الامالي او المجالسي
  يوسف في نفسه ولم يبدها لهم قال أنتم شر مكانا والله أعلم بما تصفون قالوا يا أيها العزيز إن له أبا شيخا كبيرا فخذ أحدنا مكانه إنا نريك من المحسنين قال معاذ الله أن نأخذ إلا من وجدنا متاعنا عنده إنا إذا لظالمون فلما استيئسوا منه خلصوا نجيا قال كبيرهم أ لم تعلموا أن أباكم قد أخذ عليكم موثقا من الله ومن قبل ما فرطتم في يوسف فلن أبرح الأرض حتى يأذن لي أبي أو يحكم الله لي وهو خير الحاكمين ارجعوا إلى أبيكم فقولوا يا أبانا إن ابنك سرق وما شهدنا إلا بما علمنا وما كنا للغيب حافظين واسأل القرية التي كنا فيها والعير التي أقبلنا فيها وإنا لصادقون فلما رجعوا إلى أبيهم قالوا ذلك له قال إن ابني لا يسرق بل سولت لكم أنفسكم أمرا فصبر جميل عسى الله أن يأتيني بهم جميعا إنه هو العليم الحكيم ثم أمر بنيه بالتجهيز إلى مصر فساروا حتى أتوا مصر فدخلوا على يوسف ودفعوا إليه كتابا من يعقوب يستعطفه فيه ويسأله رد ولده عليه فلما نظر فيه خنقته العبرة ولم يصبر حتى قام فدخل البيت فبكا ساعة ثم خرج إليهم .
  فقالوا له يا أيها العزيز مسنا وأهلنا الضر وجئنا ببضاعة مزجاة فأوف لنا الكيل وتصدق علينا إن الله يجزي المتصدقين فقال لهم يوسف هل علمتم ما فعلتم بيوسف وأخيه إذ أنتم جاهلون قالوا أ إنك لأنت يوسف قال أنا يوسف وهذا أخي قد من الله علينا إنه من يتق ويصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين قالوا تالله لقد آثرك الله علينا وإن كنا لخاطئين قال لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين ثم أمرهم بالانصراف إلى يعقوب وقال لهم اذهبوا بقميصي هذا فألقوه على وجه أبي يأت بصيرا وأتوني بأهلكم أجمعين فهبط جبرئيل على يعقوب فقال يا يعقوب أ لا أعلمك دعاء يرد الله عليك به بصرك ويرد عليك ابنيك قال بلى قال قل ما قاله أبوك آدم فتاب الله عليه وما قاله نوح فاستوت به سفينته على الجودي ونجا من الغرق وما قاله أبوك إبراهيم خليل الرحمن حين ألقي في النار فجعلها الله عليه بردا وسلاما .

الامالي او المجالسي _177_

  فقال يعقوب وما ذاك يا جبرئيل فقال قل يا رب أسألك بحق محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين أن تأتيني بيوسف وابن يامين جميعا وترد علي عيني فما استتم يعقوب ( عليه السلام ) هذا الدعاء حتى جاء البشير فألقى قميص يوسف عليه فارتد بصيرا فقال لهم أ لم أقل لكم إني أعلم من الله ما لا تعلمون قالوا يا أبانا استغفر لنا ذنوبنا إنا كنا خاطئين قال سوف أستغفر لكم ربي إنه هو الغفور الرحيم فروي في خبر عن الصادق ( عليه السلام ) أنه قال أخرهم إلى السحر فأقبل يعقوب إلى مصر وخرج يوسف ليستقبله فهم بأن يترجل ليعقوب ثم ذكر ما فيه من الملك فلم يفعل فنزل عليه جبرئيل فقال له يا يوسف إن الله عز وجل يقول لك ما منعك أن تنزل إلى عبدي الصالح ما كنت فيه ابسط يدك فبسطها فخرج من بين أصابعه نور فقال ما هذا يا جبرئيل فقال هذا أنه لا يخرج من صلبك نبي أبدا عقوبة بما صنعت بيعقوب إذ لم تنزل إليه فقال يوسف ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين ورفع أبويه على العرش وخروا له سجدا فقال يوسف ليعقوب يا أبت هذا تأويل رؤياي من قبل قد جعلها ربي حقا إلى قوله توفني مسلما وألحقني بالصالحين فروي في خبر عن الصادق ( عليه السلام ) أنه قال دخل يوسف السجن وهو ابن اثنتي عشرة سنة ومكث فيه ثمان عشرة سنة وبقي بعد خروجه ثمانين سنة فذلك مائة سنة وعشر سنين .
  وفي هذا اليوم بعد المجلس .
8 ـ حدثنا الشيخ الفقيه أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي قال حدثنا أبي قال حدثنا عبد الله بن الحسن المؤدب عن أحمد بن علي الأصبهاني عن إبراهيم بن محمد الثقفي قال حدثنا أبو غسان النهدي قال حدثنا يحيى بن سلمة بن كهيل عن أبيه عن أبي إدريس عن المسيب بن نجية عن علي أنه قيل له حدثنا عن أصحاب محمد ( صلى الله عليه وآله ) حدثنا عن أبي ذر الغفاري قال علم العلم ثم أوكاه وربط عليه رباطا شديدا قالوا فعن حذيفة قال تعلم أسماء المنافقين قالوا فعن عمار بن ياسر قال مؤمن ملي‏ء مشاشة إيمانا نسي إذا ذكر قيل فعن عبد الله بن مسعود قال قرأ القرآن فنزل عنده قالوا فحدثنا عن سلمان الفارسي قال أدرك علم الأول والآخر وهو بحر لا ينزح وهو منا أهل البيت قالوا فحدثنا عنك يا أمير المؤمنين قال كنت إذا سألت أعطيت وإذا سكت أبديت .

الامالي او المجالسي _178_

المجلس الرابع والأربعون :

  يوم الثلاثاء لخمس بقين من صفر من سنة ثمان وستين وثلاثمائة .
1 ـ حدثنا الشيخ الفقيه أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي قال حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل ( رض ) قال حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري قال حدثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن الحسن بن محبوب عن أبي أيوب عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر الباقر ( عليه السلام ) قال سمعته يقول ما أحسن الحسنات بعد السيئات وما أقبح السيئات بعد الحسنات .
2 ـ حدثنا أبي قال حدثنا سعد بن عبد الله قال حدثنا أحمد بن أبي عبد الله البرقي عن أبيه عن هارون بن الجهم عن المفضل بن صالح عن سعد بن طريف عن أبي جعفر الباقر ( عليه السلام ) قال الظلم ثلاثة ظلم يغفره الله وظلم لا يغفره الله وظلم لا يدعه الله فأما الظلم الذي لا يغفره الله عز وجل فالشرك بالله وأما الظلم الذي يغفره الله عز وجل فظلم الرجل نفسه فيما بينه وبين الله عز وجل وأما الظلم الذي لا يدعه الله عز وجل فالمداينة بين العباد وقال ما يأخذ المظلوم من دين الظالم أكثر مما يأخذ الظالم من دنيا المظلوم .
3 ـ حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد قال حدثنا الحسين بن الحسن بن أبان عن الحسين بن سعيد عن فضالة بن أيوب عن يحيى الحلبي عن أبيه عن عبد الله بن سليمان عن أبي جعفر الباقر ( عليه السلام ) أنه قال لرجل يا فلان لا تجالس الأغنياء فإن العبد يجالسهم وهو يرى أن لله عليه نعمة فما يقوم حتى يرى أن ليس لله عليه نعمة .
4 ـ حدثنا محمد بن علي ماجيلويه قال حدثنا عمي محمد بن أبي القاسم عن أحمد بن محمد بن خالد عن علي بن الحكم عن المفضل عن جابر عن أبي جعفر الباقر ( عليه السلام ) في قول الله عز وجل ( وقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً ) قال قولوا للناس أحسن ما تحبون أن يقال لكم فإن الله عز وجل يبغض اللعان السباب الطعان على المؤمنين الفاحش المتفحش السائل الملحف ويحب الحي الحليم العفيف المتعفف .

