الفهرس العام




إهــداء ودعــاء


تقدمة للتحقيق
توضيحات هامة : حول ( جامع الأحاديث ) وهو القسم الثاني من النسخة الأولى
ترجمة المؤلف وعائلته
ميلاده
مؤلفاته
مكانته عند العلماء



  إلى محمد رسول الله وخاتم النبيين ( صلى الله عليه وآله وسلم ) .
  وإلى علي أمير المؤمنين وسيد الوصيين .
  وإلى بضعة المصطفى سيدة نساء العالمين .
  وإلى سيدي شباب أهل الجنة الحسن والحسين .
  وإلى التسعة المعصومين من ذرية الحسين .
  سيما بقية الله في الأرضين .
  ووارث علوم الأنبياء والمرسلين .
  المعد لقطع دابر الظالمين .
  والمدخر لإحياء معالم الدين .
  الحجة ابن الحسن عج
  فيا معز الأولياء ، ويا مذل الأعداء، والسبب المتصل بين الأرض والسماء ، قد :
  ( مسنا وأهلنا الضر ـ في غيبتك ـ وجئنا ببضاعة مزجية ـ بولايتك ـ فأوف لنا الكيل ـ من فضلك ـ وتصدق علينا ) ـ بدعائك ـ إنا نراك من المحسنين.

الامامة والتبصرة من الحيرة _ 5 _

تقدمة للتحقيق

بسم الله الرحمن الرحيم
  وبه نستعين
  الحمد لله الذي فطر الخلائق وبرأ النسمات ، وأقام على وجوده البراهين والدلالات ، ومن لطفه لم يترك الخلق عبثا حائرين ، بل أرسل إليهم مبشرين و منذرين ، ليستأدوهم ميثاق فطرته ويذكروهم منسي نعمته ، وأيدهم بالمعجزات والآيات البينات .
  وصلى الله على خيرة خلقه محمد صلى الله عليه وآله، الذي ختم الله به الرسالات والنبوات ، وعلى آله الأوصياء المصطفين ، والحجج المنتجبين ، واللعنة الدائمة على أعدائهم أجمعين .
  أما بعد : فمما اتفق عليه علماء الطائفة الحقة أجمعون ، وأيده الوجدان بالأدلة والبراهين أن الأرض لا تخلو من حجة أو إمام ، ظاهر معلوم أو باطن مستور ، من باب لطفه على العباد و ( لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل ) ، (1) ولله الحجة البالغة ، والأعلام الواضحة على الخلق أجمعين ، ولو خليت الأرض لساخت بأهلها ، ولغارت غدرانها ، ودرست أعلامها ، ولأصبح أعاليها أسافلها .
  فصلاحها ـ من الله ـ بالإمام ، ولو لم يبق في الأرض إلا اثنان لكان أحدهما الحجة كما في الأخبار .
  ولذلك انتجب الجليل بحكمته أنبياءه ورسله ، واختارهم أمناء على وحيه ، وقواما على خلقه ، وشهداء يوم حشره ( لتكونوا شهداء على الناس ، ويكون الرسول

---------------------------
(1) النساء: 165.

الامامة والتبصرة من الحيرة _ 6 _

  عليكم شهيدا ) (1) .
  فتعاهدهم من لدن آدم بالحجج والآيات ، حتى خاتمهم محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم )سيد الكائنات ، ( إنما أنت منذر ولكل قوم هاد ) (2).
  ولما كانت نبوات الأنبياء السابقين مختصة بأزمانهم وأجيالهم ، اقتضت الحكمة أن تكون معاجزهم مقصورة الأمد ، محدودة الأجل ، لتكون حجة على من رآها ، و حجة على من سمع بها بالتواتر ، ولكن حيثما تبتعد المعجزة يصعب حصول العلم بصدقها ، لانقطاع أخبارها ، ويكون التكليف بالإيمان بها عسيرا ، وربما يكون ممتنعا على العباد، وحاش لله أن يكلف نفسا إلا وسعها .
  أما الرسالة الدائمة فلا بد لها من معجزة خالدة ، كخلود القرآن الكريم ، ليكون حجة على الخلف كما كان حجة على السلف ، وما زال يسمع الأجيال ، ويحتج على القرون ، إلى أن يقوم الناس لرب العالمين .
  ولا بد للرسالة الخالدة أيضا من رسول خالد إلى يوم يبعثون، ليسير الثقلان جنبا لجنب ، ولكن كيف يتحقق ذلك مع أن أمد الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم )منقض مهما طال ، وأجله معلوم مهما امتد.
  هذا ، والنقطة الأخرى علمنا أن القرآن العظيم حمال ذو وجوه ، وبه الغوامض والدقائق ، وفيه ( آيات محكمات هن أم الكتاب، وأخر متشابهات ، فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله ) (3) ، فنشأت الخلافات ، وكثرت الأشياع والأتباع للفرق ، وبرزت قرون الشقاق، فاستغلها أهل الفسوق والنفاق ، وأبدت عن نواجذها شقائق الشياطين ، في فتن داستهم بأخفافها ، ووطأتهم بأظلافها ، فهم فيها تائهون حائرون ، وكلهم يدعون أنهم بالقرآن يعملون ، وبه يستدلون ، وعليه يعولون .
  فما يكون حال الأمة المرحومة في هذا الوقت العصيب ، الذي ادلهمت به الفواجع والخطوب ، وبفقدها محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم )سيد الكائنات ، وأعز نجيب وحبيب ، فيا لهول المصاب ، الذي أورثهم الحيرة والذهول ، وأفقد ذوي الألباب منهم الصواب ،

---------------------------
(1) البقرة : 143 .
(2) الرعد : 7 .
(3) آل عمران : 7 .

الامامة والتبصرة من الحيرة _ 7 _

  فقد أصبحوا بعد ارتحال الرسول الكريم ، وما زالوا ... كقطيع من الأغنام والشياه ، في ليلة مطيرة شاتية ، غاب عنها رعاتها ، فعاث فيها عسلانها وذؤبانها ، أو كفرخ صغير تقاذفته الرياح العاتية ، والأعاصير الهوجاء ، ذات اليمين وذات الشمال ، وهو لا يزال غضا طريا ، لم يقو له عود ، ولما ينبت له ريش فينتصب كعمود .
  فيا أيتها الأمة المتحيرة ، التي ما زالت تتخبط تخبط الغريق ، وتتعثر تعثر من يعشو عن الطريق.
  ويا أيتها الأمة الخائضة في بحر المتاهات ، وتسربلت بجلابيب الشبهات .
  ويا أيتها الأمة المرحومة التي أوجفت بها مطايا الأهواء والآمال ، فبضعت أوصالها ، وابتعدت عن دار الوصال.
  ويا أيتها الأمة التي نأت وتنكبت عن قصد السبيل، فأصبحت تئن بالجراح ، تحت حراب الجلادين والرماح .
  إليكم جميعا يا من ترغبون في الحق وإحقاقه ، وتجانبون الباطل لإزهاقه ، ألا فمن المفزع إذا من شفا جرف الهلكات ؟
  ألا من المنقذ من الضلالات إلى جميع الخيرات ؟
  ألا من المفرق بعد وفاة الرسول بين المحكمات والمتشابهات ؟
  ألا من الذين اصطفاهم الله من العباد ؟
  غير (آل محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم )الذين خصهم الله سبحانه بقوله (ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات) (1) ، ألا من يعلم الكتاب بالاصطفاء والإيراث الإلهي ؟
  غير ( آل البيت ( عليهم السلام ) ) الذين خصهم الجليل في محكم التأويل ، بقوله : ( وما يعلم تأويله إلا الله، والراسخون في العلم (2) ... ) الذين عندهم علم الكتاب (3) ، وفصل الخطاب ، والذين ينفون عنه تحريف الغالين ، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين ، إلى قيام يوم الدين .
  وهم الذين قرنهم الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بالكتاب ، في قوله المتواتر المشهور : ( إني تارك

