الامالي او المجالسي
  فقال له بعض أصحابه بأبي أنت وأمي ادفع إلي أحد شبليك أخفف عنك فقال امض فقد سمع الله كلامك وعرف مقامك وتلقاه آخر فقال بأبي أنت وأمي ادفع إلي أحد شبليك أخفف عنك فقال امض فقد سمع الله كلامك وعرف مقامك فتلقاه علي ( عليه السلام ) فقال بأبي أنت وأمي يا رسول الله ادفع لي أحد شبلي وشبليك حتى أخفف عنك فالتفت النبي ( صلى الله عليه وآله ) إلى الحسن فقال يا حسن هل تمضي إلى كتف أبيك فقال له والله يا جداه إن كتفك لأحب إلي من كتف أبي ثم التفت إلى الحسين ( عليه السلام ) فقال يا حسين هل تمضي إلى كتف أبيك فقال له والله يا جداه إني لأقول لك كما قال أخي الحسن إن كتفك لأحب إلي من كتف أبي فأقبل بهما إلى منزل فاطمة ( عليها السلام ) وقد ادخرت لهما تميرات فوضعتها بين أيديهما فأكلا وشبعا وفرحا فقال لهما النبي ( صلى الله عليه وآله ) قوما الآن فاصطرعا فقاما ليصطرعا وقد خرجت فاطمة في بعض حاجتها فدخلت فسمعت النبي وهو يقول إيه يا حسن .
  شد على الحسين فاصرعه فقالت له يا أبة وا عجباه أتشجع هذا على هذا أتشجع الكبير على الصغير فقال لها يا بنية أما ترضين أن أقول أنا يا حسن شد على الحسين فاصرعه وهذا حبيبي جبرئيل يقول يا حسين شد على الحسن فاصرعه .

الامالي او المجالسي _302_

9 ـ حدثنا علي بن أحمد بن موسى ( رض ) قال حدثنا محمد بن هارون الصوفي قال حدثنا أبو تراب عبيد الله بن الروياني عن عبد العظيم بن عبد الله الحسني قال قلت لأبي جعفر محمد بن علي الرضا ( عليه السلام ) يا ابن رسول الله حدثني بحديث عن آبائك ( عليهم السلام ) فقال حدثني أبي عن جدي عن آبائه قال قال أمير المؤمنين لا يزال الناس بخير ما تفاوتوا فإذا استووا هلكوا قال قلت له زدني يا ابن رسول الله فقال حدثني أبي عن جدي عن آبائه ( عليهم السلام ) قال قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) لو تكاشفتم ما تدافنتم قال فقلت له زدني يا ابن رسول الله فقال حدثني أبي عن جدي عن آبائه (عليهم السلام) قال قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) إنكم لن تسعوا الناس بأموالكم فسعوهم بطلاقة الوجه وحسن اللقاء فإني سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول إنكم لن تسعوا الناس بأموالكم فسعوهم بأخلاقكم قال فقلت له زدني يا ابن رسول الله فقال حدثني أبي عن جدي عن آبائه قال قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) من عتب على الزمان طالت معتبته قال فقلت له زدني يا ابن رسول الله فقال حدثني أبي عن جدي عن آبائه قال قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) مجالسة الأشرار تورث سوء الظن بالأخيار .
  قال فقلت له زدني يا ابن رسول الله قال حدثني أبي عن جدي عن آبائه ( عليهم السلام ) قال قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) بئس الزاد إلى المعاد العدوان على العباد قال فقلت له زدني يا ابن رسول الله فقال حدثني أبي عن جدي عن آبائه ( عليهم السلام ) قال قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) قيمة كل امرئ ما يحسنه قال فقلت له زدني يا ابن رسول الله فقال حدثني أبي عن جدي عن آبائه قال قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) المرء مخبوء تحت لسانه قال فقلت له زدني يا ابن رسول الله فقال حدثني أبي عن جدي عن آبائه ( عليهم السلام ) قال قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ما هلك امرؤ عرف قدره قال فقلت له زدني يا ابن رسول الله فقال حدثني أبي عن جدي عن آبائه ( عليهم السلام ) قال قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) التدبير قبل العمل يؤمنك من الندم قال فقلت له زدني يا ابن رسول الله فقال حدثني أبي عن جدي عن آبائه ( عليهم السلام ) قال قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) من وثق بالزمان صرع قال فقلت له زدني يا ابن رسول الله فقال حدثني أبي عن جدي عن آبائه قال قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) خاطر بنفسه من استغنى برأيه قال فقلت له زدني يا ابن رسول الله فقال حدثني أبي عن جدي عن آبائه ( عليهم السلام ) قال قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) قلة العيال أحد اليسارين قال فقلت له زدني يا ابن رسول الله فقال حدثني أبي عن جدي عن آبائه ( عليهم السلام ) قال قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) من دخله العجب هلك قال فقلت له زدني يا ابن رسول الله فقال حدثني أبي عن جدي عن آبائه ( عليهم السلام ) قال قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) من أيقن بالخلف جاد بالعطية قال فقلت له زدني يا ابن رسول الله فقال حدثني أبي عن جدي عن آبائه ( عليهم السلام ) قال قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) من رضي بالعافية ممن دونه رزق السلامة ممن فوقه قال فقلت حسبي .

الامالي او المجالسي _303 _

المجلس التاسع والستون :

  يوم الجمعة لسبع بقين من جمادى الأولى من سنة ثمان وستين وثلاثمائة .
1 ـ حدثنا الشيخ الفقيه أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي قال حدثنا أبي ( رض ) قال حدثنا علي بن إبراهيم عن أبيه إبراهيم بن هاشم عن محمد بن أبي عمير عن أبان بن عثمان عن أبي عبد الله جعفر بن محمد الصادق ( عليه السلام ) قال لما أسري برسول الله ( صلى الله عليه وآله ) إلى بيت المقدس حمله جبرئيل على البراق فأتيا بيت المقدس وعرض إليه محاريب الأنبياء وصلى بها ورده فمر رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في رجوعه بعير لقريش وإذا لهم ماء في آنية وقد أضلوا بعيرا لهم وكانوا يطلبونه فشرب رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) من ذلك الماء وأهرق باقيه فلما أصبح رسول الله ( صلى الله عليه وآله ).
  قال لقريش إن الله جل جلاله قد أسرى بي إلى بيت المقدس وأراني آثار الأنبياء ومنازلهم وإني مررت بعير لقريش في موضع كذا وكذا وقد أضلوا بعيرا لهم فشربت من مائهم وأهرقت باقي ذلك فقال أبو جهل قد أمكنتكم الفرصة منه فسألوه كم الأساطين فيها والقناديل فقالوا يا محمد إن هاهنا من قد دخل بيت المقدس فصف لنا كم أساطينه وقناديله ومحاريبه فجاء جبرئيل فعلق صورة بيت المقدس تجاه وجهه فجعل يخبرهم بما يسألونه عنه فلما أخبرهم قالوا حتى يجي‏ء العير ونسألهم عما قلت فقال لهم رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) تصديق ذلك أن العير تطلع عليكم مع طلوع الشمس يقدمها جمل أورق فلما كان من الغد أقبلوا ينظرون إلى العقبة ويقولون هذه الشمس تطلع الساعة فبينما هم كذلك إذا طلعت عليهم العير حين طلع القرص يقدمها جمل أورق فسألوهم عما قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فقالوا لقد كان هذا ضل جمل لنا في موضع كذا وكذا ووضعنا ماء فأصبحنا وقد أهريق الماء فلم يزدهم ذلك إلا عتوا .
2 ـ حدثنا الحسن بن محمد بن سعيد الهاشمي قال حدثنا فرات بن إبراهيم بن فرات الكوفي قال حدثني محمد بن أحمد بن علي الهمداني قال حدثنا الحسن بن علي الشامي عن أبيه قال حدثنا أبو جرير قال حدثنا عطاء الخراساني رفعه عن عبد الرحمن بن غنم قال جاء جبرئيل إلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بدابة دون البغل وفوق الحمار رجلاها أطول من يديها خطوها مد البصر فلما أراد النبي أن يركب امتنعت فقال جبرئيل إنه محمد فتواضعت حتى لصقت بالأرض قال فركب فكلما هبطت ارتفعت يداها وقصرت رجلاها وإذا صعدت ارتفعت رجلاها وقصرت يداها فمرت به في ظلمة الليل على عير محملة فنفرت العير من دفيف البراق فنادى رجل في آخر العير غلاما له في أول العير يا فلان إن الإبل قد نفرت وإن فلانة ألقت حملها وانكسر يدها وكانت العير لأبي سفيان .

