الفهرس العام

(26) باب إمامة القائم ( عليه السلام )


(27) باب في ذكر حديث اللوح ، وإن الإمام الثاني عشر هو الحجة ابن الحسن العسكري
(28) باب في ولادة المهدي ( عليه السلام )
(29) باب أن المهدي من ولد الحسين ( عليه السلام )
(30) باب أن المهدي هو الخامس من ولد السابع ونحو ذلك
(31) باب في أوصاف المهدي ( عليه السلام )
(32) باب في النهي عن تسميته ( عليه السلام )
(33) باب في الغيبة
(34) باب ما يصنع الناس في الغيبة


  90 ـ سعد والحميري معا ، عن إبراهيم بن مهزيار ، عن أخيه علي بن مهزيار ، عن فضالة بن أيوب ، عن أبان بن عثمان ، عن ابن أبي عمير ، عن الحسين بن أبي العلاء ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) ، قال : قلت له : تكون الأرض بغير إمام ؟ قال : لا (1).
  قلت : أفيكون إمامان في وقت واحد ؟ قال : لا ، إلا وأحدهما صامت.
  قلت : فالإمام يعرف الإمام الذي من بعده ؟ قال نعم .
  قال : قلت القائم إمام ؟
  قال : نعم ، إمام ابن إمام ، قد اؤتم به قبل ذلك (2) .
  91 ـ سعد بن عبد الله قال : حدثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب ، عن الحسن بن محبوب ، عن علي بن رئاب ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) أنه قال في قول الله عز وجل: ( يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل ) (3).

---------------------------
(1) إلى هنا يتحد هذا الحديث مع ما أورده المؤلف في كتابنا هذا برقم (6) عن محمد بن يحيى ، عن محمد بن عيسى بن عبيد ، عن ابن أبي عمير ، فلاحظ .
(2) رواه الصدوق في الإكمال : 1 / 223 ح 17 عن أبيه وعنه في البحار : 25 / 107 ح 7 ، وذكر قطعة منه في البحار : 23 / 50 ح 97 عن بصائر الدرجات : ص 485 ح 5 ، وفي البحار : 23 / 55 ح 117 عن غيبة النعماني : 138 وأورد (قطعة) في الكافي : 1 / 178 ح 4 بإسناده : عن الحسين بن أبي العلاء باختلاف يسير .
(3) آية 158 سورة الأنعام 6 .

الامامة والتبصرة من الحيرة _ 102 _

  فقال : الآيات هم الأئمة ، والآية المنتظرة هو القائم ( عليه السلام ) فيومئذ ( لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل ) قيامه بالسيف ، وإن آمنت بمن تقدمه من آبائه ( عليهم السلام ) (1).

---------------------------
(1) رواه الصدوق في الإكمال: 1 / 18 عن أبيه وعنه في البحار : 51 / 51 ح 25 ، وفي الإكمال : 2 / 336 ح 8 مرسلا ( مثله ) .

الامامة والتبصرة من الحيرة _ 103 _

(27) باب في ذكر حديث اللوح ، وإن الإمام الثاني عشر هو الحجة ابن الحسن العسكري

  92 ـ سعد بن عبد الله وعبد الله بن جعفر الحميري جميعا ، عن أبي الحسن صالح بن أبي حماد ، والحسن بن طريف جميعا : عن بكر بن صالح (1) ، عن عبد الرحمن بن سالم، عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) ، قال :
  قال أبي ( عليه السلام ) لجابر بن عبد الله الأنصاري : إن لي إليك حاجة ، فمتى يخف عليك أن أخلو بك فأسألك عنها ؟
  فقال له جابر : في أي الأوقات شئت ، فخلى به أبو جعفر ( عليه السلام ) ، قال له : يا جابر ، أخبرني عن اللوح الذي رأيته في يد (ي) أمي فاطمة بنت رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وما أخبرتك به أنه في ذلك اللوح مكتوبا ، فقال جابر : أشهد بالله ، أني دخلت على أمك فاطمة عليها السلام في حياة رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أهنئها بولادة الحسين ( عليه السلام ) ، فرأيت في يدها لوحا أخضر ، ظننت أنه من زمرد ، ورأيت فيه كتابة بيضاء شبيهة بنور الشمس ، فقلت لها : بأبي أنت وأمي ، يا بنت رسول الله ما هذا اللوح ؟

---------------------------
(1) ورواه المؤلف أيضا عن علي بن إبراهيم عن أبيه إبراهيم بن هاشم عن بكر ، فلاحظ السند في كمال الدين.

الامامة والتبصرة من الحيرة _ 104 _

  فقالت : هذا اللوح أهداه الله عز وجل إلى رسوله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فيه اسم أبي ، واسم بعلي ، واسم ابني ، وأسماء الأوصياء من ولدي ، فأعطانيه أبي ليسرني بذلك .
  قال جابر : فأعطتنيه أمك فاطمة ( عليها السلام ) ، فقرأته وانتسخته ، فقال له أبي ( عليه السلام ) : فهل لك ـ يا جابر ـ أن تعرضه علي ؟
  فقال : نعم ، فمشى معه أبي ( عليه السلام ) ، حتى انتهى إلى منزل جابر فأخرج إلى أبي صحيفة من رق ، فقال : يا جابر ، أنظر أنت في كتابك ، لأقرأه أنا عليك .
  فنظر جابر في نسخته فقرأه عليه أبي ( عليه السلام ) ، فوالله ما خالف حرف حرفا قال جابر : فإني أشهد بالله أني هكذا رأيته في اللوح مكتوبا :
  بسم الله الرحمن الرحيم ، هذا كتاب من الله العزيز الحكيم لمحمد نوره و سفيره وحجابه ودليله ، نزل به الروح الأمين من عند رب العالمين عظم يا محمد أسمائي ، واشكر نعمائي ، ولا تجحد آلائي ، إني أنا الله، لا إله إلا أنا ، قاصم الجبارين ( ومبير المتكبرين ) ومذل الظالمين ، وديان الدين ، إني أنا الله، لا إله إلا أنا، فمن رجا غير فضلي أو خاف غير عدلي ، عذبته عذابا لا أعذبه أحدا من العالمين فإياي فاعبد ، وعلي فتوكل ، إني لم أبعث نبيا ، فأكملت أيامه وانقضت مدته ، إلا جعلت له وصيا ، وإني فضلتك على الأنبياء ، وفضلت وصيك على الأوصياء وأكرمتك بشبليك بعده وبسبطيك الحسن والحسين ، وجعلت حسنا معدن علمي بعد انقضاء مدة أبيه ، وجعلت حسينا خازن وحيي ، وأكرمته بالشهادة ، وختمت له بالسعادة فهو أفضل من استشهد ، وأرفع الشهداء درجة ، جعلت كلمتي التامة معه ، والحجة البالغة عنده ، بعترته أثيب وأعاقب ، أولهم علي سيد العابدين ، وزين أوليائي الماضين ، وابنه سمي (1) جده المحمود ،

---------------------------
(1) في البحار : شبيه ، وفي الإختصاص : شبه .

