليه السلام قال : ( ان الحسنات يذهبن السيئات ) قال : صلوة الليل يكفر ما كان من ذنوب النهار (2) .
  81 ـ عن عبدالله بن سنان قال : سئل أبوعبدالله عليه السلام عن قول الله : ( وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً ) إلى ( من رحم ربك ) قال : كانواامة واحدة فبعث الله النبيين ليتخذ عليهم الحجة (3) .
  82 ـ عن عبدالله بن غالب عن أبيه عن رجل قال : سألت علي بن الحسين عليه السلام عن قول الله : ( ولا يزالون مختلفين ) قال : عنى بذلك من خالفنا من هذه الامة ، و كلهم يخالف بعضهم بعضا في دينهم ، واما قوله ( إِلاَّ مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ ) فاولئك اولياؤنا من المؤمنين ولذلك خلقهم من الطينة الطيبة اما تسمع لقول ابراهيم ( رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَداً آمِناً وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنْ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُمْ بِاللَّهِ ) قال : ايانا عنى واوليائه وشيعته وشيعة وصيه قال : ( وَمَنْ كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلاً ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَى عَذَابِ النَّارِ ) قال : عنى بذلك ـ والله ـ من جحد وصيه ولم يتبعه من امته ، وكذلك والله حال هذه الامة (4)
  83 ـ عن يعقوب بن سعيد عن أبى عبدالله عليه السلام قال : سألته عن قول الله ( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ ) قال : خلقهم للعبادة ، قال : قلت وقوله : ( وَلا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ * إِلاَّ مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ ) فقال : نزلت هذه بعد تلك (5)
  84 ـ عن سعيد بن المسيب عن على بن الحسين عليه السلام في قوله : ( وَلا يَزَالُونَ

--------------------
(1) كذا في نسخة الاصل وفى نسخة ( قراعى بن خراس ) وفى نسخة البرهان ( قراعى بن حواس ( خواس خ ) ) والكل لا يخلو عن تصحيف ولم اظفر عليه في كتب الرجال .
(2) البرهان ج 2 : 240 .
(3) البرهان ج 2 : 240 ، الصافى ج 1 : 818 .
(4) البرهان ج 2 : 240 ، البحار ج 7 : 132 الصافى ج 1 : 818 .
(5) البرهان ج 2 : 241 .

تفسير العياشي (الجزء الثاني) _ 165 _
  مُخْتَلِفِينَ * إِلاَّ مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ ) فاولئك هم أولياؤنا من المؤمنين و لذلك خلقهم من الطينة الطيبة ، اما تسمع لقول ابراهيم : ( رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَداً آمِناً وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنْ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُمْ بِاللَّهِ ) ايانا عنى بذلك وأوليائه ـ وشيعته ـ وشيعة وصيه فمن كفر فامتعه قليلا ثم اضطره إلى عذاب النار ، عنى بذلك ـ والله ـ من جحد وصيه ولم يتبعه من امته ، وكذلك والله حال هذه الامة (1)

--------------------
(1) البرهان ج 2 : 241 ، البحار ج 7 : 132 .