الامالي او المجالسي _304_

  قال ثم مضى حتى إذا كان ببطن البلقاء قال يا جبرئيل قد عطشت فتناول جبرئيل قصعة فيها ماء فناوله فشرب ثم مضى فمر على قوم معلقين بعراقيبهم بكلاليب من نار فقال ما هؤلاء يا جبرئيل فقال هؤلاء الذين أغناهم الله بالحلال فيبتغون الحرام قال ثم مر على قوم تخلط جلودهم بمخائط من نار فقال ما هؤلاء يا جبرئيل فقال هؤلاء الذين يأخذون عذرة النساء بغير حل ثم مضى فمر على رجل يرفع حزمة من حطب كلما لم يستطع أن يرفعها زاد فيها فقال من هذا يا جبرئيل قال هذا صاحب الدين يريد أن يقضي فإذا لم يستطع زاد عليه ثم مضى حتى إذا كان بالجبل الشرقي من بيت المقدس وجد ريحا حارة وسمع صوتا قال ما هذه الريح يا جبرئيل التي أجدها وهذا الصوت الذي أسمع قال هذه جهنم فقال النبي ( صلى الله عليه وآله ) أعوذ بالله من جهنم ثم وجد ريحا عن يمينه طيبة وسمع صوتا فقال ما هذه الريح التي أجدها وهذا الصوت الذي أسمع قال هذه الجنة فقال أسأل الله الجنة قال ثم مضى حتى انتهى إلى باب مدينة بيت المقدس وفيها هرقل وكانت أبواب المدينة تغلق كل ليلة ويؤتى بالمفاتيح وتوضع عند رأسه فلما كانت تلك الليلة امتنع الباب أن ينغلق فأخبروه فقال ضاعفوا عليها من الحرس قال فجاء رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فدخل بيت المقدس فجاء جبرئيل إلى الصخرة فرفعها فأخرج من تحتها ثلاثة أقداح قدحا من لبن وقدحا من عسل وقدحا من خمر فناوله قدح اللبن فشرب ثم ناوله قدح العسل فشرب ثم ناوله قدح الخمر فقال قد رويت يا جبرئيل قال أما إنك لو شربته ضلت أمتك وتفرقت عنك قال ثم أم رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في مسجد بيت المقدس بسبعين نبيا قال وهبط مع جبرئيل ملك لم يطإ الأرض قط معه مفاتيح خزائن الأرض فقال يا محمد إن ربك يقرئك السلام ويقول هذه مفاتيح خزائن الأرض .
  فإن شئت فكن نبيا عبدا وإن شئت فكن نبيا ملكا فأشار إليه جبرئيل ( عليه السلام ) أن تواضع يا محمد فقال بل أكون نبيا عبدا ثم صعد إلى السماء فلما انتهى إلى باب السماء استفتح جبرئيل فقالوا من هذا قال محمد قالوا نعم المجي‏ء جاء فدخل فما مر على ملإ من الملائكة إلا سلموا عليه ودعوا له وشيعه مقربوها فمر على شيخ قاعد تحت شجرة وحوله أطفال فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) من هذا الشيخ يا جبرئيل قال هذا أبوك إبراهيم قال فما هؤلاء الأطفال حوله قال هؤلاء أطفال المؤمنين حوله يغذوهم ثم مضى فمر على شيخ قاعد على كرسي إذا نظر عن يمينه ضحك وفرح وإذا نظر عن يساره حزن وبكى فقال من هذا يا جبرئيل قال هذا أبوك آدم إذا رأى من يدخل الجنة من ذريته ضحك وفرح وإذا رأى من يدخل النار من ذريته حزن وبكى ثم مضى فمر على ملك قاعد على كرسي فسلم عليه فلم ير منه من البشر ما رأى من الملائكة .

الامالي او المجالسي _305_

  فقال يا جبرئيل ما مررت بأحد من الملائكة إلا رأيت منه ما أحب إلا هذا فمن هذا الملك قال هذا مالك خازن النار أما إنه قد كان من أحسن الملائكة بشرا وأطلقهم وجها فلما جعل خازن النار اطلع فيها اطلاعة [ اضطلع فيها اضطلاعه ] فرأى ما أعد الله فيها لأهلها فلم يضحك بعد ذلك ثم مضى حتى إذا انتهى حيث انتهى فرضت عليه الصلاة خمسون صلاة قال فأقبل على موسى ( عليه السلام ) فقال يا محمد كم فرض على أمتك قال خمسون صلاة قال ارجع إلى ربك فاسأله أن يخفف عن أمتك قال فرجع ثم مر على موسى فقال كم فرض على أمتك قال كذا وكذا قال فإن أمتك أضعف الأمم ارجع إلى ربك فسله أن يخفف عن أمتك فإني كنت في بني إسرائيل فلم يكونوا يطيقون إلا دون هذا فلم يزل يرجع إلى ربه عز وجل حتى جعلها خمس صلوات قال ثم مر على موسى فقال كم فرض على أمتك قال خمس صلوات قال ارجع إلى ربك فسله أن يخفف عن أمتك قال قد استحييت من ربي مما أرجع إليه ثم مضى فمر على إبراهيم خليل الرحمن فناداه من خلفه فقال يا محمد أقرئ أمتك عني السلام وأخبرهم أن الجنة ماؤها عذب وتربتها طيبة فيها قيعان بيض غرسها سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله فمر أمتك فليكثروا من غرسها ثم مضى حتى مر بعير يقدمها جمل أورق ثم أتى أهل مكة فأخبرهم بمسيره وقد كان بمكة قوم من قريش قد أتوا بيت المقدس فأخبرهم ثم قال آية ذلك إنها تطلع عليكم الساعة عير مع طلوع الشمس يقدمها جمل أورق قال فنظروا فإذا هي قد طلعت وأخبرهم أنه قد مر بأبي سفيان وأن إبله نفرت في بعض الليل وأنه نادى غلاما له في أول العير يا فلان إن الإبل قد نفرت وإن فلانة قد ألقت حملها وانكسر يدها فسألوا عن الخبر فوجدوه كما قال النبي ( صلى الله عليه وآله ) .
3 ـ حدثنا محمد بن القسم الأسترآبادي قال حدثنا جعفر بن أحمد قال حدثنا أبو يحيى محمد بن عبد الله بن يزيد القمي قال حدثنا سفيان بن عيينة عن الزهري قال كنت عند علي بن الحسين ( عليه السلام ) فجاءه رجل من أصحابه فقال له علي بن الحسين ( عليه السلام ) ما خبرك أيها الرجل فقال الرجل خبري يا ابن رسول الله أني أصبحت وعلي أربع مائة دينار دين لا قضاء عندي لها ولي عيال ثقال ليس لي ما أعود عليهم به قال فبكى علي بن الحسين ( عليه السلام ) بكاء شديدا فقلت له ما يبكيك يا ابن رسول الله.

الامالي او المجالسي _306_

  وهل يعد البكاء إلا للمصائب والمحن الكبار قالوا كذلك يا ابن رسول الله قال فأية محنة ومصيبة أعظم على حر مؤمن من أن يرى بأخيه المؤمن خلة فلا يمكنه سدها ويشاهده على فاقة فلا يطيق رفعها قال فتفرقوا عن مجلسهم ذلك فقال بعض المخالفين وهو يطعن على علي بن الحسين عجبا لهؤلاء يدعون مرة أن السماء والأرض وكل شيء يطيعهم وأن الله لا يردهم عن شيء من طلباتهم ثم يعترفون أخرى بالعجز عن إصلاح خواص إخوانهم فاتصل ذلك بالرجل صاحب القصة فجاء إلى علي بن الحسين ( عليه السلام ) فقال له يا ابن رسول الله بلغني عن فلان كذا وكذا وكان ذلك أغلظ علي من محنتي فقال علي بن الحسين ( عليه السلام ) فقد أذن الله في فرجك يا فلانة احملي سحوري وفطوري فحملت قرصتين .
  فقال علي بن الحسين ( عليه السلام ) للرجل خذهما فليس عندنا غيرهما فإن الله يكشف عنك بهما وينيلك خيرا واسعا منهما فأخذهما الرجل ودخل السوق لا يدري ما يصنع بهما يتفكر في ثقل دينه وسوء حال عياله ويوسوس إليه الشيطان أين مواقع هاتين من حاجتك فمر بسماك قد بارت عليه سمكته قد أراحت فقال له سمكتك هذه بائرة عليك وإحدى قرصتي هاتين بائرة علي فهل لك أن تعطيني سمكتك البائرة وتأخذ قرصتي هذه البائرة فقال نعم فأعطاه السمكة وأخذ القرصة ثم مر برجل معه ملح قليل مزهود فيه فقال له هل لك أن تعطيني ملحك هذا المزهود فيه بقرصتي هذه المزهود فيها قال نعم ففعل فجاء الرجل بالسمكة والملح فقال أصلح هذا بهذا فلما شق بطن السمكة وجد فيه لؤلؤتين فاخرتين فحمد الله عليهما فبينما هو في سروره ذلك إذ قرع بابه فخرج ينظر من بالباب فإذا صاحب السمكة وصاحب الملح قد جاءا يقول كل واحد منهما له يا عبد الله جهدنا أن نأكل نحن أو أحد من عيالنا هذا القرص فلم تعمل فيه أسناننا وما نظنك إلا وقد تناهيت في سوء الحال ومرنت على الشقاء قد رددنا إليك هذا الخبز وطيبنا لك ما أخذته منا فأخذ القرصتين منهما فلما استقر بعد انصرافهما عنه قرع بابه فإذا رسول علي بن الحسين ( عليه السلام ) .
  فدخل فقال إنه يقول لك إن الله قد أتاك بالفرج فاردد إلينا طعامنا فإنه لا يأكله غيرنا وباع الرجل اللؤلؤتين بمال عظيم قضى منه دينه وحسنت بعد ذلك حاله فقال بعض المخالفين ما أشد هذا التفاوت بينا علي بن الحسين ( عليه السلام ) لا يقدر أن يسد منه فاقة إذ أغناه هذا الغناء العظيم كيف يكون هذا وكيف يعجز عن سد الفاقة من يقدر على هذا الغناء العظيم فقال علي بن الحسين ( عليه السلام ) هكذا قالت قريش للنبي ( صلى الله عليه وآله ) كيف يمضي إلى بيت المقدس ويشاهد ما فيه من آثار الأنبياء من مكة ويرجع إليها في ليلة واحدة من لا يقدر أن يبلغ من مكة إلى المدينة إلا في اثني عشر يوما وذلك حين هاجر منها ثم قال علي بن الحسين ( عليه السلام ) جهلوا والله أمر الله وأمر أوليائه معه إن المراتب الرفيعة لا تنال إلا بالتسليم لله جل ثناؤه وترك الاقتراح عليه والرضا بما يدبرهم به إن أولياء الله صبروا على المحن والمكاره صبرا لم يساوهم فيه غيرهم فجازاهم الله عز وجل عن ذلك بأن أوجب لهم نجح جميع طلباتهم لكنهم مع ذلك لا يريدون منه إلا ما يريده لهم .

