يعرض في قلبي مما يروي هؤلاء ، فأما الآن فقد علمت أن أباك قد مضى صلوات الله عليه ، فآجرك الله في اعظم ألرزية ، وهنّاك أفضل العطية ( فإني أشهد ، ان لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله صلّى الله عليه وآله ثم وصفت له حتى انتهيت إليه .
  فكتب : ( قال أبو جعفر عليه السلام : لإيستكمل عبد الإيمان حتى يعرف أنه يجري لآخرهم ما يجري لأولهم في الحجة والطاعة والحرام والحلال سواء ، ولمحمد عليه السلام ولامير المؤمنين فضلهما . وقد قال رسول الله صلّى الله عليه واله : من مات وليس عليه إمام حي يعرفه مات ميتة جاهلية .
  وقال أبو جعفر عليه السلام : إن الحجة لاتقوم لله عزوجل على خلقه إلا بإمام حي يعرفونه .
  وقال أبو جعفر عليه السلام : من سره أن لا يكون بينه وبين الله حجاب حتى ينظر الى الله وينظر الله اليه ، فليتول آل محمد ويبرأ من عدوهم ، ويأتم بالإمام منهم ، فإنه إذا كان كذلك نظر الله إليه ونظر إلى الله ، ولولا ما قال أبو جعفر عليه السلام حين يقول : لا تعجلوا على شيعتنا ، إن تزل قدم تثبت اُخرى .
  وقال : من لك بأخيك كله ، لكان مني من القول في ابن أبي حمزة وابن السراج وأصحاب ابن أبي حمزة ، أما ابن السراج فإنما دعاه إلى مخالفتنا والخروج عن أمرنا ، أنه عدا على مال لأبي الحسن صلوات الله عليه عظيم فاقتطعه في حياة أبي الحسن ، وكابرني عليه وأبى أن يدفعه ، والناس كلهم مسلمون مجتمعون على تسليمهم الأشياء كلها إليّ ، فلما حدث ما حدث من هلاك أبي الحسن صلوات الله عليه اغتنم فراق علي بن أبي حمزة وأصحابه إياي ، وتعلل ، ولعمري ما به من علة إلا اقتطاعه المال وذهابه به .
  وأما ابن أبي حمزة فإنه رجل تأول تأويلاً لا يحسنه ، ولا يؤت علمه ، فألقاه الى الناس فلج فيه وكره إكذاب نفسه في إبطال قوله بأحاديث تأولها ولم يحسن

قــرب الاســنــاد _ 352 _

  تأويلها ولم يؤت علمها، ورأى أنه إذا لا يصدق آبائي بذلك ، لم يدر لعل ما خبر عنه مثل السفياني وغيره أنه كائن لا يكون منه شيء ، وقال لهم : ليس يسقط قول ابائه بشيء ، ولعمري ما يسقط قول ابائي شيء ، ولكن قصر علمه عن غايات ذلك وحقائقه ، فصار فتنة له وشبه عليه وفر من أمر فوقع فيه .
  وقال أبو جعفر عليه السلام : من زعم أنه قد فرغ من الأمر فقد كذب ، لأن لله عزوجل المشيئة في خلقه ، يحدث ما يشاء ويفعل ما يريد ، وقال : ( ذرية بعضها من بعض ) (1) فآخرها من أولها وأولها من اخرها ، فإذا اخبر عنها بشيء منها بعينه أنه كائن ، فكان في غيره منه فقد وقع الخبر على ما اخبر ، أليس في أيديهم أن أبا عبد الله عليه السلام قال : إذا قيل في المرء شيء فلم يكن فيه ثم كان في ولده من بعده فقد كان فيه ) (2) .
  1261 ـ أحمد بن محمد ، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر قال : قيل للرضا عليه السلام : الإمام إذا أوصى إلى الذي يكون من بعده بشيء ، ففوض إليه فيجعله حيث يشاء ، أوكيف هو ؟
  قال : ( إنما يوصي بأمر الله عز وجل ) .
  فقال : انه حكي عن جدك قال : ( أترون أن هذا الأمر إلينا نجعله حيث نشاء ؟ لا والله ما هو إلا عهد من رسول الله صلّى الله عليه وآله رجل فرجل مسمى ) .
  فقال : ( فالذي قلت لك من هذا ) (3) .
  1262 ـ قال البزنطي : وسألته أن يدعو الله عز وجل لامرأة من أهلنا بها

------------------------------------
(1) آل عمران 34 : 3 .
(2) نقله المجلسي في بحاره 49 : 265| 8 .
(3) رواه الصفار في بصائر الدرجات : 492| 9 ، ونقله المجلسي في بحاره 23 : 68| 2 .

قــرب الاســنــاد _ 353 _

  حمل ، قال فقال ابو جعفر عليه السلام : ( الدعاء ما لم يمض أربعة اشهر ) .
  فقلت له : إنما لها أقل من هذا .
  فدعا لها ثم قال : ( إن النطفة تكون في الرحم ثلاثين يوماً ، وتكون علقة ثلاثين يوماً ، وتكون مضغة ثلاثين يوماً ، وتكون مخلّقة وغير مخلّقة ثلاثين يوماً ، فإذا تممت الأربعة أشهر بعث الله تبارك وتعالى إليها ملكين خلاقين ، يصورانه ويكتبان رزقه وأجله وشقياً أو سعيداً ) (1) .
  1263 ـ وكان أبي رضي الله عنه يزيد في العشر الأواخر من شهر رمضان ، في كل ليلة عشرين ركعة (2) .
  1264 ـ قال : وسألته عن القانع والمعتر (3) .
  قال : ( القانع الذي يقنع بما اعطيته ، والمعتر الذي يعترّ بك ) (4) .
  1265 ـ قال : وقلت للرضا عليه السلام : إن رجلاً من أصحابنا سمعني وأنا أقول : إن مروان بن محمد لو سئل عن صاحب القبر ما كان عنده منه علم ، فقال الرجل : إنما عني بذلك أبو بكر وعمر .
  فقال : ( لقد جعلهما الله في موضع صدق .
  قال جعفر بن محمد عليهما السلام : إن مروان بن محمد لو سئل عنه محمد رسول الله صلّى الله عليه واله ما كان عنده منه علم ، لم يكن من الملوك الذين سمّوا له ، وإنما كان له أمر طرأ ) (5) .
  1266 ـ قال أبو عبد الله ، وأبو جعفر ، وعلي بن الحسين ، والحسين بن علي ،

------------------------------------
(1) نقله المجلسي في بحاره 104 : 78| 2 و5 : 154| 3 .
(2) نقله المجلسي في بحاره 96 : 384| 2 .
(3) المعتر : الذي يتعرض للمسألة ولا يسأل ، الصحاح ـ عرر ـ 2 : 744 .
(4) نقله المجلسي في بحاره 99 : 288| 57 .
(5) نقله المجلسي في بحاره 4 : 97| 5 .

