الامالي او المجالسي
9 ـ حدثنا محمد بن أحمد السناني قال حدثنا محمد بن جعفر الكوفي الأسدي قال حدثنا محمد بن إسماعيل البرمكي عن عبد الله بن أحمد عن أبي أحمد الأزدي عن عبد الله بن جندب عن أبي عمر العجمي عن الصادق جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه عن علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) قال قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قال الله جل جلاله أنا الله لا إله إلا أنا خلقت الملوك وقلوبهم بيدي فأيما قوم أطاعوني جعلت قلوب الملوك عليهم رحمة وأيما قوم عصوني جعلت قلوب الملوك عليهم سخطة ألا لا تشغلوا أنفسكم بسب الملوك توبوا إلي أعطف قلوبهم عليكم .
10 ـ حدثنا جعفر بن علي الكوفي ( رحمه الله ) قال حدثني جدي الحسن بن علي عن جده عبد الله بن المغيرة عن إسماعيل بن أبي زياد الشعيري عن الصادق جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه ( عليهم السلام ) قال قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) صنفان من أمتي إذا صلحا صلحت أمتي وإذا فسدا فسدت أمتي الأمراء والقراء .
11 ـ حدثنا علي بن أحمد بن أبي عبد الله البرقي ( رض ) قال حدثني أبي عن جده أحمد بن أبي عبد الله عن علي بن الحكم عن أبان بن عثمان عن بشار بن يسار عن الصادق جعفر بن محمد ( عليه السلام ) قال إذا أردت شيئا من الخير فلا تؤخره فإن العبد ليصوم اليوم الحار يريد به ما عند الله عز وجل فيعتقه الله من النار ويتصدق بصدقة يريد بها وجه الله فيعتقه الله من النار .
12 ـ حدثنا جعفر بن محمد بن مسرور قال حدثنا محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري عن أبيه عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن علي بن أسباط عن عمه يعقوب بن سالم عن الصادق جعفر بن محمد ( عليه السلام ) قال قال عيسى ابن مريم ( عليه السلام ) لبعض أصحابه ما لا تحب أن يفعل بك فلا تفعله بأحد وإن لطم أحد خدك الأيمن فأعط الأيسر .
13 ـ حدثنا الحسن بن إبراهيم بن ناتانة قال حدثنا علي بن إبراهيم عن أبيه عن محمد بن أبي عمير عن أبي زياد النهدي عن عبد الله بن بكير قال قال الصادق جعفر بن محمد ( عليه السلام ) حسب المؤمن من الله نصره أن يرى عدوه يعمل بمعاصي الله عز وجل .
14 ـ وبهذا الإسناد قال قال الصادق جعفر بن محمد ( عليه السلام ) ما من قدم سعت إلى الجمعة إلا حرم الله جسده غلى النار وقال ( عليه السلام ) من صلى معهم في الصف الأول فكأنما صلى مع رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في الصف الأول .

الامالي او المجالسي _252_

15 ـ حدثنا محمد بن علي ماجيلويه قال حدثنا محمد بن يحيى العطار قال حدثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن الحسن بن علي بن فضال عن أبي جميلة عن عمرو بن خالد عن الصادق جعفر بن محمد ( عليه السلام ) قال إن صدقة النهار تميث الخطيئة كما يميث الماء الملح وإن صدقة الليل تطفي غضب الرب جل جلاله .
16 ـ حدثنا أحمد بن علي بن إبراهيم بن هاشم ( رض ) قال حدثنا أبي عن أبيه إبراهيم بن هاشم عن الحسين بن يزيد النوفلي عن إسماعيل بن مسلم السكوني عن الصادق جعفر بن محمد ( عليه السلام ) عن أبيه عن جده قال قال علي ( عليه السلام ) إن على كل حق حقيقة وعلى كل صواب نورا فما وافق كتاب الله فخذوه وما خالف كتاب الله فدعوه .
17 ـ حدثنا أحمد بن هارون الفامي ( رض ) قال حدثنا محمد بن عبد الله بن جعفر بن جامع الحميري عن أبيه عن أيوب بن نوح عن محمد بن أبي عمير عن أبان الأحمر عن سعد الكناني عن الأصبغ بن نباتة عن عبد الله بن عباس قال قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) لعلي ( عليه السلام ) يا علي أنت خليفتي على أمتي في حياتي وبعد موتي وأنت مني كشيث من آدم وكسام من نوح وكاسمعيل من إبراهيم وكيوشع من موسى وكشمعون من عيسى يا علي أنت وصيي ووارثي وغاسل جثتي وأنت الذي تواريني في حفرتي وتؤدي ديني وتنجز عداتي يا علي أنت أمير المؤمنين وإمام المسلمين وقائد الغر المحجلين ويعسوب المتقين يا علي أنت زوج سيدة النساء فاطمة ابنتي وأبو سبطي الحسن والحسين يا علي إن الله تبارك وتعالى جعل ذرية كل نبي من صلبه وجعل ذريتي من صلبك يا علي من أحبك ووالاك أحببته وواليته ومن أبغضك وعاداك أبغضته وعاديته لأنك مني وأنا منك يا علي إن الله طهرنا واصطفانا لم يلتق لنا أبوان على سفاح قط من لدن آدم فلا يحبنا إلا من طابت ولادته يا علي أبشر بالشهادة فإنك مظلوم بعدي ومقتول فقال علي ( عليه السلام ) يا رسول الله وذلك في سلامة من ديني قال في سلامة من دينك يا علي إنك لن تضل ولم تزل ولولاك لم يعرف حزب الله بعدي .

الامالي او المجالسي _253 _

المجلس التاسع والخمسون :

  يوم الجمعة لاثنتا عشرة بقين من شهر ربيع الآخر من سنة ثمان وستين وثلاث مائة .
1 ـ حدثنا الشيخ الفقيه أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي قال حدثنا علي بن أحمد بن موسى قال حدثنا محمد بن جعفر الكوفي الأسدي قال حدثنا محمد بن إسماعيل البرمكي قال حدثنا عبد الله بن أحمد قال حدثنا إسماعيل بن الفضل عن ثابت بن دينار الثمالي عن سيد العابدين علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) قال حق نفسك عليك أن تستعملها بطاعة الله عز وجل وحق اللسان إكرامه عن الخنى وتعويده الخير وترك الفضول التي لا فائدة لها والبر بالناس وحسن القول فيهم وحق السمع تنزيهه عن سماع الغيبة وسماع ما لا يحل سماعه وحق البصر أن تغضه عما لا يحل لك وتعتبر بالنظر به وحق يدك أن لا تبسطها إلى ما لا يحل لك وحق رجليك أن لا تمشي بهما إلى ما لا يحل لك فيهما تقف على الصراط فانظر أن لا تزل بك فتتردى في النار وحق بطنك أن لا تجعله وعاء للحرام ولا تزيد على الشبع وحق فرجك أن تحصنه عن الزناء وتحفظه من أن ينظر إليه وحق الصلاة أن تعلم أنها وفادة إلى الله عز وجل وأنك فيها قائم بين يدي الله فإذا علمت ذلك قمت مقام الذليل الحقير الراغب الراهب الراجي الخائف المستكين المتضرع المعظم لمن كان بين يديه بالسكون والوقار وتقبل عليها بقلبك وتقيمها بحدودها وحقوقها وحق الصوم أن تعلم أنه حجاب ضربه الله عز وجل على لسانك وسمعك وبصرك وبطنك وفرجك ليسترك به من النار .
  فإن تركت الصوم خرقت ستر الله عليك وحق الصدقة أن تعلم أنها ذخرك عند ربك ووديعتك التي لا تحتاج إلى الإشهاد عليها وكنت بما تستودعه سرا أوثق منك بما تستودعه علانية وتعلم أنها تدفع البلايا والأسقام عنك في الدنيا وتدفع عنك النار في الآخرة وحق الحج أن تعلم أنه وفادة إلى ربك وفرار إليه من ذنوبك وفيه قبول توبتك وقضاء الفرض الذي أوجبه الله عليك وحق الهدي أن تريد به الله عز وجل ولا تريد به خلقه وتريد به التعرض لرحمة الله ونجاة روحك يوم تلقاه وحق السلطان أن تعلم أنك جعلت له فتنة وأنه مبتلا فيك بما جعل الله عز وجل له عليك من السلطان .

