يزيده بيانا قوله تعالى : (ولكل قوم هاد) وهذا عام في كافة الناس ، فثبت له الانذار بالوحي العزيز ولذريته أيضا إلى آخر انقطاع التكليف بدليل قوله تعالى : (ولكل قوم هاد).
  ومنها قوله تعالى : (أفمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه) (1) فرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم على بينة من ربه ، وعلي عليه‌السلام الشاهد.
  فلو كان لفظ (الشاهد) في الذكر العزيز مطلقا على سبيل العموم لشرك عليا عليه‌السلام غيره في كونه شاهدا ، فلما اراد تعالى إفراد أمير المؤمنين عليه‌السلام بالامامة ، خصص ذلك العموم بقوله تعالى : (شاهد منه) فهذا التخصيص أوجب له الامامة.
  وأبان النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ان هذه الآية إنما اتت لتخصيصه بالامامة بما قد نطق [به] الخبر الصحيح.
  فمن ذلك ما ذكره البخاري في الجزء الرابع من صحيحه من أجزاء الثمانية قريبا من آخره في باب مناقب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام بالاسناد المقدم قال البخاري وقال عمر : توفي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وهو عنهه هراض (2) وقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : أنت مني وأناا منك (3).
  وقد ذكر ايضا ذلك أحمد بن حنبل في مسنده من رواية ابن آدم قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : علي مني وأنا منه ولا يؤدي عني إلا أنا أو علي (4).

-----------------------------
(1) سورة هود : 11 / 17.
(2 و 3) يراجع صحيح البخاري 5 / 18 باب مناقب علي بن أبي طالب عليه‌السلام.
(4) ينظر فضائل لصحابة 2 / 594 ، مسند احمد 4 / 165 ، صحيح الترمذي 5 / 636 ، مناقب ابن المغازلي / 221 ، مناقب الخوارزمي / 134.

خصائص الوحي المبين _ 136 _

  وذكره رزين بن معاوية العبدري في الجمع بين الصحاح الستة من سنن أبي داود السجستاني ومن صحيح الترمذي قال عن ابي جنادة : ان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال : علي مني وانا من علي ، ولا يؤدي عني الا انا (1) أو علي.
  90 ـ ومن كتاب خصائص أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه‌السلام تصنيف النسائي قال : أخبرنا واصل بن عبد الاعلى الكوفي ، عن ابن فضيل ، عن الاجلح ، عن عبد الله بن بريده ، عن أبيه قال ، بعثنا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إلى اليمن مع خالد بن الوليد ، وبعث عليا على جيش آخر وقال : ان التقيتما فعلي على الناس وإن تفرقتما ، فكل واحد منكما على جنده ، فلقينا بني زبيد من أهل اليمن فظهر المسلمون على المشركين ، فقتلنا المقاتلة وسبينا الذرية ، فاصطفى على جارية لنفسه من السبي ، فكتب بذلك خالد بن الوليد إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وأمرني أن أنال منه ، قال : فدفعت الكتاب إليه ونلت من علي ، فتغير وجه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقلت : هذا مكان العائذ بك ، بعثتني مع رجل وأمرتني بطاعته فبلغت ما أرسلت به ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لي : لا تقع يا بريدة في علي فإن عليا مني وأنا منه وهو وليكم بعدي (2).
  ومما يؤيد ذلك ويزيده بيانا وان الذي أردناه هو الوجه المقصود قوله سبحانه وتعالى : (وقفوهم إنهم مسئولون) (3) ومن يوقف الامة يوم القيامة وتسئل عن ولايته وجب له استحقاق ولائهم من حيث انه لا يسئل العبد بعد موته إلا عن معرفة ربه ونبيه وإمامه الذي جعله الله تعالى وليا للامة.
  يدل على صحة ما قلناه قوله تعالى : (إنما وليكم الله ورسوله والذين

-----------------------------
(1) صحيح الترمذي 5 / 632 ، يراجع مسند احمد 4 / 165.
(2) ينظر مسند احمد 5 / 356.
(3) سورة الصافات : 37 / 24.

خصائص الوحي المبين _ 137

  ءامنوا الذين يقيمون الصلوة ويؤتون الزكوة وهم راكعون) (1) وقد تقدم ذكر اختصاصها به صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم.
  ومنها قوله تعالى : (ولتعرفنههم في لحن القول) وأراد تعالى من [قوله] : (في لحن القول) بغضهم عليا عليه‌السلام.
  فلذلك قال له النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : (ما يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق) (2) ، لان الله تعالى قال : (ولو نشاء لاريناكهم فلعرفتهم بسيماهم ولتعرفنهم في لحن القول) (3) وذلك وقع منه جل وعلا خطابا لنبيه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في تعيين المنافقين ، ومن كان بغضه علامة للنفاق وحبهه علامة للايمان ، كانت حاجة الامة إليه أدعى ، وعنايتها بولايته أرعى ، وشاهد الحال أبين من شاهد الاستدلال (إن في ذلك لآيات للمتوسمين) (4).
يا من أذاع االدين بعد iiكمونه      ii
ومن النبي به غدا مستنصرا
يـا من بقائم سيفهقام iiالهدى      ii
وغدا الولي بنوره iiمستبصرا

-----------------------------
(1) سورة المائدة : 5 / 55.
(2) ينظر فضائل الصحابة 2 / 619 ح / 1059 ، مسند احمد 6 / 292 وهذا صحيح ثابت عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مخرج في الصحاح والسنن والمسانيد بطرق كثيرة بألفاظ مختلفة منها ما في المتن.
وروي بألفاظ اخر اشهرها قوله عليه‌السلام : (لقد عهد الي النبي الامي انه لا يحبني الا مؤمن ولا يبغضني الا منافق) ينظر تاريخ بغداد 4 / 41 ، مستدرك الصحيحين 3 / 127 ـ فضائل الصحابة 2 / 642 ـ مناقب ابن المغازلي / 103 و 382.
(3) سورة محمد : 47 / 30.
(4) سورة الحجر : 15 / 75.

