2 ـ حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد ( رض ) قال حدثنا محمد بن الحسن الصفار قال حدثنا أبو طالب عبد الله بن الصلت القمي قال حدثنا يونس بن عبد الرحمن عن عاصم بن حميد عن محمد بن قيس عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر ( عليه السلام ) قال إن اسم رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في صحف إبراهيم الماحي وفي توراة موسى الحاد وفي إنجيل عيسى أحمد وفي الفرقان محمد ( صلى الله عليه وآله ) قيل فما تأويل الماحي فقال الماحي صورة الأصنام وماحي الأوثان والأزلام وكل معبود دون الرحمن قيل فما تأويل الحاد قيل يحاد من حاد الله ودينه قريبا كان أو بعيدا قيل فما تأويل أحمد قال حسن ثناء الله عز وجل عليه في الكتب بما حمد من أفعاله قيل فما تأويل محمد قال إن الله وملائكته وجميع أنبيائه ورسله وجميع أممهم يحمدونه ويصلون عليه وإن اسمه لمكتوب على العرش محمد رسول الله.
  وكان ( صلى الله عليه وآله ) يلبس من القلانس اليمنية والبيضاء والمضرية ذات الأذنين في الحرب وكانت له عنزة يتكي عليها ويخرجها في العيدين فيخطب بها وكان له قضيب يقال له الممشوق وكان له فسطاط يسمى الكن وكانت له قصعة تسمى المنبعة وكان له قعب يسمى الري وكان له فرسان يقال لأحدهما المرتجز وللآخر السكب وكان له بغلتان يقال لأحدهما دلدل وللأخرى الشهباء وكانت له ناقتان يقال لأحدهما العضباء وللأخرى الجذعاء وكان له سيفان يقال لأحدهما ذو الفقار وللآخر العون وكان له سيفان آخران يقال لأحدهما المخذم وللآخر الرسوم وكان له حمار يسمى يعفور وكانت له عمامة تسمى السحاب وكان له درع تسمى ذات الفضول لها ثلاث حلقات فضة حلقة بين يديها وحلقتان خلفها وكانت له راية تسمى العقاب وكان له بعير يحمل عليه يقال له الديباج وكان له لواء يسمى المعلوم وكان له مغفر يقال له الأسعد فسلم ذلك كله إلى علي ( عليه السلام ) عند موته وأخرج خاتمه وجعله في إصبعه فذكر علي ( عليه السلام ) أنه وجد في قائمة سيف من سيوفه صحيفة فيها ثلاثة أحرف صل من قطعك وقل الحق ولو على نفسك وأحسن إلى من أساء إليك قال وقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) خمس لا أدعهن حتى الممات الأكل على الحضيض مع العبيد وركوبي الحمار موكفا وحلبي العنز بيدي ولبس الصوف والتسليم على الصبيان لتكون سنة من بعدي .

الامالي او المجالس _52 _

3 ـ حدثنا أحمد بن زياد الهمداني قال حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم عن أبيه عن الريان بن الصلت قال دخلت على علي بن موسى الرضا ( عليه السلام ) فقلت له يا ابن رسول الله إن الناس يقولون إنك قبلت ولاية العهد مع إظهارك الزهد في الدنيا فقال ( عليه السلام ) قد علم الله كراهتي لذلك فلما خيرت بين قبول ذلك وبين القتل اخترت القبول على القتل ويحهم أ ما علموا أن يوسف ( عليه السلام ) كان نبيا رسولا فلما دفعته الضرورة إلى تولي خزائن العزيز قال له اجعلني على خزائن الأرض إني حفيظ عليم ودفعت لي الضرورة إلى قبول ذلك على إكراه وإجبار بعد الإشراف على الهلاك على أني ما دخلت في هذا الأمر إلا دخول خارج منه فإلى الله المشتكى وهو المستعان .
4 ـ حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق قال أخبرنا أحمد بن محمد الهمداني عن علي بن الحسن بن علي بن فضال عن أبيه قال قال الرضا ( عليه السلام ) من تذكر مصابنا وبكى لما ارتكب منا كان معنا في درجتنا يوم القيامة ومن ذكر بمصابنا فبكى وأبكى لم تبك عينه يوم تبكي العيون ومن جلس مجلسا يحيا فيه أمرنا لم يمت قلبه يوم تموت القلوب قال وقال الرضا ( عليه السلام ) في قول الله عز وجل ( إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لأَنْفُسِكُمْ وإِنْ أَسَأْتُمْ ) فَلَها قال ( إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم وإن أسأتم ) فلها رب يغفر لها قال وقال الرضا ( عليه السلام ) في قول الله عز وجل ( فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ ) قال العفو من غير عتاب قال وقال الرضا ( عليه السلام ) في قول الله عز وجل ( هُوَ الَّذِي يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفاً وطَمَعاً ) قال خوفا للمسافر وطمعا للمقيم قال وقال الرضا ( عليه السلام ) من لم يقدر على ما يكفر به ذنوبه فليكثر من الصلوات على محمد وآله فإنها تهدم الذنوب هدما وقال ( عليه السلام ) الصلاة على محمد وآله تعدل عند الله عز وجل التسبيح والتهليل والتكبير .

الامالي او المجالس _53 _

5 ـ حدثنا أحمد بن الحسن القطان قال حدثنا أحمد بن يحيى بن زكريا القطان قال حدثنا بكر بن عبد الله بن حبيب قال حدثنا علي بن زياد قال حدثنا الهيثم بن عدي عن الأعمش عن يونس بن أبي إسحاق قال حدثنا أبو الصقر عن عدي بن أرطاة قال قال معاوية يوما لعمرو بن العاص يا أبا عبد الله أينا أدهى قال عمرو أنا للبديهة وأنت للروية قال معاوية قضيت لي على نفسك وأنا أدهى منك في البديهة قال عمرو فأين كان دهاؤك يوم رفعت المصاحف قال بها غلبتني يا أبا عبد الله أ فلا أسألك عن شيء تصدقني فيه قال والله إن الكذب لقبيح فاسأل عما بدا لك أصدقك فقال هل غششتني منذ نصحتني قال لا قال بلى والله لقد غششتني أما إني لا أقول في كل المواطن ولكن في موطن واحد قال وأي موطن هذا قال يوم دعاني علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) للمبارزة فاستشرتك فقلت ما ترى يا أبا عبد الله فقلت كفؤ كريم فأشرت علي بمبارزته وأنت تعلم من هو فعلمت أنك غششتني قال يا أمير المؤمنين دعاك رجل إلى مبارزته عظيم الشرف جليل الخطر فكنت من مبارزته على إحدى الحسنيين إما أن تقتله فتكون قد قتلت قتال الأقران وتزداد به شرفا إلى شرفك وتخلو بملكك وإما أن تعجل إلى مرافقة الشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا قال معاوية هذه شر من الأولى والله إني لأعلم أني لو قتلته دخلت النار فلو قتلني دخلت النار قال عمرو فما حملك على قتاله قال الملك عقيم ولن يسمعها مني أحد بعدك .
6 ـ حدثنا جعفر بن محمد بن مسرور قال حدثنا الحسين بن محمد بن عامر عن عمه عبد الله بن عامر عن محمد بن أبي عمير عن أبان بن عثمان عن أبان بن تغلب عن عكرمة عن ابن عباس قال قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) من دان بديني وسلك منهاجي واتبع سنتي فليدن بتفضيل الأئمة من أهل بيتي على جميع أمتي فإن مثلهم في هذه الأمة مثل باب حطة في بني إسرائيل .
7 ـ حدثنا أبي قال حدثنا محمد بن أحمد بن علي بن الصلت عن عمه عبد الله بن الصلت عن يونس بن عبد الرحمن عن عمرو بن شمر عن جابر بن يزيد الجعفي عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر ( عليه السلام ) قال أوحى الله عز وجل إلى رسوله ( صلى الله عليه وآله ) أني شكرت لجعفر بن أبي طالب ( عليه السلام ) أربع خصال فدعاه النبي ( صلى الله عليه وآله ) فأخبره فقال لو لا أن الله أخبرك ما أخبرتك ما شربت خمرا قط لأني علمت أن لو شربتها زال عقلي وما كذبت قط لأن الكذب ينقص المروءة وما زنيت قط لأني خفت أني إذا عملت عمل بي وما عبدت صنما لأني علمت أنه لا يضر ولا ينفع قال فضرب النبي ( صلى الله عليه وآله ) يده على عاتقه فقال حق لله عز وجل أن يجعل لك جناحين تطير بهما مع الملائكة في الجنة .

