32 ـ عن محمد بن كليب الاسدى عن أبيه قال : سألت أبا عبدالله عليه السلام عن قول الله : ( وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى ) قال : على ناول رسول الله صلى الله عليه وآله القبضة التى رمى بها (1)
  33 ـ وفى خبر آخر عنه ان عليا ناوله قبضة من تراب فرمى بها (2)
  34 ـ عن عمرو بن أبى المقدام عن على بن الحسين قال : ناول رسول الله صلى الله عليه وآله على بن أبيطالب كرم الله وجهه قبضة من تراب التى رمى بها في وجوه المشركين ، فقال الله : ( وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى ) (3)
  35 ـ عن حمزة بن الطيار عن أبى عبدالله عليه السلام في قول الله : ( يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ ) قال : هو ان يشتهى الشئ بسمعه وببصره ولسانه ويده ، اما ان هو غشى شيئا مما يشتهى فانه لا يأتيه الا وقلبه منكر لا يقبل الذى يأتى ، يعرف ان الحق ليس فيه (4) .
  36 ـ وفى خبر هشام عنه قال : يحول بينه وبين أن يعلم ان الباطل حق (5)
  37 ـ عن حمزة بن الطيار عن أبى عبدالله عليه السلام ( واعلموا ان الله يحول بين المرء وقلبه ) قال : هو أن يشتهى الشئ بسمعه وبصره ولسانه ويده ، واما انه لا يغشى شيئا منها وان كان يشتهيه فانه لا يأتيه الا وقلبه منكر ، لايقبل الذى يأتى يعرف ان الحق ليس فيه (6)
  38 ـ عن جابر عن أبى جعفر عليه السلام قال : هذا الشئ يشتهيه الرجل بقلبه وسمعه وبصره ، لا تتوق (7) نفسه إلى غير ذلك ، فقد حيل بينه وبين قلبه إلى ذلك الشئ (8) .

--------------------
(1 ـ 3) البرهان ج 2 : 70 ، الصافى ج 1 : 654 .
(4 ـ 6) البحار ج 15 ( ج 2 ) : 38 ـ 39 ، البرهان ج 2 : 71 ، الصافى ج 1 : ( 655 ـ 656 ) .
(7) تاق توقا اليه : اشتاق .
(8) البحار ج 15 ( 2 ) : 39 : البرهان ج 2 : 71 ، الصافى ج 1 : 656 .

تفسير العياشي (الجزء الثاني)_ 53 _

  39 ـ وفى خبر يونس بن عمار عن أبى عبدالله قال : لا يستيقن القلب ان الحق باطل أبدا ، ولا يستيقن ان الباطل حق أبدا (1)
  40 ـ عن عبدالرحمن بن سالم عنه في قوله : ( وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً ) قال : أصابت الناس فتنة بعد ما قبض الله نبيه حتى تركوا عليا وبايعوا غيره ، وهى الفتنة التى فتنوا بها ، وقد أمرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم باتباع على والاوصياء من آل محمد عليهم السلام (2) .
  41 ـ عن اسمعيل السرى عن البهى (3) ( واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا 1 ـ منكم خاصة ) قال أخبرت انهم أصحاب الجمل (4) .
  42 ـ عن زراره وحمران ومحمد بن مسلم عن أحدهما ان قريشا اجتمعت فخرجت من كل بطن اناس ، ثم انطلقوا إلى دار الندوة ليشا وروا فيما يصنعون برسول الله عليه وآله السلام ، فاذا هم بشيخ قائم على الباب فاذا ذهبوا اليه ليدخلوا قال : ادخلونى معكم ، قالوا : ومن أنت يا شيخ ؟ قال : أنا شيخ من بنى مضر ، ولى رأى أشير به عليكم فدخلوا وجلسوا وتشاوروا وهو جالس ، وأجمعوا أمرهم على ان يخرجوه فقال : ليس هذا لكم برأى ان أخرجتموه أجلب عليكم الناس (5) فقاتلوكم قالوا : صدقت ما هذابرأى ، ثم تشاوروا فاجمعوا أمرهم على أن يوثقوه ، قال : هذا ليس بالرأى ان فعلتم هذا ومحمد رجل حلو اللسان أفسد عليكم أبناءكم و خدمكم وما ينفع أحدكم اذا فارقه أخوه وابنه او امرأته ، ثم تشاوروا فأجمعوا

--------------------
(1) البحار ج 15 ( ج 2 ) : 39 : البرهان ج 2 : 71 ، الصافى ج 1 : 656
(2) البرهان ج 2 : 72 ، الصافى ج 1 : 656 .
(3) كذا في النسخ لكن في نسخة البرهان هكذا ( عن الصيقل سئل أبوعبدالله عليه السلام واتقوا فتنة اه ) ثم ذكر الرواية بعينها فيحتمل تعدد الروايتين ويحتمل وحدتهما ووقوع التحريف وكيف كان فلا تخلوا النسخ من التحريف والتصحيف فلا تغفل .
(4) البرهان ج 2 : 72 .
(5) اى أجمعهم عليكم

تفسير العياشي (الجزء الثاني)_ 54 _

  أمرهم على أن يقتلوه ويخرجون من كل بطن منهم بشاهر (1) فيضربونه بأسيافهم جميعا عند الكعبة (2) ثم قرأ الاية ( وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ ) إلى آخر الاية (3) .
  3 ـ عن زرارة وحمران عن أبى جعفر عليه السلام وأبى عبدالله عليه السلام قوله ( وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ ) قال : ان رسول الله صلى الله عليه وآله قد كان لقى من قومه بلاءا شديدا حتى أتوه ذات يوم وهو ساجد حتى طرحوا عليه رحم شاة ، فأتته ابنته وهو ساجد لم يرفع رأسه ، فرفعته عنه ومسحته ، ثم أراه الله بعد ذلك الذى يحب ، انه كان ببدر وليس معه غير فارس واحد ، ثم كان معه يوم الفتح اثنا عشر الفا حتى جعل أبوسفيان والمشركون ، يستغيثون ، ثم لقى أميرالمؤمنين عليه السلام من الشدة والبلاء والتظاهر عليه ولم يكن معه أحد من قومه بمنزلته ، اما حمزة فقتل يوم احد ، واما جعفر فقتل يوم موتة (4)
  44 ـ عن عبدالله بن محمد الجعفى قال : سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول : كان رسول الله صلى الله عليه وآله والاستغفار حصينين لكم من العذاب ، فمضى أكبر الحصنين وبقى الاستغفار ، فاكثروا منة فانه منجاة (5) للذنوب ، وان شئتم فاقرأوا : ( وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ) (6)
  45 ـ عن حنان عن أبيه عن ابى جعفر عليه السلام قال : قال رسول الله صلوات الله عليه و آله وهو في نفر من أصحابه : ان مقامى بين أظهركم خير لكم وان مفارقتى اياكم خير لكم ، فقام اليه جابر بن عبدالله الانصارى فقال : يارسول الله اما مقامك بين أظهرنا خير

--------------------
(1) وفى نسخة البرهان ( بشاب ) بدل ( بشاهر ) .
(2) وفى نسخة البحار ( الكتفين ) بدل ( الكعبة ) .
(3) البحار ج 6 : 415 ، البرهان ج 2 : 78 ، الصافى ج 1 : 658 .
(4) البحار ج 6 : 348 و 473 ، البرهان ج 2 : 79 .
(5) وفى نسخة الصافى ( ممحاة ) بدل ( منجاة ) والممحاة : خرقة يزال بها المنى ونحوه كما قاله الجوهرى وغيره .
(6) البحار ج 19 ( ج 2 ) : 34 ، البرهان ج 2 : 79 ، الصافى ج 1 : 665 .

