--------------------------- (1) ح : ( إلى الحملة ) . (2) ح : ( قيل قريش وقوم من أهل المدينة ) . (3) الأسودة : جمع سواد ، وهو الشخص . (4) ح : ( قد أكثرا لومي ) ، مروج الذهب ( 2 : 22 ) : ( قد أكثر القوم ) . (5) الفل : الهزيمة ، وفي الأصل : ( يغل أو يغلا ) صوابه في ح ومروج الذهب والطبري ( 6 : 22 ) . (6) ذو الكعوب : الرمح ، والشل : الطرد ، ورواية الطبري ( 6 : 24 ) : واقعة صفين _ 326 _
قال : وقد كان علي قال له : أتخاف أن تكون أعور جبانا أيا هاشم ، يتلهم بذي الكعوب تلا ، تله يتله تلا : صرعه ، فهو متلول وتليل ، المرقال : قال : يا أمير المؤمنين ، أما والله لتعلمني (1) ـ إن شاء الله ـ ألف اليوم بين جماجم القوم ، فحمل يومئذ يرقل إرقالا ، نصر ، عن عبد العزيز بن سياه ، عن حبيب بن أبي ثابت قال لما كان قتال صفين والراية مع هاشم بن عتبة ـ قال ـ جعل عمار بن ياسر يتناوله بالرمح ويقول : أقدم يا أعور ، لا خير في أعـــور لا يأتي الفـــزع ، قال : فجعل يستحيى من عمار ، وكان عالما بالحرب ، فيتقدم فيركز الراية ، فإذا تتامت (2) إليه الصفوف قال عمار : أقدم يا أعور .
لا خير في أعـــور لا يأتي الفـــزع ، فجعل عمرو بن العاص يقول : إني لأرى لصاحب الراية السوداء عملا ، لئن دام على هذا لتفنين العرب اليوم ، فاقتتلوا قتالا شديدا ، وجعل عمار يقول : صبرا عباد الله ، الجنة تحت ظلال البيض (3) ، وكان لواء الشام مع أبي الأعور السلمي ، ولم يزل عمار بهاشم ينخسه حتى أشتد القتال (4) ، وزحف هاشم بالراية يرقل بها إرقالا ، وكان يسمى المرقال ، قال : وزحف الناس بعضهم إلى بعض ، والتقى الزحفان فاقتتل الناس قتالا شديدا لم يسمع الناس بمثله ، وكثرت القتلى في الفريقين كليهما . --------------------------- (1) في الأصل : ( لتعلمن ) . (2) في الأصل : ( شامت ) . (3) البيض : السيوف . (4) في الأصل : ( شبت القتال ) صوابه في ح ( 2 : 270 ) . واقعة صفين _ 327 _
قال : وقال عمر ( وبن شمر ) : عن أبي إسحاق ، عن أبي السفر (1) قال : لما التقينا بالقوم في ذلك اليوم وجدناهم خمسة صفوف قد قيدوا أنفسهم بالعمائم (2) فقتلنا صفا صفا ، حتى قتلنا ثلاثة صفوف وخلصنا إلى الصف الرابع ما على الأرض شامي ولا عراقي يولي دبره ، وأبو الأعور يقول (3) :
--------------------------- (1) أبو السفر ، بالتحريك ، كما في تقريب التهذيب والقاموس ، واسمه سعيد بن يحمد ، بضم الياء وسكون الحاء وكسر الميم ، الهمداني الثوري الكوفي ، ثقة من الثالثة ، مات سنة 112 . (2) انظر ما سبق ص 228 . (3) الشعر ليس للأعور ، بل هو لقيس بن الخطيم من قصيدة له في ديوانه 10 ـ 15 ليبسك . (4) في الأصل : ( صدود خدود ) وأثبت ما في ح والديوان . (5) الأرك : الأضعف ، والركة : الضعف ، وفي الأصل : ( الأدك ) صوابه في ح . (6) في القاموس : ( الران كالخف إلا أنه لا قدم له ، وهو أطول من الخف ) والجمع رانات ، ح : ( رايات ) . (7) انظر ما سبق في ص 257 . (8) الكمل ، أي الجمل ، وعك تقلب الجيم كافا ، انظر ما مضي في ص 228 ، وفي الأصل : ( الجمل ) صوابه في ح ( 2 : 270 ) . (9) ح : ( كما يبرك الجمل ) . واقعة صفين _ 328 _
