الامالي او المجالسي
13 ـ حدثنا الحسين بن إبراهيم بن ناتانة قال حدثنا علي بن إبراهيم عن أبيه إبراهيم بن هاشم عن حماد بن عيسى عن حريز بن عبد الله عن زرارة بن أعين عن أبي جعفر الباقر ( عليه السلام ) قال صلاة الجمعة فريضة والاجتماع إليها فريضة مع الإمام فإن ترك رجل من غير علة ثلاث جمع فقد ترك ثلاث فرائض ولا يدع ثلاث فرائض من غير علة إلا منافق وقال ( عليه السلام ) من ترك الجماعة رغبة عنها وعن جماعة المسلمين من غير علة فلا صلاة له .
14 ـ حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني قال حدثنا علي بن إبراهيم عن أبيه إبراهيم بن هاشم عن عبد الله بن ميمون عن الصادق جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه ( عليهم السلام ) قال اشترط رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) على جيران المسجد شهود الصلاة وقال لينتهين أقوام لا يشهدون الصلوات أو لآمرن مؤذنا يؤذن ثم يقيم وآمر رجلا من أهل بيتي وهو علي فليحرقن على أقوام بيوتهم بحزم الحطب لأنهم لا يأتون الصلاة .
15 ـ حدثنا جعفر بن محمد بن مسرور قال حدثنا الحسين بن محمد بن عامر عن عمه عبد الله بن عامر عن محمد بن أبي عمير عن عبد الله بن سنان عن الصادق جعفر بن محمد قال صلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) الفجر فلما انصرف أقبل بوجهه على أصحابه فسأل عن أناس هل حضروا فقالوا لا يا رسول الله فقال أ غيب هم قالوا لا فقال أما إنه ليس من صلاة أشد على المنافقين من هذه الصلاة والعشاء .
16 ـ حدثنا الحسين بن أحمد بن إدريس قال حدثنا أبي عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسن بن علي بن فضال عن حماد بن عيسى عن إبراهيم بن عمر اليماني عن أبي عبد الله الصادق ( عليه السلام ) قال ما من مؤمن يخذل أخاه وهو يقدر على نصرته إلا خذله الله في الدنيا والآخرة .

الامالي او المجالسي _327_

17 ـ حدثنا أبي ( رحمه الله ) قال حدثنا محمد بن أبي القسم عن محمد بن علي الكوفي عن محمد بن سنان عن المفضل بن عمر عن أبي عبد الله الصادق ( عليه السلام ) قال من روى على مؤمن رواية يريد بها شينه وهدم مروته ليسقط من أعين الناس أخرجه الله عز وجل من ولايته إلى ولاية الشيطان .
18 ـ حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني قال حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم قال حدثنا جعفر بن سلمة الأهوازي قال حدثنا إبراهيم بن محمد الثقفي عن إبراهيم بن موسى بن أخت الواقدي قال حدثنا أبو قتادة الحراني عن عبد الرحمن بن العلاء الحضرمي عن سعيد بن المسيب عن ابن عباس قال إن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) كان جالسا ذات يوم وعنده علي وفاطمة والحسن والحسين ( عليه السلام ) فقال اللهم إنك تعلم أن هؤلاء أهل بيتي وأكرم الناس على فأحب من أحبهم وأبغض من أبغضهم ووال من والاهم وعاد من عاداهم وأعن من أعانهم واجعلهم مطهرين من كل رجس معصومين من كل ذنب وأيدهم بروح القدس منك ثم قال ( صلى الله عليه وآله ) يا علي أنت إمام أمتي وخليفتي عليها بعدي وأنت قائد المؤمنين إلى الجنة وكأني أنظر إلى ابنتي فاطمة قد أقبلت يوم القيامة على نجيب من نور عن يمينها سبعون ألف ملك وعن يسارها سبعون ألف ملك وبين يديها سبعون ألف ملك وخلفها سبعون ألف ملك تقود مؤمنات أمتي إلى الجنة فأيما امرأة صلت في اليوم والليلة خمس صلوات وصامت شهر رمضان وحجت بيت الله الحرام وزكت مالها وأطاعت زوجها ووالت عليا بعدي دخلت الجنة بشفاعة ابنتي فاطمة وإنها لسيدة نساء العالمين فقيل يا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أهي سيدة لنساء عالمها فقال ( صلى الله عليه وآله ) ذاك لمريم بنت عمران فأما ابنتي فاطمة فهي سيدة نساء العالمين من الأولين والآخرين وإنها لتقوم في محرابها فيسلم عليها سبعون ألف ملك من الملائكة المقربين وينادونها بما نادت به الملائكة مريم فيقولون يا فاطمة إن الله اصطفاك وطهرك واصطفاك على نساء العالمين ثم التفت إلى علي ( عليه السلام ) فقال يا علي إن فاطمة بضعة مني وهي نور عيني وثمرة فؤادي يسوءني ما ساءها ويسرني ما سرها وإنها أول من يلحقني من أهل بيتي فأحسن إليها بعدي وأما الحسن والحسين فهما ابناي وريحانتاي وهما سيدا شباب أهل الجنة فليكرما عليك كسمعك وبصرك ثم رفع ( صلى الله عليه وآله ) يده إلى السماء فقال اللهم إني أشهدك أني محب لمن أحبهم ومبغض لمن أبغضهم وسلم لمن سالمهم وحرب لمن حاربهم وعدو لمن عاداهم وولي لمن والاهم .

الامالي او المجالسي _328 _

المجلس الرابع والسبعون :

  يوم الثلاثاء لاثنتي عشرة ليلة خلت من جمادى الآخرة من سنة ثمان وستين وثلاث مائة .
1 ـ حدثنا الشيخ الفقيه أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي قال حدثنا أبي قال حدثنا علي بن إبراهيم عن أبيه إبراهيم بن هاشم عن صفوان بن يحيى عن أبي الصباح الكناني قال قلت للصادق جعفر بن محمد ( عليه السلام ) أخبرني عن هذا القول قول من هو أسأل الله الإيمان والتقوى وأعوذ بالله من شر عاقبة الأمور إن أشرف الحديث ذكر الله ورأس الحكمة طاعته وأصدق القول وأبلغ الموعظة وأحسن القصص كتاب الله وأوثق العرى الإيمان بالله وخير الملل ملة إبراهيم وأحسن السنن سنة الأنبياء وأحسن الهدي هدي محمد وخير الزاد التقوى وخير العلم ما نفع وخير الهدى ما اتبع وخير الغنى غنى النفس وخير ما ألقي في القلب اليقين وزينة الحديث الصدق وزينة العلم الإحسان وأشرف الموت قتل الشهادة وخير الأمور خيرها عاقبة وما قل وكفى خير مما كثر وألهى والشقي من شقي في بطن أمه والسعيد من وعظ بغيره وأكيس الكيس التقي وأحمق الحمق الفجور وشر الرواية الكذب وشر الأمور محدثاتها وشر العمى عمى القلب وشر الندامة ندامة يوم القيامة وأعظم المخطئين عند الله عز وجل لسان كذاب وشر الكسب كسب الربا وشر المأكل أكل مال اليتيم ظلما وأحسن زينة الرجل السكينة مع الإيمان ومن يتبع [ يبتغ ] السمعة يسمع الله به [ ومن يتبع المشمعة يشمع الله به ] ومن يعرف البلاء يصبر عليه ومن لا يعرفه ينكره والريب كفر ومن يستكبر يضعه الله ومن يطع الشيطان يعص الله ومن يعص الله يعذبه الله ومن يشكر الله يزده الله ومن يصبر على الرزية يغثه الله ومن يتوكل على الله فحسبه الله لا تسخطوا الله برضا أحد من خلقه ولا تتقربوا إلى أحد من الخلق بتباعد من الله عز وجل فإن الله ليس بينه وبين أحد من الخلق شيء يعطيه به خيرا أو يصرف به عنه سوءا إلا بطاعته وابتغاء مرضاته إن طاعة الله نجاح كل خير يبتغى ونجاة من كل شر يتقى وإن الله يعصم من أطاعه ولا يعتصم منه من عصاه ولا يجد الهارب من الله مهربا فإن أمر الله نازل بإذلاله ولو كره الخلائق وكل ما هو آت قريب ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن تعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان واتقوا الله إن الله شديد العقاب قال فقال لي الصادق جعفر بن محمد ( عليه السلام ) هذا قول رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) .
2 ـ حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد ( رض ) قال حدثنا محمد بن الحسن الصفار قال حدثنا أحمد بن عيسى عن الحسن بن علي بن فضال عن مروان بن مسلم قال قال أبو عبد الله جعفر بن محمد الصادق ( عليه السلام ) حدثني أبي عن آبائه ( عليهم السلام ) عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قال قال الله جل جلاله أيما عبد أطاعني لم أكله إلى غيري وأيما عبد عصاني وكلته إلى نفسه ثم لم أبال في أي واد هلك .

الامالي او المجالسي _329_

3 ـ حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل قال حدثنا علي بن إبراهيم عن أبيه إبراهيم بن هاشم عن محمد بن أبي عمير قال حدثني من سمع أبا عبد الله الصادق ( عليه السلام ) يقول ما أحب الله عز وجل من عصاه ثم تمثل فقال .
  تعصي الإله وأنت تظهر حبه هذا محال في الفعال بديع‏لو كان حبك صادقا لأطعته إن المحب لمن يحب مطيع ، وبهذا الإسناد قال كان الصادق جعفر بن محمد ( عليه السلام ) يقول ، لكل أناس دولة يرقبونها ودولتنا في آخر الدهر تظهر ، وبهذا الإسناد قال كان الصادق ( عليه السلام ) كثيرا ما يقول ، علم المحجة واضح لمريده وأرى القلوب عن المحجة في عمى‏و لقد عجبت لهالك ونجاته موجودة ولقد عجبت لمن نجا ، وبهذا الإسناد قال كال الصادق يقول ، اعمل على مهل فإنك ميت واختر لنفسك أيها الإنسان‏فكان ما قد كان لم يك إذ مضى وكان ما هو كائن قد كان .
4 ـ حدثنا أحمد بن الحسن القطان قال حدثنا الحسن بن علي السكري قال حدثنا محمد بن زكريا الجوهري قال حدثنا عبد الله بن ضحاك قال حدثني هشام بن محمد عن أبيه قال هشام وأخبرني ببعضه أبو مخنف لوط بن يحيى وغير واحد من العلماء في كلام كان بين الحسن بن علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) وبين الوليد بن عقبة فقال له الحسن ( عليه السلام ) لا ألومك أن تسب عليا ( عليه السلام ) وقد جلدك في الخمر ثمانين سوطا وقتل أباك صبرا بأمر رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في يوم بدر وقد سماه الله عز وجل في غير آية مؤمنا وسماك فاسقا وقد قال الشاعر فيك وفي علي ( عليه السلام ) .
  أنزل الله في الكتاب علينا في علي وفي الوليد قرآنافتبوء الوليد منزل كفر وعلي تبوء بالإيماناليس من كان مؤمنا يعبد الله كمن كان فاسقا خوانا ، سوف يدعى الوليد بعد قليل وعلي إلى الجزاء عيانافعلي يجزى هناك جنانا وهناك الوليد يجزى هوانا .
5 ـ حدثنا علي بن أحمد بن موسى الدقاق قال حدثنا أبو العباس أحمد بن يحيى بن زكريا القطان قال حدثنا بكر بن عبد الله بن حبيب قال حدثنا عمر بن عبد الله قال حدثنا الحسن بن الحسين بن العاصم قال حدثنا عيسى بن عبد الله بن محمد بن عمر بن علي عن أبيه عن جده عن علي ( عليه السلام ) قال حدثني سلمان الخير رض فقال يا أبا الحسن قلما أقبلت أنت وأنا عند رسول الله إلا قال يا سلمان هذا وحزبه هم المفلحون يوم القيامة .