قــرب الاســنــاد _ 354 _

  والحسن بن علي ، وعلي بن أبي طالب عليهم السلام : ( والله لولا آية في كتاب الله لحدثناكم بما يكون إلى أن تقوم الساعة : ( يمحوا الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب (1) ) (2) .
  1267 ـ قال : قلت للرضا عليه السلام : إن أصحابنا بعضهم يقول بالجبر وبعضهم يقول بالاستطاعة .
  فقال لي : ( اكتب : قال الله تبارك وتعالى : يابن ادم ، بمشيئتي كنت أنت الذي تشاء ، وبقوتي أديت فرائضي ، وبنعمتي قويت على معصيتي ، جعلتك سميعاً بصيراً قوياً ، ما اصابك من حسنة فمن الله ، وما اصابك من سيئة فمن نفسك ، وذلك أني أولى بحسناتك منك ، وأنت اوك بسيئاتك مني ، وذلك أني لا اُسأل عما أفعل وهم يسألون ، قد نظمت لك كل شيء تريد ) (3) .
  1268 ـ قال : وسمعت الرضا عليه السلام يقول : ( الإيمان أربعة أركان : التوكل على الله عز وجل ، والرضا بقضائه ، والتسليم لأمر الله ، والتفويض إلى الله ، قال عبد صالح : ( وافوض امري الى الله . . . فوقاه الله سيئات ما مكروا (4) .
) (5) .
  1269 ـ قال : وسمعته يقول : ( الإيمان أفضل من الإسلام بدرجة ،

------------------------------------
(1) الرعد 13 : 39 .
(2) روى نحوه العياشي في تفسيره 2 : 215| 59 ، ونقله المجلسي في بحاره 4 : 97| 5 .
(3) رواه الكليني في الكافي 1 : 122 | 12 ، والصدوق في عيون اخبار الرضا عليه السلام 1 : 44| 49 ، وفي التوحيد : 338| 56 ، روى البرقي في محاسنه : 244| 238 ذيل الحديث ، وكذا العياشي في تفسيره 1 : 258|200 ، ونقله المجلسي في البحار5 : 57| 104 .
(4) المؤمن 40 : 44 ، 45 .
(5) اورد صدر الحديث الاشعث الكوفي في الجعفريات : 232 ، ورواه ابن شعبة في تحف العقول : 445 ، ونقله المجلسي في بحاره 78 : 338| 26 .

قــرب الاســنــاد _ 355 _

  والتقوى أفضل من الإيمان بدرجة ، واليقين أفضل من التقوى بدرجة ، ولم يقسّم بين بني آدم شيء أفضل من اليقين ) (1) .
  1270 ـ وسمعته يقول : ( جف القلم بحقيقة الكتاب من الله ، بالسعادة لمن آمن واتقى ، والشقاوة من الله تبارك وتعالى لمن كذب وعصى ) (2) .
  1271 ـ قال : وذكر صلة الرحم قال : ( قال أبو عبد الله عليه السلام : إن الرجل ليصل رحمه وما بقي من عمره إلا ثلاث سنين ، فيزيد الله تبارك وتعالى في عمره ثلاثين سنة ، إن الله تبارك وتعالى يفعل ما يشاء ، وإن الرجل ليقطع رحمه وقد بقي من عمره ثلاثون سنة ، فيجعلها الله ثلاث سنين ، إن الله يفعل ما يشاء ) (3) .
  1272 ـ وقال أبو عبد الله عليه السلام : ( صل رحمك ولو بشربة من ماء ، وأفضل ما يوصل به الرحم كف الأذى عنها .
  وقال : صلة الرحم منسأة في الأجل ، مثراة في المال ، ومحبة في الأهل ) (4) .
  1273 ـ قال : وسمعت الرضا عليه السلام يقول في تفسير ( والليل اذا يغشى ) (5) قال : ( إن رجلاً من الأنصار كان لرجل في حائطه نخلة ، وكان يضرّ به ، فشكا ذلك إلى رسول الله صلّى الله عليه واله فدعاه فقال : اعطني نخلتك بنخلة في الجنة فأبى .

------------------------------------
(1) رواه ابن شعبة في تحف العقول : 445 ، ولم يرد فيه : واليقين افضل من التقوى بدرجة .
(2) نقله المجلسي في بحاره 5 : 154| 4 .
(3) روى اكليني في الكافي 2 : 121| 3 صدر الحديث ، وروى نحو الحديث الطوسي في اماليه 93 : 2 4 ، والراوندي في دعواته : 125| 307 .
(4) رواه الكليني في الكافي 2 : 121| 9 ، واورد ابن شعبة صدر الحديت في تحف العقول : 445 ، ونقله المجلسي في بحاره 74 : 88| 1 .
(5) الليل 92 : 1 .

قــرب الاســنــاد _ 356 _

  فبلغ ذلك رجلاً من الأنصار يكنّى أبا الدحداح ، فجاء إلى صاحب النخلة فقال : بعني نخلتك بحائطي ، فباعه ، فجاء إلى رسول الله صلّى الله عليه وآله فقال : يا رسول الله ، قد اشتريت نخلة فلان بحائطي ، قال فقال له رسول الله صلّى الله عليه وآله : فلك بدلها نخلة في الجنة .
  فأنزل الله تبارك وتعالى على نبيه صلّى الله عليه وآله ( وما خلق الذكر والانثى ان سعيكم لشتى فأما من أعطى ( يعني النخلة ) واتقى وصدق بالحسنى ( بوعد رسول الله صلّى الله عليه واله ) فسنيسره لليسرى وما يغني عنه ماله إذا تردى إن علينا للهدى ) ) (1) (2) .
  1274 ـ فقلت له : قول الله تبارك وتعالى : ( ان علينا للهدى ) .
  قال : ( إن الله يهدي من يشاء ويضل من يشاء ) .
  فقلت له : اصلحك الله إن قوماً من أصحابنا يزعمون أن المعرفة مكتسبة ، وأنهم إذا نظروا من وجه النظر أدركوا ، فأنكر ذلك وقال : ( فما لهؤلاء القوم لا يكتسبون الخير لأنفسهم ؟ ليس أحد من الناس إلا وهو يحب أن يكون خيراً ممن هو خير منه ، هؤلاء بنو هاشم موضعهم موضعهم ، وقرابتهم قرابتهم ، وهم أحق بهذا الأمر منكم ، أفترون أنهم لا ينظرون لأنفسهم ،وقدعرفتم ولم يرفعوا ؟! قال أبو جعفر عليه السلام : لو استطاع الناس لأحبونا )(3) .
  1275 ـ قال وقلت : للرضا عليه السلام : جعلت فداك ، إن بعض أصحابنا يقولون : نسمع الأثر يحكى عنك وعن آبائك عليهم السلام فنقيس عليه ونعمل به .

