الامالي او المجالسي
9 ـ حدثنا جعفر بن علي بن الحسن بن علي بن عبد الله بن المغيرة الكوفي ( رض ) قال حدثنا جدي الحسن بن علي عن جده عبد الله بن المغيرة عن إسماعيل بن مسلم عن الصادق جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه قال قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) من بات كالا من طلب الحلال بات مغفورا له .
10 ـ حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل قال حدثنا محمد بن يحيى العطار قال حدثني محمد بن عيسى بن عبيد عن أحمد بن عبد الله قال سألت أبا الحسن علي بن موسى الرضا ( عليه السلام ) عن ذي الفقار سيف رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) من أين هو فقال هبط به جبرئيل من السماء وكان حليته من فضة وهو عندي .
11 ـ حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى العطار ( رض ) قال حدثنا أبي عن محمد بن أحمد بن يحيى بن عمران الأشعري قال حدثني أحمد بن أبي عبد الله البرقي عن أبيه عن يونس بن عبد الرحمن عن عبد الله بن سنان عن الصادق جعفر بن محمد عن آبائه ( عليهم السلام ) عن الحسين [ الحسن ] بن علي ( عليه السلام ) أنه قال سئل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ما ثبات الإيمان فقال الورع فقيل له ما زواله قال الطمع .
12 ـ أخبرني علي بن حاتم القزويني ( رض ) قال حدثني علي بن الحسين النحوي قال حدثنا أحمد بن أبي عبد الله البرقي عن أبيه محمد بن خالد عن أبي أيوب سليمان بن مقبل المديني عن موسى بن جعفر عن أبيه الصادق جعفر بن محمد ( عليه السلام ) أنه قال إذا مات المؤمن شيعه سبعون ألف ملك إلى قبره فإذا أدخل قبره أتاه منكر ونكير فيقعدانه ويقولان له من ربك وما دينك ومن نبيك فيقول ربي الله ومحمد نبيي والإسلام ديني فيفسحان له في قبره مد بصره ويأتيانه بالطعام من الجنة ويدخلان عليه الروح والريحان وذلك قوله عز وجل ( فَأَمَّا إِنْ كانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ فَرَوْحٌ ورَيْحانٌ ) يعني في قبره ( وجَنَّةُ نَعِيمٍ ) يعني في الآخرة ثم قال ( عليه السلام ) إذا مات الكافر شيعه سبعون ألفا من الزبانية إلى قبره وإنه ليناشد حامليه بصوت يسمعه كل شيء إلا الثقلان ويقول لو أن لي كرة فأكون من المؤمنين ويقول ارجعوني لعلي أعمل صالحا فيما تركت فتجيبه الزبانية كلا إنها كلمة أنت قائلها ويناديهم ملك لو رد لعاد لما نهى عنه فإذا أدخل قبره وفارقه الناس أتاه منكر ونكير في أهول صورة فيقيمانه ثم يقولان له من ربك وما دينك ومن نبيك فيتلجلج لسانه ولا يقدر على الجواب فيضربانه ضربة من عذاب الله يذعر لها كل شيء ثم يقولان له من ربك وما دينك ومن نبيك فيقول لا أدري فيقولان له لا دريت ولا هديت ولا أفلحت ثم يفتحان له بابا إلى النار وينزلان إليه الحميم من جهنم وذلك قول الله عز وجل ( وأَمَّا إِنْ كانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ فَنُزُلٌ مِنْ حَمِيمٍ يعني في القبر وتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ يعني في الآخرة ) .

الامالي او المجالسي _202_

13 ـ حدثنا أبي ( رحمه الله) قال حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري قال حدثني محمد بن عيسى بن عبيد اليقطيني قال حدثني يونس بن عبد الرحمن عن عبد الله بن سنان عن الصادق جعفر بن محمد ( عليه السلام ) أنه قال إن لله عز وجل حرمات ثلاث ليس مثلهن شيء كتابه وهو حكمته ونوره وبيته الذي جعله قبلة للناس لا يقبل من أحد توجها إلى غيره وعترة نبيكم ( صلى الله عليه وآله ) .
14 ـ حدثنا علي بن عيسى قال حدثنا علي بن محمد ماجيلويه قال حدثنا أحمد بن أبي عبد الله عن أبيه عن الحسين بن علوان الكلبي عن عمرو بن ثابت عن زيد بن علي عن أبيه عن جده ( عليه السلام ) قال قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) إن في الجنة لشجرة يخرج من أعلاها الحلل ومن أسفلها خيل عتاق مسرجة ملجمة ذوات أجنحة لا تروث ولا تبول فيركبها أولياء الله فتطير بهم في الجنة حيث شاءوا فيقول الذين أسفل منهم يا ربنا ما بلغ بعبادك هذه الكرامة فيقول الله جل جلاله إنهم كانوا يقومون الليل ولا ينامون ويصومون النهار ولا يأكلون ويجاهدون العدو ولا يجبنون ويتصدقون ولا يبخلون .
15 ـ حدثنا الحسين بن أحمد بن إدريس ( رض ) قال حدثنا أبي عن إبراهيم بن هاشم عن إسماعيل بن مرار عن يونس بن عبد الرحمن عن عبد الله بن سنان عن الصادق جعفر بن محمد ( عليه السلام ) قال خمس من لم تكن فيه لم يكن فيه كثير مستمتع قيل وما هن يا ابن رسول الله قال الدين والعقل والحياء وحسن الخلق وحسن الأدب وخمس من لم تكن له فيه لم يتهن بالعيش الصحة والأمن والغنى والقناعة والأنيس الموافق .
16 ـ حدثنا أبي قال حدثنا سعد بن عبد الله عن سلمة بن الخطاب البرواستاني [ البراوستاني ] عن محمد بن الليث عن جابر بن إسماعيل عن الصادق جعفر بن محمد عن أبيه ( عليه السلام ) أن رجلا سأل علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) عن قيام الليل بالقرآن فقال له أبشر من صلى من الليل عشر ليله لله مخلصا ابتغاء مرضاة الله قال الله عز وجل لملائكته اكتبوا لعبدي هذا من الحسنات عدد ما أنبت في الليل من حبة وورقة وشجرة وعدد كل قصبة وخوط ومرعى ومن صلى تسع ليله أعطاه الله عشر دعوات مستجابات وأعطاه كتابه بيمينه يوم القيامة ومن صلى ثمن ليله أعطاه الله أجر شهيد صابر صادق النية وشفع في أهل بيته ومن صلى سبع ليله خرج من قبره يوم يبعث ووجهه كالقمر ليلة البدر حتى يمر على الصراط من الآمنين ومن صلى سدس ليله كتب من الأوابين وغفر له ما تقدم من ذنبه ومن صلى خمس ليله زاحم إبراهيم خليل الرحمن في قبته ومن صلى ربع ليله كان في أول الفائزين حتى يمر على الصراط كالريح العاصف ويدخل الجنة بغير حساب ومن صلى ثلث ليله لم يبق ملك إلا غبطه بمنزلته من الله عز وجل .

الامالي او المجالسي _203 _

  وقيل له ادخل من أي أبواب الجنة الثمانية شئت ومن صلى نصف ليله فلو أعطي مل‏ء الأرض ذهبا سبعين ألف مرة لم يعدل جزاءه وكان له ذلك أفضل من سبعين رقبة يعتقها من ولد إسماعيل ومن صلى ثلثي ليله كان له من الحسنات قدر رمل عالج أدناها حسنة أثقل من جبل أحد عشر مرات ومن صلى ليله تامة تاليا لكتاب الله عز وجل راكعا وساجدا وذاكرا أعطي من الثواب ما أدناه يخرج من الذنوب كما ولدته أمه ويكتب له عدد ما خلق الله من الحسنات ومثلها درجات ويثبت النور في قبره وينزع الإثم والحسد من قلبه ويجار من عذاب القبر ويعطى براءة من النار ويبعث من الآمنين ويقول الرب تبارك وتعالى لملائكته ملائكتي انظروا إلى عبدي أحيا ليله ابتغاء مرضاتي أسكنوه الفردوس وله فيها مائة ألف مدينة في كل مدينة جميع ما تشتهي الأنفس وتلذ الأعين وما لا يخطر على بال سوى ما أعددت له من الكرامة والمزيد والقربة ، والحمد لله رب العالمين وصلواته على خير خلقه محمد وآله أجمعين .

المجلس التاسع والأربعون :

  يوم الجمعة لاثنتي عشر خلت من شهر ربيع الأول من سنة ثمان وستين وثلاثمائة .
1 ـ حدثنا الشيخ الفقيه أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي قال حدثنا أبي رض قال حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم عن أبيه عن محمد بن أبي عمير عن مرازم بن حكيم عن أبي عبد الله الصادق جعفر بن محمد عن آبائه ( عليهم السلام ) قال قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) إن الروح الأمين جبرئيل أخبرني عن ربي تبارك وتعالى أنه لن تموت نفس حتى تستكمل رزقها فاتقوا الله واجملوا في الطلب واعلموا أن الرزق رزقان فرزق تطلبونه ورزق يطلبكم فاطلبوا أرزاقكم من حلال فإنكم آكلوها حلالا إن طلبتموها من وجوهها وإن لم تطلبوها من وجوهها أكلتموها حراما وهي أرزاقكم لا بد لكم من أكلها .

