4 ـ حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل قال حدثنا محمد بن يحيى العطار قال حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى عن علي بن الحكم عن عمر بن حفص عن زياد بن المنذر عن سالم بن أبي جعدة قال سمعت كعب الأحبار يقول إن في كتابنا أن رجلا من ولد محمد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقتل ولا يجف عرق دواب أصحابه حتى يدخلوا الجنة فيعانقوا الحور العين فمر بنا الحسن ( عليه السلام ) فقلنا هو هذا قال لا فمر بنا الحسين ( عليه السلام ) فقلنا هو هذا قال نعم .
5 ـ حدثنا الحسين بن أحمد بن إدريس قال حدثنا أبي قال حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى قال حدثنا العباس بن معروف عن محمد بن سهل النجراني رفعه إلى أبي عبد الله الصادق جعفر بن محمد ( عليه السلام ) قال البكاءون خمسة آدم ويعقوب ويوسف وفاطمة بنت محمد ( صلى الله عليه وآله ) وعلي بن الحسين ( عليه السلام ) فأما آدم فبكى على الجنة حتى صار في خديه أمثال الأودية وأما يعقوب فبكى على يوسف حتى ذهب بصره وحتى قيل له تالله تفتؤا تذكر يوسف حتى تكون حرضا أو تكون من الهالكين وأما يوسف فبكى على يعقوب حتى تأذى به أهل السجن فقالوا إما أن تبكي بالنهار وتسكت بالليل وإما أن تبكي بالليل وتسكت بالنهار فصالحهم على واحد منهما وأما فاطمة بنت محمد ( صلى الله عليه وآله ) فبكت على رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) حتى تأذى بها أهل المدينة وقالوا لها قد آذيتنا بكثرة بكائك فكانت تخرج إلى المقابر مقابر الشهداء فتبكي حتى تقضي حاجتها ثم تنصرف وأما علي بن الحسين فبكى على الحسين ( عليه السلام ) عشرين سنة أو أربعين سنة وما وضع بين يديه طعام إلا بكى حتى قال له مولى له جعلت فداك يا ابن رسول الله إني أخاف عليك أن تكون من الهالكين قال إنما أشكو بثي وحزني إلى الله وأعلم من الله ما لا تعلمون إني لم أذكر مصرع بني فاطمة إلا خنقتني لذلك عبرة .
6 ـ حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى العطار قال حدثنا أبي محمد بن يحيى قال حدثنا محمد بن أحمد بن يحيى بن عمران الأشعري عن الحسن بن الحسين اللؤلؤي عن الحسن بن علي بن أبي عثمان عن علي بن المغيرة عن أبي عمار المنشد عن أبي عبد الله قال قال لي يا أبا عمار أنشدني في الحسين بن علي ( عليه السلام ) قال فأنشدته فبكى ثم أنشدته فبكى قال فو الله ما زلت أنشده ويبكي حتى سمعت البكاء من الدار قال فقال لي يا أبا عمار من أنشد في الحسين بن علي ( عليه السلام ) فأبكى خمسين فله الجنة ومن أنشد في الحسين شعرا فأبكى ثلاثين فله الجنة ومن أنشد في الحسين فأبكى عشرين فله الجنة ومن أنشد في الحسين فأبكى عشرة فله الجنة ومن أنشد في الحسين فأبكى واحدا فله الجنة ومن أنشد في الحسين فبكى فله الجنة ومن أنشد في الحسين فتباكى فله الجنة .

مشكلة تدوين الحديث _102_

7 ـ حدثنا أبي قال حدثنا سعد بن عبد الله عن الحسن بن موسى الخشاب عن علي بن حسان الواسطي عن عمه عبد الرحمن بن كثير الهاشمي عن داود بن كثير الرقي قال كنت عند أبي عبد الله ( عليه السلام ) إذا استسقى الماء فلما شربه رأيته وقد استعبر واغرورقت عيناه بدموعه ثم قال يا داود لعن الله قاتل الحسين فما أنغص ذكر الحسين للعيش إني ما شربت ماء باردا إلا وذكرت الحسين وما من عبد شرب الماء فذكر الحسين ( عليه السلام ) ولعن قاتله إلا كتب الله له مائة ألف حسنة ومحا عنه مائة ألف سيئة ورفع له مائة ألف درجة وكان كأنما أعتق مائة ألف نسمة وحشره الله يوم القيامة أبلج الوجه .
8 ـ حدثنا أبي( رض ) قال حدثنا سعد بن عبد الله عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسين بن سعيد الأهوازي عن القاسم بن محمد عن إسحاق بن إبراهيم عن هارون بن خارجة قال سمعت أبا جعفر [ أبا عبد الله] يقول وكل الله عز وجل بقبر الحسين ( عليه السلام ) أربعة آلاف ملك شعثا غبرا يبكونه إلى يوم القيامة فمن زاره عارفا بحقه شيعوه حتى يبلغوه مأمنه وإن مرض عادوه غدوة وعشيا وإن مات شهدوا جنازته واستغفروا له إلى يوم القيامة .
9 ـ حدثنا محمد بن الحسن قال حدثنا أحمد بن إدريس عن محمد بن أحمد عن علي بن إسماعيل عن محمد بن عمرو الزيات عن فائد الحناط عن أبي الحسن موسى بن جعفر ( عليه السلام ) قال من زار قبر الحسين ( عليه السلام ) عارفا بحقه غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر .
10 ـ حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد ( رض ) قال حدثنا محمد بن الحسن الصفار قال حدثنا أحمد بن أبي عبد الله البرقي عن الحسن بن علي بن فضال عن أبي أيوب الخزاز عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر محمد بن علي ( عليه السلام ) قال مروا شيعتنا بزيارة الحسين بن علي ( عليه السلام ) فإن زيارته تدفع الهدم والغرق والحرق وأكل السبع وزيارته مفترضة على من أقر للحسين بالإمامة من الله عز وجل .
11 ـ حدثنا أبي( رض ) قال حدثنا سعد بن عبد الله عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن محمد بن إسماعيل بن بزيع عن صالح بن عقبة عن بشير الدهان قال قلت لأبي عبد الله ( عليه السلام ) ربما فاتني الحج فأعرف عند قبر الحسين قال أحسنت يا بشير أيما مؤمن أتى قبر الحسين ( عليه السلام ) عارفا بحقه في غير يوم عيد كتبت له عشرون حجة وعشرون عمرة مبرورات متقبلات وعشرون غزوة مع نبي مرسل أو إمام عادل ومن أتاه في يوم عيد كتبت له مائة حجة ومائة عمرة ومائة غزوة مع نبي مرسل أو إمام عادل ومن أتاه في يوم عرفة عارفا بحقه كتبت له ألف حجة وألف عمرة مبرورات متقبلات وألف غزوة مع نبي مرسل أو إمام عادل قال فقلت له وكيف بمثل الموقف قال فنظر إلي شبه المغضب ثم قال يا بشير إن المؤمن إذا أتى قبر الحسين ( عليه السلام ) يوم عرفة واغتسل بالفرات ثم توجه إليه كتب الله عز وجل له بكل خطوة حجة بمناسكها ولا أعلمه إلا قال وغزوة .

مشكلة تدوين الحديث _103_

12 ـ حدثنا أحمد بن الحسن القطان قال حدثنا الحسن بن علي السكري عن محمد بن زكريا الجوهري قال حدثنا ابن عائشة والحكم والعباس قالوا حدثنا مهدي بن ميمون عن محمد بن عبد الله بن أبي يعقوب عن ابن أبي نعم قال شهدت ابن عمر وأتاه رجل فسأله عن دم البعوضة فقال ممن أنت قال من أهل العراق قال انظروا إلى هذا يسألني عن دم البعوضة وقد قتلوا ابن رسول الله وسمعت رسول الله يقول إنهما ريحانتي من الدنيا يعني الحسن والحسين ( عليه السلام ) .
13 ـ حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد ( رض )قال حدثنا محمد بن يحيى العطار عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن ابن أبي نجران عن المثنى عن محمد بن مسلم قال سألت الصادق جعفر بن محمد ( عليه السلام ) عن خاتم الحسين بن علي ( عليه السلام ) إلى من صار وذكرت له أني سمعت أنه أخذ من إصبعه فيما أخذ قال ( عليه السلام ) ليس كما قالوا إن الحسين ( عليه السلام ) أوصى إلى ابنه علي بن الحسين ( عليه السلام ) وجعل خاتمه في إصبعه وفوض إليه أمره كما فعله رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بأمير المؤمنين ( عليه السلام ) وفعله أمير المؤمنين بالحسن ( عليه السلام ) وفعله الحسن بالحسين ( عليه السلام ) ثم صار ذلك الخاتم إلى أبي ( عليه السلام ) بعد أبيه ومنه صار إلي فهو عندي وإني ألبسه كل جمعة وأصلي فيه قال محمد بن مسلم فدخلت إليه يوم الجمعة وهو يصلي فلما فرغ من الصلاة مد إلي يده فرأيت في إصبعه خاتما نقشه لا إله إلا الله عدة للقاء الله فقال هذا خاتم جدي أبي عبد الله الحسين بن علي ( عليه السلام ) .
14 ـ حدثنا أبي قال حدثنا علي بن إبراهيم عن أبيه عن الحسين بن يزيد النوفلي عن إسماعيل بن أبي زياد السكوني عن الصادق جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه ( عليهم السلام ) قال كان النبي ( صلى الله عليه وآله ) يقف عند طلوع كل فجر على باب علي وفاطمة ( عليه السلام ) فيقول الحمد لله المحسن المجمل المنعم المفضل الذي بنعمته تتم الصالحات سميع [ سمع ] سامع بحمد الله ونعمته وحسن بلاؤه عندنا نعوذ بالله من النار نعوذ بالله من صباح النار نعوذ بالله من مساء النار الصلاة يا أهل البيت إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ، هذه الأخبار كانت مكتوبة بعد المجلس الثامن والعشرين .

