4 ـ حدثنا أبي قال حدثنا محمد بن معقل القرميسيني قال حدثنا جعفر الوراق قال حدثنا محمد بن الحسن الأشج عن يحيى بن زيد بن علي عن أبيه عن علي بن الحسين ( عليه السلام ) قال خرج رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ذات يوم وصلى الفجر ثم قال معاشر الناس أيكم ينهض إلى ثلاثة نفر قد آلوا باللات والعزى ليقتلوني وقد كذبوا ورب الكعبة قال فأحجم الناس وما تكلم أحد فقال ما أحسب علي بن أبي طالب فيكم فقام إليه عامر بن قتادة فقال إنه وعك في هذه الليلة ولم يخرج يصلي معك أ فتأذن لي أن أخبره فقال النبي ( صلى الله عليه وآله ) شأنك فمضى إليه فأخبره فخرج أمير المؤمنين ( عليه السلام ) كأنه نشط من عقال وعليه إزار قد عقد طرفيه على رقبته فقال يا رسول الله ما هذا الخبر قال هذا رسول ربي يخبرني عن ثلاثة نفر قد نهضوا إلي لقتلي وقد كذبوا ورب الكعبة فقال علي ( عليه السلام ) يا رسول الله أنا لهم سرية وحدي هو ذا ألبس علي ثيابي .
  فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بل هذه ثيابي وهذا درعي وهذا سيفي فدرعه وعممه وقلده وأركبه فرسه وخرج أمير المؤمنين ( عليه السلام ) فمكث ثلاثة أيام لا يأتيه جبرئيل بخبره ولا خبر من الأرض وأقبلت فاطمة بالحسن والحسين على وركيها تقول أوشك أن يؤتم هذين الغلامين فأسبل النبي ( صلى الله عليه وآله ) عينه يبكي ثم قال معاشر الناس من يأتيني بخبر علي ( عليه السلام ) أبشره بالجنة وافترق الناس في الطلب لعظيم ما رأوا بالنبي ( صلى الله عليه وآله ) وخرج العواتق فأقبل عامر بن قتادة يبشر بعلي ( عليه السلام ) وهبط جبرئيل على النبي ( صلى الله عليه وآله ) وأخبره بما كان فيه وأقبل علي أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ومعه أسيران ورأس وثلاثة أبعرة وثلاثة أفراس فقال النبي ( صلى الله عليه وآله ) تحب أن أخبرك بما كنت فيه يا أبا الحسن فقال المنافقون هو منذ ساعة قد أخذه المخاض وهو الساعة يريد أن يحدثه فقال النبي ( صلى الله عليه وآله ) بل تحدث أنت يا أبا الحسن لتكون شهيدا على القوم .

الامالي او المجالس _77 _

  قال نعم يا رسول الله لما صرت في الوادي رأيت هؤلاء ركبانا على الأباعر فنادوني من أنت فقلت أنا علي بن أبي طالب ابن عم رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فقالوا ما نعرف لله من رسول سواء علينا وقعنا عليك أو على محمد وشد علي هذا المقتول ودار بيني وبينه ضربات وهبت ريح حمراء سمعت صوتك فيها يا رسول الله وأنت تقول قد قطعت لك جربان درعه فاضرب حبل عاتقه فضربته فلم أخفه [ أحفه ] ثم هبت ريح صفراء سمعت صوتك فيها يا رسول الله وأنت تقول قد قلبت لك الدرع عن فخذه فاضرب فخذه فضربته ووكزته وقطعت رأسه ورميت به وقال لي هذان الرجلان بلغنا أن محمدا رفيق شفيق رحيم فاحملنا إليه ولا تعجل علينا وصاحبنا كان يعد بألف فارس فقال النبي ( صلى الله عليه وآله ) يا علي أما الصوت الأول الذي صك مسامعك فصوت جبرئيل وأما الآخر فصوت ميكائيل قدم إلي أحد الرجلين فقدمه .
  فقال قل لا إله إلا الله واشهد أني رسول الله فقال لنقل جبل أبي قبيس أحب إلي من أن أقول هذه الكلمة قال يا علي أخره واضرب عنقه ثم قال قدم الآخر فقال قل لا إله إلا الله واشهد أني رسول الله قال ألحقني بصاحبي قال يا علي أخره واضرب عنقه فأخره وقام أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ليضرب عنقه فهبط جبرئيل ( عليه السلام ) على النبي ( صلى الله عليه وآله ) فقال يا محمد إن ربك يقرئك السلام ويقول لا تقتله فإنه حسن الخلق سخي في قومه فقال النبي ( صلى الله عليه وآله ) يا علي أمسك فإن هذا رسول ربي عز وجل يخبرني أنه حسن الخلق سخي في قومه فقال المشرك تحت السيف هذا رسول ربك يخبرك قال نعم قال والله ما ملكت درهما مع أخ لي قط ولا قطبت وجهي في الحرب وأنا أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) هذا ممن جره حسن خلقه وسخاؤه إلى جنات النعيم، الحمد لله رب العالمين ( وصلى الله على خير خلقه محمد وآله الطيبين الطاهرين ) .

الامالي او المجالس _78 _

المجلس الثالث والعشرون :

  يوم الإثنين لليلتين خلتا من شوال من سنة سبع وستين وثلاثمائة .
1 ـ حدثنا الشيخ الفقيه أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي قال حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل قال حدثنا علي بن الحسين السعدآبادي عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي عن أبيه عن يونس بن عبد الرحمن عن المغيرة بن توبة عن الصادق جعفر بن محمد عن أبيه عن جده ( عليه السلام ) قال لما أشرف أمير المؤمنين ( عليه السلام ) على المقابر قال يا أهل التربة ويا أهل الغربة أما الدور فقد سكنت وأما الأزواج فقد نكحت وأما الأموال فقد قسمت فهذا خبر ما عندنا فما خبر ما عندكم ثم التفت إلى أصحابه فقال لو أذن لهم في الكلام لأخبروكم أن خير الزاد التقوى .
2 ـ حدثنا أبي رحمه الله قال حدثنا علي بن إبراهيم عن أبيه عن الحسين بن يزيد عن إسماعيل بن مسلم السكوني عن الصادق جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه ( عليهم السلام ) قال قال علي ( عليه السلام ) ما من يوم يمر على ابن آدم إلا قال له ذلك اليوم يا ابن آدم أنا يوم جديد وأنا عليك شهيد فقل في خيرا واعمل في خيرا أشهد لك به يوم القيامة فإنك لن تراني بعده أبدا .
3 ـ حدثنا محمد بن علي قال حدثنا عمي محمد بن أبي القاسم قال حدثنا هارون بن مسلم عن مسعدة بن زياد عن الصادق جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه ( عليهم السلام ) قال قال علي ( عليه السلام ) إن للمرء المسلم ثلاثة أخلاء فخليل يقول له أنا معك حيا وميتا وهو عمله وخليل يقول له أنا معك حتى تموت وهو ماله فإذا مات صار للورثة وخليل يقول له أنا معك إلى باب قبرك ثم أخليك وهو ولده .
4 ـ حدثنا جعفر بن علي الكوفي قال حدثني الحسن بن علي بن عبد الله بن المغيرة عن جده عبد الله بن المغيرة عن إسماعيل بن مسلم السكوني عن الصادق جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه ( عليهم السلام ) قال قال علي ( عليه السلام ) ما أنزل الموت حق منزلته من عد غدا من أجله .

الامالي او المجالس _79 _

5 ـ حدثنا محمد بن علي عن عمه محمد بن أبي القاسم عن هارون بن مسلم عن مسعدة بن صدقة عن الصادق جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه ( عليهم السلام ) إن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) خطب بالبصرة فقال بعد ما حمد الله عز وجل وأثنى عليه وصلى على النبي وآله المدة وإن طالت قصيرة والماضي للمقيم عبرة والميت للحي عظة وليس لأمس إن مضى عودة ولا المرء من غد على ثقة الأول للأوسط رائد والأوسط للآخر قائد وكل لكل مفارق وكل بكل لاحق والموت لكل غالب واليوم الهائل لكل آزف وهو اليوم الذي لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم ثم قال ( عليه السلام ) معاشر شيعتي اصبروا على عمل لا غنى بكم عن ثوابه واصبروا عن عمل لا صبر لكم على عقابه إنا وجدنا الصبر على طاعة الله أهون من الصبر على عذاب الله عز وجل اعلموا أنكم في أجل محدود وأمل ممدود ونفس معدود ولا بد للأجل أن يتناهى وللأمل أن يطوي وللنفس أن يحصى ثم دمعت عيناه وقرأ ( وإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحافِظِينَ كِراماً كاتِبِينَ يَعْلَمُونَ ما تَفْعَلُونَ ) .
6 ـ حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد قال حدثنا محمد بن الحسن الصفار عن إبراهيم بن هاشم عن إسماعيل بن مرار عن يونس بن عبد الرحمن عن أبي أيوب عن أبي حمزة عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر ( عليه السلام ) قال قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) جمع الخير كله في ثلاث خصال النظر والسكوت والكلام فكل نظر ليس فيه اعتبار فهو سهو وكل سكوت ليس فيه فكرة فهو غفلة وكل كلام ليس فيه ذكر فهو لغو فطوبى لمن كان نظره عبرة وسكوته فكرة وكلامه ذكرا وبكى على خطيئته وأمن الناس من شره .
7 ـ حدثنا الحسين بن أحمد قال حدثنا أبي قال حدثنا إبراهيم بن هاشم عن الحسين بن يزيد النوفلي عن إسماعيل بن أبي زياد السكوني عن الصادق جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه عن علي ( عليه السلام ) قال اغتنموا الدعاء عند خمسة مواطن عند قراءة القرآن وعند الأذان وعند نزول الغيث وعند التقاء الصفين للشهادة وعند دعوة المظلوم فإنه [فإنها] ليس لها حجاب دون العرش .