تفسير العياشي (الجزء الثاني)_ 55 _

  لنا فقد عرفنا ، فكيف يكون مفارقتك ايانا خيرا لنا ؟ فقال : اما مقامى بين أظهركم فان الله يقول : ( وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ) فعذبهم بالسيف ، واما مفارقتى اياكم فهو خير لكم لان أعمالكم تعرض على كل اثنين وخميس ، فما كان من حسن حمدت الله عليه ، وما كان من سئ استغفر الله لكم (1).
  46 ـ عن ابراهيم بن عمر اليمانى عمن ذكره عن أبى عبدالله عليه السلام في قول الله ( وَهُمْ يَصُدُّونَ عَنْ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَمَا كَانُوا أَوْلِيَاءَهُ ) يعنى اولياء البيت يعنى المشركون ( إِنْ أَوْلِيَاؤُهُ إِلاَّ الْمُتَّقُونَ ) حيث ما كانوا هم أولى به من المشركين ( وَمَا كَانَ صَلاتُهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ إِلاَّ مُكَاءً وَتَصْدِيَةً ) قال التصفير والتصفيق (2)
  47 ـ على بن دراج الاسدى قال : دخلت على أبى جعفر عليه السلام فقلت له : انى كنت عاملا لبنى امية فأصبت مالا كثيرا فظننت ان ذلك لا يحل لى (3) قال : فسألت عن ذلك غيرى ، ـ قال : قلت : قد سألت ـ فقيل لى : ان أهلك ومالك وكل شئ لك حرام ؟ قال : ليس كما قالوا لك قال : قلت جعلت فداك على ( فلى خ ل ) توبة ؟ قال : نعم توبتك في كتاب الله( قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ ) (4) .

--------------------
(1) البحار ج 7 : 70 ، البرهان ج 2 : 79 ، الصافى ج 1 : 665 .
(2) البرهان ج 2 : 81 ، الصافى ج 1 : 665 ، وصفر صفرا وصفر تصفيرا : صوت بالنفخ من شفتيه وشبك اصابعه ونفح فيها وكثيرا ما يفعل ذلك للدابة عند دعائه للماء ، وصفق بيديه : صوت بهما ضربا ، قيل : وكانوا يطوفون بالبيت عراءا يشبكون بين اصابعهم ويصفرون فيها ويصفقون وكانوا يفعلون ذلك اذا قرء رسول الله صلى الله عليه واله في صلوته يخلطون عليه ، وفى المجمع روى ان النبى صلى الله عليه وآله كان اذا صلى في المسجد الحرام قام رجلان من بنى عبد الدار عن يمينه فيصفران ورجلان عن يساره فيصفقان بايديهما فيخلطان عليه صلوته فقتلهم الله جميعا ببدر .
(3) وفى نسخة ( اصبت مالا من وجه كذا وكذا فظننت ان ذلك لا يسعنى ) .
(4) البحار ج 15 ( ج 4 ) : 219 ، البرهان ج 2 : 81 ، الصافى ج 1 : 667 .

تفسير العياشي (الجزء الثاني) _ 56 _
  48 ـ عن زرارة قال : قال أبوعبدالله عليه السلام (1) سئل أبى عن قول الله : ( قاتلوا المشركين كافة كما يقاتلونكم كافة حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله ) (2) فقال : انه ـ تأويل ـ لم يجئ تأويل هذه الاية ، ولو قد قام قائمنا بعده سيرى من يدركه ما يكون من تأويل هذه الاية ، وليبلغن دين محمد صلى الله عليه وآله ما بلغ الليل حتى لا يكون شرك ( مشرك خ ل ) على ظهر الارض كما قال الله (3) .
  49 ـ عن عبدالاعلى الجبلى ( الحلبى خ ل ) قال : قال أبوجعفر عليه السلام : يكون لصاحب هذا الامر غيبة في بعض هذه الشعاب ، ثم أومأ بيده إلى ناحية ذى طوى ، حتى اذا كان قبل خروجه بليلتين انتهى المولى الذى يكون بين يديه حتى يلقى بعض أصحابه ، فيقول : كم أنتم هاهنا ؟ فيقولون نحو من أربعين رجلا ، فيقول : كيف أنتم لو قد رأيتم صاحبكم ؟ فيقولون : والله لو يأوى بناالجبال لآويناها معه ، ثم يأيتهم من القابلة ( القابل خ ) فيقول لهم اشيروا إلى ذوى اسنانكم وأخياركم عشيرة فيشيرون له اليهم فينطلق بهم حتى يأتون صاحبهم ، ويعدهم إلى الليلة التى تليها .
  ثم قال أبوجعفر : والله لكأنى أنظر اليه وقد أسند ظهره إلى الحجر ، ثم ينشد الله حقه ثم يقول : يا ايها الناس من يحاجنى في الله فأنا أولى الناس بالله ومن يحاجنى في آدم فأنا اولى الناس بآدم ، ياايها الناس من يحاجنى في نوح فانا أولى الناس بنوح ، يا ايها الناس من يجاجنى في ابراهيم فانا اولى بابراهيم ، يا ايها الناس من يحاجنى في موسى فأنا أولى الناس بموسى ، يا ايها الناس من يحاجنى في عيسى فانا أولى الناس بعيسى ، يا ايها الناس من يحاجنى في محمد فأنا أولى الناس بمحمد صلى الله عليه وآله ، يا

--------------------
(1) وفى نسخة البرهان رواه عن ابيجعفر عليه السلام .
(2) وفى نسخة ( مشرك ) وفى آخر ( شرك ) وفى ثالث ( مشركا ) بدل ( فتنة ) .
(3) البرهان ج 2 : 81 ، الصافى ج 1 : 667 وزاد فيه بعد قوله : كما قال الله ( يعبدوننى لا يشركون بى شيئا ) ، ونقله المحدث الحر العاملى في كتاب اثبات الهداة ج 7 : 99 عن هذا الكتاب ايضا .

تفسير العياشي (الجزء الثاني) _ 57 _
  يا ايها الناس من يحاجنى في كتاب الله فانا أولى بكتاب الله ، ثم ينتهى إلى المقام فيصلى ـ عنده ـ ركعتين ، ثم ينشد الله حقه .
  قال أبوجعفر عليه السلام : هو والله المضطر في كتاب الله ، وهو قول الله : ( أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الأَرْضِ ) وجبرئيل على الميزاب في صورة طاير أبيض فيكون أول خلق الله يبايعه جبرئيل ، ويبايعه الثلثمائة والبضعة العشر رجلا ، قال : قال أبوجعفر عليه السلام : فمن ابتلى في المسير وافاه في تلك الساعة ، ومن لم يبتل بالمسير فقد عن فراشه ، ثم قال : هو والله قول على بن أبيطالب عليه السلام : المفقودون عن فرشهم ، وهو قول الله : ( فاستبقوا الخيرات أينما تكونوا يأت بكم الله جميعا ) اصحاب القائم الثلثماة وبضعة عشر رجلا ، قال : هم والله الامة المعدودة التى قال الله في كتاب : ( وَلَئِنْ أَخَّرْنَا عَنْهُمْ الْعَذَابَ إِلَى أُمَّةٍ مَعْدُودَةٍ ) قال : يجمعون في ساعة واحدة قزعا كقزع الخريف (1) فيصبح بمكة فيدعو الناس إلى كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وآله ، فيجيبه نفر يسير ويستعمل على مكة ، ثم يسير فيبلغه أن قد قتل عامله فيرجع اليهم فيقتل المقاتلة لا يزيد على ذلك شيئا يعنى السبى ، ثم ينطلق فيدعو الناس إلى كتاب الله وسنة نبيه عليه وآله السلام ، والولاية لعلى بن أبى طالب عليه السلام ، والبرائة من عدوه ولا يسمى أحدا حتى ينتهى إلى البيداء ، فيخرج اليه جيش السفيانى فيأمر الله الارض فيأخذهم من تحت أقدامهم ، وهو قول الله : ( وَلَوْ تَرَى إِذْ فَزِعُوا فَلا فَوْتَ وَأُخِذُوا مِنْ مَكَانٍ قَرِيبٍ * وَقَالُوا آمَنَّا بِهِ ) يعنى بقائم آل محمد ( وقد كفروا به ) يعنى بقائم آل محمد إلى آخر السورة ، ولا يبقى منهم الا رجلان يقال لهما وترووتير من مراد ، وجوههما في أقفيتهما يمشيان القهقرى ، يخبران الناس بما فعل بأصحابهما ، ثم يدخل المدينة فتغيب عنهم عند ذلك قريش ، وهو قول على بن أبيطالب عليه السلام : والله لودت قريش اى عندها موقفا واحدا جزر جزور بكل ما ملكت وكل ما طلعت عليه الشمس أو غربت ،

--------------------
(1) القزع : قطع من السحاب متفرقة صغار ، قيل وانما خص الخريف لانه اول الشتاء والسحاب فيه يكون متفرقا غير متراكم ولا مطبق ثم يجتمع بعضه إلى بعض بعد ذلك .