الامالي او المجالسي _254_

  وأن عليك أن لا تتعرض لسخطة فتلقى بيدك إلى التهلكة وتكون شريكا له فيما يأتي إليك من سوء وحق سائسك بالعلم التعظيم له والتوقير لمجلسه وحسن الاستماع إليه والإقبال عليه وأن لا ترفع عليه صوتك ولا تجيب أحدا يسأله عن شيء حتى يكون هو الذي يجيب ولا تحدث في مجلسه أحدا ولا تغتاب عنده أحدا وأن تدفع عنه إذا ذكر عندك بسوء وأن تستر عيوبه وتظهر مناقبه ولا تجالس له عدوا ولا تعادي له وليا فإذا فعلت ذلك شهدت لك ملائكة الله بأنك قصدته وتعلمت علمه لله جل اسمه لا للناس وأما حق سائسك بالملك فأن تعطيه ولا تعصيه إلا فيما يسخط الله فإنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق وأما حق رعيتك بالسلطان فأن تعلم أنهم صاروا رعيتك لضعفهم وقوتك فيجب أن تعدل فيهم وتكون لهم كالوالد الرحيم وتغفر لهم جهلهم ولا تعاجلهم بالعقوبة وتشكر الله على ما آتاك من القوة عليهم .
  وأما حق رعيتك بالعلم فأن تعلم أن الله عز وجل إنما جعلك قيما لهم فيما آتاك من العلم وفتح لك من خزانة الحكمة فإن أحسنت في تعليم الناس ولم تخرق بهم ولم تضجر عليهم زادك الله من فضله وإن أنت منعت الناس علمك أو خرقت بهم عند طلبهم العلم منك كان حقا على الله عز وجل أن يسلبك العلم وبهاءه ويسقط من القلوب محلك وأما حق الزوجة فأن تعلم أن الله عز وجل جعلها لك سكنا وأنسا فتعلم أن ذلك نعمة من الله عليك فتكرمها وترفق بها وإن كان حقك عليها أوجب فإن لها عليك أن ترحمها لأنها أسيرك وتطعمها وتكسوها وإذا جهلت عفوت عنها وأما حق مملوكك فأن تعلم أنه خلق ربك وابن أبيك وأمك ولحمك ودمك لم تملكه لأنك ما صنعته .
  دون الله ولا خلقت شيئا من جوارحه ولا أخرجت له رزقا ولكن الله عز وجل كفاك ذلك ثم سخره لك وائتمنك عليه واستودعك إياه ليحفظ لك ما تأتيه من خير إليه فأحسن إليه كما أحسن الله إليك وإن كرهته استبدلت به ولم تعذب خلق الله ولا قوة إلا بالله وأما حق أمك أن تعلم أنها حملتك حيث لا يحتمل أحد أحدا وأعطتك من ثمرة قلبها ما لا يعطي أحد أحدا ووقتك بجميع جوارحها ولن تبال أن تجوع وتطعمك وتعطش وتسقيك وتعرى وتكسوك وتظلك وتضحى وتهجر النوم لأجلك ووقتك الحر والبرد لتكون لها وأنك لا تطيق شكرها إلا بعون الله وتوفيقه وأما حق أبيك فأن تعلم أنه أصلك وأنك لولاه لم تكن فمهما رأيت في نفسك مما يعجبك فاعلم أن أباك أصل النعمة عليك فيه فاحمد الله واشكره على قدر ذلك ولا قوة إلا بالله وأما حق ولدك فأن تعلم أنه منك ومضاف إليك في عاجل الدنيا بخيره وشره .

الامالي او المجالسي _255_

  وأنك مسئول عما وليته به من حسن الأدب والدلالة على ربه عز وجل والمعونة له على طاعته فاعمل في أمره عمل من يعلم أنه مثاب على الإحسان إليه معاقب على الإساءة إليه وأما حق أخيك فأن تعلم أنه يدك وعزك وقوتك فلا تتخذه سلاحا على معصية الله ولا عدة للظلم لخلق الله ولا تدع نصرته على عدوه والنصيحة له فإن أطاع الله وإلا فليكن الله أكرم عليك منه ولا قوة إلا بالله وأما حق مولاك المنعم عليك فأن تعلم أنه أنفق فيك ماله وأخرجك من ذل الرق ووحشته إلى عز الحرية وأنسها .
  فأطلقك من أسر الملكية وفك عنك قيد العبودية وأخرجك من السجن وملكك نفسك وفرغك لعبادة ربك وتعلم أنه أولى الخلق بك في حياتك وموتك وأن نصرته عليك واجبة بنفسك وما احتاج إليه منك ولا قوة إلا بالله وأما حق مولاك الذي أنعمت عليه فأن تعلم أن الله عز وجل جعل عتقك له وسيلة إليه وحجابا لك من النار وأن ثوابك في العاجل ميراثه إذا لم يكن له رحم مكافاة بما أنفقت من مالك وفي الآجل الجنة وأما حق ذي المعروف عليك فأن تشكره وتذكر معروفه وتكسبه المقالة الحسنة وتخلص له الدعاء فيما بينك وبين الله عز وجل فإذا فعلت ذلك كنت قد شكرته سرا وعلانية ثم إن قدرت على مكافاته يوما كافيته وأما حق المؤذن فأن تعلم أنه مذكر لك بربك عز وجل وداع لك إلى حظك وعونك على قضاء فرض الله عليك فتشكره على ذلك شكرك للمحسن إليك وحق إمامك في صلاتك فأن تعلم أنه تقلد السفارة فيما بينك وبين ربك عز وجل وتكلم عنك ولم تتكلم عنه ودعا لك ولم تدع له وكفاك هول المقام بين يدي الله عز وجل فإن كان نقص كان به دونك وإن كان تماما كنت به شريكه ولم يكن له عليك فضل فوقى نفسك بنفسه وصلاتك بصلاته فتشكر له على قدر ذلك وأما حق جليسك فأن تلين له جانبك وتنصفه في مجاراة اللفظ ولا تقوم من مجلسك إلا بإذنه ومن يجلس إليك يجوز له القيام .
  عنك بغير إذنك وتنسى زلاته وتحفظ خيراته ولا تسمعه إلا خيرا وأما حق جارك فحفظه غائبا وإكرامه شاهدا ونصرته إذا كان مظلوما ولا تتبع له عورة فإن علمت عليه سوءا سترته عليه فإن علمت أنه يقبل نصيحتك نصحته فيما بينك وبينه ولا تسلمه عند شديدة وتقيل عثرته وتغفر ذنبه وتعاشره معاشرة كريمة ولا قوة إلا بالله وأما حق الصاحب فأن تصحبه بالتفضل والإنصاف وتكرمه كما يكرمك ولا تدعه يسبق إلى مكرمة وإن سبق كافيته وتوده كما يودك وتزجره عما يهم به من معصية وكن عليه رحمة ولا تكن عليه عذابا ولا قوة إلا بالله وأما حق الشريك فإن غاب كفيته وإن حضر رعيته ولا تحكم دون حكمه ولا تعمل برأيك دون مناظرته تحفظ عليه ماله ولا تخونه فيما عز أو هان من أمره فإن يد الله عز وجل على الشريكين ما لم يتخاونا ولا قوة إلا بالله وأما حق مالك .

الامالي او المجالسي _256_

  فأن لا تأخذه إلا من حله ولا تنفقه إلا في وجهه ولا تؤثر على نفسك من لا يحمدك فاعمل فيه بطاعة ربك ولا تبخل به فتبوء بالحسرة والندامة مع التبعة ولا قوة إلا بالله وأما حق غريمك الذي يطالبك فإن كنت موسرا أعطيته وإن كنت معسرا أرضيته بحسن القول ورددته عن نفسك ردا لطيفا وحق الخليط أن لا تغره ولا تغشه ولا تخدعه وتتقي الله في أمره وحق الخصم المدعي عليك فإن كان ما يدعي عليك حقا كنت شاهده على نفسك ولم تظلمه وأوفيته حقه وإن كان ما يدعي باطلا رفقت به ولم تأت في أمره غير الرفق ولم تسخط ربك في أمره ولا قوة إلا بالله وحق خصمك الذي تدعي عليه إن كنت محقا في دعواك أجملت مقاولته ولم تجحد حقه وإن كنت مبطلا في دعواك اتقيت الله وتبت إليه وتركت الدعوى وحق المستشير إن علمت له رأيا حسنا أشرت عليه وإن لم تعلم أرشدته إلى من يعلم وحق المشير عليك أن لا تتهمه فيما لا يوافقك من رأيه وإن وافقك حمدت الله عز وجل وحق المستنصح أن تؤدي إليه النصيحة وليكن مذهبك الرحمة له والرفق به وحق الناصح أن تلين له جناحك وتصغي إليه بسمعك فإن أتى بالصواب حمدت الله عز وجل وإن لم يوفق رحمته .
  ولم تتهمه وعلمت أنه أخطأ ولم تؤاخذه بذلك إلا أن يكون مستحقا للتهمة فلا تعبأ بشيء من أمره على حال ولا قوة إلا بالله وحق الكبير توقيره لسنه وإجلاله لتقدمه في الإسلام قبلك وترك مقابلته عند الخصام ولا تسبقه إلى طريق ولا تتقدمه ولا تستجهله وإن جهل عليك احتملته وأكرمته بحق الإسلام وحرمته وحق الصغير رحمته وتعليمه والعفو عنه والستر عليه والرفق به والمعونة له وحق السائل إعطاؤه على قدر حاجته وحق المسئول إن أعطى فاقبل منه بالشكر والمعرفة بفضله وإن منع فاقبل عذره وحق من سرك الله به أن تحمد الله أولا ثم تشكره وحق من ساءك أن تعفو عنه وإن علمت أن العفو يضره انتصرت قال الله عز وجل ( ولَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولئِكَ ما عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ ) وحق أهل ملتك إضمار السلامة لهم والرحمة بهم والرفق بمسيئهم وتألفهم واستصلاحهم وشكر محسنهم وكف الأذى عنهم وتحب لهم ما تحب لنفسك وتكره لهم ما تكره لنفسك وأن تكون شيوخهم بمنزلة أبيك وشبابهم بمنزلة إخوتك وعجائزهم بمنزلة أمك والصغار بمنزلة أولادك وحق الذمة أن تقبل منهم ما قبل الله عز وجل منهم ولا تظلمهم ما وفوا الله عز وجل بعهده .
  ولا قوة إلا بالله الحمد لله رب العالمين وصلواته على خير خلقه محمد وآله أجمعين وسلم تسليما .