الامالي او المجالس _80 _

8 ـ حدثنا محمد بن أبي القاسم الأسترآبادي ( رض ) قال حدثنا أحمد بن الحسن الحسيني عن الحسن بن علي عن أبيه عن محمد بن علي عن أبيه الرضا عن أبيه موسى بن جعفر عن أبيه جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن علي عن أبيه علي بن الحسين عن أبيه الحسين بن علي ( عليه السلام ) قال قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) كم من غافل ينسج ثوبا ليلبسه وإنما هو كفنه ويبني بيتا ليسكنه وإنما هو موضع قبره وقيل لأمير المؤمنين ( عليه السلام ) ما الاستعداد للموت قال أداء الفرائض واجتناب المحارم والاشتمال على المكارم ثم لا يبالي أ وقع على الموت أم وقع الموت عليه والله ما يبالي ابن أبي طالب أ وقع على الموت أم وقع الموت عليه وقال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) في بعض خطبه أيها الناس إن الدنيا دار فناء والآخرة دار بقاء فخذوا من ممركم لمقركم ولا تهتكوا أستاركم عند من لا يخفى عليه أسراركم وأخرجوا من الدنيا قلوبكم من قبل أن تخرج منها أبدانكم ففي الدنيا حييتم [ حبستم ] وللآخرة خلقتم إنما الدنيا كالسم يأكله من لا يعرفه إن العبد إذا مات قالت الملائكة ما قدم وقال الناس ما أخر فقدموا فضلا يكن لكم ولا تؤخروا كلا يكن عليكم فإن المحروم من حرم خير ماله والمغبوط من ثقل بالصدقات والخيرات موازينه وأحسن في الجنة بها مهاده وطيب على الصراط بها مسلكه .
9 ـ حدثنا أحمد بن محمد قال حدثنا أبي عن محمد بن الجبار عن أبي أحمد محمد بن زياد الأزدي عن أبان بن عثمان عن ثابت بن دينار عن سيد العابدين علي بن الحسين عن سيد الشهداء الحسين بن علي عن سيد الأوصياء أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) قال قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) الأئمة من بعدي اثنا عشر أولهم أنت يا علي وآخرهم القائم الذي يفتح الله تعالى ذكره على يديه مشارق الأرض ومغاربها .
10 ـ حدثنا أبي قال حدثنا أحمد بن إدريس قال حدثنا يعقوب بن يزيد عن محمد بن أبي عمير عن محمد القبطي قال قال الصادق جعفر بن محمد ( عليه السلام ) أغفل الناس قول رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) يوم مشربة أم إبراهيم كما أغفلوا قوله فيه يوم غدير خم إن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) كان في مشربة أم إبراهيم وعنده أصحابه إذ جاء علي ( عليه السلام ) فلم يفرجوا له فلما رآهم لا يفرجون له قال يا معشر الناس هذا أهل بيتي تستخفون بهم وأنا حي بين ظهرانيكم أما والله لئن غبت عنكم فإن الله لا يغيب عنكم إن الروح والراحة والبشر والبشارة لمن ائتم بعلي وتولاه وسلم له وللأوصياء من ولده حقا علي أن أدخلهم في شفاعتي لأنهم أتباعي فمن تبعني فإنه مني سنة جرت في من إبراهيم لأني من إبراهيم وإبراهيم مني وفضلي له فضل وفضله فضلي وأنا أفضل منه تصديق ذلك قول ربي( ذُرِّيَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ واللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ) وكان رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وثئت رجله في مشربة أم إبراهيم حتى عاده الناس ، ( وصلى الله على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ) .

الامالي او المجالس _81 _

المجلس الرابع والعشرون :

  يوم الأربعاء لثلاث خلون من شوال من سنة سبع وستين وثلاثمائة .
1 ـ حدثنا الشيخ الفقيه أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي قال حدثنا أبي قال حدثنا محمد بن يحيى العطار قال حدثنا محمد بن أحمد بن يحيى بن عمران الأشعري عن يوسف بن الحارث عن محمد بن مهران عن علي بن الحسن قال حدثنا عبد الرزاق عن معمر عن إسماعيل بن معاوية عن نافع عن ابن عمر قال قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) إذا كان يوم القيامة زين عرش رب العالمين بكل زينة ثم يؤتى بمنبرين من نور طولهما مائة ميل فيوضع أحدهما عن يمين العرش والآخر عن يسار العرش ثم يؤتى بالحسن والحسين ( عليه السلام ) فيقوم الحسن على أحدهما والحسين على الآخر يزين الرب تبارك وتعالى بهما عرشه كما يزين المرأة قرطاها .
2 ـ حدثنا علي بن أحمد بن موسى الدقاق قال حدثنا محمد بن أبي عبد الله الكوفي قال حدثنا موسى بن عمران النخعي عن عمه الحسين بن يزيد النوفلي عن الحسن بن علي بن أبي حمزة عن أبيه عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال إن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) كان جالسا ذات يوم إذ أقبل الحسن ( عليه السلام ) فلما رآه بكى ثم قال إلي إلي يا بني فما زال يدنيه حتى أجلسه على فخذه اليمنى ثم أقبل الحسين ( عليه السلام ) فلما رآه بكى ثم قال إلي إلي يا بني فما زال يدنيه حتى أجلسه على فخذه اليسرى ثم أقبلت فاطمة ( عليه السلام ) فلما رآها بكى ثم قال إلي إلي يا بنية فأجلسها بين يديه ثم أقبل أمير المؤمنين ( عليه السلام ) فلما رآه بكى ثم قال إلي إلي يا أخي فما زال يدنيه حتى أجلسه إلى جنبه الأيمن .
  فقال له أصحابه يا رسول الله ما ترى واحدا من هؤلاء إلا بكيت أوما فيهم من تسر برؤيته فقال ( صلى الله عليه وآله ) والذي بعثني بالنبوة واصطفاني على جميع البرية إني وإياهم لأكرم الخلق على الله عز وجل وما على وجه الأرض نسمة أحب إلي منهم أما علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) فإنه أخي وشقيقي وصاحب الأمر بعدي وصاحب لوائي في الدنيا والآخرة وصاحب حوضي وشفاعتي وهو مولى كل مسلم وإمام كل مؤمن وقائد كل تقي وهو وصيي وخليفتي على أهلي وأمتي في حياتي وبعد موتي محبه محبي ومبغضه مبغضي وبولايته صارت أمتي مرحومة وبعداوته صارت المخالفة له منها ملعونة وإني بكيت حين أقبل لأني ذكرت غدر الأمة به بعدي حتى إنه ليزال عن مقعدي وقد جعله الله له بعدي ثم لا يزال الأمر به حتى يضرب على قرنه ضربة تخضب منها لحيته في أفضل الشهور شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان .

الامالي او المجالس _82 _

  وأما ابنتي فاطمة فإنها سيدة نساء العالمين من الأولين والآخرين وهي بضعة مني وهي نور عيني وهي ثمرة فؤادي وهي روحي التي بين جنبي وهي الحوراء الإنسية متى قامت في محرابها بين يدي ربها جل جلاله ظهر نورها لملائكة السماء كما يظهر نور الكواكب لأهل الأرض ويقول الله عز وجل لملائكته يا ملائكتي انظروا إلى أمتي فاطمة سيدة إمائي قائمة بين يدي ترتعد فرائصها من خيفتي وقد أقبلت بقلبها على عبادتي أشهدكم أني قد أمنت شيعتها من النار .
  وأني لما رأيتها ذكرت ما يصنع بها بعدي كأني بها وقد دخل الذل بيتها وانتهكت حرمتها وغصبت حقها ومنعت إرثها وكسر جنبها [ وكسرت جنبتها ] وأسقطت جنينها وهي تنادي يا محمداه فلا تجاب وتستغيث فلا تغاث فلا تزال بعدي محزونة مكروبة باكية تتذكر انقطاع الوحي عن بيتها مرة وتتذكر فراقي أخرى وتستوحش إذا جنها الليل لفقد صوتي الذي كانت تستمع إليه إذا تهجدت بالقرآن ثم ترى نفسها ذليلة بعد أن كانت في أيام أبيها عزيزة فعند ذلك يؤنسها الله تعالى ذكره بالملائكة فنادتها بما نادت به مريم بنت عمران .
  فتقول يا فاطمة إن الله اصطفاك وطهرك واصطفاك على نساء العالمين يا فاطمة اقنتي لربك واسجدي واركعي مع الراكعين ثم يبتدئ بها الوجع فتمرض فيبعث الله عز وجل إليها مريم بنت عمران تمرضها وتؤنسها في علتها فتقول عند ذلك يا رب إني قد سئمت الحياة وتبرمت بأهل الدنيا فألحقني بأبي فيلحقها الله عز وجل بي فتكون أول من يلحقني من أهل بيتي فتقدم علي محزونة مكروبة مغمومة مغصوبة مقتولة فأقول عند ذلك اللهم العن من ظلمها وعاقب من غصبها وذلل من أذلها وخلد في نارك من ضرب جنبها حتى ألقت ولدها فتقول الملائكة عند ذلك آمين وأما الحسن فإنه ابني وولدي وبضعة مني وقرة عيني وضياء قلبي وثمرة فؤادي وهو سيد شباب أهل الجنة وحجة الله على الأمة أمره أمري وقوله قولي من تبعه فإنه مني ومن عصاه فليس مني وإني لما نظرت إليه تذكرت ما يجري عليه من الذل بعدي فلا يزال الأمر به حتى يقتل بالسم ظلما وعدوانا فعند ذلك تبكي الملائكة والسبع .

الامالي او المجالس _83 _

   الشداد لموته ويبكيه كل شيء حتى الطير في جو السماء والحيتان في جوف الماء فمن بكاه لم تعم عينه يوم تعمى العيون ومن حزن عليه لم يحزن قلبه يوم تحزن القلوب ومن زاره في بقيعه ثبتت قدمه على الصراط يوم تزل فيه الأقدام وأما الحسين فإنه مني وهو ابني وولدي وخير الخلق بعد أخيه وهو إمام المسلمين ومولى المؤمنين وخليفة رب العالمين وغياث المستغيثين وكهف المستجيرين وحجة الله على خلقه أجمعين وهو سيد شباب أهل الجنة وباب نجاة الأمة أمره أمري وطاعته طاعتي من تبعه فإنه مني ومن عصاه فليس مني وإني لما رايته تذكرت ما يصنع به بعدي كأني به وقد استجار بحرمي وقربي فلا يجار فأضمه في منامه إلى صدري وآمره بالرحلة عن دار هجرتي وأبشره بالشهادة فيرتحل عنها إلى أرض مقتله وموضع مصرعه أرض كرب وبلاء وقتل وفناء تنصره عصابة من المسلمين أولئك من سادة شهداء أمتي يوم القيامة كأني أنظر إليه وقد رمي بسهم فخر عن فرسه صريعا ثم يذبح كما يذبح الكبش مظلوما ثم بكى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وبكى من حوله وارتفعت أصواتهم بالضجيج ثم قال ( صلى الله عليه وآله ) وهو يقول اللهم إني أشكو إليك ما يلقى أهل بيتي بعدي ثم دخل منزله .
3 ـ حدثنا أحمد بن هارون الفامي قال حدثنا محمد بن عبد الله بن جعفر بن جامع الحميري قال حدثنا أبي عن أحمد بن محمد بن يحيى عن محمد بن سنان عن المفضل بن عمر عن الصادق جعفر بن محمد عن أبيه عن جده ( عليه السلام ) أن الحسين بن علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) دخل يوما إلى الحسن ( عليه السلام ) فلما نظر إليه بكى فقال له ما يبكيك يا أبا عبد الله قال أبكي لما يصنع بك فقال له الحسن ( عليه السلام ) إن الذي يؤتى إلي سم يدس إلي فأقتل به ولكن لا يوم كيومك يا أبا عبد الله يزدلف إليك ثلاثون ألف رجل يدعون أنهم من أمة جدنا محمد (صلى الله عليه وآله) وينتحلون دين الإسلام فيجتمعون على قتلك وسفك دمك وانتهاك حرمتك وسبي ذراريك ونسائك وانتهاب ثقلك فعندها تحل ببني أمية اللعنة وتمطر السماء رمادا ودما ويبكي عليك كل شيء حتى الوحوش في الفلوات والحيتان في البحار .

الامالي او المجالس _84 _

4 ـ حدثنا أبي قال حدثنا سعد بن عبد الله قال حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى قال حدثنا العباس بن معروف قال حدثنا أبو حفص العبدي عن أبي هارون العبدي عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) إذا سألتم الله عز وجل فاسألوه لي الوسيلة فسألت النبي ( صلى الله عليه وآله ) عن الوسيلة فقال هي درجتي في الجنة وهي ألف مرقاة ما بين المرقاة إلى المرقاة حضر الفرس الجواد شهرا وهي ما بين مرقاة جوهر إلى مرقاة زبرجد ومرقاة ياقوت إلى مرقاة ذهب إلى مرقاة فضة فيؤتى بها يوم القيامة حتى تنصب مع درجة النبيين فهي في درج النبيين كالقمر بين الكواكب فلا يبقى يومئذ نبي ولا صديق ولا شهيد إلا قال طوبى لمن كانت هذه الدرجة درجته فيأتي النداء من عند الله عز وجل يسمع النبيين وجميع الخلق هذه درجة محمد ( صلى الله عليه وآله ) فأقبل وأنا يومئذ متزر بريطة من نور على تاج الملك وإكليل الكرامة وعلي بن أبي طالب أمامي وبيده لوائي وهو لواء الحمد مكتوب عليه لا إله إلا الله المفلحون هم الفائزون بالله وإذا مررنا بالنبيين .
  قالوا هذان ملكان كريمان مقربان لم نعرفهما ولم نرهما وإذا مررنا بالملائكة قالوا هذان نبيان مرسلان حتى أعلو الدرجة وعلي ( عليه السلام ) يتبعني حتى إذا صرت في أعلى الدرجة منها وعلي ( عليه السلام ) أسفل مني بدرجة فلا يبقى يومئذ نبي ولا صديق ولا شهيد إلا قال طوبى لهذين العبدين ما أكرمهما على الله فيأتي النداء من قبل الله جل جلاله يسمع النبيين والصديقين والشهداء والمؤمنين هذا حبيبي محمد وهذا وليي علي طوبى لمن أحبه وويل لمن أبغضه وكذب عليه ثم قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فلا يبقى يومئذ أحد أحبك يا علي إلا استروح إلى هذا الكلام وابيض وجهه وفرح قلبه ولا يبقى أحد ممن عاداك أو نصب لك حربا أو جحد لك حقا إلا اسود وجهه واضطربت قدماه فبينا أنا كذلك إذا ملكان قد أقبلا إلي أما أحدهما فرضوان خازن الجنة وأما الآخر فمالك خازن النار فيدنو رضوان فيقول السلام عليك يا أحمد فأقول السلام عليك أيها الملك من أنت فما أحسن وجهك وأطيب ريحك فيقول أنا رضوان خازن الجنة وهذه مفاتيح الجنة بعث بها إليك رب العزة فخذها يا أحمد فأقول قد قبلت ذلك من ربي فله الحمد على ما فضلني به أدفعها إلى أخي علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ثم يرجع رضوان فيدنو مالك فيقول السلام عليك يا أحمد فأقول السلام عليك أيها الملك من أنت فما أقبح وجهك وأنكر رؤيتك فيقول أنا مالك خازن النار وهذه مقاليد النار بعث بها إليك رب العزة فخذها يا أحمد فأقول قد قبلت ذلك من ربي فله الحمد على ما فضلني به أدفعها إلى أخي علي بن أبي طالب ثم يرجع مالك فيقبل علي ( عليه السلام ) ومعه مفاتيح الجنة ومقاليد النار حتى يقف على عجزة جهنم وقد تطاير شررها وعلا زفيرها واشتد حرها وعلي ( عليه السلام ) آخذ بزمامها فتقول له جهنم جزني يا علي قد أطفأ نورك لهبي فيقول لها علي ( عليه السلام ) قري يا جهنم خذي هذا واتركي هذا خذي هذا عدوي واتركي هذا وليي فلجهنم يومئذ أشد مطاوعة لعلي ( عليه السلام ) من غلام أحدكم لصاحبه فإن شاء يذهبها يمنة وإن شاء يذهبها يسرة ولجهنم يومئذ أشد مطاوعة لعلي فيما يأمرها به من جميع الخلائق ، ( وصلى الله على سيدنا خير خلقه محمد وآله أجمعين ) .

