32 ـ عن محمد بن كليب الاسدى عن أبيه قال : سألت أبا عبدالله عليه السلام
عن قول الله :
( وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى ) قال : على ناول رسول الله صلى الله عليه وآله القبضة التى رمى بها
(1)
33 ـ وفى خبر آخر عنه ان عليا ناوله قبضة من تراب فرمى بها
(2)
34 ـ عن عمرو بن أبى المقدام عن على بن الحسين قال : ناول رسول الله
صلى الله عليه وآله على بن أبيطالب كرم الله وجهه قبضة من تراب التى رمى بها في وجوه
المشركين ، فقال الله :
( وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى ) (3)
35 ـ عن حمزة بن الطيار عن أبى عبدالله عليه السلام في قول الله :
( يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ ) قال : هو ان يشتهى الشئ بسمعه وببصره ولسانه ويده ، اما ان هو غشى شيئا مما يشتهى فانه لا يأتيه الا وقلبه منكر لا يقبل الذى يأتى ، يعرف ان الحق ليس فيه
(4) .
36 ـ وفى خبر هشام عنه قال : يحول بينه وبين أن يعلم ان الباطل حق
(5)
37 ـ عن حمزة بن الطيار عن أبى عبدالله عليه السلام ( واعلموا ان الله يحول بين المرء وقلبه ) قال : هو أن يشتهى الشئ بسمعه وبصره ولسانه ويده ، واما انه
لا يغشى شيئا منها وان كان يشتهيه فانه لا يأتيه الا وقلبه منكر ، لايقبل الذى يأتى
يعرف ان الحق ليس فيه
(6)
38 ـ عن جابر عن أبى جعفر عليه السلام قال : هذا الشئ يشتهيه الرجل بقلبه
وسمعه وبصره ، لا تتوق
(7) نفسه إلى غير ذلك ، فقد حيل بينه وبين قلبه إلى ذلك الشئ
(8) .
--------------------
(1 ـ 3) البرهان ج 2 : 70 ، الصافى ج 1 : 654 .
(4 ـ 6) البحار ج 15 ( ج 2 ) : 38 ـ 39 ، البرهان ج 2 : 71 ، الصافى ج 1 :
( 655 ـ 656 ) .
(7) تاق توقا اليه : اشتاق .
(8) البحار ج 15 ( 2 ) : 39 : البرهان ج 2 : 71 ، الصافى ج 1 : 656 .
تفسير العياشي (الجزء الثاني)_ 53 _
39 ـ وفى خبر يونس بن عمار عن أبى عبدالله قال : لا يستيقن القلب ان الحق
باطل أبدا ، ولا يستيقن ان الباطل حق أبدا
(1)
40 ـ عن عبدالرحمن بن سالم عنه في قوله :
( وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً ) قال : أصابت الناس فتنة بعد ما قبض الله نبيه حتى تركوا عليا وبايعوا غيره ، وهى الفتنة التى فتنوا بها ، وقد أمرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم باتباع على والاوصياء من آل محمد عليهم السلام
(2) .
41 ـ عن اسمعيل السرى عن البهى
(3) ( واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا 1 ـ منكم خاصة ) قال أخبرت انهم أصحاب الجمل
(4) .
42 ـ عن زراره وحمران ومحمد بن مسلم عن أحدهما ان قريشا اجتمعت فخرجت
من كل بطن اناس ، ثم انطلقوا إلى دار الندوة ليشا وروا فيما يصنعون برسول الله
عليه وآله السلام ، فاذا هم بشيخ قائم على الباب فاذا ذهبوا اليه ليدخلوا قال : ادخلونى معكم ، قالوا : ومن أنت يا شيخ ؟ قال : أنا شيخ من بنى مضر ، ولى رأى أشير به
عليكم فدخلوا وجلسوا وتشاوروا وهو جالس ، وأجمعوا أمرهم على ان يخرجوه فقال : ليس هذا لكم برأى ان أخرجتموه أجلب عليكم الناس
(5) فقاتلوكم قالوا : صدقت ما هذابرأى ، ثم تشاوروا فاجمعوا أمرهم على أن يوثقوه ، قال : هذا ليس بالرأى ان فعلتم هذا ومحمد رجل حلو اللسان أفسد عليكم أبناءكم و خدمكم وما ينفع أحدكم اذا فارقه أخوه وابنه او امرأته ، ثم تشاوروا فأجمعوا
--------------------
(1) البحار ج 15 ( ج 2 ) : 39 : البرهان ج 2 : 71 ، الصافى ج 1 : 656
(2) البرهان ج 2 : 72 ، الصافى ج 1 : 656 .
