الامالي او المجالسي
  فقرن سهم ذي القربى مع سهمه وسهم رسوله فهذا فصل أيضا بين الآل والأمة لأن الله جعلهم في حيز وجعل الناس في حيز دون ذلك ورضي لهم ما رضي لنفسه واصطفاهم فيه فبدأ بنفسه ثم برسوله ثم بذي القربى بكل ما كان من الفي‏ء والغنيمة وغير ذلك مما رضيه جل وعز لنفسه ورضيه لهم فقال وقوله الحق ( واعْلَمُوا أَنَّما غَنِمْتُمْ مِنْ شيء فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ ولِلرَّسُولِ ولِذِي الْقُرْبى ) فهذا تأكيد مؤكد وأثر قائم لهم إلى يوم القيامة في كتاب الله الناطق الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد وأما قوله ( والْيَتامى والْمَساكِينِ ) فإن اليتيم إذا انقطع يتمه خرج من الغنائم ولم يكن له فيها نصيب وكذلك المسكين إذا انقطع مسكنته لم يكن له نصيب من المغنم ولا يحل له أخذه وسهم ذي القربى إلى يوم القيامة قائم لهم للغني والفقير منهم لأنه لا أحد أغنى من الله عز وجل ولا من رسوله ( صلى الله عليه وآله ) فجعل لنفسه معهما سهما ولرسوله سهما فما رضيه لنفسه ولرسوله رضيه لهم وكذلك الفي‏ء ما رضيه منه لنفسه ولنبيه رضيه لذي القربى كما أجراهم في الغنيمة فبدأ بنفسه جل جلاله ثم برسوله ثم بهم وقرن سهمهم بسهم الله وسهم رسوله وكذلك في الطاعة قال ( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وأَطِيعُوا الرَّسُولَ وأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ ) فبدأ بنفسه ثم برسوله ثم بأهل بيته وكذلك آية الولاية ( إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللَّهُ ورَسُولُهُ والَّذِينَ آمَنُوا ) فجعل ولايتهم مع طاعة الرسول مقرونة بطاعته كما جعل سهمهم مع سهم الرسول مقرونا بسهمه في الغنيمة والفي‏ء فتبارك الله وتعالى ما أعظم نعمته على أهل هذا البيت فلما جاءت قصة الصدقة نزه نفسه ونزه رسوله ونزه أهل بيته فقال ( إِنَّمَا الصَّدَقاتُ لِلْفُقَراءِ والْمَساكِينِ والْعامِلِينَ عَلَيْها والْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وفِي الرِّقابِ والْغارِمِينَ وفِي سَبِيلِ اللَّهِ وابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ ) فهل تجد في شيء من ذلك أنه جعل عز وجل سهما لنفسه أو لرسوله أو لذي القربى لأنه لما نزه نفسه عن الصدقة ونزه رسوله نزه أهل بيته لا بل حرم عليهم لأن الصدقة محرمة على محمد وآله وهي أوساخ أيدي الناس لا تحل لهم لأنهم طهروا من كل دنس ووسخ فلما طهرهم الله واصطفاهم رضي لهم ما رضي لنفسه وكره لهم ما كره لنفسه عز وجل فهذه الثامنة وأما التاسعة فنحن أهل الذكر الذين قال الله في محكم كتابه ( فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ ) فقالت العلماء إنما عنى بذلك اليهود والنصارى فقال أبو الحسن ( عليه السلام ) سبحان الله وهل يجوز ذلك إذا يدعونا إلى دينهم ويقولون إنه أفضل من دين الإسلام فقال المأمون فهل عندك في ذلك شرح بخلاف ما قالوا يا أبا الحسن فقال ( عليه السلام ) نعم الذكر رسول الله ونحن أهله وذلك بين في كتاب الله عز وجل حيث يقول في سورة الطلاق ( فَاتَّقُوا اللَّهَ يا أُولِي الْأَلْبابِ الَّذِينَ آمَنُوا قَدْ أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكُمْ ذِكْراً رَسُولًا يَتْلُوا عَلَيْكُمْ آياتِ اللَّهِ مُبَيِّناتٍ ) فالذكر رسول الله ونحن أهله فهذه التاسعة وأما العاشرة فقول الله عز وجل في آية التحريم ( حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهاتُكُمْ وبَناتُكُمْ وأَخَواتُكُمْ ) الآية إلى آخرها فأخبروني أهل تصلح ابنتي وابنة ابني وما تناسل من صلبي لرسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أن يتزوجها لو كان حيا قالوا لا قال فأخبروني .

الامالي او المجالسي _352_

  هل كانت ابنة أحدكم تصلح له أن يتزوجها لو كان حيا قالوا بلى قال ففي هذا بيان لأني أنا من آله ولستم من آله ولو كنتم من آله لحرم عليه بناتكم كما حرم عليه بناتي لأني من آله وأنتم من أمته فهذا فرق ما بين الآل والأمة لأن الآل منه والأمة إذا لم تكن من الآل ليست منه فهذه العاشرة وأما الحادي عشر فقول الله عز وجل في سورة المؤمن حكاية عن قول رجل مؤمن من آل فرعون ( وقالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وقَدْ جاءَكُمْ بِالْبَيِّناتِ مِنْ رَبِّكُمْ ) تمام الآية فكان ابن خال فرعون فنسبه إلى فرعون بنسبه ولم يضفه إليه بدينه وكذلك خصصنا نحن إذ كنا من آل رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بولادتنا منه وعممنا الناس بالدين فهذا فرق بين الآل والأمة فهذه الحادي عشر وأما الثاني عشر قول الله عز وجل ( وأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ واصْطَبِرْ عَلَيْها ) فخصنا الله بهذه الخصوصية أن أمرنا مع الأمة بإقامة الصلاة ثم خصنا من دون الأمة فكان رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يجي‏ء إلى باب علي وفاطمة بعد نزول هذه الآية تسعة أشهر كل يوم عند حضور كل صلاة خمس مرات فيقول الصلاة رحمكم الله وما أكرم الله أحدا من ذراري الأنبياء بمثل هذه الكرامة التي أكرمنا بها وخصنا من دون جميع أهل بيته [ بيتهم ] فقال المأمون والعلماء جزاكم الله أهل بيت نبيكم عن الأمة خيرا فما نجد الشرح والبيان فيما اشتبه علينا إلا عندكم ، وصلى الله على محمد وآله وسلم كثيرا .

المجلس الثمانون :

  يوم الثلاثاء لأربع خلون من رجب من سنة ثمان وستين وثلاثمائة .
  حدثنا الشيخ الفقيه أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي قال حدثنا محمد بن أبي إسحاق [ محمد بن إسحاق ] بن أحمد الليثي قال حدثنا محمد بن الحسين الرازي قال حدثنا أبو حسين علي بن محمد بن علي المفتي قال حدثنا الحسن بن محمد المروزي عن أبيه عن يحيى بن عياش قال حدثنا علي بن عاصم قال حدثنا أبو هارون العبدي عن أبي سعيد الخدري قال .

الامالي او المجالسي _353 _

  هذا نبي مصطفى وإن أدنى ما يعطى أن يدخل الجنة بغير حساب ومن صام من رجب عشرة أيام جعل الله عز وجل له جناحين أخضرين منظومين بالدر والياقوت يطير بهما على الصراط كالبرق الخاطف إلى الجنان ويبدل الله سيئاته حسنات وكتب من المقربين القوامين لله بالقسط وكأنه عبد الله عز وجل ألف عام قائما صابرا محتسبا ومن صام أحد عشر يوما من رجب لم يواف يوم القيامة عبد أفضل ثوابا منه إلا من صام مثله أو زاد عليه ومن صام من رجب اثني عشر يوما كسي يوم القيامة حلتين خضراوين من سندس وإستبرق ويحبر بهما لو أدليت حلة منهما إلى الدنيا لأضاء ما بين شرقها وغربها ولصارت الدنيا أطيب من ريح المسك ومن صام من رجب ثلاثة عشر يوما وضعت له يوم القيامة مائدة من ياقوت أخضر في ظل العرش قوائمها من در أوسع من الدنيا سبعين مرة عليها صحاف الدر والياقوت في كل صحفة سبعون ألف لون من الطعام لا يشبه اللون اللون ولا الريح الريح فيأكل منها والناس في شدة شديدة وكرب عظيم ومن صام من رجب أربعة عشر يوما أعطاه الله من الثواب ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر من قصور الجنان التي بنيت بالدر والياقوت ومن صام من رجب خمسة عشر يوما وقف يوم القيامة موقف الآمنين فلا يمر به ملك مقرب ولا نبي مرسل ولا رسول إلا .
  قال طوباك أنت آمن مقرب مشرف مغبوط محبور ساكن للجنان ومن صام من رجب ستة عشر يوما كان في أوائل من يركب على دواب من نور تطير بهم في عرصة الجنان إلى دار الرحمن ومن صام سبعة عشر يوما من رجب وضع له يوم القيامة على الصراط سبعون ألف مصباح من نور حتى يمر على الصراط بنور تلك المصابيح إلى الجنان تشيعه الملائكة بالترحيب والتسليم ومن صام من رجب ثمانية عشر يوما زاحم إبراهيم في قبته في قبة الخلد على سرر الدر والياقوت ومن صام من رجب تسعة عشر يوما بنى الله له قصرا من لؤلؤ رطب بحذاء قصر آدم وإبراهيم في جنة عدن فيسلم عليهما ويسلمان عليه تكرمة له وإيجابا لحقه وكتب له بكل يوم يصوم منها كصيام ألف عام ومن صام من رجب عشرين يوما فكأنما عبد الله عز وجل عشرين ألف عام ومن صام من رجب إحدى وعشرين يوما شفع يوم القيامة في مثل ربيعة ومضر كلهم من أهل الخطايا والذنوب ومن صام من رجب اثنين وعشرين يوما نادى مناد من أهل السماء أبشر يا ولي الله من الله بالكرامة العظيمة ومرافقة الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا ومن .
  صام من رجب ثلاثة وعشرين يوما نودي من السماء طوبى لك يا عبد الله نصبت قليلا ونعمت طويلا طوبى لك إذا كشف الغطاء عنك وأفضيت إلى جسيم ثواب ربك الكريم وجاورت الخليل [ الجليل ] في دار السلام ومن صام من رجب أربعة وعشرين يوما فإذا نزل به ملك الموت تراءى له في صورة شاب عليه حلة من ديباج أخضر على فرس من أفراس الجنان وبيده حرير أخضر ممسك بالمسك الأذفر وبيده قدح من ذهب مملوء من شراب الجنان فسقاه إياه عند خروج نفسه يهون به عليه سكرات الموت ثم يأخذ روحه في تلك الحرير .