------------------------------------
(1) الليل 92 : 3 ـ 12 .
(2) روى نحوه القمي في تفسيره 2 : 425 ، والطبرسي في مجمع البيان 5 : 501 ، و نقله المجلسي في بحاره 103 : 261| 8 .
(3) نقله المجلسي في بحاره 5 : 199| 20 .

قــرب الاســنــاد _ 357 _

  فقال : ( سبحان الله ، لا والله ما هذا من دين جعفر عليه السلام ، هؤلاء قوم لا حاجة بهم إلينا ، قد خرجوا من طاعتنا وصاروا في موضعنا ، فاين التقليد الذي كانوا يقلدون جعفراً وأبا جعفر عليهما السلام ؟ قال جعفر : لا تحملوا على القياس ، فليس من شيء يعدله القياس إلا والقياس يكسره ) .
  فقلت له : جعلت فداك ، وهم يقولون في الصفة .
  فقال لي هو ابتداءاً : ( إن رسول الله صلّى الله عليه واله لما أسري به أوقفه جبرئيل عليه السلام موقفاً لم يطأه أحد قط ، فمضى النبي صلّى الله عليه واله فأراه الله من نور عظمته ما أحب ) .
  فوقفته على التشبيه .
  فقال : ( سبحان الله دع ذا لا ينفتح عليك منه أمر عظيم ) (1) .
  1276 ـ قال : وذكر عنده بعض أهل بيته فقلت له : الجاحد منكم ومن غيركم واحد ؟
  فقال : ( لا ، كان علي بن الحسين عليه السلام يقول : لمحسننا حسنتان ولمسيئنا ذنبان ) (2) .
  1277 ـ وقال لي : ( ما تقول في اللباس الخشن ؟ ) فقلت : بلغني أن الحسن عليه السلام كان يلبس ، وأن جعفر بن محمد عليه السلام كان يأخذ الثوب الجديد فيأمر به فيغمس في الماء .
  فقال لي : ( البس وتجمل ، فإن علي بن الحسين عليه السلام كان يلبس الجبة الخز بخمسمائة درهم ، والمطرف الخز بخمسين ديناراً ، فيتشتى فيه فإذا خرج الشتاء باعه وتصدق بثمنه ، وتلا هذه الآية ( قل من حرم زينة الله التي اخرج
------------------------------------
(1) روى الصدوق في التوحيد : 108| 4 ذيل الحديث ، ونقل المجلسي في بحاره 2 : 299| 28 صدر الحديث وفي 3 : 296| 22 ذيل الحديث .
(2) نقله المجلسي في بحاره 46 : 181| 44 .

قــرب الاســنــاد _ 358 _

  لعباده والطيبات من الرزق ) ) (1) (2) .
  1278 ـ قال : وذكر عند الرضا عليه السلام القاسم بن محمد خال أبيه ، وسعيد بن المسيب فقال : ( كانا على هذا الأمر ) (3) .
  1279 ـ وقال : ( خطب أبي إلى القاسم بن محمد ـ يعني أبا جعفر عليه السلام ـ فقال القاسم لأبي جعفر عليه السلام : إنما كان ينبغي لك ان تذهب إلى أبيك حتى يزوجك ) (4) .
  1280 ـ قال : وسألت الرضا عليه إلسلام عن قول الله تبارك وتعالى : ( ليقضوا تفثهم وليوفوا نذورهم ) (5) .
  قال : ( تقليم الأظفار ، وطرح الوسخ عنك ، والخروج من الإحرام ، وليطوفوا بالبيت طواف الفريضة ) (6) .
  1281 ـ قال : وكان علي بن الحسين عليهما السلام إذا ناجى ربه قال :
  ( يا رب قويت على معصيتك بنعمتك )(7) .
  1282 ـ قال : وسمعته يقول في قول الله تبارك وتعالى : ( إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم وإذا أراد الله بقوم سوءاً فلا مرد له ) (8) .

------------------------------------
(1) الاعراف 7 : 32 .
(2) نقله المجلسي في بحاره 79 : 298| 2 .
(3) نقله المجلسي في بحاره 46 : 117| 5 .
(4) نقله المجلسي في بحاره 46 : 117| 5 .
(5) الحج 22 : 29 .
(6) رواه الكليني في الكافي 4 : 503| ذيل الحديث 12 ، والصدوق في الفقيه 2 : 290| 1436 ، وفي معاني الاخبار 339| 4 ، وفي عيون اخبار الرضا عليه السلام 1 : 312| 82 ولم يرد فيها : وليطوفوا بالبيت طواف الفريضة ، ونقله المجلسي في بحاره 99 : 318| 21 .
(7) نقله المجلسي في البحار 5 : 5 | صدر الحديث 4 .
(8) الرعد 13 : 11 .

قــرب الاســنــاد _ 359 _

  فقال : ( إن القدرية يحتجون بأولها ، وليس كما يقولون ، ألا ترى أن الله تبارك وتعالى يقول : ( واذا اراد الله بقوم سؤا فلا مرد له ) وقال نوح عليه السلام : ( ولا ينفعكم نصحي إن أردت أن أنصح لكم ان كان الله يريد ان يغويكم ) (1) قال : الأمر إلى الله يهدي من يشاء ) (2) .
  1283 ـ قال : وسمعت الرحفعا عليه السلام يقول : ( قال أبو حنيفة لأبي عبد الله عليه السلام : تجتزئون بشاهد واحد ويمين ؟ قال : نعم قضى به رسول الله صلّى الله عليه واله وسلم ، وقضى به علي عليه السلام بين أظهركم ، بشاهد ويمين .
  فتعجب ابو حنيفة .
  فقال أبو عبد الله عليه السلام : أعجب من هذا أنكم ققضون بشاهد واحد في مائة شاهد ، وتجتزؤون بشهادتهم بقوله .
  فقال له : لا نفعل .
  فقال بلى تبعثون رجلا واحداً ، فيسأل عن مائة شاهد ، فتجيزون شهاداتهم بقوله ، وإنما هو رجل واحد .
  فقال أبو حنيفة : أيش فرق ما بين ظلال المحرم والخباء ؟
  فقال له أبو عبد الله عليه السلام : ( إن السنّة لا تقاس ) (3) .
  1284 ـ وقال في رمي الجمار : ( ارمها من بطن الوادي ، واجعلهن كلهن عن يمينك ، ولا ترم أعلى الجمرة ، وليكن الحصى مثل أنملة ) .
  وقال في الحصى : ( لا تأخذها سوداء ولا بيضاء ولا حمراء ، خذها كحلية منقطة تخذفهن خذفا ، تضعها على الإبهام وتدفعها بظهر السبّابة ) .

