الامالي او المجالسي
7 ـ حدثنا أبي ومحمد بن الحسن ( رضي الله) عنه قالا حدثنا سعد بن عبد الله عن أحمد بن محمد بن عيسى عن موسى بن القاسم البجلي عن جعفر بن محمد بن سماعة عن عبد الله بن مسكان عن الحكم بن الصلت عن أبي جعفر الباقر عن آبائه ( عليهم السلام ) قال قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) خذوا بحجزة هذا الأنزع يعني عليا فإنه الصديق الأكبر وهو الفاروق يفرق بين الحق والباطل من أحبه هداه الله ومن أبغضه أبغضه الله ومن تخلف عنه محقه الله ومنه سبطا أمتي الحسن والحسين وهما ابناي ومن الحسين أئمة هداة أعطاهم الله علمي وفهمي فتولوهم ولا تتخذوا وليجة من دونهم فيحل عليكم غضب من ربكم ومن يحلل عليه غضب من ربه فقد هوى وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور .

المجلس التاسع والثلاثون :

  يوم الجمعة لسبع خلون من صفر من سنة ثمان وستين وثلاثمائة .
1 ـ حدثنا الشيخ الفقيه أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي قال حدثنا أبي قال حدثنا سعد بن عبد الله قال حدثنا الهيثم بن أبي مسروق النهدي عن الحسن بن محبوب عن داود بن كثير الرقي قال قال الصادق جعفر بن محمد ( عليه السلام ) من شيع جنازة مؤمن حتى يدفن في قبره وكل الله عز وجل به سبعين ألف ملك من المشيعين يشيعونه ويستغفرون له إذا خرج من قبره .
2 ـ حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل قال حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن الحسن بن محبوب عن إبراهيم بن مهزم عن طلحة بن زيد عن الصادق جعفر بن محمد عن أبيه ( عليه السلام ) قال صل على من مات من أهل القبلة وحسابه على الله عز وجل .

الامالي او المجالسي _152_

3 ـ حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد قال حدثنا محمد بن الحسن الصفار قال حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسن بن علي بن فضال عن علي بن عقبة عن ميسر قال سمعت أبا جعفر الباقر ( عليه السلام ) يقول من شيع جنازة امرأ مسلم أعطي يوم القيامة أربع شفاعات ولم يقل شيئا إلا قال الملك ولك مثل ذلك .
4 ـ حدثنا محمد بن علي ماجيلويه قال حدثني عمي محمد بن القاسم عن أحمد بن هلال عن الفضل بن دكين عن معمر بن راشد قال سمعت أبا عبد الله الصادق ( عليه السلام ) يقول أتى يهودي النبي ( صلى الله عليه وآله ) فقام بين يديه يحد النظر إليه فقال يا يهودي ما حاجتك قال أنت أفضل أم موسى بن عمران النبي الذي كلمه الله وأنزل عليه التوراة والعصا وفلق له البحر وأظله بالغمام فقال له النبي ( صلى الله عليه وآله ) إنه يكره للعبد أن يزكي نفسه ولكني أقول إن آدم ( عليه السلام ) لما أصاب الخطيئة كانت توبته أن قال اللهم إني أسألك بحق محمد وآل محمد لما غفرت لي فغفرها الله له وإن نوحا لما ركب في السفينة وخاف الغرق قال اللهم إني أسألك بحق محمد وآل محمد لما أنجيتني من الغرق فنجاه الله عنه وإن إبراهيم ( عليه السلام ) لما ألقي في النار قال اللهم إني أسألك بحق محمد وآل محمد لما أنجيتني منها فجعلها الله عليه بردا وسلاما وإن موسى ( عليه السلام ) لما ألقى عصاه وأوجس في نفسه خيفة قال اللهم إني أسألك بحق محمد وآل محمد لما آمنتني فقال الله جل جلاله لا تخف إنك أنت الأعلى يا يهودي إن موسى لو أدركني ثم لم يؤمن بي وبنبوتي ما نفعه إيمانه شيئا ولا نفعته النبوة يا يهودي ومن ذريتي المهدي إذا خرج نزل عيسى ابن مريم لنصرته فقدمه وصلى خلفه .
5 ـ حدثنا عبد الله بن النضر بن السمعان التيمي ( رض ) قال حدثنا أبو القاسم جعفر بن محمد المكي قال حدثنا أبو الحسن عبد الله بن محمد بن عمرو الأطروش الحراني قال حدثنا صالح بن زياد أبو سعيد الشوقي قال حدثنا أبو عثمان السكري واسمه عبد [ عبد الله] بن ميمون قال حدثنا عبد الله بن معز الأودي قال حدثنا عمران بن سليم عن سويد بن غفلة عن طاوس اليماني قال مررت بالحجر فإذا أنا بشخص راكع وساجد فتأملته فإذا هو علي بن الحسين ( عليه السلام ) فقلت يا نفس رجل صالح من أهل بيت النبوة والله لأغتنمن دعائه فجعلت أرقبه حتى فرغ من صلاته ورفع باطن كفيه إلى السماء .

الامالي او المجالسي _153_

  وجعل يقول سيدي سيدي هذه يداي قد مددتهما إليك بالذنوب مملوة وعيناي بالرجاء ممدودة وحق لمن دعاك بالندم تذللا أن تجيبه بالكرم تفضلاأ سيد من أهل الشقاء خلقتني فأطيل بكائي أم من أهل السعادة خلقتني فأبشر رجائي سيدي لضرب المقامع خلقت أعضائي أم لشرب الحميم خلقت أمعائي سيدي لو أن عبدا استطاع الهرب من مولاه لكنت أول الهاربين منك لكني أعلم أني لا أفوتك سيدي لو إن عذابي مما يزيد في ملكك لسألتك الصبر عليه غير أني أعلم أنه لا يزيد في ملكك طاعة المطيعين ولا ينقص منه معصية العاصين سيدي ما أنا وما خطري هب لي بفضلك وجللني بسترك واعف عن توبيخي بكرم وجهك إلهي وسيدي ارحمني مصروعا على الفراش تقلبني أيدي أحبتي وارحمني مطروحا على المغتسل يغسلني صالح جيرتي وارحمني محمولا قد تناول الأقرباء أطراف جنازتي وارحم في ذلك البيت المظلم وحشتي وغربتي ووحدتي قال طاوس فبكيت حتى علا نحيبي فالتفت إلي .
  فقال ما يبكيك يا يماني أ وليس هذا مقام المذنبين فقلت حبيبي حقيق على أن الله لا يردك وجدك محمد ( صلى الله عليه وآله ) قال فبينا نحن كذلك إذ أقبل نفر من أصحابه فالتفت إليهم فقال معاشر أصحابي أوصيكم بالآخرة ولست أوصيكم بالدنيا فإنكم بها مستوصون وعليها حريصون وبها مستمسكون معاشر أصحابي إن الدنيا دار ممر والآخرة دار مقر فخذوا من ممركم لمقركم ولا تهتكوا أستاركم عند من لا يخفى عليه أسراركم وأخرجوا من الدنيا قلوبكم قبل أن تخرج منها أبدانكم أ ما رأيتم وسمعتم ما استدرج به من كان قبلكم من الأمم السالفة والقرون الماضية أ لم تروا كيف فضح مستورهم وأمطر مواطر الهوان عليهم بتبديل سرورهم بعد خفض عيشهم ولين رفاهيتهم صاروا حصائد النقم ومدارج المثلات أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم .
6 ـ حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني قال حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم عن أبيه إبراهيم بن هاشم عن محمد بن أبي عمير عن معاوية بن عمار عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال كان بالمدينة رجل بطال يضحك الناس منه فقال قد أعياني هذا الرجل أن أضحكه يعني علي بن الحسين ( عليه السلام ) قال فمر علي ( عليه السلام ) وخلفه موليان له فجاء الرجل حتى انتزع ردائه من رقبته ثم مضى فلم يلتفت إليه علي ( عليه السلام ) فاتبعوه وأخذوا الرداء منه فجاءوا به فطرحوه عليه فقال لهم من هذا فقالوا له هذا رجل بطال يضحك أهل المدينة فقال قولوا له إن لله يوما يخسر فيه المبطلون .

