وقال ( عليه السلام ) العلم ثلاثة الفقه للأديان والطب للأبدان والنحو للسان .
وقال ( عليه السلام ) حق الله في العسر الرضا والصبر وحقه في اليسر الحمد والشكر .
وقال ( عليه السلام ) ترك الخطيئة أيسر من طلب التوبة وكم من شهوة ساعة قد أورثت حزنا طويلا والموت فضح الدنيا فلم يترك لذي لب فيها فرحا ولا لعاقل لذة .
وقال ( عليه السلام ) العلم قائد والعمل سائق والنفس حرون .
وقال ( عليه السلام ) كن لما لا ترجو أرجى منك لما ترجو فإن موسى (عليه السلام) خرج يقتبس لأهله نارا فكلمه الله ورجع نبيا وخرجت ملكة سبإ فأسلمت مع سليمان (عليه السلام) وخرجت سحرة فرعون يطلبون العز لفرعون فرجعوا مؤمنين .
وقال ( عليه السلام ) الناس بأمرائهم أشبه منهم بآبائهم .
وقال ( عليه السلام ) أيها الناس اعلموا أنه ليس بعاقل من انزعج من قول الزور فيه ولا بحكيم من رضي بثناء الجاهل عليه الناس أبناء ما يحسنون وقدر كل امرئ ما يحسن فتكلموا في العلم تبين أقداركم .
وقال ( عليه السلام ) رحم الله امرأ راقب ربه وتوكف ذنبه وكابر هواه وكذب مناه زم نفسه من التقوى بزمام وألجمها من خشية ربها بلجام فقادها إلى الطاعة بزمامها وقدعها عن المعصية بلجامها رافعا إلى المعاد طرفه متوقعا في كل أوان حتفه دائم الفكر طويل السهر عزوفا عن الدنيا كدوحا لآخرته جعل الصبر مطية نجاته والتقوى عدة وفاته ودواء داء جواه فاعتبر وقاس فوتر الدنيا والناس يتعلم للتفقه والسداد قد وقر قلبه ذكر المعاد فطوى مهاده وهجر وساده قد عظمت فيما عند الله رغبته واشتدت منه رهبته يظهر دون ما يكتم ويكتفي بأقل مما يعلم أولئك ودائع الله في بلاده المدفوع بهم عن عباده لو أقسم أحدهم على الله لأبره آخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين .
وقال ( عليه السلام ) وكل الرزق بالحمق ووكل الحرمان بالعقل ووكل البلاء بالصبر .
وقال ( عليه السلام ) للأشعث يعزيه بأخيه عبد الرحمن إن جزعت فحق عبد الرحمن وفيت وإن صبرت فحق الله أديت على أنك إن صبرت جرى عليك القضاء وأنت محمود وإن جزعت جرى عليك القضاء وأنت مذموم فقال الأشعث إنا لله وإنا إليه راجعون فقال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) أ تدري ما تأويلها فقال الأشعث لأنت غاية العلم ومنتهاه فقال ( عليه السلام ) أما قولك إنا لله فإقرار منك بالملك وأما قولك وإنا إليه راجعون فإقرار منك بالهلك .
وركب يوما فمشى معه قوم فقال ( عليه السلام ) لهم أ ما علمتم أن مشي الماشي مع الراكب مفسدة للراكب ومذلة للماشي انصرفوا .
وقال ( عليه السلام ) الأمور ثلاثة أمر بان لك رشده فاتبعه وأمر بان لك غيه فاجتنبه وأمر أشكل عليك فرددته إلى عالمه .
وقال له جابر يوما كيف أصبحت يا أمير المؤمنين فقال (عليه السلام) أصبحنا وبنا من نعم الله ربنا ما لا نحصيه مع كثرة ما نعصيه فلا ندري ما نشكر أ جميل ما ينشر أم قبيح ما يستر .
وعزى عبد الله بن عباس عن مولود صغير مات له فقال (عليه السلام) لمصيبة في غيرك لك أجرها أحب إلي من مصيبة فيك لغيرك ثوابها فكان لك الأجر لا بك وحسن لك العزاء لا عنك وعوضك الله عنه مثل الذي عوضه منك .
وقيل له ما التوبة النصوح فقال (عليه السلام) ندم بالقلب واستغفار باللسان والقصد على أن لا يعود .