الامالي او المجالسي _307_

المجلس السبعون :

   يوم الثلاثاء لثلاث بقين من جمادى الأولى من سنة ثمان وستين وثلاثمائة .
1 ـ حدثنا الشيخ الفقيه أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي قال حدثنا أبي رضي الله عنه قال حدثنا سعد بن عبد الله عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسن بن محبوب عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله الصادق جعفر بن محمد ( عليه السلام ) قال دعاء الرجل لأخيه بظهر الغيب يدر الرزق ويدفع المكروه .
2 ـ حدثنا الحسين بن إبراهيم بن ناتانة ( رض ) قال حدثنا علي بن إبراهيم عن أبيه إبراهيم بن هاشم قال رأيت عبد الله بن جندب بالموقف فلم أر موقفا أحسن من موقفه ما زال مادا يديه إلى السماء ودموعه تسيل على خديه حتى تبلغ الأرض فلما صدر الناس قلت له يا أبا محمد ما رأيت موقفا أحسن من موقفك قال والله ما دعوت إلا لإخواني وذلك أن أبا الحسن موسى بن جعفر ( عليه السلام ) أخبرني أنه من دعا لأخيه بظهر الغيب نودي من العرش ولك مائة ألف ضعف فكرهت أن أدع مائة ألف ضعف مضمونة لواحدة لا أدري تستجاب أم لا .
3 ـ حدثنا محمد بن محمد بن عصام الكليني قال حدثنا محمد بن يعقوب الكليني عن علي بن محمد عن محمد بن سليمان عن إسماعيل بن إبراهيم عن جعفر بن محمد التميمي عن الحسين بن علوان عن أبي عبد الله الصادق جعفر بن محمد عن آبائه قال قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ما من مؤمن أو مؤمنة مضى من أول الدهر أو هو آت إلى يوم القيامة إلا وهم شفعاء لمن يقول في دعائه اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات وإن العبد ليؤمر به إلى النار يوم القيامة فيسحب فيقول المؤمنون والمؤمنات يا ربنا هذا الذي كان يدعو لنا فشفعنا فيه فيشفعهم الله فيه فينجو .
4 ـ حدثنا أحمد بن علي بن إبراهيم بن هاشم رض قال حدثنا أبي عن جدي عن محمد بن أبي عمير عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله الصادق جعفر بن محمد ( عليه السلام ) قال من قدم في دعائه أربعين من المؤمنين ثم دعا لنفسه استجيب له .

الامالي او المجالسي _308_

5 ـ حدثنا أبي ( رض ) قال حدثنا سعد بن عبد الله عن أحمد بن محمد بن خالد عن محمد بن علي الكوفي عن الحسن بن أبي العقبة الصيرفي عن الحسين بن خالد الصيرفي قال قلت لأبي الحسن علي بن موسى الرضا ( عليه السلام ) الرجل يستنجي وخاتمه في إصبعه ونقشه لا إله إلا الله فقال أكره ذلك له فقلت جعلت فداك أ وليس كان رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وكل واحد من آبائك ( عليهم السلام ) يفعل ذلك وخاتمه في إصبعه قال بلى ولكن أولئك كانوا يختمون في اليد اليمنى فاتقوا الله وانظروا لأنفسكم قلت ما كان نقش خاتم أمير المؤمنين ( عليه السلام ) فقال ولم لا تسألني عمن كان قبله قلت فإني أسألك قال كان نقش خاتم آدم ( عليه السلام ) لا إله إلا الله محمد رسول الله هبط به معه وإن نوحا ( عليه السلام ) لما ركب السفينة أوحى الله عز وجل إليه يا نوح إن خفت الغرق فهللني ألفا ثم سلني النجاة أنجك من الغرق ومن آمن معك قال فلما استوى نوح ( عليه السلام ) ومن معه في السفينة ورفع القلس عصفت الريح عليهم فلم يأمن نوح الغرق فأعجلته الريح فلم يدرك أن يهلل ألف مرة .
  فقال بالسريانية هلوليا ألفا ألفا يا ماريا أتقن قال فاستوى القلس واستمرت السفينة فقال نوح ( عليه السلام ) إن كلاما نجاني الله به من الغرق لحقيق أن لا يفارقني قال فنقش في خاتمه لا إله إلا الله ألف مرة يا رب أصلحني قال وإن إبراهيم ( عليه السلام ) لما وضع في كفة المنجنيق غضب جبرئيل فأوحى الله عز وجل إليه ما يغضبك يا جبرئيل قال يا رب خليلك ليس من يعبدك على وجه الأرض غيره سلطت عليه عدوك وعدوه فأوحى الله عز وجل إليه اسكت إنما يعجل العبد الذي يخاف الفوت مثلك فأما أنا فإنه عبدي آخذه إذا شئت قال فطابت نفس جبرئيل فالتفت إلى إبراهيم ( عليه السلام ) فقال هل لك من حاجة فقال أما إليك فلا فأهبط الله عز وجل عندها خاتما فيه ستة أحرف لا إله إلا الله محمد رسول الله لا حول ولا قوة إلا بالله فوضت أمري إلى الله أسندت ظهري إلى الله حسبي الله فأوحى الله جل جلاله إليه أن تختم بهذا الخاتم فإني أجعل النار عليك بردا وسلاما قال وكان نقش خاتم موسى ( عليه السلام ) حرفين اشتقهما من التوراة اصبر تؤجر اصدق تنج قال وكان نقش خاتم سليمان ( عليه السلام ) سبحان من ألجم الجن بكلماته وكان نقش خاتم عيسى ( عليه السلام ) حرفين اشتقهما من الإنجيل طوبى لعبد ذكر الله من أجله وويل لعبد نسي الله من أجله وكان نقش خاتم محمد ( صلى الله عليه وآله ) لا إله إلا الله محمد رسول الله وكان نقش خاتم أمير المؤمنين ( عليه السلام ) الملك لله وكان نقش خاتم الحسن ( عليه السلام ) العزة لله وكان نقش خاتم الحسين ( عليه السلام ) إن الله بالغ أمره وكان علي بن الحسين ( عليه السلام ) يتختم بخاتم أبيه الحسين ( عليه السلام ) وكان محمد بن علي ( عليه السلام ) يتختم بخاتم الحسين وكان نقش خاتم جعفر بن محمد ( عليه السلام ) الله وليي وعصمتي من خلقه وكان نقش خاتم أبي الحسن موسى بن جعفر ( عليه السلام ) حسبي الله قال الحسين بن خالد وبسط أبو الحسن الرضا ( عليه السلام ) كفه وخاتم أبيه ( عليه السلام ) في إصبعه حتى أراني النقش .

الامالي او المجالسي _309_

6 ـ حدثنا محمد بن محمد بن عصام قال حدثنا محمد بن يعقوب الكليني قال حدثنا علي بن محمد عن محمد بن سليمان عن إسماعيل بن إبراهيم عن جعفر بن محمد التميمي عن الحسين بن علوان عن عمرو بن خالد عن زيد بن علي قال سألت أبي سيد العابدين ( عليه السلام ) فقلت له يا أبة أخبرني عن جدنا رسول الله لما عرج به إلى السماء وأمره ربه عز وجل بخمسين صلاة كيف لم يسأله التخفيف عن أمته حتى قال له موسى بن عمران ( عليه السلام ) ارجع إلى ربك فسله التخفيف فإن أمتك لا تطيق ذلك فقال يا بني إن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) لا يقترح على ربه عز وجل ولا يراجعه في شيء يأمره به فلما سأله موسى ( عليه السلام ) ذلك وصار شفيعا لأمته إليه لم يجز له رد شفاعة أخيه موسى ( عليه السلام ) فرجع إلى ربه يسأله التخفيف إلى أن ردها إلى خمس صلوات قال فقلت له يا أبة فلم لم يرجع إلى ربه عز وجل ولم يسأله التخفيف من خمس صلوات وقد سأله موسى أن يرجع إلى ربه ويسأله التخفيف فقال يا بني أراد ( عليه السلام ) أن يحصل لأمته التخفيف مع أجر خمسين صلاة لقول الله عز وجل ( مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثالِها ) ألا ترى أنه ( صلى الله عليه وآله ) لما هبط إلى الأرض نزل عليه جبرئيل فقال يا محمد إن ربك يقرئك السلام ويقول إنها خمس بخمسين ما يبدل القول لدي وما أنا بظلام للعبيد قال فقلت له يا أبة أ ليس الله تعالى ذكره لا يوصف بمكان فقال بلى تعالى الله عن ذلك فقلت فما معنى قول موسى لرسول الله ارجع إلى ربك فقال معناه معنى قول إبراهيم ( عليه السلام ) إني ذاهب إلى ربي سيهدين ومعنى قول موسى ( عليه السلام ) وعجلت إليك رب لترضى ومعنى قوله عز وجل ( فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ ) يعني حجوا إلى بيت الله يا بني إن الكعبة بيت الله فمن حج بيت الله فقد قصد إلى الله والمساجد بيوت الله فمن سعى إليها فقد سعى إلى الله وقصد إليه والمصلي ما دام في صلاته فهو واقف بين يدي الله جل جلاله وأهل موقف عرفات هم وقوف بين يدي الله عز وجل وإن لله تبارك وتعالى بقاعا في سماواته فمن عرج به إلى بقعة منها فقد عرج به إليه ألا تسمع الله عز وجل ( يقول تَعْرُجُ الْمَلائِكَةُ والرُّوحُ إِلَيْهِ ) ويقول عز وجل في قصة عيسى ( عليه السلام ) ( بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ ) ويقول عز وجل ( إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ والْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ ) .