الامالي او المجالسي _154 _

7 ـ حدثنا الحسين بن أحمد بن إدريس ( رض ) قال حدثنا أبي عن أحمد بن محمد بن عيسى عن أبيه عن عبد الله بن القاسم عن أبيه عن أبي بصير عن أبي عبد الله عن آبائه ( عليهم السلام ) قال قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) إن لأهل الدين علامات يعرفون بها صدق الحديث وأداء الأمانة والوفاء بالعهد وصلة الرحم ورحمة الضعفاء وقلة المؤاتاة للنساء وبذل المعروف وحسن الخلق وسعة الخلق واتباع العلم وما يقرب إلى الله عز وجل طوبى لهم وحسن مآب وطوبى شجرة في الجنة أصلها في دار النبي ( صلى الله عليه وآله ) وليس من مؤمن إلا وفي داره غصن منها لا تخطر على قلبه شهوة شيء إلا أتاه به ذلك الغصن ولو أن راكبا مجدا سار في ظلها مائة عام ما خرج منها ولو طار من أسفلها غراب ما بلغ أعلاها حتى تسقط هرما ألا ففي هذا فارغبوا إن المؤمن نفسه منه في شغل والناس منه في راحة وإذا جن عليه الليل افترش وجهه وسجد لله عز وجل بمكارم بدنه يناجي الذي خلقه في فكاك رقبته ألا هكذا فكونوا .
8 ـ حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى العطار ( رض ) قال حدثنا أبي عن أحمد بن محمد بن عيسى عن عثمان بن عيسى عن عبد الله بن مسكان عن أبي عبد الله الصادق ( عليه السلام ) قال إن الله تبارك وتعالى خص رسول الله [ رسوله ] بمكارم الأخلاق فامتحنوا أنفسكم فإن كانت فيكم فاحمدوا الله عز وجل وارغبوا إليه في الزيادة منها فذكرها عشرة اليقين والقناعة والصبر والشكر والحلم وحسن الخلق والسخاء والغيرة والشجاعة والمروءة .
9 ـ حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق ( رض ) قال أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد الكوفي قال حدثنا علي بن الحسن بن علي بن فضال عن أبيه عن أبي الحسن علي بن موسى الرضا عن أبيه موسى بن جعفر عن أبيه جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن علي عن أبيه علي بن الحسين عن أبيه الحسين بن علي ( عليه السلام ) قال لما حضرت الحسن بن علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) الوفاة بكى فقيل له يا ابن رسول الله أتبكي ومكانك من رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) الذي أنت به وقد قال فيك رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ما قال وقد حججت عشرين حجة ماشيا وقد قاسمت ربك مالك ثلاث مرات حتى النعل والنعل فقال ( عليه السلام ) إنما أبكي لخصلتين لهول المطلع وفراق الأحبة .

الامالي او المجالسي _155_

10 ـ حدثنا الحسن بن محمد بن سعيد الهاشمي الكوفي قال حدثنا فرات بن إبراهيم بن فرات الكوفي قال حدثنا محمد بن ظهير قال حدثنا أبو الحسن محمد بن الحسين بن أخي يونس البغدادي ببغداد قال حدثنا محمد بن يعقوب النهشلي قال حدثنا علي بن موسى الرضا عن أبيه موسى بن جعفر عن أبيه جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن علي عن أبيه علي بن الحسين عن أبيه الحسين بن علي عن أبيه علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) عن جبرئيل عن ميكائيل عن إسرافيل عن الله جل جلاله أنه قال أنا الله لا إله إلا أنا خلقت الخلق بقدرتي فاخترت منهم من شئت من أنبيائي واخترت من جميعهم محمدا ( صلى الله عليه وآله ) حبيبا وخليلا وصفيا فبعثته رسولا إلى خلقي واصطفيت له عليا فجعلته له أخا ووصيا ووزيرا ومؤديا عنه من بعده إلى خلقي وخليفتي على عبادي ليبين لهم كتابي ويسير فيهم بحكمي وجعلته العلم الهادي من الضلالة وبابي الذي أوتي منه وبيتي الذي من دخله كان آمنا من ناري وحصني الذي من لجأ إليه حصنه من مكروه الدنيا والآخرة ووجهي الذي من توجه إليه لم أصرف وجهي عنه وحجتي في السماوات والأرضين على جميع من فيهن من خلقي لا أقبل عمل عامل منهم إلا بالإقرار بولايته مع نبوة أحمد رسولي وهو يدي المبسوطة على عبادي وهو النعمة التي أنعمت بها على من أحببته من عبادي فمن أحببته من عبادي وتوليته عرفته ولايته ومعرفته ومن أبغضته من عبادي أبغضته لانصرافه عن معرفته وولايته فبعزتي حلفت وبجلالي أقسمت أنه لا يتولى عليا عبد من عبادي إلا زحزحته عن النار وأدخلته الجنة ولا يبغضه عبد من عبادي ويعدل عن ولايته إلا أبغضته وأدخلته النار وبئس المصير .

المجلس الأربعون :

  يوم الثلاثاء لإحدى عشر ليلة خلت من صفر من سنة ثمان وستين وثلاث مائة .
1 ـ حدثنا الشيخ الفقيه أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي ( رحمه الله) قال حدثنا أبي قال حدثنا سعد بن عبد الله قال حدثنا علي بن حماد البغدادي عن بشر بن غياث المريسي قال حدثني أبو يوسف يعقوب بن إبراهيم عن أبي حنيفة عن عبد الرحمن السلماني عن حنش بن المعتمر عن علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) قال دعاني رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) .

الامالي او المجالسي _156_

  فوجهني إلى اليمن لأصلح بينهم فقلت يا رسول الله إنهم قوم كثير ولهم سن وأنا شاب حدث فقال يا علي إذا صرت بأعلى عقبة أفيق فناد بأعلى صوتك يا شجر يا مدر يا ثرى محمد رسول الله يقرئكم السلام قال فذهبت فلما صرت بأعلى العقبة أشرفت على أهل اليمن فإذا هم بأسرهم مقبلون نحوي مشرعون رماحهم مسوون أسنتهم متنكبون قسيهم شاهرون سلاحهم فناديت بأعلى صوتي يا شجر ويا مدر يا ثرى محمد رسول الله يقرئكم السلام قال فلم تبق شجرة ولا مدرة ولا ثرى إلا ارتج بصوت واحد على محمد رسول الله وعليك السلام فاضطربت قوائم القوم وارتعدت ركبهم [ فرائصهم وركبهم ] ووقع السلاح من أيديهم وأقبلوا إلي مسرعين فأصلحت بينهم وانصرفت .
2 ـ حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل قال حدثنا علي بن الحسين السعدآبادي عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي عن أبيه أحمد بن النصر قال حدثني أبو جميلة المفضل بن صالح عن سعد بن طريف عن الأصبغ بن نباتة عن علي ( عليه السلام ) قال إن اليهود أتت امرأة منهم يقال لها عبدة فقالوا يا عبدة قد علمت أن محمدا قد هد ركن بني إسرائيل وهدم اليهودية وقد غالى الملأ من بني إسرائيل بهذا السم لهم وهم جاعلون لك جعلا على أن تسميه في هذه الشاة فعمدت عبدة إلى الشاة فشوتها ثم جمعت الرؤساء في بيتها وأتت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فقال يا محمد قد علمت ما توجب لي وقد حضرني رؤساء اليهود فزيني بأصحابك فقام رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ومعه علي ( عليه السلام ) وأبو دجانة وأبو أيوب وسهل بن حنيف وجماعة من المهاجرين فلما دخلوا وأخرجت الشاة سدت اليهود آنافها بالصوف وقاموا على أرجلهم وتوكئوا على عصيهم فقال لهم رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) اقعدوا فقالوا إنا إذا زارنا نبي لم يقعد منا أحد وكرهنا أن يصل إليه من أنفاسنا ما يتأذى به وكذبت اليهود عليها لعنة الله إنما فعلت ذلك مخافة سورة السم ودخانه فلما وضعت الشاة بين يديه تكلم كتفها فقالت مه يا محمد لا تأكلني فإني مسمومة فدعا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) عبدة فقال لها ما حملك على ما صنعت فقالت قلت إن كان نبيا لم يضره وإن كان كاذبا أو ساحرا أرحت قومي منه فهبط جبرئيل فقال الله [ السلام ] يقرئك السلام ويقول قل بسم الله الذي يسميه به كل مؤمن وبه عز كل مؤمن وبنوره الذي أضاءت به السماوات والأرض وبقدرته التي خضع لها كل جبار عنيد وانتكس كل شيطان مريد من شر السم والسحر واللمم بسم الله العلي [ بسم العلي ] الملك الفرد الذي لا إله إلا هو وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خسارا فقال النبي ( صلى الله عليه وآله ) ذلك وأمر أصحابه فتكلموا به ثم قال كلوا ثم أمرهم أن يحتجموا .

