فيها
(1).
93 ـ عن أبى عبيدة عن أبى جعفر عليه السلام قال : وجدنا في كتاب أمير المؤمنين عليه السلام ان قوما من أهل ايلة
(2) من قوم ثمود ، وان الحيتان كانت سبقت اليهم يوم السبت ليختبر الله طاعتهم في ذلك ، فشرعت لهم يوم سبتهم في ناديهم
(3) وقدام أبوابهم في أنهارهم وسواقيهم ، فتبادرا اليها فاخذوا يصطادونها ويأكلونها ، فلبثوا بذلك ما شاء الله لا ينهاهم الاحبار
(4) ولا ينهاهم العلماء من صيدها ، ثم ان الشيطان أوحى إلى طائفة منهم انما نهيتم من اكلها يوم السبت ولم تنهوا عن صيدها فاصطادوا يوم السبت وأكلوها فيما سوى ذلك من الايام ، فقالت طائفة منهم الآن نصطادها
(5) وانحازت
(6) طائفة ـ اخرى ـ منهم ذات اليمين وقالوا : الله الله انا نهيناكم عن عقوبة الله ان تعرضوا
لخلاف امره واعتزلت طائفة منهم ذات اليسار فسكتت فلم يعظهم ، وقالت الطايفة
التى لم تعظهم : لم تعظون قوما الله مهلكهم أو معذبهم عذابا شديدا وقالت الطايفة التى
وعظتهم : معذرة إلى ربكم ولعلهم يتقون ، قال الله :
( فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ ) يعني لما تركوا ما وعظوا به ومضوا على الخطيئة قالت الطايفة التى وعظتهم لا والله لا نجا معكم ولا نبايتكم
(7) الليل في مدينتكم هذه التى عصيتم الله فيها مخافة أن ينزل بكم البلاء ، فنزلوا قريبا من المدينة فباتوا تحت السماء ، فلما
--------------------
(1) البحار ج 5 : 345 ، البرهان ج 2 : 43 .
(2) ايلة بفتح اللام ـ مدينة على ساحل بحر القلزم مما يلى الشام وقيل آخر الحجاز
وأول الشام قيل : سميت بايلة بنت مدين بن ابراهيم عليه السلام ، ( كذا في معجم البلدان ) .
(3) النادى : مجلس القوم ومتحدثهم نهارا وقيل المجلس ما داموا مجتمعين فيه
فاذا تفرقوا زال عنه هذا الاسم .
(4) الاحبار جمع الحبر ـ بكسر الحاء ـ الصالح من العلماء .
(5) وفى نسخة البرهان ( الا لا نصطادها ) .
(6) انحاز عنه انحيازا : عدل .
(7) من البيتوتة .
تفسير العياشي (الجزء الثاني)
ـ 34 ـ
أصبح اولياء الله المطيعون لامر الله غدوا (1) لينظروا ما حال أهل ـ المعصية فأتوا باب المدينة فاذا هو مصمت فدقوه فلم يجابوا ولم يسمعوا منها حس احد فوضعوا سلما على سور ـ المدينة ثم اصعدوا رجلا منهم فأشرف على المدينة ، فنظر
فاذا هو بالقوم قردة يتعاوون (2) فقال الرجل لاصحابه : يا قوم أرى والله عجبا ! فقالوا : وما ترى ؟ قال القوم قردة يتعاوون لهم أذناب ـ قال ـ : فكسروا الباب ودخلوا المدينة ، قال فعرفت القردة أنسابها من الانس ولم تعرف الانس أنسابها من القردة قال : فقال القوم للقرده : ألم ننهكم ؟ قال : فقال أمير المؤمنين : والذى فلق الحبة وبرء النسمة انى لاعرف أنسابها من هذه الامة ، لا ينكرون ولا يغيرون ، بل تركوا ما امروا به ـ فتفرقوا ـ وقد قال الله : ( فَبُعْداً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ) وقال الله ( أَنْجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنْ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ ) (3) .
94 ـ عن على بن عقبة عن رجل عن أبى عبدالله عليه السلام قال : ان اليهود أمروا بالامساك يوم الجمعة ـ فتركوا يوم الجمعة ـ فامسكوا يوم السبت (4)
95 ـ عن الاصبغ عن على عليه السلام قال : أمتان تابعنا (5) من بنى اسرائيل فأما الذى أخذت البحر فهى الجرارى (6) واما الذى أخذت البر فهى الضباب (7).