تفسير العياشي (الجزء الثاني) _ 166 _
بسم الله الرحمن الرحيم

من سورة يوسف

  1 ـ عن أبى بصير عن أبى عبدالله عليه السلام قال : سمعته يقول من قرأ سورة يوسف عليه السلام ـ في كل يوم أو ـ في كل ليلة بعثه الله يوم القيمة وجماله على جمال يوسف عليه السلام ، ولا يصيبه يوم القيمة ما يصيب الناس من الفزع وكان جيرانه من عباد الله الصالحين ، ـ ثم قال : ان يوسف كان من عباد الله الصالحين ـ واومن في الدينا ان يكون زانيا او فحاشا (1)
  2 ـ عن مسعدة بن صدقة قال : قال جعفر بن محمد عليه السلام : قال والدى عليه السلام : و الله انى لاصانع بعض ولدى واجلسه على فخذى ، وأكثر له المحبة واكثر له الشكر ، وان الحق لغيره من ولدى ، ولكن محافظة عليه منه ومن غيره ، لئلا يصنعوا به ما فعل بيوسف واخوته ، وما أنزل الله سورة يوسف الا أمثالا لكى لا يحسد بعضنا بعضا كما حسد بيوسف اخوته ، وبغوا عليه فجعلها حجة ( رحمة خ ) على من تولانا ، ودان بحبنا ، وجحد اعدائنا على من نصب لنا الحرب والعداوة (2) .
  3 ـ عن زرارة عن أبى جعفر عليه السلام قال : الانبياء على خمسة أنواع ، منهم من يسمع الصوت مثل صوت السلسلة ، فيعلم ما عنى به ، ومنهم من ينبأ في منامه مثل يوسف وابراهيم ، ومنهم من يعاين ، ومنهم من ينكت في قلبه ويوقر في اذنه (3) .

--------------------
(1) البرهان ج 2 : 242 ، البحار ج 19 : 70 ، الصافى ج 1 : 862 .
(2) البرهان ج 2 : 245 ، البحار ج 15 ( ج 4 ) : 24 .
(3) البرهان ج 2 : 246 ، البحار ج 5 : 15 .

تفسير العياشي (الجزء الثاني) _ 167 _
  4 ـ عن أبى خديجة عن رجل عن أبى عبدالله عليه السلام قال : انما ابتلى يعقوب بيوسف انه ذبح كبشا سمينا ورجل من أصحابه يدعى بقوم محتاج لم يجد ما يفطر عليه فأغفله ولم يطعمه ، فابتلى بيوسف ، وكان بعد ذلك كل صباح مناديه ينادى : من لم يكن صائما فليشهد غداء يعقوب ، فاذا كان المساء نادى : من كان صائما فليشهد عشاء يعقوب (1) .
  5 ـ عن أبى حمزة الثمالى قال : صليت مع على بن الحسين صلوات الله عليه الفجر بالمدينة في يوم الجمعة ، فدعا مولاة له يقال ، لها وشيكة (2) وقال لها : لا يقفن على بابى اليوم سائل الا أعطيتموه ، فان اليوم الجمعة فقلت : ليس كل من يسئل محق جعلت فداك ؟ فقال : يا ثابت أخاف أن يكون بعض من يسئلنا محقا فلا نطعمه ونرده ، فينزل بنا اهل البيت ما نزل بيعقوب وآله ، اطعموهم اطعموهم ثم قال : ان يعقوب كان كل يوم يذبح كبشا يتصدق منه ويأكل هو وعياله ، وان سائلا مؤمنا صواما قواما له عند الله منزلة مجتازا غريبا اعتر (3) بباب يعقوب عشية جمعة عند أوان افطاره ، فهتف ببابه : أطعموا السائل المجتاز الغريب الجائع من فضل طعامكم ، يهتف بذلك على بابه مرارا وهم يسمعونه جهلوا (4) حقه و لم يصدقوا قوله ، فلما أيس منهم أن يطعم وتغشاه الليل استرجع واستعبر (5) وشكى جوعه إلى الله وبات طاويا (6) وأصبح صائما جائعا صابرا حامدا لله ، و بات يعقوب وآله شباعا بطانا وأصبحوا وعندهم فضلة من طعامهم .
  قال : فأوحى الله إلى يعقوب في صبيحة تلك الليلة : لقد أذللت عبدى ذلة

--------------------
(1) البرهان ج 2 : 246 : الصافى ج 1 : 822 .
(2) وفى نسخة ( الفتيكة ) وفى رواية الصدوق في العلل ( سكينة ) .
(3) اعتره : اتاه للمعروف .
(4) وفى رواية العلل ( قد جهلوا ) .
(5) استعبر : جرت عبرته ، والعبرة : الدمعة .
(6) اى جائعا .