الامالي او المجالس _54 _

المجلس الثامن عشر :

  يوم الثلاثاء لإحدى عشر بقين من شهر رمضان من سنة سبع وستين وثلاث مائة .
1 ـ حدثنا الشيخ الفقيه أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي قال حدثنا علي بن الفضل بن العباس البغدادي شيخ لأصحاب الحديث قال أخبرنا أبو الحسن علي بن إبراهيم قال حدثنا أبو جعفر محمد بن غالب بن حرب الضبي التمتامي وأبو جعفر محمد بن عثمان بن أبي شيبة قالا حدثنا يحيى بن سالم ابن عم الحسن بن صالح وكان يفضل على الحسن بن صالح قال حدثنا مسعر عن عطية عن جابر قال قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) مكتوب على باب الجنة لا إله إلا الله محمد رسول الله علي أخو رسول الله قبل أن يخلق الله السماوات والأرض بألفي عام .
2 ـ حدثنا علي بن الفضل بن العباس البغدادي قال قرأت على أحمد بن محمد بن سليمان بن الحرث قلت حدثكم محمد بن علي بن خلف العطار قال حدثنا حسين الأشقر قال حدثنا عمرو بن أبي المقدام عن أبيه عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال سألت النبي ( صلى الله عليه وآله ) عن الكلمات التي تلقى آدم من ربه فتاب عليه قال سأله بحق محمد وعلي فاطمة والحسن والحسين إلا تبت علي فتاب عليه .
3 ـ حدثنا يعقوب بن يوسف بن يعقوب الفقيه شيخ لأهل الري قال حدثنا إسماعيل بن محمد الصفار البغدادي قال حدثنا محمد بن عبيد بن عتبة الكندي قال حدثنا عبد الرحمن بن شريك قال حدثنا أبي عن الأعمش عن عطاء قال سألت عائشة عن علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) فقالت ذاك [ ذلك ] خير البشر ولا يشك فيه إلا كافر .
4 ـ حدثنا يعقوب بن يوسف بن يعقوب قال أخبرنا عبد الرحمن الخيطي قال حدثنا أحمد بن يحيى الأزدي قال حدثنا حسن بن حسين العرني قال حدثنا إبراهيم بن يوسف عن شريك عن منصور عن ربعي عن حذيفة أنه سئل عن علي ( عليه السلام ) فقال ذاك [ ذلك ] خير البشر ولا يشك فيه إلا منافق .

الامالي او المجالس _55 _

5 ـ حدثنا محمد بن أحمد الصيرفي وكان من أصحاب الحديث قال حدثنا أبو جعفر محمد بن العباس بن بسام مولى بني هاشم قال حدثنا أبو الخير قال حدثنا محمد بن يونس البصري قال حدثنا عبد الله بن يونس وأبو الخير قالا حدثنا أحمد بن موسى قال حدثنا أبو بكير النخعي عن شريك عن أبي إسحاق عن أبي وائل عن حذيفة بن اليماني عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) أنه قال علي بن أبي طالب خير البشر ومن أبى فقد كفر .
6 ـ حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل ( رض ) قال حدثنا محمد بن يحيى العطار قال حدثنا محمد بن أحمد بن يحيى بن عمران الأشعري عن محمد بن السندي عن علي بن الحكم عن فضيل بن عثمان عن أبي الزبير المكي قال رأيت جابرا متوكئا على عصاه وهو يدور في سكك الأنصار ومجالسهم وهو يقول علي خير البشر فمن أبى فقد كفر يا معشر الأنصار أدبوا أولادكم على حب علي فمن أبى فانظروا في شأن أمه .
7 ـ حدثنا محمد بن عمر الحافظ البغدادي قال حدثني أبو محمد الحسن بن عبد الله بن محمد بن علي بن العباس الرازي قال حدثني أبي عبد الله بن محمد بن علي بن العباس بن هارون التميمي قال حدثني سيدي علي بن موسى الرضا ( عليه السلام ) قال حدثني أبي موسى بن جعفر قال حدثني أبي جعفر بن محمد قال حدثني أبي محمد بن علي قال حدثني أبي علي بن الحسين قال حدثني أبي الحسين بن علي قال حدثني أخي الحسن بن علي قال حدثني أبي علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) قال قال النبي ( صلى الله عليه وآله ) أنت خير البشر ولا يشك فيك إلا كافر .
8 ـ حدثنا الحسن بن محمد بن يحيى بن الحسن بن جعفر بن عبيد الله بن الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) قال حدثني جدي يحيى بن الحسن بن جعفر قال حدثني إبراهيم بن علي والحسن بن يحيى قالا حدثنا نصر بن مزاحم عن أبي خالد عن زيد بن علي عن آبائه عن علي ( عليه السلام ) قال كان لي عشر من رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) لم يعطهن أحد قبلي ولا يعطاهن أحد بعدي قال لي يا علي أنت أخي في الدنيا وأخي في الآخرة وأنت أقرب الناس مني موقفا يوم القيامة ومنزلي ومنزلك في الجنة متواجهان كمنزل الأخوين وأنت الوصي وأنت الولي وأنت الوزير عدوك عدوي وعدوي عدو الله ووليك وليي ووليي ولي الله عز وجل .

الامالي او المجالس _56 _

9 ـ حدثنا عبد الله بن النصر بن سمعان التميمي الخرقاني قال حدثنا جعفر بن محمد المكي قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن إسحاق المدائني عن محمد بن زياد عن مغيرة عن سفيان عن هشام بن عروة عن أبيه عروة بن الزبير قال كنا جلوسا في مجلس في مسجد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فتذاكرنا أعمال أهل بدر وبيعة الرضوان فقال أبو الدرداء يا قوم أ لا أخبركم بأقل القوم مالا وأكثرهم ورعا وأشدهم اجتهادا في العبادة قالوا من قال علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) قال فو الله إن كان في جماعة أهل المجلس إلا معرض عنه بوجهه ثم انتدب له رجل من الأنصار فقال له يا عويمر لقد تكلمت بكلمة ما وافقك عليها أحد منذ أتيت بها .
  فقال أبو الدرداء يا قوم إني قائل ما رأيت وليقل كل قوم منكم ما رأوا شهدت علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) بشويحطات النجار وقد اعتزل عن مواليه واختفى ممن يليه واستتر بمغيلات النخل فافتقدته وبعد علي مكانه فقلت لحق بمنزله فإذا أنا بصوت حزين ونغمة شجي وهو يقول إلهي كم من موبقة حملت عني فقابلتها بنعمتك وكم من جريرة تكرمت عن كشفها بكرمك إلهي إن طال في عصيانك عمري وعظم في الصحف ذنبي فما أنا مؤمل غير غفرانك ولا أنا براج غير رضوانك فشغلني الصوت واقتفيت الأثر فإذا هو علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) بعينه فاستترت له فأخملت الحركة فركع ركعات في جوف الليل الغابر ثم فزع إلى الدعاء والبكاء والبث والشكوى فكان مما به الله ناجى أن قال إلهي أفكر في عفوك فتهون علي خطيئتي ثم أذكر العظيم من أخذك فتعظم علي بليتي ثم قال آه إن أنا قرأت في الصحف سيئة أنا ناسيها وأنت محصيها فتقول خذوه فيا له من مأخوذ لا تنجيه .
  عشيرته ولا تنفعه قبيلته يرحمه الملأ إذا أذن فيه بالنداء ثم قال آه من نار تنضج الأكباد والكلى آه من نار نزاعة للشوى آه من غمرة من ملهبات لظى قال ثم انغمر في البكاء فلم أسمع له حسا ولا حركة فقلت غلب عليه النوم لطول السهر أوقظه لصلاة الفجر قال أبو الدرداء فأتيته فإذا هو كالخشبة الملقاة فحركته فلم يتحرك وزويته فلم ينزو فقلت إنا لله وإنا إليه راجعون مات والله علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) قال فأتيت منزله مبادرا أنعاه إليهم فقالت فاطمة ( عليها السلام ) .