تفسير العياشي (الجزء الثاني) _ 58 _
  ثم يحدث حدثا فاذا هو فعل ذلك ، قالت قريش : اخرجوا بنا إلى هذه الطاغية ، فوالله ان لو كان محمديا ما فعل ، ولو كان علويا ما فعل ، ولو كان فاطميا ما فعل ، فيمنحه الله أكتافهم ، فيقتل المقاتلة ويسبى الذرية ، ثم ينطلق حتى ينزل الشقرة (1) فيبلغه انهم قد قتلوا عامله فيرجع اليهم فيقتلهم مقتلة ليس قتل الحرة (2) اليها بشئ ، ثم ينطلق يدعو الناس إلى كتاب الله وسنة نبيه والولاية لعلى بن أبيطالب عليه السلام والبراءة من عدوه ، حتى اذا بلغ إلى الثعلبية (3) قام اليه رجل من صلب أبيه وهو من أشد الناس ببدنه وأشجعهم بقلبه ، ما خلا صاحب هذا الامر ، فيقول : يا هذا ما تصنع ؟ فوالله انك لتجفل الناس أجفال النعم (4) أفبعهد من رسول الله صلى الله عليه وآله أم بماذا ؟ فيقول المولى الذى

--------------------
(1) موضع في الحجاز .
(2) الحرة بفتح الحاء والراء المهملتين ـ : ارض ذات حجارة نخرة سود كانها احرقت بالنار وهى قريبة من حرة ليلى ـ قرب المدينة ـ ووقعة الحرة المشهورة كانت في ايام يزيد بن معاوية سنة 63 ، وسبب ذلك ان اهل المدينة اجتمعوا بعد قتل الحسين عليه السلام عند عبدالله بن حنظلة بن عامر وبايعوه بالامارة واخرجوا عامل يزيد من المدينة واظهروا خلع يزيد من الخلافة فلما سمع بذلك يزيد بعث اليهم مسلم بن عقبة المرى في اثنا عشر ألفا من اهل الشام وسموه لقبيح صنيعه مسرفا فنزل حرة ( المسماة بحرة واقم وهى الحرة الشرقية من حرتى المدينة ) وخرج اليه اهل المدينة يحاربونه فكسرهم وقتل من الموالى ثلثة آلاف وخمسمأة رجل ومن الانصار ألفا واربعمأة ، وقيل الفا وسبعمأة ومن قريش ألفا وثلاث مأة ودخل جنده المدينة فنهبوا الاموال وسبوا الذرية واستباح الفروج وحملت منهم ثمانمأة حرة وولدن ، وكان يقال لاولئك الاولاد اولاد الحرة ، ثم احضر الاعيان لمبايعة يزيد بن معاوية فلم يرض الا أن يبايعوه على انهم عبيد يزيد بن معاويه فمن تلكأ امر بضرب عنقه وكيف كان قصة الحرة طويلة وكان بعد قتل الحسين عليه السلام من اشنع شئ جرى في ايام يزيد بن معاوية لعنه الله تعالى .
(3) من منازل طريق مكة من الكوفة وفى وجه تسمية الموضع خلاف ذكره الحموى في المعجم فراجع .
(4) جفل الطير عن المكان : طردها ، وأجفلت الريح التراب : اى اذهبته وطيرته

تفسير العياشي (الجزء الثاني) _ 59 _
  ولى البعية : والله لتسكنن او لاضربن الذى فيه عيناك ، فيقول له القائم عليه السلام : اسكت يا فلان ، اى والله ان معى عهدا من رسول الله صلى الله عليه وآله ، هات لى يا فلان العيبة (1) او الطيبة (2) او الزنفليجة (3) فيأتيه بها فيقرأه العهد من رسول الله صلى الله عليه وآله ، فيقول : جعلنى الله فداك أعطنى رأسك أقبله فيعطيه رأسه فيقبله بين عينيه ثم يقول : جعلنى الله فداك جدد لنا بيعة ، فيجدد لهم بيعة .
  قال أبوجعفر عليه السلام : لكأنى أنظر اليهم مصعدين من نجف الكوفة ثلثمائة و بضعة عشر رجلا ، كأن قلوبهم زبر الحديد جبرئيل عن يمينه وميكائيل عن يساره ، يسير الرعب امامه شهرا وخلفه شهرا ، أمده الله بخمسة ألاف من الملئكة مسومين حتى اذا صعد النجف ، قال لاصحابه : تعبدوا ليلتكم هذه فيبيتون بين راكع وساجد يتضرعون إلى الله حتى اذا أصبح ، قال : خذوا بنا طريق النخيلة (4) وعلى الكوفة جند مجند (5) قلت : جند مجند ؟ قال : اى والله حتى ينتهى إلى مسجد ابراهيم عليه السلام بالنخيلة ، فيصلى فيه ركعتين فيخرج اليه من كان بالكوفة من مرجئها وغيرهم من جيش السفيانى ، فيقول لاصحابه : استطردوا لهم ثم يقول كروا عليهم .
  قال ابوجعفر عليه السلام : ولا يجوز والله الخندق منهم مخبر ثم يدخل الكوفة فلا يبقى

--------------------
(1) العيبة : ما يجعل فيه الثياب .
(2) كذا في الاصل وفى نسخة البرهان ( الطبقة ) ولم اظفر فيه ولا فيما يضاهيه في الكتابة في اللغة على معنى يناسب المقام وقد خلت نسخة البحار من اللفظة رأسا .
(3) الزنفليجة : شبه الكنف وهو وعاء ادوات الراعى ، فارسى معرب .
(4) النخيلة ـ تصغير نخلة : موضع قرب الكوفة على سمت الشام وهو الموضع الذى خرج اليه على عليه السلام لما بلغه ما فعل بالانبار من قبل عامله عليها وخطب خطبة مشهورة ذم فيها اهل الكوفة وقال : اللهم انى لقد مللتهم وملونى فارحنى منهم ، فقتل بعد ذلك بايام
(5) جند مجند اى مجموع ، وقد اختلفت النسخ هيهنا ففى نسخة ( خندق مخندق ) وفى اخرى ( جند مجندخ ) وفى ثالثة ( جنة مجنة ) ولعل الظاهر ما اخترناه ثم الثانى .

تفسير العياشي (الجزء الثاني) _ 60 _
  مؤمن الا كان فيها أو حن اليها (1) وهو قول أمير المؤمنين على عليه السلام ثم يقول لاصحابه سيروا إلى هذه الطاغية ، فيدعوه إلى كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وآله ، فيعطيه السفيانى من البيعة سلما فيقول له كلب : وهم اخواله ـ ما ـ هذا ما صنعت ؟ والله ما نبايعك على هذا أبدا ، فيقول : ما أصنع ؟ فيقولون : استقبله فيستقبله ، ثم يقول له القائم صلى الله عليه واله : خذ حذرك (2) فاننى اديت اليك وأنا مقاتلك ، فيصبح فيقاتلهم فيمنحه الله اكتافهم ، و يأخذ السفيانى أسيرا ، فينطلق به ويذبحه بيده ، ثم يرسل جريدة خيل (3) إلى الروم فيستحضرون بقية بنى امية ، فاذا انتهوا إلى الروم قالوا : اخرجوا الينا أهل ملتنا عندكم ، فيأبون ويقولون والله لا نفعل ، فيقول الجريدة : والله لو أمرنا لقاتلناكم ، ثم ينطلقون إلى صاحبهم فيعرضون ذلك عليه ، فيقول : انطلقوا فاخرجوا اليهم أصحابهم ، فان هؤلاء قد أتوا بسلطان ـ عظيم ـ وهو قول الله : ( فَلَمَّا أَحَسُّوا بَأْسَنَا إِذَا هُمْ مِنْهَا يَرْكُضُونَ * لا تَرْكُضُوا وَارْجِعُوا إِلَى مَا أُتْرِفْتُمْ فِيهِ وَمَسَاكِنِكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْأَلُونَ ) قال : يعنى الكنوز التى كنتم تكنزون ، ( قَالُوا يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ * فَمَا زَالَتْ تِلْكَ دَعْوَاهُمْ حَتَّى جَعَلْنَاهُمْ حَصِيداً خَامِدِينَ ) لا يبقي منهم مخير ثم يرجع إلى الكوفة فيبعث الثلثمائة والبضعة عشر رجلا إلى الآفاق كلها ، فيمسح بين اكتافهم وعلى صدورهم ، فلا يتعايون (4) في فضاء ولا تبقى ارض الا نودى فيها شهادة ان لا اله الا الله وحده لا شريك له وان محمدا رسول الله ، و هو قوله : ( وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ ) ولا يقبل صاحب هذا الامر الجزية كما قبلها رسول الله صلى الله عليه وآله وهو قول الله : ( وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ ) .

