المتوسمون ، فلما تأملتها عرفت ما فيها وما هي عليه بسيمائها
(1).
الحسن بن موسى الخشاب ، عن علي بن حسان ، وأحمد بن الحسين ، عن أحمد بن إبراهيم ،
والحسن بن البراء ، عن علي بن حسان ، عن عبدالرحمن بن كثير قال : حججت مع أبي عبدالله
عليه السلام فإني معه في بعض الطريق إذ صعد على جبل فنظر إلى الناس فقال : ما أكثر
الضجيج ؟ ! فقال له داود بن كثير الرقي : ياابن رسول الله هل يستجيب الله دعاء الجمع
الذي أرى ؟ فقال : ويحك ياأبا سليمان إن الله لا يغفر أن يشرك به إن الجاحد لولاية
علي عليه السلام كعابد وثن فقلت له : جعلت فداك هل تعرفون محبيكم من مبغضيكم ؟ فقال :
ويحك ياأبا سليمان إنه ليس من عبد يولد إلا كتب بين عينيه مؤمن أو كافر وإن الرجل
ليدخل إلينا يتولانا ويتبرء من عدونا فيرى مكتوبا بين عينيه مؤمن ، قال الله عزوجل :
( إن في ذلك لآيات للمتوسمين ) فنحن نعرف عدونا من ولينا
(2).
يعقوب بن يزيد ، عن محمد بن أبي عمير ، عن أسباط بن سالم بياع الزطي
(3) قال : كنت عند
أبي عبدالله عليه السلام فسأله رجل من أهل هيت
(4) عن قول الله عزوجل : ( إن في ذلك
لآيات للمتوسمين * وإنها لسبيل مقيم
(5) ) فقال : نحن المتوسمون والسبيل فينا مقيم
(6).
أحمد بن محمد بن عيسى ، عن عمر بن عبدالعزيز ، عن رجل ، عن غير واحد من أصحابنا
------------------------------------ (1) رواه الصفار في البصائر الجزء السابع الباب السابع عشر ، ومنقول في البحار ج 7 ص
117 وج 9 ص 579 من الاختصاص والبصائر.
(2) كالخبر السابق وفى البحار ج 7 ص 116.
(3) الزط ـ بالضم ـ : جيل من الهند ولعل المراد الثياب المنسوبة إلى الزط.
(4) الهيت ـ بالكسر ـ : اسم بلد على شاطئ الفرات.
(5) الحجر : 75 ، 76.
(6) رواه الكلينى ـ رحمه الله ـ في الكافى ج 1 ص 218 والصفار في البصائر الجزء
السابع الباب السابع عشر ، ومنقول في البحار ج 7 ص 117 وقال العلامة المجلسى ـ رحمه
الله ـ : لعل المعنى أن تلك الايات حاصلة في سبيل مقيم ثابت فينا وهى الامامة
ومتلبسة به او ان الايات منصوبة على سبيل ثابت هو السبيل إلى الله والدين الحق وعلى
التقادير لعل ذلك إشارة إلى القرآن.
الاختصاص _ 304 _
منهم بكار بن كردم ، وعيسى بن سليمان ، عن أبي عبدالله عليه السلام قالوا : سمعناه وهو
يقول : جاءت امرأة شنيعة وأمير المؤمنين عليه السلام على المنبر وقد قتل أخاها
وأباها فقالت : هذا قاتل الاحبة فنظر إليها أمير المؤمنين عليه السلام فقال : ياسلفع
ياجريئة ، يابذية ، يامنكرة ، يا التي لا تحيض كما تحيض النساء ، ياالتي على ههنا شئ
بين مدلى ، فمضت وتبعها عمرو بن حريث ـ وكان عثمانيا ـ فقال : ياأيتها المرأة إنا لا
نزال يسمعنا العجائب ما ندري حقها من باطلها وهذه داري فادخلي فإن لي امهات أولاد
حتى ينظرن حقا ما قال أم باطلا ؟ وأهب لك شيئا ، فدخلت فأمر امهات أولاده فنظرن إليها
فإذا شئ على ركبها مدلى فقالت : ياويلها اطلع منها علي بن أبي طالب على شئ لم يطلع
إلا امي أو قابلتي ، قال : و وهب لها عمرو بن حريث شيئا
(1).
إبراهيم بن هاشم ، [ عن محمد بن سليمان ] عن أبيه سليمان الديلمي ، عن معاوية بن عمار
الدهني ، عن أبي عبدالله عليه السلام في قول الله تعالى : ( يعرف المجرمون بسيماهم
فيؤخذ بالنواصي والاقدام )
(2) فقال : يامعاوية ما يقولون في هذا ؟ قلت : يزعمون إن
الله تبارك وتعالى يعرف المجرمون بسيماهم في القيامة فيأمربهم فيؤخذ بنواصيهم
وأقدامهم فيلقون في النار ، فقال لي و [ كيف ] يحتاج الجبار تبارك وتعالى إلى معرفة
الخلق بسيماهم وهو خلقهم ؟ قلت : فما ذاك ، جعلت فداك ؟ فقال : ذلك لو قام قائمنا أعطاه
الله السيماء فيامر بالكافر فيؤخذ بالنواصي والاقدام ثم يخبط بالسيف خبطا
(3).
محمد بن عيسى بن عبيد ، وإبراهيم بن إسحاق بن إبراهيم ، عن عبدالله بن حماد الانصاري ،
عن الحارث بن حصيرة ، عن الاصبغ بن نباتة قال : كنا وقوفا على أمير المؤمنين عليه
السلام بالكوفة وهو يعطي العطاء في المسجد إذ جاءت امرأة فقالت : ياأمير المؤمنين
أعطيت العطاء جميع الاحياء ما خلا هذا الحي من مراد لم تعطهم شيئا فقال : اسكتي
ياجريئة ،
------------------------------------ (1) مروى في البصائر كالخبر السابق ومنقول في البحار ج 9 ص 580 منه ومن الاختصاص.
(2) الرحمن : 41 و ( يعرف ) في قراءة الامام بصيغة المعلوم وفى المصاحف بالمجهول.
(3) الخبط : الضرب الشديد ، والرواية مروية في البصائر كالخبر المتقدم ومنقولة في
البحار ج 13 ص 183.
الاختصاص _ 305 _
يابذية ، ياسلفع ، ياسلقلق يامن لا تحيض كما تحيض النساء ، قال : فولت فخرجت من المسجد
فتبعها عمرو بن حريث فقال لها : أيتها المرأة قد قال علي فيك ما قال أيصدق عليك ؟
فقالت : والله ما كذب وإن كل ما رماني به لفي ، وما اطلع علي أحد إلا الله الذي خلقني
وامي التي ولدتني ، فرجع عمرو بن حريث فقال : ياأمير المؤمنين تبعت المرأة فسألتها
عما رميتها به في بدنها فأقرت بذلك كله ، فمن أين علمت ذلك ؟ فقال إن رسول الله صلى
الله عليه اله علمني ألف باب من الحلال والحرام يفتح كل باب ألف باب حتى علمت
المنايا والوصايا وفصل الخطاب وحتى علمت المذكرات من النساء والمؤنثين من الرجال
(1).
الحسين بن علي الدينوري ، عن محمد بن الحسن قال : حدثني إبراهيم بن غياث ، عن عمرو بن
ثابت ، عن ابن أبي حبيب ، عن الحارث الاعور قال : كنت مع أمير المؤمنين عليه السلام في
مجلس القضاء إذ أقبلت امرأة مستعدية على زوجها فتكلمت بحجتها وتكلم الزوج بحجته
فوجه القضاء عليها ، فغضبت غضبا شديدا ثم قالت : والله ياأمير المؤمنين لقد حكمت علي
بالجور وما بهذا أمرك الله ، فقال لها : ياسلفع ، يامهيع ، ياقردع بل حكمت عليك بالحق
الذي علمته ، فلما سمعت منه الكلام ولت هاربة فلم ترد عليه جوابا ، فأتبعها عمرو بن
حريث فقال لها : والله ياأمة الله لقد سمعت اليوم منك عجبا وسمعت أمير المؤمنين قال
لك قولا فقمت من عنده هاربة مولية ما رددت عليه جوابا ، فقالت : ياعبدالله لقد أخبرني
بأمر لم يطلع عليه أحد إلا الله وأنا ، وما قمت من عنده إلا مخافة أن يخبرني بأعظم
مما رماني به فصبري على واحدة كان أجمل من أن أصبر على واحدة بعد واحدة ، قال لها
عمرو : فأخبريني عافاك الله ما الذي قال لك ؟ قالت : يا عبدالله إني لا أقول لك ذلك
لانه قال ما في وما أكره وبعد فإنه قبيح أن يعلم الرجال ما في النساء من العيوب ،
فقال لها : والله ما تعرفيني ولا أعرفك ولعلك لا تريني ولا أراك بعد يومي هذا ، قال
عمرو : فلما رأتني قد ألححت عليها قالت : أما قوله : ياسلفع فوالله ما كذب علي إني لا
أحيض من حيث تحيض النساء ، وأما قوله : يامهيع فإني والله صاحبة نساء وما أنا بصاحبة
رجال ، وأما قوله : ياقردع فإني المخربة بيت زوجي وماأبقي عليه ، فقال لها : ويحك وما
علمه بهذا ؟ أتراه ساحرا أو كاهنا أو مخدوما ؟
------------------------------------ (1) مروى في البصائر الجزء السابع الباب السابع عشر ، ومنقول في البحار ج 9 ص 459.