(3) كذا في النسخ لكن في نسخة البرهان هكذا ( عن الصيقل سئل أبوعبدالله عليه السلام
واتقوا فتنة اه ) ثم ذكر الرواية بعينها فيحتمل تعدد الروايتين ويحتمل وحدتهما ووقوع
التحريف وكيف كان فلا تخلوا النسخ من التحريف والتصحيف فلا تغفل .
(4) البرهان ج 2 : 72 .
(5) اى أجمعهم عليكم
تفسير العياشي (الجزء الثاني)_ 54 _
أمرهم على أن يقتلوه ويخرجون من كل بطن منهم بشاهر
(1) فيضربونه بأسيافهم جميعا عند الكعبة
(2) ثم قرأ الاية
( وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ ) إلى آخر الاية
(3) .
3 ـ عن زرارة وحمران عن أبى جعفر عليه السلام وأبى عبدالله عليه السلام قوله
( وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ ) قال : ان رسول الله صلى الله عليه وآله قد كان لقى من قومه بلاءا شديدا حتى أتوه ذات يوم وهو ساجد حتى طرحوا عليه رحم شاة ، فأتته ابنته وهو ساجد لم يرفع رأسه ، فرفعته عنه ومسحته ، ثم أراه الله بعد ذلك الذى يحب ، انه كان ببدر وليس معه غير فارس واحد ، ثم كان معه يوم الفتح اثنا عشر الفا حتى جعل أبوسفيان والمشركون ، يستغيثون ، ثم لقى أميرالمؤمنين عليه السلام من الشدة والبلاء والتظاهر عليه ولم يكن معه أحد من قومه بمنزلته ، اما حمزة فقتل يوم احد ، واما جعفر فقتل يوم موتة
(4)
44 ـ عن عبدالله بن محمد الجعفى قال : سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول : كان رسول الله صلى الله عليه وآله والاستغفار حصينين لكم من العذاب ، فمضى أكبر الحصنين وبقى الاستغفار ، فاكثروا منة فانه منجاة
(5) للذنوب ، وان شئتم فاقرأوا :
( وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ) (6)
45 ـ عن حنان عن أبيه عن ابى جعفر عليه السلام قال : قال رسول الله صلوات الله عليه و آله وهو في نفر من أصحابه : ان مقامى بين أظهركم خير لكم وان مفارقتى اياكم خير لكم ، فقام اليه جابر بن عبدالله الانصارى فقال : يارسول الله اما مقامك بين أظهرنا خير
--------------------
(1) وفى نسخة البرهان ( بشاب ) بدل ( بشاهر ) .
(2) وفى نسخة البحار ( الكتفين ) بدل ( الكعبة ) .
(3) البحار ج 6 : 415 ، البرهان ج 2 : 78 ، الصافى ج 1 : 658 .
(4) البحار ج 6 : 348 و 473 ، البرهان ج 2 : 79 .
(5) وفى نسخة الصافى ( ممحاة ) بدل ( منجاة ) والممحاة : خرقة يزال بها المنى
ونحوه كما قاله الجوهرى وغيره .
(6) البحار ج 19 ( ج 2 ) : 34 ، البرهان ج 2 : 79 ، الصافى ج 1 : 665 .
تفسير العياشي (الجزء الثاني)_ 55 _
لنا فقد عرفنا ، فكيف يكون مفارقتك ايانا خيرا لنا ؟ فقال : اما مقامى بين أظهركم فان الله يقول :
( وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ) فعذبهم بالسيف ، واما مفارقتى اياكم فهو خير لكم لان أعمالكم تعرض على كل اثنين وخميس ، فما كان من حسن حمدت الله عليه ، وما كان من سئ استغفر الله لكم
(1).