تفسير العياشي (الجزء الثاني) _ 168 _
  استجررت بها غضبى ، واستوجبت بها أدبى ونزول عقوبتى وبلواى عليك وعلى ولدك يا يعقوب ، اما علمت ان أحب أنبيائى إلى واكرمهم على من رحم مساكين عبادى ، وقربهم اليه وأطعمهم وكان لهم مأوى وملجئا ، يا يعقوب أما رحمت ذميال (1) عبدى المجتهد في عبادى ، القانع باليسير من ظاهر الدنيا عشاء امس لما اعتر ببابك عند أوان افطاره ، يهتف بكم : اطعموا السائل الغريب المجتاز فلم تطعموه شيئا ، واسترجع واستعبر وشكا ما به إلى ، وبات طاويا حامدا صابرا وأصبح لى صائما ، وبت يا يعقوب وولدك ليلكم شباعا وأصبحتم وعندكم فضلة من طعامكم ، وما علمت يا يعقوب انى بالعقوبة والبلوى إلى أوليائى أسرع منى بها إلى أعدائى ، وذلك منى حسن نظر لاوليائى ، واستدراج منى لاعدائى ، اما وعزتى لانزلن بك بلواى ولاجعلنك وولدك غرضا لمصابى ولاؤدبنك بعقوبتى ، فاستعدوا لبلائى و ارضوا بقضائى واصبروا للمصائب .
  قال ابوحمزة : فقلت لعلى بن الحسين عليه السلام : متى رأى يوسف الرؤيا ؟ فقال : في تلك الليلة التى بات فيها يعقوب وولده شباعا ، وبات فيها ذميال جايعا رائها (2) فأصبح فقصها على يعقوب من الغد فاغتم يعقوب لما سمع من يوسف الرؤيا مع ما أوحى الله اليه ان استعد للبلاء ، فقال ليوسف : لا تقصص رؤياك هذه على اخوتك فانى أخاف أن يكيدوك ، فلم يكتم يوسف رؤياه وقصها على اخوته ، فقال على بن الحسين عليه السلام فكان أول بلوى نزلت بيعقوب وآله الحسد ليوسف لما سمعوا منه الرؤيا التي رآها ، قال : واشتد رقة يعقوب على يوسف وخاف أن يكون ما أوحى الله اليه من الاستعداد للبلاء انما ذلك في يوسف فاشتدت رقته عليه ، وخاف أن ينزل به البلاء في يوسف من بين ولده فلما أن رأوا اخوة يوسف ما يصنع يعقوب بيوسف من اكرامه وايثاره اياه عليهم اشتد ذلك عليهم ، وابتدء البلاء فيهم ، فتآمروا (3) فيما بينهم وقالوا : ان يوسف

--------------------
(1) اسم ذلك الرجل .
(2) اى مضطربا .
(3) اى تشاوروا .

