أفاق ، ( قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ ) (1)
  73 ـ قال ابن ابى عمير : وحدثنى عدة من أصحابنا : ان النار أحاطت به حتى لا يهرب من هول (2) ما رأى ـ قال : وروى هذا الرجل عن بعض مواليه قال : ينبغى ان ينظرها بالمصعو ثلثا أو يتبين قبل ذلك لانه ربما رد عليه روحه ـ (3)
  74 ـ عن أبى بصير قال : سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول : ان موسى بن عمران عليه السلام لما سأل ربه النظر اليه وعده الله ان يقعد في موضع ثم امر الملئكة ان تمر عليه موكبا موكبا (4) بالبرق والرعد والريح والصواعق ، فكلما مر به موكب من المواكب ارتعدت فرايصه (5) فيرفع رأسه فيسئل أفيكم ربى ؟ فيجاب هو آت وقد سألت عظيما يابن عمران (6) .
  75 ـ عن حفص بن غياث قال : سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول في قوله : ( فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكّاً وَخَرَّ مُوسَى صَعِقاً ) قال : ساخ الجبل في البحر (7) فهو يهوى حتى الساعة (8) .
  76 ـ وفى رواية اخرى ان النار أحاطت بموسى لئلا يهرب لهول ما رأى وقال : لما خر موسى صعقا مات فلما أن رد الله روحه أفاق فقال : سبحانك تبت اليك وأنا أول المؤمنين (9) .

--------------------
(1) البحار ج 5 : 277 ، البرهان ج 2 : 35 ، الصافى ج 1 : 610 .
(2) وفى نسخة ( لهول ) .
(3) البحار ج 5 : 277 ، البرهان ج 2 : 35 ، الصافى ج 1 : 610 .
(4) الموكب : الجماعة ركبانا او مشاة او ركاب الابل للزينة .
(5) الفرايص جمع الفريصة : اللحمة بين الجنب والكتف التى لا تزال ترعد من الدابة كما عن الاصمعى وقيل الفريصة : لحمة بين الثدى والكتف يقال ارتعدت فريصته اى فزع .
(6) البحار ج 5 : 277 ، البرهان ج 2 : 35 ، الصافى ج 1 : 609 .
(7) اى دخل فيه وغاب .
(8 ـ 9) البحار ج 5 : 277 ، البرهان ج 2 : 35 .

تفسير العياشي (الجزء الثاني) ـ 28 ـ
  77 ـ عن أبى حمزة عن أبى عبدالله عليه السلام قال : في الجفر ان الله تبارك وتعالى لما أنزل الله الالواح على موسى عليه السلام أنزلها عليه وفيها تبيان كل شئ كان أو هو كائن إلى أن تقوم الساعة فلما انقضت ايام موسى أوحى الله اليه ان استودع الالواح وهى زبرجدة من الجنة جبلا يقال له زينة ، فأتى موسى الجبل فانشق له الجبل ، فجعل فيه الالواح ملفوفة فلما جعلها فيه انطبق الجبل عليها ، فلم تزل في الجبل حتى بعث الله نبيه محمدا صلى الله عليه واله ، فأقبل ركب من اليمن يريدون الرسول صلى الله عليه وآله ، فلما انتهوا إلى الجبل انفرج الجبل وخرجت الالواح ملفوفة كما وضعها موسى ، فأخذها القوم ، فلما وقعت في أيديهم ألقى الله في قلوبهم ـ الرعب ـ ان لا ينظروا اليها وهابوها حتى يأتوا بها رسول الله صلى الله عليه واله وأنزل الله جبرئيل على نبيه فأخبره بأمر القوم ، وبالذى أصابوه ، فلما قدموا على النبى صلى الله عليه وآله ابتدأهم فسألهم عما وجدوا فقالوا : وما علمك بما وجدنا ؟ قال : اخبرنى به ربى وهو الالواح قالوا : نشهد انك لرسول الله ، فأخرجوها فوضعوها اليه فنظر اليها وقرأها و كانت (1) بالعبرانى ثم دعا امير المؤمنين عليه السلام فقال : دونك هذه ففيها علم الاولين وعلم الآخرين ، وهى ألواح موسى وقد أمرنى ربى ان أدفعها اليك فقال : يارسول الله لست أحسن قرائتها ، قال : ان جبرئيل أمرنى ان آمرك أن تضعها تحت رأسك كتابك هذه الليلة (2) فانك تصبح وقد علمت قرائتها ، قال فجعلها تحت رأسه فأصبح وقد علمه الله كل شئ فيها ، فأمره رسول الله صلى الله عليه وآله بنسخها فنسخها في جلد شاة وهو الجفر ، وفيه علم الاولين والآخرين وهو عندنا والالواح عندنا ، و عصا موسى عندنا ، ونحن ورثنا النبيين صلى الله عليهم أجمعين ، قال : قال أبوجعفر عليه السلام : تلك الصخرة التى حفظت الواح موسى تحت شجرة في واد يعرف بكذا . (3)

--------------------
(1) وفى نسخة ( وكتبها ) بدل ( وكانت ) .
(2) وفى نسختى الصافى والبرهان ( ليلتك هذه ) مكان ( كتابك هذه الليله ) وهو الظاهر .
(3) البحار ج 6 : 277 ، البرهان ج 2 : 36 ، الصافى ج 1 : 612 .

تفسير العياشي (الجزء الثاني) ـ 29 ـ
  78 ـ عن محمد بن سابق بن طلحة الانصارى قال : كان مما قال هارون لابى الحسن موسى عليه السلام حين ادخل عليه ما هذه الدار ؟ قال : هذه دار الفاسقين ، قال : وقرأ ( سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِي الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لا يُؤْمِنُوا بِهَا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً ) يعنى وان يروا كل آية لا يؤمنوا بها وان يروا سبيل الرشد لا يتخذوه سبيلا ، فقال له هارون : فدار من هى ؟ قال : هي لشيعتنا قرة ولغيرهم فتنة قال : فما بال صاحب الدار لا يأخذها ؟ قال : أخذت منهم ( منه خ ل ) عامرة ولا يأخذها الا معمورة (1).
  79 ـ عن محمد بن أبى حمزة عمن ذكره عن أبى عبدالله عليه السلام في قول الله تعالى ( وَاتَّخَذَ قَوْمُ مُوسَى مِنْ بَعْدِهِ مِنْ حُلِيِّهِمْ عِجْلاً جَسَداً لَهُ خُوَارٌ ) (2) فقال موسى : يا رب ومن أخار الصنم ( العجل خ ل ) ؟ فقال الله : أنا يا موسى أخرته فقال موسى : ان هى الا فتنتك تضل من تشاء وتهدى من تشاء (3) .
  80 ـ عن ابن مسكان عن الوصاف عن أبى جعفر عليه السلام قال : ان فيما ناجى الله موسى ان قال : يا رب هذا السامرى صنع العجل فالخوار من صنعه ؟ قال : فأوحى الله اليه : يا موسى ان تلك فتنتى فلا تفصحنى ( تفحص خ ل ) عنها .
  عن اسمعيل بن عبدالعزيز عن أبى عبدالله عليه السلام قال : حيث قال موسى أنت أبو الحكماء (4) .
  81 ـ عن محمد بن أبى حمزة عمن ذكره عن أبى عبدالله عليه السلام قال : ان الله تبارك و تعالى لما أخبر موسى ان قومه اتخذوا عجلا له خوار ، فلم يقع منه موقع العيان ، فلما رآهم اشتد غضبه فألقى الالواح من يده فقال أبوعبدالله : وللرؤية فضل على الخبر (5)
  82 ـ عن داود بن فرقد قال : قال أبوعبدالله عليه السلام : عرضت إلى ربى حاجة فهجرت (6)

--------------------
(1) البرهان ج 2 : 39 .
(2) الخوار بالضم : صوت شديد كصوت البقر يقال كانت الريح تدخل به فيسمع له صوت كصوت البقر من قولهم خار الثور يخور خوارا : صاح .
(3 ـ 4) البحار ج 5 : 277 ، البرهان ج 2 : 39 ، الصافى ج 1 : 613 .
(5) البرهان ج 1 : 38 ، البحار ج 5 : 277 .
(6) بتشديد الجيم اى مضيت وقت الهاجرة وهى شدة الحر .