الامالي او المجالسي _157_

3 ـ حدثنا صالح بن عيسى بن أحمد بن محمد العجلي قال حدثنا أبو بكر محمد بن علي بن علي قال حدثنا أبو نصر الشعراني في مسجد حميد قال حدثنا سلمة بن الوضاح عن أبيه عن أبي إسرائيل عن أبي إسحاق الهمداني عن عاصم بن ضمرة عن الحارث الأعور قال بينا أنا أسير مع أمير المؤمنين علي بن أبي طالب في الحيرة إذا نحن بديراني يضرب الناقوس قال فقال علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) يا حارث أتدري ما يقول هذا الناقوس قلت الله ورسوله وابن عم رسوله أعلم قال إنه يضرب مثل الدنيا وخرابها ويقول لا إله إلا الله حقا حقا صدقا صدقا إن الدنيا قد غرتنا وشغلتنا واستهوتنا واستغوتنا يا ابن الدنيا مهلا مهلا يا ابن الدنيا دقا دقا يا ابن الدنيا جمعا جمعا تفنى الدنيا قرنا قرنا ما من يوم يمضي عنا إلا أوهن [ أوهى ] منا ركنا قد ضيعنا دارا تبقى واستوطنا دارا تفنى لسنا ندري ما فرطنا فيها إلا لو قد متنا قال الحارث يا أمير المؤمنين النصارى يعلمون ذلك قال لو علموا ذلك لما اتخذوا المسيح إلها من دون الله قال فذهبت إلى الديراني فقلت له بحق المسيح عليك لما ضربت بالناقوس على الجهة التي تضربها قال فأخذ يضرب وأنا أقول حرفا حرفا حتى بلغ إلى موضع إلا لو قد متنا فقال بحق نبيكم من أخبركم بهذا قلت هذا الرجل الذي كان معي أمس فقال وهل بينه وبين النبي من قرابة قلت هو ابن عمه قال بحق نبيكم أ سمع هذا من نبيكم قال قلت نعم فأسلم ثم قال لي والله إني وجدت في التوراة أنه يكون في آخر الأنبياء نبي وهو يفسر ما يقول الناقوس .
4 ـ حدثنا صالح بن عيسى العجلي قال حدثنا محمد بن علي بن علي قال حدثنا محمد بن مندة الأصبهاني قال حدثنا محمد بن حميد قال حدثنا جرير عن الأعمش عن أبي سفيان عن أنس قال كنت عند رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ورجلان من أصحابه في ليلة ظلماء مكفهرة إذ قال لنا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ائتوا باب علي فأتينا باب علي ( عليه السلام ) فنقر أحدنا الباب نقرا خفيا إذ خرج علينا علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) متزرا بإزار من صوف مرتديا بمثله في كفه سيف رسول الله فقال لنا أ حدث حدث فقلنا خير أمرنا رسول الله أن نأتي بابك وهو بالأثر إذ أقبل رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فقال يا علي قال لبيك قال أخبر أصحابي بما أصابك البارحة قال علي يا رسول الله إني لأستحيي فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) إن الله لا يستحيي من الحق قال علي ( عليه السلام ) يا رسول الله أصابتني جنابة البارحة من فاطمة بنت رسول الله فطلبت في البيت ماء فلم أجد الماء فبعثت الحسن كذا والحسين كذا فأبطئا علي فاستلقيت على قفاي فإذا أنا بهاتف من سواد البيت قم يا علي وخذ السطل واغتسل فإذا أنا بسطل من ماء مملوء عليه منديل من سندس فأخذت السطل واغتسلت ومسحت بدني بالمنديل ورددت المنديل على رأس السطل فقام السطل في الهواء فسقط من السطل جرعة فأصابت هامتي فوجدت بردها على فؤادي فقال النبي ( صلى الله عليه وآله ) بخ بخ يا ابن أبي طالب أصبحت وخادمك جبرئيل أما الماء فمن نهر الكوثر وأما السطل والمنديل فمن الجنة كذا أخبرني جبرئيل كذا أخبرني جبرئيل كذا أخبرني جبرئيل .

الامالي او المجالسي _158_

5 ـ حدثنا محمد بن أحمد بن علي بن أسد الأسدي قال حدثنا يعقوب بن يوسف بن حازم قال حدثنا عمر بن إسماعيل بن مجالد قال حدثنا حفص بن غياث عن برد بن سنان عن مكحول عن واثلة بن الأسقع قال قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) لا تظهر الشماتة بأخيك فيرحمه الله ويبتليك .
6 ـ حدثنا محمد بن أحمد الأسدي قال حدثنا عبد الله بن محمد بن المرزبان قال حدثنا علي بن الجعد قال حدثنا شعبة عن أبي عمران الجدي عن عبد الله بن الصامت قال قال أبو ذر قلت يا رسول الله الرجل يعمل لنفسه ويحبه الناس قال تلك عاجل بشر المؤمنين .
7 ـ حدثنا محمد بن أحمد الأسدي قال حدثنا أحمد بن محمد بن الحسن العامري قال حدثنا إبراهيم بن عيسى بن عبيد السدوسي قال حدثنا سليمان بن عمرو عن عبد الله بن حسن بن حسن بن علي عن أمه فاطمة بنت الحسين عن أبيها ( عليه السلام ) قال قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) إن صلاح أول هذه الأمة بالزهد واليقين وهلاك آخرها بالشح والأمل .
8 ـ حدثنا محمد بن علي بن فضل الكوفي قال حدثنا محمد بن جعفر المعروف بابن التبان قال حدثنا إبراهيم بن خالد المقري الكسائي قال حدثنا عبد الله بن داهر الرازي عن أبيه عن سعد بن طريف عن الأصبغ بن نباتة قال بينا نحن ذات يوم حول أمير المؤمنين ( عليه السلام ) في المسجد الكوفة إذ قال يا أهل الكوفة لقد حباكم الله عز وجل بما لم يحب به أحدا ففضل مصلاكم وهو بيت آدم وبيت نوح وبيت إدريس ومصلى إبراهيم الخليل ومصلى أخي الخضر ( عليه السلام ) ومصلاي وإن مسجدكم هذا أحد الأربعة المساجد التي اختارها الله عز وجل لأهلها وكأني به يوم القيامة في ثوبين أبيضين شبيه بالمحرم يشفع لأهله ولمن صلى فيه فلا ترد شفاعته ولا تذهب الأيام حتى ينصب فيه الحجر الأسود وليأتين عليه زمان يكون مصلى المهدي من ولدي ومصلى كل مؤمن ولا يبقى على الأرض مؤمن إلا كان به أو حن قلبه إليه فلا تهجروه وتقربوا إلى الله عز وجل بالصلاة فيه وارغبوا إليه في قضاء حوائجكم فلو يعلم الناس ما فيه من البركة لأتوه من أقطار الأرض ولو حبوا على الثلج .

الامالي او المجالسي _159_

9 ـ حدثنا محمد بن عمر بن محمد بن سلمة بن البراء الحافظ البغدادي قال حدثنا أحمد بن عبد الله الثقفي أبو العباس قال حدثنا عيسى بن محمد الكاتب قال حدثني المدائني عن غياث بن إبراهيم عن الصادق جعفر بن محمد عن أبيه عن جده ( عليه السلام ) قال قال علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) عقول النساء في جمالهن وجمال الرجال في عقولهم .
10 ـ حدثنا الحسن بن عبد الله بن سعيد العسكري قال حدثنا محمد بن أحمد القشري [ القشيري ] قال حدثنا أبو الحريش أحمد بن عيسى الكوفي قال حدثنا موسى بن إسماعيل بن موسى بن جعفر قال حدثني أبي عن أبيه عن جده جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عن أبيه عن علي ( عليه السلام ) في قول الله عز وجل ( ولا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيا ) قال لا تنس صحتك وقوتك وفراغك وشبابك ونشاطك أن تطلب بها الآخرة .
11 ـ حدثنا الحسن بن عبد الله بن سعيد قال حدثنا محمد بن منصور بن أبي الجهم وأبو يزيد القرشي قالا حدثنا نصر بن علي الجهضمي [ الجهني ] قال حدثنا علي بن جعفر بن محمد قال حدثني أخي موسى بن جعفر عن أبيه عن جده عن علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) قال أخذ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بيد الحسن والحسين ( عليه السلام ) فقال من أحب هذين وأباهما وأمهما كان معي في درجتي يوم القيامة .
12 ـ حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني والحسن بن عبد الله بن سعيد العسكري جميعا قالا حدثنا عبد العزيز بن يحيى الجلودي قال حدثنا محمد بن زكريا الجوهري قال حدثني علي بن الحكم [ الحكيم ] عن الربيع بن عبد الله عن عبد الله بن الحسن عن زيد بن علي عن أبيه ( عليه السلام ) قال يقول الله عز وجل إذا عصاني من خلقي من يعرفني سلطت عليه من لا يعرفني .
13 ـ حدثنا أحمد بن يحيى المكتب قال حدثنا أحمد بن محمد الوراق قال حدثني بشر بن سعيد بن قلبويه المعدل بالرافقة قال حدثنا عبد الجبار بن كثير التميمي اليماني قال سمعت محمد بن حرب الهلالي أمير المدينة يقول سمعت الصادق جعفر بن محمد ( عليه السلام ) يقول العافية نعمة خفية إذا وجدت نسيت وإذا فقدت ذكرت قال وسمعت الصادق ( عليه السلام ) يقول العافية نعمة يعجز الشكر عنها .

الامالي او المجالسي _175_

14 ـ حدثنا أحمد بن يحيى المكتب قال حدثنا أبو طيب أحمد بن محمد الوراق قال حدثنا محمد بن الحسن بن دريد الأزدي المعاني قال حدثنا العباس بن الفرج الرياشي قال حدثني أبو زيد النحوي الأنصاري قال سألت الخليل بن أحمد العروضي فقلت لم هجر الناس عليا ( عليه السلام ) وقرباه من رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قرباه وموضعه من المسلمين موضعه وعناؤه في الإسلام عناؤه فقال بهر والله نوره أنوارهم وغلبهم على صفو كل منهل والناس إلى أشكالهم أميل أ ما سمعت الأول حيث يقول ، وكل شكل لشكله آلف أما ترى الفيل يألف الفيلا ، قال وأنشدنا الرياشي في معناه عن العباس بن الأحنف ، وقائل كيف تهاجرتما فقلت قولا فيه انصاف‏لم يك من شكلي فهاجرته والناس أشكال وآلاف، و حسبنا الله ونعم الوكيل .