تفسير العياشي (الجزء الثاني) _ 169 _
  وأخاه أحب إلى ابينا منا ونحن عصبة ، اقتلوا يوسف أو القوه أرضا يخل لكم وجه أبيكم وتكونوا من بعده قوما صالحين ، اى تتوبون فعند ذلك قالوا : ( يَا أَبَانَا مَا لَكَ لا تَأْمَنَّا عَلَى يُوسُفَ وَإِنَّا لَهُ لَنَاصِحُونَ * أَرْسِلْهُ مَعَنَا غَداً يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ ) قال يعقوب : ( إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَنْ تَذْهَبُوا بِهِ وَأَخَافُ أَنْ يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ وَأَنْتُمْ عَنْهُ غَافِلُونَ ) حذرا منه عليه أن يكون البلوى من الله على يعقوب في يوسف ، وكان يعقوب مستعدا للبلوى في يوسف خاصة قال : فغلبت قدرة الله وقضاؤه ، ونافذ أمره في يعقوب ويوسف واخوته ، فلم يقدر يعقوب على دفع البلاء عن نفسه ولا عن يوسف واخوته ، فدفعه اليهم وهو لذلك كان (1) متوقع البلاء من الله في يوسف خاصة لموقعه من قلبه وحبه له .
  فلما خرجوا به من منزله لحقهم مسرعا فانتزعه من أيديهم فضمه اليه واعتنقه وبكى ، ثم دفعه اليهم وهو كاره فانطلقوا به مسرعين مخافة أن يأخذه منهم ثم لا يدفعه اليهم ، فلما أمعنوا به مالوا به إلى غيضة أشجار (2) فقالوا : نذبحه ونلقيه تحت هذه الشجرة فيأكله الذئاب الليلة ، فقال كبيرهم : ( لا تقتلوا يوسف ) ولكن ( وَأَلْقُوهُ فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ يَلْتَقِطْهُ بَعْضُ السَّيَّارَةِ إِنْ كُنتُمْ فَاعِلِينَ ) فانطلقوا به إلى الجب فألقوه في غيابت الجب وهم يظنون انه يغرق فيه ، فلما صار في قعر الجب ناداهم : يا ولد رومين اقرؤا يعقوب منى السلام فلما سمعوا كلامه قال بعضهم لبعض : لا تفرقوا من هاهنا حتى تعلمون انه قد مات ، قال : فلم يزالوا بحضرته حتى آيسوا ( وَجَاءُوا أَبَاهُمْ عِشَاءً يَبْكُونَ * قَالُوا يَا أَبَانَا إِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ وَتَرَكْنَا يُوسُفَ عِنْدَ مَتَاعِنَا فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ ) فلما سمع مقالتهم استرجع (3) واستعبر وذكر ما أوحى الله اليه من الاستعداد للبلاء ، فصبر وأذعن للبلوى وقال لهم : ( بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أَمْراً فَصَبْرٌ جَمِيلٌ ) وما كان الله ليطعم لحم يوسف الذئب من قبل ان أرى تأويل رؤياه الصادقة ، قال أبو حمزة : ثم انقطع ما قال على بن الحسين عند هذا الموضع (4)

--------------------
(1) وفى رواية العلل ( كاره ) وكأنه الظاهر .
(2) الغيضة : مجتمع الشجر في مغيض ماء اى مدخله في الارض .
(3) اى قال : انا لله وانا اليه راجعون .
(4) البحار ج 5 : 185 ، البرهان ج 2 : 246 ، الصافى ج 1 : 822 مختصرا .

تفسير العياشي (الجزء الثاني) _ 170 _
  6 ـ عن مسمع أبى سيار عن أبى عبدالله عليه السلام قال لما ألقى يوسف في الجب نزل عليه جبرئيل فقال له : يا غلام ما تصنع هاهنا ؟ من طرحك في هذا الجب ؟ فقال : اخوتى لمنزلتى من أبى حسدونى ولذلك في هذا الجب طرحونى ، فقال له جبرئيل : أتحب أن تخرج من هذا الجب ؟ فقال : ذلك إلى اله ابراهيم واسحق ويعقوب ، فقال له جبرئيل : فان اله ابراهيم واسحق ويعقوب يقول لك (1) قل اللهم انى اسئلك بان لك الحمد لا اله الا انت المنان بديع السموات والارض ، ذوالجلال والاكرام أن تصلى على محمد وآل محمد ، وأن تجعل لى من امرى فرجا ومخرجا وترزقنى من حيث احتسب ومن حيث لا احتسب ) فقالها يوسف ، فجعل الله له من الجب يومئذ فرجا ، ومن كيدالمرأة مخرجا وأتاه ملك مصر من حيث لم يحتسب (2) ومن رواية اخرى عنه وترزقنى من حيث احتسب ومن حيث لا احتسب (3)
  7 ـ عن زيد الشحام عن ابى عبدالله عليه السلام في قول الله ( لَتُنَبِّئَنَّهُمْ بِأَمْرِهِمْ هَذَا وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ ) قال : كان ابن سبع سنين (4) .
  8 ـ عن جابر بن عبدالله الانصارى في قول الله ( إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَباً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ ) قال : في تسمية النجوم هو الطارق وخوبان والريان وذو الكنفان (5) ووابس ( قابس خ ) ووثاب وعمروان (6) وفيلق وفصيح