------------------------------------
(1) هود 11 : 34 .
(2) نقله المجلسي في بحاره 5 : 5| ذيل الحديث 4 .
(3) نقله المجلسي في بحاره 104| 277| 4 .

قــرب الاســنــاد _ 360 _

  وقال : ( تقف عند الجمرتين الاولتين ، ولا تقف عند بهرة العقبة ) (1) .
  1285 ـ قال : ( وكان أبي عليه السلام يغتسل يوم الجمعة عند الزوال (2) ) (3) .
  1286 ـ وقال في النوافل يوم الجمعة : ( ست ركعات بكرة ، وست ركعات ضحوة ، وركعتين إذا زالت الشمس ، وست ركعات بعد الجمعة ) (4) .
  1287 ـ وقال : ( تقرأ في ليلة الجمعة الجمعة وسبح اسم ربك الأعلى ، وفي الغداة الجمعة وقل هو الله أحد ، وفي الجمعة الجمعة والمنافقين ، والقنوت في الركعة الاولى قبل الركوع ) (5) .
  1288 ـ قال : وسألته عن القعدة بين الأذان والإقامة .
  فقال : ( القعدة بينهما إذا لم تكن بينهما نافلة ) (6) .
  1289 ـ وقال : ( تؤذّن وأنت راكب وجالس ، ولا تقم إلا على وجه الارض وأنت قائم ) (7) .
  1290 ـ وسألته عن الحرم وأعلامه ، كيف صار موضعها قريب وموضعها بعيد ؟

------------------------------------
(1) روى نحوه الكليني في الكافي 4 : 478| 7 ، والشيخ الطوسي في التهذيب 5 : 197| 656 ، ونقله المجلسي في بحاره 99 : 272| 8 .
(2) في هامش ( م ) : الرواح .
(3) نقله المجلسي في بحاره 90 : 23| 8 .
(4) نقله المجلسي في بحاره 90 : 23| 8 .
(5) روى نحوه الكليني في الكافي 3 : 425| 2 ، ونقله المجلسي في بحاره 85 : 27| 14 .
(6) روى نحوه الكليني في الكافي 3 : 306| 24 ، والشيخ الطوسي في التهذيب 2 : 64| 228 ، ونقله المجلسي في بحاره 84 : 137| 30 .
(7) روى نحوه الشيخ الطوسي في التهذيب 2 : 56| 195 ، وفي الاستبصار 1 : 302| 1119 ، ونقله المجلسي في بحاره 84 : 137| 30 .

قــرب الاســنــاد _ 361 _

  فقال : ( إن آدم صلى الله عليه لما اُهبط من الجنة هبط على أبي قبيس ، ومن قبلكم يقولون : بالهند ، فشكا إلى ربه جل وعز الوحشة ، وأنه لا يسمع ولا يرى ما كان يسمع ويرى في الجنة ، فأهبط الله عليه ياقوتة حمراء فوضعت في موضع البيت ، فكان يطوف بها ادم عليه السلام ويأنس إليها ، فكان يبلغ ضوؤها موضع الأعلام ، فعلّم الأعلام على ضوئها ، وجعله الله تبارك وتعالى حدها ) (1) .
  1291 ـ وقال في الطائف : ( إن ابراهيم عليه السلام لما دعا ربه أن يرزق أهله من كل الثمرات ، أمر الله تبارك وتعالى قطعة من الاردن (2) فجاءت فطافت بالبيت سبعاً ، ثم أقرها الله تبارك وتعالى في موضعها ، وإنما سميت الطائف بالطواف بالبيت ) (3) .
  1292 ـ وقال في البكر : ( إذنها صماتها ، والثيب أمرها إليها ) (4) .
  1293 ـ وقال : ( قال أبو جعفر عليه السلام : عدة المتعة حيضة ، وقال : خمسة وأربعون يوماً لبعض اصحابه ) (5) .
  1294 ـ وقال في الرجل يتزوج المرأة متعة ، ثم يتزوجها رجل من بعده ظاهراً ، فسألته : أي الرجلين أولى بها ؟
  فقال : ( الزوج الأول ) .

------------------------------------
(1) رواه الكليني في الكافي 4 : 195| 1 ، والصدوق في علل الشرائع : 420| 1 ، وعيون اخبار الرضا عليه السلام 1 : 284| 31 باختلاف يسير ، وروى نحوه الشيخ الطوسي في التهذيب 5 : 448| 1562 ، ونقله المجلسي في البحار 99 : 73| 6 .
(2) في ( م ) : الارزن ، وفي هامشها : الارض .
(3) رواه البرقي في محاسنه : 340| 130 ، والعياشي في تفسيره 1 : 60| 97 ، والصدوق في علل الشرائع : 442| 1 باختلاف يسير ، ونقله المجلسي في بحاره 99 : 79| 19 .
(4) نقله المجلسي في بحاره 103 : 273| 24 .
(5) نقله المجلسي في بحاره 103 : 313| 6 .

قــرب الاســنــاد _ 362 _

  وقال : ( البكر لا تتزوج متعة إلا بإذن أبيها ) (1) .
  1295 ـ وسألته عن الميراث فقال : ( كان جعفر عليه السلام يقول : نكاح بميراث ونكاح بغير ميراث ، إن اشترطت الميراث كان ، وإن لم تشترط لم يكن ) (2) .
  1296 ـ وسألته : من الأربع هي ؟
  فقال : ( اجعلوها من الأربع على الاحتياط ) (3) .
  1297 ـ وسأله صفوان ـ وأنا حاضر ـ عن رجل طلق امرأته وهو غائب ، فمضت أشهر .
  فقال : ( إذا قامت البينة أنه قد طلقها منذ كذا وكذا ، وكانت عدتها قد انقضت ، حلّت للأزواج ) .
  قلت : فالمتوفى عنها زوجها ؟
  فقال : ( هذه ليست مثل تلك ، هذه تعتد من يوم يبلغها الخبر، لأن عليها أن تحد ) (4) .
  1298 ـ وسأله صفوان ـ وأنا حاضر ـ عن الإيلاء .
  فقال : ( إنما يوقف إذا قدمته إلى السلطان ، فيوقفه السلطان أربعة أشهر ثم يقول له : إما أن تطلّق وإما أن تمسك ) (5) .