الامالي او المجالسي _179 _

5 ـ حدثنا علي بن أحمد بن عبد الله بن أحمد بن أبي عبد الله البرقي عن أبيه عن أحمد بن أبي عبد الله عن الحسين بن سعيد قال حدثنا إبراهيم بن أبي البلاد عن عبد الله بن الوليد الوصافي قال قال أبو جعفر الباقر ( عليه السلام ) صنائع المعروف تقي مصارع السوء وكل معروف صدقة وأهل المعروف في الدنيا أهل المعروف في الآخرة وأهل المنكر في الدنيا أهل المنكر في الآخرة وأول أهل الجنة دخولا إلى الجنة أهل المعروف وإن أول أهل النار دخولا إلى النار أهل المنكر .
6 ـ حدثنا حمزة بن محمد بن أحمد العلوي في رجب سنة تسع وثلاثين وثلاثمائة قال أخبرني علي بن إبراهيم بن هاشم فيما كتب إلي سنة سبع وثلاثمائة قال حدثنا أبي عن الحسن بن محبوب عن هشام بن سالم عن حبيب السجستاني عن أبي جعفر الباقر ( عليه السلام ) قال في التوراة مكتوب فيما ناجى الله عز وجل به موسى بن عمران ( عليه السلام ) يا موسى خفني في سر أمرك أحفظك من وراء عورتك واذكرني في خلواتك وعند سرور لذتك أذكرك عند غفلاتك واملك غضبك عن من ملكتك عليه أكف عنك غضبي واكتم مكنون سري في سريرتك وأظهر في علانيتك المداراة عني لعدوي وعدوك من خلقي ولا تستب لي عندهم بإظهارك مكنون سري فتشرك عدوك وعدوي في سبي .
7 ـ حدثنا جعفر بن محمد بن مسرور ( رض ) قال حدثنا الحسين بن محمد بن عامر عن عمه عبد الله بن عامر عن محمد بن أبي عمير عن أبان بن عثمان عن سعد بن طريف عن الأصبغ بن نباتة قال كان أمير المؤمنين ( عليه السلام ) يقول في سجوده أناجيك يا سيدي كما يناجي العبد الذليل مولاه وأطلب إليك طلب من يعلم أنك تعطي ولا ينقص مما عندك شيء وأستغفرك استغفار من يعلم أنه لا يغفر الذنوب إلا أنت وأتوكل عليك توكل من يعلم أنك على كل شيء قدير .
8 ـ حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى العطار قال حدثنا سعد بن عبد الله قال حدثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب قال حدثني أبو حفص عمرو بن خالد عن أخيه سفيان بن خالد عن أبي عبد الله الصادق جعفر بن محمد ( عليه السلام ) قال من استغفر الله عز وجل بعد العصر سبعين مرة غفر الله له ذلك اليوم سبعمائة ذنب فإن لم يكن له فلأبيه فإن لم يكن لأبيه فلأمه فإن لم يكن لأمه فلأخيه فإن لم يكن لأخيه فلأخته فإن لم يكن لأخته فللأقرب فالأقرب .
9 ـ حدثنا الحسين بن أحمد بن إدريس قال حدثنا أبي عن محمد بن أحمد بن يحيى بن عمران الأشعري عن محمد بن أبي الصهبان عن أبي عمران الأرمني عن عبد الله بن الحكم عن جابر عن أبي جعفر الباقر ( عليه السلام ) قال قلت له إن قوما إذا ذكروا بشيء من القرآن أو حدثوا به صعق أحدهم حتى يرى أنه لو قطعت يداه ورجلاه لم يشعر بذلك فقال سبحان الله ذاك من الشيطان ما بهذا أمروا إنما هو اللين والرقة والدمعة والوجل .

الامالي او المجالسي _180_

10 ـ حدثنا الحسين بن إبراهيم بن ناتانة قال حدثنا علي بن إبراهيم عن أبيه عن الحسن بن محبوب عن هشام بن سالم عن عمارة بن موسى الساباطي عن أبي عبد الله الصادق ( عليه السلام ) قال من صلى الصلوات المفروضات في أول وقتها فأقام حدودها رفعها الملك إلى السماء بيضاء نقية وهي تهتف به حفظك الله كما حفظتني واستودعك الله كما استودعتني ملكا كريما ومن صلاها بعد وقتها من غير علة فلم يقم حدودها رفعها الملك سوداء مظلمة وهي تهتف به ضيعتني ضيعك الله كما ضيعتني ولا رعاك الله كما لم ترعني ثم قال الصادق ( عليه السلام ) إن أول ما يسأل عنه العبد إذا وقف بين يدي الله جل جلاله الصلوات [عن الصلوات] المفروضات وعن الزكاة المفروضة وعن الصيام المفروض وعن الحج المفروض وعن ولايتنا أهل البيت فإن أقر بولايتنا ثم مات عليها قبلت منه صلاته وصومه وزكاته وحجه وإن لم يقر بولايتنا بين يدي الله جل جلاله لم يقبل الله عز وجل منه شيئا من أعماله وبهذا الإسناد عن الحسين بن محبوب عن عبد العزيز عن ابن أبي يعفور قال قال أبو عبد الله الصادق ( عليه السلام ) إذا صليت صلاة فريضة فصلها لوقتها صلاة مودع يخاف أن لا يعود إليها أبدا ثم اصرف ببصرك إلى موضع سجودك فلو تعلم من عن يمينك وشمالك لأحسنت صلاتك واعلم أنك بين يدي من يراك ولا تراه .
11 ـ حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق قال حدثنا أبو أحمد عبد العزيز بن يحيى الجلودي البصري قال حدثنا محمد بن زكريا قال حدثنا شعيب بن واقد قال حدثنا القاسم بن بهرام عن ليث عن مجاهد عن ابن عباس وحدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق قال حدثنا أبو أحمد عبد العزيز بن يحيى الجلودي قال حدثنا الحسن بن مهران قال حدثنا مسلمة بن خالد عن الصادق جعفر بن محمد عن أبيه ( عليه السلام ) في قوله عز وجل ( يُوفُونَ بِالنَّذْرِ ) قال مرض الحسن والحسين ( عليه السلام ) وهما صبيان صغيران فعادهما رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ومعه رجلان فقال أحدهما يا أبا الحسن لو نذرت في ابنيك نذرا إن الله عافاهما فقال أصوم ثلاثة أيام شكرا لله عز وجل وكذلك قالت فاطمة ( عليها السلام ) وقال الصبيان ونحن أيضا نصوم ثلاثة أيام وكذلك قالت جاريتهم فضة فألبسهما الله عافية فأصبحوا صياما وليس عندهم طعام فانطلق علي ( عليه السلام ) إلى جار له من اليهود يقال له شمعون يعالج الصوف فقال هل لك أن تعطيني جزة من صوف تغزلها لك ابنة محمد بثلاثة أصوع من شعير قال نعم فأعطاه فجاء بالصوف والشعير وأخبر فاطمة ( عليها السلام ) فقبلت وأطاعت ثم عمدت فغزلت ثلث الصوف ثم أخذت صاعا من الشعير فطحنته وعجنته وخبزت منه خمسة أقراص لكل واحد قرصا وصلى علي ( عليه السلام ) مع النبي ( صلى الله عليه وآله ) المغرب ثم أتى منزله فوضع الخوان وجلسوا خمستهم فأول لقمة كسرها علي ( عليه السلام ) إذا مسكين قد وقف بالباب فقال السلام عليكم يا أهل بيت محمد أنا مسكين من مساكين المسلمين أطعموني مما تأكلون أطعمكم الله على موائد الجنة فوضع اللقمة من يده ثم قال .

الامالي او المجالسي _181_

  فاطم ذات المجد واليقين يا بنت خير الناس أجمعين‏أما ترين البائس المسكين جاء إلى الباب له حنين‏يشكو إلى الله ويستكين يشكو إلينا جائعا حزين ، كل امرئ بكسبه رهين من يفعل الخير يقف سمين‏موعده في جنة رهين حرمها الله على الضنين‏و صاحب البخل يقف حزين تهوي به النار إلى سجين‏شرابه الحميم والغسلين ، فأقبلت فاطمة ( عليها السلام ) تقول .
  أمرك سمع يا ابن عم وطاعة ما بي من لؤم ولا وضاعة [ ولا ضراعة ] غذيت باللب وبالبراعة أرجو إذا أشبعت من مجاعةأن ألحق الأخيار والجماعة وأدخل الجنة في شفاعة ، وعمدت إلى ما كان على الخوان فدفعته إلى المسكين وباتوا جياعا وأصبحوا صياما لم يذوقوا إلا الماء القراح ثم عمدت إلى الثلث الثاني من الصوف فغزلته ثم أخذت صاعا من الشعير فطحنته وعجنته وخبزت منه خمسة أقرصة لكل واحد قرصا وصلى علي ( عليه السلام ) المغرب مع النبي ( صلى الله عليه وآله ) ثم أتى منزله فلما وضع الخوان بين يديه وجلسوا خمستهم فأول لقمة كسرها علي ( عليه السلام ) إذا يتيم من يتامى المسلمين قد وقف بالباب فقال السلام عليكم يا أهل بيت محمد أنا يتيم من يتامى المسلمين أطعموني مما تأكلون أطعمكم الله على موائد الجنة فوضع علي ( عليه السلام ) اللقمة من يده ثم قال .
  فاطم بنت السيد الكريم بنت نبي ليس بالزنيم‏قد جاءنا الله بذا اليتيم من يرحم اليوم فهو رحيم‏موعده في جنة النعيم حرمها الله على اللئيم ، وصاحب البخل يقف ذميم تهوي به النار إلى الجحيم‏شرابها الصديد والحميم ، فأقبلت فاطمة ( عليها السلام ) وهي تقول ، فسوف أعطيه ولا أبالي وأوثر الله على عيالي‏أمسوا جياعا وهم أشبالي أصغرهما يقتل في القتال‏بكربلاء يقتل باغتيال لقاتليه الويل مع وبال‏يهوي في النار إلى سفال كبوله زادت على الأكبال .
  ثم عمدت فأعطته جميع ما على الخوان وباتوا جياعا لم يذوقوا إلا الماء القراح وأصبحوا صياما وعمدت فاطمة ( عليها السلام ) فغزلت الثلث الباقي من الصوف وطحنت الصاع الباقي وعجنته وخبزت منه خمسة أقراص لكل واحد قرصا وصلى علي ( عليه السلام ) المغرب مع النبي ( صلى الله عليه وآله ) ثم أتى منزله فقرب إليه الخوان وجلسوا خمستهم فأول لقمة كسرها علي ( عليه السلام ) إذا أسير من أسراء المشركين قد وقف بالباب فقال السلام عليكم يا أهل بيت محمد تأسروننا وتشدوننا ولا تطعموننا فوضع علي ( عليه السلام ) اللقمة من يده ثم قال : فاطم يا بنت النبي أحمد بنت النبي سيد مسودقد جاءك الأسير ليس يهتدي مكبلا في غلة مقيديشكو إلينا الجوع قد تقدد من يطعم اليوم يجده في غدعند العلي الواحد الموحد ما يزرع الزارع سوف يحصد .
  فأعطي [ فأعطنه ] ولا تجعليه ينكد ، فأقبلت فاطمة ( عليها السلام ) وهي تقول ، لم يبق مما كان غير صاع قد دبرت كفي مع الذراع‏شبلاي والله هما جياع يا رب لا تتركهما ضياع‏أبوهما للخير ذو اصطناع عبل الذراعين طويل الباع‏و ما على رأسي من قناع إلا عبا نسجتها بصاع .