تفسير العياشي (الجزء الثاني) ـ 30 ـ
  فيها إلى المسجد وكذلك أفعل اذا عرضت بى الحاجة ، فبينا انا اصلى في الروضة اذا رجل على رأسى ، قال : فقلت : ممن الرجل ؟ فقال : من أهل الكوفة قال : قلت : ممن الرجل ؟ قال : من اسلم قال : فقلت : ممن الرجل ؟ قال : من الزيدية قال : قلت : يا أخا أسلم من تعرف منهم ؟ قال : أعرف خيرهم وسيدهم ورشيدهم وأفضلهم هارون .
  بن سعد ، قلت : يا أخا أسلم ذاك رأس العجلية كما سمعت الله يقول : ( إِنَّ الَّذِينَ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ سَيَنَالُهُمْ غَضَبٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَذِلَّةٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ) وانما الزيدى حقا محمد بن سالم بياع القصب (1).
  83 ـ عن الحارث بن المغيرة عن أبى عبدالله عليه السلام قال : قلت له : ان عبدالله بن عجلان قال في مرضه الذى مات فيه : انه لا يموت فمات ، فقال : لا غفر الله شيئا من ذنوبه أين ذهب ؟ ان موسى اختار سبعين رجلا من قومه ، فلما أخذتهم الرجفة قال : رب أصحابى أصحابى ! قال : انى ابدلك بهم من هو خير لك منهم ، فقال : انى عرفتهم ووجدت ريحهم ، قال : فبعثهم ( فبعث خ ل ) الله له أنبياء (2).
  84 ـ عن أبان بن عثمان عن الحارث مثله الا انه ذكر فلما أخذتهم الصاعقة ولم يذكر الرجفة (3)

--------------------
(1) البحار ج 11 : 209 ، البرهان ج 2 : 38 ، ثم لا يخفى ان الرجل ممن اختلفت الكلمات فيه قال في تنقيح المقال ـ بعد نقل كلام ابن طاوس والعلامة وابن داود ورميه بانه زيدى ونقل الحديث بعينه من كتاب الكشى ـ ما لفظه : لكن لا يخفى عليك انه على خلاف ما ذكروه ادل لان الزيدى حقا هو الامامى الذى يقول بامامة الاثنى عشر ولا يدخل فيهم زيدا وانما يحب زيدا لكون عزمه انه ان لو ملك الامر سلمه إلى اهله والوجه في هذا التفسير ظاهر ضرورة ان القائل بامامة زيد لا يكون حقا بل باطلا كما يشهد بذلك ايضا مقابلته بالعجل ولو كان غرضه التصلب في الزيدية والقول بامامته لقال وانما الزيدى عن جد فلان و ( ح ) فلا يكون محمد بياع القصب زيديا اه .
(2 ـ 3) البحار ج 5 : 281 و 11 : 209 ، البرهان ج 2 : 38 .

تفسير العياشي (الجزء الثاني) ـ 31 ـ
  ـ تفسير العياشى مجلد : 2 من ص 31 سطر 1 الى ص 40 سطر 17
  85 ـ عن أبى بصير عن أبى جعفر عليه السلام (1) قال : لما ناجى موسى ربه أوحى الله اليه : ان يا موسى قد فتنت قومك ، قال : وبماذا يا رب ؟ قال : بالسامرى صاغ لهم من حليهم عجلا ، قال : يا رب ان حليهم لايحتمل أن يصاغ منه (2) غزال ـ أ ـ وتمثال ـ أ ـ وعجل فكيف فتنتهم ؟ قال : صاغ لهم عجلا فخار ، قال : يارب و من أخاره ؟ قال : أنا ، قال عنده موسى : ان هى الا فتنتك تضل بها من تشاء وتهدى من تشاء (3).
  86 ـ عن على بن اسباط قال : قلت لابى جعفر عليه السلام : لم سمى النبى الامى ؟ قال : نسب إلى مكة ، وذلك من قول الله : ( لِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا ) ( وام القرى مكة ) فقيل امى لذلك (4).
  87 ـ عن الثمالى عن أبى جعفر عليه السلام قال : في قوله : ( يجدونه ) يعنى اليهود و النصارى صفة محمد واسمه مكتوبا عندهم في التورية والانجيل ، يأمرهم بالمعروف و ينهاهم عن المنكر (5).
  88 ـ عن أبى بصير في قول الله : ( فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنزِلَ مَعَهُ ) قال أبوجعفر عليه السلام : النور : على عليه السلام (6) .
  89 ـ عن عبدالله بن سنان عن أبى عبدالله عليه السلام في قول الله : ( وَمِنْ قَوْمِ مُوسَى أُمَّةٌ

--------------------
(1) وفى نسخة البرهان هكذا ( عن أبى بصير عن ابيعبدالله عليه السلام قال ان الله تبارك وتعالى اوحى إلى موسى اه ) .
(2) وفى نسخة البرهان ( ان حليهم ليحتمل من ان يصاغ منه اه ) .
(3) البحار ج 5 : 277 ، البرهان ج 2 : 39 .
(4) البحار ج 6 : 129 ، البرهان ج 2 : 40 ، الصافى ج 1 : 616 ، ثم في وجه تسميته صلى الله عليه وسلم بالامى وجوه اخر ذكرها الطبرسى ( ره ) وغيره فراجع .
(5) البحار ج 6 : 53 ، البرهان ج 2 : 40 ، الصافى ج 1 : 616 .
(6) البحار ج 9 : 76 ، البرهان ج 2 : 40 ، البرهان ج 2 : 40 ، الصافى ج 1 : 618 .

تفسير العياشي (الجزء الثاني) ـ 32 ـ
  يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ ) فقال : قوم موسى هم أهل الاسلام (1).
  90 ـ عن المفضل بن عمر عن أبى عبدالله عليه السلام قال : اذا قام قائم آل محمد استخرج من ظهر الكعبة (2) سبعة وعشرين رجلا خمسة عشر من قوم موسى الذين يقضون بالحق وبه يعدلون ، وسبعة من أصحاب الكهف ، ويوشع وصى موسى ومؤمن آل فرعون ، و سلمان الفارسى ، وابا دجانة الانصارى ، ومالك الاشتر (3).
  91 ـ عن ابى الصهبان البكرى قال : سمعت على بن أبى طالب عليه السلام ودعا رأس الجالوت واسقف النصارى فقال : انى سائلكما عن أمر وانا أعلم به منكما فلا تكتمانى يا رأس الجالوت بالذى انزل التورية على موسى واطعمكم المن والسلوى ، وضرب لكم في البحر طريقا يبسا وفجر لكم من الحجر الطورى اثنتا عشرة عينا لكل سبط من بنى اسرائيل عينا ، الا ما أخبرتنى على كم افترقت بنو اسرائيل بعد موسى ؟ فقال : فرقة واحدة (4) فقال : كذبت والذى لا اله غيره لقد افترقت على احدى وسبعين فرقة كلها في النار الا واحدة ، فان الله يقول : ( وَمِنْ قَوْمِ مُوسَى أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ ) فهذه التى تنجو (5)
  92 ـ عن الاصبغ بن نباتة عن على بن أبيطالب عليه السلام قال : كانت مدينة حاضرة البحر فقالوا لنبيهم : ان كان صادقا فليحولنا ربنا جريثا (6) فاذا المدينة في وسط البحر قد غرقت من الليل ، واذا كل رجل منهم مسودا جريثا يدخل الراكب في

--------------------
(1) البرهان ج 2 : 41 ، الصافى ج 1 : 618 .
(2) وفى نسخة البرهان ( الكوفة ) بدل ( الكعبة ) .
(3) البحار ج 13 : 190 و 223 ، البرهان ج 2 : 41 ونقله الفيض رحمه الله في حاشية الصافى ج 1 : 618 ، اثبات الهداة ج 7 : 98 .
(4) وفى نسخة البحار ( فقال : ولا الا وفرقة اه ) .
(5) البحار ج 8 : 2 ، البرهان ج 2 : 41 .
(6) الجريث ـ بالثاء المثلثة ـ كسكيت : ضرب من السمك يشبه الحيات ويقال له بالفارسية ( مارماهى ) .

