الفهرس العام

(17) باب إمامة أبي الحسن علي بن موسى ( عليه السلام )


(18) باب في أن من مات وليس له إمام مات ميتة جاهلية (1)
(19) باب معرفة الإمام انتهاء (1) الأمر إليه بعد مضي الأول (1)
(20) باب ما يلزم الناس عند مضي الإمام ( عليه السلام )
(21) باب في من أنكر واحدا من الأئمة ( عليهم السلام ) (1)
(22) باب من أشرك مع إمام هدى إماما ليس من الله تعالى
(23) باب النوادر
(24) باب إمامة أبي جعفر محمد بن علي الجواد وأبي الحسن علي الهادي
(25) باب إمامة أبي محمد الحسن بن علي العسكري ( عليه السلام )


  67 ـ أحمد بن إدريس ، عن أحمد بن محمد ، عن العباس بن النجاشي الأسدي ، قال :
  قلت للرضا ( عليه السلام ) : أنت صاحب هذا الأمر ؟
  قال : إي ـ والله ـ على الإنس والجن (1) .
  68 ـ محمد بن يحيى ، عن محمد بن أحمد بن يحيى ، عن عبد الله بن محمد الشامي ، عن الحسن بن موسى، عن علي بن أسباط ، عن الحسن مولى أبي عبد الله، عن أبي الحكم ، عن عبد الله بن إبراهيم الجعفري (2) عن يزيد بن سليط الزيدي، قال (3):
  لقينا أبا عبد الله ( عليه السلام ) في طريق مكة ، ونحن جماعة ، فقلت له :
  بأبي أنت وأمي ، أنتم الأئمة المطهرون ، والموت لا يعرى منه أحد فأحدث إلي

---------------------------
(1) أثبته في بحار الأنوار (ج 49 ص 106 / 35) نقلا عن كتاب ( الإمامة والتبصرة ، لعلي بن بابويه ) ( عن أحمد بن إدريس ) .
ورواه الصدوق في العيون (1 / 21) عن أبيه (المؤلف) مثله ، لكن لم يرد في ما أورده الصدوق في العيون ، ذكر كلمة (بن) بين النجاشي وكلمة العباس .
(2) في الكافي : قال أبو الحكم : وأخبرني عبد الله بن محمد بن عمارة الجرمي ، عن يزيد بن سليط .
(3) في الكافي : عن يزيد بن سليط ، قال : لقيت أبا إبراهيم ( عليه السلام ) ، ونحن نريد العمرة ـ في بعض الطريق، فقلت : جعلت فداك هل تثبت هذا الموضع الذي نحن فيه ؟
قال : نعم ، فهل تثبته أنت ؟ قلت : نعم ، إني أنا وأبي لقيناك هاهنا وأنت مع أبي عبد الله ( عليه السلام ) ومعه إخوتك ، فقال له أبي : بأبي أنت وأمي ، أنتم كلكم أئمة مطهرون والموت لا يعرى منه أحد ، فأحدث إلي شيئا أحدث به من يخلفني من بعدي فلا يضل ، قال : نعم يا أبا عبد الله، هؤلاء ولدي ، وهذا سيدهم ـ وأشار إليك ـ وقد علم الحكم والفهم... الخ.

الامامة والتبصرة من الحيرة _ 78 _

  شيئا ألقيه إلى من يخلفني .
  فقال لي : نعم هؤلاء ولدي ، وهذا سيدهم ـ وأشار إلى موسى ( عليه السلام ) ابنه ـ ، وفيه علم الحكم ، والفهم ، والسخاء ، والمعرفة بما يحتاج الناس إليه فيما اختلفوا ـ من أمر دينهم ـ ، وفيه حسن الخلق ، وحسن الجوار ، وهو باب من أبواب الله، وفيه أخرى هي خير من هذا كله .
  فقال أبي : ما هي بأبي أنت وأمي ؟
  قال : يخرج الله منه غوث هذه الأمة وغياثها ، وعلمها ، ونورها ، وفهمها ، و حكمتها، خير مولود ، خير ناشئ ، يحقن الله به الدماء ، ويصلح به ذات البين ، ويلم به الشعث، ويشعب به الصدع ، ويكسو به العاري ، ويشبع به الجائع ، ويؤمن به الخائف ، وينزل به القطر، ويؤمن به العباد (1).
  خير كهل ، وخير ناشئ ، تسر (2) به عشيرته قبل أوان حلمه ، قوله حكم ، وصمته علم، يبين للناس ما يختلفون فيه.
  قال : فقال أبي : بأبي أنت ولد بعد ؟ (3).
  قال : نعم .
  ثم قطع الكلام (4).
  قال يزيد : ثم لقيت أبا الحسن ( عليه السلام ) بعد ، فقلت له :
  بأبي أنت وأمي ، إني أريد أن تخبرني بمثل ما أخبرني به أبوك.
  قال : فقال : كان أبي في زمن ليس هذا زمانه .
  قال يزيد : فقلت : من يرض (5) منك بهذا ، فعليه لعنة الله!
  قال : فضحك ، ثم قال : أخبرك يا با عمارة : إني خرجت من منزلي ،

---------------------------
(1) في العيون : ويأتمر له العباد .
(2) في العيون : يبشر ، وفي الكافي : يسود عشيرته من قبل ...
(3) في العيون : فيكون له ولده بعده .
(4) في الكافي : قال يزيد : فجاءنا من لم نستطيع معه كلاما .
(5) كذا في (ب) وكان (أ) : من لم يرض ، وفي الكافي والعيون : فمن يرضى .