الامامة والتبصرة من الحيرة _ 105 _

  محمد الباقر لعلمي والمعدن لحكمتي ، سيهلك المرتابون في جعفر ، الراد عليه كالراد علي ، حق القول مني لأكرمن مثوى جعفر ، ولأسرنه في أوليائه وأشياعه وأنصاره ، وانتجبت ( بعد ) (1) موسى ( فتنة ) (2) عمياء حندس ، لأن خيط فرضي لا ينقطع ، وحجتي لا تخفى ، وأن أوليائي لا يشقون أبدا ، ألا ومن جحد واحدا منهم فقد جحد نعمتي ، ومن غير آية من كتابي فقد افترى علي، وويل للمفترين الجاحدين عند انقضاء مدة عبدي موسى وحبيبي و خيرتي ، ألا إن المكذب بالثامن مكذب بكل أوليائي ، وعلي وليي وناصري ، ومن أضع عليه أعباء النبوة ، وأمتحنه بالاضطلاع ، يقتله عفريت مستكبر ، يدفن بالمدينة التي بناها العبد الصالح ذو القرنين ، إلى جنب شر خلقي ، حق القول مني لأقرن عينه بمحمد ابنه وخليفته من بعده ، فهو وارث علمي ومعدن حكمتي وموضع سري وحجتي على خلقي ، جعلت الجنة مثواه وشفعته في سبعين من أهل بيته كلهم قد استوجبوا النار ، وأختم بالسعادة لابنه علي وليي وناصري ، والشاهد في خلقي ، وأميني على وحيي ، أخرج منه الداعي إلى سبيلي ، والخازن لعلمي الحسن ، ثم أكمل ذلك بابنه ، رحمة للعالمين ، عليه كمال موسى ، وبهاء عيسى وصبر أيوب ، ستذل أوليائي في زمانه ، ويتهادون رؤوسهم كما تهادى رؤوس الترك والديلم ، فيقتلون ويحرقون ، ويكونون خائفين مرعوبين وجلين ، تصبغ الأرض من دمائهم ، ويفشو الويل والرنين في نسائهم ، أولئك أوليائي حقا ، بهم أدفع كل فتنة عمياء حندس ، وبهم أكشف الزلازل ، وأرفع عنهم الآصار والأغلال ( أولئك

---------------------------
(1 ـ 2) في الإختصاص : بعده ، وأتيحت فتنة .

الامامة والتبصرة من الحيرة _ 106 _

  عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون ) (1) .
  قال عبد الرحمن بن سالم : قال أبو بصير : لو لم تسمع في دهرك إلا هذا الحديث لكفاك ، فصنه إلا عن أهله (2) .
  93 ـ سعد بن عبد الله، وعبد الله بن جعفر الحميري ، ومحمد بن يحيى العطار ، وأحمد بن إدريس ، جميعا قالوا :
  حدثنا أحمد بن أبي عبد الله البرقي ، قال : حدثنا أبو هاشم داود بن القاسم الجعفري، عن أبي جعفر الثاني محمد بن علي ( عليهما السلام ) قال :
  أقبل أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ذات يوم ومعه الحسن بن علي وسلمان الفارسي رضي الله عنه ، وأمير المؤمنين متكئ على يد سلمان ، فدخل المسجد الحرام فجلس ، إذ أقبل رجل حسن الهيئة واللباس ، فسلم على أمير المؤمنين ( عليه السلام ) فرد ( عليه السلام ) فجلس ، ثم قال : يا أمير المؤمنين أسألك عن ثلاث مسائل إن أخبرتني بهن علمت أن القوم ركبوا من أمرك ما أقضي عليهم أنهم ليسوا بمأمونين في دنياهم ولا في آخرتهم ، وإن تكن الأخرى علمت أنك وهم شرع سواء .
  فقال له أمير المؤمنين ( عليه السلام ): سلني عما بدا لك ؟ فقال : أخبرني عن الرجل إذا نام أين تذهب روحه ؟ وعن الرجل كيف يذكر وينسى ؟ وعن الرجل كيف يشبه ولده الأعمام والأخوال ؟
  فالتفت أمير المؤمنين إلى أبي محمد الحسن فقال : يا با محمد أجبه.
  فقال : أما ما سألت عنه من أمر الإنسان إذا نام أين تذهب روحه ، فإن روحه متعلقة بالريح والريح متعلقة بالهواء إلى وقت ما يتحرك صاحبها لليقظة ، فإن أذن الله عز وجل برد تلك الروح إلى صاحبها جذبت تلك الروح الريح ، وجذبت تلك

---------------------------
(1) آية 157 سورة البقرة 2 .
(2) رواه الصدوق في الإكمال : 1 / 308 ح 1 والعيون : 1 / 34 ح 2 عن أبيه وعنهما في البحار : 36 / 195 ح 3 وعن الإحتجاج : 1 / 84 والاختصاص : 205 وغيبة الطوسي : 93 وغيبة النعماني : 29 ، وأورده في الكافي : 1 / 527 ح 3 وإعلام الورى : 392 ، وجامع الأخبار : 21 ، وقد تقدمت الإشارة إلى هذا الحديث في المقدمة تحت عنوان حديث اللوح .