خصائص الوحي المبين _ 138 _

الفصل التاسع

  في قوله سبحانه تعالى : (والسابقون السابقون) (1).
  وفي قوله تعالى : (والسابقون الاولون) (2).
  وفي قوله [تعالى] : (أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام) (3).
  وفي قوله تعالى : (كمشكوة فيها مصباح المصباح في زجاجة) (4).
  91 ـ من طريق الحافظ أبي نعيم بالاسناد المقدم قال أبو نعيم : حدثنا مسلم بن أحمد بن مسلم الدهان ، قال : حدثنا [إبراهيم بن الحكم بن] ظهير ، قال : حدثني أبي عن السدي ، عن أبي مالك ، عن ابن عباس رضي الله عنه في قوله تعالى : (والسابقون السابقون) إلى آخر القصة قال : سابق هذه الامة علي بن أبي طالب عليه‌السلام (5).
  92 ـ ومن تفسير الثعلبي في قوله تعالى : (والسابقون الاولون) في سورة (براءة" بالاسناد المقدم قال : اختلف أهل العلم في أول من آمن برسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم

-----------------------------
(1) سورة الواقعة : 56 / 10.
(2) سورة التوبة : 9 / 100.
(3) سورة التوبة : 9 / 19.
(4) سورة النور : 24 / 35.
(5) ينظر مناقب الخوارزمي / 55 ونظيره في تاريخ بغداد 14 / 155.

خصائص الوحي المبين _ 139 _

  بعد امراته خديجة بنت خويلد مع اتفاقهم على أنها أول من آمن بالنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وصدقه.
  فقال بعضهم : أول ذكر آمن بالنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وصدقه علي بن أبي طالب وهو قول ابن عباس ـ رضي الله عنه ـ وجابر وزيد بن ارقم ومحمد بن المنكدر وربيعة الرأي وأبي جبار والمزني (1).
  93 ـ [ثم] قال [الثعلبي] وقال ابن إسحاق : حدثني عبد الله بن أبي نجيح ، عن مجاهد قال : كان من نعم الله على علي بن أبي طالب عليه‌السلام وما صنع الله له وأراده من الخير : أن قريشا أصابتهم أزمة (2) شديدة وكان أبو طالب ذا عيال كثيرة ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم للعباس عمه ـ وكان من أيسر بني هاشم ـ : يا عباس أخوك أبو طالب كثير العيال وقد اصاب الناس ما ترى من هذه الازمة : قال : فانطلق بنا فلنخفف عليه من عياله ، آخذ من بيته رجلا وتأخذ من بيته رجلا ، فنكفهما عنه فقال العباس رضي الله عنه : نعم ، فانطلقا حتى أتيا ابا طالب فقالا : إنا نريد أن نخفف عنك من عيالك حتى ينكشف عن الناس ما هم فيه ، فقال لهما أبو طالب : إن تركتما لي عقيلا فاصنعا ما شئتما ، فأخذ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عليا فضمه إليه ، وأخذ العباس جعفرا فضمه إليه ، فلم يزل مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم حتى بعثه نبيا ، فأتبعه علي عليه‌السلام فآمن به وصدقه ولم يزل جعفر عند العباس حتى اسلم واستغنى عنه (3).
  94 ـ ومن مناقب الفقيه أبي الحسن علي بن المغازلي الشافعي الواسطي في قوله تعالى : (والسابقون السابقون) بالاسناد المقدم قال : أخبرنا أحمد بن محمد

-----------------------------
(1) ينظر فضائل الصحابة 2 / 589 ، 590 ، 591 وج 2 / 682 و....
(2) الازمة : القحط.
(3) تفسير الثعلبي المخطوط / 210.

خصائص الوحي المبين _ 140 _

  بن عبد الوهاب ـ اجازة ـ أخبرنا عمر بن عبد الله بن شوذب ، قال : حدثنا محمد بن احمد بن منصور ، قال : حدثنا أحمد بن الحسين ، قال : حدثنا زكريا ، قال : حدثنا أبو صالح عن الضحاك ، قال : حدثنا سفيان بن عيينة ، عن أبي نجيح ، عن مجاهد ، عن ابن عباس ـ رضي الله عنه ـ في قوله تعالى : (والسابقون السابقون) قال : سبق يوشع بن نون إلى موسى ، وسبق صاحب يس إلى عيسى (1) وسبق علي إلى محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (2).
  95 ـ ومن طريق الحافظ أبي نعيم في قوله تعالى : (أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام) الآية ، قال الحافظ أبو نعيم : حدثنا سليمان بن أحمد قال : حدثنا عبد الرحمن بن مسلم الرازي قال : حدثنا سهل بن عثمان ، قال : حدثنا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة عن اسماعيل بن أبي خالد عن عامر [الشعبي] قال نزلت : (أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن ءامن بالله واليوم الآخر وجاهد في سبيل الله) في علي عليه‌السلام والعباس ـ رضي الله عنه ـ وطلحة بن شيبة (3).
  96 ـ قال أبو نعيم الحافظ : حدثنا سليمان بن أحمد قال : حدثنا بكر بن سهل قال : حدثان عبد الغني بن سعيد قال : حدثنا موسى بن عبد الرحمان عن ابن جريج عن عطاعن ابن عباس.

-----------------------------
(1) سمي هذا الرجل (صاحب يس) لان قصته مذكورة في هذه السورة ، قال تعالى : (واضرب لهم مثلا اصحاب القرية ...) ـ سورة يس / 13 ـ واسمه كما في التفاسير (شمعون الصفا) فكان رأس الحواريين وكان صاحب الكرامات.
(2) مناقب ابن المغازلي / 320.
(3) ينظر اسباب النزول / 241 ـ شواهد التنزيل 1 / 244.

خصائص الوحي المبين _ 141 _

  وعن مقاتل عن الضحاك عن ابن عباس ـ رضي الله عنه ـ في قوله تعالى : (أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله واليوم الآخر وجاهد في سبيل الله) نزلت في علي بن ابي طالب عليه‌السلام والعباس ـ رضي الله عنه ـ وطلحة ابن ابي شيبة.
  97 ـ ومن تفسير الثعلبي بالاسناد المقدم : قال الثعلبي : قال الحسن والشعبي ومحمد بن كعب القرضي : نزلت هذه الآية في علي بن أبي طالب عليه‌السلام وعباس بن عبد المطلب ـ رضي الله عنه ـ وطلحة بن ابي شيبة ، وذلك انهم افتخروا.
  فقال طلحة : أنا صاحب البيت وبيدي مفتاحه ، ولو أشاء بت في المسجد.
  وقال العباس رضي الله عنه : أنا صاحب السقاية والقائم علهيا ، ولو أشاء بت في المسجد.
  وقال علي عليه‌السلام : ما أدري ما تقولان ، لقد صليت ستة أشهر قبل الناس ، وأنا صاحب الجهاد ، فأنزل الله تعالى هذه الآية : (أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن ءامن بالله واليوم الآخر وجاهد في سبيل الله لا يستوون عند الله والله لا يهدي القوم الظالمين) (1).
  98 ـ ومن الجمع بين الصحاح الستة لرزين بن معاوية العبدري في الجزء الثاني من أجزاء ثلاثة ، من صحيح النسائي بالاسناد المقدم قال : حدثنا محمد بن كعب القرضي قال : افتخر طلحة بن شيبة ـ من بني عبد الدار ـ وعباس بن عبد المطلب ـ رضي الله عنه ـ وعلي بن أبي طالب عليه‌السلام ، فقال طلحة بن شيبة : معي

-----------------------------
(1) رواه الحاكم الحسكافي شواهد التنزيل 1 / 244 ـ 251 ، ونظيره في تفسير الطبري 10 / 96.