تفسير العياشي (الجزء الثاني) ـ 33 ـ
  فيها (1).
  93 ـ عن أبى عبيدة عن أبى جعفر عليه السلام قال : وجدنا في كتاب أمير المؤمنين عليه السلام ان قوما من أهل ايلة (2) من قوم ثمود ، وان الحيتان كانت سبقت اليهم يوم السبت ليختبر الله طاعتهم في ذلك ، فشرعت لهم يوم سبتهم في ناديهم (3) وقدام أبوابهم في أنهارهم وسواقيهم ، فتبادرا اليها فاخذوا يصطادونها ويأكلونها ، فلبثوا بذلك ما شاء الله لا ينهاهم الاحبار (4) ولا ينهاهم العلماء من صيدها ، ثم ان الشيطان أوحى إلى طائفة منهم انما نهيتم من اكلها يوم السبت ولم تنهوا عن صيدها فاصطادوا يوم السبت وأكلوها فيما سوى ذلك من الايام ، فقالت طائفة منهم الآن نصطادها (5) وانحازت (6) طائفة ـ اخرى ـ منهم ذات اليمين وقالوا : الله الله انا نهيناكم عن عقوبة الله ان تعرضوا لخلاف امره واعتزلت طائفة منهم ذات اليسار فسكتت فلم يعظهم ، وقالت الطايفة التى لم تعظهم : لم تعظون قوما الله مهلكهم أو معذبهم عذابا شديدا وقالت الطايفة التى وعظتهم : معذرة إلى ربكم ولعلهم يتقون ، قال الله : ( فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ ) يعني لما تركوا ما وعظوا به ومضوا على الخطيئة قالت الطايفة التى وعظتهم لا والله لا نجا معكم ولا نبايتكم (7) الليل في مدينتكم هذه التى عصيتم الله فيها مخافة أن ينزل بكم البلاء ، فنزلوا قريبا من المدينة فباتوا تحت السماء ، فلما

--------------------
(1) البحار ج 5 : 345 ، البرهان ج 2 : 43 .
(2) ايلة بفتح اللام ـ مدينة على ساحل بحر القلزم مما يلى الشام وقيل آخر الحجاز وأول الشام قيل : سميت بايلة بنت مدين بن ابراهيم عليه السلام ، ( كذا في معجم البلدان ) .
(3) النادى : مجلس القوم ومتحدثهم نهارا وقيل المجلس ما داموا مجتمعين فيه فاذا تفرقوا زال عنه هذا الاسم .
(4) الاحبار جمع الحبر ـ بكسر الحاء ـ الصالح من العلماء .
(5) وفى نسخة البرهان ( الا لا نصطادها ) .
(6) انحاز عنه انحيازا : عدل .
(7) من البيتوتة .

تفسير العياشي (الجزء الثاني) ـ 34 ـ
  أصبح اولياء الله المطيعون لامر الله غدوا (1) لينظروا ما حال أهل ـ المعصية فأتوا باب المدينة فاذا هو مصمت فدقوه فلم يجابوا ولم يسمعوا منها حس احد فوضعوا سلما على سور ـ المدينة ثم اصعدوا رجلا منهم فأشرف على المدينة ، فنظر فاذا هو بالقوم قردة يتعاوون (2) فقال الرجل لاصحابه : يا قوم أرى والله عجبا ! فقالوا : وما ترى ؟ قال القوم قردة يتعاوون لهم أذناب ـ قال ـ : فكسروا الباب ودخلوا المدينة ، قال فعرفت القردة أنسابها من الانس ولم تعرف الانس أنسابها من القردة قال : فقال القوم للقرده : ألم ننهكم ؟ قال : فقال أمير المؤمنين : والذى فلق الحبة وبرء النسمة انى لاعرف أنسابها من هذه الامة ، لا ينكرون ولا يغيرون ، بل تركوا ما امروا به ـ فتفرقوا ـ وقد قال الله : ( فَبُعْداً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ) وقال الله ( أَنْجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنْ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ ) (3) .
  94 ـ عن على بن عقبة عن رجل عن أبى عبدالله عليه السلام قال : ان اليهود أمروا بالامساك يوم الجمعة ـ فتركوا يوم الجمعة ـ فامسكوا يوم السبت (4)
  95 ـ عن الاصبغ عن على عليه السلام قال : أمتان تابعنا (5) من بنى اسرائيل فأما الذى أخذت البحر فهى الجرارى (6) واما الذى أخذت البر فهى الضباب (7).

--------------------
(1) غذا غدوا من باب قعد : ذهب غدوة وجمع الغدوة غدى كمدية ومدى هذا اصله - ثم كثر حتى استعمل في الذهاب والانطلاق اى وقت كان .
(2) من عوى الكلب والذئب اى صاح .
(3) البحار ج 5 : 345 ، البرهان ج 2 : 43 ، الصافى ج 1 : 621 .
(4) البحار ج 5 : 343 ، البرهان ج 2 : 44 .
(5) كذا في نسخ الكتاب ونسخة البرهان لكن في نسخة الوسائل ( مسختا ) مكان ( تابعنا ) وهو الظاهر .
(6) الجرارى جمع الجرى ـ بتشديد الراء والياء كسكيت ـ بمعنى الجريث وقد مر معناه وفى بعض النسخ ( الجريث ) مكان ( الجرارى ) وكذا فيما يأتى في الحديث الاتى
(7) البرهان ج 2 : 44 ، الوسائل ج 3 ابواب الاطعمة المحرمة باب 8 والضباب ـ جمع الضب : دويبة على حد فرخ التمساح الصغير وذنبه كثير العقد كذنب التمساح ولهذا قالوا ( أعقد من ذنب الضب ) ويقال له بالفارسية ( سوسمار ) .

تفسير العياشي (الجزء الثاني) ـ 35 ـ
  96 ـ عن هارون بن عبيد (1) رفعه إلى احدهم قال : جاء قوم إلى أمير المؤمنين عليه السلام بالكوفة وقالوا له : يا أمير المؤمنين ان هذه الجرارى تباع في أسواقنا ، قال : فتبسم أمير المؤمنين عليه السلام ضاحكا ثم قال : قوموا لاريكم عجبا ولا تقولوا في وصيكم الا خيرا ، فقاموا معه فأتوا شاطئ بحر فتفل فيه تفلة وتكلم بكلمات ، فاذا بجرية رافعة رأسها ، فاتحة فاها ، فقال له امير المؤمنين : من أنت ؟ الويل لك ولقومك ! فقالت : نحن من أهل القرية التى كانت حاضرة البحر اذ يقول الله في كتابه : ( إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعاً ) الاية فعرض الله علينا ولايتك فقعدنا عنها فمسخنا الله ، فبعضنا في البر وبعضنا في البحر ، فأما الذين في البحر فنحن الجرارى ، واما الذين في البر فالضب واليربوع قال : ثم التفت أمير المؤمنين عليه السلام الينا فقال : أسمعتم مقالتها ؟ قلنا : اللهم نعم ، قال : والذى بعث محمدا بالنبوة لتحيض كما تحيض نساؤكم (2)
  97 ـ عن طلحة بن زيد عن جعفر بن محمد عن أبيه عليه السلام في قول الله : ( فلما جاء أمرنا أنجينا الذين ينهون عن السوء ) قال : افترق القوم ثلث فرق ، فرقة انتهت واعتزلت ، وفرقة أقامت ولم تقارف الذنوب ، وفرقة اقترفت الذنوب ، فلم تنج من العذاب الا من انتهت ، قال جعفر : قلت لابى جعفر عليه السلام : ما صنع بالذين أقاموا ولم يقارفوا الذنوب ؟ قال أبوجعفر : بلغنى انهم صاروا ذرا (3)
  98 ـ عن اسحق بن عبدالعزيز عن أبى الحسن الاول عليه السلام قال : ان الله خص

--------------------
(1) وفى نسخة البرهان ( هارون بن عبدالعزيز ) وفى الوسائل ( هارون بن عبد ربه ) .
(2) البحار ج 5 : 345 ، البرهان ج 2 : 44 ، ونقله في الوسائل ج 3 ابواب الاطعمة المحرمة باب 8 مختصرا .
(3) البرهان ج 2 : 44 .