الامالي او المجالسي _330_

6 ـ وبهذا الإسناد عن بكر بن عبد الله بن حبيب قال حدثني عطية بن إسماعيل بن إبراهيم الأنصاري قال حدثنا أبو عمارة محمد بن أحمد الخشاب قال حدثنا العباس بن يزيد النجراني وإسحاق بن إبراهيم الوراق قالا حدثنا ضرار بن صرد قال حدثنا المعتمر بن سليمان عن أبيه عن الحسن عن أنس بن مالك قال قال النبي ( صلى الله عليه وآله ) علي يبين لأمتي ما اختلفوا فيه من بعدي .
7 ـ وبهذا الإسناد عن بكر بن عبد الله قال حدثنا محمد بن عبيد الله وعبد الله بن الصلت الجحدري قالا حدثنا ابن عائشة عن عبد الله بن عبد الرحمن الهمداني عن أبيه قال لما دفن علي بن أبي طالب فاطمة ( عليها السلام ) قام على شفير القبر وذلك في جوف الليل لأنه كان دفنها ليلا ثم أنشأ يقول .
  لكل اجتماع من خليلين فرقة وكل الذي دون الممات قليل‏و إن افتقادي واحد بعد واحد دليل على أن لا يدوم خليل‏سيعرض عن ذكري وتنسى مودتي ويحدث بعدي للخليل خليل .
8 ـ حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى العطار قال حدثنا سعد بن عبد الله عن يعقوب بن يزيد عن محمد بن أبي عمير عن عيسى الفراء عن عبد الله بن أبي يعفور قال سمعت أبا عبد الله الصادق يقول قال أبو جعفر الباقر من كان ظاهره أرجح من باطنه خف ميزانه .
9 ـ حدثنا الحسين بن أحمد بن إدريس قال حدثنا أبي عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن علي بن أسباط عن مالك بن مسمع بن مالك عن سماعة بن مهران عن أبي عبد الله الصادق جعفر بن محمد قال قال يا سماعة لا ينفك المؤمن من خصال أربع من جار يؤذيه وشيطان يغويه ومنافق يقفو أثره ومؤمن يحسده قلت جعلت فداك مؤمن يحسده قال يا سماعة أما إنه أشدهم عليه قلت وكيف ذاك قال لأنه يقول فيه القول فيصدق عليه .
10 ـ حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني ( رض ) قال حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم قال حدثنا جعفر بن سلمة الأهوازي قال حدثنا إبراهيم بن محمد الثقفي قال حدثنا محمد بن عبد الله الكوفي قال حدثنا همام قال حدثنا علي بن جميل الرقي قال حدثنا ليث عن مجاهد عن عبد الله بن عباس قال كنا جلوسا في محفل من أصحاب رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ورسول الله فينا فرأينا رسول الله وقد أشار بطرفه إلى السماء فنظرنا فرأينا سحابة قد أقبلت فقال لها أقبلي فأقبلت ثم قال لها أقبلي فأقبلت ثم قال لها أقبلي فأقبلت فرأينا رسول الله وقد قام قائما على قدميه فأدخل يديه إلى السحاب حتى استبان لنا بياض إبطي رسول الله فاستخرج من ذلك السحاب جامة بيضاء مملوءة رطبا فأكل النبي ( صلى الله عليه وآله ) من الجام وسبح الجام في كف رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فناوله علي بن أبي طالب فأكل علي ( عليه السلام ) من الجام فسبح الجام في كف علي فقال رجل يا رسول الله أكلت من الجام وناولته علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) فأنطق الله عز وجل الجام وهو يقول لا إله إلا الله خالق الظلمات والنور اعلموا معاشر الناس أني هدية الصادق إلى نبيه الناطق ولا يأكل مني إلا نبي أو وصي نبي .

الامالي او المجالسي _331_

11 ـ حدثنا علي بن الحسين بن شاذويه المؤدب قال حدثنا محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري عن أبيه الحسن بن موسى الخشاب عن جعفر بن محمد بن حكيم عن زكريا بن محمد المؤمن عن المشمعل الأسدي قال خرجت ذات سنة حاجا فانصرفت إلى أبي عبد الله الصادق جعفر بن محمد فقال من أين بك يا مشمعل فقلت جعلت فداك كنت حاجا فقال أوتدري ما للحاج من الثواب فقلت ما أدري حتى تعلمني فقال إن العبد إذا طاف بهذا البيت أسبوعا وصلى ركعتيه وسعى بين الصفا والمروة كتب الله له ستة آلاف حسنة وحط عنه ستة آلاف سيئة ورفع له ستة آلاف درجة وقضى له ستة آلاف حاجة للدنيا كذا وادخر له للآخرة كذا فقلت له جعلت فداك إن هذا لكثير قال أ لا أخبرك بما هو أكثر من ذلك قال قلت بلى فقال ( عليه السلام ) لقضاء حاجة امرئ مؤمن أفضل من حجة وحجة وحجة حتى عد عشر حجج .
12 ـ حدثنا جعفر بن محمد بن مسرور قال حدثنا الحسين بن محمد بن عامر عن عمه عبد الله بن عامر عن الحسن بن محبوب عن مالك بن عطية عن أبي حمزة الثمالي عن سيد العابدين علي بن أبي طالب قال المؤمن خلط علمه بالحلم يجلس ليعلم وينصت ليسلم وينطق ليفهم لا يحدث أمانته الأصدقاء ولا يكتم شهادته الأعداء ولا يفعل شيئا من الحق رياء ولا يتركه حياء إن زكي خاف مما يقولون ويستغفر الله مما لا يعلمون لا يغره قول من جهله ويخشى إحصاء من قد علمه والمنافق ينهى ولا ينتهي ويأمر بما لا يأتي إذا قام في الصلاة اعترض وإذا ركع ربض وإذا سجد نقر وإذا جلس شغر يمسي وهمه الطعام وهو مفطر ويصبح وهمه النوم ولم يسهر إن حدثك كذبك وإن وعدك أخلفك وإن ائتمنته خانك وإن خالفته اغتابك .
13 ـ حدثنا علي بن أحمد بن عبد الله بن أحمد بن أبي عبد الله البرقي رض قال حدثنا أبي عن جده أحمد بن أبي عبد الله البرقي عن أبيه محمد بن خالد قال حدثنا سهل بن المرزبان الفارسي قال حدثنا محمد بن منصور عن عبد الله بن جعفر عن محمد بن الفيض بن المختار عن أبيه عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر عن أبيه عن جده ( عليه السلام ) قال خرج رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ذات يوم وهو راكب وخرج علي ( عليه السلام ) وهو يمشي فقال له يا أبا الحسن إما أن تركب وإما أن تنصرف فإن الله عز وجل أمرني أن تركب إذا ركبت وتمشي إذا مشيت وتجلس إذا جلست إلا أن يكون حد من حدود الله لا بد لك من القيام والقعود فيه وما أكرمني الله بكرامة إلا وقد أكرمك بمثلها وخصني بالنبوة والرسالة وجعلك وليي في ذلك تقوم في حدوده وفي صعب أموره والذي بعث محمدا بالحق نبيا ما آمن بي من أنكرك ولا أقر بي من جحدك ولا آمن بالله من كفر بك وإن فضلك لمن فضلي وإن فضلي لك لفضل الله وهو قول ربي عز وجل ( قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وبِرَحْمَتِهِ فَبِذلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ ) ففضل الله نبوة نبيكم ورحمته ولاية علي بن أبي طالب فبذلك قال بالنبوة والولاية فليفرحوا يعني الشيعة هو خير مما يجمعون يعني مخالفيهم من الأهل والمال والولد في دار الدنيا والله يا علي ما خلقت إلا ليعبد [ لتعبد ] ربك وليعرف بك معالم الدين ويصلح بك دارس السبيل ولقد ضل من ضل عنك ولن يهدى إلى الله عز وجل من لم يهتد إليك وإلى ولايتك وهو قول ربي عز وجل ( وإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تابَ وآمَنَ وعَمِلَ صالِحاً ثُمَّ اهْتَدى ) يعني إلى ولايتك ولقد أمرني ربي تبارك وتعالى أن أفترض من حقك ما أفترضه من حقي وإن حقك لمفروض على من آمن ولولاك لم يعرف حزب الله وبك يعرف عدو الله ومن لم يلقه بولايتك لم يلقه بشيء ولقد أنزل الله عز وجل ( إلي يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ يعني في ولايتك يا علي وإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ ) ولو لم أبلغ ما أمرت به من ولايتك لحبط عملي ومن لقي الله عز وجل بغير ولايتك فقد حبط عمله وعد ينجز لي وما أقول إلا قول ربي تبارك وتعالى وإن الذي أقول لمن الله عز وجل أنزله فيك .