الامالي او المجالسي _204_

2 ـ حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد ( رض ) قال حدثنا محمد بن الحسن الصفار عن إبراهيم بن هاشم عن علي بن معبد عن الحسين بن خالد عن أبي الحسن علي بن موسى الرضا ( عليه السلام ) قال النظر إلى ذريتنا عبادة فقيل له يا ابن رسول الله النظر إلى الأئمة منكم عبادة أم النظر إلى جميع ذرية النبي ( صلى الله عليه وآله ) فقال بل النظر إلى جميع ذرية النبي ( صلى الله عليه وآله ) عبادة .
3 ـ حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل قال حدثنا محمد بن يحيى العطار قال حدثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب قال حدثنا النضر بن شعيب عن خالد القلانسي عن الصادق جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه ( عليهم السلام ) قال قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) إذا قمت المقام المحمود تشفعت في أصحاب الكبائر من أمتي فيشفعني الله فيهم والله لا تشفعت فيمن آذى ذريتي .
4 ـ حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى العطار قال حدثنا سعد بن عبد الله عن الهيثم بن أبي مسروق النهدي عن الحسن بن محبوب عن سماعة بن مهران عن الصادق جعفر بن محمد ( عليه السلام ) أنه قال إن العبد إذا كثرت ذنوبه ولم يجد ما يكفرها به ابتلاه الله عز وجل بالحزن في الدنيا ليكفرها به فإن فعل ذلك به وإلا أسقم بدنه ليكفرها به فإن فعل ذلك به وإلا شدد عليه عند موته ليكفرها به فإن فعل ذلك به وإلا عذبه في قبره ليلقى الله عز وجل يوم يلقاه وليس شيء يشهد عليه بشيء من ذنوبه .
5 ـ حدثنا أحمد بن الحسن القطان قال حدثنا الحسن بن علي السكري قال حدثنا محمد بن زكريا الجوهري قال حدثنا محمد بن عمار عن أبيه قال قال الصادق جعفر بن محمد ( عليه السلام ) من أنكر ثلاثة أشياء فليس من شيعتنا المعراج والمساءلة في القبر والشفاعة .
6 ـ حدثنا أحمد بن هارون الفامي قال حدثنا محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري عن أبيه قال حدثنا محمد بن عبد الجبار قال حدثنا محمد بن أبي عمير عن هشام بن سالم عن الصادق جعفر بن محمد ( عليه السلام ) قال كاد الفقر أن يكون كفرا وكاد الحسد أن يغلب القدر .
7 ـ حدثنا علي بن الحسين بن شاذويه المؤدب قال حدثنا محمد بن عبد الله بن جعفر قال حدثني أبي قال حدثني هارون بن مسلم عن مسعدة بن صدقة عن الصادق جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه ( عليهم السلام ) قال قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ما جمع شيء إلى شيء أفضل من حلم إلى علم .

الامالي او المجالسي _205_

8 ـ حدثنا الحسين بن أحمد بن إدريس قال حدثنا أبي عن محمد بن أحمد بن يحيى بن عمران الأشعري عن محمد بن آدم عن الحسن بن علي الخزاز عن الحسين بن أبي العلاء عن الصادق جعفر بن محمد ( عليه السلام ) قال سمعته يقول أحب العباد إلى الله عز وجل رجل صدوق في حديثه محافظ على صلاته وما افترض الله عليه مع أداء الأمانة ثم قال ( عليه السلام ) من اؤتمن على أمانة فأداها فقد حل ألف عقدة من عنقه من عقد النار فبادروا بأداء الأمانة فإن من اؤتمن على أمانة وكل به إبليس مائة شيطان من مردة أعوانه ليضلوه ويوسوسوا إليه حتى يهلكوه إلا من عصم الله عز وجل .
9 ـ حدثنا جعفر بن مسرور قال حدثنا الحسين بن محمد بن عامر عن عمه عبد الله بن عامر عن محمد بن إسماعيل بن بزيع عن هشام بن سالم قال قال الصادق جعفر بن محمد ( عليه السلام ) من الجور قول الراكب للماشي الطريق .
10 ـ حدثنا حمزة بن محمد بن أحمد بن جعفر بن محمد بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) قال أخبرني علي بن إبراهيم بن هاشم قال حدثني إبراهيم بن إسحاق النهاوندي عن عبد الله بن حماد الأنصاري عن الحسين بن يحيى بن الحسين عن عمرو بن طلحة عن أسباط بن نصر عن عكرمة عن ابن عباس قال قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) والذي بعثني بالحق بشيرا لا يعذب الله بالنار موحدا أبدا وإن أهل التوحيد ليشفعون فيشفعون ثم قال ( عليه السلام ) إنه إذا كان يوم القيامة أمر الله تبارك وتعالى بقوم ساءت أعمالهم في دار الدنيا إلى النار فيقولون يا ربنا كيف تدخلنا النار وقد كنا نوحدك في دار الدنيا وكيف تحرق بالنار ألسنتنا وقد نطقت بتوحيدك في دار الدنيا وكيف تحرق قلوبنا وقد عقدت على أن لا إله إلا أنت أم كيف تحرق وجوهنا وقد عفرناها لك في التراب أم كيف تحرق أيدينا وقد رفعناها بالدعاء إليك فيقول الله جل جلاله عبادي ساءت أعمالكم في دار الدنيا فجزاؤكم نار جهنم فيقولون يا ربنا عفوك أعظم أم خطيئتنا فيقول عز وجل بل عفوي فيقولون رحمتك أوسع أم ذنوبنا فيقول عز وجل بل رحمتي فيقولون إقرارنا بتوحيدك أعظم أم ذنوبنا فيقول عز وجل بل إقراركم بتوحيدي أعظم فيقولون يا ربنا فليسعنا عفوك ورحمتك التي وسعت كل شيء فيقول الله جل جلاله ملائكتي وعزتي وجلالي ما خلقت خلقا أحب لي من المقرين بتوحيدي وأن لا إله غيري وحق على أن لا أصلي بالنار أهل توحيدي أدخلوا عبادي الجنة .

الامالي او المجالسي _206_

11 ـ حدثنا محمد بن علي ماجيلويه قال حدثنا محمد بن يحيى العطار قال حدثنا محمد بن أحمد بن يحيى بن عمران الأشعري قال حدثني محمد بن عمران عن أبيه عمران بن إسماعيل قال حدثني أبو علي الأنصاري عن محمد بن جعفر التميمي قال قال الصادق جعفر بن محمد ( عليه السلام ) بينا إبراهيم خليل الرحمن ( عليه السلام ) في جبل بيت المقدس يطلب مرعى لغنمه إذ سمع صوتا فإذا هو برجل قائم يصلي طوله اثنا عشر شبرا فقال له يا عبد الله لمن تصلي قال لإله السماء فقال له إبراهيم هل بقي أحد من قومك غيرك قال لا قال فمن أين تأكل قال أجتني من هذا الشجر في الصيف وآكله في الشتاء قال له فأين منزلك قال فأومى بيده إلى جبل .
  فقال له إبراهيم ( عليه السلام ) هل لك أن تذهب بي معك فأبيت عندك الليلة فقال إن قدامي ماء لا يخاض قال كيف تصنع قال أمشي عليه قال فاذهب بي معك فلعل الله أن يرزقني ما رزقك قال فأخذ العابد بيده فمضيا جميعا حتى انتهيا إلى الماء فمشى ومشى إبراهيم معه حتى انتهيا إلى منزله فقال له إبراهيم أي الأيام أعظم فقال له العابد يوم الدين يوم يدان الناس بعضهم من بعض قال فهل لك أن ترفع يدك وأرفع يدي فتدعو الله عز وجل أن يؤمننا من شر ذلك اليوم فقال وما تصنع بدعوتي فو الله إن لي لدعوة منذ ثلاثين سنة ما أجبت فيها بشيء فقال له إبراهيم ( عليه السلام ) أ ولا أخبرك لأي شيء احتبست دعوتك قال بلى قال له إن الله عز وجل إذا أحب عبدا احتبس دعوته ليناجيه ويسأله ويطلب إليه وإذا أبغض عبدا عجل له دعوته أو ألقى في قلبه اليأس منها ثم قال له وما كانت دعوتك قال مر بي غنم ومعه غلام له ذوابة فقلت يا غلام لمن هذا الغنم فقال لإبراهيم خليل الرحمن فقلت اللهم إن كان لك في الأرض خليل فأرنيه فقال له إبراهيم ( عليه السلام ) فقد استجاب الله لك أنا إبراهيم خليل الرحمن فعانقه فلما بعث الله محمدا ( صلى الله عليه وآله ) جاءت المصافحة .
12 ـ حدثنا علي بن أحمد بن موسى ( رض ) قال حدثنا محمد بن جعفر أبو الحسين الأسدي قال حدثنا محمد بن إسماعيل البرمكي قال حدثنا جعفر بن أحمد بن محمد التميمي عن أبيه قال حدثنا عبد الملك بن عمير الشيباني عن أبيه عن جده عن ابن عباس قال قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أنا سيد الأنبياء والمرسلين وأفضل من الملائكة المقربين وأوصيائي سادة أوصياء النبيين والمرسلين وذريتي أفضل ذريات النبيين والمرسلين وأصحابي الذين سلكوا منهاجي أفضل أصحاب النبيين والمرسلين وابنتي فاطمة سيدة نساء العالمين والطاهرات من أزواجي أمهات المؤمنين وأمتي خير أمة أخرجت للناس وأنا أكثر النبيين تبعا يوم القيامة ولي حوض عرضه ما بين بصرى وصنعاء فيه من الأباريق عدد نجوم السماء وخليفتي على الحوض يومئذ خليفتي في الدنيا فقيل ومن ذاك يا رسول الله قال إمام المسلمين وأمير المؤمنين ومولاهم بعدي علي بن أبي طالب يسقي منه أولياءه ويذود عنه أعداءه كما يذود أحدكم الغريبة من الإبل عن الماء ثم قال ( صلى الله عليه وآله ) من أحب عليا وأطاعه في دار الدنيا ورد على حوضي غدا وكان معي في درجتي في الجنة ومن أبغض عليا في دار الدنيا وعصاه لم أره ولم يرني يوم القيامة واختلج دوني وأخذ به ذات الشمال إلى النار .