الامامة والتبصرة من الحيرة _ 107 _

  الريح الهواء ، فرجعت الروح فأسكنت في بدن صاحبها ، وإن لم يأذن الله عز وجل برد تلك الروح إلى صاحبها جذب الهواء الريح ، وجذبت الريح الروح ، فلم ترد إلى صاحبها إلى وقت ما يبعث ، وأما ما ذكرت من أمر الذكر والنسيان : فإن قلب الرجل في حق ، على الحق طبق فإن صلى الرجل عند ذلك على محمد وآل محمد صلاة تامة انكشف ذلك الطبق عن ذلك الحق فأضاء القلب وذكر الرجل ما كان نسيه ، وإن هو لم يصل على محمد وآل محمد أو نقص من الصلاة عليهم انطبق ذلك الطبق على ذلك الحق فأظلم القلب ونسي الرجل ما كان ذكر .
  وأما ما ذكرت من أمر المولود الذي يشبه أعمامه وأخواله ، فإن الرجل إذا أتى أهله فجامعها بقلب ساكن وعروق هادئة وبدن غير مضطرب فأسكنت تلك النطفة في جوف الرحم خرج الولد يشبه أباه وأمه ، وإن هو أتاها بقلب غير ساكن وعروق غير هادئة وبدن مضطرب ، اضطربت تلك النطفة فوقعت في حال اضطرابها على بعض العروق فإن وقعت على عرق من عروق الأخوال أشبه الرجل أخواله ، فقال الرجل : أشهد أن لا إله إلا الله، ولم أزل أشهد بها ، وأشهد أن محمدا رسول الله، ولم أزل أشهد بها ، وأشهد أنك وصيه والقائم بحجته بعده ـ وأشار بيده إلى أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ـ ولم أزل أشهد بها ، وأشهد أنك وصيه والقائم بحجته ـ وأشار إلى الحسن ( عليه السلام ) ـ وأشهد أن الحسين بن علي وصي أبيك والقائم بحجته بعدك ، وأشهد على علي بن الحسين أنه القائم بأمر الحسين بعده ، وأشهد على محمد بن علي أنه القائم بأمر علي بن الحسين ، وأشهد على جعفر بن محمد أنه القائم بأمر محمد بن علي ، وأشهد على موسى بن جعفر أنه القائم بأمر جعفر بن محمد ، وأشهد على علي ابن موسى أنه القائم بأمر موسى بن جعفر ، وأشهد على محمد بن علي أنه القائم بأمر علي بن موسى ، وأشهد على علي بن محمد أنه القائم بأمر محمد بن علي ، وأشهد على الحسن بن علي أنه القائم بأمر علي بن محمد ، وأشهد على رجل من ولد الحسن ابن علي لا يكنى ولا يسمى حتى يظهر أمره فيملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا ،

الامامة والتبصرة من الحيرة _ 108 _

  والسلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته ، ثم قام فمضى فقال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : يا أبا محمد اتبعه فأنظر أين يقصد ؟ فخرج الحسن ( عليه السلام ) في أثره ، قال : فما كان إلا أن وضع رجله خارج المسجد فما دريت أين أخذ من أرض الله، فرجعت إلى أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، فأعلمته .
  فقال : يا أبا محمد أتعرفه ؟ : فقلت : الله ورسوله وأمير المؤمنين أعلم ، فقال : هو الخضر ( عليه السلام ) (1).

---------------------------
(1) رواه الصدوق في الإكمال : 1 / 313 ح 1 والعيون : 1 / 53 ح 35 والعلل : 1 / 96 ح 6 عن أبيه وعنهم في البحار : 36 / 414 ح 1 وعن غيبة الطوسي : 98 والاحتجاج : 1 / 395 والمحاسن : 2 / 332 ح 99 وغيبة النعماني : 27 وتفسير القمي : 578 و 405 ، وإعلام الورى : 404 عن ابن بابويه ودلائل الإمامية : 68 .

الامامة والتبصرة من الحيرة _ 109 _

(28) باب في ولادة المهدي ( عليه السلام )

  94 ـ سعد بن عبد الله، قال : حدثنا الحسن بن موسى الخشاب عن إسحاق ابن محمد بن أيوب ، قال :
  سمعت أبا الحسن علي بن محمد بن علي بن موسى ( عليه السلام ) يقول :
  صاحب هذا الأمر من يقول الناس : لم يولد بعد (1) .
  95 ـ سعد بن عبد الله، قال : حدثنا المعلى بن محمد البصري عن محمد بن جمهور وغيره ( عن ( محمد ) بن أبي عمير ) (2) عن عبد الله بن سنان ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : سمعته يقول :
  في القائم ( عليه السلام ) سنة من موسى بن عمران ( عليه السلام ).
  فقلت : وما سنته من موسى بن عمران ؟
  قال : خفاء مولده ، وغيبته عن قومه .
  فقلت : وكم غاب موسى عن أهله وقومه ؟
  فقال : ثماني وعشرين سنة (3) .

---------------------------
(1) رواه الصدوق في الإكمال : 2 / 381 ح 6 و 382 ح 7 عن أبيه وعنه في البحار : 51 / 159 ح 3 والإكمال : 2 / 360 ح 2 وعنه في البحار : 51 / 151 ح 3 .
(2) زيادة من الإكمال .
(3) رواه الصدوق في الإكمال: 1 / 152 ح 14 و 340 ح 18 عن أبيه وعنه في البحار : 51 / 216 ح 2 .

الامامة والتبصرة من الحيرة _ 110 _

(29) باب أن المهدي من ولد الحسين ( عليه السلام )

  96 ـ سعد بن عبد الله قال : حدثنا يعقوب بن يزيد ، عن حماد بن عيسى عن عبد الله بن مسكان ، عن أبان بن تغلب ، عن سليم بن قيس الهلالي ، عن سلمان الفارسي رضي الله عنه ، قال :
  دخلت على النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، فإذا الحسين بن علي على فخذه ، وهو يقبل عينيه ويلثم فاه ، ويقول :
  أنت سيد ابن سيد ، أنت إمام ابن إمام أبو أئمة ، أنت حجة الله ابن حجته ، وأبو حجج تسعة من صلبك ، تاسعهم قائمهم (1) .
  97 ـ سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن محمد بن أبي عمير ، عن عمر بن أذينة ، عن أبان بن أبي عياش، عن سليم بن قيس الهلالي ، قال :
  سمعت عبد الله بن جعفر الطيار ، يقول : كنا عند معاوية والحسن والحسين ( عليهما السلام ) ، وعبد الله بن عباس ، وعمر بن أبي سلمة ، وأسامة بن زيد ـ فذكر حديثا جرى بينه وبينه ، أنه قال لمعاوية بن أبي سفيان ـ :
  سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، يقول :
  إني أولى بالمؤمنين من أنفسهم .

---------------------------
(1) رواه الصدوق في الإكمال : 1 / 262 ح 9 والعيون : 1 / 41 ح 17 والخصال : 2 / 475 ح 38 وعنها في البحار : 36 / 241 ح 47 ورواه عن الصدوق بهذا السند في كفاية الأثر : 45 ، وذكر في الطرائف : ص 44 .