الامالي او المجالسي _332_

المجلس الخامس والسبعون :

  يوم الجمعة للنصف من جمادى الآخرة من سنة ثمان وستين وثلاثمائة .
1 ـ حدثنا الشيخ الفقيه أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي قال حدثنا أبي ( رضي الله عنه ) قال حدثنا سعد بن عبد الله قال حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى عن أبيه عن عبد الله بن المغيرة عن طلحة بن زيد عن أبي عبد الله الصادق جعفر بن محمد ( عليه السلام ) قال مر عيسى ابن مريم ( عليه السلام ) على قوم يبكون فقال على ما يبكي هؤلاء فقيل يبكون على ذنوبهم قال فليدعوها يغفر لهم .
2 ـ حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد ( رض ) قال حدثنا الحسين بن الحسن بن أبان عن الحسين بن سعيد عن الحسن بن علي بن الخزاز قال سمعت أبا الحسن الرضا ( عليه السلام ) يقول قال عيسى ابن مريم للحواريين يا بني إسرائيل لا تأسوا على ما فاتكم من دنياكم إذا سلم دينكم كما لا يأسى أهل الدنيا على ما فاتهم من دينهم إذا سلمت دنياهم .
3 ـ حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل ( رض ) قال حدثنا علي بن الحسين السعدآبادي قال حدثنا أحمد بن محمد بن خالد عن أبيه عن عبيد الله بن عبد الله الدهقان عن واصل بن سليمان عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله الصادق ( عليه السلام ) قال سمعت أبي يحدث عن أبيه ( عليه السلام ) قال قال النبي ( صلى الله عليه وآله ) ما من صلاة يحضر وقتها إلا نادى ملك بين يدي الناس قوموا إلى نيرانكم التي أوقدتموها على ظهوركم فأطفئوها بصلاتكم .
4 ـ حدثنا محمد بن علي ماجيلويه قال حدثنا أبي عن أحمد بن محمد بن خالد البرقي عن أبيه عن خالد بن حماد الأسدي عن أبي الحسن العبدي عن الأعمش عن سالم بن أبي الجعد قال سئل جابر بن عبد الله الأنصاري عن علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) فقال ذاك خير خلق الله من الأولين والآخرين ما خلا النبيين والمرسلين إن الله عز وجل لم يخلق خلقا بعد النبيين والمرسلين أكرم عليه من علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) والأئمة من ولده بعده قلت فما تقول فيمن يبغضه وينتقصه فقال لا يبغضه إلا كافر ولا ينتقصه إلا منافق قلت فما تقول فيمن يتولاه ويتولى الأئمة من ولده بعده فقال إن شيعة علي والأئمة من ولده هم الفائزون الآمنون يوم القيامة ثم قال ما ترون لو أن رجلا خرج يدعو الناس إلى ضلالة من كان أقرب الناس منه قالوا شيعته وأنصاره قال فلو أن رجلا خرج يدعو الناس إلى هدى من كان أقرب الناس منه قالوا شيعته وأنصاره قال فكذلك علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) بيده لواء الحمد يوم القيامة أقرب الناس منه شيعته وأنصاره .

الامالي او المجالسي _333_

5 ـ حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى العطار ( رض ) قال حدثنا أبي عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن محمد بن سنان عن الحسين بن زيد عن أبي عبد الله الصادق جعفر بن محمد ( عليه السلام ) قال من دخل موضعا من مواضع التهمة فاتهم لا يلومن إلا نفسه .
6 ـ حدثنا أبي ( رض ) قال حدثنا سعد بن عبد الله قال حدثنا إبراهيم بن هاشم عن عبد الرحمن بن أبي نجران عن عاصم بن حميد عن محمد بن قيس عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال كان علي ( عليه السلام ) كل بكرة يطوف في أسواق الكوفة سوقا سوقا ومعه الدرة على عاتقه وكان لها طرفان وكانت تسمى السبيبة فيقف على سوق سوق فينادي يا معشر التجار قدموا الاستخارة وتبركوا بالسهولة واقتربوا من المبتاعين وتزينوا بالحلم وتناهوا عن الكذب واليمين وتجافوا عن الظلم وأنصفوا المظلومين ولا تقربوا الربا وأوفوا الكيل والميزان ولا تبخسوا الناس أشياءهم ولا تعثوا في الأرض مفسدين يطوف في جميع أسواق الكوفة فيقول هذا ثم يقول ، تقنى اللذاذة ممن نال صفوتها من الحرام ويبقى الإثم والعارتبقى عواقب سوء في مغبتها لا خير في لذة من بعدها النار .
7 ـ وبهذا الإسناد قال قال أبو جعفر ( عليه السلام ) كان أمير المؤمنين ( ع ليه السلام ) بالكوفة إذا صلى العشاء الآخرة ينادي الناس ثلاث مرات حتى يسمع أهل المسجد أيها الناس تجهزوا رحمكم الله فقد نودي فيكم بالرحيل فما التعرج على الدنيا بعد نداء فيها بالرحيل تجهزوا رحمكم الله وانتقلوا بأفضل ما بحضرتكم من الزاد وهو التقوى واعلموا أن طريقكم إلى المعاد وممركم على الصراط والهول الأعظم أمامكم وعلى طريقكم عقبة كئود ومنازل مهولة مخوفة لا بد لكم من الممر عليها والوقوف بها فإما برحمة من الله فنجاة من هولها وعظم خطرها وفظاعة منظرها وشدة مختبرها وإما بهلكة ليس بعدها انجبار .
8 ـ حدثنا محمد بن علي ماجيلويه قال حدثنا محمد بن يحيى العطار قال حدثنا محمد بن أحمد بن يحيى بن عمران الأشعري قال حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن هاشم عن محمد بن عمر عن موسى بن إبراهيم عن أبي الحسن موسى بن جعفر عن أبيه عن جده ( عليه السلام ) قال قالت أم سلمة ( رض ) لرسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بأبي أنت وأمي المرأة يكون لها زوجان فيموتون ويدخلون الجنة لأيهما تكون فقال ( صلى الله عليه وآله ) يا أم سلمة تخير أحسنهما خلقا وخيرهما لأهله يا أم سلمة إن حسن الخلق ذهب بخير الدنيا والآخرة .

الامالي او المجالسي _334_

9 ـ حدثنا علي بن عبد الله الوراق قال حدثنا سعد بن عبد الله عن محمد بن عبد الجبار عن محمد بن إسماعيل بن بزيع عن محمد بن أبي عمير عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله الصادق جعفر بن محمد ( عليه السلام ) قال قال بعض أصحاب النبي ( صلى الله عليه وآله ) للنبي يا رسول الله ما بالنا نجد بأولادنا ما لا يجدون بنا فقال لأنهم منكم ولستم منهم .
10 ـ حدثنا الحسين بن أحمد بن إدريس ( رض ) قال حدثنا أبي قال حدثنا إبراهيم بن هاشم عن الحسن بن محبوب عن عبد العزيز بن المهتدي عن عبد الله بن أبي يعفور قال قال أبو عبد الله الصادق جعفر بن محمد ( عليه السلام ) يا عبد الله إذا صليت صلاة فريضة فصلها لوقتها صلاة مودع يخاف أن لا يعود إليها ثم اصرف ببصرك إلى موضع سجودك فلو تعلم من عن يمينك وعن شمالك لأحسنت صلاتك واعلم أنك بين يدي من يراك ولا تراه .
11 ـ حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد ( رض ) قال حدثنا محمد بن الحسن الصفار عن العباس بن معروف عن علي بن مهزيار عن جعفر بن محمد الهاشمي عن أبي جعفر العطار شيخ من أهل المدينة قال سمعت الصادق جعفر بن محمد ( عليه السلام ) يقول جاء رجل إلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فقال يا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) كثرت ذنوبي وضعف عملي فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أكثر السجود فإنه يحط الذنوب كما تحط الريح ورق الشجر .
12 ـ حدثنا الحسين بن إبراهيم بن ناتانة ( رض ) قال حدثنا علي بن إبراهيم عن أبيه إبراهيم بن هاشم عن الحسن بن محبوب عن هشام بن سالم عن أبان بن تغلب قال قال أبو عبد الله الصادق جعفر بن محمد ( عليه السلام ) إن المؤمن ليهول عليه في منامه فتغفر له ذنوبه وإنه ليمتهن في بدنه فتغفر له ذنوبه .
13 ـ حدثنا علي بن عيسى ( رض ) قال حدثنا محمد بن علي ماجيلويه عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي عن أبيه عن محمد بن سنان المجاور عن أحمد بن نصر الطحان عن أبي بصير قال سمعت أبا عبد الله الصادق جعفر بن محمد ( عليه السلام ) أن عيسى روح الله مر بقوم مجلبين فقال ما لهؤلاء قيل يا روح الله إن فلانة بنت فلان تهدى إلى فلان بن فلان في ليلتها هذه قال يجلبون اليوم ويبكون غدا فقال قائل منهم ولم يا رسول الله قال لأن صاحبتهم ميتة في ليلتها هذه فقال القائلون بمقالته صدق الله وصدق رسوله وقال أهل النفاق ما أقرب غدا فلما أصبحوا جاءوا فوجدوها على حالها لم يحدث بها شيء فقالوا يا روح الله إن التي أخبرتنا أمس أنها ميتة لم تمت فقال عيسى ( عليه السلام ) يفعل الله ما يشاء فاذهبوا بنا إليها فذهبوا يتسابقون حتى قرعوا الباب فخرج زوجها فقال له عيسى ( عليه السلام ) استأذن لي إلى صاحبتك قال فدخل عليها فأخبرها أن روح الله وكلمته بالباب مع عدة قال فتخدرت فدخل عليها فقال لها ما صنعت ليلتك هذه قالت لم أصنع شيئا إلا وقد كنت أصنعه فيما مضى إنه كان يعترينا سائل في كل ليلة جمعة فننيله ما يقوته إلى مثلها وإنه جاءني في ليلتي هذه وأنا مشغولة بأمري وأهلي في مشاغيل فهتف فلم يجبه أحد ثم هتففلم يجب حتى هتف مرارا فلما سمعت مقالته قمت متنكرة حتى أنلته كما كنا ننيله فقال لها تنحى عن مجلسك فإذا تحت ثيابها أفعى مثل جذعة عاض على ذنبه فقال ( عليه السلام ) بما صنعت صرف الله عنك هذا .