خصائص الوحي المبين _ 142_

  مفتاح البيت ولو أشاء بت فيه.
  وقال عباس ـ رضي الله عنه ـ : أنا صاحب السقاية والقائم عليها ، ولو أشاء بت في المسجد ، وقال علي عليه‌السلام : ما أدري ما تقولان لقد صليت إلى القبلة ستة أشهر قبل الناس ، وأنا صاحب الجهاد ، فأنزل الله تعالى (أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن ءامن بالله واليوم الآخر وجاهد في سبيل الله لا يستوون عند الله والله لا يهدي القوم الظالمين) (1).
  في قوله سبحانه وتعالى : (كمشكوة فيها مصباح) (2).
  99 ـ من مناقب الفقيه أبي الحسن علي بن المغازلي الشافعي الواسطي بالاسناد المقدم قال : أخبرنا أحمد بن محمد بن عبد الوهاب ـ إجازة ـ أن أبا أحمد عمربن عبد الله بن شوذب أخبره (3) قال : حدثنا محمد بن الحسن بن زياد ، حدثنا أحمد بن الخليل ببلخ ، حدثني محمد بن أبي محمود ، قال : حدثنا يحيى بن أبي معروف قال : حدثنا محمد بن سهل البغدادي ، عن موسى بن القاسم ، عن علي بن جعفر قال : سألت [ابا] (4) الحسن عن قول الله عز وجل : (كمشكوة فيها مصباح) قال : (المشكوة) فاطمة عليها‌السلام و (المصباح) الحسن والحسين ، (والزجاجة كأنها كوكب دري) قال : كانت فاطمة صلى الله عليها كوكبا دريا بين نساء العالمين (توقد من شجرة مباركة) (الشجرة المباركة) : إبراهيم

-----------------------------
(1) ينظر تفسير الدر المنثور 3 / 218 ، اسباب النزول / 241.
(2) سورة النور : 24 / 35.
(3) في كتاب (العمدة) : اخبرهم.
(4) ما بين المعقوفتين من كتاب العمدة.

خصائص الوحي المبين _ 143 _

  (لا شرقية ولا غربية) لا يهودية ولا نصرانية (يكاد زيتها يضئ) قال : يكاد العلم أن ينطق منها (ولو لم تمسه نار نور على نور) قال : فيها إمام بعد إمام (يهدي الله لنوره من يشاء) قال : يهدي الله عز وجل لولايتنا من يشاء (1).
  قال يحيى بن الحسن : واعلم ان هذا الفصل قد جمع أشياء من الوحي العزيز ، كل شئ منها يوجب لمولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام عدم المثل والنظير.
  منها : قوله سبحانهه وتعالى : (والسابقون السابقون) * (والسابقون الاولون) (2).
  وإذا كان سابق هذه الامة إلى الايمان بالله هو برسوله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عدم نظيره وإذا عدم نظيره في طاعة الله وطاعة رسوله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وجب الاقتداء به والاتباع له.
  وفي لفظ الذكر العزيز من الاشارة والتنبيه ما يدل على وجوب الاقتداء به دون غيره بدليل قوله سبحانه وتعالى : (والسابقون السابقون أولئك المقربون).
  وفي هذا من الحث على اتباعه ما لا يخفى على ذي بصيرة من أن اتباع المقرب عند الله تعالى وعند رسوله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الزم.
  ومنها قوله : (أجعلتم سقاية الحاج) (3) الآية ، وإذا كان الوحي العزيز قد نطق بتفضيله على عمه العباس ـ رضي الله عنه ـ والعباس له من القرب

-----------------------------
(1) مناقب ابن المغازلي / 316.
(2) سورة الواقعة : 56 / 10.
(3) سورة التوبة : 9 / 19.

خصائص الوحي المبين _ 144 _

  برسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ما لا يخفى بيانه ، وللنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم [فيه] من الاقوال ما لا يخفى مقامه ولو ذكر معه في قرينة الافتخار من ذكر فضل العباس عليه لقربه اللصيق ونسبه العريق (1) ولم يفضل مولانا أمير المؤمنين صلى الله عليه على العباس رضي الله عنه بنفس الايمان والجهاد فحسب ، وإن كان في الايمان أسبق وفي الجهاد أعظم.
  وإنما فضل باضافة الايمان والجهاد إلى قوله تعالى : في حقه صلى الله عليه وسلم : (إنما وليكم الله ورسوله والذين ءامنوا الذين يقيمون الصلوة ويؤتون الزكوة وهم راكعون) (2) وكونها خاصة بمولانا أمير المؤمنين علي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وقد تقدم ذكر ذلك.
  وبإضافة قول النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (من كنت مولاه فعلي مولاه) (3) إلى ذلك.
  ولقول عمر بن الخطاب عند ذلك : بخ بخ لك يا على ، أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة (4).
  فكل من كان مؤمنا فإن عليا مولاه ، فلذلك فضل عليه‌السلام ومن يقدر على مثل هذه المراتب السنية والمفاخر العلية غيره ؟ وفي هذا كفاية لمتأمل اراد النجاة.
يـا مـن بـه للمدح iiمفتخر      ii
ومـن بـه لـلولي iiمعتصم
يا من علا حيث لا نظير iiله      ii
وفوق  هام العلى له قدم (5)
يا من به الوحي ينتشي جذلا      ii
إذا  تـلي مدحه ويبتسم (6)

-----------------------------
(1) العرق : اهل اشرف واهل السلامة في الدين ـ لسان العرب.
(2) سورة المائدة : 5 / 55.
(3) مسند احمد 1 / 152 ، فضائل الصحابة 2 / 597 و 682.
(4) ينظر مناقب ابن المغازلي / 18 ـ 19.
(5) الهام أو الهامة : الرأس.
(6) الجذلان : الفرحان.