تفسير العياشي (الجزء الثاني) ـ 36 ـ
  عباده بآيتين من كتابه (1) ان لا يكذبوا بما لا يعلمون أو يقولوا بما لا يعلمون ، وقرأ : ( بَلْ كَذَّبُوا بِمَا لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ ) وقال : ( أَلَمْ يُؤْخَذْ عَلَيْهِمْ مِيثَاقُ الْكِتَابِ أَنْ لا يَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلاَّ الْحَقَّ ) (2)
  99 ـ عن اسحق قال أبوعبدالله عليه السلام : خص الله الخلق في آيتين من كتاب الله ، أن لا يقولوا على الله الا بعلم ولا يردوا الا بعلم ، ألم يؤخذ عليهم ميثاق الكتاب ان لا يقولوا الا الحق ، وقال : ( بَلْ كَذَّبُوا بِمَا لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ وَلَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ ) (3) .
  100 ـ عن اسحق بن عمار (4) عن أبى عبدالله عليه السلام قال : قلت له : أيضع الرجل يده على ذراعه في الصلوة ؟ قال : لابأس ان بنى اسرائيل كانوا اذا دخلوا في الصلوة دخلوا متماوتين (5) كأنهم موتى فأنزل الله على نبيه عليه السلام خذ ما آتيتك بقوة ، فاذا دخلت الصلوة فادخل فيها بجلد وقوة ، ثم ذكرها في طلب الرزق ، فاذا طلبت

--------------------
(1) قال الفيض رحمه الله في الوافى بعد نقل الحديث من الكافى ما لفظه : قيل يعنى عباده الذين هم من اهل الكتاب والكلام كأن من سواهم ليسوا مضافا اليه بالعبودية بآيتين اى مضمونهما والا فالايات في ذلك فوق اثنتين كقوله تعالى : ( ومن اظلم ممن افترى على الله كاذبا او كذب بآياته ومن لم يحكم بما أنزل الله فاولئك هم الكافرون ، فاولئك هم الفاسقون ، فاولئك هم الظالمون ) إلى غير ذلك .
ثم قال : ولا يردوا ما لم يعلموا ( على لفظ الكافى ) يعنى لا يكذبوا به بل يكلوا علمه إلى قائله فان التصديق بالشئ كما هو محتاج إلى تصوره اثباتا فكذلك هو مفتقر اليه نفيا وهذا في غاية الظهور ولكن اكثر الناس لا يعلمون ( انتهى ) .
(2 ـ 3) البرهان ج 2 : 44 ، البحار ج 1 : 100 ، الصافى ج 1 : 623 .
(4) وفى نسخة البرهان ( معاوية بن عمار ) ، ولعله الظاهر بقرينة الحديث الاتى
(5) المتماوت : الناسك المرائى اى الذى يرى انه كميت عن الدنيا ، يقال تماوت الرجل : اذا أظهر من نفسه التخافت والتضاعف من العبادة والزهد والصوم ، وفى نسخة الاصل ( متهاونين ) بدل متماوتين ولكن الظاهر هو المختار ولعله تصحيفه .

تفسير العياشي (الجزء الثاني) ـ 37 ـ
  الرزق فاطلبه بقوة (1) .
  101 ـ وفى رواية اسحق بن عمار عنه في قول الله : ( خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ ) أقوة في الابدان أم قوة في القلوب ؟ قال : فيهما جميعا (2) .
  102 ـ عن محمد بن حمزة عمن اخبره (3) عن ابى عبدالله عليه السلام في قول الله : ( خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ ) قال : السجود وضع اليدين على الركتبين في الصلوة (4) .
  103 ـ عن رفاعة قال : سألت أبا عبدالله عليه السلام عن قول الله : ( وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ ) قال : أخذ ا لله الحجة على جميع خلقه يوم الميثاق هكذا وقبض يده (5) .
  104 ـ عن أبى بصير قال : قلت لابى عبدالله عليه السلام : كيف أجابوه وهم ذر ؟ قال : جعل فيهم ما اذا سألهم أجابوه (6) يعنى في الميثاق (7) .

--------------------
(1) البحار ج 18 : 317 ، البرهان ج 2 : 45 .
(2) البحار ج 15 ( ج 2 ) : 37 ، البرهان ج 2 : 45 ، الصافى ج 1 : 624 .
(3) وفى نسخة البرهان هكذا ( عن محمد بن أبى حمزة عن بعض اصحابنا اه ) .
(4) البرهان ج 2 : 45 .
(5) البحار ج 3 : 71 ، البرهان ج 2 : 49 .
(6) قال الفيض رحمه الله في تفسير الاية : ان الله نصب لهم دلائل ربوبية وركب في عقولهم ما يدعوهم إلى الاقرار بها حتى صاروا بمنزلة الاشهاد على طريقة التمثيل نظير ذلك قوله عزوجل ( انما قولنا لشئ اذا أردناه ان نقول له كن فيكون ) وقوله جل و علا ( فقال لها وللارض ائتيا طوعا او كرها قالتا أتينا طائعين ) ومعلوم انه لا قول ثمة و انما هو تمثيل وتصوير للمعنى وذلك حين كانت انفسهم في اصلاب آبائهم العقلية ومعادنهم الاصلية يعنى شاهدهم وهم دقائق في تلك الحقايق وعبر عن تلك الاباء بالظهور لان كل واحد منهم ظهر او مظهر لطائفة من النفوس او ظاهر عنده لكونه صورة عقلية نورية ظاهرة بذاتها الخ .
ثم قال بعد نقل الحديث ما لفظه : اقول : وهذا بعينه ما قلناه انه عزوجل ركب في عقولهم ما يدعوهم إلى الاقرار ، وقال المجلسى رحمه الله : اى تعلقت الاروح بتلك الذر وجعل فيهم العقل وآلة السمع وآلة النطق حتى فهموا الخطاب وأجابوا وهم ذر .
(7) البحار ج 3 : 71 ، البرهان ج 2 : 49 ، الصافى ج 1 : 625 .

تفسير العياشي (الجزء الثاني) ـ 38 ـ
  105 ـ عن عبدالله بن الحلبى عن أبى جعفر وأبى عبدالله عليهما السلام قال : حج عمر أول سنة حج وهو حليفة ، فحج تلك السنة المهاجرون والانصار ، وكان على قد حج في تلك السنة بالحسن والحسين عليهما السلام وبعبد الله بن جعفر ، قال : فلما أحرم عبدالله لبس إزارا ورداءا ممشقين (1) مصبوغين بطين المشق ، ثم أتى فنظر اليه عمر وهو يلبى وعليه الازار والرداء وهو يسير إلى جنب على عليه السلام ، فقال عمر من خلفهم : ما هذه البدعة التي في الحرم ؟ فالتفت اليه على عليه السلام فقال له : يا عمر لا ينبغى لاحد أن يعلمنا السنة ، فقال عمر : صدقت يا با الحسن لا والله ما علمت انكم هم قال : فكانت تلك واحدة في سفر لهم ، فلما دخلوا مكة طافوا بالبيت فاستلم عمر الحجر وقال : اما والله اني لاعلم انك حجر لا تضر ولا تنفع ، ولولا ان رسول الله صلى الله عليه وآله استلمك ما استلمتك ، فقال له على عليه السلام : ـ مه ـ يا با حفص ، لا تفعل فان رسول الله لم يستلم الا لامر قد علمه ولو قرأت القرآن فعلمت من تأويله ما علم غيرك لعلمت انه يضر وينفع ، له عينان وشفتان ولسان ذلق (2) يشهد لمن وافاه بالموافاة ، قال : فقال له عمر : فأوجدنى ذلك من كتاب الله يا با الحسن ، فقال على : قوله تبارك وتعالى : ( وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا ) فلما أقروا بالطاعة بانه الرب وانهم العباد أخذ عليهم الميثاق بالحج إلى بيته الحرام ، ثم خلق الله رقا أرق من الماء وقال للقلم : اكتب موافاة خلقى بيتى الحرام ، فكتب القلم موافاة بنى آدم في الرق ، ثم قيل للحجر : افتح قال : ففتحه فالقم الرق ، ثم قال للحجر : احفظ واشهد لعبادى بالموافاة ، فهبط الحجر مطيعا لله ، يا عمر أوليس اذا استلمت الحجر قلت : امانتى أديتها وميثاقى تعاهدته لتشهد لى بالموافاة ؟ فقال عمر : اللهم نعم ، فقال له على عليه السلام : ـ امن ـ ذلك (3) .