الامالي او المجالسي _182_

  وعمدوا إلى ما كان على الخوان فأتوه وباتوا جياعا وأصبحوا مفطرين وليس عندهم شيء قال شعيب في حديثه وأقبل علي بالحسن والحسين ( عليه السلام ) نحو رسول الله وهما يرتعشان كالفراخ من شدة الجوع فلما بصر بهم النبي ( صلى الله عليه وآله ) قال يا أبا الحسن شد ما يسوؤني ما أرى بكم انطلق إلى ابنتي فاطمة فانطلقوا إليها وهي في محرابها قد لصق بطنها بظهرها من شدة الجوع وغارت عيناها فلما رآها رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ضمها إليه وقال وا غوثاه بالله أنتم منذ ثلاث فيما أرى فهبط جبرئيل فقال يا محمد خذ ما هيأ الله لك في أهل بيتك قال وما آخذ يا جبرئيل ( قال هَلْ أَتى عَلَى الْإِنْسانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ ) حتى إذا بلغ ( إِنَّ هذا كانَ لَكُمْ جَزاءً وكانَ سَعْيُكُمْ مَشْكُوراً ) وقال الحسن بن مهران في حديثه فوثب النبي ( صلى الله عليه وآله ) حتى دخل منزل فاطمة ( عليها السلام ) فرأى ما بهم فجمعهم ثم انكب عليهم يبكي ويقول أنتم منذ ثلاث أيام فيما أرى وأنا غافل عنكم فهبط عليه جبرئيل بهذه الآيات ( إِنَّ الْأَبْرارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كانَ مِزاجُها كافُوراً عَيْناً يَشْرَبُ بِها عِبادُ اللَّهِ يُفَجِّرُونَها تَفْجِيراً ) قال هي عين في دار النبي ( صلى الله عليه وآله ) يفجر إلى دور الأنبياء والمؤمنين ( يُوفُونَ بِالنَّذْرِ ) يعني عليا وفاطمة والحسن والحسين وجاريتهم ( ويَخافُونَ يَوْماً كانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيراً ) يقولون عابسا كلوحا ( ويُطْعِمُونَ الطَّعامَ عَلى حُبِّهِ ) .
  يقول على شهوتهم للطعام وإيثارهم له مسكينا من مساكين المسلمين ويتيما من يتامى المسلمين وأسيرا من أسارى المشركين ويقول ( إذا أطعموهم إِنَّما نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزاءً ولا شُكُوراً ) قال والله ما قالوا هذا لهم ولكنهم أضمروه في أنفسهم فأخبر الله بإضمارهم يقولون لا نريد جزاء تكلفوننا به ولا شكورا تثنون علينا به ولكنا إنما أطعمناكم لوجه الله وطلب ثوابه قال الله تعالى ذكره ( فَوَقاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذلِكَ الْيَوْمِ ولَقَّاهُمْ نَضْرَةً في الوجوه وسُرُوراً في القلوب وجَزاهُمْ بِما صَبَرُوا جَنَّةً يسكنونها وحَرِيراً يفترشونه ويلبسونه مُتَّكِئِينَ فِيها عَلَى الْأَرائِكِ ) والأريكة السرير عليه الحجلة ( لا يَرَوْنَ فِيها شَمْساً ولا زَمْهَرِيراً ) قال ابن عباس فبينا أهل الجنة في الجنة إذ رأوا مثل الشمس قد أشرقت لها الجنان فيقول أهل الجنة يا رب إنك قلت في كتابك لا ( يَرَوْنَ فِيها شَمْساً ) فيرسل الله جل اسمه إليهم جبرئيل فيقول ليس هذه بشمس ولكن عليا وفاطمة ضحكا فأشرقت الجنان من نور ضحكهما ونزلت هل أتى فيهم إلى قوله تعالى ( وكانَ سَعْيُكُمْ مَشْكُوراً ) .

الامالي او المجالسي _183_

المجلس الخامس والأربعون :

  يوم الجمعة لليلتين بقيتا من صفر سنة ثمان وستين وثلاثمائة .
1 ـ حدثنا الشيخ الفقيه أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي قال حدثنا علي بن أحمد الدقاق قال حدثنا أحمد بن يحيى بن زكريا القطان قال حدثنا محمد بن إسماعيل البرمكي قال حدثنا عبد الله بن محمد قال حدثنا أبي عن خالد بن إلياس عن أبي بكر بن عبد الله بن أبي جهم قال حدثني أبي عن جدي قال سمعت أبا طالب حدث عن عبد المطلب قال بينا أنا نائم في الحجر إذ رأيت رؤيا هالتني فأتيت كاهنة قريش وعلي مطرف خز وجمتي تضرب منكبي فلما نظرت إلي عرفت في وجهي التغير فاستوت وأنا يومئذ سيد قومي فقالت ما شأن سيد العرب متغير اللون هل رابه من حدثان الدهر ريب فقلت لها بلى إني رأيت الليلة وأنا نائم في الحجر كان شجرة قد نبتت على ظهري قد نال رأسها السماء وضربت بأغصانها الشرق والغرب ورأيت نورا يظهر منها أعظم من نور الشمس سبعين ضعفا ورأيت العرب والعجم ساجدة لها وهي كل يوم تزداد عظما ونورا ورأيت رهطا من قريش يريدون قطعها فإذا دنوا منها أخذهم شاب من أحسن الناس وجها وأنظفهم ثيابا فيأخذهم ويكسر ظهورهم ويقلع أعينهم فرفعت يدي لأتناول غصنا من أغصانها فصاح بي الشاب وقال مهلا ليس لك منها نصيب فقلت لمن النصيب والشجرة مني فقال النصيب لهؤلاء الذين قد تعلقوا بها وسيعود إليها فانتبهت مذعورا فزعا متغير اللون فرأيت لون الكاهنة قد تغير ثم قالت لئن صدقت ليخرجن من صلبك ولد يملك الشرق والغرب وينبأ في الناس فتسرى عني غمي فانظر أبا طالب لعلك تكون أنت وكان أبو طالب يحدث بهذا الحديث والنبي ( صلى الله عليه وآله ) قد خرج ويقول كانت الشجرة والله أبا القاسم الأمين .
2 ـ حدثنا أحمد بن الحسن القطان قال حدثنا أبو العباس أحمد بن يحيى بن زكريا قال حدثنا محمد بن إسماعيل قال حدثنا عبد الله بن محمد قال حدثنا أبي عن سعيد بن مسلم مولى لبني مخزوم عن سعيد بن أبي صالح عن أبيه عن ابن عباس قال سمعت أبي العباس يحدث قال ولد لأبي عبد المطلب عبد الله فرأينا في وجهه نورا يزهر كنور الشمس فقال أبي إن لهذا الغلام شأنا عظيما قال فرأيت في منامي أنه خرج من منخره طائر أبيض فطار فبلغ المشرق والمغرب ثم رجع راجعا حتى سقط على بيت الكعبة فسجدت له قريش كلها فبينما الناس يتأملونه إذا صار نورا بين السماء والأرض وامتد حتى بلغ المشرق والمغرب فلما انتبهت سألت كاهنة بني مخزوم .

الامالي او المجالسي _184_

  فقالت يا عباس لئن صدقت رؤياك ليخرجن من صلبه ولد يصير أهل المشرق والمغرب تبعا له قال أبي فهمني أمر عبد الله إلى أن تزوج بآمنة وكانت من أجمل نساء قريش وأتمها خلقا فلما مات عبد الله وولدت آمنة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أتيته فرأيت النور بين عينيه يزهر فحملته وتفرست في وجهه فوجدت منه ريح المسك وصرت كأني قطعة مسك من شدة ريحي فحدثتني آمنة وقالت لي إنه لما أخذني الطلق واشتد بي الأمر سمعت جلبة وكلاما لا يشبه كلام الآدميين ورأيت علما من سندس على قضيب من ياقوت قد ضرب بين السماء والأرض ورأيت نورا يسطع من رأسه حتى بلغ السماء ورأيت قصور الشامات كأنها شعلة نار نورا ورأيت حولي من القطاة أمرا عظيما وقد نشرت أجنحتها حولي ورأيت شعيرة الأسدية قد مرت وهي تقول آمنة ما لقيت الكهان والأصنام من ولدك ورأيت رجلا شابا من أتم الناس طولا وأشدهم بياضا وأحسنهم ثيابا ما ظننته إلا عبد المطلب قد دنا مني فأخذ المولود فتفل في فيه ومعه طست من ذهب مضروب من زمرد ومشط من ذهب فشق بطنه شقا ثم أخرج قلبه فشقه فأخرج منه نكتة سوداء فرمى بها ثم أخرج صرة من حريره خضراء ففتحها فإذا فيها كالذريرة البيضاء فحشاه ثم رده إلى ما كان ومسح على بطنه واستنطقه فنطق فلم أفهم ما قال إلا أنه قال في أمان الله وحفظه وكلائته قد حشوت قلبك إيمانا وعلما وحلما ويقينا وعقلا وشجاعة أنت خير البشر طوبى لمن اتبعك وويل لمن تخلف عنك ثم أخرج صرة أخرى من حريره بيضاء ففتحها فإذا فيها خاتم فضرب على كتفيه ثم قال أمرني ربي أن أنفخ فيك من روح القدس فنفخ فيه فألبسه قميصا وقال هذا أمانك من آفات الدنيا فهذا ما رأيت يا عباس بعيني قال العباس وأنا يومئذ أقرأ فكشفت عن ثوبه فإذا خاتم النبوة بين كتفيه فلم أزل أكتم شأنه وأنسيت الحديث فلم أذكره إلى يوم إسلامي حتى ذكرني رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) .
3 ـ حدثنا أبي ( رحمه الله) قال حدثني سعد بن عبد الله عن عبد الله بن محمد بن عيسى عن أبيه عن ابن المغيرة عن السكوني عن جعفر بن محمد عن أبيه ( عليه السلام ) قال اغتنموا الدعاء عند خمس عند قراءة القرآن وعند الأذان وعند نزول الغيث وعند التقاء الصفين للشهادة وعند دعوة المظلوم ليس لها حجاب دون العرش .

