الامالي او المجالسي
2 ـ حدثنا الحسن بن عبد الله بن سعيد العسكري قال حدثنا محمد بن أحمد بن حمدان القشيري [ القشري ] قال حدثنا أحمد بن عيسى الكلابي قال حدثنا موسى بن إسماعيل بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) سنة خمسين [ خمس ] ومائتين قال حدثني أبي عن أبيه عن جده جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه ( عليهم السلام ) عن علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) قال قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) من قرأ في دبر صلاة الجمعة بفاتحة الكتاب مرة وقل هو الله أحد سبع مرات وفاتحة الكتاب مرة وقل أعوذ برب الفلق سبع مرات وفاتحة الكتاب مرة وقل أعوذ برب الناس سبع مرات لم تنزل به بلية ولم تصبه فتنة إلى يوم الجمعة الأخرى فإن قال اللهم اجعلني من أهل الجنة التي حشوها بركة وعمارها ملائكة مع نبينا محمد ( صلى الله عليه وآله ) وأبينا إبراهيم جمع الله بينه وبين محمد وإبراهيم في دار السلام .
( صلى الله على محمد وإبراهيم وعلى آلهما الطاهرين ) .
3 ـ حدثنا أبي ( رض ) قال حدثنا سعد بن عبد الله بن جعفر الحميري جميعا عن يعقوب بن يزيد قال حدثنا محمد بن أبي عمير عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير عن أبي حمزة الثمالي عن زين العابدين علي بن الحسين ( عليه السلام ) قال كان في بني إسرائيل رجل ينبش القبور فاعتل جار له فخاف الموت فبعث إلى النباش فقال له كيف كان جواري لك قال أحسن جوار قال فإن لي إليك حاجة قال قضيت حاجتك قال فأخرج إليه كفنين فقال أحب أن تأخذ أحبهما إليك وإذا دفنت فلا تنبشني فامتنع النباش من ذلك وأبى أن يأخذه فقال له الرجل أحب أن تأخذه فلم يزل به حتى أخذ أحبهما إليه ومات الرجل فلما دفن قال النباش هذا قد دفن فما علمه بأني تركت كفنه أو أخذته لآخذنه فأتى قبره فنبشه فسمع صائحا يقول ويصيح به لا تفعل ففزع النباش من ذلك فتركه وترك ما كان عليه وقال لولده أي أب كنت لكم قالوا نعم الأب كنت لنا قال فإن لي إليكم حاجة قالوا قل ما شئت فإنا سنصير إليه إن شاء الله قال وأحب إذا أنا مت أن تأخذوني فتحرقوني بالنار فإذا صرت رمادا فادفنوني ثم تعمدوا بي ريحا عاصفا فذروا نصفي في البر ونصفي في البحر قالوا نفعل فلما مات فعل به ولده ما أوصاهم به فلما ذروه قال الله جل جلاله للبر اجمع ما فيك وقال للبحر اجمع ما فيك فإذا الرجل قائم بين يدي الله جل جلاله فقال الله عز وجل ما حملك على ما أوصيت به ولدك أن يفعلوه بك قال حملني على ذلك وعزتك خوفك فقال الله جل جلاله فإني سأرضي خصومك وقد آمنت خوفك وغفرت لك .

الامالي او المجالسي _227_

4 ـ حدثنا جعفر بن علي بن الحسن بن علي بن عبد الله بن المغيرة الكوفي ( رض ) قال حدثني جدي الحسن بن علي عن جده عبد الله بن المغيرة عن إسماعيل بن مسلم عن الصادق جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه ( عليهم السلام ) قال قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) إذا أعد الرجل كفنه كان مأجورا كلما نظر إليه .
5 - حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى العطار قال حدثنا سعد بن عبد الله عن أحمد بن محمد بن عيسى عن أبيه عن محمد بن أبي عمير عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير عن الصادق جعفر بن محمد عن آبائه عن علي ( عليه السلام ) قال قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) إن في الجنة غرفا يرى ظاهرها من باطنها وباطنها من ظاهرها يسكنها من أمتي من أطاب الكلام وأطعم الطعام وأفشى السلام وصلى بالليل والناس نيام فقال علي ( عليه السلام ) يا رسول الله ومن يطيق هذا من أمتك فقال يا علي أ وما تدري ما أطابه الكلام من قال إذا أصبح وأمسى سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر عشر مرات وإطعام الطعام نفقة الرجل على عياله وأما الصلاة بالليل والناس نيام فمن صلى المغرب والعشاء الآخرة وصلاة الغداة في المسجد في جماعة فكأنما أحيا الليل كله وإفشاء السلام أن لا يبخل بالسلام على أحد من المسلمين .
6 ـ حدثنا الحسين بن أحمد بن أحمد بن إدريس قال حدثنا أبي عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسن بن علي بن فضال عن الحسن بن جهم عن الفضيل بن يسار قال قال الصادق جعفر بن محمد ( عليه السلام ) ما ضعف بدن عما قويت عليه النية .
7 ـ حدثنا الحسين بن إبراهيم بن ناتانة رض قال حدثنا علي بن إبراهيم عن أبيه عن الحسن بن علي بن فضال عن غالب بن عثمان عن شعيب العقرقوفي عن الصادق جعفر بن محمد ( عليه السلام ) قال من ملك نفسه إذا رغب وإذا رهب وإذا اشتهى وإذا غضب وإذا رضي حرم الله جسده على النار .

الامالي او المجالسي _228 _

8 ـ حدثنا علي بن أحمد بن موسى قال حدثنا محمد بن أبي عبد الله الكوفي عن سهل بن زياد الأدمي عن مبارك مولى الرضا علي بن موسى ( عليه السلام ) قال لا يكون المؤمن مؤمنا حتى يكون فيه ثلاث خصال سنة من ربه وسنة من نبيه وسنة من وليه فأما السنة من ربه فكتمان سره قال الله جل جلاله ( عالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلى غَيْبِهِ أَحَداً إِلا مَنِ ارْتَضى مِنْ رَسُولٍ ) وأما السنة من نبيه فمداراة الناس فإن الله عز وجل أمر نبيه بمداراة الناس فقال ( خُذِ الْعَفْوَ وأْمُرْ بِالْعُرْفِ وأَعْرِضْ عَنِ الْجاهِلِينَ ) وأما السنة من وليه فالصبر في البأساء والضراء يقول الله عز وجل ( والصَّابِرِينَ فِي الْبَأْساءِ والضَّرَّاءِ وحِينَ الْبَأْسِ أُولئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وأُولئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ ) .
9 ـ حدثنا أحمد بن هارون الفامي ( رض ) قال حدثنا محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري عن أبيه عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن الحسين بن علوان عن عمرو بن ثابت عن داود بن عبد الجبار عن جابر بن يزيد الجعفي عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر عن آبائه قال قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) للحسين ( عليه السلام ) يا حسين يخرج من صلبك رجل يقال له زيد يتخطى هو وأصحابه يوم القيامة رقاب الناس غرا محجلين يدخلون الجنة بلا حساب .
10 ـ حدثنا أحمد بن محمد بن رزمة القزويني قال حدثنا أحمد بن عيسى العلوي الحسيني قال حدثنا عباد بن يعقوب الأسدي قال حدثنا حبيب بن الأرطاة عن محمد بن ذكوان عن عمرو بن خالد قال حدثني زيد بن علي ( عليه السلام ) وهو آخذ بشعره قال حدثني أبي علي بن الحسين (عليه السلام) وهو آخذ بشعره قال حدثني الحسين بن علي وهو آخذ بشعره قال حدثني علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) وهو آخذ بشعره عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وهو آخذ بشعره قال من آذى شعرة مني فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى الله عز وجل ومن آذى الله جل وعز لعنه الله مل‏ء السماء ومل‏ء الأرض.