الامامة والتبصرة من الحيرة _ 111 _

  ثم أخي علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) أولى بالمؤمنين من أنفسهم ، فإذا استشهد ، فابني الحسن أولى بالمؤمنين من أنفسهم ، ثم ابني الحسين أولى بالمؤمنين من أنفسهم ، فإذا استشهد ، فابنه علي أولى بالمؤمنين من أنفسهم ، وستدركه يا علي ، ثم ابنه محمد بن علي أولى بالمؤمنين من أنفسهم ، وستدركه يا حسين ، ثم تكمله اثني عشر إماما ، تسعة من ولد الحسين .
  قال عبد الله: ثم استشهدت الحسن والحسين صلوات الله عليهما ، وعبد الله بن عباس وعمر بن أبي سلمة وأسامة بن زيد ، فشهدوا لي عند معاوية .
  قال سليم بن قيس : وقد كنت سمعت ذلك من سلمان وأبي ذر والمقداد وأسامة بن زيد ، فحدثوني أنهم سمعوا ذلك من رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وسلم (1) .
  98 ـ سعد ، عن ابن أبي الخطاب ، عن محمد بن سنان ، عن المفضل بن عمر الجعفي ، عن جابر الجعفي عن أبي جعفر ، عن أبيه ، عن جده ( عليهم السلام ) ، قال :
  قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لعلي بن أبي طالب ( عليه السلام ) :
  يا علي أنا وأنت وابناك : الحسن والحسين ، وتسعة من ولد الحسين أركان الدين ودعائم الإسلام ، من تبعنا نجا ، ومن تخلف عنا فإلى النار (2) .
  99 ـ سعد ، عن ابن عيسى ، عن موسى بن القاسم البجلي ، عن جعفر بن محمد بن سماعة ، عن عبد الله بن مسكان ، عن الحكم بن الصلت ، عن أبي جعفر الباقر ، عن آبائه ( عليهم السلام ) قال :
  قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : خذوا بحجزة هذا الأنزع يعني عليا ـ فإنه الصديق الأكبر ، وهو الفاروق ، يفرق بين الحق والباطل ، من أحبه هداه الله،

---------------------------
(1) رواه الصدوق في الإكمال : 1 / 270 ح 15 والخصال : 2 / 477 ح 41 والعيون : 1 / 38 ح 13 عن أبيه وعنها في البحار : 36 / 231 ح 13 وعن غيبة الطوسي : 91 وغيبة النعماني : 46 ، وأورده في كتاب سليم بن قيس : 232 وإعلام الورى : 395 ح 16 وكشف الغمة : 2 / 508 والكافي : 1 / 529 ح 4 .
(2) رواه المفيد في الأمالي : ص 135 وعنه في البحار : 36 / 271 ح 93 وإثبات الهداة : 3 ص 63 ح 743 ( مثله ) .

الامامة والتبصرة من الحيرة _ 112 _

  ومن أبغضه أبغضه الله، ومن تخلف عنه محقه الله، ومنه سبطا أمتي : الحسن والحسين ، هما ابناي ، ومن الحسين أئمة هداة ، أعطاهم الله علمي وفهمي ، فتولوهم ولا تتخذوا وليجة من دونهم ، فيحل عليكم غضب من ربكم ومن يحلل عليه غضب من ربه فقد هوى ، ( وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور ) (1 و 2).

---------------------------
(1) سورة آل عمران : آية 185 .
(2) رواه الصدوق في الأمالي : ص 180 ح 7 و ص 536 ح 8 والبصائر : ص 53 ح 2 وعنها في البحار :
36 / 228 ح 7 و 23 / 129 ح 60 و 96 / 242 ح 5 ، ورواه ابن قولويه في كامل الزيارات : ص 10 بسند آخر ( نحوه ) ، وعنه في البحار : 36 / 258 ح 76 .

الامامة والتبصرة من الحيرة _ 113 _

(30) باب أن المهدي هو الخامس من ولد السابع ونحو ذلك

  100 ـ سعد بن عبد الله، عن الحسن بن عيسى بن محمد بن علي بن جعفر عن أبيه ، عن جده محمد بن علي ، عن علي بن جعفر ، عن أخيه موسى بن جعفر ( عليهما السلام ) ، قال :
  إذا فقد الخامس من ولد السابع ، فالله الله في أديانكم لا يزيلنكم أحد عنها يا بني : إنه لا بد لصاحب هذا الأمر من غيبة حتى يرجع عن هذا الأمر من كان يقول به ، إنما هي محنة من الله عز وجل امتحن بها خلقه ، ولو علم آباؤكم وأجدادكم دينا أصح من هذا لاتبعوه .
  فقلت : يا سيدي ، وما الخامس من ولد السابع ؟
  فقال : يا بني عقولكم تضعف عن ذلك وأحلامكم تضيق عن حمله ولكن إن تعيشوا فسوف تدركونه (1).
  101 ـ سعد بن عبد الله عن الحسن بن علي الزيتوني ، ومحمد بن أحمد بن أبي قتادة ، عن أحمد بن هلال ، عن أمية بن علي ، عن أبي الهيثم بن أبي حية عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) ، قال :

---------------------------
(1) رواه الصدوق في الإكمال : 2 / 359 ح 1 والعلل : 1 / 244 ح 4 وعنهما في البحار : 51 / 150 ح 1 وعن غيبة الطوسي : 104 وغيبة النعماني : 78 وكفاية الأثر : 264 ، ورواه في بشارة الإسلام : 157 وإعلام الورى : 433 والكافي : 1 / 336 ح 2 .

الامامة والتبصرة من الحيرة _ 114 _

  إذا اجتمعت ثلاثة أسماء متوالية : محمد ، وعلي ، والحسن فالرابع القائم (1) .
  102 ـ عبد الله بن جعفر الحميري عن أحمد بن هلال العبرتائي ، عن الحسن ابن محبوب ، عن أبي الحسن علي بن موسى الرضا ( عليهما السلام ) قال : قال لي : لا بد من فتنة صماء صيلم يسقط فيها كل بطانة ووليجة وذلك عند فقدان الشيعة الثالث من ولدي ، يبكي عليه أهل السماء وأهل الأرض، وكل حرى وحران ، وكل حزين ولهفان ، ثم قال ( عليه السلام ) : بأبي وأمي سمي جدي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وشبيه موسى بن عمران ( عليه السلام ) ، عليه جيوب النور ، يتوقد من شعاع ضياء القدس، كم من حرى مؤمنة ، وكم من مؤمن متأسف حيران حزين عند فقدان الماء ، المعين (2).