وقال ( عليه السلام ) إنكم مخلوقون اقتدارا ومربوبون اقتسارا ومضمنون أجداثا وكائنون رفاتا ومبعوثون أفرادا ومدينون حسابا فرحم الله عبدا اقترف فاعترف ووجل فعمل وحاذر فبادر وعبر فاعتبر وحذر فازدجر وأجاب فأناب وراجع فتاب واقتدى فاحتذى فباحث طلبا ونجا هربا وأفاد ذخيرة وأطاب سريرة وتأهب للمعاد واستظهر بالزاد ليوم رحيله ووجه سبيله وحال حاجته وموطن فاقته فقدم أمامه لدار مقامه فمهدوا لأنفسكم فهل ينتظر أهل غضارة الشباب إلا حواني الهرم وأهل بضاضة الصحة إلا نوازل السقم وأهل مدة البقاء إلا مفاجأة الفناء واقتراب الفوت ودنو الموت .
وقال ( عليه السلام ) اتقوا الله تقية من شمر تجريدا وجد تشميرا وانكمش في مهل وأشفق في وجل ونظر في كره الموئل وعاقبة المصير ومغبة المرجع فكفى بالله منتقما ونصيرا وكفى بالجنة ثوابا ونوالا وكفى بالنار عقابا ونكالا وكفى بكتاب الله حجيجا وخصيما .
وسأله رجل عن السنة والبدعة والفرقة والجماعة فقال (عليه السلام) أما السنة فسنة رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وأما البدعة فما خالفها وأما الفرقة فأهل الباطل وإن كثروا وأما الجماعة فأهل الحق وإن قلوا وقال (صلى الله عليه وآله) لا يرجو العبد إلا ربه ولا يخاف إلا ذنبه ولا يستحي العالم إذا سئل عما لا يعلم أن يقول الله أعلم والصبر من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد .
وقال له رجل أوصني فقال ( عليه السلام ) أوصيك أن لا يكونن لعمل الخير عندك غاية في الكثرة ولا لعمل الإثم عندك غاية في القلة .
وقال له آخر أوصني فقال ( عليه السلام ) لا تحدث نفسك بفقر ولا طول عمر .
وقال ( عليه السلام ) إن لأهل الدين علامات يعرفون بها صدق الحديث وأداء الأمانة ووفاء بالعهد وصلة للأرحام ورحمة للضعفاء وقلة مؤاتاة للنساء وبذل المعروف وحسن الخلق وسعة الحلم واتباع العلم وما يقرب من الله زلفى فطوبى لهم وحسن مآب .
وقال ( عليه السلام ) ما أطال العبد الأمل إلا أنساه العمل .
تحف العقول عن آل الرسول _74 _
وقال ( عليه السلام ) ابن آدم أشبه شيء بالمعيار إما ناقص بجهل أو راجح بعلم .
وقال ( عليه السلام ) سباب المؤمن فسق وقتاله كفر وحرمة ماله كحرمة دمه .
وقال ( عليه السلام ) ابذل لأخيك دمك ومالك ولعدوك عدلك وإنصافك وللعامة بشرك وإحسانك سلم على الناس يسلموا عليك .
وقال ( عليه السلام ) سادة الناس في الدنيا الأسخياء وفي الآخرة الأتقياء .
وقال ( عليه السلام ) الشيء شيئان فشيء لغيري لم أرزقه فيما مضى ولا آمله فيما بقي وشيء لا أناله دون وقته ولو أجلبت عليه بقوة السماوات والأرض فبأي هذين أفني عمري .
وقال ( عليه السلام ) إن المؤمن إذا نظر اعتبر وإذا سكت تفكر وإذا تكلم ذكر وإذا استغنى شكر وإذا أصابته شدة صبر فهو قريب الرضا بعيد السخط يرضيه عن الله اليسير ولا يسخطه الكثير ولا يبلغ بنيته إرادته في الخير ينوي كثيرا من الخير ويعمل بطائفة منه ويتلهف على ما فاته من الخير كيف لم يعمل به والمنافق إذا نظر لها وإذا سكت سها وإذا تكلم لغا وإذا استغنى طغا وإذا أصابته شدة ضغا فهو قريب السخط بعيد الرضا يسخطه على الله اليسير ولا يرضيه الكثير ينوي كثيرا من الشر ويعمل بطائفة منه ويتلهف على ما فاته من الشر كيف لم يعمل به .
وقال ( عليه السلام ) الدنيا والآخرة عدوان متعاديان وسبيلان مختلفان من أحب الدنيا ووالاها أبغض الآخرة وعاداها مثلهما مثل المشرق والمغرب والماشي بينهما لا يزداد من أحدهما قربا إلا ازداد من الآخر بعدا .
وقال ( عليه السلام ) من خاف الوعيد قرب عليه البعيد ومن كان من قوت الدنيا لا يشبع لم يكفه منها ما يجمع ومن سعى للدنيا فاتته ومن قعد عنها أتته إنما الدنيا ظل ممدود إلى أجل معدود رحم الله عبدا سمع حكما فوعى ودعي إلى الرشاد فدنا وأخذ بحجزة ناج هاد فنجا قدم خالصا وعمل صالحا قدم مذخورا واجتنب محذورا رمى غرضا وأحرز عوضا كابر هواه وكذب مناه جعل الصبر مطية نجاته والتقوى عدة وفاته لزم الطريقة الغراء والمحجة البيضاء واغتنم المهل وبادر الأجل وتزود من العمل .