------------------------------------
(1) نقله المجلسي في بحاره 103 : 313 | 7 .
(2) وراه الكليني في الكافي 5 : 465| 2 ، والشيخ الطوسي في التهذيب 7 : 264| 1140 والاستبصار 3 : 149| 546 ، ونقله المجلسي في بحاره 103 : 313| 8 .
(3) نقله المجلسي في بحاره 103 : 313| 9 .
(4) روى نحوه الكليني في الكافي 6 : 111| 6 صدر الحديث و 6 : 112| 3 ذيل الحديث ، ونقله المجلسي في بحاره 104 : 184| 9 .
(5) ورى نحوه الكليني في الكافي 6 : 132| 8 ، ونقله المجلسي في بحاره 104 : 170| 3 .

قــرب الاســنــاد _ 363 _

  1299 ـ أحمد بن محمد بن أبي نصر قال : سألت الرضا عليه السلام عن الرجل يولي من أمته .
  فقال : ( لا ، كيف يولي وليس لها طلاق ) ؟ !
  قلت : يظاهر منها .
  فقال : ( كان جعفر عليه السلام يقول : يقع على الحرة والأمة الظهار ) (1) .
  1300 ـ قال : وسألته عن الرجل : أيحل له أن ينظر إلى شعر أخت امرأته ؟
  فقال : ( لا ، إلا أن تكون من القواعد ) .
  قلت له : أخت امرأته والغريبة سواء ؟
  قال : ( نعم ) .
  قلت : فما لي من النظر إليه منها ؟
  فقال : ( شعرها وذراعها ) (2) .
  وقال : ( إن أبا جعفر عليه السلام مر بامرأة محرمة ، وقد استترت بمروحة على وجهها ، فأماط المروحة بقضيبه عن وجهها ) (3) .
  1301 ـ وسألته عن الحيطان السبعة .
  قال : ( كانت ميراثاً من رسول الله صلّى الله عليه واله وقف ، وكان رسول الله صلّى الله عليه وآله يأخذ منها ما ينفق على أضيافه ، والنائبة تلزمه ، فلما قبض جاء العباس يخاصم فاطمة عليها السلام ، فشهد علي عليه السلام وغيره أنها وقف ، وهي : الدلال ، والعواف ، والحسنى ، والصافية ، ومال ام إبراهيم ، والميثب ،

------------------------------------
(1) نقله المجلسي في بحاره 104 : 167| 3 .
(2) نقله الحر العاملي في وسائله 14 : 144| 1 .
(3) نقله المجلسي في بحاره 99 : 178| 9 .

قــرب الاســنــاد _ 364 _

  والبرقة ) (1) .
  1302 ـ وقال : ( كان أبو الحسن عليه السلام يترب الكتاب ) (2) .
  1303 ـ وسأله صفوان ـ وأنا حاضر ـ عن الرجل يؤدب مملوكه في الحرم .
  فقال : ( كان أبو جعفر عليه السلام يضرب فسطاطه في حد الحرم ، ثم بعض أطنابه في الحرم وبعضها في الحل ، فإذا أراد أن يؤدب بعض خدمه أخرجه من الحرم فأدبه في الحل ) (3) .
  1304 ـ وقال في الأمة : ( يتمتع بها بإذن أهلها ) (4) .
  1305 ـ وسألنا الرضا عليه السلام : ( هل أحد من أصحابكم يعالج السلاح ؟ ) .
  فقلت : رجل من أصحابنا زرّاد.
  فقال : ( إنما هو سرّاد ، أما تقرأ كتاب الله عزوجل في قول الله لداود عليه السلام ( ان اعمل سابغات وقدّر في السرد ) (5) الحلقة بعد الحلقة ) (6) .
  1306 ـ قال : وسمعت الرضا عليه السلام يقول : ( أتاني إسحاق فسألني عن السيف الذي أخذه الطوسي ، هو سيف رسول الله صلّى الله عليه واله ؟ فقلت له : لا ، إنما السلاح فينا بمنزلة التابوت في بني إسرائيل ، أينما دار السلاح كان الملك فيه ) (7) .

------------------------------------
(1) نقله المجلسي في بحاره 103 : 183| 10 .
(2) نقله المجلسي في بحاره 76 : 48| 1 .
(3) نقله المجلسي في بحاره 99 : 73| 7 .
(4) روى نحوه الكليني في الكافي 5 : 463| 1 ، ونقله المجلسي في بحاره 103 : 313| 10 .
(5) سبأ 34 : 11 .
(6) نقله المجلسي في بحاره 100 : 61| 3 .
(7) روى نحوه الكليني في الكافي 1 : 185| 4 ، ونقله المجلسي في بحاره 26 : 203| 2 .

قــرب الاســنــاد _ 365 _

  1307 ـ وسألته عن الرجل يخرج إلى الضيعة فيقيم اليوم واليومين والثلاثة ، يتم أو يقصر ؟
  قال : ( يتم فيها ) (1) .
  1308 ـ وسألته عن رجل صلى ركعة ، ثم ذكر في الثانية وهو راكع أنه ترك سجدة في الأولى.
  فقال : ( كان أبو الحسن عليه السلام يقول : إذا تركت السجدة في الركعة الآولى، ولم تدر واحدة هي أو اثنتين ، استقبلت الصلاة حتى تصح لك الاثنتان ، وإذا كان في الثالث والرابع وتركت سجدة بعد أن تكون قد حفظت الركوع والسجود أعدت السجدة ) (2) .
  1309 ـ وسألته عن رجل طلّق امرأته ، بعد ما غشيها ، بشاهدين عدلين ، قال : ( ليس هذا طلاقاً ) .
  فقلت له : فكيف طلاق السنّة ؟
  فقال : ( يطلقها إذا طهرت من حيضها قبل ان يغشاها بشاهدين عدلين ، فإن خالف ذلك رد إلى كتاب الله عزوجل ) .
  قلت : فإنه طلق على طهر من غير جماع ، بشهادة رجل وامرأتين .
  قال : ( لا تجوزشهادة النساء في الطلاق ) .
  قلت : فإنه أشهد رجلين ناصبيين على الطلاق ، يكون ذلك طلاقاً ؟
  قال : ( كل من ولد على الفطرة جازت شهادته ، بعد أن يعرف منه صلاح في نفسه ) (3) .

------------------------------------
(1) رواه الكليني في الكافي 3 : 437| 3 باختلاف يسير ، ونقله المجلسي في بحاره 89 : 34| 12 .
(2) نقله المجلسي في بحاره 88 : 143| 3 .
(3) رراه الكليني في الكافي 6 : 67| 6 ، والطوسي في التهذيب 8 : 49| 152 باختلاف يسير ، ونقله المجلسي في بحاره 104 : 147| 34 .