مشكلة تدوين الحديث _104 _

15 ـ حدثنا الشيخ الفقيه أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي قال حدثنا أبي قال حدثنا سعد بن عبد الله قال حدثنا أحمد وعبد الله ابنا محمد بن عيسى ومحمد بن الحسين عن الحسن بن محبوب عن محمد بن القاسم النوفلي قال قلت لأبي عبد الله الصادق ( عليه السلام ) المؤمن يرى الرؤيا فتكون كما رآها وربما رأى الرؤيا فلا تكون شيئا فقال إن المؤمن إذا نام خرجت من روحه حركة ممدودة صاعدة إلى السماء فكلما رآه روح المؤمن في ملكوت السماء في موضع التقدير والتدبير فهو الحق وكلما رآه في الأرض فهو أضغاث أحلام فقلت له وتصعد روح المؤمن إلى السماء قال نعم قلت حتى لا يبقى منه شيء في بدنه فقال لا لو خرجت كلها حتى لا يبقى منه شيء إذا لمات قلت فكيف يخرج فقال أ ما ترى الشمس في السماء في موضعها وضوؤها وشعاعها في الأرض فكذلك الروح أصلها في البدن وحركتها ممدودة .
16 ـ حدثنا أبي قال حدثنا سعد بن عبد الله قال حدثنا يعقوب بن يزيد قال حدثني بعض أصحابنا عن زكريا بن يحيى عن معاوية بن عمار عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال إن العباد إذا ناموا خرجت أرواحهم إلى السماء فما رأت الروح في السماء فهو الحق وما رأت في الهواء فهو الأضغاث ألا وإن الأرواح جنود مجندة فما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف فإذا كانت الروح في السماء تعارفت وتباغضت فإذا تعارفت في السماء تعارفت في الأرض وإذا تباغضت في السماء تباغضت في الأرض .
17 ـ حدثنا أبي قال حدثنا سعد بن عبد الله قال حدثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن عيسى بن عبد الله العلوي عن أبيه عبد الله بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب عن أبيه عن جده عن علي ( عليه السلام ) قال سألت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) عن الرجل ينام فيرى الرؤيا فربما كانت حقا وربما كانت باطلا فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يا علي ما من عبد ينام إلا عرج بروحه إلى رب العالمين فما رأى عند رب العالمين فهو حق ثم إذا أمر الله العزيز الجبار برد روحه إلى جسده فصارت الروح بين السماء والأرض فما رأته فهو أضغاث أحلام وعنه بإسناده عن علي بن الحكم عن أبان بن عثمان وحدثني محمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن محسن بن أحمد الميثمي عن أبان بن عثمان عن أبي بصير عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال سمعته يقول إن لإبليس شيطانا يقال له هزع يملأ ما بين المشرق والمغرب في كل ليلة يأتي الناس في المنام ولهذا يرى الأضغاث .

مشكلة تدوين الحديث _105_

18 ـ بسم الله الرحمن الرحيم حدثنا الشيخ الفقيه أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي قراءة عليه قال حدثنا أبي قال حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم عن محمد بن عيسى اليقطيني عن أحمد بن عبد الله الفروي [ الغروي ] عن أبيه قال دخلت على الفضل بن الربيع وهو جالس على سطح فقال لي ادن فدنوت حتى حاذيته ثم قال لي أشرف إلى البيت في الدار فأشرفت فقال ما ترى في البيت قلت ثوبا مطروحا فقال انظر حسنا فتأملت ونظرت فتيقنت فقلت رجل ساجد فقال لي تعرفه قلت لا قال هذا مولاك قلت ومن مولاي فقال تتجاهل علي فقلت ما أتجاهل ولكني لا أعرف لي مولى فقال هذا أبو الحسن موسى بن جعفرإني أتفقده الليل والنهار فلم أجده في وقت من الأوقات إلا على الحال التي أخبرك بها إنه يصلي الفجر فيعقب ساعة في دبر صلاته إلى أن تطلع الشمس ثم يسجد سجدة فلا يزال ساجدا حتى تزول الشمس وقد وكل من يترصد الزوال فلست أدري متى يقول الغلام قد زالت الشمس إذ يثب فيبتدئ بالصلا فلا يزال كذلك إلى أن يفرغ من صلاة العصر فإذا صلى العصر سجد سجدة من غير أن يجدد وضوءا فأعلم أنه لم ينم في سجوده ولا أغفى سجدة فلا يزال ساجدا إلى أن تغيب الشمس .
  فإذا غابت الشمس وثب من سجدته فصلى المغرب من غير أن يحدث حدثا ولا يزال في صلاته وتعقيبه إلى أن يصلي العتمة فإذا صلى العتمة أفطر على شوي يؤتى به ثم يجدد الوضوء ثم يسجد ثم يرفع رأسه فينام نومة خفيفة ثم يقوم فيجدد الوضوء ثم يقوم فلا يزال يصلي في جوف الليل حتى يطلع الفجر فلست أدري متى يقول الغلام إن الفجر قد طلع إذ قد وثب هو لصلاة الفجر فهذا دأبه منذ حول إلي فقلت اتق الله ولا تحدث في أمره حدثا يكون منه زوال النعمة فقد تعلم أنه لم يفعل أحد بأحد منهم سوءا إلا كانت نعمته زائلة فقال قد أرسلوا إلي في غير مرة يأمروني بقتله فلم أجبهم إلى ذلك وأعلمتهم أني لا أفعل ذلك ولو قتلوني ما أجبتهم إلى ما سألوني فلما كان بعد ذلك حول إلى الفضل بن يحيى البرمكي فحبس عنده أياما فكان الفضل بن الربيع يبعث إليه في كل ليلة مائدة ومنع أن يدخل إليه من عند غيره فكان لا يأكل ولا يفطر إلا على المائدة التي يؤتى به حتى مضى على تلك الحال ثلاثة أيام ولياليها فلما كانت الليلة الرابعة قدمت إليه مائدة للفضل بن يحيى قال ورفع ( عليه السلام ) يده إلى السماء فقال يا رب إنك تعلم أني لو أكلت قبل اليوم كنت قد أعنت على نفسي قال فأكل فمرض فلما كان من غد بعث إليه بالطبيب ليسأله عن العلة فقال له الطبيب ما حالك فتغافل عنه فلما أكثر عليه أخرج إليه راحته فأراها الطبيب ثم قال هذه علتي وكانت خضرة وسط راحته تدل على أنه سم فاجتمع في ذلك الموضع قال فانصرف الطبيب إليهم وقال والله فهو أعلم بما فعلتم به منكم ثم توفي ( عليه السلام ) .

مشكلة تدوين الحديث _106_

19 ـ وحدثني الشيخ أبو جعفر قراءة عليه قال حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد قال حدثنا محمد بن الحسن الصفار وحدثنا سعد بن عبد الله جميعا قال حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسن بن علي بن يقطين عن أخيه الحسين عن أبيه علي بن يقطين قال استدعى الرشيد رجلا يبطل به أمر أبي الحسن موسى بن جعفر ( عليه السلام ) ويقطعه ويخجله في المجلس فانتدب له رجل معزم فلما أحضرت المائدة عمل ناموسا على الخبز فكان كلما رام خادم أبي الحسن ( عليه السلام ) تناول رغيف من الخبز طار من بين يديه واستفز هارون الفرح والضحك لذلك فلم يلبث أبو الحسن ( عليه السلام ) أن رفع رأسه إلى أسد مصور على بعض الستور فقال له يا أسد الله خذ عدو الله قال فوثبت تلك الصورة كأعظم ما يكون من السباع فافترست ذلك المعزم فخر هارون وندماؤه على وجوههم مغشيا عليهم وطارت عقولهم خوفا من هول ما رأوه فلما أفاقوا من ذلك بعد حين قال هارون لأبي الحسن ( عليه السلام ) أسألك بحقي عليك لما سألت الصورة أن ترد الرجل فقال إن كانت عصى موسى ردت ما ابتلعته من حبال القوم وعصيهم فإن هذه الصورة ترد ما ابتلعته من هذا الرجل فكان ذلك أعمل الأشياء في إفاقة نفسه .
20 ـ حدثنا الشيخ قال حدثنا أبي قال حدثنا سعد بن عبد الله قال حدثنا محمد بن عيسى بن عبيد اليقطيني عن الحسن بن محمد بن بشار قال حدثني شيخ من أهل قطيعه الربيع من العامة ممن كان يقبل قوله قال قال لي قد رأيت بعض من يقرون بفضله من أهل هذا البيت فما رأيت مثله قط في نسكه وفضله قال قلت من وكيف رأيته قال جمعنا أيام السندي بن شاهك ثمانين رجلا من الوجوه ممن ينسب إلى الخير فأدخلنا إلى موسى بن جعفر ( عليه السلام ) فقال لنا السندي يا هؤلاء انظروا إلى هذا الرجل هل حدث به حدث فإن الناس يزعمون أنه قد فعل مكروه به ويكثرون في ذلك وهذا منزله وفرشه موسع عليه غير مضيق ولم يرد به أمير المؤمنين سوءا وإنما ينتظره أن يقدم فيناظره أمير المؤمنين وها هو ذا صحيح موسع عليه في جميع أمره فاسألوه قال ونحن ليس لنا هم إلا النظر إلى الرجل وإلى فضله وسمته فقال أما ما ذكر من التوسعة وما أشبه ذلك فهو على ما ذكر غير أني أخبركم أيها النفر أني قد سقيت السم في تسع تمرات وأني أخضر غدا وبعد غد أموت قال فنظرت إلى السندي بن شاهك يرتعد ويضطرب مثل السعفة قال الحسن وكان هذا الشيخ من خيار العامة شيخ صديق مقبول القول ثقة ثقة جدا عند الناس .