الامامة والتبصرة من الحيرة _ 79 _

  فأوصيت بالظاهر إلى بني ، وأشركتهم مع علي ابني ، وأفردته بوصيتي في الباطن .
  ولقد رأيت رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في المنام ، وأمير المؤمنين ( عليه السلام ) معه ، ومعه خاتم وسيف وعصا وكتاب وعمامة .
  قلت له : ما هذا ؟
  فقال : أما العمامة: فسلطان الله.
  وأما السيف : فعزة الله.
  وأما الكتاب : فنور الله.
  وأما العصا : فقوة الله.
  وأما الخاتم : فجامع هذه الأمور .
  ثم قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : والأمر يخرج إلى علي ـ ( عليه السلام ) ـ ابنك .
  قال : ثم قال : يا يزيد ، إنها وديعة عندك ، فلا تخبرها (1) إلا عاقلا ، أو عبدا امتحن الله قلبه ، أو صادقا ، ولا تكفر (2) نعم الله.
  وإن سئلت عن الشهادة ، فأدها ، فإن الله ـ تبارك وتعالى ـ يقول : ( إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها ) (3) وقال : ( ومن أظلم ممن كتم شهادة عنده من الله ) ، (4) فقلت : والله ما كنت لأفعل ذلك أبدا.
  قال : ثم قال أبو الحسن ( عليه السلام ): ثم وصفه لي رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، فقال : علي ابنك الذي ينظر (5) بنور الله، ويسمع بفهمه (6) وينطق بحكمته ،

---------------------------
(1) في العيون : فلا تخبر بها .
(2) وردت هذه الكلمة في (أ) بتشديد الفاء .
(3) الآية (58) من سورة النساء 4 .
(4) الآية (140) من سورة البقرة 2 .
(5) كذا في العيون ، وكان في النسختين : ينطق .
(6) في العيون : بتفهيمه .

الامامة والتبصرة من الحيرة _ 80 _

  يصيب فلا يخطئ ، ويعلم فلا يجهل ، يعلم (1) حكما وعلما .
  وما أقل مقامك معه ، إنما هو شئ كأن لم يكن (2) ، فإذا رجعت من سفرك ، فأوص وأصلح أمرك ، وافرغ مما أردت ، فإنك منتقل عنه ومجاور غيره (3) فاجمع ولدك ، وأشهد الله عليهم جميعا ، وكفى بالله شهيدا .
  ثم قال : يا يزيد ، إني أؤخذ في هذه السنة ، والأمر إلى ابني علي ، سمي علي وعلي :
  أما علي الأول: فعلي بن أبي طالب .
  وأما علي الآخر : فعلي بن الحسين.
  أعطي فهم الأول، وحكمته ، وبصره ووده ، ودينه ومحنة الآخر ، وصبره على ما يكره .
  وليس له أن يتكلم إلا بعد هارون بأربع سنين ، فإذا مضت أربع سنين ، فاسأله عما شئت يجبك ، إن شاء الله تعالى ، (4) ثم قال : يا يزيد ، فإذا مررت بهذا الموضع ، ولقيته ، وستلقاه ، فبشره : أنه سيولد له غلام أمره ميمون (5) مبارك .
  وسيعلمك : أنك لقيتني ، فأخبره عند ذلك : أن الجارية التي يكون منها هذا الغلام جارية من أهل بيت مارية القبطية ، جارية رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، وإن قدرت أن تبلغها عني السلام فافعل ذلك .
  قال يزيد : فلقيت بعد مضي أبي إبراهيم ـ عليا ( عليه السلام ) ـ ، فبدأني ، فقال لي : يا يزيد ، ما تقول في العمرة ؟

---------------------------
(1) في العيون: قد ملئ حلما وعلما .
(2) من هنا يبدأ النقص الأول في نسخة (ب) ، وقد ترك له في المصورة أكثر من سبع صفحات من (57) إلى (65) ، وانظر ما كتبناه في المقدمة بعنوان : عملنا في التحقيق .
(3) كتب فوق كلمتي (عنه وغيره) : عنهم وغيرهم ، عن نسخة ، ولاحظ الكافي .
(4) إلى هنا ينتهي الحديث في العيون .
(5) كتب في الهامش : وأميره مأمون .

الامامة والتبصرة من الحيرة _ 81 _

  فقلت : فداك أبي وأمي ، ذلك إليك ، وما عندي نفقة .
  فقال : سبحان الله، ما كنا نكلفك ولا نكفيك .
  فخرجنا حتى إذا انتهينا إلى ذلك الموضع، ابتدأني فقال : يا يزيد ، إن هذا الموضع لكثيرا ما لقيت فيه خيرا ، فقلت : نعم ، ثم قصصت عليه الخبر .
  فقال لي : أما الجارية فلم تجئ بعد ، فإذا دخلت أبلغتها منك السلام .
  فانطلقت (1) إلى مكة واشتراها في تلك السنة ، فلم تلبث إلا قليلا حتى حملت ، فولدت ذلك الغلام .
  قال يزيد : وإن كان إخوة علي يرجون أن يرثوه (2) فعادوني من غير ذنب .
  فقال لهم إسحاق بن جعفر : والله، لقد رأيته (3) وإنه ليقعد من أبي إبراهيم ( عليه السلام ) المجلس الذي لا أجلس فيه أنا (4) .