قــرب الاســنــاد _ 366 _

  1310 ـ وسألته عن رجل طلق امرأته على طهر بشاهدين ، ثم راجعها ولم يجامعها بعد الرجعة حتى طهرت من حيضها ، ثم طلقها على طهر بشاهدين ، هل تقع عليها تلك التطليقة الثانية ، وقد راجعها ولم يجامها ؟
  قال : ( نعم ) (1) .
  1311 ـ وسألته عن الناس كيف تناسلوا من ادم صلّى الله عليه ؟
  فقال : ( حملت حواء هابيل وأختاً له في بطن ، ثم حملت في البطن الثاني قابيل وأختاً له في بطن ، فزوّج هابيل التي مع قابيل ، وتزوج قابيل التي مع هابيل ، ثم حدث التحريم بعد ذلك ) (2) .
  1312 ـ وسألته عن الرجل يتزوج المرأة متعة ، أيحل له أن يتزوج ابنتها بتاتاً ؟
  قال : ( لا )(3) .
  1313 ـ وسألته عن رجل تكون عنده امرأة ، أيحل له أن يتزوج اختها متعة ؟
  قال : ( لا ) .
  فقلت : إن زرارة حكى عن أبي جعفر عليه السلام إنما هن مثل الإماء يتزوج منهن ما شاء .
  فقال : ( هي من الأربع ) (4) .

------------------------------------
(1) رواه الطوسي في التهذيب 8 : 45| 140 وفي الاستبصار 3 : 281| 998 باختلاف يسير ، ونقله المجلسي في بحاره 104 : 148| 35 .
(2) نقله المجلسي في بحاره 11 : 226| 5 .
(3) رواه الكليني في الكافي 5 : 422| 2 ، والصدوق في الفقية 3 : 295| 1405 ، والطوسي في التهذيب 7 : 277| 1175 ، ونقله المجلسي في بحاره 104 : 16| 2 .
(4) رواه الطوسي في التهذيب 7 : 259| 1123 وفي الاستبصار 3 : 148| 541 باختلاف يسير ، ونقله المجلسي في بحاره 103 : 313| 11 .

قــرب الاســنــاد _ 367 _

  1314 ـ وسألته عن فاطمة بنت رسول الله صلّى الله عليه وآله ، أي مكان دفنت ؟
  فقال : ( سأل رجل جعفراً عليه السلام عن هذه المسألة ـ وعيسى بن موسى حاضر ـ فقال له عيسى : دفنت في البقيع .
  فقال الرجل : ما تقول ؟
  فقال : ( قد قال لك ) .
  فقلت له : أصلحك الله ، ما أنا وعيسى بن موسى ، أخبرني عن آبائك .
  فقالى : ( دفنت في بيتها ) (1) .
  1315 ـ وسألته عن قبر أمير المؤمنين عليه السلام .
  فقال : ( ما سمعت من أشياخك ؟ ) .
  فقلت له : حدثنا صفوان بن مهران عن جدك ، أنه دفن بنجف الكوفة ، ورواه بعض اصحابنا عن يونس بن ظبيان بمثل هذا .
  فقال : ( سمعت من يذكرأنه دفن في مسجدكم بالكوفة ) .
  فقلت له : جعلت فداك ، ايش لمن صلى فيه من الفضل ؟
  فقال : ( كان جعفر عليه السلام يقول له : من الفضل ثلاث مرار هكذا وهكذا بيديه عن يمينه وعن شماله وتجاهه ) (2) .
  1316 ـ وسألته عن قول الله عزوجل : ( وآتوا حقه يوم حصاده ولا تسرفوا ) (3) ايش الإسراف ؟
  قال : ( هكذا يقرؤها من قبلكم ؟ ) .

------------------------------------
(1) روى ذيل الحديث الصدوق في عيون اخبار الرضا عليه السلام 1 : 311| 76 ، وابن شهرآشوب في المناقب 3 : 365 ، ونقله المجلسي في بحاره 100 : 192| 2 .
(2) نقله المجلسي في بحاره 100 : 239| 11 .
(3) الانعام 6 : 141 .

قــرب الاســنــاد _ 368 _

  قلت ؟ نعم .
  قال : ( افتح الفم بالحاء ) .
  قلت : حصاده .
  ( وكان أبي عليه السلام يقول : من الإسراف في الحصاد والجداد أن يَصَّدَّق الرجل بكفيه جميعاً ) وكان أبي عليه السلام إذا حضر حصد شيء من هذا فرأى احداً من غلمانه تصدق بكفيه صاح به ، وقال : اعطه بيد واحدة ، القبضة بعد القبضة ، والضغث بعد الضغث ، من السنبل وأنتم تسمونه الأندر ) (1) .
  1317 ـ وسألته عن قطع السدر .
  فقال : ( سألني رجل من أصحابك عنه ، وكتبت إليه : إن أبا الحسن عليه السلام قطع سدراً وغرس مكانه عنباً ) (2) .
  1318 ـ وسألته عن المسح على القدمين ، كيف هو ؟ فوضع كفه على الاصابع فمسحها إلى الكعبين ، فقلت : جعلت فداك ، لو أن رجلاً قال بإصبعين من أصابعه هكذا .
  قال : ( لا ، إلا بكفه ) (3) .
  1319 ـ وقال في غسل الجنابة : ( تغسل يدك اليمنى من المرفق إلى أصابعك ، ثم تدخلها في الإناء ، ثم اغسل ما أصاب منك ، ثم أفض على رأسك وسائر جسدك ) (4) .

------------------------------------
(1) رواه العياشي في تفسيره 1 : 379| 106 ، والكليني في الكافي 3 : 566| 6 باختلاف يسير ، ونقله المجلسي في بحاره 96 : 94| 6 .
(2) نقله المجلسي في بحاره 103 : 65| 12 .
(3) رواه الكليني في الكافي 3 : 30| 6 ، والطوسي في التهذيب 1 : 64 : 179 وفي الاستبصار 1 : 62| 184 ، ونقله المجلسي في بحاره 80 : 259| 6 .
(4) رواه الطوسي في التهذيمب 1 : 131| 363 وفي الاستبصار 1 : 123| 419 ، ونقله المجلسي في بحاره 81 : 43| 5 .

قــرب الاســنــاد _ 369 _

  1320 ـ وقال : ( لكل شهر عمرة ) (1) .
  1321 ـ وقال : ( من علامات الفقه : الحلم والعلم والصمت ، إن الصمت باب من أبواب الحكمة ، إن الصمت يكسب المحبة وهو دليل على الخير (2) .
  وكان جعفر عليه السلام يقول : والله لا يكون الذي تمدون إليه أعناقكم حتى تميّزون وتمحّصون ، ثم يذهب من كل عشرة شيء ولا يبقى منكم إلا نزر ثم تلا هذه الآية :
  ( أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين مه (3) ) (4) .
  1322 ـ وسألته عن امرأة أرضعت جارية ، ثم ولدت أولاداً، ثم ارضعت غلاماً ، يحل للغلام أن يتزوج تلك الجارية التي أرضعت ؟
  قال : ( لا ، هي اُخته ) (5) .
  1323 ـ وسألته عن امرأة أرضعت جارية ولزوجها ابن من غيرها ، يحل لابن زوجها أن يتزوج الجارية التي أرضعت ؟
  قال : ( اللبن للفحل ) (6) .
  1324 ـ وسألته عن الرجل يتزوج المرأة ويتزوج أم ولد ابيها فقال : ( لابأس بذلك ) .