الامالي او المجالسي _229_

11 ـ حدثنا محمد بن علي ماجيلويه ( رض ) قال حدثني عمي محمد بن أبي القاسم قال حدثني أحمد بن أبي عبد الله البرقي عن أبيه محمد بن خالد عن خلف بن حماد الأسدي عن أبي الحسن العبدي عن الأعمش عن عباية بن ربعي قال إن شابا من الأنصار كان يأتي عبد الله بن عباس وكان عبد الله يكرمه ويدنيه فقيل له إنك تكرم هذا الشاب وتدنيه وهو شاب سوء يأتي القبور فينبشها بالليالي فقال عبد الله بن عباس إذا كان ذلك فأعلموني قال فخرج الشاب في بعض الليالي يتخلل القبور فأعلم عبد الله بن عباس بذلك فخرج لينظر ما يكون من أمره ووقف ناحية ينظر إليه من حيث لا يراه الشاب قال فدخل قبرا قد حفر ثم اضطجع في اللحد ونادى بأعلى صوته يا ويحي إذا دخلت لحدي وحدي ونطقت الأرض من تحتي فقالت لا مرحبا بك ولا أهلا قد كنت أبغضك وأنت على ظهري فكيف وقد صرت في بطني بل ويحي إذا نظرت إلى الأنبياء وقوفا والملائكة صفوفا فمن عدلك غدا من يخلصني ومن المظلومين من يستنقذني ومن عذاب النار من يجيرني عصيت من ليس بأهل أن يعصى عاهدت ربي مرة بعد أخرى فلم يجد عندي صدقا ولا وفاء وجعل يردد هذا الكلام ويبكي فلما خرج من القبر التزمه ابن عباس وعانقه ثم قال له نعم النباش نعم النباش ما أنبشك للذنوب والخطايا ثم تفرقا .
12 ـ حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق ( رض ) قال حدثنا أحمد بن محمد الهمداني مولى بني هاشم قال أخبرنا المنذر بن محمد قال حدثنا جعفر بن إسماعيل عن عبد الله بن الفضل الهاشمي عن الصادق جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عن أبيه ( عليه السلام ) قال قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) إذا كان يوم القيامة نادى مناد أين زين العابدين فكان أنظر إلى ولدي علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) يخطر بين الصفوف .
13 ـ حدثنا محمد بن أحمد السناني ( رض ) قال حدثنا محمد بن جعفر الكوفي الأسدي قال حدثنا محمد بن إسماعيل البرمكي قال حدثنا عبد الله بن أحمد قال حدثنا القاسم بن سليمان عن ثابت بن أبي صفية عن سعيد بن علاقة عن أبي سعيد عقيصا عن سيد الشهداء الحسين بن علي بن أبي طالب عن سيد الأوصياء أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) قال قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يا علي أنت أخي وأنا أخوك أنا المصطفى للنبوة وأنت المجتبى للإمامة وأنا صاحب التنزيل وأنت صاحب التأويل وأنا وأنت أبوا هذه الأمة يا علي أنت وصيي وخليفتي ووزيري ووارثي وأبو ولدي شيعتك شيعتي وأنصارك أنصاري وأولياؤك أوليائي وأعداؤك أعدائي يا علي أنت صاحبي على الحوض غدا وأنت صاحبي في المقام المحمود وأنت صاحب لوائي في الآخرة كما أنت صاحب لوائي في الدنيا لقد سعد من تولاك وشقي من عاداك وإن الملائكة لتقرب إلى الله تقدس ذكره بمحبتك وولايتك والله إن أهل مودتك في السماء لأكثر منهم في الأرض يا علي أنت أمين أمتي وحجة الله عليها بعدي قولك قولي وأمرك أمري وطاعتك طاعتي وزجرك زجري ونهيك نهيي ومعصيتك معصيتي وحزبك حزبي وحزبي حزب الله ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون .

الامالي او المجالسي _230_

المجلس الرابع والخمسون :

  يوم الثلاثاء سلخ شهر ربيع الأول من سنة ثمان وستين وثلاث مائة .
1 ـ حدثنا الشيخ الفقيه أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي قال حدثنا أحمد بن زياد جعفر الهمداني ( رض ) قال حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم عن أبيه عن نصر بن علي الجهضمي عن علي بن جعفر عن أخيه موسى بن جعفر عن أبيه جعفر بن محمد عن آبائه ( عليهم السلام ) قال قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) من أسبغ وضوءه وأحسن صلاته وأدى زكاة ماله وخزن لسانه وكف غضبه واستغفر لذنبه وأدى النصيحة لأهل بيت رسوله فقد استكمل حقائق الإيمان وأبواب الجنة مفتحة له .
2 ـ حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى العطار قال حدثنا سعد بن عبد الله قال حدثنا عبد الصمد بن محمد قال حدثنا حنان بن سدير قال حدثنا سديف المكي قال حدثني محمد بن علي الباقر ( عليه السلام ) وما رأيت محمديا قط يعدله قال حدثنا جابر بن عبد الله الأنصاري قال خطبنا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فقال أيها الناس من أبغضنا أهل البيت بعثه الله يوم القيامة يهوديا قال قلت يا رسول الله وإن صام وصلى وزعم أنه مسلم فقال وإن صام وصلى وزعم أنه مسلم .
3 ـ وبهذا الإسناد قال قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) من فارق جماعة المسلمين فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه قيل يا رسول الله وما جماعة المسلمين قال جماعة أهل الحق وإن قلوا .
4 ـ حدثنا محمد بن عمر الحافظ البغدادي قال حدثنا أحمد بن موسى قال حدثنا خلف بن سالم قال حدثنا غندر قال حدثنا عوف عن ميمون بن أبي عبد الله عن زيد بن أرقم قال كان لنفر من أصحاب رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أبواب شارعة في المسجد فقال يوما سدوا هذه الأبواب إلا باب علي فتكلم في ذلك الناس قال فقام رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فحمد الله وأثنى عليه ثم قال أما بعد فإني أمرت بسد هذه الأبواب غير باب علي فقال فيه قائلكم وإني والله ما سددت شيئا ولا فتحته ولكني أمرت بشيء فاتبعته .

الامالي او المجالسي _231_

5 ـ حدثنا محمد بن عمر البغدادي قال حدثني الحسن بن عبد الله بن محمد بن علي التميمي قال حدثني أبي قال حدثني سيدي علي بن موسى بن جعفر عن أبيه موسى بن جعفر عن أبيه جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن علي عن أبيه علي بن الحسين عن أبيه الحسين بن علي عن أبيه علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) قال قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) لا يحل لأحد أن يجنب في هذا المسجد إلا أنا وعلي وفاطمة والحسن والحسين ومن كان من أهلي فإنهم مني .
6 ـ وبهذا الإسناد عن علي قال قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) سدوا الأبواب الشارعة في المسجد إلا باب علي .
7 ـ حدثنا أحمد بن محمد بن إسحاق الدينوري قال حدثنا أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب بن علي النسائي بمصر قال أخبرني محمد بن وهب قال حدثنا مسكين بن بكير قال حدثنا شعبة عن أبي بلح [ أبي بلج ] عن عمرو بن ميمون عن ابن عباس قال أمر رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بأبواب المسجد فسدت إلا باب علي ( عليه السلام ) .
8 ـ حدثنا أحمد بن محمد بن إسحاق الدينوري قال أخبرني محمد بن محمد بن سليمان الباغندي قال حدثنا محمد بن عمر قال حدثنا عبد الله بن جعفر عن عبيد الله بن عمرو عن زيد بن أبي أنيسة عن أبي إسحاق عن العلاء عن أبي عمران عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) قال سدوا الأبواب إلى المسجد إلا باب علي ( عليه السلام ) .
9 ـ حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني ( رض ) قال حدثنا أبو سعيد الحسن بن علي العدوي قال حدثنا محمد بن تميم عن الحسن بن عبد الرحمن عن محمد بن عبد الرحمن عن الحكم بن عتبة [ عتيبة ] عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبيه قال قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) لا يؤمن عبد حتى أكون أحب إليه من نفسه وأهلي أحب إليه من أهله وعترتي أحب إليه من عترته وذاتي أحب إليه من ذاته قال فقال رجل من القوم يا أبا عبد الرحمن ما تزال تجي‏ء بالحديث يحيي الله به القلوب .

الامالي او المجالسي _232_

10 ـ حدثنا أحمد بن محمد بن رزمة القزويني قال حدثنا أحمد بن عيسى العلوي الحسيني قال حدثنا عبد الله بن يحيى قال حدثنا أبو سعيد عباد بن يعقوب قال حدثنا علي بن هاشم بن البريد عن محمد بن عبد الله بن أبي رافع عن عون بن عبد الله قال كنت مع محمد بن علي بن الحنفية في فناء داره فمر به زيد بن الحسن فرفع طرفه إليه ثم قال ليقتلن من ولد الحسين رجل يقال له زيد بن علي وليصلبن بالعراق من نظر إلى صورته فلم ينصره أكبه الله على وجهه في النار .
11 ـ حدثنا الحسين بن أحمد بن إدريس ( رض ) قال حدثنا أبي عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن الحسين بن علوان عن عمرو بن خالد عن أبي الجارود زياد بن المنذر قال إني لجالس عند أبي جعفر محمد بن علي الباقر ( عليه السلام ) إذ أقبل زيد بن علي ( عليه السلام ) فلما نظر إليه أبو جعفر (عليه السلام) وهو مقبل قال هذا سيد من أهل بيته والطالب بأوتارهم لقد أنجبت أم ولدتك يا زيد .
12 ـ حدثنا محمد بن بكران النقاش ( رض ) بالكوفة قال حدثنا أحمد بن محمد الهمداني مولى بني هاشم قال أخبرنا المنذر بن محمد قال حدثني أحمد بن رشد عن عمه سعيد بن خيثم عن أبي حمزة الثمالي قال حججت فأتيت علي بن الحسين ( عليه السلام ) فقال لي يا أبا حمزة أ لا أحدثك عن رؤيا رأيتها رأيت كأني أدخلت الجنة فأتيت بحوراء لم أر أحسن منها فبينا أنا متكئ على أريكتي إذ سمعت قائلا يقول يا علي بن الحسين ليهنك زيد يا علي بن الحسين ليهنك زيد فيهنك زيد قال أبو حمزة ثم حججت بعده فأتيت علي بن الحسين فقرعت الباب ففتح لي فدخلت فإذا هو حامل زيدا على يده أو قال حامل غلاما على يده فقال لي يا أبا حمزة هذه تأويل رؤياي من قبل قد جعلها ربي حقا .
13 ـ حدثنا أبي ( رض ) قال حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري عن إبراهيم بن هاشم عن محمد بن أبي عمير عن عبد الرحمن بن سيابة قال دفع إلي أبو عبد الله الصادق جعفر بن محمد ألف دينار وأمرني أن أقسمها في عيال من أصيب مع زيد بن علي فقسمتها فأصاب عبد الله بن الزبير أخا فضيل الرسان أربعة دنانير .
14 ـ حدثنا حمزة بن محمد العلوي( رض ) قال حدثني أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن القاسم الحسني قال حدثني أبو حصين محمد بن الحسين الوادعي القاضي قال حدثنا أحمد بن صبيح عن الحسين بن علوان عن عمرو بن ثابت عن الصادق جعفر بن محمد عن أبيه ( عليه السلام ) قال قال لي علي بن الحسين زين العابدين ( عليه السلام ) في قول الله عز وجل ( فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ ) قال العفو من غير عتاب .