---------------------------
(1) فاطر : 32 .
(2) آل عمران : 7.
(3) إشارة إلى قوله سبحانه : ( قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب ) الرعد: 43 .

الامامة والتبصرة من الحيرة _ 8 _

  فيكم الثقلين كتاب الله عز وجل ، حبل ممدود من السماء إلى الأرض، وعترتي أهل بيتي وإن اللطيف أخبرني أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض ، فانظروني بم تخلفوني فيهما ) (1) فأهل البيت هم القرآن الناطق ، والثقل الصادق ، لأن القرآن لا ينطق بلسان ، ولا بد له من ترجمان .
  فمن غير علي ( عليه السلام ) ـ سيد أهل البيت ـ كان من النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم )بمنزلة هارون من موسى ، إلا أنه لا نبي من بعده ، فاستجاب له ربه سبحانه بقوله : ( قد أوتيت سؤلك يا موسى ) (2) .
  ومن غير علي - أمير المؤمنين - بعثه الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في فتح حصن خيبر فلم يخزه الله أبدا ، وفتح على يديه الحصون الأوابيا ، وقلده الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم )وساما إلهيا خالدا بقوله : يحب الله ورسوله ، ويحبه الله ورسوله ، فاستشرف لها من استشرف (3)؟
  ومن غيره بعث في سورة التوبة فأخذها من الأول لقول الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) :
  لا يذهب بها إلا رجل هو مني وأنا منه (4)؟
  ومن غيره نزلت فيه وأهل البيت : ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) (5) ؟
  ومن غيره شرى نفسه فدى للرسول ، فنام في فراشه يقيه حد السيوف (6) ؟
  ومن غيره أسكن في المسجد يوم سد النبي جميع الأبواب إلا بابه ، وقد قام الرسول خطيبا فقال : والله ما أخرجتهم وأسكنته ، بل الله أخرجهم وأسكنه (7) ؟
  ومن غيره كان باب مدينة علم الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، ومن قصد غير الباب عد سارقا (8) ؟

---------------------------
(1) مسند الإمام أحمد ج 3 ص 17 ، وأيضا في ص 14 ، ص 26 ، ص 59 باختلاف يسير ، الفخر الرازي في ذيل تفسير الآية : واعتصموا بحبل الله ـ آل عمران ـ ، المتقي في كنز العمال ج 1 ص 47 وفي أربعة مواضع أخرى ، الهيثمي في مجمعه ج 9 ص 163 وغيرهم .
(2) إشارة للآية ( واجعل لي وزيرا من أهلي ، هارون أخي ، اشدد به أزري ، وأشركه في أمري ) طه : 29 ـ 32 .
(3 ـ 6) مضامين هذه الروايات ذكرت في عشرات المصادر منها : مسند أحمد ج 1 ص 330 ، الحاكم في مستدركه ج 3 ص 123 ، النسائي في خصائصه ص 6 .
(7) ينابيع المودة باب 17 .
(8) أخرجه الطبراني في الكبير كما في الجامع الصغير للسيوطي ص 107 ، المستدرك للحاكم ج 3 ص 226 .

الامامة والتبصرة من الحيرة _ 9 _

  ومن غيره قال فيه الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : هذا إمام البررة ، قاتل الفجرة ، منصور من نصره ، مخذول من خذله (1) ؟
  وهل في غيره قد أتت ( هل أتى ) (2) ؟
  ومن غيره ـ بعد رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ـ أول المؤمنين بالله ، وأوفاهم بعهد الله، و أقومهم بأمر الله، وأرأفهم بالرعية ، وأعلمهم بالقضية ، وأعظمهم مزية (3) ؟ إلى مئات ومئات من الأحاديث والروايات .
  ومن غير أهل البيت الذين ذكرهم الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم )في حديثه كما ورد في كتب الفريقين : ( لا يزال الدين قائما حتى تقوم الساعة ، أو يكون عليكم اثنا عشر خليفة كلهم من قريش ) (4) ؟
  وفي أخبار أخرى كثيرة جاءت في الحجج الأئمة الاثني عشر وورد فيها:
  ( ... آخرهم المهدي ) (5) ، أو ( ... آخرهم القائم المهدي ) (6)، كما في مصادر أهل السنة .
  فبالله عليك أيها المنصف الحصيف : هل تجد غير مصابيح الهدى وسفن النجاة ، الأئمة الاثني عشر الهداة ، تنطبق عليهم الأحاديث والأخبار ، وتطبق عليهم السنن والآثار ، وتجتمع بهم الصفات والخصال ؟ فهل يوافق العدد الاثنا عشر غيرهم من الخلفاء ، ولو قلبت الخافقين ؟
  ثم أين الطلقاء وأبناء الطلقاء من عترة الأنبياء النجباء ، الذين هم حبل الله المتين وصراطه المستقيم ، ونور الله في السماوات والأرضين ؟ وهل عصوا الله رمشة عين ، في علن أو خفاء ؟ فحاش لله أن يجعل الحجة ناقصا وهناك من هو أفضل منه في

---------------------------
(1) أخرجه الحاكم من حديث جابر في المستدرك ج 3 ص 129 ، كنز العمال ج 6 ص 153 ، و أخرجه الثعالبي في تفسير آية الولاية : إنما وليكم الله.
(2) أسد الغابة ج 5 ص 530 ، الواحدي في أسباب النزول ص 296 ، السيوطي في الدر المنثور في ( ويطعمون ) ، نور الأبصار ص 124 وغيرهم .
(3) حلية الأولياء ج 1 ص 66 ، كنز العمال ج 6 ص 156 .
(4) صحيح مسلم : كتاب الإمارة ، باب : الناس تبع لقريش ، أحمد بن حنبل في مسنده ج 5 ص 89 ، صحيح الترمذي ج 2 ص 35 ، ويقاربه في البخاري في كتاب الأحكام .
(5) ينابيع المودة ص 447 .
(6) ينابيع المودة ص 485 .