الامالي او المجالسي _354_

  فتفوح منها رائحة يستنشقها أهل سبع سماوات فيظل في قبره ريان ويبعث من قبره ريحان حتى يرد حوض النبي ( صلى الله عليه وآله ) ومن صام من رجب خمسة وعشرين يوما فإنه إذا خرج من قبره تلقاه سبعون ألف ملك بيد كل ملك منهم لواء من در وياقوت ومعهم طرائف الحلي والحلل فيقولون يا ولي الله النجاة إلى ربك فهو من أول الناس دخولا في جنات عدن مع المقربين الذين رضي الله عنهم ورضوا عنه ذلك الفوز العظيم ومن صام من رجب ستة وعشرين يوما بنى الله له في ظل العرش مائة قصر من در وياقوت على رأس كل قصر خيمة حمراء من حرير الجنان يسكنها ناعما والناس في الحساب ومن صام من رجب سبعة وعشرين يوما أوسع الله عليه القبر مسيرة أربعمائة عام وملأ جميع ذلك مسكا وعنبرا ومن صام من رجب ثمانية وعشرين يوما جعل الله عز وجل بينه وبين النار سبعة خنادق كل خندق ما بين السماء والأرض مسيرة خمسمائة عام ومن صام من رجب تسعة وعشرين يوما غفر الله عز وجل له ولو كان عشارا أو لو كانت امرأة فجرت بسبعين مرة [ امرأ ] بعد ما أرادت به وجه الله والخلاص من جهنم لغفر الله لها ومن صام من رجب ثلاثين يوما نادى مناد من السماء يا عبد الله أما ما مضى فقد غفر لك فاستأنف العمل فيما بقي وأعطاه الله عز وجل في الجنان كلها في كل جنة أربعين ألف مدينة من ذهب في كل مدينة أربعون ألف ألف قصر في كل قصر أربعون ألف ألف بيت وفي كل بيت أربعون ألف ألف مائدة من ذهب على كل مائدة أربعون ألف ألف قصعة في كل قصعة أربعون ألف ألف لون من الطعام والشراب لكل طعام وشراب من ذلك لون على حدة وفي كل بيت أربعون ألف ألف سرير من ذهب طول كل سرير ألفا ذراع في ألفي ذراع على كل سرير جارية من الحور عليها ثلاث مائة ألف ذوابة من نور تحمل كل ذوابة منها ألف ألف وصيفة تغلفها بالمسك والعنبر إلى أن يوافيها صائم رجب هذا لمن صام شهر رجب كله قيل يا نبي الله فمن عجز عن صيام رجب لضعف أو لعلة كانت به أو امرأة غير طاهر يصنع ما ذا لينال ما وصفته قال يتصدق كل يوم برغيف على المساكين والذي نفسي بيده إنه إذا تصدق بهذه الصدقة كل يوم نال ما وصفت وأكثر إنه لو اجتمع جميع الخلائق كلهم من أهل السماوات والأرض على أن يقدروا قدر ثوابه ما بلغوا عشر ما يصيب في الجنان من الفضائل والدرجات قيل يا رسول الله فمن لم يقدر على هذه الصدقة يصنع ما ذا لينال ما وصفت قال يسبح الله عز وجل كل يوم من رجب إلى تمام ثلاثين يوما بهذا التسبيح مائة مرة سبحان الإله الجليل سبحان من لا ينبغي التسبيح إلا له سبحان الأعز الأكرم سبحان من لبس العز وهو له أهل .
2 ـ حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد ( رض ) قال حدثنا محمد بن الحسن الصفار قال حدثنا إبراهيم بن هاشم عن الحسين بن يزيد النوفلي عن إسماعيل بن مسلم السكوني عن الصادق جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه عن علي ( عليه السلام ) قال قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ضغطة القبر للمؤمن كفارة لما كان منه من تضييع النعم .

الامالي او المجالسي _355_

3 ـ حدثنا أبي ( رض ) قال حدثنا سعد بن عبد الله عن الهيثم بن أبي مسروق النهدي عن الحسن بن محبوب عن عبد الله بن غالب عن سعد الإسكاف عن أبي جعفر الباقر ( عليه السلام ) قال أيما مؤمن غسل مؤمنا فقال إذا قلبه اللهم هذا بدن عبدك المؤمن وقد أخرجت روحه منه وفرقت بينهما فعفوك عفوك غفر الله له ذنوب سنة إلا الكبائر .
4 ـ حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني قال حدثنا علي بن إبراهيم عن أبيه عن إبراهيم بن هاشم عن إسماعيل بن مرار عن يونس بن عبد الرحمن عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله الصادق ( عليه السلام ) قال من غسل ميتا مؤمنا فأدى فيه الأمانة غفر له قيل وكيف يؤدي فيه الأمانة قال لا يخبر بما يرى .
5 ـ حدثنا محمد بن علي ماجيلويه قال حدثنا محمد بن يحيى العطار عن محمد بن أحمد بن يحيى بن عمران الأشعري عن الحسن بن موسى الخشاب عن غياث بن كلوب عن إسحاق بن عمار عن الصادق جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه ( عليهم السلام ) أن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قال لقنوا أمواتكم لا إله إلا الله فإن من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة .
6 ـ حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل قال حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري عن أحمد بن محمد بن عيسى عن علي بن سيف عن أخيه الحسين عن أبيه سيف بن عميرة عن عمرو بن شمر عن جابر بن يزيد الجعفي عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر ( عليه السلام ) قال من قدم أولادا يحتسبهم عند الله حجبوه من النار بإذن الله عز وجل .
7 ـ حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى العطار قال حدثنا أبي عن يعقوب بن يزيد عن محمد بن أبي عمير عن سيف بن عميرة عن أشعث بن سوار عن الأحنف بن قيس عن أبي ذر الغفاري قال كنا ذات يوم عند رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في مسجد قبا ونحن نفر من أصحابه إذ قال معاشر أصحابي يدخل عليكم من هذا الباب رجل هو أمير المؤمنين وإمام المسلمين قال فنظروا وكنت فيمن نظر فإذا نحن بعلي بن أبي طالب ( عليه السلام ) قد طلع فقام النبي ( صلى الله عليه وآله ) فاستقبله وعانقه وقبل ما بين عينيه وجاء به حتى أجلسه إلى جانبه ثم أقبل علينا بوجهه الكريم فقال هذا إمامكم من بعدي طاعته طاعتي ومعصيته معصيتي وطاعتي طاعة الله ومعصيتي معصية الله عز وجل .

الامالي او المجالسي _356_

المجلس الحادي والثمانون :

  يوم الجمعة لسبع خلون من رجب من سنة ثمان وستين وثلاثمائة .
1 ـ حدثنا الشيخ الفقيه أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي قال حدثنا علي بن عبد الله الوراق قال حدثنا سعد بن عبد الله عن الهيثم بن أبي مسروق النهدي قال حدثنا إسماعيل بن مهران عن محمد بن يزيد عن سفيان الثوري قال حدثني جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن علي عن أبيه علي بن الحسين عن أبيه الحسين بن علي عن أخيه الحسن عن أبيه علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) قال من صام يوما من رجب في أوله أو في وسطه أو في آخره غفر له ما تقدم من ذنبه ومن صام ثلاثة أيام من رجب في أوله وثلاثة أيام في وسطه وثلاثة أيام في آخره غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ومن أحيا ليلة من ليالي رجب أعتقه الله من النار وقبل شفاعته في سبعين ألف رجل من المذنبين ومن تصدق بصدقة في رجب ابتغاء وجه الله أكرمه الله يوم القيامة في الجنة من الثواب بما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر .
2 ـ حدثنا علي بن أحمد بن موسى ( رض ) قال حدثنا محمد بن أبي عبد الله الكوفي قال حدثنا موسى بن عمران الحنفي عن عمه الحسين بن يزيد النوفلي قال سمعت مالك بن أنس الفقيه يقول والله ما رأت عيني أفضل من جعفر بن محمد ( عليه السلام ) زهدا وفضلا وعبادة وورعا وكنت أقصده فيكرمني ويقبل علي فقلت له يوما يا ابن رسول الله ما ثواب من صام يوما من رجب إيمانا واحتسابا فقال وكان والله إذا قال صدق حدثني أبي عن أبيه عن جده قال قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) من صام يوما من رجب إيمانا واحتسابا غفر له فقلت له يا ابن رسول الله فما ثواب من صام يوما من شعبان فقال حدثني أبي عن أبيه عن جده قال قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) من صام يوما من شعبان إيمانا واحتسابا غفر له .
3 ـ حدثنا أبي ( رض ) قال حدثنا سعد بن عبد الله عن إبراهيم بن هاشم عن عبيد الله بن عبد الله الدهقان عن درست بن أبي منصور عن عبد الله بن سنان قال قال أبو عبد الله الصادق ( عليه السلام ) لا تمزح فيذهب نورك ولا تكذب فيذهب بهاؤك وإياك وخصلتين الضجر والكسل فإنك إن ضجرت لم تصبر على حق وإن كسلت لم تؤد حقا قال وكان المسيح ( عليه السلام ) يقول من كثر همه سقم بدنه ومن ساء خلقه عذب نفسه ومن كثر كلامه كثر سقطه ومن كثر كذبه ذهب بهاؤه ومن لاحى الرجال ذهبت مروته .