الامالي او المجالسي _310_

7 ـ حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني قال حدثنا علي بن إبراهيم عن أبيه إبراهيم بن هاشم عن عبد السلام بن صالح الهروي قال قلت لعلى بن موسى الرضا ( عليه السلام ) يا ابن رسول الله ما تقول في الحديث الذي يرويه أهل الحديث أن المؤمنين يزورون ربهم من منازلهم في الجنة فقال ( عليه السلام ) يا أبا الصلت إن الله تبارك وتعالى فضل نبيه محمد ( صلى الله عليه وآله ) على جميع خلقه من النبيين والملائكة وجعل طاعته طاعته ومتابعته متابعته وزيارته في الدنيا والآخرة زيارته فقال عز وجل ( مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطاعَ اللَّهَ وقال إِنَّ الَّذِينَ يُبايِعُونَكَ إِنَّما يُبايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ ) وقال النبي ( صلى الله عليه وآله ) من زارني في حياتي أو بعد موتي فقد زار الله جل جلاله ودرجة النبي ( صلى الله عليه وآله ) في الجنة أرفع الدرجات فمن زاره إلى درجته في الجنة من منزله فقد زار الله تبارك وتعالى قال فقلت له يا ابن رسول الله فما معنى الخبر الذي رووه أن ثواب لا إله إلا الله النظر إلى وجه الله فقال ( عليه السلام ) يا أبا الصلت من وصف الله بوجه كالوجوه فقد كفر ولكن وجه الله أنبياؤه ورسله وحججه ( صلى الله عليه وآله ) هم الذين بهم يتوجه إلى الله وإلى دينه ومعرفته وقال الله عز وجل ( كُلُّ مَنْ عَلَيْها فانٍ ويَبْقى وَجْهُ رَبِّكَ ) وقال عز وجل ( كُلُّ شيء هالِكٌ إِلا وَجْهَهُ ) فالنظر إلى أنبياء الله ورسله وحججه ( عليه السلام ) في درجاتهم ثواب عظيم للمؤمنين يوم القيامة .
  وقد قال النبي ( صلى الله عليه وآله ) من أبغض أهل بيتي وعترتي لم يرني ولم أره يوم القيامة وقال إن فيكم من لا يراني بعد أن يفارقني يا أبا الصلت إن الله تبارك وتعالى لا يوصف بمكان ولا يدرك بالأبصار والأوهام قال فقلت له يا ابن رسول الله فأخبرني عن الجنة والنار أ هما اليوم مخلوقتان فقال نعم وإن رسول الله قد دخل الجنة ورأى النار لما عرج به إلى السماء قال فقلت له فإن قوما يقولون إنهما اليوم مقدرتان غير مخلوقتين فقال ( عليه السلام ) ما أولئك منا ولا نحن منهم من أنكر خلق الجنة والنار فقد كذب النبي ( صلى الله عليه وآله ) وكذبنا وليس من ولايتنا على شيء وخلد في نار جهنم قال الله عز وجل ( هذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي يُكَذِّبُ بِهَا الْمُجْرِمُونَ يَطُوفُونَ بَيْنَها وبَيْنَ حَمِيمٍ آنٍ) وقال النبي ( صلى الله عليه وآله ) لما عرج بي إلى السماء أخذ بيدي جبرئيل فأدخلني الجنة فناولني من رطبها فأكلته فتحول ذلك نطفة في صلبي فلما هبطت إلى الأرض واقعت خديجة فحملت بفاطمة ففاطمة حوراء إنسية فكلما اشتقت إلى رائحة الجنة شممت رائحة ابنتي فاطمة .

الامالي او المجالسي _311 _

8 ـ حدثنا علي بن أحمد بن عبد الله بن أحمد بن أبي عبد الله البرقي قال حدثني أبي عن جده أحمد بن أبي عبد الله عن أبيه عن أحمد بن النضر الخزاز عن عمرو بن شمر عن جابر بن يزيد الجعفي عن أبي عبد الله الصادق ( عليه السلام ) قال جاء رجل إلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فقال يا رسول الله إني راغب في الجهاد نشيط قال فجاهد في سبيل الله فإنك إن تقتل كنت حيا عند الله ترزق وإن مت فقد وقع أجرك على الله وإن رجعت خرجت من الذنوب كما ولدت فقال يا رسول الله إن لي والدين كبيرين يزعمان أنهما يأنسان بي ويكرهان خروجي فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أقم مع والديك فو الذي نفسي بيده لأنسهما بك يوما وليلة خير من جهاد سنة .
9 ـ حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل ( رض ) قال حدثنا علي بن الحسين السعدآبادي عن أحمد بن محمد بن خالد قال حدثنا أبو القاسم الكوفي عن حنان بن سدير عن أبيه قال قلت لأبي جعفر الباقر ( عليه السلام ) هل يجزي الولد والده فقال ليس له جزاء إلا في خصلتين أن يكون الوالد مملوكا فيشتريه فيعتقه أو يكون عليه دين فيقضيه عنه .
10 ـ حدثنا أبو علي أحمد بن زياد الهمداني ( رض ) قال حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم عن محمد بن عيسى بن عبيد اليقطيني عن يونس بن عبد الرحمن عن ابن أسباط عن علي بن سالم عن أبيه عن ثابت بن أبي صفية قال نظر سيد العابدين علي بن الحسين ( عليه السلام ) إلى عبيد الله بن عباس بن علي بن أبي طالب فاستعبر ثم قال ما من يوم أشد على رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) من يوم أحد قتل فيه عمه حمزة بن عبد المطلب أسد الله وأسد رسوله وبعده يوم موتة قتل فيه ابن عمه جعفر بن أبي طالب ثم قال ( عليه السلام ) ولا يوم كيوم الحسين ( عليه السلام ) أزدلف عليه ثلاثون ألف رجل يزعمون أنهم من هذه الأمة كل يتقرب إلى الله عز وجل بدمه وهو بالله يذكرهم فلا يتعظون حتى قتلوه بغيا وظلما وعدوانا ثم قال ( عليه السلام ) رحم الله العباس فلقد آثر وأبلى وفدى أخاه بنفسه حتى قطعت يداه فأبدله الله عز وجل بهما جناحين يطير بهما مع الملائكة في الجنة كما جعل لجعفر بن أبي طالب وإن للعباس عند الله تبارك وتعالى منزلة يغبطه بها جميع الشهداء يوم القيامة .
  الحمد لله رب العالمين ( وصلى الله على خير خلقه محمد وأهل بيته الطاهرين ) وحسبنا الله ونعم الوكيل .

الامالي او المجالسي _312 _

المجلس الحادي والسبعون :

  يوم الجمعة غرة جمادى الآخر من سنة ثمان وستين وثلاثمائة .
1 ـ حدثنا الشيخ الفقيه أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي قال حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل ( رض ) قال حدثنا محمد بن أبي عبد الله الكوفي عن موسى بن عمران النخعي عن عمه الحسين بن يزيد عن إسماعيل بن مسلم قال حدثنا أبو نعيم البلخي عن مقاتل بن حيان عن عبد الرحمن بن أبزى عن أبي ذر الغفاري قال كنت آخذا بيد النبي ونحن نتماشى جميعا فما زلنا ننظر إلى الشمس حتى غابت فقلت يا رسول الله أين تغيب قال في السماء ثم ترفع من سماء إلى سماء حتى ترفع إلى السماء السابعة العليا حتى تكون تحت العرش فتخر ساجدة فتسجد معها الملائكة الموكلون بها ثم تقول يا رب من أين تأمرني أن أطلع أ من مغربي أم من مطلعي فذلك قوله عز وجل ( والشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَها ذلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ ) يعني بذلك صنع الرب العزيز في ملكه بخلقه قال فيأتيها جبرئيل بحلة ضوء من نور العرش على مقادير ساعات النهار في طوله في الصيف أو قصره في الشتاء أو ما بين ذلك في الخريف والربيع قال فتلبس تلك الحلة كما يلبس أحدكم ثيابه ثم تنطلق بها في جو السماء حتى تطلع من مطلعها قال النبي ( صلى الله عليه وآله ) فكأني بها قد حبست مقدار ثلاث ليال ثم لا تكسى ضوءا وتؤمر أن تطلع من مغربها فذلك قوله عز وجل إِذَا ( الشَّمْسُ كُوِّرَتْ وإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ ) والقمر كذلك من مطلعه ومجراه في أفق السماء ومغربه وارتفاعه إلى السماء السابعة ويسجد تحت العرش وجبرئيل يأتيه بالحلة من نور الكرسي فذلك قوله عز وجل ( هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِياءً والْقَمَرَ نُوراً ) قال أبو ذر ثم اعتزلت مع رسول الله فصلينا المغرب .
2 ـ حدثنا محمد بن علي ماجيلويه قال حدثنا محمد بن يحيى العطار قال حدثنا محمد بن أحمد بن يحيى بن عمران الأشعري عن عيسى بن محمد عن علي بن مهزيار عن عبد الله بن عمر عن عبد الله بن حماد عن أبي عبد الله الصادق جعفر بن محمد ( عليه السلام ) قال إن ذا القرنين لما انتهى إلى السد جاوزه فدخل في الظلمات فإذا هو بملك قائم على جبل طوله خمسمائة ذراع فقال له الملك يا ذا القرنين أ ما كان خلفك مسلك فقال له ذو القرنين من أنت قال أنا ملك من ملائكة الرحمن موكل بهذا الجبل فليس من جبل خلقه الله عز وجل إلا وله عرق إلى هذا الجبل فإذا أراد الله عز وجل أن يزلزل مدينة أوحى إلي فزلزلتها .