الاختصاص _ 306 _
أخبرك بما فيك ؟ وهذا علم كثير فقالت له : بئس ما قلت ياعبدالله إنه ليس بساحر ولا
كاهن ولا مخدوم ولكنه من أهل بيت النبوة وهو وصي رسول الله صلى الله عليه واله
ووارثه وهو يخبر الناس بما ألقاه رسول الله صلى الله عليه واله وعلمه لانه حجة الله
علي هذا الخلق بعد نبيه صلى الله عليه واله ، فأقبل عمرو بن حريث إلى مجلسه ، فقال له
أمير المؤمنين : ياعمرو وبما استحللت أن ترمني بما رميتني به أما والله لقد كانت
المرأة أحسن قولا في منك ولاقفن أنا وأنت من الله موقفا فانظر كيف تتخلص من الله ،
فقال : ياأمير المؤمنين أنا تائب إلى الله وإليك مما كان فاغفره لي غفر الله لك ،
فقال : لا والله لاأغفر لك هذا الذنب أبدا حتى أقف أنا وأنت بين يدي من لا يظلمك
شيئا
(1).
الحسن ين علي بن المغيرة ، عن عيسى بن هشام ، عن عبدالصمد بن بشير ، عن عبدالله بن
سليمان ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : سألته عن الامام أفوض الله إليه كما فوض
إلى سليمان ؟ فقال : نعم وذلك أن رجلا سأله عن مسألة فأجابه وسأله آخر عن تلك المسألة
فأجابه بغير جواب الاول ثم سأله آخر عنها فأجابه بغير جواب الاولين ، ثم قال : ( هذا
عطاؤنا فامسك أو أعط بغير حساب ) وهكذا هي في قراءة علي عليه السلام ، قلت : أصلحك
الله فحين أجابهم بهذا الجواب يعرفهم الامام ؟ فقال : سبحان الله أما تسمع الله يقول
في كتابه ( إن ذلك لآيات للمتوسمين ) وهم الائمة ( وإنها لبسبيل مقيم ) لا يخرج
منهم أبدا ، ثم قال لي : نعم إن الامام إذا نظر إلى الرجل عرفه وعرف ما هو عليه وعرف
لونه وإن سمع كلامه من وراء حائط عرفه وعرف ما هو إن الله يقول : ( ومن آياته خلق
السموات والارض واختلاف ألسنتكم وألوانكم إن في ذلك لآيات للعالمين
(2) ) فهم
العلماء وليس يسمع شيئا من الالسن تنطق إلا عرفه ناج أو هالك فلذلك يجيبهم بالذي
يجيبهم به
(3).
العباس بن معروف ، عن حماد بن عيسى ، عن ربعي بن عبدالله ، عن محمد بن مسلم
------------------------------------ (1) مروى في البصائر كالخبر السابق ومنقول في البحار ج 9 ص 579 منه ومن الاختصاص.
(2) الروم : 22.
(3) مروى في البصائر الجزء السابع في نادر الباب السابع عشر ، ومنقول في البحار ج 7 ص
116 منه ومن الاختصاص.
الاختصاص _ 307 _
عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله عزوجل : ( إن في ذلك لآيات للمتوسمين ) قال : هم
الائمة ، قال رسول الله صلى الله عليه واله : ( اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور
الله )
(1).
علي بن إسماعيل بن عيسى ، عن محمد بن عمرو بن سعيد الزيات ، عن محمد بن حمزة ابن أبيض
قال : حدثنا علي بن عطية
(2) قال : بينا أنا عند أبي عبدالله عليه السلام إذ دخل
علينا رجل فغمز اناسا من الشيعة ، فأعرض عنه أبوعبدالله عليه السلام بوجهه ، ثم أقبل
أبوعبدالله عليه السلام بوجهه ، فرأى الرجل أن أبا عبدالله عليه السلام لم يفهم منه
فأعاد الكلام فتناول أبوعبدالله عليه السلام بيده اليسرى لحيته ثم هزها حتى ظننت
أنها ستبقى في يده ، ثم قال : إن كنت أنا أتولى الرجال وأبرء منهم على ما يبلغني عنهم
لبئست الشيبة لشيبتي هذه
(3).
الحسن بن علي الزيتوني ، عن أحمد بن هلال ، عن علي بن الحكم ، عن ضريس الكناسي قال :
كنا عند : أبي عبدالله عليه السلام جماعة من أصحابنا إذ دخل عليه رجل أعرفه فذكر
رجلا من أصحابنا ولمزه عنه أبي عبدالله عليه السلام فلم يجبه بشئ فظن الرجل إن أبا
عبدالله عليه السلام لم يسمع فأعاد عليه أيضا ، فلم يلتفت إليه ، فظن الرجل أنه لم
يسمع ، فأعاد الثالثة فمد أبوعبدالله يده إلى لحية الرجل فقبض عليها فهزها ثلاثا حتى
ظننت أن لحيته قد صارت في يده ثم قال : إن كنت لا أعرف الرجال إلا بما أبلغ عنهم
فبئست الشيبة شيبتي ثم أرسل لحيته من يده ونفخ ما بقي من الشعر في كفه
(4).
أحمد بن محمد بن عيسى ، والحسن بن علي بن النعمان ، عن علي بن النعمان ، عن عبدالله بن
مسكان ، عن محمد بن مسلم ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : سمعته يقول : إن رسول الله
صلى الله عليه واله أنال في الناس وأنال وأنال وإنا أهل بيت عندنا معاقل العلم
وأبواب الحكم
------------------------------------ (1) مروى في البصائر ، كالخبر السابق ومنقول في البحار ج 7 ص 118 منه ومن الاختصاص.
(2) في البصائر ( على بن حنظلة ).
(3) مروى في البصائر الجزء السابع الباب الثامن عشر ومنقول في البحار ج 7 ص 307 منه
ومن الاختصاص وفيهما ( فبئس النسب نسبي ).
(4) مروى في البصائر ، ومنقول في البحار كالخبر المتقدم وفيهما ( لبئست النسبة نسبتى
).
الاختصاص _ 308 _
وضياء الامر
(1).
يعقوب بن يزيد ، ومحمد بن عيسى بن عبيد ، عن زياد بن مروان القندي ، عن هشام ابن سالم
قال : قلت لابي عبدالله عليه السلام : عند العامة من أحاديث رسول الله شئ يصح ؟ فقال :
نعم إن رسول الله صلى الله عليه واله أنال الناس وأنال وأنال وعندنا معاقل العلم
وفصل ما بين الناس
(2).
أحمد بن محمد بن عيسى ، ومحمد بن عبدالجبار ، عن عبدالله بن محمد الحجال ، عن علي بن
حماد ، عن محمد بن مسلم قال : قال أبوعبدالله عليه السلام : إن رسول الله صلى الله
عليه واله قد أنال في الناس وأنال وأنال ـ يشير كذا وكذا ـ وعندنا أهل البيت اصول
العلم وعراه وضياؤه وأواخيه
(3).
يعقوب بن يزيد ، ومحمد بن الحسين بن أبي الخطاب ، عن محمد بن أبي عمير ، عن هشام بن
سالم ، عن محمد بن مسلم قال : قلت لابي عبدالله عليه السلام : إنا نجد الشئ من
أحاديثنا في أيدي الناس فقال : لعلك لا ترى أن رسول الله صلى الله عليه واله أنال
الناس وأنال ـ اوأومأ بيده عن يمينه وعن شماله وبين يديه ومن خلفه ـ وإنا أهل بيت
عندنا معاقل العلم وضياء الامر وفصل ما بين الناس
(4).
------------------------------------
(1) مروى في البصائر الجزء السابع الباب التاسع عشر ، ومنقول في البحار ج 1 ص 136
منه وقال المجلسى ـ رحمه الله ـ : قوله : أنال أى اعطى وأفاد في الناس العلوم
الكثيرة ، لكن عند اهل البيت معيار ذلك والفصل بين ماهو حق او مفترى وعندهم تفسير ما
قاله الرسول صلى الله عليه وآله فلا ينتفع بما في ايدى الناس الا بالرجوع إليهم
صلوات الله عليهم ، والمعاقل جمع معقل وهو الحصن والملجأ ، أى نحن حصون العلم وبنا
يلجأ الناس فيه ، وبنا يوصل اليه وبنا يضئ الامر للناس.