--------------------
(1) غذا غدوا من باب قعد : ذهب غدوة وجمع الغدوة غدى كمدية ومدى هذا
اصله - ثم كثر حتى استعمل في الذهاب والانطلاق اى وقت كان .
(2) من عوى الكلب والذئب اى صاح .
(3) البحار ج 5 : 345 ، البرهان ج 2 : 43 ، الصافى ج 1 : 621 .
(4) البحار ج 5 : 343 ، البرهان ج 2 : 44 .
(5) كذا في نسخ الكتاب ونسخة البرهان لكن في نسخة الوسائل ( مسختا ) مكان
( تابعنا ) وهو الظاهر .
(6) الجرارى جمع الجرى ـ بتشديد الراء والياء كسكيت ـ بمعنى الجريث وقد
مر معناه وفى بعض النسخ ( الجريث ) مكان ( الجرارى ) وكذا فيما يأتى في الحديث الاتى
(7) البرهان ج 2 : 44 ، الوسائل ج 3 ابواب الاطعمة المحرمة باب 8 والضباب ـ جمع الضب : دويبة على حد فرخ التمساح الصغير وذنبه كثير العقد كذنب التمساح ولهذا
قالوا ( أعقد من ذنب الضب ) ويقال له بالفارسية ( سوسمار ) .
تفسير العياشي (الجزء الثاني)
ـ 35 ـ
96 ـ عن هارون بن عبيد (1) رفعه إلى احدهم قال : جاء قوم إلى أمير المؤمنين عليه السلام بالكوفة وقالوا له : يا أمير المؤمنين ان هذه الجرارى تباع في أسواقنا ، قال : فتبسم أمير المؤمنين عليه السلام ضاحكا ثم قال : قوموا لاريكم عجبا ولا تقولوا في وصيكم الا خيرا ، فقاموا معه فأتوا شاطئ بحر فتفل فيه تفلة وتكلم بكلمات ، فاذا بجرية رافعة رأسها ، فاتحة فاها ، فقال له امير المؤمنين : من أنت ؟ الويل لك ولقومك ! فقالت : نحن من أهل القرية التى كانت حاضرة البحر اذ يقول الله في
كتابه : ( إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعاً ) الاية فعرض الله علينا ولايتك فقعدنا عنها فمسخنا الله ، فبعضنا في البر وبعضنا في البحر ، فأما الذين في البحر فنحن الجرارى ، واما الذين في البر فالضب واليربوع قال : ثم التفت أمير المؤمنين عليه السلام الينا فقال : أسمعتم مقالتها ؟ قلنا : اللهم نعم ، قال : والذى بعث محمدا بالنبوة لتحيض كما تحيض نساؤكم (2)
97 ـ عن طلحة بن زيد عن جعفر بن محمد عن أبيه عليه السلام في قول الله : ( فلما جاء أمرنا أنجينا الذين ينهون عن السوء ) قال : افترق القوم ثلث فرق ، فرقة انتهت واعتزلت ، وفرقة أقامت ولم تقارف الذنوب ، وفرقة اقترفت الذنوب ، فلم تنج من
العذاب الا من انتهت ، قال جعفر : قلت لابى جعفر عليه السلام : ما صنع بالذين أقاموا ولم يقارفوا الذنوب ؟ قال أبوجعفر : بلغنى انهم صاروا ذرا (3)
98 ـ عن اسحق بن عبدالعزيز عن أبى الحسن الاول عليه السلام قال : ان الله خص
--------------------
(1) وفى نسخة البرهان ( هارون بن عبدالعزيز ) وفى الوسائل ( هارون بن
عبد ربه ) .
(2) البحار ج 5 : 345 ، البرهان ج 2 : 44 ، ونقله في الوسائل ج 3 ابواب
الاطعمة المحرمة باب 8 مختصرا .
(3) البرهان ج 2 : 44 .
تفسير العياشي (الجزء الثاني)
ـ 36 ـ
عباده بآيتين من كتابه (1) ان لا يكذبوا بما لا يعلمون أو يقولوا بما لا يعلمون ، وقرأ : ( بَلْ كَذَّبُوا بِمَا لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ ) وقال : ( أَلَمْ يُؤْخَذْ عَلَيْهِمْ مِيثَاقُ الْكِتَابِ أَنْ لا يَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلاَّ الْحَقَّ ) (2)
99 ـ عن اسحق قال أبوعبدالله عليه السلام : خص الله الخلق في آيتين من كتاب الله ، أن لا يقولوا على الله الا بعلم ولا يردوا الا بعلم ، ألم يؤخذ عليهم ميثاق الكتاب ان لا يقولوا الا الحق ، وقال : ( بَلْ كَذَّبُوا بِمَا لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ وَلَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ ) (3) .