خصائص الوحي المبين _ 145 _

الفصل العاشر

  في قوله سبحانه وتعالى : (ويهديكم صراطا مستقيما) (1).
  وفي قوله تعالى : (ولقد كنتم تمنون الموت من قبل أن تلقوه) (2).
  وفي قوله تعالى : (وأذان من الله ورسوله إلى الناس يوم الحج الاكبر) (3).
  وفي قوله تعالى : (يا أيها الذين ءامنوا إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجويكم صدقة) (4).
  وفي قوله تعالى : (ثم لتسئلن يومئذ عن النعيم) (5).
  وفي قوله تعالى : (قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا) (6).
  100 ـ من تفسير الثعلبي بالاسناد المقدم في قوله تعالى : (ويهديكم صراطا مستقيما) قال : وذلك في فتح خيبر ، قال : حاصر رسول الله صلى الله عليه وله وسلم أهل خيبر ، فأصابتنا مخمصة شديدة ، وان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم اعطى اللواء عمر بن الخطاب ونهض من نهض معه من الناس ، فقلوا أهل خيبر فانكشف عمر وأصحابه

-----------------------------
(1) سورة الفتح : 48 / 20.
(2) سورة آل عمران : 3 / 143.
(3) سورة التوبة : 9 / 3.
(4) سورة المجادلة : 58 / 12.
(5) سورة التكاثر : 102 / 8.
(6) سورة الانعام : 6 / 65.

خصائص الوحي المبين _ 146 _

  ورجعوا إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يجبنه أصحابه ويجبنهم ، وكان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قد أخذته الشقيقة (1) فلم يخرج إلى الناس ، فأخذ أبو بكر راية رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ثم نهض يقاتل ثم رجع ، فأخذها عمر فقاتل ثم رجع ، فأخبر بذلك رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم.
  فقال : أما والله لاعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله يأخذها عنوة وليس ثم علي.
  فلما كان الغد تطاول لها أبو بكر وعمر ورجال من قريش ، رجا كل واحد أن يكون صاحب ذلك.
  فأرسل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ابن الاكوع إلى علي عليه‌السلام ، فدعاه فجاء على بعير له ، أناخ (2) قريبا من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وهو أرمد ، قد عصب بشقة برد قطري (3) عينه.
  قال سلمة : فجئت به أقوده إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : مالك ؟ [قال :] قد رمدت ، فقال : أدن مني ، فدنا منه فتفل في عينيه فما شكى وجعهما بعد حتى مضى لسبيله ، ثم أعطاه الراية وعليه حلة ارجوان حمراء (4) قد أخرج كميها فأتى مدينة خيبر فخرج مرحب صاحب الحصن وعليه مغفر مصفر (5) وحجر قد ثقبه مثل البيضة على رأسه ، وهو يرتجز ويقول :

-----------------------------
(1) الشقيقة : نوع من صداع يعرض في مقدم الرأس والى أحد جانبيه ـ النهاية 2 / 493.
(2) أناخ الجمل : ابركه ، برك البعير : ناخ في موضع فلزمه ـ مجمع البحرين.
(3) البرود القطرية : حمر لها اعلام فيها بعض الخشونة ـ لسان العرب وعصب فلانا بالسيف مثل عممه به.
(4) ارجوان معرب ارغوان : شديد الحمرة.
(5) اي صبغ بالعصفر ، والعصفر : نبات بأرض العرب ، منه ريفي ومنه بري.
(6) الشاكي في الاصل : الاسد ، وفلان شاكي السلاح اي ذو شوكة وحدة في سلاحه.

خصائص الوحي المبين _ 147 _

أطـعن أحـيانا وحـينا iiأصرب      ii
إذا الـحروف أقبلت ترهب (1)ii
كان حماي كالحمير لا يقرب (2)      ii
  فبرز إليه علي صلوات الله عليه فقال :
أنـا الـذي سمتني أمي iiحيدرة      ii
كـليث  غـابات شديد القسورة
أكيلكم بالسيف كيل السندرة (3)      ii
  فاختلفا ضربتين ، فبدره علي بضربة فقد الحجر والمغفر ، وفلق رأسه حتى أخذ السيف في الاضراس وأخذ المدينة وكان الفتح على يديه (4).
  101 ـ ومن تفسير الثعلبي في قوله تعالى : (ولقد كنتم تمنون الموت من قبل أن تلقوه) (5) بالاسناد المقدم قال الثعلبي : نزلت في يوم أحد ، قال : فقتل علي بن أبي طالب عليه‌السلام طلحة وهو يحمل لواء قريش ، وأنزل الله تعالى نصره على المؤمنين.
  فقال الزبير بن العوام : فرأيت هندا وصواحبها هاربات مصعدات في الجبل ، باديات خدادهن (6) فكانوا يتمنون الموت من قبل أن يلقوا علي بن أبي طالب عليه‌السلام (7).

-----------------------------
(1) في كتاب (العمدة) : تلهب.
(2) في كتاب (العمدة) : كالحما لا يقرب.
(3) في اصل المطبوع : اكيلهم ، والسندرة : مكيال واسع ، اي اقتلكم قتلا واسعا ذريعا.
(4) ينظر غاية المرارم / 300 نقلا عن تفسير الثعلبي.
(5) سورة آل عمران : 3 / 143.
(6) وفي اصل المطبوع خدارهن ، والخداد ميسم في الحد.
(7) رواه الواقدي في المغازي 1 / 229 مع اختلاف يسير.

خصائص الوحي المبين _ 148 _

  في قوله تعالى : (وأذان من الله ورسوله يوم الحج الاكبر) (1).
  102 ـ من طريق الحافظ أبي نعيم بالاسناد المقدم قال أبو نعيم : حدثنا محمد بن المظفر ـ إملاء ـ قال : حدثنا جعفر بن الصقر ، قال : حدثنا حميد ابن داود بن إسحاق بن ابراهيم الرملي ، قلا : حدثنا عبد الله بن عثمان بن عطاء ، قال : حدثني الوليد بن محمد ، عن الزهري ، عن أنس بن مالك قال : أرسل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أبا بكر ببراءة يقرؤها على أهل مكة ، فنزل جبرئيل عليه‌السلام على محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقال : يا محمد لا يبلغ عن الله إلا أنت أو رجل منك ، فلحقه علي عليه‌السلام فأخذها منه (2).
  103 ـ ومن الجزء الثاني من أجزاء اثنين من المغازي لابن إسحاق في وسط الجزء بالاسناد المقدم قال : حدثنا يونس ، عن ابن اسحاق قال : خرج علي بن أبي طالب عليه‌السلام على ناقة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم العضباء حتى أدرك ابا بكر بالطريق ، فلما رآه أبو بكر سلم (براءة) إليه ، فقام علي بن أبي طالب عليه‌السلام يوم النحر عند الجمرة ، فأذن في الناس بالذي أمره رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقال : يا ايها الناس انه لا يدخل الجنة كافر ولا يحج بعد العام مشرك ، ولا يطوف بالبيت عريان ، ومن كان له عهد عند رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فهو له إلى مدته ، وأجل الناس أربعة أشهر (3).