(2) مروى في البصائر ومنقول في البحار ج 1 ص 136 وج 8 ص 282.
(3) مروى في البصائر ومنقول في البحار كالخبر المتقدم ، والعروة : ما يتمسك به من
الحبل و غيره ، والاخية ـ كأبية ـ : عود في الحائط ، او حبل يدفن طرفاه في الارض وبرز
وسطه كالحلقة تشد فيها الدابة والجمع أخايا وأواخى (القاموس) وقال المجلسي ـ رحمه
الله ـ بعد نقل هذا الكلام منه : أى بنا يشد ويستحكم امر الدين ولا يفارقنا علمه.
(4) قال العلامة المجلسى ـ رحمه الله ـ بعد نقل الخبر من البصائر في البحار ج 1 ص
136 : الاشارة لبيان أنه صلى الله عليه وآله وسلم نشر العلم من كل جانب وعلمه كل أحد
فكيف لا يكون في الناس علمه ؟ !.
الاختصاص _ 309 _
إبراهيم بن هاشم ، عن النضر بن سويد ، عن هشام بن سالم ، عن الحسن بن يحيى قال : سمعت
أبا عبدالله عليه السلام يقول : إنا أهل بيت عندنا معاقل العلم وآثار النبوة وعلم
الكتاب وفصل ما بين الناس
(1).
محمد بن عيسى بن عبيد ، عن أبي عبدالله زكريا بن محمد المؤمن ، عن عبدالله بن مسكان ،
وأبي خالد القماط ، وأبي أيوب الخزاز ، عن محمد بن مسلم قال : قال أبوجعفر عليه
السلام : إن رسول الله أنال في الناس وأنال ، وعندنا عرى العلم وأبواب الحكم ومعاقل
العلم وضياء الامر وأواخيه ، فمن عرفنا نفعته معرفته وقبل منه عمله ، ومن لم يعرفنا
لم ينفعه الله بمعرفة ما علم ولم يقبل منه عمله
(2).
محمد بن الحسين بن أبي الخطاب ، عن صفوان بن يحيى ، عن أبي خالد القماط ، عن حمران بن
أعين قال : قلت لابي جعفر عليه السلام : ما موضع العلماء ؟ فقال : مثل ذي القرنين وصاحب
سليمان وصاحب موسى
(3).
يعقوب بن يزيد ، ومحمد بن عيسى بن عبيد ، عن زياد بن مروان القندي ، عن محمد بن عمار ،
عن الفضيل بن يسار قال : سألت أبا عبدالله عليه السلام كيف كان يصنع أمير المؤمنين
عليه السلام بشارب الخمر ؟ فقال كان يحده ، قلت : فإن عاد ؟ قال : كان يحده ، قلت : فإن
عاد ؟ قال : كان يقتله
(4) ، قلت : فكيف كان يصنع بشارب المسكر ، فقال : مثل ذلك ، قلت :
فمن شرب شربة مسكر كمن شرب شربة خمر ؟ فقال : سواء ، فاستعظمت ذلك فقال لي : يافضيل لا
تستعظم ذلك فإن الله إنما بعث محمدا صلى الله عليه واله رحمة للعالمين وإن الله أدب
نبيه عليه السلام فأحسن أدبه فلما تأدب فوض إليه ، فحرم الله الخمر وحرم رسول الله
كل مسكر فأجاز الله ذلك
------------------------------------
(1) مروى في البصائر الجزء السابع الباب التاسع عشر عن محمد بن عيسى بن عبيد عن
النضر و منقول في البحار ج 7 ص 282 منه ومن الاختصاص.
(2) مروى في البصائر كالخبر السابق ومنقول في البحار ج 1 ص 136 من البصائر وج 7 ص
282 من الاختصاص.
(3) مروى في البصائر الجزء السابع الباب العشرون وفيه ( وصاحب داود ) مكان ( صاحب
موسى ).
ومنقول في البحار ج 7 ص 293.
(4) في البصائر ( قال : كان يحده ثلاث مرات فان عاد كان يقتله ).
الاختصاص _ 310 _
له حرم الله مكة وحرم رسول الله صلى الله عليه واله المدينة فأجاز الله ذلك له ،
وفرض الله الفرائض من الصلب وأطعم رسول الله صلى الله عليه واله الجد فأجاز الله
ذلك له ، ثم قال : يافضيل حرف وما حرف ! ومن يطع الرسول فقد أطاع الله،
(1) أحمد بن
محمد بن عيسى ، عن محمد بن أبي عمير ، عن محمد بن يحيى الخثعمي ، عن عبدالرحيم القصير ،
عن أبي جعفر عليه السلام قال : كان علي عليه السلام إذا أورد عليه أمر لم ينزل به
كتاب ولا سنة رجم فأصاب ، قال أبوجعفر : وهي المعضلات،
(2) أحمد بن محمد بن عيسى ، عن
الحسين بن سعيد ، ومحمد بن خالد البرقي ، عن النضر بن سويد ، عن عيسى بن عمران الحلبي ،
عن عبدالله بن مسكان ، عن عبدالرحيم قال : سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول : إن عليا
كان إذا ورد عليه أمر لم يجئ فيه كتاب ولم تجئ به سنة رجم فيه ـ يعني ساهم ـ فأصاب ،
ثم قال : يا عبدالرحيم وتلك من المعضلات
(3).
من خطبة لامير المؤمنين (عليه السلام) من خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام)
أحمد بن محمد بن خالد البرقي ، عن خلف بن حماد ، عن سعد بن طريف الاسكاف ، عن الاصبغ
بن نباتة أن أمير المؤمنين عليه السلام صعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : يا
أيها الناس إن شيعتنا من طينة مخزونة قبل أن يخلق الله آدم بألفي عام ، لا يشذ منها
شاذ ، ولا يدخل فيها داخل وإني لاعرفهم حين أنظر إليهم لان رسول الله صلى الله عليه
واله لما تفل في عيني وكنت أرمد قال : اللهم أذهب عنه الحر والبرد وبصره صديقه من
عدوه فلم يصبني رمد ولا حر ولا برد ، وإني لاعرف صديقي من عدوي ، فقام رجل من الملا
فسلم ، ثم قال : والله ياأمير المؤمنين إني لادين الله بولايتك ، وإني لاحبك في السر
كما أظهر لك في العلانية ، فقال له علي عليه السلام : كذبت فوالله ما أعرف اسمك في
الاسماء ولا وجهك في الوجوه ، وإن طينتك لمن غير تلك الطينة ، فجلس الرجل قد فضحه
الله وأظهر عليه ،
------------------------------------ (1) مروى في البصائر الجزء الثامن الباب الرابع ، ومنقول في البحار ج 7 ص 262 منه
ومن الاختصاص.
(2) مروى في البصائر الجزء الثامن الباب السابع ومنقول في البحار ج 1 ص 116 وج 7 ص
282 مع بيانه.
(3) رواه الصفار في البصائر الجزء الثامن الباب السابع ونحوه في الجزء الخامس الباب
التاسع ، ومنقول في البحار ج 1 ص 116 وج 7 ص 282 من الاختصاص.
الاختصاص _ 311 _
ثم قام آخر فقال : ياأمير المؤمنين إني لادين الله بولايتك وإني لاحبك في السر كما
احبك في العلانية ، فقال له : صدقت طينتك من تلك الطينة وعلى ولايتنا اخذ ميثاقك و إن
روحك من أرواح المؤمنين فاتخذ للفقر جلبابا
(1) فوالذي نفسي بيده لقد سمعت رسول
الله صلى الله عليه واله يقول : الفقر أسرع إلى محبينا من السيل من أعلى الوادي إلى
أسفله
(2) وعنه ، عن الحسين بن سعيد ، عن الحسين بن علوان الكلبي ، عن سعد بن طريف عن
الاصبغ بن نباتة قال : كنت مع أمير المؤمنين عليه السلام فأتاه رجل فسلم عليه ، ثم
قال : ياأمير المؤمنين إني والله لاحبك في الله ، واحبك في السر كما احبك في
العلانية ، وأدين الله بولايتك في السر كما أدين بها في العلانية ، وبيد أمير
المؤمنين عود طأطأ رأسه ثم نكت بالعود ساعة في الارض ، ثم رفع رأسه إليه فقال : إن
رسول الله صلى الله عليه واله حدثني بألف حديث لكل حديث ألف باب وإن أرواح المؤمنين
تلتقي في الهواء فتشم و تتعارف فما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف وبحق
الله لقد كذبت فما أعرف وجهك في الوجوه ولا اسمك في الاسماء ، ثم دخل عليه رجل آخر
فقال : ياأمير المؤمنين إني لاحبك في السر كما احبك في العلانية قال : فنكت الثانية
بعوده في الارض ثم ح رفع رأسه فقال له : صدقت إن طينتنا طينة مخزونة أخذ الله
ميثاقها من صلب آدم فلم يشذ منها شاذ ولا يدخل فيها داخل من غيرها ، اذهب فاتخذ
للفقر جلبابا فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه واله يقول : ياعلي بن أبي طالب
والله للفقر أسرع إلى محبينا من السيل إلى بطن الوادي
(3).