--------------------
(1) حن اليه : اشتاق اليه .
(2) الحذر : التحرز ومجانبة الشئ خوفا منه وقالوا في تفسير قوله تعالى ( خذوا حذركم ) اى خذوا طريق الاحتياط واسلكوه واجعلوا الحذر ملكة في دفع ضرر الاعداء عنكم والحذر والحذر بمعنى واحد كالاثر والاثر .
(3) الجريدة : خيل لا رجالة فيها .
(4) تعاياه الامر : أعجزه .

تفسير العياشي (الجزء الثاني) _ 61 _
  ـ تفسير العياشى مجلد : 2 من ص 61 سطر 1 الى ص 70 سطر 25
  قال أبوجعفر عليه السلام : يقاتلون والله حتى يوحد الله ولا يشرك به شيئا ، وحتى تخرج العجوز الضعيفة من المشرق تريد المغرب ولا ينهاها احد ، ويخرج الله من الارض بذرها ، وينزل من السماء قطرها ، ويخرج الناس خراجهم على رقابهم إلى المهدى عليه السلام ، ويوسع الله على شيعتنا ولولاه ما يدركهم ( ينجز لهم خ ل ) ، من السعادة لبغوا ، فبينا صاحب هذا الامر قد حكم ببعض الاحكام وتكلم ببعض السنن ، اذ خرجت خارجة من المسجد يريدون الخروج عليه ، فيقول لاصحابه : انطلقوا فتلحقوا بهم في التمارين فيأتونه بهم اسرى ليأمر بهم فيذبحون وهى آخر خارجة تخرج على قائم آل محمد صلى الله عليه وآله (1) .
  50 ـ عن محمد بن مسلم عن احدهما قال : سألته عن قول الله : ( وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى ) قال : هم اهل قرابة رسول الله عليه وآله السلام ، فسألته : منهم اليتامى والمساكين وابن السبيل ؟ قال : نعم (2)
  51 ـ عن ابن سنان عن أبى عبدالله عليه السلام قال : سمعته يقول : في الغنيمة يخرج منها الخمس ، ويقسم ما بقى فيمن قاتل عليه وولى ذلك ، فاما الفئ والانفال فهو خالص لرسول الله صلى الله عليه وآله (3) .
  52 ـ عن عبدالله بن سنان عن أبى عبدالله عليه السلام قال : سمعته ان نجدة الحرورى كتب إلى ابن عباس يسئله عن موضع الخمس لمن هو ؟ فكتب اليه : اما الخمس فانا نزعم انه لنا ، ويزعم قومنا انه ليس لنا فصبرنا (4) .
  53 ـ عن زرارة ومحمد بن مسلم وأبى بصير انهم قالوا له : ما حق الامام في أموال الناس ؟ قال : الفئ والانفال والخمس ، وكل ما دخل منه فئ أو أنفال أو خمس

--------------------
(1) البحار ج 13 : 188 ـ 189 ، البرهان ج 2 : 81 ـ 83 ، ونقله المحدث الحر العاملى رحمه الله في كتاب اثبات الهداة ج 7 : 99 مختصرا عن هذا الكتاب .
(2 ـ 3) البحار ج 20 : 50 ـ 52 ، البرهان ج 2 : 87 ، الوسائل ج 2 ابواب قسمة الخمس باب 1 : الصافى ج 1 ، 668 .
(4) البرهان ج 2 : 87 ، البحار ج 20 : 52 ، مجمع البيان ج 3 : 545 .

تفسير العياشي (الجزء الثاني) _ 62 _
  أو غنيمة فان لهم خمسة ، فان الله يقول : ( وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ ) وكل شئ في الدنيا فان لهم فيه نصيبا فمن وصلهم بشئ مما يدعون له أكثر مما يأخذون منه (1) .
  54 ـ عن سماعة عن أبى عبدالله وأبى الحسن عليه السلام قال : سألت أحدهما عن الخمس ؟ فقال : ليس الخمس الا في الغنائم (2) .
  55 ـ عن محمد بن مسلم عن أبى جعفر عليه السلام في قول الله : ( وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى ) قال : هم اهل قرابة نبى الله صلى الله عليه وآله (3) .
  56 ـ عن محمد بن الفضيل عن أبى الحسن الرضا عليه السلام قال : سألته عن قول الله : ( وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى ) قال : الخمس لله و للرسول وهو لنا (4) .
  57 ـ عن سدير عن أبى جعفر عليه السلام قال : قال : يا ابا الفضل لنا حق في كتاب الله في الخمس ، فلو محوه فقالوا : ليس من الله أو لم يعلموا به لكان سواء (5) .
  58 ـ عن ابن الطيار (6) عن أبى عبدالله عليه السلام قال : يخرج خمس الغنيمة ثم يقسم أربعة أخماس على من قاتل على ذلك أو وليه (7) .
  59 ـ عن فيض بن أبى شيبة عن رجل عن أبى عبدالله عليه السلام قال : ان اشد ما يكون الناس حالا يوم القيمة اذا قام صاحب الخمس ، فقال : يا رب خمسى وان

--------------------
(1) الوسائل ج 2 ابواب الانفال باب 1 ، البحار ج 20 : 52 ، البرهان ج 2 : 88 (2 ـ 4) الوسائل ج 2 ابواب قسمة الخمس باب 1 ، البحار ج 20 : 52 ، البرهان ج 2 : 88 .
(5) البحار ج 20 : 48 ، البرهان ج 2 : 88 .
(6) هو حمزة بن محمد الطيار وفى نسخة البحار ( عن الطيار ) يحذف ابن وهو ايضا يطلق عليه وعلى أبيه محمد بن عبدالله
(7) البحار ج 20 : 50 ، البرهان ج 2 : 88 .

تفسير العياشي (الجزء الثاني) _ 63 _
  شيعتنا من ذلك لفى حل (1)
  60 ـ عن اسحق بن عمار قال : سمعته يقول : لا يعذر عبد اشترى من الخمس شيئا أن يقول : يا رب اشتريته بمالى ، حتى يأذن له أهل الخمس (2)
  61 ـ عن ابراهيم بن محمد قال : كتبت إلى أبى الحسن الثالث عليه السلام اسئله عما يجب في الضياغ ، فكتب : الخمس بعد المؤنة ، قال : فناظرت أصحابنا فقالوا : المؤنة بعد ما يأخذ السلطان ، وبعد مؤنة الرجل ، فكتبت اليه انك قلت : الخمس بعد المؤنة وان أصحابنا اختلفوا في المؤنة ؟ فكتب : الخمس بعدما يأخذ السلطان وبعد مؤنة الرجل وعياله (3) .
  62 ـ عن اسحق (4) عن رجل عن أبى عبدالله عليه السلام قال : سألته عن سهم الصفوة ؟ فقال : كان لرسول الله صلى الله عليه وآله وأربعة أخماس للمجاهدين والقوام ، وخمس يقسم بين مقسم رسول الله صلى الله عليه وآله ، ونحن نقول هو لنا والناس يقولون : ليس لكم ، وسهم لذى القربى وهو لنا ، وثلثة أسهام لليتامى والمساكين وابناء السبيل ، يقسمه الامام بينهم ، فان أصابهم درهم درهم لكل فرقة منهم نظر الامام بعد ، فجعلها في ذى القربي ، قال : يردوها الينا (5) .
  63 ـ عن المنهال بن عمرو عن على بن الحسين عليه السلام قال : قال : ليتامانا .
  ومساكيننا وابناء سبيلنا (6) .
  64 ـ عن زكريا بن مالك الجعفى (7) عن أبى عبدالله عليه السلام سألته عن قول

--------------------
(1) البحار ج 20 : 50 ، البرهان ج 2 : 88 ، الوسائل ج 2 ابواب الانفال باب 4
(2 ـ 3) البحار ج 20 : 48 و 50 ، البرهان ج 2 : 88 .
(4) وفى نسخة البرهان ( عن عمار ) بدل ( اسحق ) .
(5 ـ 6) البحار ج 20 : 52 البرهان ج 2 : 88 ، الوسائل ابواب قسمة الخمس باب 1
(7) وفى نسخة البرهان ( زكريا بن عبدالله ) ولكن الظاهر وهو المختار .