الامالي او المجالس _57 _

  يا أبا الدرداء ما كان من شأنه ومن قصته فأخبرتها الخبر فقالت هي والله يا أبا الدرداء الغشية التي تأخذه من خشية الله ثم أتوه بماء فنضحوه على وجهه فأفاق ونظر إلي وأنا أبكي فقال مما بكاؤك يا أبا الدرداء فقلت مما أراه تنزله بنفسك فقال يا أبا الدرداء ولو رأيتني ودعي بي إلى الحساب وأيقن أهل الجرائم بالعذاب واحتوشتني ملائكة غلاظ وزبانية فظاظ فوقفت بين يدي الملك الجبار قد أسلمني الأحباء ورحمني أهل الدنيا لكنت أشد رحمة لي بين يدي من لا تخفى عليه خافية فقال أبو الدرداء فو الله ما رأيت ذلك لأحد من أصحاب رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) .
10 ـ حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد قال حدثنا محمد بن الحسن الصفار عن العباس بن معروف عن علي بن مهزيار عن الحسن بن سعيد عن علي بن النعمان عن داود بن فرقد قال سمعت أبي يسأل أبا عبد الله الصادق ( عليه السلام ) متى يدخل وقت المغرب فقال إذا غاب كرسيها قال وما كرسيها قال قرصها قال متى تغيب قرصها قال إذا نظرت فلم تره .
80 ـ حدثنا أبي ( رحمه الله )قال حدثنا سعد بن عبد الله قال حدثنا أبو جعفر أحمد بن محمد بن عيسى وموسى بن جعفر بن أبي جعفر البغدادي عن أبي طالب عبد الله بن الصلت القمي عن الحسن بن علي بن فضال عن داود بن أبي يزيد قال قال الصادق جعفر بن محمد ( عليه السلام ) إذا غاب الشمس فقد دخل وقت المغرب .
12 ـ حدثنا محمد بن الحسن قال حدثنا الحسين بن الحسن بن أبان عن الحسين بن سعيد عن حماد بن عيسى عن حريز بن عبد الله عن أبي أسامة زيد الشحام أو غيره قال صعدت مرة جبل أبي قبيس والناس يصلون المغرب فرأيت الشمس لم تغب وإنما توارت خلف الجبل عن الناس فلقيت أبا عبد الله الصادق ( عليه السلام ) فأخبرته بذلك فقال لي ولم فعلت ذلك بئس ما صنعت إنما تصليها إذا لم ترها خلف جبل غابت أو غارت ما لم يتجلاها [ يتجللها ] سحاب أو ظلمة تظلها فإنما عليك مشرقك ومغربك وليس على الناس أن يبحثوا .
13 ـ حدثنا أبي ومحمد بن الحسن ( رض ) قالا حدثنا سعد بن عبد الله عن موسى بن الحسن والحسن بن علي عن أحمد بن هلال عن محمد بن أبي عمير عن جعفر بن عثمان عن سماعة بن مهران قال قلت لأبي عبد الله ( عليه السلام ) في المغرب إنا ربما صلينا ونحن نخاف أن تكون الشمس خلف الجبل أو قد سترها منا الجبل فقال ليس عليك صعود الجبل .

الامالي او المجالس _58 _

14 ـ حدثنا محمد بن الحسن قال حدثنا الحسين بن الحسن بن أبان عن الحسين بن سعيد عن محمد بن أبي عمير عن محمد بن يحيى الخثعمي قال سمعت أبا عبد الله ( عليه السلام ) يقول كان رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يصلي المغرب ويصلي معه حي من الأنصار يقال لهم بنو سلمة منازلهم على نصف ميل فيصلون معه ثم ينصرفون إلى منازلهم وهم يرون مواضع نبلهم .
15 ـ حدثنا جعفر بن علي بن الحسن بن علي بن عبد الله بن المغيرة الكوفي قال حدثني جدي الحسن بن علي عن جده عبد الله بن المغيرة عن عبد الله بن بكير عن عبيد بن زرارة عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال سمعته يقول صحبني رجل كان يمسي بالمغرب ويغلس بالفجر فكنت أنا أصلي المغرب إذا غربت الشمس وأصلي الفجر إذا استبان لي الفجر فقال لي الرجل ما يمنعك أن تصنع مثل ما أصنع فإن الشمس تطلع على قوم قبلنا وتغرب عنا وهي طالعة على آخرين بعد قال فقلت إنما علينا أن نصلي إذا وجبت الشمس عنا وإذا طلع الفجر عندنا ليس علينا إلا ذلك وعلى أولئك أن يصلوا إذا غربت عنهم .
16 ـ حدثنا أبي ومحمد بن الحسن وأحمد بن محمد بن يحيى العطار قالوا حدثنا سعد بن عبد الله عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن موسى بن بشار العطار عن المسعودي عن عبد الله بن الزبير عن أبان بن تغلب والربيع بن سليمان وأبان بن أرقم وغيرهم قالوا أقبلنا من مكة حتى إذا كنا بوادي الأجفر إذا نحن برجل يصلي ونحن ننظر إلى شعاع الشمس فوجدنا في أنفسنا فجعل يصلي ونحن ندعو عليه حتى صلى ركعة ونحن ندعو عليه ونقول هذا من شباب أهل المدينة فلما أتيناه إذا هو أبو عبد الله جعفر بن محمد ( عليه السلام ) فنزلنا فصلينا معه وقد فاتتنا ركعة فلما قضينا الصلاة قمنا إليه فقلنا جعلنا فداك هذه الساعة تصلي فقال إذا غابت الشمس فقد دخل الوقت .

الامالي او المجالس _59 _

المجلس التاسع عشر :

  وهو يوم الجمعة لثمان بقين من شهر رمضان من سنة سبع وستين وثلاث مائة .
1 ـ حدثنا الشيخ الفقيه أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي قال حدثنا أبي قال حدثنا سعد بن عبد الله عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي عن محمد بن عيسى وأبي إسحاق النهاوندي عن عبيد الله بن حماد قال حدثنا عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال وأقبل جيران أم أيمن إلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فقالوا يا رسول الله إن أم أيمن لم تنم البارحة من البكاء لم تزل تبكي حتى أصبحت قال فبعث رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) إلى أم أيمن فجاءته فقال لها يا أم أيمن لا أبكى الله عينيك إن جيرانك أتوني وأخبروني أنك لم تزلي الليل تبكين أجمع فلا أبكى الله عينك ما الذي أبكاك قالت يا رسول الله رأيت رؤيا عظيمة شديدة فلم أزل أبكي الليل أجمع فقال لها رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فقصيها على رسول الله فإن الله ورسوله أعلم فقالت تعظم علي أن أتكلم بها فقال لها إن الرؤيا ليست على ما ترى فقصيها على رسول الله قالت رأيت في ليلتي هذه كأن بعض أعضائك ملقى في بيتي فقال لها رسول الله نامت عينك يا أم أيمن تلد فاطمة الحسين فتربينه وتلينه فيكون بعض أعضائي في بيتك فلما ولدت فاطمة الحسين ( عليه السلام ) فكان يوم السابع أمر رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فحلق رأسه وتصدق بوزن شعره فضة وعق عنه ثم هيأته أم أيمن ولفته في برد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ثم أقبلت به إلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فقال ( صلى الله عليه وآله ) مرحبا بالحامل والمحمول يا أم أيمن هذا تأويل رؤياك .

الامالي او المجالس _75_

2 ـ حدثنا أبي قال حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم عن أبيه عن إبراهيم بن رجاء الجحدري عن علي بن جابر قال حدثني عثمان بن داود الهاشمي عن محمد بن مسلم عن حمران بن أعين عن أبي محمد شيخ لأهل الكوفة قال لما قتل الحسين بن علي ( عليه السلام ) أسر من معسكره غلامان صغيران فأتى بهما عبيد الله بن زياد فدعا سجانا له .
  فقال خذ هذين الغلامين إليك فمن طيب الطعام فلا تطعمهما ومن البارد فلا تسقهما وضيق عليهما سجنهما وكان الغلامان يصومان النهار فإذا جنهما الليل أتيا بقرصين من شعير وكوز من ماء القراح فلما طال بالغلامين المكث حتى صارا في السنة قال أحدهما لصاحبه يا أخي قد طال بنا مكثنا ويوشك أن تفنى أعمارنا وتبلى أبداننا فإذا جاء الشيخ فأعلمه مكاننا وتقرب إليه بمحمد ( صلى الله عليه وآله ) لعله يوسع علينا في طعامنا ويزيدنا في شرابنا فلما جنهما الليل أقبل الشيخ إليهما بقرصين من شعير وكوز من ماء القراح فقال له الغلام الصغير يا شيخ أ تعرف محمدا قال فكيف لا أعرف محمدا وهو نبيي قال أ فتعرف جعفر بن أبي طالب قال وكيف لا أعرف جعفرا وقد أنبت الله له جناحين يطير بهما مع الملائكة كيف يشاء قال أ فتعرف علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) .
  قال وكيف لا أعرف عليا وهو ابن عم نبيي وأخو نبيي قال له يا شيخ فنحن من عترة نبيك محمد ( صلى الله عليه وآله ) ونحن من ولد مسلم بن عقيل بن أبي طالب بيدك أسارى نسألك من طيب الطعام فلا تطعمنا ومن بارد الشراب فلا تسقينا وقد ضيقت علينا سجننا فانكب الشيخ على أقدامهما يقبلهما ويقول نفسي لنفسكما الفداء ووجهي لوجهكما الوقاء يا عترة نبي الله المصطفى هذا باب السجن بين يديكما مفتوح فخذا أي طريق شئتما فلما جنهما الليل أتاهما بقرصين من شعير وكوز من ماء القراح ووقفهما على الطريق وقال لهما سيرا يا حبيبي الليل واكمنا النهار حتى يجعل الله عز وجل لكما من أمركما فرجا ومخرجا ففعل الغلامان ذلك فلما جنهما الليل انتهيا إلى عجوز على باب فقالا لها يا عجوز إنا غلامان صغيران غريبان حدثان غير خبيرين بالطريق وهذا الليل قد جننا أضيفينا سواد ليلتنا هذه فإذا أصبحنا لزمنا الطريق فقالت لهما فمن أنتما يا حبيبي فقد شممت الروائح كلها فما شممت رائحة أطيب من رائحتكما فقالا لها يا عجوز نحن من عترة نبيك محمد ( صلى الله عليه وآله ) هربنا من سجن عبيد الله بن زياد من القتل .