الامالي او المجالسي _257_

المجلس الستون :

  وهو يوم الثلاثاء لثمان بقين من شهر ربيع الآخر من سنة ثمان وستين وثلاثمائة .
1 ـ حدثنا الشيخ الفقيه أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي قال حدثنا أبي ( رحمه الله) قال حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم عن أبيه عن الريان بن شبيب قال سمعت المأمون يقول ما زلت أحب أهل البيت ( عليه السلام ) وأظهر للرشيد بغضهم تقربا إليه فلما حج الرشيد كنت أنا ومحمد والقاسم معه فلما كان بالمدينة استأذن عليه الناس فكان آخر من أذن له موسى بن جعفر ( عليه السلام ) فدخل فلما نظر إليه الرشيد تحرك ومد بصره وعنقه إليه حتى دخل البيت الذي كان فيه فلما قرب منه جثا الرشيد على ركبتيه وعانقه ثم أقبل عليه فقال له كيف أنت يا أبا الحسن كيف عيالك كيف عيال أبيك كيف أنتم ما حالكم فما زال يسأله عن هذا وأبو الحسن ( عليه السلام ) يقول خير خير فلما قام أراد الرشيد أن ينهض فأقسم عليه أبو الحسن ( عليه السلام ) فقعد وعانقه فسلم عليه وودعه قال المأمون وكنت أجرى ولد أبي عليه فلما خرج أبو الحسن موسى بن جعفر قلت لأبي يا أمير المؤمنين لقد رأيتك عملت بهذا الرجل شيئا ما رأيتك فعلت بأحد من أبناء المهاجرين والأنصار ولا ببني هاشم فمن هذا الرجل فقال يا بني هذا وارث علم النبيين هذا موسى بن جعفر بن محمد إن أردت العلم الصحيح فعند هذا قال المأمون فحينئذ انغرس في قلبي حبهم .
2 ـ حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل قال حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم عن أبيه عن الحسن بن علي بن يقطين عن أخيه الحسين عن أبيه علي بن يقطين قال وقع الخبر إلى موسى بن جعفر ( عليه السلام ) وعنده جماعة من أهل بيته بما عزم عليه موسى بن المهدي في أمره فقال لأهل بيته بما تشيرون قالوا نرى أن تتباعد عن هذا الرجل وأن تغيب شخصك منه فإنه لا يؤمن شره فتبسم أبو الحسن ( عليه السلام ) ثم قال ، زعمت سخينة أن ستغلب ربها وليغلبن مغلب الغلاب .

الامالي او المجالسي _258_

  ثم رفع يده إلى السماء فقال إلهي كم من عدو شحذ لي ظبة مديته وأرهف لي شبا حده وداف لي قواتل سمومه ولم تنم عني عين حراسته فلما رأيت ضعفي عن احتمال الفوادح وعجزي عن ملمات الجوائح صرفت ذلك عني بحولك وقوتك لا بحولي ولا بقوتي فألقيته في الحفير الذي احتفر لي خائبا مما أمله في دنياه متباعدا مما رجاه في آخرته فلك الحمد على ذلك قدر استحقاقك سيدي اللهم فخذه بعزتك وافلل حده عني بقدرتك واجعل له شغلا فيما يليه وعجزا عمن يناويه اللهم وأعدني عليه عدوى حاضرة تكون من غيظي شفاء ومن حقي عليه وفاء وصل اللهم دعائي بالإجابة وانظم شكاتي [شكايتي] بالتغيير وعرفه عما قليل ما وعدت الظالمين وعرفني ما وعدت في إجابة المضطرين إنك ذو الفضل العظيم والمن الكريم قال ثم تفرق القوم فما اجتمعوا إلا لقراءة الكتاب الوارد بموت موسى بن المهدي .
3 ـ حدثنا محمد بن علي ماجيلويه قال حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم قال سمعت رجلا من أصحابنا يقول لما حبس هارون الرشيد موسى بن جعفر ( عليه السلام ) جن عليه الليل فخاف ناحية هارون أن يقتله فجدد موسى طهوره واستقبل بوجهه القبلة وصلى لله عز وجل أربع ركعات ثم دعا بهذه الدعوات فقال يا سيدي نجني من حبس هارون وخلصني من يده يا مخلص الشجر من بين رمل وطين وماء ويا مخلص اللبن من بين فرث ودم ويا مخلص الولد من بين مشيمة ورحم ويا مخلص النار من بين الحديد والحجر ويا مخلص الروح من بين الأحشاء والأمعاء خلصني من يدي هارون .
  قال فلما دعا موسى ( عليه السلام ) بهذه الدعوات رأى هارون رجلا أسود في منامه وبيده سيف قد سله واقفا على رأس هارون وهو يقول يا هارون أطلق عن موسى بن جعفر وإلا ضربت علاوتك بسيفي هذا فخاف هارون من هيبته ثم دعا لحاجبه فجاء الحاجب فقال له اذهب إلى السجن وأطلق عن موسى بن جعفر ( عليه السلام ) قال فخرج الحاجب فقرع باب السجن فأجابه صاحب السجن فقال من ذا قال إن الخليفة يدعو موسى بن جعفر ( عليه السلام ) فأخرجه من سجنك وأطلق عنه فصاح السجان يا موسى إن الخليفة يدعوك فقام موسى ( عليه السلام ) مذعورا فزعا وهو يقول لا يدعوني في جوف هذه الليلة إلا لشر يريد بي فقام باكيا حزينا مغموما آيسا من حياته فجاء إلى عند هارون وهو يرتعد فرائصه فقال سلام على هارون فرد عليه السلام .

الامالي او المجالسي _259_

  ثم قال له هارون ناشدتك بالله هل دعوت في جوف هذه الليلة بدعوات فقال نعم قال وما هن قال جددت طهورا وصليت لله عز وجل أربع ركعات ورفعت طرفي إلى السماء وقلت يا سيدي خلصني من يدي هارون وشره وذكر له ما كان من دعائه فقال هارون قد استجاب الله دعوتك يا حاجب أطلق عن هذا ثم دعا بخلع فخلع عليه ثلاثا وحمله على فرسه وأكرمه وصيره نديما لنفسه ثم قال هات الكلمات حتى أثبتها ثم دعا بدوات وقرطاس وكتب هذه الكلمات قال فأطلق عنه وسلمه إلى حاجبه ليسلمه إلى الدار فصار موسى بن جعفر ( عليه السلام ) كريما شريفا عند هارون وكان يدخل عليه في كل خميس .
4 ـ حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد ( رض ) قال حدثنا الحسين بن الحسن بن أبان عن الحسين بن سعيد عن ابن أبي عمير ومحمد بن إسماعيل عن منصور بن يونس عن منصور بن حازم وعلي بن إسماعيل الميثمي عن منصور بن حازم عن أبي عبد الله الصادق عن آبائه ( عليهم السلام ) قال قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) لا رضاع بعد فطام ولا وصال في صيام ولا يتم بعد احتلام ولا صمت يوما إلى الليل ولا تعرب بعد الهجرة ولا هجرة بعد الفتح ولا طلاق قبل نكاح ولا عتق قبل ملك ولا يمين لولد مع والده ولا لمملوك مع مولاه ولا للمرأة مع زوجها ولا نذر في معصية ولا يمين في قطيعة .
5 ـ حدثنا جعفر بن محمد بن مسرور ( رض ) قال حدثنا الحسين بن محمد بن عامر عن عمه عبد الله بن عامر عن محمد أبي عمير عن أبان بن عثمان عن أبان بن تغلب عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر ( عليه السلام ) عن أبيه عن جده قال قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) من أراد التوسل إلي وأن يكون له عندي يد أشفع له بها يوم القيامة فليصل أهل بيتي ويدخل السرور عليهم .
6 ـ حدثنا الحسين بن أحمد بن إدريس قال حدثني أبي قال حدثني أحمد بن محمد بن خالد عن أبيه عن محمد بن أبي عمير عن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي عن أبيه عن جده قال قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) من قال صلى الله على محمد وآله قال الله جل جلاله صلى الله عليك فليكثر من ذلك ومن قال صلى الله على محمد ولم يصل على آله لم يجد ريح الجنة وريحها توجد من مسيرة خمسمائة عام .