الامامة والتبصرة من الحيرة _ 10 _

  العالمين ، أو يكون عاصيا فيأمر الناس باتباعه الرحمن الرحيم ، وقد نص البارئ :
  ( ولا ينال عهدي الظالمين ) وحينئذ يجب أن يكون عليه إمام ، يقيه المزالق والمرديات ، فينتج تسلسل وهذا محال .
  أما الطلقاء، فهل فارقت شفاههم الطلا كل صباح ومساء ، وخلت دورهم من مزامير وأوتار ، ورنة خلخال ؟
  فأين الثريا وأين الثرى ؟
  وأين الحصا من نجوم السما ؟
  فأين هؤلاء في بديعة أبي فراس الحمداني حيث أجاد:
ليس الرشيد كموسى في القياس ولا      مأمونكم  كالرضا إن أنصف iiالحكم
يـا باعة الخمر كفوا عن iiمفاخركم      لـمعشر بـيعهم يـوم الـهياج iiدم
تـنشى  الـتلاوة في أبياتهم iiسحرا      وفـي  بـيوتكم الأوتـار iiوالـنغم
مـنكم  عـلية أم منهم ؟ وكان iiلكم      شـيخ الـمغنين إبراهيم (1) أم لهم
إذا  تـلوا سـورة غـنى iiإمـامكم      قـف بـالطلول التي لم يعفها iiالقدم
مـا  فـي بـيوتهم للخمر iiمعتصر      ولا بـيـوتكم لـلـسوء iiمـعتصم
ولا تـبيت لـهم خنثى (2) iiتنادمهم      ولا يـرى لـهم قـرد ولا iiحـشم
الـركن والـبيت والأستار iiمنزلهم      وزمزم والصفا والحجر iiوالحرم (3)

  ثم أين مهديهم وقائمهم ـ كما مر في الحديثين الشريفين ـ من هؤلاء الخلفاء ؟
  وأين الإمام ـ من هؤلاء ـ الذي يشعب به الله الصدع ، ويرتق الفتق ، وبه يموت الجور ، ويظهر العدل ، الذي تجب معرفته وطاعته ، ويحرم جهله وعصيانه ، وكانت ميتة الجاهل به ميتة جاهلية ، كما ورد في الحديث الشريف: ( من مات ولم يعرف إمام زمانه ، مات ميتة جاهلية ) (4) .

---------------------------
(1) علية : أخت الرشيد ، بنت المهدي بن المنصور كانت عوادة ، وإبراهيم أخوها كان مغنيا وعوادا ، وقد عين خليفة عندما عين المأمون الرضا ( عليه السلام ) وليا للعهد .
(2) الخنثى : هو عبادة نديم المتوكل ، والقرد كان لزبيدة ، وقد اشتهر لخلفاء بني أمية أيضا كثرة الكلاب والقردة ، راجع تاريخ الطبري.
(3) الغدير ج 3 ص 399
(4) الجواهر المضيئة لابن أبي الوفاء محيي الدين ج 2 ص 457 ، ط حيدر آباد الدكن نقلا عن صحيح مسلم .

الامامة والتبصرة من الحيرة _ 11 _

  فالإمام المهدي يجب أن يكون موجودا ، ليكون الحجة ولئلا تخلو الأرض منه ، بينما جميع الخلفاء السابقين ، والملوك الحاكمين ، قد أخنى عليهم الموت الذي لا مفر منه ، ولم تقم الساعة التي واعدنا ربنا ، في الحديث السالف : ( لا يزال الدين قائما حتى تقوم الساعة أو يكون عليكم اثنا عشر خليفة كلهم من قريش ) .
  ثم أين النهضة العملاقة للإسلام من جديد ، وتأسيس الدولة العالمية ، والحكومة المهدية ، وتطبيق قوانين السماء على الأرض، وإخراج الأرض خيراتها ، وإنزال السماء بركاتها ؟
  أين من يملأ المعمورة كلها قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا ؟ كما في الحديث المتواتر المشهور : ( لو لم يبق من الدنيا إلا يوم لطول الله ذلك اليوم، حتى يبعث رجلا من ولدي اسمه اسمي ) (1) ، ( ويملأها قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا ) (2) .
  وأين وعد الله ـ والله لا يخلف الميعاد ـ في قوله سبحانه: ( ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون ) ؟
  وهل بقي من الاثني عشر غير الحجة ابن الحسن وهو قائمهم ومهديهم ؟
  فأنى يزحزحوها عن موضعها ، موطن الرسالة ، وشجرة النبوة ، ومختلف الملائكة ، ومهبط الروح الأمين ، وكيف بغيره يعدلون ، وعن مقامه السامي يصرفون ، وهل تنطبق جميع الروايات على غيره ؟ الذي يرضى به سكان السماوات والأرضين ، ولولا وجوده الشريف ، لما بقيت الأرض رمشة عين ، لأنه الحجة على الخلائق من الإنس والجن أجمعين .
  وهذا كتاب الإمامة والتبصرة من الحيرة الذي بين يديك ، لشيخ القميين ، و ثقة المحدثين ، والد الشيخ الصدوق ـ رضوان الله عليهما ـ قد تكفل إماطة اللثام عن هذا الموضوع الخطير ، لأنه يتوقف عليه قبول الأعمال، وانحطاط الأوزار الثقال ، وبه تجمع الكلمة للعباد ، وتعمر البلاد ، وتصان الحرمات ، وتقضى الحاجات .
  فكشف ـ أعلى الله مقامه ـ الغطاء ، بأجلى بيان ، عن الحجج الذين لولاهم لما خلق الله الأكوان ، وأحسن اختيار الأخبار ، عن الهداة الأطهار ، وأبان الحجة ، و أوضح المحجة ، وجعل إمامة آل بيت الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أوضح من الشمس في رائعة النهار ، ووجود الحجة الدائمة حق مثلما أنكم تنطقون ، بالأدلة الناصعات ، والبراهين الساطعات ، بطرقه وأسانيده عن المعصومين ( عليهم السلام ) ، ولم يدع عذرا لذوي الأهواء ، و

---------------------------
(1 ـ 2) ينابيع المودة ص 490 ، ص 493 .

الامامة والتبصرة من الحيرة _ 12 _

  شنشنات الآراء، بل يذعن كل منصف بما فيه ، ويعترف كل ذي لب بما حواه ، ويقر كل طالب حق بأدلته ومعانيه .
  فما أحرى الجميع أن يتلقفوه ، ويمعنوا النظر في حقائقه ، ويقتنصوا درره ولآليه ، فيزيد المؤمن إيمانا واطمئنانا ، ويهدي إلى الحق من كان حيرانا ، فنرجع كما كنا بالإسلام إخوانا ، ونعمر الأرض بالإيمان ، ونزرعها بالإحسان والإسلام ، ونرد مناهل ( آل محمد ) الروية ، بقلوب راضية مرضية ، ونفوس صافية ندية ، عسى أن يكون الفرج قريبا ، وينخذل من كان مريبا .
  فيا إله العالمين :
  يا من قرب من خواطر الظنون ، وبعد عن ملاحظة العيون ، وعلم بما كان قبل أن يكون :
  أرنا الطلعة الرشيدة ، والغرة الحميدة ، واكحل نواظرنا بنظرة منا إليه ، و عجل فرجه ، وسهل مخرجه .
  واجعله اللهم مفزعا لمظلوم عبادك ، وناصرا لمن لا يجد له ناصرا غيرك ، و مجددا لما عطل من أحكام كتابك ، ومشيدا لما ورد من أعلام دينك وسنن نبيك ( صلى الله عليه وآله وسلم ) .
  وكن اللهم لوليك الحجة ابن الحسن ـ صلواتك عليه وعلى آبائه ـ في هذه الساعة ، وفي كل ساعة ، وليا وحافظا ، وقائدا وناصرا ، ودليلا وعينا ، حتى تسكنه أرضك طوعا ، وتمتعه فيها طويلا ، ( إنهم يرونه بعيدا ، ونراه قريبا ) .
  وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .

الامامة والتبصرة من الحيرة _ 13 _

  قالوا في الكتاب
  1 ـ النجاشي في رجاله ص 198 : علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي ... له كتاب منها ... كتاب الإمامة والتبصرة من الحيرة .
  2 ـ الطوسي في فهرسته ص 93 : علي بن الحسين ... له كتب كثيرة ، منها كتاب الإمامة والبصيرة من الحيرة .
  3 ـ ابن شهرآشوب في معالمه ص 65 : علي بن الحسين ... من كتبه الإمامة والتبصرة .
  4 ـ المجلسي في مقدمة بحاره ج 1 ص 7 : كتاب الإمامة والتبصرة من الحيرة للشيخ الأجل أبي الحسن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه ، والد الصدوق ، ( طيب الله تربتهما ) .
  ( وأصل آخر ) منه أو من غيره من القدماء المعاصرين له، ويظهر من بعض القرائن أنه تأليف الثقة الجليل هارون بن موسى التلعكبري رحمه الله.
  وقال أيضا في ج 1 ص 26 : وكتاب الإمامة ، مؤلفه من أعاظم المحدثين والفقهاء ، وعلماؤنا يعدون فتاواه من جملة الأخبار ، ووصل إلينا منه نسخة قديمة مصححة ، والأصل الآخر مشتمل على أخبار شريفة متينة ، معتبرة الأسانيد ، ويظهر منه جلالة مؤلفه .

الامامة والتبصرة من الحيرة _ 14 _

  5 ـ البحراني الأصفهاني ـ صاحب موسوعة العوالم ـ في هامش كتابه رياض العلماء ج 4 ص 5 : ثم في كون كتاب التبصرة والإمامة من مؤلفاته تأمل وإن صرح به ابن شهرآشوب في معالم العلماء ـ كما سيأتي ـ لأن مؤلفه على ما يظهر من مطاويه يروي عن هارون بن موسى، عن محمد بن علي ، والظاهر أن هارون بن موسى هو التلعكبري ، فكيف يروى عنه مع أن التلعكبري ممن يروي المفيد ونظراؤه عنه ، فتأمل ، ثم إنه يروي عن الحسن بن حمزة العلوي ، وهو متأخر الطبقة عن علي بن بابويه ، فإن الحسن ابن حمزة المذكور من مشايخ المفيد ، وأيضا الظاهر أن الحسن بن حمزة هذا هو ابن حمزة العلوي ، الذي يروي عنه الصدوق في كتبه ، فكيف يروي والده عن ولده ، فتأمل .
  6 ـ النوري في مستدركه على الوسائل ج 3 ص 529 س 5 : نعم قال في أول البحار في جملة ما كان عنده من المؤلفات : ( كتاب الإمامة والتبصرة ... ) ثم أورد نص البحار وعقب عليه بقوله : ونحن لم نعثر على هذا الكتاب ، ونقلنا منه جملة الأخبار بتوسط البحار ونسبناه إلى أبي الحسن علي ، تبعا للعلامة المجلسي ، ولكن في النفس منه شئ .
  فإنه وإن عد النجاشي والشيخ وابن شهرآشوب من مؤلفاته ، كتاب الإمامة والتبصرة من الحيرة ، إلا أن في كون ما كان عنده هو الذي عد من مؤلفاته نظرا ، فإنه يروي في هذا الكتاب عن أبي محمد هارون بن موسى التلعكبري الذي هو من مشايخ المفيد والسيدين ، وعن الحسن بن حمزة العلوي الذي هو أيضا من مشايخ المفيد والغضائري وابن عبدون ، وعن أحمد بن علي ، عن محمد بن الحسن ، والظاهر أنه ابن الوليد ، عن محمد بن الحسن الصفار ، وعن سهل بن أحمد الديباجي عن محمد بن محمد الأشعث إلى غير ذلك مما ينافي طبقته وإن أمكن التكلف في بعضها إلا أن ملاحظة الجميع تورث الظن القوي بعدم كونه منه ، والله أعلم .
  7 ـ الطهراني في ذريعته ج 2 ص 341 : الإمامة والتبصرة من الحيرة للصدوق الأول ... وأما الإمامة فلم نعثر عليه ، وهو غير ما ينقل عنه في البحار كما يأتي ، ( الإمامة والتبصرة من الحيرة ) لبعض قدماء الأصحاب المعاصرين للشيخ الصدوق ، كانت نسخة منه عند العلامة المجلسي ، وهو من مآخذ البحار ، ينقل عنه فيه ، ولم يكن عند شيخنا العلامة النوري ، ولذا صرح في أول خاتمة المستدرك (1) بأنه

---------------------------
(1) مستدرك الوسائل ج 3 ص 529.

الامامة والتبصرة من الحيرة _ 15 _

  مما ينقل عنه بالواسطة .
  وأكثر العلامة المجلسي من النقل عنه في مجلدي السادس عشر ـ السابع عشر ( ج 74 ـ 78 الطبعة الحديثة ) من البحار ، ناسبا له إلى أبي الحسن علي بن الحسين والد الصدوق ، الذي مر أنه نسب النجاشي كتاب الإمامة والتبصرة إليه .
  ولكن بالرجوع إلى سند روايات هذا الكتاب التي نقلها العلامة المجلسي عنه في البحار يحصل الجزم بأنه ليس هذا الكتاب لوالد الصدوق ، لأنه يروي مؤلفه فيه :
  عن أبي محمد هارون بن موسى التلعكبري المتوفى سنة 385 .
  وعن أبي الفضل محمد بن عبد الله الشيباني المتوفى سنة 387 .
  وعن الحسن بن حمزة العلوي .
  وعن سهل بن أحمد الديباجي المتوفى سنة 370 .
  وعن أحمد بن علي الراوي عن محمد بن الحسن بن الوليد الذي توفي سنة 243.
  فكيف يكون من يروي عن هؤلاء المشايخ المتأخرين هو والد الصدوق الذي توفي سنة 329 ، فإن رواية المتقدم عصرا عن المتأخر وإن وقعت في أحاديثنا ، لكن المقام ليس منها ، بشهادة أن الشيخ الصدوق مع إكثاره في الرواية عن أبيه في جميع تصانيفه بل جل رواياته في تلك التصانيف الكثيرة عن والده ، لم يذكر ولا رواية واحدة لأبيه عن أحد من هؤلاء المشايخ الذين مر ذكرهم ممن يروي مؤلف الإمامة والتبصرة عنهم غالبا فيه .
  8 ـ مقالات الحنفاء ص 405 ـ 415 ط 2 ، ضمن مقالة فيما أفيد باسم الفقيه المحقق آية الله الحجة الكوهكمره إي جوابا لسؤال عن حياة المجلسيين وعن كتاب بحار الأنوار ومنها هذا : ( وأعجب من ذلك أن كتاب الإمامة والتبصرة قد نسب فيه إلى والد الصدوق، مع أنه لا يساعد سند الكتاب ـ ولعله يشير إلى ما ذكره في الذريعة ـ ، ثم قال : بل هو كتاب جامع الأحاديث لمؤلف كتاب العروس )
  ونقول :
  إن من نعم الله على (مدرسة الإمام المهدي ـ عج ـ بقم المشرفة ) أن حصلت على نسختين مصورتين من كتاب الإمامة والتبصرة وإليك بعض صورتيهما ( ص 33 ـ ) .
  الأولى: نسخة العلامة شيخ الإسلام المجلسي (ره) وهي أول ما اطلعنا عليها والموجودة في مكتبة العلامة المحقق ثقة الإسلام والمسلمين السيد محمد علي الروضاتي