100 ـ عن اسحق بن عمار (4) عن أبى عبدالله عليه السلام قال : قلت له : أيضع الرجل يده على ذراعه في الصلوة ؟ قال : لابأس ان بنى اسرائيل كانوا اذا دخلوا في الصلوة دخلوا متماوتين (5) كأنهم موتى فأنزل الله على نبيه عليه السلام خذ ما آتيتك بقوة ، فاذا دخلت الصلوة فادخل فيها بجلد وقوة ، ثم ذكرها في طلب الرزق ، فاذا طلبت
--------------------
(1) قال الفيض رحمه الله في الوافى بعد نقل الحديث من الكافى ما لفظه : قيل يعنى عباده الذين هم من اهل الكتاب والكلام كأن من سواهم ليسوا مضافا اليه بالعبودية بآيتين اى مضمونهما والا فالايات في ذلك فوق اثنتين كقوله تعالى : ( ومن اظلم ممن افترى على الله كاذبا او كذب بآياته ومن لم يحكم بما أنزل الله فاولئك هم الكافرون ، فاولئك هم الفاسقون ، فاولئك هم الظالمون ) إلى غير ذلك .
ثم قال : ولا يردوا ما لم يعلموا ( على لفظ الكافى ) يعنى لا يكذبوا به بل يكلوا
علمه إلى قائله فان التصديق بالشئ كما هو محتاج إلى تصوره اثباتا فكذلك هو مفتقر
اليه نفيا وهذا في غاية الظهور ولكن اكثر الناس لا يعلمون ( انتهى ) .
(2 ـ 3) البرهان ج 2 : 44 ، البحار ج 1 : 100 ، الصافى ج 1 : 623 .
(4) وفى نسخة البرهان ( معاوية بن عمار ) ، ولعله الظاهر بقرينة الحديث الاتى
(5) المتماوت : الناسك المرائى اى الذى يرى انه كميت عن الدنيا ، يقال تماوت
الرجل : اذا أظهر من نفسه التخافت والتضاعف من العبادة والزهد والصوم ، وفى
نسخة الاصل ( متهاونين ) بدل متماوتين ولكن الظاهر هو المختار ولعله تصحيفه .
تفسير العياشي (الجزء الثاني)
ـ 37 ـ
الرزق فاطلبه بقوة (1) .
101 ـ وفى رواية اسحق بن عمار عنه في قول الله : ( خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ ) أقوة في الابدان أم قوة في القلوب ؟ قال : فيهما جميعا (2) .
102 ـ عن محمد بن حمزة عمن اخبره (3) عن ابى عبدالله عليه السلام في قول الله : ( خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ ) قال : السجود وضع اليدين على الركتبين في الصلوة (4) .
103 ـ عن رفاعة قال : سألت أبا عبدالله عليه السلام عن قول الله : ( وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ ) قال : أخذ ا لله الحجة على جميع خلقه يوم الميثاق هكذا وقبض يده (5) .
104 ـ عن أبى بصير قال : قلت لابى عبدالله عليه السلام : كيف أجابوه وهم ذر ؟ قال : جعل فيهم ما اذا سألهم أجابوه (6) يعنى في الميثاق (7) .
--------------------
(1) البحار ج 18 : 317 ، البرهان ج 2 : 45 .
(2) البحار ج 15 ( ج 2 ) : 37 ، البرهان ج 2 : 45 ، الصافى ج 1 : 624 .
(3) وفى نسخة البرهان هكذا ( عن محمد بن أبى حمزة عن بعض اصحابنا اه ) .
(4) البرهان ج 2 : 45 .
(5) البحار ج 3 : 71 ، البرهان ج 2 : 49 .