الامالي او المجالسي _233_

15 ـ حدثنا أبي ( رض ) قال حدثنا سعد بن عبد الله عن يعقوب بن يزيد عن محمد بن أبي عمير عن حمزة بن حمران عن حمران بن أعين عن أبي حمزة الثمالي عن علي بن الحسين ( عليه السلام ) قال قال سلمان الفارسي كنت ذات يوم جالسا عند رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) إذ أقبل علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) فقال له أ لا أبشرك يا علي قال بلى يا رسول الله قال هذا حبيبي جبرئيل يخبرني عن الله جل جلاله أنه قد أعطى محبيك وشيعتك سبع خصال الرفق عند الموت والأنس عند الوحشة والنور عند الظلمة والأمن عند الفزع والقسط عند الميزان والجواز على الصراط ودخول الجنة قبل سائر الناس من الأمم بثمانين عاما .
16 ـ حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد قال حدثنا محمد بن الحسن الصفار قال حدثنا أيوب بن نوح قال حدثنا محمد بن أبي عمير قال حدثني محمد بن حمران عن الصادق جعفر بن محمد ( عليه السلام ) قال من قال في أخيه المؤمن ما رأته عيناه وسمعته أذناه فهو ممن قال الله عز وجل ( إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيا والآخِرَةِ ) .
17 ـ حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل ( رض ) قال حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسن بن محبوب عن عبد الرحمن بن سيابة عن الصادق جعفر بن محمد ( عليه السلام ) قال إن من الغيبة أن تقول في أخيك ما ستره الله عليه وإن من البهتان أن تقول في أخيك ما ليس فيه .
18 ـ حدثنا محمد بن علي ماجيلويه ( رض ) قال حدثنا محمد بن يحيى العطار قال حدثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن الحسن بن علي بن فضال عن علي بن النعمان عن عبد الله بن مسكان عن داود بن فرقد عن أبي شيبة الزهري عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر ( عليه السلام ) قال بئس العبد عبد يكون ذا وجهين وذا لسانين يطري أخاه شاهدا ويأكله غائبا إن أعطي حسده وإن ابتلي خذله .
19 ـ حدثنا محمد بن الحسن ( رض ) قال حدثنا أحمد بن إدريس عن محمد بن أحمد بن يحيى بن عمران الأشعري قال حدثنا موسى بن عمر البغدادي عن ابن سنان عن عون بن معين بياع القلانس عن عبد الله بن أبي يعفور قال سمعت الصادق جعفر بن محمد ( عليه السلام ) يقول من لقي الناس بوجه وعابهم بوجه جاء يوم القيامة وله لسانان من نار .

الامالي او المجالسي _234_

20 ـ حدثنا محمد بن علي بن بشار ( رض ) قال حدثنا علي بن إبراهيم بن القطان قال حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي قال حدثنا أحمد بن بكر قال حدثنا محمد بن مصعب قال حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس قال قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) طاعة السلطان واجبة ومن ترك طاعة السلطان فقد ترك طاعة الله عز وجل ودخل في نهيه إن الله عز وجل يقول ( ولا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ ) .
21 ـ حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني ( رض ) قال حدثنا علي بن إبراهيم عن أبيه إبراهيم بن هاشم قال حدثنا موسى بن إسماعيل بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) عن أبيه إسماعيل عن أبيه موسى بن جعفر ( عليه السلام ) أنه قال لشيعته يا معشر الشيعة لا تذلوا رقابكم بترك طاعة سلطانكم فإن كان عادلا فاسألوا الله إبقاءه وإن كان جائرا فاسألوا الله إصلاحه فإن صلاحكم في صلاح سلطانكم وإن السلطان العادل بمنزلة الوالد الرحيم فأحبوا له ما تحبون لأنفسكم واكرهوا له ما تكرهون لأنفسكم .
22 ـ حدثنا جعفر بن محمد بن مسرور ( رض ) قال حدثنا الحسين بن محمد بن عامر عن عمه عبد الله بن عامر عن محمد بن زياد الأزدي عن إبراهيم بن زياد الكرخي عن الصادق جعفر بن محمد ( عليه السلام ) قال علامات ولد الزناء ثلاث سوء المحضر والحنين إلى الزناء وبغضنا أهل البيت .
23 ـ وبهذا الإسناد قال قال الصادق جعفر بن محمد ( عليه السلام ) من صلى خمس صلوات في اليوم والليلة في جماعة فظنوا به خيرا وأجيزوا شهادته .
24 ـ حدثنا علي بن أحمد بن موسى الدقاق وعلي بن عبد الله الوراق جميعا قالا حدثنا محمد بن هارون الصوفي قال حدثنا أبو تراب عبيد الله بن موسى الروياني عن عبد العظيم بن عبد الله الحسني قال دخلت على سيدي علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) فلما بصر بي قال لي مرحبا بك يا أبا القاسم أنت ولينا حقا .
  قال فقلت له يا ابن رسول الله إني أريد أن أعرض عليك ديني فإن كان مرضيا ثبت عليه حتى ألقى الله عز وجل فقال هات يا أبا القاسم فقلت إني أقول إن الله تعالى واحد ليس كمثله شيء خارج من الحدين حد الإبطال وحد التشبيه وإنه ليس بجسم ولا صورة ولا عرض ولا جوهر بل هو مجسم الأجسام ومصور الصور وخالق الأعراض والجواهر ورب كل شيء ومالكه وجاعله ومحدثه وإن محمدا عبده ورسوله خاتم النبيين .

الامالي او المجالسي _235_

فلا نبي بعده إلى يوم القيامة وإن شريعته خاتمة الشرائع فلا شريعة بعدها إلى يوم القيامة وأقول إن الإمام والخليفة وولي الأمر بعده أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ثم الحسن ثم الحسين ثم علي بن الحسين ثم محمد بن علي ثم جعفر بن محمد ثم موسى بن جعفر ثم علي بن موسى ثم محمد بن علي ثم أنت يا مولاي فقال علي ( عليه السلام ) .
  ومن بعدي الحسن ابني فكيف للناس بالخلف من بعده قال فقلت وكيف ذاك يا مولاي قال لأنه لا يرى شخصه ولا يحل ذكره باسمه حتى يخرج فيملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا قال فقلت أقررت وأقول إن وليهم ولي الله وعدوهم عدو الله وطاعتهم طاعة الله ومعصيتهم معصية الله وأقول إن المعراج حق والمساءلة في القبر حق وإن الجنة حق والنار حق والصراط حق والميزان حق وإن الساعة آتية لا ريب فيها وإن الله يبعث من في القبور وأقول إن الفرائض الواجبة بعد الولاية الصلاة والزكاة والصوم والحج والجهاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فقال علي بن محمد ( عليه السلام ) يا أبا القاسم هذا والله دين الله الذي ارتضاه لعباده فاثبت عليه أثبتك الله بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة .
25 ـ حدثنا أبي ( رض ) قال حدثنا سعد بن عبد الله قال حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسن بن علي بن فضال عن علي بن عقبة عن أبيه عن أبي بصير عن الصادق جعفر بن محمد عن أبيه ( عليه السلام ) أنه ذكر عنده الغضب فقال إن الرجل ليغضب حتى ما يرضى أبدا ويدخل بذلك النار فأيما رجل غضب وهو قائم فليجلس فإنه سيذهب عنه رجز الشيطان وإن كان جالسا فليقم وأيما رجل غضب على ذي رحمه فليقم إليه وليدن منه وليمسه فإن الرحم إذا مست الرحم سكنت .
26 ـ حدثنا أبي ( رض ) قال حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري قال حدثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن الحسن بن علي بن فضال عن مثنى عن ليث بن أبي سليم قال سمعت رجلا من الأنصار يقول بينما رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) مستظل بظل شجرة في يوم شديد الحر إذ جاء رجل فنزع ثيابه ثم جعل يتمرغ في الرمضاء يكوي ظهره مرة وبطنه مرة وجبهته مرة ويقول يا نفس ذوقي فما عند الله عز وجل أعظم مما صنعت بك ورسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ينظر إلى ما يصنع ثم إن الرجل لبس ثيابه ثم أقبل فأومى إليه النبي ( صلى الله عليه وآله ) بيده ودعاه فقال له يا عبد الله لقد رأيتك صنعت شيئا ما رأيت أحدا من الناس صنعه فما حملك على ما صنعت فقال الرجل حملني على ذلك مخافة الله عز وجل وقلت لنفسي يا نفس ذوقي فما عند الله أعظم مما صنعت بك فقال النبي ( صلى الله عليه وآله ) لقد خفت ربك حق مخافته وإن ربك ليباهي بك أهل السماء ثم قال لأصحابه يا معاشر من حضر ادنوا من صاحبكم حتى يدعو لكم فدنوا منه فدعا لهم وقال لهم اللهم اجمع أمرنا على الهدى واجعل التقوى زادنا والجنة مآبنا .