الامالي او المجالسي _185_

4 ـ حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد قال حدثنا محمد بن الحسن الصفار عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن علي بن النعمان عن عبد الله بن طلحة النهدي عن جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه ( عليه السلام ) قال قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أربعة لا ترد لهم دعوة وتفتح لها أبواب السماء وتصير إلى العرش دعاء الوالد لولده والمظلوم على من ظلمه والمعتمر حتى يرجع والصائم حتى يفطر .
5 ـ حدثنا أبي قال حدثنا سعد بن عبد الله عن الحسن بن موسى الخشاب عن غياث بن كلوب عن إسحاق بن عمار عن الصادق جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه ( عليهم السلام ) إن عليا ( عليه السلام ) كان يقول ما من أحد ابتلي وإن عظمت بلواه بأحق بالدعاء من المعافي الذي لا يأمن البلاء .
6 ـ حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل قال حدثنا علي بن الحسين السعدآبادي عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي عن أبيه عن وهب بن وهب عن الصادق جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه ( عليهم السلام ) عن علي ( عليه السلام ) قال كان رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) إذا رأى الفاكهة الجديدة قبلها ووضعها على عينيه وفمه ثم قال اللهم كما أريتنا أولها في عافية فأرنا آخرها في عافية .
7 ـ حدثنا حمزة بن محمد العلوي ( رض ) قال حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم عن أبيه عن محمد بن أبي عمير عن مالك بن الجهني قال ناولت أبا عبد الله الصادق شيئا من الرياحين فأخذه فشمه ووضعه على عينيه ثم قال من تناول ريحانة فشمها ووضعها على عينيه ثم قال اللهم صل على محمد وآل محمد لم تقع على الأرض حتى يغفر له .
8 ـ حدثنا الحسين بن إبراهيم بن ناتانة قال حدثنا علي بن إبراهيم عن أبيه عن الحسين بن يزيد النوفلي عن إسماعيل بن مسلم السكوني عن الصادق جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه عن علي ( عليه السلام ) قال علمني رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) إذا لبست ثوبا جديدا أن أقول الحمد لله الذي كساني من الرياش ما أتجمل به في الناس اللهم اجعلها ثياب بركة أسعى فيها بمرضاتك وأعمر فيها مساجدك فإنه من فعل ذلك لم يتقمصه حتى يغفر له .

الامالي او المجالسي _186_

9 ـ حدثنا أبي قال حدثنا سعد بن عبد الله عن محمد بن عيسى عن عباس مولى الرضا عن أبي الحسن الرضا عن أبيه ( عليه السلام ) قال كان أبو عبد الله الصادق ( عليه السلام ) يقول من قال حين يسمع أذان الصبح اللهم إني أسألك بإقبال نهارك وإدبار ليلك وحضور صلواتك وأصوات دعاتك أن تتوب علي إنك أنت التواب الرحيم ومن قال مثل ذلك إذا سمع أذان المغرب ثم مات من يومه أو من ليلته تلك كان تائبا .
10 ـ حدثني محمد بن موسى بن المتوكل قال حدثني علي بن إبراهيم عن محمد بن عيسى عن محمد بن أبي عمير عن عبد الرحمن السراج يرفعه إلى أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال من قطع ثوبا جديدا وقرأ إنا أنزلناه في ليلة القدر ستا وثلاثين مرة فإذا بلغ ( تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ ) أخرج شيئا من الماء ورش بعضه على الثوب رشا خفيفا ثم صلى فيه ركعتين ودعا ربه وقال في دعائه الحمد لله الذي رزقني مما أتجمل به في الناس وأواري به عورتي وأصلي فيه لربي وحمد الله لم يزل يأكل في سعة حتى يبلى ذلك الثوب .
11 ـ حدثنا أبي قال حدثني عبد الله بن جعفر عن هارون بن مسلم عن مسعدة بن صدقة عن جعفر بن محمد عن آبائه ( عليهم السلام ) أن النبي ( صلى الله عليه وآله ) قال من رأى يهوديا أو نصرانيا أو مجوسيا أو أحدا على غير ملة الإسلام فقال الحمد لله الذي فضلني عليك بالإسلام دينا وبالقرآن كتابا وبمحمد نبيا وبعلي إماما وبالمؤمنين إخوانا وبالكعبة قبلة لم يجمع بينه وبينه في النار أبدا .
12 ـ حدثنا أبي قال حدثنا علي بن إبراهيم عن أبيه عن صفوان بن يحيى عن العيص بن القاسم عن أبي عبد الله الصادق ( عليه السلام ) قال من نظر إلى ذي عاهة أو من قد مثل به أو صاحب بلاء فليقل سرا في نفسه من غير أن يسمعه الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاك به ولو شاء لفعل بي ذلك ثلاث مرات فإنه لا يصيبه ذلك البلاء أبدا .
13 ـ حدثنا الحسين بن أحمد بن إدريس قال حدثنا أبي عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي عن محمد بن عيسى عن عبيد الله بن عبد الله الدهقان عن درست بن أبي منصور الواسطي عن إبراهيم بن عبد الحميد عن أبي الحسن موسى بن جعفر عن آبائه ( عليهم السلام ) قال دخل رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) المسجد فإذا جماعة قد أطافوا برجل فقال ما هذا فقيل علامة قال وما العلامة قالوا أعلم الناس بأنساب العرب ووقائعها وأيام الجاهلية وبالأشعار والعربية فقال النبي ذاك علم لا يضر من جهله ولا ينفع من علمه .

الامالي او المجالسي _187 _

14 ـ حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل قال حدثني علي بن الحسين السعدآبادي عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي عن أبيه عن محمد بن سنان عن المفضل بن عمر عن الصادق جعفر بن محمد ( عليه السلام ) قال بني الإسلام على خمس دعائم على الصلاة والزكاة والصوم والحج وولاية أمير المؤمنين والأئمة من ولده ( عليه السلام ) .
15 ـ حدثنا حمزة بن محمد بن أحمد بن جعفر بن محمد بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب قال أخبرني أبو الحسن علي بن محمد البزاز قال حدثنا أبو أحمد داود بن سليمان الفراء قال حدثني علي بن موسى الرضا عن أبيه موسى بن جعفر قال حدثني أبي جعفر بن محمد الصادق قال حدثني أبي محمد بن علي الباقر قال حدثني أبي علي بن الحسين زين العابدين قال حدثني أبي الحسين بن علي قال حدثني أبي أمير المؤمنين ( عليه السلام ) قال قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) الإيمان إقرار باللسان ومعرفة بالقلب وعمل بالأركان قال حمزة بن محمد وسمعت عبد الرحمن بن أبي حاتم يقول سمعت أبي يقول وقد روي هذا الحديث عن أبي الصلت الهروي عبد السلام بن صالح عن علي بن موسى الرضا ( عليه السلام ) بإسناده مثله قال أبو حاتم لو قرئ هذا الإسناد على مجنون لبرأ .
16 ـ حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى العطار قال حدثنا سعد بن عبد الله عن يعقوب بن يزيد عن زياد بن مروان القندي عن علي بن معبد عن عبد الله بن القاسم عن مبارك بن عبد الرحمن عن أبي عبد الله الصادق عن آبائه ( عليهم السلام ) قال قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) الإسلام عريان فلباسه الحيا وزينته الوفاء ومروته العمل الصالح وعماده الورع ولكل شيء أساس وأساس الإسلام حبنا أهل البيت .
17 ـ حدثنا محمد بن علي ماجيلويه قال حدثني محمد بن يحيى العطار عن محمد بن أحمد بن يحيى بن عمران الأشعري عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن نضر بن شعيب عن خالد بن ماد القلانسي عن القندي عن جابر بن يزيد الجعفي عن أبي جعفر عن آبائه ( عليه السلام ) قال جاء رجل إلى النبي ( صلى الله عليه وآله ) فقال يا رسول الله أكل من قال لا إله إلا الله مؤمن قال إن عداوتنا تلحق باليهود والنصارى إنكم لا تدخلون الجنة حتى تحبوني وكذب من زعم أنه يحبني ويبغض هذا يعني عليا ( عليه السلام ) .

الامالي او المجالسي _188 _

18 ـ حدثنا علي بن أحمد بن عبد الله بن أحمد بن أبي عبد الله البرقي عن أبيه عن جده أحمد بن أبي عبد الله عن أبيه محمد بن خالد عن غياث بن إبراهيم عن ثابت بن دينار عن سعد بن طريف عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) لعلي بن أبي طالب ( عليه السلام ) يا علي أنا مدينة الحكمة وأنت بابها ولن تؤتى المدينة إلا من قبل الباب وكذب من زعم أنه يحبني ويبغضك لأنك مني وأنا منك لحمك من لحمي ودمك من دمي وروحك من روحي وسريرتك سريرتي وعلانيتك علانيتي وأنت إمام أمتي وخليفتي عليها بعدي سعد من أطاعك وشقي من عصاك وربح من تولاك وخسر من عاداك وفاز من لزمك وهلك من فارقك مثلك ومثل الأئمة من ولدك بعدي مثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق ومثلكم مثل النجوم كلما غاب نجم طلع نجم إلى يوم القيامة .