--------------------
(1) وفى نسخة البرهان ( امرك أن تقول اللهم اه ) .
(2) البحار ج 5 : 178 ، البرهان ج 2 : 247 ، الصافى ج 1 : 825 .
(3) البرهان ج 2 : 247 ، الصافى ج 1 : 825 .
(4) البرهان ج 2 : 247 ، البحار ج 5 : 191 .
(5) وفى رواية الخصال ( جوبان ) وفى نسخة منه ( حربان ) وعن العرائس للثعلبى ( جريان ) مكان ( حوبان ) ( والذبال ) وفى رواية تفسير القمى ( الذيال ) وفى نسخة البرهان ( امان ) بدل ( الريان ) ، وفى تفسير القمى ( ذوالكتفين ) وفى البرهان ( ذوالكتاف ) عوض ( ذوالكنفان ) .
(6) وفى البرهان ( عروان ) ، وفى تفسير القمى وعن العرائس والخصال ( عمودان ) .

تفسير العياشي (الجزء الثاني) _ 171 _
  ـ تفسير العياشى مجلد : 2 من ص 171 سطر 1 الى ص 180 سطر 26
  والصرح (1) والبدوع (2) والضياء والنور يعنى الشمس والقمر وكل هذه النجوم محيطة بالسماء (3)
  9 ـ عن أبى جميلة عن رجل عن أبى عبدالله عليه السلام قال : لما أوتى بقميص يوسف إلى يعقوب فقال : اللهم لقد كان ذئبا رفيقا حين لم يشق القميص ، قال : و كان به نضح من دم (4)
  10 ـ عن أبى حمزة قال : ثم انقطع ما قال على بن الحسين عند هذا الموضع (5)
  فلما كان من غد غدوت اليه فقلت له : جعلت فداك انك حدثتنى امس حديث يعقوب وولده ، ثم قطعته ، فما كان من قصة يوسف بعد ذلك ؟ فقال : انهم لما أصبحوا قالوا : انطلقوا بنا حتى ننظر ما حال يوسف مات ام هو حى ؟ فلما انتهوا إلى الجب وجدوا بحضرة الجب السيارة قد أرسلوا واردهم فأدلى دلوه ، فلما جذب دلوه اذا هم بغلام متعلق بدلوه ، فقال لاصحابه : يا بشرى هذا غلام ، فلما أخرجه أقبل اليه اخوة يوسف ، فقالوا هذا عبدنا سقط منا أمس في هذا الجب ، وجئنا اليوم لنخرجه فانتزعوه من أيديهم وتنحوا به ناحية ، ثم قالوا له : اما ان تقر لنا بانك عبد لنا فنبيعك من بعض اهل هذه السيارة أو نقتلك ، فقال لهم يوسف : لا تقتلونى واصنعموا ما شئتم فأقبلوا به إلى السيارة فقالوا : هل منكم أحد يشترى منا هذا العبد ؟ فاشتراه رجل منهم بعشرين درهما وكان اخوتهم فيه من الزاهدين ، وسار به الذى اشتراه حتى

--------------------
(1) وفى الخصال ( الصدح ) وفى نسخة ( الصوح ) وفى اخرى ( الضروج ) وعن العرائس ( الضروح )
(2) وفى البرهان ( الفروع ) وفى تفسير القمى ( القروع ) وعن العرائس ( الفرع ) وفى الخصال ( ذوالقرع ) .
(3) البرهان ج 2 : 247 ، الصافى ج 1 : 820 .
(4) البرهان ج 2 : 247 ، البحار ج 5 : 191 ، الصافى ج 1 : 823 ، والنضح : الرش
(5) قد مضى صدر هذا الحديث تحت رقم (5) وقد وقع الفصل بينهما باحاديث و قد ذكره الصدوق رحمه الله في العلل من غير فصل .