وقال ( عليه السلام ) لرجل كيف أنتم فقال نرجو ونخاف فقال (عليه السلام) من رجا شيئا طلبه ومن خاف شيئا هرب منه ما أدري ما خوف رجل عرضت له شهوة فلم يدعها لما خاف منه وما أدري ما رجاء رجل نزل به بلاء فلم يصبر عليه لما يرجو .
وقال ( عليه السلام ) لعباية بن ربعي وقد سأله عن الاستطاعة التي نقوم ونقعد ونفعل إنك سألت عن الاستطاعة فهل تملكها من دون الله أو مع الله فسكت عباية فقال له أمير المؤمنين ( عليه السلام ) إن قلت تملكها مع الله قتلتك وإن قلت تملكها دون الله قتلتك فقال عباية فما أقول قال (عليه السلام) تقول إنك تملكها بالله الذي يملكها من دونك فإن ملكك إياها كان ذلك من عطائه وإن سلبكها كان ذلك من بلائه فهو المالك لما ملكك والقادر على ما عليه أقدرك .
تحف العقول عن آل الرسول _75 _
قال الأصبغ بن نباتة سمعت أمير المؤمنين ( عليه السلام ) يقول أحدثكم بحديث ينبغي لكل مسلم أن يعيه ثم أقبل علينا فقال ( عليه السلام ) ما عاقب الله عبدا مؤمنا في هذه الدنيا إلا كان أجود وأمجد من أن يعود في عقابه يوم القيامة ولا ستر الله على عبد مؤمن في هذه الدنيا وعفا عنه إلا كان أمجد وأجود وأكرم من أن يعود في عفوه يوم القيامة ثم قال ( عليه السلام ) وقد يبتلي الله المؤمن بالبلية في بدنه أو ماله أو ولده أو أهله وتلا هذه الآية ( ما أَصابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِما كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ ويَعْفُوا عَنْ كَثِيرٍ وضم يده ثلاث مرات ويقول ويَعْفُوا عَنْ كَثِيرٍ) .
وقال ( عليه السلام ) أول القطيعة السجا ولا تأس أحدا إذا كان ملولا أقبح المكافأة المجازاة بالإساءة .
وقال ( عليه السلام ) أول إعجاب المرء بنفسه فساد عقله من غلب لسانه أمنه من لم يصلح خلائقه كثرت بوائقه من ساء خلقه مله أهله رب كلمة سلبت نعمة الشكر عصمة من الفتنة الصيانة رأس المروة شفيع المذنب خضوعه أصل الحزم الوقوف عند الشبهة في سعة الأخلاق كنوز الأرزاق .
وقال ( عليه السلام ) المصائب بالسوية مقسومة بين البرية لا تيأس لذنبك وباب التوبة مفتوح الرشد في خلاف الشهوة تاريخ المنى الموت النظر إلى البخيل يقسي القلب النظر إلى الأحمق يسخن العين السخاء فطنة واللؤم تغافل .
وقال ( عليه السلام ) الفقر الموت الأكبر وقلة العيال أحد اليسارين وهو نصف العيش والهم نصف الهرم وما عال امرؤ اقتصد وما عطب امرؤ استشار والصنيعة لا تصلح إلا عند ذي حسب أو دين والسعيد من وعظ بغيره والمغبون لا محمود ولا مأجور البر لا يبلى والذنب لا ينسى .
وقال ( عليه السلام ) اصطنعوا المعروف تكسبوا الحمد واستشعروا الحمد يؤنس بكم العقلاء ودعوا الفضول يجانبكم السفهاء وأكرموا الجليس تعمر ناديكم وحاموا عن الخليط يرغب في جواركم وأنصفوا الناس من أنفسكم يوثق بكم وعليكم بمكارم الأخلاق فإنها رفعة وإياكم والأخلاق الدنية فإنها تضع الشريف وتهدم المجد .
وقال ( عليه السلام ) اقنع تعز .
وقال ( عليه السلام ) الصبر جنة من الفاقة والحرص علامة الفقر والتجمل اجتناب المسكنة والموعظة كهف لمن لجأ إليها .
وقال ( عليه السلام ) من كساه العلم ثوبه اختفى عن الناس عيبه .
وقال ( عليه السلام ) لا عيش لحسود ولا مودة لملول ولا مروة لكذوب .
وقال ( عليه السلام ) تروح إلى بقاء عزك بالوحدة .