المجلس الحادي والأربعون :

  يوم الجمعة لأربع عشر خلون من صفر من سنة ثمان وستين وثلاث مائة .
1 ـ حدثنا الشيخ الفقيه أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي قال حدثنا صالح بن عيسى العجلي قال حدثنا محمد بن علي بن علي قال حدثنا محمد بن الصلت قال حدثنا محمد بن بكير قال حدثنا عباد بن عباد الملهبي قال حدثنا سعد [ سعيد ] بن عبد الله عن هلال بن عبد الرحمن عن بعلي بن زيد بن جدعان عن سعيد بن المسيب عن عبد الرحمن بن سمرة قال كنا عند رسول الله يوما فقال إني رأيت البارحة عجائب قال فقلنا يا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وما رأيت حدثنا به فداك أنفسنا وأهلونا وأولادنا فقال رأيت رجلا من أمتي وقد أتاه ملك الموت ليقبض روحه فجاءه بره بوالديه فمنعه منه ورأيت رجلا من أمتي قد بسط عليه عذاب القبر فجاءه وضوؤه فمنعه منه ورأيت رجلا من أمتي قد احتوشته الشياطين فجاءه ذكر الله عز وجل فنجاه من بينهم ورأيت رجلا من أمتي يلهث عطشا كلما ورد حوضا منع منه فجاءه صيام شهر رمضان فسقاه وأرواه ورأيت رجلا من أمتي قد احتوشته ملائكة العذاب فجاءته صلاته فمنعته منهم ورأيت رجلا من أمتي والنبيون حلقا حلقا كلما أتى حلقة طرد فجاءه اغتساله من الجنابة فأخذ بيده فأجلسه إلى جنبي ورأيت رجلا من أمتي بين يديه ظلمة ومن خلفه ظلمة وعن يمينه ظلمة وعن شماله ظلمة ومن تحته ظلمة مستنقعا في الظلمة فجاءه حجه وعمرته فأخرجاه من الظلمة وأدخلاه النور ورأيت رجلا من أمتي يكلم المؤمنين فلا يكلمونه فجاءه صلته للرحم .

الامالي او المجالسي _161_

  فقال يا معشر المؤمنين كلموه فإنه كان واصلا لرحمه فكلمه المؤمنون وصافحوه وكان معهم ورأيت رجلا من أمتي يتقي وهج النيران وشررها بيده ووجهه فجاءته صدقته فكانت ظلا على رأسه وسترا على وجهه ورأيت رجلا من أمتي قد أخذته الزبانية من كل مكان فجاءه أمره بالمعروف ونهيه عن المنكر فخلصاه من بينهم وجعلاه مع ملائكة الرحمة ورأيت رجلا من أمتي جاثيا على ركبتيه بينه وبين رحمة الله حجاب فجاءه حسن خلقه فأخذه بيده وأدخله في رحمة الله ورأيت رجلا من أمتي قد هوت صحيفته قبل شماله فجاءه خوفه من الله عز وجل فأخذ صحيفته فجعلها في يمينه ورأيت رجلا من أمتي قد خفت موازينه فجاءه إفراطه في صلاته فثقلت موازينه [ فجاءه إفراطه فثقلوا موازينه ] ورأيت رجلا من أمتي قائما على شفير جهنم فجاءه رجاؤه من الله عز وجل فاستنقذه من ذلك ورأيت رجلا من أمتي قد هوى في النار فجاءته دموعه التي بكى من خشية الله فاستخرجته من ذلك ورأيت رجلا من أمتي على الصراط يرتعد كما يرتعد السعفة في يوم ريح عاصف فجاءه حسن ظنه بالله فسكن رعدته ومضى على الصراط ورأيت رجلا من أمتي على الصراط يزحف أحيانا ويحبو أحيانا ويتعلق أحيانا فجاءته صلاته علي فأقامته على قدميه ومضى على الصراط ورأيت رجلا من أمتي انتهى إلى أبواب الجنة كلما انتهى إلى باب أغلق دونه فجاءته شهادة أن لا إله إلا الله صادقا بها ففتحت له الأبواب ودخل الجنة .
2 ـ حدثنا أحمد بن الحسن القطان قال حدثنا الحسن بن علي السكري قال حدثنا محمد بن زكريا البصري قال حدثنا محمد بن عمارة عن أبيه قال قلت للصادق جعفر بن محمد ( عليه السلام ) أخبرني بوفاة موسى بن عمران ( عليه السلام ) فقال له إنه لما أتاه أجله واستوفى مدته وانقطع أكله أتاه ملك الموت فقال له السلام عليك يا كليم الله فقال موسى وعليك السلام من أنت فقال أنا ملك الموت قال ما الذي جاء بك قال جئت لأقبض روحك فقال له موسى من أين تقبض روحي قال من فمك قال له موسى كيف وقد كلمت به ربي جل جلاله قال فمن يديك قال كيف وقد حملت بهما التوراة قال فمن رجليك قال كيف وقد وطئت بهما طور سينا قال فمن عينيك قال كيف ولم تزل إلى ربي بالرجاء ممدودة قال فمن أذنيك قال كيف وقد سمعت بهما كلام ربي جل وعز .

الامالي او المجالسي _162 _

  قال فأوحى الله تبارك وتعالى إلى ملك الموت لا تقبض روحه حتى يكون هو الذي يريد ذلك وخرج ملك الموت فمكث موسى ما شاء الله أن يمكث بعد ذلك ودعا يوشع بن نون فأوصى إليه وأمره بكتمان أمره وبأن يوصي بعده إلى من يقوم بالأمر وغاب موسى عن قومه فمر في غيبته برجل وهو يحفر قبرا فقال له أ لا أعينك على حفر هذا القبر فقال له الرجل بلى فأعانه حتى حفر القبر وسوى اللحد ثم اضطجع فيه موسى بن عمران ( عليه السلام ) لينظر كيف هو فكشف له عن الغطاء فرأى مكانه من الجنة فقال يا رب اقبضني إليك فقبض ملك الموت روحه مكانه ودفنه في القبر وسوى عليه التراب وكان الذي يحفر القبر ملكا في صورة آدمي وكان ذلك في التيه فصاح صائح من السماء مات موسى كليم الله فأي نفس لا تموت فحدثني أبي عن جدي عن أبيه ( عليه السلام ) أن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) سئل عن قبر موسى بن عمران فقال هو عند الطريق الأعظم عند الكثيب الأحمر .
3 ـ حدثنا محمد بن أحمد بن علي بن الأسد الأسدي بالري في رجب سنة سبع وأربعين وثلاث مائة قال حدثني محمد بن أبي أيوب قال حدثنا جعفر بن سنيد بن داود قال حدثني أبي قال حدثنا يوسف بن محمد بن المنكدر عن أبيه عن جابر بن عبد الله قال قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قالت أم سليمان بن داود لسليمان يا بني إياك وكثرة النوم بالليل فإن كثرة النوم بالليل تدع الرجل فقيرا يوم القيامة .
4 ـ حدثنا محمد بن أحمد الأسدي قال حدثنا عبد الله بن زيدان وعلي بن العباس البجليان قالا حدثنا أبو كريب قال حدثنا معاوية بن هشام قال حدثنا شيبان عن عكرمة عن ابن عباس قال قال رجل يا رسول الله (صلى الله عليه وآله) أسرع إليك الشيب قال شيبتني هود والواقعة والمرسلات عرفا وعم يتساءلون .
5 ـ حدثنا محمد بن أحمد الأسدي قال حدثنا محمد بن جرير والحسن بن عروة وعبد الله بن محمد الوهبي قالوا حدثنا محمد بن حميد قال حدثنا زافر بن سليمان قال حدثنا محمد بن عيينة عن أبي حازم عن سهل بن سعد قال جاء جبرئيل إلى النبي ( صلى الله عليه وآله ) فقال يا محمد ( صلى الله عليه وآله ) عش ما شئت فإنك ميت وأحبب من شئت فإنك مفارقه واعمل ما شئت فإنك مجزي به واعلم أن شرف الرجل قيامه بالليل وعزه استغناؤه عن الناس .