الامالي او المجالس _61 _

  قالت العجوز يا حبيبي إن لي ختنا فاسقا قد شهد الواقعة مع عبيد الله بن زياد أتخوف أن يصيبكما هاهنا فيقتلكما قالا سواد ليلتنا هذه فإذا أصبحنا لزمنا الطريق فقالت سآتيكما بطعام ثم أتتهما بطعام فأكلا وشربا ولما ولجا الفراش قال الصغير للكبير يا أخي إنا نرجو أن نكون قد أمنا ليلتنا هذه فتعال حتى أعانقك وتعانقني وأشم رائحتك وتشم رائحتي قبل أن يفرق الموت بيننا ففعل الغلامان ذلك واعتنقا وناما فلما كان في بعض الليل أقبل ختن العجوز الفاسق حتى قرع الباب قرعا خفيفا فقالت العجوز من هذا قال أنا فلان قالت ما الذي أطرقك هذه الساعة وليس هذا لك بوقت قال ويحك افتحي الباب قبل أن يطير عقلي وتنشق مرارتي في جوفي جهد البلاء قد نزل بي قالت ويحك ما الذي نزل بك قال هرب غلامان صغيران من عسكر عبيد الله بن زياد فنادى الأمير في معسكره من جاء برأس واحد منهما فله ألف درهم ومن جاء برأسهما فله ألفا درهم فقد أتعبت وتعبت ولم يصل .
  في يدي شيء فقالت العجوز يا ختني احذر أن يكون محمد خصمك في القيامة قال ويحك إن الدنيا محرص عليها فقالت وما تصنع بالدنيا وليس معها آخرة قال إني لأراك تحامين عنهما كأن عندك من طلب الأمير شيء فقومي فإن الأمير يدعوك قالت ما يصنع الأمير بي وإنما أنا عجوز في هذه البرية قال إنما لي الطلب افتحي لي الباب حتى أريح وأستريح فإذا أصبحت فكرت في أي الطريق آخذ في طلبهما ففتحت له الباب وأتته بطعام وشراب فأكل وشرب فلما كان في بعض الليل سمع غطيط الغلامين في جوف الليل فأقبل يهيج كما يهيج البعير الهائج ويخور كما يخور الثور ويلمس بكفه جدار البيت حتى وقعت يده على جنب الغلام الصغير فقال له من هذا قال أما أنا فصاحب المنزل فمن أنتما فأقبل الصغير يحرك الكبير ويقول قم يا حبيبي فقد والله وقعنا فيما كنا نحاذره قال لهما من أنتما قالا له يا شيخ إن نحن صدقناك فلنا الأمان قال نعم قالا أمان الله وأمان رسوله وذمة الله وذمة رسول الله قال نعم قالا ومحمد بن عبد الله على ذلك من الشاهدين قال نعم قالا والله على ما نقول وكيل وشهيد قال نعم قالا له يا شيخ فنحن من عترة نبيك محمد ( صلى الله عليه وآله ) هربنا من سجن عبيد الله بن زياد من القتل .

الامالي او المجالس _62 _

  فقال لهما من الموت هربتما وإلى الموت وقعتما الحمد لله الذي أظفرني بكما فقام إلى الغلامين فشد أكتافهما فبات الغلامان ليلتهما مكتفين فلما انفجر عمود الصبح دعا غلاما له أسود يقال له فليح فقال خذ هذين الغلامين فانطلق بهما إلى شاطئ الفرات واضرب أعناقهما وائتني برءوسهما لأنطلق بهما إلى عبيد الله بن زياد وآخذ جائزة ألفي درهم فحمل الغلام السيف فمضى بهما ومشى أمام الغلامين فما مضى إلا غير بعيد حتى قال أحد الغلامين يا أسود ما أشبه سوادك بسواد بلال مؤذن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قال إن مولاي قد أمرني بقتلكما فمن أنتما قالا له يا أسود نحن من عترة نبيك محمد ( صلى الله عليه وآله ) هربنا من سجن عبيد الله بن زياد لع من القتل أضافتنا عجوزكم هذه ويريد مولاك .
  قتلنا فانكب الأسود على أقدامها يقبلهما ويقول نفسي لنفسكما الفداء ووجهي لوجهكما الوقاء يا عترة نبي الله المصطفى والله لا يكون محمد ( صلى الله عليه وآله ) خصمي في القيامة ثم عدا فرمى بالسيف من يده ناحية وطرح نفسه في الفرات وعبر إلى الجانب الآخر فصاح به مولاه يا غلام عصيتني فقال يا مولاي إنما أطعتك ما دمت لا تعصي الله فإذا عصيت الله فأنا منك بري‏ء في الدنيا والآخرة فدعا ابنه فقال يا بني إنما أجمع الدنيا حلالها وحرامها لك والدنيا محرص عليها فخذ هذين الغلامين إليك فانطلق بهما إلى شاطئ الفرات فاضرب أعناقهما وائتني برءوسهما لأنطلق بهما إلى عبيد الله بن زياد وآخذ جائزة ألفي درهم فأخذ الغلام السيف ومشى أمام الغلامين فما مضى [ فما مضيا ] إلا غير بعيد حتى قال أحد الغلامين يا شاب ما أخوفني على شبابك هذا من نار جهنم فقال يا حبيبي فمن أنتما قالا من عترة نبيك محمد ( صلى الله عليه وآله ) يريد والدك قتلنا فانكب الغلام على أقدامهما يقبلهما ويقول لهما مقالة الأسود ورمى بالسيف ناحية وطرح نفسه في الفرات وعبر فصاح به أبوه يا بني عصيتني قال لأن أطيع الله وأعصيك أحب إلي من أن أعصي الله وأطيعك قال الشيخ لا يلي قتلكما أحد غيري وأخذ السيف .

الامالي او المجالس _63 _

  ومشى أمامهما فلما صار إلى شاطئ الفرات سل السيف من جفنه فلما نظر الغلامان إلى السيف مسلولا اغرورقت أعينهما وقالا له يا شيخ انطلق بنا إلى السوق واستمتع بأثماننا ولا ترد أن يكون محمد خصمك في القيامة غدا فقال لا ولكن أقتلكما وأذهب برءوسكما إلى عبيد الله بن زياد وآخذ جائزة ألفين فقالا له يا شيخ أما تحفظ قرابتنا من رسول الله ( صلى الله عليه ) فقال ما لكما من رسول الله قرابة قالا له يا شيخ فائت بنا إلى عبيد الله بن زياد حتى يحكم فينا بأمره قال ما بي إلى ذلك سبيل إلا التقرب إليه بدمكما قالا له يا شيخ أما ترحم صغر سننا .
  قال ما جعل الله لكما في قلبي من الرحمة شيئا قالا يا شيخ إن كان ولا بد فدعنا نصلي ركعات قال فصليا ما شئتما إن نفعتكما الصلاة فصلى الغلامان أربع ركعات ثم رفعا طرفيهما إلى السماء فناديا يا حي يا حكيم يا أحكم الحاكمين احكم بيننا وبينه بالحق فقام إلى الأكبر فضرب عنقه وأخذ برأسه ووضعه في المخلاة وأقبل الغلام الصغير يتمرغ في دم أخيه وهو يقول حتى ألقى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وأنا مختضب بدم أخي فقال لا عليك سوف ألحقك بأخيك ثم قام إلى الغلام الصغير فضرب عنقه وأخذ رأسه ووضعه في المخلاة ورمى ببدنهما في الماء وهما يقطران دما ومر حتى أتى بهما عبيد الله بن زياد وهو قاعد على كرسي له وبيده قضيب خيزران فوضع الرأسين بين يديه فلما نظر إليهما قام ثم قعد ثلاثا ثم قال الويل لك أين ظفرت بهما قال أضافتهما عجوز لنا قال فما عرفت حق الضيافة .
  قال لا قال فأي شيء قالا لك قال قالا يا شيخ اذهب بنا إلى السوق فبعنا فانتفع بأثماننا فلا ترد أن يكون محمد ( صلى الله عليه وآله ) خصمك في القيامة قال فأي شيء قلت لهما قال قلت لا ولكن أقتلكما وأنطلق برأسكما إلى عبيد الله بن زياد وآخذ ألفي درهم قال فأي شيء قالا لك قال قالا ائت بنا إلى عبيد الله بن زياد حتى يحكم فينا بأمره قال فأي شيء قلت قال قلت ليس إلى ذلك سبيل إلا التقرب إليه بدمكما قال أ فلا جئتني بهما حيين فكنت أضاعف لك الجائزة وأجعلها أربعة آلاف درهم قال ما رأيت إلى ذلك سبيلا إلا التقرب إليك بدمهما قال فأي شيء قالا لك أيضا قال قالا يا شيخ احفظ قرابتنا من رسول الله .