الامالي او المجالسي _207_

13 ـ حدثنا الحسين بن إبراهيم بن ناتانة قال حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم عن أبيه عن محمد بن يحيى الخزاز عن غياث بن إبراهيم عن الصادق جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه ( عليهم السلام ) عن علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) قال من ذكر اسم الله على الطعام لم يسأل عن نعيم ذلك الطعام أبدا .
14 ـ حدثنا جعفر بن علي بن الحسن بن علي بن عبد الله بن المغيرة الكوفي قال حدثني جدي الحسن بن علي عن جده عبد الله بن المغيرة عن إسماعيل بن مسلم عن الصادق جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه ( عليهم السلام ) قال قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) من وجد كسرة أو تمرة فأكلها لم يفارق جوفه حتى يغفر الله له .
15 ـ حدثنا عبد الله بن نضر بن سمعان التيمي ( رض ) قال حدثنا أبو القاسم جعفر بن محمد المكي قال حدثنا أبو الحسن عبد الله بن محمد بن عمرو الحراني قال حدثنا صالح بن زياد قال حدثنا أبو عثمان عبد [ عبد الله] بن ميمون السكري قال حدثنا عبد الله بن معز الأودي قال حدثنا عمران بن سليم عن طاوس اليماني قال كان علي بن الحسين سيد العابدين ( عليه السلام ) يدعو بهذا الدعاء إلهي وعزتك وجلالك وعظمتك لو أني منذ بدعت فطرتي من أول الدهر عبدتك دوام خلود ربوبيتك بكل شعرة في كل طرفة عين سرمد الأبد بحمد الخلائق وشكرهم أجمعين لكنت مقصرا في بلوغ أداء شكر أخفى نعمة من نعمك علي ولو أني كربيت معادن حديد الدنيا بأنيابي وحرثت أرضها بأشفار عيني وبكيت من خشيتك مثل بحور السماوات والأرضين دما وصديدا لكان ذلك قليلا في كثير ما يجب من حقك علي ولو أنك إلهي عذبتني بعد ذلك بعذاب الخلائق أجمعين وعظمت للنار خلقي وجسمي وملأت جهنم وأطباقها مني حتى لا يكون في النار معذب غيري ولا يكون لجهنم حطب سواي لكان ذلك بعدلك علي قليلا في كثير استوجبته من عقوبتك .
16 ـ حدثنا محمد بن أحمد السناني( رض ) قال حدثنا محمد بن أبي عبد الله الأسدي الكوفي قال حدثنا موسى بن عمران النخعي عن عمه الحسين بن يزيد عن علي بن سالم عن أبيه عن سعد بن طريف عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال قال رسول الله لعلي ( عليه السلام ) يا علي أنت إمام المسلمين وأمير المؤمنين وقائد الغر المحجلين وحجة الله بعدي على الخلق أجمعين وسيد الوصيين ووصي سيد النبيين يا علي إنه لما عرج بي إلى السماء السابعة ومنها إلى سدرة المنتهى ومنها إلى حجب النور وأكرمني ربي جل جلاله بمناجاته قال لي يا محمد قلت لبيك ربي وسعديك تباركت وتعاليت قال إن عليا إمام أوليائي ونور لمن أطاعني وهو الكلمة التي ألزمتها المتقين من أطاعه أطاعني ومن عصاه عصاني فبشره بذلك فقال علي ( عليه السلام ) يا رسول الله بلغ من قدري حتى أني أذكر هناك فقال نعم يا علي فاشكر ربك فخر علي ( عليه السلام ) ساجدا شكرا لله على ما أنعم به عليه فقال له رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ارفع رأسك يا علي فإن الله قد باهى بك ملائكته .

الامالي او المجالسي _208_

المجلس الخمسون:

  يوم الثلاثاء لأربع عشر بقين من شهر ربيع الأول من سنة ثمان وستين وثلاثمائة .
1 ـ حدثنا الشيخ الفقيه أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي قال حدثنا أبي قال حدثنا سعد بن عبد الله عن هارون بن مسلم بن سعدان عن مسعدة بن صدقة عن الصادق عن أبيه عن آبائه ( عليهم السلام ) قال قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) إذا عطس المرء المسلم ثم سكت لعلة تكون به قالت الملائكة عنه الحمد لله رب العالمين فإن قال الحمد لله رب العالمين قالت الملائكة يغفر الله لك .
2 ـ حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد قال حدثنا محمد بن الحسن الصفار قال حدثنا محمد بن عيسى بن عبيد عن يونس بن عبد الرحمن عن أبي جميلة عن الصادق جعفر بن محمد عن آبائه ( عليهم السلام ) قال قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قال الله جل جلاله يا عبادي الصديقين تنعموا بعبادتي في الدنيا فإنكم بها تنعمون في الجنة .
3 ـ حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل قال حدثنا سعد بن عبد الله قال حدثنا إبراهيم بن هاشم عن الحسين بن الحسن القرشي عن سليمان بن جعفر البصري عن عبد الله بن الحسين بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عن أبيه عن الصادق جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه ( عليهم السلام ) قال قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) إن الله تبارك وتعالى كره لكم أيتها الأمة أربعا وعشرين خصلة ونهاكم عنها كره لكم العبث في الصلاة وكره المن في الصدقة وكره الضحك بين القبور وكره التطلع في الدور وكره النظر إلى فروج النساء وقال يورث العمى وكره الكلام عند الجماع وقال يورث الخرس وكره النوم قبل العشاء الآخرة وكره الحديث بعد العشاء الآخرة وكره الغسل تحت السماء بغير مئزر وكره المجامعة تحت السماء وكره دخول الأنهار إلا بمئزر .

الامالي او المجالسي _209_

  وقال في الأنهار عمار وسكان من الملائكة وكره دخول الحمامات إلا بمئزر وكره الكلام بين الأذان والإقامة في صلاة الغداة حتى تقضى الصلاة وكره ركوب البحر في هيجانه وكره النوم فوق سطح ليس بمحجر وقال من نام على سطح غير محجر فبرئت منه الذمة وكره أن ينام الرجل في بيت وحده وكره للرجل أن يغشى امرأة وهي حائض فإن غشيها وخرج الولد مجذوما أو أبرص فلا يلومن إلا نفسه وكره أن يغشى الرجل المرأة وقد احتلم حتى يغتسل من احتلامه الذي رأى فإن فعل وخرج الولد مجنونا فلا يلومن إلا نفسه وكره أن يتكلم الرجل مجذوما إلا أن يكون بينه وبينه قدر ذراع وقال فر من المجذوم فرارك من الأسد وكره البول على شط نهر جار وكره أن يحدث الرجل تحت شجرة قد أينعت أو نخلة قد أينعت يعني أثمرت وكره أن يتنعل الرجل وهو قائم وكره أن يدخل الرجل البيت المظلم إلا أن يكون بين يديه سراج أو نار وكره النفخ في الصلاة .
4 ـ حدثنا محمد بن علي ماجيلويه قال حدثنا محمد بن يحيى العطار قال حدثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن محمد بن سنان عن عمار بن مروان عن سماعة عن أبي عبد الله الصادق ( عليه السلام ) قال إن الله عز وجل أنعم على قوم بالمواهب فلم يشكروا فصارت عليهم وبالا وابتلى قوما بالمصائب فصبروا فصارت عليهم نعمة .
5 ـ حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى العطار قال حدثنا أبي عن محمد بن أحمد بن يحيى الأشعري عن يعقوب بن يزيد عن عبد الله بن محمد المزخرف عن علي بن عقبة عن ابن بكير قال أخذ الحجاج موليين لعلي ( عليه السلام ) فقال لأحدهما ابرأ من علي فقال ما جزاي إن لم أبرأ منه فقال قتلني الله إن لم أقتلك فاختر لنفسك قطع يديك أو رجليك قال فقال له الرجل هو القصاص فاختر لنفسك قال تالله إني لأرى لك لسانا وما أظنك تدري من خلقك أين ربك قال هو بالمرصاد لكل ظالم فأمر بقطع يديه ورجليه وصلبه قال ثم قدم صاحبه الآخر فقال ما تقول فقال أنا على رأي صاحبي قال فأمر أن يضرب عنقه ويصلب .
6 ـ حدثنا أبي ( رحمه الله) قال حدثني أحمد بن علي التفليسي عن إبراهيم بن محمد الهمداني عن محمد بن علي الهادي عن علي بن موسى الرضا ( عليه السلام ) عن الإمام موسى بن جعفر عن الصادق جعفر بن محمد عن الباقر محمد بن علي عن سيد العابدين علي بن الحسين عن سيد شباب أهل الجنة الحسين عن سيد الأوصياء علي عن سيد الأنبياء محمد ( صلى الله عليه وآله ) قال لا تنظروا إلى كثرة صلاتهم وصومهم وكثرة الحج والمعروف وطنطنتهم بالليل انظروا إلى صدق الحديث وأداء الأمانة .