تفسير العياشي (الجزء الثاني) _ 64 _
  الله : ( وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ ) قال : اما خمس الله فلرسوله يضعه في سبيل الله ولنا خمس الرسول ولاقاربه وخمس ذوى القربى فهم اقرباءه ، واليتامى يتامى أهل بيته ، فجعل هذه الاربعة الاسهم فيهم ، واما المساكين وابناء السبيل فقد علمت أن لا تأكل الصدقة ولا تحل لنا فهو للمساكين وابناء السبيل (1) .
  65 - عن عيسى بن عبدالله العلوى عن أبيه عن جعفر بن محمد عيه السلام قال : قال : ان الله لا اله الا هو لما حرم علينا الصدقة أنزل لنا الخمس ، والصدقة علينا حرام ، والخمس لنا فريضة ، والكرامة أمر لنا حلال (2) .
  66 ـ عن الحلبى عن أبى عبدالله عليه السلام في الرجل من أصحابنا في لوائهم فيكون معهم فيصيب غنيمة ؟ قال : يؤدى خمسنا ويطيب له (3) .
  67 ـ عن اسحق بن عمار عن أبى عبدالله عليه السلام قال : في تسعة عشر من شهر رمضان يلتقى الجمعان ، قلت : ما معنى قوله : ( يلتقى الجمعان ) ؟ قال : يجتمع فيها مايريد من تقديمه وتأخيره وارادته وقضائه (4) .
  68 ـ عن عمرو بن سعيد قال : جاء رجل من اهل المدينة في ليلة الفرقان حين التقى الجمعان ، فقال المدنى : هى ليلة سبع عشرة من رمضان ، قال : فدخلت على أبى عبدالله عليه السلام : فقلت له وأخبرته ، فقال لى : جحد المدنى أنت تريد مصاب أمير المؤمنين انه اصيب ليلة تسعة عشر من رمضان وهى الليلة التى رفع فيها عيسى بن مريم عليه السلام (5) .

--------------------
(1) البحار ج 20 : 52 ، البرهان ج 2 : 88 الصافى ج 1 : 668 .
(2) البحار ج 20 : 52 ، البرهان ج 2 : 88 ، مجمع البيان ج 3 : 545 .
(3) البرهان ج 2 : 88 ، البحار ج 20 : 50 .
(4) البحار ج 20 : 100 ، البرهان ج 2 : 89 ، ونقله الفيض رحمه الله في حاشية الصافى ج 1 : 669 عن هذا الكتاب ايضا .
(5) البحار ج 20 ، 100 ، البرهان ج 2 : 89 .

تفسير العياشي (الجزء الثاني) _ 65 _
  69 ـ عن محمد بن يحيى عن أبى عبدا لله عليه السلام في قوله : ( وَالرَّكْبُ أَسْفَلَ مِنْكُمْ ) قال : أبوسفيان وأصحابه (1) .
  70 ـ عن عمرو بن أبى مقدام عن أبيه عن على بن الحسين عليه السلام قال : لما عطش القوم يوم بدرانطلق على بالقربة يستقى وهو على القليب (2) اذ جاءت ريح شديدة ثم مضت فلبث ما بدا له ، ثم جاءت ريح اخرى ثم مضت ثم جاءته اخرى كاد أن تشغله وهو على القليب ثم جلس حتى مضى ، فلما رجع إلى رسول الله صلى الله عليه وآله أخبره بذلك ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : اما الريح الاولى ـ فيها ـ جبرئيل مع ألف من الملئكة ، والثانية فيها ميكائيل مع ألف من الملئكة ، والثالثة فيها اسرافيل مع ألف من الملئكة ، وقد سلموا عليك وهم مدد لنا ، وهم الذين رآهم ابليس فنكص على عقبيه يمشى القهقرى حتى يقول : ( إِنِّي أَرَى مَا لا تَرَوْنَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ وَاللَّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ ) (3) .
  71 ـ ابوعلى المحمودى عن أبيه رفعه في قول الله : ( يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَ ) قال : انما اراد وأستاههم (4) ان الله كريم يكن (5) .
  72 ـ عن جابر عن أبى جعفر عليه السلام قال : سألته عن هذه الآية ( إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الَّذِينَ كَفَرُوا فَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ ) قال : نزلت في بني امية ، هم شر خلق الله ، هم الذين كفروا في بطن القرآن وهم الذين لا يؤمنون (6) .

--------------------
(1) البحار ج 6 : 473 ، البرهان ج 2 : 89 ، الصافى ج 1 : 669 .
(2) القليب : البئر قبل ان تطوى .
(3) البحار ج 6 : 471 ، البرهان ج 2 : 90 ، الصافى ج 1 : 672 .
(4) الاست : العجز واصلها سته على فعل بالتحريك يدل على ذلك ان جمعه استاه مثل جمل واجمال ، ولا يجوز ان يكون مثل جذع وقفل اللذين يجمعان ايضا على افعال لانك اذا اردت الهاء التى هى لام الفعل وحذفت العين قلت سه بالفتح صلى الله عليه وآله .
(5) البرهان ج 2 : 90 ، البحار ج 6 : 467 .
(6) البرهان ج 2 : 90 ، الصافى ج 1 : 674 .

تفسير العياشي (الجزء الثاني) _ 66 _
  73 ـ عن محمد بن عيسى عمن ذكره عن أبى عبدالله عليه السلام في قول الله : ( وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ ) قال : سيف وترس (1) .
  74 ـ عبدالله بن المغيرة (2) رفعه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله ( وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ ) قال الرمى (3) .
  75 ـ عن محمد الحلبى عن أبى عبدالله عليه السلام في قول الله : ( وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا ) فسئل ما السلم ؟ قال ، الدخول في أمرك (4) .
  76 ـ عن عمرو بن أبى المقدام عن أبيه عن جده ما أتى على يوم قط اعظم من يومين أتيا على ، فاما اليوم الاول فيوم قبض رسول الله صلى الله عليه وآله ، واما اليوم الثاني فوالله انى لجالس في سقيفة بنى ساعدة عن يمين أبى بكر والناس يبايعونه ، اذ قال له عمر : يا هذا ليس في يديك شئ مهما لم يبايعك على ، فابعث اليه حتى يأتيك يبايعك ، فانما هؤلاء رعاع (5) فبعث اليه قنفذ فقال له : اذهب فقل لعلى : أجب خليفة رسول الله صلى الله عليه وآله ، فذهب قنفذ فما لبث أن رجع فقال لابى بكر : قال لك : ما خلف رسول الله أحدا غيرى ، قال : ارجع اليه فقل : اجب فان الناس قد أجمعوا على بيعتهم اياه ، وهؤلاء الماجرين والانصار يبايعونه وقريش ، وانما أنت رجل من المسلمين لك ما لهم وعليك ما عليهم ، فذهب اليه قنفذ فما لبث أن رجع فقال : قال لك : ان رسول الله صلى الله عليه وآله قال لى وأوصانى ان اذا واريته في حفرته لا أخرج من بيتى حتى أؤلف كتاب الله ، فانه في جرايد النخل وفى اكتاف الابل ، قال عمر : قوموا بنا اليه ، فقام أبوبكر ، وعمر ، وعثمان وخالد بن الوليد والمغيرة بن شعبة ، وأبوعبيدة بن الجراح ، و

--------------------
(1) البحار ج 23 : 45 ، البرهان ج 2 : 90 الصافى ج 1 : 674 .
(2) وفى نسخة البرهان ( عن جابر بن عبدالله الانصارى قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله اه )
(3) البحار ج 23 : 45 ، البرهان ج 2 : 91 ، الصافى ج 1 : 674 .
(4) البحار ج 7 : 124 ، البرهان ج 2 : 91 ، الصافى ج 1 : 675 وفيه كرواية الكلينى ( امرنا ) بدل ( امرك ) ولعله من باب النقل بالمعنى .
(5) الرعاع ـ بالفتح ـ : سقاط الناس وسفلتهم وغواؤهم .