الامالي او المجالس _64 _

  قال فأي شيء قلت لهما قال قلت ما لكما من رسول الله من قرابة قال ويلك فأي شيء قالا لك أيضا قالا يا شيخ ارحم صغر سننا قال فما رحمتهما قال قلت ما جعل الله لكما من الرحمة في قلبي شيئا قال ويلك فأي شيء قالا لك أيضا قال قالا دعنا نصلي ركعات فقلت فصليا ما شئتما إن نفعتكما الصلاة فصلى الغلامان أربع ركعات قال فأي شيء قالا في آخر صلاتهما قال رفعا طرفيهما إلى السماء وقالا يا حي يا حكيم يا أحكم الحاكمين احكم بيننا وبينه بالحق قال عبيد الله بن زياد فإن أحكم الحاكمين قد حكم بينكم من الفاسق قال فانتدب له رجل من أهل الشام فقال أنا له قال فانطلق به إلى الموضع الذي قتل فيه الغلامين فاضرب عنقه ولا تترك أن يختلط دمه بدمهما وعجل برأسه ففعل الرجل ذلك وجاء برأسه فنصبه على قناة فجعل الصبيان يرمونه بالنبل والحجارة وهم يقولون هذا قاتل ذرية رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) .

المجلس العشرون :

  يوم الثلاثاء لأربع ليال بقين من شهر رمضان من سنة سبع وستين وثلاثمائة .
1 ـ حدثنا الشيخ الفقيه أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي قال حدثنا أبي قال حدثنا عبد الله بن الحسن المؤدب قال حدثنا أحمد بن علي الأصبهاني عن إبراهيم بن محمد الثقفي قال حدثنا جعفر بن الحسن عن عبيد الله بن موسى العبسي عن محمد بن علي السلمي عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن جابر بن عبد الله الأنصاري أنه قال لقد سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول إن في علي خصالا لو كانت واحدة منها في جميع الناس لاكتفوا بها فضلا قوله ( صلى الله عليه وآله ) من كنت مولاه فعلي مولاه وقوله ( صلى الله عليه وآله ) علي مني كهارون من موسى وقوله (صلى الله عليه وآله) علي مني وأنا منه .
  وقوله ( صلى الله عليه وآله ) علي مني كنفسي طاعته طاعتي ومعصيته معصيتي وقوله ( صلى الله عليه وآله ) حرب علي حرب الله وسلم علي سلم الله وقوله ( صلى الله عليه وآله ) ولي علي ولي الله وعدو علي عدو الله وقوله (صلى الله عليه وآله ) علي حجة الله وخليفته على عباده وقوله ( صلى الله عليه وآله ) حب علي إيمان وبغضه كفر وقوله ( صلى الله عليه وآله ) حزب علي حزب الله وحزب أعدائه حزب الشيطان وقوله ( صلى الله عليه وآله ) علي مع الحق والحق معه لا يفترقان حتى يردا علي الحوض وقوله ( صلى الله عليه وآله ) علي قسيم الجنة والنار وقوله ( صلى الله عليه وآله ) من فارق عليا فقد فارقني ومن فارقني فقد فارق الله عز وجل وقوله ( صلى الله عليه وآله ) شيعة علي هم الفائزون يوم القيامة .

الامالي او المجالس _65 _

2 ـ حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق رحمه الله قال حدثنا أبو جعفر أحمد بن إسحاق بن بهلول القاضي في داره بمدينة السلام قال حدثنا أبي قال حدثنا علي بن يزيد الصيداوي عن أبي شيبة الجوهري عن أنس بن مالك قال قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) تقبلوا لي بستة أتقبل لكم بالجنة إذا حدثتم فلا تكذبوا وإذا وعدتم فلا تخلفوا وإذا اؤتمنتم فلا تخونوا وغضوا أبصاركم واحفظوا فروجكم وكفوا أيديكم وألسنتكم .
3 ـ حدثنا أحمد بن زياد رض قال حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم قال حدثنا القاسم بن محمد البرمكي قال حدثنا أبو الصلت الهروي قال لما جمع المأمون لعلي بن موسى الرضا ( عليه السلام ) أهل المقالات من أهل الإسلام والديانات من اليهود والنصارى والمجوس والصابئين وسائر أهل المقالات فلم يقم أحد إلا وقد ألزمه حجته كأنه قد ألقم حجرا فقام إليه علي بن محمد بن الجهم فقال له يا ابن رسول الله أ تقول بعصمة الأنبياء قال بلى قال فما تعمل في قول الله عز وجل ( وعَصى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوى )وقوله عز وجل ( وذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغاضِباً فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ ) وقوله في يوسف ( ولَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وهَمَّ ) بِها وقوله عز وجل في داود ( وظَنَّ داوُدُ أَنَّما فَتَنَّاهُ ) وقوله في نبيه محمد ( صلى الله عليه وآله ) ( وتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وتَخْشَى النَّاسَ واللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشاهُ ) .
  فقال مولانا الرضا ( عليه السلام ) ويحك يا علي اتق الله ولا تنسب إلى أنبياء الله الفواحش ولا تتأول كتاب الله عز وجل برأيك فإن الله عز وجل يقول ( وما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلا اللَّهُ والرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ ) أما قوله عز وجل في آدم ( عليه السلام ) ( وعَصى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوى فإن الله )عز وجل خلق آدم حجة في أرضه وخليفة في بلاده لم يخلقه للجنة وكانت المعصية من آدم في الجنة لا في الأرض لتتم مقادير أمر الله عز وجل فلما أهبط إلى الأرض وجعل حجة وخليفة عصم بقوله عز وجل ( إِنَّ اللَّهَ اصْطَفى آدَمَ ونُوحاً وآلَ إِبْراهِيمَ وآلَ عِمْرانَ عَلَى الْعالَمِينَ ) وأما قوله عز وجل ( وذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغاضِباً فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ ) إنما ظن أن الله عز وجل لا يضيق عليه رزقه أ لا تسمع قول الله عز وجل ( وأَمَّا إِذا مَا ابْتَلاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ ) أي ضيق عليه .

الامالي او المجالس _66 _

  ولو ظن أن الله لا يقدر عليه لكان قد كفر وأما قوله عز وجل في يوسف ( ولَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وهَمَّ بِها ) فإنها همت بالمعصية وهم يوسف بقتلها إن أجبرته لعظم ما داخله فصرف الله عنه قتلها والفاحشة وهو قوله كذلك لنصرف عنه السوء يعني القتل والفحشاء يعني الزنا وأما داود فما يقول من قبلكم فيه فقال علي بن الجهم يقولون إن داود كان في محرابه يصلي إذ تصور له إبليس على صورة طير أحسن ما يكون من الطيور فقطع صلاته وقام ليأخذ الطير فخرج الطير إلى الدار فخرج في أثره فطار الطير إلى السطح فصعد في طلبه فسقط الطير في دار أورياء بن حتان فأطلع داود في أثر الطير فإذا بامرأة أورياء تغتسل فلما نظر إليها هويها وكان أورياء قد أخرجه في بعض غزواته فكتب إلى صاحبه أن قدم أورياء أمام الحرب فقدم فظفر أورياء بالمشركين فصعب ذلك على داود فكتب الثانية أن قدمه أمام التابوت فقتل .
  أورياء رحمه الله وتزوج داود بامرأته قال فضرب الرضا ( عليه السلام ) بيده على جبهته وقال إنا لله وإنا إليه راجعون لقد نسبتم نبيا من أنبياء الله إلى التهاون بصلاته حتى خرج في أثر الطير ثم بالفاحشة ثم بالقتل فقال يا ابن رسول الله فما كانت خطيئته فقال ويحك إن داود إنما ظن أن ما خلق الله عز وجل خلقا هو أعلم منه فبعث الله عز وجل إليه الملكين فتسورا المحراب فقالا خصمان بغى بعضنا على بعض فاحكم بيننا بالحق ولا تشطط واهدنا إلى سواء الصراط إن هذا أخي له تسع وتسعون نعجة ولي نعجة واحدة فقال أكفلنيها وعزني في الخطاب فعجل داود ( عليه السلام ) على المدعى عليه .