الامالي او المجالسي _313_

3 ـ وبهذا الإسناد قال قال الصادق جعفر بن محمد ( عليه السلام ) إن الصاعقة لا تصيب ذاكرا لله عز وجل .
4 ـ حدثنا أحمد بن الحسن القطان ( رض ) قال حدثنا الحسن بن علي السكري قال حدثنا محمد بن زكرياء البصري قال حدثنا محمد بن عمارة عن أبيه عن الصادق جعفر بن محمد عن أبيه ( عليه السلام ) قال إن الزلازل والكسوفين والرياح الهائلة من علامات الساعة فإذا رأيتم شيئا من ذلك فتذكروا قيام القيامة وأفزعوا إلى مساجدكم .
5 ـ حدثنا أبي قال حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري عن موسى بن جعفر بن وهب البغدادي عن علي بن معبد عن علي بن سليمان النوفلي عن فطر بن خليفة عن الصادق جعفر بن محمد ( عليه السلام ) قال لما نزلت هذه الآية ( والَّذِينَ إِذا فَعَلُوا فاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ ) صعد إبليس جبلا بمكة يقال له ثور فصرخ بأعلى صوته بعفاريته فاجتمعوا إليه فقالوا يا سيدنا لم دعوتنا قال نزلت هذه الآية فمن لها فقام عفريت من الشياطين فقال أنا لها بكذا وكذا قال لست لها فقام آخر فقال مثل ذلك فقال لست لها فقال الوسواس الخناس أنا لها قال بما ذا قال أعدهم وأمنيهم حتى يواقعوا الخطيئة فإذا واقعوا الخطيئة أنسيتهم الاستغفار فقال أنت لها فوكله بها إلى يوم القيامة .
6 ـ حدثنا الحسين بن أحمد بن إدريس ( رض ) قال حدثنا أبي قال حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى قال أخبرني محمد بن يحيى الخزاز قال حدثني موسى بن إسماعيل عن أبيه عن موسى بن جعفر عن أبيه عن آبائه عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) قال إن يهوديا كان له على رسول الله دنانير فتقاضاه فقال له يا يهودي ما عندي ما أعطيك قال فإني لا أفارقك يا محمد حتى تقضيني فقال إذا أجلس معك فجلس معه حتى صلى في ذلك الموضع الظهر والعصر والمغرب والعشاء الآخرة والغداة وكان أصحاب رسول الله يتهددونه ويتواعدونه فنظر رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) إليهم فقال ما الذي تصنعون به فقالوا يا رسول الله يهودي يحبسك فقال ( صلى الله عليه وآله ) لم يبعثني ربي عز وجل بأن أظلم معاهدا ولا غيره فلما علا النهار قال اليهودي أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله وشطر مالي في سبيل الله أما والله ما فعلت بك الذي فعلت إلا لأنظر إلى نعتك في التوراة فإني قرأت في التوراة محمد بن عبد الله مولده بمكة ومهاجره بطيبة وليس بفظ ولا غليظ ولا سخاب ولا متزين [ مترين ] بالفحش ولا قول الخنى وأنا أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله وهذا مالي فاحكم فيه بما أنزل الله وكان اليهودي كثير المال ثم قال علي ( عليه السلام ) كان فراش رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) عباءة وكانت مرفقته أدم حشوها ليف فثنيت له ذات ليلة فلما أصبح قال لقد منعني الفراش الليلة الصلاة فأمر ( صلى الله عليه وآله ) أن يجعل بطاق واحد .

الامالي او المجالسي _314_

7 ـ وبهذا الإسناد قال قال علي ( عليه السلام ) إن رسول الله دخل على ابنته فاطمة ( عليها السلام ) وإذا في عنقها قلادة فأعرض عنها فقطعتها ورمت بها فقال لها رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أنت مني يا فاطمة ثم جاء سائل فناولته القلادة ثم قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) اشتد غضب الله وغضبي على من أهرق دمي وآذاني في عترتي .
8 ـ وبهذا الإسناد قال قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) إن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بعث سرية فلما رجعوا قال مرحبا بقوم قضوا الجهاد الأصغر وبقي عليهم الجهاد الأكبر قيل يا رسول الله وما الجهاد الأكبر قال جهاد النفس ثم قال ( صلى الله عليه وآله ) أفضل الجهاد من جاهد نفسه التي بين جنبيه .
9 ـ حدثنا جعفر بن محمد بن مسرور ( رض ) قال حدثنا الحسين بن محمد بن عامر عن عمه عبد الله بن عامر عن محمد بن أبي عمير عن أبان بن عثمان عن الصادق جعفر بن محمد ( عليه السلام ) قال عاد رسول الله سلمان الفارسي في علته فقال يا سلمان إن لك في علتك ثلاث خصال أنت من الله عز وجل بذكر ودعاؤك فيه مستجاب ولا تدع العلة عليك ذنبا إلا حطته متعك الله بالعافية إلى انقضاء أجلك .
10 ـ حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني ( رض ) قال حدثنا عمر بن سهل بن إسماعيل الدينوري قال حدثنا زيد بن إسماعيل الصائغ قال حدثنا معاوية بن هشام عن سفيان عن عبد الملك بن عمير عن خالد بن ربعي قال إن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) دخل مكة في بعض حوائجه فوجد أعرابيا متعلقا بأستار الكعبة وهو يقول يا صاحب البيت البيت بيتك والضيف ضيفك ولكل ضيف من ضيفه قرى فاجعل قراي منك الليلة المغفرة فقال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) لأصحابه أما تسمعون كلام الأعرابي قالوا نعم فقال الله أكرم من أن يرد ضيفه قال فلما كان الليلة الثانية وجده متعلقا بذلك الركن وهو يقول يا عزيزا في عزك فلا أعز منك في عزك أعزني بعز عزك في عز لا يعلم أحد كيف هو أتوجه إليك وأتوسل إليك بحق محمد وآل محمد عليك أعطني ما لا يعطيني أحد غيرك واصرف عني ما لا يصرفه أحد غيرك قال فقال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) لأصحابه هذا والله الاسم الأكبر بالسريانية أخبرني به حبيبي رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) سأله الجنة فأعطاه وسأله صرف النار وقد صرفها عنه قال فلما كان الليلة الثالثة وجده وهو متعلق بذلك الركن وهو يقول يا من لا يحويه مكان ولا يخلو منه مكان بلا كيفية كان ارزق الأعرابي أربعة آلاف درهم قال فتقدم إليه أمير المؤمنين ( عليه السلام ) .

الامالي او المجالسي _315_
  فقال يا أعرابي سألت ربك القرى فقراك وسألته الجنة فأعطاك وسألته أن يصرف عنك النار وقد صرفها عنك وفي هذه الليلة تسأله أربعة آلاف درهم قال الأعرابي من أنت قال أنا علي بن أبي طالب قال الأعرابي أنت والله بغيتي وبك أنزلت حاجتي قال سل يا أعرابي قال أريد ألف درهم للصداق وألف درهم أقضي به ديني وألف درهم أشتري به دارا وألف درهم أتعيش منه قال أنصفت يا أعرابي فإذا خرجت من مكة فسل عن داري بمدينة الرسول ( صلى الله عليه وآله ) فأقام الأعرابي بمكة أسبوعا وخرج في طلب أمير المؤمنين إلى مدينة الرسول ونادى من يدلني على دار أمير المؤمنين علي ( عليه السلام ) فقال الحسين بن علي من بين الصبيان أنا أدلك على دار أمير المؤمنين وأنا ابنه الحسين بن علي .
  فقال الأعرابي من أبوك قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) قال من أمك قال فاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين قال من جدك قال رسول الله محمد بن عبد الله بن عبد المطلب قال من جدتك قال خديجة بنت خويلد قال من أخوك قال أبو محمد الحسن بن علي قال قد أخذت الدنيا بطرفيها امش إلى أمير المؤمنين وقل له إن الأعرابي صاحب الضمان بمكة على الباب قال فدخل الحسين بن علي ( عليه السلام ) وقال يا أبة أعرابي بالباب يزعم أنه صاحب الضمان بمكة قال فقال يا فاطمة عندك شيء يأكله الأعرابي قالت اللهم لا قال فتلبس أمير المؤمنين ( عليه السلام ) وخرج وقال ادعوا إلي أبا عبد الله سلمان الفارسي قال فدخل إليه سلمان الفارسي فقال يا أبا عبد الله اعرض الحديقة التي غرسها رسول الله لي على التجار قال فدخل سلمان إلى السوق وعرض الحديقة فباعها باثني عشر ألف درهم وأحضر المال وأحضر الأعرابي فأعطاه أربعة آلاف درهم وأربعين درهما نفقة ووقع الخبر إلى سؤال المدينة فاجتمعوا ومضى رجل من الأنصار إلى فاطمة فأخبرها بذلك فقالت آجرك الله في ممشاك فجلس علي ( عليه السلام ) والدراهم مصبوبة بين يديه حتى اجتمع إليه أصحابه فقبض قبضة قبضة وجعل يعطي رجلا رجلا حتى لم يبق معه درهم واحد .
  فلما أتى المنزل قالت له فاطمة ( عليه السلام ) يا ابن عم بعت الحائط الذي غرسه لك والدي قال نعم بخير منه عاجلا وآجلا قالت فأين الثمن قال دفعته إلى أعين استحييت أن أذلها بذل المسألة قبل أن تسألني قالت فاطمة أنا جائعة وابناي جائعان ولا أشك إلا وأنك مثلنا في الجوع لم يكن لنا منه درهم وأخذت بطرف ثوب علي ( عليه السلام ) فقال علي يا فاطمة خليني فقالت لا والله أو يحكم بيني وبينك أبي فهبط جبرئيل على رسول الله فقال يا محمد السلام يقرئك السلام ويقول اقرأ عليا مني السلام وقل لفاطمة ليس لك أن تضربي على يديه ولا تلزمي بثوبه فلما أتى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) منزل علي ( عليه السلام ) وجد فاطمة ملازمة لعلي فقال لها يا بنية ما لك ملازمة .