--------------------
(1) الممشق : المصبوغ بالمشق وهو الطين الاحمر .
(2) لسان ذلق : جديد بليغ .
(3) البرهان ج 2 : 49 ، ونقله المجلسى رحمه الله في المجلد الثامن من البحار ص :

تفسير العياشي (الجزء الثاني) ـ 39 ـ
  106 ـ عن الحلبى قال : سألته لم جعل استلام الحجر ؟ قال : ان الله حيث أخذ الميثاق من بنى آدم دعا الحجر من الجنة ، وأمره والتقم الميثاق ، فهو يشهد لمن وافاه بالوفا (1)
  107 ـ عن صالح بن سهل عن أبى عبدالله عليه السلام قال : ان بعض قريش قال لرسول الله صلى الله عليه وآله : بأى شئ سبقت الانبياء وأنت بعثت آخرهم وخاتمهم ؟ فقال : انى كنت أول من أقر بربى وأول من أجاب حيث أخذ الله ميثاق النبيين وأشهدهم على انفسهم ألست بربكم ؟ فقال : بلى ، فكنت أول من قال : بلى ، فسبقتهم إلى الاقرار بالله (2) .
  108 ـ عن زرارة قال : سألت أبا عبدالله عليه السلام عن قول الله : ( وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ) إلى ( قالوا بلى ) قال : كان محمد عليه وآله السلام أول من قال : بلى ، قلت : كانت رؤية معاينة ؟ قال : ( نعم ظ ) فأثبت المعرفة في قلوبهم ونسوا ذلك الميثاق ، وسيذكرونه بعد ، ولولا ذلك لم يدر أحد من خالقه ولا من رازقه (3).
  109 ـ عن زرارة ان رجلا سأل أبا عبدالله عليه السلام عن قول الله : ( وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ) (4) فقال وأبوه يسمع : حدثنى أبى ان الله تعالى قبض قبضة من تراب التربة التى خلق منها آدم ، فصب عليها الماء العذب الفرات ، فتركها أربعين صباحا ، ثم صب عليها الماء المالح الاجاج (5) فتركها أربعين صباحا ، فلما اختمرت الطينة أخذها تبارك وتعالى فعركها عركا شديدا (6) ثم هكذا حكى بسط كفيه فخرجوا (7) كالذر من يمينه وشماله فأمرهم جميعا ان يقعوا

--------------------
(1) البرهان ج 2 : 50 ، وفيه ( وافاه بالموافاة ) .
(2 ـ 3) البرهان ج 2 : 50 ، البحار ج 6 : 5 و 3 : 71 ، الصافى ج 1 : 626 .
(4) وهذا احدى القراءات في الاية والقرائة المشهورة ( ذريتهم ) .
(5) الاجاج : المالح المر الشديد الملوحة يقال أج الماء اجوجا اذا ملح واشتدت ملوحته
(6) يقال عرك البعير جنبه بمرفقه : اذا دلكه فأثر فيه .
(7) وفى نسخة البرهان ( فجمد فجروا ) بدل ( فخرجوا ) ولعل هذا الاختلاف من جهة وقوع التحريف في هذه النسخة ، ثم ان الذر بمعنى صغار النمل واحدتها ذرة قال الفيض رحمه الله في الوافى : ووجه الشبه : الحس والحركة او كونهم محل الشعور ( الحيوة خ ل ) مع صغر الجثة واجتماعهم في الوجود عند الله انما هو لاجتماع اجزاء الزمانية عنده سبحانه دفعة واحدة في عالم الامر وجود ملكوتى ظلى ينبعث من حقيقة هذا الوجود الخلقى الجسمانى وهو صورة علمه سبحانه بها اه قوله من يمينه اه : قال المجلسى رحمه الله اى من يمين الملك المأمور بهذا الامر و شماله او من يمين العرش وشماله او استعار اليمين للجهة اتى فيها اليمن والبركة وكذا الشمال بعكس ذلك .

تفسير العياشي (الجزء الثاني) ـ 40 ـ
  ( يدخلوا خ ل ) في النار فدخل أصحاب اليمين ، فصارت عليهم بردا وسلاما ، وأبى أصحاب الشمال أن يدخلوها (1).
  110 ـ عن أبى بصير عن أبى عبدالله عليه السلام في قول الله : ( أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى ) قالو بألسنتهم ؟ قال : نعم ، وقالوا بقلوبهم ، فقلت : واى شئ كانوا يومئذ ؟ قال صنع منهم ما اكتفى به (2).
  111 ـ عن زرارة قال : سألت ابا جعفر عليه السلام (3) عن قول الله : ( وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ ) إلى ( أنفسهم ) قال : أخرج الله من ظهر آدم ذريته إلى يوم القيمة فخرجوا ـ وهم ـ كالذر ، فعرفهم نفسه وأراهم نفسه ولولا ذلك ما عرف أحد ربه ، وذلك قوله : ( وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ ) (4)
  112 ـ عن زرارة عن أبى جعفر عليه السلام قال : قلت له : ( وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ ) اى ( شهدنا ) قال : ثم قال : ثبتت المعرفة ونسوا الموقف ـ وسيذكرونه ـ ولولا ذلك لم يدر أحد من خالقه ولا من رازقه (5).

--------------------
(1 ـ 2) البرهان ج 2 : 50 ، البحار ج 3 : 71 ، الصافى ج 1 : 625 .
(3) وفى البرهان ( ابا عبدالله عليه السلام ) مكان ( ابا جعفر عليه السلام ) .
(4) البحار ج 3 : 71 ، البرهان ج 2 : 50 .
(5) البحار ج 3 : 67 ، البرهان ج 2 : 50 .

تفسير العياشي (الجزء الثاني) ـ 41 ـ
  ـ تفسير العياشى مجلد : 2 من ص 41 سطر 1 الى ص 50 سطر 26
  113 ـ عن جابر قال : قلت لابى جعفر عليه السلام : متى سمى أمير المؤمنين أمير المؤمنين ؟ قال : قال والله نزلت (1) هذه الاية على محمد صلى الله عليه وآله ( وأشهدهم على أنفسهم الست بربكم وان محمد رسول الله ـ نبيكم ـ وان عليا امير المؤمنين ، فسماه الله والله أميرالمؤمنين ) (2).
  114 - عن جابر قال قال لى أبوجعفر عليه السلام : يا جابر لو يعلم الجهال متى سمى أمير المؤمنين على لم ينكروا حقه ، قال : قلت : جعلت فداك متى سمى ؟ فقال لى : قوله ( وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ ) إلى ( ألست بربكم وان محمدا ـ نبيكم ـ رسول الله وان عليا أمير المؤمنين ) قال : ثم قال لى يا جابر : هكذا والله جاء بها محمد صلى الله عليه واله (3).
  115 ـ عن ابن مسكان عن بعض أصحابه عن أبى جعفر عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله ان امتى عرضت على في الميثاق ، فكان اول من آمن بي على ، وهو أول من صدقنى حين بعثت ، وهو الصديق الاكبر ، والفاروق يفرق بين الحق والباطل (4).
  116 ـ عن الاصبغ بن نباتة عن على عليه السلام قال : أتاه ابن الكواء فقال : يا أمير المؤمنين أخبرنى عن الله تبارك وتعالى هل كلم أحدا من ولد آدم قبل موسى ؟ فقال على : قد كلم الله جميع خلقه برهم وفاجرهم ، وردوا عليه الجواب ، فثقل ذلك على ابن الكوا ولم يعرفه ، فقال له : كيف كان ذلك يا أمير المؤمنين ؟ فقال له : أوما تقرء كتاب الله اذ يقول لنبيه : ( وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى ) فقد أسمعهم كلامه وردوا عليه الجواب كما تسمع في قول الله يابن الكوا ( قالوا بلى ) فقال لهم : انى انا الله لا اله الا انا وأنا الرحمن ـ الرحيم ـ فأقروا له بالطاعة والربوبية ، وميز الرسل والانبياء والاوصياء ، وأمر الخلق بطاعتهم فأقروا بذلك في الميثاق ، فقالت الملائكة عند اقرارهم بذلك :

--------------------
(1) وفى نسخة البرهان ( لما نزلت ) .
(2 ـ 3) البحار ج 9 : 256 ، البرهان ج 2 : 50 ، اثبات الهداة ج 3 : 545 .
(4) البحار ج 6 : 231 ، البرهان ج 2 : 51 .