تفسير العياشي (الجزء الثاني) _ 172 _
  ادخل مصر فباعه الذى اشتراه من البدو من ملك مصر ، وذلك قول الله ( وَقَالَ الَّذِي اشْتَرَاهُ مِنْ مِصْرَ لامْرَأَتِهِ أَكْرِمِي مَثْوَاهُ عَسَى أَنْ يَنفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَداً ) (1) .
  11 ـ عن الحسن عن رجل عن أبى عبدالله عليه السلام في قوله : ( وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ ) قال : كانت عشرين درهما (2) .
  12 ـ عن ابى الحسن الرضا عليه السلام مثله وزاد فيه : البخس النقص ، وهى قيمة كلب الصيد اذا قتل كانت ديته عشرين درهما (3) .
  13 ـ عن عبدالله بن سليمان عن جعفر بن محمد عليه السلام قال : قد كان يوسف بين أبويه مكرما ثم صار عبدا حتى بيع بأخس وأوكس الثمن (4) ثم لم يمنع الله ان بلغ به حتى صار ملكا (5)
  14 ـ عن ابن حصين عن أبى جعفر عليه السلام في قول الله : ( وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ ) قال : كانت الدراهم ثمانية عشر درهما (6)
  15 ـ وبهذا الاسناد عن الرضا عليه السلام قال : كانت الدراهم عشرين درهما وهى قيمة كلب الصيد اذا قتل ، والبخس النقص (7) .
  16 ـ قال أبوحمزة : قلت لعلى بن الحسين : ابن كم كان يوسف يوم القى في الجب ؟ فقال : ابن سبع (8) سنين ، قلت : فكم كان بين منزل يعقوب يومئذ وبين مصر ؟ قال : مسيرة ثمانية عشر يوما ، قال : وكان يوسف من أجمل أهل زمانه فلما راهق (9) يوسف راودته امرأة الملك عن نفسه ، فقال لها : معاذ الله انا من اهل بيت لا يزنون ، فغلقت الابواب عليها وعليه وقالت لا تخف وألقت نفسها عليه فأفلت (10) هاربا إلى

--------------------
(1) البرهان ج 2 : 247 الصافى ج 1 : 824 ويأتى تمام الحديث تحت رقم 16 و 20 ايضا فانتظر
(2 ـ 7) البحار ج 5 : 191 ، البرهان ج 2 : 247 ، الصافى 1 : 824 .
(4) الاوكس : الانقص .
(5 ـ 7) البحار ج 5 : 191 ، البرهان ج 2 : 247 .
(8) وفى حديث العلل ( تسع ) بدل ( سبع ) .
(9) راهق الغلام : قارب الحلم .
(10) اى تخلص منها .

تفسير العياشي (الجزء الثاني) _ 173 _
  الباب ففتحه وألحقته فجذبت قميصه من خلفه ، فأخرجته منه وأفلت يوسف منها في ثيابه (1) .
  17 ـ عن بعض أصحابنا عن أبى عبدالله قال : فلما همت به وهم بها قالت كما أنت ، قال : ولم ؟ قالت : حتى اغطى وجه الصنم لا يرانا ، فذكر الله عند ذلك وقد علم ان الله يراه ففر منها هاربا (2) .
  18 ـ عن محمد بن قيس عن أبى عبدالله قال : سمعته يقول : ان يوسف لما حل سراويله راى مثال يعقوب قائما عاضا على اصبعه (3) وهو يقول له : يا يوسف