(6) قال الفيض رحمه الله في تفسير الاية : ان الله نصب لهم دلائل ربوبية وركب في
عقولهم ما يدعوهم إلى الاقرار بها حتى صاروا بمنزلة الاشهاد على طريقة التمثيل نظير
ذلك قوله عزوجل ( انما قولنا لشئ اذا أردناه ان نقول له كن فيكون ) وقوله جل و
علا ( فقال لها وللارض ائتيا طوعا او كرها قالتا أتينا طائعين ) ومعلوم انه لا قول ثمة و انما هو تمثيل وتصوير للمعنى وذلك حين كانت انفسهم في اصلاب آبائهم العقلية ومعادنهم الاصلية يعنى شاهدهم وهم دقائق في تلك الحقايق وعبر عن تلك الاباء بالظهور لان كل واحد منهم ظهر او مظهر لطائفة من النفوس او ظاهر عنده لكونه صورة عقلية نورية
ظاهرة بذاتها الخ .
ثم قال بعد نقل الحديث ما لفظه : اقول : وهذا بعينه ما قلناه انه عزوجل ركب في
عقولهم ما يدعوهم إلى الاقرار ، وقال المجلسى رحمه الله : اى تعلقت الاروح بتلك الذر وجعل فيهم العقل وآلة السمع وآلة النطق حتى فهموا الخطاب وأجابوا وهم ذر .
(7) البحار ج 3 : 71 ، البرهان ج 2 : 49 ، الصافى ج 1 : 625 .
تفسير العياشي (الجزء الثاني)
ـ 38 ـ
105 ـ عن عبدالله بن الحلبى عن أبى جعفر وأبى عبدالله عليهما السلام قال : حج عمر أول سنة حج وهو حليفة ، فحج تلك السنة المهاجرون والانصار ، وكان على
قد حج في تلك السنة بالحسن والحسين عليهما السلام وبعبد الله بن جعفر ، قال : فلما
أحرم عبدالله لبس إزارا ورداءا ممشقين (1) مصبوغين بطين المشق ، ثم أتى فنظر اليه عمر وهو يلبى وعليه الازار والرداء وهو يسير إلى جنب على عليه السلام ، فقال عمر من خلفهم : ما هذه البدعة التي في الحرم ؟ فالتفت اليه على عليه السلام فقال له : يا عمر لا ينبغى لاحد أن يعلمنا السنة ، فقال عمر : صدقت يا با الحسن لا والله ما علمت انكم هم قال : فكانت تلك واحدة في سفر لهم ، فلما دخلوا مكة طافوا بالبيت فاستلم عمر الحجر وقال : اما والله اني لاعلم انك حجر لا تضر ولا تنفع ، ولولا ان رسول الله صلى الله عليه وآله استلمك ما استلمتك ، فقال له على عليه السلام : ـ مه ـ يا با حفص ، لا تفعل فان رسول الله لم يستلم الا لامر قد علمه ولو قرأت القرآن فعلمت من تأويله ما علم غيرك لعلمت انه يضر وينفع ، له عينان وشفتان ولسان ذلق (2) يشهد لمن وافاه بالموافاة ، قال : فقال له عمر : فأوجدنى ذلك من كتاب الله يا با الحسن ، فقال على : قوله تبارك وتعالى : ( وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا ) فلما أقروا بالطاعة بانه الرب وانهم العباد أخذ عليهم الميثاق بالحج إلى بيته الحرام ، ثم خلق الله رقا أرق من الماء وقال للقلم : اكتب موافاة خلقى بيتى الحرام ، فكتب القلم موافاة بنى آدم في الرق ، ثم قيل للحجر : افتح قال : ففتحه فالقم الرق ، ثم قال للحجر : احفظ واشهد لعبادى بالموافاة ، فهبط الحجر مطيعا لله ، يا عمر أوليس اذا استلمت الحجر قلت : امانتى أديتها وميثاقى تعاهدته لتشهد لى بالموافاة ؟ فقال عمر : اللهم نعم ، فقال له على عليه السلام : ـ امن ـ ذلك (3) .
--------------------
(1) الممشق : المصبوغ بالمشق وهو الطين الاحمر .
(2) لسان ذلق : جديد بليغ .