وبلغنا في حديث آخر أن عبيد الله بن عمر بعثه معاوية في أربعة آلاف وثلثمائة ـ وهي كتيبة الخضرية الرقطاء ، وكانوا قد أعلموا بالخضرة ـ ليأتوا عليا من ورائه ، قال أبو صادق ، فبلغ عليا أن عبيد الله بن عمر قد توجه ليأتيه من ورائه ، فبعث إليهم أعدادهم ليس منهم إلا تميمي ، واقتتل الناس من لدن اعتدال النهار إلى صلاة المغرب ، ما كانت صلاة القوم إلا التكبير عند مواقيت الصلاة ، ثم إن ميسرة العراق كشفت ميمنة أهل الشام فطاروا في سواد الليل ، وأعاد عبيد الله والتقى هو وكرب ـ رجل من عكل ـ فقتله وقتل الذين معه جميعا ، وإنما انكشف الناس لوقعة كرب ، فكشف أهل الشام أهل العراق فاختلطوا في سواد الليل وتبدلت الرايات بعضها ببعض ، فلما أصبح الناس وجد أهل الشام لواءهم وليس حوله إلا ألف رجل ، فاقتلعوه وركزوه من وراء موضعه الأول ، وأحاطوا به ، ووجد أهل العراق لواءهم مركوزا وليس حوله إلا ربيعة ، وعلي ( عليه السلام ) بينها ، وهم يحيطون به ، وهو لا يعلم من هم ويظنهم غيرهم ، فلما أذن مؤذن علي حين طلع الفجر قال علي :
--------------------------- (1) ح : ( وإنك يا أمير المؤمنين لعندنا منذ الليلة ) . واقعة صفين _ 329 _
فلما أصبح لم ير الأشعث ولا أصحابه وإذا سعيد بن قيس ( الهمداني ) على مركزه ، فلحقه رجل من ربيعة يقال له نفر (1) فقال له : ألست الزاعم لئن لم تنته ربيعة لتكونن ربيعة ربيعة وهمدان همدان (2) ، فما أغنت عنك همدان (3) البارحة . فنظر إليه علي نظر منكر ، ( ونادى منادي علي ( عليه السلام ) : أن اتعدوا للقتال واغدوا عليه ، وانهدوا إلى عدوكم ) فلما أصبحوا نهدوا للقتال غير ربيعة لم تتحرك ، فبعث إليهم علي : أن انهدوا إلى عدوكم ، فأبوا ، فبعث إليهم أبا ثروان فقال : إن أمير المؤمنين يقرئكم السلام ويقول : يا معشر ربيعة ما يمنعكم أن تنهدوا وقد نهد الناس ؟ قالوا : كيف ننهد وهذه الخيل من وراء ظهرنا ؟ قل لأمير المؤمنين ( عليه السلام ) فليأمر همدان أو غيرها بمناجزتهم لننهد ، فرجع أبو ثروان إلى علي ( عليه السلام ) فأخبره ، فبعث إليهم الأشتر فقال : يا معشر ربيعة ، ما منعكم أن تنهدوا ( وقد نهد الناس ) ـ وكان جهير الصوت ـ وأنتم أصحاب كذا وأصحاب كذا ؟ ! فجعل يعدد أيامهم ، فقالوا : لسنا نفعل حتى ننظر ما تصنع هذه الخيل التي خلف ظهورنا ، وهي أربعة آلاف ، قل لأمير المؤمنين فليبعث إليهم من يكفيه أمرهم ـ وراية ربيعة يومئذ مع حضين ابن المنذر ـ فقال لهم الأشتر : فإن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) يقول لكم : اكفونيها ، إنكم لو بعثتم إليهم طائفة منكم لتركوكم في هذه الفلاة وفروا فوجهت حينئذ ربيعة إليهم تيم الله ، والنمر بن قاسط ، وعنزة .