---------------------------
(1) رواه الصدوق في الإكمال : 2 / 333 ح 2 عن أبيه وعنه في البحار : 51 / 143 ح 4 وعن غيبة الطوسي :
139 بإسناده : محمد الحميري عن أبيه عن أحمد بن هلال عن أمية بن علي عن سلم بن أبي حية ( مثله ) وأورده في إعلام الورى : 429 .
(2) رواه في العيون : 2 ص 6 ح 14 وعنه في البحار : 51 ص 152 ح 3 وفيه ح 2 عن الإكمال ص 370 ح 3 وفيه هكذا : ضياء القدس ( يحزن لموته أهل الأرض والسماء ) كم من حرى الخ، وأورده في دلائل الإمامة : 245 .

الامامة والتبصرة من الحيرة _ 115 _

(31) باب في أوصاف المهدي ( عليه السلام )

  103 ـ محمد بن يحيى العطار ، قال : حدثنا جعفر بن محمد بن مالك ، قال :
  حدثني حمدان بن منصور ، عن سعد بن محمد ، عن عيسى الخشاب قال :
  قلت للحسين بن علي ( عليه السلام ) : أنت صاحب هذا الأمر ؟
  قال : لا ، ولكن صاحب الأمر الطريد الشريد ، الموتور بأبيه ، المكنى بعمه ، يضع سيفه على عاتقه ثمانية أشهر (1) .
  104 ـ سعد بن عبد الله وعبد الله بن جعفر الحميري ، عن يعقوب بن يزيد ، عن عبد الله الغفاري ، عن جعفر بن إبراهيم والحسين بن زيد جميعا ، عن أبي عبد الله، عن آبائه ( عليهم السلام ) ، قال :
  قال أمير المؤمنين صلوات الله عليه : لا يزال في ولدي مأمون مأمول (2) .
  105 ـ سعد بن عبد الله قال : حدثني موسى بن عمر بن يزيد الصيقل ، عن علي بن أسباط ، عن علي بن أبي حمزة ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) في قول الله عز وجل : ( قل أرأيتم إن أصبح ماؤكم غورا فمن يأتيكم بماء معين ) (3).
  فقال : هذه الآية نزلت في القائم ، يقول : إن أصبح إمامكم غائبا عنكم

---------------------------
(1) رواه الصدوق في الإكمال : 1 / 318 ح 5 عن أبيه وعنه في البحار : 51 / 133 ح 6 .
(2) رواه الصدوق في الإكمال : 1 / 228 ح 22 عن أبيه وعنه في البحار : 23 / 40 ح 76 ، وأورده في دلائل الإمامة : ص 230 .
(3) آية 30 سورة الملك 67 .

الامامة والتبصرة من الحيرة _ 116 _

  لا تدرون أين هو ، فمن يأتيكم بإمام ظاهر ، يأتيكم بأخبار السماء والأرض وحلال الله عز وجل وحرامه .
  ثم قال ( عليه السلام ) : والله ما جاء تأويل هذه الآية ، ولا بد أن يجئ تأويلها (1) .
  106 ـ سعد بن عبد الله، عن محمد بن عبيد ومحمد بن الحسين بن أبي الخطاب ، عن محمد بن أبي عمير ، عن جميل بن صالح ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : يبعث القائم وليس في عنقه بيعة لأحد (2) .
  107 ـ سعد بن عبد الله، عن يعقوب بن يزيد والحسن بن ظريف جميعا ، عن محمد بن أبي عمير ، عن هشام بن سالم ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) ، قال : يقوم القائم ( عليه السلام ) وليس لأحد في عنقه بيعة (3) .
  108 ـ محمد بن يحيى ، عن سلمة بن الخطاب ، عن عبد الله بن محمد ، عن منيع بن الحجاج البصري ، عن مجاشع ، عن معلى عن محمد بن الفيض ، عن أبي جعفر ، قال :
  كانت عصا موسى لآدم ( عليهما السلام ) ، فصارت إلى شعيب ، ثم صارت إلى موسى بن عمران ، وإنها لعندنا ، وإن عهدي بها آنفا ، وهي خضراء كهيئتها حين انتزعت من شجرتها وإنها لتنطق إذا استنطقت أعدت لقائمنا ( عليه السلام ) يصنع بها ما كان يصنع بها موسى بن عمران ( عليه السلام ) ، وإنها تصنع ما تؤمر ، وإنها حيث ألقيت تلقف ما يأفكون بلسانها (4) .

---------------------------
(1) رواه الصدوق في الإكمال : 1 / 325 ح 3 عن أبيه وعنه في البحار : 51 / 52 ح 27 وعن غيبة الطوسي :
ص 101 .
(2) رواه في الإكمال : 2 / 479 ح 2 عن أبيه وعنه في البحار : 52 / 95 ح 12 .
(3) رواه الصدوق في الإكمال : 2 / 480 ح 3 عن أبيه وعنه في البحار : 52 / 95 ح 13 .
(4) رواه الصدوق في الإكمال : 2 / 673 ح 27 عن أبيه وعنه في البحار : 52 / 319 ح 19 وعن البصائر : ص 183 ح 35 ، ورواه الكليني في الكافي : 1 / 231 ح 1 والاختصاص : ص 263 .

الامامة والتبصرة من الحيرة _ 117 _

(32) باب في النهي عن تسميته ( عليه السلام )

  109 ـ سعد بن عبد الله عن يعقوب بن يزيد ، عن الحسن بن محبوب ، عن علي بن رئاب ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : صاحب هذا الأمر رجل لا يسميه باسمه إلا كافر (1) .
  110 ـ سعد بن عبد الله، عن جعفر بن محمد بن مالك ، عن علي بن الحسن بن فضال عن الريان بن الصلت ، قال :
  سئل الرضا ( عليه السلام ) عن القائم ( عليه السلام ) فقال : لا يرى جسمه ولا يسمى باسمه (2) .
  111 ـ سعد بن عبد الله، عن محمد بن عيسى بن عبيد ، عن إسماعيل بن أبان ، عن عمرو بن شمر ، عن جابر بن يزيد الجعفي ، قال :
  سمعت أبا جعفر ( عليه السلام ) يقول : سأل عمر أمير المؤمنين ( عليه السلام ) عن المهدي ، فقال : يا ابن أبي طالب أخبرني عن المهدي ما اسمه ؟
  قال : أما اسمه فلا ، إن حبيبي وخليلي عهد إلي أن لا أحدث باسمه حتى

---------------------------
(1) رواه الصدوق في الإكمال : 2 / 648 ح 1 عن أبيه وعنه في البحار : 51 / 33 ح 11 وفي الوسائل :
11 / 486 ح 4 وعن الكافي : 1 / 333 ح 4 .
(2) رواه الصدوق في الإكمال : 2 / 648 ح 2 عن أبيه وعنه في البحار : 51 / 33 ح 12 ، وفي الوسائل :
11 / 486 ح 5 عنه وعن الكافي : 1 / 333 ح 3 .