الامالي او المجالسي _357_

4 ـ وبهذا الإسناد عن درست بن أبي منصور عن عبد الحميد بن عواض الطائي عن موسى بن جعفر عن أبيه عن آبائه ( عليهم السلام ) قال قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) الأكل على الشبع يورث البرص .
5 ـ حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد ( رض ) قال حدثنا محمد بن الحسن الصفار عن أيوب بن نوح عن صفوان بن يحيى عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله الصادق قال قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) إن آدم شكا إلى الله عز وجل ما يلقى من حديث النفس والحزن فنزل عليه جبرئيل فقال له يا آدم قل لا حول ولا قوة إلا بالله فقالها فذهب عنه الوسوسة والحزن .
6 ـ حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق ( رض ) قال حدثنا أحمد بن محمد الهمداني مولى بني هاشم قال أخبرنا المنذر بن محمد قال حدثنا جعفر بن سليمان عن أبيه عن عمرو بن خالد قال قال زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) في كل زمان رجل منا أهل البيت يحتج الله به على خلقه وحجة زماننا ابن أخي جعفر بن محمد لا يضل من تبعه ولا يهتدي من خالفه .
7 ـ حدثنا أحمد بن علي بن إبراهيم بن هاشم قال حدثني أبي عن جدي عن علي بن معبد عن الحسين بن خالد عن أبي الحسن علي بن موسى الرضا ( عليه السلام ) عن أبيه موسى بن جعفر عن أبيه جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن علي عن أبيه علي بن الحسين عن أبيه الحسين بن علي عن أبيه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) قال قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أخبرني جبرئيل عن الله جل جلاله أنه قال علي بن أبي طالب حجتي على خلقي وديان ديني أخرج من صلبه أئمة يقومون بأمري ويدعون إلى سبيلي بهم أدفع العذاب عن عبادي وإمائي وبهم أنزل رحمتي .
8 ـ حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل قال حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري قال حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسن بن محبوب عن عبد الله بن سنان قال سمعت أبا عبد الله الصادق ( عليه السلام ) يقول ثلاثة هن فخر المؤمن وزينته في الدنيا والآخرة الصلاة في آخر الليل ويأسه مما في أيدي الناس وولاية الإمام من آل محمد ( صلى الله عليه وآله ) .

الامالي او المجالسي _358_

9 ـ حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى العطار ( رض ) قال حدثنا أبي عن أحمد بن محمد بن عيسى عن العباس بن معروف عن حماد بن عيسى عن حريز بن عبد الله أو غيره قال نزل على أبي عبد الله الصادق ( عليه السلام ) قوم من جهينة فأضافهم فلما أرادوا الرحلة زودهم ووصلهم وأعطاهم ثم قال لغلمانه تنحوا لا تعينوهم فلما فرغوا جاءوا ليودعوه فقالوا له يا ابن رسول الله لقد أضفت فأحسنت الضيافة وأعطيت فأجزلت العطية ثم أمرت غلمانك أن لا يعينونا على الرحلة فقال ( عليه السلام ) إنا أهل بيت لا نعين أضيافنا على الرحلة من عندنا .
10 ـ حدثنا محمد بن علي ماجيلويه قال حدثنا محمد بن يحيى العطار عن محمد بن أحمد بن يحيى بن عمران الأشعري عن محمد بن عيسى العبيدي عن أبي زكريا المؤمن عن سليمان بن خالد عن أبي عبد الله الصادق ( عليه السلام ) قال إن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أتى شبابا من الأنصار فقال إني أريد أن أقرأ عليكم فمن بكى فله الجنة فقرأ آخر الزمر ( وسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلى جَهَنَّمَ زُمَراً ) إلى آخر السورة فبكى القوم جميعا إلا شاب فقال يا رسول الله قد تباكيت فما قطرت عيني قال إني معيد عليكم فمن تباكى فله الجنة قال فأعاد عليهم فبكى القوم وتباكى الفتى فدخلوا الجنة جميعا .
11 ـ حدثنا الحسين بن إبراهيم بن أحمد المؤدب ( رض ) قال حدثنا محمد بن أبي عبد الله الكوفي قال حدثنا محمد بن إسماعيل البرمكي قال حدثنا عبد الله بن أحمد بن داهر قال حدثنا الفضل بن إسماعيل الكوفي قال حدثنا علي بن سالم عن أبيه قال سألت الصادق جعفر بن محمد ( عليه السلام ) فقلت له يا ابن رسول الله ما تقول في القرآن فقال هو كلام الله وقول الله وكتاب الله ووحي الله وتنزيله وهو الكتاب العزيز الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد .
12 ـ حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني ( رض ) قال حدثنا علي بن إبراهيم عن أبيه إبراهيم بن هاشم عن علي بن معبد عن الحسين بن خالد قال قلت للرضا يا ابن رسول الله أخبرني عن القرآن أ خالق أو مخلوق فقال ليس بخالق ولا مخلوق ولكنه كلام الله.
13 ـ حدثنا جعفر بن محمد بن مسرور قال حدثنا محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري عن أبيه عن إبراهيم بن هاشم عن الريان بن الصلت قال قلت للرضا ( عليه السلام ) ما تقول في القرآن فقال كلام الله لا تتجاوزوه ولا تطلبوا الهدى في غيره فتضلوا .

الامالي او المجالسي _359_

14 ـ حدثنا أبي قال حدثنا سعد بن عبد الله قال حدثنا محمد بن عيسى بن عبيد اليقطيني قال كتب علي بن محمد بن علي بن موسى الرضا ( عليه السلام ) إلى بعض شيعته ببغداد بسم الله الرحمن الرحيم عصمنا الله وإياك من الفتنة فإن يفعل فأعظم بها نعمة وإلا يفعل فهي الهلكة نحن نرى أن الجدال في القرآن بدعة اشترك فيها السائل والمجيب فتعاطى السائل ما ليس له وتكلف المجيب ما ليس عليه وليس الخالق إلا الله وما سواه مخلوق والقرآن كلام الله لا تجعل له اسما من عندك فتكون من الضالين جعلنا الله وإياك من الذين يخشون ربهم بالغيب وهم من الساعة مشفقون .
15 ـ حدثنا علي بن أحمد بن عبد الله بن أحمد بن أبي عبد الله البرقي قال حدثنا أبي عن جده أحمد بن أبي عبد الله عن الحسن بن علي بن فضال عن علي بن عقبة عن أبيه عن سليمان بن خالد عن أبي عبد الله الصادق جعفر بن محمد عن أبيه عن جده ( عليه السلام ) قال ضحك رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ذات يوم حتى بدت نواجذه ثم قال ألا تسألوني مم ضحكت قالوا بلى يا رسول الله قال عجبت للمرء المسلم أنه ليس من قضاء يقضيه الله عز وجل له إلا كان خيرا له في عاقبة أمره .
16 ـ حدثنا علي بن عيسى قال حدثنا علي بن محمد [ محمد بن علي ] ماجيلويه قال حدثنا أحمد بن محمد بن خالد عن أبيه عن محمد بن سنان عن زياد بن المنذر عن سعد بن طريف عن الأصبغ بن نباتة قال سمعت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) يقول سألت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) عن صفة المؤمن فنكس رأسه ثم رفعه فقال في المؤمنين عشرون خصلة فمن لم تكن فيه لم يكمل إيمانه يا علي إن المؤمنين هم الحاضرون للصلاة والمسارعون إلى الزكاة والحاجون لبيت الله الحرام والصائمون في شهر رمضان والمطعمون المسكين والماسحون رأس اليتيم المطهرون أظفارهم المتزرون على أوساطهم الذين إن حدثوا لم يكذبوا وإذا وعدوا لم يخلفوا وإذا اؤتمنوا لم يخونوا وإن تكلموا صدقوا رهبان بالليل أسد بالنهار صائمون بالنهار قائمون بالليل لا يؤذون جارا ولا يتأذى بهم جار الذين مشيهم على الأرض هونا وخطاهم إلى بيوت الأرامل وعلى أثر الجنائز جعلنا الله وإياكم من المتقين .

الامالي او المجالسي _360_

17 ـ حدثنا الحسين بن أحمد بن إدريس ( رض ) قال حدثنا أبي قال حدثنا محمد بن عبد الجبار عن أبي أحمد محمد بن زياد الأزدي قال حدثنا إسماعيل بن الفضل عن أبيه عن ثابت بن دينار عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) إن الله تبارك وتعالى أوحى إلي أنه جاعل لي من أمتي أخا ووارثا وخليفة ووصيا فقلت يا رب من هو فأوحى إلي عز وجل يا محمد إنه إمام أمتك وحجتي عليها بعدك فقلت يا رب من هو فأوحى إلي عز وجل يا محمد ذاك من أحبه ويحبني ذاك المجاهد في سبيلي والمقاتل لناكثي عهدي والقاسطين في حكمي والمارقين من ديني ذاك وليي حقا زوج ابنتك وأبو ولدك علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) .
18 ـ حدثنا الحسين بن إبراهيم ناتانة قال حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم عن جعفر بن سلمة الأهوازي عن إبراهيم بن محمد الثقفي قال أخبرنا إسماعيل بن بشار قال حدثنا عبد الله بن بلج المصري عن إبراهيم بن أبي يحيى المدني عن محمد بن المنكدر قال سمعت أبا أمامة يقول كان علي ( عليه السلام ) إذا قال شيئا لم نشك فيه وذلك أنا سمعنا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول خازن سري بعدي علي ( عليه السلام ) .
19 ـ وبهذا الإسناد عن إبراهيم بن محمد الثقفي قال حدثني المسعودي قال حدثنا يحيى بن سالم العبدي عن إسرائيل عن ميسرة عن المنهال بن عمرو عن زر بن حبيش قال مر علي ( عليه السلام ) على بغلة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وسلمان في ملاء فقال سلمان ألا تقومون تأخذون بحجزته تسألونه فو الذي فلق الحبة وبرأ النسمة إنه لا يخبركم بسر نبيكم أحد غيره وإنه لعالم الأرض وربانيها وإليه تسكن لو فقدتموه لفقدتم العلم وأنكرتم الناس .
20 ـ حدثنا أبي قال حدثنا عبد الله بن الحسن المؤدب عن أحمد بن علي الأصبهاني عن إبراهيم بن محمد قال حدثنا محمد بن علي الصراف قال حدثنا الحسين بن الحسن الأشقر عن علي بن هاشم عن أبي رافع عن محمد بن أبي بكر عن عباد بن عبد الله عن سلمان عن النبي قال أقضى أمتي وأعلم أمتي بعدي علي .
21 ـ وبهذا الإسناد عن الحسين بن الحسن الأشقر عن صالح بن أبي الأسود عن أخيه عن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي عن أبيه عن جده قال كان النبي إذا نزل عليه الوحي نهارا لم يمس حتى يخبر به عليا وإذا نزل عليه ليلا لم يصبح حتى يخبر به عليا .