الامالي او المجالسي _316 _

  لعلي قالت يا أبة باع الحائط الذي غرسته له باثني عشر ألف درهم ولم يحبس لنا منه درهما نشتري به طعاما فقال يا بنية إن جبرئيل يقرئني من ربي السلام ويقول اقرأ عليا من ربه السلام وأمرني أن أقول لك ليس لك أن تضربي على يديه ولا تلزمي بثوبه قالت فاطمة فإني أستغفر الله ولا أعود أبدا قالت فاطمة ( عليه السلام ) فخرج أبي ( عليه السلام ) في ناحية وزوجي علي في ناحية فما لبث أن أتى أبي ( صلى الله عليه وآله ) ومعه سبعة دراهم سود هجرية فقال يا فاطمة أين ابن عمي فقلت له خرج فقال رسول الله هاك هذه الدراهم فإذا جاء ابن عمي فقولي له يبتاع لكم بها طعاما فما لبثت إلا يسيرا حتى جاء علي ( عليه السلام ) فقال رجع ابن عمي فإني أجد رائحة طيبة قالت نعم وقد دفع إلي شيئا تبتاع لنا به طعاما قال علي ( عليه السلام ) هاتيه فدفعت إليه سبعة دراهم سود هجرية .
  فقال بسم الله والحمد لله كثيرا طيبا وهذا من رزق الله عز وجل ثم قال يا حسن قم معي فأتيا السوق فإذا هما برجل واقف وهو يقول من يقرض الملي الوفي قال يا بني تعطيه قال إي والله يا أبة فأعطاه علي ( عليه السلام ) الدراهم فقال الحسن يا أبتاه أعطيته الدراهم كلها قال نعم يا بني إن الذي يعطي القليل قادر على أن يعطي الكثير قال فمضى علي ( عليه السلام ) بباب رجل يستقرض منه شيئا فلقيه أعرابي ومعه ناقة فقال يا علي اشتر مني هذه الناقة قال ليس معي ثمنها قال فإني أنظرك به إلى القبض قال بكم يا أعرابي قال بمائة درهم قال علي ( عليه السلام ) خذها يا حسن فأخذها فمضى علي فلقيه أعرابي آخر المثال واحد والثياب مختلفة فقال يا علي تبيع الناقة قال علي ( عليه السلام ) وما تصنع بها قال أغزو عليها أول غزوة يغزوها ابن عمك قال إن قبلتها فهي لك بلا ثمن قال معي ثمنها وبالثمن أشتريها فبكم اشتريتها قال بمائة درهم قال الأعرابي فلك سبعون ومائة درهم .
  قال علي ( عليه السلام ) خذ السبعين والمائة وسلم الناقة المائة للأعرابي الذي باعنا الناقة والسبعون لنا نبتاع بها شيئا فأخذ الحسن ( عليه السلام ) الدراهم وسلم الناقة قال علي ( عليه السلام ) فمضيت أطلب الأعرابي الذي ابتعت منه الناقة لأعطيه ثمنها فرأيت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) جالسا في مكان لم أره فيه قبل ذلك ولا بعده على قارعة الطريق فلما نظر النبي ( صلى الله عليه وآله ) إلي تبسم ضاحكا حتى بدت نواجذه قال علي أضحك الله سنك وبشرك بيومك فقال يا أبا الحسن إنك تطلب الأعرابي الذي باعك الناقة لتوفيه الثمن فقلت إي والله فداك أبي وأمي فقال يا أبا الحسن الذي باعك الناقة جبرئيل والذي اشتراها منك ميكائيل والناقة من نوق الجنة والدراهم من عند رب العالمين عز وجل فأنفقها في خير ولا تخف إقتارا .

الامالي او المجالسي _317 _

المجلس الثاني والسبعون :

  يوم الثلاثاء لخمس خلون من جمادى الآخرة من سنة ثمان وستين وثلاثمائة .
1 ـ حدثنا الشيخ الفقيه أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي قال حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق ( رض ) قال حدثنا أبو أحمد عبد العزيز بن يحيى بن أحمد بن عيسى الجلودي البصري قال حدثنا محمد بن سهل قال حدثنا الخضر بن أبي فاطمة البلخي قال حدثنا وهيب بن نافع قال حدثني كادح عن الصادق جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه عن علي ( عليه السلام ) في قوله عز وجل سلام على آل ياسين قال ياسين محمد ( صلى الله عليه وآله ) ونحن آل ياسين .
2 ـ حدثنا محمد بن إبراهيم قال حدثنا عبد العزيز بن يحيى قال حدثني الحسين بن معاذ قال حدثنا سليمان بن داود قال حدثنا الحكم بن ظهير عن السندي عن أبي مالك في قوله عز وجل سلام على آل ياسين قال ياسين محمد ( صلى الله عليه وآله ) .
3 ـ حدثنا أبي قال حدثنا عبد الله بن الحسن المؤدب عن أحمد بن علي الأصبهاني قال أخبرني محمد بن أبي عمر النهدي قال حدثني أبي عن محمد بن مروان عن محمد بن السائب عن أبي صالح عن ابن عباس في قوله عز وجل سلام على آل ياسين قال على آل محمد ( صلى الله عليه وآله ) .
4 ـ حدثنا أبي ( رض ) قال حدثنا عبد الله بن الحسن المؤدب عن أحمد بن علي الأصبهاني عن إبراهيم بن محمد الثقفي قال أخبرنا مخول بن إبراهيم قال حدثنا عبد الجبار بن العباس الهمداني عن عمار أبي معاوية الدهني عن عمرة ابنة أفعى قالت سمعت أم سلمة ( رض ) تقول نزلت هذه الآية في بيتي ( إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ ويُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ) قالت وفي البيت سبعة رسول الله وجبرئيل وميكائيل وعلي وفاطمة والحسن والحسين ( صلى الله عليه وآله ) قالت وأنا على الباب فقلت يا رسول الله ألست من أهل البيت قال إنك من أزواج النبي وما قال إنك من أهل البيت .
5 ـ وبهذا الإسناد عن إبراهيم بن محمد الثقفي قال أخبرنا إسماعيل بن أبان الأزدي قال حدثنا عبد الله بن خراش الشيباني عن العوام بن حوشب عن التميمي قال دخلت على عائشة فحدثتنا أنها رأت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) دعا عليا وفاطمة والحسن والحسين ( عليه السلام ) فقال اللهم هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا .

الامالي او المجالسي _318 _

6 ـ حدثنا أبي قال حدثنا الحسين بن محمد بن عامر عن المعلى بن محمد البصري عن جعفر بن سليمان عن عبد الله بن الحكم عن أبيه عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال قال النبي ( صلى الله عليه وآله ) إن عليا وصيي وخليفتي وزوجته فاطمة سيدة نساء العالمين ابنتي والحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة ولداي من والاهم فقد والاني ومن عاداهم فقد عاداني ومن ناواهم فقد ناواني ومن جفاهم فقد جفاني ومن برهم فقد برني وصل الله من وصلهم وقطع من قطعهم ونصر من نصرهم وأعان من أعانهم وخذل من خذلهم اللهم من كان له من أنبيائك ورسلك ثقل وأهل بيت فعلي وفاطمة والحسن والحسين أهل بيتي وثقلي أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا .
7 ـ حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل قال حدثنا محمد بن أبي عبد الله الكوفي قال حدثنا موسى بن عمران النخعي عن عمه الحسين بن يزيد النوفلي عن علي بن سالم عن أبيه عن ثابت بن أبي صفية عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) من سره أن يجمع الله له الخير كله فليوال عليا بعدي وليوال أولياءه وليعاد أعداءه .
8 ـ حدثنا أحمد بن الحسن القطان قال حدثنا العباس بن الفضل قال حدثنا أبو زرعة قال حدثنا عثمان بن محمد بن أبي شيبة العبسي قال حدثنا عبد الله بن النمير عن الحارث بن حصيرة عن أبي سليمان زيد بن وهب عن عبد الله بن عباس قال قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ولايتي وولاية أهل بيتي أمان من النار .
9 ـ حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى العطار قال حدثنا أبي عن جعفر بن محمد الفزاري عن عباد بن يعقوب عن منصور بن أبي نويرة [ منصور بن نويرة ] عن أبي بكر بن عياش عن أبي قدامة الفداني قال قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) من من الله عليه بمعرفة أهل بيتي وولايتهم فقد جمع الله له الخير كله .
10 ـ حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل قال حدثنا محمد بن أبي عبد الله الكوفي قال حدثنا موسى بن عمران النخعي عن عمه الحسين بن يزيد النوفلي عن الحسن بن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير قال قال الصادق جعفر بن محمد ( عليه السلام ) من أقام فرائض الله واجتنب محارم الله وأحسن الولاية لأهل بيت نبي الله وتبرأ من أعداء الله عز وجل فليدخل من أي أبواب الجنة الثمانية شاء .