------------------------------------
(1) قال الجزري : في حديث على رضى الله عنه ( من أحبنا أهل البيت فليعد للفقر جلبابا
)اى ليزهد في الدنيا وليصبر على الفقر والقلة ، والجلباب : الازار والرداء : وقيل :
الملحفة ، و قيل : هو كالمقنعة تغطى به المرأة رأسها وظهرها وصدرها وجمعه جلابيب كنى
به عن الصبر لانه يستر الفقر كما يستر الجلباب البدن ، وقيل : انما كنى بالجلباب عن
اشتماله بالفقر اى فليلبس ازار الفقر ويكون منه على حالة تعمه وتشمله لان الغنى من
احوال اهل الدنيا ولا يتهيأ الجمع بين حب الدنيا وحب أهل البيت.
(2) مروى في البصائر الجزء الثامن الباب الثامن ، وذيله منقول في البحار ج 7 ص 304
من مجالس الشيخ بسند آخر عن الاصبغ ، وتمامه ص 307 من البصائر والاختصاص.
(3) مروى في البصائر كالخبر السابق ومنقول في البحار ج 14 ص 426.
الاختصاص _ 312 _
عباد بن سليمان ، عن محمد بن سليمان ، عن أبيه سليمان الديلمي ، عن هارون بن الجهم ، عن
سعد بن طريف الخفاف ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : بينا أمير المؤمنين عليه السلام
يوما جالسا في المسجد وأصحابه حوله فأتاه رجل من شيعته فقال له : ياأمير المؤمنين إن
الله يعلم أني أدينه بحبك في السر كما أدينه في العلانية ، وأتولاك في السر كما
أتولاك في العلانية ، فقال له أمير المؤمنين : صدقت أما فأتخذ للفقر جلبابا ، فإن
الفقر أسرع إلى شيعتنا من السيل إلى قرار الوادي ، قال : فولى الرجل وهو يبكي فرحا
لقول أمير المؤمنين عليه السلام : ( صدقت ) ، قال : وكان هناك رجل من الخوارج وصاحبا
له قريبا من أمير المؤمنين عليه السلام فقال أحدهما : تالله إن رأيت كاليوم قط إنه
أتاه رجل فقال له : إني احبك فقال له : صدقت ، فقال له الآخر : ما أنكرت ذلك أتجد بدا
من أن إذا قيل له : إني احبك أن يقول : صدقت ؟ أتعلم أني احبه ؟ فقال : لا ، قال : فأنا
أقوم فأقول له مثل ما قال له الرجل فيرد علي مثل مارد عليه ، قال : نعم ، فقام الرجل
فقال له مثل مقالة الرجل الاول ، فنظر إليه مليا ، ثم قال له : كذبت لا والله ما تحبني
ولا احبك ، قال : فبكى الخارجي ، ثم قال : ياأمير المؤمنين تستقبلني بهذا وقد علم الله
خلافه ، ابسط يدك ابايعك ، فقال علي : على ماذا ؟ قال : على ما عمل به زريق وحبتر ، فقال
له : اصفق لعن الله الاثنين والله لكأني بك قد قتلت على ضلال ووطئ وجهك دواب العراق
ولا يعرفك قومك ، قال : فلم يلبث أن خرج عليه أهل النهروان وأن خرج الرجل معهم فقتل
(1).
أحمد بن محمد بن عيسى ، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر ، عن ثعلبة بن ميمون ، عن زرارة
قال : سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول : لولا أنا نزداد لانفدنا ، فقلت : تزدادون شيئا
لا يعلمه رسول الله صلى الله عليه واله ؟ فقال : إنه إذا كان ذلك عرض على رسول الله
صلى الله عليه واله وعلى الائمة عليهم السلام ثم انتهى إلينا
(2).
وعنه ، عن الحسن بن علي بن فضال ، عن محمد بن الربيع ، عن عبدالله بن بكير ،
------------------------------------ (1) مروى في البصائر كالخبر المتقدم ومنقول في البحار ج 9 ص 580 من الاختصاص.
(2) رواه الكلينى ـ رحمه الله ـ في الكافى ج 1 ص 255 ، والصفار ـ رحمه الله ـ في
البصائر الجزء الثامن الباب التاسع ، ومنقول في البحار ج 7 ص 298.
الاختصاص _ 313 _
عن أبي بصير قال : سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول : لولا أنا نزداد لانفدنا ،
فقلت : تزدادون شيئا ليس عند رسول الله صلى الله عليه واله ؟ فقال : إذا كان ذلك أتى
رسول الله صلى الله عليه واله فأخبر [ ه ] م أتى عليا عليه السلام فأخبره ، ثم إلى
واحد بعد واحد حتى ينتهي إلى صاحب هذا الامر (1).
موسى بن جعفر بن محمد ، عن أبيه جعفر بن محمد بن عبدالله ، عن محمد بن عيسى بن
عبدالله الاشعري ، عن محمد بن سليمان الديلمي مولى أبي عبدالله عليه السلام ، عن أبيه
سليمان قال : سألت أبا عبدالله عليه السلام فقلت له : سمعتك وأنت تقول غير مرة : لولا
أنا نزداد لانفدنا فقال : أما الحلال والحرام فقد أنزل الله على نبيه صلى الله عليه
واله بكماله وما يزاد الامام في حلال ولا حرام ، قلت له : فما هذه الزيادة ؟ فقال : في
سائر الاشياء سوى الحلال والحرام ، قلت : تزدادون شيئا يخفى على رسول الله صلى الله
عليه واله ولا يعلمه ؟ فقال : لا إنما يخرج العلم من عند الله فيأتي به الملك رسول
الله صلى الله عليه واله فيقول : يامحمد ربك يأمرك بكذا وكذا فيقول : انطلق به إلى
علي فيأتي به عليا عليه السلام فيقول : انطلق به إلى الحسن فلا يزال هكذا ينطلق به
إلى واحد بعد واحد حتى يخرج إلينا ، ومحال أن يعلم الامام شيئا لم يعلمه رسول الله
صلى الله عليه واله والامام من قبله
(2).
محمد بن عيسى بن عبيد ، عن يونس بن عبدالرحمن ، عن بعض أصحابه ، عن أبي عبدالله عليه
السلام قال : ليس شئ يخرج من عند الله عزوجل حتى يبدء برسول الله صلى الله عليه واله
ثم بعلي عليه السلام ثم بواحد واحد لكيلا يكون آخرنا أعلم من أولنا
(3).
محمد بن الحسين بن أبي الخطاب ، عن عثمان بن عيسى ، عن سماعة بن مهران ، عن أبي
عبدالله عليه السلام قال : إن لله علمين : علما أظهر عليه ملائكته ورسله وأنبياءه
فذلك قد علمناه وعلما استأثر به فإذا بدا له في شئ منه أعلمنا ذلك وعرض على الائمة
الذين كانوا قبلنا
(4).
------------------------------------ (1) رواه الصفار في البصائر كالخبر السابق ، ومنقول في البحار ج 7 ص 296 من امالى
الشيخ و ص 297 من البصائر والاختصاص.
(2) مروى في البصائر مع زيادة ، ومنقول في البحار كالخبر المتقدم منه ومن الاختصاص.
(3) مروى في البصائر الكافى ومنقول في البحار كالخبر المتقدم.
(4) مروى في البصائر والكافى ومنقول في البحار كالخبر المتقدم.
الاختصاص _ 314 _
سمحمد بن عيسى بن عبيد ، عن يونس بن عبدالرحمن ، عن هشام بن سالم ، عن محمد بن مسلم ،
قال : قلت لابي عبدالله عليه السلام : كلام قد سمعته من أبي الخطاب ، فقال : أعرضه علي ،
فقلت : يقول : إنكم تعلمون الحلال والحرام وفصل ما بين الناس ، فسكت ، فلما أردت القيام
أخذ بيدي فقال : يامحمد كذا علم القرآن والحلال والحرام يصير في جنب العلم الذي يحدث
في الليل والنهار
(1).
أحمد بن محمد بن عيسى ، عن عمر بن عبدالعزيز ، عن رجل ، عن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة
الثمالي ، عن علي بن الحسين عليهما السلام قال : قلت له : كل ما كان عند رسول الله صلى
الله عليه واله فقد اعطيه أمير المؤمنين عليه السلام ، ثم الحسن عليه السلام بعد
أمير المؤمنين ، ثم الحسين عليه السلام بعده ، ثم كل إمام إلى أن تقوم الساعة مع
الزيادة التي تحدث في كل سنة وفي كل شهر ؟ فقال : إي والله وفي كل ساعة
(2).