الامالي او المجالسي _361 _

22 ـ حدثنا الحسين بن علي بن أحمد الصائغ قال حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد الهمداني قال حدثنا جعفر بن عبيد الله عن الحسن بن محبوب عن علي بن رئاب عن محمد بن قيس عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر ( عليه السلام ) قال صلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ذات يوم بأصحابه الفجر ثم جلس معهم يحدثهم حتى طلعت الشمس فجعل الرجل يقوم بعد الرجل حتى لم يبق معه إلا رجلان أنصاري وثقفي فقال لهما رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قد علمت أن لكما حاجة تريدان أن تسألاني عنها فإن شئتما أخبرتكما بحاجتكما قبل أن تسألاني وإن شئتما فاسألاني قالا بل تخبرنا أنت يا رسول الله فإن ذلك أجلى للعمى وأبعد من الارتياب وأثبت للإيمان فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أما أنت يا أخا الأنصار فإنك من قوم يؤثرون على أنفسهم وأنت قروي وهذا الثقفي بدوي أ فتؤثره بالمسألة فقال نعم .
  فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أما أنت يا أخا ثقيف فإنك جئت تسألني عن وضوئك وصلاتك وما لك فيهما من الثواب فاعلم أنك إذا ضربت يدك في الماء وقلت بسم الله تناثرت الذنوب التي اكتسبتها يداك فإذا غسلت وجهك تناثرت الذنوب التي اكتسبتها عيناك بنظرهما وفوك بلفظه وإذا غسلت ذراعيك تناثرت الذنوب عن يمينك وشمالك فإذا مسحت رأسك وقدميك تناثرت الذنوب التي مشيت إليها على قدميك فهذا لك في وضوئك فإذا قمت إلى الصلاة وتوجهت وقرأت أم الكتاب وما تيسر لك من السور ثم ركعت فأتممت ركوعها وسجودها وتشهدت وسلمت غفر لك كل ذنب فيما بينك وبين الصلاة التي قدمتها إلى الصلاة المؤخرة فهذا لك في صلاتك وأما أنت يا أخا الأنصار فإنك جئت تسألني عن حجك وعمرتك وما لك فيهما من الثواب فاعلم أنك إذا أنت توجهت إلى سبيل الحج ثم ركبت راحلتك ومضت بك راحلتك لم تضع راحلتك خفا ولم ترفع خفا إلا كتب الله لك حسنة ومحا عنك سيئة فإذا أحرمت ولبيت كتب الله لك بكل تلبية عشر حسنات ومحا عنك عشر سيئات فإذا طفت بالبيت أسبوعا كان لك بذلك عند الله عز وجل عهدا وذكرا يستحيي منك ربك أن يعذبك بعده فإذا صليت عند المقام ركعتين كتب الله لك بهما ألفي ركعة مقبولة فإذا سعيت بين الصفا والمروة سبعة أشواط كان لك بذلك عند الله عز وجل مثل أجر من حج ماشيا من بلاده ومثل أجر من أعتق سبعين رقبة مؤمنة وإذا وقفت بعرفات إلى غروب الشمس فلو كان عليك من الذنوب قدر رمل عالج وزبد البحر لغفرها الله لك فإذا رميت الجمار كتب الله لك بكل حصاة عشر حسنات تكتب لك لما تستقبل من عمرك فإذا ذبحت هديك أو نحرت بدنتك كتب الله لك بكل قطرة من دمها حسنة تكتب لك لما تستقبل من عمرك فإذا طفت بالبيت أسبوعا للزيارة وصليت عند المقام ركعتين ضرب ملك كريم على كتفيك ثم قال أما ما مضى فقد غفر لك فاستأنف العمل فيما بينك وبين عشرين ومائة يوم ، وصلى الله على محمد وآله الطاهرين وحسبنا الله ونعم الوكيل .

الامالي او المجالسي _362_

المجلس الثاني والثمانون :

  يوم الثلاثاء الحادي عشر من رجب من سنة ثمان وستين وثلاثمائة .
1 ـ حدثنا الشيخ الجليل أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه ( رض ) قال حدثنا أبي قال حدثنا سعد بن عبد الله قال حدثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن علي بن النعمان عن عبد الله بن طلحة عن الصادق جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه ( عليهم السلام ) قال قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) الصائم في عبادة الله [ في عبادة ] وإن كان نائما على فراشه ما لم يغتب مسلما .
2 ـ حدثنا محمد بن الحسن الصفار عن يعقوب بن يزيد عن محمد بن سنان عن غياث بن إبراهيم عن الصادق جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه ( عليهم السلام ) قال قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) من صام يوما تطوعا ابتغاء ثواب الله وجبت له المغفرة .
3 ـ حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل ( رض ) قال حدثنا علي بن الحسين السعدآبادي عن أحمد بن محمد بن خالد عن أبيه عن أبي قتادة القمي قال حدثنا عبد الله بن يحيى عن أبان الأحمر عن الصادق جعفر بن محمد ( عليه السلام ) قال إن الناس تذاكروا عنده الفتوة فقال أتظنون أن الفتوة بالفسق والفجور كلا إن الفتوة والمروءة طعام موضوع ونائل مبذول واصطناع المعروف وأذى مكفوف فأما تلك فشطارة وفسق ثم قال ( عليه السلام ) ما المروءة فقلنا لا نعلم قال المروءة والله أن يضع الرجل خوانه بفناء داره والمروءة مروتان مروة في الحضر ومروة في السفر فأما التي في الحضر فتلاوة القرآن ولزوم المساجد والمشي مع الإخوان في الحوائج والإنعام على الخادم فإنه مما يسر الصديق ويكبت العدو وأما التي في السفر فكثرة الزاد وطيبه وبذله لمن كان معك وكتمانك على القوم سرهم بعد مفارقتك إياهم وكثرة المزاح في غير ما يسخط الله عز وجل ثم قال ( عليه السلام ) والذي بعث جدي ( صلى الله عليه وآله ) بالحق نبيا إن الله عز وجل ليرزق العبد على قدر المروءة وإن المعونة لتنزل من السماء على قدر المئونة وإن الصبر لينزل على قدر شدة البلاء .

الامالي او المجالسي _363_

4 ـ حدثنا الحسين بن أحمد بن إدريس قال حدثنا محمد بن عبد الجبار عن الحسين بن علي بن أبي حمزة عن إسماعيل بن عبد الخالق وأبي الصباح الكناني جميعا عن أبي بصير قال سمعت أبا عبد الله الصادق ( عليه السلام ) يقول من كف أذاه عن جاره أقاله الله عز وجل عثرته يوم القيامة ومن عف بطنه وفرجه كان في الجنة ملكا محبورا ومن أعتق نسمة مؤمنة بنى الله عز وجل له بيتا في الجنة .
5 ـ حدثنا الحسين بن إبراهيم بن أحمد بن هشام المؤدب ( رض ) قال حدثنا محمد بن أبي عبد الله الكوفي قال حدثنا محمد بن إسماعيل البرمكي قال حدثنا عبد الله بن أحمد قال حدثني سليمان بن جعفر الجعفري قال قلت لأبي الحسن موسى بن جعفر ( عليه السلام ) يا ابن رسول الله ما تقول في القرآن فقد اختلف فيه من قبلنا فقال قوم إنه مخلوق وقال قوم إنه غير مخلوق فقال ( عليه السلام ) أما إني لا أقول في ذلك ما يقولون ولكني أقول إنه كلام الله عز وجل .
6 ـ حدثنا محمد بن علي ماجيلويه قال حدثني عمي محمد بن أبي القاسم عن محمد بن علي الكوفي عن محمد بن سنان عن عيسى النهريزي عن أبي عبد الله الصادق ( عليه السلام ) عن آبائه ( عليهم السلام ) قال قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) من عرف الله وعظمه منع فاه من الكلام وبطنه من الطعام وعنى نفسه بالصيام والقيام قالوا بآبائنا وأمهاتنا يا رسول الله هؤلاء أولياء الله قال إن أولياء الله سكتوا فكان سكوتهم ذكرا ونظروا فكان نظرهم عبرة ونطقوا فكان نطقهم حكمة ومشوا فكان مشيهم بين الناس بركة لو لا الآجال التي كتبت عليهم لم تستقر أرواحهم في أجسادهم خوفا من العذاب وشوقا إلى الثواب .
7 ـ حدثنا جعفر بن علي بن الحسن بن علي بن عبد الله بن المغيرة الكوفي ( رض ) قال حدثني جدي الحسن بن علي عن جده عبد الله بن المغيرة عن إسماعيل بن مسلم السكوني عن الصادق جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه ( عليهم السلام ) قال قال رسول الله أحب إخواني إلي علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) وأحب أعمامي إلي حمزة .
8 ـ حدثنا أحمد بن الحسن القطان ( رض ) قال حدثنا العباس بن الفضل بن شاذان المقري قال حدثنا جعفر بن محمد بن هارون عن عزرة القطان قال حدثنا مسعود أبو عبد الله الخلادي قال حدثني تليد عن أبي الحجاف عن أبي إدريس عن مجاهد عن علي ( عليه السلام ) قال قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) لي يا علي من فارقك فقد فارقني ومن فارقني فقد فارق الله عز وجل .