-----------------------------
(1) سورة التوبة : 9 / 3.
(2) ينظر شواهد التنزيل 1 / 231 وما بعده.
(3) كتاب المغازي لابن اسحاق لم يعثر عليه كاملا والكتاب الموجود فعلا والموسوم ب‍ (السيرة والمغازي) لابن اسحق هو جزء من الكتاب وليس كله ....
ولم نعثر على هذا الحديث في الكتاب المطبوع. والحديث رواه ابن هشام في سيرته 4 / 188 نقلا عن ابن اسحاق وروى نظيره الزمخشري في تفسير الكشاف 2 / 26 ، ونظيره ايضا في شواهد التنزيل 1 / 238.

خصائص الوحي المبين _ 149 _

  104 ـ [و] من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل في أخذ براءة بالاسناد المقدم قال : حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، قال : حدثنا محمد بن سليمان لوين قال : حدثنا محمد بن جابر ، عن سماك ، عن حنش ، عن علي بن أبي طالب عليه‌السلام قال : لما نزلت عشر آيات من براءة على النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم دعا النبي صلى الله عليه اله وسلم ابا بكر فبعثه بها ليقرأها على أهل مكة ، ثم دعاني النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقال ادرك أبا بكر ، فحيثما لحقته فخذ الكتاب منه فاذهب به إلى أهل مكة واقرأها عليهم [قال :] فلحقته بالجحفة فأخذت الكتاب منه ، فرجع أبو بكر إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقال : يا رسول الله نزل في شئ ؟ فقال : لا ولكن جبرئيل جائني فقال : لن يؤدي عنك إلا أنت أو رجل منك (1).
  105 ـ ومن الجزء الخامس من صحيح البخاري من أجزاء ثماني في باب قوله سبحانه وتعالى : (وأذان من الله ورسوله إلى الناس يوم الحج الاكبر إن الله برئ من المشركين ورسوله) (2) في نصف الجزء سواء.
  بالاسناد المقدم قال : حدثنا عبد الله بن يوسف ، قال : حدثنا الليث ، قال : حدثنا عقيل ، قال : [قال] : ابن شهاب : فأخبرني حميد بن عبد الرحمان : أن أبا هريرة قال : بعثني أبو بكر في تلك الحجة في المؤذنين ، بعثهم يوم النحر يؤذنون بمنى : ألا تحج بعد العام مشرك ولا يطوف بالبيت عريان (3).
  قال حميد : ثم أردف النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بعلي عليه‌السلام وأمره أن يؤذن ببراءة.
  قال أبو هريرة : فأذن علي في أهل منى يوم النحر ببراءة : أن لا يج بعد العام

-----------------------------
(1) مسند احمد 1 / 151.
(2) سورة التوبة : 9 / 3.
(3) صحيح البخاري 6 / 64.

خصائص الوحي المبين _ 150 _

  مشرك ، ولا يطوف بالبيت عريان (1).
  106 ـ ومن تفسير الثعلبي في تفسير سورة براءة [في تفسير] قوله تعالى : (براءة من الله ورسوله) (2).
  بالاسناد المقدم قال : حدثنا محمد بن إسحاق ومجاهد وغيرهما : [أنها] نزلت في أهل مكة ، وذلك ان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عاهد قريشا يوم الحديبية على أن يضعوا الحرب عشر سنين ، يأمن فيها الناس ويكف بعضهم عن بعض ، فدخلت خزاعة في عهد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ودخلت بنو بكر في عهد قريش ، وكان مع ذلك عهود بين رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وبين قبائل من العرب خصائص.
  فغدت بنو بكر على خزاعة فقتلت منها ورفدتهم قريش بالسلاح ، فلما تظاهرت بنو بكر وقريش على خزاعة ونقضا عهدهم خرج عمر بن سالم الخزاعي حتى وقف على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقال :
يـا  رب إنـي ناشد iiمحمّدا      ii
حلف أبينا وأبيه الا تلدا (3)ii
كـنت  لـنا ربـا وكنا iiولدا      ii
ثـمة  اسـلمنا ولم ننزع iiيدا
فانصر  هداك الله نصرا iiايدا      ii
وادع عباد الله ياتوا مددا (4)

-----------------------------
(1) صحيح البخاري 6 / 64.
(2) سورة التوبة : 9 / 1.
(3) التلاد : الصاحب القديم.
(4) ايدا : قويا ، وفي كتاب (العمدة) : اعتدا ـ والعتيد : الحاضر المهيا ـ مجمع البحرين.

خصائص الوحي المبين _ 151 _

فـيـهم رسـول الله قـد iiتـجرّدا      ii
ابيض مثل السيف ينمى صعدا (1)
إن  سـيم خـسفا وجـهه iiتـربدا      ii
في  فيلق كالبحر يجري مزبدا (2)ii
إن  قـريـشا اخـلفوك iiالـموعدا      ii
ونـقـضوا مـيـثاقك iiالـمـؤكدا
وزعـموا  أن لـست تـدعو iiأحدا      ii
وهـــم  أذل وأقــل iiعــددا
هــم  بـيتونا بـالحطيم iiهـجدا      ii
وقـتـلونا ركـعـا وسـجدا (3)ii
  فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : لا نصرت ان لم أنصركم ، وخرج وتجهز إلى مكة [وفتح مكة] (4) وهي سنة ثمان من الهجرة.
  ثم لما خرج إلى غزوة تبوك وتخلف من تخلف من المنافقين وأرجفوا الاراجيف ، جعل المشركون ينقضون عهودهم ، فأمره الله تعالى بإلغاء عهودهم إليهم ليأذنوا بالحرب وذلك قوله عز وجل : (وإما تخافن من قوم خيانة فانبذ إليهم على سواء) (5).