--------------------------- (1) ح : ( زفر ) . (2) في الأصل : ( ومضر مضر ) والصواب ما أثبت من ح . (3) في الأصل : ( مضر ) والصواب ما أثبت من ح . واقعة صفين _ 330 _
كاليعافير (1) ، فوجهت حينئذ ربيعة إليهم تيم الله ، والنمر بن قاسط ، وعنزة ، قالوا : فمشينا إليهم مستلئمين مقنعين في الحديد ، وكانت عامه قتال صفين مشيا ، فلما أتيناهم هربوا وانتشروا انتشار الجراد ، قال : فذكرت قول الأشتر : وفروا كاليعافير (2) ، فرجعنا إلى أصحابنا وقد نشب القتال بينهم وبين أهل الشام وقد اقتطع أهل الشام طائفة من أهل العراق بعضها من ربيعة فأحاطوا بها ، فلم نصل إليها حتى حملنا على أهل الشام فعلوناهم بالأسياف حتى انفرجوا لنا وأفضينا إلى أصحابنا ( فاستنقذناهم ) وعرفناهم تحت النقع بسيماهم وعلامتهم (3) ، وكانت علامة أهل العراق بصفين الصوف الأبيض قد جعلوه في رؤوسهم وعلى أكتافهم ، وشعارهم : ( يا الله يا أحد يا صمد ، يا رب محمد ، يا رحمن يا رحيم ) ، وكان علامة أهل الشام خرقا صفرا (4) قد جعلوها علي روؤسهم وأكتافهم ، وكان شعارهم ( نحن عباد الله حقا حقا ، يا لثارات عثمان ) ، وكانت رايات أهل العراق سودا وحمرا ودكنا وبيضا ومعصفرة وموردة ، والألوية مضروبة دكن وسود ، قال : فاجتلدوا بالسيوف وعمد الحديد ، قال : فما تحاجزوا حتى حجز بيننا سواد الليل ، قال : وما نرى رجلا منا ولا منهم موليا ، نصر : عمر ، حدثني صديق أبي ، عن الإفريقي بن أنعم قال : كانوا عربا يعرف بعضهم بعضا في الجاهلية ، وإنهم لحديثو عهد بها ، فالتقوا في الإسلام وفيهم بقايا تلك الحمية ، وعند بعضهم بصيرة الدين والإسلام ، فتصابروا (5) .
--------------------------- (1) اليعافير : الظباء ، واحدها يعفور . (2) في الأصل : ( كأنهم اليعافير ) وأثبت ما في ح ( 2 : 271 ) . (3) في الأصل : ( وعرفنا علامة الصوف ) ، وأثبت ما في ح . (4) في الأصل : ( بيضا ) وأثبت ما في ح . (5) ح : ( فتضاربوا ) . واقعة صفين _ 331 _
واستحيوا من الفرار حتى كادت الحرب تبيدهم ، وكانوا إذا تحاجزوا دخل هؤلاء
عسكر هؤلاء فيستخرجون قتلاهم فيدفنونهم ، فلما أصبحوا ـ وذلك يوم الثلاثاء ـ خرج الناس إلى مصافهم فقال أبو نوح : فكنت في الخيل يوم صفين في خيل علي ( عليه السلام ) وهو واقف بين جماعة من همدان وحمير وغيرهم من أفناء قحطان (1) ، وإذا أنا برجل من أهل الشام يقول : من دل على الحميري أبي نوح ؟ فقلنا : هذا الحميري فأيهم تريد ؟ قال : أريد الكلاعي أبا نوح . قال : قلت : قد وجدته فمن أنت ؟ قال : أنا ذو الكلاع ، سر إلى ، فقلت له : معاذ الله أن أسير إليك إلا في كتيبة ، قال ذو الكلاع : ( بلى ) فسر ، فلك ذمة الله وذمة رسوله وذمة ذي الكلاع حتى ترجع إلى خيلك ، فإنما أريد أن أسألك عن أمر فيكم تمارينا فيه ، فسر دون خيلك حتى أسير إليك ، فسار أبو نوح وسار ذو الكلاع حتى التقيا ، فقال ذو الكلاع : إنما دعوتك أحدثك حديثا حدثناه عمرو بن العاص ( قديما ) في إمارة عمر بن الخطاب ، قال أبو نوح : وما هو ؟ قال ذو الكلاع : حدثنا عمرو بن العاص أن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قال : ( يلتقى أهل الشام وأهل العراق وفي إحدى الكتيبتين الحق وإمام الهدى ومعه عمار بن ياسر ) ، قال أبو نوح : لعمر الله إنه لفينا ، قال : أجاد هو في قتالنا ؟ قال أبو نوح : نعم ورب الكعبة ، لهو أشد علي قتالكم مني ، ولوددت أنكم خلق واحد فذبحته وبدأت بك قبلهم وأنت ابن عمي ، قال ذو الكلاع : ويلك ، علام تتمنى ذلك منا ؟ ! والله ما قطعتك فيما بيني وبينك ، وإن رحمك لقريبة ، وما يسرني أن أقتلك ، قال أبو نوح : إن الله قطع بالإسلام أرحاما قريبة ، ووصل به أرحاما متباعدة ، وإني لقاتلك (2) أنت وأصحابك ، ونحن على الحق وأنتم على الباطل مقيمون مع أئمة الكفر ورؤوس الأحزاب .