الامامة والتبصرة من الحيرة _ 16 _

  دامت بركاته ، ويسر الله نشر مخطوطاته النفيسة النادرة.
  الثانية : ما وجدناه في كتاب عوالم العلوم ـ مخطوط ـ للمتبحر العلامة ، المعاصر للمولى المجلسي ، وتلميذه ، الشيخ عبد الله بن نور الله البحراني ، باسم كتاب الإمامة والتبصرة لعلي بن الحسين بن بابويه .
  والنسخة الأولى تشتمل على قسمين :
  1 ـ كتاب الإمامة والتبصرة : وقد كتب في أول الكتاب ما نصه : ( كتاب الإمامة والتبصرة من الحيرة تأليف الفقيه أبي الحسن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه ) .
  وفي ذيل هذا العنوان على هذه الصفحة مكتوب : ( للحقير محمد باقر بن محمد تقي ) أي المجلسي ، وفي آخره : ( تم كتاب الإمامة بحمد الله وحسن توفيقه ) .
  2 ـ بعض كتاب ( جامع الأحاديث ) : تأليف الشيخ الأقدم جعفر بن أحمد بن علي القمي ـ قدس سره ـ الذي ألفه على ترتيب : ألف ، باء ، ... إلى الياء ، وقد طبع بطهران سنة 1369 هـ ق في المطبعة الإسلامية بتحقيق العلامة المتتبع أبي الحسن الشعراني .

توضيحات هامة : حول ( جامع الأحاديث ) وهو القسم الثاني من النسخة الأولى

  1 - كانت هذه النسخة المخطوطة ناقصة من حرف الألف حتى أوائل حرف الراء ، وأول ما يشاهد فيها : ( الأشعث عن موسى بن إسماعيل ) وتجد هذا في ص 11 من الكتاب المطبوع ، فلاحظ النسخة أو صورتها في الكتاب .
  2 ـ إن الأخبار المودعة فيها لا تناسب عنوان ( الإمامة والتبصرة ) بل هي تشتمل على معارف ومعان مختلفة : أخلاقية ، وفقهية ، وغيرهما .
  3 ـ إنا قد استقصينا جميع الأخبار التي رواها المجلسي في كتابه ( بحار الأنوار ) وما رواها المحقق النوري في المستدرك نقلا عن البحار باسم ( الإمامة والتبصرة ) فكانت جميعها موجودة في القسمين الأول والثاني من النسخة الأولى

الامامة والتبصرة من الحيرة _ 17 _

  المباركة ، المودعة في مجلد واحد ، ولم يصرح في أخبار البحار باسم ( جامع الأحاديث ) أبدا .
  4 ـ إن أسانيد الروايات التي استخرجت في البحار باسم الإمامة والتبصرة على نوعين ، فقسم منها يمكن أن يصدر عن والد الصدوق وقسم لا يمكن أن يصدر عنه قدس سره.
  ولهذا لاحظنا ما يلي :
  أ ـ إن سبب تسمية المجلسي طائفة من الأخبار التي استخرجها من نسخة الكتاب الناقص باسم ( الإمامة والتبصرة ) وسبب الترديد منه قدس سره ، هو أن كتاب ( جامع الأحاديث ) قد ألحق بكتاب ( الإمامة والتبصرة ) وأودعا في مجلد واحد وضياع الصفحات الأولى من نسخة جامع الأحاديث وعدم اطلاعه على هذا الكتاب.
  وكان الأولى للمجلسي في باب الروايات أن لا يسند الرواية إلى كتاب إلا بما جزم بأنها منه دون ظنه ، فلا يدرج جميع أحاديثه باسم الإمامة والتبصرة ، بل يقول :
  ( في أصل من أصول القدماء ) حتى لا يوقع الآخرين في اللبس والحيرة ، فيحكم جهابذة التحقيق المنقبون والباحثون بعدم مساعدة الرواة في الأسانيد في نسبة الكتاب لوالد الصدوق ، أمثال خاتمة المحدثين الشيخ النوري في مستدركه ، والشيخ المتبحر النحرير الكبير الطهراني في ذريعته ، والعلامة المحقق ـ آية الله الحجة ـ في مقالات الحنفاء كما مر .
  ب ـ ثم إن السبب في اشتباه الآخرين هو عدم وقوفهم على كيفية النسخة التي كانت عند العلامة المجلسي أولا، وإسناده ـ قدس سره ـ جميع روايات النسخة إلى الإمامة والتبصرة ـ كما أسلفنا ـ ثانيا ، وعدم تطبيقهم روايات النسخة مع روايات جامع الأحاديث ثالثا .
  فكان السبب الوحيد في نفي نسبة كتاب الإمامة والتبصرة لوالد الصدوق ، النظر للقسم الثاني ( جامع الأحاديث ) مع اعتقادهم أن الكتاب كتاب واحد لظاهر نسبة المجلسي الكتابين إلى الإمامة والتبصرة عند ذكر رواياتهما .
  ج ـ والعجب من شيخ الإسلام المجلسي ـ رضوان الله عليه ـ كيف ذهب عنه النظر في خاتمة القسم الأول من كتاب الإمامة والتبصرة وقد سجل عليه ( تم كتاب الإمامة بحمد الله وحسن توفيقه ) ، وأعجب من ذلك أنه قال في مقدمة كتابه ـ قدس سره ـ عنه : وأصل آخر ، إما منه ، أو من غيره .