-----------------------------
(1) تجرد : تهيأ للحرب.
(2) تربد : تغير إلى السواد ـ الفيلق : العسكر الكثير.
(3) في سيرة ابن هشام : بيتونا بالوتير هجدا ، وفي هامشة : الوتير : اسم ماء بأسفل مكة لخزاعة ، والهجد : النيام ، وقد يكون الهجد ايضا المستقيظين وهو من الاضداد.
(4) ما بين المعقوفتين من العمدة.
(5) سورة الانفال : 8 / 58.

خصائص الوحي المبين _ 152 _

  فلما كانت سنة تسع أراد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الحج ثم قال : [اكره] (1) أن يحضر المشركون فيطوفون عراة ، ولا احب أن أحج حتى لا يكون ذلك ، فبعث رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أبا بكر في تلك السنة على الموسم ليقيم للناس الحج وبعث معه أربعين آية من صدر (براءة) ليقرأها على أهل الموسم.
  فلما سار ، دعا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عليا عليه‌السلام فقال : اخرج بهذه القصة من صدر (براءة) وأذن بذلك في الناس إذا اجتمعوا ، فخرج علي عليه‌السلام على ناقة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم العضباء حتى أدرك أبا بكر بذي الحليفة وأخذها منه.
  فرجع أبو بكر إلى النبي صلى الله عليه والله وسلم فقال : يا رسول الله بأبي أنت وامي ، أنزل في شأني شئ ؟ قال : لا ولكن لا يبلغ عني غيري أو رجل مني (2).
  107 ـ ومن الجمع بين الصحاح الستة لرزين في الجزء الثاني من أجزاء ثلاثة في تفسير سورة (براءة) من صحيح أبي داود وهو السنن ومن صحيح الترمذي.
  بالاسناد المقدم قال عن ابن عباس ـ رضي الله عنه ـ قال : بعث رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أبا بكر وأمر أن ينادي في الموسم ببراءة ، ثم أردفه عليا ، فبينا أبو بكر ببعض الطريق إذ سمع رغاء (3) ناقة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم العضباء ، فقام أبو بكر فزعا يظن أنه حدث أمر ، فدفع إليه علي عليه‌السلام كتابا من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فيه ، ان عليا ينادي بهؤلاء الكلمات فإنه لا ينبغي ان يبلغ عني الارجل من اهل بيتي ، فانطلقا.
  فقام علي عليه‌السلام أيام التشريق ينادي : ذمة الله ورسوله بريئة من كل مشرك ،

-----------------------------
(1) ما بين المعقوفتين من العمدة.
(2) غاية المرام / 461 نقلا عن تفسير الثعلبي.
(3) رغاء : صوت ذوات الخف ، رغا البعير إذا ضج ـ مجمع البحرين.

خصائص الوحي المبين _ 153 _

  فسيحوا اربعة اشهر ، ولا يحجن بعد العام مشرك ، ولا يطوف بالبيت بعد العام عريان ، ولا يدخل الجنة إلى نفس مسلمة مؤمنة.
  قال : وكان علي بن أبي طالب صلى الله عليه وآله ينادي بها ، فذا أعيا (1) أمر غيره فنادى (2).
  108 ـ ومن كتاب خصائص أمير المؤمين علي بن أبي طالب عليه‌السلام تأليف ابي عبد الرحمن أحمد بن شعيب بن علي بن بحر النسائي الحافظ قال : بإسناده في باب : (ذكر توجيه النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ببراءة قال : أبخرنا محمد بن بشار ، قال : حدثنا عفان وعبد الصمند قالا : حدثنا حماد بن سلمة ، عن سماك بن حرب ، عن أنس قال : بعث النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ببراءة مع أبي بكر ، ثم دعاه فقال : لا ينبغي أن يبلغ هذا عني إلا رجل من أهلي ، دعا عليا فأعطاه إياها (3).
  في قوله تعالى : (يا أيها الذين ءامنوا إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجويكم صدقة) (4) الاية :
  109 ـ من طريق الحافظ أبي نعيم بالاسناد المقدم قال أبو نعيم : حدثنا أحمد بن فرج ، قال : حدثنا أبو عمر الدوري ، قال : حدثنا محمد بن مروان ، عن محمد بن السايب ، عن أبي صالح ، عن ابن عباس ـ رضي الله عنه ـ في قوله تعالى : (يا أيها الذين ءامنوا إذا ناجيتم الرسول فقدموا) الاية ، قال : ان الله عز وجل حرم كلام رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم [إلا أن يصدقوا قبل التكلم معه] وبخلوا أن يتصدقوا قبل

-----------------------------
(1) عيى : عجز ـ النهاية.
(2) يراجع صحيح الترمذي 5 / 275.
(3) خصائص النسائي / 92 ، صحيح الترمذي 4 / 339 ، مسند احمد 3 / 339 ، مسند احمد 3 / 212 و 283.
(4) سورة المجادلة : 58 / 12.

خصائص الوحي المبين _ 154 _

  كلامه ، قال وتصدق علي ولم يفعل ذلك أحد من المسلمين غيره (1).
  110 ـ ومن تفسير الثعلبي في قوله تعالى : (يا ايها الذين ءامنوا إذا ناحيتم الرسول) الاية بالاسناد المقدم قال الثعلبي قال مجاهد : نهى [الله المسلمين] عن مناجاة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم حتى يتصدقوا ، فلم يناجه إلا علي بن أبي طالب عليه‌السلام ، قدم دينارا فتصدق به ، ثم نزلت الرخصة.
  111 ـ وقال علي صلوات الله عليه وآله : ان في كتاب الله لاية ما عمل بها أحد قبلي ولا يعمل بها أحد بعدي (يا أيها الذين ءامنوا إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجويكم صدقة) (2).
  112 ـ وقال علي صلوات الله عليه ، بي خفف الله عز وجل عن هذه الامة أمر هذه الاية ، فلم تنزل في أحد قبلي ولم تنزل في أحد بعدي (3).
  113 ـ قال : وقال ابن عمر : كان لعلي بن أبي طالب عليه‌السلام ثلاثة ، لو كان لي واحدة منهن كانت أحب إلى من حمر النعم : تزويجه فاطمة صلى الله عليها ، وإعطاؤه الراية يوم خيبر ، وآية النجوى (4).
  114 ـ ومن مناقب الفقيه ابن المغازلي الشافعي الواسطي بالاسناد المقدم [قال] أخبرنا أحمد بن محمد ـ إذنا ـ قال : أخبرنا عمر بن عبد الله بن شوذب ، قال : حدثنا أحمد بن إسحاق الطيبي ، قال : حدثنا محمد بن أبي العوام ، قال : حدثنا سعيد بن سليمان ، قال : حدثنا أبو شهاب ، عن ليث ، عن مجاهد قال : قال

-----------------------------
(1) ينظر النور المشتعل / 249.
(2 و 3) شواهد التنزيل 2 / 231 ـ اسباب النزول / 438 كفاية الطالب / 136 ، تفسير الطبري 28 / 15 ـ خصائص النسائي / 161.
(4) تفسير الكشاف 4 / 76 كفاية الطالب / 137.