الامالي او المجالسي _163 _

3 ـ حدثنا الحسين بن أحمد بن إدريس قال حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى عن عبد الرحمن بن أبي نجران عن مفضل بن صالح عن جابر بن يزيد الجعفي عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر ( عليه السلام ) قال إن موسى بن عمران ( عليه السلام ) قال يا رب رضيت بما قضيت تميت الكبير وتبقي الطفل الصغير فقال الله جل جلاله يا موسى أ ما ترضاني لهم رازقا وكفيلا قال بلى يا رب فنعم الوكيل أنت ونعم الكفيل .
4 ـ حدثنا علي بن أحمد الدقاق قال حدثنا محمد بن هارون الصوفي قال حدثنا عبيد الله بن موسى الحبال الطبري قال حدثنا محمد بن الحسين الخشاب قال حدثنا محمد بن محصن عن يونس بن ظبيان قال قال الصادق ( عليه السلام ) إن الله عز وجل أوحى إلى نبي من أنبياء بني إسرائيل إن أحببت أن تلقاني غدا في حظيرة القدس فكن في الدنيا وحيدا غريبا مهموما محزونا مستوحشا من الناس بمنزلة الطير الواحد الذي يطير في الأرض القفار ويأكل من رءوس الأشجار ويشرب من ماء العيون فإذا كان الليل أوى وحده ولم يأو مع الطيور استأنس بربه واستوحش من الطيور .
5 ـ حدثنا أبي ( رض ) عن سعد بن عبد الله عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسين بن سيف عن سلام بن غانم عن الصادق جعفر بن محمد ( عليه السلام ) قال من قال حين يأوي إلى فراشه لا إله إلا الله مائة مرة بنى الله له بيتا في الجنة ومن استغفر حين يأوي إلى فراشه مائة مرة تحاتت ذنوبه كما يسقط ورق الشجر قال الحسين بن سيف حدثني أخي علي بن سيف عن أبيه سيف بن عميرة عن الحسن بن الصباح قال حدثني أنس بن مالك عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) قال كل جبار عنيد من أبى أن يقول لا إله إلا الله.
6 ـ حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد قال حدثنا محمد بن الحسن الصفار عن سلمة بن الخطاب عن إبراهيم بن محمد عن عمران الزعفراني عن الصادق جعفر بن محمد ( عليه السلام ) قال ما من رجل دعا فختم دعائه بقول ما شاء الله لا قوة إلا بالله إلا أجيب صاحبه .

الامالي او المجالسي _164_

7 ـ حدثنا الحسن بن محمد بن سعيد الهاشمي الكوفي حدثنا جعفر بن محمد بن جعفر العلوي الحسيني قال حدثنا محمد بن علي بن خلف العطار قال حدثنا حسن بن صالح بن أبي الأسود قال حدثنا أبو معشر عن محمد بن قيس قال كان النبي ( صلى الله عليه وآله ) إذا قدم من سفر بدأ بفاطمة ( عليه السلام ) فدخل عليها فأطال عندها المكث فخرج مرة في سفر فصنعت فاطمة ( عليه السلام ) مسكتين من ورق وقلادة وقرطين وسترا لباب البيت لقدوم أبيها وزوجها ( عليه السلام ) فلما قدم رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) دخل عليها فوقف أصحابه على الباب لا يدرونأ يقفون أو ينصرفون لطول مكثه عندها فخرج عليهم رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وقد عرف الغضب في وجهه حتى جلس عند المنبر فظنت فاطمة ( عليه السلام ) أنه إنما فعل ذلك رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) لما رأى من المسكتين والقلادة والقرطين والستر فنزعت قلادتها وقرطيها ومسكتيها ونزعت الستر فبعثت به إلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وقالت للرسول قل له ( صلى الله عليه وآله ) تقرأ عليك ابنتك السلام وتقول اجعل هذا في سبيل الله فلما أتاه وخبره قال ( صلى الله عليه وآله ) فعلت فداها أبوها ثلاث مرات ليست الدنيا من محمد ولا من آل محمد ولو كانت الدنيا تعدل عند الله من الخير جناح بعوضة ما سقى منها كافرا شربة ماء ثم قام فدخل عليها .
8 ـ حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل قال حدثنا علي بن إبراهيم عن أبيه عن يوسف بن عقيل عن إسحاق بن راهويه قال لما وافى أبو الحسن الرضا ( عليه السلام ) نيسابور وأراد أن يرحل منها إلى المأمون اجتمع إليه أصحاب الحديث فقالوا له يا ابن رسول الله ترحل عنا ولا تحدثنا بحديث فنستفيده منك وقد كان قعد في العمارية فأطلع رأسه وقال سمعت أبي موسى بن جعفر يقول سمعت أبي جعفر بن محمد يقول سمعت أبي محمد بن علي يقول سمعت أبي علي بن الحسين يقول سمعت أبي الحسين بن علي يقول سمعت أبي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) يقول سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول سمعت جبرئيل يقول سمعت الله عز وجل يقول لا إله إلا الله حصني فمن دخل حصني أمن من عذابي فلما مرت الراحلة نادانا بشروطها وأنا من شروطها .

الامالي او المجالسي _165_

9 ـ حدثنا أحمد بن الحسن القطان قال حدثنا عبد الرحمن بن محمد الحسيني قال حدثني محمد بن إبراهيم بن محمد الفزاري قال حدثني عبد الله بن يحيى الأهوازي قال حدثني أبو الحسن علي بن عمرو قال حدثنا الحسن بن محمد بن جمهور قال حدثني علي بن بلال عن علي بن موسى الرضا عن موسى بن جعفر عن جعفر بن محمد عن محمد بن علي عن علي بن الحسين عن الحسين بن علي عن علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) عن جبرئيل عن ميكائيل عن إسرافيل عن اللوح عن القلم قال يقول الله تبارك وتعالى ولاية علي بن أبي طالب حصني فمن دخل حصني أمن ناري .
10 ـ حدثنا محمد بن عمر الحافظ البغدادي قال حدثني أبو محمد الحسن بن عبد الله بن محمد بن علي بن العباس التميمي الرازي قال حدثني أبي قال حدثني سيدي علي بن موسى الرضا قال حدثني أبي موسى بن جعفر قال حدثني أبي جعفر بن محمد قال حدثني أبي محمد بن علي قال حدثني أبي علي بن الحسين قال حدثني أبي الحسين بن علي قال حدثني أخي الحسن بن علي قال حدثني أبي علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) قال قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) خلقت أنا وعلي من نور واحد .
11 ـ حدثنا محمد بن أحمد بن الحسين بن يوسف البغدادي الوراق قال حدثنا علي بن محمد بن عنبسة مولى الرشيد قال حدثنا دارم بن قبيصة بن نهشل بن مجمع الصنعاني قال حدثنا علي بن موسى الرضا ( عليه السلام ) قال حدثني أبي موسى بن جعفر عن أبيه جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن علي عن أبيه علي بن الحسين عن أبيه الحسين بن علي عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) قال خلق الله عز وجل مائة ألف نبي وأربعة وعشرين ألف نبي أنا أكرمهم على الله ولا فخر وخلق الله عز وجل مائة ألف وصي وأربعة وعشرين ألف وصي فعلي أكرمهم على الله وأفضلهم قال الشيخ وحدثني بهذا الحديث محمد بن أحمد البغدادي الوراق قال حدثنا علي بن محمد مولى الرشيد قال حدثني دارم بن قبيصة قال حدثني عبد الله بن محمد بن سليمان بن عبد الله بن حسن عن أبيه عن جده عن زيد بن علي عن أبيه علي بن الحسين عن أبيه عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) .

الامالي او المجالسي _166 _

المجلس الثاني والأربعون :

  يوم الثلاثاء لاثنتي عشرة ليلة بقيت من صفر من سنة ثمان وستين وثلاث مائة .
1 ـ حدثنا الشيخ الفقيه أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي قال حدثنا أبي( رض ) قال حدثنا سعد بن عبد الله قال حدثنا أحمد بن الحسين بن سعيد عن سهل بن زياد الواسطي عن أحمد بن محمد بن ربيع عن محمد بن سنان عن أبي الأعز النحاس قال سمعت الصادق جعفر بن محمد ( عليه السلام ) يقول قضاء حاجة المؤمن أفضل من ألف حجة متقبلة بمناسكها وعتق ألف رقبة لوجه الله وحملان ألف فرس في سبيل الله بسرجها ولجمها .
2 ـ حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد قال حدثنا أحمد بن إدريس قال حدثنا محمد بن أحمد بن يحيى بن عمران الأشعري عن إبراهيم بن إسحاق النهاوندي عن محمد بن سليمان الديلمي عن أبيه قال سمعت أبا عبد الله الصادق ( عليه السلام ) يقول الشتاء ربيع المؤمن يطول فيه ليلة فيستعين به على قيامه ويقصر فيه نهاره فيستعين به على صيامه .
3 ـ حدثنا أحمد بن الحسن القطان قال حدثنا الحسن بن علي السكري قال أخبرنا محمد بن زكريا قال حدثنا أحمد بن عيسى عن عمه محمد بن عبد الله بن حسن عن زيد بن علي ( عليه السلام ) قال من أتى قبر الحسين ( عليه السلام ) عارفا بحقه غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر .
4 ـ حدثنا علي بن أحمد بن موسى الدقاق قال حدثنا محمد بن أبي عبد الله الكوفي قال حدثنا محمد بن إسماعيل البرمكي قال حدثنا الحسين بن الهيثم قال حدثنا عباد بن يعقوب الأسدي قال حدثني عنبسة بن بجاد العابد قال لما مات إسماعيل بن جعفر بن محمد وفرغنا من جنازته جلس الصادق جعفر بن محمد ( عليه السلام ) وجلسنا حوله وهو مطرق ثم رفع رأسه فقال أيها الناس إن هذه الدنيا دار فراق ودار التواء لا دار استواء على أن لفراق المألوف حرقة لا تدفع ولوعة لا ترد وإنما يتفاضل الناس بحسن العزاء وصحة الفكرة فمن لم يثكل أخاه ثكله أخوه ومن لم يقدم ولدا كان هو المقدم دون الولد ثم تمثل ( عليه السلام ) بقول أبي خراش الهذلي يرثي أخاه .