الامالي او المجالسي _364_

9 ـ حدثنا أبي ( رض ) قال حدثنا سعد بن عبد الله قال حدثنا إبراهيم بن محمد الثقفي قال حدثنا أبو يوسف يعقوب بن محمد البصري قال حدثنا ابن عمارة قال حدثنا علي بن أبي الزعزاع البرقي قال حدثنا أبو ثابت الخرزي عن عبد الكريم الخرزي عن سعيد بن جبير عن عبد الله بن عباس قال جاع النبي ( صلى الله عليه وآله ) جوعا شديدا فأتى الكعبة فتعلق بأستارها فقال رب محمد لا تجع محمدا أكثر مما أجعته قال فهبط جبرئيل ومعه لوزة فقال يا محمد إن الله جل جلاله يقرأ عليك السلام فقال يا جبرئيل الله السلام ومنه السلام وإليه يعود السلام فقال إن الله يأمرك أن تفك عن هذه اللوزة ففك عنها فإذا فيها ورقة خضراء نضرة مكتوبة عليها لا إله إلا الله محمد رسول الله أيدت محمدا بعلي ونصرته به ما أنصف الله من نفسه من اتهم الله في قضائه واستبطأه في رزقه .
10 ـ حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى العطار قال حدثنا أبي عن أحمد بن محمد بن خالد عن أبيه عن وهب بن وهب القاضي عن الصادق جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه ( عليهم السلام ) قال قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) تنفلوا في ساعة الغفلة ولو بركعتين خفيفتين فإنهما تورثان دار الكرامة قيل يا رسول الله وما ساعة الغفلة قال بين المغرب والعشاء .
11 ـ حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد ( رض ) قال حدثنا محمد بن الحسن الصفار عن علي بن حسان الواسطي عن عمه عبد الرحمن بن كثير الهاشمي مولى محمد بن علي عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال بينا أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ذات يوم جالس مع ابن الحنفية إذ قال يا محمد ائتني بإناء من ماء أتوضأ للصلاة فأتاه محمد بالماء فأكفأ بيده اليمنى على يده اليسرى ثم قال بسم الله والحمد لله الذي جعل الماء طهورا ولم يجعله نجسا قال ثم استنجى فقال اللهم حصن فرجي وأعفه واستر عورتي وحرمني على النار قال ثم تمضمض فقال اللهم لقني حجتي يوم ألقاك وأطلق لساني بذكرك ثم استنشق فقال اللهم لا تحرم علي ريح الجنة واجعلني ممن يشم ريحها وروحها وطيبها قال ثم غسل وجهه فقال اللهم بيض وجهي يوم تسود فيه الوجوه ولا تسود وجهي يوم تبيض فيه الوجوه ثم غسل يده اليمنى فقال اللهم أعطني كتابي بيميني والخلد في الجنان بيساري وحاسبني حسابا يسيرا ثم غسل يده اليسرى فقال اللهم لا تعطني كتابي بشمالي ولا تجعلها مغلولة إلى عنقي وأعوذ بك من مقطعات النيران ثم مسح رأسه فقال اللهم غشني برحمتك وبركاتك وعفوك ثم مسح رجليه فقال اللهم ثبت قدمي على الصراط [ ثبتني على الصراط ] يوم تزل فيه الأقدام واجعل سعيي فيما يرضيك عني ثم رفع رأسه فنظر إلى محمد فقال يا محمد من توضأ مثل وضوئي وقال مثل قولي خلق الله عز وجل من كل قطرة ملكا يقدسه ويسبحه ويكبره ويكتب الله عز وجل له ثواب ذلك إلى يوم القيامة .

الامالي او المجالسي _365_
12 ـ حدثنا الحسين بن أحمد بن إدريس قال حدثنا أبي قال حدثنا محمد بن عبد الجبار عن الحسن بن علي بن أبي حمزة عن سيف بن عميرة عن منصور بن حازم عن أبي عبد الله الصادق ( عليه السلام ) قال كان عيسى ابن مريم يقول لأصحابه يا بني آدم اهربوا من الدنيا إلى الله وأخرجوا قلوبكم عنها فإنكم لا تصلحون لها ولا تصلح لكم ولا تبقون فيها ولا تبقى لكم هي الخداعة الفجاعة المغرور من اغتر بها المغبون من اطمأن إليها الهالك من أحبها وأرادها فتوبوا إلى الله بارئكم واتقوا ربكم واخشوا يوما لا يجزي والد عن ولده ولا مولود هو جاز عن والده شيئا أين آباؤكم أين أمهاتكم أين إخوتكم أين أخواتكم أين أولادكم دعوا فأجابوا واستودعوا الثرى وجاوروا الموتى وصاروا في الهلكى وخرجوا عن الدنيا وفارقوا الأحبة واحتاجوا إلى ما قدموا واستغنوا عما خلفوا فكم توعظون وكم تزجرون وأنتم لاهون ساهون مثلكم في الدنيا مثل البهائم همتكم بطونكم وفروجكم أما تستحيون ممن خلقكم وقد أوعد من عصاه النار ولستم ممن يقوى النار ووعد من أطاعه الجنة ومجاورته في الفردوس الأعلى فتنافسوا فيه وكونوا من أهله وأنصفوا من أنفسكم وتعطفوا على ضعفائكم وأهل الحاجة منكم وتوبوا إلى الله توبة نصوحا وكونوا عبيدا أبرارا ولا تكونوا ملوكا جبابرة ولا من العتاة الفراعنة المتمردين على من قهرهم بالموت جبار الجبابرة رب السماوات ورب الأرضين وإله الأولين والآخرين مالك يوم الدين شديد العقاب أليم العذاب لا ينجو منه ظالم ولا يفوته شيء ولا يعزب عنه شيء ولا يتوارى منه شيء أحصى كل شيء علمه وأنزله منزلته في جنة أو نار ابن آدم الضعيف أين يهرب من يطلبك في سواد ليلك وبياض نهارك وفي كل حال من حالاتك قد أبلغ من وعظ وأفلح من اتعظ .
13 ـ وبهذا الإسناد عن الحسن بن علي بن أبي حمزة قال حدثني محمد بن يوسف قال حدثني محمد بن جعفر عن أبيه جعفر بن محمد عن آبائه ( عليهم السلام ) قال قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) من تظاهرت عليه النعم فليقل الحمد لله رب العالمين ومن ألح عليه الفقر فليكثر من قول لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم فإنه كنز من كنوز الجنة وفيه الشفاء من اثنين وسبعين داء أدناها الهم .
14 ـ وبهذا الإسناد عن الحسن بن علي بن أبي حمزة عن إسماعيل بن دينار عن عمرو بن ثابت عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر ( عليه السلام ) قال إن أهل النار يتعاوون فيها كما يتعاوى الكلاب والذئاب مما يلقون من ألم [ أليم ] العذاب ما ظنك يا عمرو بقوم لا يقضى عليهم فيموتوا ولا يخفف عنهم من عذابها عطاش فيها جياع كليلة أبصارهم صم بكم عمي مسودة وجوههم خاسئين فيها نادمين مغضوب عليهم فلا يرحمون ومن العذاب فلا يخفف عنهم وفي النار يسجرون ومن الحميم يشربون ومن الزقوم يأكلون وبكلائب النار يحطمون وبالمقامع يضربون والملائكة الغلاظ الشداد لا يرحمون وهم [ فهم ] في النار يسحبون على وجوههم ومع الشياطين يقرنون وفي الأنكال والأغلال يصفدون إن دعوا لم يستجب لهم وإن سألوا حاجة لم تقض لهم هذه حال من دخل النار .

الامالي او المجالسي _366 _

15 ـ حدثنا علي بن محمد بن موسى قال حدثنا أبو العباس أحمد بن زكريا القطان قال حدثنا بكر بن عبد الله بن حبيب قال حدثنا عبد الرحيم بن علي بن سعيد الجبلي قال حدثنا الحسن بن نضر [ نصر ] الخزاز قال حدثنا عمر بن طلحة عن أسباط بن نضر عن سماك بن حرب عن سعيد بن جبير قال أتيت عبد الله بن عباس فقلت له يا ابن عم رسول الله إني جئتك أسألك عن علي بن أبي طالب واختلاف الناس فيه فقال ابن عباس يا ابن جبير جئتني تسألني عن خير خلق الله من الأمة بعد محمد نبي الله جئتني تسألني عن رجل كانت له ثلاثة آلاف منقبة في ليلة واحدة وهي ليلة القربة يا ابن جبير جئتني تسألني عن وصي رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ووزيره وخليفته وصاحب حوضه ولوائه وشفاعته والذي نفس ابن عباس بيده لو كانت بحار الدنيا مدادا والأشجار أقلاما وأهلها كتابا فكتبوا مناقب علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) وفضائله من يوم خلق الله عز وجل الدنيا إلى أن يفنيها ما بلغوا معشار ما آتاه الله تبارك وتعالى .
16 ـ وبهذا الإسناد عن بكر بن عبد الله بن حبيب قال حدثنا تميم بن بهلول عن إسماعيل بن أبان عن سلام بن أبي عمرة عن معروف بن خربوذ عن أبي الطفيل عن الحسن بن علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) قال سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول أنا سيد النبيين وعلي بن أبي طالب سيد الوصيين والحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة والأئمة بعدهما سادات المتقين ولينا ولي الله وعدونا عدو الله وطاعتنا طاعة الله ومعصيتنا معصية الله عز وجل وحسبنا الله ونعم الوكيل .
17 ـ حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق ( رض ) قال أخبرنا أحمد بن محمد الهمداني قال أخبرنا علي بن الحسن بن علي بن فضال عن أبيه عن أبي الحسن علي بن موسى الرضا ( عليه السلام ) أنه قال نحن سادة في الدنيا وملوك في الآخرة ، وصلى الله على رسوله محمد وآله الطاهرين وحسبنا الله ونعم الوكيل .