46 ـ عن ابراهيم بن عمر اليمانى عمن ذكره عن أبى عبدالله عليه السلام في قول الله
( وَهُمْ يَصُدُّونَ عَنْ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَمَا كَانُوا أَوْلِيَاءَهُ ) يعنى اولياء البيت يعنى المشركون
( إِنْ أَوْلِيَاؤُهُ إِلاَّ الْمُتَّقُونَ ) حيث ما كانوا هم أولى به من المشركين
( وَمَا كَانَ صَلاتُهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ إِلاَّ مُكَاءً وَتَصْدِيَةً ) قال التصفير والتصفيق
(2)
47 ـ على بن دراج الاسدى قال : دخلت على أبى جعفر عليه السلام فقلت له : انى كنت عاملا لبنى امية فأصبت مالا كثيرا فظننت ان ذلك لا يحل لى
(3) قال : فسألت عن ذلك غيرى ، ـ قال : قلت : قد سألت ـ فقيل لى : ان أهلك ومالك وكل شئ
لك حرام ؟ قال : ليس كما قالوا لك قال : قلت جعلت فداك على ( فلى خ ل ) توبة ؟
قال : نعم توبتك في كتاب الله
( قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ ) (4) .
--------------------
(1) البحار ج 7 : 70 ، البرهان ج 2 : 79 ، الصافى ج 1 : 665 .
(2) البرهان ج 2 : 81 ، الصافى ج 1 : 665 ، وصفر صفرا وصفر تصفيرا : صوت
بالنفخ من شفتيه وشبك اصابعه ونفح فيها وكثيرا ما يفعل ذلك للدابة عند دعائه للماء ،
وصفق بيديه : صوت بهما ضربا ، قيل : وكانوا يطوفون بالبيت عراءا يشبكون بين اصابعهم
ويصفرون فيها ويصفقون وكانوا يفعلون ذلك اذا قرء رسول الله صلى الله عليه واله في صلوته يخلطون عليه ، وفى المجمع روى ان النبى صلى الله عليه وآله كان اذا صلى في المسجد الحرام قام رجلان من بنى عبد الدار عن يمينه فيصفران ورجلان عن يساره فيصفقان بايديهما فيخلطان عليه صلوته فقتلهم الله جميعا ببدر .
(3) وفى نسخة ( اصبت مالا من وجه كذا وكذا فظننت ان ذلك لا يسعنى ) .
(4) البحار ج 15 ( ج 4 ) : 219 ، البرهان ج 2 : 81 ، الصافى ج 1 : 667 .
تفسير العياشي (الجزء الثاني)
_ 56 _
48 ـ عن زرارة قال : قال أبوعبدالله عليه السلام (1) سئل أبى عن قول الله : ( قاتلوا المشركين كافة كما يقاتلونكم كافة حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله ) (2) فقال : انه ـ تأويل ـ لم يجئ تأويل هذه الاية ، ولو قد قام قائمنا بعده سيرى من يدركه ما يكون من تأويل هذه الاية ، وليبلغن دين محمد صلى الله عليه وآله ما بلغ الليل حتى لا يكون شرك ( مشرك خ ل ) على ظهر الارض كما قال الله (3) .
49 ـ عن عبدالاعلى الجبلى ( الحلبى خ ل ) قال : قال أبوجعفر عليه السلام : يكون لصاحب هذا الامر غيبة في بعض هذه الشعاب ، ثم أومأ بيده إلى ناحية ذى طوى ،
حتى اذا كان قبل خروجه بليلتين انتهى المولى الذى يكون بين يديه حتى يلقى
بعض أصحابه ، فيقول : كم أنتم هاهنا ؟ فيقولون نحو من أربعين رجلا ، فيقول :
كيف أنتم لو قد رأيتم صاحبكم ؟ فيقولون : والله لو يأوى بناالجبال لآويناها معه ،
ثم يأيتهم من القابلة ( القابل خ ) فيقول لهم اشيروا إلى ذوى اسنانكم وأخياركم
عشيرة فيشيرون له اليهم فينطلق بهم حتى يأتون صاحبهم ، ويعدهم إلى الليلة
التى تليها .