---------------------------
(1) كذا في الأصل ، ولكن في الكافي ، فانطلقنا .
(2) كذا في الكافي ، وكان في الأصل : يرشوه ، بالشين .
(3) كذا في الكافي ، وكان في الأصل : رأيت .
(4) من هنا يبدأ النقص الأول في نسخة (أ) وقد ترك له مقدار سطر واحد فقط .
والحديث نقله المجلسي في البحار (ج 50 ص 28) عن كتابنا هذا ، ورواه الصدوق في العيون (1 / 19) عن أبيه (المؤلف) وابن الوليد وابن المتوكل والعطار وابن ماجيلويه ، جميعا عن محمد بن يحيى العطار إلى قوله ( عليه السلام ) : (إلا بعد هارون بأربع سنين) وفيه : الحسين مولى أبي عبد الله بدل الحسن، ونقله عنه في البحار (ج 48 ص 12) و (ج 49 ص 11) ورواه في في الكافي (1 / 313) عن أحمد بن مهران عن محمد بن علي ، عن (أبي الحكم) الأرمني [ وقطعة منه في إرشاد المفيد (ص 344) وغيبة الطوسي (ص 27) ] وعنه وعن ابن بابويه في إعلام الورى (ص 317) وفي البحار (ج 50 ص 25 ح 17) عن الإعلام .
أقول:
وفي باب إمامة الرضا ( عليه السلام ) وردت رواية بطريق المؤلف نوردها هنا حتى لا تفوتنا فيما لو كانت ساقطة ضمن النقص الحاصل : روى المؤلف ، عن سعد بن عبد الله، عن محمد بن عيسى ، قال : حدثني جماعة من أصحابنا ، عن بكر بن موسى الساباطي قال : كنت عند أبي إبراهيم ( عليه السلام ) ، فقال : إن جعفرا كان يقول :
سعد من لم يمت حتى يرى خلفه من نفسه ، ثم أومى بيده إلى ابنه علي ، فقال : وقد أراني الله خلفي من نفسي ، أورده الخزاز في كفاية الأثر (ص 269) نقلا عن الصدوق عن أبيه.

الامامة والتبصرة من الحيرة _ 82 _

(18) باب في أن من مات وليس له إمام مات ميتة جاهلية (1)

  69 ـ ... الحذاء (2) قال :
  سمعت أبا جعفر ( عليه السلام ) ، يقول :
  من مات لا يعرف إمامه، مات ميتة جاهلية كفر ونفاق وضلال .
  70 ـ وعنه ، عن محمد بن عيسى ، عن الحسن بن علي بن فضال ، عن أبي جميلة ، عن أبي بكر الحضرمي :

---------------------------
(1) هذا العنوان هو المناسب للأحاديث التالية برقم (69 و 70 و 71) وقد أدرج الكليني ما ورد بمضمونها تحت هذا العنوان أيضا ، كما فعل صاحب بحار الأنوار كذلك ، ولاحظ ما ذكرناه في المقدمة عن ( النقص في الكتاب ) .
(2) بهذه الكلمة تبدأ النسختان بعد النقص الذي وقع فيهما .
ونجد رواية الحذاء لهذا الحديث ضمن ما وقع له مع سالم بن أبي حفصة فيما رواه سعد بن عبد الله ( شيخ المؤلف ) في مختصر البصائر (ص 60) : عن أحمد بن محمد بن عيسى ، ومحمد بن عبد الجبار ، عن محمد بن خالد البرقي ، عن فضالة بن أيوب ، عن فضيل بن عثمان ، عن أبي عبيدة الحذاء ، وفيه (ص 61) عن يعقوب ابن يزيد ، عن محمد بن أبي عمير ، عن منصور بن يونس، عن فضيل الأعور ، عن أبي عبيدة الحذاء .
ورواه بالسند الثاني الصفار في البصائر (ص 259 و 510) وبالسند الأول في ص 509 ونقله عنه في البحار (23 ص 53 و 85) و (26 ص 176) .
وكذا رواه الكشي (ص 235 رقم 428) وعنه في البحار (ج 23 ص 80) ، وقد روى الصدوق في الإكمال (ص 412) عن أبيه المؤلف ، وابن الوليد ، عن سعد ، عن اليقطيني عن الحسن بن علي بن فضال ، عن ثعلبة ابن ميمون ، عن محمد بن مروان ، عن الفضيل بن يسار ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) ، قال :
من مات وليس له إمام مات ميتة جاهلية ، ولا يعذر الناس حتى يعرفوا إمامهم .
ونقله في البحار (ج 23 ص 88).

الامامة والتبصرة من الحيرة _ 83 _

  عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) ، قال :
  من مات وليس له إمام ، مات ميتة جاهلية (1).
  71 ـ وعنه ، عن محمد بن عيسى ، عن الحسن بن محبوب ، عن أبي سعيد المكاري ، عن عمار :
  عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) :
  قال : سمعته يقول : من مات وليس له إمام ، مات ميتة جاهلية كفر وشرك وضلال (2) .

---------------------------
(1) لم نعثر له على مصدر تخريج .
(2) رواه الصدوق عن أبيه (المؤلف) وابن الوليد، وابن المتوكل عن سعد والحميري ، جميعا ، عن ( محمد بن عيسى ) بسنده في إكمال الدين (ج 1 ص 412) ونقله في البحار (72 ص 134) .