الامالي او المجالسي _260_

7 ـ حدثنا علي بن أحمد بن عبد الله بن أحمد بن أبي عبد الله البرقي قال حدثني أبي عن جده أحمد بن أبي عبد الله قال حدثنا أبي عن علي بن النعمان عن فضل بن يونس عن عبد الله بن سنان قال قال أبو عبد الله الصادق ( عليه السلام ) من قال كل يوم خمسا وعشرين مرة اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات كتب الله له بعدد كل مؤمن مضى وبعدد كل مؤمن بقي إلى يوم القيامة حسنة ومحا عنه سيئة ورفع له درجة .
8 ـ وبهذا الإسناد عن أحمد بن أبي عبد الله عن أبيه عن محمد بن سنان عن عمر بن يزيد قال سمعت أبا عبد الله الصادق ( عليه السلام ) يقول من قدم أربعين رجلا من إخوانه قبل أن يدعو لنفسه استجيب له فيهم وفي نفسه .
9 ـ حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل رض قال حدثنا محمد بن يحيى العطار عن محمد بن أحمد بن يحيى بن عمران الأشعري عن محمد بن عيسى بن عبيد عن سليمان بن رشيد عن أبيه عن معاوية بن عمار قال ذكرت عند أبي عبد الله الصادق ( عليه السلام ) بعض الأنبياء فصليت عليه فقال إذا ذكر أحد من الأنبياء فابدأ بالصلاة على محمد ثم عليه صلى الله على محمد وآله وعلى جميع الأنبياء .
10 ـ حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد قال حدثنا محمد بن أبي القاسم عن محمد بن علي الصيرفي عن محمد بن سنان عن المفضل بن عمر عن أبي عبد الله الصادق عن أبيه عن جده ( عليه السلام ) قال بلغ أم سلمة زوجة النبي ( صلى الله عليه وآله ) أن مولى لها يتنقص [ ينتقص ] عليا ( عليه السلام ) ويتناوله فأرسلت إليه فلما أن صار إليها قالت له يا بني بلغني أنك تتنقص [ تنتقص ] عليا وتتناوله قال لها نعم يا أماه قالت اقعد ثكلتك أمك حتى أحدثك بحديث سمعته من رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ثم اختر لنفسك إنا كنا عند رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) تسع نسوة وكانت ليلتي ويومي من رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فدخل النبي ( صلى الله عليه وآله ) وهو متهلل أصابعه في أصابع علي واضعا يده عليه فقال يا أم سلمة اخرجي من البيت وأخليه لنا فخرجت وأقبلا يتناجيان أسمع الكلام وما أدري ما يقولان حتى إذا قلت قد انتصف النهار فأتيت الباب فقلت أدخل يا رسول الله قال لا فكبوت كبوة شديدة مخافة أن يكون ردني من سخطه [ سخطه ] أو نزل في شيء من السماء ثم لم ألبث أن أتيت الباب الثانية فقلت أدخل يا رسول الله قال لا فكبوت كبوة أشد من الأولى ثم لم ألبث حتى أتيت الباب الثالثة فقلت أدخل يا رسول الله فقال ادخل يا أم سلمة فدخلت وعلي ( عليه السلام ) جاث بين يديه وهو يقول فداك أبي وأمي يا رسول الله إذا كان كذا وكذا فما تأمرني قال آمرك بالصبر ثم أعاد عليه القول الثانية فأمره بالصبر فأعاد عليه القول الثالثة .

الامالي او المجالسي _261 _

  فقال له يا علي يا أخي إذا كان ذاك منهم فسل سيفك وضعه على عاتقك واضرب به قدما قدما حتى تلقاني وسيفك شاهر يقطر من دمائهم ثم التفت ( عليه السلام ) إلي فقال لي والله ما هذه الكئابة يا أم سلمة قلت للذي كان من ردك لي يا رسول الله فقال لي والله ما رددتك من موجدة وإنك لعلى خير من الله ورسوله لكن أتيتني وجبرئيل عن يميني وعلي عن يساري وجبرئيل يخبرني بالأحداث التي تكون من بعدي وأمرني أن أوصي بذلك عليا يا أم سلمة اسمعي واشهدي هذا علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) أخي في الدنيا وأخي في الآخرة يا أم سلمة اسمعي واشهدي هذا علي بن أبي طالب وزيري في الدنيا ووزيري في الآخرة يا أم سلمة اسمعي واشهدي هذا علي بن أبي طالب حامل لوائي في الدنيا وحامل لوائي غدا في القيامة يا أم سلمة اسمعي واشهدي هذا علي بن أبي طالب وصيي وخليفتي من بعدي وقاضي عداتي والذائد عن حوضي يا أم سلمة اسمعي واشهدي هذا علي بن أبي طالب سيد المسلمين وإمام المتقين وقائد الغر المحجلين وقاتل الناكثين والقاسطين والمارقين قلت يا رسول الله من الناكثون قال الذين يبايعونه بالمدينة وينكثون بالبصرة قلت من القاسطون قال معاوية وأصحابه من أهل الشام قلت من المارقون قال أصحاب النهروان فقال مولى أم سلمة فرجت عني فرج الله عنك والله لا سببت عليا أبدا .
11 ـ حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل ( رض ) قال حدثنا علي بن الحسين السعدآبادي عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي عن أبيه عن محمد بن سنان عن أبي الجارود زياد بن المنذر عن القاسم بن الوليد عن شيخ من ثمالة قال دخلت على امرأة من تميم عجوز كبيرة وهي تحدث الناس فقلت لها يرحمك الله حدثيني في بعض فضائل أمير المؤمنين علي ( عليه السلام ) قال أحدثك وهذا شيخ كما ترى بين يدي نائم فقلت لها ومن هذا فقالت أبو الحمراء خادم رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فجلست إليه فلما سمع حسي استوى جالسا فقال مه فقلت رحمك الله حدثني بما رأيت من رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يصنع بعلي ( عليه السلام ) فإن الله يسألك عنه فقال على الخبير وقعت أما ما رأيت النبي ( صلى الله عليه وآله ) يصنعه بعلي ( عليه السلام ) فإنه قال لي ذات يوم يا أبا الحمراء انطلق فادع لي مائة من العرب وخمسين رجلا من العجم وثلاثين رجلا من القبط وعشرين رجلا من الحبشة فأتيت بهم فقام رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فصف العرب ثم صف العجم خلف العرب وصف القبط خلف العجم وصف الحبشة خلف القبط .

الامالي او المجالسي _262 _

  ثم قام فحمد الله وأثنى عليه ومجد الله بتمجيد لم يسمع الخلائق بمثله ثم قال يا معشر العرب والعجم والقبط والحبشة أقررتم بشهادة أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله فقالوا نعم فقال اللهم اشهد حتى قالها ثلاثا فقال في الثلاثة أقررتم بشهادة أن لا إله إلا الله وأني محمد عبده ورسوله وأن علي بن أبي طالب أمير المؤمنين وولي أمرهم من بعدي فقالوا اللهم نعم فقال اللهم اشهد حتى قالها ثلاثا ثم قال لعلي ( عليه السلام ) يا أبا الحسن انطلق فائتني بصحيفة ودواة فدفعها إلى علي بن أبي طالب وقال اكتب فقال وما أكتب قال اكتب بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما أقرت به العرب والعجم والقبط والحبشة أقروا بشهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله وأن علي بن أبي طالب أمير المؤمنين وولي أمرهم من بعدي ثم ختم الصحيفة ودفعها إلى علي ( عليه السلام ) فما رأيتها إلى الساعة فقلت رحمك الله زدني فقال نعم خرج علينا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يوم عرفة وهو آخذ بيد علي ( عليه السلام ) فقال يا معشر الخلائق إن الله تبارك وتعالى باهى بكم في هذا اليوم ليغفر لكم عامة ثم التفت إلى علي ( عليه السلام ) فقال له وغفر لك يا علي خاصة وقال يا علي ادن مني فدنا منه فقال إن السعيد حق السعيد من أحبك وأطاعك وإن الشقي كل الشقي من عاداك ونصب لك وأبغضك يا علي كذب من زعم أنه يحبني ويبغضك يا علي من حاربك فقد حاربني ومن حاربني فقد حارب الله عز وجل يا علي من أبغضك فقد أبغضني ومن أبغضني فقد أبغض الله وأتعس الله جده وأدخله نار جهنم .

المجلس الحادي والستون :

  يوم الجمعة لخمس بقين من شهر ربيع الآخر من سنة ثمان وستين وثلاث مائة .
1 ـ حدثنا الشيخ الفقيه أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي قال حدثنا أبو ذر يحيى بن زيد بن العباس بن الوليد البزاز ( رض ) بالكوفة قال حدثنا عمي علي بن العباس قال حدثنا علي بن المنذر قال حدثنا عبد الله بن سالم عن حسين بن زيد عن علي بن عمر بن علي عن الصادق جعفر بن محمد عن أبيه عن علي بن الحسين عن الحسين بن علي عن علي بن أبي طالب ( عليه السلام) عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أنه قال يا فاطمة إن الله تبارك وتعالى ليغضب لغضبك ويرضى لرضاك قال فجاء صندل فقال لجعفر بن محمد ( عليه السلام ) يا أبا عبد الله إن هؤلاء الشباب يجيئونا عنك بأحاديث منكرة فقال له جعفر ( عليه السلام ) وما ذاك يا صندل قال جاءنا عنك أنك حدثتهم أن الله يغضب لغضب فاطمة ويرضى لرضاها قال فقال جعفر ( عليه السلام ) يا صندل أ لستم رويتم فيما تروون إن الله تبارك وتعالى ليغضب لغضب عبده المؤمن ويرضى لرضاه قال بلى قال فما تنكرون أن تكون فاطمة ( عليها السلام ) مؤمنة يغضب الله لغضبها ويرضى لرضاها قال فقال الله أعلم حيث يجعل رسالته .

