إلاّ أوجب الله عزَّ وجلّ له الجنة ، وحرَّم جسده على النار ) .
(149|11) قال حدثنا محمّد بن إبراهيم ( رحمه اللهّ ) قال : حدثنا أحمد بن محمّد الهمداني قال : أخبرنا علي بن الحسن بن علي بن فضال ، عن أبيه ، عن أبي الحسن علي بن موسى الرّضا ( عليه السّلام ) أنّه قال ( إنّ بخراسان بقعة يأتي عليها زمان تصير مختلف الملائكة ، فلا يزال فوج ينزل من السماء وفوجي صعد إلى أن ينفخ في الصور ) فقيل له : يابن رسول الله وأية بقعة هذه ؟ قال :( هي بارض طوس ، وهي واللهّ روضة من رياض الجنة ، من زارني في تلك البقعة كان كمن زار رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) ، وكتب الله تبارك وتعالى [ له] بذلك ثواب ألف حجة مبرورة وألف عمرة مقبولة ، وكنت أنا وآبائي شفعاؤه يوم القيامة ) .
(150|12) حدثنا محمّد بن موسى المتوكل ( رحمه الله ) قال : حدثنا علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن أبي الصلت عبد السّلام بن صالح الهروي قال :سمعت الرّضا ( عليه السّلام ) يقول : ( والله ما مِّنا إلاّ مقتول شهيد ) فقيل له :فمن يقتلك يابن رسول الله ؟ قال : ( أشر خلق اللهّ في زماني يقتلني بالسم ثم يدفنني في دار مضيعة وبلاد غربة ، ألا فمن زارني في غربتي كتب الله عزَّ وجلّ لهأجر مائة ألف شهيد ، ومائة ألف صدِّيق ، ومائة ألف حاج ومعتمر ، ومائة ألف مجاهد ، وحُشِر في زمرتنا ، وجُعل في الدرجات العلى من الجنة رفيقنا ) .
(151|13) حدثنا محمّد بن الحسن ( رحمه الله ) قال : حدثنا محمّد بن الحسن الصّفار ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر البزنطي قال : قرأت كتاب أبي الحسن الرّضا ( عليه السّلام ) : ( أبلغ
شيعتي أنَّ زيارتي تعدل عند الله عزَّ وجلّ ألف حجة ) قال : قلت لأبي جعفرِ( عليه السّلام ) : ألف حجة ؟ قال : ( أي والله وألف ألف حجة لمن زاره عارفاَ بحقه ) .
(152|14) قال : حدثنا محمّد بن إبراهيم ( رحمه الله ) قال : أخبرنا أحمد بن محمّد الهمداني ، عن علي بن الحسن بن علي بن فضّال ، عن أبيه ، عن أبي الحسن علي بن موسى الرّضا ( عليه السّلام ) أنّه قال له رجل من أهل خراسان : يابن رسول الله رأيتُ رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) في المنام كأنه يقول لي : ( كيف أنتم إذا دفن في أرضكم بضعتي ، واستحفظتم وديعتي ، وغيب في ثراكم نجمي ) ؟ فقال له الرّضا ( عليه السّلام ) : ( أنا المدفون في أرضكم ، وأنا بضعة من نبيكم ، وأنا الوديعة والنجم ، ألا فمن زارني وهو يعرف ما أوجب الله تبارك وتعالى من حقي وطاعتي فأنا وآبائي شفعاؤه يوم القيامة ، ومن كنا شفعاؤه يوم القيامة نجا ولو كان عليه مثل وزر الثقلين الجن والإنس ) .
(153|15) وروى حمدان بن إسحاق النيشابوري قال : قلت لأبي جعفر الثاني ( عليه السّلام ) : ما لمن زار قبر أبيك بطوس ؟ قال : ( من زار قبر أبي بطوس غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ) .
وقبض ( عليه السّلام ) بطوس من أرض خراسان بقرية سناباد في صفر سنة ثلاث ومائتين ، وله يومئذ خمس وخمسون سنة ، وقبره ببلدة طوس في قرية سناباد ، قاتله المامون عليه اللعنة بالسم
(1) .
-------------------------------
14 ـ الفقيه 2 : 1608|350 ، عيون أخبار الرضا ( عليه السّلام ) 2 : 257 | 11 ، أمالي الصدوق : 61|10 .
15 ـ الكافي 4 :585|3 ، كامل الزيارات : 304|3 ( وفيهما باختلاف يسير ) .
(1) الكافي 1 : 406 ، إرشاد المفيد : 304 ، أعلام الورى : 380 ، إقبالى الأعمال : 97 .