الامالي او المجالسي _210_

7 ـ حدثنا الحسين بن أحمد بن إدريس قال حدثنا أبي عن أحمد بن محمد بن خالد عن محمد بن علي الكوفي عن محمد بن سنان عن عيسى النهريري [ النهزيزي ] عن أبي عبد الله الصادق عن آبائه ( عليهم السلام ) قال قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) من عرف الله وعظمه منع فاه من الكلام وبطنه من الطعام وعنا نفسه بالصيام والقيام قالوا بآبائنا وأمهاتنا يا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) هؤلاء أولياء الله قال إن أولياء الله سكتوا فكان سكوتهم فكرا وتكلموا فكان كلامهم ذكرا ونظروا فكان نظرهم عبرة ونطقوا فكان نطقهم حكمة ومشوا فكان مشيهم بين الناس بركة لو لا الآجال التي قد كتبت عليهم لم تستقر أرواحهم في أجسادهم خوفا من العذاب وشوقا إلى الثواب .
8 ـ حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى العطار قال حدثنا أبي عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن محمد بن سنان عن أبي الجارود عن أبي جعفر الباقر عن أبيه عن جده ( عليه السلام ) قال قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) من وقف نفسه موقف التهمة فلا يلومن من أساء به الظن ومن كتم سره كانت الخيرة بيده وكل حديث جاوز اثنين فشا وضع أمر أخيك على أحسنه حتى يأتيك منه ما يغلبك ولا تظنن بكلمة خرجت من أخيك سوءا وأنت تجد لها في الخير محملا وعليك بإخوان الصدق فأكثر من اكتسابهم فإنهم عدة عند الرخاء وجنة عند البلاء وشاور في حديثك الذين يخافون الله وأحب الإخوان على قدر التقوى واتقوا شرار النساء وكونوا من خيارهن على حذر إن أمرنكم بالمعروف فخالفوهن كيلا يطمعن منكم في المنكر .
9 ـ حدثنا أبي ( رض ) قال حدثنا الحسن بن أحمد المالكي عن أبيه عن علي بن المؤمل قال لقيت موسى بن جعفر ( عليه السلام ) وكان يخضب بالحمرة فقلت جعلت فداك ليس هذا من خضاب أهلك فقال أجل كنت أخضب بالوسمة فتحركت علي أسناني إن الرجل كان إذا أسلم على عهد رسول الله فعل ذلك ولقد خضب أمير المؤمنين ( عليه السلام ) بالصفرة فبلغ النبي ذلك فقال إسلام فخضبه بالحمرة فبلغ النبي ( صلى الله عليه وآله ) ذلك فقال إسلام وإيمان فخضبه بالسواد فبلغ النبي ( صلى الله عليه وآله ) ذلك فقال إسلام وإيمان ونور .

الامالي او المجالسي _211 _

10 ـ حدثنا الحسين بن إبراهيم بن ناتانة قال حدثنا علي بن إبراهيم عن أبيه عن محمد بن أبي عمير عن حفص بن البختري عن أبي عبد الله الصادق قال تقليم الأظافير وأخذ الشارب من الجمعة إلى الجمعة أمان من الجذام .
11 ـ حدثنا علي بن عبد الله الوراق قال حدثنا سعد بن عبد الله عن إبراهيم بن مهزيار عن أخيه علي عن الحسين بن سعيد عن الحرث بن محمد بن النعمان الأحول صاحب الطاق عن جميل بن صالح عن أبي عبد الله الصادق عن آبائه ( عليهم السلام ) قال قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) من أحب أن يكون أكرم الناس فليتق الله ومن أحب أن يكون أتقى الناس فليتوكل على الله ومن أحب أن يكون أغنى الناس فليكن بما عند الله عز وجل أوثق منه بما في يده ثم قال ( صلى الله عليه وآله ) ألا أنبئكم بشر الناس قالوا بلى يا رسول الله قال من أبغض الناس وأبغضه الناس ثم قال ألا أنبئكم بشر من هذا قالوا بلى يا رسول الله قال الذي لا يقيل عثرة ولا يقبل معذرة ولا يغفر ذنبا ثم قال ألا أنبئكم بشر من هذا قالوا بلى يا رسول الله قال من لا يؤمن شره ولا يرجى خيره إن عيسى ابن مريم ( عليه السلام ) قام في بني إسرائيل فقال يا بني إسرائيل لا تحدثوا بالحكمة الجهال فتظلموها ولا تمنعوها أهلها فتظلموهم ولا تعينوا الظالم على ظلمه فيبطل فضلكم الأمور ثلاثة أمر تبين لك رشده فاتبعه وأمر تبين لك غيه فاجتنبه وأمر اختلف فيه فرده إلى الله عز وجل .
12 ـ حدثنا جعفر بن علي بن الحسن بن علي بن عبد الله بن المغيرة الكوفي ( رض ) قال حدثني جدي الحسن بن علي عن جده عبد الله بن المغيرة عن إسماعيل بن مسلم السكوني عن الصادق جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه قال قال النبي ( صلى الله عليه وآله ) أوحى الله عز وجل إلى داود ( عليه السلام ) يا داود كما لا تضيق الشمس على من جلس فيها كذلك لا تضيق رحمتي على من دخل فيها وكما لا تضر الطيرة من لا يتطير منها كذلك لا ينجو من الفتنة المتطيرون وكما أن أقرب الناس مني يوم القيامة المتواضعون كذلك أبعد الناس مني يوم القيامة المتكبرون .
13 ـ حدثنا أبي قال حدثنا سعد بن عبد الله قال حدثنا أحمد بن الحسين بن سعيد عن محمد بن جمهور العمي عن عبد الرحمن بن أبي نجران عن عاصم بن حميد عن محمد بن مسلم عن أبي عبد الله الصادق ( عليه السلام ) قال من حفظ من شيعتنا أربعين حديثا بعثه الله يوم القيامة عالما فقيها ولم يعذبه .

الامالي او المجالسي _212 _

14 ـ حدثنا أحمد بن الحسن القطان قال حدثنا عبد الرحمن بن أبي حاتم قال حدثني هارون بن إسحاق الهمداني قال حدثني عبدة بن سليمان قال حدثنا كامل بن العلاء قال حدثنا حبيب بن أبي ثابت عن سعيد بن جبير عن عبد الله بن عباس قال قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) لعلي بن أبي طالب ( عليه السلام ) يا علي أنت صاحب حوضي وصاحب لوائي ومنجز عداتي وحبيب قلبي ووارث علمي وأنت مستودع مواريث الأنبياء وأنت أمين الله في أرضه وأنت حجة الله على بريته وأنت ركن الإيمان وأنت مصباح الدجى وأنت منار الهدى وأنت العلم المرفوع لأهل الدنيا من تبعك نجا ومن تخلف عنك هلك وأنت الطريق الواضح وأنت الصراط المستقيم وأنت قائد الغر المحجلين وأنت يعسوب المؤمنين وأنت مولى من أنا مولاه وأنا مولى كل مؤمن ومؤمنة لا يحبك إلا طاهر الولادة ولا يبغضك إلا خبيث الولادة وما عرج بي ربي عز وجل إلى السماء قط وكلمني ربي إلا قال لي يا محمد اقرأ عليا مني السلام وعرفه أنه إمام أوليائي ونور أهل طاعتي فهنيئا لك يا علي هذه الكرامة .
15 ـ حدثنا أبي ( رض ) قال حدثنا سعد بن عبد الله قال حدثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب قال حدثنا علي بن أسباط قال حدثنا علي بن أبي حمزة عن أبي بصير عن الصادق جعفر بن محمد ( عليه السلام ) أنه قال يا أبا بصير نحن شجرة العلم ونحن أهل بيت النبي وفي دارنا مهبط جبرئيل ونحن خزان علم الله ونحن معادن وحي الله من تبعنا نجا ومن تخلف عنا هلك حقا على الله عز وجل .
16 -ـ حدثنا أبي ( رض ) قال حدثنا أحمد بن إدريس قال حدثنا إبراهيم بن هاشم عن الحسن بن محبوب قال حدثنا علي بن رئاب قال حدثنا موسى بن بكر عن أبي الحسن موسى بن جعفر عن أبيه عن آبائه ( عليهم السلام ) قال قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) لا تستخفوا بفقراء شيعة علي وعترته من بعده فإن الرجل منهم ليشفع في مثل ربيعة ومضر .