الامالي او المجالس _85 _

المجلس الخامس والعشرون :

  مما أملاه علينا بطوس بمشهد الرضا علي بن موسى ( صلوات الله عليه وعلى آبائه ) يوم الجمعة لثلاث عشر بقين من ذي الحجة من سنة سبع وستين وثلاثمائة .
1 ـ حدثنا الشيخ الفقيه أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي ( رحمه الله )قال حدثنا محمد بن علي ماجيلويه قال حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم عن أبيه قال حدثنا عبد الرحمن بن حماد عن عبد الله بن إبراهيم عن أبيه عن الحسين بن يزيد قال سمعت أبا عبد الله الصادق جعفر بن محمد ( عليه السلام ) يقول يخرج رجل من ولد ابني موسى اسمه اسم أمير المؤمنين ( عليه السلام ) فيدفن في أرض طوس وهي بخراسان يقتل فيها بالسم فيدفن فيها غريبا من زاره عارفا بحقه أعطاه الله عز وجل أجر من أنفق من قبل الفتح وقاتل .
2 ـ حدثنا أحمد بن زياد الهمداني ( رحمه الله ) قال حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم قال حدثنا محمد بن عيسى بن عبيد قال حدثنا محمد بن سليمان البصري [ المصري ] عن أبيه عن إبراهيم بن أبي حجر الأسلمي قال حدثنا قبيصة عن جابر بن يزيد الجعفي قال سمعت وصي الأوصياء ووارث علم الأنبياء أبا جعفر محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) يقول حدثني سيد العابدين علي بن الحسين عن سيد الشهداء الحسين بن علي عن سيد الأوصياء أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) قال قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ستدفن بضعة مني بخراسان ما زارها مكروب إلا نفس الله كربته ولا مذنب إلا غفر الله ذنوبه .
3 ـ حدثنا أبي قال حدثنا سعد بن عبد الله قال حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى ومحمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن أحمد بن محمد بن أبي نصر البزنطي قال قرأت كتاب أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) أبلغ شيعتي أن زيارتي تعدل عند الله ألف حجة قال فقلت لأبي جعفر ابنه ( عليه السلام ) ألف حجة قال إي والله ألف ألف حجة لمن زاره عارفا بحقه .

الامالي او المجالس _86 _

4 ـ حدثنا أبي قال حدثنا سعد بن عبد الله قال حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى ومحمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن أحمد بن محمد بن أبي نصر البزنطي قال سمعت الرضا ( عليه السلام ) يقول ما زارني أحد من أوليائي عارفا بحقي إلا تشفعت فيه يوم القيامة .
5 ـ حدثنا علي بن عبد الله الوراق قال حدثنا سعد بن عبد الله بن أبي خلف قال حدثنا عمران بن موسى عن الحسن بن علي بن النعمان عن محمد بن فضيل عن غزان الضبي قال أخبرني عبد الرحمن بن إسحاق عن النعمان بن سعد قال قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) سيقتل رجل من ولدي بأرض خراسان بالسم ظلما اسمه اسمي واسم أبيه اسم ابن عمران موسى ( عليه السلام ) ألا فمن زاره في غربته غفر الله ذنوبه ما تقدم منها وما تأخر ولو كان مثل عدد النجوم وقطر الأمطار وورق الأشجار .
6 ـ حدثنا جعفر بن محمد قال حدثنا الحسين بن محمد عن عمه عبد الله بن عامر عن سليمان بن حفص المروزي قال سمعت أبا الحسن موسى بن جعفر ( عليه السلام ) يقول من زار قبر ولدي علي ( عليه السلام ) كان له عند الله عز وجل سبعون [ سبعين ] حجة مبرورة قلت سبعين حجة مبرورة قال نعم سبعين ألف حجة قلت سبعين ألف حجة قال فقال رب حجة لا تقبل من زاره أو بات عنده ليلة كان كمن زار الله في عرشه قلت كمن زار الله في عرشه قال نعم إذا كان يوم القيامة كان على عرش الله عز وجل أربعة من الأولين وأربعة من الآخرين فأما الأولون فنوح وإبراهيم وموسى وعيسى وأما الأربعة الآخرون فمحمد وعلي والحسن والحسين ثم يمد المطمر فيقعد معنا زوار قبور الأئمة إلا أن أعلاها درجة وأقربهم حياة زوار قبر ولدي علي ( عليه السلام ) .

الامالي او المجالس _87 _

  قال الشيخ الفقيه أبو جعفر معنى قوله ( عليه السلام ) كان كمن زار الله في عرشه ليس بتشبيه لأن الملائكة تزور العرش وتلوذ به وتطوف حوله وتقول نزور الله في عرشه كما يقول الناس نحج في بيت الله ونزور الله لا أن الله عز وجل موصوف بمكان تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا .
7 ـ حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى العطار قال حدثنا سعد بن عبد الله عن أيوب بن نوح قال سمعت أبا جعفر محمد بن علي بن موسى ( عليه السلام ) يقول من زار قبر أبي ( عليه السلام ) بطوس غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر فإذا كان يوم القيامة نصب له منبر بحذاء منبر رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) حتى يفرغ الله من حساب عباده .
8 ـ حدثنا الحسين بن إبراهيم بن ناتانة ره قال حدثنا علي بن إبراهيم عن أبيه عن محمد بن أبي عمير عن حمزة بن حمران قال قال أبو عبد الله ( عليه السلام ) يقتل حفدتي بأرض خراسان في مدينة يقال لها طوس من زاره إليها عارفا بحقه أخذته بيدي يوم القيامة وأدخلته الجنة وإن كان من أهل الكبائر قلت جعلت فداك وما عرفان حقه قال يعلم أنه إمام مفترض الطاعة غريب شهيد من زاره عارفا بحقه أعطاه الله عز وجل أجر سبعين شهيدا ممن استشهد بين يدي رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) على حقيقة .
9 ـ حدثنا علي بن أحمد بن موسى قال حدثنا محمد بن أبي عبد الله الكوفي عن أحمد بن محمد بن صالح الرازي عن حمدان الديواني قال قال الرضا ( عليه السلام ) من زارني على بعد داري أتيته يوم القيامة في ثلاثة مواطن حتى أخلصه من أهوالها إذا تطايرت الكتب يمينا وشمالا وعند الميزان ، وحسبنا الله ونعم الوكيل .

الامالي او المجالس _88 _

المجلس السادس والعشرون :

  بمشهد الرضا ( عليه السلام ) وهو يوم غدير خم لاثنتا عشرة ليلة بقين من ذي الحجة من سنة سبع وستين وثلاث مائة في المشهد .
1 ـ حدثنا الشيخ الفقيه أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي قال حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل قال حدثنا علي بن الحسين السعدآبادي عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي عن أبيه عن محمد بن سنان عن المفضل بن عمر عن أبي الجارود عن جابر بن يزيد الجعفي عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال خطبنا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) فحمد الله وأثنى عليه ثم قال أيها الناس إن قدام منبركم هذا أربعة رهط من أصحاب محمد ( صلى الله عليه وآله ) منهم أنس بن مالك والبراء بن عازب الأنصاري والأشعث بن قيس الكندي وخالد بن يزيد البجلي ثم أقبل بوجهه على أنس بن مالك فقال يا أنس إن كنت سمعت من رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول من كنت مولاه فعلي [ فهذا علي ] مولاه ثم لم تشهد لي اليوم بالولاية فلا أماتك الله حتى يبتليك ببرص لا تغطيه العمامة وأما أنت يا أشعث فإن كنت سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وهو يقول من كنت مولاه فهذا علي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه ثم لم تشهد لي اليوم بالولاية فلا أماتك الله حتى يذهب بكريمتيك وأما أنت يا خالد بن يزيد إن كنت سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول من كنت مولاه فهذا علي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه ثم لم تشهد لي اليوم بالولاية فلا أماتك الله إلا ميتة جاهلية وأما أنت يا براء بن عازب إن كنت سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول من كنت مولاه فهذا علي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه ثم لم تشهد لي اليوم بالولاية فلا أماتك الله إلا حيث هاجرت منه قال جابر بن عبد الله الأنصاري والله لقد رأيت أنس بن مالك وقد ابتلي ببرص يغطيه بالعمامة فما تستره ولقد رأيت الأشعث بن قيس وقد ذهبت كريمتاه وهو يقول الحمد لله الذي جعل دعاء أمير المؤمنين علي بن أبي طالب علي بالعمى في الدنيا ولم يدع علي بالعذاب في الآخرة فأعذب فأما خالد بن يزيد فإنه مات فأراد أهله أن يدفنوه وحفر له في منزله فدفن فسمعت بذلك كندة فجاءت بالخيل والإبل فعقرتها على باب منزله فمات ميتة جاهلية وأما البراء بن عازب فإنه ولاه معاوية اليمن فمات بها ومنها كان هاجر .