--------------------
(1 ـ 2) البحار ج 5 : 185 ـ 191 ، البرهان ج 2 : 248 .
(3) عض على اصبعه : امسكه باسنانه ، ثم لا يخفى ان الرواية محمولة على التقية بدلالة الخبر الآتى والا ففيها ما يخالف عقائد الامامية وان شئت تفصيل الكلام في ذلك فراجع تنزيه الانبياء 60 ـ 68 .
والبحار ج 5 : 198 ـ 200 ولقد أجاد المحقق المحدث العارف الفيض قدس سره في الصافى في ما أفاده في المقام ولا بأس بذكر كلامه قدس سره الشريف قال بعد نقل شطر من الروايات في الباب ما لفظه : وقد نسبت العامة خذلهم الله إلى يوسف في هذا المقام امورا ورووا بها روايات مختلفه لا يليق للمؤمن نقلها فكيف باعتقادها ؟ ! ونعم ما قيل : ان الذين لهم تعلق بهذه الواقعة هم يوسف والمرأة وزوجها والنسوة والشهود ورب العالمين وابليس ، وكلهم قالوا ببراءة يوسف عن الذنب فلم يبق لمسلم توقف في هذا الباب .
اما يوسف فقوله ( هى راودتنى عن نفسى ) وقوله ( رب السجن احب إلى مما يدعوننى اليه ) واما المرأة فلقولها ( ولقد راودته عن نفسه فاستعصم ) وقالت ( الان حصحص الحق انا راودته عن نفسه ) واما زوجها فلقوله ( انه من كيدكن ان كيدكن عظيم ) واما النسوة فلقولهن ( امرأة العزيز تراود فتيها عن نفسه قد شغفها حبا انا لنريها في ضلال مبين ) وقولهن ( حاش لله ما علمنا عليه من سوء ) واما الشهود قوله تعالى ( شهد شاهد من اهلها ) الاية واما شهادة الله بذلك فقوله عز من قائل ( كذلك لنصرف عنه السوء و ـ الفحشاء انه من عبادنا المخلصين ) واما اقرار ابليس بذلك فلقوله ( فبعزتك لاغوينهم اجمعين الا عبادك منهم المخلصين ) فأقر بانه لا يمكنه اغواء العباد المخلصين وقد قال الله تعالى ( انه من عبادنا المخلصين ) فقد أقر ابليس بانه لم يغوه وعند هذا نقول ان هؤلاء الجهال الذين نسبوا إلى يوسف الفضيحة ان كانوا من اتباع دين الله فليقبلوا شهادة الله بطهارته ، وان كانوا من أتباع ابليس وجنوده فليقبلوا اقرار ابليس بطهارته .

تفسير العياشي (الجزء الثاني) _ 174 _
  قال : فهرب ثم قال أبوعبدالله : لكنى والله ما رأيت عورة أبى قط ، ولا راى أبى عورة جدى قط ولا راى جدى عورة أبيه قط ، قال : وهو عاض على اصبعه ، فوثب فخرج الماء من ابهام رجله (1)
  19 ـ عن بعض أصحابنا عن ابى جعفر عليه السلام قال : أى شئ يقول الناس في قول الله عزوجل : ( لولا أن رأى برهان ربه ) ؟ قلت : يقولون راى يعقوب عاضا على اصبعه فقال : لا ليس كما يقولون ، فقلت : فأى شئ رأى ؟ قال : لما همت به وهم بها قامت إلى صنم معها في البيت ، فألقت عليه ثوبا فقال لها يوسف : ما صنعت ؟ قال : طرحت عليه ثوبا استحيى أن يرانا ، قال : فقال يوسف : فأنت تستحيى من صنمك وهو لا يسمع ولا يبصر ولا أستحى أنا من ربى ؟ (2)
  نرجع إلى حديث ابى حمزة : وأفلت يوسف منها في ثيابه ( وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى الْبَابِ قَالَتْ مَا جَزَاءُ مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوءاً إِلاَّ أَنْ يُسْجَنَ أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ) قال : فهم الملك بيوسف ليعذبه فقال له يوسف : واله يعقوب ما أردت بأهلك سوءا هى راودتنى عن نفسى ، فسل هذا الصبى أينا راود صاحبه عن نفسه ؟ قال : وكان عندها صبى من اهلها زائر (3) ـ في المهد فقال : هذا طفل لم ينطق ؟ فقال : كلمه ينطقه الله فكلمه فأنطق الله ـ لها فأنطق الله الصبى بفصل القضاء ، فقال للملك : انظر أيها الملك إلى القميص فان كان مقدودا من قدامه فهو راودها ، وان كان مقدودا من خلفه فهى التى راودته عن نفسه ، وصدق وهى من الكاذبين ، فلما سمع الملك كلام