الامالي او المجالسي _319 _

11 ـ حدثنا الحسين بن علي بن شعيب الجوهري قال حدثنا عيسى بن محمد العلوي قال حدثنا الحسين بن الحسن الحميري [ الحيري ] بالكوفة قال حدثنا الحسن بن الحسين العرني عن عمرو بن جميع عن أبي المقدام قال قال الصادق ( عليه السلام ) جعفر بن محمد نزلت هاتان الآيتان في أهل ولايتنا وأهل عداوتنا ( فَأَمَّا إِنْ كانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ فَرَوْحٌ ورَيْحانٌ ) يعني في قبره وجنة نعيم يعني في ( الآخرة وأَمَّا إِنْ كانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ فَنُزُلٌ مِنْ حَمِيمٍ ) يعني في قبره وتصلية جحيم يعني في الآخرة .
12 ـ حدثنا أبي ومحمد بن الحسن ( رض ) قالا حدثنا سعد بن عبد الله عن أحمد بن محمد بن خالد قال حدثنا أبو القاسم عبد الرحمن الكوفي وأبو يوسف يعقوب بن يزيد الأنباري الكاتب عن أبي محمد عبد الله بن محمد الغفاري عن الحسين بن زيد عن الصادق جعفر بن محمد ( عليه السلام ) عن أبيه عن آبائه ( عليهم السلام ) قال قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) من أحبنا أهل البيت فليحمد الله على أول النعم قيل وما أول النعم قال طيب الولادة ولا يحبنا إلا من طابت ولادته .
13 ـ حدثنا علي بن أحمد بن عبد الله البرقي قال حدثنا أبي عن أحمد بن أبي عبد الله عن محمد بن عيسى بن عبيد عن أبي محمد الأنصاري عن غير واحد عن أبي جعفر الباقر ( عليه السلام ) قال من أصبح يجد برد حبنا على قلبه فليحمد الله على بادئ النعم قيل وما بادئ النعم فقال طيب المولد .
14 ـ حدثنا الحسين بن إبراهيم بن ناتانة قال حدثنا علي بن إبراهيم عن أبيه إبراهيم بن هاشم عن محمد بن أبي عمير عن أبي زياد النهدي عن عبيد الله بن صالح عن زيد بن علي عن أبيه علي بن الحسين عن أبيه الحسين بن علي عن أبيه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) قال قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يا علي من أحبني وأحبك وأحب الأئمة من ولدك فليحمد الله على طيب مولده فإنه لا يحبنا إلا من طابت ولادته ولا يبغضنا إلا من خبثت ولادته .
15 ـ حدثنا أحمد بن محمد بن إسحاق قال أخبرني إسماعيل بن إبراهيم الحلواني قال حدثنا أحمد بن منصور زاج قال حدثنا هدبة بن عبد الوهاب قال حدثنا سعد بن عبد الحميد بن جعفر قال حدثنا عبد الله بن زياد اليماني عن عكرمة بن عمار عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس بن مالك قال قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) نحن بنو عبد المطلب سادة أهل الجنة رسول الله وحمزة سيد الشهداء وجعفر ذو الجناحين وعلي وفاطمة والحسن والحسين والمهدي ( عليه السلام ) .

الامالي او المجالسي _320 _

16 ـ حدثنا علي بن عبد الله الوراق قال حدثنا سعد بن عبد الله بن أبي خلف الأشعري قال حدثنا الهيثم بن أبي مسروق النهدي عن الحسين بن علوان عن عمرو بن خالد عن سعد بن طريف عن الأصبغ بن نباتة قال قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول أنا سيد ولد آدم وأنت يا علي والأئمة من بعدك سادة أمتي من أحبنا فقد أحب الله ومن أبغضنا فقد أبغض الله ومن والانا فقد والى الله ومن عادانا فقد عادى الله ومن أطاعنا فقد أطاع الله ومن عصانا فقد عصى الله .
17 ـ حدثنا أبي قال حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري عن أحمد بن محمد بن عيسى عن أبيه عن يونس بن عبد الرحمن عن منصور الصيقل عن الصادق جعفر بن محمد عن آبائه ( عليهم السلام ) قال قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) لما أسري بي إلى السماء عهد إلى ربي في علي ( عليه السلام ) ثلاث كلمات فقال يا محمد فقلت لبيك ربي فقال إن عليا إمام المتقين وقائد الغر المحجلين ويعسوب المؤمنين .
18 ـ حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني قال حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم عن جعفر بن سلمة الأهوازي عن إبراهيم بن محمد الثقفي قال حدثنا أحمد بن عمران بن محمد بن أبي ليلى الأنصاري قال حدثنا الحسن بن عبد الله عن خالد بن عيسى الأنصاري عن عبد الرحمن بن أبي ليلى رفعه قال قال رسول الله الصديقون ثلاثة حبيب النجار مؤمن آل ياسين الذي يقول اتبعوا المرسلين اتبعوا من لا يسئلكم أجرا وهم مهتدون وحزقيل مؤمن آل فرعون وعلي بن أبي طالب ( عليه السلام ) وهو أفضلهم .
19 ـ وبهذا الإسناد عن إبراهيم بن محمد الثقفي قال أخبرني محمد بن أبي علي [ محمد بن علي ] قال حدثنا العباس بن عبد الله عن عبد الرحمن بن الأسود عن عبد الرحمن بن مسعود عن علي ( عليه السلام ) قال قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أحب أهل بيتي إلي وأفضل من أترك بعدي علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) .
20 ـ وبهذا الإسناد عن إبراهيم بن محمد الثقفي قال حدثنا الحكم بن سليمان قال حدثنا علي بن هاشم عن عمرو بن حريث الأشجعي عن بردعة بن عبد الرحمن عن أبي الخليل عن سلمان قال دخلت على رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) عند الموت فقال علي بن أبي طالب أفضل من تركت بعدي .

الامالي او المجالسي _321 _

21 ـ حدثنا أبي قال حدثنا عبد الله بن الحسن المؤدب عن أحمد بن علي الأصبهاني عن إبراهيم بن محمد الثقفي قال حدثنا عبد الرحمن بن أبي هاشم قال حدثنا يحيى بن الحسين عن سعد بن طريف عن الأصبغ بن نباتة عن سلمان الفارسي قال سمعت رسول الله يقول يا معاشر المهاجرين والأنصار أ لا أدلكم على ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبدا قالوا بلى يا رسول الله قال هذا علي أخي ووصيي ووزيري ووارثي وخليفتي إمامكم فأحبوه لحبي وأكرموه لكرامتي فإن جبرئيل أمرني أن أقوله لكم .
22 ـ حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد ( رض ) قال حدثنا أحمد بن العلوية عن إبراهيم بن محمد قال حدثنا المسعودي قال حدثنا علي بن القسم الكندي عن سعد بن طالب عن عثمان بن القاسم الأنصاري عن زيد بن أرقم قال قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ألا أدلكم على ما إن استدللتم به لم تهلكوا ولم تضلوا [ لن تهلكوا ولن تضلوا ] قالوا بلى يا رسول الله قال إن إمامكم ووليكم علي بن أبي طالب فوازروه وناصحوه وصدقوه فإن جبرئيل أمرني بذلك .
23 ـ حدثنا محمد بن عمر الحافظ بمدينة السلام قال حدثنا محمد بن القاسم بن زكريا أبو عبد الله والحسين بن علي السكوني قالا حدثنا محمد بن الحسن السكوني قال حدثنا صالح بن أبي الأسود عن أبي المطهر المذاري عن سلام الجعفي عن أبي جعفر الباقر ( عليه السلام ) عن أبي برزة عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) قال إن الله عز وجل عهد إلي في علي ( عليه السلام ) عهدا قلت يا رب بينه لي قال اسمع قلت قد سمعت قال إن عليا راية الهدى وإمام أوليائي ونور من أطاعني وهو الكلمة التي ألزمتها المتقين من أحبه أحبني ومن أطاعه أطاعني .
24 ـ حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد ( رض ) قال حدثنا محمد بن الحسن الصفار عن أحمد بن محمد بن عيسى عن محمد بن سنان عن أبي مالك الحضرمي عن إسماعيل بن جابر عن أبي جعفر الباقر ( عليه السلام ) في حديث طويل يقول فيه إن الله تبارك وتعالى لما أسرى نبيه ( صلى الله عليه وآله ) قال له يا محمد إنه قد انقضت نبوتك وانقطع أكلك فمن لأمتك من بعدك فقلت يا رب إني قد بلوت خلقك فلم أجد أحدا أطوع لي من علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) فقال عز وجل ولي يا محمد فأبلغه أنه راية الهدى وإمام أوليائي ونور لمن أطاعني .

الامالي او المجالسي _322 _

25 ـ حدثنا محمد بن عمر الحافظ بمدينة السلام قال حدثنا محمد بن عمرو بن رفيع الباهلي قال حدثنا أبو غسان المسمعي قال حدثنا عبد الملك بن الصباح قال حدثنا عمران بن جرير عن الحسن قال قال عمر إني لا أرى في القوم أحدا أحرى أن يحملهم على كتاب الله وسنة نبيه منه يعني علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) .
26 ـ حدثنا محمد بن عمر قال حدثنا محمد بن الحسين قال حدثنا أحمد بن غنم بن حكيم قال حدثنا شريح بن مسلمة قال حدثنا إبراهيم بن يوسف عن عبد الجبار عن الأعشى الثقفي عن أبي صادق قال قال علي ( عليه السلام ) هي لنا أو فينا هذه الآية ( ونُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ ونَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً ونَجْعَلَهُمُ الْوارِثِينَ ) .
27 ـ حدثنا محمد بن علي ماجيلويه قال حدثنا محمد بن يحيى العطار قال حدثنا جعفر بن محمد الكوفي قال حدثنا محمد بن الحسين بن زيد عن عبد الله بن الفضل عن الصادق جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه ( عليه السلام ) قال قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ليلة أسري بي إلى السماء كلمني ربي جل جلاله فقال يا محمد فقلت لبيك ربي فقال علي حجتي بعدك على خلقي وإمام أهل طاعتي من أطاعه أطاعني ومن عصاه عصاني فانصبه لأمتك يهتدون به بعدك .