الامالي او المجالسي _335_

14 ـ حدثنا أبي ( رض ) قال حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم عن أبيه عن الحسن بن محبوب عن عبد الله بن سنان عن محمد بن المنكدر قال مرض عون بن عبد الله بن مسعود فأتيته أعوده فقال أفلا أحدثك بحديث عن عبد الله بن مسعود قال بلى قال قال عبد الله بينا نحن عند رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) إذ تبسم فقلت ما لك يا رسول الله تبسمت قال عجبت من المؤمن وجزعه من السقم ولو يعلم ما له في السقم من الثواب لأحب أن لا يزال سقيما حتى يلقى ربه عز وجل .
15 ـ حدثنا أبي ( رض ) قال حدثنا محمد بن يحيى العطار عن محمد بن أحمد بن يحيى بن عمران الأشعري عن سهل بن زياد عن جعفر بن محمد بن بشار عن عبيد الله بن عبد الله الدهقان عن عبد الحميد بن أبي الديلم عن موسى بن جعفر عن أبيه عن آبائه ( عليهم السلام ) قال قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) من كنس مسجدا يوم الخميس ليلة الجمعة فأخرج منه من التراب ما يدر في العين غفر له .
16 ـ حدثنا جعفر بن علي بن الحسن بن علي بن عبد الله بن المغيرة الكوفي رض قال حدثنا جدي الحسن بن علي عن جده عبد الله بن المغيرة عن إسماعيل بن مسلم السكوني عن الصادق جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه ( عليهم السلام ) قال قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) من كان القرآن حديثه والمسجد بيته بنى الله له بيتا في الجنة .
17 ـ وبهذا الإسناد قال قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) من سمع النداء في المسجد فخرج منه من غير علة فهو منافق إلا أن يريد الرجوع إليه .
18 ـ أخبرني سليمان بن أحمد اللخمي فيما كتب إلي قال حدثنا أبو محمد عبد الله بن رماحس بن محمد بن خالد بن حبيب بن قيس بن عمرو بن عبد بن غزية بن جشم بن بكر بن هوازن برمادة القيسيين رمادة العليا وكان فيما ذكر ابن مائة وعشرين سنة قال حدثنا زياد بن طارق الجشمي وكان ابن تسعين سنة قال حدثنا جدي أبو جرول [ جردل ] زهير وكان رئيس قومه قال أسرنا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يوم فتح خيبر فبينا هو يميز الرجال من النساء إذ وثبت حتى جلست بين يدي رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فأسمعته شعرا أذكره حين شب فينا ونشأ في هوازن وحين أرضعوه فأنشأت أقول .
  امنن علينا رسول الله في كرم فإنك المرء نرجوه وننتظرامنن على بيضة قد عاقها قدر مفرق شملها في دهرها غير [ عبر ] أبقت لنا الحرب هتافا على حزن على قلوبهم الغماء والغمرإن لم تداركهم نعماء تنشرها يا أرجح الناس حلما حين يختبرامنن على نسوة قد كنت ترضعها إذ فوك يملأها من مخضها الدررإذ أنت طفل صغير كنت ترضعها وإذ يرينك ما تأتي وما تذريا خير من مرحت كمت الجياد به عند الهياج إذا ما استوقد الشررلا تتركنا كمن شالت نعامته واستبق منا فإنا معشر زهرإنا لنشكر للنعمى وقد كفرت وعندنا بعد هذا اليوم مدخرفألبس العفو من قد كنت ترضعه من أمهاتك إن العفو مشتهر .
  إنا نؤمل عفوا منك تلبسه هادي البرية أن تعفو وتنتصرفاعف عفا الله عما أنت راهبة يوم القيامة إذ يهدى لك الظفر ، فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أما ما كان لي ولبني عبد المطلب فهو لله ولكم وقالت الأنصار ما كان لنا فهو لله ورسوله فردت الأنصار ما كان في أيديها من الذراري والأموال .

الامالي او المجالسي _336 _

المجلس السادس والسبعون :

  يوم الثلاثاء لإحدى عشر ليلة بقيت من جمادى الآخرة من سنة ثمان وستين وثلاث مائة .
1 ـ حدثنا الشيخ الفقيه أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي قال حدثنا أبي ( رض ) قال حدثنا عبد الله بن جعفر قال حدثني أحمد بن محمد عن الحسن بن محبوب قال أخبرنا عبد الله بن غالب الأسدي عن أبيه عن سعيد بن المسيب قال كان علي بن الحسين ( عليه السلام ) يعظ الناس ويزهدهم في الدنيا ويرغبهم في أعمال الآخرة بهذا الكلام في كل جمعة في مسجد الرسول ( صلى الله عليه وآله ) وحفظ عنه وكتب كان يقول أيها الناس اتقوا الله واعلموا أنكم إليه ترجعون فتجد كل نفس ما عملت في هذه الدنيا من خير محضرا وما عملت من سوء تود لو أن بينها وبينه أمدا بعيدا ويحذركم الله نفسه ويحك ابن آدم الغافل وليس بمغفول عنه ابن آدم إن أجلك أسرع شيء إليك قد أقبل نحوك حثيثا يطلبك ويوشك أن يدركك وكان قد أوفيت أجلك وقبض الملك روحك وصرت إلى منزل وحيدا فرد إليك فيه روحك واقتحم عليك فيه ملكاك منكر ونكير لمساءلتك وشديد امتحانك ألا وإن أول ما يسألانك عن ربك الذي كنت تعبده وعن نبيك الذي أرسل إليك وعن دينك الذي كنت تدين به وعن كتابك الذي كنت تتلوه وعن إمامك الذي كنت تتولاه ثم عن عمرك فيما أفنيته ومالك من أين اكتسبته وفيما أتلفته فخذ حذرك وانظر لنفسك وأعد للجواب قبل الامتحان والمساءلة والاختبار فإن تك مؤمنا تقيا عارفا بدينك متبعا للصادقين مواليا لأولياء الله لقاك الله حجتك وأنطق لسانك بالصواب فأحسنت الجواب فبشرت بالجنة والرضوان من الله والخيرات الحسان واستقبلتك الملائكة بالروح والريحان وإن لم تكن كذلك تلجلج لسانك ودحضت حجتك وعميت عن الجواب وبشرت بالنار واستقبلتك ملائكة العذاب بنزل من حميم وتصلية جحيم فاعلم ابن آدم أن من وراء هذا ما هو أعظم وأقطع وأوجع للقلوب يوم القيامة ذلك يوم مجموع له الناس وذلك يوم مشهود ويجمع الله فيه الأولين والآخرين ذلك يوم ينفخ فيه في الصور وتبعثر فيه القبور ذلك يوم الآزفة إذ القلوب لدى الحناجر كاظمة ذلك يوم لا يقال فيه عثرة ولا تؤخذ من أحد فيه فدية ولا تقبل من أحد فيه معذرة ولا لأحد فيه مستقبل توبة ليس إلا الجزاء بالحسنات والجزاء بالسيئات فمن كان من المؤمنين وعمل في هذه الدنيا مثقال ذرة من خير وجده ومن كان من المؤمنين عمل في هذه الدنيا مثقال ذرة من شر وجده فاحذروا أيها الناس من المعاصي والذنوب .

الامالي او المجالسي _337 _

  فقد نهاكم الله عنها وحذركموها في الكتاب الصادق والبيان الناطق ولا تأمنوا مكر الله وشدة أخذه عند ما يدعوكم إليه الشيطان اللعين من عاجل الشهوات واللذات في هذه الدنيا فإن الله يقول ( إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذا مَسَّهُمْ طائِفٌ مِنَ الشَّيْطانِ تَذَكَّرُوا فَإِذا هُمْ مُبْصِرُونَ ) فأشعروا قلوبكم خوف الله وتذكروا ما قد وعدكم الله في مرجعكم إليه من حسن ثوابه كما قد خوفكم من شديد العقاب فإنه من خاف شيئا حذره ومن حذر شيئا نكله فلا تكونوا من الغافلين المائلين إلى زهرة الحياة الدنيا فتكونوا من الذين مكروا السيئات وقد قال الله تعالى ( أَفَأَمِنَ الَّذِينَ مَكَرُوا السَّيِّئاتِ أَنْ يَخْسِفَ اللَّهُ بِهِمُ الْأَرْضَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذابُ مِنْ حَيْثُ لا يَشْعُرُونَ أَوْ يَأْخُذَهُمْ فِي تَقَلُّبِهِمْ فَما هُمْ بِمُعْجِزِينَ أَوْ يَأْخُذَهُمْ عَلى تَخَوُّفٍ فَإِنَّ رَبَّكُمْ لَرَؤُفٌ رَحِيمٌ ) فاحذروا ما قد حذركم الله واتعظوا بما فعل بالظلمة في كتابه ولا تأمنوا أن ينزل بكم بعض ما تواعد به القوم الظالمين في الكتاب تالله لقد وعظتم بغيركم وإن السعيد من وعظ بغيره ولقد أسمعكم الله في الكتاب ما فعل بالقوم الظالمين من أهل القرى قبلكم حيث قال ( وكَمْ قَصَمْنا مِنْ قَرْيَةٍ كانَتْ ظالِمَةً وأَنْشَأْنا بَعْدَها قَوْماً آخَرِينَ فَلَمَّا أَحَسُّوا بَأْسَنا إِذا هُمْ مِنْها يَرْكُضُونَ يعني يهربون لا تَرْكُضُوا وارْجِعُوا إِلى ما أُتْرِفْتُمْ فِيهِ ومَساكِنِكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْئَلُونَ ) .
  فلما أتاهم العذاب ( قالُوا يا وَيْلَنا إِنَّا كُنَّا ظالِمِينَ فَما زاَلَتْ تِلْكَ دَعْواهُمْ حَتَّى جَعَلْناهُمْ حَصِيداً خامِدِينَ ) وايم الله إن هذه لعظة لكم وتخويف إن اتعظتم وخفتم ثم رجع إلى القول من الله في الكتاب على أهل المعاصي والذنوب فقال ( ولَئِنْ مَسَّتْهُمْ نَفْحَةٌ مِنْ عَذابِ رَبِّكَ لَيَقُولُنَّ يا وَيْلَنا إِنَّا كُنَّا ظالِمِينَ ) فإن قلتم أيها الناس إن الله إنما عنى بهذا أهل الشرك فكيف ذاك وهو يقول ( ونَضَعُ الْمَوازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيامَةِ فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً وإِنْ كانَ مِثْقالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنا بِها وكَفى بِنا حاسِبِينَ ) اعلموا عباد الله أن أهل الشرك لا تنصب لهم الموازين ولا تنشر لهم الدواوين وإنما تنشر الدواوين لأهل الإسلام فاتقوا الله عباد الله واعلموا أن الله لم يختر هذه الدنيا وعاجلها لأحد من أوليائه ولم يرغبهم فيها وفي عاجل زهرتها وظاهر بهجتها وإنما خلق الدنيا وخلق أهلها ليبلوهم أيهم أحسن عملا لآخرته وايم الله لقد ضرب لكم فيها الأمثال وصرف الآيات لقوم يعقلون فكونوا أيها المؤمنون من القوم الذين يعقلون ولا قوة إلا بالله وازهدوا فيما زهدكم الله فيه من عاجل الحياة الدنيا فإن الله يقول وقوله الحق ( إِنَّما مَثَلُ الْحَياةِ الدُّنْيا كَماءٍ أَنْزَلْناهُ مِنَ السَّماءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَباتُ الْأَرْضِ ) الآية فكونوا عباد الله من القوم الذين يتفكرون ولا تركنوا إلى الدنيا فإن الله قد قال لمحمد نبيه ( صلى الله عليه وآله ) ولأصحابه ولا ( تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ ) ولا تركنوا إلى زهرة الحياة الدنيا وما فيها ركون من اتخذها دار قرار ومنزل استيطان فإنها دار قلعة وبلغة ودار عمل فتزودوا الأعمال الصالحة منها قبل أن تخرجوا منها وقبل الإذن من الله في خرابها فكان قد أخربها الذي عمرها أول مرة وابتدأها وهو ولي ميراثها وأسأل الله لنا ولكم العون على تزود التقوى والزهد فيها جعلنا الله وإياكم من الزاهدين في عاجل زهرة الحياة الدنيا والراغبين العاملين لأجل ثواب الآخرة فإنما نحن به وله .