مشكلة تدوين الحديث _107_

21 ـ حدثنا الشيخ الفقيه أبو جعفر قال حدثنا محمد بن أحمد بن السناني قال حدثنا محمد بن أبي عبد الله الكوفي عن موسى بن عمران النخعي عن عمه الحسين بن يزيد النوفلي عن علي بن سالم عن أبيه عن ثابت بن دينار قال سألت زين العابدين علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) عن الله جل جلاله هل يوصف بمكان فقال تعالى الله عن ذلك قلت فلم أسرى بنبيه محمد ( صلى الله عليه وآله ) إلى السماء قال ليريه ملكوت السماء وما فيها من عجائب صنعه وبدائع خلقه قلت فقول الله عز وجل ( ثُمَّ دَنا فَتَدَلَّى فَكانَ قابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنى) قال ذاك رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) دنا من حجب النور فرأى ملكوت السماوات ثم تدلى ( صلى الله عليه وآله ) فنظر من تحته إلى ملكوت الأرض حتى ظن أنه في القرب من الأرض كقاب قوسين أو أدنى، ( وصلى الله على نبينا محمد وآله أجمعين الطيبين الطاهرين ) .

المجلس الثلاثون :

  وهو يوم السبت لتسع خلون من المحرم والعاشر يوم الأحد من سنة ثمان وستين وثلاثمائة وهو مقتل الحسين بن علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) .
1 ـ حدثنا الشيخ الفقيه أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي قال حدثنا محمد بن عمر البغدادي الحافظ رحمه الله قال حدثنا أبو سعيد الحسن بن عثمان بن زياد التستري من كتابه قال حدثنا إبراهيم بن عبيد الله بن موسى بن يونس بن أبي إسحاق السبيعي قاضي بلخ قال حدثتني مريسة بنت موسى بن يونس بن أبي إسحاق وكانت عمتي قالت حدثتني صفية بنت يونس بن أبي إسحاق الهمدانية وكانت عمتي قالت حدثتني بهجة بنت الحرث بن عبد الله التغلبي عن خالها عبد الله بن منصور وكان رضيعا لبعض ولد زيد عن علي ( عليه السلام ) قال سألت جعفر بن محمد بن علي بن الحسين ( عليه السلام ) فقلت حدثني عن مقتل ابن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فقال حدثني أبي عن أبيه قال لما حضرت معاوية الوفاة دعا ابنه يزيد لعنه الله فأجلسه بين يديه فقال له يا بني إني قد ذللت لك الرقاب الصعاب ووطدت لك البلاد وجعلت الملك وما فيه لك طعمة .

مشكلة تدوين الحديث _108_

  وإني أخشى عليك من ثلاثة نفر يخالفون عليك بجهدهم وهم عبد الله بن عمر بن الخطاب وعبد الله بن الزبير والحسين بن علي فأما عبد الله بن عمر فهو معك فالزمه ولا تدعه وأما عبد الله بن الزبير فقطعه إن ظفرت به إربا إربا فإنه يجثو لك كما يجثو الأسد لفريسته ويواربك مواربة الثعلب للكلب وأما الحسين ( عليه السلام ) فقد عرفت حظه من رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وهو من لحم رسول الله ودمه وقد علمت لا محالة أن أهل العراق سيخرجونه إليهم ثم يخذلونه ويضيعونه فإن ظفرت به فاعرف حقه ومنزلته من رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ولا تؤاخذه بفعله ومع ذلك فإن لنا به خلطة ورحما وإياك أن تناله بسوء ويرى منك مكروها .
  قال فلما هلك معاوية وتولى الأمر بعده يزيد بعث عامله على مدينة رسول الله وهو عمه عتبة بن أبي سفيان فقدم المدينة وعليها مروان بن الحكم وكان عامل معاوية فأقامه عتبة من مكانه وجلس فيه لينفذ فيه أمر يزيد فهرب مروان فلم يقدر عليه وبعث عتبة إلى الحسين بن علي فقال إن أمير المؤمنين أمرك أن تبايع له فقال الحسين ( عليه السلام ) يا عتبة قد علمت أنا أهل بيت الكرامة ومعدن الرسالة وأعلام الحق الذين أودعه الله عز وجل قلوبنا وأنطق به ألسنتنا فنطقت بإذن الله عز وجل ولقد سمعت جدي رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول إن الخلافة محرمة على ولد أبي سفيان وكيف أبايع أهل بيت قد قال فيهم رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) هذا فلما سمع عتبة ذلك دعا الكاتب وكتب بسم الله الرحمن الرحيم إلى عبد الله يزيد أمير المؤمنين من عتبة بن أبي سفيان أما بعد فإن الحسين بن علي ليس يرى لك خلافة ولا بيعة فرأيك في أمره والسلام فلما ورد الكتاب على يزيد لعنه الله كتب الجواب إلى عتبة أما بعد فإذا أتاك كتابي هذا فعجل علي بجوابه وبين لي في كتابك كل من في طاعتي أو خرج عنها وليكن مع الجواب رأس الحسين بن علي ( عليه السلام ) .

مشكلة تدوين الحديث _109_

  فبلغ ذلك الحسين فهم بالخروج من أرض الحجاز إلى أرض العراق فلما أقبل الليل راح إلى مسجد النبي ( صلى الله عليه وآله ) ليودع القبر فلما وصل إلى القبر سطع له نور من القبر فعاد إلى موضعه فلما كانت الليلة الثانية راح ليودع القبر فقام يصلي فأطال فنعس وهو ساجد فجاءه النبي ( صلى الله عليه وآله ) وهو في منامه فأخذ الحسين ( عليه السلام ) وضمه إلى صدره وجعل يقبل عينيه ويقول بأبي أنت كأني أراك مرملا بدمك بين عصابة من هذه الأمة يرجون شفاعتي ما لهم عند الله من خلاق يا بني إنك قادم على أبيك وأمك وأخيك وهم مشتاقون إليك وإن لك في الجنة درجات لا تنالها إلا بالشهادة فانتبه الحسين ( عليه السلام ) من نومه باكيا فأتى أهل بيته فأخبرهم بالرؤيا وودعهم وحمل أخواته على المحامل وابنته وابن أخيه القاسم بن الحسن بن علي ( عليه السلام ) ثم سار في أحد وعشرين رجلا من أصحابه وأهل بيته منهم أبو بكر بن علي ومحمد بن علي وعثمان بن علي والعباس بن علي وعبد الله بن مسلم بن عقيل وعلي بن الحسين .
  الأكبر وعلي بن الحسين الأصغر ( عليه السلام ) وسمع عبد الله بن عمر بخروجه فقدم راحلته وخرج خلفه مسرعا فأدركه في بعض المنازل فقال أين تريد يا ابن رسول الله قال العراق قال مهلا ارجع إلى حرم جدك فأبى الحسين ( عليه السلام ) عليه فلما رأى ابن عمر إباءه قال يا أبا عبد الله اكشف لي عن الموضع الذي كان رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقبله منك فكشف الحسين ( عليه السلام ) عن سرته فقبلها ابن عمر ثلاثا وبكى وقال أستودعك الله يا أبا عبد الله فإنك مقتول في وجهك هذا فسار الحسين ( عليه السلام ) وأصحابه فلما نزلوا ثعلبية ورد عليه رجل يقال له بشر بن غالب فقال يا ابن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أخبرني عن قول الله عز وجل ( يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ ) قال إمام دعا إلى هدى فأجابوه إليه وإمام دعا إلى ضلالة فأجابوه إليها هؤلاء في الجنة وهؤلاء في النار وهو قوله عز وجل ( فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ ) .