تفسير العياشي (الجزء الثاني) _ 67 _
  سالم مولى أبى حذيفة ، وقنفذ ، وقمت معهم ، فلما انتهينا إلى الباب فرأتهم فاطمة صلوات الله عليها أغلقت الباب في وجوههم ، وهى لا تشك أن لا يدخل عليها الا باذنها ، فضرب عمر الباب برجله فكسره وكان من سعف (1) ثم دخلوا فاخرجوا عليا عليه السلام ملببا (2) فخرجت فاطمة عليها السلام فقالت : يا بابكر أتريد أن ترملنى من زوجى (3) والله لئن لم تكف عنه لانشرن شعرى ولاشقن جيبي ولاتين قبر أبى ولاصيحن (4) إلى ربى ، فأخذت بيد الحسن والحسين عليهم السلام ، وخرجت تريد قبر النبى صلى الله عليه وآله فقال على عليه السلام لسلمان : أدرك ابنة محمد فانى أرى جنبتى المدينة تكفيان ، والله ان نشرت شعرها وشقت جيبها وأتت قبر أبيها وصاحت إلى ربها لا يناظر بالمدينة أن يخسف بها ـ وبمن فيها ـ فادركها سلمان رضى الله عنه .
  فقال : يا بنت محمد ان الله انما بعث أباك رحمة فارجعى ، فقالت : يا سلمان يريدون قتل على ما على على صبر فدعنى حتى آتى قبر أبى فانشر شعرى واشق جيبى وأصيح إلى ربى ، فقال سلمان : انى أخاف أن تسخف بالمدينة ، وعلى بعثنى اليك ويأمرك أن ترجعى إلى بيتك وتنصرفى ، فقالت : اذا أرجع واصبر وأسمع له واطيع ، قال : فأخرجوه من منزله ملببا ومروا به على قبر النبى عليه وآله السلام قال : فسمعته يقول : ( ابْنَ أُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي ) إلى آخر الآية وجلس أبوبكر في سقيفة بنى ساعدة وقدم على فقال له عمر : بايع ، فقال له على : فان أنا لم افعل فمه ؟ فقال له عمر : اذا أضرب والله عنقك ، فقال له على اذا والله أكون عبدا لله المقتول ، وأخا رسول الله ، فقال عمر اما عبدا لله المقتول فنعم ، واما أخو رسول الله فلا ـ حتى قالها ثلثا ـ

--------------------
(1) السعف : جريد النخل .
(2) اى وقد اخذ بتلبيبه وهو ما في المنحر وموضع القلادة من الثياب .
(3) رملت الزوجة من زوجها : صارت ارملة وهى المرأة التى مات زوجها و هى فقيرة .
(4) وفى نسخة البرهان ( لاضجن ) بدل ( لاصيحن ) والظاهر وهو المختار في المتن لما يأتى في قول على عليه السلام ( وصاحت إلى ربها ا ه ) .

تفسير العياشي (الجزء الثاني) _ 68 _
  فبلغ ذلك العباس بن عبدالمطلب فأقبل مسرعا يهرول (1) فسمعته يقول : ارفقوا بابن اخى ولكم على ان يبايعكم ، فأقبل العباس واخذ بيد على فمسحها على يد أبى بكر ، ثم خلوه مغضبا فسمعته يقول : ورفع رأسه إلى السماء اللهم انك تعلم ان النبى صلى الله عليه وآله قد قال لى : ان تموا عشرين فجاهدهم ، وهو قولك في كتابك ( إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ ) قال : وسمعته يقول : اللهم وانهم لم يتموا عشرين ، حتى قالها ثلاثا ثم انصرف (2) .
  77 ـ عن فرات بن أحنف عن بعض أصحابه عن على عليه انه قال : ما نزل بالناس أزمة (3) قط الا كان شيعتى فيها أحسن حالا ، وهو قول الله : ( الآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفاً ) (4) .
  78 ـ عن حسين بن صالح قال : سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول : كان على صلوات الله عليه يقول : من فر من رجلين في القتال ـ من الزحف فقد ـ فر من الزحف (5) ومن فر من ثلثة رجل في القتال فلم يفر من الزحف (6) .
  79 ـ عن معاوية بن عما عن أبى عبدالله عليه السلام قال : سمعته يقول في هذه الآية ( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِمَنْ فِي أَيْدِيكُمْ مِنْ الأَسْرَى إِنْ يَعْلَمْ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْراً ) قال : نزلت في العباس وعقيل ونوفل (7) وقال : ان رسول الله صلى الله عليه وآله نهى يوم بدر أن يقتل احد من بنى هاشم او أبو البخترى

--------------------
(1) الهرولة : ضرب من العدو ، قال الجوهرى : وهو بين المشى والعدو .
(2) البحار ج 8 : 44 ، البرهان ج 2 : 93 .
(3) الازمة والآزمة : الشدة والقحط والسنة الشديدة .
(4) البرهان ج 2 : 93 .
(5) في الحديث انهاكم عن الفرار من الزحف اى من الجهاد ولقاء العدو في الحرب والزحف : الجيش يزحفون إلى العدو اى يمشون ( م ) .
(6) الصافى ج 1 : 676 ، البرهان ج 2 : 93 .
(7) وهو نوفل بن الحارث بن عبدالمطلب من اسارى بدر .

تفسير العياشي (الجزء الثاني) _ 69 _
  فاسروا فارسل عليا فقال : انظر من ههنا من بنى هاشم ، قال : فمر على على عقيل بن أبى طالب فجاز عنه قال : فقال له : يابن ام على اما والله لقد رأيت مكانى ، قال : فرجع إلى رسول الله عليه وآله السلام فقال له : هذا ابوالفضل في يد فلان ، وهذا عقيل في يد فلان ، وهذا نوفل في يد فلان ، يعنى نوفل بن الحارث فقام رسول الله عليه وآله السلام حتى انتهى إلى عقيل ، فقال له : يا با يزيد قتل أبوجهل (1) فقال : اذا لا تنازعوا في تهامة (2) قال : ان كنتم أثخنتم القوم والا فاركبوا أكتافهم ، قال : فجئ بالعباس فقيل له : أفد نفسك وأفد ابنى اخيك ، فقال : يا محمد تركتنى اسئل قريشا في كفى ؟ قال : اعط مما خلفت عند ام الفضل وقلت لها : ان أصابنى شئ في وجهى فانفقيه على ولدك ونفسك ، قال : يا ابن اخى من أخبرك بهذا ؟ قال : أتانى به جبرئيل من عند الله فقال : ومحلوفه (3) ما علم بهذا أحد الا أنا وهى ، واشهد انك رسول الله ، قال : فرجع الاسارى كلهم مشركين الا العباس وعقيل ونوفل بن الحارث وفيهم نزلت هذه الآية ( قُلْ لِمَنْ فِي أَيْدِيكُمْ مِنْ الأَسْرَى ) (4) إلى آخرها (5) .
  80 ـ عن على بن اسباط سمع أبا الحسن الرضا عليه السلام يقول قال أبوعبد الله عليه السلام : أتى النبى عليه وآله السلام بمال فقال للعباس : ابسط رداءك فخذ من هذا المال طرفا (6) قال : فبسط ردائه فأخذ طرفا من ذلك المال ، قال ثم قال رسول الله صلى الله عليه وآله : هذا مما قال الله : ( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِمَنْ فِي أَيْدِيكُمْ مِنْ الأَسْرَى إِنْ يَعْلَمْ

--------------------
(1) هذا هو الظاهر الموافق لنسخة البرهان والصافى ورواية الكلينى رحمه الله في الكافى لكن في ساير النسخ هكذا ( فقال له : انا نريد قتل أبى جهل ) .
(2) من اسماء مكة المعظمة .
(3) ومحلوفة اى اقسم بالذى يقسم به في شرع محمد صلى الله عليه وآله وحاصله والله .
(4) وهذا احدى القراءات في الابة .
(5) الصافى ج 1 : 677 ، البحار ج : 470
(6) الطرف ـ محركة ـ : طائفة من الشئ .