الامالي او المجالسي _338_

2 ـ حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد ( رض ) قال حدثنا محمد بن الحسن الصفار عن إبراهيم بن هاشم عن الحسين بن يزيد النوفلي عن إسماعيل بن مسلم السكوني قال قال الصادق جعفر بن محمد ( عليه السلام ) للدابة على صاحبها سبعة حقوق لا يحملها فوق طاقتها ولا يتخذ ظهرها مجلسا يتحدث عليه ويبدأ بعلفها إذا نزل ولا يسمها في وجهها ولا يضربها في وجهها فإنها تسبح ويعرض عليها الماء إذا مر به ولا يضربها على النفار ويضربها على العثار لأنها ترى ما لا ترون .
3 ـ حدثنا الحسين بن أحمد بن إدريس قال حدثنا أبي عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسن بن علي بن فضال عن أبي جميلة المفضل بن صالح عن سعد بن طريف عن الأصبغ بن نباتة قال أمسكت لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) بالركاب وهو يريد أن يركب فرفع رأسه ثم تبسم فقلت يا أمير المؤمنين رأيتك رفعت رأسك وتبسمت قال نعم يا أصبغ أمسكت لرسول الله ( صلى الله عليه وآله ) الشهباء فرفع رأسه إلى السماء وتبسم فقلت يا رسول الله رفعت رأسك إلى السماء وتبسمت فقال يا علي إنه ليس من أحد يركب ثم يقرأ آية الكرسي ثم يقول أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه اللهم اغفر لي ذنوبي إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت إلا قال السيد الكريم يا ملائكتي عبدي يعلم أنه لا يغفر الذنوب غيري فاشهدوا أني قد غفرت له ذنوبه .
4 ـ حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى العطار قال حدثنا أبي عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسين [ الحسن ] بن سعيد عن علي بن جعفر عن محمد بن عمر الجرجاني قال قال الصادق جعفر بن محمد ( عليه السلام ) أول جماعة كانت أن رسول الله كان يصلي وأمير المؤمنين علي بن أبي طالب معه إذ مر أبو طالب به وجعفر معه فقال يا بني صل جناح ابن عمك فلما أحسه رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) تقدمها وانصرف أبو طالب مسرورا وهو يقول ، إن عليا وجعفرا ثقتي عند ملم الزمان والكرب‏و الله لا أخذل النبي ولا يخذله من بني ذو حسب‏لا تخذلا وانصرا ابن عمكما أخي لأمي من بينهم وأبي ، قال فكانت أول جماعة جمعت ذلك اليوم .

الامالي او المجالسي _339_

5 ـ حدثنا محمد بن علي ماجيلويه قال حدثنا محمد بن يحيى العطار عن الحسين بن إسحاق التاجر عن علي بن مهزيار عن الحسين بن سعيد عن الحسين بن علوان عن عمرو بن خالد عن زيد بن علي عن آبائه عن علي قال قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) إن أقربكم مني غدا وأوجبكم علي شفاعة أصدقكم لسانا وأداكم للأمانة وأحسنكم خلقا وأقربكم من الناس .
6 ـ حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل قال حدثنا علي بن الحسين السعدآبادي عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي عن أبيه عن محمد بن علي بن أبي عمير عن منصور بن يونس عن أبي بصير عن أبي عبد الله الصادق ( عليه السلام ) قال بينا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يسير مع بعض أصحابه في بعض طرق المدينة إذ ثنى رجله عن دابته ثم خر ساجدا فأطال في سجوده ثم رفع رأسه فعاد ثم ركب فقال له أصحابه يا رسول الله رأيناك ثنيت رجلك عن دابتك ثم سجدت فأطلت السجود فقال إن جبرئيل أتاني فأقرأني السلام من ربي وبشرني أنه لن يخزيني في أمتي فلم يكن لي مال فأتصدق به ولا مملوك فأعتقه فأحببت أن أشكر ربي عز وجل .
7 ـ حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني ( رض ) قال حدثنا علي بن إبراهيم عن أبيه إبراهيم بن هاشم عن صفوان بن يحيى عن أبي أيوب الخزاز عن أبي بصير عن أبي عبد الله الصادق جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه عن أبي ذر رحمه الله قال قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أطولكم قنوتا في دار الدنيا أطولكم راحة يوم القيامة في الموقف .
8 ـ حدثنا أبي ( رض ) قال حدثنا محمد بن يحيى العطار قال حدثنا جعفر بن محمد بن مالك الكوفي عن سعيد بن عمرو عن إسماعيل بن بشر بن عمار قال كتب هارون الرشيد إلى أبي الحسن موسى بن جعفر عظني وأوجز قال فكتب إليه ما من شيء تراه عينك إلا وفيه موعظة .

الامالي او المجالسي _340_
المجلس السابع والسبعون:

  يوم الجمعة لثمان بقين من جمادى الآخرة من سنة ثمان وستين وثلاثمائة .
1 ـ حدثنا الشيخ الفقيه أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي قال حدثنا أبي قال حدثنا سعد بن عبد الله قال حدثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب قال حدثنا علي بن أسباط قال سمعت علي بن موسى الرضا يحدث عن أبيه عن آبائه ( عليهم السلام ) أن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قال لم يبق من أمثال الأنبياء إلا قول الناس إذا لم تستحي فاصنع ما شئت .
2 ـ حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد (ره) قال حدثنا محمد بن الحسن الصفار عن يعقوب بن يزيد عن محمد بن أبي عمير عن هشام بن سالم قال قال أبو عبد الله ( عليه السلام و) إن قوما أتوا نبيا لهم فقالوا ادع لنا ربنا يرفع عنا الموت فدعا لهم فرفع الله تبارك وتعالى عنهم الموت وكثروا حتى ضاقت بهم المنازل وكثروا النسل وكان الرجل يصبح فيحتاج أن يطعم أباه وأمه وجده وجد جده ويوضيهم ويتعاهدهم فشغلوا عن طلب المعاش فأتوه فقالوا سل ربك أن يردنا إلى آجالنا التي كنا عليها فسأل ربه عز وجل فردهم إلى آجالهم .
3 ـ حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل قال حدثنا علي بن الحسين السعدآبادي عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي عن أبيه محمد بن خالد عن أحمد بن النضر عن محمد بن مروان عن محمد بن السائب عن أبي صالح عن عبد الله بن عباس في قوله عز وجل ( فَلَمَّا أَفاقَ قالَ سُبْحانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وأَنَا أَوَّلُ) الْمُؤْمِنِينَ قال يقول سبحانك تبت إليك من أن أسألك رؤية وأنا أول المؤمنين بأنك لا ترى .
4 ـ حدثنا جعفر بن محمد بن مسرور ( رض ) قال حدثنا الحسين بن محمد بن عامر عن عمه عبد الله بن عامر عن الحسن بن محبوب عن مقاتل بن سليمان قال قال أبو عبد الله لما صعد موسى ( عليه السلام ) إلى الطور فناجى ربه عز وجل قال يا رب أرني خزائنك قال يا موسى إنما خزائني إذا أردت شيئا أن أقول له كن فيكون .

الامالي او المجالسي _341 _

8 ـ حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى العطار قال حدثنا أبي عن أحمد بن أبي عبد الله عن محمد بن علي الكوفي عن شريف بن سابق التفليسي عن إبراهيم بن محمد عن الصادق جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه ( عليهم السلام ) قال قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) مر عيسى ابن مريم ( عليه السلام ) بقبر يعذب صاحبه ثم مر به من قابل فإذا هو ليس يعذب فقال يا رب مررت بهذا القبر عام أول فكان صاحبه يعذب ثم مررت به العام فإذا هو ليس يعذب فأوحى الله عز وجل إليه يا روح الله إنه أدرك له ولد صالح فأصلح طريقا وآوى يتيما فغفرت له بما عمل ابنه قال وقال عيسى ابن مريم ( عليه السلام ) ليحيى بن زكريا ( عليه السلام ) إذا قيل فيك ما فيك فاعلم أنه ذنب ذكرته فاستغفر الله منه وإن قيل فيك ما ليس فيك فاعلم أنها حسنة كتبت لك لم تتعب فيها .
9 ـ حدثنا الحسين بن أحمد بن إدريس قال حدثنا أبي قال حدثنا أحمد بن محمد بن خالد عن أبيه عن خلف بن حماد عن أبي الحسن العبدي عن سليمان بن مهران عن أبي إسحاق عن عمرو بن حبشي عن الحسين بن علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) قال ما قدمت راية قوتل تحتها أمير المؤمنين ( عليه السلام ) إلا نكسها الله تبارك وتعالى وغلب أصحابها وانقلبوا صاغرين وما ضرب أمير المؤمنين ( عليه السلام ) بسيفه ذي الفقار أحدا فنجا وكان إذا قاتل [ قاتل ] جبرئيل عن يمينه وميكائيل عن يساره وملك الموت بين يديه .
10 ـ حدثنا أحمد بن محمد بن صقر الصائغ قال حدثنا محمد بن العباس بن بسام قال حدثنا محمد بن خالد بن إبراهيم قال حدثنا سويد بن عزيز الدمشقي عن عبد الله بن لهيعة عن ابن قنبل عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال إن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) دفع الراية يوم خيبر إلى رجل من أصحابه فرجع منهزما فدفعها إلى آخر فرجع يجبن أصحابه ويجبنونه قد رد الراية منهزما فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) لأعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله لا يرجع حتى يفتح الله على يديه فلما أصبح قال ادعوا إلي عليا فقيل له يا رسول الله هو رمد فقال ادعوه فلما جاء تفل رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في عينيه وقال اللهم ادفع عنه الحر والبرد ثم دفع الراية إليه ومضى فما رجع إلى رسول الله إلا بفتح خيبر ثم قال إنه لما دنا من الغموص أقبل أعداء الله من اليهود يرمونه بالنبل والحجارة فحمل عليهم علي ( عليه السلام ) حتى دنا من الباب فثنى رجله ثم نزل مغضبا إلى أصل عتبة الباب فاقتلعه ثم رمى به خلف ظهره أربعين ذراعا قال ابن عمرو ما عجبنا من فتح الله خيبر على يدي علي ولكنا عجبنا من قلعه الباب ورميه خلفه أربعين ذراعا ولقد تكلف حمله أربعون رجلا فما أطاقوه فأخبر النبي ( صلى الله عليه وآله ) بذلك .