تفسير العياشي (الجزء الثاني) ـ 42 ـ
  شهدنا عليكم يا بنى آدم أن تقولوا يوم القيمة انا كنا عن هذا غافلين (1).
  117 ـ قال أبوبصير : قلت لابى عبدالله عليه السلام : اخبرنى عن الذر حيث أشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى ، واسر بعضهم خلاف ما أظهر ، فقلت : كيف علموا القول حيث قيل لهم ألست بربكم ؟ قال : ان الله جعل فيهم ما اذا سألهم أجابوه (2) .
  118 ـ عن سليمان اللبان قال : قال أبوجعفر عليه السلام : أتدرى ما مثل المغيرة بن شعبة (3) قال : قلت : لا ، قال : مثله مثل بلعم الذى أوتى الاسم الاعظم الذى قال الله : ( آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنْ الْغَاوِينَ ) (4) .
  119 ـ عن محمد بن أبى زيد الرازى عمن ذكره عن الرضا عليه السلام قال : اذا نزلت بكم شدة فاستعينوا بنا على الله ، وهو قول الله : ( وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا ) قال : قال أبو عبدالله : نحن والله الاسماء الحسنى الذى لا يقبل من أحد الا بمعرفتنا ـ قال فادعوه بها ـ (5) .
  120 ـ عن حمران عن أبى جعفر عليه السلام في قول الله : ( وَمِمَّنْ خَلَقْنَا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ ) قال : هم الائمة (6) .
  121 ـ وقال محمد بن عجلان عنه نحن هم (7).

--------------------
(1 ـ 2) البحار ج 3 : 71 ، البرهان ج 2 : 51 .
(3) مغيرة بن شعبة بن عامر بن مسعود الثقفى الكوفى صحابى مات سنة خمسين ، من الهجرة النبوية وهو يومئذ ابن سبعين سنة . ولاه عمر بن الخطاب البصرة ولم يزل عليها حتى شهد عليه بالزنا فعزله ثم ولاه الكوفة فلم يزل عليها حتى قتل عمر فأقره عثمان عليها ثم عزله وولاه معاوية الكوفة فلم يزل عليها إلى أن مات وكيف كان فقد ورد في ذمه روايات كثيرة ذكر بعضها في تنقيح المقال فراجع .
(4) البحار ج 5 : 313 ، البرهان ج 2 : 51 ، الصافى ج 1 : 626 .
(5) البرهان ج 2 : 52 ، البحار ج 19 ( ج 2 ) : 63 ، الصافى ج 1 : 628 .
(6 ـ 7) البرهان ج 2 : 52 ، البحار ج 7 : 120 ، الصافى ج 1 : 628 اثبات الهداة ج 3 : 50 ، مجمع البيان ج 3 : 503 .

تفسير العياشي (الجزء الثاني) ـ 43 ـ
  ( وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ ) الصبر الصوم (1) .
  42 ـ وعن ابى معمر عن على عليه السلام في قوله : ( الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاقُو ) يقول : يوقنون انهم مبعوثون والظن منهم يقين (2) .
  43 ـ عن هرون بن محمد الحلبى قال : سألت أبا عبدالله عليه السلام عن قول الله : ( يا بنى اسرائيل ) قال : هم نحن خاصة (3) .
  44 ـ عن محمد بن على عن أبيعبدالله عليه السلام قال : سألته عن قوله : ( يا بنى اسرائيل ) قال : هى خاصة بآل محمد ( ع ) (4)
  45 ـ عن أبى داود عمن سمع من رسول الله صلى الله عليه وآله يقول : انا عبدالله اسمى أحمد وأنا عبدالله (5) اسمى اسرائيل فما أمره فقد أمرنى وما عناه فقد عنانى (6) .
  46 ـ عن محمد بن مسلم عن أبى جعفر عليه السلام في قوله : ( وَإِذْ وَاعَدْنَا مُوسَى أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ) قال : كان في العلم والتقدير ثلثين ليلة ، ثم بدا لله فزاد عشرا فتم ميقات ربه للاول والاخر أربعين ليلة (7)

--------------------
(1) البحار ج 20 : 66 ، البرهان ج 1 : 94 ، وزاد في نسخة البرهان بعده ( اذا نزلت بالرجل الشدة او النازلة فليصم فان الله عزوجل يقول ) واستعينوا بالصبر والصلوة و انها لكبيرة الا على الخاشعين ( والخاشع الذليل في صلاته المقبل عليها يعنى رسول الله و امير المؤمنين ( ع ) )
(2) البرهان ج 1 : 95 ، الصافى ج 1 : 87 .
(3 ـ 4) البرهان ج 1 : 95 ، البحار ج 7 : 178 .
(5) كتب في هامش نسخة البحار ان الظاهر اسقاط لفظ الابن من الحديث كما يظهر من بيانه ( قده ) .
(6) البرهان ج 1 : 95 ، البحار 7 : 178 ونقله الفيض في هامش الصافى عن هذا الكتاب وقال المجلسى ( ره ) : لعل المعنى ان المراد بقوله تعالى : ( يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِي الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ ) في الباطن آل محمد ( ع ) لان اسرائيل معناه عبدالله وانا ابن عبدالله وانا عبدالله ، لقوله سبحانه ( سبحان الذى اسرى بعبده ) فكل خطاب حسن يتوجه إلى بنى اسرائيل في الظاهر يتوجه إلى والى اهل بيتى في الباطن
(7) البرهان ج 1 : 98 ، البحار ج 5 : 277 . ( * )

تفسير العياشي (الجزء الثاني) ـ 44 ـ
  يهم به العبد فيتذكر فيدعه (1) .
  129 ـ عن على بن أبى حمزة عن أبى عبدالله عليه السلام قال : سألته في قول الله : ( إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنْ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ ) ما ذلك الطائف ؟ فقال : هو السئ يهم العبد به ثم يذكر الله فيبصر ويقصر (2)
  130 ـ أبوبصير عنه قال : هو الرجل يهم بالذنب ثم يتذكر فيدعه (3) .
  131 ـ عن زرارة قال أبوجعفر عليه السلام : ( وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ ) في الفريضة خلف الامام ( فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ) (4) .
  132 ـ عن زرارة قال : سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول : يجب الانصات للقرآن في الصلوة وفى غيرها ، واذا قرئ عندك القرآن وجب عليك الانصات والاستماع (5) .
  133 ـ عن أبى كهمس عن أبى عبدالله عليه السلام قال : قرء ابن الكوا خلف أمير المؤمنين عليه السلام : ( لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنْ الْخَاسِرِينَ ) فانصت له امير المؤمنين عليه السلام (6)
  134 ـ عن زرارة عن احدهما قال : لا يكتب الملك الا ما اسمع نفسه وقال الله : ( وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعاً وَخِيفَةً ) قال : لا يعلم ثواب ذلك الذكر في نفس العبد لعظمته الا الله وقال : اذا كنت خلف امام فأتم به فأنصت وسبح في نفسك (7)
  135 ـ عن ابراهيم بن عبدالحميد يرفعه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : ( و اذكر ربك في نفسك ) يعنى مستكينا ( وخيفة ) يعنى خوفا من عذابه ( وَدُونَ الْجَهْرِ مِنْ الْقَوْلِ ) يعنى دون الجهر من القراءة ( بالغدو والآصال ) يعنى بالغداة و العشى (8) .