خصائص الوحي المبين _ 155 _

  علي بن أبي طالب عليه‌السلام : آية في كتاب الله تعالى ، ما عمل بها أحد من الناس غيري : آية النجوى ، كان لي دينار بعته بعشرة دراهم ، فكلما أردت أن أناجي النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم تصدقت بدرهم ، ما عمل بها أحد قبلي ولا بعدي (1).
  115 ـ ومن كتاب الجمع بين الصحاح الستة لرزين بن معاوية العبدري في الجزء الثالث من أجزاء ثلاثة ، في تفسير سورة (المجادلة).
  بالاسناد المقدم قال رزين ، قال أبو عبد الله البخاري في قوله تعالى : (يا أيها الذين ءامنوا إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجويكم صدقة) نسختها : (فإذ لم تفعلوا وتاب الله عليكم) (2).
  116 ـ قال امير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام : ما عمل بهذه الاية غيري ، وبي خفف الله تعالى عن الامة أمر هذه الاية (3) في قوله سبحانه وتعالى : (ثم لتسئلن يومئذ عن النعيم) (4).
  117 ـ من طريق الحافظ أبي نعيم بالاسناد المقدم قال : حدثنا محمد بن عمر بن سالم ، قال : حدثنا عبد الله بن محمد بن زياد ، قال : حدثنا جعفر بن علي بن نجيح ، قال حدثنا : حدثنا حسن بن حسين ، عن ابي حفص الصائغ ، عن جعفر بن محمد عليه‌السلام في قوله عز وجل : (ثم لتسئلن يومئذ عن النعيم) قال : عن ولاية علي بن أبي طالب عليه‌السلام (5).

-----------------------------
(1) مناقب ابن المغازلي / 326.
(2) سورة المجادلة : 58 / 13.
(3) صحيح الترمذي 5 / 406 مع اختلاف ، والروايات في هذه الباب كثيرة ، ذكرها السيوطي في الدر المنثور 6 / 186 بعدة طرق.
(4) سورة التكاثر : 102 / 8.
(5) روى نظيره الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل 2 / 368.

خصائص الوحي المبين _ 156 _

  في قوله تعالى : (قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم أو من تحت أرجلكم أو يلبسكم شيعا) (1).
  118 ـ ومن طريق الحافظ أبي نعيم في الجزء الاول من كتاب (حلية الاولياء) من أحاديث أبي بن كعب ـ رضي الله عنه ـ بالاسناد المقدم قال أبو نعيم : حدثنا أبو بكر بن مالك ، حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدثني أبي ، حدثنا وكيع ، عن أبي حفص ، عن الربيع ، عن أبي العالية ، عن أبي بن كعب رضي الله عنه ـ في قوله سبحانه ، وتعالى : (قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا) الاية ، قال : هن أربع وكلهن واقع لا محالة ، فمضت اثنتان بعد وفاة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بخمس وعشرين سنة فألبسوا شيعا وذاق بعضهم بأس بعض ، وبقي اثنتان واقعتان لا محالة : الخسف والرجم (2).
  قال يحيى بن الحسن : اعلم أن هذا الفصل قد جمع أشياء :
  منها قوله تعالى : (يهديكم صراطا مستقيما) (3) وإذا كان علي عليه‌السلام عبارة عن الصراط المستقيم فما بعده غاية ينتهي إليها.
  وإذا ذكر في فضله انه يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله (4) وأبان عنه بأنه هو الذي فتح خيبر مع فرار غيره (5) فقد ثبت ميزته وظهر فضله بلا ارتياب والفرار من الزحف فيه ما فيه (6).

-----------------------------
(1) سورة الانعام : 6 / 65.
(2) حلية الاولياء 1 / 253.
(3) سورة الفتح : 48 / 2.
(4) ينظر فضائل الصحابة 2 / 593 و 584 ومسند احمد 2 / 384.
(5) فضائل الصحابة 2 / 604 ، مسند احمد 5 / 333.
(6) ينظر الكبائر للذهبي / 33.

خصائص الوحي المبين _ 157 _

  ومنها قوله تعالى : (ولقد كنتم تمنون الموت من قبل أن تلقون فقد رأيتموه ، وأنتم تنظرون) (1) وهذا أعظم بلاء في الاسلام من حيث يتمنى أعداء الله الموت من قبل أن يلقوه ، فلو لا اقدامه في الجهاد كما قال الله : (أعزة على الكافرين) (2) لما وجب له ذلك.
  وفي ذلك فقد النظير له والحث على وجوب اتباعه بأحسن الوجوه وأوجز الالفاظ وهو معنى قوله تعالى : (فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين) (3).
  ومنها قوله تعالى : (وأذان من الله ورسوله) (4) الاية ، واسترجاع سورة براءة من غيره وتسليمها إليه بوحي الله تعالى لا بقول رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم.
  يدل على ذلك بأن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أعطاها لغيره ونزل الوحي العزيز بتسليمها إليه وعزل غيره ، فقد دل ذلك على ولاية من الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وعزل من الله تعالى وولاية من الله تعالى له بعد ذلك العزل.
  ومما يدل على أن ذلك كان علامة على استحقاق الامر له بعد النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قول النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في جواب ذلك : انه قد اوحى [الله] إلى بأنه لا يؤدي عني إلا رجل مني (5) فقد وجب ذلك بوحي الله تعالى وبقول رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وبوحي الله تعالى جعل منه صلى الله عليهما وآلهما وهو قوله : (أفمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد

-----------------------------
(1) سورة آل عمران : 3 / 143.
(2) سورة المائدة : 5 / 54
(3) سورة المائدة : 5 / 54.
(4) سورة التوبة : 9 / 3.
(5) ينظر فضائل الصحابة 2 / 562 ، مسند احمد 1 / 151.