أحمد بن محمد بن عيسى ، عن الحسين بن سعيد ، ومحمد بن خالد البرقي ، عن النضر بن سويد ،
عن يحيى بن عمران الحلبي ، عن الحارث بن المغيرة النصري قال : قال أبوعبدالله عليه
السلام : اتقو الكلام فإنا نؤتى به
(3).
محمد بن عيسى بن عبيد ، عن أبي عبدالله زكريا بن محمد المؤمن ، عن الحكم بن أيمن ، عن
الحارث بن المغيرة ، وأبي بكر محمد الحضرمي ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : قال :
ما يحدث قبلكم إلا علمنا به ، قلت : وكيف ذاك ؟ فقال : يأتينا به راكب يضرب
(4).
أبوالحسن موسى بن جعفر بن وهب البغدادي ، عن علي بن معبد ، عن علي بن الحسن ابن رباط ،
عن علي بن عبدالعزيز ، عن أبيه قال : قال أبوعبدالله عليه السلام : لما ولي عبدالملك
بن مروان فاستقامت له الاشياء كتب إلى الحجاج كتابا وخطه بيده كتب فيه بسم الله
الرحمن الرحيم
------------------------------------
(1) مروى في البصائر ومنقول في البحار ج 7 ص 318.
(2) مروى في البصائر الجزء الثامن الباب العاشر ، ومنقول في البحار ج 7 ص 297 ، منه و
من الاختصاص.
(3) مروى في البصائر الجزء الثامن الباب الحادى عشر ، ومنقول في البحار ج 7 ص 312
منه ومن الاختصاص.
(4) كالخبر السابق.
الاختصاص _ 315 _
من عبدالله : عبدالملك بن مروان إلى الحجاج بن يوسف : أما بعد فحسبي دماء بني
عبدالمطلب فإني رأيت آل أبي سفيان لما ولغوا فيها لم يلبثوا بعدها إلا قليلا
والسلام ، وكتب الكتاب سرا لم يعلم به أحد وبعث به مع البريد ، وورد خبر ذلك من ساعته
على علي بن الحسين وأخبر أن عبدالملك قد زيد في ملكه برهة من دهره لكفه عن بني هاشم
وأمر أن يكتب إلى عبدالملك ويخبره بأن رسول الله صلى الله عليه واله أتاه في منامه
فأخبره بذلك فكتب علي بن الحسين بذلك إلى عبدالملك بن مروان
(1).
أحمد بن محمد بن عيسى ، ومحمد بن إسماعيل بن عيسى ، عن علي بن الحكم ، عن عروة ابن
موسى الجعفي قال : قال لنا أبوعبدالله عليه السلام يوما ونحن نتحدث عنده : اليوم
انفقأت عين هشام بن عبدالملك في قبره ، قلنا : ومتى مات ؟ فقال اليوم الثالث فحسبنا
موته وسألنا عن ذلك فكان كذلك
(2).
حمد بن محمد بن عيسى ، عن علي بن الحكم ، عن سيف بن عميرة ، عن داود بن فرقد ، عن أبي
عبدالله عليه السلام قال : إن رجلا منا صلى العتمة بالمدينة وأتى قوم موسى في أمر
فتشاجروا فيه فيما بينهم وعاد من ليلته فصلى الغداة بالمدينة
(3).
علي بن إسماعيل بن عيسى ، عن محمد بن عمرو بن سعيد الزيات ، عن محمد بن الفضيل عن أبي
حمزة الثمالي ، عن جابر بن يزيد قال : كنت يوما عند أبي جعفر عليه السلام جالسا
فالتفت إلي فقال : ياجابر أمالك حمار تركبه فتقطع ما بين المشرق والمغرب في ليلة ؟
فقلت له : لا فقال : إني لاعرف رجلا بالمدينة له حمار يركبه فيأتي المشرق والمغرب في
ليلة
(4).
------------------------------------
(1) رواه الصفار ـ رحمه الله ـ في البصائر كالخبر السابق ونقله المجلسى ـ رحمه الله
في البحار ج 11 ص 34.
(2) مروى في البصائر كالخبر المتقدم ومنقول في اعلام الورى ص 269 ط 1379 من كتاب
نوادر الحكمة ، وفى البحار ج 7 ص 147.
(3) مروى في البصائر الجزء الثامن الباب الثانيعشر ، ومنقول في البحار ج 7 ص 270 من
الاختصاص.
(4) مروى في البصائر كالخبر السابق ومنقول في البحار ج 7 ص 270 ومن الاختصاص.
الاختصاص _ 316 _
عبدالله بن عامر بن سعيد ، عن الربيع ، عن جعفر بن بشير البجلي ، عن يونس بن يعقوب ، عن
أبي عبدالله عليه السلام قال : إن رجلا منا أتى قوم موسى في شئ كان بينهم فأصلح
بينهم ورجع
(1).
أحمد بن محمد بن عيسى ، وأحمد بن الحسن بن علي بن فضال ، عن الحسن بن علي ابن فضال ،
عن عبدالله بن بكير ، عن زرارة قال : سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول : إن بالمدينة
رجلا قد أتى المكان الذي به ابن آدم فرآه معقولا معه عشرة موكلين به يستقبلون به
الشمس حيث ما دارت في الصيف ويوقدون حوله النار ، فإذا كان الشتاء صبوا عليه الماء
البارد ، كلما هلك رجل من العشرة أخرج أهل القرية رجلا فيجعلونه مكانه ، فقال له :
ياعبدالله ما قصتك لاي شئ ابتليت بهذا ؟ فقال : لقد سألتني عن مسألة ما سألني عنها
أحد قبلك ، إنك لاحمق الناس أو إنك لاكيس الناس ، فقلت لابي جعفر عليه السلام : أيعذب
في الآخرة ؟ قال : فقال : ويجمع الله عليه عذاب الدنيا والآخرة
(2).
سلمة بن الخطاب ، عن سليمان بن سماعة ، وعبدالله بن محمد ، عن عبدالله بن القاسم ابن
الحارث ، عن أبي بصير قال : قال أبوعبدالله عليه السلام : إن الاوصياء لتطوى لهم الارض
ويعلمون ما عند أصحابهم
(3).
علي بن محمد الحجال ، عن الحسن بن الحسين اللؤلؤي ، عن محمد بن سنان ، عن العلا بن
رزين ، عن محمد بن مسلم قال : سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول : إني لاعرف رجلا من
أهل المدينة أخذ قبل انطاق الارض
(4) إلى الفئة التي قال الله عزوجل في كتابه :
------------------------------------ (1) كالخبر السابق.
(2) مروى في البصائر الجزء الثامن الباب الثانيعشر ، ومنقول في البحار ج 11 ص 68 منه
ومن الاختصاص وقال العلامة المجلسى ـ رحمه الله ـ : حكمه باحد الامرين لان السؤال عن
غرائب الامور قد يكون لغاية الكياسة وقد يكون لنهاية الحماقة.
(3) مروى في البصائر كالخبر السابق ، ومنقول في البحار ج 7 ص 270 منه ومن الاختصاص.
(4) قال العلامة المجلسى ـ رحمه الله ـ قوله عليه السلام : ( قبل انطاق الارض ) كأنه
جمع النطاق والمراد بها الجبال التى احيطت بالارض كالمنطقة ، وقد عبر في بعض الاخبار
عن جبل قاف بالنطاقة الخضراء ، وفى بعض النسخ [ قبل انطباق الارض ] أى من جهة انطباق
الارض بعضها على بعض كناية عن طيها والاول أظهر انتهى.
الاختصاص _ 317 _
( ومن قوم موسى امة يهدون بالحق وبه يعدلون
(1) ) لمشاجرة كانت فيما بينهم ورجع
(2).
أحمد بن محمد بن عيسى ، عن أبي عبدالله محمد بن خالد البرقي ، عن بعض أصحابنا ، عن
يونس بن يعقوب ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : إن رجلا منا أتى قوم موسى في شئ
كان بينهم ، فأصلح بينهم فمر برجل معقول عليه ثياب مسوح ، معه عشرة موكلين به ،
يستقبلون به في الشتاء الشمال ويصبون عليه الماء البارد ، ويستقبل به في الحر عين
الشمس يدار به معها حيثما دارت ، ويوقد حوله النيران ، كلما مات من العشرة واحد أضاف
أهل القرية إليهم آخر ، فالناس يموتون والعشرة لا ينقصون ، فقال له : ما أمرك ؟ قال : إن
كنت عالما فما أعرفك بي ، قال العلاء : قال محمد بن مسلم : ويروون أنه
(3) ابن آدم
ويروون أنه
(4) أبا جعفر عليه السلام كان صاحب هذا الامر
(5).