------------------------------------
(1) نقله المجلسي في بحاره 99 : 331| 1 .
(2) رواه الصدوق في الخصال : 158| 202 وفي عيون اخبار الرضا عليه السلام 1 : 258| 14 ، وابن شعبة في تحف العقول : 445 ، ونقله المجلسي في بحاره 71 : 276| 8 .
(3) آل عمران 3 : 142 .
(4) رواه الطوسي في الغيبة : 204 ، والنعماني في الغيبة : 208| 15 باختلاف يسير ، ونقله المجلسي في بحاره 52 : 113| 24 .
(5) روى نحوه الصدوق في الفقيه 3 : 306| 1473 ، ونقله المجلسي في بحاره 103 : 321| 1 .
(6) رواه الكليني في الكافي 5 : 440| 4 ، ونقله المجلسي في بحاره 103 : 321| ذيل الحديث 1 ، ويأتي مثله برقم 1347 .

قــرب الاســنــاد _ 370 _

  فقلت له : قد بلغنا عن أبيك أن علي بن الحسين عليهما السلام تزوج ابنة للحسن عليه السلام وأم ولد للحسن عليه السلام ، ولكن رجلاً من أصحابنا سألني أن أسألك عنها .
  فقال : ( ليس هو هكذا ، إنما تزوج علي بن الحسين عليه السلام ابنة للحسن عليه السلام وأم ولد لعلي بن الحسين المقتول عندكم ، فكتب بذلك إلى عبد الملك بن مروان ليعاب به علي بن الحسين عليهما السلام ، فلما قرأ الكتاب قال : إن علي بن الحسين ليضع نفسه وإن الله تبارك وتعالى ليرفعه ) (1) .
  1325 ـ وسألته عن الصدقة : تحل لبني هاشم ؟
  فقال : ( لا ، ولكن صدقات بعضهم على بعض تحل لهم ) .
  فقلت له : جعلت فداك ، إذا خرجت إلى مكة كيف تصنع بهذه المياه المتصلة بين مكة والمدينة ، وعامتها صدقات ؟
  قال : ( سمّ منها شيئاً ) .
  فقلت : منها عين ابن بزيع وغيره .
  قال : (وهذه لهم ) (2) .
  1326 ـ وسألته عن قرب هذا الأمر .
  فقال : ( قال أبو عبدالله عليه السلام ، حكاه عن أبي جعفر عليه السلام ، قال : أول علامات الفرج سنة خمس وتسعين ومائة ، وفي سنة ست وتسعين ومائة تخلع العرب أعنتها ، وفي سنة سبع وتسعين ومائة يكون الفناء ، وفي سنة ثمان وتسعين ومائة يكون الجلاء .
  فقال : أما ترى بني هاشم قد انقلعوا بأهليهم وأولادهم ؟ ) .

------------------------------------
(1) رواه الكليني في الكافي 5 : 361| 1 ، وروى صدر الحديث الطوسي في التهذيب 7 : 449| 1798 ، ونقله المجلسي في بحاره 46 : 163| 4 .
(2) نقله المجلسي في بحاره 96 : 73| 5 .

قــرب الاســنــاد _ 371 _

  فقلت : فهم الجلاء ؟ قال : ( وغيرهم ، وفي سنة تسع وتسعين ومائة يكشف الله البلاء إن شاء الله ، وفي سنة مائتين يفعل الله ما يشاء ) .
  فقلنا له : جعلنا فداك ، أخبرنا بما يكون في سنة المائتين .
  قال : ( لو أخبرت أحداً لأخبرتكم ، ولقد خبرت بمكانكم ، ما كان هذا من رَأيي ان يظهر هذا مني إليكم ، ولكن إذا أراد الله تبارك وتعالى إظهار شيء من الحق لم يقدر العباد على ستره ) .
  فقلت له : جعلت فداك ، إنك قلت لي في عامنا الأول ـ حكيت عن أبيك ـ أن انقضاء ملك ال فلان على رأس فلان وفلان ، ليس لبني فلان سلطان بعدهما .
  قال : ( قد قلت ذاك لك ) .
  فقلت : أصلحك الله ، إذا انقضى ملكهم ، يملك أحد من قريش يستقيم عليه الأمر ؟
  قال : ( لا ) .
  قلت : يكون ماذا ؟
  قال : ( يكون الذي تقول أنت وأصحابك ) .
  قلت : تعني خروج السفياني ؟
  فقال : ( لا ) .
  فقلت : قيام القائم ؟
  قال : ( يفعل الله ما يشاء ) .
  قلت : فأنت هو ؟
  قال : ( لا حول ولا قوة إلا بالله ) .
  وقال : ( إن قدام هذا الأمر علامات ، حدث يكون بين الحرمين ) .
  قلت : ما الحدث ؟

قــرب الاســنــاد _ 372 _

  قال : ( عصبة تكون ويقتل فلان من آل فلان خمسة عشر رجلاً )(1) .
  قلت : جعلت فداك ، إن الكوفة قد تبت بي ، والمعاش بها ضيِّق ، وانما كان معاشنا ببغداد ، وهذا الجبل قد فتح على الناس منه باب رزق .
  فقال : ( إن أردت الخروج فاخرج ، فإنها سنة مضطربة ، وليس للناس بد من معايشهم ، فلا تدع الطلب ) .
  فقلت له : جعلت فداك ، إنهم قوم ملاء ونحن نحتمل التأخير ، فنبايعهم بتأخير سنة ؟
  قال : ( بعهم ) .
  قلت : سنتين ؟
  قال : (بعهم ) .
  قلت : ثلاث سنين ؟
  قال : ( لايكون لك شيء أكثر من ثلاث سنين ) (2) .
  1327 ـ أحمد بن محمد بن عيسى ، عن ابن أسباط قال : قلت لأبي الحسن عليه السلام : ما ترى أخرج براً أو بحراً ، فإن طريقنا مخوف شديد الخطر ؟
  فقال : ( اخرج براً ) ثم قال : ( ولا عليك أن تاتي مسجد رسول الله صلّى الله عليه واله فتصلي ركعتين في غير وقت فريضة ، ثم تستخير الله مائة مرة ، فإن خرج لك على البحر ، فقل الذي قال الله تبارك وتعالى : ( اركبوا فيها بسم الله مجريها ومرسيها ان ربي لغفور رحيم ) (3) فإن اضطرب فقل : بسم الله ، اسكن‎

------------------------------------
(1) نقله المجلسي في بحاره 52 : 183| 8 .
(2) نقله المجلسي في بحاره 103 : 3| 7 .
(3) هود 11 : 41 .