--------------------
(1 ـ 3) البحار ج 15 ( ج 2 ) : 95 ، البرهان ج 2 : 56 ، الصافى ج 1 : 633 .
(4 ـ 5) البحار ج 18 ( ج 2 ) : 615 ـ 616 ، البرهان ج 2 : 57 .
(6) البحار ج 18 ( ج 2 ) : 615 ـ 616 ، البرهان ج 2 : 57 ، مجمع البيان ج 3 : 515 .
(7 ـ 8) البحار ج 18 ( ج 2 ) : 349 البرهان ج 2 : 57 ، الصافى ج 1 : 635 .

تفسير العياشي (الجزء الثاني) ـ 45 ـ
  136 ـ عن الحسين بن المختار عن أبى عبدالله عليه السلام في قول الله : ( وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعاً وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنْ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ ) قال : تقول عند المساء لا اله الا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد يحيى ويميت ـ و يميت ويحيى ـ وهو على كل شئ قدير ، قلت : ( بيده الخير ) ؟ قال : ـ ان ـ بيده الخير و لكن ـ قل ـ كما أقول لك عشر مرات ، واعوذ بالله السميع العليم من همزات الشياطين ، وأعوذ بك رب ان يحضرون ، ان الله هو السميع العليم ، عشر مرات حين تطلع الشمس ، وعشر مرات حيت تغرب (1)
  137 ـ عن محمد بن مروان عن بعض أصحابه قال : قال جعفر بن محمد عليه السلام : استعيذوا بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم ، وأعوذ بالله ان يحضرون ان الله هو السميع العليم ، وقل لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحيى و يميت ويميت ويحيى وهو على كل شئ قدير ، فقال له رجل : مفروض هو ؟ قال : نعم مفروض هو محدود ، تقوله قبل طلوع الشمس وقبل الغروب عشر مرات ، فان فاتك شئ منها فاقضه من الليل والنهار (2)

--------------------
(1 ـ 2) البحار ج 18 : 491 ، البرهان ج 2 : 57 ، الصافى ج 1 : 635 .

تفسير العياشي (الجزء الثاني) ـ 46 ـ
بسم الله الرحمن الرحيم

من سورة الانفال
  1 ـ عن أبى بصير عن أبى عبدالله عليه السلام قال : سمعته يقول : من قرء سورة برائة والانفال في كل شهر لم يدخله نفاق أبدا ، وكان من شيعة أمير المؤمنين عليه السلام حقا ، وأكل يوم القيمة من موائد الجنة مع شيعته حتى يفرغ الناس من الحساب (1)
  2 ـ وفى رواية اخرى عنه في كل شهر لم يدخله نفاق أبدا وكان من شيعة أمير المؤمنين عليه السلام حقا (2)
  3 ـ عن محمد بن مسلم قال : سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول : في سورة الانفال جدع الانوف (3)
  4 ـ عن حريز عن أبى عبدالله عليه السلام (4) قال : سألته او سئل عن الانفال ،

--------------------

(1) البحار ج 19 : 69 ، البرهان ج 2 : 58 ، مجمع البيان ج 3 : 516 ، الصافى ج 1 : 742 .
(2) البرهان ج 2 : 58 .
(3) البرهان ج 2 : 58 ، البحار ج 20 : 54 مجمع البيان ج 3 : 516 وجدع الانف : قطعه ولعل الوجه في كلامه عليه السلام هو اشتمال السورة على ذكر الخمس لذوى القربى .
(4) وفى نسخة البرهان ( عن أبى بصير عن ابى عبدالله عليه السلام ) .

تفسير العياشي (الجزء الثاني) ـ 47 ـ
  فقال : كل قرية تهلك أهلها ، او انجلوا عنها ، فمن نفل نصفها يقسم بين الناس ، ونصفها للرسول (1)
  5 ـ عن زرارة عن أبى جعفر عليه السلام قال : الانفال ما لم يوجف عليه (2) بخيل ولا ركاب (3)
  6 ـ عن عبدالله بن سنان عن أبى عبدالله عليه السلام قال : سألته عن الانفال ؟ قال : هى القرى التى قد جلا أهلها وهلكوا ، فخربت فهى لله وللرسول (4) .
  7 ـ عن محمد بن مسلم عن أبى جعفر عليه السلام قال سمعته يقول : ان الفئ و الانفال ما كان من أرض لم يكن فيها هرقة دم أو قوم صالحوا أو قوم اعطوا بأيديهم ، وما كان من أرض خربة أو بطون الاودية ، فهذا كله من الفئ فهذا لله وللرسول ، فما كان لله فهو لرسوله يضعه حيث يشاء وهو للامام من بعد الرسول (5)
  8 ـ عن بشير الدهان قال : سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول : ان الله فرض طاعتنا في كتابه ، فلا يسع الناس جهلنا ( حملنا خ ل ) لنا صفو المال ولنا الانفال ولنا قراين ( كرائم خ ل ) القرآن (6)
  9 ـ عن أبى ابراهيم قال : سألته عن الانفال ؟ فقال : ما كان من أرض باد أهله فذلك الانفال فهو لنا (7)
  10 ـ عن ابى اسامة بن زيد عن أبى عبدالله عليه السلام قال : سألته عن الانفال ؟ فقال : هو كل أرض خربة لم يوجف عليها خيل ولا ركاب ، وزاد في رواية اخرى عنه غلبها رسول الله صلى الله عليه واله (8)

--------------------
(1) البحار ج 20 : 54 ، البرهان ج 2 : 61 ، الوسائل ج 2 : ابواب الانفال باب 1 وفى نسخة البرهان بعد قوله فمن نقل هكذا : ( فهى لله تعالى وللرسول ) مكان قوله : ( نصفها يقسم اه ) .
(2) الايجاف : سرعة السير .
(3 ـ 8) البحار ج 20 : 54 ، البرهان ج 2 : 61 ، الوسائل ج 2 : ابواب الانفال باب 1

تفسير العياشي (الجزء الثاني) ـ 48 ـ
  11 ـ عن أبى بصير قال : سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول : لنا الانفال ، قلت : وما الانفال ؟ قال : منها المعادن والاجام (1) وكل أرض لا رب لها ، وكل أرض باد أهلها فهو لنا (2) .
  12 ـ وفى رواية اخرى عن احدهما عن أبان بن تغلب عن أبى عبدالله عليه السلام قال : كل مال لا مولى له ولا ورثة له فهو من أهل هذه الاية ( يَسْأَلُونَكَ عَنْ الأَنْفَالِ قُلْ الأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ ) (3)
  13 ـ وفى رواية ابن سنان قال : هى القرية التى قد جلا أهلها وهلكوا فخربت فهى لله وللرسول (4)
  14 ـ وفى رواية ابن سنان ومحمد الحلبى عنه عليه السلام قال : من مات وليس له مولى فماله من الانفال (5) .
  15 ـ وفى رواية زرارة عنه قال : هى كل أرض جلا أهلها من غير ان يحمل عليها خيل ولا رجال ولا ركاب ، فهى نفل لله وللرسول (6) .
  16 ـ عن الثمالى عن أبى جعفر عليه السلام قال : سمعته يقول في الملوك الذين يقطعون الناس هى من الفئ والانفال وأشباه ذلك (7) .
  17 ـ وفى رواية اخرى عن الثمالى قال : سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول الله : ( يسئلونك عن الانفال ) قال : ما كان للملوك فهو للامام (8) .
  18 ـ عن سماعة بن مهران قال : سألته عن الانفال ؟ قال : كل أرض خربة و اشياء كانت تكون للملوك فذلك خاص للامام ، ليس للناس فيه سهم ، قال : ومنها البحرين لم توجف بخيل ولا ركاب (9) .
  19 ـ عن بشير الدهان قال : كنا عند أبى عبدالله والبيت غاص بأهله ، فقال لنا

--------------------
(1) الاجام جمع الاجمة ـ محركة ـ : الشجر الكثير الملتفت ويقال له بالفارسية ( بيشه )
(2 ـ 9) البحار ج 20 : 55 ، البرهان ج 2 : 61 ـ 62 ، الوسائل ج 2 ابواب الانفال باب 1