الامامة والتبصرة من الحيرة _ 84 _

(19) باب معرفة الإمام انتهاء (1) الأمر إليه بعد مضي الأول

  72 ـ محمد بن يحيى ، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب ، عن علي بن أسباط:
  عن بعض أصحاب (2) أبي عبد الله ( عليه السلام ) ، قال : قلت : الإمام متى (3) يعرف إمامته ، وينتهي الأمر إليه ؟
  قال : آخر دقيقة من حياة الأول (4) .
  73 ـ علي بن إبراهيم بن هاشم ، عن أبيه عن محمد بن أبي عمير ، عن حفص بن البختري :
  عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) :

---------------------------
(1) هذا هو الظاهر ، وكان في النسختين : وانتهاء .
(2) في الكافي والبصائر : عن بعض أصحابه ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) .
(3) كذا في الكافي ، وكان في النسختين: شئ بدل متى ، لكن في هامش (أ) : (متى) ظ .
(4) رواه الصفار في البصائر (ص 477 و 478) بأسانيد :
(1) عن يعقوب بن يزيد ، عن ( ابن أسباط ) عن بعض أصحابه .
(2) عن ( محمد بن الحسين بن أبي الخطاب ) عن ( ابن أسباط ) ، عن الحكم بن مسكين ، عن عبيد بن زرارة و جماعة معه ، قالوا : سمعنا أبا عبد الله ( عليه السلام ) .
(3) عن أحمد بن محمد ، عن الأهوازي ، عن ( ابن أسباط ) عن الحكم بن مسكين عن بعض أصحابه ، قال :
( قلت لأبي عبد الله ) ونقلها عنه في البحار (ج 27 ص 294) ورواها الكليني في الكافي (1 / 274 و 275 ح 1 و 2 و 3) عن (محمد بن يحيى) بسنده ، إلا أن فيه : ابن أبي الخطاب ، عن يعقوب بن يزيد ، عن ابن أسباط .

الامامة والتبصرة من الحيرة _ 85 _

  قال : قلت له : إذا مضى الإمام ، يعلم الذي يكون من بعده ، أنه قد مضى ؟
  فقال : نعم (1) .
  74 ـ محمد بن موسى ، عن محمد بن قتيبة ، عن مؤدب كان لأبي جعفر ( عليه السلام ) ، أنه قال :
  كان بين يدي يوما يقرأ في اللوح ، إذ رمى اللوح من يده ، وقام فزعا ، وهو يقول : إنا لله وإنا إليه راجعون ، مضى ـ والله ـ أبي ( عليه السلام ) .
  فقلت : من أين علمت ؟
  قال : دخلني من إجلال الله وعظمته شئ لم أعهده .
  فقلت : وقد مضى ؟!
  فقال : دع عنك ذا ، إئذن لي أن أدخل البيت وأخرج إليك ، واستعرضني أي القرآن شئت ، أف لك بحفظه .
  فدخل البيت ، فقمت ، ودخلت في طلبه ، إشفاقا مني عليه ، فسألت عنه ، فقيل : دخل هذا البيت ورد الباب دونه ، وقال : لا تؤذنوا (2) علي أحدا حتى (3) أخرج إليكم .
  فخرج مغبرا ، وهو يقول : إنا لله وإنا إليه راجعون ، مضى ـ والله ـ أبي .
  فقلت : جعلت فداك ، وقد مضى ؟
  فقال : نعم ووليت غسله وتكفينه ، وما كان ذلك ليلي منه غيري .
  ثم قال لي : دع عنك هذا ، استعرضني أي القرآن شئت ، أف لك بحفظه .
  فقلت : الأعراف .
  فاستعاذ بالله من الشيطان الرجيم ، ثم قرأ : بسم الله الرحمن الرحيم:
  ( وإذ نتقنا الجبل فوقهم كأنه ظلة وظنوا أنه واقع بهم ) (4).

---------------------------
(1) لم نعثر له على مصدر تخريج .
(2) كذا رسمت الكلمة في النسختين .
(3) كلمة حتى لم ترد في (ب) ورسم فوقها الحرف (ظ) في (أ) .
(4) الآية (171) من سورة الأعراف 7 .

الامامة والتبصرة من الحيرة _ 86 _

  فقلت : ( المص ) (1) فقال : هذا أول السورة ، وهذا ناسخ ، وهذا منسوخ ، وهذا محكم ، وهذا متشابه ، وهذا خاص ، وهذا عام ، وهذا ما غلط به الكتاب ، وهذا ما اشتبه على الناس (2) .

---------------------------
(1) أول سورة الأعراف 7 .
(2) لم نعثر له على مصدر تخريج بهذا السند ، لكن روى المسعودي في إثبات الوصية (ص 221) عن الحميري ، عن محمد بن عيسى عن الحسين بن قارون عن رجل ذكر أنه كان رضيع أبي جعفر ، قال : بينا أبو الحسن جالسا في الكتاب ، وكان مؤدبه رجلا كرخيا من أهل بغداد يكنى أبا زكريا ( إلى آخره ) وأورد قريبا من حديثنا ، ومثله في بصائر الصفار (ص 467) ورواه عن الصفار في البحار (ج 27 ص 291) وانظر (ج 50 ص 2) .