(3) البرهان ج 2 : 49 ، ونقله المجلسى رحمه الله في المجلد الثامن من البحار ص :
تفسير العياشي (الجزء الثاني)
ـ 39 ـ
106 ـ عن الحلبى قال : سألته لم جعل استلام الحجر ؟ قال : ان الله حيث أخذ الميثاق من بنى آدم دعا الحجر من الجنة ، وأمره والتقم الميثاق ، فهو يشهد لمن
وافاه بالوفا (1)
107 ـ عن صالح بن سهل عن أبى عبدالله عليه السلام قال : ان بعض قريش قال لرسول الله صلى الله عليه وآله : بأى شئ سبقت الانبياء وأنت بعثت آخرهم وخاتمهم ؟ فقال : انى كنت أول من أقر بربى وأول من أجاب حيث أخذ الله ميثاق النبيين وأشهدهم على انفسهم ألست بربكم ؟ فقال : بلى ، فكنت أول من قال : بلى ، فسبقتهم إلى الاقرار بالله (2) .
108 ـ عن زرارة قال : سألت أبا عبدالله عليه السلام عن قول الله : ( وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ) إلى ( قالوا بلى ) قال : كان محمد عليه وآله السلام أول من قال : بلى ، قلت : كانت رؤية معاينة ؟ قال : ( نعم ظ ) فأثبت المعرفة في قلوبهم ونسوا ذلك الميثاق ، وسيذكرونه بعد ، ولولا ذلك لم يدر أحد من خالقه ولا من رازقه (3).
109 ـ عن زرارة ان رجلا سأل أبا عبدالله عليه السلام عن قول الله : ( وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ) (4) فقال وأبوه يسمع : حدثنى أبى ان الله تعالى قبض قبضة من تراب التربة التى خلق منها آدم ، فصب عليها الماء العذب الفرات ، فتركها أربعين صباحا ، ثم صب عليها الماء المالح الاجاج (5) فتركها أربعين صباحا ، فلما اختمرت الطينة أخذها تبارك وتعالى فعركها عركا شديدا (6) ثم هكذا حكى بسط كفيه فخرجوا (7) كالذر من يمينه وشماله فأمرهم جميعا ان يقعوا
--------------------
(1) البرهان ج 2 : 50 ، وفيه ( وافاه بالموافاة ) .
(2 ـ 3) البرهان ج 2 : 50 ، البحار ج 6 : 5 و 3 : 71 ، الصافى ج 1 : 626 .
(4) وهذا احدى القراءات في الاية والقرائة المشهورة ( ذريتهم ) .
(5) الاجاج : المالح المر الشديد الملوحة يقال أج الماء اجوجا اذا ملح واشتدت ملوحته
(6) يقال عرك البعير جنبه بمرفقه : اذا دلكه فأثر فيه .
(7) وفى نسخة البرهان ( فجمد فجروا ) بدل ( فخرجوا ) ولعل هذا الاختلاف
من جهة وقوع التحريف في هذه النسخة ، ثم ان الذر بمعنى صغار النمل واحدتها ذرة قال
الفيض رحمه الله في الوافى : ووجه الشبه : الحس والحركة او كونهم محل الشعور ( الحيوة خ ل ) مع صغر الجثة واجتماعهم في الوجود عند الله انما هو لاجتماع اجزاء الزمانية عنده سبحانه دفعة واحدة في عالم الامر وجود ملكوتى ظلى ينبعث من حقيقة هذا الوجود الخلقى الجسمانى وهو صورة علمه سبحانه بها اه قوله من يمينه اه : قال المجلسى رحمه الله اى من يمين الملك المأمور بهذا الامر و شماله او من يمين العرش وشماله او استعار اليمين للجهة اتى فيها اليمن والبركة وكذا الشمال بعكس ذلك .
تفسير العياشي (الجزء الثاني)
ـ 40 ـ
( يدخلوا خ ل ) في النار فدخل أصحاب اليمين ، فصارت عليهم بردا وسلاما ، وأبى أصحاب الشمال أن يدخلوها (1).
110 ـ عن أبى بصير عن أبى عبدالله عليه السلام في قول الله : ( أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى ) قالو بألسنتهم ؟ قال : نعم ، وقالوا بقلوبهم ، فقلت : واى شئ كانوا يومئذ ؟ قال صنع منهم ما اكتفى به (2).
111 ـ عن زرارة قال : سألت ابا جعفر عليه السلام (3) عن قول الله : ( وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ ) إلى ( أنفسهم ) قال : أخرج الله من ظهر آدم ذريته إلى يوم القيمة فخرجوا ـ وهم ـ كالذر ، فعرفهم نفسه وأراهم نفسه ولولا ذلك ما عرف أحد ربه ، وذلك قوله : ( وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ ) (4)
112 ـ عن زرارة عن أبى جعفر عليه السلام قال : قلت له : ( وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ ) اى ( شهدنا ) قال : ثم قال : ثبتت المعرفة ونسوا الموقف ـ وسيذكرونه ـ ولولا ذلك لم يدر أحد من خالقه ولا من رازقه (5).