مشكلة تدوين الحديث _110_

  ثم سار حتى نزل العذيب فقال فيها قائلة الظهيرة ثم انتبه من نومه باكيا فقال له ابنه ما يبكيك يا أبة فقال يا بني إنها ساعة لا تكذب الرؤيا فيها وإنه عرض لي في منامي عارض فقال تسرعون السير والمنايا تسير بكم إلى الجنة ثم سار حتى نزل الرهيمة فورد عليه رجل من أهل الكوفة يكنى أبا هرم فقال يا ابن النبي ما الذي أخرجك من المدينة فقال ويحك يا أبا هرم شتموا عرضي فصبرت وطلبوا مالي فصبرت وطلبوا دمي فهربت وايم الله ليقتلني ثم ليلبسنهم الله ذلا شاملا وسيفا قاطعا وليسلطن عليهم من يذلهم .
  قال وبلغ عبيد الله بن زياد لعنه الله الخبر وأن الحسين ( عليه السلام ) قد نزل الرهيمية [ الرهمية ] فأرسل إليه الحر بن يزيد في ألف فارس قال الحر فلما خرجت من منزلي متوجها نحو الحسين ( عليه السلام ) نوديت ثلاثا يا حر أبشر بالجنة فالتفت فلم أر أحدا فقلت ثكلت الحر أمه يخرج إلى قتال ابن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ويبشر بالجنة فرهقه عند صلاة الظهر فأمر الحسين ( عليه السلام ) ابنه فأذن وأقام وقام الحسين ( عليه السلام ) فصلى بالفريقين جميعا فلما سلم وثب الحر بن يزيد فقال السلام عليك يا ابن رسول الله ورحمة الله وبركاته فقال الحسين ( عليه السلام ) وعليك السلام من أنت يا عبد الله فقال أنا الحر بن يزيد فقال يا حر أ علينا أم لنا فقال الحر والله يا ابن رسول الله لقد بعثت لقتالك وأعوذ بالله أن أحشر من قبري وناصيتي مشدودة إلى رجلي ويدي مغلولة إلى عنقي وأكب على حر وجهي في النار يا ابن رسول الله أين تذهب ارجع إلى حرم جدك فإنك مقتول فقال الحسين ( عليه السلام ) .
  سأمضي فما بالموت عار على الفتى إذا ما نوى حقا وجاهد مسلماو واسى الرجال الصالحين بنفسه وفارق مثبورا وخالف مجرمافإن مت لم أندم وإن عشت لم ألم كفى بك ذلا أن تموت وترغما .

مشكلة تدوين الحديث _111_

  ثم سار الحسين ( عليه السلام ) حتى نزل القطقطانية فنظر إلى فسطاط مضروب فقال لمن هذا الفسطاط فقيل لعبيد الله بن الحر الحنفي [ الجعفي ] فأرسل إليه الحسين ( عليه السلام ) فقال أيها الرجل إنك مذنب خاطئ إن الله عز وجل آخذك بما أنت صانع إن لم تتب إلى الله تبارك وتعالى في ساعتك هذه فتنصرني ويكون جدي شفيعك بين يدي الله تبارك وتعالى فقال يا ابن رسول الله والله لو نصرتك لكنت أول مقتول بين يديك ولكن هذا فرسي خذه إليك فو الله ما ركبته قط وأنا أروم شيئا إلا بلغته ولا أرادني أحد إلا نجوت عليه فدونك فخذه فأعرض عنه الحسين ( عليه السلام ) بوجهه .
  ثم قال لا حاجة لنا فيك ولا في فرسك وما كنت متخذ المضلين عضدا ولكن فر فلا لنا ولا علينا فإنه من سمع واعيتنا أهل البيت ثم لم يجبنا كبه الله على وجهه في نار جهنم ثم سار حتى نزل كربلاء فقال أي موضع هذا فقيل هذا كربلاء يا ابن رسول الله فقال هذا والله يوم كرب وبلاء وهذا الموضع الذي يهراق فيه دماؤنا ويباح فيه حريمنا فأقبل عبيد الله بن زياد بعسكره حتى عسكر بالنخيلة وبعث إلى الحسين ( عليه السلام ) رجلا يقال له عمر بن سعد في أربعة آلاف فارس وأقبل عبد الله بن الحصين التميمي في ألف فارس يتبعه شبث بن ربعي في ألف فارس ومحمد بن الأشعث بن قيس الكندي أيضا في ألف فارس وكتب لعمر بن سعد على الناس وأمرهم أن يسمعوا له ويطيعوه .
  فبلغ عبيد الله بن زياد أن عمر بن سعد يسامر الحسين ( عليه السلام ) ويحدثه ويكره قتاله فوجه إليه شمر بن ذي الجوشن في أربعة آلاف فارس وكتب إلى عمر بن سعد إذا أتاك كتابي هذا فلا تمهلن الحسين بن علي وخذ بكظمه وحل بين الماء وبينه كما حيل بين عثمان وبين الماء يوم الدار فلما وصل الكتاب إلى عمر بن سعد لعنه الله أمر مناديه فنادى إنا قد أجلنا حسينا وأصحابه يومهم وليلتهم فشق ذلك على الحسين ( عليه السلام ) وعلى أصحابه فقام الحسين ( عليه السلام ) في أصحابه خطيبا .

مشكلة تدوين الحديث _112 _

  فقال اللهم إني لا أعرف أهل بيت أبر ولا أزكى ولا أطهر من أهل بيتي ولا أصحابا هم خير من أصحابي وقد نزل بي ما قد ترون وأنتم في حل من بيعتي ليست لي في أعناقكم بيعة ولا لي عليكم ذمة وهذا الليل قد غشيكم فاتخذوه جملا وتفرقوا في سواده فإن القوم إنما يطلبوني ولو ظفروا بي لذهلوا عن طلب غيري فقام إليه عبد الله بن مسلم بن عقيل بن أبي طالب فقال يا ابن رسول الله ما ذا يقول لنا الناس إن نحن خذلنا شيخنا وكبيرنا وسيدنا وابن سيد الأعمام وابن نبينا سيد الأنبياء لم نضرب معه بسيف ولم نقاتل معه برمح لا والله أو نرد موردك ونجعل أنفسنا دون نفسك ودماءنا دون دمك فإذا نحن فعلنا ذلك فقد قضينا ما علينا وخرجنا مما لزمنا وقام إليه رجل يقال له زهير بن القين البجلي فقال يا ابن رسول الله وددت أني قتلت ثم نشرت ثم قتلت ثم نشرت ثم قتلت ثم نشرت فيك وفي الذين معك مائة قتلة وإن الله دفع بي عنكم أهل البيت فقال له ولأصحابه جزيتم خيرا ثم إن الحسين ( عليه السلام ) أمر بحفيرة فحفرت حول عسكره شبه الخندق وأمر فحشيت حطبا وأرسل عليا ابنه ( عليه السلام ) في ثلاثين فارسا وعشرين راجلا ليستقوا الماء وهم على وجل شديد وأنشأ الحسين ( عليه السلام ) يقول .
  يا دهر أف لك من خليل كم لك في الإشراق والأصيل ، من طالب وصاحب قتيل والدهر لا يقنع بالبديل‏و إنما الأمر إلى الجليل وكل حي سالك سبيلي ، ثم قال لأصحابه قوموا فاشربوا من الماء يكن آخر زادكم وتوضئوا واغتسلوا واغسلوا ثيابكم لتكون أكفانكم ثم صلى بهم الفجر وعباهم تعبئة الحرب وأمر بحفيرته التي حول عسكره فأضرمت بالنار ليقاتل القوم من وجه واحد وأقبل رجل من عسكر عمر بن سعد على فرس له يقال له ابن أبي جويرية المزني فلما نظر إلى النار تتقد صفق بيده ونادى يا حسين وأصحاب الحسين أبشروا بالنار فقد تعجلتموها في الدنيا فقال الحسين ( عليه السلام ) من الرجل فقيل ابن أبي جويرية المزني فقال الحسين ( عليه السلام ) اللهم أذقه عذاب النار في الدنيا فنفر به فرسه فألقاه في تلك النار فاحترق ثم برز من عسكر عمر بن سعد رجل آخر .

مشكلة تدوين الحديث _113 _

  يقال له تميم بن الحصين الفزاري فنادى يا حسين ويا أصحاب الحسين أما ترون إلى ماء الفرات يلوح كأنه بطون الحيات [ الحيتان ] والله لا ذقتم منه قطرة حتى تذوقوا الموت جزعا فقال الحسين ( عليه السلام ) من الرجل فقيل تميم بن حصين فقال الحسين ( عليه السلام ) هذا وأبوه من أهل النار اللهم اقتل هذا عطشا في هذا اليوم قال فخنقه العطش حتى سقط عن فرسه فوطئته الخيل بسنابكها فمات ثم أقبل آخر من عسكر عمر بن سعد يقال له محمد بن أشعث بن قيس الكندي فقال يا حسين بن فاطمة أية حرمة لك من رسول الله ليست لغيرك قال الحسين ( عليه السلام ) هذه الآية إِنَّ ( اللَّهَ اصْطَفى آدَمَ ونُوحاً وآلَ إِبْراهِيمَ وآلَ عِمْرانَ عَلَى الْعالَمِينَ ذُرِّيَّةً ) الآية .
  ثم قال والله إن محمدا لمن آل إبراهيم وإن العترة الهادية لمن آل محمد من الرجل فقيل محمد بن أشعث بن قيس الكندي فرفع الحسين ( عليه السلام ) رأسه إلى السماء فقال اللهم أر محمد بن الأشعث ذلا في هذا اليوم لا تعزه بعد هذا اليوم أبدا فعرض له عارض فخرج من العسكر يتبرز فسلط الله عليه عقربا فلذعه فمات بادي العورة فبلغ العطش من الحسين ( عليه السلام ) وأصحابه فدخل عليه رجل من شيعته يقال له يزيد بن الحصين الهمداني قال إبراهيم بن عبد الله راوي الحديث هو خال أبي إسحاق الهمداني فقال يا ابن رسول الله أ تأذن لي فأخرج إليهم فأكلمهم فأذن له فخرج إليهم فقال يا معشر الناس إن الله عز وجل بعث محمدا بالحق بشيرا ونذيرا وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا وهذا ماء الفرات تقع فيه خنازير السواد وكلابها وقد حيل بينه وبين ابنه فقالوا يا يزيد فقد أكثرت الكلام فاكفف فو الله ليعطش الحسين كما عطش من كان قبله فقال الحسين اقعد يا يزيد ثم وثب الحسين ( عليه السلام ) متوكئا على سيفه فنادى بأعلى صوته فقال أنشدكم الله هل تعرفوني قالوا نعم أنت ابن رسول الله وسبطه قال أنشدكم الله هل تعلمون أن جدي رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) .
  قالوا اللهم نعم قال أنشدكم الله هل تعلمون أن أمي فاطمة بنت محمد قالوا اللهم نعم قال أنشدكم الله هل تعلمون أن أبي علي بن أبي طالب قالوا اللهم نعم قال أنشدكم الله هل تعلمون أن جدتي خديجة بنت خويلد أول نساء .