الامالي او المجالسي _167 _

  ولا تحسبي أني تناسيت عهده ولكن صبري يا أميم [ يا إمام ] جميل .
5 ـ حدثنا أبي قال حدثنا علي بن إبراهيم عن أبيه عن محمد بن أبي عمير عن أبان الأحمر عن الصادق جعفر بن محمد ( عليه السلام ) قال جاء رجل إلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وقد بلي ثوبه فحمل إليه اثني عشر درهما فقال يا علي خذ هذه الدراهم فاشتر لي ثوبا ألبسه قال علي ( عليه السلام ) فجئت إلى السوق فاشتريت له قميصا باثني عشر درهما وجئت به إلى رسول الله فنظر إليه فقال يا علي غير هذا أحب إلي أترى صاحبه يقيلنا فقلت لا أدري فقال انظر فجئت إلى صاحبه فقلت إن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قد كره هذا يريد ثوبا دونه فأقلنا فيه فرد علي الدراهم وجئت به إلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فمشى معي إلى السوق ليبتاع قميصا فنظر إلى جارية قاعدة على الطريق تبكي .
  فقال لها رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ما شأنك قالت يا رسول الله إن أهل بيتي أعطوني أربعة دراهم لأشتري لهم بها حاجة فضاعت فلا أجسر أن أرجع إليهم فأعطاها رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أربعة دراهم وقال ارجعي إلى أهلك ومضى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) إلى السوق فاشترى قميصا بأربعة دراهم ولبسه وحمد الله وخرج فرأى رجلا عريانا يقول من كساني كساه الله من ثياب الجنة فخلع رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قميصه الذي اشتراه وكساه السائل ثم رجع إلى السوق فاشترى بالأربعة التي بقيت قميصا آخر فلبسه وحمد الله ورجع إلى منزله وإذا الجارية قاعدة على الطريق فقال لها رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ما لك لا تأتين أهلك قالت يا رسول الله إني قد أبطأت عليهم وأخاف أن يضربوني فقال لها رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) مري بين يدي ودليني على أهلك فجاء رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) حتى وقف على باب دارهم ثم قال السلام عليكم يا أهل الدار فلم يجيبوه فأعاد السلام فلم يجيبوه فأعاد السلام فقالوا عليك السلام يا رسول الله ورحمة الله وبركاته فقال لهم ما لكم تركتم إجابتي في أول السلام والثاني قالوا يا رسول الله سمعنا سلامك فأحببنا أن نستكثر منه فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) إن هذه الجارية أبطأت عليكم فلا تؤاخذوها فقالوا يا رسول الله هي حرة لممشاك فقال رسول الله الحمد لله ما رأيت اثني عشر درهما أعظم بركة من هذه كسا الله بها عريانين وأعتق بها نسمة .

الامالي او المجالسي _168 _

6 ـ حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل قال حدثنا علي بن الحسين السعدآبادي عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي عن أبيه عن عبد الرحمن بن سالم عن المفضل عن أبي عبد الله الصادق ( عليه السلام ) قال إذا قام العبد نصف الليل بين يدي ربه جل جلاله فصلى له أربع ركعات في جوف الليل المظلم ثم سجد سجدة الشكر بعد فراغه فقال ما شاء الله ما شاء الله مائة مرة ناداه الله جل جلاله من فوقه عبدي إلى كم تقول ما شاء الله ما شاء الله أنا ربك وإلي المشية وقد شئت قضاء حاجتك فسلني ما شئت .
7 ـ حدثنا محمد بن علي ماجيلويه قال حدثنا محمد بن يحيى العطار قال حدثنا سهل بن زياد الأدمي قال حدثني عثمان بن عيسى عن خالد بن نجيح عن أبي عبد الله الصادق ( عليه السلام ) قال تذاكروا الشؤم عنده فقال الشؤم في ثلاثة في المرأة والدابة والدار فأما شؤم المرأة فكثرة مهرها وعقوق زوجها وأما الدابة فسوء خلقها ومنعها ظهرها وأما الدار فضيق ساحتها وشر جيرانها وكثرة عيوبها .
8 ـ حدثنا الحسين بن أحمد بن إدريس قال حدثنا أبي قال حدثني أبو سعيد الأدمي قال حدثني الحسن بن علي بن النعمان عن علي بن أسباط عن الحسن بن الجهم قال سألت الرضا ( عليه السلام ) فقلت له جعلت فداك ما حد التوكل فقال لي أن لا تخاف مع الله أحدا قال قلت فما حد التواضع قال أن تعطي الناس من نفسك ما تحب أن يعطوك مثله قال قلت جعلت فداك أشتهي أن أعلم كيف أنا عندك فقال انظر كيف أنا عندك .
9 ـ حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى العطار قال حدثنا أبي عن سهل بن زياد عن محمد بن عيسى عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن جميل بن دراج عن الصادق جعفر بن محمد ( عليه السلام ) قال كان أمير المؤمنين ( عليه السلام ) يقول أصل الإنسان لبه وعقله ودينه ومروته حيث يجعل نفسه والأيام دول والناس إلى آدم شرع سواء .

الامالي او المجالسي _169 _

10 ـ حدثنا أبي قال حدثنا سعد بن عبد الله عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسن بن علي بن فضال عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير قال قلت للصادق جعفر بن محمد ( عليه السلام ) من آل محمد قال ذريته فقلت من أهل بيته قال الأئمة الأوصياء فقلت من عترته قال أصحاب العباء فقلت من أمته قال المؤمنون الذين صدقوا بما جاء من عند الله عز وجل المتمسكون [ المستمسكون ] بالثقلين الذين أمروا بالتمسك بهما كتاب الله وعترته أهل بيته الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا وهما الخليفتان على الأمة بعد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) .
11 ـ حدثنا أبي قال حدثنا سعد بن عبد الله وعبد الله بن جعفر الحميري قالا حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى عن محمد بن خالد البرقي عن أحمد بن يزيد النيسابوري قال حدثني عمر بن إبراهيم الهاشمي عن عبد الملك بن عمير عن أسيد بن صفوان صاحب رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قال لما كان اليوم الذي قبض فيه أمير المؤمنين ارتج الموضع بالبكاء ودهش الناس كيوم قبض فيه النبي ( صلى الله عليه وآله ) وجاء رجل باك وهو متسرع مسترجع وهو يقول اليوم انقطعت خلافة النبوة حتى وقف على باب البيت الذي فيه أمير المؤمنين ( عليه السلام ) فقال رحمك الله يا أبا الحسن كنت أول القوم إسلاما وأخلصهم إيمانا وأشدهم يقينا وأخوفهم لله عز وجل وأعظمهم عناء وأحوطهم على رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وآمنهم على أصحابه وأفضلهم مناقب وأكرمهم سوابق وأرفعهم درجة وأقربهم من رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وأشبههم به هديا وخلقا وسمتا وفعلا وأشرفهم منزلة وأكرمهم عليه فجزاك الله عن الإسلام وعن رسوله وعن المسلمين خيرا قويت حين ضعف أصحابه وبرزت حين استكانوا ونهضت حين وهنوا ولزمت منهاج رسوله إذ هم أصحابه كنت خليفته حقا لم تنازع ولم تضرع برغم المنافقين وغيظ الكافرين وكره الحاسدين وضغن الفاسقين فقمت بالأمر حين فشلوا ونطقت حين تتعتعوا ومضيت بنور الله إذ وقفوا فاتبعوك فهدوا وكنت أخفضهم صوتا وأعلاهم فرقا وأقلهم كلاما وأصوبهم منطقا وأكثرهم رأيا وأشجعهم قلبا وأشدهم يقينا وأحسنهم عملا وأعرفهم بالأمور كنت والله للدين يعسوبا أولا حين تفرق الناس وآخرا حين فشلوا كنت للمؤمنين أبا رحيما إذ صاروا عليك عيالا فحملت أثقال ما عنه ضعفوا وحفظت ما أضاعوا ووعيت [ رعيت ] ما أهملوا وشمرت إذ اجتمعوا وعلوت إذ هلعوا وصبرت إذ أشرعوا وأدركت إذ تخلفوا [ ما عنه تخلفوا ] ونالوا بك ما لم يحتسبوا كنت للكافرين عذابا صبا [ مبينا ] وللمؤمنين غيثا وخصبا فطرت والله نعماها وفزت بحبائها وأحرزت سوابقها وذهبت بفضائلها لم تفلل حجتك ولم يزغ قلبك ولم تضعف بصيرتك ولم تجبن نفسك ولم تخن كنت كالجبل لا تحركه العواصف ولا تزيله القواصف .