المجلس السادس والأربعون :

  لليلتين خلتا من ربيع الأول من سنة ثمان وستين وثلاث مائة .
1 ـ حدثنا الشيخ الفقيه أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي قال حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد قال حدثنا الحسن بن متيل الدقاق قال حدثنا أحمد بن أبي عبد الله البرقي عن أبيه عن يونس بن عبد الرحمن عن عبد الرحمن بن الحجاج قال سمعت الصادق (عليه السلام) يقول من رأى أخاه على أمر يكرهه فلم يرده عنه وهو يقدر عليه فقد خانه ومن لم يجتنب مصادقة الأحمق أوشك أن يتخلق بأخلاقه .
2 ـ حدثنا أبي قال حدثنا محمد بن يحيى العطار عن محمد بن عبد الجبار عن أبي أحمد الأزدي عن أبان بن عثمان عن أبان بن تغلب عن عكرمة عن ابن عباس قال قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) إن الله عز وجل آخى بيني وبين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) وزوجه ابنتي فوق سبع سماواته وأشهد على ذلك مقربي ملائكته وجعله لي وصيا وخليفة فعلي مني وأنا منه محبه محبي ومبغضه مبغضي وإن الملائكة لتقرب إلى الله بمحبته .

الامالي او المجالسي _189_

3 ـ حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل( رض ) قال حدثنا علي بن إبراهيم عن محمد ابن عيسى بن عبيد عن يونس بن عبد الرحمن عن الحسن بن زياد عن الصادق جعفر بن محمد ( عليه السلام ) أنه قال إن الله تبارك وتعالى رضي لكم الإسلام دينا فأحسنوا صحبته بالسخاء وحسن الخلق .
4 ـ حدثنا جعفر بن محمد بن مسرور قال حدثنا الحسين بن محمد بن عامر عن عمه عبد الله بن عامر عن محمد بن سنان عن طلحة بن زيد عن الصادق جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه ( عليهم السلام ) قال قال رسول الله كثرة المزاح يذهب بماء الوجه وكثرة الضحك يمحو الإيمان وكثرة الكذب يذهب بالبهاء .
5 ـ حدثنا محمد بن علي ماجيلويه قال حدثنا علي بن إبراهيم عن أبيه إبراهيم بن هاشم عن علي بن معبد عن الحسين بن خالد عن أبي الحسن علي بن موسى الرضا عن أبيه عن آبائه ( عليهم السلام ) قال قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) من كان مسلما فلا يمكر ولا يخدع فإني سمعت جبرئيل يقول إن المكر والخديعة في النار ثم قال ( صلى الله عليه وآله ) ليس منا من غش مسلما وليس منا من خان مسلما ثم قال ( صلى الله عليه وآله ) إن جبرئيل الروح الأمين نزل علي من عند رب العالمين فقال يا محمد عليك بحسن الخلق فإن سوء الخلق يذهب بخير الدنيا والآخرة ألا وإن أشبهكم بي أحسنكم خلقا .
6 ـ حدثنا الحسين بن إبراهيم بن ناتانة قال حدثنا علي بن إبراهيم عن أبيه عن محمد بن أبي عمير عن هشام بن سالم قال قال لي الصادق جعفر بن محمد ( عليه السلام ) من صلى صلاة مكتوبة ثم سبح في دبرها ثلاثين مرة لم يبق على بدنه شيء من الذنوب إلا تناثر .
7 ـ حدثنا جعفر بن الحسين قال حدثنا محمد بن جعفر عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي عن الحسن بن محبوب عن هشام بن سالم عن أبي عبيدة الحذاء عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال أتي النبي ( صلى الله عليه وآله ) بأسارى فأمر بقتلهم خلا رجلا من بينهم فقال الرجل بأبي أنت وأمي يا محمد كيف أطلقت عني من بينهم فقال أخبرني جبرئيل عن الله عز وجل أن فيك خمس خصال يحبها الله عز وجل ورسوله الغيرة الشديدة على حرمك والسخاء وحسن الخلق وصدق اللسان والشجاعة فلما سمعها الرجل أسلم وحسن إسلامه وقاتل مع رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قتالا شديدا حتى استشهد .

الامالي او المجالسي _190 _

8 ـ حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق قال حدثنا عبد العزيز بن يحيى الجلودي قال حدثنا هشام بن جعفر عن حماد عن عبد الله بن سليمان وكان قارئا للكتب قال قرأت في الإنجيل يا عيسى جد في أمري ولا تهزل واسمع وأطع يا ابن الطاهرة الطهر البكر البتول أتيت من غير فحل أنا خلقتك آية للعالمين فإياي فاعبد وعلي فتوكل خذ الكتاب بقوة فسر لأهل سوريا السريانية بلغ من بين يديك إني أنا الله الدائم الذي لا أزول صدقوا النبي ( صلى الله عليه وآله ) الأمي صاحب الجمل والمدرعة والتاج وهي العمامة والنعلين والهراوة وهي القضيب الأنجل العينين الصلت الجبين الواضح الخدين الأقنى الأنف المفلج الثنايا كان عنقه إبريق فضة كأن الذهب يجرى في تراقيه له شعرات من صدره إلى سرته ليس على بطنه ولا على صدره شعر أسمر اللون دقيق المسربة شثن الكف والقدم إذا التفت التفت جميعا وإذا مشى كأنما ينقلع من الصخرة وينحدر من صبب وإذا جاء مع القوم بذهم عرقه في وجهه كاللؤلؤ وريح المسك ينفح منه لم ير قبله مثله ولا بعده طيب الريح نكاح النساء ذو النسل القليل إنما نسله من مباركة لها بيت في الجنة لا صخب فيه ولا نضب يكفلها في آخر الزمان كما كفل زكريا أمك لها فرخان مستشهدان كلامه القرآن ودينه الإسلام وأنا السلام طوبى لمن أدرك زمانه وشهد أيامه وسمع كلامه قال عيسى يا رب وما طوبى قال شجرة في الجنة أنا غرستها تظل الجنان أصلها من رضوان ماؤها من تسنيم برده برد الكافور وطعمه طعم الزنجبيل من يشرب من تلك العين شربة لا يظمأ بعدها أبدا فقال عيسى اللهم اسقني منها قال حرام يا عيسى على البشر أن يشربوا منها حتى يشرب ذلك النبي وحرام على الأمم أن يشربوا منها حتى يشرب أمة ذلك النبي أرفعك إلي ثم أهبطك في آخر الزمان لترى من أمة ذلك النبي العجائب ولتعينهم على اللعين الدجال أهبطك في وقت الصلاة لتصلي معهم إنهم أمة مرحومة .
9 ـ حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق ( رض ) قال حدثنا أبو بكر أحمد بن دبيس بن عبد الله المفسر قال حدثنا أحمد بن محمد بن أبي البهلول المروزي قال حدثنا الفضل بن هرمزديار الطبري قال حدثنا أبو علي الحسن بن شجاع البلخي قال حدثنا سليمان بن الربيع قال سمعت كادح بن أحمد يقول سمعت مقاتل بن سليمان يقول سمعت عن الضحاك قال سأل رجل عن ابن عباس ما الذي أخفى الله تبارك وتعالى من الجنة وقد أخبر عن أزواجها وعن خدمها وطيبها وشرابها وثمرها وما ذكر الله تبارك وتعالى من أمرها وأنزله في كتابه فقال ابن عباس هي جنة عدن خلقها الله يوم الجمعة ثم أطبق عليها فلم يرها مخلوق من أهل السماوات والأرض حتى يدخلها أهلها قال لها عز وجل ثلاث مرات تكلمي فقالت طوبى للمؤمنين قال جل جلاله طوبى للمؤمنين وطوبى لك قال مقاتل قال الضحاك قال ابن عباس فقال النبي ( صلى الله عليه وآله ) ألا من كان فيه ست خصال فإنه منهم من صدق حديثه وأنجز موعوده وأدى أمانته وبر والديه ووصل رحمه واستغفر من ذنبه فهو مؤمن .

الامالي او المجالسي _191 _

10 ـ حدثنا أبو العباس محمد بن إبراهيم الطالقاني ( رض ) قال حدثنا أبو بكر محمد بن القاسم الأنباري قال حدثنا أبي قال حدثنا أبو بكر محمد بن أبي يعقوب الدينوري قال حدثنا أحمد بن أبي المقدام العجلي قال يروى أن رجلا جاء إلى علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) فقال له يا أمير المؤمنين إن لي إليك حاجة فقال اكتبها في الأرض فإني أرى الضر فيك بينا فكتب في الأرض أنا فقير محتاج فقال علي ( عليه السلام ) يا قنبر اكسه حلتين فأنشأ الرجل يقول .
  كسوتني حلة تبلى محاسنها فسوف أكسوك من حسن الثنا حللاإن نلت حسن ثنائي نلت مكرمة ولست تبقي بما قد نلته بدلاإن الثناء ليحيي ذكر صاحبه كالغيث يحيي نداه السهل والجبلالا تزهد الدهر في عرف بدأت به فكل عبد سيجزي بالذي فعلا ، فقال ( عليه السلام ) أعطوه مائة دينار فقيل له يا أمير المؤمنين لقد أغنيته فقال إني سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول أنزل الناس منازلهم ثم قال علي ( عليه السلام ) إني لأعجب من أقوام يشترون المماليك بأموالهم ولا يشترون الأحرار بمعروفهم .
11 ـ حدثنا أبو العباس محمد بن إبراهيم بن إسحاق قال حدثنا أبو أحمد عبد الله بن أحمد بن محمد بن عيسى قال حدثنا علي بن سعيد بن بشير قال حدثنا ابن كاسب قال حدثنا عبد الله بن ميمون المكي قال حدثنا جعفر بن محمد عن أبيه عن علي بن الحسين ( عليه السلام ) أنه دخل عليه رجلان من قريش فقال ألا أحدثكما عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فقالا بلى حدثنا عن أبي القاسم قال سمعت أبي يقول لما كان قبل وفاة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ثلاثة أيام هبط عليه جبرئيل فقال يا أحمد إن الله أرسلني إليك إكراما وتفضيلا لك وخاصة يسألك عما هو أعلم به منك يقول كيف تجدك يا محمد قال النبي ( صلى الله عليه وآله ) أجدني يا جبرئيل مغموما وأجدني يا جبرئيل مكروبا فلما كان اليوم الثالث هبط جبرئيل وملك الموت ومعهما ملك يقال له إسماعيل في الهواء على سبعين ألف ملك فسبقهم جبرئيل فقال يا أحمد إن الله عز وجل أرسلني إليك إكراما لك وتفضيلا لك وخاصة يسألك عما هو أعلم به منك فقال كيف تجدك يا محمد قال أجدني يا جبرئيل مغموما وأجدني يا جبرئيل مكروبا فاستأذن ملك الموت فقال جبرئيل يا أحمد هذا ملك الموت يستأذن عليك لم يستأذن على أحد قبلك ولا يستأذن على أحد بعدك قال ائذن له فأذن له جبرئيل فأقبل حتى وقف بين يديه .