المجلس الثالث والسبعون :

  يوم الجمعة لثمان خلون من جمادى الآخرة من سنة ثمان وستين وثلاث مائة .
1- حدثنا الشيخ الفقيه أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي (ره) قال حدثنا أبي ومحمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد وجعفر بن محمد بن مسرور رض قالوا حدثنا الحسين بن محمد بن عامر عن عمه عبد الله بن عامر عن محمد بن أبي عمير عن مرازم بن حكيم عن أبي بصير قال قال أبو عبد الله الصادق (عليه السلام) لرجل من أصحابه أ لا أخبرك كيف كان سبب إسلام سلمان وأبي ذر (ره)

الامالي او المجالسي _323_

  فقال الرجل وا حظاه أما إسلام سلمان فقد علمت فأخبرني كيف كان سبب إسلام أبي ذر فقال أبو عبد الله الصادق ( عليه السلام ) إن أبا ذر رحمة الله عليه كان في بطن مر يرعى غنما له إذ جاء ذئب عن يمين غنمه فهش أبو ذر بعصاه عليه فجاء الذئب عن يسار غنمه فهش أبو ذر بعصاه عليه ثم قال له والله ما رأيت ذئبا أخبث منك ولا شرا فقال الذئب شر والله مني أهل مكة بعث الله إليهم نبيا فكذبوه وشتموه فوقع كلام الذئب في أذن أبي ذر فقال لأخته هلمي مزودي وأدواتي وعصاي ثم خرج يركض حتى دخل مكة فإذا هو بحلقة مجتمعين فجلس عليهم فإذا هم يشتمون النبي ويسبونه كما قال الذئب فقال أبو ذر هذا والله أخبرني به الذئب فما زالت هذه حالتهم حتى إذا كان آخر النهار وأقبل أبو طالب قال بعضهم لبعض كفوا فقد جاء عمه فلما دنا منهم أكرموه وعظموه فلم يزل أبو طالب متكلمهم وخطيبهم إلى أن تفرقوا فلما قام أبو طالب تبعته فالتفت إلي فقال ما حاجتك فقلت هذا النبي المبعوث فيكم قال وما حاجتك إليه فقال له أبو ذر أؤمن به وأصدقه ولا يأمرني بشيء إلا أطعته فقال أبو طالب تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله قال فقلت نعم أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله قال فقال إذا كان غدا في هذه الساعة فائتني قال فلما كان من الغد جاء أبو ذر فإذا الحلقة مجتمعون وإذا هم يسبون النبي ويشتمونه كما قال فجلس معهم حتى أقبل أبو طالب فقال بعضهم لبعض كفوا وقد جاء عمه فكفوا فجاء أبو طالب فجلس فما زال متكلمهم وخطيبهم إلى أن قام فلما قام تبعه أبو ذر فالتفت إليه أبو طالب فقال ما حاجتك .
  فقال هذا النبي المبعوث فيكم قال وما حاجتك إليه قال فقال له أؤمن به وأصدقه ولا يأمرني بشيء إلا أطعته فقال أبو طالب تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله فقال نعم أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله قال فرفعني إلى بيت فيه جعفر بن أبي طالب قال فلما دخلت سلمت فرد علي السلام ثم قال ما حاجتك قال فقلت هذا النبي المبعوث فيكم قال وما حاجتك إليه قلت أؤمن به وأصدقه ولا يأمرني بشيء إلا أطعته قال تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله قال قلت أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله فرفعني إلى بيت فيه حمزة بن عبد المطلب فلما دخلت سلمت فرد علي السلام ثم قال ما حاجتك فقلت هذا النبي ( صلى الله عليه وآله ) المبعوث فيكم قال وما حاجتك إليه قلت أؤمن به وأصدقه ولا يأمرني بشيء إلا أطعته قال تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله قال قلت أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله قال فرفعني إلى بيت فيه علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) فلما دخلت سلمت فرد علي السلم ثم قال ما حاجتك قلت هذا النبي المبعوث فيكم قال وما حاجتك إليه قلت أؤمن به وأصدقه ولا يأمرني بشيء إلا أطعته قال تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله قال قلت أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله قال فرفعني إلى بيت فيه رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وهو إذا نور على نور فلما دخلت سلمت فرد علي السلام ثم قال ما حاجتك قلت هذا النبي المبعوث فيكم قال وما حاجتك إليه فقلت أؤمن به وأصدقه ولا يأمرني بشيء إلا أطعته قال تشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا رسول الله قلت أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا رسول الله فقال ( صلى الله عليه وآله ) أنا رسول الله يا أبا ذر انطلق إلى بلادك فإنك تجد ابن عم لك قد مات فخذ ماله وكن بها حتى يظهر أمري قال أبو ذر فانطلقت إلى بلادي فإذا ابن عم لي قد مات وخلف مالا كثيرا في ذلك الوقت الذي أخبرني فيه رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فاحتويت على ماله وبقيت ببلادي حتى ظهر أمر رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فأتيته .

الامالي او المجالسي _324_

2 ـ حدثنا أبي قال حدثنا سعد بن عبد الله عن يعقوب بن يزيد عن محمد بن أبي عمير عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله جعفر بن محمد الصادق ( عليه السلام ) قال شاهد الزور لا تزول قدماه حتى تجب له النار .
3 ـ حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد ( رض ) قال حدثنا محمد بن الحسن الصفار عن أحمد بن محمد بن عيسى عن علي بن الحكم عن أبان بن الأحمر عن صالح بن ميثم عن أبي جعفر الباقر ( عليه السلام ) قال ما من رجل يشهد شهادة زور على رجل مسلم ليقطعه إلا كتب الله عز وجل مكانه صكا إلى النار .
4 ـ حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل قال حدثنا علي بن الحسين السعدآبادي عن أحمد بن محمد بن خالد عن عبد الرحمن بن أبي نجران عن أبي جميلة عن جابر بن يزيد الجعفي عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر عن آبائه ( عليهم السلام ) قال قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) من كتم شهادة أو شهد بها ليهدر بها دم امرئ مسلم أو ليزوي مال امرئ مسلم أتى يوم القيامة ولوجهه ظلمة مد البصر وفي وجهه كدوح يعرفه الخلائق باسمه ونسبه ومن شهد شهادة حق ليحيي بها حق امرئ مسلم أتى يوم القيامة ولوجهه نور مد بصر يعرفه الخلائق باسمه ونسبه ثم قال أبو جعفر ( عليه السلام ) ألا ترى أن الله عز وجل يقول وأقيموا الشهادة الله.
5 ـ حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى العطار رضي الله عنه قال حدثنا أبي قال حدثنا أحمد بن أبي عبد الله البرقي عن أبيه عن محمد بن سنان عن أبي الجارود عن رجل من عبد القيس عن سلمان أنه مر على المقابر فقال السلام عليكم يا أهل القبور من المؤمنين والمسلمين يا أهل الديار هل علمتم أن اليوم جمعة فلما انصرف إلى منزله ونام وملكته عيناه أتاه آت فقال وعليك السلام يا أبا عبد الله تكلمت فسمعنا وسلمت فرددنا وقلت هل تعلمون أن اليوم جمعة وقد علمنا ما تقول الطير في يوم الجمعة قال وما تقول الطير في يوم الجمعة قال تقول قدوس قدوس ربنا الرحمن الملك ما يعرف عظمة ربنا من يحلف باسمه كاذبا .
6 ـ حدثنا الحسين بن أحمد بن إدريس ( رض ) قال حدثنا أبي قال حدثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن حماد بن عيسى عن الحسين بن المختار عن أبي عبد الله جعفر بن محمد الصادق ( عليه السلام ) قال إن الله تبارك وتعالى ليبغض المنفق سلعته بالأيمان .
7 ـ وبهذا الإسناد عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن عثمان بن عيسى عن أبي أيوب الخزاز عن أبي عبد الله الصادق ( عليه السلام ) قال من حلف بالله فليصدق ومن لم يصدق فليس من الله ومن حلف له بالله فليرض ومن لم يرض فليس من الله.

الامالي او المجالسي _325_

8 ـ حدثنا علي بن أحمد بن عبد الله بن أحمد بن أبي عبد الله البرقي قال حدثنا أبي عن جده أحمد بن أبي عبد الله عن الحسن بن علي بن فضال عن عبد الله بن بكير عن زرارة بن أعين قال سمعت أبا جعفر محمد بن علي الباقر ( عليه السلام ) يقول دخل رجل مسجدا فيه رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فخفف سجوده دون ما ينبغي ودون ما يكون من السجود فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) نقر كنقر الغراب لو مات على هذا مات على غير دين محمد ( صلى الله عليه وآله ) .
9 ـ حدثنا محمد بن علي ماجيلويه ( رض ) قال حدثني عمي محمد بن أبي القاسم عن محمد بن علي الكوفي القرشي عن الحسن بن علي بن فضال عن سعيد بن غزوان عن إسماعيل بن أبي زياد عن الصادق جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه ( عليهم السلام ) من أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) قال قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) لا يزال الشيطان هائبا لابن آدم ذعرا منه ما صلى الصلوات الخمس لوقتهن فإذا ضيعهن اجترأ عليه فأدخله في العظائم .
10 ـ وبهذا الإسناد عن الحسن بن علي بن فضال عن أحمد بن الحسن الميثمي عن أبي بصير قال دخلت على أم حميدة أعزيها بأبي عبد الله الصادق ( عليه السلام ) فبكت وبكيت لبكائها ثم قالت يا أبا محمد لو رأيت أبا عبد الله ( عليه السلام ) عند الموت لرأيت عجبا فتح عينيه ثم قال اجمعوا إلي كل من بيني وبينه قرابة قالت فلم نترك أحدا إلا جمعناه قالت فنظر إليهم ثم قال إن شفاعتنا لا تنال مستخفا بالصلاة .
11 ـ حدثنا أبي قال حدثنا سعد بن عبد الله قال حدثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن جعفر بن بشير عن حجر بن زائدة عن أبي عبد الله الصادق ( عليه السلام ) قال من ترك شعرة من الجنابة متعمدا فهو في النار .
12 ـ حدثنا علي بن عيسى ( رض ) قال حدثنا علي بن محمد ماجيلويه قال حدثنا أحمد بن محمد بن خالد البرقي عن محمد بن حسان السلمي عن محمد بن جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه ( عليهم السلام ) قال نزل جبرئيل على النبي ( صلى الله عليه وآله ) فقال يا محمد السلام يقرئك السلام ويقول خلقت السماوات السبع وما فيهن والأرضين السبع ومن عليهن وما خلقت موضعا أعظم من الركن والمقام ولو أن عبدا دعاني هناك منذ خلقت السماوات والأرضين ثم لقيني جاحدا لولاية علي ( عليه السلام ) لأكببته في سقر .