الامالي او المجالسي _236 _

المجلس الخامس والخمسون :

  يوم الجمعة لأربع خلون من ربيع الآخر من سنة ثمان وستين وثلاثمائة .
1 ـ حدثنا الشيخ الفقيه أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي قال حدثنا أحمد بن الحسن القطان وعلي بن أحمد بن موسى الدقاق ومحمد بن أحمد السناني قالوا حدثنا أبو العباس أحمد بن يحيى بن زكريا القطان قال حدثنا محمد بن العباس قال حدثني أبي محمد بن أبي السري قال حدثنا أحمد بن عبد الله بن يونس عن سعد بن طريف الكناني عن الأصبغ بن نباتة قال لما جلس علي ( عليه السلام ) في الخلافة وبايعه الناس خرج إلى المسجد متعمما بعمامة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) لابسا بردة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) متنعلا نعل رسول الله (صلى الله عليه وآله) متقلدا سيف رسول الله فصعد المنبر فجلس عليه متحنكا ثم شبك بين أصابعه فوضعها أسفل بطنه .
  ثم قال يا معشر الناس سلوني قبل أن تفقدوني هذا سفط العلم هذا لعاب رسول الله هذا ما زقني رسول الله زقا زقا سلوني فإن عندي علم الأولين والآخرين أما والله لو ثنيت لي وسادة فجلست عليها لأفتيت أهل التوراة بتوراتهم حتى تنطق التوراة فتقول صدق علي ما كذب لقد أفتاكم بما أنزل الله في وأفتيت أهل الإنجيل بإنجيلهم حتى ينطق الإنجيل فيقول صدق علي ما كذب لقد أفتاكم بما أنزل الله في وأفتيت أهل القرآن بقرآنهم حتى ينطق القرآن فيقول صدق علي ما كذب لقد أفتاكم بما أنزل الله في وأنتم تتلون القرآن ليلا ونهارا فهل فيكم أحد يعلم ما نزل فيه ولو لا آية في كتاب الله عز وجل لأخبرتكم بما كان وبما يكون وبما هو كان إلى يوم القيامة وهي هذه الآية ( يَمْحُوا اللَّهُ ما يَشاءُ ويُثْبِتُ وعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتابِ ) .
  ثم قال ( عليه السلام ) سلوني قبل أن تفقدوني فو الذي فلق الحبة وبرأ النسمة لو سألتموني عن آية آية في ليل أنزلت أو في نهار أنزلت مكيها ومدنيها سفريها وحضريها ناسخها ومنسوخها ومحكمها ومتشابهها وتأويلها وتنزيلها إلا أخبرتكم فقام إليه رجل يقال له ذعلب وكان ذرب اللسان بليغا في الخطب شجاع القلب فقال لقد ارتقى ابن أبي طالب مرقاة صعبة لأخجلنه اليوم لكم في مسألتي إياه فقال يا أمير المؤمنين هل رأيت ربك فقال ويلك يا ذعلب لم أكن بالذي أعبد ربا لم أره قال فكيف رأيته صفه لنا قال ويلك لم تره العيون بمشاهدة الأبصار ولكن رأته القلوب بحقائق الإيمان ويلك يا ذعلب إن ربي لا يوصف بالبعد ولا بالحركة ولا بالسكون ولا بقيام قيام انتصاب ولا بجيئة ولا بذهاب لطيف اللطافة لا يوصف باللطف عظيم العظمة لا يوصف بالعظم كبير الكبرياء لا يوصف بالكبر جليل الجلالة لا يوصف بالغلظ رءوف الرحمة لا يوصف بالرقة مؤمن لا بعباده مدرك لا بمجسة قائل لا بلفظ هو في الأشياء على غير ممازجة خارج منها على غير مباينة فوق كل شيء ولا يقال شيء فوقه .

الامالي او المجالسي _237 _

  إمام كل شيء ولا يقال له إمام داخل في الأشياء لا كشيء في شيء داخل وخارج منها لا كشيء من شيء خارج فخر ذعلب مغشيا عليه ثم قال تالله ما سمعت بمثل هذا الجواب والله لا عدت إلى مثلها ثم قال ( عليه السلام ) سلوني قبل أن تفقدوني فقام إليه الأشعث بن قيس فقال يا أمير المؤمنين كيف تؤخذ من المجوس الجزية ولم ينزل عليهم كتاب ولم يبعث إليهم نبي فقال بلى يا أشعث قد أنزل الله عليهم كتابا وبعث إليهم نبيا وكان لهم ملك سكر ذات ليلة فدعا بابنته إلى فراشه فارتكبها فلما أصبح تسامع به قومه فاجتمعوا إلى بابه .
  فقالوا أيها الملك دنست علينا ديننا فأهلكته فاخرج نطهرك ونقم عليك الحد فقال لهم اجتمعوا واسمعوا كلامي فإن يكن لي مخرج مما ارتكبت وإلا فشأنكم فاجتمعوا فقال لهم هل علمتم أن الله عز وجل لم يخلق خلقا أكرم عليه من أبينا آدم وأمنا حواء قالوا صدقت أيها الملك قال أفليس قد زوج بنيه بناته وبناته من بنيه قالوا صدقت هذا هو الدين فتعاقدوا على ذلك فمحا الله ما في صدورهم من العلم ورفع عنهم الكتاب فهم الكفرة يدخلون النار بلا حساب والمنافقون أشد حالا منهم فقال الأشعث والله ما سمعت بمثل هذا الجواب والله لا عدت إلى مثلها أبدا ثم قال ( عليه السلام ) سلوني قبل أن تفقدوني فقام إليه رجل من أقصى المسجد متوكيا على عكازة فلم يزل يتخطى الناس حتى دنا منه فقال يا أمير المؤمنين دلني على عمل إذا أنا عملته نجاني الله من النار .
  فقال له اسمع يا هذا ثم افهم ثم استيقن قامت الدنيا بثلاثة بعالم ناطق مستعمل لعلمه وبغني لا يبخل بماله على أهل دين الله عز وجل وبفقير صابر فإذا كتم العالم علمه وبخل الغني ولم يصبر الفقير فعندها الويل والثبور وعندها يعرف العارفون بالله إن الدار قد رجعت إلى بدئها أي إلى الكفر بعد الإيمان أيها السائل فلا تغترن بكثرة المساجد وجماعة أقوام أجسادهم مجتمعة وقلوبهم شتى أيها الناس إنما الناس ثلاثة زاهد وراغب وصابر فأما الزاهد فلا يفرح بشيء من الدنيا أتاه ولا يحزن على شيء منها فاته وأما الصابر فيتمناها بقلبه فإن أدرك منها شيئا صرف عنها نفسه لما يعلم من سوء عاقبتها وأما الراغب فلا يبالي من حل أصابها أم من حرام قال يا أمير المؤمنين فما علامة المؤمن في ذلك الزمان قال ينظر إلى ما أوجب الله عليه من حق فيتولاه وينظر إلى ما خالفه فيتبرأ منه وإن كان حبيبا قريبا قال صدقت والله يا أمير المؤمنين ثم غاب الرجل فلم نره وطلبه الناس فلم يجدوه فتبسم علي ( عليه السلام ) على المنبر ثم قال ما لكم هذا أخي الخضر ( عليه السلام ) ثم قال ( عليه السلام ) سلوني قبل أن تفقدوني فلم يقم إليه أحد فحمد الله وأثنى عليه وصلى على نبيه ( صلى الله عليه وآله ) ثم قال للحسن ( عليه السلام ) يا حسن قم فاصعد المنبر فتكلم بكلام لا يجهلك قريش من بعدي .

الامالي او المجالسي _238_

  فيقولون إن الحسن لا يحسن شيئا قال الحسن ( عليه السلام ) يا أبة كيف أصعد وأتكلم وأنت في الناس تسمع وترى قال له بأبي وأمي أواري نفسي عنك وأسمع وأرى ولا تراني فصعد الحسن ( عليه السلام ) المنبر فحمد الله بمحامد بليغة شريفة وصلى على النبي وآله صلاة موجزة ثم قال أيها الناس سمعت جدي رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول أنا مدينة العلم وعلي بابها وهل تدخل المدينة إلا من بابها ثم نزل فوثب إليه علي ( عليه السلام ) فتحمله وضمه إلى صدره ثم قال للحسين يا بني قم فاصعد فتكلم بكلام لا يجهلك قريش من بعدي فيقولون إن الحسين بن علي لا يبصر شيئا وليكن كلامك تبعا لكلام أخيك فصعد الحسين ( عليه السلام ) فحمد الله وأثنى عليه وصلى على نبيه وآله صلاة موجزة ثم قال معاشر الناس سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وهو يقول إن عليا مدينة هدى فمن دخلها نجا ومن تخلف عنها هلك فوثب إليه علي ( عليه السلام ) فضمه إلى صدره وقبله ثم قال معاشر الناس اشهدوا أنهما فرخا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وهو سائلكم عنهما .
2 ـ حدثنا أبي قال حدثنا سعد بن عبد الله عن أيوب بن نوح عن محمد بن أبي عمير عن مثنى بن أبي الوليد الحناط عن أبي بصير قال قال لي أبو عبد الله الصادق ( عليه السلام ) أما تحزن أما تهتم أما تألم قلت بلى والله قال فإذا كان ذلك منك فاذكر الموت ووحدتك في قبرك وسيلان عينيك على خديك وتقطع أوصالك وأكل الدود من لحمك وبلاك وانقطاعك عن الدنيا فإن ذلك يحثك على العمل ويردعك عن كثير من الحرص على الدنيا .
3 ـ حدثنا أحمد بن علي بن إبراهيم بن هاشم قال حدثني أبي عن أبيه إبراهيم بن هاشم عن الحسن بن محبوب عن محمد بن يحيى الخثعمي عن أبي عبد الله الصادق قال إن أبا ذر مر برسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وعنده جبرئيل ( عليه السلام ) في صورة دحية الكلبي وقد استخلاه رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فلما رآهما انصرف عنهما ولم يقطع كلامهما فقال جبرئيل يا محمد هذا أبو ذر قد مر بنا ولم يسلم علينا أما لو سلم علينا لرددنا عليه يا محمد إن له دعاء يدعو به معروفا عند أهل السماء فسله عنه إذا عرجت إلى السماء فلما ارتفع جبرئيل جاء أبو ذر إلى النبي ( صلى الله عليه وآله ) فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ما منعك يا أبا ذر أن تكون قد سلمت علينا حين مررت بنا فقال ظننت يا رسول الله أن الذي كان معك دحية الكلبي قد استخليته لبعض شأنك فقال ذاك كان جبرئيل يا أبا ذر وقد قال أما لو سلم علينا لرددنا عليه فلما علم أبو ذر أنه كان جبرئيل ( عليه السلام ) دخله من الندامة ما شاء الله حيث لم يسلم فقال رسول الله ما هذا الدعاء الذي تدعو به فقد أخبرني أن لك دعاء معروفا في السماء قال نعم يا رسول الله أقول اللهم إني أسألك الإيمان بك والتصديق بنبيك والعافية عن جميع البلاء والشكر على العافية والغنى عن شرار الناس .