الامامة والتبصرة من الحيرة _ 87 _

(20) باب ما يلزم الناس عند مضي الإمام ( عليه السلام )

  75 ـ عبد الله بن جعفر الحميري ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن البرقي والحسين بن سعيد جميعا :
  عن النضر بن سويد ، عن يحيى الحلبي ، عن بريد بن معاوية ، عن محمد بن مسلم ، قال :
  قلت لأبي عبد الله ( عليه السلام ): أصلحك الله، بلغنا شكواك ، فأشفقنا ، فلو أعلمتنا : من بعدك ؟
  فقال : إن عليا ( عليه السلام ) كان عالما ، والعلم يتوارث ، ولا يهلك عالم إلا بقي من بعده من يعلم مثل علمه أو ما شاء الله.
  قلت : أفيسع الناس (1) ـ إذا مات العالم ـ أن لا يعرفوا الذي بعده ؟!
  فقال : أما أهل البلدة (2) فلا ، ـ يعني المدينة ـ وأما غيرهم من البلدان فقدر مسيرهم ، إن الله يقول :
  ( فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم ، لعلهم يحذرون ) (3) .
  قال : قلت : أرأيت من مات في ذلك ؟ (4) .

---------------------------
(1) كذا في (ب) والعلل ، وكان في (أ) : أيتسع .
(2) في العلل : أهل هذه البلدة .
(3) الآية (122) من سورة التوبة 9 .
(4) في العلل: في طلب ذلك .

الامامة والتبصرة من الحيرة _ 88 _

  فقال : هو (1) بمنزلة : ( من يخرج من بيته مهاجرا إلى الله ورسوله ثم يدركه الموت ، فقد وقع أجره على الله ) (2).
  قال : قلت : فإذا قدموا ، بأي شئ يعرفون صاحبهم ؟
  قال : يعطى السكينة والوقار والهيبة (3) .
  76 ـ وعنه ، عن علي بن إسماعيل ، وعبد الله بن محمد بن عيسى ، عن صفوان بن يحيى ، عن يعقوب بن شعيب ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) ، قال : قلت له : إذا هلك الإمام ، فبلغ قوما بحضرتهم ؟ (4).
  قال : يخرجون في الطلب ، ( فإنهم لا يزالون في عذر ما داموا في الطلب ) (5) .
  قلت : يخرجون كلهم ، أو يكفيهم أن يخرج بعضهم ؟
  ( قال ) (6) : إن الله عز وجل يقول :
  ( فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ، ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم، لعلهم يحذرون ) (7).
  قال : فهؤلاء المقيمون في سعة ، حتى يرجع إليهم أصحابهم (8).

---------------------------
(1) كلمة (هو) وردت في نقل الكافي للرواية .
(2) أنظر الآية (100) من سورة النساء 4 .
(3) رواه الصدوق في العلل (ص 591) عن أبيه (المؤلف) مثله ، ونقله في البحار (27 / 259) ، ورواه الكليني في الكافي (ج 1 ص 379) عن محمد بن يحيى ، عن (أحمد بن محمد بن عيسى) مثله ، وفي البرهان (2 / 171) عن العلل والكافي .
وقطعة منه من قوله : إن عليا ( عليه السلام ) كان عالما... إلى قوله : مثل علمه أو ما شاء الله، وردت في عدة مصادر بعدة أسانيد ، لاحظ منها : مختصر البصائر (ص 62) ، والكافي (1 / 221) ، والإكمال (ص 223) وانظر البحار (ج 23 ص 39) .
(4) في علل الشرائع : فبلغ قوما ليس بحضرتهم ، وفي نسخة منه : ليسوا بحضرته .
(5) ما بين المعقوفين زيادة وردت في العلل ، والكافي .
(6) كلمة ( قال ) وردت هنا في العلل .
(7) الآية (122) من سورة التوبة 9 .
(8) رواه الصدوق في العلل (ص 591) عن أبيه (المؤلف) مثله ، وعنه في البحار (27 / 259) والبرهان (2 / 172) .
وروى الكليني في الكافي (ج 1 ص 378) عن محمد بن يحيى ، عن محمد بن الحسين ، عن (صفوان) عن ( يعقوب بن شعيب ) قال : قلت لأبي عبد الله ( عليه السلام ) : إذا حدث على الإمام حدث ، كيف يصنع الناس ؟
قال : أين قول الله عز وجل : ( فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ، ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون ) ؟ هم في عذر ما داموا في الطلب ، وهؤلاء الذين ينتظرونهم في عذر حتى يرجع إليهم أصحابهم.

الامامة والتبصرة من الحيرة _ 89 _

  77 ـ وعنه ، عن محمد بن عبد الجبار ، عمن ذكره ، عن يونس بن يعقوب ، عن عبد الأعلى ، قال :
  قلت لأبي عبد الله ( عليه السلام ):
  إن بلغنا وفاة الإمام ، كيف نصنع ؟
  قال : عليكم النفير ، قلت : النفير جميعا ؟
  قال : إن الله يقول :
  ( فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ) الآية (1) قلت : نفرنا ، فمات بعضهم في الطريق ؟
  قال : فقال : إن الله يقول :
  ( ومن يخرج (2) من بيته مهاجرا (3) إلى الله ورسوله ثم يدركه الموت فقد وقع أجره على الله ) (4).

---------------------------
(1) من هنا يبدأ النقص الثاني في نسخة (أ) وقد ترك له مقدار سطرين كاملين فقط .
(2) من هنا يبدأ النقص الثاني في نسخة (ب) وقد ترك له أكثر من أربع صفحات من أواخر ص (68) إلى أول ص (73) .
(3) الزيادة من رواية العلل ، والآية (100) من سورة النساء 4 .
(4) رواه في العلل (ص 591) عن أبيه (المؤلف) مثله ، لكن في سنده الحميري ومحمد بن عبد الله بن جعفر ، فلاحظه نقله عنه في البحار (27 / 296) والبرهان (2 / 172).
وقد وردت عدة روايات عن (عبد الأعلى) ورد فيها مثل هذا السؤال. فلاحظ تفسير العياشي (ج 2 ص 118) والبحار (ج 27 ص 296) .
وراجع الكافي (1 / 378) في حديث طويل .