محمد بن الحسين بن أبي الخطاب ، عن محمد بن سنان ، عن عمار بن مروان ، عن المنخل ابن
جميل ، عن جابر بن يزيد ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : ياجابر ألك حمار يسير بك
فيبلغ بك من المشرق إلى المغرب في يوم واحد ؟ فقلت : جعلت فداك ياأبا جعفر وأني لي
هذا ؟ فقال أبوجعفر عليه السلام : ذاك أمير المؤمنين ألم تسمع قول رسول الله صلى الله
عليه واله في علي عليه السلام : والله لتبلغن الاسباب والله لتركبن السحاب
(6).
علي بن محمد الحجال ، عن الحسن بن الحسين اللؤلؤي ، عن محمد بن سنان ، عن عبدالله بن
مسكان ، عن سدير الصيرفي قال : قال أبوجعفر عليه السلام : ياأبا الفضل إني لاعرف رجلا
من أهل المدينة أخذ قبل مطلع الشمس وقبل مغربها إلى الفئة التي قال الله تعالى
------------------------------------ (1) الاعراف : 159.
(2) مروى في البصائر كالخبر المتقدم ، ومنقول في البحار ج 7 ص 270.
(3) يعنى الرجل المعقول.
(4) يعنى الرجل الذى قال أبوعبدالله عليه السلام : ( ان رجلا منا ).
(5) مروى في البصائر كالخبر المتقدم.
(6) كالخبر السابق.
الاختصاص _ 318 _
( ومن قوم موسى امة يهدون بالحق وبه يعدلون ) لمشاجرة كانت فيما بينهم فأصلح بينهم
ورجع ولم يقعد فمر بنطفكم
(1) فشرب منه ومر على بابك فدق عليك حلقة بابك ثم رجع إلى
منزله ولم يقعد
(2).
علي بن إسماعيل بن عيسى ، عن محمد بن عمرو بن سعيد الزيات ، عن أبيه ، عن عبدالله بن
مسكان ، عن سدير الصيرفي قال : سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول : إني لاعرف رجلا من
أهل المدينة الذي اخذ قبل انطاق الارض إلى الفئة التي قال الله في كتابه :( ومن قوم
موسى امة يهدون بالحق وبه يعدلون ) لمشاجرة كانت فيما بينهم ، فأصلح بينهم ورجع ولم
يقعد فمر بنطفكم فشرب منه ـ يعني الفرات ـ ثم مر عليك ياأبا الفضل فقرع عليك بابك ،
ومر برجل عليه المسوح معقول به عشرة موكلون يستقبل به في الصيف عين الشمس ويوقد
حوله النيران ، ويدورون به حذاء الشمس حيث دارت ، كلما مات من العشرة واحد أضاف إليهم
أهل القرية واحد آخر ، فالناس يموتون والعشرة لا ينقصون فمر به الرجل فقال له : ما
قصتك ؟ فقال له الرجل المعقول : إن كنت عالما فما أعرفك بي وبأمري ، ويقال : إنه ابن
آدم القاتل ، وقال محمد بن مسلم : وكان الرجل أبا جعفر عليه السلام
(3).
محمد بن الحسين بن أبي الخطاب ، عن موسى بن سعدان ، عن عبدالله بن القاسم الحضرمي ، عن
عمر بن أبان الكلبي ، عن أبان بن تغلب قال ، كنت عند أبي عبدالله عليه السلام حيث دخل
عليه رجل من علماء أهل اليمن فقال له أبوعبدالله عليه السلام : يايماني أفيكم علماء ؟
قال : نعم ، قال : فأي شئ يبلغ من علم عالمكم ؟ قال : إنه يسير في ليلة واحدة مسيرة شهر ،
يزجر الطير ويقفوا الآثار ، فقال له : فعالم المدينة أعلم من عالمكم ، قال : فأي
------------------------------------ (1) النطفة ـ بالضم ـ : الماء الصافي قل أو كثر ، والجمع نطاف ونطف ، والنطفتان في
الحديث : بحر المشرق والمغرب أو ماء الفرات او ماء بحر جدة أو بحر الروم أو بحر
الصين.كما في (القاموس).
(2) مروى في البصائر كالخبر المتقدم ، ومنقول في البحار ج 11 ص 68 منه ومن الاختصاص.
(3) مروى في البصائر كالخبر المتقدم ، ومنقول في البحار ج 11 ص 68 منه ومن الاختصاص
و الخرائج.
الاختصاص _ 319 _
شئ يبلغ من علم عالم المدينة ؟ قال : إنه يسير في صباح واحد مسيرة سنة كالشمس إذا
امرت فإنها اليوم غير مأمورة ولكن إذا امرت تقطع اثنى عشر مغربا ، واثنى عشر مشرقا ،
واثنى عشر شمسا ، واثنى عشر قمرا ، واثنى عشر برا ، واثنى عشر عالما ، قال : فما بقي في
يدي اليماني فما درى ما يقول وكف أبوعبدالله عليه السلام
(1).
أحمد بن محمد بن عيسى ، عن الحسين بن سعيد ، عن محمد بن أبي عمير ، عن أبي أيوب
إبراهيم بن عثمان الخزاز ، عن أبان بن تغلب قال : كنت عند أبي عبدالله عليه السلام
فدخل عليه رجل من أهل اليمن فقال له : ياأخا اليمن أعندكم علماء ؟ قال : نعم ، قال : فما
يبلغ من علم عالمكم ؟ قال : يسير في الليلة مسيرة شهر ، يزجر الطير ويقفوا الاثر ، فقال
أبوعبدالله عليه السلام : عالم المدينة أعلم من عالمكم ، قال : فما يبلغ من علم عالم
المدينة ؟ قال : يسير في ساعة من النهار مسيرة الشمس سنة حتى يقطع اثنى عشر عالما مثل
عالمكم هذا ، ما يعلمون إن الله خلق آدم ولا إبليس ، قال : فيعرفونكم ؟ قال : نعم ما
افترض الله عليهم إلا ولايتنا والبراءة من عدونا
(2).
أحمد بن الحسين قال : حدثني الحسن بن براء
(3) ، عن علي بن حسان ، عن عمه عبدالرحمن بن
كثير قال : كنت عند أبي عبدالله عليه السلام إذ دخل عليه رجل من أهل اليمن فسلم فرد
عليه السلام ثم قال له : عندكم علماء ؟ قال : نعم ، قال : فما بلغ من علم عالمكم ؟ قال :
يزجر الطير ويقفوا الاثر في الساعة الواحدة مسيرة شهر للراكب المحث ، فقال له
أبوعبدالله عليه السلام : إن عالم المدينة أعلم من عالمكم ، قال : وما بلغ من علم عالم
المدينة ؟ قال : إن علم عالم المدينة ينتهي إلى أن لا يقفوا الاثر ولا يزجر الطير
ويعلم في اللحظة الواحدة مسيرة الشمس يقطع اثنى عشر برجا ، واثنى عشر برا ، واثنى عشر
بحرا ، واثنى عشر عالما ، فقال له اليماني : جعلت فداك ما ظننت أن أحدا يعلم هذا وما
أدري ما هن وخرج
(4).
محمد بن عبدالله الرازي الجاموراني ، عن إسماعيل بن موسى ، عن أبيه ، عن جده ،
------------------------------------ (1) مروى في البصائر كالخبر السابق منقول في البحار ج 7 ص 270 من الاختصاص.
(2) مروى في البصائر كالخبر المتقدم.
(3) كذا ولعله الحسن بن على الكوفى الراوى عن على بن حسان.
(4) منقول في البحار ج 7 ص 368 ، وفى النهاية الزجر للطير هو التيمن والتشأم والتفأل
لطيرانها كالسانح والبارح وهو نوع من الكهانة والعيافة.
الاختصاص _ 320 _
عن عبدالصمد بن علي قال : دخل رجل على علي بن الحسين عليهما السلام فقال له علي بن
الحسين عليهما السلام : من أنت ؟ قال : أنا رجل منجم قائف عراف ، قال : فنظر إليه ثم
قال : هل أدلك على رجل قد مر منذ دخلت علينا في أربعة عشر عالما كل عالم أكبر من
الدنيا ثلاث مرات لم يتحرك من مكانه ؟ قال من هو ؟ قال : أنا وإن شئت أنبأتك بما أكلت
وما ادخرت في بيتك
(1).