ثم قال أبوجعفر : والله لكأنى أنظر اليه وقد أسند ظهره إلى الحجر ، ثم ينشد الله حقه ثم يقول : يا ايها الناس من يحاجنى في الله فأنا أولى الناس بالله ومن يحاجنى في آدم فأنا اولى الناس بآدم ، ياايها الناس من يحاجنى في نوح فانا أولى الناس بنوح ، يا ايها الناس من يجاجنى في ابراهيم فانا اولى بابراهيم ، يا ايها الناس من يحاجنى في موسى فأنا أولى الناس بموسى ، يا ايها الناس من يحاجنى في عيسى فانا أولى الناس بعيسى ، يا ايها الناس من يحاجنى في محمد فأنا أولى الناس بمحمد صلى الله عليه وآله ، يا
--------------------
(1) وفى نسخة البرهان رواه عن ابيجعفر عليه السلام .
(2) وفى نسخة ( مشرك ) وفى آخر ( شرك ) وفى ثالث ( مشركا ) بدل ( فتنة ) .
(3) البرهان ج 2 : 81 ، الصافى ج 1 : 667 وزاد فيه بعد قوله : كما قال الله
( يعبدوننى لا يشركون بى شيئا ) ، ونقله المحدث الحر العاملى في كتاب اثبات الهداة ج 7 : 99 عن هذا الكتاب ايضا .
تفسير العياشي (الجزء الثاني)
_ 57 _
يا ايها الناس من يحاجنى في كتاب الله فانا أولى بكتاب الله ، ثم ينتهى إلى المقام فيصلى ـ عنده ـ ركعتين ، ثم ينشد الله حقه .
قال أبوجعفر عليه السلام : هو والله المضطر في كتاب الله ، وهو قول الله : ( أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الأَرْضِ ) وجبرئيل على الميزاب في صورة طاير أبيض فيكون أول خلق الله يبايعه جبرئيل ، ويبايعه الثلثمائة والبضعة العشر رجلا ، قال : قال أبوجعفر عليه السلام : فمن ابتلى في المسير وافاه في تلك الساعة ، ومن لم يبتل بالمسير فقد عن فراشه ، ثم قال : هو والله قول على بن أبيطالب عليه السلام : المفقودون عن فرشهم ، وهو قول الله : ( فاستبقوا الخيرات أينما تكونوا يأت بكم الله جميعا ) اصحاب القائم الثلثماة وبضعة عشر رجلا ، قال : هم والله الامة المعدودة التى قال الله في كتاب : ( وَلَئِنْ أَخَّرْنَا عَنْهُمْ الْعَذَابَ إِلَى أُمَّةٍ مَعْدُودَةٍ ) قال : يجمعون في ساعة واحدة قزعا كقزع الخريف (1) فيصبح بمكة فيدعو الناس إلى كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وآله ، فيجيبه نفر يسير ويستعمل على مكة ، ثم يسير فيبلغه أن قد قتل عامله فيرجع اليهم فيقتل المقاتلة لا يزيد على ذلك شيئا يعنى السبى ، ثم ينطلق فيدعو الناس إلى كتاب الله وسنة نبيه عليه وآله السلام ، والولاية لعلى بن أبى طالب عليه السلام ، والبرائة من عدوه ولا يسمى أحدا حتى ينتهى إلى البيداء ، فيخرج اليه جيش السفيانى فيأمر الله الارض فيأخذهم من تحت أقدامهم ، وهو قول الله : ( وَلَوْ تَرَى إِذْ فَزِعُوا فَلا فَوْتَ وَأُخِذُوا مِنْ مَكَانٍ قَرِيبٍ * وَقَالُوا آمَنَّا بِهِ ) يعنى بقائم آل محمد ( وقد كفروا به ) يعنى بقائم آل محمد إلى آخر السورة ، ولا يبقى منهم الا رجلان يقال لهما وترووتير من مراد ، وجوههما في أقفيتهما يمشيان القهقرى ، يخبران الناس بما فعل بأصحابهما ، ثم يدخل المدينة فتغيب عنهم عند ذلك قريش ، وهو قول على بن أبيطالب عليه السلام : والله لودت قريش اى عندها موقفا واحدا جزر جزور بكل ما ملكت وكل ما طلعت عليه الشمس أو غربت ،
--------------------
(1) القزع : قطع من السحاب متفرقة صغار ، قيل وانما خص الخريف لانه اول
الشتاء والسحاب فيه يكون متفرقا غير متراكم ولا مطبق ثم يجتمع بعضه إلى بعض بعد
ذلك .