الامامة والتبصرة من الحيرة _ 90 _

(21) باب في من أنكر واحدا من الأئمة ( عليهم السلام ) (1)

  78 ـ سعد بن عبد الله، عن محمد بن عيسى ، عن إسماعيل بن مهران عن محمد بن سعيد ، عن أبان بن تغلب ، قال :
  قلت لأبي عبد الله ( عليه السلام ) : من عرف الأئمة ولم يعرف الإمام الذي في زمانه ، أمؤمن هو ؟
  قال : لا ، قلت : أمسلم ؟
  قال : مسلم (2) .
  79 ـ وعنه (3) عن محمد بن عيسى، عن صفوان بن يحيى ، عن ابن مسكان :
  عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) ، قال :
  من أنكر واحدا من الأحياء ، فقد أنكر الأموات (4) .

---------------------------
(1) هذا العنوان غير موجود في المخطوطتين ، وإنما وضعناه لمناسبته للحديثين التاليين : (78 و 79) .
(2) وهذا الحديث سندا ومتنا أورده الصدوق ( ابن المؤلف ) في كتابه ( إكمال الدين ) بروايته عن أبيه (المؤلف) ، عن سعد ، إلى آخر ما أثبتنا من السند والمتن ولم يرد في النسختين من هذا الحديث سوى قوله :
أمسلم ؟
قال : مسلم .
وقد ورد الذيل في الإكمال هكذا : أمسلم هو ؟ قال : نعم .
فلاحظ إكمال الدين (2 / 410) وعنه البحار (23 / ص 96) وإثبات الهداة (1 / 219) .
(3) أشرنا في التعليقة على الحديث رقم (78) أن في النسختين بياضا والظاهر أن الضمير هنا يرجع إلى سعد ابن عبد الله للسند المذكور في الرواية السابقة ، وسند هذه الرواية ـ نفسها ـ في كتاب الإكمال .
(4) رواه الصدوق في الإكمال (ج 2 ص 410) عن أبيه (المؤلف) عن سعد ونقله في البحار (ج 23 ص 95) وإثبات الهداة (1 / 219) .
ورواه في الكافي (1 / 373) عن الحسين بن محمد ، عن المعلى بن محمد عن محمد بن جمهور عن (صفوان) عن ابن مسكان قال : سألت الشيخ عن الأئمة ( عليهم السلام ) ؟
قال : من أنكر...
ونقله عن (الكليني) النعماني في الغيبة (ص 130) والعاملي في الإثبات (1 / 167) وروى النعماني (ص 129) بسنده عن حمران بن أعين قال : سألت أبا عبد الله ( عليه السلام ) عن الأئمة فقال : وأورد مثله ونقله في البحار .

الامامة والتبصرة من الحيرة _ 91 _

(22) باب من أشرك مع إمام هدى إماما ليس من الله تعالى

  80 ـ محمد بن يحيى ، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب ، عن محمد بن سنان ، عن طلحة بن زيد : عن جعفر ، عن أبيه ( عليهما السلام ) ، قال :
  من أشرك مع إمام ـ إمامته من عند الله ـ من ليس إمامته من عند الله كان مشركا بالله (1) .

---------------------------
(1) رواه الكليني في الكافي (1 / 373) مثله سندا ومتنا ، إلا أنه ليس فيه (عن أبيه ( عليه السلام ) وبدل كلمة ليس ، في الكافي : ليست .
ورواه النعماني في الغيبة (ص 130) عن الكليني ، لكن فيه : ابن سنان ، عن بعض رجاله ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) ، ونقله في البحار (ج 23 ص 78) عنهما .

الامامة والتبصرة من الحيرة _ 92 _

(23) باب النوادر

  81 ـ عبد الله بن جعفر الحميري ، عن محمد بن عبد الحميد ، عن منصور بن يونس ، عن عبد الرحمان بن سليمان ، عن أبيه:
  عن أبي جعفر ( عليه السلام ) :
  عن الحارث بن نوفل :
  قال : قال علي ( عليه السلام ) لرسول الله (1) : يا رسول الله، أمنا الهداة؟ أو من غيرنا ؟
  قال: بل منا الهداة إلى يوم القيامة ، بنا استنقذهم الله من ضلالة الشرك ، وبنا استنقذهم الله من ضلالة الفتنة ، وبنا يصبحون إخوانا بعد ضلالة الفتنة ، كما أصبحوا إخوانا بعد ضلالة الشرك، وبنا يختم الله، كما بنا فتح الله (2).
  82 ـ وعنه ، عن محمد بن عيسى ، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع ، عن منصور بن يونس ، عن جليس له (3) ، عن أبي حمزة :
  عن أبي جعفر ( عليه السلام ) : قال : قلت له : قول الله تعالى :
  ( كل شئ هالك إلا وجهه ) (4)؟
  قال : يا فلان ، فيهلك كل شئ ، ويبقى الوجه ؟! الله أعظم من أن يوصف (5)

---------------------------
(1) كذا في الإكمال ، وكان في النسختين : قال : قال لي علي يا رسول الله.
(2) رواه الصدوق في الإكمال (ج 1 ص 230) عن أبيه (المؤلف) وابن الوليد عن الحميري بسنده ، باختلاف يسير ، وعنه في البحار (23 ص 42) والإثبات (2 / 365) .
(3) في التوحيد والمعاني والمحاسن : عن جليس لأبي حمزة ، وأضاف في المحاسن : الثمالي .
(4) الآية (88) من سورة القصص 28 .
(5) في التوحيد والمعاني : أن يوصف بالوجه .