الامالي او المجالسي _263_

2 ـ حدثنا أبو الحسن علي بن الحسن بن شقير بن يعقوب بن الحارث بن إبراهيم الهمداني في منزله بالكوفة قال حدثنا أبو عبد الله جعفر بن أحمد بن يوسف الأزدي قال حدثنا علي بن بزرج الخياط قال حدثنا عمرو بن اليسع عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله الصادق جعفر بن محمد قال أتى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فقيل له إن سعد بن معاذ قد مات فقام رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وقام أصحابه معه فأمر بغسل سعد وهو قائم على عضادة الباب فلما أن حنط وكفن وحمل على سريره تبعه رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بلا حذاء ولا رداء ثم كان يأخذ يمنة السرير مرة ويسرة السرير مرة حتى انتهى به إلى القبر فنزل رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) حتى لحده وسوى اللبن عليه وجعل يقول ناولوني حجرا ناولوني ترابا رطبا يسد به ما بين اللبن فلما أن فرغ وحثا التراب عليه وسوى قبره قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) إني لأعلم أنه سيبلى ويصل البلى إليه ولكن الله يحب عبدا إذا عمل عملا أحكمه فلما أن سوى التربة عليه قالت أم سعد يا سعد هنيئا لك الجنة فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يا أم سعد مه لا تجزمي على ربك فإن سعدا قد أصابته ضمة قال فرجع رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ورجع الناس فقالوا له يا رسول الله لقد رأيناك صنعت على سعد ما لم تصنعه على أحد إنك تبعت جنازته بلا رداء ولا حذاء فقال ( صلى الله عليه وآله ) إن الملائكة كانت بلا رداء ولا حذاء فتأسيت بها قالوا وكنت تأخذ يمنة السرير مرة ويسرة السرير مرة قال كانت يدي في يد جبرئيل آخذ حيث يأخذ قالوا أمرت بغسله وصليت على جنازته ولحدته في قبره ثم قلت إن سعدا قد أصابته ضمة قال فقال نعم إنه كان في خلقه مع أهله سوء .
3 ـ حدثنا محمد بن أحمد بن علي بن أسد الأسدي بالري في رجب سنة سبع وأربعين وثلاث مائة قال حدثنا عبد الله بن سليمان وعبد الله بن محمد الوهبي وأحمد بن عمير ومحمد بن أبو أيوب قالوا حدثنا عبد الله بن هاني بن عبد الرحمن قال حدثنا أبي عن عمه إبراهيم عن أم الدرداء عن أبي الدرداء قال قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) من أصبح معافى في جسده آمنا في سربه عنده قوت يومه فكأنما خيرت له الدنيا يا ابن جعشم يكفيك منها ما سد جوعتك ووارى عورتك فإن يكن بيت يكنك فذاك وإن تكن دابة تركبها فبخ بخ وإلا فالخبز وماء الجر وما بعد ذلك حساب عليك أو عذاب .

الامالي او المجالسي _264_

4 ـ حدثنا محمد بن علي بن الفضل الكوفي في مسجد أمير المؤمنين ( عليه السلام ) بالكوفة قال حدثنا محمد بن جعفر المعروف بابن التبان قال حدثنا محمد بن القاسم النهمي قال حدثنا محمد بن عبد الوهاب قال حدثنا إبراهيم بن محمد الثقفي قال حدثنا توبة بن الخليل قال سمعت محمد بن الحسن يقول حدثنا هارون بن خارجة قال قال لي الصادق جعفر بن محمد ( عليه السلام ) كم بين منزلك وبين مسجد الكوفة فأخبرته فقال ما بقي ملك مقرب ولا نبي مرسل ولا عبد صالح دخل الكوفة إلا وقد صلى فيه وإن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) مر به ليلة أسري به فاستأذن له الملك فصلى فيه ركعتين والصلاة الفريضة فيه ألف صلاة والنافلة فيه خمسمائة صلاة والجلوس فيه من غير تلاوة قرآن عبادة فائته ولو زحفا .
5 ـ حدثنا محمد بن أحمد بن إبراهيم الليثي قال حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي قال حدثنا علي بن الجعد قال أخبرنا شعبه قال حدثنا الحكم قال سمعت ابن أبي ليلى يقول لقيت كعب بن عجرة فقال ألا أهدي لك هدية إن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) خرج علينا فقلنا يا رسول الله قد علمتنا كيف السلام عليك فكيف الصلاة عليك قال قالوا اللهم صل على محمد كما صليت على إبراهيم إنك حميد مجيد وبارك على آل محمد كما باركت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد .
6 ـ حدثنا الحسن بن عبد الله بن سعيد بن الحسن بن إسماعيل بن حكيم العسكري قال حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد الكريم قال حدثنا محمد بن عبد الرحمن البرقي قال حدثنا عمرو بن أبي سلمة قال قرأت على أبي عمر الصنعاني عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قال رب أشعث أغبر ذي طمرين مدقع بالأبواب لو أقسم على الله لأبره .
7 ـ حدثنا الحسن بن عبد الله بن سعيد قال حدثنا محمد بن أحمد بن حمدان بن المغيرة القشيري قال حدثنا أبو الحريش أحمد بن عيسى الكلابي قال حدثنا موسى بن إسماعيل بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) سنة خمسين ومائتين قال حدثني أبي عن أبيه عن جده جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه عن علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) في قول الله عز وجل ( هَلْ جَزاءُ الْإِحْسانِ إِلا الْإِحْسانُ ) قال سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول إن الله عز وجل قال ( ما جزاء من أنعمت عليه بالتوحيد إلا الجنة ) .

الامالي او المجالسي _265 _

8 ـ حدثنا جعفر بن الحسين ( رض ) قال حدثنا محمد بن جعفر بن بطة قال حدثنا أحمد بن محمد بن خالد عن أبيه عن محمد بن سنان عن عبد الله بن مسكان عن أبي عبد الله الصادق ( عليه السلام ) قال إن أحق الناس بأن يتمنى للناس الغنى البخلاء لأن الناس إذا استغنوا كفوا عن أموالهم وإن أحق الناس بأن يتمنى للناس الصلاح أهل العيوب لأن الناس إذا صلحوا كفوا عن تتبع عيوبهم وإن أحق الناس بأن يتمنى للناس الحلم أهل السفه الذين يحتاجون أن يعفى عن سفههم فأصبح أهل البخل يتمنون فقر الناس وأصبح أهل العيوب يتمنون معايب الناس وأصبح أهل السفه يتمنون سفه الناس وفي الفقر الحاجة إلى البخيل وفي الفساد طلب عورة أهل العيوب وفي السفه المكافاة بالذنوب .
9 ـ حدثنا أحمد بن هارون الفامي ( رض ) قال حدثنا محمد بن جعفر بن بطة قال حدثنا أحمد بن إسحاق بن سعد عن بكر بن محمد عن الصادق جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه ( عليهم السلام ) قال قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) الناس في الجمعة على ثلاثة منازل رجل شهدها بإنصات وسكون قبل الإمام وذاك كفارة لذنوبه من الجمعة إلى الجمعة الثانية وزيادة ثلاثة أيام لقول الله عز وجل ( مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثالِها ) ورجل شهدها بلغط وملق وقلق فذلك حظه ورجل شهدها والإمام يخطب فقام يصلي فقد أخطأ السنة وذاك ممن إذا سأل الله عز وجل إن شاء أعطاه وإن شاء حرمه .
10 ـ حدثنا محمد بن بكران النقاش ( رض ) قال حدثنا أحمد بن محمد الهمداني مولى بني هاشم قال حدثني عبيد بن حمدون الرواسي قال حدثنا حسين بن نصر عن أبيه عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر الباقر ( عليه السلام ) عن علي بن الحسين عن الحسين بن علي عن علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) قال شكوت إلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) دينا كان علي فقال يا علي قل اللهم أغنني بحلالك عن حرامك وبفضلك عمن سواك فلو كان عليك مثل صبير دينا قضى الله عنك وصبير جبل باليمن ليس باليمن جبل أجل ولا أعظم منه .
11 ـ حدثنا محمد بن أحمد بن إبراهيم الليثي قال حدثنا أحمد بن محمد الهمداني ( رض ) قال حدثنا يعقوب بن يوسف بن زياد قال حدثنا أحمد بن حماد عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر الباقر ( عليه السلام ) عن علي بن الحسين عن الحسين بن علي عن علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) قال قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أنا مدينة الحكمة وهي الجنة وأنت يا علي بابها فكيف يهتدي المهتدي إلى الجنة ولا يهتدي إليها إلا من بابها .

الامالي او المجالسي _266 _

12 ـ حدثنا الحسين بن يحيى بن ضريس البجلي رض قال حدثنا أبي قال حدثنا أبو عوانة قال حدثنا أبي قال حدثنا عبد الله بن مسلمة القعنبي قال حدثنا عبد الله بن لهيعة عن محمد بن عبد الرحمن بن عروة بن الزبير عن أبيه عن جده قال وقع رجل في علي بن أبي طالب بمحضر من عمر بن الخطاب فقال له عمر تعرف صاحب هذا القبر محمد بن عبد الله بن عبد المطلب وعلي بن أبي طالب بن عبد المطلب لا تذكرن عليا إلا بخير فإنك إن تنقصته آذيت هذا في قبره .
13 ـ حدثنا الحسين بن أحمد بن إدريس قال حدثنا أبي قال حدثني محمد بن علي بن محبوب عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن أبي داود المسترق واسمه سليمان بن سفيان قال قال الصادق جعفر بن محمد ( عليه السلام ) يقوم الناس عن فرشهم على ثلاثة أصناف فصنف له ولا عليه وصنف عليه ولا له وصنف لا عليه ولا له فأما الصنف الذي له ولا عليه فهو الذي يقوم من منامه [ مقامه ] ويتوضأ ويصلي ويذكر الله عز وجل والصنف الذي عليه لا له فهو الذي لم يزل في معصية الله حتى نام فذاك الذي عليه لا له والصنف الذي لا له ولا عليه فهو الذي لا يزال نائما حتى يصبح فذاك لا له ولا عليه .
14 ـ حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى العطار قال حدثنا أبي قال حدثني محمد بن عبد الجبار عن الحسن بن علي بن أبي حمزة قال أخبرني داود بن كثير الرقي قال سمعت أبا عبد الله الصادق ( عليه السلام ) يقول من أحب أن يخفف الله عز وجل عنه سكرات الموت فليكن لقرابته وصولا وبوالديه بارا فإذا كان كذلك هون الله عليه سكرات الموت ولم يصبه في حياته فقر أبدا .
15 ـ وبهذا الإسناد عن الحسن بن علي بن أبي حمزة عن علي بن ميمون الصائغ قال سمعت أبا عبد الله الصادق يقول من أراد أن يدخله الله عز وجل في رحمته ويسكنه جنته فليحسن خلقه وليعط النصفة من نفسه وليرحم اليتيم وليعن الضعيف وليتواضع لله الذي خلقه .
16 ـ حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد ( رض ) قال حدثنا محمد بن الحسن الصفار عن يعقوب بن يزيد عن محمد بن أبي عمير عن إبراهيم بن عبد الحميد عن سعد الإسكاف عن الأصبغ بن نباتة عن علي ( عليه السلام ) أنه كان يقول من اختلف إلى المسجد أصاب إحدى الثمان أخا مستفادا في الله أو علما مستطرفا أو آية محكمة أو رحمة منتظرة أو كلمة ترده عن ردى أو يسمع كلمة تدله على هدى أو يترك ذنبا خشية أو حياء .