مشكلة تدوين الحديث _114 _

  هذه الأمة إسلاما قالوا اللهم نعم قال أنشدكم الله هل تعلمون أن سيد الشهداء حمزة عم أبي قالوا اللهم نعم قال فأنشدكم الله هل تعلمون أن جعفر الطيار في الجنة عمي قالوا اللهم نعم قال فأنشدكم الله هل تعلمون أن هذا سيف رسول الله وأنا متقلده قالوا اللهم نعم قال فأنشدكم الله هل تعلمون أن هذه عمامة رسول الله أنا لابسها قالوا اللهم نعم قال فأنشدكم الله هل تعلمون أن عليا كان أولهم إسلاما وأعلمهم علما وأعظمهم حلما وأنه ولي كل مؤمن ومؤمنة قالوا اللهم نعم قال فبم تستحلون دمي وأبي الذائد عن الحوض غدا يذود عنه رجالا كما يذاد البعير الصادر عن الماء ولواء الحمد في يد جدي يوم القيامة قالوا قد علمنا ذلك كله ونحن غير تاركيك حتى تذوق الموت عطشا فأخذ الحسين ( عليه السلام ) بطرف لحيته وهو يومئذ ابن سبع وخمسين سنة ثم قال اشتد غضب الله على اليهود حين قالوا عزير بن الله واشتد غضب الله على النصارى حين قالوا المسيح بن الله واشتد غضب الله على المجوس حين عبدوا النار من دون الله واشتد غضب الله على قوم قتلوا نبيهم واشتد غضب الله على هذه العصابة الذين يريدون قتل ابن نبيهم قال فضرب الحر بن يزيد فرسه وجاز عسكر عمر بن سعد لعنه الله إلى عسكر الحسين ( عليه السلام ) واضعا يده على رأسه وهو يقول اللهم إليك أنيب [أنبت] فتب علي فقد أرعبت قلوب أوليائك وأولاد نبيك يا ابن رسول الله هل لي من توبة قال نعم تاب الله عليك قال يا ابن رسول الله أ تأذن لي فأقاتل عنك فأذن له فبرز وهو يقول .
  أضرب في أعناقكم بالسيف عن خير من حل بلاد الخيف ، فقتل منهم ثمانية عشر رجلا ثم قتل فأتاه الحسين ( عليه السلام ) ودمه يشخب فقال بخ بخ يا حر أنت حر كما سميت في الدنيا والآخرة ثم أنشأ الحسين يقول ، لنعم الحر حر بني رياح ونعم الحر عند مختلف الرماح‏و نعم الحر إذ نادى حسينا فجاد بنفسه عند الصباح ، ثم برز من بعده زهير بن القين البجلي وهو يقول مخاطبا للحسين ( عليه السلام ) ، اليوم نلقى جدك النبيا وحسنا والمرتضى عليا ، فقتل منهم تسعة عشر رجلا ثم صرع وهو يقول ، أنا زهير وأنا ابن القين أذبكم بالسيف عن حسين .

مشكلة تدوين الحديث _115 _

  ثم برز من بعده حبيب بن مظاهر [ مظهر ] الأسدي رضوان الله عليه وهو يقول ، أنا حبيب وأبي مظاهر لنحن أزكى منكم وأطهرننصر خير الناس حين يذكر ، فقتل منهم أحدا وثلاثين رجلا ثم قتل رض ثم برز من بعده عبد الله بن أبي عروة الغفاري وهو يقول ، قد علمت حقا بنو غفار أني أذب في طلاب الثاربالمشرفي والقنا الخطار ، فقتل منهم عشرين رجلا ثم قتل ( رحمه الله ) ثم برز من بعده برير [ بدير ] بن خضير الهمداني وكان أقرأ أهل زمانه وهو يقول ، أنا برير وأبي خضير لا خير فيمن ليس فيه خير ، فقتل منهم ثلاثين رجلا ثم قتل رضوان الله عليه ثم برز من بعده مالك بن أنس الكاهلي وهو يقول .
  قد علمت كاهلها ودودان والخندفيون وقيس عيلان‏بأن قومي قصم الأقران يا قوم كونوا كأسود الجان‏آل علي شيعة الرحمن وآل حرب شيعة الشيطان ، فقتل منهم ثمانية عشر رجلا ثم قتل رضوان الله عليه وبرز من بعده زياد بن مهاصر [ مهاجر ] الكندي فحمل عليهم وأنشأ يقول ، أشجع من ليث العرين [ العزيز ] الخادر يا رب إني للحسين ناصرو لابن سعد تارك مهاجر ، فقتل منهم تسعة ثم قتل رض وبرز من بعده وهب بن وهب وكان نصرانيا أسلم على يد الحسين ( عليه السلام ) هو وأمه فاتبعوه إلى كربلاء فركب فرسا وتناول بيده عود الفسطاط [ عمود الفسطاط ] فقاتل وقتل من القوم سبعة أو ثمانية ثم استؤسر فأتي به عمر بن سعد لعنه الله فأمر بضرب عنقه ورمى به إلى عسكر الحسين ( عليه السلام ) وأخذت أمه سيفه وبرزت فقال لها الحسين ( عليه السلام ) يا أم وهب اجلسي فقد وضع الله الجهاد عن النساء إنك وابنك مع جدي محمد ( صلى الله عليه وآله ) في الجنة ثم برز من بعده هلال بن حجاج وهو يقول .
  أرمي بها معلمة أفواقها [أفواهها] والنفس لا ينفعها إشفاقها، فقتل منهم ثلاثة عشر رجلا ثم قتل رض وبرز من بعده عبد الله بن مسلم بن عقيل بن أبي طالب وأنشأ يقول ، أقسمت لا أقتل إلا حرا وقد وجدت الموت شيئا مراأكره أن أدعى جبانا فرا إن الجبال من عصى وفرا ، فقتل منهم ثلاثة ثم قتل رض ورحمته وبرز من بعده علي بن الحسين ( عليه السلام ) فلما برز إليهم دمعت عين الحسين ( عليه السلام ) فقال اللهم كن أنت الشهيد عليهم فقد برز إليهم ابن رسولك وأشبه الناس وجها وسمتا به فجعل يرتجز وهو يقول .
املأ ركابي فضة وذهبا إني قتلت الملك المحجباقتلت خير الناس أما وأبا وخيرهم إذ ينسبون نسبا.   فقال له عبيد الله بن زياد ويحك فإن علمت أنه خير الناس أبا وأما لم قتلته إذا فأمر به فضرب عنقه وعجل الله بروحه إلى النار وأرسل ابن زياد لعنه الله قاصدا إلى أم كلثوم [ أخت ] بنت الحسين ( عليه السلام ) فقال الحمد لله الذي قتل رجالكم فكيف ترون ما فعل بكم فقالت يا ابن زياد لئن قرت عينك بقتل الحسين ( عليه السلام ) فطال ما قرت عين جده به وكان يقبله ويلثم شفتيه ويضعه على عاتقه يا ابن زياد أعد لجده جوابا فإنه خصمك غدا .