الامالي او المجالسي _342 _

  والذي نفسي بيده لقد أعانه عليه أربعون ملكا فروي أن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) قال في رسالته إلى سهل بن حنيف والله ما قلعت باب خيبر ورميت به خلف ظهري أربعين ذراعا بقوة جسدية ولا حركة غذائية لكني أيدت بقوة ملكوتية ونفس بنور ربها مضيئة وأنا من أحمد كالضوء من الضوء والله لو تظاهرت العرب على قتالي لما وليت ولو مكنتني الفرصة من رقابها لما بقيت ومن لم يبال متى حتفه عليه ساقط فجنانه في الملمات رابط حدثني بذلك وبجميع الرسالة التي فيها هذا الفصل علي بن أحمد بن موسى الدقاق رض قال حدثنا محمد بن هارون الصوفي عن أبي بكر عبيد الله بن موسى الحبال الطبري قال حدثنا محمد بن الحسين الخشاب قال حدثنا محمد بن محصن عن يونس بن ظبيان عن الصادق جعفر بن محمد عن أبيه عن جده ( عليه السلام ) .

المجلس الثامن والسبعون :

  يوم الثلاثاء لأربع بقين من جمادى الآخرة من سنة ثمان وستين وثلاث مائة .
1 ـ حدثنا الشيخ الفقيه أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي قال حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل قال حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن علي بن أسباط عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير عن أبي عبد الله الصادق جعفر بن محمد ( عليه السلام ) قال كان فيما وعظ الله تبارك وتعالى به عيسى ابن مريم ( عليه السلام ) أن قال له يا عيسى أنا ربك ورب آبائك اسمي واحد وأنا الأحد المتفرد بخلق كل شيء وكل شيء من صنعي وكل خلقي إلي راجعون يا عيسى أنت المسيح بأمري وأنت تخلق من الطين كهيئة الطير بإذني وأنت تحيي الموتى بكلامي فكن إلي راغبا ومني راهبا فإنك لن تجد مني ملجأ إلا إلي يا عيسى أوصيك وصية المتحنن عليك بالرحمة حين حقت لك مني الولاية بتحريك مني المسرة .

الامالي او المجالسي _343 _

  فبوركت كبيرا وبوركت صغيرا حيث ما كنت أشهد أنك عبدي ابن أمتي يا عيسى أنزلني من نفسك كهمك واجعل ذكري لمعادك وتقرب إلي بالنوافل وتوكل علي أكفك ولا تول غيري فأخذلك يا عيسى اصبر على البلاء وارض بالقضاء وكن كمسرتي فيك فإن مسرتي أن أطاع فلا أعصى يا عيسى أحي ذكري بلسانك وليكن ودي في قلبك يا عيسى تيقظ في ساعات الغفلة واحكم لي بلطيف الحكمة يا عيسى كن راغبا راهبا وأمت قلبك بالخشية يا عيسى راع الليل لتحري مسرتي واظمأ نهارك ليوم حاجتك عندي يا عيسى نافس في الخير جهدك لتعرف بالخير حيث ما توجهت يا عيسى احكم في عبادي بنصحي وقم فيهم بعدلي فقد أنزلت عليك شفاء لما في الصدور من مرض الشيطان يا عيسى حقا أقول ما آمنت بي خليقة إلا خشعت لي وما خشعت لي إلا رجت ثوابي فأشهدك أنها آمنة من عقابي ما لم تغير أو تبدل سنتي يا عيسى ابن البكر البتول ابك على نفسك بكاء من قد ودع الأهل وقلى الدنيا وتركها لأهلها وصارت رغبته فيما عند الله يا عيسى كن مع ذلك تلين الكلام وتفشي السلام يقظان إذا نامت عيون الأبرار حذارا للمعاد والزلازل الشداد وأهوال يوم القيامة حيث لا ينفع أهل ولا ولد ولا مال يا عيسى اكحل عينيك بميل الحزن إذا ضحك البطالون يا عيسى كن خاشعا صابرا فطوبى لك إن نالك ما وعد الصابرون يا عيسى رح من الدنيا يوما فيوما وذق ما قد ذهب طعمه فحقا أقول ما أنت إلا بساعتك ويومك فرح من الدنيا بالبلغة وليكفك الخشن الجشب فقد رأيت إلى ما تصير ومكتوب ما أخذت وكيف أتلفت يا عيسى إنك مسئول فارحم الضعيف كرحمتي إياك ولا تقهر اليتيم يا عيسى ابك على نفسك في الصلاة وانقل قدميك إلى مواضع الصلوات وأسمعني لذاذة نطقك بذكري فإن صنيعي إليك حسن يا عيسى كم من أمة قد أهلكتها بسالف ذنب قد عصمتك منه يا عيسى ارفق بالضعيف وارفع طرفك الكليل [ الذليل ] إلى السماء وادعني فإني منك قريب ولا تدعني إلا متضرعا إلي وهمك هم واحد فإنك متى تدعني كذلك أجبك يا عيسى إني لم أرض بالدنيا ثوابا لمن كان قبلك ولا عقابا لمن كان قبلك ولا عقابا لمن انتقمت منه يا عيسى إنك تفنى وأنا أبقى ومني رزقك وعندي ميقات أجلك وإلي إيابك وعلي حسابك فسلني ولا تسأل غيري فيحسن منك الدعاء ومني الإجابة يا عيسى ما أكثر البشر وأقل عدد من صبر الأشجار كثيرة وطيبها قليل فلا يغرنك حسن شجرة حتى تذوق ثمرتها يا عيسى لا يغرنك المتمرد علي بالعصيان .
  يأكل رزقي ويعبد غيري ثم يدعوني عند الكرب فأجيبه ثم يرجع إلى ما كان أ فعلي يتمرد أم لسخطي يتعرض فبي حلفت لآخذنه أخذة ليس منها منجى ولا دوني ملتجى أين يهرب من سمائي وأرضي .

الامالي او المجالسي _344 _

  يا عيسى قل لظلمة بني إسرائيل لا تدعوني والسحت تحت أحضانكم والأصنام في بيوتكم فإني رأيت أن أجيب من دعاني وأن أجعل إجابتي إياهم لعنا عليهم حتى يتفرقوا يا عيسى كم أجمل النظر وأحسن الطلب والقوم في غفلة لا يرجعون تخرج الكلمة من أفواههم لا تعي [ لا تعيها ] قلوبهم يتعرضون لمقتي ويتحببون بي إلى المؤمنين يا عيسى ليكن لسانك في السر والعلانية واحدا وكذلك فليكن قلبك وبصرك واطو قلبك ولسانك عن المحارم وغض طرفك عما لا خير فيه فكم ناظر نظرة زرعت في قلبه شهوة ووردت به موارد الهلكة يا عيسى كن رحيما مترحما وكن للعباد كما تشاء أن يكون العباد لك وأكثر ذكر الموت ومفارقة الأهلين ولا تله فإن اللهو يفسد صاحبه ولا تغفل فإن الغافل مني بعيد واذكرني بالصالحات حتى أذكرك يا عيسى تب إلي بعد الذنب وذكر بي الأوابين وآمن بي وتقرب إلى المؤمنين ومرهم يدعوني معك وإياك ودعوة المظلوم فإني وأيت على نفسي أن أفتح لها بابا من السماء وأن أجيبه ولو بعد حين يا عيسى اعلم أن صاحب السوء يغوي وأن قرين السوء يردي فاعلم من تقارن واختر لنفسك إخوانا من المؤمنين يا عيسى تب إلي فإنه لا يتعاظمني ذنب أن أغفره وأنا أرحم الراحمين.
  يا عيسى اعمل لنفسك في مهلة من أجلك قبل أن لا يعمل لها غيرك واعبدني ليوم كألف سنة مما تعدون فإني أجزي بالحسنة أضعافها وإن السيئة توبق صاحبها وتنافس في العمل الصالح فكم من مجلس قد نهض أهله وهم مجاورون من النار يا عيسى ازهد في الفاني المنقطع وطأ رسوم منازل من كان قبلك فادعهم وناجهم هل تحس منهم من أحد فخذ موعظتك منهم واعلم أنك ستلحقهم في اللاحقين يا عيسى قل لمن تمرد بالعصيان وعمل بالإدهان ليتوقع عقوبتي وينتظر إهلاكي إياه سيصطلم مع الهالكين طوبى لك يا ابن مريم ثم طوبى لك إذا أخذت بأدب إلهك الذي يتحنن عليك ترحما وبدأك بالنعم منه تكرما وكان لك في الشدائد لا تعصه يا عيسى فإنه لا يحل لك عصيانه قد عهدت إليك كما عهدت إلي من كان قبلك وأنا على ذلك من الشاهدين يا عيسى ما أكرمت خليقة بمثل ديني ولا أنعمت عليها بمثل رحمتي يا عيسى اغسل بالماء منك ما ظهر وداو بالحسنات ما بطن فإنك إلي راجع يا عيسى شمر فكل ما هو آت قريب واقرأ كتابي وأنت طاهر وأسمعني منك صوتا حزينا قال وكان فيما وعظ الله عز وجل به عيسى ابن مريم ( عليه السلام ) أيضا أن قال له يا عيسى لا تأمن إذا مكرت مكري ولا تنس عند خلوتك بالذنب ذكري يا عيسى تيقظ ولا تيأس من روحي وسبحني مع من يسبحني وبطيب الكلام فقدسني يا عيسى أن الدنيا سجن ضيق منتن الريح وخشن فيها [ وحسن فيها ] .