الامالي او المجالسي _367 _

المجلس الثالث والثمانون :

  يوم الجمعة الرابع عشر من رجب من سنة ثمان وستين وثلاثمائة .
1- حدثنا الشيخ الفقيه أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي قال حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رض قال حدثنا محمد بن الحسن الصفار عن سلمة بن الخطاب البراوستاني عن إبراهيم بن مقاتل قال حدثني حامد بن محمد عن عمرو بن هارون عن الصادق عن أبيه عن آبائه عن علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) قال لقد هممت بتزويج فاطمة ( عليها السلام ) ابنة محمد ( صلى الله عليه وآله ) حينا ولم أتجرأ أن أذكر ذلك للنبي ( صلى الله عليه وآله ) وإن ذلك اختلج في صدري ليلي ونهاري حتى دخلت على رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فقال يا علي قلت لبيك يا رسول الله قال هل لك في التزويج قلت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أعلم وإذا هو يريد أن يزوجني بعض نساء قريش وإني لخائف على فوت فاطمة فما شعرت بشيء إذ أتاني رسول رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فقال لي أجب النبي وأسرع فما رأينا رسول الله أشد فرحا منه اليوم قال فأتيته مسرعا فإذا هو في حجرة أم سلمة فلما نظر إلي تهلل وجهه فرحا وتبسم حتى نظرت إلى بياض أسنانه يبرق فقال أبشر يا علي فإن الله عز وجل قد كفاني ما قد كان همني من أمر تزويجك فقلت وكيف ذلك يا رسول الله قال أتاني جبرئيل ومعه من سنبل الجنة وقرنفلها فناولنيهما فأخذتهما وشممتهما فقلت ما سبب هذا السنبل والقرنفل فقال إن الله تبارك وتعالى أمر سكان الجنان من الملائكة ومن فيها أن يزينوا الجنان كلها بمغارسها وأشجارها وثمارها وقصورها وأمر ريحها فهبت بأنواع العطر والطيب وأمر حور عينها بالقراءة فيها بسورة طه وطواسين ويس وحمعسق ثم نادى مناد من تحت العرش ألا إن اليوم يوم وليمة علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ألا إني أشهدكم أني قد زوجت فاطمة بنت محمد ( صلى الله عليه وآله ) من علي بن أبي طالب رضى مني بعضهما لبعض ثم بعث الله تبارك وتعالى سحابة بيضاء فقطرت عليهم من لؤلؤها وزبرجدها ويواقيتها وقامت الملائكة فنثرت من سنبل الجنة وقرنفلها هذا مما نثرت الملائكة ثم أمر الله تبارك وتعالى ملكا من ملائكة الجنة يقال له راحيل وليس في الملائكة أبلغ منه فقال اخطب يا راحيل فخطب بخطبة لم يسمع بمثلها أهل السماء ولا أهل الأرض ثم نادى مناد ألا يا ملائكتي وسكان جنتي باركوا على علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) حبيب محمد ( صلى الله عليه وآله ) وفاطمة بنت محمد .

الامالي او المجالسي _368_

  فقد باركت عليهما ألا إني زوجت أحب النساء إلي من أحب الرجال إلي بعد النبيين والمرسلين فقال راحيل الملك يا رب وما بركتك فيهما بأكثر مما رأينا لهما في جنانك ودارك فقال عز وجل يا راحيل إن من بركتي عليهما أن أجمعهما على محبتي وأجعلهما حجة على خلقي وعزتي وجلالي لأخلقن منهما خلقا ولأنشأن منهما ذرية أجعلهم خزاني في أرضي ومعادن لعلمي ودعاة إلى ديني بهم أحتج على خلقي بعد النبيين والمرسلين فأبشر يا علي فإن الله عز وجل أكرمك كرامة لم يكرم بمثلها أحدا وقد زوجتك ابنتي فاطمة على ما زوجك الرحمن وقد رضيت لها بما رضي الله لها فدونك أهلك فإنك أحق بها مني ولقد أخبرني جبرئيل أن الجنة مشتاقة إليكما ولو أن الله عز وجل قدر أن يخرج منكما ما يتخذه على الخلق حجة لأجاب فيكما الجنة وأهلها فنعم الأخ أنت ونعم الختن أنت ونعم الصاحب أنت وكفاك برضى الله رضى قال علي ( عليه السلام ) فقلت يا رسول الله بلغ من قدري حتى أني ذكرت في الجنة وزوجني الله في ملائكته فقال ( عليه السلام ) إن الله عز وجل إذا أكرم وليه وأحبه أكرمه بما لا عين رأت ولا أذن سمعت فأحياها الله لك يا علي فقال علي ( عليه السلام ) رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) آمين .
2 ـ حدثنا أبي ( رض ) قال حدثنا سعد بن عبد الله قال حدثنا أحمد بن محمد بن خالد عن القاسم بن يحيى عن جده الحسن بن راشد عن أبي عبد الله الصادق جعفر بن محمد عن آبائه عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) قال قال لي رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) على منبره يا علي إن الله عز وجل وهب لك حب المساكين والمستضعفين في الأرض فرضيت بهم إخوانا ورضوا بك إماما فطوبى لمن أحبك وصدق عليك وويل لمن أبغضك وكذب عليك يا علي أنت العالم [ العلم ] لهذه الأمة من أحبك فاز ومن أبغضك هلك يا علي أنا مدينة العلم وأنت بابها وهل تؤتى المدينة إلا من بابها يا علي أهل مودتك كل أواب حفيظ وكل ذي طمر لو أقسم على الله لأبر قسمه يا علي إخوانك كل طاهر زاك [ زكي ] مجتهد يحب فيك ويبغض فيك محتقر عند الخلق عظيم المنزلة عند الله عز وجل يا علي محبوك جيران الله في دار الفردوس لا يأسفون على ما خلفوا من الدنيا يا علي أنا ولي لمن واليت وأنا عدو لمن عاديت يا علي من أحبك فقد أحبني ومن أبغضك فقد أبغضني يا علي إخوانك ذبل الشفاة تعرف الرهبانية في وجوههم يا علي إخوانك يفرحون في ثلاثة مواطن عند خروج أنفسهم وأنا شاهدهم وأنت وعند المساءلة في قبورهم وعند العرض الأكبر وعند الصراط إذا سئل الخلق عن إيمانهم فلم يجيبوا يا علي حربك حربي وسلمك سلمي وحربي حرب الله ومن سالمك فقد سالمني ومن سالمني فقد سالم الله عز وجل يا علي بشر إخوانك فإن الله عز وجل قد رضي عنهم إذ رضيك لهم قائدا ورضوا بك وليا .

الامالي او المجالسي _369 _

  يا علي أنت أمير المؤمنين وقائد الغر المحجلين يا علي شيعتك المنتجبون ولو لا أنت وشيعتك ما قام لله عز وجل دين ولو لا من في الأرض منكم لما أنزلت السماء قطرها يا علي لك كنز في الجنة وأنت ذو قرنيها وشيعتك تعرف بحزب الله عز وجل يا علي أنت وشيعتك القائمون بالقسط وخيرة الله من خلقه يا علي أنا أول من ينفض التراب عن رأسه وأنت معي ثم سائر الخلق يا علي أنت وشيعتك على الحوض تسقون من أحببتم وتمنعون من كرهتم وأنتم الآمنون يوم الفزع الأكبر في ظل العرش يفزع الناس ولا تفزعون ويحزن الناس ولا تحزنون فيكم نزلت هذه الآية ( إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنى أُولئِكَ عَنْها مُبْعَدُونَ وفيكم نزلت لا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ وتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ هذا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ ) يا علي أنت وشيعتك تطلبون في الموقف وأنتم في الجنان تتنعمون يا علي إن الملائكة والخزان يشتاقون إليكم وإن حملة العرش والملائكة المقربين ليخصونكم بالدعاء ويسألون الله لمحبيكم ويفرحون بمن قدم عليهم منكم كما يفرح الأهل بالغائب القادم بعد طول الغيبة يا علي شيعتك الذين يخافون الله في السر وينصحونه في العلانية يا علي شيعتك الذين يتنافسون في الدرجات لأنهم يلقون الله عز وجل وما عليهم من ذنب .
  يا علي أعمال شيعتك ستعرض علي في كل جمعة فأفرح بصالح ما يبلغني من أعمالهم وأستغفر لسيئاتهم يا علي ذكرك في التوراة وذكر شيعتك قبل أن يخلقوا بكل خير وكذلك في الإنجيل فسل أهل الإنجيل وأهل الكتاب عن إليا يخبروك مع علمك بالتوراة والإنجيل وما أعطاك الله عز وجل من علم الكتاب وإن أهل الإنجيل ليتعاظمون إليا وما يعرفونه وما يعرفون شيعته وإنما يعرفونهم بما يجدونهم في كتبهم يا علي إن أصحابك ذكرهم في السماء أكبر وأعظم من ذكر أهل الأرض لهم بالخير فليفرحوا بذلك وليزدادوا اجتهادا يا علي إن أرواح شيعتك لتصعد إلى السماء في رقادهم ووفاتهم فتنظر الملائكة إليها كما ينظر الناس إلى الهلال شوقا إليهم ولما يرون من منزلتهم عند الله عز وجل يا علي قل لأصحابك العارفين بك يتنزهون عن الأعمال التي يفارقها عدوهم فما من يوم وليلة إلا ورحمة من الله تبارك وتعالى تغشاهم فليجتنبوا الدنس يا علي اشتد غضب الله عز وجل على من قلاهم وبرأ منك ومنهم واستبدل بك وبهم ومال إلى عدوك وتركك وشيعتك واختار الضلال ونصب الحرب لك ولشيعتك وأبغضنا أهل البيت وأبغض من والاك ونصرك واختارك وبذل مهجته وماله فينا .