مشكلة تدوين الحديث _116 _

المجلس الحادي والثلاثون :

  في بقية المقتل يوم الأحد وهو يوم عاشوراء لعشر خلون من المحرم من سنة ثمان وستين وثلاثمائة .
1 ـ حدثنا الشيخ الفقيه أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي قال حدثنا أبي قال حدثنا سعد بن عبد الله عن أحمد بن محمد بن عيسى عن أبي عبد الله محمد بن خالد البرقي عن داود بن أبي يزيد عن أبي الجارود وابن بكير وبريد بن معاوية العجلي عن أبي جعفر الباقر ( عليه السلام ) قال أصيب الحسين بن علي ( عليه السلام ) ووجد به ثلاثمائة وبضعة وعشرين طعنة برمح أو ضربة بسيف أو رمية بسهم فروي أنها كانت كلها في مقدمه لأنه ( عليه السلام ) كان لا يولي .
2 ـ حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل ( رحمه الله ) قال حدثنا علي بن الحسين السعدآبادي عن أحمد بن محمد بن خالد عن أبيه عن محمد بن سنان عن أبي الجارود زياد بن المنذر عن عبد الله بن الحسين عن أمه فاطمة بنت الحسين ( عليه السلام ) قال دخلت الغانمة [ العامة ] علينا الفسطاط وأنا جارية صغيرة وفي رجلي خلخالان من ذهب فجعل رجل يفض الخلخالين من رجلي وهو يبكي فقلت ما يبكيك يا عدو الله فقال كيف لا أبكي وأنا أسلب ابنة رسول الله فقلت لا تسلبني قال أخاف أن يجي‏ء غيري فيأخذه قالت وانتهبوا ما في الأبنية حتى كانوا ينزعون الملاحف عن ظهورنا .
3 ـ حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق قال حدثنا عبد العزيز بن يحيى البصري قال أخبرنا محمد بن زكريا قال حدثنا أحمد بن محمد بن يزيد قال حدثنا أبو نعيم قال حدثني حاجب عبيد الله بن زياد أنه لما جي‏ء برأس الحسين ( عليه السلام ) أمر فوضع بين يديه في طست من ذهب وجعل يضرب بقضيب في يده على ثناياه ويقول لقد أسرع الشيب إليك يا أبا عبد الله فقال رجل من القوم مه فإني رأيت رسول الله يلثم حيث تضع قضيبك فقال يوم بيوم بدر ثم أمر بعلي بن الحسين ( عليه السلام ) فغل وحمل مع النسوة والسبايا إلى السجن وكنت معهم فما مررنا بزقاق إلا وجدناه ملاء رجالا ونساء يضربون وجوههم ويبكون فحبسوا في سجن وطبق عليهم ثم إن ابن زياد لعنه الله دعا بعلي بن الحسين ( عليه السلام ) والنسوة وأحضر رأس الحسين ( عليه السلام ) .

مشكلة تدوين الحديث _117 _

  وكانت زينب ابنة علي ( عليه السلام ) فيهم فقال ابن زياد الحمد لله الذي فضحكم وقتلكم وأكذب أحاديثكم فقالت زينب ( عليه السلام ) الحمد لله الذي أكرمنا بمحمد وطهرنا تطهيرا إنما يفضح الله الفاسق ويكذب الفاجر قال كيف رأيت صنع الله بكم أهل البيت قالت كتب إليهم القتل فبرزوا إلى مضاجعهم وسيجمع الله بينك وبينهم فتتحاكمون عنده فغضب ابن زياد لعنه الله عليها وهم بها فسكن منه عمرو بن حريث فقالت زينب يا ابن زياد حسبك ما ارتكبت منا فلقد قتلت رجالنا وقطعت أصلنا وأبحت حريمنا وسبيت نساءنا وذرارينا فإن كان ذلك للاشتفاء فقد اشتفيت فأمر ابن زياد بردهم إلى السجن وبعث البشائر إلى النواحي بقتل الحسين ثم أمر بالسبايا ورأس الحسين فحملوا إلى الشام فلقد حدثني جماعة كانوا خرجوا في تلك الصحبة أنهم كانوا يسمعون بالليالي نوح الجن على الحسين ( عليه السلام ) إلى الصباح وقالوا فلما دخلنا دمشق أدخل بالنساء والسبايا بالنهار مكشفات الوجوه فقال أهل الشام الجفاة ما رأينا سبايا أحسن من هؤلاء فمن أنتم فقالت سكينة ابنة الحسين نحن سبايا آل محمد فأقيموا على درج المسجد حيث يقام السبايا وفيهم علي بن الحسين ( عليه السلام ) وهو يومئذ فتى شاب فأتاهم شيخ من أشياخ أهل الشام .
  فقال لهم الحمد لله الذي قتلكم وأهلككم وقطع قرن الفتنة فلم يألوا عن شتمهم فلما انقضى كلامه قال له علي بن الحسين ( عليه السلام ) أما قرأت كتاب الله عز وجل قال نعم قال أما قرأت هذه الآية ( قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى ) قال بلى قال فنحن أولئك ثم قال أما قرأت وآتِ ( ذَا الْقُرْبى حَقَّهُ ) قال بلى قال فنحن هم قال فهل قرأت هذه الآية ( إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ ويُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ) قال بلى قال فنحن هم فرفع الشامي يده إلى السماء ثم قال اللهم إني أتوب إليك ثلاث مرات اللهم إني أبرأ إليك من عدو آل محمد ومن قتله أهل بيت محمد لقد قرأت القرآن فما شعرت بهذا قبل اليوم ثم أدخل نساء الحسين ( عليه السلام ) على يزيد بن معاوية فصحن نساء آل يزيد وبنات معاوية وأهله وولولن وأقمن المأتم ووضع رأس الحسين بين يديه فقالت سكينة والله ما رأيت أقسى قلبا من يزيد ولا رأيت كافرا ولا مشركا شرا منه ولا أجفى منه وأقبل يقول وينظر إلى الرأس .

مشكلة تدوين الحديث _118 _

  ليت أشياخي ببدر شهدوا جزع الخزرج من وقع الأسل ، ثم أمر برأس الحسين فنصب على باب مسجد دمشق فروي عن فاطمة بنت علي ( عليه السلام ) أنها قالت لما أجلسنا بين يدي يزيد بن معاوية رق لنا أول شيء وألطفنا ثم إن رجلا من أهل الشام أحمر قام إليه فقال يا أمير المؤمنين هب لي هذه الجارية تعينني وكنت جارية وضيئة فأرعبت وفرقت [فزعت] وظننت أنه يفعل ذلك فأخذت بثياب أختي وهي أكبر مني وأعقل فقالت كذبت والله ولعنت ما ذاك لك ولا له فغضب يزيد فقال بل كذبت والله لو شئت لفعلته قالت لا والله ما جعل الله ذلك لك إلا أن تخرج من ملتنا وتدين بغير ديننا فغضب يزيد ثم قال إياي تستقبلين بهذا إنما خرج من الدين أبوك وأخوك فقالت بدين الله ودين أبي وأخي وجدي اهتديت أنت وجدك وأبوك قال كذبت يا عدوة الله قالت أمير يشتم ظالما ويقهر بسلطانه قالت فكأنه لعنه الله استحيا فسكت فأعاد الشامي لع فقال يا أمير المؤمنين هب لي هذه الجارية فقال له اعزب وهب الله لك حتفا قاضيا .
4- حدثني بذلك محمد بن علي ماجيلويه عن عمه محمد بن أبي القاسم عن محمد بن علي الكوفي عن نصر بن مزاحم عن لوط بن يحيى عن الحرث بن كعب عن فاطمة بنت علي ( صلى الله عليه وآله ) ثم إن يزيد لعنه الله أمر بنساء الحسين ( عليه السلام ) فحبسن مع علي بن الحسين ( عليه السلام ) في محبس لا يكنهم من حر ولا قر حتى تقشرت وجوههم ولم يرفع ببيت المقدس حجر عن وجه الأرض إلا وجد تحته دم عبيط وأبصر الناس الشمس على الحيطان حمراء كأنه الملاحف المعصفرة إلى أن خرج علي بن الحسين ( عليه السلام ) بالنسوة ورد رأس الحسين إلى كربلاء .
5 ـ حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد قال حدثنا الحسن بن متيل الدقاق قال حدثنا يعقوب بن يزيد عن علي بن الحسن بن علي بن فضال عن الديلمي وهو سليمان عن عبد الله بن لطيف التفليسي قال قال الصادق أبو عبد الله جعفر بن محمد ( عليه السلام ) لما ضرب الحسين بن علي ( عليه السلام ) بالسيف ثم ابتدر ليقطع رأسه نادى مناد من قبل رب العزة تبارك وتعالى من بطنان العرش فقال ألا أيتها الأمة المتحيرة الظالمة بعد نبيها لا وفقكم الله لأضحى ولا فطر قال ثم قال أبو عبد الله لا جرم والله ما وفقوا ولا يوفقون أبدا حتى يقوم ثائر الحسين ( عليه السلام ) .

مشكلة تدوين الحديث _119 _

المجلس الثاني والثلاثون :

  يوم الثلاثاء لاثنتي عشرة ليلة خلت من الحرم من سنة ثمان وستين وثلاثمائة .
1 ـ حدثنا الشيخ الفقيه أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي قال حدثنا جعفر بن محمد بن مسرور قال حدثنا الحسين بن محمد بن عامر قال حدثنا المعلى بن محمد البصري عن أحمد بن محمد بن عبد الله عن عمر [ عمرو ] بن زياد عن مدرك بن عبد الرحمن عن أبي عبد الله الصادق جعفر بن محمد ( عليه السلام ) قال إذا كان يوم القيامة جمع الله عز وجل الناس في صعيد واحد ووضعت الموازين فتوزن دماء الشهداء مع مداد العلماء فيرجح مداد العلماء على دماء الشهداء .
2 ـ حدثنا أبي قال حدثنا سعد بن عبد الله قال حدثنا محمد بن عيسى بن عبيد عن محمد بن شعيب الصيرفي عن الهيثم أبي كهمس عن أبي عبد الله الصادق ( عليه السلام ) قال خصال ينتفع بها المؤمن من بعد موته ولد صالح يستغفر له ومصحف يقرأ منه وقليب يحفره وغرس يغرسه وصدقة ماء يجريه وسنة حسنة يؤخذ بها بعده .
3 ـ حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل قال حدثنا علي بن الحسين السعدآبادي عن أحمد بن محمد بن خالد عن أبيه قال حدثنا أبو أحمد محمد بن زياد الأزدي قال سمعت مالك بن أنس فقيه المدينة يقول كنت أدخل إلى الصادق جعفر بن محمد ( عليه السلام ) فيقدم لي مخدة ويعرف لي قدرا ويقول لي يا مالك إني أحبك فكنت أسر بذلك وأحمد الله عليه قال وكان ( عليه السلام ) رجلا لا يخلو من إحدى ثلاث خصال إما صائما وإما قائما وإما ذاكرا وكان من عظماء العباد وأكابر الزهاد الذين يخشون الله عز وجل وكان كثير الحديث طيب المجالسة كثير الفوائد فإذا قال قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) اخضر مرة واصفر أخرى حتى ينكره من كان يعرفه ولقد حججت معه سنة فلما استوت به راحلته عند الإحرام كان كلما هم بالتلبية انقطع الصوت في حلقه وكاد أن يخر من راحلته فقلت قل يا ابن رسول الله ولا بد لك من أن تقول فقال يا ابن أبي عامر كيف أجسر أن أقول لبيك اللهم لبيك وأخشى أن يقول عز وجل لا لبيك ولا سعديك .