الامالي او المجالس _67 _

  فقال لقد ظلمك بسؤال نعجتك إلى نعاجه ولم يسأل المدعي البينة على ذلك ولم يقبل على المدعى عليه فيقول ما تقول فكان هذا خطيئة حكمه لا ما ذهبتم إليه أ لا تسمع قول الله عز وجل يقول ( يا داوُدُ إِنَّا جَعَلْناكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ ) إلى آخر الآية فقلت يا ابن رسول الله فما قصته مع أورياء فقال الرضا ( عليه السلام ) إن المرأة في أيام داود إذا مات بعلها أو قتل لا تتزوج بعده أبدا وأول من أباح الله عز وجل له أن يتزوج بامرأة قتل بعلها داود ( عليه السلام ) فذلك الذي شق على أورياء وأما محمد نبيه ( صلى الله عليه وآله ) وقول الله عز وجل له ( وتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وتَخْشَى النَّاسَ واللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشاهُ ) فإن الله عز وجل عرف نبيه ( صلى الله عليه وآله ) أسماء أزواجه في دار الدنيا وأسماء أزواجه في الآخرة وأنهن أمهات المؤمنين واحد من سمي له زينب بنت جحش وهي يومئذ تحت زيد بن حارثة فأخفى ( صلى الله عليه وآله ) اسمها في نفسه ولم يبده له لكيلا يقول أحد من المنافقين إنه قال في امرأة في بيت رجل أنها أحد أزواجه من أمهات المؤمنين وخشي قول المنافقين قال الله عز وجل ( واللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشاهُ في نفسك ) وإن الله عز وجل ما تولى تزويج أحد من خلقه إلا تزويج حواء من آدم وزينب من رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وفاطمة من علي ( عليه السلام ) قال فبكى علي بن الجهم وقال يا ابن رسول الله أنا تائب إلى الله عز وجل أن أنطق في أنبياء الله بعد يومي هذا إلا بما ذكرته .
4 ـ حدثنا محمد بن إبراهيم قال حدثنا أحمد بن محمد الهمداني قال حدثنا علي بن الحسن بن فضال عن أبيه عن أبي الحسن علي بن موسى الرضا عن أبيه موسى بن جعفر عن أبيه الصادق جعفر بن محمد عن أبيه الباقر محمد بن علي عن أبيه زين العابدين علي بن الحسين عن أبيه سيد الشهداء الحسين بن علي عن أبيه سيد الوصيين أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) قال إن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) خطبنا ذات يوم فقال أيها الناس إنه قد أقبل إليكم شهر الله بالبركة والرحمة والمغفرة شهر هو عند الله أفضل الشهور وأيامه أفضل الأيام ولياليه أفضل الليالي وساعاته أفضل الساعات هو شهر دعيتم فيه إلى ضيافة الله وجعلتم فيه من أهل كرامة الله أنفاسكم فيه تسبيح ونومكم فيه عبادة وعملكم فيه مقبول ودعاؤكم فيه مستجاب فاسألوا الله ربكم بنيات صادقة وقلوب طاهرة أن يوفقكم لصيامه وتلاوة كتابه فإن الشقي من حرم غفران الله في هذا الشهر العظيم واذكروا بجوعكم وعطشكم فيه جوع يوم القيامة وعطشه وتصدقوا على فقرائكم ومساكينكم .

الامالي او المجالس _68 _

  ووقروا كباركم وارحموا صغاركم وصلوا أرحامكم واحفظوا ألسنتكم وغضوا عما لا يحل النظر إليه أبصاركم وعما لا يحل الاستماع إليه أسماعكم وتحننوا على أيتام الناس يتحنن على أيتامكم وتوبوا إلى الله من ذنوبكم وارفعوا إليه أيديكم بالدعاء في أوقات صلاتكم فإنها أفضل الساعات ينظر الله عز وجل فيها بالرحمة إلى عباده يجيبهم إذا ناجوه ويلبيهم إذا نادوه ويعطيهم إذا سألوه ويستجيب لهم إذا دعوه أيها الناس إن أنفسكم مرهونة بأعمالكم فكفوها باستغفاركم وظهوركم ثقيلة من أوزاركم فخففوا عنها بطول سجودكم واعلموا أن الله تعالى ذكره أقسم بعزته أن لا يعذب المصلين والساجدين وأن لا يروعهم بالنار يوم يقوم الناس لرب العالمين أيها الناس من فطر منكم صائما مؤمنا في هذا الشهر كان له بذلك عند الله عتق نسمة ومغفرة لما مضى من ذنوبه فقيل يا رسول الله وليس كلنا يقدر على ذلك فقال ( صلى الله عليه وآله ) اتقوا النار ولو بشق تمرة .
  اتقوا النار ولو بشربة من ماء أيها الناس من حسن منكم في هذا الشهر خلقه كان له جواز على الصراط يوم تزل فيه الأقدام ومن خفف في هذا الشهر عما ملكت يمينه خفف الله عليه حسابه ومن كف فيه شره كف الله عنه غضبه يوم يلقاه ومن أكرم فيه يتيما أكرمه الله يوم يلقاه ومن وصل فيه رحمه وصله الله برحمته يوم يلقاه ومن قطع فيه رحمه قطع الله عنه رحمته يوم يلقاه ومن تطوع فيه بصلاة كتب الله له براءة من النار ومن أدى فيه فرضا كان له ثواب من أدى سبعين فريضة فيما سواه من الشهور ومن أكثر فيه من الصلوات علي ثقل الله ميزانه يوم تخف الموازين ومن تلا فيه آية من القرآن كان له مثل أجر من ختم القرآن في غيره من الشهور أيها الناس إن أبواب الجنان في هذا الشهر مفتحة فاسألوا ربكم أن لا يغلقها عليكم وأبواب النيران مغلقة فاسألوا ربكم أن لا يفتحها عليكم والشياطين مغلولة فاسألوا ربكم أن لا يسلطها عليكم قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) فقمت .
  فقلت يا رسول الله ما أفضل الأعمال في هذا الشهر فقال يا أبا الحسن أفضل الأعمال في هذا الشهر الورع عن محارم الله عز وجل ثم بكى فقلت يا رسول الله ما يبكيك فقال يا علي أبكي لما يستحل منك في هذا الشهر كأني بك وأنت تصلي لربك وقد انبعث أشقى الأولين والآخرين شقيق عاقر ناقة ثمود فضربك ضربة على قرنك فخضب منها لحيتك قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) قلت يا رسول الله وذلك في سلامة من ديني فقال في سلامة من دينك ثم قال ( صلى الله عليه وآله ) يا علي من قتلك فقد قتلني ومن أبغضك فقد أبغضني ومن سبك فقد سبني لأنك مني كنفسي روحك من روحي وطينتك من طينتي إن الله تبارك وتعالى خلقني وإياك واصطفاني وإياك واختارني للنبوة واختارك للإمامة فمن أنكر إمامتك فقد أنكر نبوتي يا علي أنت وصيي وأبو ولدي وزوج ابنتي وخليفتي على أمتي في حياتي وبعد ، موتي أمرك أمري ونهيك نهيي أقسم بالذي بعثني بالنبوة وجعلني خير البرية إنك لحجة الله على خلقه وأمينه على سره وخليفته على عباده .

الامالي او المجالس _69 _

المجلس الحادي والعشرون :

  يوم الجمعة سلخ شهر رمضان من سنة سبع وستين وثلاثمائة .
1 ـ حدثنا الشيخ الفقيه أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي قال حدثنا محمد بن عمر البغدادي الحافظ قال حدثنا عبد الله بن يزيد قال حدثنا محمد بن ثواب قال حدثنا إسحاق بن منصور عن كادح يعني أبي جعفر البجلي عن عبد الله بن لهيعة عن عبد الرحمن يعني ابن زياد عن سلمة بن يسار عن جابر بن عبد الله قال لما قدم علي ( عليه السلام ) على رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بفتح خيبر قال له رسول الله لو لا أن تقول فيك طوائف من أمتي ما قالت النصارى للمسيح عيسى ابن مريم لقلت فيك اليوم قولا لا تمر بملإ إلا أخذوا التراب من تحت رجليك ومن فضل طهورك يستشفوا به ولكن حسبك أن تكون مني وأنا منك ترثني وأرثك وأنك مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي وأنك تبرئ ذمتي وتقاتل على سنتي وأنك غدا على الحوض خليفتي وأنك أول من يرد على الحوض وأنك أول من يكسي معي وأنك أول داخل الجنة من أمتي وأن شيعتك على منابر من نور مبيضة وجوههم حولي أشفع لهم ويكونوا غدا في الجنة جيراني وأن حربك حربي وسلمك سلمي وأن سرك سري وعلانيتك علانيتي وأن سريرة صدرك كسريرتي وأن ولدك ولدي وأنك تنجز عداتي وأن الحق معك وأن الحق على لسانك وقلبك وبين عينيك الإيمان مخالط لحمك ودمك كما خالط لحمي ودمي وأنه لن يرد على الحوض مبغض لك ولن يغيب عنه محب لك حتى يرد الحوض معك قال فخر علي ( عليه السلام ) ساجدا ثم قال الحمد لله الذي أنعم علي بالإسلام وعلمني القرآن وحببني إلى خير البرية خاتم النبيين وسيد المرسلين إحسانا منه وفضلا منه علي قال فقال النبي ( صلى الله عليه وآله ) لو لا أنت لم يعرف المؤمنون بعدي .