الامالي او المجالس _89 _

2 ـ حدثنا محمد بن عمر الحافظ قال حدثنا أبو عبد الله جعفر بن محمد الحسني قال حدثنا محمد بن علي بن خلف قال حدثنا سهل بن عامر قال حدثنا زافر بن سليمان عن شريك عن أبي إسحاق قال قلت لعلي بن الحسين ( عليه السلام ) ما معنى قول النبي ( صلى الله عليه وآله ) من كنت مولاه فعلي مولاه قال أخبرهم أنه الإمام بعده .
3 ـ حدثنا الحسين بن إبراهيم قال حدثنا علي بن إبراهيم عن جعفر بن سلمة الأصبهاني عن إبراهيم بن محمد قال حدثنا القتاد قال حدثنا علي بن هاشم بن البريد عن أبيه قال سئل زيد بن علي ( عليه السلام ) عن قول رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) من كنت مولاه فعلي مولاه قال نصبه علما ليعلم به حزب الله عند الفرقة .
4 ـ أخبرني علي بن حاتم قال حدثنا أحمد بن محمد بن سعد [ سعيد ] الهمداني قال حدثنا جعفر بن عبد الله المحمدي قال حدثنا كثير بن عياش عن أبي الجارود عن أبي جعفر ( عليه السلام ) في قول الله عز وجل ( إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللَّهُ ورَسُولُهُ والَّذِينَ آمَنُوا ) الآية قال إن رهطا من اليهود أسلموا منهم عبد الله بن سلام وأسد وثعلبة وابن يامين وابن صوريا فأتوا النبي ( صلى الله عليه وآله ) فقالوا يا نبي الله إن موسى ( عليه السلام ) أوصى إلى يوشع بن نون فمن وصيك يا رسول الله ومن ولينا بعدك فنزلت هذه الآية ( إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللَّهُ ورَسُولُهُ والَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ ويُؤْتُونَ الزَّكاةَ وهُمْ راكِعُونَ ) ثم قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قوموا فقاموا فأتوا المسجد فإذا سائل خارج فقال يا سائل أ ما أعطاك أحد شيئا قال نعم هذا الخاتم قال من أعطاكه قال أعطانيه ذلك الرجل الذي يصلي قال على أي حال أعطاك قال كان راكعا فكبر النبي ( صلى الله عليه وآله ) وكبر أهل المسجد فقال النبي ( صلى الله عليه وآله ) علي بن أبي طالب وليكم بعدي قالوا رضينا بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد نبيا وبعلي بن أبي طالب وليا فأنزل الله عز وجل ( ومَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ ورَسُولَهُ والَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغالِبُونَ ) فروي عن عمر بن الخطاب أنه قال والله لقد تصدقت بأربعين خاتما وأنا راكع لينزل في ما نزل في علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) فما نزل .
5 ـ حدثنا أبي ( رض ) قال حدثنا عبد الله بن الحسن المؤدب عن أحمد بن علي الأصبهاني عن إبراهيم بن محمد الثقفي قال حدثنا محمد بن علي الكوفي عن سليمان بن عبد الله الهاشمي عن أبي محمد بن سنان عن المفضل عن جابر الجعفي قال سمعت جابر بن عبد الله الأنصاري يقول سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول لعلي بن أبي طالب ( عليه السلام ) يا علي أنت أخي ووصيي ووارثي وخليفتي على أمتي في حياتي وبعد وفاتي محبك محبي ومبغضك مبغضي وعدوك عدوي ووليك وليي .

الامالي او المجالس _90 _

6 ـ حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى العطار قال حدثنا أبي عن محمد بن عبد الجبار عن أحمد الأزدي عن أبان بن عثمان عن أبان بن تغلب عن عكرمة عن ابن عباس قال قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) إن الله تبارك وتعالى آخى بيني وبين علي بن أبي طالب وزوجة ابنتي من فوق سبع سماواته وأشهد على ذلك مقربي ملائكته وجعله لي وصيا وخليفة فعلي مني وأنا منه محبه محبي ومبغضه مبغضي وإن الملائكة لتقرب إلى الله بمحبته .
7 ـ حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد قال حدثنا محمد بن الحسن الصفار عن العباس بن معروف عن أبي إسحاق عن الحسن بن زياد العطار قال قلت لأبي عبد الله ( عليه السلام ) قول رسول الله فاطمة سيدة نساء أهل الجنة أسيدة نساء عالمها قال ذاك مريم وفاطمة سيدة نساء أهل الجنة من الأولين والآخرين فقلت فقول رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة قال هما والله سيدا شباب أهل الجنة من الأولين والآخرين .
8 ـ حدثنا الحسن بن محمد بن سعيد الهاشمي قال حدثنا فرات بن إبراهيم بن فرات الكوفي قال حدثنا محمد بن ظهير قال حدثنا عبد الله بن الفضل الهاشمي عن الصادق جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه ( عليهم السلام ) قال قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يوم غدير خم أفضل أعياد أمتي وهو اليوم الذي أمرني الله تعالى ذكره فيه بنصب أخي علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) علما لأمتي يهتدون به من بعدي وهو اليوم الذي أكمل الله فيه الدين وأتم على أمتي فيه النعمة ورضي لهم الإسلام دينا ثم قال ( صلى الله عليه وآله ) معاشر الناس إن عليا مني وأنا من علي خلق من طينتي وهو إمام الخلق بعدي يبين لهم ما اختلفوا فيه من سنتي وهو أمير المؤمنين وقائد الغر المحجلين ويعسوب المؤمنين وخير الوصيين وزوج سيدة نساء العالمين وأبو الأئمة المهديين معاشر الناس من أحب عليا أحببته ومن أبغض عليا أبغضته ومن وصل عليا وصلته ومن قطع عليا قطعته ومن جفا عليا جفوته ومن والى عليا واليته ومن عادى عليا عاديته معاشر الناس أنا مدينة الحكمة وعلي بن أبي طالب بابها ولن تؤتى المدينة إلا من قبل الباب وكذب من زعم أنه يحبني ويبغض عليا معاشر الناس والذي بعثني بالنبوة واصطفاني على جميع البرية ما نصبت عليا علما لأمتي في الأرض حتى نوه الله باسمه في سماواته وأوجب ولايته على ملائكته ، والحمد لله رب العالمين ( وصلاته على خير خلقه محمد وآله ) .

الامالي او المجالس _91 _

المجلس السابع والعشرون :

  يوم الجمعة غرة المحرم من سنة ثمان وستين وثلاثمائة بعد رجوعه من المشهد .
1 ـ حدثنا الشيخ الفقيه أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي قال حدثنا الحسين بن أحمد بن إدريس قال حدثنا أبي عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن نصر بن مزاحم عن عمر بن سعد عن أرطاة بن حبيب عن فضيل الرسان عن جبلة المكية قالت سمعت الميثم التمار قده يقول والله لتقتلن هذه الأمة ابن نبيها في المحرم لعشر مضين منه وليتخذن أعداء الله ذلك اليوم يوم بركة وإن ذلك لكائن قد سبق في علم الله تعالى ذكره أعلم ذلك بعهد عهده إلى مولاي أمير المؤمنين ( صلى الله عليه وآله ) ولقد أخبرني أنه يبكي عليه كل شيء حتى الوحوش في الفلوات والحيتان في البحار والطير في جو السماء وتبكي عليه الشمس والقمر والنجوم والسماء والأرض ومؤمنو الإنس والجن وجميع ملائكة السماوات ورضوان ومالك وحملة العرش وتمطر السماء دما ورمادا ثم قال وجبت لعنة الله على قتلة الحسين ( عليه السلام ) كما وجبت على المشركين الذين يجعلون مع الله إلها آخر وكما وجبت على اليهود والنصارى والمجوس قالت جبلة فقلت له يا ميثم وكيف يتخذ الناس ذلك اليوم الذي يقتل فيه الحسين بن علي ( عليه السلام ) يوم بركة فبكى ميثم ( رض ) ثم قال سيزعمون بحديث يضعونه أنه اليوم الذي تاب الله فيه على آدم ( عليه السلام ) وإنما تاب الله على آدم ( عليه السلام ) في ذي الحجة ويزعمون أنه اليوم الذي قبل الله فيه توبة داود وإنما قبل الله توبته في ذي الحجة ويزعمون أنه اليوم الذي أخرج الله فيه يونس من بطن الحوت وإنما أخرجه الله من بطن الحوت في ذي القعدة ويزعمون أنه اليوم الذي استوت فيه سفينة نوح على الجودي وإنما استوت على الجودي يوم الثامن عشر من ذي الحجة ويزعمون أنه اليوم الذي فلق الله فيه البحر لبني إسرائيل وإنما كان ذلك في شهر ربيع الأول ثم قال ميثم يا جبلة اعلمي أن الحسين بن علي سيد الشهداء يوم القيامة ولأصحابه على سائر الشهداء درجة يا جبلة إذا نظرت إلى الشمس حمراء كأنها دم عبيط فاعلمي أن سيدك الحسين قد قتل قالت جبلة فخرجت ذات يوم فرأيت الشمس على الحيطان كأنه الملاحف المعصفرة فصحت حينئذ وبكيت وقلت قد والله قتل سيدنا الحسين بن علي ( عليه السلام ) .