--------------------------- (1) الأفناء : الأخلاط النزاع من ها هنا وها هنا . (2) في الأصل : ( وإني منا ) صوابه في ح . واقعة صفين _ 332 _
فقال له ذو الكلاع : فهل تستطيع أن تأتي معي في صف أهل الشام ، فأنا جار لك من ذلك ألا تقتل ولا تسلب ولا تكره على بيعه ، ولا تحبس عن جندك ، وإنما هي كلمة تبلغها عمرو بن العاص ، لعل الله أن يصلح بذلك بين هذين الجندين ، ويضع الحرب والسلاح (1) ، فقال أبو نوح : إني أخاف غدراتك وغدرات أصحابك ، فقال له ذو الكلاع : أنا لك بما قلت زعيم ، فقال أبو نوح : اللهم إنك ترى ما أعطاني ذو الكلاع وانت تعلم ما في نفسي ، فاعصمني واختر لي وانصرني وادفع عني ، ثم سار مع ذي الكلاع حتى أتى عمرو بن العاص وهو عند معاوية وحوله الناس وعبد الله بن عمرو يحرض الناس على الحرب ، فلما وقفا على القوم قال ذو الكلاع لعمرو : يا أبا عبد الله ، هل لك في رجل ناصح لبيب شفيق يخبرك عن عمار بن ياسر لا يكذبك ؟ قال عمرو : ومن هو ؟ قال : ابن عمي هذا ، وهو من أهل الكوفة ، فقال عمرو : إني لأرى عليك سيما أبي تراب ، قال أبو نوح : على سيما محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وأصحابه ، وعليك سيما أبي جهل وسيما فرعون ، فقام أبو الأعور فسل سيفه ثم قال : لا أرى هذا الكذاب اللئيم يشاتمنا بين أظهرنا وعليه سيما أبي تراب ، فقال ذو الكلاع : أقسم بالله لئن بسطت يدك إليه لأخطمن أنفك بالسيف ، ابن عمي وجاري عقدت له بذمتي ، وجئت به إليكما ليخبركما عما تماريتم فيه ، قال له عمرو بن العاص : اذكرك بالله يا أبا نوح إلا ما صدقتنا ، ولم تكذبنا (2) ، أفيكم عمار بن ياسر ؟ فقال له أبو نوح :
--------------------------- (1) قال ابن أبي الحديد : قلت : واعجباه من قوم يعتريهم الشك في أمرهم لمكان عمار ولا يعتريهم الشك لمكان علي ( عليه السلام ) ، ويستدلون على أن الحق مع أهل العراق يكون عمار بين أظهرهم ولا يعبثون بمكان علي ( عليه السلام ) ، ويحذرون من قول النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : تقتلك الفئة الباغية ، ويرتاعون لذلك ولا يرتاعون لقوله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في علي ( عليه السلام ) : اللهم وال من والاه وعاد من عاداه ، ولا لقوله : لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق وهذا يدلك على أن عليا ( عليه السلام ) اجتهدت قريش كلها من مبدأ الأمر في إخمال ذكره وستر فضائله . (2) في الأصل : ( إلا ما صدقت ولا تكذبنا ) والوجه ما أثبت من ح ( 2 : 272 ) . واقعة صفين _ 333 _
ما أنا بمخبرك عنه حتى تخبرني لم تسألني عنه : فإنا معنا من أصحاب رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) عدة غيره ، وكلهم جاد على قتالكم ، قال عمرو : سمعت رسول الله