الامالي او المجالسي _267 _

17 ـ حدثنا أبي قال حدثنا علي بن إبراهيم عن أبيه إبراهيم بن هاشم عن حماد بن عيسى عن حريز بن عبد الله عن زرارة بن أعين قال قال أبو جعفر ( عليه السلام ) إنما فرض الله عز وجل على الناس من الجمعة إلى الجمعة خمسا وثلاثين صلاة فيها صلاة واحدة فرضها الله في جماعة وهي الجمعة ووضعها عن تسعة عن الصغير والكبير والمجنون والمسافر والعبد والمرأة والمريض والأعمى ومن كان على رأس فرسخين .
18 ـ وبهذا الإسناد قال قال أبو جعفر الباقر ( عليه السلام ) القنوت في الوتر كقنوتك يوم الجمعة تقول في دعاء القنوت اللهم تم نورك فهديت فلك الحمد ربنا وبسطت يدك فأعطيت فلك الحمد ربنا وعظم حلمك فعفوت فلك الحمد ربنا وجهك أكرم الوجوه وجهتك خير الجهات وعطيتك أفضل العطيات وأهنؤها تطاع ربنا فتشكر وتعصى ربنا فتغفر لمن شئت تجيب المضطر وتكشف الضر وتشفي السقيم وتنجي من الكرب العظيم لا يجزي بآلائك أحد ولا يحصي نعماءك قول قائل اللهم إليك رفعت الأبصار ونقلت الأقدام ومدت الأعناق ورفعت الأيدي ودعيت بالألسن وتحوكم إليك في الأعمال ربنا اغفر لنا وارحمنا وافتح بيننا وبين خلقك بالحق وأنت خير الفاتحين اللهم إليك نشكو غيبة نبينا وشدة الزمان علينا ووقوع الفتن [ الفتنة ] وتظاهر الأعداء وكثرة عدونا وقلة عددنا فافرج ذلك يا رب بفتح منك تعجله ونصر منك تعزه وإمام عدل تظهره إله الحق رب العالمين ثم تقول في قنوت الوتر بعد هذا أستغفر الله وأتوب إليه سبعين مرة وتعوذ بالله من النار كثيرا وتقول في دبر الوتر بعد التسليم سبحان ربي الملك القدوس العزيز الحكيم ثلاث مرات الحمد لرب الصباح الحمد لفالق الإصباح ثلاث مرات .
19 ـ حدثنا محمد بن علي ماجيلويه ( رض ) قال حدثنا محمد بن يحيى العطار عن محمد بن أحمد بن يحيى بن عمران الأشعري عن موسى بن جعفر البغدادي عن علي بن معبد عن بندار بن حماد عن عبد الله بن فضالة عن أبي عبد الله أو أبي جعفر ( عليه السلام ) قال سمعته يقول إذا بلغ الغلام ثلاث سنين يقال له سبع مرات قل لا إله إلا الله ثم يترك حتى يتم له ثلاث سنين وسبعة أشهر وعشرون يوما فيقال له قل محمد رسول الله سبع مرات ويترك حتى يتم له أربع سنين ثم يقال له سبع مرات قل صلى الله على محمد وآله ثم يترك حتى يتم له خمس سنين ثم يقال له أيهما يمينك وأيهما شمالك فإذا عرف ذلك حول وجهه إلى القبلة ويقال لها اسجد ثم يترك حتى يتم له ست سنين فإذا تم له ست سنين صلى وعلم الركوع والسجود حتى يتم له سبع سنين فإذا تم سبع سنين قيل له اغسل وجهك وكفيك فإذا غسلهما قيل له صل ثم يترك حتى يتم له تسع سنين فإذا تمت له علم الوضوء وضرب عليه وأمر بالصلاة وضرب عليها فإذا تعلم الوضوء والصلاة غفر الله لوالديه إن شاء الله تعالى .

الامالي او المجالسي _268 _

المجلس الثاني والستون :

  يوم الثلاثاء سلخ شهر ربيع الآخر من سنة ثمان وستين وثلاثمائة .
1 ـ حدثنا الشيخ الفقيه أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي قال حدثنا أبي ( رض ) قال حدثنا محمد بن يحيى العطار قال حدثنا سهل بن زياد الأدمي عن هارون بن مسلم عن محمد بن أبي عمير عن علي بن إسماعيل قال أخبرني أبو أسامة الشحام قال سمعت أبا عبد الله الصادق ( عليه السلام ) يقول من أخر المغرب حتى تشتبك النجوم من غير علة فأنا إلى الله منه بري .
2 ـ حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد قال حدثنا محمد بن الحسن الصفار عن محمد بن عيسى بن عبيد عن عبيد الله بن عبد الله الدهقان عن درست بن أبي منصور عن عبد الله بن سنان قال قال الصادق جعفر بن محمد لا تتخللوا بعود الريحان ولا بقضيب الرمان فإنهما يهيجان عرق الجذام .
3 ـ حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني قال حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم عن أبيه عن محمد بن أبي عمير عن حمزة بن حمران قال دخلت إلى الصادق جعفر بن محمد ( عليه السلام ) فقال لي يا حمزة من أين أقبلت قلت من الكوفة قال فبكى ( عليه السلام ) حتى بلت دموعه لحيته فقلت له يا ابن رسول الله ما لك أكثرت البكاء فقال ذكرت عمي زيدا وما صنع به فبكيت فقلت له وما الذي ذكرت منه فقال ذكرت مقتله وقد أصاب جبينه سهم فجاءه ابنه يحيى فانكب عليه وقال له أبشر يا أبتاه فإنك ترد على رسول الله وعلي وفاطمة والحسن والحسين ( صلى الله عليه وآله ) قال أجل يا بني ثم دعي بحداد فنزع السهم من جبينه فكانت نفسه معه فجي‏ء به إلى ساقية تجري عند بستان زائدة فحفر له فيها ودفن وأجري عليه الماء وكان معهم غلام سندي لبعضهم فذهب إلى يوسف بن عمر من الغد فأخبره بدفنهم إياه فأخرجه يوسف بن عمر فصلبه في الكناسة أربع سنين ثم أمر به فأحرق بالنار وذري في الرياح فلعن الله قاتله وخاذله وإلى الله جل اسمه أشكو ما نزل بنا أهل بيت نبيه بعد موته وبه نستعين على عدونا وهو خير مستعان .

الامالي او المجالسي _269 _

4 ـ حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق ( رض ) قال حدثنا أحمد بن محمد الهمداني قال حدثنا الحسن بن القاسم قراءة قال حدثنا علي بن إبراهيم بن المعلى قال حدثنا أبو عبد الله محمد بن خالد قال حدثنا عبد الله بن بكر المرادي عن موسى بن جعفر عن أبيه عن جده عن علي بن الحسين ( عليه السلام ) قال بينا أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ذات يوم جالس مع أصحابه يعبيهم للحرب إذ أتاه شيخ عليه شحبة السفر فقال أين أمير المؤمنين ( عليه السلام ) فقيل هو ذا فسلم عليه ثم قال يا أمير المؤمنين إني أتيتك من ناحية الشام وأنا شيخ كبير قد سمعت فيك من الفضل ما لا أحصي وإني أظنك ستغتال فعلمني مما علمك الله قال نعم يا شيخ من اعتدل يوماه فهو مغبون ومن كانت الدنيا همته اشتدت حسرته عند فراقها ومن كان غده شر يوميه فمحروم ومن لم يبال بما رزئ من آخرته إذا سلمت له دنياه فهو هالك ومن لم يتعاهد النقص من نفسه غلب عليه الهوى ومن كان في نقص فالموت خير له يا شيخ إن الدنيا خضرة حلوة ولها أهل وإن الآخرة لها أهل ظلفت أنفسهم عن مفاخرة أهل الدنيا لا يتنافسون في الدنيا ولا يفرحون بغضارتها ولا يحزنون لبؤسها يا شيخ من خاف البيات قل نومه ما أسرع الليالي والأيام في عمر العبد فاخزن لسانك وعد كلامك يقل كلامك إلا بخير يا شيخ ارض للناس ما ترضى لنفسك وائت إلى الناس ما تحب أن يؤتى إليك ثم أقبل على أصحابه .
  فقال أيها الناس أما ترون إلى أهل الدنيا يمسون ويصبحون على أحوال شتى فبين صريع يتلوى وبين عائد ومعود وآخر بنفسه يجود وآخر لا يرجى وآخر مسجى وطالب الدنيا والموت يطلبه وغافل وليس بمغفول عنه وعلى أثر الماضي يصير الباقي فقال له زيد بن صوحان العبدي يا أمير المؤمنين أي سلطان أغلب وأقوى قال الهوى قال فأي ذل أذل قال الحرص على الدنيا قال فأي فقر أشد قال الكفر بعد الإيمان قال فأي دعوه أضل قال الداعي بما لا يكون قال فأي عمل أفضل قال التقوى قال فأي عمل أنجح قال طلب ما عند الله قال فأي صاحب شر قال المزين لك معصية الله قال فأي الخلق أشقى قال من باع دينه بدنيا غيره قال فأي الخلق أقوى قال الحليم قال فأي الخلق أشح قال من أخذ المال من غير حله فجعله في غير حقه قال فأي الناس أكيس قال من أبصر رشده من غيه فمال إلى رشده قال فمن أحلم الناس قال الذي لا يغضب قال فأي الناس أثبت رأيا قال من لم يغره الناس من نفسه ولم تغره الدنيا بتشوفها قال فأي الناس أحمق قال المغتر بالدنيا وهو يرى ما فيها من تقلب أحوالها قال فأي الناس أشد حسرة قال الذي حرم .