تفسير العياشي (الجزء الثاني) _ 70 _
  اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْراً يُؤْتِكُمْ خَيْراً مِمَّا أُخِذَ مِنْكُمْ ) (1)
  81 ـ عن زرارة وحمران ومحمد بن مسلم عن أبى جعفر وأبى عبدالله عليه السلام قالوا : سألناهما عن قوله : ( وَالَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يُهَاجَرُوا مَا لَكُمْ مِنْ وَلايَتِهِمْ مِنْ شَيْءٍ حَتَّى يُهَاجِرُوا ) قالا بان أهل مكة لا يرثون (2) أهل المدينة (3)
  82 ـ عن عبدالله بن سنان عن ابى عبدالله عليه السلام عن أبيه عن آبائه قال : دخل على عليه السلام على رسول الله صلى الله عليه وآله في مرضه وقد اغمى عليه ورأسه في حجر جبرئيل وجبرئيل في صورة دحية الكلبى ، فلما دخل على عليه السلام قال له جبرئيل : دونك رأس ابن عمك فأنت أحق به منى ، لان الله يقول في كتابه : ( وَأُوْلُوا الأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ ) فجلس على عليه السلام وأخذ رأس رسول الله صلى الله عليه وآله فوضعه في حجره ، فلم يزل رأس رسول الله في حجره حتى غابت الشمس ، وان رسول الله أفاق فرفع رأسه فنظر إلى على فقال : يا على اين جبرئيل ؟ فقال : يا رسول الله ما رأيت الا دحية الكلبى دفع إلى رأسك قال : يا على دونك رأس ابن عمك فانت أحق به منى ، لان الله يقول في كتابه : ( وَأُوْلُوا الأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ ) فجلست وأخذت رأسك فلم تزل في حجرى حتى غابت الشمس ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله : أفصليت العصر ؟ فقال لا قال : فما منعك أن تصلى ؟

--------------------
(1) البحار ج 6 : 467 ، الصافى ج 1 : 678 .
(2) وفى نسخة الصافى ( لا يولون ) بدل ( لا برثون ) والمعنى واحد كما لا يخفى .
(3) البحار ج 6 : 423 ، البرهان ج 2 : 98 ، الصافى ج 1 : 678 ثم ان الاية على ما ذكره المفسرون نزلت في الميراث وقوله تعالى ( اولئك بعضهم اولياء بعض ) اى يتولى بعضهم بعضا في الميراث ، وكانوا يتوارثون بالهجرة فجعل الله الميراث للمهاجرين والانصار دون ذوى الارحام وكان الذى آمن ولم يهاجر لم يرث من اجل انه لم يهاجر ولم ينصرو كانوا يعملون بذلك حتى وقعت غزوة بدر فانزل الله ( النبى اولى بالمؤمنين من انفسهم وازواجه أمهاتهم واولوا الارحام بعضهم اولى ببعض في كتاب الله ) فنسخت هذه الاية .

تفسير العياشي (الجزء الثاني) _ 71 _
  ـ تفسير العياشى مجلد : 2 من ص 71 سطر 1 الى ص 80 سطر 25
  فقال : قد أغمى عليك وكان رأسك في حجرى ، فكرهت ان أشق عليك يا رسول الله ، وكرهت ان أقوم واصلى أوضع رأسك ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : اللهم ان كان في طاعتك وطاعة رسولك حتى فاتته صلوة العصر ، اللهم فرد عليه الشمس حتى يصلى العصر في وقتها ، قال : فطلعت الشمس فصارت في وقت العصر بيضاء نقية ، ونظر اليها أهل المدينة وان عليا قام وصلى فلما انصرف غابت الشمس وصلوا المغرب (1) .
  83 ـ عن أبى بصير عن أبى جعفر الباقر عليه السلام قال : الخال والخالة يرثان اذا لم يكن معهم أحد غيرهم ان الله يقول : ( وَأُوْلُوا الأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ ) اذا التقيت القرابات فالسابق أحق بالميراث من قرابته (2) .
  84 ـ عن ابن سنان عن ابى عبدالله عليه السلام قال : لما اختلف على بن أبى طالب عليه السلام وعثمان بن عفان في الرجل يموت وليس له عصبة يرثونه ، وله ذو قرابة لا يرثونه ليس له بينهم مفروض ، فقال على : ميراثه لذوى قرابته ، لان الله تعالى يقول : ( وَأُوْلُوا الأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ ) وقال عثمان : اجعل ميراثه في بيت مال المسلمين ولا يرثه أحد من قرابته (3)
  85 ـ عن سليمان بن خالد عن أبى عبدالله عليه السلام قال : كان على عليه السلام لا يعطى موالى شيئا مع ذى رحم سميت له فريضة ام لم تسم له فريضة ، وكان يقول : ( وَأُوْلُوا الأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ) قد علم مكانهم فلم يجعل لهم مع أولى الارحام حيث قال : ( وَأُوْلُوا الأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ ) (4)

--------------------
(1) البحار ج 9 : 549 ، البرهان ج 2 : 98 ، ونقله المحدث الحر العاملى في كتاب اثبات الهداة ج 2 : 137 عن هذا الكتاب مختصرا .
(2) البحار ج 24 : 26 ، البرهان ج 2 : 98 ، الوسائل ج 3 ابواب ميراث الاعمام والاخوال باب 5 .
(3 ـ 4) البحار ج 24 : 26 البرهان ج 2 : 98 ـ 99 ، الوسائل ج 3 ابواب موجبات الارث باب 7 .

تفسير العياشي (الجزء الثاني) _ 72 _
  86 ـ عن زرارة عن أبى جعفر عليه السلام في وقول الله : ( وَأُوْلُوا الأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ ) ان بعضهم أولى بالميراث من بعض ، لان أقربهم اليه ـ رحما ـ أولى به ثم قال أبوجعفر : انهم أولى بالميت ، وأقربهم اليهم امه وأخوه واخته لامه وابيه ، اليس الام أقرب إلى الميت من اخوته وأخواته (1) .
  87 ـ عن أبى عمرو الزبيرى عن أبي عبدالله عليه السلام قال : قلت له أخبرنى عن خروج الامامة من ولد الحسن إلى ولد الحسين كيف ذلك وما الحجة فيه ؟ قال : لما حضر الحسين ما حضره من أمر الله لم يجز ان يردها إلى ولد أخيه ولا يوصى بها فيهم ، يقول الله : ( وَأُوْلُوا الأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ ) فكان ولده أقرب رحما اليه من ولد أخيه ، وكانوا أولى بالامامة وأخرجت هذه الاية ولد الحسن منها ، فصارت الامامة إلى الحسين ، وحكمت بها الآية لهم فهى فيهم إلى يوم القيمة (2)

--------------------
(1) البرهان ج 2 : 99 ، البحار ج 24 : 26 .
(2) البرهان ج 2 : 99 ، البحار ج 7 : 242 .

تفسير العياشي (الجزء الثاني) _ 73 _
بسم الله الرحمن الرحيم

من سورة البرائة
  1 ـ عن أبى بصير عن أبى عبدالله عليه السلام قال : سمعته يقول : من قرأ سورة برائة و الانفال في كل شهر لم يدخله نفاق أبدا . وكان من شيعة أمير المؤمنين عليه السلام حقا ، واكل يوم القيمة من موائد الجنة مع شيعة على عليه السلام حتى يفرغ الناس من الحساب (1) .
  2 ـ عن داود بن سرحان عن أبى عبدالله عليه السلام قال : كان الفتح في سنة ثمان ، و براءة في سنة تسع ، وحجة الوداع في سنة عشر (2) .
  3 ـ عن أبى العباس عن أحدهما قال : الانفال وسورة براءة واحدة (3) .
  4 ـ عن حريز عن أبى عبدالله عليه السلام قال : ان رسول الله صلى الله عليه وآله بعث أبا بكر مع براءة إلى الموسم ليقرأها على الناس ، فنزل جبرئيل فقال : لا يبلغ عنك الا على ، فدعا رسول الله صلى الله عليه وآله عليا فامره أن يركب ناقة العضباء (4) وأمره أن يلحق أبا بكر

--------------------
(1) البحار ج 19 : 69 ، البرهان ج 2 : 58 .
(2) البرهان ج 2 : 100 ، البحار ج 6 : 602 و 9 : 56 ، الصافى ج 1 : 681 .
(3) البرهان ج 2 : 100 ، البحار ج 19 : 69 ، الصافى ج 1 : 680 .
(4) العضباء : اسم ناقة رسول الله صلى الله عليه وآله قيل هو علم لها وقيل كانت مشقوقة الاذن وفى كلام الزمخشرى وهو منقول من قولهم ناقة عضباء وهى القصيرة اليد .