الامالي او المجالس _92 _

2 ـ حدثنا جعفر بن محمد بن مسرور قال حدثنا الحسين بن محمد بن عامر عن عمه عبد الله بن عامر عن إبراهيم بن أبي محمود قال قال الرضا ( عليه السلام ) إن المحرم شهر كان أهل الجاهلية يحرمون فيه القتال فاستحلت فيه دماؤنا وهتك فيه حرمتنا وسبي فيه ذرارينا ونساؤنا وأضرمت النيران في مضاربنا وانتهب ما فيها من ثقلنا ولم ترع لرسول الله حرمة في أمرنا إن يوم الحسين أقرح جفوننا وأسبل دموعنا وأذل عزيزنا بأرض كرب وبلاء وأورثتنا [ يا أرض كرب وبلاء أورثتنا ] الكرب البلاء إلى يوم الانقضاء فعلى مثل الحسين فليبك الباكون فإن البكاء يحط الذنوب العظام ثم قال ( عليه السلام ) كان أبي ( عليه السلام ) إذا دخل شهر المحرم لا يرى ضاحكا وكانت الكئابة تغلب عليه حتى يمضي منه عشرة أيام فإذا كان يوم العاشر كان ذلك اليوم يوم مصيبته وحزنه وبكائه ويقول هو اليوم الذي قتل فيه الحسين ( عليه السلام ) .
3 ـ حدثنا الحسين بن أحمد بن إدريس قال حدثنا أبي عن جعفر بن محمد بن مالك قال حدثني محمد بن الحسين بن زيد قال حدثنا أبو أحمد محمد بن زياد قال حدثنا زياد بن المنذر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال قال علي ( عليه السلام ) لرسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يا رسول الله إنك لتحب عقيلا قال إي والله إني لأحبه حبين حبا له وحبا لحب أبي طالب له وإن ولده لمقتول في محبة ولدك فتدمع عليه عيون المؤمنين وتصلي عليه الملائكة المقربون ثم بكى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) حتى جرت دموعه على صدره ثم قال إلى الله أشكو ما تلقى عترتي من بعدي .
4 ـ حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق قال أخبرنا أحمد بن محمد الهمداني عن علي بن الحسن بن علي بن فضال عن أبيه عن أبي الحسن علي بن موسى الرضا( عليه السلام ) قال من ترك السعي في حوائجه يوم عاشوراء قضى الله له حوائج الدنيا والآخرة ومن كان يوم عاشوراء يوم مصيبته وحزنه وبكائه جعل الله عز وجل يوم القيامة يوم فرحه وسروره وقرت بنا في الجنان عينه ومن سمى يوم عاشوراء يوم بركة وادخر فيه لمنزله شيئا لم يبارك له فيما ادخر وحشر يوم القيامة مع يزيد وعبيد الله بن زياد وعمر بن سعد لعنهم الله إلى أسفل درك من النار .

الامالي او المجالس _93 _

5 ـ حدثنا محمد بن علي ماجيلويه قال حدثنا علي بن إبراهيم عن أبيه عن الريان بن شبيب قال دخلت على الرضا ( عليه السلام ) في أول يوم من المحرم فقال لي يا ابن شبيب أصائم أنت فقلت لا فقال إن هذا اليوم هو اليوم الذي دعا فيه زكريا ( عليه السلام ) ربه عز وجل فقال رب هب لي من لدنك ذرية طيبة إنك سميع الدعاء فاستجاب الله له وأمر الملائكة فنادت زكريا وهو قائم يصلي في المحراب أن الله يبشرك بيحيى فمن صام هذا اليوم ثم دعا الله عز وجل استجاب الله له كما استجاب لزكريا ( عليه السلام ) ثم قال يا ابن شبيب إن المحرم هو الشهر الذي كان أهل الجاهلية فيما مضى يحرمون فيه الظلم والقتال لحرمته فما عرفت هذه الأمة حرمة شهرها ولا حرمة نبيها ( صلى الله عليه وآله ) لقد قتلوا في هذا الشهر ذريته وسبوا نساءه وانتهبوا ثقله فلا غفر الله لهم ذلك أبدا يا ابن شبيب إن كنت باكيا لشيء فابك للحسين بن علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) فإنه ذبح كما يذبح الكبش وقتل معه من أهل بيته ثمانية عشر رجلا ما لهم في الأرض شبيهون ولقد بكت السماوات السبع والأرضون لقتله ولقد نزل إلى الأرض من الملائكة أربعة آلاف لنصره فوجدوه قد قتل فهم عند قبره شعث غبر إلى أن يقوم القائم فيكونون من أنصاره وشعارهم يا لثارات الحسين يا ابن شبيب لقد حدثني أبي عن أبيه عن جده ( عليه السلام ) أنه لما قتل الحسين جدي ( صلى الله عليه وآله ) مطرت السماء دما وترابا أحمر يا ابن شبيب إن بكيت على الحسين ( عليه السلام ) حتى تصير دموعك على خديك غفر الله لك كل ذنب أذنبته صغيرا كان أو كبيرا قليلا كان أو كثيرا يا ابن شبيب إن سرك أن تلقى الله عز وجل ولا ذنب عليك فزر الحسين ( عليه السلام ) يا ابن شبيب إن سرك أن تسكن الغرف المبنية في الجنة مع النبي وآله ( صلى الله عليه وآله ) فالعن قتلة الحسين يا ابن شبيب إن سرك أن تكون لك من الثواب مثل ما لمن استشهد مع الحسين ( عليه السلام ) فقل متى ما ذكرته يا ليتني كنت معهم فأفوز فوزا عظيما يا ابن شبيب إن سرك أن تكون معنا في الدرجات العلى من الجنان فاحزن لحزننا وافرح لفرحنا وعليك بولايتنا فلو أن رجلا تولى حجرا لحشره الله معه يوم القيامة .
6 ـ حدثنا أبي قال حدثنا سعد بن عبد الله قال حدثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن نصر بن مزاحم المنقري عن عمر بن سعد عن أبي شعيب التغلبي عن يحيى بن يمان عن إمام لبني سليم عن أشياخ لهم قالوا غزونا بلاد الروم فدخلنا كنيسة من كنائسهم فوجدنا فيها مكتوبا ، أيرجو معشر قتلوا حسينا شفاعة جده يوم الحساب ، قالوا فسألنا منذ كم هذا في كنيستكم فقالوا قبل أن يبعث نبيكم بثلاثمائة عام .