الامامة والتبصرة من الحيرة _ 118 _

  يبعثه الله عز وجل وهو مما استودع الله عز وجل رسوله في علمه (1) .
  112 ـ سعد بن عبد الله، عن محمد بن أحمد العلوي ، عن أبي هاشم الجعفري ، قال : سمعت أبا الحسن العسكري ( عليه السلام ) ، يقول :
  الخلف ( من بعدي ابني الحسن ) (2) فكيف لكم بالخلف من بعد الخلف ؟
  قلت : ولم ؟ جعلني الله فداك .
  قال : لأنكم لا ترون شخصه ، ولا يحل لكم ذكره باسمه .
  قلت : فكيف نذكره ؟
  فقال : قولوا الحجة من آل محمد صلوات الله عليه وسلامه (3).

---------------------------
(1) رواه الصدوق في الإكمال : 2 / 648 ح 3 عن أبيه ، وعنه في البحار : 51 / 33 ح 13 وعن غيبة الطوسي :
ص 281 والإرشاد : ص 410 وإعلام الورى : ص 465 وكشف الغمة: 2 / 464 س 8 .
(2) في الإكمال : من بعدي الحسن ابني وفي البحار : من بعد الحسن ابني .
(3) رواه الصدوق في الإكمال : 2 / 648 ح 4 و ص 381 ح 5 عن أبيه وعنه في البحار: 51 / 31 ح 2 و ص 158 ح 1، و 50 / 240 ح 4 وعن غيبة الطوسي : ص 121 والكافي : 1 / 332 ح 1 والعلل : 1 / 245 ح 5 و إعلام الورى : 370 وكفاية الأثر : 248 والإرشاد : 380 ؟ ، وفي الوسائل : 11 / 487 ح 6 عن الكافي والإكمال .

الامامة والتبصرة من الحيرة _ 119 _

(33) باب في الغيبة

  113 ـ سعد بن عبد الله وعبد الله بن جعفر الحميري ، قالا :
  حدثنا أحمد بن الحسين بن عمر بن يزيد ، عن الحسين بن الربيع المدائني قال: حدثنا محمد بن إسحاق ، عن أسيد بن ثعلبة ، عن أم هانئ ، قالت :
  لقيت أبا جعفر محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ( عليهم السلام ) ، فسألته عن هذه الآية : ( فلا أقسم بالخنس ، الجوار الكنس ) (1).
  فقال : إمام يخنس في زمانه ، عند انقضاء من علمه سنة ستين ومائتين ، ثم يبدو كالشهاب الوقاد في ظلمة الليل ، فإن أدركت ذلك قرت عيناك (2).
  114 ـ سعد بن عبد الله وعبد الله بن جعفر الحميري ومحمد بن يحيى العطار جميعا ، قالوا : حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى وإبراهيم بن هاشم وأحمد بن أبي عبد الله البرقي ومحمد بن الحسين بن أبي الخطاب جميعا قالوا : حدثنا أبو علي الحسن ابن محبوب السراد ، عن داود بن الحصين ، عن أبي بصير ، عن الصادق جعفر بن محمد ، عن آبائه ( عليهم السلام ) ، قال :
  قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) :

---------------------------
(1) آية 15 و 16 سورة التكوير 81 .
(2) رواه الصدوق في الإكمال : 1 / 324 ح 1 عن أبيه وعنه في البحار : 51 / 51 ح 26 وعن غيبة الطوسي :
ص 101 وغيبة النعماني : 150 ح 7 ، ورواه في الكافي : 1 / 341 ح 22 و 23 بإسناده عن أم هانئ .
وفي البحار : 51 / 137 ح 6 عن غيبة النعماني : 149 ح 6 .

الامامة والتبصرة من الحيرة _ 120 _

  المهدي من ولدي ، اسمه اسمي ، وكنيته كنيتي ، أشبه الناس بي خلقا وخلقا ، تكون له غيبة وحيرة حتى تضل الخلق عن أديانهم ، فعند ذلك يقبل كالشهاب الثاقب ، فيملأها قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا (1).
  115 ـ سعد بن عبد الله وعبد الله بن جعفر الحميري ومحمد بن يحيى العطار وأحمد بن إدريس جميعا ، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب وأحمد بن محمد بن عيسى وأحمد بن محمد بن خالد البرقي ، وإبراهيم بن هاشم جميعا ، عن الحسن بن علي بن فضال ، عن ثعلبة بن ميمون ، عن مالك الجهني ، وحدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه ، قال : حدثنا محمد بن الحسن الصفار وسعد بن عبد الله، عن عبد الله بن محمد الطيالسي عن منذر بن محمد ابن قابوس ، عن النصر بن أبي السري ، عن أبي داود سليمان بن سفيان المسترق ، عن ثعلبة بن ميمون ، عن مالك الجهني ، عن الحارث بن المغيرة النصري ، عن الأصبغ بن نباتة ، قال :
  أتيت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، فوجدته متفكرا ينكت في الأرض، فقلت :
  يا أمير المؤمنين ما لي أراك متفكرا تنكت في الأرض، أرغبت فيها ؟!
  فقال : لا والله، ما رغبت فيها ، ولا في الدنيا يوما قط ، ولكن فكرت في مولود يكون من ظهري ، الحادي عشر من ولدي ، هو المهدي، يملأها عدلا كما ملئت جورا وظلما ، تكون له حيرة وغيبة يضل فيها أقوام ، ويهتدي فيها آخرون .
  فقلت : يا أمير المؤمنين ، وإن هذا لكائن ؟
  فقال : نعم ، كما إنه مخلوق ، وأنى لك بالعلم بهذا الأمر ، يا أصبغ ، أولئك

---------------------------
(1) رواه الصدوق في الإكمال : 1 / 287 ح 4 عن أبيه وعنه في البحار : 51 / 72 ح 16 وفي ص 71 ح 13 عن الإكمال : ص 286 ح 1 بإسناده عن جابر بن عبد الله الأنصاري عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وأورده في كفاية الأثر : ص 66 وإعلام الورى 424 عن ابن بابويه .