الامالي او المجالسي _239_

4 ـ حدثنا سليمان بن أحمد اللخمي قال حدثنا الحضرمي قال حدثنا عباد بن يعقوب قال حدثنا ثابت بن حماد عن موسى بن صهيب عن عبادة بن نسي عن عبد الله بن أبي أوفى قال آخى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بين أصحابه وترك عليا فقال له آخيت بين أصحابك وتركتني فقال والذي نفسي بيده ما أخرتك إلا لنفسي أنت أخي ووصيي ووارثي قال ما أرث منك يا رسول الله قال ما أورث النبيون قبلي أورثوا كتاب ربهم وسنة نبيهم وأنت وابناك معي في قصري في الجنة .
5 ـ حدثنا عبد الله بن محمد الصائغ ( رض ) قال حدثنا أبو حاتم محمد بن عيسى بن محمد الوسقندي قال أخبرنا أبي قال حدثنا إبراهيم بن ريزيل قال حدثنا الحكم بن سليمان الجبلي أبو محمد قال حدثنا علي بن هاشم عن مطير بن ميمون أنه سمع أنس بن مالك يقول حدثني سلمان الفارسي أن نبي الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول إن أخي ووزيري وخير من أخلفه بعدي علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) .
6 ـ حدثنا أبو عبد الله الحسين بن أحمد العلوي من ولد محمد بن علي بن أبي طالب قال حدثنا أبو الحسن علي بن أحمد بن موسى قال حدثنا أحمد بن علي قال حدثني أبو علي الحسن بن إبراهيم بن علي العباسي قال حدثني أبو سعيد عمير بن مرداس الدولقي قال حدثني جعفر بن بشير المكي قال حدثنا وكيع عن المسعودي رفعه عن سلمان الفارسي قال مر إبليس بنفر يتناولون أمير المؤمنين فوقف أمامهم فقال القوم من الذي وقف أمامنا فقال أنا أبو مرة فقالوا يا أبا مرة أ ما تسمع كلامنا فقال سوءة لكم تسبون مولاكم علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) فقالوا له من أين علمت أنه مولانا فقال من قول نبيكم ( صلى الله عليه وآله ) من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله فقالوا له فأنت من مواليه وشيعته فقال ما أنا من مواليه ولا من شيعته ولكني أحبه وما يبغضه أحد إلا شاركته في المال والولد فقالوا له يا أبا مرة فتقول في علي شيئا فقال لهم اسمعوا مني معاشر الناكثين والقاسطين والمارقين عبدت الله عز وجل في الجان اثنتي عشرة ألف سنة فلما أهلك الله الجان شكوت إلى الله عز وجل الوحدة فعرج بي إلى السماء الدنيا فعبدت الله في السماء الدنيا اثنتي عشرة ألف سنة أخرى في جملة الملائكة فبينا نحن كذلك نسبح الله عز وجل ونقدسه إذ مر بنا نور شعشعاني فخرت الملائكة لذلك النور سجدا فقالوا سبوح قدوس نور ملك مقرب أو نبي مرسل فإذا النداء من قبل الله جل جلاله لا نور ملك مقرب ولا نبي مرسل هذا نور طينة علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) .

الامالي او المجالسي _240 _

7 ـ حدثنا علي بن أحمد بن موسى ( رض ) قال حدثنا محمد بن أبي عبد الله الكوفي قال حدثنا موسى بن عمران النخعي عن إبراهيم بن الحكم عن عمرو بن جبير عن أبيه عن أبي جعفر الباقر ( عليه السلام ) قال بعث رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) عليا إلى اليمن فانفلت فرس لرجل من أهل اليمن فنفح رجلا برجله فقتله وأخذه أولياؤه ليقتلوه فرفعوه إلى علي ( عليه السلام ) فأقام صاحب البينة أن الفرس انفلت من داره فنفح الرجل برجله فأبطل علي ( عليه السلام ) دم الرجل فجاء أولياء المقتول من اليمن إلى النبي ( صلى الله عليه وآله ) يشكون عليا فيما حكم عليهم فقالوا إن عليا ظلمنا وأبطل دم صاحبنا فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) إن عليا ليس بظلام ولم يخلق علي للظلم وإن الولاية من بعدي لعلي والحكم حكمه والقول قوله لا يرد حكمه وقوله وولايته إلا كافر ولا يرضى بحكمه وقوله وولايته إلا مؤمن فلما سمع اليمانيون قول رسول الله ( صلى الله عليه وآله) في علي ( عليه السلام ) قالوا يا رسول الله رضينا بقول علي وحكمه فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) هو توبتكم مما قلتم .

المجلس السادس والخمسون :

  يوم الثلاثاء لثمان خلون من ربيع الآخر من سنة ثمان وستين وثلاثمائة .
1 ـ حدثنا الشيخ الفقيه أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي قال حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد قال حدثنا محمد بن الحسن الصفار قال حدثنا أحمد بن أبي عبد الله البرقي عن أبيه عن محمد بن الحسن بن شمعون عن عبد الله بن سنان عن الفضيل بن يسار قال انتهيت إلى زيد بن علي صبيحة خرج بالكوفة فسمعته يقول من يعينني منكم على قتال أنباط أهل الشام فو الذي بعث محمدا بالحق بشيرا لا يعينني منكم على قتالهم أحد إلا أخذت بيده يوم القيامة فأدخلته الجنة بإذن الله قال فلما قتل اكتريت راحلة وتوجهت نحو المدينة فدخلت على الصادق جعفر بن محمد ( عليه السلام ) فقلت في نفسي لا أخبرته بقتل زيد بن علي فيجزع عليه فلما دخلت عليه قال لي يا فضيل ما فعل عمي زيد قال فخنقتني العبرة فقال لي قتلوه قلت إي والله قتلوه قال فصلبوه قلت إي والله صلبوه قال فأقبل يبكي ودموعه تنحدر على ديباجتي خده كأنها الجمان ثم قال يا فضيل شهدت مع عمي قتال أهل الشام قلت نعم قال فكم قتلت منهم قلت ستة قال فلعلك شاك في دمائهم قال فقلت لو كنت شاكا ما قتلتهم قال فسمعته وهو يقول أشركني الله في تلك الدماء مضى والله عمي وأصحابه شهداء مثل ما مضى علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) وأصحابه .

الامالي او المجالسي _241 _

2 ـ حدثنا أبي ( رض ) قال حدثنا علي بن إبراهيم عن أبيه عن الحسين بن يزيد النوفلي عن إسماعيل بن أبي زياد عن الصادق جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه ( عليهم السلام ) قال سئل رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أي المال خير قال زرع زرعه صاحبه وأصلحه وأدى حقه يوم حصاده قيل يا رسول الله فأي المال بعد الزرع خير قال رجل في غنمه قد تبع بها مواضع القطر يقيم الصلاة ويؤتي الزكاة قيل يا رسول الله فأي المال بعد الغنم خير قال البقر تغدو بخير وتروح بخير قيل يا رسول الله فأي المال بعد البقر خير قال الراسيات في الوحل والمطعمات في المحل نعم الشيء النخل من باعه فإنما ثمنه بمنزلة رماد على رأس شاهقة اشتدت به الريح في يوم عاصف إلا أن يخلف مكانها قيل يا رسول الله فأي المال بعد النخل خير فسكت فقال له رجل فأين الإبل قال فيها الشقاء والجفاء والعناء وبعد الدار تغدو مدبرة وتروح مدبرة لا يأتي خيرها إلا من جانبها الأشأم أما إنها لا تعدم الأشقياء الفجرة .
3 ـ حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل ( رض ) قال حدثنا علي بن الحسين السعدآبادي قال حدثنا أحمد بن محمد بن خالد عن أحمد بن محمد بن أبي نصر البزنطي عن حماد بن عثمان عن عبد الله بن أبي يعفور عن الصادق جعفر بن محمد ( عليه السلام ) قال خطب رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) الناس في الحجة الوداع بمنى في المسجد الخيف فحمد الله وأثنى عليه ثم قال نضر الله عبدا سمع مقالتي فوعاها ثم بلغها من لم يسمعها فرب حامل فقه غير فقيه ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه ثلاث لا يغل عليهن قلب امرئ مسلم إخلاص العمل لله والنصيحة لأئمة المسلمين واللزوم لجماعتهم فإن دعوتهم محيطة من ورائهم المسلمون إخوة تتكافى دماؤهم يسعى بذمتهم أدناهم هم يد على من سواهم .
4 ـ حدثنا محمد بن علي ماجيلويه عن عمه محمد بن أبي القاسم عن أحمد بن محمد بن خالد عن أبيه عن أحمد بن محمد بن يحيى الخزاز عن غياث بن إبراهيم عن الصادق جعفر محمد عن أبيه عن آبائه ( عليهم السلام ) قال قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) لأنسبن الإسلام نسبة لم ينسبه أحد قبلي ولا ينسبه أحد بعدي الإسلام هو التسليم والتسليم هو التصديق والتصديق هو اليقين واليقين هو الأداء والأداء هو العمل إن المؤمن أخذ دينه عن ربه ولم يأخذه عن رأيه أيها الناس دينكم دينكم تمسكوا به لا يزيلكم أحد عنه لأن السيئة فيه خير من الحسنة في غيره لأن السيئة فيه تغفر والحسنة في غيره لا تقبل .