حدثني محمد بن حسان الرازي قال : حدثني علي بن خالد ـ وكان زيديا ـ قال : كنت بالعسكر
فبلغني أن هناك رجلا محبوسا اتي به من ناحية الشام مكبولا
(2) وقالوا : إنه تنبأ قال
علي بن خالد فأتيت الباب وداريت البوابين حتى وصلت إليه ، فإذا رجل له فهم
(3) فقال :
كنت عند رأس قبر الحسين بن علي عليهما السلام فبينا أنا في عبادتي إذ أتاني شخص
فقال لي : قم بنا ، فقمت معه فبينا أنا معه إذ أنا معه في مسجد الكوفة ، فقال : تعرف
هذا المسجد ؟ فقلت له : نعم هذا مسجد الكوفة : قال : فصلى وصليت معه ، فبينا أنا معه إذا
نحن في مسجد المدينة فصلى وصليت معه وصلى على رسول الله صلى الله عليه واله ودعا
له ، فبينا أنا معه إذا نحن بمكة فلم أزل معه حتى قضى مناسكه وقضيت مناسكي معه ،
فبينا أنا معه إذ أنا بموضعي الذي كنت أعبدالله فيه بالشام ومضى الرجل ، فلما كان في
العام المقبل أيام الموسم إذ أنا به ففعل بي مثل فعلته الاولى فلما فرغنا من
مناسكنا وردني إلى الشام وهم بمفارقتي قلت له : سألتك بحق الذي أقدرك على ما رأيت
إلا ما أخبرتني من أنت ؟ قال : فأطرق طويلا ثم نظر إلي فقال : أنا محمد بن علي بن
موسى ، قال : فتراقى الخبر حتى انتهى إلى محمد بن عبدالملك الزيات فبعث إلي فأخذني
وكبلني في الحديد وحملني إلى العراق وحبسني قال : فقلت له : فارفع قصتك إلى محمد بن
عبدالملك ؟ فقال : ومن لي يأتيه بالقصة ؟ قال : فأتيته بدواة وقرطاس فكتب قصته إلى محمد
بن عبدالملك وذكر في قصته ما كان ، فوقع في
------------------------------------ (1) مروى في البصائر الجزء الثامن الباب الثانيعشر ، ومنقول في البحار ج 11 ص 9 منه
ومن الاختصاص.
(2) أى مقيدا.
(3) في البصائر والكافى والخرائج والارشاد ( له فهم وعقل ، فقلت له : ما قصتك ؟ قال انى
كنت بالشام اعبدالله في الموضع الذى يقال : انه نصب فيه رأس الحسين عليه السلام ).
الاختصاص _ 321 _
قصته قل : للذي أخرجك في ليلة من الشام إلى الكوفة ومن الكوفة إلى المدينة ومن
المدينة إلى مكة وردك من مكة إلى المكان الذي كنت فيه أن يخرجك من حبسك ، قال علي بن
خالد : فغمني أمره ورققت له وأمرته بالعزاء والصبر ، ثم بكرت عليه يوما فإذا الجند
وصاحب الحرس وصاحب السجن وخلق الله قد اجتمعوا ، فقلت : ما هذا ؟ فقال : المحمول من
الشام الذي تنبأ افتقد البارحة ولا ندري خسفت به الارض أو اختطفته الطير في الهواء
(1).
محمد بن الحسين بن أبي الخطاب ، عن موسى بن سعدان ، عن حفص الابيض التمار قال : دخلت
على أبي عبدالله عليه السلام أيام قتل معلى بن خنيس وصلبه ـ رحمه الله ـ فقال لي :
ياحفص إني أمرت المعلى بن خنيس بأمر فخالفني فابتلى بالحديد ، وإني نظرت إليه يوما
وهو كئيب حزين فقلت : مالك يامعلى كأنك ذكرت أهلك ومالك وعيالك ؟ فقال : أجل ، فقلت :
ادن مني فدنى مني فمسحت وجهه ، فقلت : أين تراك ؟ فقال : اراني في بيتي ، هذه زوجتي
وهؤلاء ولدي فتركته حتى يملا منهم واستترت منهم حتى نال ما ينال الرجل من أهله ثم
قلت له : ادن مني فدنى مني فمسحت وجهه فقلت : أين تراك ؟ فقال : أراني معك في المدينة
وهذا بيتك فقلت له : يامعلى إن لنا حديثا من حفظه علينا حفظه الله عليه دينه ودنياه
يامعلى لا تكونوا اسراء في أيدي الناس بحديثنا إن شاؤوا أمنوا عليكم وإن شاؤوا
قتلوكم ، يامعلى إنه من كتم الصعب من حديثنا جعله الله نورا بين عينيه ورزقه الله
العزة في الناس ومن أذاع الصعب من حديثنا لم يمت حتى يعضه السلاح أو يموت كبلا ،
يامعلى وأنت مقتول فاستعد
(2).
الحسن بن أحمد بن سلمة اللؤلؤي ، عن الحسن بن علي بن بقاح ، عن عبدالله بن جبلة ، عن
عبدالله بن سنان قال : سألت أبا عبدالله عليه السلام عن الحوض فقال لي : هو حوض ما
بين بصرى إلى صنعاء ، أتحب أن تراه ؟ فقلت له : نعم ، قال : فأخذ بيدي وأخرجني إلى
------------------------------------ (1) مروى في البصائر الجزء الثامن الباب الثالث عشر ، والكافى ج 1 ص 492 ، والخرائج
الباب العاشر ورواه المؤلف في الارشاد أيضا ، ومنقول في البحار ج 12 ص 108.
(2) رواه الكشى في رجاله ص 240 والصفار في البصائر كالخبر السابق ، ومنقول في البحار
ج 7 ص 272 من الاختصاص وج 11 ص 129 منه ومن البصائر والرجال.
الاختصاص _ 322 _
ظهر المدينة ، ثم ضرب برجله فنظرت إلى نهر يجري من جانبه هذا ماء أبيض من الثلج ، ومن
جانبه هذا لبن أبيض من الثلج ، وفي وسطه خمر أحسن من الياقوت ، فما رأيت شيئا أحسن من
تلك الخمر بين اللبن والماء ، فقلت له : جعلت فداك من أين يخرج هذا ومن أين مجراه ؟
فقال : هذه العيون التي ذكرها الله في كتابه أنهار في الجنة عين من ماء وعين من لبن
وعين من خمر يجري في هذا النهر ورأيت حافتيه عليهما شجر فيهن جوار معلقات برؤوسهن ،
ما رأيت شيئا أحسن منهن ، وبأيديهن ، آنية ما رأيت أحسن منها ، ليست من آنية الدنيا ،
فدنى من إحداهن فأومأ إليها بيده لتسقيه فنظرت إليها وقد مالت لتغرف من النهر فمال
الشجر فاغترفت ثم ناولته فشرب ثم ناولها وأومأ إليها فمالت الشجرة معها فاغترفت ثم
ناولته فناولني فشربت ، فما رأيت شرابا كان ألين منه ولا ألذ وكانت رائحته رائحة
المسك ، ونظرت في الكأس فإذا فيه ثلاثة ألوان من الشراب فقلت له : جعلت فداك ما رأيت
كاليوم قط وما كنت أرى الامر هكذا فقال : هذا من أقل ما أعده الله تعالى لشيعتنا ، إن
المؤمن إذا توفي صارت روحه إلى هذا النهر ، ورعت في رياضه ، وشربت من شرابه ، وإن
عدونا إذا توفي صارت روحه إلى وادي برهوت ، فأخلدت في عذابه ، واطعمت من زقومه وسقيت
من حميمه فاسعيذوا بالله من ذلك الوادي
(1).
معجزة لأبي جعفر الباقر عليه السلام
وعنه ، عن محمد بن المثنى ، عن أبيه ، عن عثمان بن زيد ، عن جابر بن يزيد ، عن أبي جعفر
عليه السلام قال : سألته عن قول الله عزوجل : ( وكذلك نرى إبراهيم ملكوت السموات
والارض وليكون من الموقنين
(2) ) قال : وكنت مطرقا إلى الارض فرفع يده إلى فوق ، ثم
قال : ارفع رأسك ، فرفعت رأسي فنظرت إلى السقف قد انفرج حتى خلص بصري إلى نور ساطع ،
وحار بصري دونه ، ثم قال لي : رأى إبراهيم ملكوت السموات والارض هكذا ، ثم قال لي :
أطرق فأطرقت ، ثم قال : ارفع رأسك فرفعت رأسي فإذا السقف على حاله ، ثم أخذ بيدي فقام
وأخرجني من البيت الذي كنت فيه وأدخلني بيتا آخر فخلع
------------------------------------
(1) مروى مع زيادة البصائر كالخبر السابق ، ومنقول في البحار ج 7 ص 272 من الاختصاص
وج 11 ص 129 منه ومن البصائر.
(2) الانعام : 75 ، ولعل الارض في قراءتهم (ع) بالنصب كما هو ظاهر من ذيل الخبر
فتأمل.