الامالي او المجالس _94 _

7 ـ حدثنا علي بن أحمد بن موسى الدقاق قال حدثنا محمد بن أبي عبد الله الكوفي قال حدثنا موسى بن عمران النخعي عن عمه الحسين بن يزيد عن الحسن بن علي بن سالم عن أبيه عن الصادق جعفر بن محمد عن أبيه ( عليه السلام ) قال كان للحسين بن علي ( عليه السلام ) خاتمان نقش أحدهما لا إله إلا الله عدة للقاء الله ونقش الآخر إن الله بالغ أمره وكان نقش خاتم علي بن الحسين ( عليه السلام ) خزي وشقي قاتل الحسين بن علي ( عليه السلام ) .
8 ـ حدثنا جعفر بن محمد بن مسرور قال حدثنا الحسين بن محمد بن عامر عن عمه عبد الله بن عامر عن ابن أبي عمير عن حمزة بن حمران عن أبيه عن أبي حمزة عن علي بن الحسين عن أبيه عن أمير المؤمنين ( صلى الله عليه وآله ) أنه جاء إليه رجل فقال يا أبا الحسن إنك تدعى أمير المؤمنين فمن أمرك عليهم قال ( عليه السلام ) الله جل جلاله أمرني عليهم فجاء الرجل إلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فقال يا رسول الله أ يصدق علي فيما يقول إن الله أمره على خلقه فغضب النبي ( صلى الله عليه وآله ) ثم قال إن عليا أمير المؤمنين بولاية من الله عز وجل عقدها له فوق عرشه وأشهد على ذلك ملائكته إن عليا خليفة الله وحجة الله وإنه لإمام المسلمين طاعته مقرونة بطاعة الله ومعصيته مقرونة بمعصية الله فمن جهله فقد جهلني ومن عرفه فقد عرفني ومن أنكر إمامته فقد أنكر نبوتي ومن جحد إمرته فقد جحد رسالتي ومن دفع فضله فقد تنقصني ومن قاتله فقد قاتلني ومن سبه فقد سبني لأنه مني خلق من طينتي وهو زوج فاطمة ابنتي وأبو ولدي الحسن والحسين ثم قال ( عليه السلام ) أنا وعلي وفاطمة والحسن والحسين وتسعة من ولد الحسين حجج الله على خلقه أعداؤنا أعداء الله وأولياؤنا أولياء الله .
9 ـ حدثنا علي بن أحمد بن موسى الدقاق قال حدثنا محمد بن جعفر الأسدي قال حدثنا موسى بن عمران عن الحسين بن يزيد عن محمد بن سنان عن المفضل بن عمر عن ثابت بن دينار عن سعيد بن جبير قال قال يزيد بن قعنب كنت جالسا مع العباس بن عبد المطلب وفريق من عبد العزى بإزاء بيت الله الحرام إذ أقبلت فاطمة بنت أسد أم أمير المؤمنين ( عليه السلام ) .

الامالي او المجالس _95 _

  وكانت حاملة به لتسعة أشهر وقد أخذها الطلق فقالت رب إني مؤمنة بك وبما جاء من عندك من رسل وكتب وإني مصدقة بكلام جدي إبراهيم الخليل ( عليه السلام ) وأنه بنى البيت العتيق فبحق الذي بنى هذا البيت وبحق المولود الذي في بطني لما يسرت علي ولادتي قال يزيد بن قعنب فرأينا البيت وقد انفتح عن ظهره ودخلت فاطمة فيه وغابت عن أبصارنا والتزق الحائط فرمنا أن ينفتح لنا قفل الباب فلم ينفتح فعلمنا أن ذلك أمر من أمر الله عز وجل ثم خرجت بعد الرابع وبيدها أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ثم قالت إني فضلت على من تقدمني من النساء لأن آسية بنت مزاحم عبدت الله عز وجل سرا في موضع لا يحب أن يعبد الله فيه إلا اضطرارا وأن مريم بنت عمران هزت النخلة اليابسة بيدها حتى أكلت منها رطبا جنيا وأني دخلت بيت الله الحرام فأكلت من ثمار الجنة وأوراقها فلما أردت أن أخرج هتف بي هاتف يا فاطمة سميه عليا فهو علي والله العلي الأعلى يقول إني شققت اسمه من اسمي وأدبته بأدبي ووقفته على غامض علمي وهو الذي يكسر الأصنام في بيتي وهو الذي يؤذن فوق ظهر بيتي ويقدسني ويمجدني فطوبى لمن أحبه وأطاعه وويل لمن أبغضه وعصاه ، ( وصلى الله على نبينا محمد وآله الطيبين الطاهرين ) .

المجلس الثامن والعشرون :

  وهو يوم الثلاثاء لخمس خلون من المحرم من سنة ثمان وستين وثلاثمائة .
1 ـ حدثنا الشيخ الفقيه أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي قال حدثنا أبي( رض ) قال حدثنا علي بن موسى بن جعفر بن أبي جعفر الكميداني قال حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى بن عبد الرحمن بن أبي نجران عن جعفر بن محمد الكوفي عن عبيد الله السمين عن سعد بن طريف عن الأصبغ بن نباتة قال بينا أمير المؤمنين ( عليه السلام ) يخطب الناس وهو يقول سلوني قبل أن تفقدوني فو الله لا تسألوني عن شيء يكون إلا نبأتكم به فقام إليه سعد بن أبي وقاص فقال يا أمير المؤمنين ( عليه السلام ) أخبرني كم في رأسي ولحيتي من شعرة فقال له أما والله لقد سألتني عن مسألة حدثني خليلي رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أنك ستسألني عنها وما في رأسك ولحيتك من شعرة إلا وفي أصلها شيطان جالس وإن في بيتك لسخلا يقتل الحسين ابني وعمر بن سعد يومئذ يدرج بين يديه .

الامالي او المجالس _96 _

2 ـ حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد قال حدثنا أحمد بن إدريس ومحمد بن يحيى العطار جميعا عن محمد بن أحمد بن يحيى بن عمران الأشعري قال حدثنا أبو عبد الله الرازي عن الحسن بن علي بن أبي حمزة عن سيف بن عميرة عن محمد بن عتبة عن محمد بن عبد الرحمن عن أبيه عن علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) قال بينا أنا وفاطمة والحسن والحسين عند رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) إذ التفت إلينا فبكى فقلت ما يبكيك يا رسول الله فقال أبكي مما يصنع بكم بعدي فقلت وما ذاك يا رسول الله قال أبكي من ضربتك على القرن ولطم فاطمة خدها وطعنة الحسن في الفخذ والسم الذي يسقى وقتل الحسين قال فبكى أهل البيت جميعا فقلت يا رسول الله ما خلقنا ربنا إلا للبلاء قال أبشر يا علي فإن الله عز وجل قد عهد إلي أنه لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق .
3 ـ حدثنا أحمد بن الحسن القطان قال حدثنا الحسن بن علي السكري قال أخبرنا محمد بن زكريا قال حدثنا العباس بن بكار قال حدثنا حرب بن ميمون عن أبي حمزة الثمالي عن زيد بن علي عن أبيه علي بن الحسين ( عليه السلام ) قال لما ولدت فاطمة الحسن قالت لعلي ( عليه السلام ) سمه فقال ما كنت لأسبق باسمه رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فجاء رسول الله فأخرج إليه في خرقة صفراء فقال ألم أنهكم أن تلفوه في صفراء ثم رمى بها وأخذ خرقة بيضاء فلفه فيها ثم قال لعلي ( عليه السلام ) هل سميته فقال ما كنت لأسبقك باسمه فقال ( صلى الله عليه وآله ) وما كنت لأسبق باسمه ربي عز وجل فأوحى الله تبارك وتعالى إلى جبرئيل أنه قد ولد لمحمد ابن فاهبط فأقرئه السلام وهنه وقل له إن عليا منك بمنزلة هارون من موسى فسمه باسم ابن هارون فهبط جبرئيل ( عليه السلام ) فهنأه من الله عز وجل ثم قال إن الله تبارك وتعالى يأمرك أن تسميه باسم ابن هارون قال وما كان اسمه قال شبر قال لساني عربي قال سمه الحسن فسماه الحسن فلما ولد الحسين ( عليه السلام ) أوحى الله عز وجل إلى جبرئيل أنه قد ولد لمحمد ابن فاهبط إليه فهنه وقل له إن عليا منك بمنزلة هارون من موسى فسمه باسم ابن هارون قال فهبط جبرئيل فهنأه من الله تبارك وتعالى ثم قال إن عليا منك بمنزلة هارون من موسى فسمه باسم ابن هارون قال وما اسمه قال شبير قال لساني عربي قال سمه الحسين فسماه الحسين .

الامالي او المجالس _97 _

4 ـ حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل قال حدثنا محمد بن يحيى العطار عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن حماد بن عيسى قال حدثنا الصادق جعفر بن محمد عن أبيه ( عليه السلام ) قال قال جابر بن عبد الله سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول لعلي بن أبي طالب ( عليه السلام ) قبل موته بثلاث سلام الله عليك يا أبا الريحانتين أوصيك بريحانتي من الدنيا فعن قليل ينهد ركناك والله خليفتي عليك فلما قبض رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قال علي ( ليه السلام ) هذا أحد ركني الذي قال لي رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فلما ماتت فاطمة ( عليه السلام ) قال علي ( عليه السلام ) هذا الركن الثاني الذي قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) .
5 ـ حدثنا أحمد بن الحسين المعروف بابي علي بن عبدويه قال حدثنا الحسن بن علي السكري قال حدثنا محمد بن زكريا الجوهري قال حدثنا العباس بن بكار قال حدثني الحسين بن يزيد عن عمر بن علي بن الحسين عن فاطمة بنت الحسين ( عليه السلام ) عن أسماء بنت أبي بكر عن صفية بنت عبد المطلب قالت لما سقط الحسين ( عليه السلام ) من بطن أمه وكنت وليتها قال النبي ( صلى الله عليه وآله ) يا عمة هلمي إلى ابني فقلت يا رسول الله أنا لم ننظفه بعد فقال ( صلى الله عليه وآله ) يا عمة أنت تنظفينه إن الله تبارك وتعالى قد نظفه وطهره وبهذا الإسناد عن صفية بنت عبد المطلب قالت لما سقط الحسين ( عليه السلام ) من بطن أمه فدفعته إلى النبي ( صلى الله عليه وآله ) فوضع النبي لسانه في فيه [ فمه ] وأقبل الحسين على لسان رسول الله يمصه قالت وما كنت أحسب رسول الله يغذوه إلا لبنا أو عسلا قالت فبال الحسين عليه فقبل النبي بين عينيه ثم دفعه إلي وهو يبكي ويقول لعن الله قوما هم قاتلوك يا بني يقولها ثلاثا قالت فقلت فداك أبي وأمي ومن يقتله قال بقية الفئة الباغية من بني أمية لعنهم الله.