الامالي او المجالسي _242 _

5 ـ حدثنا أحمد بن علي بن إبراهيم ( رض ) قال حدثني أبي عن أبيه إبراهيم بن هاشم عن محمد بن أبي عمير عن هشام بن الحكم قال دخل أبو شاكر الديصاني على أبي عبد الله الصادق ( عليه السلام ) فقال له إنك أحد النجوم الزواهر وكان آباؤك بدورا بواهر وأمهاتك عقيلات عباهر وعنصرك من أكرم العناصر وإذا ذكر العلماء فبك تثني الخناصر فخبرني أيها البحر الخضم الزاخر ما الدليل على حدث العالم فقال الصادق ( عليه السلام ) يستدل عليه بأقرب الأشياء قال وما هو فدعا الصادق ( عليه السلام ) ببيضة فوضعها على راحته ثم قال هذا حصن ملموم داخله غرقئ رقيق تطيف به فضة سائلة وذهبة مائعة ثم تنفلق عن مثل الطاوس أدخلها شيء قال لا قال فهذا الدليل على حدث العالم قال أخبرت فأوجزت وقلت فأحسنت وقد علمت أنا لا نقبل إلا ما أدركناه بأبصارنا أو سمعناه بآذاننا أو لمسناه بأكفنا أو شممناه بمناخرنا أو ذقناه بأفواهنا أو تصور في القلوب بيانا واستنبطته الروايات إيقانا فقال الصادق ( عليه السلام ) ذكرت الحواس الخمس وهي لا تنفع شيئا بغير دليل كما لا نقطع الظلمة بغير مصباح .
6 ـ حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى العطار قال حدثنا سعد بن عبد الله قال حدثنا إبراهيم بن هاشم عن علي بن معبد عن الحسين بن خالد عن أبي الحسن علي بن موسى الرضا ( عليه السلام ) أنه دخل عليه رجل فقال له يا ابن رسول الله ما الدليل على حدث العالم قال أنت لم تكن ثم كنت وقد علمت أنك لم تكون نفسك ولا كونك من هو مثلك .
7 ـ حدثنا جعفر بن محمد بن مسرور ( رض ) قال حدثنا الحسين بن محمد بن عامر عن عمه عبد الله بن عامر قال حدثني أبو أحمد محمد بن زياد الأزدي عن أبان بن عثمان الأحمر عن أبان بن تغلب عن عكرمة عن ابن عباس قال قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) لعلي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ذات يوم وهو في مسجد قباء والأنصار مجتمعون يا علي أنت أخي وأنا أخوك يا علي أنت وصيي وخليفتي وإمام أمتي بعدي والى الله من والاك وعادى الله من عاداك وأبغض الله من أبغضك ونصر الله من نصرك وخذل الله من خذلك يا علي أنت زوج ابنتي وأبو ولدي يا علي إنه لما عرج بي السماء عهد إلي ربي فيك ثلاث كلمات فقال يا محمد قلت لبيك ربي وسعديك تباركت وتعاليت فقال إن عليا إمام المتقين وقائد الغر المحجلين ويعسوب المؤمنين .

الامالي او المجالسي _243 _

8 ـ حدثنا محمد بن الحسن ( رض ) قال حدثنا الحسن بن متيل الدقاق قال حدثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب قال حدثنا محمد بن سنان عن أبي الجارود زياد بن المنذر عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر ( عليه السلام ) قال سمعت جابر بن عبد الله الأنصاري يقول إن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) كان ذات يوم في منزل أم إبراهيم وعنده نفر من أصحابه إذ أقبل علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) فلما بصر به النبي ( صلى الله عليه وآله ) قال يا معشر الناس أقبل إليكم خير الناس بعدي وهو مولاكم طاعته مفروضة كطاعتي ومعصيته محرمة كمعصيتي معاشر الناس أنا دار الحكمة وعلي مفتاحها ولن يوصل إلى الدار إلا بالمفتاح وكذب من زعم أنه يحبني ويبغض عليا .
9 ـ حدثنا محمد بن الحسن قال حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري قال حدثنا يعقوب بن يزيد قال حدثنا محمد بن أبي عميرة عن أبان بن عثمان عن الصادق جعفر بن محمد ( عليه السلام ) قال إن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قال ذات يوم لجابر بن عبد الله الأنصاري يا جابر إنك ستبقى حتى تلقى ولدي محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب المعروف في التوراة بالباقر فإذا لقيته فأقرئه مني السلام فدخل جابر إلى علي بن الحسين ( عليه السلام ) فوجد محمد بن علي ( عليه السلام ) عنده غلاما فقال له يا غلام أقبل فأقبل ثم قال له أدبر فأدبر فقال جابر شمائل رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ورب الكعبة ثم أقبل على علي بن الحسين ( عليه السلام ) فقال له من هذا قال هذا ابني وصاحب الأمر بعدي محمد الباقر فقام جابر فوقع على قدميه يقبلهما ويقول نفسي لنفسك الفداء يا ابن رسول الله اقبل سلام أبيك إن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقرأ عليك السلام قال فدمعت عينا أبي جعفر ( عليه السلام ) ثم قال يا جابر على أبي رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) السلام ما دامت السماوات والأرض وعليك يا جابر بما بلغت السلام .
10 ـ حدثنا أبي ( رض ) قال حدثنا سعد بن عبد الله قال حدثنا أحمد بن أبي عبد الله البرقي عن أبيه عن خلف بن حماد الأسدي عن أبي الحسن العبدي عن الأعمش عن عباية بن ربعي عن عبد الله بن عباس قال إن رسول الله لما أسري به إلى السماء انتهى به جبرئيل إلى نهر يقال له النور وهو قول الله عز وجل ( جَعَلَ الظُّلُماتِ والنُّورَ ) فلما انتهى به إلى ذلك النهر قال له جبرئيل ( عليه السلام ) يا محمد اعبر على بركة الله فقد نور الله لك بصرك ومد لك أمامك فإن هذا النهر لم يعبره أحد لا ملك مقرب ولا نبي مرسل غير أن لي في كل يوم اغتماسة فيه ثم أخرج منه فأنقض أجنحتي فليس من قطرة تقطر من أجنحتي إلا خلق الله تبارك وتعالى منها ملكا مقربا له عشرون ألف وجه وأربعون ألف لسان كل لسان يلفظ بلغة لا يفقهها اللسان الآخر فعبر رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) حتى انتهى إلى الحجب والحجب خمسمائة حجاب من الحجاب إلى الحجاب مسيرة خمسمائة عام .

الامالي او المجالسي _244 _

  ثم قال تقدم يا محمد فقال له يا جبرئيل ولم لا تكون معي قال ليس لي أن أجوز هذا المكان فتقدم رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ما شاء الله أن يتقدم حتى سمع ما قال الرب تبارك وتعالى أنا المحمود وأنت محمد شققت اسمك من اسمي فمن وصلك وصلته ومن قطعك بتكته انزل إلى عبادي فأخبرهم بكرامتي إياك وأني لم أبعث نبيا إلا جعلت له وزيرا وأنك رسولي وأن عليا وزيرك فهبط رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فكره أن يحدث الناس بشيء كراهية أن يتهموه لأنهم كانوا حديثي عهد بالجاهلية حتى مضى لذلك ستة أيام فأنزل الله تبارك وتعالى ( فَلَعَلَّكَ تارِكٌ بَعْضَ ما يُوحى إِلَيْكَ وضائِقٌ بِهِ صَدْرُكَ ) فاحتمل رسول الله ذلك حتى كان يوم الثامن فأنزل الله تبارك وتعالى عليه ( يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ واللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ) .
  فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) تهديد بعد وعيد لأمضين أمر الله عز وجل فأن يتهموني ويكذبوني فهو أهون علي من أن يعاقبني العقوبة الموجعة في الدنيا والآخرة قال وسلم جبرئيل على علي بإمرة المؤمنين فقال علي ( عليه السلام ) يا رسول الله أسمع الكلام ولا أحس الرؤية فقال يا علي هذا جبرئيل أتاني من قبل ربي بتصديق ما وعدني ثم أمر رسول الله ( عليه السلام ) رجلا فرجلا من أصحابه حتى سلموا عليه بإمرة المؤمنين ثم قال يا بلال ناد في الناس أن لا يبقى غدا أحد إلا عليل إلا خرج إلى غدير خم فلما كان من الغد خرج رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بجماعة أصحابه فحمد الله وأثنى عليه ثم قال أيها الناس إن الله تبارك وتعالى أرسلني عليكم برسالة وإني ضقت بها ذرعا مخافة أن تتهموني وتكذبوني حتى أنزل الله علي وعيدا بعد وعيد فكان تكذيبكم إياي أيسر علي من عقوبة الله إياي إن الله تبارك وتعالى أسرى بي وأسمعني وقال يا محمد أنا المحمود وأنت محمد شققت اسمك من اسمي فمن وصلك وصلته ومن قطعك بتكته انزل إلى عبادي فأخبرهم بكرامتي إياك وأني لم أبعث نبيا إلا جعلت له وزيرا وأنك رسولي وأن عليا وزيرك ثم أخذ ( صلى الله عليه وآله ) بيدي علي بن أبي طالب فرفعهما حتى نظر الناس إلى بياض إبطيهما ولم ير قبل ذلك ثم قال أيها الناس إن الله تبارك وتعالى مولاي وأنا مولى المؤمنين فمن كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله فقال الشكاك والمنافقون والذين في قلوبهم مرض وزيغ نبرأ إلى الله من مقالته ليس بحتم ولا نرضى أن يكون علي وزيره هذه منه عصبية فقال سلمان والمقداد وأبو ذر وعمار بن ياسر والله ما برحنا العرصة حتى نزلت هذه الآية ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي ورَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً ) فكرر رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ذلك ثلاثا ثم قال إن كمال الدين وتمام النعمة ورضى الرب بإرسالي إليكم بالولاية بعدي لعلي بن أبي طالب عليه الصلاة وعليه السلام .