الاختصاص _ 323 _
ثيابه التي كانت عليه ولبس غيرها ، ثم قال لي : غض بصرك فغضضت بصري فقال : لا تفتح
عينيك ، فلبثت ساعة ثم قال لي : تدري أين أنت ؟ قلت : لا ، قال : أنت في الظلمة التي
سلكها ذو القرنين ، فقلت له : جعلت فداك أتأذن لي أن أفتح عيني فأراك ؟ فقال لي : افتح
فإنك لا ترى شيئا ، ففتحت عيني فإذا أنا في ظلمة لا أبصر فيها موضع قدمي ، ثم سار
قليلا ووقف ، فقال : هل تدري أين أنت ؟ فقلت : لا أدري ، فقال : أنت واقف على عين الحياة
التي شرب منها الخضر عليه السلام ، وسرنا فخرجنا من ذلك العالم إلى عالم آخر فسلكنا
فيه فرأينا كهيئة عالمنا هذا في بنائه ومساكنه وأهله ، ثم خرجنا إلى عالم ثالث كهيئة
الاول والثاني حتى وردنا على خمسة عوالم ، قال : ثم قال لي : هذه ملكوت الارض ولم يرها
إبراهيم عليه السلام وإنما رأى ملكوت السموات وهي اثنا شر عالما كل عالم كهيئة ما
رأيت ، كلما مضى منا إمام سكن إحدى هذه العوالم حتى يكون آخرهم القائم في عالمنا
الذي نحن ساكنوه ثم قال لي : غض بصرك ، ثم أخذ بيدي فإذا في البيت الذي خرجنا منه
فنزع ذلك الثياب ولبس ثيابه التي كانت عليه وعدنا إلى مجلسنا ، فقلت له : جعلت فداك
كم مضى من النهار فقال : ثلاث ساعات
(1).
معجزة للصادق عليه السلام مع معلى بن خنيس
أحمد بن الحسين بن سعيد ، عن أبيه ، عن محمد بن سنان ، عن حماد بن عثمان ، عن المعلى بن
خنيس قال : كنت عند أبي عبدالله عليه السلام في بعض حوائجه فقال لي : مالي أراك كئيبا
حزينا ؟ فقلت : ما بلغني من أمر العراق وما فيها من هذه الوباء فذكرت عيالي فقال :
أيسرك أن تراهم ؟ فقلت : وددت والله قال : فاصرف وجهك فصرفت وجهي ، ثم قال : أقبل بوجهك
فإذا داري متمثلة نصب عيني ، فقال لي : ادخل دارك فدخلت فإذا أنا لا أفقد من عيالي
صغيرا ولا كبيرا إلا وهو في داري بما فيها فقضيت وطري ثم خرجت ، فقال : اصرف وجهك
فصرفته فلم أر شيئا
(2).
أحمد بن محمد بن عيسى ، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر ، عن محمد بن حمران ، عن
------------------------------------ (1) مروى في البصائر كالخبر المتقدم ، ومنقول في البحار ج 11 ص 129 وتفسير البرهان ج
1 ص 532 من البصائر والاختصاص.
(2) مروى في البصائر ومنقول في البحار كالخبر السابق.
الاختصاص _ 324 _
الاسود بن سعيد قال : قال لي أبوجعفر عليه السلام : ياأسود بن سعيد إن بيننا وبين كل
أرض ترا مثل تر البناء فإذا أمرنا في الارض بأمر جذبنا ذلك التر فأقبلت الارض إلينا
بقليبها وأسواقها ودورها حتى ننفذ فيها ما نؤمر به من أمر الله تبارك وتعالى
(1).
إبراهيم بن محمد الثقفي ، عن عمرو بن سعيد الثقفي ، عن يحيى بن الحسن بن فرات عن يحيى
بن المساور ، عن أبي الجارود المنذر بن الجارود ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : لما
صعد رسول الله صلى الله عليه واله الغار طلبه علي بن أبي طالب عليه السلام وخشي أن
يغتاله المشركون ، وكان رسول الله صلى الله عليه واله على حراء وعلي عليه السلام
بثبير
(2) فبصر به النبي صلى الله عليه واله فقال : مالك ياعلي ؟ فقال : بأبي أنت وامي
خشيت أن يغتالك المشركون فطلبتك ، فقال رسول الله صلى الله عليه واله : ناولني يدك
ياعلي ، فرجف الجبل حتى يخطى برجله إلى الجبل الآخر ، ثم رجع الجبل إلى قراره
(3).
المعلى بن محمد البصري ، عن أحمد بن محمد بن عبدالله ، عن محمد بن يحيى ، عن صالح ابن
سعيد قال : دخلت على أبي الحسن عليه السلام
(4) فقلت له : جعلت فداك في كل الامور
أرادوا إطفاء نورك والتقصير بك حتى أنزلوك هذا الخان الاشنع خان الصعاليك ، فقال :
ههنا أنت ياابن سعيد
(5) ؟ ! ثم أومأ بيده وقال : انظر ، فنظرت فإذا أنا بروضات أنقات
وروضات ناضرات ، فيهن خيرات
(6) عطرات ، وولدان كأنهن اللؤلؤ المكنون وأطيار وظباء
وأنهار تفور ، فحار بصري والها وحسرت عيني ، فقال : حيث كنا فهذا لنا عتيد ولسنا في
خان الصعاليك
(7).
------------------------------------
(1) مروى في البصائر الجزء الثامن الباب الثالث عشر ، ومنقول في البحار ج 7 ص 269
وقال : وفى الخرائج مثله ، والتر ـ بالضم ـ : الخيط الذى يقدر به البناء ويقال له
بالفارسية : (ريسمانكار) والقليب : البئر أو العادية القديمة منها.
(2) ثبير جبل بمكة.
(3) مروى في البصائر كالخبر المتقدم.
(4) يعنى الثالث.
(5) أى أنت في هذا المقام من معرفتنا ؟.
(6) خيرات مخفف خيرات لان الخير الذى بمعنى أخير لا يجمع ، (البحار)
(7) مروى في الكافى ج 1 ص 498 ، وفى البصائر كالخبر المتقدم ، ومنقول في البحار مع
بيان مفصل له ج 12 ص 130 والعتيد أى الحاضر والمهيأ.
الاختصاص _ 335 _
وعنه ، عن أحمد بن محمد بن عبد الله ، عن علي بن محمد ، عن إسحاق الجلاب قال : اشتريت
لابي الحسن غنما كثيرة فدعاني وأدخلني من اصطبل داره إلى موضع واسع لا أعرفه ، فجعلت
افرق تلك الغنم فيمن أمرني به ، فبعث إلى أبي جعفر
(1) وإلى والدته وغيرهما ممن
أمرني ، ثم استأذنته في الانصراف إلى بغداد إلى والدي وكان ذلك يوم التروية ، فكتب
إلي تقيم غدا عندنا ثم تنصرف قال : فأقمت فلما كان يوم عرفة أقمت عنده وبت ليلة
الاضحى في رواق له فلما كان في السحر أتاني فقال : ياإسحاق قم ، قال : فقمت وفتحت عيني
فإذا أنا على بابي بغداد فدخلت على والدي وأتاني أصحابي ، فقلت لهم : عرفت بالعسكر
وخرجت ببغداد إلى العيد
(2).
جعفر بن محمد بن مالك الكوفي ، عن أحمد بن المؤدب من ولد الاشتر ، عن محمد بن عمار
الشعراني ، عن أبيه ، عن أبي بصير قال : كنت عند أبي عبدالله عليه السلام وعنده رجل من
أهل خراسان وهو يكلمه بلسان لا أفهمه ثم رجع إلى شئ فهمته ، فسمعت أبا عبدالله عليه
السلام يقول : اركض برجلك الارض فإذا بحر تلك الارض على حافتيها فرسان قد وضعوا
رقابهم على قرابيس سروجهم ، فقال أبوعبدالله عليه السلام : هؤلاء أصحاب القائم عليه
السلام
(3).
الحسن بن علي الزيتوني
، ومحمد بن أحمد بن أبي قتادة ، عن أحمد بن هلال ، عن الحسن ابن محبوب ، عن الحسن بن
عطية قال : كان أبوعبدالله عليه السلام واقفا على الصفا فقال له عباد البصري : حديث
يروى عنك ، قال : وما هو ؟ قال : قلت : حرمة المؤمن أعظم من حرمة هذه البنية ، قال : قد
قلت ذلك إن المؤمن لو قال لهذه الجبال : أقبلي أقبلت قال : فنظرت إلى الجبال قد أقبلت
فقال لها : على رسلك إني لم أردك
(4).
------------------------------------ (1) هذا هو ابنه المرجو الامامة.
(2) مروى في الكافى والبصائر كالخبر المتقدم ، ومنقول في البحار ج 12 ص 130 ، وقوله :
( عرفت ) أى أمضيت العرفة ، قوله : ( إلى العيد ) أى إلى صلاته.
(3) منقول في البحار ج 1 1 ص 129.
(4) كالخبر السابق وقوله : ( على رسلك ) أى على مهلك وتأن : والرسل : التمهل والتؤدة
والرفق.