الامالي او المجالسي _370 _

  يا علي أقرئهم مني السلام من لم أر منهم ولم يرني وأعلمهم أنهم إخواني الذين أشتاق إليهم فليلقوا علمي إلى من يبلغ القرون من بعدي وليتمسكوا بحبل الله وليعتصموا به وليجتهدوا في العمل فإنا لا نخرجهم من هدى إلى ضلالة وأخبرهم أن الله عز وجل عنهم راض وأنه يباهي بهم ملائكته وينظر إليهم في كل جمعة برحمته ويأمر الملائكة أن تستغفر لهم يا علي لا ترغب عن نصرة قوم يبلغهم أو يسمعون أني أحبك فأحبوك لحبي إياك ودانوا الله عز وجل بذلك وأعطوك صفو المودة في قلوبهم واختاروك على الآباء والإخوة والأولاد وسلكوا طريقك وقد حملوا على المكاره فينا فأبوا إلا نصرنا وبذل المهج فينا مع الأذى وسوء القول وما يقاسونه من مضاضة ذاك فكن بهم رحيما واقنع بهم فإن الله عز وجل اختارهم بعلمه لنا من بين الخلق وخلقهم من طينتنا واستودعهم سرنا وألزم قلوبهم معرفة حقنا وشرح صدورهم وجعلهم مستمسكين بحبلنا لا يؤثرون علينا من خالفنا مع ما يزول من الدنيا عنهم أيدهم الله وسلك بهم طريق الهدى فاعتصموا به فالناس في غمة الضلال متحيرون في الأهواء عموا عن الحجة وما جاء من عند الله عز وجل فهم يصبحون ويمسون في سخط الله وشيعتك على منهاج الحق والاستقامة لا يستأنسون إلى من خالفهم وليست الدنيا منهم وليسوا منها أولئك مصابيح الدجى أولئك مصابيح الدجى أولئك مصابيح الدجى .
3 ـ حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل ( رض ) قال حدثنا محمد بن يحيى العطار قال حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى عن القاسم بن يحيى عن جده الحسن بن راشد عن عمرو بن مغلس عن خلف عن عطية العوفي عن أبي سعيد الخدري قال سألت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) عن قول الله جل شانه ( قالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتابِ ) قال ذاك وصي أخي سليمان بن داود فقلت له يا رسول الله فقول الله عز وجل ( قُلْ كَفى بِاللَّهِ شَهِيداً بَيْنِي وبَيْنَكُمْ ومَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ ) قال ذاك أخي علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) .
4 ـ حدثنا الحسن بن محمد بن سعيد الهاشمي الكوفي قال حدثنا فرات بن إبراهيم بن فرات الكوفي قال حدثني محمد بن أحمد بن علي الهمداني قال حدثني الحسين بن علي قال حدثني عبد الله بن سعيد الهاشمي قال حدثني عبد الواحد بن غياث قال حدثنا عاصم بن سليمان قال حدثنا جويبر عن الضحاك عن ابن عباس قال صلينا العشاء الآخرة ذات ليلة مع رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فلما سلم أقبل علينا بوجهه ثم قال أما إنه سينقض كوكب من السماء مع طلوع الفجر فيسقط في دار أحدكم فمن سقط ذلك الكوكب في داره فهو وصيي وخليفتي والإمام بعدي فلما كان قرب الفجر جلس كل واحد منا في داره ينتظر سقوط الكوكب في داره وكان أطمع القوم في ذلك أبي العباس بن عبد المطلب فلما طلع الفجر أنقض الكوكب من الهواء فسقط في دار علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) .

الامالي او المجالسي _371 _

  فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) لعلي ( عليه السلام ) يا علي والذي بعثني بالنبوة لقد وجبت لك الوصية والخلافة والإمامة بعدي فقال المنافقون عبد الله بن أبي وأصحابه لقد ضل محمد في محبة ابن عمه وغوى وما ينطق في شانه إلا بالهوى فأنزل الله تبارك وتعالى والنَّجْمِ إِذا هَوى يقول الله عز وجل وخالق النجم إذا هوى ما ضَلَّ صاحِبُكُمْ يعني في محبة علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ( وما غَوى وما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى ) يعني في شأنه ( إِنْ هُوَ إِلا وَحْيٌ يُوحى ) .
5 ـ وحدثنا بهذا الحديث شيخ لأهل الري يقال له أحمد بن محمد بن الصقر الصائغ العدل قال حدثنا محمد بن العباس بن بسام قال حدثني أبو جعفر محمد بن أبي الهيثم السعدي قال حدثني أحمد بن أبي الخطاب [ أحمد بن الخطاب ] قال حدثنا أبو إسحاق الفزاري عن أبيه عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده ( عليه السلام ) عن عبد الله بن عباس بمثل ذلك إلا أنه قال في حديثه يهوي كوكب من السماء مع طلوع الشمس فيسقط في دار أحدكم وحدثنا بهذا الحديث شيخ لأهل الحديث يقال له أحمد بن الحسن القطان المعروف بأبي علي بن عبد ربه [ عبدويه ] العدل قال حدثنا أبو العباس أحمد بن زكريا القطان قال حدثنا بكر بن عبد الله بن حبيب قال حدثنا محمد بن إسحاق الكوفي الجعفي قال حدثنا إبراهيم بن عبد الله السنجري [ السحري ] أبو إسحاق عن يحيى بن الحسين المشهدي عن أبي هارون العبدي عن ربيعة السعدي قال سألت ابن عباس عن قول الله عز وجل ( والنَّجْمِ إِذا هَوى ) قال هو النجم الذي هوى مع طلوع الفجر فسقط في حجرة علي بن أبي طالب وكان أبي العباس يحب أن يسقط ذلك النجم في داره فيحوز الوصية والخلافة والإمامة ولكن أبى الله أن يكون ذلك غير علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء ، وصلى الله على محمد وآله الطاهرين .

الامالي او المجالسي _372 _

المجلس الرابع والثمانون :

  يوم الثلاثاء لاثنتا عشرة ليلة بقيت من رجب من سنة ثمان وستين وثلاثمائة .
1 ـ حدثنا الشيخ الجليل أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي قال حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق ( رض ) قال حدثنا أبو سعيد الحسن بن علي العدوي قال حدثنا يوسف بن يحيى الأصبهاني أبو يعقوب قال حدثني أبو علي إسماعيل بن حاتم قال حدثنا أبو جعفر أحمد بن صالح بن سعيد المكي قال حدثنا عمرو بن حفص عن إسحاق بن نجيح عن حصيب عن مجاهد عن أبي سعيد الخدري قال أوصى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) فقال يا علي إذا دخلت العروس بيتك فاخلع خفها حين تجلس واغسل رجليها وصب الماء من باب دارك إلى أقصى دارك فإنك إذا فعلت ذلك أخرج الله من دارك سبعين ألف لون من الفقر وأدخل فيها سبعين ألف لون [ سبعين لونا ] من البركة وأنزل عليك سبعين رحمة ترفرف على رأس العروس حتى تنال بركتها كل زاوية من بيتك وتأمن العروس من الجنون والجذام والبرص أن يصيبها ما دامت في تلك الدار وامنع العروس في أسبوعها من الألبان والخل والكزبرة والتفاح الحامض من هذه الأربعة الأشياء فقال علي ( عليه السلام ) يا رسول الله ولأي شيء أمنعها من هذه الأشياء الأربعة قال لأن الرحم تعقم وتبرد من هذه الأربعة الأشياء عن الولد ولحصير في ناحية البيت خير من امرأة لا تلد فقال علي ( عليه السلام ) .
  يا رسول الله فما بال الخل تمنع منه قال إذا حاضت على الخل لم تطهر أبدا طهرا بتمام والكزبرة تثير الحيض في بطنها وتشدد عليها الولادة والتفاح الحامض يقطع حيضها فيصير داء عليها ثم قال يا علي لا تجامع امرأتك في أول الشهر ووسطه وآخره فإن الجنون والجذام والخبل يسرع إليها وإلى ولدها يا علي لا تجامع امرأتك بعد الظهر فإنه إن قضي بينكما ولد في ذلك الوقت يكون أحول العين والشيطان يفرح بالحول في الإنسان يا علي لا تتكلم عند الجماع فإنه إن قضي بينكما ولد لا يؤمن أن يكون أخرس ولا ينظرن أحدكم إلى فرج امرأته وليغض بصره عند الجماع فإن النظر إلى الفرج يورث العمى في الولد يا علي لا تجامع امرأتك بشهوة امرأة غيرك فإني أخشى إن قضي بينكما ولد أن يكون مخنثا مؤنثا مخبلا يا علي من كان جنبا في الفراش مع امرأته فلا يقرأ القرآن فإني أخشى أن ينزل عليهما نار من السماء فتحرقهما يا علي لا تجامع امرأتك إلا ومعك خرقة ومع أهلك خرقة ولا تمسحا بخرقة واحدة فتقع الشهوة على الشهوة فإن ذلك يعقب العداوة بينكما ثم يردكما إلى الفرقة والطلاق يا علي لا تجامع امرأتك من قيام فإن ذلك من فعل الحمير وإن قضي بينكما ولد كان بوالا في الفراش كالحمير البوالة في كل مكان .