الامالي او المجالس _98 _

6 ـ حدثنا أحمد بن الحسن القطان قال حدثنا الحسن بن علي السكري قال حدثنا محمد بن زكريا قال حدثنا قيس بن حفص الدارمي قال حدثني حسين الأشقر قال حدثنا منصور بن الأسود عن أبي حسان التيمي عن نشيط بن عبيد عن رجل منهم عن جرداء بنت سمين عن زوجها هرثمة بن أبي مسلم قال غزونا مع علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) صفين فلما انصرفنا نزل كربلاء فصلى بها الغداة ثم رفع إليه من تربتها فشمها ثم قال واها لك أيتها التربة ليحشرن منك قوم يدخلون الجنة بغير حساب فرجع هرثمة إلى زوجته وكانت شيعة لعلي ( عليه السلام ) فقال ألا أحدثك عن وليك أبي الحسن نزل بكربلاء فصلى ثم رفع إليه من تربتها فقال واها لك أيتها التربة ليحشرن منك أقوام يدخلون الجنة بغير حساب قالت أيها الرجل فإن أمير المؤمنين لم يقل إلا حقا فلما قدم الحسين ( عليه السلام ) قال هرثمة كنت في البعث الذين بعثهم عبيد الله بن زياد فلما رأيت المنزل والشجر ذكرت الحديث فجلست على بعيري ثم صرت إلى الحسين ( عليه السلام ) فسلمت عليه فأخبرته بما سمعت من أبيه في ذلك المنزل الذي نزل به الحسين ( عليه السلام ) فقال معنا أنت أم علينا فقلت لا معك ولا عليك خلفت صبية أخاف عليهم عبيد الله بن زياد قال فامض حيث لا ترى لنا مقتلا ولا تسمع لنا صوتا فو الذي نفس الحسين بيده لا يسمع اليوم واعيتنا أحد فلا يعيننا إلا كبه الله لوجهه في جهنم .
7 ـ حدثنا الحسين بن أحمد بن إدريس قال حدثنا أبي عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن الحكم بن المسكين الثقفي عن أبي بصير عن الصادق جعفر بن محمد عن آبائه ( عليهم السلام ) قال قال أبو عبد الله الحسين بن علي ( عليه السلام ) أنا قتيل العبرة لا يذكرني مؤمن إلا استعبر .

الامالي او المجالس _99 _

8 ـ حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى العطار قال حدثنا أبي عن محمد بن أحمد بن يحيى بن عمران الأشعري قال حدثنا موسى بن عمر عن عبد الله بن صباح المزني عن إبراهيم بن شعيب الميثمي قال سمعت الصادق أبا عبد الله ( عليه السلام ) يقول إن الحسين بن علي ( عليه السلام ) لما ولد أمر الله عز وجل جبرئيل أن يهبط في ألف من الملائكة فيهني رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) من الله ومن جبرئيل قال فهبط جبرئيل فمر على جزيرة في البحر فيها ملك يقال له فطرس كان من الحملة بعثه الله عز وجل في شيء فأبطأ عليه فكسر جناحه وألقاه في تلك الجزيرة فعبد الله تبارك وتعالى فيها سبعمائة عام حتى ولد الحسين بن علي ( عليه السلام ) فقال الملك لجبرئيل يا جبرئيل أين تريد قال إن الله عز وجل أنعم على محمد بنعمة فبعثت أهنئه من الله ومني فقال يا جبرئيل احملني معك لعل محمد ( صلى الله عليه وآله ) يدعو لي قال فحمله قال فلما دخل جبرئيل على النبي ( صلى الله عليه وآله ) هنأه من الله عز وجل ومنه وأخبره بحال فطرس فقال النبي ( صلى الله عليه وآله ) قل له تمسح بهذا المولود وعد إلى مكانك قال فتمسح فطرس بالحسين بن علي ( عليه السلام ) وارتفع فقال يا رسول الله أما إن أمتك ستقتله وله علي مكافاة ألا يزوره زائر إلا أبلغته عنه ولا يسلم عليه مسلم إلا أبلغته سلامه ولا يصلي عليه مصل إلا أبلغته صلاته ثم ارتفع .
9 ـ حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق قال حدثنا عبد العزيز بن يحيى البصري عن يحيى البصري قال حدثنا محمد بن زكريا الجوهري عن محمد بن عمارة عن أبيه عن الصادق جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن علي عن آبائه الصادقين ( عليه السلام ) قال قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) إن الله تبارك وتعالى جعل لأخي علي بن أبي طالب فضائل لا يحصي عددها غيره فمن ذكر فضيلة من فضائله مقرا بها غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ولو وافى القيامة بذنوب الثقلين ومن كتب فضيلة من فضائل علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) لم تزل الملائكة تستغفر له ما بقي لتلك الكتابة رسم ومن استمع إلى فضيلة من فضائله غفر الله له الذنوب التي اكتسبها بالاستماع ومن نظر إلى كتابة في فضائله غفر الله له الذنوب التي اكتسبها بالنظر ثم قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) النظر إلى علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) عبادة وذكره عبادة ولا يقبل إيمان عبد إلا بولايته والبراءة من أعدائه ، ( وصلى الله على نبينا محمد وآله أجمعين ) .

الامالي او المجالس _100 _

المجلس التاسع والعشرون :

  وهو يوم الجمعة لثمان خلون من المحرم من سنة ثمان وستين وثلاث مائة .
1 ـ حدثنا الشيخ الفقيه أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي ( رحمه الله )قال حدثنا أبي قال حدثنا سعد بن عبد الله قال حدثنا أحمد بن أبي عبد الله البرقي عن أبيه عن محمد بن خالد عن أبي البختري وهب بن وهب عن الصادق جعفر بن محمد ( عليه السلام ) عن أبيه عن أم سلمة ( رض ) أنها أصبحت يوما تبكي فقيل لها ما لك فقال لقد قتل ابني الحسين ( عليه السلام ) وما رأيت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) منذ مات إلا الليلة فقلت بابي أنت وأمي ما لي أراك شاحبا فقال لم أزل منذ الليلة أحفر قبر الحسين وقبور أصحابه .
2 ـ حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد قال حدثنا محمد بن الحسن الصفار قال حدثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن نصر بن مزاحم عن عمر بن سعد عن عمرو بن ثابت عن حبيب بن أبي ثابت عن أم سلمة زوجة النبي ( صلى الله عليه وآله ) قالت ما سمعت نوح الجن منذ قبض النبي إلا الليلة ولا أراني إلا وقد أصبت بابني قالت وجاءت الجنية منهم تقول : ألا يا عين فانهملي بجهد فمن يبكي على الشهداء بعدي‏على رهط تقودهم المنايا إلى متجبر في ملك عبد .
3 ـ حدثنا أبي قال حدثنا حبيب بن الحسين التغلبي قال حدثنا عباد بن يعقوب عن عمرو بن ثابت عن أبي الجارود عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال كان النبي في بيت أم سلمة فقال لها لا يدخل علي أحد فجاء الحسين ( عليه السلام ) وهو طفل فما ملكت معه شيئا حتى دخل على النبي ( صلى الله عليه وآله ) فدخلت أم سلمة على أثره فإذا الحسين على صدره وإذا النبي ( صلى الله عليه وآله ) يبكي وإذا في يده شيء يقبله فقال النبي ( صلى الله عليه وآله ) يا أم سلمة إن هذا جبرئيل يخبرني أن هذا مقتول وهذه التربة التي يقتل عليها فضعيه عندك فإذا صارت دما فقد قتل حبيبي فقالت أم سلمة يا رسول الله سل الله أن يدفع ذلك عنه قال قد فعلت فأوحى الله عز وجل إلي أن له درجة لا ينالها أحد من المخلوقين وأن له شيعة يشفعون فيشفعون وأن المهدي من ولده فطوبى لمن كان من أولياء الحسين وشيعته هم والله الفائزون يوم القيامة .