الامالي او المجالسي _192 _

  فقال يا أحمد إن الله أرسلني إليك وأمرني أن أطيعك فيما تأمرني إن أمرتني بقبض نفسك قبضتها وإن كرهت تركتها فقال النبي ( صلى الله عليه وآله ) أ تفعل ذلك يا ملك الموت قال نعم بذلك أمرت أن أطيعك فيما تأمرني فقال له جبرئيل يا أحمد إن الله تبارك وتعالى قد اشتاق إلى لقائك فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يا ملك الموت امض لما أمرت به فقال جبرئيل هذا آخر وطئي الأرض إنما كنت حاجتي من الدنيا فلما توفي رسول الله صلى الله على روحه الطيب وعلى آله الطاهرين جاءت التعزية جاءهم آت يسمعون حسه ولا يرون شخصه فقال السلام عليكم ورحمة الله وبركاته كل نفس ذائقة الموت وإنما توفون أجوركم يوم القيامة إن في الله عز وجل عزاء من كل مصيبة وخلفا من كل هالك ودركا من كل ما فات فبالله فثقوا وإياه فارجوا فإن المصاب من حرم الثواب والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته قال علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) هل تدرون من هذا هذا هو الخضر ( عليه السلام ) .
12 ـ حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق قال حدثنا أبو العباس أحمد بن إسحاق المادري بالبصرة في رجب سنة ثمان عشرة وثلاث مائة قال حدثنا أبو قلابة عبد الملك بن محمد قال حدثنا غانم بن الحسن السعدي قال حدثنا مسلم بن خالد المكي قال حدثنا جعفر بن محمد عن أبيه ( صلى الله عليه وآله ) عن جابر بن عبد الله الأنصاري عن علي بن أبي طالب (عليه السلام) قال قالت فاطمة ( عليها السلام ) لرسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يا أبتاه أين ألقاك يوم الموقف الأعظم ويوم الأهوال ويوم الفزع الأكبر قال يا فاطمة ( عليها السلام ) عند باب الجنة ومعي لواء الحمد وأنا الشفيع لأمتي إلى ربي قالت يا أبتاه فإن لم ألقك هناك قال القيني على الحوض وأنا أسقي أمتي قالت يا أبتاه إن لم ألقك هناك قال القيني على الصراط وأنا قائم أقول رب سلم أمتي قالت فإن لم ألقك هناك قال القيني وأنا عند الميزان أقول رب سلم أمتي قالت فإن لم ألقك هناك قال القيني على [ عند ] شفير جهنم أمنع شررها ولهبها عن أمتي فاستبشرت فاطمة بذاك صلى الله عليها وعلى أبيها وبعلها وبنيها .
13 ـ حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق قال حدثنا أبو أحمد عبد العزيز بن يحيى البصري قال حدثنا المغيرة بن محمد قال حدثني إبراهيم بن محمد بن عبد الرحمن الأزدي سنة ستة عشرة ومائتين قال حدثنا قيس بن الربيع ومنصور بن أبي الأسود عن الأعمش عن المنهال بن عمرو عن عباد بن عبد الله قال قال علي ( عليه السلام ) ما نزلت من القرآن آية إلا وقد علمت أين نزلت وفيمن نزلت وفي أي شيء نزلت وفي سهل نزلت أو في جبل نزلت قيل فما نزل فيك فقال لو لا أنكم سألتموني ما أخبرتكم نزلت في الآية ( إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ ولِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ ) فرسول الله المنذر وأنا الهادي إلى ما جاء به .

الامالي او المجالسي _193 _

المجلس السابع والأربعون :

  يوم الجمعة لخمس خلون من شهر ربيع الأول من سنة ثمان وستين وثلاثمائة .
1 ـ حدثنا الشيخ الفقيه أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي قال حدثنا محمد بن محمد بن عصام [ عاصم ] الكليني ( رض ) قال حدثنا محمد بن يعقوب الكليني عن علي بن محمد المعروف بعلان عن محمد بن الفرج الرخجي قال كتبت إلى أبي الحسن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) أسأله عما قال هشام بن الحكم في الجسم وهشام بن سالم في الصورة فكتب ( عليه السلام ) دع عنك حيرة الحيران واستعذ بالله من الشيطان الرجيم ليس القول ما قال الهشامان .
2 ـ حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل ( رض ) قال حدثنا علي بن إبراهيم عن أبيه عن الصقر بن دلف قال سألت أبا الحسن علي بن محمد بن علي بن موسى الرضا ( صلى الله عليه وآله ) عن التوحيد وقلت له إني أقول بقول هشام بن الحكم فغضب ( عليه السلام ) ثم قال ما لكم ولقول هشام إنه ليس منا من زعم أن الله جسم نحن منه براء في الدنيا والآخرة يا ابن دلف إن الجسم محدث والله محدثه ومجسمه .
3 ـ حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد قال حدثنا محمد بن الحسن الصفار عن العباس بن المعروف عن علي بن مهزيار قال كتبت إلى أبي جعفر محمد بن علي بن موسى الرضا ( عليه السلام ) جعلت فداك أصلي خلف من يقول بالجسم ومن يقول بقول يونس يعني ابن عبد الرحمن فكتب ( عليه السلام ) لا تصلوا خلفهم ولا تعطوهم من الزكاة وابرءوا منهم برئ الله منهم .
4 ـ حدثنا أحمد بن علي بن إبراهيم قال حدثنا أبي عن أبيه إبراهيم بن هاشم عن علي بن معبد عن واصل عن عبد الله بن سنان عن أبيه قال حضرت أبا جعفر محمد بن علي الباقر ( عليه السلام ) ودخل عليه رجل من الخوارج فقال يا أبا جعفر أي شيء تعبد قال الله قال رأيته قال لم تره العيون بمشاهدة العيان ورأته القلوب بحقائق الإيمان لا يعرف بالقياس ولا يشبه بالناس موصوف بالآيات معروف بالعلامات لا يجور في حكمه ذلك الله لا إله إلا هو قال فخرج الرجل وهو يقول الله أعلم حيث يجعل رسالاته .
5 ـ حدثنا علي بن أحمد بن موسى ( رض ) قال حدثنا محمد بن أبي عبد الله الكوفي عن محمد بن إسماعيل البرمكي قال حدثنا الفضل بن سليمان الكوفي عن الحسين بن خالد قال سمعت الرضا علي بن موسى ( عليه السلام ) يقول لم يزل الله تبارك وتعالى عالما قادرا حيا قديما سميعا بصيرا فقلت له يا ابن رسول الله إن قوما يقولون إنه عز وجل لم يزل عالما بعلم قادرا بقدرة وحيا بحياة وقديما بقدم وسميعا بسمع وبصيرا ببصر فقال ( عليه السلام ) من قال بذلك ودان به فقد اتخذ مع الله آلهة أخرى وليس من ولايتنا على شيء ثم قال ( عليه السلام ) لم يزل الله عز وجل عالما قادرا حيا قديما سميعا بصيرا لذاته تعالى عما يقول المشركون والمشبهون علوا كبيرا .