الامامة والتبصرة من الحيرة _ 93 _

  ولكن معناها : كل شئ هالك إلا دينه ، ونحن (1) الوجه الذي يؤتى الله منه (2) لن يزال في عباد الله ما كانت له فيهم روية (3) فإذا لم تكن فيهم روية ، رفعنا ، فصنع ما أحب (4) .
  83 ـ وعنه ، عن محمد بن (5) عمرو الكاتب ، عن علي بن محمد الصيمري ، عن علي بن مهزيار :
  قال : كتبت إلى أبي الحسن : (صاحب العسكر) (6) ( عليه السلام ) : أسأله عن الفرج ؟
  فكتب (7) :
  إذا غاب صاحبكم عن دار الظالمين ، فتوقعوا الفرج (8).
  84 ـ وعنه ، عن محمد بن عيسى ، عن سليمان بن داود ، عن أبي بصير ، قال : سمعت أبا جعفر ( عليه السلام ) يقول :

---------------------------
(1) كلمة (نحن) لم ترد في التوحيد والمعاني والمحاسن .
(2) هنا ينتهي الحديث في التوحيد والمعاني والمحاسن .
(3) في الإكمال والبصائر (ح 3) إضافة ما يلي : قلت : وما الروية ؟ قال : الحاجة .
(4) رواه الصدوق في التوحيد (ص 149) والمعاني (ص 12) عن أبيه (المؤلف) عن (سعد) عن أحمد بن محمد بن عيسى ، وفي الإكمال (1 / 231) عن العطار عن (سعد) مثله ، ونقله عن هذه الكتب في البحار (ج 4 ص 5) و (ج 24 ص 200)، ورواه الصفار في البصائر (ص 66) عن أحمد بن محمد ، عن الحسين بن سعيد ، عن ( محمد بن إسماعيل ) وليس فيه : عن جليس له ، وفي (ص 65) عن ابن يزيد ، عن ابن أبي عمير ، عن (منصور) مثله ، ورواه البرقي في المحاسن (1 / 218) عن ( محمد بن إسماعيل بن بزيع ) مثله ، ونقله عنه في البحار (ج 68 ص 96) وانظر البرهان (3 / 241) ، وسيأتي حديث بمعناه ـ ذيلا ـ في المستدرك برقم (36) .
(5) في الإكمال : عمر .
(6) ما بين المعقوفين ، ورد في الإكمال وإثبات الوصية .
(7) في إثبات الوصية : فوقع .
(8) رواه في البحار (ج 52 ص 150) عن كتابنا هذا بقوله : عن عبد الله بن جعفر الحميري... ورواه الصدوق في الإكمال (ج 1 ص 380) عن أبيه (المؤلف) عن سعد ، مثله ، وأورده بعده مباشرة : عن أبيه (المؤلف) عن سعد ، عن إبراهيم بن مهزيار ، عن أخيه علي ، عن ( علي بن محمد بن زياد ) قال : كتبت ... وأورد مثله ، ونقله عنه في البحار (ج 52 ص 150) وإثبات الهداة (ج 6 ص 422) .
ورواه المسعودي في إثبات الوصية (ص 259) عن ( علي بن محمد بن زياد الصيمري ) .

الامامة والتبصرة من الحيرة _ 94 _

  في صاحب هذا الأمر أربعة سنن من أربعة أنبياء :
  سنة من موسى ، وسنة من عيسى ، وسنة من يوسف ، وسنة من محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) :
  فأما من موسى : فخائف يترقب ، وأما من يوسف : فالسجن (1) ، وأما من عيسى : فقيل : إنه مات ، ولم يمت ، وأما من محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : فالسيف (2) .
  85 ـ محمد بن يحيى ، عن محمد بن أحمد، عمن ذكره ، عن صفوان بن يحيى ، عن معاوية بن عمار ، عن أبي عبيدة الحذاء : قال : سألت أبا جعفر ( عليه السلام ) عن هذا الأمر ، متى يكون ؟
  قال : إن كنتم تؤملون أن يجيئكم من وجه ، ثم جاءكم من وجه فلا تنكرونه (3) .
  86 ـ محمد بن يحيى ، وأحمد بن إدريس ، عن محمد بن أحمد ، عمن ذكره ، عن محمد بن الفضيل ، عن إسحاق بن عمار ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) ، قال :
  كان في بني إسرائيل نبي وعده الله أن ينصره إلى خمس عشرة ليلة ، فأخبر بذلك قومه .
  فقالوا : والله إذا كان ، ليفعلن وليفعلن .
  فأخره الله إلى خمس عشرة سنة .

---------------------------
(1) في غيبة الطوسي : فالغيبة ، وفي بعض نسخ الإكمال : فالحبس بدل : السجن.
(2) رواه البحار (ج 51 ص 217) عن كتابنا هذا ، عن عبد الله بن جعفر بن الحميري ، ورواه الصدوق في الإكمال (ج 1 ص 326 و ص 152) عن أبيه (المؤلف) وابن الوليد ، عن الحميري ، مثله ، ونقله عنه في البحار (ج 51 ص 216) ، ورواه الطوسي في الغنية (ص 216) عن محمد الحميري عن (أبيه) عن محمد بن عيسى ، ورواه المسعودي في إثبات الوصية (ص 257) باختلاف كبير .
(3) رواه في البحار (ج 52 ص 268) عن كتابنا هذا .