--------------------
(1 ـ 2) البرهان ج 2 : 50 ، البحار ج 3 : 71 ، الصافى ج 1 : 625 .
(3) وفى البرهان ( ابا عبدالله عليه السلام ) مكان ( ابا جعفر عليه السلام ) .
(4) البحار ج 3 : 71 ، البرهان ج 2 : 50 .
(5) البحار ج 3 : 67 ، البرهان ج 2 : 50 .
تفسير العياشي (الجزء الثاني)
ـ 41 ـ
ـ تفسير العياشى مجلد : 2 من ص 41 سطر 1 الى ص 50 سطر 26
113 ـ عن جابر قال : قلت لابى جعفر عليه السلام : متى سمى أمير المؤمنين أمير المؤمنين ؟ قال : قال والله نزلت (1) هذه الاية على محمد صلى الله عليه وآله ( وأشهدهم على أنفسهم الست بربكم وان محمد رسول الله ـ نبيكم ـ وان عليا امير المؤمنين ، فسماه الله والله أميرالمؤمنين ) (2).
114 - عن جابر قال قال لى أبوجعفر عليه السلام : يا جابر لو يعلم الجهال متى سمى أمير المؤمنين على لم ينكروا حقه ، قال : قلت : جعلت فداك متى سمى ؟ فقال لى : قوله ( وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ ) إلى ( ألست بربكم وان محمدا ـ نبيكم ـ رسول الله وان عليا أمير المؤمنين ) قال : ثم قال لى يا جابر : هكذا والله جاء بها محمد صلى الله عليه واله (3).
115 ـ عن ابن مسكان عن بعض أصحابه عن أبى جعفر عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله ان امتى عرضت على في الميثاق ، فكان اول من آمن بي على ، وهو أول من صدقنى حين بعثت ، وهو الصديق الاكبر ، والفاروق يفرق بين الحق والباطل (4).
116 ـ عن الاصبغ بن نباتة عن على عليه السلام قال : أتاه ابن الكواء فقال : يا أمير المؤمنين أخبرنى عن الله تبارك وتعالى هل كلم أحدا من ولد آدم قبل موسى ؟ فقال على : قد كلم الله جميع خلقه برهم وفاجرهم ، وردوا عليه الجواب ، فثقل ذلك على
ابن الكوا ولم يعرفه ، فقال له : كيف كان ذلك يا أمير المؤمنين ؟ فقال له : أوما تقرء
كتاب الله اذ يقول لنبيه : ( وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى ) فقد أسمعهم كلامه وردوا عليه الجواب كما تسمع في قول الله يابن الكوا ( قالوا بلى ) فقال لهم : انى انا الله لا اله الا انا وأنا الرحمن ـ الرحيم ـ فأقروا له بالطاعة والربوبية ، وميز الرسل والانبياء والاوصياء ، وأمر الخلق بطاعتهم فأقروا بذلك في الميثاق ، فقالت الملائكة عند اقرارهم بذلك :
--------------------
(1) وفى نسخة البرهان ( لما نزلت ) .
(2 ـ 3) البحار ج 9 : 256 ، البرهان ج 2 : 50 ، اثبات الهداة ج 3 : 545 .
(4) البحار ج 6 : 231 ، البرهان ج 2 : 51 .
تفسير العياشي (الجزء الثاني)
ـ 42 ـ
شهدنا عليكم يا بنى آدم أن تقولوا يوم القيمة انا كنا عن هذا غافلين (1).
117 ـ قال أبوبصير : قلت لابى عبدالله عليه السلام : اخبرنى عن الذر حيث
أشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى ، واسر بعضهم خلاف ما أظهر ، فقلت :
كيف علموا القول حيث قيل لهم ألست بربكم ؟ قال : ان الله جعل فيهم ما اذا سألهم
أجابوه (2) .
118 ـ عن سليمان اللبان قال : قال أبوجعفر عليه السلام : أتدرى ما مثل المغيرة بن شعبة (3) قال : قلت : لا ، قال : مثله مثل بلعم الذى أوتى الاسم الاعظم الذى قال الله : ( آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنْ الْغَاوِينَ ) (4) .