الامالي او المجالس _70 _

2 ـ حدثنا أحمد بن الحسن القطان قال حدثنا العباس بن الفضل المقري قال حدثنا علي بن الفرات الأصبهاني قال حدثنا أحمد بن محمد البصري قال حدثنا جندل بن والق قال حدثنا علي بن حماد عن سعيد عن ابن عباس أنه مر بمجلس من مجالس قريش وهم يسبون علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) فقال لقائده ما يقول هؤلاء قال يسبون عليا قال قربني إليهم فلما أن وقف عليهم قال أيكم الساب الله قالوا سبحان الله ومن يسب الله فقد أشرك بالله قال فأيكم الساب رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قالوا ومن يسب رسول الله فقد كفر قال فأيكم الساب علي بن أبي طالب صلوات الله وسلامه عليه قالوا قد كان ذلك قال فأشهد بالله وأشهد لله لقد سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول من سب عليا فقد سبني ومن سبني فقد سب الله عز وجل ثم مضى فقال لقائده فهل قالوا شيئا حين قلت لهم ما قلت قال ما قالوا شيئا قال كيف رأيت وجوههم قال نظروا إليك بأعين محمرة نظر التيوس إلى شفار الجازر قال زدني فداك أبوك قال خزر الحواجب ناكسو رقابهم [ أذقانهم ] نظر الذليل إلى العزيز القاهر قال زدني فداك أبوك قال ما عندي غير هذا قال لكن عندي أحياؤهم خزي على أمواتهم والميتون فضيحة للغابر .
3 ـ حدثنا أبي ره قال حدثنا سعد بن عبد الله عن أحمد بن محمد بن عيسى عن علي بن الحكم عن مثنى الحناط عن أبي بصير عن الصادق جعفر بن محمد ( عليه السلام ) قال سمعته يقول من صلى أربع ركعات بمائتي مرة قل هو الله أحد في كل ركعة خمسين مرة لم ينفتل وبينه وبين الله عز وجل ذنب إلا غفر له .
4 ـ حدثنا محمد بن أحمد بن الوليد ( رض ) قال حدثنا محمد بن الحسن الصفار عن إبراهيم بن هاشم عن محمد بن أبي عمير عن زيد الشحام عن الصادق جعفر بن محمد ( عليه السلام ) قال ما من عبد يقول كل يوم سبع مرات أسأل الله الجنة وأعوذ بالله من النار إلا قالت النار يا رب أعذه مني .
5 ـ حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى العطار قال حدثنا سعد بن عبد الله عن يعقوب بن يزيد عن محمد بن أبي عمير عن معاوية بن وهب عن معاذ بن مسلم عن الصادق جعفر بن محمد ( عليه السلام ) قال اصبر على أعداء النعم فإنك لن تكافي من عصى الله فيك بأفضل من أن تطيع الله فيه .

الامالي او المجالس _71 _

6 ـ حدثنا الحسين بن أحمد بن إدريس قال حدثنا أبي عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن محمد بن أبي عمير عن جعفر الأزدي عن عمرو بن أبي المقدام قال سمعت أبا جعفر الباقر ( عليه السلام ) يقول من قرأ آية الكرسي مرة صرف الله عنه ألف مكروه من مكروه الدنيا وألف مكروه من مكروه الآخرة أيسر مكروه الدنيا الفقر وأيسر مكروه الآخرة عذاب القبر .
7 ـ حدثنا علي بن الحسين بن شاذويه المؤدب قال حدثنا محمد بن عبد الله بن جعفر بن جامع الحميري قال حدثنا أحمد بن محمد عن أبيه عن محمد بن أبي عمير عن سيف بن عميرة عن مدرك بن الهزهاز قال قال الصادق جعفر بن محمد ( عليه السلام ) يا مدرك رحم الله عبدا اجتر مودة الناس إلينا فحدثهم بما يعرفون وترك ما ينكرون .
8 ـ حدثنا أبي قال حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم عن أبيه عن محمد بن أبي عمير عن هشام بن سالم عن الصادق جعفر بن محمد ( عليه السلام ) قال إن داود خرج ذات يوم يقرأ الزبور وكان إذا قرأ الزبور لا يبقى جبل ولا حجر ولا طائر ولا سبع إلا جاوبه فما زال يمر حتى انتهى إلى جبل فإذا على ذلك الجبل نبي عابد يقال له حزقيل فلما سمع دوي الجبال وأصوات السباع والطير علم أنه داود ( عليه السلام ) فقال داود يا حزقيل أ تأذن لي فأصعد إليك قال لا فبكى داود ( عليه السلام ) فأوحى الله جل جلاله إليه يا حزقيل لا تعير داود ( عليه السلام ) وسلني العافية فقام حزقيل فأخذ بيد داود فرفعه إليه فقال داود يا حزقيل هل هممت بخطيئة قط قال لا فقال فهل دخلك العجب مما أنت فيه من عبادة الله عز وجل قال لا قال فهل ركنت إلى الدنيا فأحببت أن تأخذ من شهوتها ولذتها قال بلى ربما عرض بقلبي قال فما ذا تصنع إذا كان ذلك قال أدخل هذا الشعب فأعتبر بما فيه قال فدخل داود النبي ( عليه السلام ) الشعب فإذا سرير من حديد عليه جمجمة بالية وعظام فانية وإذا لوح من حديد فيه كتابة فقرأها داود ( عليه السلام ) فإذا هي أنا أروى بن سلم ملكت ألف سنة وبنيت ألف مدينة وافتضضت ألف بكر فإذا كان آخر عمري أن صار التراب فراشي والحجارة وسادتي والديدان والحيات جيراني فمن رآني فلا يغتر بالدنيا .

الامالي او المجالس _72 _

9 ـ حدثنا أحمد بن زياد ( رض ) قال حدثنا علي بن إبراهيم عن أبيه قال حدثنا أبو أحمد محمد بن زياد الأزدي عن أبان بن عثمان وغيره عن الصادق جعفر بن محمد ( عليه السلام ) قال من ختم صيامه بقول صالح أو عمل صالح تقبل الله منه صيامه فقيل له يا ابن رسول الله ما القول الصالح قال شهادة أن لا إله إلا الله والعمل الصالح إخراج الفطرة .
10 ـ حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق ( رض ) قال حدثنا أحمد بن محمد الهمداني قال أخبرنا المنذر بن محمد قال حدثنا إسماعيل بن عبد الله الكوفي عن أبيه عن عبد الله بن الفضل الهاشمي عن الصادق جعفر بن محمد عن أبيه عن جده ( عليه السلام ) قال خطب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) للناس يوم الفطر فقال أيها الناس إن يومكم هذا يوم يثاب فيه المحسنون ويخسر فيه المسيئون وهو أشبه يوم بيوم قيامتكم فاذكروا بخروجكم من منازلكم إلى مصلاكم خروجكم من الأجداث إلى ربكم واذكروا بوقوفكم في مصلاكم وقوفكم بين يدي ربكم واذكروا برجوعكم إلى منازلكم رجوعكم إلى منازلكم في الجنة أو النار واعلموا عباد الله أن أدنى ما للصائمين والصائمات أن يناديهم ملك في آخر يوم من شهر رمضان أبشروا عباد الله فقد غفر لكم ما سلف من ذنوبكم فانظروا كيف تكونون فيما تستأنفون وقال الصادق جعفر بن محمد ( عليه السلام ) لبعض أصحابه إذا كان ليلة الفطر فصل المغرب ثلاثا ثم اسجد وقل في سجودك يا ذا الطول يا ذا الحول يا مصطفي محمد وناصره صل على محمد وآل محمد واغفر لي كل ذنب أذنبته ونسيته وهو عندك في كتاب مبين ثم تقول مائة مرة أتوب إلى الله وكبر بعد المغرب والعشاء الآخرة وصلاة الغداء وصلاة العيد كما تكبر أيام التشريق تقول الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله والله أكبر الله أكبر ولله الحمد الله أكبر على ما هدانا والحمد لله على ما أبلانا ولا تقل فيه ورزقنا من بهيمة الأنعام فإن ذلك إنما هو في أيام التشريق .