الامالي او المجالسي _345 _

  ما قد ترى مما قد ألح عليه الجبارون فإياك والدنيا فكل نعيمها يزول وما نعيمها إلا قليل يا عيسى إن الملك لي وبيدي وأنا الملك فإن تطعني أدخلتك جنتي في جوار الصالحين يا عيسى ادعني دعاء الغريق الذي ليس له مغيث يا عيسى لا تحلف باسمي كاذبا فيهتز عرشي غضبا يا عيسى الدنيا قصيرة العمر طويلة الأمل وعندي دار خير مما يجمعون يا عيسى قل لظلمة بني إسرائيل كيف أنتم صانعون إذا خرجت لكم كتابا ينطق بالحق فتنكشف سرائر قد كتمتموها يا عيسى قل لظلمة بني إسرائيل غسلتم وجوهكم ودنستم قلوبكم أبي تغترون أم علي تجترون تتطيبون بالطيب لأهل الدنيا وأجوافكم عندي بمنزلة الجيف المنتنة كأنكم أقوام ميتون يا عيسى قل لهم قلموا أظفاركم من كسب الحرام وأصموا أسماعكم عن ذكر الخنى وأقبلوا علي بقلوبكم فإني لست أريد صوركم يا عيسى افرح بالحسنة فإنها لي رضى وابك على السيئة فإنها لي سخط وما لا تحب أن يصنع بك فلا تصنعه بغيرك وإن لطم خدك الأيمن فأعط الأيسر وتقرب إلي بالمودة جهدك وأعرض عن الجاهلين يا عيسى قل لظلمة بني إسرائيل الحكمة تبكي فرقا مني وأنتم بالضحك تهجرون أتتكم براءتي أم لديكم أمان من عذابي أم تتعرضون لعقوبتي فبي حلفت لأتركنكم مثلا للغابرين ثم إني أوصيك يا ابن مريم البكر البتول بسيد المرسلين وحبيبي منهم أحمد صاحب الجمل الأحمر والوجه الأقمر المشرق بالنور الطاهر القلب الشديد البأس الحيي المتكرم فإنه رحمة للعالمين وسيد ولد آدم عندي يوم يلقاني أكرم السابقين علي وأقرب المرسلين مني العربي الأمي الديان بديني الصابر في ذاتي المجاهد للمشركين ببدنه عن ديني يا عيسى آمرك أن تخبر به بني إسرائيل وتأمرهم أن يصدقوا ويؤمنوا به ويتبعوه وينصروه قال عيسى إلهي من هو قال يا عيسى ارضه فلك الرضا قال اللهم رضيت فمن هو .
  قال محمد رسول الله إلى الناس كافة أقربهم مني منزلة وأوجبهم عندي شفاعة طوباه من نبي وطوبى لأمته إن هم لقوني على سبيله يحمده أهل الأرض ويستغفر له أهل السماء أمين ميمون مطيب خير الماضين والباقين عندي يكون في آخر الزمان إذا خرج أرخت السماء عزاليها وأخرجت الأرض زهرتها وأبارك فيما وضع يده عليه كثير الأزواج قليل الأولاد يسكن بكة موضع أساس إبراهيم يا عيسى دينه الحنيفية وقبلته مكية وهو من حزبي وأنا معه فطوباه طوباه له الكوثر والمقام الأكبر من جنات عدن يعيش أكرم معاش ويقبض شهيدا له حوض أبعد من مكة إلى مطلع الشمس من رحيق مختوم فيه آنية مثل نجوم السماء ماؤه عذب فيه من كل شراب وطعم كل ثمار في الجنة من شرب منه شربة لم يظمأ بعدها أبدا أبعثه على فترة بينك وبينه يوافق سره علانيته وقوله فعله لا يأمر الناس إلا بما يبدأهم به دينه الجهاد في عسر ويسر تنقاد له البلاد ويخضع له صاحب الروم .

الامالي او المجالسي _346 _

  على دينه ودين أبيه إبراهيم يسمي عند الطعام ويفشي السلام ويصلي والناس نيام له كل يوم خمس صلوات متواليات يفتتح بالتكبير ويختتم بالتسليم ويصف قدميه في الصلاة كما تصف الملائكة أقدامها ويخشع لي قلبه النور في صدره والحق في لسانه وهو مع الحق حيث ما كان تنام عيناه ولا ينام قلبه له الشفاعة وعلى أمته تقوم الساعة ويدي فوق أيديهم إذا بايعوه فمن نكث فإنما ينكث على نفسه ومن أوفى وفيت له بالجنة فمر ظلمة بني إسرائيل لا يدرسوا كتبه ولا يحرفوا سنته وأن يقرءوه السلام فإن له في المقام شأنا من الشأن يا عيسى كل ما يقربك مني فقد دللتك عليه وكل ما يباعدك مني قد نهيتك عنه فارتد لنفسك يا عيسى .
  إن الدنيا حلوة وإنما أستعملك فيها لتطيعني فجانب منها ما حذرتك وخذ منها ما أعطيتك عفوا انظر في عملك نظر العبد المذنب الخاطئ ولا تنظر في عمل غيرك نظر الرب وكن فيها زاهدا ولا ترغب فيها فتعطب يا عيسى اعقل وتفكر وانظر في نواحي الأرض كيف كان عاقبة الظالمين يا عيسى كل وصيتي نصيحة لك وكل قولي حق وأنا الحق المبين وحقا أقول لئن أنت عصيتني بعد أن أنبأتك ما لك من دوني ولي ولا نصير يا عيسى ذلل قلبك بالخشية وانظر إلى من هو أسفل منك ولا تنظر إلى من هو فوقك واعلم أن رأس كل خطيئة وذنب حب الدنيا فلا تحبها فإني لا أحبها يا عيسى أطب لي [ بي ] قلبك وأكثر ذكري في الخلوات اعلم أن سروري أن تتبصبص إلي وكن في ذلك حيا ولا تكن ميتا يا عيسى لا تشرك بي شيئا وكن مني على حذر ولا تغتر بالصحة ولا تغبط نفسك فإن الدنيا كفي‏ء زائل وما أقبل منها كما أدبر فنافس في الصالحات جهدك وكن مع الحق حيث ما كان وإن قطعت وأحرقت بالنار فلا تكفر بي بعد المعرفة ولا تكن مع [ من ] الجاهلين يا عيسى صب الدموع من عينيك واخشع لي بقلبك يا عيسى استغفرني في حالات الشدة فإني أغيث المكروبين وأجيب المضطرين وأنا أرحم الراحمين .
المجلس التاسع والسبعون :

  يوم الجمعة سلخ جمادى الآخرة من سنة ثمان وستين وثلاثمائة .
1 ـ حدثنا الشيخ الفقيه أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي قال حدثنا علي بن الحسين بن شاذويه المؤدب وجعفر بن محمد بن مسرور ( رض ) قالا حدثنا محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري عن أبيه عن الريان بن الصلت قال حضر الرضا ( عليه السلام ) مجلس المأمون بمرو وقد اجتمع في مجلسه جماعة من علماء أهل العراق وخراسان .

الامالي او المجالسي _347 _

  فقال المأمون أخبروني عن معنى هذه الآية ( ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِنْ ) عِبادِنا فقالت العلماء أراد الله عز وجل بذلك الأمة كلها فقال المأمون ما تقول يا أبا الحسن فقال الرضا ( عليه السلام ) لا أقول كما قالوا ولكني أقول أراد الله العترة الطاهرة فقال المأمون وكيف عنى العترة من دون الأمة فقال له الرضا ( عليه السلام ) إنه لو أراد الأمة لكانت بأجمعها في الجنة لقول الله تبارك وتعالى ( فَمِنْهُمْ ظالِمٌ لِنَفْسِهِ ومِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ ومِنْهُمْ سابِقٌ بِالْخَيْراتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ ) ثم جمعهم كلهم في الجنة فقال ( جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَها يُحَلَّوْنَ فِيها مِنْ أَساوِرَ مِنْ ذَهَبٍ ) فصارت الوراثة للعترة الطاهرة لا لغيرهم فقال المأمون من العترة الطاهرة فقال الرضا ( عليه السلام ) الذين وصفهم الله في كتابه فقال جل وعز ( إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ ويُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ) وهم الذين قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) إني مخلف فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي وإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض وانظروا كيف تخلفوني فيهما أيها الناس لا تعلموهم فإنهم أعلم منكم قالت العلماء أخبرنا يا أبا الحسن عن العترة أ هم الآل أو غير الآل فقال الرضا ( عليه السلام ) هم الآل فقالت العلماء فهذا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يؤثر عنه أنه قال أمتي آلي وهؤلاء أصحابه يقولون بالخبر المستفاض الذي لا يمكن دفعه آل محمد أمته فقال أبو الحسن ( عليه السلام ) أخبروني هل تحرم الصدقة على الآل قالوا نعم قال فتحرم على الأمة قالوا لا قال هذا فرق ما بين الآل والأمة ويحكم أين يذهب بكم أ ضربتم عن الذكر صفحا أم أنتم قوم مسرفون أما علمتم أنه وقعت الوراثة والطهارة الوراثة رواية والطهارة في الظاهر على المصطفين المهتدين دون سائرهم قالوا ومن أين يا أبا الحسن قال من قول الله جل وعز ( ولَقَدْ أَرْسَلْنا نُوحاً وإِبْراهِيمَ وجَعَلْنا فِي ذُرِّيَّتِهِمَا النُّبُوَّةَ والْكِتابَ فَمِنْهُمْ مُهْتَدٍ وكَثِيرٌ مِنْهُمْ فاسِقُونَ ) فصارت وراثة النبوة والكتاب للمهتدين دون الفاسقين أما علمتم أن نوحا حين سأل ربه ( فَقالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وأَنْتَ أَحْكَمُ الْحاكِمِينَ ) وذلك أن الله عز وجل وعده أن ينجيه وأهله فقال له ربه ( يا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صالِحٍ فَلا تَسْئَلْنِ ما لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجاهِلِينَ ) فقال المأمون هل فضل الله العترة على سائر الناس فقال أبو الحسن ( عليه السلام ) إن الله عز وجل أبان فضل العترة على سائر الناس في محكم كتابه فقال له المأمون أين ذلك من كتاب الله فقال له الرضا ( عليه السلام ) في قوله عز وجل ( إِنَّ اللَّهَ اصْطَفى آدَمَ ونُوحاً وآلَ إِبْراهِيمَ وآلَ عِمْرانَ عَلَى الْعالَمِينَ ذُرِّيَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ ) وقال عز وجل في موضع آخر ( أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلى ما آتاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنا آلَ إِبْراهِيمَ الْكِتابَ والْحِكْمَةَ وآتَيْناهُمْ مُلْكاً عَظِيماً ) ثم رد المخاطبة في أثر هذا إلى سائر المؤمنين فقال يا ( أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وأَطِيعُوا الرَّسُولَ وأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ ) يعني الذين قرنهم بالكتاب والحكمة وحسدوا عليهم فقوله ( أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلى ما آتاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنا آلَ إِبْراهِيمَ الْكِتابَ والْحِكْمَةَ وآتَيْناهُمْ مُلْكاً عَظِيماً ) يعني الطاعة للمصطفين الطاهرين فالملك هاهنا هو الطاعة لهم قالت العلماء فأخبرنا .