الامالي او المجالسي _245 _

المجلس السابع والخمسون :

  يوم الجمعة لإحدى عشر خلون من شهر ربيع الأول من سنة ثمان وستين وثلاثمائة .
1 ـ حدثنا الشيخ الفقيه أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي قال حدثنا أبي ( رض ) قال حدثنا سعد بن عبد الله قال حدثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب قال حدثنا محمد بن سنان عن المفضل بن عمر قال سمعت مولاي الصادق ( عليه السلام ) يقول كان فيما ناجى الله عز وجل به موسى بن عمران ( عليه السلام ) أن قال له يا ابن عمران كذب من زعم أنه يحبني فإذا جنه الليل نام عني أ ليس كل محب يحب خلوة حبيبه ها أنا ذا يا ابن عمران مطلع على أحبائي إذا جنهم الليل حولت أبصارهم من قلوبهم ومثلت عقوبتي بين أعينهم يخاطبوني عن المشاهدة ويكلموني عن الحضور يا ابن عمران هب لي من قلبك الخشوع ومن بدنك الخضوع ومن عينيك الدموع في ظلم الليل وادعني فإنك تجدني قريبا مجيبا .
2 ـ وبهذا الإسناد قال كان الصادق ( عليه السلام ) يدعو بهذا الدعاء إلهي كيف أدعوك وقد عصيتك وكيف لا أدعوك وقد عرفت حبك في قلبي وإن كنت عاصيا مددت إليك يدا بالذنوب مملوة وعينا بالرجاء ممدودة مولاي أنت عظيم العظماء وأنا أسير الأسراء أنا أسير بذنبي مرتهن بجرمي إلهي لئن طالبتني بذنبي لأطالبنك بكرمك ولئن طالبتني بجريرتي لأطالبنك بعفوك ولئن أمرت بي إلى النار لأخبرن أهلها أني كنت أقول لا إله إلا الله محمد رسول الله اللهم إن الطاعة تسرك والمعصية لا تضرك فهب لي ما يسرك واغفر لي ما لا يضرك يا أرحم الراحمين .
3 ـ حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل ( رض ) قال حدثنا علي بن الحسين السعدآبادي عن أحمد بن محمد بن خالد عن عثمان بن عيسى عن خالد بن نجيح الجواز عن وهب بن عبد ربه قال سمعت أبا عبد الله الصادق ( عليه السلام ) يقول من قال يعلم الله لما لا يعلم الله اهتز العرش إعظاما لله عز وجل .
4 ـ حدثنا محمد بن القاسم الأسترآبادي قال حدثنا أحمد بن الحسن الحسيني عن الحسن بن علي بن الناصر عن أبيه عن محمد بن علي عن أبيه الرضا عن موسى بن جعفر ( عليه السلام ) قال سئل الصادق ( عليه السلام ) عن الزاهد في الدنيا قال الذي يترك حلالها مخافة حسابه ويترك حرامها مخافة عذابه .
5 ـ وبهذا الإسناد قال رأى الصادق ( عليه السلام ) رجلا قد اشتد جزعه على ولده فقال يا هذا جزعت للمصيبة الصغرى وغفلت عن المصيبة الكبرى لو كنت لما صار إليه ولدك مستعدا لما اشتد عليه جزعك فمصابك بتركك الاستعداد له أعظم من مصابك بولدك .

الامالي او المجالسي _246 _

6 ـ حدثنا أبي قال حدثنا علي بن الحسين السعدآبادي عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي عن عثمان بن عيسى عن عبد الله بن مسكان عن محمد بن مسلم عن أبي عبد الله الصادق ( عليه السلام ) قال ثلاثة هم أقرب الخلق إلى الله عز وجل يوم القيامة حتى يفرغ من الحساب رجل لم يدعه قدرته في حال غضبه إلى أن يحيف على من تحت يديه ورجل مشى بين اثنين فلم يمل مع أحدهما على الآخر بشعيرة ورجل قال الحق فيما عليه وله .
7 ـ حدثنا الحسين بن أحمد بن إدريس قال حدثنا أبي عن يعقوب بن يزيد عن محمد بن سنان عن المفضل بن عمر قال قلت لأبي عبد الله الصادق ( عليه السلام ) بم يعرف الناجي فقال من كان فعله لقوله موافقا فهو ناج ومن لم يكن فعله لقوله موافقا فإنما ذلك مستودع .
8 ـ حدثنا أحمد بن زياد جعفر الهمداني قال حدثنا علي بن إبراهيم عن أبيه عن محمد بن أبي عمير عن مرازم بن حكيم عن الصادق جعفر بن محمد ( عليه السلام ) أنه قال عليكم بإتيان المساجد فإنها بيوت الله في الأرض ومن أتاها متطهرا طهره الله من ذنوبه وكتب من زواره فأكثروا فيها من الصلاة والدعاء وصلوا من المساجد في بقاع مختلفة فإن كل بقعة تشهد للمصلي عليها يوم القيامة .
9 ـ حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل قال حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري قال حدثني محمد بن الحسين بن أبي الخطاب قال حدثنا الحسن بن محبوب قال حدثنا معاوية بن وهب قال سمعت أبا عبد الله الصادق ( عليه السلام ) يقول اطلبوا العلم وتزينوا معه بالحلم والوقار وتواضعوا لمن تعلمونه العلم وتواضعوا لمن طلبتم منه العلم ولا تكونوا علماء جبارين فذهب باطلكم بحقكم .
10 ـ حدثنا محمد بن علي ماجيلويه عن عمه محمد بن أبي القاسم عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي عن أبيه محمد بن خالد عن محمد بن سنان عن المفضل بن عمر عن الصادق جعفر بن محمد ( عليه السلام ) أنه قال عليكم بمكارم الأخلاق فإن الله عز وجل يحبها وإياكم ومذام الأفعال فإن الله عز وجل يبغضها وعليكم بتلاوة القرآن فإن درجات الجنة على عدد آيات القرآن فإذا كان يوم القيامة يقال لقارئ القرآن اقرأ وارق فكلما قرأ آية رقي درجة وعليكم بحسن الخلق فإنه يبلغ بصاحبه درجة الصائم القائم وعليكم بحسن الجوار فإن الله أمر بذلك وعليكم بالسواك فإنها مطهرة وسنة حسنة وعليكم بفرائض الله فأدوها وعليكم بمحارم الله فاجتنبوها .

الامالي او المجالسي _247 _

11 ـ حدثنا أبي قال حدثنا سعد بن عبد الله قال حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسين بن سعيد عن علي بن الحكم عن داود بن النعمان عن إسحاق بن عمار عن الصادق جعفر بن محمد ( عليه السلام ) قال إذا كان يوم القيامة وقف عبدان مؤمنان للحساب كلاهما من أهل الجنة فقير في الدنيا وغني في الدنيا فيقول الفقير يا رب على ما أوقف فو عزتك إنك لتعلم أنك لم تولني ولاية فأعدل فيها أو أجور ولم ترزقني مالا فأؤدي منه حقا أو أمنع ولا كان رزقي يأتيني منها إلا كفافا على ما علمت وقدرت لي فيقول الله جل جلاله صدق عبدي خلوا عنه يدخل الجنة ويبقى الآخر حتى يسيل منه من العرق ما لو شربه أربعون بعيرا لكفاها ثم يدخل الجنة فيقول له الفقير ما حبسك فيقول طول الحساب ما زال الشيء يجيئني بعد الشيء يغفر لي ثم أسأل عن شيء آخر حتى تغمدني الله عز وجل منه برحمته وألحقني بالتائبين فمن أنت فيقول أنا الفقير الذي كنت معك آنفا فيقول لقد غيرك النعيم بعدي .
12 ـ حدثنا جعفر بن محمد بن مسرور ( رض ) قال حدثنا الحسين بن محمد بن عامر عن عمه عبد الله بن عامر عن محمد بن أبي عمير عن سليمان بن مهران عن الصادق جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن علي عن أبيه علي بن الحسين عن أبيه الحسين بن علي عن أبيه علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) قال قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يا علي أنت أخي وأنا أخوك يا علي أنت مني وأنا منك يا علي أنت وصيي وخليفتي وحجة الله على أمتي بعدي لقد سعد من تولاك وشقي من عاداك .
13 ـ حدثنا الحسين بن إبراهيم بن ناتانة قال حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم عن أبيه عن الريان بن الصلت عن أبي الحسن علي بن موسى الرضا عن أبيه عن آبائه ( عليهم السلام ) قال قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) شيعة علي هم الفائزون يوم القيامة .
14 ـ حدثنا أبي ( رض ) قال حدثنا عبد الله بن الحسن المؤدب عن أحمد بن علي الأصبهاني عن إبراهيم بن محمد الثقفي قال حدثنا أبو رجاء قتيبة بن سعيد عن حماد بن زيد عن عبد الرحمن السراج عن نافع عن عبد الله بن عمر قال قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) لعلي بن أبي طالب ( عليه السلام ) إذا كان يوم القيامة يؤتى بك يا علي على نجيب من نور وعلى رأسك تاج قد أضاء نوره وكاد يخطف أبصار أهل الموقف فيأتي النداء من عند الله جل جلاله أين خليفة محمد رسول الله فتقول ها أنا ذا قال فينادي المنادي يا علي أدخل من أحبك الجنة ومن عاداك النار فأنت قسيم الجنة وأنت قسيم النار .