الامالي او المجالسي _213_

المجلس الحادي والخمسون :

  يوم الجمعة لإحدى عشر بقين من شهر ربيع الأول من سنة ثمان وستين وثلاثمائة .
1 ـ حدثنا الشيخ الفقيه أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي قال حدثنا أبي قال حدثنا سعد بن عبد الله قال حدثنا الهيثم بن أبي مسروق النهدي قال حدثنا الحسن بن محبوب عن جميل بن صالح عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر أنه سئل عن قول الله عز وجل ( وقِيلَ مَنْ راق ٍ )قال ذاك قول ابن آدم إذا حضره الموت قال هل من طبيب هل من راق قال ( وظَنَّ أَنَّهُ الْفِراقُ ) يعني فراق الأهل والأحبة عند ذلك قال ( والْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ ) قال التفت الدنيا بالآخرة ( قال إِلى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَساقُ ) إلى رب العالمين يومئذ المصير .
2 ـ حدثنا أبي ( رض ) قال حدثنا سعد بن عبد الله قال حدثني أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسن بن محبوب عن مالك بن عطية عن أبي حمزة عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر ( عليه السلام ) قال سمعته يقول أما إنه ليس من سنة أقل مطرا من سنة ولكن الله يضعه حيث يشاء إن الله جل جلاله إذا عمل قوم بالمعاصي صرف عنهم ما كان قدر لهم من المطر في تلك السنة إلى غيرهم وإلى الفيافي والبحار والجبال وإن الله ليعذب الجعل في جحرها بحبس المطر عن الأرض التي هي بمحلتها لخطايا من بحضرتها وقد جعل الله لها السبيل إلى مسلك سوى محلة أهل المعاصي قال ثم قال أبو جعفر ( عليه السلام ) فاعتبروا يا أولي الأبصار ثم قال وجدنا في كتاب علي ( عليه السلام ) قال قال رسول الله إذا ظهر الزناء كثر موت الفجأة وإذا طفف المكيال أخذهم الله بالسنين والنقص وإذا منعوا الزكاة منعت الأرض بركاتها من الزرع والثمار والمعادن كلها وإذا جاروا في الأحكام تعاونوا على الظلم والعدوان وإذا نقضوا العهود سلط الله عليهم عدوهم وإذا قطعوا الأرحام جعلت الأموال في أيدي الأشرار وإذا لم يأمروا بمعروف ولم ينهوا عن منكر ولم يتبعوا الأخيار من أهل بيتي سلط الله عليهم شرارهم فيدعوا عند ذلك خيارهم فلا يستجاب لهم .

الامالي او المجالسي _214_

3 ـ حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد قال حدثنا محمد بن الحسن الصفار عن أحمد بن محمد بن عيسى عن عبد الرحمن بن أبي نجران عن هشام بن سالم عن حبيب السجستاني عن أبي جعفر الباقر ( عليه السلام ) قال إن في التوراة مكتوبا يا موسى إني خلقتك واصطنعتك وقويتك وأمرتك بطاعتي ونهيتك عن معصيتي فإن أطعتني أعنتك على طاعتي وإن عصيتني لم أعنك على معصيتي يا موسى ولي المنة عليك في طاعتك لي ولي الحجة عليك في معصيتك لي .
4 ـ حدثنا أحمد بن الحسن القطان قال حدثنا أبو يزيد محمد بن يحيى بن خلف بن يزيد المروزي بالري في شهر ربيع الأول سنة اثنتين وثلاثمائة قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي في سنة ثمان وثلاثين ومائتين وهو المعروف بإسحاق بن راهويه قال حدثنا يحيى بن يحيى قال حدثنا هشام عن مجالد عن الشعبي عن مسروق قال بينا نحن عند عبد الله بن مسعود نعرض مصاحفنا عليه إذ يقول له فتى شاب هل عهد إليكم نبيكم كم يكون من بعده خليفة قال إنك لحدث السن وإن هذا شيء ما سألني عنه أحد قبلك نعم عهد إلينا نبينا أنه يكون بعده اثنا عشر خليفة بعده نقباء بني إسرائيل .
5 ـ حدثنا أبو علي أحمد بن الحسن بن علي بن عبدويه قال حدثنا أبو عبد الله أحمد بن محمد بن إبراهيم بن أبي الرجال البغدادي قال حدثنا محمد بن عبدوس الحراني قال حدثنا عبد الغفار بن الحكم قال حدثنا منصور بن أبي الأسود عن مطرف عن الشعبي عن عمه قيس بن عبد قال كنا جلوسا في حلقة فيها عبد الله بن مسعود فجاء أعرابي فقال أيكم عبد الله قال عبد الله بن مسعود أنا عبد الله قال هل حدثكم نبيكم ( صلى الله عليه وآله ) كم يكون بعده من الخلفاء قال نعم اثنا عشر عدة نقباء بني إسرائيل .
6 ـ حدثنا عتاب بن محمد بن عتاب الوراميني قال حدثنا يحيى بن محمد بن صاعد قال حدثنا أحمد بن عبد الرحمن بن المفضل ومحمد بن عبيد الله بن سوار قالا حدثنا عبد الغفار بن الحكم قال حدثنا منصور بن أبي الأسود عن مطرف عن الشعبي وحدثنا عتاب بن محمد قال حدثنا إسحاق بن محمد الأنماطي عن يوسف بن موسى قال حدثني جرير عن أشعث بن سوار عن الشعبي وحدثنا عتاب بن محمد قال حدثنا الحسين بن محمد الحراني قال حدثنا أيوب بن محمد الوزان قال حدثنا سعيد بن مسلمة قال حدثنا أشعث بن سوار عن الشعبي كلهم قالوا عن عمه قيس بن عبد قال عتاب وهذا حديث مطرف قال كنا جلوسا في المسجد ومعنا عبد الله بن مسعود فجاء أعرابي فقال أ فيكم عبد الله قال نعم أنا عبد الله فما حاجتك قال يا عبد الله أخبركم نبيكم كم يكون فيكم من خليفة قال لقد سألتني عن شيء ما سألني عنه أحد منذ قدمت العراق نعم اثنا عشر عدة نقباء بني إسرائيل قال أبو عروبة في حديثه قال نعم عدة نقباء بني إسرائيل .

الامالي او المجالسي _215 _

7 ـ وقال جرير عن أشعث عن ابن مسعود عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) قال الخلفاء بعدي اثنا عشر كعدة نقباء بني إسرائيل .
8 ـ حدثنا أحمد بن الحسن القطان قال حدثنا أبو بكر أحمد بن محمد بن عبدة النيسابوري قال حدثنا أبو القاسم هارون بن إسحاق قال حدثنا عمي إبراهيم بن محمد عن زياد بن علاقة وعبد الملك بن عمير عن جابر بن سمرة قال كنت مع أبي عند النبي ( صلى الله عليه وآله ) فسمعته يقول يكون بعدي اثني عشر أميرا ثم أخفى صوته فقلت لأبي ما الذي أخفى رسول الله قال قال كلهم من قريش .
9 ـ حدثنا عبد الله بن محمد الصائغ قال حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى الغضراني قال حدثنا أبو علي الحسين بن الليث بن بهلول الموصلي قال حدثنا غسان بن الربيع قال حدثنا سليم بن عبد الله مولى عامر الشعبي عن عامر أنه قال قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) لا يزال أمر أمتي ظاهرا حتى يمضي اثنا عشر خليفة كلهم من قريش .
10 ـ حدثنا صالح بن عيسى بن أحمد بن محمد العجلي قال حدثنا محمد بن محمد بن علي قال حدثنا محمد بن الفرج الورياني قال حدثنا عبد الله بن محمد العجلي قال حدثني عبد العظيم بن عبد الله الحسني عن أبيه عن أبان مولى زيد بن علي عن عاصم بن بهدلة قال قال لي شريح القاضي اشتريت دارا بثمانين دينارا وكتبت كتابا وأشهدت عدولا فبلغ ذلك أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) فبعث إلي مولاه قنبرا فأتيته فلما أن دخلت عليه قال يا شريح اشتريت دارا وكتبت كتابا وأشهدت عدولا ووزنت مالا قال قلت نعم قال يا شريح اتق الله فإنه سيأتيك من لا ينظر في كتابك ولا يسأل عن بينتك حتى يخرجك من دارك شاخصا ويسلمك إلى قبرك خالصا فانظر ألا تكون اشتريت هذه الدار من غير مالكها ووزنت مالا من غير حله فإذا أنت قد خسرت الدارين جميعا الدنيا والآخرة ثم قال ( عليه السلام ) يا شريح فلو كنت عند ما اشتريت هذه الدار أتيتني فكتبت لك كتابا على هذه النسخة إذا لم تشترها بدرهمين قال قلت وما كنت تكتب يا أمير المؤمنين قال كنت أكتب لك هذا الكتاب بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما اشترى عبد ذليل من ميت أزعج بالرحيل اشترى منه دارا في دار الغرور من جانب الفانين إلى عسكر الهالكين وتجمع هذه الدار حدود أربعة فالحد الأول منها ينتهي إلى دواعي الآفات والحد الثاني منها ينتهي إلى دواعي العاهات والحد الثالث منها ينتهي إلى دواعي المصيبات والحد الرابع منها ينتهي إلى الهوى المردي والشيطان المغوي وفيه يشرع باب هذه الدار اشترى هذا المفتون بالأمل من هذا المزعج بالأجل جميع هذه الدار بالخروج من عز القنوع والدخول في ذل الطلب فما أدرك هذا المشتري من درك فعلى مبلي أجسام الملوك وسالب نفوس الجبابرة مثل كسرى وقيصر وتبع وحمير ومن جمع المال إلى المال فأكثر وبنى فشيد ونجد فزخرف وادخر بزعمه للولد أشخاصهم جميعا إلى موقف العرض لفصل القضاء وخسر هنالك المبطلون شهد على ذلك العقل إذا خرج من أسر الهوى ونظر بعين الزوال لأهل الدنيا وسمع منادي الزهد ينادي في عرصاتها ما أبين الحق لذي عينين إن الرحيل أحد اليومين تزودوا من صالح الأعمال وقربوا الآمال بالآجال فقد دنا الرحلة والزوال .