الامامة والتبصرة من الحيرة _ 18 _

  فهو جازم في نسبة الكتاب لوالد الصدوق ومتردد في الأصل الآخر في أنه كان منه أو من غيره .
  د ـ فالكتاب لوالد الصدوق دون أدنى شبهة ، علما بأن التخريجات التي أوردناها وأثبتناها في كتابنا تحت كل حديث من أحاديث الإمامة والتبصرة ، و اتحادها مع إكمال الدين وغيره من كتب ابنه الصدوق عن أبيه ، أو مع كتاب جامع الأحاديث يوجب اليقين بصحة النسبة للكتاب ، وإن الأخبار الأخرى المروية باسمه في البحار هي من جامع الأحاديث لأننا فصلنا وميزنا أخبار الإمامة عن أخبار جامع الأحاديث .
  هـ ـ أضف إلى ذلك أن المؤلف لم يكمل كتابه للإمام الثاني عشر بل ينتهي الكتاب عند الإمام الرضا ـ سلام الله عليه ـ ثم أكمل الكتاب ـ بأيدي رجال الفضل والتحقيق في هذه المدرسة ـ بمستدرك ألحق فيه ، وبروايات عن كتب الصدوق عن أبيه .
  فشكرا لله على إلهامنا الصواب ووصولنا للحق واللباب ، وذلك لأن الأساس الوحيد في أسلوب تحقيقنا في المدرسة ( الاتحاد بين الروايات في كل موضوع من جميع المصادر ) فأورثنا القطع بنسبة الكتاب لمؤلفه والد الصدوق ، وأن الروايات الأخرى المستخرجة في البحار باسم الإمامة والتبصرة هي لجامع الأحاديث للقمي .
  ولو أن النسختين كانتا حاضرتين عند المحققين الأعاظم الأجلاء ونظروا فيها لما صدر منهم ما لا يناسب من دونهم .
  وختاما أرجو من الله أن يوفقنا لما يحب ويرضى في نشر سائر تراث آل محمد ( عليهم السلام ) وعلومهم ، وإحياء أمرهم ، والتمسك بهديهم ، إنه نعم المولى ونعم النصير .

الامامة والتبصرة من الحيرة _ 19 _

ترجمة المؤلف وعائلته

  بنو بابويه : من كبار البيوتات العلمية ـ في قم المشرفة ـ التي أنجبت فطاحل المحدثين ، ونوابغ العلماء والمحققين ، وعباقرة العلم والدين ، حيث زهت أرجاء مدينة قم بهم بأفذاذ مصلحين ومرشدين ، خدموا الإسلام والمسلمين بأمانة وإخلاص ، وروجوا علوم آل محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بعزم وثبات نادرين ، طيلة عشرات السنين ، فاستحقوا بذلك كل تعظيم وتبجيل ، وثناء عاطر جميل ، ما كر الجديدان ، وتطاولت الأيام والأعوام .
  فقد اتفقت كتب الرجال ومصادر التحقيق أن آل بابويه كانوا من كبار سدنة العلم ، وحملة الحديث للطائفة ، وقد ساهموا في نشر آثار بيت الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم )بكتبهم وأحاديثهم ، ومؤلفاتهم ومروياتهم ، بكل بنان ولسان .
  وقال العلامة المامقاني في تنقيح المقال : وأولاد بابويه كثيرون جدا وأكثرهم علماء أجلة (1) .
  وقد كتب المحقق البحراني في تعدادهم رسالة (2) .
  وقد ذكر صاحب العوالم في رياض العلماء عنهم قائلا : كلهم كانوا من أكابر العلماء (3) .
  ومن أبرز هذه العائلة المباركة الصدوقان الأول والثاني ، فأما الأول فهو ـ مؤلف كتابنا الإمامة والتبصرة ـ : أبو الحسن علي بن الحسين بن بابويه القمي ، الذي

---------------------------
(1) تنقيح المقال ج 3 ص 42 من الفصل الثاني باب الكنى .
(2) المصدر السابق ، الكنى والألقاب ج 1 ص 213 .
(3) رياض العلماء ج 2 ص 148 .

الامامة والتبصرة من الحيرة _ 20 _

  قال عنه النجاشي : كان شيخ القميين في عصره ، ومتقدمهم وفقيههم وثقتهم (1) ، انتهى .
  وقد أطراه الشهيد الأول ـ في معرض حديثه عن الصدوق الثاني ـ في إجازته لزين الدين علي بن الخازن : بالإمام ابن الإمام (2) ، أو كما قال المحقق الداماد :
  بالصدوق ابن الصدوق (3) .
  وقال ابن النديم : ابن بابويه القمي... من فقهاء الشيعة وثقاتهم (4) ، وله ترجمة في رجال الشيخ وفهرسته ، والخلاصة ، وسائر التراجم ولا نحتاج إلى الايعاز إليها بعد ما ورد من الإمام الحسن العسكري ( عليه السلام ) في حقه وبتوقيعه الشريف: يا شيخي ومعتمدي وفقيهي .
  وقال الخوانساري يمدح ابن بابويه : كان من أجلاء فقهاء الأصحاب، والأدلاء على صراط آل محمد الأنجاب الأطياب ، غيورا في أمر الدين، مدمرا أساس الملحدين، معظما من مشايخ الشيعة، مفخما من أركان الشريعة ، صاحب كرامات ومقامات ، ومساع وانتظامات (5) .
  أما الشيخ النوري فقال في مستدرك ؟ : الشيخ الأقدم ، والطود الأشم أبو الحسن ... ابن بابويه القمي العالم الفقيه ، المحدث الجليل ، صاحب المقامات الباهرة ، والدرجات العالية التي تنبئ عنها مكاتبة الإمام العسكري وتوقيعه الشريف إليه (6).
  عاصر الإمام الحادي عشر الحسن العسكري ـ سلام الله عليه ـ لخروج توقيعه الشريف إليه ، وكفاه فخرا وعزا وشرفا أن يخاطبه المعصوم بهذه الكلمات القدسية الناصعة ، التي تنبئ عن عظمة الصدوق الأول، وعلو مقامه ، وسمو منزلته ، وإليك نص التوقيع :
  بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله رب العالمين ، والعاقبة للمتقين ، والجنة للموحدين ، والنار للملحدين ، ولا عدوان إلا على الظالمين ، ولا إله إلا الله أحسن

---------------------------
(1) رجال النجاشي ص 198 .
(2) الإجازات ص 39 .
(3) الرواشح السماوية ص 150 ، ص 159 .
(4) الفهرست ص 246 ، وراجع جامع المقال ص 195 .
(5) روضات الجنات ج 4 ص 273 .
(6) مستدرك الوسائل ج 3 ص 527 .