الامالي او المجالسي _170 _

  وكنت كما قال ( صلى الله عليه وآله ) ضعيفا في بدنك قويا في أمر الله متواضعا في نفسك عظيما عند الله عز وجل كبيرا في الأرض جليلا عند المؤمنين لم يكن لأحد فيك مهمز ولا لقائل فيك مغمز ولا لأحد فيك مطمع ولا لأحد عندك هوادة الضعيف الذليل عندك قوي عزيز حتى تأخذ له بحقه والقوي العزيز عندك ضعيف ذليل حتى تأخذ منه الحق والقريب والبعيد عندك في ذلك سواء شأنك الحق والصدق والرفق وقولك حكم وحتم وأمرك حلم وحزم ورأيك علم وعزم فأقلعت وقد نهج السبيل وسهل العسير وأطفأت النيران فاعتدل بك الدين وقوي بك الإسلام والمؤمنون وسبقت سبقا بعيدا وأتعبت من بعدك تعبا شديدا فجللت عن البكاء وعظمت رزيتك في السماء وهدت مصيبتك الأنام فإنا لله وإنا إليه راجعون رضينا عن الله قضاءه وسلمنا لله أمره فو الله لن يصاب المسلمون بمثلك أبدا كنت للمؤمنين كهفا حصينا [ حصنا ] وعلى الكافرين غلظة وغيظا فألحقك الله بنبيه ولا حرمنا أجرك ولا أضلنا بعدك وسكت القوم حتى انقضى كلامه وبكى وأبكى أصحاب رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ثم طلبوه فلم يصادفوه .
12 ـ حدثنا أحمد بن محمد بن إسحاق الدينوري قال أخبرني أبو عروبة الحسين بن أبي معشر الحراني وأبو طالب بن أبي عوانة قالا حدثنا أبو داود سليمان بن سيف الحراني قال حدثنا عبد الله بن واقد عن عبد العزيز الماجشون عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله قال استبشرت الملائكة يوم بدر وحنين بكشف علي ( عليه السلام ) الأحزاب عن وجه رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فمن لم يستبشر برؤية علي ( عليه السلام ) فعليه لعنة الله.
13 ـ حدثنا أحمد بن محمد بن إسحاق الدينوري قال أخبرني عبد الله بن محمد ابن زياد النيسابوري قال حدثنا أحمد بن منصور المروزي قال حدثنا النضر بن شميل قال حدثنا عوف بن أبي جميلة عن عبد الله بن عمرو بن هند الجملي قال قال علي ( عليه السلام ) كنت إذا سألت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أعطاني وإذا سكت ابتدأني .
14 ـ حدثنا محمد بن أحمد السناني قال حدثنا محمد بن أبي عبد الله الكوفي قال حدثنا محمد بن أبي بشير [ بشر ] قال حدثنا الحسين بن الهيثم قال حدثنا سليمان بن داود المنقري عن حفص بن غياث أنه كان إذا حدثنا عن جعفر بن محمد ( عليه السلام ) قال حدثني خير الجعافر جعفر بن محمد ( عليه السلام ) .

الامالي او المجالسي _171 _

15 ـ حدثنا الحسين بن إبراهيم بن أحمد المؤدب قال حدثنا أبو الحسين محمد بن جعفر الكوفي قال حدثني محمد بن أبي بشر قال حدثنا الحسين بن الهيثم عن سليمان بن داود المنقري قال كان علي بن غراب إذا حدثنا عن جعفر بن محمد قال حدثنا الصادق عن الله جعفر بن محمد ( عليه السلام ) حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق قال حدثنا أبو سعيد الحسن بن علي العبدي قال حدثنا أحمد بن عبد الله بن عمار الجارودي قال حدثنا محمد بن عبد الله عن أبي الجارود عن أبي الهيثم عن أنس بن مالك قال قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) إن الله تبارك وتعالى يبعث أناسا وجوههم من نور على كراسي من نور عليهم ثياب من نور في ظل العرش بمنزلة الأنبياء وليسوا بالأنبياء وبمنزلة الشهداء وليسوا بالشهداء فقال رجل أنا منهم يا رسول الله قال لا قال آخر أنا منهم يا رسول الله قال لا قيل من هم يا رسول الله قال فوضع يده على رأس علي ( عليه السلام ) وقال هذا وشيعته .

المجلس الثالث والأربعون :

  يوم الجمعة لتسع بقين من صفر من سنة ثمان وستين وثلاثمائة .
1 ـ حدثنا الشيخ الفقيه أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي قال حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى العطار قال حدثنا أبي عن محمد بن أحمد بن يحيى بن عمران الأشعري قال حدثني أبو عبد الله الرازي واسمه عبد الله بن أحمد عن سجادة واسمه الحسن بن علي بن أبي عثمان واسم أبي عثمان حبيب عن محمد بن أبي حمزة عن معاوية بن وهب عن أبي عبد الله الصادق جعفر بن محمد ( عليه السلام ) قال تبع حكيم حكيما سبعمائة فرسخ في سبع كلمات فلما لحق به قال له يا هذا ما أرفع من السماء وأوسع من الأرض وأغنى من البحر وأقسى من الحجر وأشد حرارة من النار وأشد بردا من الزمهرير وأثقل من الجبال الراسيات فقال له يا هذا الحق أرفع من السماء والعدل أوسع من الأرض وغنى النفس أغنى من البحر وقلب الكافر أقسى من الحجر والحريص الجشع أشد حرارة من النار واليأس من روح الله عز وجل أشد بردا من الزمهرير والبهتان على البري أثقل من الجبال الراسيات .

الامالي او المجالسي _172 _

2 ـ حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد قال حدثنا محمد بن الحسن الصفار عن الحسن بن موسى الخشاب عن علي بن النعمان عن عبد الله بن مسكان عن زيد الشحام قال سمعت الصادق جعفر بن محمد ( عليه السلام ) يقول من تولى أمرا من أمور الناس فعدل وفتح بابه ورفع ستره ونظر في أمور الناس كان حقا على الله عز وجل أن يؤمن روعته يوم القيامة ويدخله الجنة .
3 ـ حدثنا علي بن أحمد بن موسى الدقاق قال حدثنا محمد بن أبي عبد الله الكوفي قال حدثني صالح بن أبي حماد قال حدثني محمد بن إسماعيل بن بزيع عن محمد بن سنان عن المفضل بن عمر قال قال الصادق جعفر بن محمد ( عليه السلام ) إذا أراد الله عز وجل برعية خيرا جعل لها سلطانا رحيما وقيض له وزيرا عادلا .
4 ـ حدثنا أبي قال حدثنا علي بن موسى بن جعفر بن أبي جعفر الكميداني عن أحمد بن محمد بن عيسى عن محمد بن أبي عمير عن الحسين بن مصعب الهمداني قال سمعت الصادق جعفر بن محمد ( عليه السلام ) يقول أدوا الأمانة ولو إلى قاتل الحسين بن علي .
5 ـ حدثنا أبي قال حدثنا سعد بن عبد الله عن إبراهيم بن هاشم عن إسماعيل بن مرار عن يونس بن عبد الرحمن عن عمر بن يزيد قال سمعت الصادق جعفر بن محمد ( عليه السلام ) يقول اتقوا الله وعليكم بأداء الأمانة إلى من ائتمنكم فلو أن قاتل أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ائتمنني على أمانة لأديتها إليه .
6 ـ حدثنا جعفر بن محمد بن مسرور قال حدثنا الحسين بن محمد بن عامر عن عمه عبد الله بن عامر عن محمد بن أبي عمير عن هشام بن الحكم عن حمران بن أعين عن أبي حمزة الثمالي قال سمعت سيد العابدين علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) يقول لشيعته عليكم بأداء الأمانة فو الذي بعث محمدا بالحق نبيا لو أن قاتل أبي الحسين بن علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ائتمنني على السيف الذي قتله به لأديته إليه .

الامالي او المجالسي _173 _

7 ـ حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق قال أخبرنا أحمد بن محمد الكوفي الهمداني البزاز قال أخبرنا المنذر بن محمد قال حدثنا جعفر بن سليمان عن عبد الله بن الفضل عن أبان بن عثمان الأحمر عن أبان بن تغلب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال لما أصاب آل يعقوب ما أصاب الناس من ضيق الطعام جمع يعقوب ( عليه السلام ) بنيه فقال يا بني إنه بلغني أنه يباع بمصر طعام طيب وأن صاحبه رجل صالح لا يحبس الناس فاذهبوا إليه واشتروا منه طعاما فإنه سيحسن إليكم إن شاء الله فتجهزوا وساروا حتى وردوا مصر فأدخلوا على يوسف ( عليه السلام ) فعرفهم وهم له منكرون .
  فقال لهم من أنتم قالوا نحن أولاد يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم خليل الرحمن ونحن من جبل كنعان قال يوسف ولدكم إذا ثلاثة أنبياء وما أنتم بحلماء [ بحكماء ] ولا فيكم وقار ولا خشوع فلعلكم جواسيس لبعض الملوك جئتم إلى بلادي فقالوا أيها الملك لسنا بجواسيس ولا أصحاب حرب ولو تعلم بأبينا إذا لكرمنا عليك فإنه نبي الله وابن أنبيائه وإنه لمحزون قال لهم يوسف ( عليه السلام ) فمما حزنه وهو نبي الله وابن أنبيائه والجنة مأواه وهو ينظر إليكم في مثل عددكم وقوتكم فلعل حزنه إنما هو من قبل سفهكم وجهلكم وكذبكم وكيدكم ومكركم قالوا أيها الملك لسنا بجهال ولا سفهاء ولا أتاه الحزن من قبلنا ولكن كان له ابن كان أصغرنا سنا يقال له يوسف فخرج معنا إلى الصيد فأكله الذئب فلم يزل بعده كئيبا حزينا باكيا فقال لهم يوسف ( عليه السلام ) كلكم من أب واحد قالوا أبونا واحد وأمهاتنا شتى قال فما حمل أباكم على أن سرحكم كلكم ألا حبس منكم واحدا يأنس به ويستريح إليه .
  قالوا قد فعل قد حبس منا واحدا هو أصغرنا سنا قال ولم اختاره لنفسه من بينكم قالوا لأنه أحب أولاده إليه بعد يوسف فقال لهم يوسف ( عليه السلام ) إني أحبس منكم واحدا يكون عندي وارجعوا إلى أبيكم وأقرئوه مني السلام وقولوا له يرسل إلي بابنه الذي زعمتم أنه حبسه عنده ليخبرني عن حزنه وما الذي أحزنه وعن سرعة الشيب إليه قبل أوان مشيبه وعن بكائه وذهاب بصره فلما قال هذا اقترعوا بينهم فخرجت القرعة على شمعون وأمر به فحبس فلما ودعوا شمعون قال لهم يا إخوتاه انظروا ما ذا وقعت فيه وأقرئوا والدي مني السلام فودعوه وساروا حتى وردوا الشام ودخلوا على يعقوب ( عليه السلام ) وسلموا عليه سلاما ضعيفا فقال لهم يا بني ما لكم تسلمون سلاما ضعيفا وما لي لا أسمع فيكم صوت خليلي شمعون قالوا يا أبانا إنا جئناك من عند أعظم الناس ملكا لم ير الناس مثله حكما وعلما وخشوعا وسكينة ووقارا ولئن كان لك شبيه إنه لشبيهك ولكنا أهل بيت خلقنا للبلاء اتهمنا الملك وزعم أنه لا يصدقنا حتى ترسل معنا ابن يامين برسالة منك يخبره عن حزنك وعن سرعة الشيب إليك قبل أوان المشيب وعن بكائك وذهاب بصرك فظن .