الامالي او المجالسي _194 _

6 ـ حدثنا أحمد بن الحسن القطان قال حدثنا الحسن بن علي السكري قال حدثنا محمد بن زكريا الجوهري عن محمد بن عمارة عن أبيه قال سألت الصادق جعفر بن محمد ( عليه السلام ) فقلت له يا ابن رسول الله أخبرني عن الله هل له رضى وسخط فقال نعم وليس ذلك على ما يوجد من المخلوقين ولكن غضب الله عقابه ورضاه ثوابه .
7 ـ حدثنا محمد بن أحمد السناني ( رض ) قال حدثنا محمد بن أبي عبد الله الأسدي الكوفي عن موسى بن عمران النخعي عن عمه الحسين بن يزيد النوفلي عن علي بن سالم عن أبي بصير عن أبي عبد الله الصادق ( عليه السلام ) قال إن الله تبارك وتعالى لا يوصف بزمان ولا مكان ولا حركة ولا انتقال ولا سكون بل هو خالق الزمان والمكان والحركة والسكون والانتقال تعالى عما يقول الظالمون علوا كبيرا .
8 ـ حدثنا أبي قال حدثنا سعد بن عبد الله عن يعقوب بن يزيد عن محمد بن أبي عمير عن صباح بن عبد الحميد وهشام وحفص وغير واحد قالوا قال أبو عبد الله الصادق ( عليه السلام ) أنا لا أقول جبرا ولا تفويضا .
9 ـ حدثنا محمد بن علي ماجيلويه قال حدثنا عمي محمد بن أبي القاسم قال حدثنا محمد بن علي القرشي عن محمد بن سنان عن المفضل بن عمر عن الصادق جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه ( عليهم السلام ) قال قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) إن الله جل جلاله أوحى إلى الدنيا أن أتعبي من خدمك واخدمي من رفضك وإن العبد إذا تخلى بسيده في جوف الليل المظلم وناجاه أثبت الله النور في قلبه فإذا قال يا رب يا رب ناداه الجليل جل جلاله لبيك عبدي سلني أعطك وتوكل علي أكفك ثم يقول جل جلاله لملائكته يا ملائكتي انظروا إلى عبدي فقد تخلى بي في جوف الليل المظلم والباطلون لأهون والغافلون نيام اشهدوا أني قد غفرت له .
  ثم قال ( عليه السلام ) عليكم بالورع والاجتهاد والعبادة وازهدوا في هذه الدنيا الزاهدة فيكم فإنها غرارة دار فناء وزوال كم من مغتر فيها قد أهلكته وكم من واثق بها قد خانته وكم من معتمد عليها قد خدعته وأسلمته واعلموا أن أمامكم طريقا مهولا وسفرا بعيدا وممركم على الصراط ولا بد للمسافر من زاد فمن لم يتزود وسافر عطب وهلك وخير الزاد التقوى ثم اذكروا وقوفكم بين يدي الله جل جلاله فإنه الحكم العدل واستعدوا لجوابه إذا سألكم فإنه لا بد سائلكم عما عملتم بالثقلين من بعدي كتاب الله وعترتي فانظروا أن لا تقولوا أما الكتاب فغيرنا وحرفنا وأما العترة ففارقنا وقتلنا فعند ذلك لا يكون جزاؤكم إلا النار فمن أراد منكم أن يتخلص من هول ذلك اليوم فليتول وليي وليتبع وصيي وخليفتي من بعدي علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) فإنه صاحب حوضي يذود عنه أعداءه ويسقي أولياءه فمن لم يسق منه لم يزل عطشان ولم يرو أبدا ومن سقي منه شربة لم يشق ولم يظمأ أبدا وإن علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) لصاحب لوائي في الآخرة كما كان صاحب لوائي في الدنيا وإنه أول من يدخل الجنة لأنه يقدمني وبيده لوائي تحته آدم ومن دونه من الأنبياء .

الامالي او المجالسي _195 _

10 ـ حدثنا أبي قال حدثنا سعد بن عبد الله بن أبي خلف قال حدثني أحمد بن محمد بن عيسى عن أبيه عن محمد بن أبي عمير عن حماد بن عثمان قال جاء رجل إلى الصادق جعفر بن محمد ( عليه السلام ) فقال له يا ابن رسول الله أخبرني بمكارم الأخلاق فقال العفو عمن ظلمك وصلة من قطعك وإعطاء من حرمك وقول الحق ولو على نفسك .
11 ـ حدثنا محمد بن الحسن قال حدثني سعد بن عبد الله عن أحمد بن محمد بن خالد عن عبد الرحمن بن أبي نجران والحسين بن سعيد عن حماد بن عيسى عن حريز بن عبد الله السجستاني عن أبان بن تغلب عن الصادق جعفر بن محمد ( عليه السلام ) أنه قال من مات ما بين زوال الشمس يوم الخميس إلى زوال الشمس من يوم الجمعة من المؤمنين أعاذه الله من ضغطة القبر .
12 ـ حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى العطار قال حدثنا سعد بن عبد الله قال حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسن بن محبوب عن عنبسة بن نجاد العابد أن رجلا قال للصادق جعفر بن محمد أوصني فقال أعد جهازك وقدم زادك لطول سفرك وكن وصي نفسك ولا تأمن غيرك أن يبعث إليك بما يصلحك .
13 ـ حدثنا أبي قال حدثنا سعد بن عبد الله بن أبي خلف قال حدثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب قال حدثني جعفر بن بشير البجلي قال حدثني حماد بن واقد عن الصادق جعفر بن محمد ( عليه السلام ) أنه قال من قال سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم ثلاثين مرة استقبل الغنى واستدبر الفقر وقرع باب الجنة .
14 ـ حدثنا أبي قال حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم عن أبيه عن عبد الرحمن بن أبي نجران عن عاصم بن حميد عن محمد بن قيس عن أبي جعفر الباقر ( عليه السلام ) أنه قال والله إن كان علي ( عليه السلام ) ليأكل أكل العبد ويجلس جلسة العبد وإن كان ليشتري القميصين السنبلانيين فيخير غلامه خيرهما ثم يلبس الآخر فإذا جاز أصابعه قطعه وإذا جاز كعبه حذفه ولقد ولى خمس سنين ما وضع آجرة على آجرة ولا لبنة على لبنة ولا أقطع قطيعا ولا أورث بيضاء ولا حمراء وإن كان ليطعم الناس خبز البر واللحم وينصرف إلى منزله ويأكل خبز الشعير والزيت والخل وما ورد عليه أمران كلاهما لله رضى إلا أخذ بأشدهما على بدنه ولقد أعتق ألف مملوك من كد يده تربت فيه يداه وعرق فيه وجهه وما أطاق عمله أحد من الناس وإن كان ليصلي في اليوم والليلة ألف ركعة وإن كان أقرب الناس شبها به علي بن الحسين (عليه السلام) وما أطاق عمله أحد من الناس بعده وسمع رجل من التابعين أنس بن مالك يقول نزلت هذه الآية في علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ( أَمَّنْ هُوَ قانِتٌ آناءَ اللَّيْلِ ساجِداً وقائِماً يَحْذَرُ الآخِرَةَ ويَرْجُوا رَحْمَةَ رَبِّهِ ) .

الامالي او المجالسي _196 _

  قال الرجل فأتيت عليا ( عليه السلام ) لأنظر إلى عبادته فأشهد بالله لقد أتيته وقت المغرب فوجدته يصلي بأصحابه المغرب فلما فرغ منها جلس في التعقيب إلى أن قام إلى عشاء الآخرة ثم دخل منزله فدخلت معه فوجدته طول الليل يصلي ويقرأ القرآن إلى أن طلع الفجر ثم جدد وضوءه وخرج إلى المسجد وصلى بالناس صلاة الفجر ثم جلس في التعقيب إلى أن طلعت الشمس ثم قصده الناس فجعل يختصم إليه رجلان فإذا فرغا قاما واختصم آخران إلى أن قام إلى صلاة الظهر قال فجدد لصلاة الظهر وضوءه ثم صلى بأصحابه الظهر ثم قعد في التعقيب إلى أن صلى بهم العصر ثم أتاه الناس فجعل يقوم رجلان ويقعد آخران يقضي بينهم ويفتيهم إلى أن غابت الشمس فخرجت وأنا أقول أشهد بالله أن هذه الآية نزلت فيه .
15 ـ حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل قال حدثنا علي بن الحسين السعدآبادي عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي عن أبيه محمد بن خالد عن وهب بن وهب عن الصادق جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه ( عليهم السلام ) قال قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) من أطعم مؤمنا من جوع أطعمه الله من ثمار الجنة ومن كساه من عرى كساه الله من إستبرق وحرير ومن سقاه شربة على عطش سقاه الله من الرحيق المختوم ومن أعانه أو كشف كربته أظله الله في ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله .
16 ـ حدثنا أبي قال حدثنا سعد بن عبد الله قال حدثنا إبراهيم بن هاشم عن إسماعيل بن مرار عن يونس بن عبد الرحمن عن عبد الله بن سنان عن أبي حمزة الثمالي عن الأصبغ بن نباتة أنه قال كان أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) إذا أتي بالمال أدخله بيت مال المسلمين ثم جمع المستحقين ثم ضرب يده في المال فنثره يمنة ويسرة وهو يقول يا صفراء يا بيضاء لا تغريني غري غيري .
  هذا جناي وخياره فيه إذ كل جان يده إلى فيه ، ثم لا يخرج حتى يفرق ما في بيت مال المسلمين ويؤتي كل ذي حق حقه ثم يأمر أن يكنس ويرش ثم يصلي فيه ركعتين ثم يطلق الدنيا ثلاثا يقول بعد التسليم يا دنيا لا تتعرضين لي ولا تتشوقين ولا تغريني فقد طلقتك ثلاثا لا رجعة لي عليك .

الامالي او المجالسي _197 _

17 ـ حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد قال حدثنا محمد بن الحسن الصفار عن إبراهيم بن هاشم عن علي بن معبد عن الحسين بن خالد عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) أنه سئل ما العقل فقال التجرع للغصة ومداهنة الأعداء ومداراة الأصدقاء .
18 ـ حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل قال حدثنا محمد بن يحيى العطار عن محمد بن أحمد الأشعري عن سلمة بن الخطاب عن الحسين بن سعيد الأزدي عن إسحاق بن إبراهيم عن عبد الله بن صباح عن أبي بصير عن أبي عبد الله الصادق ( عليه السلام ) قال إذا كان يوم القيامة جمع الله الأولين والآخرين في صعيد واحد فتغشاهم ظلمة شديدة فيضجون إلى ربهم ويقولون يا رب اكشف عنا هذه الظلمة قال فيقبل قوم يمشي النور بين أيديهم قد أضاء أرض القيامة فيقول أهل الجمع هؤلاء أنبياء الله فيجيئهم النداء من عند الله ما هؤلاء بأنبياء فيقول أهل الجمع فهؤلاء ملائكة فيجيئهم النداء من عند الله ما هؤلاء بملائكة فيقول أهل الجمع هؤلاء شهداء فيجيئهم النداء من عند الله ما هؤلاء بشهداء فيقولون من هم فيجيئهم النداء يا أهل الجمع سلوهم من أنتم فيقول أهل الجمع من أنتم فيقولون نحن العلويون نحن ذرية محمد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) نحن أولاد علي ولي الله نحن المخصوصون بكرامة الله نحن الآمنون المطمئنون فيجيئهم النداء من عند الله عز وجل اشفعوا في محبيكم وأهل مودتكم وشيعتكم فيشفعون فيشفعون .
19 ـ حدثنا أبي( رحمه الله) قال حدثنا سعد بن عبد الله قال حدثنا سلمة بن الخطاب قال حدثنا أبو طاهر محمد بن تسنيم الوراق عن عبد الرحمن بن كثير عن أبيه عن الصادق جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه ( عليهم السلام ) قال قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ذات يوم لأصحابه معاشر أصحابي إن الله جل جلاله يأمركم بولاية علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) والاقتداء به فهو وليكم وإمامكم من بعدي لا تخالفوه فتكفروا ولا تفارقوه فتضلوا إن الله جل جلاله جعل عليا علما بين الإيمان والنفاق فمن أحبه كان مؤمنا ومن أبغضه كان منافقا إن الله جل جلاله جعل عليا وصيي ومنار الهدى بعدي فهو موضع سري وعيبة علمي وخليفتي في أهلي إلى الله أشكو ظالميه من أمتي .