تفسير العياشي (الجزء الثاني)
_ 58 _
ثم يحدث حدثا فاذا هو فعل ذلك ، قالت قريش : اخرجوا بنا إلى هذه الطاغية ، فوالله ان لو كان محمديا ما فعل ، ولو كان علويا ما فعل ، ولو كان فاطميا ما فعل ، فيمنحه الله أكتافهم ، فيقتل المقاتلة ويسبى الذرية ، ثم ينطلق حتى ينزل الشقرة (1) فيبلغه انهم قد قتلوا عامله فيرجع اليهم فيقتلهم مقتلة ليس قتل الحرة (2) اليها بشئ ، ثم ينطلق يدعو الناس إلى كتاب الله وسنة نبيه والولاية لعلى بن أبيطالب عليه السلام والبراءة من عدوه ، حتى اذا بلغ إلى الثعلبية (3) قام اليه رجل من صلب أبيه وهو من أشد الناس ببدنه وأشجعهم بقلبه ، ما خلا صاحب هذا الامر ، فيقول : يا هذا ما تصنع ؟ فوالله انك لتجفل الناس أجفال النعم (4) أفبعهد من رسول الله صلى الله عليه وآله أم بماذا ؟ فيقول المولى الذى
--------------------
(1) موضع في الحجاز .
(2) الحرة بفتح الحاء والراء المهملتين ـ : ارض ذات حجارة نخرة سود كانها
احرقت بالنار وهى قريبة من حرة ليلى ـ قرب المدينة ـ ووقعة الحرة المشهورة كانت في
ايام يزيد بن معاوية سنة 63 ، وسبب ذلك ان اهل المدينة اجتمعوا بعد قتل الحسين عليه السلام عند عبدالله بن حنظلة بن عامر وبايعوه بالامارة واخرجوا عامل يزيد من المدينة واظهروا خلع يزيد من الخلافة فلما سمع بذلك يزيد بعث اليهم مسلم بن عقبة المرى في اثنا عشر ألفا من اهل الشام وسموه لقبيح صنيعه مسرفا فنزل حرة ( المسماة بحرة واقم وهى الحرة الشرقية من حرتى المدينة ) وخرج اليه اهل المدينة يحاربونه فكسرهم وقتل من الموالى ثلثة آلاف وخمسمأة رجل ومن الانصار ألفا واربعمأة ، وقيل الفا وسبعمأة ومن قريش ألفا وثلاث مأة ودخل جنده المدينة فنهبوا الاموال وسبوا الذرية واستباح الفروج وحملت منهم ثمانمأة حرة وولدن ، وكان يقال لاولئك الاولاد اولاد الحرة ، ثم احضر الاعيان لمبايعة يزيد بن معاوية فلم يرض الا أن يبايعوه على انهم عبيد يزيد بن معاويه فمن تلكأ امر بضرب عنقه وكيف كان قصة الحرة طويلة وكان بعد قتل الحسين عليه السلام من اشنع شئ جرى في ايام يزيد بن معاوية لعنه الله تعالى .
(3) من منازل طريق مكة من الكوفة وفى وجه تسمية الموضع خلاف ذكره الحموى
في المعجم فراجع .
(4) جفل الطير عن المكان : طردها ، وأجفلت الريح التراب : اى اذهبته وطيرته
تفسير العياشي (الجزء الثاني)
_ 59 _