تفسير العياشي (الجزء الثاني) _ 74 _
  فيأخذ منه براءة ويقرأه على الناس بمكة ، فقال أبوبكر : أسخطة ؟ فقال : لا الا انه انزل عليه لا يبلغ الا رجل منك ، فلما قدم على مكة وكان يوم النحر بعد الظهر وهو يوم الحج الاكبر ، قام ثم قال : انى رسول رسول الله اليكم ، فقرأها عليهم : ( بَرَاءَةٌ مِنْ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عَاهَدتُّمْ مِنْ الْمُشْرِكِينَ * فَسِيحُوا فِي الأَرْضِ أَرْبَعَةَ ) عشرين من ذى الحجة ومحرم وصفر وشهر ربيع الاول ، وعشرا من شهر ربيع الآخر ، وقال : لا يطوف بالبيت عريان ولا عريانة ، ولا مشرك الا من كان له عهد عند رسول الله ، فمدته إلى هذه الاربعة الاشهر (1) .
  5 ـ وفى خبر محمد بن مسلم فقال : يا على هل نزل في شئ منذ فارقت رسول الله ؟ قال : لا ولكن أبى الله أن يبلغ عن محمد الا رجل منه ، فوافى الموسم فبلغ عن الله وعن رسوله بعرفة والمزدلفة ويوم النحر عند الجمار ، وفى أيام التشريق كلها ينادى : ( بَرَاءَةٌ مِنْ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عَاهَدتُّمْ مِنْ الْمُشْرِكِينَ (1) فَسِيحُوا فِي الأَرْضِ أَرْبَعَةَ ) ولا يطوفن بالبيت عريان (2) .
  6 ـ عن زرارة قال : سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول : لا والله ما بعث رسول الله صلى الله عليه وآله أبا بكر ببراءة أهو كان يبعث بها معه ثم يأخذها منه ؟ ! ولكنه استعمله على الموسم وبعث بها عليا بعدما فصل أبوبكر عن الموسم ، فقال لعلى : حين بعثه انه لا يؤدى عنى الا أنا وأنت (3) .
  7 ـ عن أبى بصير عن أبى جعفر عليه السلام قال : خطب على بالناس واخترط سيفه (4) وقال : لا يطوفن بالبيت عريان ، ولا يحجن بالبيت ـ مشرك ولا ـ مشركة ، ومن كانت له مدة فهو إلى مدته ، ومن لم يكن له مدة فمدته أربعة أشهر ، وكان خطب يوم النحر ،

--------------------
(1 ـ 2) البحار ج 9 : 56 ، البرهان ج 2 : 101 ، الصافى ج 1 : 681 ـ 682 ، الوسائل ج 2 ـ ابواب الطواف باب 53 .
(3) البحار ج 9 : 56 ، البرهان ج 2 : 101 ، ونقله الفيض في حاشية الصافى ج 1 682 عن الكتاب .
(4) اخترط السيف : استله اخرجه من غمده .

تفسير العياشي (الجزء الثاني) _ 75 _
  وكان عشرون من ذى الحجة والمحرم وصفر وشهر ربيع الاول وعشر من شهر ربيع الآخر ، وقال : يوم النحر يوم الحج الاكبر (1) .
  8 ـ وفى خبر أبى الصباح عنه فبلغ عن الله وعن رسوله بعرفة والمزدلفة وعند الجمار في ايام الموسم كلها ينادى ( بَرَاءَةٌ مِنْ اللَّهِ وَرَسُولِهِ ) ولا يطوفن عريان ، ولا يقربن المسجد الحرام بعد عامنا هذا مشرك (2) .
  9 ـ عن حبيش (3) عن على عليه السلام ان النبى عليه وآله السلام حين بعثه ببراءة وقال : يا نبى الله انى لست بلسن (4) ولا بخطيب قال ما بد ان أذهب بها أوتذهب بها انت ، قال : فان كان لابد فساذهب أنا قال : فانطلق فان الله يثبت لسانك ويهدى قلبك ، ثم وضع يده على فمه وقال : انطلق فاقرأها على الناس ، وقال : الناس سيتقاضون اليك ، فاذا أتتك الخصمان فلا تقضين لواحد حتى يسمع الآخر ، فانه أجدر أن تعلم الحق (5) .
  10 ـ عن زرارة وحمران ومحمد بن مسلم عن أبى جعفر وأبى عبدالله عليهما السلام عن قوله : ( فَسِيحُوا فِي الأَرْضِ أَرْبَعَةَ ) قال : عشرين من ذى الحجة ، والمحرم وصفر وشهر ربيع الاول وعشر من شهر ربيع الآخر (6) .
  11 ـ جعفر بن أحمد عن على بن محمد بن شجاع قال : روى أصحابنا قيل لابى عبدالله عليه السلام : لم صار الحاج لا يكتب عليه ذنب أربعة أشهر ؟ قال : ان الله جل ذكره أمر المشركين فقال : ( فَسِيحُوا فِي الأَرْضِ أَرْبَعَةَ ) ولم يكن يقصر بوفده ( برفده بوعده خ ) عن ذلك (7) .

--------------------
(1 ـ 2) البحار ج 9 : 56 ـ 57 ، البرهان ج 2 : 101 ، الصافى ج 1 : 682 الوسائل ج 2 ابواب الطواف باب 53 .
(3) وفى نسخ البحار والبرهان والوسائل ( الحسن ) بدل ( الحبيش ) .
(4) اللسن ككتف : الفصيح البليغ .
(5) البحار ج 9 : 57 ، البرهان ج 2 : 101 ، الوسائل ج 3 ابواب آداب القاضى باب 4 .
(6) البحار ج 21 : 106 ، البرهان ج 2 : 102 .
(7) البرهان ج 2 : 102

تفسير العياشي (الجزء الثاني) _ 76 _
  12 ـ عن حكيم بن الحسين عن على بن الحسين عليه السلام قال : والله ان لعلى لاسماء في القرآن ما يعرفه الناس ، قال : قلت : وأى شئ تقول جعلت فداك ؟ فقال لى ( وَأَذَانٌ مِنْ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الأَكْبَرِ ) قال : فبعث رسول الله صلى الله عليه وآله أمير المؤمنين وكان على هو والله المؤذن ، فاذن باذان الله ورسوله يوم الحج الاكبر من المواقف كلها ، فكان ما نادى به أن لا يطوف بعد هذا العام عريان ولا يقرب المسجد الحرام بعد هذا العام مشرك (1) .
  13 ـ عن حريز عن أبى عبدالله عليه السلام قال في الاذان : هو اسم في كتاب الله لا يعلم ذلك أحد غيرى (2)
  14 ـ عن حكيم بن جبير عن على بن الحسين عليه السلام في قول الله : ( وَأَذَانٌ مِنْ اللَّهِ وَرَسُولِهِ ) قال : الاذان أمير المؤمنين على عليه السلام (3)
  15 ـ عن جابر عن ـ جعفر بن محمد و ـ ابى جعفر عليه السلام في قول الله : ( وَأَذَانٌ مِنْ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الأَكْبَرِ ) قال : خروج القائم وأذان دعوته إلى نفسه (4) .
  16 ـ عن عبدالرحمن عن أبى عبدالله عليه السلام قال : يوم الحج الاكبر يوم النحر ، والحج الاصغر العمرة (5)
  17 ـ وفى رواية ابن سرحان عنه عليه السلام قال : الحج الاكبر يوم عرفة وجمع (6) ورمى الجمار والحج الاصغر العمرة (7)

--------------------
(1 ـ 2) البرهان ج 2 : 102 ، البحار ج 9 : 57 ، الوسائل ج 2 ابواب الطواف باب 53 .
(3) البرهان ج 2 : 102 ، البحار ج 9 : 57 ، الصافى ج 1 : 682 ـ 683
(4) البرهان ج 2 : 102 ، اثباب الهداة ج 7 : 99 .
(5) البرهان ج 2 : 102 ، الوسائل ج 2 ابواب العمرة باب 1
(6) وجمع بالفتح فالسكون : المشعر الحرام وهو اقرب الموقفين إلى مكة المشرفة ومنه حديث آدم عليه السلام ثم انتهى إلى جمع فجمع فيها بين المغرب والعشاء ، قيل سمى به لان الناس يجتمعون فيه ويزدلفون إلى الله تعالى اى يتقربون اليه بالعبادة والخير والطاعة ، و قيل لان آدم اجتمع فيها مع حواء فازدلف ودنا منها وقيل لانه يجمع فيه المغرب والعشاء ( م )
(7) البرهان ج 2 : 102 ، الصافى ج 1 : 683 ، الوسائل ج 2 ابواب العمرة باب 1