الامامة والتبصرة من الحيرة _ 95 _

  وكان فيهم من وعده الله النصرة إلى خمس عشرة سنة .
  فأخبر بذلك النبي ( عليه السلام ) قومه .
  فقالوا : ما شاء الله.
  فعجله الله لهم في خمس عشرة ليلة (1) .
  87 ـ محمد بن يحيى ، عن محمد بن أحمد ، عن صفوان بن يحيى ، عن أبي أيوب الخزاز ، عن محمد بن مسلم ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) ، قال : كنت عنده ، إذ دخل عليه مهزم ، فقال له :
  جعلت فداك ، أخبرني عن هذا الأمر الذي ننتظره ، متى هو ؟
  قال : يا مهزم ، كذب الوقاتون، وهلك المستعجلون، ونجا المسلمون، وإلينا يصيرون (2) .
  تم كتاب الإمامة ، بحمد الله، وحسن توفيقه ، ومعونته وصلى الله على خير خلقه محمد وعترته الطاهرين .

---------------------------
(1) رواه في البحار (ج 4 ص 112) عن كتابنا هذا .
(2) رواه في البحار (ج 52 ص 104) عن كتابنا هذا ، وفي غيبة الطوسي (ص 262) عن الفضل بن شاذان ، عن ابن أبي نجران ، عن (صفوان) ، عن أبي أيوب الخزاز ، عن محمد بن مسلم : عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) : قال :
من وقت لك من الناس شيئا ، فلا تهابن أن تكذبه ، فلسنا نوقت لأحد وقتا ، وفي الكافي (1 / 368) عن محمد بن يحيى عن سلمة بن الخطاب، عن علي بن حسان ، عن عبد الرحمان بن كثير قال : كنت عند أبي عبد الله ( عليه السلام ) ، إذ دخل عليه مهزم فقال : ... وأورد مثله ، ونقله الطوسي في الغيبة (ص 262) وفيه : مهزم الأسدي ، وكذلك النعماني في الغيبة (ص 104) .
ولاحظ حديثا عن الوقت في غيبة النعماني (ص 157) .

الامامة والتبصرة من الحيرة _ 97 _

المستدرك للإمامة والتبصرة من الحيرة في ما رواه الصدوق عن والده (المؤلف ره) في تمام هذا الموضوع

الامامة والتبصرة من الحيرة _ 99 _

(24) باب إمامة أبي جعفر محمد بن علي الجواد وأبي الحسن علي الهادي

  لاحظ ح 46 من كتابنا في نص أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) في ولده .
  و ح 94 ( حديث اللوح ) وفيه : ( وعلي وليي وناصري ... لأقرن عينه بمحمد ابنه وخليفته من بعده فهو وارث علمي ومعدن حكمتي وموضع سري وحجتي على خلقي جعلت الجنة مثواه وشفعته في سبعين من أهل بيته كلهم قد استوجبوا النار .
  وأختم بالسعادة لابنه علي وليي وناصري والشاهد في خلقي وأميني على وحيي ، أخرج منه الداعي إلى سبيلي والخازن لعلمي الحسن ثم أكمل ذلك بابنه رحمة للعالمين ... الخ ) .
  ولاحظ ح 93 ( حديث الخضر ) وفيه :
  ( وأشهد على محمد بن علي أنه القائم بأمر علي بن موسى وأشهد على علي بن محمد أنه القائم بأمر محمد بن علي وأشهد على الحسن بن علي أنه القائم بأمر علي بن محمد ... الخ ) .
  وح 103 وفيه : ( بعد الحسن والحسين في الأعقاب بعد الأعقاب ) .

الامامة والتبصرة من الحيرة _ 100 _

(25) باب إمامة أبي محمد الحسن بن علي العسكري ( عليه السلام )

  88 ـ عبد الله بن جعفر الحميري ، قال : حدثنا أحمد بن إسحاق، قال :
  دخلت على مولانا أبي محمد الحسن بن علي العسكري ( عليه السلام ) ، فقال :
  يا أحمد ، ما كان حالكم فيما كان فيه الناس من الشك والارتياب ؟
  فقلت له : يا سيدي ، لما ورد الكتاب لم يبق منا رجل ولا امرأة ولا غلام بلغ الفهم ، إلا قال بالحق ، فقال : ـ أحمد الله على ذلك ـ يا أحمد ، أما علمتم أن الأرض لا تخلو من حجة ، وأنا ذلك الحجة ، أو قال : أنا الحجة (1) .
  89 ـ سعد بن عبد الله قال : حدثنا من حضر موت الحسن بن علي بن محمد العسكري ( عليهم السلام ) ودفنه ممن لا يوقف على إحصاء عددهم ولا يجوز على مثلهم التواطؤ بالكذب (2) .

---------------------------
(1) رواه الصدوق في الإكمال : 1 / 222 ح 9 عن أبيه وعنه في البحار : 23 / 38 ح 67 .
(2) رواه الصدوق في الإكمال : 1 / 40 عن أبيه وعنه في البحار : 50 / 325 ح 1 وأورده في إعلام الورى :
376 وإرشاد القلوب : 381 .