الامامة والتبصرة من الحيرة _ 21 _

  الخالقين ، والصلاة على خير خلقه محمد وعترته الطاهرين .
  أما بعد : أوصيك يا شيخي ومعتمدي أبا الحسن علي بن الحسين القمي ـ وفقك الله لمرضاته ، وجعل من صلبك أولادا صالحين برحمته ـ بتقوى الله وإقام الصلاة ، وإيتاء الزكاة، فإنه لا تقبل الصلاة من مانعي الزكاة .
  وأوصيك بمغفرة الذنب ، وكظم الغيظ ، وصلة الرحم ، ومواساة الإخوان ، والسعي في حوائجهم في العسر واليسر ، والحلم عند الجهل ، والتفقه في الدين ، والتثبت في الأمور ، والتعهد للقرآن ، وحسن الخلق ، والأمر بالمعروف ، والنهي عن المنكر ، قال الله عز وجل : ( لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس ) (1).
  واجتناب الفواحش كلها ، وعليك بصلاة الليل ، فإن النبي ـ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ـ أوصى عليا عليه السلام فقال : يا علي عليك بصلاة الليل ( ثلاث مرات) ومن استخف بصلاة الليل فليس منا ، فاعمل بوصيتي ، وأمر جميع شيعتي حتى يعملوا عليه ، وعليك بالصبر وانتظار الفرج فإن النبي ـ ( صلى الله عليه وآله وسلم )وسلم ـ قال : أفضل أعمال أمتي انتظار الفرج ، ولا يزال شيعتنا في حزن حتى يظهر ولدي الذي بشر به النبي ـ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ـ أنه يملأ الأرض عدلا وقسطا ، كما ملئت ظلما وجورا .
  فاصبر يا شيخي وأمر جميع شيعتي بالصبر ، فان الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين ، والسلام عليك وعلى جميع شيعتنا ورحمة الله وبركاته ، وحسبنا الله ونعم الوكيل ، نعم المولى ونعم النصير (2).

---------------------------
(1) النساء: 114.
(2) أورد شطرا منها في المناقب لابن شهرآشوب ج 4 ص 425 ، وعنه في البحار ج 50 ص 317 ، و مجالس المؤمنين للقاضي نور الله الشوشتري ج 1 ص 453 ، وعنه في رياض العلماء ج 4 ص 7 ، و روضات الجنات ج 4 ص 273 عن الإحتجاج وغيره ، ولؤلؤة البحرين ص 348 ، ومكاتيب الأئمة ج 2 ص 265 ، والأنوار ، البهية ص 161 ، ومستدرك الوسائل ج 3 ص 527 عن الإحتجاج ، ثم قال : و نقله القاضي في المجالس ، وفي الرياض ونقل الشهيد والقطب الكيدري أيضا في كتاب الدرة الباهرة من الأصداف الطاهرة هذا المكتوب من جملة كلام الحسن العسكري عليه السلام ولم أجده فيه ولعل نسخه مختلفة ، انتهى ، وأقول لم أجده في الإحتجاج .

الامامة والتبصرة من الحيرة _ 22 _

  فهذا التوقيع لوحده يعكس شخصية الصدوق الأول بما تضمنه من الدعاء والسلام ، وطلب التوفيق له لمرضاة الله، ورزقه أولادا صالحين من ذريته ، فهو في غنى عن مدح العلماء والفضلاء ، وثناء الباحثين والمحققين ، ولهذا سنرى الذرية المباركة لهذه الدعوة المباركة.

ميلاده

  لم تذكر كتب التراجم سنة ميلاده ، إلا أنه ولد بقم ، وقد افترض الشيخ النوري خروج التوقيع الشريف ـ آنف الذكر ـ سنة وفاة الإمام العسكري عليه السلام وهي 260 هـ وقال : كانت مدة بقاء أبي الحسن علي بعد ذلك قريبة من سبعين سنة ـ من سنة 260 وحتى وفاته سنة 329 ـ فلو كان عند صدور التوقيع من الشيوخ سنا فهو من المعمرين ، وإلا فخطاب الشيخ والفقيه والمعتمد منه ( عليه السلام ) إلى من هو في السن من الأحداث يدل على مقام عظيم (1).
  وهذه التفاتة دقيقة من الشيخ النوري ـ قدس سره ـ .
لقاؤه مع نائب الإمام ( عليه السلام )
  قدم ـ قدس الله روحه ـ العراق واجتمع مع أبي القاسم الحسين بن روح رحمه الله، وسأله مسائل ثم كاتبه بعد ذلك على يد علي بن جعفر بن الأسود (2) يسأله أن يوصل له رقعة إلى الصاحب عليه السلام ويسأله فيها الولد ، فكتب ـ عليه السلام ـ إليه : قد دعونا (3) الله لك بذلك ، وسترزق ولدين ذكرين خيرين ، فولد له أبو جعفر وأبو عبد الله من أم ولد ، وكان أبو عبد الله الحسين بن عبد الله يقول : سمعت أبا جعفر يقول : أنا ولدت بدعوة صاحب الأمر ـ عليه السلام ـ ويفتخر بذلك (4) .
  ويضيف الصدوق عن أبي جعفر محمد بن علي الأسود بقوله : وسألته في أمر

---------------------------
(1) المستدرك ج 3 ص 528 س 6 .
(2) ذكر النجاشي أن الواسطة لإيصال الكتاب للحسين بن روح ( رض ) علي بن الأسود ، بينما في كمال الدين ج 2 ص 49 ح 26 ، وغيبة الطوسي 194 كان الواسطة أبو جعفر محمد بن علي الأسود ، فلاحظ .
(3) قد تقدم في توقيع العسكري ( عليه السلام ) : ( وجعل من صلبك أولادا صالحين )
(4) النجاشي ص 198 ، الخلاصة للعلامة ص 94 ، القطب في الخرائج ص 189 ، والشيخ في الغيبة ص 195 كل بتفاوت بسيط .

الامامة والتبصرة من الحيرة _ 23 _

  نفسي أن يدعو الله لي أن يرزقني ولدا ذكرا ، فلم يجبني إليه ، وقال : ليس إلى هذا سبيل فولد لعلي بن الحسين رضي الله عنه ابنه محمد بن علي وبعده أولاد ولم يولد لي شئ .
  قال مصنف هذا الكتاب: كان أبو جعفر محمد بن علي الأسود كثيرا ما يقول لي - إذا رآني أختلف إلى مجلس شيخنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد ( رض ) و أرغب في كتب العلم وحفظه ـ : ليس بعجب أن تكون لك هذه الرغبة في العلم و أنت ولدت بدعاء الإمام ( عليه السلام ) (1) .
  أما الشيخ الطوسي ، فيروي عن مشايخه عن ابن نوح بإسناده عن مشايخ أهل قم أن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه كانت تحته بنت عمه محمد بن موسى بن بابويه ، فلم يرزق منها ولدا ، فكتب إلى الشيخ أبي القاسم الحسين بن روح ( رض ) أن يسأل الحضرة أن يدعو الله أن يرزقه أولادا فقهاء ، فجاء الجواب : ( إنك لا ترزق من هذه وستملك جارية ديلمية وترزق منها ولدين فقيهين ) .
  وقال ابن نوح : وقال لي أبو عبد الله بن سورة القمي حفظه الله: ولأبي الحسن بن بابويه ثلاثة أولاد: محمد والحسين فقيهان ماهران في الحفظ ويحفظان ما لا يحفظ غيرهما من أهل قم ، ولهما أخ اسمه الحسن وهو الأوسط مشتغل بالعبادة والزهد لا يختلط بالناس ولا فقه له .
  قال ابن سورة : كلما روى أبو جعفر وأبو عبد الله ابنا علي بن الحسين شيئا يتعجب الناس من حفظهما ، ويقولون لهما : هذا الشأن خصوصية لكما بدعوة الإمام ( عج ) لكما ، وهذا أمر مستفيض في أهل قم (2) .
  ولهذا كان الصدوق الثاني رحمه الله يقول : ( أنا ولدت بدعوة صاحب الأمر ( عج ) ، ويفتخر بذلك (3) كما مر .
  وحق لهذا الطود العظيم الشامخ أن يفتخر ، فهو البحر الطامي ، ومفخرة كل شيعي إمامي، وهو الموج المتلاطم الزخار ، والصدوق فيما يرويه عن الأئمة الأطهار ( عليهم السلام ) ، شيخ المحدثين القميين ، ورئيس المستحفظين المهديين، وحافظ علوم الملة والدين ، الذي ولد ـ كما مر ـ بدعاء الإمام صاحب الزمان ( عج ) فعمت بركته