--------------------
(1 ـ 2) البحار ج 5 : 191 ، البرهان ج 2 : 248 .
(3) اى باك .

تفسير العياشي (الجزء الثاني) _ 175 _
  الصبى وما اقتص به أفزعه ذلك فزعا شديدا ، فدعا بالقميص فنظر اليه فلما رأى القميص مقدودا من خلفه قال لها : ( إِنَّهُ مِنْ كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ ) وقال ليوسف ( اعرض عن هذا ) فلا يسمعه منك أحد واكتمه فلم يكتمه يوسف وأذاعه في المدينة حتى قال نسوة منهم : ( امْرَأَةُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَنْ نَفْسِهِ ) فبلغها ذلك فارسلت اليهن وهيئت لهن طعاما ومجلسا ثم اتتهن بأترج وآتت كل واحدة منهن سكينا وقالت ليوسف : اخرج عليهن فلما رأينه أكبرنه وقطعن أيديهن وقلن ما قلن فقالت لهن : فهذا الذى لمتننى في حبه ؟ قال : فخرج النسوة من عندها فأرسلت كل واحدة منهن إلى يوسف سرا من صواحبها تسئله الزيارة فأبى عليهن : وقال ( وَإِلاَّ تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُنْ مِنْ الْجَاهِلِينَ ) فلما اذاع امر يوسف وامر امرأة العزيز والنسوة في مصر ، بدا للملك بعد ما سمع من قول الصبى ما سمع ليسجنن يوسف ، فحبسه في السجن ودخل مع يوسف في السجن فتيان ، فكان من قصتهما وقصة يوسف ما قصه الله في كتابه ، قال أبوحمزة : ثم انقطع حديث على بن الحسين عند ذلك (1)
  20 ـ عن محمد بن مروان عن رجل عن ابى عبدالله عليه السلام قال : ان يوسف خطب امرأة جميلة كانت في زمانه ، فردت عليه ان عبدالملك اياى يطلب ، قال : فطلبها إلى أبيها ، فقال له أبوها : ان الامر أمرها ، قال : فطلبها إلى ربه وبكى ، قال : فأوحى الله اليه : انى قد زوجتكها ثم ارسل اليها انى أريد أن أزوركم ، فأرسلت اليه : ان تعال ، فلما دخل عليها أضاء البيت لنوره ، فقالت : ما هذا الا ملك كريم ، فاستسقى فقامت إلى الطاس لتسقيه ، فجعل يتناول الطاس من يدها فتناوله فاها فجعل يقول لها : انتظرى ولا تعجلى ، قال : فتزوجها (2).
  21 ـ عن العباس بن هلال قال : سمعت أبا الحسن الرضا عليه السلام يقول : ان يوسف النبى قال له السجان : انى لاحبك فقال له يوسف : لا تقل هكذا فان عمتى

--------------------
(1) البرهان ج 2 : 248 ، البحار 5 : 185 .
(2) البرهان ج 2 : 253 ، البحار ج 5 : 191 .