مشكلة تدوين الحديث _120 _

4 ـ حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل قال حدثنا علي بن الحسين السعدآبادي عن أحمد بن محمد بن خالد عن أبيه عن أبي أحمد محمد بن زياد الأزدي عن مالك بن أنس قال قال الصادق جعفر بن محمد ( عليه السلام ) أعجب لمن يبخل بالدنيا وهي مقبلة عليه أو يبخل عليها وهي مدبرة عنه فلا الإنفاق مع الإقبال يضره ولا الإمساك مع الإدبار ينفعه قال مالك بن أنس وسمعت الصادق (عليه السلام) يقول قيل لأمير المؤمنين ( عليه السلام ) لم لا تشتري فرسا عتيقا قال لا حاجة لي فيه وأنا لا أفر ممن كر علي ولا أكر على من فر مني .
5 ـ حدثنا أحمد بن محمد الصائغ العدل قال حدثنا عيسى بن محمد العلوي قال حدثنا أحمد بن سلام الكوفي قال حدثنا الحسين بن عبد الواحد قال حدثنا حرب بن الحسن قال حدثنا أحمد بن إسماعيل بن صدقة عن أبي الجارود عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر ( عليه السلام ) قال لما نزلت هذه الآية على رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ( وكُلَّ شيء أَحْصَيْناهُ فِي إِمامٍ مُبِينٍ ) قام رجلان من مجلسهما فقالا يا رسول الله هو التوراة قال لا قالا فهو الإنجيل قال لا قالا فهو القرآن قال لا قال فأقبل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) هو هذا إنه الإمام الذي أحصى الله تبارك وتعالى فيه علم كل شيء .
6 ـ حدثنا محمد بن هارون الزنجاني قال حدثنا معاذ بن المثنى العنبري قال حدثنا عبد الله بن أسماء قال حدثنا جويرة عن سفيان عن منصور عن أبي وائل عن وهب قال وجدت في بعض كتب الله عز وجل أن ذا القرنين لما فرغ من عمل السد انطلق على وجهه فبينا هو يسير وجنوده إذ مر على شيخ يصلي فوقف عليه بجنوده حتى انصرف من صلاته فقال له ذو القرنين كيف لم يروعك ما حضرك من جنودي قال كنت أناجي من هو أكثر جنودا منك وأعز سلطانا وأشد قوة ولو صرفت وجهي إليك لم أدرك حاجتي قبله .

مشكلة تدوين الحديث _121 _

  فقال له ذو القرنين هل لك في أن تنطلق معي فأواسيك بنفسي وأستعين بك على بعض أمري قال نعم إن ضمنت لي أربع خصال نعيما لا يزول وصحة لا سقم فيها وشبابا لا هرم فيه وحياة لا موت فيها فقال له ذو القرنين وأي مخلوق يقدر على هذه الخصال فقال الشيخ فإني مع من يقدر عليها ويملكها وإياك ثم مر برجل عالم فقال لذي القرنين أخبرني عن شيئين منذ خلقهما الله عز وجل قائمين وعن شيئين جاريين وشيئين مختلفين وشيئين متباغضين فقال له ذو القرنين أما الشيئان القائمان فالسماوات والأرض وأما الشيئان الجاريان فالشمس والقمر وأما الشيئان المختلفان فالليل والنهار وأما الشيئان المتباغضان فالموت والحياة فقال انطلق فإنك عالم فانطلق ذو القرنين يسير في البلاد حتى مر بشيخ يقلب جماجم الموتى فوقف عليه بجنوده .
  فقال له أخبرني أيها الشيخ لأي شيء تقلب هذه الجماجم قال لأعرف الشريف من الوضيع والغني من الفقير فما عرفت وإني لأقلبها منذ عشرين سنة فانطلق ذو القرنين وتركه وقال ما عنيت بهذا أحدا غيري فبينا هو يسير إذ وقع على الأمة العالمة من قوم موسى الذين يهدون بالحق وبه يعدلون فلما رآهم قال لهم أيها القوم أخبروني بخبركم فإني قد درت الأرض شرقها وغربها وبرها وبحرها وسهلها وجبلها ونورها وظلمتها فلم ألق مثلكم فأخبروني ما بال قبور موتاكم على أبواب بيوتكم قالوا فعلنا ذلك لئلا ننسى الموت ولا يخرج ذكره من قلوبنا قال فما بال بيوتكم ليس عليها أبواب قالوا ليس فينا لص ولا ظنين وليس فينا إلا أمين قال فما بالكم ليس عليكم أمراء قالوا لا نتظالم قال فما بالكم ليس بينكم حكام قالوا لا نختصم قال فما بالكم ليس فيكم ملوك قالوا لا نتكاثر .
  قال فما بالكم لا تتفاضلون ولا تتفاوتون قالوا من قبل أنا متواسون متراحمون قال فما بالكم لا تتنازعون ولا تختلفون قالوا من قبل ألفة قلوبنا وصلاح ذات بيننا قال فما بالكم لا تستبون ولا تقتلون [ تقتلون ] قالوا من قبل أنا غلبنا طبائعنا بالعزم وسبينا [ سسنا ] أنفسنا بالحلم قال فما بالكم كلمتكم واحدة وطريقتكم مستقيمة قالوا من قبل أنا لا نتكاذب ولا نتخادع ولا يغتاب بعضنا بعضا قال فأخبروني لم ليس فيكم مسكين ولا فقير قالوا من قبل أنا نقسم بالسوية قال فما بالكم ليس فيكم فظ ولا غليظ قالوا من قبل الذل والتواضع قال فلم جعلكم الله عز وجل أطول الناس أعمارا قالوا من قبل أنا نتعاطى الحق ونحكم بالعدل قال فما بالكم لا تقحطون قالوا من قبل أنا لا نغفل عن الاستغفار قال فما بالكم لا تحزنون قالوا من قبل أنا وطنا أنفسنا على البلاء فعزينا أنفسنا .

مشكلة تدوين الحديث _122 _

  قال فما بالكم لا يصيبكم الآفات قالوا من قبل أنا لا نتوكل على غير الله عز وجل ولا نستمطر بالأنواء والنجوم قال فحدثوني أيها القوم هكذا وجدتم آباءكم يفعلون قالوا وجدنا آباءنا يرحمون مسكينهم ويواسون فقيرهم ويعفون عمن ظلمهم ويحسنون إلى من أساء إليهم ويستغفرون لمسيئهم ويصلون أرحامهم ويؤدون أمانتهم ويصدقون ولا يكذبون فأصلح الله لهم بذلك أمرهم فأقام عندهم ذو القرنين حتى قبض وكان له خمسمائة عام .
7 ـ حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد قال حدثنا محمد بن الحسن الصفار عن العباس بن معروف عن علي بن مهزيار عن فضالة بن أيوب عن أبان بن عثمان عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر الباقر ( عليه السلام ) قال بعث رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) خالد بن الوليد إلى حي يقال لهم بنو المصطلق من بني جذيمة وكان بينه وبين بني مخزوم إحنة في الجاهلية فلما ورد عليهم كانوا قد أطاعوا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وأخذوا منه كتابا فلما ورد عليهم خالد أمر مناديا فنادى بالصلاة فصلى وصلوا فلما كان صلاة الفجر أمر مناديه فنادى فصلى وصلوا ثم أمر الخيل فشنوا فيهم الغارة فقتل وأصاب فطلبوا كتابهم فوجدوه فأتوا به النبي ( صلى الله عليه وآله ) وحدثوه بما صنع خالد بن الوليد فاستقبل القبلة ثم قال اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد بن الوليد قال ثم قدم على رسول الله تبر ومتاع فقال لعلي ( عليه السلام ) يا علي ائت بني جذيمة من بني المصطلق فأرضهم مما صنع خالد ثم رفع ( صلى الله عليه وآله ) قدميه فقال يا علي اجعل قضاء أهل الجاهلية تحت قدميك فأتاهم علي ( عليه السلام ) فلما انتهى إليهم حكم فيهم بحكم الله فلما رجع إلى النبي ( صلى الله عليه وآله ) قال يا علي أخبرني ما صنعت فقال يا رسول الله عمدت فأعطيت لكل دم دية ولكل جنين غرة ولكل مال مالا وفضلت معي فضلة فأعطيتهم لميلغة كلابهم وحيلة رعاتهم وفضلت معي فضلة فأعطيتهم لروعة نسائهم وفزع صبيانهم وفضلت معي فضلة فأعطيتهم لما يعلمون ولما لا يعلمون وفضلت معي فضلة فأعطيتهم ليرضوا عنك يا رسول الله فقال ( صلى الله عليه وآله ) يا علي أعطيتهم ليرضوا عني رضي الله عنك يا علي إنما أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي .

مشكلة تدوين الحديث _123 _

المجلس الثالث والثلاثون :

  وهو يوم الجمعة للنصف من المحرم من سنة ثمان وستين وثلاثمائة .
1 ـ حدثنا الشيخ الفقيه أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي قال حدثنا محمد بن علي الأسترآبادي رض قال حدثنا يوسف بن محمد بن زياد وعلي بن محمد بن سيار عن أبويهما عن الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عن أبيه عن آبائه عن أمير المؤمنين قال قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قال الله تبارك وتعالى قسمت فاتحة الكتاب بيني وبين عبدي فنصفها لي ونصفها لعبدي ولعبدي ما سأل إذا قال العبد بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ قال الله جل جلاله بدأ عبدي باسمي وحق علي أن أتمم له أموره وأبارك له في أحواله .
  فإذا قال ( الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ ) قال الله جل جلاله حمدني عبدي وعلم أن النعم التي له من عندي وأن البلايا التي إن دفعت عنه فبتطولي أشهدكم أني أضيف له إلى نعم الدنيا نعم الآخرة وأرفع عنه بلايا الآخرة كما دفعت عنه بلايا الدنيا فإذا قال الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ قال الله جل جلاله شهد لي بأني الرحمن الرحيم أشهدكم لأوفرن من رحمتي حظه ولأجزلن من عطائي نصيبه فإذا قال ( مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ ) .
  قال الله عز وجل أشهدكم كما اعترف أني أنا مالك يوم الدين لأسهلن يوم الحساب حسابه ولأتقبلن حسناته ولأتجاوزن عن سيئاته فإذا قال ( إِيَّاكَ نَعْبُدُ ) قال الله عز وجل صدق عبدي إياي يعبد أشهدكم لأثيبنه على عبادته ثوابا يغبطه كل من خالفه في عبادته لي فإذا قال ( وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ) قال الله عز وجل بي استعان والتجأ أشهدكم لأعيننه على أمره ولأغيثنه في شدائده ولآخذن بيده يوم نوائبه فإذا قال ( اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ ) إلى آخر السورة قال الله جل جلاله هذا لعبدي ولعبدي ما سأل قد استجبت لعبدي وأعطيته ما أمل وآمنته مما منه وجل وقيل لأمير المؤمنين ( عليه السلام ) يا أمير المؤمنين أخبرنا عن بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ أهي من فاتحة الكتاب فقال نعم كان رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقرأها ويعدها آية منه ويقول فاتحة الكتاب هي السبع المثاني .

مشكلة تدوين الحديث _124 _

2 ـ حدثنا محمد بن قاسم قال حدثني يوسف بن محمد بن زياد وعلي بن محمد بن سيار عن أبويهما عن الحسن بن علي عن أبيه علي بن محمد عن أبيه محمد بن علي عن أبيه الرضا علي بن موسى عن أبيه موسى بن جعفر عن أبيه جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن علي عن أبيه علي بن الحسين عن أبيه الحسين بن علي عن أخيه الحسن بن علي قال قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) إن بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ آية من فاتحة الكتاب وهي سبع آيات تمامها ب بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول إن الله عز وجل قال لي يا محمد ( ولَقَدْ آتَيْناكَ سَبْعاً مِنَ الْمَثانِي والْقُرْآنَ الْعَظِيمَ ) فأفرد الامتنان علي بفاتحة الكتاب وجعلها بإزاء القرآن العظيم وإن فاتحة الكتاب أشرف ما في كنوز العرش وإن الله عز وجل خص محمدا وشرفه بها ولم يشرك معه فيها أحدا من أنبيائه ما خلا سليمان فإنه أعطاه منها بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ألا تراه يحكي عن بلقيس حين قالت ( إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتابٌ كَرِيمٌ إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمانَ وإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ) ألا فمن قرأها معتقدا لموالات محمد وآله الطيبين ( صلى الله عليهم وسلم ) منقادا لأمرهما مؤمنا بظاهرهما وباطنهما أعطاه الله عز وجل بكل حرف منها حسنة كل واحدة منها أفضل له من الدنيا بما فيها من أصناف أموالها وخيراتها ومن استمع إلى قارئ يقرأها كان له قدر ثلث ما للقارئ فليستكثر أحدكم من هذا الخير المعرض لكم فإنه غنيمة لا يذهبن أوانه فتبقى في قلوبكم الحسرة .
3 ـ حدثنا أبي قال حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم عن أبيه عن علي بن الحكم عن الفضل بن صالح عن جابر عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال لما نزلت هذه الآية ( وجِي‏ءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ ) سئل عن ذلك رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فقال أخبرني الروح الأمين أن الله لا إله غيره إذا جمع الأولين والآخرين أتى بجهنم تقاد بألف زمام أخذ بكل زمام مائة ألف ملك من الغلاظ الشداد لها وهدة تغيظ وزفير وإنها لتزفر الزفرة فلو لا أن الله عز وجل أخرهم إلى الحساب لأهلكت الجمع ثم يخرج منها عنق يحيط بالخلائق البر منهم والفاجر فما خلق الله عز وجل عبدا من عباده ملكا ولا نبيا إلا نادى رب نفسي نفسي وأنت يا نبي الله تنادي أمتي أمتي ثم يوضع عليها صراط أدق من حد السيف عليه ثلاث قناطر أما واحدة فعليها الأمانة والرحم وأما الثانية فعليها الصلاة وأما الأخرى فعليها عدل رب العالمين لا إله غيره فيكلفون الممر عليه فتحبسهم الرحم والأمانة فإن نجوا منها حبستهم الصلاة فإن نجوا منها كان المنتهى إلى رب العالمين جل وعز وهو قوله تبارك وتعالى ( إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصادِ ) والناس على الصراط فمتعلق وقدم تزل وقدم تستمسك والملائكة حولهم ينادون يا حليم اغفر واصفح وعد بفضلك وسلم سلم والناس يتهافتون فيها كالفراش فإذا نجا ناج برحمة الله عز وجل نظر إليها فقال الحمد لله الذي نجاني منك بعد إياس بمنه وفضله إن ربنا لغفور شكور .

مشكلة تدوين الحديث _125 _

4 ـ حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد ( رض ) قال حدثنا محمد بن الحسن الصفار قال حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى عن محمد بن خالد البرقي عن القاسم بن محمد الجوهري عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير عن أبي عبد الله الصادق جعفر بن محمد ( عليه السلام ) قال الناس يمرون على الصراط طبقات والصراط أدق من الشعر وأحد من السيف فمنهم من يمر مثل البرق ومنهم من يمر مثل عدو الفرس ومنهم من يمر حبوا ومنهم من يمر متعلقا قد تأخذ النار منه شيئا وتترك شيئا .
5 ـ حدثنا أحمد بن زياد الهمداني قال حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم عن أبيه عن محمد بن أبي عمير عن جميل بن دراج عن الصادق جعفر بن محمد ( عليه السلام ) قال إذا أراد الله عز وجل أن يبعث الخلق أمطر السماء على الأرض أربعين صباحا فاجتمعت الأوصال ونبتت اللحوم .
6 ـ حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل قال حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم عن أبيه عن الريان بن الصلت عن الرضا علي بن موسى عن أبيه موسى بن جعفر عن أبيه جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن علي عن أبيه علي بن الحسين عن أبيه الحسين بن علي ( عليه السلام ) قال رأى أمير المؤمنين ( عليه السلام ) رجلا من شيعته بعد عهد طويل وقد أثر السن فيه وكان يتجلد في مشيته فقال ( عليه السلام ) كبر سنك يا رجل قال في طاعتك يا أمير المؤمنين فقال ( عليه السلام ) إنك لتتجلد قال على أعدائك يا أمير المؤمنين فقال ( عليه السلام ) أجد فيك بقية قال هي لك يا أمير المؤمنين قال الريان بن الصلت وأنشدني الرضا لعبد المطلب .
يعيب الناس كلهم زمانا وما لزماننا عيب سوانانعيب زماننا والعيب فينا ولو نطق الزمان بنا هجاناو إن الذئب يترك لحم ذئب ويأكل بعضنا بعضا عيانا 7 ـ حدثنا جعفر بن محمد بن مسرور قال حدثنا الحسين بن محمد بن عامر عن عمه عبد الله بن عامر عن محمد بن أبي عمر عن عبد الله بن القاسم عن الصادق جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عن علي ( عليه السلام ) قال كن لما لا ترجو أرجى منك لما ترجو فإن موسى بن عمران ( عليه السلام ) خرج يقتبس لأهله نارا فكلمه الله عز وجل فرجع نبيا وخرجت ملكة سبإ فأسلمت مع سليمان وخرج سحرة فرعون يطلبون العزة لفرعون فرجعوا مؤمنين .