---------------------------
(1) إكمال الدين ج 2 / 502 ، ومنتخب الأثر 384 ح 6 والبحار 51 / 335 ح 61 .
(2) الغيبة للشيخ الطوسي ص 187 السطر الأخير .
(3) النجاشي ص 199 .

الامامة والتبصرة من الحيرة _ 24 _

  الأنام ، ونطقت بفضله الركبان ، ولا زالت أنوار مداده تشع في قلوب المؤمنين ، وتنير الطريق للسالكين ، سيما كتابه الجليل ( من لا يحضره الفقيه ) أحد الكتب الأربعة عند الطائفة الحقة ، والمعول عليها عند كل عالم وفقيه .

مؤلفاته

  وللصدوق الأول كتب كثيرة قاربت المائتين في مختلف فنون العلم والفقه والدين ، قال ابن النديم : قرأت بخط ابنه أبي جعفر محمد بن علي ( الصدوق ) على ظهر جزء : ( قد أجزت لفلان بن فلان كتب أبي علي بن الحسين وهي مائتا كتاب ) (1).
  مع أن ابن النديم لم يعطنا اسم أي كتاب بينما ذكر النجاشي والشيخ الطوسي ما يقارب عشرين كتابا فقط ، وإليك أسماؤها :
  1 ـ كتاب التوحيد .
  2 ـ كتاب الوضوء .
  3 ـ كتاب الصلاة .
  4 ـ كتاب الجنائز .
  5 ـ كتاب الإمامة والتبصرة من الحيرة .
  6 ـ كتاب الاملاء .
  7 ـ كتاب نوادر كتاب المنطق (2) .
  8 ـ كتاب الإخوان .
  9 ـ كتاب النساء والولدان .
  10 ـ كتاب الشرائع ـ وهو الرسالة إلى ابنه (3) .
  11 ـ كتاب تفسير .
  12 ـ كتاب النكاح .
  13 ـ كتاب مناسك الحج .
  14 ـ كتاب قرب الإسناد (4) .
  15 ـ كتاب التسليم (5) .
  16 ـ كتاب الطب .
  17 ـ كتاب المواريث .
  18 ـ كتاب المعراج (6) .
  19 ـ كتاب الحج ، لم يتمه (7) .
  20 ـ رسالة الكر والفر .
---------------------------
(1) الفهرست لابن النديم ص 246 .
(2) ابن شهرآشوب في معالم العلماء ص 65 عد النوادر كتابا والمنطق كتابا وسماه النطق ، وكذا الطوسي في الفهرست ص 218 .
(3) ابن شهرآشوب في معالم العلماء ص 65 فصل بين الشرائع والرسالة إلى محمد بن علي فجعلها كتابين، وكذا الطوسي في الفهرست ص 218 .
(4) وقد صرح المدقق المقدس الأردبيلي في حديقة الشيعة بأن قرب الإسناد لعلي بن بابويه وقع بيده بعد تأليفه كتاب آيات الأحكام وكان بخط مؤلفه ، وقد أخرج منه بعض الأخبار في الحديقة ( المستدرك ج 3 ص 529 ) .
(5) ذكر ابن شهرآشوب في معالم العلماء ص 65 : كتاب التمييز ، وذكر الطوسي في الفهرست ص 218 :
كتاب التسليم والتمييز .
(6) النجاشي ص 199 .
(7) الفهرست للطوسي ص 218 .

الامامة والتبصرة من الحيرة _ 25 _

  والرسالة الأخيرة مناظرة مع محمد بن مقاتل الرازي (1) في إثبات إمامة أمير المؤمنين في الري إلى أن صار محمد بن مقاتل شيعيا (2).

مكانته عند العلماء

  وكانت للصدوق منزلة عظيمة عند الأصحاب لوثاقته وعدالته وكان العلماء يعدون فتاويه من الأخبار ، قال الشهيد في ذكراه : وقد كان الأصحاب يتمسكون بما يجدونه من شرائع الشيخ أبي الحسن بن بابويه رحمه الله عند إعواز النصوص لحسن ظنهم به ، وإن فتواه كروايته (3) .
  وذكر المجلسي في الصدوقين: ولذا ينزل أكثر أصحابنا كلامه وكلام أبيه (رض) منزلة النص المنقول والخبر المأثور (4) .
  لأنه أول من ابتكر طرح الأسانيد وجمع بين النظائر وأتى بالخبر مع قرينه علي بن بابويه في رسالته إلى ابنه ، وجميع من تأخر عنه يحمد طريقه فيها، ويعول عليه في مسائل لا يجد النص فيها لثقته وأمانته وموضعه من الدين والعلم (5).
مشايخه وأساتذته
  تتلمذ شيخنا الصدوق على كثير من المشايخ العظام ، وأساتذة علوم الفقه والحديث فجال في طلبهم البلدان ، وترك في سبيل ملاقاة حملة العلم وأئمة الدين الأوطان ، إلا أننا لا نستطيع حصر أسمائهم ، لضياع أغلب كتبه ومؤلفاته ، وقد جمعنا أسماء بعض مشايخه من خلال كتبه الموجودة بين أيدينا وهم :
  1 ـ إبراهيم بن عبدوس الهمداني(6)
  2 ـ أحمد بن إدريس (7)

---------------------------
(1) راجع ترجمته في نوابغ الرواة ص 308 .
(2) رياض العلماء ج 4 ص 6 ثم قال صاحب الرياض : ورأيت نسخة منها في كازرون في بعض المجاميع، وهي رسالة جليلة لطيفة محتوية على تلك المناظرة ولكن جمعها بعض تلاميذه .
(3) ذكرى الشيعة ص 4 السطر الأخير .
(4) البحار ج 10 ص 405 .
(5) رياض العلماء ج 4 ص 6 عن أبي علي بن الطوسي ، المستدرك ج 3 ص 528 عن مجموعة الشهيد عن ابن الطوسي أيضا ، الروضات ج 4 ص 274 .
(6) الأمالي ص 16 .
(7) العيون ص 21 ، ص 30 .