الامالي او المجالسي _174 _

  في ذلك قال اكتب بسم الله الرحمن الرحيم أما باب الصبر فباب صغير مصراع واحد من ياقوتة حمراء لا حلق له وأما باب الشكر فإنه من ياقوتة بيضاء لها مصراعان مسيرة ما بينهما خمسمائة عام له ضجيج وحنين يقول اللهم جئني بأهلي قلت هل يتكلم الباب قال نعم ينطقه ذو الجلال والإكرام وأما باب البلاء قلت أليس باب البلاء هو باب الصبر قال لا قلت فما البلاء قال المصائب والأسقام والأمراض والجذام وهو باب من ياقوتة صفراء مصراع واحد ما أقل من يدخل منه قلت رحمك الله زدني وتفضل علي فإني فقير قال يا غلام كلفتني شططا أما الباب الأعظم فيدخل منه العباد الصالحون وهم أهل الزهد والورع والراغبون إلى الله عز وجل المستأنسون به .
  قلت رحمك الله فإذا دخلوا الجنة ما ذا يصنعون قال يسيرون على نهرين في مصاف في سفن الياقوت مجاذيفها اللؤلؤ فيها ملائكة من نور عليهم ثياب خضر شديدة خضرتها قلت رحمك الله هل يكون من النور أخضر قال إن الثياب هي خضر ولكن فيها نور من نور رب العالمين جل جلاله يسيرون على حافتي النهر قلت فما اسم ذلك النهر قال جنة المأوى قلت هل وسطها غير هذا قال نعم جنة عدن وهي في وسط الجنان فأما جنة عدن فسورها ياقوت أحمر وحصباؤها اللؤلؤ قلت فهل فيها غيرها قال نعم جنة الفردوس قلت وكيف سورها قال ويحك كف عني حيرت علي قلبي قلت بل أنت الفاعل بي ذلك ما أنا بكاف عنك حتى تتم لي الصفة وتخبرني عن سورها قال سورها نور فقلت والغرف التي هي فيها قال هي من نور رب العالمين قلت زدني رحمك الله قال ويحك إلى هذا انتهى إلي نبأ [ انتهى بنا ] رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) طوبى لك إن أنت وصلت إلى بعض هذه الصفة وطوبى لمن يؤمن بهذا .
  قلت يرحمك الله أنا والله من المؤمنين بهذا قال ويحك إنه من يؤمن أو تصدق بهذا الحق والمنهاج لم يرغب في الدنيا ولا في زهرتها وحاسب نفسه قلت أنا مؤمن بهذا قال صدقت ولكن قارب وسدد ولا تيأس واعمل ولا تفرط وارج وخف واحذر ثم بكى وشهق ثلاث شهقات فظننا أنه قد مات ثم قال فداكم أبي وأمي لو رآكم محمد ( صلى الله عليه وآله ) لقرت عينه حين تسألون عن هذه الصفة ثم قال النجا النجا الوحا الوحا الرحيل الرحيل العمل العمل وإياكم والتفريط وإياكم والتفريط ثم قال ويحكم اجعلوني في حل مما فرطت فقلت له أنت في حل مما فرطت جزاك الله الجنة كما أديت وفعلت الذي يجب عليك ثم ودعني وقال لي اتق الله وأد إلى أمة محمد ( صلى الله عليه وآله ) ما أديت إليك فقلت أفعل إن شاء الله قال أستودع الله دينك وأمانتك وزودك التقوى وأعانك على طاعته بمشيته .

الامالي او المجالسي _175 _

  يعقوب ( عليه السلام ) أن ذلك مكر منهم فقال لهم يا بني بئس العادة عادتكم كلما خرجتم في وجه نقص منكم واحد لا أرسله معكم فلما فتحوا متاعهم وجدوا بضاعتهم ردت إليهم بغير علم منهم أقبلوا إلى أبيهم فرحين قالوا يا أبانا ما رأى الناس مثل هذا الملك أشد اتقاء للإثم منه رد علينا بضاعتنا مخافة الإثم وهي بضاعتنا ردت إلينا ونمير أهلنا ونحفظ أخانا ونزداد كيل بعير ذلك كيل يسير قال يعقوب قد علمتم أن ابن يامين أحبكم إلي بعد أخيكم يوسف وبه أنسي وإليه سكوني من بين جماعتكم فلن أرسله معكم حتى تؤتون موثقا من الله لتأتنني به إلا أن يحاط بكم فضمنه يهودا فخرجوا حتى وردوا مصر فدخلوا على يوسف فقال لهم هل بلغتم رسالتي قالوا نعم وقد جئناك بجوابها مع هذا الغلام فسله عما بدا لك .
  قال له يوسف بما أرسلك أبوك إلي يا غلام قال أرسلني إليك يقرئك السلام ويقول إنك أرسلت إلي تسألني عن حزني وعن سرعة الشيب إلي قبل أوان المشيب وعن بكائي وذهاب بصري فإن أشد الناس حزنا وخوفا أذكرهم للمعاد وإنما أسرع الشيب إلي قبل أوان المشيب لذكر يوم القيامة وأبكاني وبيض عيني الحزن على حبيبي يوسف وقد بلغني حزنك بحزني واهتمامك بأمري فكان الله لك جازيا ومثيبا وإنك لن تصلني بشيء أنا أشد فرحا به من أن تعجل علي ولدي ابن يامين فإنه أحب أولادي إلي بعد يوسف فأونس به وحشتي وأصل به وحدتي وتعجل علي بما أستعين به على عيالي فلما قال هذا خنقت يوسف ( عليه السلام ) العبرة ولم يصبر حتى قام فدخل البيت وبكى ساعة ثم خرج إليهم وأمر لهم بطعام وقال ليجلس كل بني أم على مائدة فجلسوا وبقي ابن يامين قائما فقال له يوسف ما لك لم تجلس .
  فقال له ليس لي فيهم ابن أم فقال له يوسف أ فما كان لك ابن أم فقال له ابن يامين بلى فقال له يوسف فما فعل قال زعم هؤلاء أن الذئب أكله قال فما بلغ من حزنك عليه قال ولد لي اثنا عشر ابنا كلهم أشتق له اسما من اسمه فقال له يوسف أراك قد عانقت النساء وشممت الولد من بعده فقال له ابن يامين إن لي أبا صالحا وإنه قال لي تزوج لعل الله عز وجل يخرج منك ذرية يثقل الأرض بالتسبيح فقال له يوسف تعال فاجلس على مائدتي فقال إخوة يوسف لقد فضل الله يوسف وأخاه حتى أن الملك قد أجلسه معه على مائدته فأمر يوسف أن يجعل صواع الملك في رحل ابن يامين فلما تجهزوا أذن مؤذن أيتها العير إنكم لسارقون قالوا وأقبلوا عليهم ما ذا تفقدون قالوا نفقد صواع الملك ولمن جاء به حمل بعير وأنا به زعيم قالوا تالله لقد علمتم ما جئنا لنفسد في الأرض وما كنا سارقين وكان الرسم فيهم والحكم أن السارق يسترق ولا يقطع قالوا فما جزاؤه إن كنتم كاذبين قالوا جزاؤه من وجد في رحله فهو جزاؤه كذلك نجزي الظالمين فبدأ بأوعيتهم قبل وعاء أخيه ثم استخرجها من وعاء أخيه فحبسه فقال إخوته لما أصابوا الصواع في وعاء ابن يامين إن يسرق فقد سرق أخ له من قبل فأسرها .