جَـامِـعُ الأخْـبَـارِ أو معارج اليقين في اصول الدّين _ 95 _
(154|1) وروى إبراهيم بن عقبة قال : كتبت إلى أبي الحسن الثالث( عليه السّلام ) أسأله عن زيارة ابي عبد الله الحسين بن علي ، وزيارة أبي الحسن موسى بن جعفر ، ومحمّد بن علي ( عليهم السّلام ) فكتب إليَّ : ( أبوعبد الله ( عليه السّلام ) المقدَّم ، وهذا أجمع وأعظم أجراً ) .
وقبض ( عليه السّلام ) ببغداد في آخر ذي القعدة سنة عشرون ومائتين ، وله يومئذ خمس وعشرون سنة ، وقبره ببغداد في مقابر قريش في ظهر جده موسى بن جعفر ( عليهما السّلام )
(1) ، قاتله المأمون
(2) ، وقيل : المعتصم
(3) ، وقيل :أم الفضل
(4) .
--------------------------------
1 ـ الكافي 4 : 583| 3 ، التهذيب 6 : 91|172 .
(1) الكافي 1 : 411 ، روضة الواعظين 1: 243 ، أعلام الورى: 386 ، كشف الغمة 2 : 365 ، مروج الذهب .
(2) كذا في نسخنا ، وهو اشتباه واضح إلا إذا كان المراد منه ضلوع المأمون مع ابنته أم الفضل في مخطط قتل الإمام ( عليه السّلام ) ، وذلك لأن سنة وفاة الإمام كانت 220 هـ كما تقدم ، فيحين تتفق كتب التأريخ على أن سنة وفاة المأمون كانت 218 هـ ( انظر : تأريخ الأمم والملوك8 : 646 ، الكامل في التأريخ 6 : 428 ، تأريخ اليعقوبي 2 : 469 ) والله تعالى هو العالم .
(3) في إقبال الأعمال ( دعوات شهر رمضان ) : 97 ذكر ( ... وضاعف العذاب على من شرك فيدمه وهو المعتصم ) .
(4) المناقب ( لابن شهر آشوب ) 4 : 391 ، مروج الذهب 4: 349 .
جَـامِـعُ الأخْـبَـارِ أو معارج اليقين في اصول الدّين _ 97 _
(155|1) روي عن الصادق ( عليه السّلام ) أنّه قال : ( من زارنا بعد مماتنا فكأنما زارنا في حياتنا ، ومن جاهد عدونا فكأنما جاهد معنا ، ومن تولى محبنا فقد أحبنا ، ومن سر مؤمناً
(1) فقد سرنا ، ومن أعان فقيرنا كان مكافأته على جدي رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) ) .
(156|2) وقال ( عليه السّلام ) : ( من زار إِماماً مفترض الطاعة بعد وفاته وصلى عنده أربع ركعات كتب الله له حجة مبرورة )
(2) .
(157|3) وقال الرّضا ( عليه السّلام ) : ( إِنّ لكل إِمام عهداً في أعناق شيعته ، وأنّ من تمام وفاء العهد وحسن الأداء زيارة قبورهم ، فمن زارهم رغبة في زيارتهم كانوا شفعاءه يوم القيامة ) .
وقبض ( عليه السّلام ) بسر من رأى في رجب سنة أربع وخمسين ومائتين وله يومئذ إحدى وأربعون سنة
(3) .
--------------------------------
1 ـ مزار المفيد (المختصر) : 173| 3 ، المقنعة :75 .
(1) في نسخة ( م ( و ( ث ) : مؤمناً .
2 ـ كامل الزيارات : 251| 3 ، التهذيب 6 : 79| 156 ، وتقدم برقم 133 .
(2) في نسخة ( ع ) و ( ث ) وهامش ( م ) : وعمرة .
3 ـ الكافي 4 : 567| 2 ، الفقيه 2 : 345| 1577 ، عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) 2 :260| 24 ، علل الشرائع : 459| 3 ، التهذيب 6 : 93| 175 ، مصباح الزائر ( مخطوط ) :283 .
(3) المناقب ( لابن شهر آشوب ) 4 : 401 ، أعلام الورى: 396 .
جَـامِـعُ الأخْـبَـارِ أو معارج اليقين في اصول الدّين _ 98 _
وأما الحسن بن علي بن محمّد بن علي قبض بسرمن رأى لثمانٍ خلون منشهر ربيع الأول سنة ستين ومائتين ، وله يومئذ ثمانٍ وعشرون سنة ، وقبره إلى جانب قبر أبيه في البيت الذي دفن أبوه ( عليه السّلام ) في داره بسر من رأى
(1) (2) .
--------------------------------
(1) في هامش ( م ) : وقاتل علي بن محمد المتوكل ، وقاتل الحسن العسكري : المعتمد ، وقيل :قاتلهما واحد .