الامامة والتبصرة من الحيرة _ 121 _

  خيار هذه الأمة مع أبرار هذه العترة .
  قلت : وما يكون بعد ذلك ؟
  قال : ثم يفعل الله ما يشاء ، فإن له إرادات وغايات ونهايات (1) .
  116 ـ سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن علي بن النعمان ، عن هارون بن خارجة ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : إن ذا القرنين لم يكن نبيا ، ولكنه كان عبدا صالحا أحب الله فأحبه الله، وناصح لله فناصحه الله، أمر قومه بتقوى الله، فضربوه على قرنه ، فغاب عنهم زمانا ، ثم رجع إليهم ، فضربوه على قرنه الآخر ، وفيكم من هو على سنته (2).
  117 ـ عبد الله بن جعفر الحميري ، عن أحمد بن هلال ، عن عبد الرحمن بن أبي نجران ، عن فضالة بن أيوب ، عن سدير قال :
  سمعت أبا عبد الله ( عليه السلام ) يقول :
  إن في القائم سنة من يوسف ( عليه السلام ).
  قلت : كأنك تذكر خبره أو غيبته ؟
  فقال لي : وما تنكر من ذلك هذه الأمة ، أشباه الخنازير ، إن إخوة يوسف كانوا أسباطا أولاد أنبياء ، تاجروا يوسف وبايعوه ، وهم إخوته وهو أخوهم فلم يعرفوه حتى قال لهم : ( أنا يوسف ) .

---------------------------
(1) رواه الصدوق في الإكمال : 1 / 288 ح 1 عن أبيه وعنه في البحار : 51 / 117 ح 18 وعن غيبة النعماني : ص 29 عن الكافي : 1 / 338 ح 7 عن علي بن محمد عن عبد الله بن محمد بن خالد عن منذر بن محمد بن قابوس عن منصور بن السندي عن أبي داود المسترق بسنده ، والاختصاص : 204 عن ابن قولويه عن سعد مع اختلاف يسير ، وفي الغيبة بعد قوله ( عليه السلام ) : ويهتدي فيها آخرون فقلت : يا أمير المؤمنين فكم تكون تلك الحيرة والغيبة ، فقال : سبت من الدهر ، وفي الكافي ، فقال : ستة أيام أو ستة أشهر أو ست سنين ، وعن غيبة الطوسي : ص 103 عن البرقي، وعن سعد بسند آخر ، ونقله عنه في بشارة الإسلام: ص 39 ، ورواه عن الصدوق في كفاية الأثر : ص 219 ورواه الحسين بن حمدان الخصيبي في الهداية : ص 173 بسند ينتهي إلى سعيد بن المسيب عن الأصبغ، وفي إعلام الورى : ص 425 .
(2) رواه في الإكمال : 2 / 393 ح 1 عن أبيه وعنه في البحار : 12 / 194 ح 17 وعن قصص الأنبياء ( مخطوط ) : ص 71 والعياشي : 2 / 340 صدر حديث 72 .

الامامة والتبصرة من الحيرة _ 122 _

  فما تنكر هذه الأمة أن يكون الله عز وجل ـ في وقت من الأوقات ـ يريد أن يستر حجته ؟!
  لقد كان يوسف ( عليه السلام ) إليه ملك مصر ، وكان بينه وبين والده مسيرة ثمانية عشر يوما ، فلو أراد الله عز وجل أن يعرفه مكانه لقدر على ذلك ، والله لقد سار يعقوب وولده عند البشارة مسيرة تسعة أيام من بدوهم إلى مصر .
  فما تنكر هذه الأمة أن يكون الله عز وجل يفعل بحجته ما فعل بيوسف أن يكون يسير في أسواقهم ، ويطأ بسطهم ، وهم لا يعرفونه ؟ حتى يأذن الله عز وجل أن يعرفهم بنفسه كما أذن ليوسف حتى قال لهم : ( هل علمتم ما فعلتم بيوسف وأخيه إذ أنتم جاهلون ، قالوا إنك لأنت يوسف قال أنا يوسف وهذا أخي ) (1 و 2) .
  118 ـ سعد بن عبد الله وعبد الله بن جعفر الحميري جميعا ، عن إبراهيم ابن هاشم ، عن محمد بن خالد ، عن محمد بن سنان ، عن المفضل بن عمر ، قال :
  سمعت الصادق جعفر بن محمد ( عليهما السلام ) يقول :
  من مات منتظرا لهذا الأمر كان كمن كان مع القائم في فسطاطه ، لا ، بل كان كالضارب بين يدي رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بالسيف (3).
  119 ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن محمد بن سنان ، عن زياد المكفوف ، عن عبد الله بن أبي عقبة (4) الشاعر ، قال :
  سمعت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) يقول :
  كأني بكم تجولون جولان الإبل تبتغون المرعى ، فلا تجدونه يا معشر الشيعة .
  ورواه عن سعد بن عبد الله، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن محمد

---------------------------
(1) آية (89) و (90) سورة يوسف 12 .
(2) رواه الصدوق في الإكمال : ص 144 ح 11 و 341 ح 21 والعلل : 244 ح 3 عن أبيه وعنها في البحار :
51 / 142 ح 1 و 12 / 283 ح 61 ، وفي البحار : 52 / 154 ح 9 عن غيبة النعماني ص 84 و 85 ودلائل الإمامة : ص 290 ، وأورده في إعلام الورى : ص 431 .
(3) رواه الصدوق في الإكمال : 2 / 338 ح 11 عن أبيه وعنه في البحار : 52 / 146 ح 69 .
(4) في البحار : أبي عفيف الشاعر ، وفي هامش الإكمال : أبي عقب ، عفيف / خ .

الامامة والتبصرة من الحيرة _ 123 _

  سنان ، عن أبي الجارود : زياد بن المنذر ، عن عبد الله الشاعر مثله (1) .
  120 ـ سعد بن عبد الله وعبد الله بن جعفر الحميري جميعا ، عن إبراهيم بن هاشم، عن محمد بن خالد ، عن محمد بن سنان ، عن المفضل بن عمر ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) ، قال :
  أقرب ما يكون العباد من الله عز وجل وأرضى ما يكون عنهم إذا افتقدوا حجة الله عز وجل ، فلم يظهر لهم ، ولم يعلموا بمكانه ، وهم في ذلك يعلمون أنه لم تبطل حجج الله عنهم وبيناته ، فعندها فتوقعوا الفرج صباحا ومساءا ، وإن أشد ما يكون غضب الله تعالى على أعدائه إذا افتقدوا حجة الله فلم يظهر لهم وقد علم أن أولياءه لا يرتابون ، ولو علم أنهم يرتابون لما غيب حجته طرفة عين ، ولا يكون ذلك إلا على رأس شرار الناس (2) .
  121 ـ عبد الله بن جعفر الحميري ، قال : حدثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب ، عن موسى بن سعدان ، عن عبد الله بن القاسم ، عن المفضل بن عمر ، قال :
  سألت أبا عبد الله ( عليه السلام ) عن تفسير جابر ؟
  فقال : لا تحدث به السفل ، فيذيعوه ، أما تقرأ في كتاب الله عز وجل : ( فإذا نقر في الناقور ) (3) .
  إن منا إماما مستترا ، فإذا أراد الله عز وجل إظهار أمره نكت في قلبه نكتة ، ( فظهر وأمر بأمر الله عز وجل ) (4 و 5).