119 ـ عن محمد بن أبى زيد الرازى عمن ذكره عن الرضا عليه السلام قال : اذا نزلت بكم شدة فاستعينوا بنا على الله ، وهو قول الله : ( وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا ) قال : قال أبو عبدالله : نحن والله الاسماء الحسنى الذى لا يقبل من أحد الا بمعرفتنا ـ قال فادعوه بها ـ (5) .
120 ـ عن حمران عن أبى جعفر عليه السلام في قول الله : ( وَمِمَّنْ خَلَقْنَا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ ) قال : هم الائمة (6) .
121 ـ وقال محمد بن عجلان عنه نحن هم (7).
--------------------
(1 ـ 2) البحار ج 3 : 71 ، البرهان ج 2 : 51 .
(3) مغيرة بن شعبة بن عامر بن مسعود الثقفى الكوفى صحابى مات سنة خمسين ،
من الهجرة النبوية وهو يومئذ ابن سبعين سنة . ولاه عمر بن الخطاب البصرة ولم يزل عليها حتى شهد عليه بالزنا فعزله ثم ولاه الكوفة فلم يزل عليها حتى قتل عمر فأقره عثمان عليها ثم عزله وولاه معاوية الكوفة فلم يزل عليها إلى أن مات وكيف كان فقد ورد في ذمه روايات كثيرة ذكر بعضها في تنقيح المقال فراجع .
(4) البحار ج 5 : 313 ، البرهان ج 2 : 51 ، الصافى ج 1 : 626 .
(5) البرهان ج 2 : 52 ، البحار ج 19 ( ج 2 ) : 63 ، الصافى ج 1 : 628 .
(6 ـ 7) البرهان ج 2 : 52 ، البحار ج 7 : 120 ، الصافى ج 1 : 628 اثبات الهداة
ج 3 : 50 ، مجمع البيان ج 3 : 503 .
تفسير العياشي (الجزء الثاني)
ـ 43 ـ
( وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ ) الصبر الصوم (1) .
42 ـ وعن ابى معمر عن على عليه السلام في قوله : ( الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاقُو ) يقول : يوقنون انهم مبعوثون والظن منهم يقين (2) .
43 ـ عن هرون بن محمد الحلبى قال : سألت أبا عبدالله عليه السلام عن قول الله : ( يا بنى اسرائيل ) قال : هم نحن خاصة (3) .
44 ـ عن محمد بن على عن أبيعبدالله عليه السلام قال : سألته عن قوله : ( يا بنى اسرائيل ) قال : هى خاصة بآل محمد ( ع ) (4)
45 ـ عن أبى داود عمن سمع من رسول الله صلى الله عليه وآله يقول : انا عبدالله اسمى أحمد وأنا عبدالله (5) اسمى اسرائيل فما أمره فقد أمرنى وما عناه فقد عنانى (6) .
46 ـ عن محمد بن مسلم عن أبى جعفر عليه السلام في قوله : ( وَإِذْ وَاعَدْنَا مُوسَى أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ) قال : كان في العلم والتقدير ثلثين ليلة ، ثم بدا لله فزاد عشرا فتم ميقات ربه للاول والاخر أربعين ليلة (7)
--------------------
(1) البحار ج 20 : 66 ، البرهان ج 1 : 94 ، وزاد في نسخة البرهان بعده ( اذا
نزلت بالرجل الشدة او النازلة فليصم فان الله عزوجل يقول ) واستعينوا بالصبر والصلوة و انها لكبيرة الا على الخاشعين ( والخاشع الذليل في صلاته المقبل عليها يعنى رسول الله و امير المؤمنين ( ع ) )
(2) البرهان ج 1 : 95 ، الصافى ج 1 : 87 .
(3 ـ 4) البرهان ج 1 : 95 ، البحار ج 7 : 178 .
(5) كتب في هامش نسخة البحار ان الظاهر اسقاط لفظ الابن من الحديث كما
يظهر من بيانه ( قده ) .