( صلى الله عليه وآله وسلم ) يقول : ( إن عمارا تقتله الفئة الباغية ، وإنه ليس ينبغي لعمار أن يفارق الحق ولن تأكل النار منه شيئا ) ، فقال أبو نوح : لا إله إلا الله والله أكبر ، والله إنه لفينا ، جاد على قتالكم ، فقال عمرو : والله إنه لجاد على قتالنا ؟ قال : نعم والله الذي لا إله إلا هو ، ولقد حدثني يوم الجمل أنا سنظهر عليهم ، ولقد حدثني أمس أن لو ضربتمونا حتى تبلغوا بنا سعفات هجر (1) لعلمنا أنا علي حق وأنهم على باطل ، كانت قتلانا في الجنة وقتلاكم في النار ، فقال له عمرو : فهل تستطيع أن تجمع بيني وبينه ؟ قال : نعم ، فلما أراد أن يبلغه أصحابه ركب عمرو بن العاص ، وابناه ، وعتبة بن أبي سفيان ، وذو الكلاع ، وأبو الأعور السلمي ، وحوشب ، والوليد بن ( عقبة بن ) أبي معيط ، فانطلقوا حتى أتوا خيولهم ،
وسار أبو نوح ومعه شرحبيل بن ذي الكلاع حتى انتهيا إلى أصحابه فذهب أبو نوح إلى عمار فوجده قاعدا مع أصحاب له ، منهم ابنا بديل وهاشم ، والأشتر ، وجارية بن المثني ، وخالد بن المعمر ، وعبد الله بن حجل ، وعبد الله بن العباس ، وقال أبو نوح : إنه دعاني ذو الكلاع وهو ذو رحم فقال : أخبرني عن عمار ابن ياسر ، أفيكم هو ؟ قلت : لم تسأل ؟ قال : أخبرني عمرو بن العاص في إمرة عمر بن الخطاب أنه سمع رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يقول : ( يلتقي أهل الشام وأهل العراق وعمار في أهل الحق يقتله الفئة الباغية ) ، فقلت : إن عمارا فينا ، فسألني (2) :
--------------------------- (1) انظر ما سبق ص 322 س 7 . (2) في الأصل : ( قيل لي ) صوابه في ح ( 2 : 272 ) . واقعة صفين _ 334 _
أجاد هو على قتالنا ؟ فقلت : نعم والله ، أجد مني ، ولوددت أنكم خلق واحد فذبحتكم وبدأت بك يا ذا الكلاع ، فضحك عمار وقال : هل يسرك ذلك ؟ قال : قلت نعم ، قال أبو نوح : أخبرني ( الساعة ) عمرو ابن العاص أنه سمع رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يقول : ( عمار يقتله الفئة الباغية ) ، قال عمار : أقررته بذلك ؟ قال : نعم أقررته فأقر ، فقال عمار : صدق ، وليضرنه ما سمع ولا ينفعه ، ثم قال أبو نوح لعمار ـ ونحن اثنا عشر رجلا ـ : فإنه يريد أن يلقاك ، فقال عمار لأصحابه : اركبوا ، فركبوا وساروا ثم بعثنا إليهم فارسا من عبد القيس يسمى عوف بن بشر ، فذهب حتى كان قريبا من القوم ، ثم نادى : أين عمرو ابن العاص ؟ قالوا (1) : هاهنا ، فأخبره بمكان عمار وخيله ، قال عمرو : قل له فليسر إلينا ، قال عوف : إنه يخاف غدراتك ، فقال له عمرو : ما أجرأك علي وأنت على هذه الحال ! فقال له عوف : جرأني عليك بصيرتي فيك وفي أصحابك ، فإن شئت نابذتك ( الآن ) على سواء ، وإن شئت التقيت أنت وخصماؤك ، وأنت كنت غادرا (2) ، فقال له عمرو : ألا أبعث إليك بفارس يواقفك ؟ فقال له عوف : ما أنا بالمستوحش ، فابعث بأشقى أصحابك ، قال عمرو : فأيكم يسير إليه ؟ فسار إليه أبو الأعور ، فلما تواقفا تعارفا فقال عوف لأبي الأعور : إني لأعرف الجسد وأنكر القلب ، إني لا أراك مؤمنا ، وإنك لمن أهل النار ، فقال أبو الأعور : لقد أعطيت لسانا يكبك الله به على وجهك في نار جهنم ، فقال عوف :