تفسير العياشي (الجزء الثاني) ـ 49 ـ
  أحببتم وابغض ( ابغضنا خ ل ) الناس ووصلتم وقطع ( قطعنا خ ل ) الناس وعرفتم و انكر ( انكرنا خ ل ) الناس وهو الحق ، وان الله اتخذ محمدا عبدا قبل ان يتخذه رسولا ، وان عليا عبد نصح لله فنصحه ، وأحب الله فأحبه وحبنا بين في كتاب الله ، لنا صفو المال ولنا الانفال ، ونحن قوم فرض الله طاعتنا ، وانكم لتأتمون بمن لا يعذر الناس بجهالته وقد قال رسول الله صلى الله عليه واله : من مات وليس له امام يأتم به فميتته جاهلية ، فعليكم بالطاعة فقد رأيتم أصحاب علي عليه السلام (1).
  20 ـ عن الثمالى عن أبى جعفر عليه السلام ( يسئلونك عن الانفال ) قال : ما كان للملوك فهو للامام ، قلت : فانهم يعطون ما في أيديهم أولادهم ونسائهم وذوى قرابتهم وأشرافهم حتى بلغ ذكر من الخصيان ، فجعلت لا أقول في ذلك شيئا الا قال ، وذلك حتى قال يعطى منه مأتى الدرهم (2) إلى المائة والالف ثم قال : هذا عطاؤنا فامنن او أمسك بغير حساب (3)
  21 ـ عن داود بن فرقد قال : قلت لابى عبدالله عليه السلام : بلغنا ان رسول الله صلى الله عليه واله أقطع عليا عليه السلام ما سقى الفرات ؟ قال : نعم وما سقى الفرات ، الانفال أكثر ما سقى الفرات ، قلت : وما الانفال ؟ قال : بطون الاودية ورؤس الجبال والاجام والمعادن ، وكل أرض لم يوجف عليها خيل ولا ركاب ، وكل أرض ميتة قد جلا أهلها وقطايع الملوك (4)
  22 ـ عن أبى مريم الانصارى قال : سألت أبا عبدالله عليه السلام عن قوله ( يَسْأَلُونَكَ عَنْ الأَنْفَالِ قُلْ الأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ ) قال سهم لله وسهم للرسول ، قال : قلت فلمن سهم الله ؟ فقال : للمسلمين (5)
  23 ـ عن محمد بن يحيى الخثعمى عن أبى عبدالله عليه السلام في قوله : ( وَإِذْ يَعِدُكُمْ اللَّهُ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ أَنَّهَا لَكُمْ وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ ) فقال الشوكة

--------------------
(2) وفى نسخة البرهان ( ما بين درهم إلى المأة اه ) .
(1 ـ 5) البحار ج 20 : 55 ، البرهان ج 2 : 62 ، الوسائل ج 2 : ابواب الانفال باب 1

تفسير العياشي (الجزء الثاني) ـ 50 ـ
  التى فيها القتال (1) .
  24 ـ عن جابر قال : سألت أبا جعفر عليه السلام عن تفسير هذه الآية في قول الله : ( يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُحِقَّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَيَقْطَعَ دَابِرَ الْكَافِرِينَ ) قال أبوجعفر عليه السلام : تفسيرها في الباطن يريد الله ، فانه شئ يريده ولم يفعله بعد ، واما قوله ( يحق الحق بكلماته ) فانه يعنى يحق حق آل محمد ، واما قوله : ( بكلماته ) قال : كلماته في الباطن على هو كلمة الله في الباطن ، واما قوله : ( ويقطع دابر الكافرين ) فهم بنو امية ، هم الكافرون يقطع الله دابرهم ، واما قوله : ( ليحق الحق ) فانه يعنى ليحق حق آل محمد حين يقوم القائم عليه السلام ، واما قوله : ( ويبطل الباطل ) يعنى القائم فاذا قام يبطل باطل بنى امية ، وذلك قوله : ( لِيُحِقَّ الْحَقَّ وَيُبْطِلَ الْبَاطِلَ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ ) (2) .
  25 ـ عن جابر عن أبى عبدالله جعفر بن محمد عليه السلام قال : سألته عن هذه الآية في البطن ( وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنْ السَّمَاءِ مَاءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ وَيُذْهِبَ عَنكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الأَقْدَامَ ) قال : السماء في الباطن رسول الله ، والماء على عليه السلام جعل الله عليا من رسول الله صلى الله عليه وآله فذلك قوله : ( ماءا ليطهركم به ) فذلك على يطهر الله به قلب من والاه ، واما قوله : ( وَيُذْهِبَ عَنكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ ) من والى عليا يذهب الرجز عنه ، ويقوى قلبه و ( وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الأَقْدَامَ ) فانه يعنى عليا ، من والى عليا يربط الله على قلبه بعلى فثبت على ولايته (3) .
  26 ـ عن محمد بن يوسف قال : أخبرني أبى قال : سألت أبا جعفر عليه السلام فقلت : ( إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ ) قال : الهام (4) .
  27 ـ عن رجل عن أبى عبدالله عليه السلام في قول الله : ( ويذهب عنكم رجز الشيطان ) قال : لا يدخلنا ما يدخل الناس من الشك (5) .

--------------------
(1) الصافى ج 1 : 638 ، البرهان ج 2 : 68 .
(2) البحار ج 7 : 127 ، البرهان ج 2 : 68 ، ونقله المحدث الحر العاملى رحمه الله في اثبات الهداة ج 7 : 98 مختصرا عن هذا الكتاب .
(3) البرهان ج 2 : 69 .
(4 ـ 5) البرهان ج 2 : 69 ، البحار ج 6 : 467 .

تفسير العياشي (الجزء الثاني) ـ 51 ـ
  ـ تفسير العياشى مجلد : 2 من ص 51 سطر 1 الى ص 60 سطر 26
  28 ـ عن أبى بصير عن أبى عبدالله عليه السلام عن أبيه عن جده عن آبائه قال : قال أمير المؤمنين صلوات الله عليه : اشربوا ماء السماء فانه يطهر البدن ، ويدفع الاسقام ، قال الله : ( وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنْ السَّمَاءِ مَاءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ ) إلى قوله : ويثبت به الاقدام ) (1) .
  29 ـ عن زرارة عن احدهما قال : قلت : الزبير شهد بدرا ؟ قال : نعم ولكنه فر يوم الجمل ، فان كان قاتل المؤمنين فقد هلك بقتاله اياهم ، وان كان قاتل كفارا فقد باء بغضب من الله حين ولاهم دبره (2) .
  30 ـ عن ابى جعفر عليه السلام ما شأن أمير المؤمنين عليه السلام حين ـ ما ـ ركب منه ما ركب لم يقاتل ؟ فقال : للذى سبق في علم الله أن يكون ما كان لامير المؤمنين عليه السلام أن يقاتل وليس معه الا ثلثة رهط فكيف يقاتل ؟ ! ألم تسمع قول الله جل وعزه ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفاً ) إلى ( وبئس المصير ) فكيف يقاتل أمير المؤمنين بعد هذا ؟ وانما هو يومئذ ليس معه مؤمن غير ثلثة رهط (3) .
  31 ـ عن أبى اسامة زيد الشحام قال : قلت لابى الحسن عليه السلام : جعلت فداك انهم يقولون ما منع عليا ان كان له حق أن يقوم بحقه ؟ فقال : ان الله لم يكلف هذا أحدا الا نبيه عليه وآله السلام قال له : ( قَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لا تُكَلَّفُ إِلاَّ نَفْسَكَ ) وقال لغيره ( إِلاَّ مُتَحَرِّفاً لِقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزاً إِلَى فِئَةٍ ) فعلى لم يجد فئة ، ولو وجد فئة لقاتل ، ثم قال : لو كان جعفر وحمزة حيين انما بقى رجلان .
  قال ( مُتَحَرِّفاً لِقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزاً إِلَى فِئَةٍ ) قال : متطردا (4) يريد الكرة عليهم ، أو متحيزا يعنى متأخرا إلى أصحابه من غير هزيمة ، فمن انهزم حتى يجوز صف اصحابه فقد باء بغضب من الله (5) .

--------------------
(1 ـ 2) البرهان ج 2 : 69 ، البحار ج 6 : 473 .
(3) البحار ج 8 : 152 ، البرهان ج 2 : 69 .
(4) الطرد ـ ويحرك : الابعاد ومتطردااى متباعدا .
(5) البرهان ج 2 : 70 ، البحار ج 8 : 152 ، الصافى ج 1 : 653 .