(2) المناقب ( لابن شهر آشوب ) 4 : 422 ، أعلام الورى: 408 .
جَـامِـعُ الأخْـبَـارِ أو معارج اليقين في اصول الدّين _ 99 _
(158|1) قال الله تعالى في سورة يونس :
(ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون* الذين أمنوا وكانوا يتقون * لهم البشرى في الحياة الدينا وفي الآخرة لا تبديل لكلمات الله ذلك هو الفوز العظيم)
(159|2) قال تبارك وتعالى في سورة الحديد :
( وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَدَاء عِندَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ . . . . )
(160|3) روي عن أنس بن مالك أنّه قال : قال رسول الله ( صلّىٍ الله عليه وآله ) : ( إنّ الله تبارك وتعالى يبعث يوم القيامة عباداً تتهلل وجوههم نورا عن يمين العرش وعن شماله ، بمنزلة الأنبياء وليسوا بانبياء ، وبمنزلة الشهداء وليسوا بشهداء ) .
فقام أبو بكر فقال : أنا منهم يا نبي الله ؟ فقال : ( لا ) فقام عمر وقال : أنا
--------------------------------
1 ـ يونس 10 : 62 .
2 ـ الحديد 57: 19 .
3 ـ قرب الإسناد : 49 ، أمالي الصدوق : 202| 15 (بزيادة فيه) ، فضائل الشيعة : 30| 25( بزيادة فيه ) ، روضة الواعظين : 296 ( بزيادة فيه ) ، بشارة المصطفى : 32 ( بزيادة فيه ) ، مشكاة الأنوار : 80 و 97 ( وبزيادة في الأولى ) .
جَـامِـعُ الأخْـبَـارِ أو معارج اليقين في اصول الدّين _ 100 _
منهم ؟ فقال : ( لا ) ثم وضع ( صلّى الله عليه وآله ) يده على رأس علي( عليه السّلام ) وقال : ( هذا وشيعته ) .
(161|4) وروي عن سويد بن غفلة : أنّه خرج أمير المؤمنين علي( عليه السّلام ) من باب المسجد بالكوفة فلقيته كوكبة من الناس فقالوا : السلام عليك يا أمير المؤمنين ، فأنكرهم ، فقالوا له : إنّا أصحابك ، ومن شيعتك فقال : ( ما لي لا ارى عليكم سيماء الشيعة ) ؟ فقالوا : وما سيماء الشيعة ؟ فقال ( عليه السّلام ) : ( عمش عيونهم من البكاء ، خمص بطونهم من الطوى ، يبس شفاههم من الظما ، ومطوية ظهورهم من السجود ، طيبة افواههم من الذكر ، ومن لم يكن كذلك ليسوا مني وانا منهم بريء ) .
(162|5) ولقد سمعت : ـ يعني زيد بن علي ، عن أبيه علي بن الحسين ، عن أبيه الحسين بن علي ، عن أبيه علي بن أبي طالب ، عن رسول الله ( صلّى الله عليه وآله) ـ يقول : ( لو أنّ المؤمن خرج من الدنيا وعليه مثل ذنوب اهل الارض لكان الموت كفارة لتلك الذنوب ) ثم قال : ( من قال لا إِله إلاّ الله باخلاص فهو بريء من الشرك ، ومن خرج من الدنيا لا يشرك بالله شيئاً دخل الجنة ثم تلا هذه الاية ( إِنَّ اللهَ لا يَغفِر ان يُشرَكَ بِهِ وَيَغفِرُ ما دُونَ ذلِكَ لِمَن يَشاء)
(1) من شيعتك ومحبيك يا علي) .
قال أمير المؤمنين ( عليه السّلام ): ( فقلت : يا رسول اللهّ هذا لشيعتي ) ؟
قال : ( اي وربي إِنّه لشيعتك ، وانهم ليخرجون من قبورهم وهم يقولون :لا إِله إلاّ الله محمّد رسول الله علي بن أبي طالب حجة الله ، فيؤتون بحلل خضرمن الجنة ، وأكاليل من الجنة ، وتيجان من الجنة ، ونجائب من الجنة ، فيلبس كل واحد منهم حلة خضراء ، ويوضع على رأسه تاج الملك واكليل الكرامة ، ثم يركبون النجائب فتطير بهم إلى الجنة ( لا يَحزُنُهمُ الَفَزَعُ ُ الأكبر وتَتَلَقّاهم
--------------------------------
4 ـ صفات الشيعة : 10| 20 ، و 17| 33 ، أمالي الطوسي 1 : 219 ( وفيهما باختلاف يسير ) .
5 ـ المواعظ : 114 .
(1) النساء 4 : 116 |48 .