الامالي او المجالسي _248 _

المجلس الثامن والخمسون:

  يوم الثلاثاء النصف من شهر ربيع الآخر من سنة ثمان وستين وثلاثمائة .
1 ـ حدثنا الشيخ الفقيه أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي قال حدثنا محمد بن القاسم الأسترآبادي ( رض ) قال حدثنا عبد الملك بن أحمد بن هارون قال حدثنا عمار بن رجاء قال حدثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة أن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) جاءه رجل فقال يا رسول الله أما رأيت فلانا ركب البحر ببضاعة يسيرة وخرج إلي فأسرع الكرة وأعظم الغنيمة حتى قد حسده أهل وده وأوسع قراباته وجيرانه فقال رسول الله إن مال الدنيا كلما ازداد كثرة وعظما ازداد صاحبه بلاء فلا تغبطوا أصحاب الأموال إلا بمن جاد بماله في سبيل الله ولكن أ لا أخبركم بمن هو أقل من صاحبكم بضاعة وأسرع منه كرة وأعظم منه غنيمة وما أعد له من الخيرات محفوظ له في خزائن عرش الرحمن قالوا بلى يا رسول الله فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) انظروا إلى هذا المقبل إليكم فنظرنا فإذا رجل من الأنصار رث الهيئة .
  فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) إن هذا لقد صعد له في هذا اليوم إلى العلو من الخيرات والطاعات ما لو قسم على جميع أهل السماوات والأرض لكان نصيب أقلهم منه غفران ذنوبه ووجوب الجنة له قالوا بما ذا يا رسول الله فقال سلوه يخبركم عما صنع في هذا اليوم فأقبل عليه أصحاب رسول الله وقالوا له هنيئا لك ما بشرك به رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فما ذا صنعت في يومك هذا حتى كتب لك ما كتب فقال الرجل ما أعلم أني صنعت شيئا غير أني خرجت من بيتي وأردت حاجة كنت أبطأت عنها فخشيت أن تكون فاتتني فقلت في نفسي لأعتاضن منها النظر إلى وجه علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) فقد سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول النظر إلى وجه علي عبادة فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) إي والله عبادة وأي عبادة إنك يا عبد الله ذهبت تبتغي أن تكتسب دينارا لقوت عيالك ففاتك ذلك فاعتضت منه النظر إلى وجه علي وأنت له محب ولفضله معتقد وذلك خير لك من أن لو كانت الدنيا كلها لك ذهبة حمراء فأنفقتها في سبيل الله ولتشفعن بعدد كل نفس تنفسته في مصيرك إليه في ألف رقبة يعتقهم الله من النار بشفاعتك .

الامالي او المجالسي _249_

2 ـ حدثنا محمد بن بكران النقاش قال حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد الكوفي مولى بني هاشم قال حدثني المنذر بن محمد قال حدثني أبي قال حدثني محمد بن الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب قال حدثني أبي عن أبيه عن الحسين بن علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) قال قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بادروا إلى رياض الجنة قالوا وما رياض الجنة قال حلق الذكر .
3 ـ حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق ( رض ) قال حدثنا أبو سعيد الحسن بن علي العدوي قال حدثنا صهيب بن عباد بن صهيب قال حدثنا أبي قال حدثنا الصادق جعفر بن محمد عن آبائه عن الحسين بن علي ( عليه السلام ) أن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قضى باليمين مع الشاهد الواحد وأن عليا ( عليه السلام ) قضى به بالعراق وبهذا الإسناد عن الصادق جعفر بن محمد عن أبيه ( عليه السلام ) عن جابر بن عبد الله قال جاء جبرئيل إلى النبي ( صلى الله عليه وآله ) فأمره أن يأخذ باليمين مع الشاهد .
4 ـ حدثنا الحسين بن علي الصوفي قال حدثنا حمزة بن القاسم قال حدثنا جعفر بن محمد بن مالك قال حدثنا محمد بن الحسن الوزان عن يحيى بن سعيد الأهوازي قال حدثنا أحمد بن محمد بن أبي نصر عن محمد بن حمران قال قال الصادق جعفر بن محمد ( عليه السلام ) إذا دخلت الحمام فقل في الوقت الذي تنزع ثيابك اللهم انزع عني ربقة النفاق وثبتني على الإيمان فإذا دخلت البيت الأول فقل اللهم إني أعوذ بك من شر نفسي وأستعيذ بك من أذاه وإذا دخلت البيت الثاني فقل اللهم اذهب عني الرجس النجس وطهر جسدي وقلبي وخذ من الماء الحار وضعه على هامتك وصب منه على رجليك وإن أمكن أن تبلع منه جرعة فافعل فإنه ينقي المثانة والبث في البيت الثاني ساعة فإذا دخلت البيت الثالث فقل نعوذ بالله من النار ونسأله الجنة ترددها إلى وقت خروجك من البيت الحار وإياك وشرب الماء البارد والفقاع في الحمام فإنه يفسد المعدة ولا تصبن عليك الماء البارد فإنه يضعف البدن وصب الماء البارد على قدميك إذا خرجت فإنه يسل الداء من جسدك فإذا لبست ثيابك فقل اللهم ألبسني التقوى وجنبني الردى فإذا فعلت ذلك أمنت من كل داء .

الامالي او المجالسي _250 _

5 ـ حدثنا علي بن أحمد بن موسى قال حدثنا محمد بن أبي عبد الله الكوفي عن جعفر بن محمد الفزاري قال حدثنا عباد بن يعقوب قال أخبرنا منصور بن أبي نويرة عن أبي بكر بن عياش عن قرن أبي سليمان الضبي قال أرسل علي بن أبي طالب أمير المؤمنين إلى لبيد العطاردي بعض شرطه فمروا به على مسجد سماك فقام إليه نعيم بن دجاجة الأسدي فحال بينهم وبينه فأرسل أمير المؤمنين ( عليه السلام ) إلى نعيم فجي‏ء به قال فرفع أمير المؤمنين شيئا ليضربه فقال نعيم والله إن صحبتك لذل وإن خلافك لكفر فقال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) وتعلم ذلك قال نعم قال خلوه .
6 ـ حدثنا أحمد بن محمد بن الصقر الصائغ قال حدثنا محمد بن أيوب قال أخبرنا إبراهيم بن موسى قال أخبرنا هشام بن يوسف عن عبد الله بن سليمان النوفلي عن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس عن أبيه عن ابن عباس قال قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أحبوا الله لما يغذوكم به من نعمه وأحبوني لحب الله عز وجل وأحبوا أهل بيتي لحبي .
7 ـ حدثنا أبو العباس محمد بن إبراهيم المكتب قال حدثنا أبو سعيد الحسن بن علي العدوي قال حدثنا الهيثم بن عبد الله قال حدثنا المأمون عن أبيه الرشيد عن المهدي عن أبيه المنصور عن أبيه عن جده عن ابن عباس قال قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) لعلي أنت وارثي .
8 ـ حدثنا الحسن بن محمد بن سعيد الهاشمي الكوفي قال حدثنا فرات بن إبراهيم بن الفرات الكوفي قال حدثنا علي بن محمد بن الحسن اللؤلؤي قال حدثنا علي بن نوح الحنائي قال حدثنا أبي عن محمد بن مروان عن أبي داود عن معاذ بن سالم عن بشر بن إبراهيم الأنصاري عن خليفة بن سليمان الجهني عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة قال غزا النبي ( صلى الله عليه وآله ) غزاة فلما رجع إلى المدينة وكان علي ( عليه السلام ) تخلف على أهله فقسم المغنم فدفع إلى علي بن أبي طالب سهمين فقال الناس يا رسول الله دفعت إلى علي بن أبي طالب سهمين وهو بالمدينة متخلف فقال معاشر الناس ناشدتكم بالله وبرسوله أ لم تروا إلى الفارس الذي حمل على المشركين من يمين العسكر فهزمهم ثم رجع إلي فقال يا محمد إن لي معك سهما وقد جعلته لعلي بن أبي طالب ( عليه السلام ) وهو جبرئيل معاشر الناس ناشدتكم بالله وبرسوله هل رأيتم الفارس الذي حمل على المشركين من يسار العسكر ثم رجع فكلمني وقال لي يا محمد إن لي معك سهما وقد جعلته لعلي بن أبي طالب ( عليه السلام ) وهو ميكائيل فو الله ما دفعت إلى علي إلا سهم جبرئيل وميكائيل فكبر الناس بأجمعهم .