الامالي او المجالس _73 _

المجلس الثاني والعشرون :

  يوم العيد غرة شهر شوال سنة سبع وستين وثلاث مائة .
1 ـ حدثنا الشيخ الفقيه أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي قال حدثنا أبي ( رض ) قال حدثنا علي بن محمد بن قتيبة عن حمدان بن سليمان عن نوح بن شعيب عن محمد بن إسماعيل بن بزيع عن صالح بن عقبة عن علقمة بن محمد الحضرمي عن الصادق جعفر بن محمد ( عليه السلام ) عن أبيه عن آبائه ( عليهم السلام ) قال قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قال الله جل جلاله عبادي كلكم ضال إلا من هديته وكلكم فقير إلا من أغنيته وكلكم مذنب إلا من عصمته .
2 ـ حدثنا أبي قال حدثنا علي بن محمد بن قتيبة عن حمدان بن سليمان عن نوح بن شعيب عن محمد بن إسماعيل عن صالح بن عقبة عن علقمة عن الصادق جعفر بن محمد قال جاء أعرابي إلى النبي ( صلى الله عليه وآله ) فادعى عليه سبعين درهما ثمن ناقة فقال له النبي ( صلى الله عليه وآله ) يا أعرابي أ لم تستوف مني ذلك فقال لا فقال النبي ( صلى الله عليه وآله ) إني قد أوفيتك قال الأعرابي قد رضيت برجل يحكم بيني وبينك فقام النبي ( صلى الله عليه وآله ) معه فتحاكما إلى رجل من قريش فقال الرجل للأعرابي ما تدعي على رسول الله قال سبعين درهما ثمن ناقة بعتها منه فقال ما تقول يا رسول الله فقال قد أوفيته فقال القرشي قد أقررت له يا رسول الله بحقه فإما أن تقيم شاهدين يشهدان بأنك قد أوفيته وإما أن توفيه السبعين التي يدعيها عليك فقام النبي ( صلى الله عليه وآله ) مغضبا يجر ردائه وقال والله لأقصدن من يحكم بيننا بحكم الله تعالى ذكره فتحاكم معه إلى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) فقال للأعرابي ما تدعي على رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قال سبعين درهما ثمن ناقة بعتها منه قال ما تقول يا رسول الله قال قد أوفيته قال يا أعرابي إن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول قد أوفيتك فهل صدق فقال لا ما أوفاني فأخرج أمير المؤمنين ( عليه السلام ) سيفه من غمده وضرب عنق الأعرابي فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) لم قتلت الأعرابي قال لأنه كذبك يا رسول الله ومن كذبك فقد حل دمه ووجب قتله فقال النبي ( صلى الله عليه وآله ) يا علي والذي بعثني بالحق نبيا ما أخطأت حكم الله تبارك وتعالى فيه فلا تعد إلى مثلها .

الامالي او المجالس _74 _

3 ـ حدثنا أبي قال حدثنا علي بن محمد بن قتيبة عن حمدان بن سليمان عن نوح بن شعيب عن محمد بن إسماعيل عن صالح عن علقمة قال قال الصادق جعفر بن محمد ( عليه السلام ) وقد قلت له يا ابن رسول الله أخبرني عمن تقبل شهادته ومن لا تقبل فقال يا علقمة كل من كان على فطرة الإسلام جازت شهادته قال فقلت له تقبل شهادة مقترف للذنوب فقال يا علقمة لو لم تقبل شهادة المقترفين للذنوب لما قبلت إلا شهادات الأنبياء والأوصياء لأنهم هم المعصومون دون سائر الخلق فمن لم تره بعينك يرتكب ذنبا أو لم يشهد عليه بذلك شاهدان فهو من أهل العدالة والستر و شهادته مقبولة وإن كان في نفسه مذنبا ومن اغتابه بما فيه فهو خارج عن ولاية الله عز وجل داخل في ولاية الشيطان ولقد حدثني أبي عن أبيه عن آبائه ( عليهم السلام ) أن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قال من اغتاب مؤمنا بما فيه لم يجمع الله بينهما في الجنة أبدا ومن اغتاب مؤمنا بما ليس فيه انقطعت العصمة بينهما وكان المغتاب في النار خالدا فيها وبئس المصير .
  قال علقمة فقلت للصادق ( عليه السلام ) يا ابن رسول الله إن الناس ينسبوننا إلى عظائم الأمور وقد ضاقت بذلك صدورنا فقال ( عليه السلام ) يا علقمة إن رضا الناس لا يملك وألسنتهم لا تضبط وكيف تسلمون مما لم يسلم منه أنبياء الله ورسله وحجج الله ( عليه السلام ) أ لم ينسبوا يوسف ( عليه السلام ) إلى أنه هم بالزنا أ لم ينسبوا أيوب ( عليه السلام ) إلى أنه ابتلي بذنوبه أ لم ينسبوا داود إلى أنه تبع الطير حتى نظر إلى امرأة أوريا فهويها وأنه قدم زوجها أمام التابوت حتى قتل ثم تزوج بها أ لم ينسبوا موسى إلى أنه عنين وآذوه حتى برأه الله مما قالوا وكان عند الله وجيها أ لم ينسبوا جميع أنبياء الله إلى أنهم سحرة طلبة الدنيا أ لم ينسبوا مريم بنت عمران ( عليه السلام ) إلى أنها حملت بعيسى من رجل نجار اسمه يوسف أ لم ينسبوا نبينا محمد ( صلى الله عليه وآله ) إلى أنه شاعر مجنون أ لم ينسبوه إلى أنه هوي امرأة زيد بن حارثة فلم يزل بها حتى استخلصها لنفسه أ لم ينسبوه يوم بدر إلى أنه أخذ لنفسه من المغنم قطيفة حمراء حتى أظهره الله عز وجل على القطيفة وبرأ نبيه ( صلى الله عليه وآله ) من الخيانة وأنزل بذلك في كتابه وما ( كانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ ومَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِما غَلَّ يَوْمَ الْقِيامَةِ ) ألم ينسبوه إلى أنه ( صلى الله عليه وآله ) ينطق عن الهوى في ابن عمه علي (عليه السلام) .

الامالي او المجالس _75 _

  حتى كذبهم الله عز وجل فقال سبحانه ( وما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى إِنْ هُوَ إِلا وَحْيٌ يُوحى ) ألم ينسبوه إلى الكذب في قوله إنه رسول من الله عليهم حتى أنزل الله عز وجل عليه ( ولَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ فَصَبَرُوا عَلى ما كُذِّبُوا وأُوذُوا حَتَّى أَتاهُمْ نَصْرُنا ) ولقد قال يوما عرج بي البارحة إلى السماء فقيل والله ما فارق فراشه طول ليلته وما قالوا في الأوصياء أكثر من ذلك أ لم ينسبوا سيد الأوصياء ( عليهم السلام ) إلى أنه كان يطلب الدنيا والملك وأنه كان يؤثر الفتنة على السكون وأنه يسفك دماء المسلمين بغير حلها وأنه لو كان فيه خير ما أمر خالد بن الوليد بضرب عنقه ألم ينسبوه إلى أنه ( عليه السلام ) أراد أن يتزوج ابنة أبي جهل على فاطمة ( عليها السلام ) وأن رسول الله شكاه على المنبر إلى المسلمين فقال إن عليا ( عليه السلام ) يريد أن يتزوج ابنة عدو الله على ابنة نبي الله ألا إن فاطمة بضعة مني فمن آذاها فقد آذاني ومن سرها فقد سرني ومن غاظها فقد غاظني ثم قال الصادق ( عليه السلام ) يا علقمة ما أعجب أقاويل الناس في علي ( عليه السلام ) كم بين من يقول إنه رب معبود وبين من يقول إنه عبد عاص للمعبود ولقد كان قول من ينسبه إلى العصيان أهون عليه من قول من ينسبه إلى الربوبية يا علقمة أ لم يقولوا الله [ لله ] عز وجل أنه ثالث ثلاثة ألم يشبهوه بخلقه ألم يقولوا إنه الدهر ألم يقولوا إنه الفلك ألم يقولوا إنه جسم ألم يقولوا إنه صورة تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا يا علقمة .
  إن الألسنة التي تتناول ذات الله تعالى ذكره بما لا يليق بذاته كيف تحبس عن تناولكم بما تكرهونه فاستعينوا بالله واصبروا إن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين فإن بني إسرائيل قالوا لموسى ( عليه السلام ) أوذينا من قبل أن تأتينا ومن بعد ما جئتنا فقال الله عز وجل ( قل لهم يا موسى عسى ربكم أن يهلك عدوكم ويستخلفكم في الأرض فينظر كيف تعملون ) .