خصائص الوحي المبين _ 158 _

  منه) (1) (إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد) (2).
فهبني  أهملت الكلام iiلعلة      ii
فـيا من له عقل ألا تتفهم
يولي له العرش بعد ولاية      ii
الـنبي فـأي بولاية iiأقوم

-----------------------------
(1) سورة هود : 11 / 17.
(2) سورة ق : 50 / 37.

خصائص الوحي المبين _ 159 _

الفصل الحادي عشر

  في قوله سبحانه وتعالى : (فإما نذهبن بك فإنا منه منتقمون) (1).
  وفي قوله تعالى : (وسئل من أرسلنا قبلك من رسلنا) (2).
  وفي قوله : (وتعيها أذن واعية) (3).
  119 ـ من طريق الحافظ أبي نعيم في وقوله تعالى : (فإما نذهبن بك فإنا منهم منتقمون) بالاسناد المقدم : قال أبو نعيم : حدثنا سعيد بن محمد الناقد ومحمد بن أحمد بن علي ، قالا : حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة ، قال حدثنا يحيى بن حسن بن فرات قال : حدثنا مصبح بن هلقام ، قال : حدثنا أبو مريم ، عن المنهال بن عمرو ، عن زر بن حبيش ، عن حذيفة [في قوله تعالى :] (فإما نذهبن بك فإنا منهم منتقمون) قال بعلي بن أبي طالب عليه‌السلام (4).
  120 ـ ومن مناقب الفقيه أبي الحسن علي بن المغازلي الواسطي الشافعي بالاسناد المقدم قال ابن المغازلي [عند ذكره] قوله تعالى : (فإما نذهبن بك فإنا منهم منتقمون) أخبرنا الحسن بن أحمد بن موسى الغندجاني ، قال : حدثنا هلال

-----------------------------
(1) سورة الزخرف : 43 / 41.
(2) سورة الزخرف : 43 / 45.
(3) سورة الحاقة : 69 / 12.
(4) ينظر شواهد التنزيل 2 / 53.

خصائص الوحي المبين _ 160 _

  بن محمد الحفار ، قال : حدثنا إسماعيل بن علي ، قال : حدثنا أبي علي ، قال : حدثنا علي بن موسى الرضا عليه‌السلام ، قال : حدثنا أبي موسى ، قال : حدثنا أبي جعفر ، قال : حدثنا أبي محمد بن علي الباقر عليه‌السلام ، عن جابر بن عبد الله الانصاري ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ـ وإني لادناهم في حجة الوداع بمنى حين قال ـ : لا ألفينكم ترجعون بعدي كفارا ، يضرب بعضكم رقاب بعض ، وأيم الله لئن فعلتموها لتعرفني في الكتبية التي تضاربكم.
  ثم التفت إلى خلفه فقال : أو علي ، أو علي ـ ثلاثا ـ فرأينا أن جبرئيل غمزه وأنزل الله سبحانه وتعالى على أثر ذلك : (فإما نذهبن بك فإنا منهم منتقمون) بعلي بن أبي طالب عليه‌السلام (أو نرينك الذي وعدناهم فإنا عليهم مقتدرون) (1).
  ثم نزلت : (قل رب إما تريني ما يوعدون رب فلا تجعلني في القوم الظالمين) (2).
  ثم نزلت : (فاستمسك بالذي أوحي إليك (من امر علي) : انك على صراط مستقيم) (3) وإن عليا (لعلما للساعة) ([وانه لذكر لك] ولقومك وسوف تسئلون) (4) عن ولاية علي بن أبي طالب (5).
  في قوله : (وسئل من أرسلنا قبلك من رسلنا) (6).
  121 ـ من كتاب الاستيعاب لابن عبد البر النمري المغربي الاندلسي وقد

-----------------------------
(1) سورة الزخرف : 43 / 42.
(2) سورة المؤمنون : 23 / 93.
(3) سورة الزخرف : 43 / 43.
(4) سورة الزخرف : 43 / 44.
(5) مناقب ابن المغازلي / 274 ، شواهد التنزيل 2 / 152.
(6) سورة الزخرف : 43 / 45.

خصائص الوحي المبين _ 161 _

  خرجه أيضا أبو نعيم قال : بإسناده في تفسير هذه الاية قال : إن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ليلة أسري به ، جمع الله تعالى بينه وبين الانبياء ، ثم قال : سلهم يا محمد على ماذا بعثتم ؟ فقالوا : بعثنا على شهادة أن لا إله إلا الله ، وعلى الاقرار بنبوتك والولاية لعلي بن أبي طالب عليه‌السلام (1).
  في قوله تعالى : (وتعيها أذن واعية) (2).
  122 ـ من طريق الحافظ أبي نعيم بالاسناد المقدم قال أبو نعيم : حدثنا محمد بن عمر بن سالم ، قال : حدثني أبو محمد القاسم بن محمد بن جعفر بن محمد بن عبد الله بن محمد بن عمر بن علي [قال : حدثني أبي ، عن أبيه جعفر ، عن أبيه محمد بن عبد الله عن أبيه محمد عن أبيه عمر بن أبيه علي] (3) بن أبي طالب عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : يا علي إن الله عز وجل أمرني أن أدينك وأعلمك لتعي ، وأنزلت هذه الاية : (وتعيها أذن واعية) فأنت اذن واعية للعلم (4).
  123 ـ وبالاسناد المقدم قال : حدثنا أبو الحسن علي بن أحمد [بن محمد] المقدسي قال : حدثنا اسحاق بن ابراهيم العنزي القاضي ، قال حدثنا أبو عمير ، قال : حدثنا الوليد بن مسلم ، عن علي بن حوشب ، عن مكحول ، عن علي عليه‌السلام [في قوله تعالى : (وتعيها أذن واعية)] قال علي قال لي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : دعوت الله أن يجعلها أذنك يا علي (5).

-----------------------------
(1) ينظر شواهد التنزيل 2 / 157 مع اختلاف يسير.
(2) سورة الحاقة : 69 / 12.
(3) ما بين المعقوفتين من شواهد التنزيل.
(4) حلية الاولياء 1 / 67 وفيه : فأنت اذن واعية لعلمي اسباب النزول / 473 مع اختلاف.
(5) معرفة الصحابة 1 / 306 شواهد التنزيل 2 / 275 الدر المنثور 6 / 260 ـ مناقب ابن المغازلي / 165.