الامالي او المجالسي _198 _

المجلس الثامن والأربعون :

  يوم الثلاثاء لتسع خلون من شهر ربيع الأول من سنة ثمان وستين وثلاث مائة .
1 ـ حدثنا الشيخ الفقيه أبو جعفر مخمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي قال حدثنا علي بن أحمد بن عبد الله بن أحمد بن أبي عبد الله البرقي قال حدثني أبي عن جده أحمد بن أبي عبد الله عن أحمد بن محمد بن أبي نصر البزنطي عن أبان بن عثمان عن أبي عبد الله الصادق ( عليه السلام ) قال كان إبليس لع يخترق السماوات السبع فلما ولد عيسى ( عليه السلام ) حجب عن ثلاث سماوات وكان يخترق أربع سماوات فلما ولد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) حجب عن السبع كلها ورميت الشياطين بالنجوم وقالت قريش هذا قيام الساعة كنا نسمع أهل الكتب يذكرونه وقال عمرو بن أمية وكان من أزجر أهل الجاهلية انظروا هذه النجوم التي يهتدى بها ويعرف بها أزمان الشتاء والصيف فإن كان رمي بها فهو هلاك كل شيء وإن كانت ثبتت ورمي بغيرها فهو أمر حدث وأصبحت الأصنام كلها صبيحة ولد النبي ( صلى الله عليه وآله ) ليس منها صنم إلا وهو منكب على وجهه وارتجس في تلك الليلة إيوان كسرى وسقطت منه أربعة عشر شرفة وغاضت بحيرة ساوة وفاض وادي السماوة وخمدت نيران فارس ولم تخمد قبل ذلك بألف عام ورأى المؤبدان في تلك الليلة في المنام إبلا صعابا تقود خيلا عرابا قد قطعت دجلة وانسربت في بلادهم وانقصم طاق الملك كسرى من وسطه وانخرقت عليه دجلة العوراء وانتشر في تلك الليلة نور من قبل الحجاز ثم استطار حتى بلغ المشرق ولم يبق سرير لملك من مملوك الدنيا إلا أصبح منكوسا والملك مخرسا لا يتكلم يومه ذلك وانتزع علم الكهنة وبطل سحر السحرة ولم يبق كاهنة في العرب إلا حجبت عن صاحبها وعظمت قريش في العرب وسموا آل الله عز وجل قال أبو عبد الله الصادق ( عليه السلام ) إنما سموا آل الله عز وجل لأنهم في بيت الله الحرام وقالت آمنة إن ابني والله سقط فاتقى الأرض بيده ثم رفع رأسه إلى السماء فنظر إليها ثم خرج مني نور أضاء له كل شيء وسمعت في الضوء قائلا يقول إنك قد ولدت سيد الناس فسميه محمدا وأتي به عبد المطلب لينظر إليه وقد بلغه ما قالت أمه فوضعه في حجره ثم قال .

الامالي او المجالسي _199 _

  الحمد لله الذي أعطاني هذا الغلام الطيب الأردان‏قد ساد في المهد على الغلمان .
  ثم عوذه بأركان الكعبة وقال فيه أشعارا قال وصاح إبليس لع في أبالسته فاجتمعوا إليه فقالوا ما الذي أفزعك يا سيدنا فقال لهم ويلكم لقد أنكرت السماء والأرض منذ الليلة لقد حدث في الأرض حدث عظيم ما حدث مثله منذ ولد عيسى ابن مريم فاخرجوا فانظروا ما هذا الحدث الذي قد حدث فافترقوا ثم اجتمعوا إليه فقالوا ما وجدنا شيئا فقال إبليس لع أنا لهذا الأمر ثم انغمس في الدنيا فجالها حتى انتهى إلى الحرم فوجد الحرم محفوظا بالملائكة فذهب ليدخل فصاحوا به فرجع ثم صار مثل الصر [ الصرد ] وهو العصفور فدخل من قبل حراء فقال له جبرئيل وراك لعنك الله فقال له حرف أسألك عنه يا جبرئيل ما هذا الحدث الذي حدث منذ الليلة في الأرض فقال له ولد محمد ( صلى الله عليه وآله ) فقال له هل لي فيه نصيب قال لا قال ففي أمته قال نعم قال رضيت .
2 ـ حدثنا أبي قال حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم عن أبيه عن محمد بن أبي عمير عن معاذ الجوهري عن الصادق جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه ( عليهم السلام ) عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) عن جبرئيل قال قال الله جل جلاله من أذنب ذنبا صغيرا كان أو كبيرا وهو لا يعلم أن لي أن أعذبه أو أعفو عنه لا غفرت له ذلك الذنب أبدا ومن أذنب ذنبا صغيرا كان أو كبيرا وهو يعلم أن لي أن أعذبه أو أعفو عنه عفوت عنه .
3 ـ حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد ( رض ) قال حدثني سعد بن عبد الله قال حدثني أحمد بن محمد بن عيسى قال حدثني علي بن الحكم قال حدثني الحسين بن أبي العلاء عن الصادق جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه ( عليهم السلام ) قال قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) دخلت أم أيمن على النبي ( صلى الله عليه وآله ) وفي ملحفتها شيء فقال لها رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ما معك يا أم أيمن فقال إن فلانة أملكوها فنثروا عليها فأخذت من نثارها ثم بكت أم أيمن وقالت يا رسول الله فاطمة زوجتها ولم تنثر عليها شيئا فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يا أم أيمن لم تكذبين فإن الله تبارك وتعالى لما زوجت فاطمة عليا أمر أشجار الجنة أن تنثر عليهم من حليها وحللها وياقوتها ودرها وزمردها وإستبرقها فأخذوا منها ما لا يعلمون ولقد نحل الله طوبى في مهر فاطمة (صلى الله عليه وآله) فجعلها في منزل علي ( عليه السلام ) .

الامالي او المجالسي _200 _

4 ـ حدثنا أبي قال حدثنا سعد بن عبد الله عن أحمد بن محمد بن عيسى عن العباس بن معروف عن الحسين بن يزيد عن اليعقوبي عن عيسى بن عبد الله العلوي عن أبيه عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر ( عليه السلام ) عن أبيه عن جده ( عليه السلام ) قال قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) من سره أن يجوز على الصراط كالريح العاصف ويلج الجنة بغير حساب فليتول وليي ووصيي وصاحبي وخليفتي على أهلي وأمتي علي بن أبي طالب ومن سره أن يلج النار فليترك ولايته فو عزة ربي وجلاله إنه لباب الله الذي لا يؤتى إلا منه وإنه الصراط المستقيم وإنه الذي يسأل الله عن ولايته يوم القيامة .
5 ـ حدثنا علي بن الحسين بن شاذويه المؤدب قال حدثنا محمد بن عبد الله بن جعفر بن جامع الحميري عن أبيه عن هارون بن مسلم عن مسعدة بن زياد عن الصادق جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه ( عليهم السلام ) قال قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) رحم الله امرأ أعان والده على بره رحم الله والدا أعان ولده على بره رحم الله جارا أعان جاره على بره رحم الله رفيقا أعان رفيقه على بره رحم الله خليطا أعان خليطه على بره رحم الله رجلا أعان سلطانه على بره .
6 ـ حدثنا أحمد بن هارون الفامي قال حدثنا محمد بن عبد الله بن جعفر عن أبيه عن محمد بن عبد الجبار عن عبد الرحمن بن أبي نجران عن علي بن الحسن بن رباط عن أبي بكر الحضرمي قال قال الصادق جعفر بن محمد ( عليه السلام ) بروا آباءكم يبركم أبناؤكم وعفوا عن نساء الناس تعف عن نسائكم .
7 ـ حدثنا محمد بن علي ماجيلويه قال حدثنا علي بن إبراهيم عن أبيه عن حماد بن عيسى عن حريز بن عبد الله عن زرارة بن أعين قال سمعت أبا عبد الله الصادق ( عليه السلام ) يقول إنا أهل بيت مروتنا العفو عمن ظلمنا .
8 ـ حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد ( رض ) قال حدثنا محمد بن الحسن الصفار قال حدثنا الهيثم بن أبي مسروق النهدي عن عبد العزيز بن عمر عن أحمد بن عمر الحلبي قال قلت لأبي عبد الله الصادق ( عليه السلام ) أي الخصال بالمرء أجمل قال وقار بلا مهابة وسماح بلا طلب مكافاة وتشاغل بغير متاع الدنيا .