الامالي او المجالسي _270 _

  الدنيا والآخرة ذلك هو الخسران المبين قال فأي الخلق أعمى قال الذي عمل لغير الله يطلب بعمله الثواب من عند الله عز وجل قال فأي القنوع أفضل قال القانع بما أعطاه الله قال فأي المصائب أشد قال المصيبة بالدين قال فأي الأعمال أحب إلى الله عز وجل قال انتظار الفرج قال فأي الناس خير عند الله عز وجل قال أخوفهم لله وأعملهم بالتقوى وأزهدهم في الدنيا قال فأي الكلام أفضل عند الله عز وجل قال كثرة ذكره والتضرع إليه ودعاؤه قال فأي القول أصدق قال شهادة أن لا إله إلا الله قال فأي الأعمال أعظم عند الله عز وجل قال التسليم والورع قال فأي الناس أكرم قال من صدق في المواطن ثم أقبل ( عليه السلام ) على الشيخ .
  فقال يا شيخ إن الله عز وجل خلق خلقا ضيق الدنيا عليهم نظرا لهم فزهدهم فيها وفي حطامها فرغبوا في دار السلام الذي دعاهم إليه وصبروا على ضيق المعيشة وصبروا على المكروه واشتاقوا إلى ما عند الله من الكرامة وبذلوا أنفسهم ابتغاء رضوان الله وكانت خاتمة أعمالهم الشهادة فلقوا الله وهو عنهم راض وعلموا أن الموت سبيل من مضى ومن بقي فتزودوا لآخرتهم غير الذهب والفضة ولبسوا الخشن وصبروا على القوت وقدموا الفضل وأحبوا في الله عز وجل وأبغضوا في الله عز وجل أولئك المصابيح وأهل النعيم في الآخرة والسلام فقال الشيخ فأين أذهب وأدع الجنة وأنا أراها وأرى أهلها معك يا أمير المؤمنين جهزني بقوة أتقوى بها على عدوك فأعطاه أمير المؤمنين ( عليه السلام ) سلاحا وحمله فكان في الحرب بين يدي أمير المؤمنين ( عليه السلام ) يضرب قدما وأمير المؤمنين ( عليه السلام ) يعجب مما يصنع فلما اشتدت الحرب أقدم فرسه حتى قتل واتبعه رجل من أصحاب أمير المؤمنين ( عليه السلام ) فوجده صريعا ووجد دابته ووجد سيفه في ذراعه فلما انقضت الحرب أتى أمير المؤمنين ( عليه السلام ) بدابته وسلاحه وصلى أمير المؤمنين ( عليه السلام ) عليه وقال هذا والله السعيد حقا فترحموا على أخيكم .
5 ـ حدثنا أبي قال حدثني سعد بن عبد الله عن إبراهيم بن هاشم عن الحسين بن يزيد النوفلي عن إسماعيل بن زياد السكوني عن جعفر بن محمد عن أبيه ( عليه السلام ) أن النبي ( صلى الله عليه وآله ) صلى على سعد بن معاذ فقال لقد وافى من الملائكة للصلاة عليه تسعون ألف ملك وفيهم جبرئيل يصلون عليه فقلت يا جبرئيل بما استحق صلاتكم عليه قال بقراءة قل هو الله أحد قائما وقاعدا أو راكبا وماشيا وذاهبا وجائيا .

الامالي او المجالسي _271 _

6 ـ حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل ( رض ) قال حدثنا محمد بن يحيى العطار عن أحمد بن محمد بن عيسى عن أحمد بن محمد بن أبي نصر البزنطي عن داود بن سرحان قال قال أبو عبد الله لا ينبغي للمرأة أن تعطل نفسها ولو أن تعلق في عنقها قلادة ولا ينبغي أن تدع يدها من الخضاب ولو أن تمسها بالحناء مسا وإن كانت مسنة .
7 ـ وبهذا الإسناد عن أحمد بن محمد بن أبي نصر البزنطي عن مفضل بن عمر عن جابر بن يزيد عن أبي جعفر الباقر ( عليه السلام ) قال إذا كان حين [ حيث ] يبعث الله تبارك وتعالى شأنه العباد أتى بالأيام تعرفها الخلائق باسمها وحليتها ويقدمها يوم الجمعة له نور ساطع تتبعه سائر الأيام كأنها عروس كريمة ذات وقار تهدى إلى ذي حلم ويسار ثم يكون يوم الجمعة شاهدا وحافظا لمن سارع إلى الجمعة ثم يدخل المؤمنون إلى الجنة على قدر سبقهم إلى الجمعة .
8 ـ حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى العطار قال حدثنا سعد بن عبد الله قال حدثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب قال حدثنا جعفر بن بشير البجلي عن أبان عن عبد الرحمن بن أعين عن أبي جعفر الباقر ( عليه السلام ) أنه قال لقد غفر الله عز وجل لرجل من أهل البادية بكلمتين دعا بهما قال اللهم إن تعذبني فأهل ذلك أنا وإن تغفر لي فأهل ذلك أنت فغفر الله له .
9 ـ حدثنا محمد بن علي ماجيلويه ( رض ) عن عمه محمد بن أبي القاسم عن أحمد بن أبي عبد الله عن أبيه عن عبد الله بن المغيرة ومحمد بن سنان عن طلحة بن زيد عن أبي عبد الله الصادق ( عليه السلام ) قال كان أبي ( عليه السلام ) يقول ما شيء أفسد للقلب من الخطيئة إن القلب ليواقع الخطيئة فما تزال به حتى تغلب عليه فيصير أسفله أعلاه وأعلاه أسفله .
10 ـ حدثنا أبي قال حدثنا سعد بن عبد الله عن أحمد بن محمد بن عيسى عن محمد بن خالد عن أحمد بن النضر الخزاز عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال كان غلام من اليهود يأتي النبي ( صلى الله عليه وآله ) كثيرا حتى استخفه [ استحقه ] وربما أرسله في حاجة وربما كتب له الكتاب إلى قوم فافتقده أياما فسأل عنه فقال له قائل تركته في آخر يوم من أيام الدنيا فأتاه النبي ( صلى الله عليه وآله ) في ناس من أصحابه وكان بركة لا يكاد يكلم أحدا إلا أجابه فقال يا فلان ففتح عينيه .

الامالي او المجالسي _272 _

  لبيك يا أبا القاسم قال اشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله فنظر الغلام إلى أبيه فلم يقل له شيئا ثم ناداه رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) الثانية وقال له مثل قوله الأول فالتفت الغلام إلى أبيه فلم يقل له شيئا ثم ناداه رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) الثالثة فالتفت الغلام إلى أبيه فقال أبوه إن شئت فقل وإن شئت فلا فقال الغلام أشهد أن لا إله إلا الله وأنك محمد رسول الله ومات مكانه فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) لأبيه اخرج عنا ثم قال ( صلى الله عليه وآله ) لأصحابه اغسلوه وكفنوه وائتوني به أصلي عليه ثم خرج وهو يقول الحمد لله الذي أنجى بي اليوم نسمة من النار .
11 ـ حدثنا الحسين بن أحمد بن إدريس ( رض ) قال حدثنا أبي عن أحمد بن محمد بن عيسى عن علي بن الحكم عن إسماعيل المنقري عن جده زياد بن أبي زياد عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر ( عليه السلام ) قال من أكل الطين فإنه تقع الحكة في جسده ويورثه البواسير ويهيج عليه داء السوء ويذهب بالقوة من ساقيه وقدميه وما نقص من عمله فيما بينه وبين صحته قبل أن يأكله حوسب عليه وعذب به .
12 ـ حدثنا جعفر بن علي بن الحسن بن علي بن عبد الله بن المغيرة الكوفي قال حدثني جدي الحسن بن علي عن جده عبد الله بن المغيرة عن إسماعيل بن مسلم عن الصادق جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه ( عليهم السلام ) قال قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أربع لا تدخل بيتا واحدة منهن إلا خرب ولم يعمر بالبركة الخيانة والسرقة وشرب الخمر والزناء .
13 ـ حدثنا الحسين بن أحمد بن إدريس ( رض ) قال حدثنا أبي عن محمد بن أحمد بن يحيى بن عمران الأشعري عن إبراهيم بن هاشم عن عمرو بن عثمان عن محمد بن عذافر عن أبي حمزة عن علي بن الحزور عن القاسم بن أبي سعيد قال أتت فاطمة ( عليه السلام ) النبي فذكرت عنده ضعف الحال فقال لها أ ما تدرين ما منزلة علي عندي كفاني أمري وهو ابن اثنتي عشرة سنة وضرب بين يدي بالسيف وهو ابن ست عشرة سنة وقتل الأبطال وهو ابن تسع عشرة سنة وفرج همومي وهو ابن عشرين سنة ورفع باب خيبر وهو ابن اثنتين وعشرين سنة كاملة وكان لا يرفعه خمسون رجلا قال فأشرق لون فاطمة ولم تقر قدماها حتى أتت عليا ( عليه السلام ) فأخبرته فقال كيف لو حدثتك بفضل الله على كله .