الامالي او المجالسي _216 _

11 ـ حدثنا محمد بن أحمد بن علي بن أسد الأسدي قال حدثنا محمد بن أبي بكر الواسطي قال حدثنا عبد الله بن يوسف الجارودي قال حدثنا أبو إسحاق الفزاري عن سفيان الثوري والأعمش عن عبد الله بن السائب عن زادان عن عبد الله بن مسعود قال قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) إن لله ملائكة سياحين في الأرض يبلغوني عن أمتي السلام .
12 ـ حدثنا محمد بن علي بن الفضل الكوفي( رض ) قال حدثنا أبو جعفر محمد بن عمار القطان قال حدثني الحسين بن علي بن الحكم الزعفراني قال حدثنا إسماعيل بن إبراهيم العبدي قال حدثني سهل بن زياد الأدمي عن ابن محبوب عن أبي حمزة الثمالي قال دخلت مسجد الكوفة فإذا أنا برجل عند الأسطوانة السابعة قائما يصلي يحسن ركوعه وسجوده فجئت لأنظر إليه فسبقني إلى السجود فسمعته يقول في سجوده اللهم إن كنت قد عصيتك فقد أطعتك في أحب الأشياء إليك وهو الإيمان بك منا منك به علي لا منا به مني عليك ولم أعصك في أبغض الأشياء إليك لم أدع لك ولدا ولم أتخذ لك شريكا منا منك علي لا منا مني عليك وعصيتك في أشياء على غير مكاثرة مني ولا مكابرة ولا استكبار عن عبادتك ولا جحود لربوبيتك ولكن اتبعت الهوى وأزلني الشيطان بعد الحجة والبيان فإن تعذبني غير ظالم لي وإن ترحمني فبجودك ورحمتك يا أرحم الراحمين ثم انفتل وخرج من باب كندة فتبعته حتى أتى مناخ الكلبيين فمر بأسود فأمره بشيء لم أفهمه فقلت من هذا فقال هذا علي بن الحسين ( عليه السلام ) فقلت جعلني الله فداك ما أقدمك هذا الموضع فقال الذي رأيت .
13 ـ حدثنا محمد بن أحمد بن إبراهيم المعاذي قال حدثنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن الفرج الشروطي قال حدثنا أبو عبد الله محمد بن يزيد بن المهلب قال حدثنا أبو أسامة قال حدثني عوف عن ميمون قال أخبرني البراء بن عازب قال لما أمر رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بحفر الخندق عرضت له صخرة عظيمة شديدة في عرض الخندق لا تأخذ منها المعاول فجاء رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فلما رآها وضع ثوبه وأخذ المعول وقال بسم الله وضرب ضربة فكسر ثلثها وقال الله أكبر أعطيت مفاتيح الشام والله إني لأبصر قصورها الحمراء الساعة ثم ضرب الثانية فقال بسم الله ففلق ثلثا آخر فقال الله أكبر أعطيت مفاتيح فارس والله إني لأبصر قصر المدائن الأبيض ثم ضرب الثالثة ففلق بقية الحجر وقال الله أكبر أعطيت مفاتيح اليمن والله إني لأبصر أبواب الصنعاء مكاني هذا .

الامالي او المجالسي _217 _

14 ـ حدثنا جعفر بن محمد بن مسرور ( رض ) قال حدثني محمد بن عبد الله بن جعفر بن جامع الحميري عن أبيه قال حدثنا أحمد بن أبي عبد الله البرقي عن أبيه محمد بن خالد عن خلف بن حماد الأسدي عن أبي الحسن العبدي عن الأعمش عن عباية بن ربعي عن عبد الله بن عباس قال أقبل علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ذات يوم إلى النبي ( صلى الله عليه وآله ) باكيا وهو يقول إنا لله وإنا إليه راجعون فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) مه يا علي فقال علي (عليه السلام) يا رسول الله ماتت أمي فاطمة بنت أسد .
  قال فبكى النبي ( صلى الله عليه وآله ) ثم قال رحم الله أمك يا علي أما إنها إن كانت لك أما فقد كانت لي أما خذ عمامتي هذه وخذ ثوبي هذين فكفنها فيهما ومر النساء فليحسن غسلها ولا تخرجها حتى أجي‏ء فآلي أمرها قال وأقبل النبي ( صلى الله عليه وآله ) بعد ساعة وأخرجت فاطمة أم علي ( عليه السلام ) فصلى عليها النبي ( صلى الله عليه وآله ) صلاة لم يصل على أحد قبلها مثل تلك الصلاة ثم كبر عليها أربعين تكبيرة ثم دخل إلى القبر فتمدد فيه فلم يسمع له أنين ولا حركة ثم قال يا علي ادخل يا حسن ادخل فدخل القبر فلما فرغ مما احتاج إليه قال له يا علي اخرج يا حسن اخرج فخرجا ثم زحف النبي ( صلى الله عليه وآله ) حتى صار عند رأسها ثم قال يا فاطمة أنا محمد سيد ولد آدم ولا فخر فإن أتاك منكر ونكير فسألاك من ربك فقولي الله ربي ومحمد نبيي والإسلام ديني والقرآن كتابي وابني إمامي ووليي .
  ثم قال اللهم ثبت فاطمة بالقول الثابت ثم خرج من قبرها وحثا عليها حثيات ثم ضرب بيده اليمنى على اليسرى فنفضهما ثم قال والذي نفس محمد بيده لقد سمعت فاطمة تصفيق يميني على شمالي فقام إليه عمار بن ياسر فقال فداك أبي وأمي يا رسول الله لقد صليت عليها صلاة لم تصل على أحد قبلها مثل تلك الصلاة فقال يا أبا اليقظان وأهل ذلك هي مني ولقد كان لها من أبي طالب ولد كثير ولقد كان خيرهم كثيرا وكان خيرنا قليلا فكانت تشبعني وتجيعهم وتكسوني وتعريهم وتدهنني وتشعثهم قال فلم كبرت عليها أربعين تكبيرة يا رسول الله قال نعم يا عمار التفت عن يميني فنظرت إلى أربعين صفا من الملائكة فكبرت لكل صف تكبيرة قال فتمددت في القبر ولم يسمع لك أنين ولا حركة قال إن الناس يحشرون يوم القيامة عراة فلم أزل أطلب إلى ربي عز وجل أن يبعثها ستيرة والذي نفس محمد بيده ما خرجت من قبرها حتى رأيت مصباحين من نور عند رأسها ومصباحين من نور عند يديها ومصباحين من نور عند رجليها وملكاها الموكلان بقبرها يستغفران لها إلى أن تقوم الساعة .

الامالي او المجالسي _218 _

15 ـ حدثنا أبي ( رض ) قال حدثنا عبد الله بن الحسن المؤدب عن أحمد بن علي الأصبهاني عن إبراهيم بن محمد الثقفي عن قتيبة بن سعيد عن عمرو بن غزوان عن أبي مسلم قال خرجت مع الحسن البصري وأنس بن مالك حتى أتينا باب أم سلمة فقعد أنس على الباب ودخلت مع الحسن البصري فسمعت الحسن وهو يقول السلام عليك يا أماه ورحمة الله وبركاته فقالت له وعليك السلام من أنت يا بني فقال أنا الحسن البصري فقالت فيما جئت يا حسن فقال لها جئت لتحدثيني بحديث سمعته أذناك من رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) فقالت أم سلمة والله لأحدثنك بحديث سمعته من رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وإلا فصمتا ورأته عيناي وإلا فعميتا ووعاه قلبي وإلا فطبع الله عليه وأخرس لساني إن لم أكن سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) .
  يقول لعلي بن أبي طالب ( عليه السلام ) يا علي ما من عبد لقي الله يوم يلقاه جاحدا لولايتك إلا لقي بعبادة صنم أو وثن قال فسمعت الحسن البصري وهو يقول الله أكبر أشهد أن عليا مولاي ومولى المؤمنين فلما خرج قال له أنس بن مالك ما لي أراك تكبر قال سألت أمنا أم سلمة أن تحدثني بحديث سمعته من رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في علي ( عليه السلام ) فقالت لي كذا وكذا فقلت الله أكبر أشهد أن عليا مولاي ومولى كل مؤمن قال فسمعت عند ذلك أنس بن مالك وهو يقول أشهد على رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أنه قال هذه المقالة ثلاث مرات أو أربع مرات .
( وصلى الله على سيدنا محمد وآله أجمعين الطيبين الطاهرين ) .