الامالي او المجالسي _373_

  يا علي لا تجامع امرأتك في ليلة الفطر فإنه إن قضي بينكما ولد لم يكن ذلك الولد إلا كثير الشر يا علي لا تجامع امرأتك في ليلة الأضحى فإنه إن قضي بينكما ولد يكون له ست أصابع أو أربع أصابع يا علي لا تجامع امرأتك تحت شجرة مثمرة فإنه إن قضي بينكما ولد يكون جلادا قتالا عريفا [ أو عريفا ] يا علي لا تجامع أهلك في وجه الشمس وتلألئها إلا أن يرخى ستر فيستركما فإنه إن قضي بينكما ولد لا يزال في بؤس وفقر حتى يموت يا علي لا تجامع أهلك بين الأذان والإقامة فإنه إن قضي بينكما ولد يكون حريصا على إهراق الدماء يا علي إذا حملت امرأتك فلا تجامعها إلا وأنت على وضوء فإنه إن قضي بينكما ولد يكون أعمى القلب بخيل اليد يا علي لا تجامع أهلك في النصف من شعبان فإنه إن قضي بينكما ولد يكون مشوما ذا شامة في وجهه يا علي لا تجامع أهلك في آخر درجة منه [ من الشهر ] إذا بقي منه يومان فإنه إن قضي .
  بينكما ولد يكون عشارا أو عونا للظالم ويكون هلاك فئام من الناس على يديه يا علي لا تجامع أهلك على سقوف البنيان فإنه إن قضي بينكما ولد يكون منافقا مرائيا مبتدعا يا علي وإذا خرجت في سفر فلا تجامع أهلك تلك الليلة فإنه إن قضي بينكما ولد ينفق ماله في غير حق وقرأ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ( إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كانُوا إِخْوانَ الشَّياطِينِ ) يا علي لا تجامع امرأتك إذا خرجت إلى سفر مسيرة ثلاثة أيام ولياليهن فإنه إن قضي بينكما ولد يكون عونا لكل ظالم عليك يا علي عليك بالجماع ليلة الإثنين فإنه إن قضي بينكما ولد يكون حافظا لكتاب الله راضيا بما قسم الله عز وجل يا علي إن جامعت أهلك في ليلة الثلاثاء فقضي بينكما ولد فإنه يرزق الشهادة بعد شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ولا يعذبه الله مع المشركين ويكون طيب النكهة من الفم رحيم القلب سخي اليد طاهر اللسان من الغيبة والكذب والبهتان يا علي وإن جامعت أهلك ليلة الخميس فقضي بينكما ولد فإنه يكون حاكما من الحكام أو عالما من العلماء وإن جامعتها يوم الخميس عند زوال الشمس عن كبد السماء فقضي بينكما ولد فإن الشيطان لا يقربه حتى يشيب ويكون فهما ويرزقه الله السلامة في الدين والدنيا يا علي فإن جامعتها ليلة الجمعة وكان بينكما ولد فإنه يكون خطيبا قوالا مفوها وإن جامعتها يوم الجمعة بعد العصر فقضي بينكما ولد فإنه يكون معروفا مشهورا عالما وإن جامعتها في ليلة الجمعة بعد صلاة العشاء الآخرة فإنه يرجى أن يكون لكما ولد من الأبدال إن شاء الله يا علي لا تجامع أهلك في أول ساعة من الليل فإنه إن قضي بينكما ولد لا يؤمن أن يكون ساحرا مؤثرا للدنيا على الآخرة يا علي احفظ وصيتي هذه كما حفظتها عن جبرئيل ، ( صلى الله عليهم أجمعين ) .

الامالي او المجالسي _374_

2 ـ حدثني محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد ( رض ) قال حدثني محمد بن الحسن الصفار قال حدثنا علي بن حسان الواسطي عن عمه عبد الرحمن بن كثير الهاشمي عن جعفر بن محمد عن أبيه ( عليه السلام ) قال قام رجل من أصحاب أمير المؤمنين ( عليه السلام ) يقال له همام وكان عابدا فقال له يا أمير المؤمنين صف لي المتقين حتى كأني أنظر إليهم فتثاقل أمير المؤمنين ( عليه السلام ) عن جوابه ثم قال له ويحك يا همام اتق الله وأحسن فإن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون فقال همام يا أمير المؤمنين أسألك بالذي أكرمك بما خصك به وحباك وفضلك بما آتاك وأعطاك لما وصفتهم لي فقام أمير المؤمنين ( عليه السلام ) قائما على قدميه فحمد الله وأثنى عليه وصلى على النبي وآله ثم قال أما بعد فإن الله عز وجل خلق الخلق حيث خلقهم غنيا عن طاعتهم آمنا لمعصيتهم لأنه لا تضره معصية من عصاه منهم ولا تنفعه طاعة من أطاعه منهم وقسم بينهم معايشهم ووضعهم في الدنيا مواضعهم وإنما أهبط الله آدم وحواء ( عليه السلام ) من الجنة عقوبة لما صنعا حيث نهاهما فخالفاه وأمرهما فعصياه فالمتقون فيها هم أهل الفضائل منطقهم الصواب وملبسهم الاقتصاد ومشيهم التواضع خشعوا لله عز وجل بالطاعة فتهبوا [ فبهتوا ] فهم غاضون أبصارهم عما حرم الله عليهم واقفين أسماعهم على العلم نزلت أنفسهم منهم في البلاء كالتي نزلت منهم في الرخاء رضا منهم عن الله بالقضاء ولو لا الآجال التي كتبت عليهم لم يستقر أرواحهم في أجسادهم طرفة عين شوقا إلى الثواب وخوفا من العقاب عظم الخالق في أنفسهم ووضع [ صغر ] ما دونه في أعينهم فهم والجنة كمن رآها فهم فيها متكئون وهم والنار كمن رآها فهم فيها معذبون قلوبهم محزونة وشرورهم مأمونة وأجسادهم نحيفة وحوائجهم خفيفة وأنفسهم عفيفة ومؤنتهم من الدنيا عظيمة صبروا أياما قصارى أعقبتهم راحة طويلة تجارة مربحة يسرها لهم رب كريم أرادتهم الدنيا فلم يريدوها وطلبتهم فأعجزوها أما الليل فصافون أقدامهم تالين لأجزاء القرآن يرتلونه ترتيلا يحزنون به أنفسهم ويستثيرون به دواء دائهم ويستترون [ يستنيرون ] به ويهيج أحزانهم بكاء على ذنوبهم ووجع على كلوم جراحهم وإذا مروا بآية فيها تخويف أصغوا إليها مسامع قلوبهم وأبصارهم فاقشعرت منها جلودهم ووجلت منها قلوبهم فظنوا أن صهيل جهنم وزفيرها وشهيقها في أصول آذانهم وإذا مروا بآية فيها تشويق ركنوا إليها طمعا وتطلعت أنفسهم إليها شوقا وظنوا أنها نصب أعينهم جاثين على أوساطهم يمجدون جبارا عظيما مفترشين جباههم وأكفهم وركبهم وأطراف أقدامهم تجري دموعهم على خدودهم يجأرون إلى الله في فكاك رقابهم أما النهار فحلماء علماء بررة أتقياء قد براهم الخوف فهم أمثال القداح ينظر إليهم الناظر فيحسبهم مرضى وما بالقوم من مرض أو يقول قد خولطوا فقد خالط القوم أمر عظيم .

الامالي او المجالسي _375_

  إذا فكروا في عظمة الله وشدة سلطانه مع ما يخالطهم من ذكر الموت وأهوال القيامة فزع ذلك قلوبهم فطاشت حلومهم وذهلت عقولهم فإذا استقاموا [ استفاقوا ] بادروا إلى الله عز وجل بالأعمال الزكية لا يرضون لله بالقليل ولا يستكثرون له الجزيل فهم لأنفسهم متهمون ومن أعمالهم مشفقون إن زكي أحدهم خاف ما يقولون ويستغفر الله مما لا يعلمون وقال أنا أعلم بنفسي من غيري وربي أعلم مني بنفسي اللهم لا تؤاخذني بما يقولون واجعلني خيرا مما يظنون واغفر لي ما لا يعلمون فإنك علام الغيوب وساتر العيوب ومن علامة أحدهم أنك ترى له قوة في دين وحزما في لين وإيمانا في يقين وحرصا على العلم وفهما في فقه وعلما في حلم وكسبا في رفق وشفقة في نفقة وقصدا في غنى وخشوعا في عبادة وتجملا في فاقة وصبرا في شدة ورحمة للمجهود وإعطاء في حق ورفقا في كسب وطلبا للحلال ونشاطا في الهدى وتحرجا عن الطمع وبرا في استقامة وإغماضا عند شهوة لا يغره ثناء من جهله ولا يدع إحصاء ما عمله [ إحصاء عمله ] مستبطئا لنفسه في العمل ويعمل الأعمال الصالحة وهو على وجل يمسي وهمه الشكر ويصبح وشغله الذكر يبيت حذرا ويصبح فرحا حذرا لما حذر من الغفلة فرحا لما أصاب من الفضل والرحمة إن استصعبت عليه نفسه لم يعطها سؤلها فيما فيه مضرته ففرحه فيما يخلد ويدوم وقرة عينه فيما لا يزول ورغبته فيما يبقى وزهادته فيما يفنى يمزج العلم بالحلم ويمزج الحلم بالعقل تراه بعيدا كسله دائما نشاطه قريبا أمله قليلا زلله متوقعا أجله خاشعا قلبه ذاكرا ربه خائفا ذنبه قانعة نفسه متغيبا جهله سهلا أمره حريزا لدينه ميتة شهوته كاظما غيظه صافيا خلقه آمنا منه جاره ضعيفا كبره متينا صبره كثيرا ذكره محكما أمره لا يحدث بما يؤمن عليه الأصدقاء ولا يكتم شهادته الأعداء ولا يعمل شيئا من الحق رياء ولا يتركه حياء الخير منه مأمول والشر منه مأمون إن كان من [ في ] الغافلين كتب من الذاكرين وإن كان من [ في ] الذاكرين لم يكتب من الغافلين يعفو عمن ظلمه ويعطي من حرمه ويصل من قطعه ولا يعزب حلمه ولا يعجل فيما يريبه ويصفح عما قد تبين له بعيدا جهله لينا قوله غائبا مكره قريبا معروفه صادقا قوله حسنا فعله مقبلا خيره مدبرا شره فهو في الزلازل وقور وفي المكاره صبور وفي الرخاء شكور لا يحيف على من يبغض ولا يأثم فيمن يحب ولا يدعي ما ليس له ولا يجحد حقا هو عليه يعترف بالحق قبل أن يشهد عليه لا يضيع ما استحفظ ولا يتنابز بالألقاب لا يبغي على أحد ولا يهم بالحسد ولا يضر بالجار ولا يشمت بالمصائب سريع للصواب مؤد للأمانات بطي‏ء عن المنكرات يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر لا يدخل في الأمور بجهل ولا يخرج عن الحق بعجز إن صمت لم يغمه الصمت وإن نطق لم يقل خطأ وإن ضحك لم يعل [ لم يعد ] صوته .