الامالي او المجالسي _273 _

14 ـ وبهذا الإسناد عن محمد بن أحمد عن عمر بن علي بن عمر بن يزيد عن عمه محمد بن عمر عن أبيه عن أبي عبد الله الصادق ( عليه السلام ) عن آبائه ( عليهم السلام ) قال قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) من وصل أحدا من أهل بيتي في دار هذه الدنيا بقيراط كافيته يوم القيامة بقنطار .
15 ـ حدثنا محمد بن موسى المتوكل قال حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسن بن محبوب عن الخالد بن جرير عن أبي الربيع عن أبي عبد الله الصادق ( عليه السلام ) قال قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) لا ينال شفاعتي غدا من أخر الصلاة المفروضة بعد وقتها .
16 ـ حدثنا الحسين بن إبراهيم بن ناتانة قال حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم عن محمد بن عيسى بن عبيد اليقطيني عن زكريا المؤمن عن ابن ناجية عن داود بن النعمان عن عبد الرحمن بن سيابة عن ناجية قال قال أبو جعفر الباقر ( عليه السلام ) إذا صليت العصر يوم الجمعة فقل اللهم صل على محمد وآل محمد الأوصياء المرضيين بأفضل صلواتك وبارك عليهم بأفضل بركاتك والسلام عليهم وعلى أرواحهم وأجسادهم ورحمة الله وبركاته فإن من قالها بعد العصر كتب الله عز وجل له مائة ألف حسنة ومحا عنه مائة ألف سيئة وقضى له بها مائة ألف حاجة ورفع له بها مائة ألف درجة .
17 ـ حدثنا الحسين بن إبراهيم بن أحمد بن هشام المؤدب ( رض ) قال حدثنا أبو العباس أحمد بن يحيى بن زكريا القطان قال حدثنا بكر بن عبد الله بن حبيب قال حدثنا تميم بن بهلول قال حدثنا جعفر بن عثمان الأحول قال حدثنا سليمان بن مهران قال دخلت على الصادق جعفر بن محمد ( عليه السلام ) وعنده نفر من الشيعة فسمعته وهو يقول معاشر الشيعة كونوا لنا زينا ولا تكونوا علينا شينا قولوا للناس حسنا احفظوا ألسنتكم وكفوها عن الفضول وقبيح القول .
18 ـ حدثنا أبي ومحمد بن موسى بن المتوكل ومحمد بن علي ماجيلويه وأحمد بن علي بن إبراهيم بن هاشم وأحمد بن زياد بن جعفر الهمداني والحسين بن إبراهيم بن ناتانة ( رض ) قالوا حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم عن أبيه إبراهيم بن هاشم عن أبي هدبة عن أنس بن مالك قال قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) طوبى لمن رآني وطوبى لمن رأى من رآني وطوبى لمن رأى من رأى من رآني وقد أخرج علي بن إبراهيم هذا الحديث وحديث الطير بهذا الإسناد في كتاب قرب الإسناد .

الامالي او المجالسي _274_

المجلس الثالث والستون :

  يوم الجمعة الثالث من جمادى الأولى من سنة ثمان وستين وثلاثمائة .
1 ـ حدثنا الشيخ الجليل أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي قال حدثنا سعد بن عبد الله قال حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسين بن سعيد عن حماد بن عيسى عن إبراهيم بن عمر اليماني عن أبي الطفيل عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر ( عليه السلام ) عن آبائه ( عليهم السلام ) قال قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) لأمير المؤمنين ( عليه السلام ) اكتب ما أملي عليك فقال يا نبي الله أتخاف علي النسيان قال ( صلى الله عليه وآله ) لست أخاف عليك النسيان وقد دعوت الله لك أن يحفظك ولا ينسيك ولكن اكتب لشركائك قال قلت ومن شركائي يا نبي الله قال الأئمة من ولدك بهم تسقى أمتي الغيث وبهم يستجاب دعاؤهم وبهم يصرف الله عنهم البلاء وبهم ينزل الرحمة من السماء وهذا أولهم وأومى بيده إلى الحسن بن علي ( عليه السلام ) ثم أومى بيده إلى الحسين ( عليه السلام ) ثم قال الأئمة من ولده .
2 ـ حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد ( رض ) قال حدثنا الحسين بن الحسن بن أبان عن الحسين بن سعيد عن محمد بن الحسين [ الحسن ] الكناني عن جده عن أبي عبد الله الصادق ( عليه السلام ) قال إن الله عز وجل أنزل على نبيه ( صلى الله عليه وآله ) كتابا قبل أن يأتيه الموت فقال يا محمد هذا الكتاب وصيتك إلى النجيب من أهلك فقال ومن النجيب من أهلي يا جبرئيل فقال علي بن أبي طالب وكان على الكتاب خواتيم من ذهب فدفعه النبي إلى علي ( عليه السلام ) وأمره أن يفك خاتما منها ويعمل بما فيه ففك ( عليه السلام ) خاتما وعمل بما فيه ثم دفعه إلى ابنه الحسن ( عليه السلام ) ففك خاتما وعمل بما فيه ثم دفعه إلى الحسين ( عليه السلام ) ففك خاتما فوجد فيه أن اخرج بقوم إلى الشهادة فلا شهادة لهم إلا معك واشتر نفسك لله عز وجل ففعل ثم دفعه إلى علي بن الحسين ( عليه السلام ) ففك خاتما فوجد فيه اصمت والزم منزلك واعبد ربك حتى يأتيك اليقين ففعل ثم دفعه إلى محمد بن علي ( عليه السلام ) ففك خاتما فوجد فيه حدث الناس وأفتهم ولا تخافن إلا الله فإنه لا سبيل لأحد عليك ثم دفعه إلي ففككت خاتما فوجدت فيه حدث الناس وأفتهم وانشر علوم أهل بيتك وصدق آباءك من الصالحين ولا تخافن أحدا إلا الله وأنت في حرز وأمان ففعلت ثم أدفعه إلى موسى بن جعفر وكذلك يدفعه موسى إلى الذي من بعده ثم كذلك أبدا إلى قيام المهدي ( عليه السلام ) .

الامالي او المجالسي _275_

3 ـ حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل قال حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري قال حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسن بن محبوب عن مقاتل بن سليمان عن أبي عبد الله الصادق ( عليه السلام ) قال قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أنا سيد النبيين ووصيي سيد الوصيين وأوصيائي سادة الأوصياء إن آدم ( عليه السلام ) سأل الله عز وجل أن يجعل له وصيا صالحا فأوحى الله عز وجل إليه أني أكرمت الأنبياء بالنبوة ثم اخترت خلقي وجعلت خيارهم الأوصياء ثم أوحى الله عز وجل إليه يا آدم أوص إلى شيث فأوصى آدم إلى شيث وهو هبة الله بن آدم وأوصى شيث إلى ابنه شبان وهو ابن نزلة الحوراء التي أنزلها الله على آدم من الجنة فزوجها ابنه شيثا وأوصى شبان إلى مجلث وأوصى مجلث إلى محوق وأوصى محوق إلى غثميشا [ عثميشا ] وأوصى غثميشا إلى أخنوخ وهو إدريس النبي ( عليه السلام ) وأوصى إدريس إلى ناحور ودفعها ناحور إلى نوح النبي ( عليه السلام ) .
  وأوصى نوح إلى سام وأوصى سام إلى عثامر وأوصى عثامر إلى برعيثاشا [ برعيثاثا ] وأوصى برعيثاشا إلى يافث وأوصى يافث إلى برة وأوصى برة إلى جفسية [ جفيسة ] وأوصى جفسية إلى عمران ودفعها عمران إلى إبراهيم خليل الرحمن ( عليه السلام ) وأوصى إبراهيم إلى ابنه إسماعيل وأوصى إسماعيل إلى إسحاق وأوصى إسحاق إلى يعقوب وأوصى يعقوب إلى يوسف وأوصى يوسف إلى بثرياء وأوصى بثرياء إلى شعيب ( عليه السلام ) ودفعها شعيب إلى موسى بن عمران وأوصى موسى بن عمران إلى يوشع بن نون وأوصى يوشع بن نون إلى داود ( عليه السلام ) وأوصى داود ( عليه السلام ) إلى سليمان وأوصى سليمان إلى آصف بن برخيا وأوصى آصف بن برخيا إلى زكريا ودفعها زكريا إلى عيسى ابن مريم وأوصى عيسى إلى شمعون بن حمون الصفا وأوصى شمعون إلى يحيى بن زكريا وأوصى يحيى بن زكريا إلى منذر وأوصى منذر إلى سليمة وأوصى سليمة إلى بردة ثم قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ودفعها إلي بردة وأنا أدفعها إليك يا علي وأنت تدفعها إلى وصيك ويدفعها وصيك إلى أوصيائك من ولدك واحدا بعد واحد حتى يدفع إلى خير أهل الأرض بعدك ولتكفرن بك الأمة ولتختلفن عليك اختلافا شديدا الثابت عليك كالمقيم معي والشاذ عنك في النار والنار مثوى للكافرين .