الامالي او المجالسي _219 _

المجلس الثاني والخمسون :

  وهو يوم الثلاثاء لسبع بقين من شهر ربيع الأول من سنة ثمان وستين وثلاثمائة .
1 ـ حدثنا الشيخ الفقيه أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي قال حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق ( رض ) قال حدثنا أحمد بن محمد الهمداني مولى بني هاشم قال حدثنا جعفر بن عبد الله بن جعفر بن عبد الله [ حدثنا جعفر بن عبد الله ] بن جعفر بن عبد الله بن جعفر بن محمد بن علي بن أبي طالب قال حدثنا كثير بن عياش القطان عن أبي الجارود زياد بن المنذر عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر ( عليه السلام ) قال لما ولد عيسى ابن مريم كان ابن يوم كأنه ابن شهرين فلما كان ابن سبعة أشهر أخذت والدته بيده وجاءت به الكتاب وأقعدته بين يدي المؤدب فقال له المؤدب قل بسم الله الرحمن الرحيم فقال عيسى ( عليه السلام ) بسم الله الرحمن الرحيم فقال له المؤدب قل أبجد فرفع عيسى ( عليه السلام ) رأسه فقال وهل تدري ما أبجد فعلاه بالدرة ليضربه فقال يا مؤدب لا تضربني إن كنت تدري وإلا فاسألني حتى أفسر لك فقال فسر لي فقال عيسى ( عليه السلام ) الألف آلاء الله والباء بهجة الله والجيم جمال الله والدال دين الله هوز الهاء [هي] هول جهنم والواو ويل لأهل النار والزاء زفير جهنم حطي حطت الخطايا عن المستغفرين كلمن كلام الله لا مبدل لكلماته سعفص صاع بصاع والجزاء بالجزاء قرشت قرشهم فحشرهم فقال المؤدب أيتها المرأة خذي بيد ابنك فقد علم ولا حاجة له في المؤدب .
2 ـ حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد ( رض ) قال حدثنا محمد بن الحسن الصفار قال حدثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب وأحمد بن الحسن بن علي بن فضال عن علي بن أسباط عن الحسن بن زيد قال حدثني محمد بن سالم عن الأصبغ بن نباتة قال قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) سأل عثمان بن عفان رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فقال يا رسول الله ما تفسير أبجد فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) تعلموا تفسير أبجد فإن فيه الأعاجيب كلها ويل لعالم جهل تفسيره .

الامالي او المجالسي _220 _

  فقيل يا رسول الله ما تفسير أبجد قال أما الألف فآلاء الله حرف من أسمائه وأما الباء فبهجة الله وأما الجيم فجنة الله وجلال الله وجماله وأما الدال فدين الله وأما هوز فالهاء هاء الهاوية فويل لمن هوى في النار وأما الواو فويل لأهل النار وأما الزاء فزاوية في النار فنعوذ بالله مما في الزاوية يعني زوايا جهنم وأما حطي فالحاء حطوط الخطايا عن المستغفرين في ليلة القدر وما نزل به جبرئيل مع الملائكة إلى مطلع الفجر وأما الطاء فطوبى لهم وحسن مآب وهي شجرة غرسها الله عز وجل ونفخ فيها من روحه وإن أغصانها لترى من وراء سور الجنة تنبت بالحلي والحلل متدلية على أفواههم وأما الياء فيد الله فوق خلقه سبحانه وتعالى عما يشركون وأما كلمن فالكاف كلام الله لا تبديل لكلمات الله ولن تجد من دونه ملتحدا وأما اللام فإلمام أهل الجنة بينهم في الزيارة والتحية والسلام وتلاوم أهل النار فيما بينهم وأما الميم فملك الله الذي لا يزول ودوام الله الذي لا يفنى وأما النون فنون والقلم وما يسطرون فالقلم قلم من نور وكتاب من نور في لوح محفوظ يشهده المقربون وكفى بالله شهيدا وأما سعفص فالصاد صاع بصاع وفص بفص يعني الجزاء بالجزاء وكما تدين تدان إن الله لا يريد ظلما للعباد وأما قرشت يعني قرشهم فحشرهم ونشرهم إلى يوم القيامة فقضي بينهم بالحق وهم لا يظلمون .
3 ـ حدثنا أبي ( رض ) قال حدثنا سعد بن عبد الله قال حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى قال حدثنا القاسم بن عيسى عن جده الحسن بن راشد عن الصادق جعفر بن محمد ( عليه السلام ) قال إذا ظلم الرجل فظل يدعو على صاحبه قال الله جل جلاله إن هاهنا آخر يدعو عليك يزعم أنك ظلمته فإن شئت أجبتك وأجبت عليك وإن شئت أخرتكما فتوسعكما عفوي .
4 ـ حدثنا أبي قال حدثنا علي بن الحسين السعدآبادي قال حدثنا أحمد بن أبي عبد الله البرقي عن أبيه عن أحمد بن النضر الخزاز عن عمرو بن شمر عن جابر بن يزيد الجعفي عن أبي حمزة الثمالي عن حبيب بن عمرو قال دخلت على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) في مرضه الذي قبض فيه فحل عن جراحته فقلت يا أمير المؤمنين ما جرحك هذا بشيء وما بك من بأس فقال لي يا حبيب أنا والله مفارقكم الساعة قال فبكيت عند ذلك وبكت أم كلثوم وكانت قاعدة عنده فقال لها ما يبكيك يا بنية فقالت ذكرت يا أبة أنك تفارقنا الساعة فبكيت .

الامالي او المجالسي _221 _

  فقال لها يا بنية لا تبكين فو الله لو ترين ما يرى أبوك ما بكيت قال حبيب فقلت له وما الذي ترى يا أمير المؤمنين فقال يا حبيب أرى ملائكة السماوات والنبيين [ والأرضين ] بعضهم في أثر بعض وقوفا إلى أن تتلقوني وهذا أخي محمد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) جالس عندي يقول أقدم فإن أمامك خير لك مما أنت فيه قال فما خرجت من عنده حتى توفي ( عليه السلام ) فلما كان من الغد وأصبح الحسن ( عليه السلام ) قام خطيبا على المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال أيها الناس في هذه الليلة نزل القرآن وفي هذه الليلة رفع عيسى ابن مريم ( عليه السلام ) وفي هذه الليلة قتل يوشع بن نون وفي هذه الليلة مات أبي أمير المؤمنين ( عليه السلام ) والله لا يسبق أبي أحد كان قبله من الأوصياء إلى الجنة ولا من يكون بعده وإن كان رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ليبعثه في السرية فيقاتل جبرئيل عن يمينه وميكائيل عن يساره وما ترك صفراء ولا بيضاء إلا سبعمائة درهم فضلت من عطائه كان يجمعها ليشتري بها خادما لأهله .
5 ـ حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد قال حدثنا محمد بن الحسن الصفار عن العباس بن معروف عن علي بن مهزيار عن الحسن بن سعيد عن فضالة بن أيوب عن عبد الله بن مسكان عن الصادق جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه ( عليهم السلام ) قال قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ألا أخبركم بمن يحرم عليه النار غدا قالوا بلى يا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قال الهين القريب اللين السهل .
6 ـ حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى العطار قال حدثنا أبي عن أحمد بن محمد بن عيسى عن أبيه عن صفوان بن يحيى عن العيص بن القاسم قال قلت للصادق جعفر بن محمد ( صلى الله عليه وآله ) حديث يروى عن أبيك ( عليه السلام ) أنه قال ما شبع رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) من خبز بر قط أ هو صحيح فقال لا ما أكل رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) خبز بر قط ولا شبع من خبز شعير قط .
7 ـ حدثنا الحسين بن أحمد بن إدريس قال حدثنا أبي عن محمد بن أحمد بن يحيى بن عمران الأشعري قال حدثنا أحمد بن أبي عبد الله عن أبيه عن وهب بن وهب القاضي عن الصادق جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه ( عليهم السلام ) قال قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قال الله جل جلاله يا ابن آدم أطعني فيما أمرتك ولا تعلمني ما يصلحك .

الامالي او المجالسي _222 _

  وبهذا الإسناد قال قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قال الله جل جلاله يا ابن آدم اذكرني بعد الغداة ساعة وبعد العصر ساعة أكفك ما أهمك .
8 ـ حدثنا محمد بن محمد بن عصام [ عاصم ] الكليني قال حدثنا محمد بن يعقوب قال حدثنا محمد بن علي بن معن قال حدثنا محمد بن علي بن عاتكة عن الحسين بن النضر الفهري عن عمرو الأوزاعي عن عمرو بن شمر عن جابر بن يزيد الجعفي عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر ( عليه السلام ) عن أبيه عن جده قال قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) في خطبة خطبها بعد موت النبي ( صلى الله عليه وآله ) بتسعة أيام وذلك حين فرغ من جمع القرآن فقال الحمد لله الذي أعجز الأوهام أن ينال إلا وجوده وحجب العقول أن تتخيل ذاته في امتناعها من الشبه والشكل بل هو الذي لم يتفاوت في ذاته ولم يتبعض بتجزية العدد في كماله فارق الأشياء لا على اختلاف الأماكن وتمكن منها لا على الممازجة وعلمها لا بأداة لا يكون العلم إلا بها وليس بينه وبين معلومه علم غيره إن قيل كان فعلى تأويل أزلية الوجود وإن قيل لم يزل فعلى تأويل نفي العدم فسبحانه وتعالى عن قول من عبد سواه واتخذ إلها غيره علوا كبيرا نحمده بالحمد الذي ارتضاه لخلقه وأوجب قبوله على نفسه وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله شهادتان ترفعان وتضاعفان العمل خف ميزان ترفعان منه وثقل ميزان توضعان فيه وبهما الفوز بالجنة والنجاة من النار والجواز على الصراط وبالشهادتين تدخلون الجنة وبالصلاة تنالون الرحمة فأكثروا من الصلاة على نبيكم وآله إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما أيها الناس إنه لا شرف أعلى من الإسلام ولا كرم أعز من التقوى ولا معقل أحرز من الورع ولا شفيع أنجح من التوبة ولا كنز أنفع من العلم ولا عز أرفع من الحلم ولا حسب أبلغ من الأدب ولا نصب أوضع من الغضب ولا جمال أزين من العقل ولا سوءة أسوأ من الكذب ولا حافظ أحفظ من الصمت ولا لباس أجمل من العافية ولا غائب أقرب من الموت أيها الناس إنه من مشى على وجه الأرض فإنه يصير إلى بطنها والليل والنهار مسرعان في هدم الأعمار ولكل ذي رمق قوت ولكل حبة آكل وأنت قوت الموت وإن من عرف الأيام لم يغفل عن الاستعداد لن ينجو من الموت غني بماله ولا فقير لإقلالة أيها الناس من خاف ربه كف ظلمه ومن لم يرع في كلامه أظهر هجره ومن لم يعرف الخير من الشر فهو بمنزلة البهيمة ما أصغر المصيبة مع عظم الفاقة غدا هيهات هيهات وما تناكرتم إلا لما فيكم من المعاصي والذنوب فما أقرب الراحة من التعب والبؤس من النعيم وما شر بشر بعده الجنة وما خير بخير بعده النار وكل نعيم دون الجنة محقور وكل بلاء دون النار عافية .