(6) البرهان ج 1 : 95 ، البحار 7 : 178 ونقله الفيض في هامش الصافى عن
هذا الكتاب وقال المجلسى ( ره ) : لعل المعنى ان المراد بقوله تعالى : ( يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِي الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ ) في الباطن آل محمد ( ع ) لان اسرائيل معناه عبدالله وانا ابن عبدالله وانا عبدالله ، لقوله سبحانه ( سبحان الذى اسرى بعبده ) فكل خطاب حسن يتوجه إلى بنى اسرائيل في الظاهر يتوجه إلى والى اهل بيتى في الباطن
(7) البرهان ج 1 : 98 ، البحار ج 5 : 277 . ( * )
تفسير العياشي (الجزء الثاني)
ـ 44 ـ
يهم به العبد فيتذكر فيدعه (1) .
129 ـ عن على بن أبى حمزة عن أبى عبدالله عليه السلام قال : سألته في قول الله : ( إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنْ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ ) ما ذلك الطائف ؟ فقال : هو السئ يهم العبد به ثم يذكر الله فيبصر ويقصر (2)
130 ـ أبوبصير عنه قال : هو الرجل يهم بالذنب ثم يتذكر فيدعه (3) .
131 ـ عن زرارة قال أبوجعفر عليه السلام : ( وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ ) في الفريضة خلف الامام ( فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ) (4) .
132 ـ عن زرارة قال : سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول : يجب الانصات للقرآن في الصلوة وفى غيرها ، واذا قرئ عندك القرآن وجب عليك الانصات والاستماع (5) .
133 ـ عن أبى كهمس عن أبى عبدالله عليه السلام قال : قرء ابن الكوا خلف
أمير المؤمنين عليه السلام : ( لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنْ الْخَاسِرِينَ ) فانصت له امير المؤمنين عليه السلام (6)
134 ـ عن زرارة عن احدهما قال : لا يكتب الملك الا ما اسمع نفسه وقال الله : ( وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعاً وَخِيفَةً ) قال : لا يعلم ثواب ذلك الذكر في نفس العبد لعظمته الا الله وقال : اذا كنت خلف امام فأتم به فأنصت وسبح في نفسك (7)
135 ـ عن ابراهيم بن عبدالحميد يرفعه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : ( و اذكر ربك في نفسك ) يعنى مستكينا ( وخيفة ) يعنى خوفا من عذابه ( وَدُونَ الْجَهْرِ مِنْ الْقَوْلِ ) يعنى دون الجهر من القراءة ( بالغدو والآصال ) يعنى بالغداة و العشى (8) .
--------------------
(1 ـ 3) البحار ج 15 ( ج 2 ) : 95 ، البرهان ج 2 : 56 ، الصافى ج 1 : 633 .
(4 ـ 5) البحار ج 18 ( ج 2 ) : 615 ـ 616 ، البرهان ج 2 : 57 .
(6) البحار ج 18 ( ج 2 ) : 615 ـ 616 ، البرهان ج 2 : 57 ، مجمع
البيان ج 3 : 515 .
(7 ـ 8) البحار ج 18 ( ج 2 ) : 349 البرهان ج 2 : 57 ، الصافى ج 1 : 635 .
تفسير العياشي (الجزء الثاني)
ـ 45 ـ
136 ـ عن الحسين بن المختار عن أبى عبدالله عليه السلام في قول الله : ( وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعاً وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنْ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ ) قال : تقول عند المساء لا اله الا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد يحيى ويميت ـ و يميت ويحيى ـ وهو على كل شئ قدير ، قلت : ( بيده الخير ) ؟ قال : ـ ان ـ بيده الخير و لكن ـ قل ـ كما أقول لك عشر مرات ، واعوذ بالله السميع العليم من همزات الشياطين ، وأعوذ بك رب ان يحضرون ، ان الله هو السميع العليم ، عشر مرات حين تطلع الشمس ، وعشر مرات حيت تغرب (1)
137 ـ عن محمد بن مروان عن بعض أصحابه قال : قال جعفر بن محمد عليه السلام : استعيذوا بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم ، وأعوذ بالله ان يحضرون ان الله هو السميع العليم ، وقل لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحيى و يميت ويميت ويحيى وهو على كل شئ قدير ، فقال له رجل : مفروض هو ؟ قال :
نعم مفروض هو محدود ، تقوله قبل طلوع الشمس وقبل الغروب عشر مرات ، فان فاتك شئ منها فاقضه من الليل والنهار (2)
--------------------
(1 ـ 2) البحار ج 18 : 491 ، البرهان ج 2 : 57 ، الصافى ج 1 : 635 .
تفسير العياشي (الجزء الثاني)
ـ 46 ـ