فقلت : إنما الحق عيسى بذراري الانبياء عليهم السلام من قبل مريم والحقنا بذراري الانبياء من قبل فاطمة عليها السلام لا من قبل علي عليه السلام. فقال : أحسنت يا موسى زدني من مثله. فقلت : اجتمعت الامة برها وفاجرها أن حديث النجراني حين دعاه النبي صلى الله عليه وآله إلى المباهلة لم يكن في الكساء إلا النبي صلى الله عليه وآله وعلي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام ، فقال الله تبارك وتعالى : ( فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبناءنا و أبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم (2) ) فكان تأويل أبنائنا الحسن والحسين و نسائنا فاطمة وأنفسنا علي بن أبي طالب عليه السلام. فقال : أحسنت ، ثم قال : أخبرني عن قولكم : ليس للعم مع ولد الصلب ميراث؟ فقلت : أسألك يا أمير المؤمنين بحق الله وبحق رسوله صلى الله عليه وآله أن تعفيني من تأويل هذه الآية وكشفها وهي عند العلماء مستورة. فقال : إنك قد ضمنت لي أن تجيب فيما أسألك ولست أعفيك. ------------------------------------ (1) الانعام : 84. (2) آل عمران : 55. الاختصاص _ 57 _ذلك سماعك من أبي عبدالله عليه السلام ؟ فقلت : نعم وعلى عيني يا أميرالمؤمنين قال : فإذا فرغت فارفع حوائجك ، وقال : و كل بي من يحفظني وبعث إلي في كل يوم بمائدة سرية فكتبت : بسم الله الرحمن جميع امور الدنيا أمران : أمر لا اختلاف فيه وهو إجماع الامة على الضرورة التي يضطرون إليها وأخبار المجمع عليها المعروض عليها كل شبهة والمستنبط منها على كل حادثة ، وأمير يحتمل الشك والانكار وسبيله استيضاح (1) أهل الحجة عليه فما ثبت لمنتحليه من كتاب مستجمع على تأويله أو سنة عن النبي صلى الله عليه وآله لا اختلاف فيها أو قياس تعرف العقول عدله ضاق على من استوضح تلك الحجة ردها ووجب عليه قبولها والاقرار والديانة بها ومالم يثبت لمنتحليه به حجة من كتاب مستجمع على تأويله أو سنة عن النبي صلى الله عليه وآله لا اختلاف فيها أو قياس تعرف العقول عدله وسع خاص الامة وعامها الشك فيه والانكار له كذلك هذان الامران من أمر التوحيد فما دونه إلى أرش الخدش فما دونه فهذا المعروض الذي يعرض عليه أمر الدين فما ثبت لك برهانه اصطفيته وما غمض عنك ضوءه نفيته ولا قوة إلا بالله وحسبنا الله ونعم الوكيل. فأخبرت الموكل بي أني قد فرغت من حاجته فأخبره فخرج وعرضت عليه فقال : أحسنت هو كلام موجز جامع فارفع حوائجك يا موسى فقلت : يا أمير المؤمنين أول حاجتي إليك أن تأذن لي في الانصراف إلى أهلي فإني تركتهم باكين آئسين من أن يروني ، فقال : مأذون لك ازدد ، فقلت : يبقى الله أمير المؤمنين لنا معاشر بني عمه ، فقال : ازدد ، فقلت : علي عيال كثير وأعيننا بعد الله تعالى ممدودة إلى فضل أمير المؤمنين وعادته فأمر لي بمائة ألف درهم وكسوة وحملني وردني إلى أهلي مكرما (2). ------------------------------------ (1) في بعض النسخ [ وسبيله استنصاح اهل الحجة عليه ]. (2) رواه الحسن بن على بن شعبة في كتاب تحف العقول ص 406 بزيادة وادنى اختلاف في اللفظ ونقله المجلسى ـ رحمه الله ـ عن الاختصاص في ج 11 ص 268 ، وقال في بيانه : رواه في كتاب الاستدراك أيضا عن هارون موسى التلعكبرى باسناده إلى على بن حمزة عنه عليه السلام بالاختصار وأدنى تغيير . الاختصاص _ 59 _ |
إذا رأيــت أمـرا | مـنكرا أوقدت نارا ودعوت قنبرا (1)