الامالي او المجالسي _223 _

9 ـ حدثنا محمد بن علي ماجيلويه قال حدثنا عمي محمد بن أبي القاسم عن أحمد بن محمد بن خالد عن أبيه عن بكر بن صالح قال حدثنا عبد الله بن إبراهيم الغفاري عن عبد الرحمن عن عمه عبد العزيز بن علي عن سعيد بن المسيب عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ألا أدلكم على شيء يكفر الله به الخطايا ويزيد في الحسنات قيل بلى يا رسول الله قال إسباغ الوضوء على المكاره وكثرة الخطى إلى هذه المساجد وانتظار الصلاة بعد الصلاة وما منكم أحد يخرج من بيته متطهرا فيصلي الصلاة في الجماعة مع المسلمين ثم يقعد ينتظر الصلاة الأخرى إلا والملائكة تقول اللهم اغفر له اللهم ارحمه فإذا قمتم إلى الصلاة فاعدلوا صفوفكم وأقيموها وسدوا الفرج وإذا قال إمامكم الله أكبر فقولوا الله أكبر وإذا ركع فاركعوا وإذا قال سمع الله لمن حمده فقولوا اللهم ربنا لك الحمد إن خير الصفوف صف الرجال المقدم وشرها المؤخر .
10 ـ حدثنا علي بن أحمد بن عبد الله بن أحمد بن أبي عبد الله البرقي قال حدثنا أبي عن جده أحمد بن أبي عبد الله عن الحسن بن علي بن فضال عن إبراهيم بن محمد الأشعري عن أبان بن عبد الملك عن الصادق جعفر بن محمد ( عليه السلام ) قال إن موسى بن عمران ( عليه السلام ) حين أراد أن يفارق الخضر ( عليه السلام ) قال له أوصني فكان مما أوصاه أن قال له إياك واللجاجة أو أن تمشي في غير حاجة أو أن تضحك من غير عجب واذكر خطيئتك وإياك وخطايا الناس .
11 ـ وبهذا الإسناد عن الحسن بن علي بن فضال عن عاصم بن حميد عن أبي حمزة الثمالي قال دعا حذيفة بن اليماني ابنه عند موته فأوصى إليه وقال يا بني أظهر اليأس مما في أيدي الناس فإن فيه الغنى وإياك وطلب الحاجات إلى الناس فإنه فقر حاضر وكن اليوم خيرا منك أمس وإذا أنت صليت فصل صلاة مودع للدنيا كأنك لا ترجع إليها وإياك وما يعتذر منه .

الامالي او المجالسي _224 _

12 ـ حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني قال حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم عن أبيه عن محمد بن أبي عمير عن صفوان بن يحيى عن العيص بن القاسم عن عبد الله بن مسكان عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر ( عليه السلام ) أنه قال احبب أخاك المسلم واحبب له ما تحب لنفسك واكره له ما تكره لنفسك إذا احتجت فسله وإذا سألك فأعطه ولا تدخر عنه خيرا فإنه لا يدخره عنك كن له ظهرا فإنه لك ظهر إن غاب فاحفظه في غيبته وإن شهد فزره وأجله وأكرمه فإنه منك وأنت منه وإن كان عليك عاتبا فلا تفارقه حتى تسل سخيمته وما في نفسه وإذا أصابه خير فاحمد الله عليه وإن ابتلي فاعضده وتمحل له .
13 ـ حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق ( رض ) قال حدثنا أبو سعيد الحسن بن علي العدوي سنة سبع عشرة وثلاث مائة وهو ابن مائة وسبع سنين قال حدثنا الحسين بن أحمد الطفاوي قال حدثنا قيس بن الربيع قال حدثنا سعد الخفاف عن عطية العوفي عن مخدوج بن زيد الذهلي أن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) آخى بين المسلمين ثم قال يا علي أنت أخي وأنت مني بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبي بعدي أ ما علمت يا علي أنه أول من يدعى به يوم القيامة يدعى بي فأقوم عن يمين العرش فأكسى حلة خضراء من حلل الجنة ثم يدعى بأبينا إبراهيم ( عليه السلام ) فيقوم عن يمين العرش في ظله فيكسي حلة خضراء من حلل الجنة ثم يدعى بالنبيين بعضهم على أثر بعض فيقومون سماطين عن يمين العرش في ظله ويكسون حللا خضراء من حلل الجنة ألا وإني أخبرك يا علي أن أمتي أول الأمم يحاسبون يوم القيامة ثم أبشرك يا علي أن أول من يدعى يوم القيامة يدعى بك هذا لقرابتك مني ومنزلتك عندي فيدفع إليك لوائي وهو لواء الحمد فتسير به بين السماطين وإن آدم وجميع من خلق الله يستظلون بظل لوائي يوم القيامة وطوله مسيرة ألف سنة سنانه ياقوتة حمراء قصبه فضة بيضاء زجه درة خضراء له ثلاث ذوائب من نور ذوابة في المشرق وذوابة في المغرب وذوابة في وسط الدنيا مكتوب عليها ثلاثة أسطر الأول بسم الله الرحمن الرحيم والآخر الحمد لله رب العالمين والثالث لا إله إلا الله محمد رسول الله طول كل سطر مسيرة ألف سنة وعرضه مسيرة ألف سنة فتسير باللواء والحسن عن يمينك والحسين عن يسارك حتى تقف بيني وبين إبراهيم في ظل العرش فتكسى حلة خضراء من حلل الجنة ثم ينادي مناد من عند العرش نعم الأب أبوك إبراهيم ونعم الأخ أخوك علي ألا وإني أبشرك يا علي أنك تدعى إذا دعيت وتكسى إذا كسيت وتحيا [ تحيي ] إذا حييت [ أحييت ] .

الامالي او المجالسي _225 _

المجلس الثالث والخمسون :

  وهو يوم الجمعة لأربع بقين من شهر ربيع الأول من سنة ثمان وستين وثلاث مائة .
1 ـ حدثنا الشيخ الفقيه أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي قال حدثنا محمد بن بكران النقاش بالكوفة قال حدثنا أحمد بن محمد الهمداني قال حدثنا علي بن الحسن بن علي بن فضال عن أبيه عن أبي الحسن علي بن موسى الرضا ( عليه السلام ) قال إن أول ما خلق الله عز وجل ليعرف به خلقه الكتابة حروف المعجم وإن الرجل إذا ضرب على رأسه بعصا فزعم أنه لا يفصح ببعض الكلام فالحكم فيه أن تعرض عليه حروف المعجم ثم يعطى الدية بقدر ما لم يفصح منها ولقد حدثني أبي عن أبيه عن جده عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) في ألف ب ت ث أنه قال الألف آلاء الله والباء بهجة الله والتاء تمام الأمر بقائم آل محمد ( صلى الله عليه وآله ) .
  والثاء ثواب المؤمنين على أعمالهم الصالحة فالجيم جمال الله وجلال الله والحاء حلم الله عن المذنبين والخاء خمول ذكر أهل المعاصي عند الله عز وجل د ذ فالدال دين الله والذال من ذي الجلال ر ز فالراء من الرءوف الرحيم والزاء زلازل القيامة س ش فالسين سنا الله والشين شاء الله ما شاء وأراد ما أراد وما تشاءون إلا أن يشاء الله ( صلى الله عليه وآله ) فالصاد من صادق الوعد في حمل الناس على الصراط وحبس الظالمين عند المرصاد والضاد ضل من خالف محمدا وآل محمد ط ظ فالطاء طوبى للمؤمنين وحسن مآب والظاء ظن المؤمنين بالله خيرا وظن الكافرين بالله سوءا فالعين من العالم والغين من الغني ف ق فالفاء فوج من أفواج النار والقاف قرآن على الله جمعه وقرآنه ك ل فالكاف من الكافي واللام الكافرين في افترائهم على الله الكذب من فالميم ملك الله يوم لا مالك غيره ويقول الله عز وجل لمن الملك اليوم ثم ينطق أرواح أنبيائه ورسله وحججه فيقولون لله الواحد القهار فيقول الله جل جلاله اليوم تجزى كل نفس بما كسبت لا ظلم اليوم إن الله سريع الحساب والنون نوال الله للمؤمنين ونكاله بالكافرين وه فالواو ويل لمن عصى الله والهاء هان على الله من عصاه لا ي لام ألف لا إله إلا الله وهي كلمة الإخلاص ما من عبد قالها مخلصا إلا وجبت له الجنة ي يد الله فوق خلقه باسطة بالرزق سبحانه وتعالى عما يشركون ثم قال ( عليه السلام ) إن الله تبارك وتعالى أنزل هذا القرآن بهذه الحروف التي يتداولها جميع العرب ثم قال ( قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ والْجِنُّ عَلى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ ولَوْ كانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً ) .