الامالي او المجالسي _348_

  هل فسر الله عز وجل الاصطفاء في الكتاب فقال الرضا ( عليه السلام ) فسر الاصطفاء في الظاهر سوى الباطن في اثني عشر موضعا وموطنا فأول ذلك قوله عز وجل ( وأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ ) ورهطك المخلصين هكذا في قراءة أبي بن كعب وهي ثابتة في مصحف عبد الله بن مسعود وهذه منزلة رفيعة وفضل عظيم وشرف عال حين عنى الله عز وجل بذلك الآل فذكره لرسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فهذه واحدة والآية الثانية في الاصطفاء قوله عز وجل ( إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ ويُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ) وهذا الفضل الذي لا يجهله أحد معاند أصلا لأنه فضل بعد طهارة تنتظر فهذه الثانية وأما الثالثة حين ميز الله الطاهرين من خلقه فأمر نبيه ( صلى الله عليه وآله ) بالمباهلة في آية الابتهال فقال عز وجل ( فَقُلْ يا محمد تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وأَبْناءَكُمْ ونِساءَنا ونِساءَكُمْ وأَنْفُسَنا وأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكاذِبِينَ ) فأبرز النبي ( صلى الله عليه وآله ) عليا والحسن والحسين وفاطمة ( صلى الله عليه وآله ) وقرن أنفسهم بنفسه فهل تدرون ما معنى قوله عز وجل ( وأَنْفُسَنا وأَنْفُسَكُمْ ) قالت العلماء عنى به نفسه فقال أبو الحسن (عليه السلام) غلطتم إنما عنى بها علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ومما يدل على ذلك قول النبي ( صلى الله عليه وآله ) حين قال لينتهين بنو وليعة أو لأبعثن إليهم رجلا كنفسي يعني علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) فهذه خصوصية لا يتقدمه فيها أحد وفضل لا يلحقه فيه بشر وشرف لا يسبقه إليه خلق أن جعل نفس علي كنفسه فهذه الثالثة وأما الرابعة فإخراجه ( صلى الله عليه وآله ) الناس من مسجده ما خلا العترة حتى تكلم الناس في ذلك وتكلم العباس فقال يا رسول الله تركت عليا وأخرجتنا فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ما أنا تركته وأخرجتكم ولكن الله تركه وأخرجكم وفي هذا تبيان قوله لعلي ( عليه السلام ) أنت مني بمنزلة هارون من موسى قالت العلماء فأين هذا من القرآن قال أبو الحسن أوجدكم في ذلك قرآنا أقرؤه عليكم قالوا هات قال قال الله عز وجل ( وأَوْحَيْنا إِلى مُوسى وأَخِيهِ أَنْ تَبَوَّءا لِقَوْمِكُما بِمِصْرَ بُيُوتاً واجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً ) ففي هذه الآية منزلة هارون من موسى وفيها أيضا منزلة علي ( عليه السلام ) من رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ومع هذه دليل ظاهر في قول رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) حين قال ألا إن هذا المسجد لا يحل لجنب إلا لمحمد وآله ( صلى الله عليه وآله ) فقالت العلماء يا أبا الحسن هذا الشرح وهذا البيان لا يوجد إلا عندكم معشر أهل بيت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فقال ومن ينكر لنا ذلك ورسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول أنا مدينة الحكمة وعلي بابها فمن أراد المدينة فليأتها من بابها ففيما أوضحنا وشرحنا من الفضل والشرف والتقدمة والاصطفاء والطهارة ما لا ينكره معاند ولله عز وجل الحمد على ذلك فهذه الرابعة والآية الخامسة قول الله عز وجل ( وآتِ ذَا الْقُرْبى حَقَّهُ ) خصوصية خصهم الله العزيز الجبار بها واصطفاهم على الأمة فلما نزلت هذه الآية على رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قال ادعوا لي فاطمة فدعيت له فقال يا فاطمة قالت لبيك يا رسول الله فقال ( صلى الله عليه وآله ) هذه فدك هي مما لم يوجف عليه بخيل ولا ركاب وهي لي خاصة دون المسلمين وقد جعلتها لك لما أمرني الله به فخذيها لك ولولدك فهذه الخامسة .

الامالي او المجالسي _349_

1 ـ والآية السادسة قول الله جل جلاله ( قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى ) وهذه خصوصية للنبي ( صلى الله عليه وآله ) يوم القيامة وخصوصية للآل دون غيرهم وذلك أن الله حكى في ذكر نوح ( عليه السلام ) في كتابه ( يا قَوْمِ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مالًا إِنْ أَجرِيَ إِلا عَلَى اللَّهِ وما أَنَا بِطارِدِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّهُمْ مُلاقُوا رَبِّهِمْ ولكِنِّي أَراكُمْ قَوْماً تَجْهَلُونَ ) وحكى عز وجل عن هود ( عليه السلام ) أنه قال ( لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِنْ أَجْرِيَ إِلا عَلَى الَّذِي فَطَرَنِي أَفَلا تَعْقِلُونَ ) وقال عز وجل لنبيه ( صلى الله عليه وآله ) ( قُلْ يا محمد لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى ) ولم يفرض الله مودتهم إلا وقد علم أنهم لا يرتدون عن الدين أبدا ولا يرجعون إلى ضلال أبدا وأخرى أن يكون الرجل وادا للرجل فيكون بعض أهل بيته عدوا له فلا يسلم قلب الرجل له فأحب الله عز وجل أن لا يكون في قلب رسول الله على المؤمنين شيء ففرض عليهم مودة ذوي القربى فمن أخذ بها وأحب رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وأحب أهل بيته لم يستطع رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أن يبغضه ومن تركها ولم يأخذ بها أبغض أهل بيته فعلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أن يبغضه لأنه قد ترك فريضة من فرائض الله فأي فضيلة وأي شرف يتقدم هذا أو يدانيه فأنزل الله هذه الآية على نبيه ( صلى الله عليه وآله ) .
  ( قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى ) فقام رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في أصحابه فحمد الله وأثنى عليه وقال أيها الناس إن الله قد فرض لي عليكم فرضا فهل أنتم مؤدوه فلم يجبه أحد فقال أيها الناس إنه ليس بذهب ولا فضة ولا مأكول ولا مشروب فقالوا هات إذا فتلا عليهم هذه الآية فقالوا أما هذا فنعم فما وفى بها أكثرهم وما بعث الله عز وجل نبيا إلا أوحى إليه أن لا يسأل قومه أجرا لأن الله عز وجل يوفي أجر الأنبياء ومحمد ( صلى الله عليه وآله ) فرض الله عز وجل مودة قرابته على أمته وأمره أن يجعل أجره فيهم ليودوه في قرابته بمعرفة فضلهم الذي أوجب الله عز وجل لهم فإن المودة إنما تكون على قدر الفضل فلما أوجب الله ذلك ثقل لثقل وجوب الطاعة فتمسك بها قوم أخذ الله ميثاقهم على الوفاء وعاند أهل الشقاق والنفاق وألحدوا في ذلك فصرفوه عن حده الله فقالوا القرابة هم العرب كلها وأهل دعوته فعلى أي الحالتين كان فقد علمنا أن المودة هي للقرابة فأقربهم من النبي ( صلى الله عليه وآله ) أولاهم بالمودة كلما قربت القرابة كانت المودة على قدرها وما أنصفوا نبي الله في حيطته ورأفته وما من الله به على أمته مما يعجز الألسن عن وصف الشكر عليه أن لا يؤذوه في ذريته وأهل بيته وأن يجعلوهم منهم كمنزلة العين من الرأس حفظا لرسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وحبا لنبيه فكيف والقرآن ينطق به ويدعو إليه والأخبار ثابتة بأنهم أهل المودة والذين فرض الله مودتهم ووعد الجزاء عليها .

الامالي او المجالسي _350_

  أنه ما وفى أحد بهذه المودة مؤمنا مخلصا إلا استوجب الجنة لقول الله عز وجل في هذه الآية ( والَّذِينَ آمَنُوا وعَمِلُوا الصَّالِحاتِ فِي رَوْضاتِ الْجَنَّاتِ لَهُمْ ما يَشاؤُنَ عِنْدَ رَبِّهِمْ ذلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ ذلِكَ الَّذِي يُبَشِّرُ اللَّهُ عِبادَهُ الَّذِينَ آمَنُوا وعَمِلُوا الصَّالِحاتِ قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى ) مفسرا ومبينا ثم قال أبو الحسن ( عليه السلام ) حدثني أبي عن جده عن آبائه عن الحسين بن علي قال اجتمع المهاجرون والأنصار إلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فقالوا إن لك يا رسول الله مئونة في نفقتك وفيمن يأتيك من الوفود وهذه أموالنا مع دمائنا فاحكم فيها بارا مأجورا أعط ما شئت وأمسك ما شئت من غير حرج فأنزل الله عز وجل عليه الروح الأمين فقال يا محمد ( قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى ) يعني أن تودوا قرابتي من بعدي فخرجوا فقال المنافقون ما حمل رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) على ترك ما عرضنا عليه إلا ليحثنا على قرابته من بعده إن هو إلا شيء افتراه في مجلسه وكان ذلك من قولهم عظيما فأنزل الله عز وجل جبرئيل بهذه الآية ( أَمْ يَقُولُونَ افْتَراهُ قُلْ إِنِ افْتَرَيْتُهُ فَلا تَمْلِكُونَ لِي مِنَ اللَّهِ شَيْئاً هُوَ أَعْلَمُ بِما تُفِيضُونَ فِيهِ كَفى بِهِ شَهِيداً بَيْنِي وبَيْنَكُمْ وهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ) فبعث إليهم النبي .
  فقال هل من حدث فقالوا إي والله يا رسول الله لقد قال بعضنا كلاما غليظا كرهناه فتلا عليهم رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) الآية فبكوا واشتد بكاؤهم فأنزل الله عز وجل ( وهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبادِهِ ويَعْفُوا عَنِ السَّيِّئاتِ ويَعْلَمُ ما تَفْعَلُونَ ) فهذه السادسة وأما الآية السابعة فقول الله تبارك وتعالى ( إِنَّ اللَّهَ ومَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وسَلِّمُوا تَسْلِيماً ) وقد علم المعاندون منهم أنه لما نزلت هذه الآية قيل يا رسول الله قد عرفنا التسليم عليك فكيف الصلاة عليك فقال تقولون اللهم صل على محمد وآل محمد كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد مجيد فهل بينكم معاشر الناس في هذا خلاف قالوا لا قال المأمون هذا مما لا خلاف فيه أصلا وعليه الإجماع فهل عندك في الآل شيء أوضح من هذا في القرآن قال أبو الحسن ( عليه السلام ) نعم أخبروني عن قول الله عز وجل ( يس والْقُرْآنِ الْحَكِيمِ إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ ) فمن عنى بقوله يس قالت العلماء يس محمد ( صلى الله عليه وآله ) لم يشك فيه أحد قال أبو الحسن ( عليه السلام ) فإن الله أعطى محمدا ( صلى الله عليه وآله ) وآل محمد من ذلك فضلا لا يبلغ أحد كنه وصفه إلا من عقله وذلك أن الله لم يسلم على أحد إلا على الأنبياء فقال تبارك وتعالى ( سَلامٌ عَلى نُوحٍ فِي الْعالَمِينَ وقال سَلامٌ عَلى إِبْراهِيمَ ) وقال سَلامٌ عَلى مُوسى وهارُونَ ولم يقل سلام على آل نوح ولم يقل سلام على آل موسى ولا آل إبراهيم وقال سلام على آل يس يعني آل محمد ( صلى الله عليه وآله ) فقال المأمون قد علمت أن في معدن النبوة شرح هذا وبيانه فهذه السابعة وأما الثامنة فقول الله عز وجل ( واعْلَمُوا أَنَّما غَنِمْتُمْ مِنْ شيء فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ ولِلرَّسُولِ ولِذِي الْقُرْبى ) .