---------------------------
(1) رواه الصدوق في الإكمال : 1 / 304 ح 17 عن أبيه و 18 عن أبيه بسند آخر عن عبد الله بن أبي عقبة الشاعر وعنهما في البحار : 51 / 110 ح 3 .
(2) رواه الصدوق في الإكمال : 2 / 337 ح 10 و ص 339 ح 16 مع اختلاف السند وعنهما في البحار :
52 / 145 ح 67 وعن غيبة النعماني : ص 83 وغيبة الطوسي : ص 276 ، وأورده في الكافي : 1 / 333 ح 1 ، وإعلام الورى :
ص 431 باختلاف يسير في المتن .
(3) آية 8 سورة المدثر 74 .
(4) في البحار والمصادر الأخرى : فظهر فقام بأمر الله عز وجل .
(5) رواه الصدوق في الإكمال : 2 / 349 ح 42 عن أبيه وفي البحار : 52 / 284 ح 11 عن غيبة الطوسي :
103 ورجال الكشي : 192 ح 338 ، وأخرجه في البحار : 2 / 70 ح 29 عن رجال الكشي : 103 ، وفي البحار : 51 / 57 ح 49 عن غيبة النعماني :
ص 187 باختلاف يسير بأسانيد هم عن المفضل ، وأورد الكليني في الكافي : 1 / 343 ح 30 .

الامامة والتبصرة من الحيرة _ 124 _

(34) باب ما يصنع الناس في الغيبة

  122 ـ محمد بن الحسن الصفار ، قال : حدثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب ، ومحمد بن عيسى بن عبيد اليقطيني ، جميعا ، عن عبد الرحمن بن أبي نجران ، عن عيسى بن عبد الله بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب ، عن خاله الصادق جعفر بن محمد ( عليهما السلام ) ، قال :
  قلت له : إن كان كون ـ لا أراني الله يومك ـ فبمن أئتم ؟
  فأومأ إلى موسى ( عليه السلام ) ، فقلت : فإن مضى موسى فإلى من ؟ قال : إلى ولده ، قلت : فإن مضى ولده ، وترك أخا كبيرا وابنا صغيرا ، فبمن أئتم ؟ قال :
  بولده ، ثم قال : هكذا أبدا ، قلت : فإن أنا لم أعرفه ولم أعرف موضعه ، فما أصنع ؟
  قال : تقول : ( اللهم إني أتولى من بقي من حججك من ولد الإمام الماضي ) فإن ذلك يجزيك .
  ورواه عن سعد والحميري عن ابن أبي الخطاب وابن عبيد (1) .

---------------------------
(1) رواه الصدوق في الإكمال : 2 / 349 ح 43 عن أبيه وعنه في البحار : 48 / 16 ح 8 و 52 / 148 ح 72 و 27 / 279 ح 5 ، وفي الإكمال : 2 / 415 ح 7 عن أبيه وعنه في البحار : 48 / 16 ح 10 و 52 / 148 ذ ح 72 .
وأخرجه في البحار : 48 / 16 ح 9 عن إعلام الورى : ص 297 والكافي : 1 / 309 ح 7 وفي البحار : 48 / 16 ح 11 عن إرشاد المفيد : ص 325 .

الامامة والتبصرة من الحيرة _ 125 _

  123 ـ عبد الله بن جعفر الحميري، عن أيوب بن نوح ، عن محمد بن أبي عمير ، عن جميل بن دراج ، عن زرارة قال : قال أبو عبد الله ( عليه السلام ) :
  يأتي على الناس زمان يغيب عنهم إمامهم .
  فقلت له : ما يصنع الناس في ذلك الزمان ؟
  قال : يتمسكون بالأمر الذي هم عليه حتى يتبين لهم (1) .
  124 ـ سعد بن عبد الله، قال : حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى ، عن موسى ابن القاسم ، عن معاوية بن وهب البجلي ، وأبي قتادة علي بن محمد بن حفص ، عن علي بن جعفر ، عن أخيه موسى بن جعفر ( عليهما السلام ) ، قال :
  قلت : ما تأويل قول الله عز وجل : ( قل أرأيتم إن أصبح ماؤكم غورا فمن يأتيكم بماء معين ) (2) .
  فقال : إذا فقدتم إمامكم فلم تروه ، فماذا تصنعون ؟ (3).
  125 ـ سعد والحميري وابن إدريس ، قالوا : حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى ومحمد بن الحسين بن أبي الخطاب ومحمد بن عبد الجبار ، وعبد الله بن عامر ابن سعد الأشعري ، عن عبد الرحمن بن أبي نجران ، عن محمد بن المساور ، عن المفضل ابن عمر الجعفي ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) ، قال :
  سمعته يقول : إياكم والتنويه ، أما والله ليغيبن إمامكم سنينا من دهركم ، ولتمحصن حتى يقال : ( مات أو هلك ، بأي واد سلك ) ، ولتدمعن عليه عيون المؤمنين ، ولتكفأن كما تكفأ السفن في أمواج البحر ، ولا ينجو إلا من أخذ الله ميثاقه ، وكتب في قلبه الإيمان وأيده بروح منه .

---------------------------
(1) رواه في الإكمال : 2 / 350 ح 44 عن أبيه وعنه في البحار : 52 / 149 ح 75 .
(2) آية 30 سورة الملك : 67 .
(3) رواه الصدوق في الإكمال : 2 / 360 ح 3 عن أبيه وعنه في البحار : 51 / 151 ح 5 ، وأخرجه في البحار :
24 / 100 ح 2 عن غيبة الطوسي : ص 101 بإسناده : عن علي بن جعفر عن أخيه موسى ( عليهم السلام ) .