قــرب الاســنــاد _ 373 _

  بسكينة الله ، وقر بوقار الله ، واهدأ بإذن الله ، ولا حول ولا قوة إلا باذن الله ) .
  قلنا له : أصلحك الله ، ما السكينة ؟
  قال : ( ريح تخرج من الجنة، لها صورة كصورة الانسان ، ورائحة طيبة ، وهي التي اُنزلت على إبراهيم صلوات الله عليه ، فأقبلت تدور حول أركان البيت وهو يضع الأساطين ) .
  قلنا : هي من التي قال ( فيه سكينة من ربكم وبقية مما ترك ال موسى وآل هارون تحمله الملائكة ) ؟ (1) .
  قال : ( تلك السكينة كانت في التابوت ، وكانت فيها طست تغسل فيها قلوب الأنبياء ، وكان التابوت يدور في بني إسرائيل مع الأنبياء عليهم السلام ) .
  ثم أقبل علينا فقال : ( فما تابوتكم ) ؟
  قلنا : السلاح .
  قال : ( صدقتم هو تابوتكمِ ) .
  ثم قال : ( فإن خرجت براً فقل الذي قال الله ( سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين وانا الى ربنا لمنقلبون ) (2) فإنه ليس عبد يقول عند ركوبه فيقع من بعير أو دابة فيضره شيء باذن الله ) (3) .
  1328 ـ وقال : ( إذا خرجت من منزلك فقل : بسم الله ، آمنت بالله ، توكلت على الله ، لاحول ولا قوة إلا بالله ، فإن الملائكة تضرب وجوه الشياطين وتقول : قد سمّى الله ، وآمن بالله ، وتوكل على الله ، وقال : لا حول ولا قوة إلا بالله ) (4) .

------------------------------------
(1) البقرة 2 : 248 .
(2) الزخرف 43 : 13 ، 14 .
(3) روى نحوه القمي في تفسيره 2 : 282 ، ونقله المجلسي في بحاره 91 : 259| 9 .
(4) رواه البرقي في محاسنه : 350| 33 ، والصدوق في الفقيه 2 : 177| 792 ، وابن طاورس في الأمان : 105 باختلاف يسير ، ونقله المجلسي في بحاره 76 : 169| 11 .

قــرب الاســنــاد _ 374 _

  1329 ـ قلت له : جعلت فداك ، إن ثعلبة بن ميمون حدثني عن علي بن المغيرة ، عن زيد العمي ، عن علي بن الحسين عليه السلام قال : ( يقوم قائمنا لموافاة الناس سنة ) .
  قال : ( يقوم القائم بلا سفياني ! إن أمر القائم حتم من الله ، وأمر السفياني حتم من الله ، ولا يكون قائم إلا بسفياني ) .
  قلت : جعلت فداك ، فيكون في هذه السنة ؟
  قال : ( ما شاء الله ) .
  قلت : يكون في التي يليها ؟
  قال : ( يفعل الله ما يشاء ) (1) .
  1330 ـ أحمد بن محمد بن عيسى ، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر قال : سمعت الرضا عليه السلام يقول : ( يزعم ابن أبي حمزة أن جعفراً زعم أن أبي القائم وما علم جعفر بما يحدث من أمر الله ، فوالله لقد قال الله تبارك وتعالى يحكي عن رسوله صلّى الله عليه وآله : ( ما أدري ما يفعل بي ولا بكم إن أتبع إلا ما يوحى إلي) (2) ) .
  وكان أبو جعفر عليه السلام يقول : ( أربعة أحداث تكون قبل قيام القائم تدل على خروجه ، منها أحداث قد مضى منها ثلاثة وبقي واحد ) .
  قلنا : جعلنا فداك ، وما مضى منها ؟
  قال : ( رجب خلع فيها صاحب خراسان ، ورجب وثب فيه على ابن زبيدة ، ورجب خرج فيه محمد بن إبراهيم بالكوفة ) .
  قلنا : فالرجب الرابع متصل به ؟

------------------------------------
(1) نقله المجلسي في بحاره 52 : 182| 5 .
(2) الأحقاف 46 : 9 .

قــرب الاســنــاد _ 375 _

  قال : ( هكذا قال أبو جعفر ) (1) .
  قال : ( وكان في الكنز الذي قال الله : ( وكان تحته كنز لهما ) (2) لوح من ذهب فيه : بسم الله الرحمن الرحيم ، محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله ، عجبت لمن أيقن بالموت كيف يفرح ، وعجبت لمن ايقن بالقدر كيف يحزن ، وعجبت لمن راى الدنيا وتقلبها باهلها كيف يركن إليها ! وينبغي لمن عقل عن الله أن لا يتهم الله تبارك وتعالى في قضائه ، ولا يستبطئه في رزقه ) (3) .
  قلنا له : إن أهل مصر يزعمون أن بلادهم مقدسة .
  قال : ( وكيف ذلك ) ؟
  قلت : جعلت فداك ، يزعمون أنه يحشر من جبلهم سبعون ألفاً يدخلون الجنة بغير حساب .
  قال : ( لا لعمري ما ذاك كذلك ، وما غضب الله على بني إسرائيل إلا أدخلهم مصر ، ولا رضي عنهم إلا أخرجهم منها إلى غيرها .
  ولقد أوحى الله تبارك وتعالى إلى موسى عليه السلام أن يخرج عظام يوسف منها ، فاستدل موسى على من يعرف القبر ، فدُل على امرأة عمياء زمنة ، فسألها موسى أن تدله عليه فأبت إلا على خصلتين : فيدعو الله فيذهب بزمانتها ، ويصيرها معه في الجنة في الدرجة التي هو فيها ، فأعظم ذلك موسى ، فأوحى الله إليه : وما يعظم عليك من هذا ، أعطها ما سألت ، ففعل ، فوعدته طلوع القمر ، فحبس الله القمر حتى جاء موسى لموعده ، فأخرجه من النيل في سفط مرمر ، فحمله موسى .

------------------------------------
(1) نقله المجلسي في البحار 52 : 182| 7 . وياتي برقم 1370 .
(2) الكهف 18 : 82 .
(3) رواه العياشي في تفسيره 2 : 338| 67 ، واورده الكليني في الكافي 2 : 48| 9 ، بزيادة في ذيل الحديث ، ونقله المجلسي في البحار 13 : 294| 9 .