--------------------------- (1) في الأصل : ( قال ) صوابه في ح . (2) الكلام بعد لفظة ( سواء ) إلى هنا لم يرد في ح . واقعة صفين _ 335 _
كلا والله إني أتكلم أنا بالحق ، وتكلم أنت بالباطل ، وإني أدعوك إلى الهدى وأقاتل أهل الضلالة (1) وأفر من النار ، وأنت بنعمة الله ضال تنطق بالكذب وتقاتل على ضلالة ، وتشتري العقاب بالمغفرة ، والضلالة بالهدي انظروا إلى وجوهنا ووجوهكم ، وسيمانا وسيماكم ، واسمعوا إلى دعوتنا ودعوتكم ، فليس أحد منا إلا وهو أولى بمحمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وأقرب إليه قرابة منكم ، قال له أبو الأعور : ( لقد ) أكثرت الكلام وذهب النهار ، ( ويحك ) ادع أصحابك وأدعو أصحابي ، فأنا جار لك حتى تأتي موقفك الذي أنت فيه الساعة ، فإني لست أبدؤك بغدر ولا أجترئ على غدر حتى تأتي أنت وأصحابك ، وحتى تقفوا ، فإذا علمت كم هم جئت من أصحابي بعددهم ، فإن شاء أصحابك فليقلوا وإن شاءوا فليكثروا ، فسار أبو الأعور في مائة فارس حتى إذا كان حيث كنا بالمرة الأولى (2) وقفوا وسار في عشرة بعمرو ، وسار عمار في اثني عشر فارسا حتى اختلفت أعناق الخيل : خيل عمرو وخيل عمار ، ورجع عوف بن بشر في خيله وفيها الأشعث بن قيس ، ونزل عمار والذين معه فاحتبوا بحمائل سيوفهم ، فتشهد عمرو بن العاص ، فقال له عمار بن ياسر : اسكت بعد هذا الكلام ليس عند ابن عقبة إلى موضع العلامة (3) فقد تركتها في حياة محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وبعد موته ، ونحن أحق بها منك ، فإن شئت كانت خصومة فيدفع حقنا باطلك ، وإن (4) شئت كانت خطبة فنحن أعلم بفصل الخطاب منك ، وإن شئت أخبرتك بكلمة تفصل بيننا وبينك وتكفرك قبل القيام ، وتشهد بها على نفسك ، ولا تستطيع أن تكذبني ( فيها ) .
--------------------------- (1) ح : ( وأقاتلك على الضلال ) . (2) ح : ( حتى إذا كانوا بالمنصف ) . (3) ابن عقبة أحد رواة هذا الكتاب ، ويريد بموضع العلامة ما أشار إليه بعد قوله : ( فيمن قتله ) الذي سيأتي في ص 339 ، وهو قوله : ( من هنا عند ابن عقبة ) . (4) قبل هذه العبارة في الأصل : ( وإن شئت كانت خصومة فيدفع حقنا باطلا ) ، وهذه العبارة المكررة المحرفة لم ترد في ح ، وقد طرحتها من الأصل . واقعة صفين _ 336 _
قال عمرو : يا أبا اليقظان ، ليس لهذا جئت ، إنما جئت لأني رأيتك أطوع أهل هذا العسكر فيهم ، أذكرك الله إلا كففت سلاحهم وحقنت دماءهم ، وحرضت على ذلك (1) ، فعلام تقاتلنا ؟ أو لسنا نعبد إلها واحدا ، ونصلي ( إلى ) قبلتكم ، وندعو دعوتكم ، ونقرأ كتابكم ، ونؤمن برسولكم ، قال عمار : الحمد لله الذي أخرجها من فيك ، إنها لي ولأصحابي : القبلة ، والدين ، وعبادة الرحمن ، والنبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، والكتاب من دونك ودون أصحابك ، الحمد لله الذي قررك لنا بذلك ، دونك ودون أصحابك ، وجعلك ضالا مضلا ، لا تعلم هاد أنت أم ضال ؟ وجعلك أعمى ، وسأخبرك علام قاتلتك عليه أنت وأصحابك ، أمرني رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أن أقاتل الناكثين ، وقد فعلت ، وأمرني أن أقاتل القاسطين ، فأنتم هم ، وأما المارقون (2) فما أدرى أدركهم أم لا ، أيها الأبتر ، ألست تعلم أن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قال لعلي : ( من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه ) ، وأنا مولى الله ورسوله وعلي بعده ، وليس لك مولى ، قال له عمرو : لم تشتمني يا أبا اليقظان ولست أشتمك ؟ قال عمار : وبم تشتمني ، أتستطيع أن تقول : إني عصيت الله ورسوله يوما قط ؟ قال له عمرو : إن فيك لمسبات (3) سوى ذلك ، فقال عمار : إن الكريم من أكرمه الله ، كنت وضيعا فرفعني الله ، ومملوكا فأعتقني الله ، وضعيفا فقواني الله ، وفقيرا فأغناني الله ، وقال له عمرو ، فما ترى في قتل عثمان ؟ قال : فتح لكم باب كل سوء ، قال عمرو : فعلي قتله ؟ قال عمار : بل الله علي قتله وعلي معه ، قال عمرو :
--------------------------- (1) ح : ( وحرصت على ذلك ) ومؤدى العبارتين واحد . (2) في الأصل : ( المارقين ) صوابه في ح ( 2 : 273 ) . (3) ح : ( لمساب ) . واقعة صفين _ 337 _
أكنت فيمن قتله ؟ من هنا عند ابن عقبة (1) قال : كنت مع من قتله وأنا اليوم أقاتل معهم ، قال عمرو : فلم قتلتموه ؟ قال عمار : أراد أن يغير ديننا فقتلناه ، فقال عمرو : ألا تسمعون ؟ قد اعترف بقتل عثمان ، قال عمار : وقد قالها فرعون قبلك لقومه : ألا تستمعون (2) ، فقام أهل الشام ولهم زجل فركبوا خيولهم فرجعوا ، ( وقام عمار وأصحابه فركبوا خيولهم ورجعوا ) ، فبلغ معاوية ما كان بينهم فقال : هلكت العرب أن أخذتهم (3) خفة العبد الأسود يعني عمار بن ياسر ، ( قال نصر : فحدثنا عمرو بن شمر قال ) : وخرج إلى القتال (4) ، وصفت الخيول بعضها لبعض ، وزحف الناس ، وعلى عمار درع ( بيضاء ) وهو يقول : أيها الناس ، الرواح إلى الجنة ، فاقتتل الناس قتالا شديدا لم يسمع الناس بمثله ، وكثرت القتلى حتي إن كان الرجل ليشد طنب فسطاطه بيد الرجل أو برجله ، فقال الأشعث : لقد رأيت أخبية فلسطين وأروقتهم وما منها خباء ولا رواق ولا بناء ولا فسطاط إلا مربوطا بيد رجل أو رجله ، وجعل أبو سماك الأسدي يأخذ إداوة من ماء وشفرة حديد ، فإذا رأى رجلا جريحا وبه رمق أقعده فيقول : من أمير المؤمنين ؟ فإن قال علي غسل عنه الدم وسقاه من الماء ، وإن سكت وجأه بالسكين (5) حتى يموت ( ولا يسقيه ) ، قال : فكان يسمى المخضخض .
--------------------------- (1) ابن عقبة ، أحد رواة هذا الكتاب ، انظر التنبيه 3 من صفحة 337 . (2) من الآية 25 في سورة الشعراء ، وفي الأصل وح : ( ألا تسمعون ) والوجه ما أثبت . (3) ح : ( حركتهم ) . (4) وخرج ، أي عمار ، وفي ح ( 2 : 273 ) : ( فخرجت الخيول إلى القتال ) . (5) في الأصل : ( بسكين ) وأثبت ما في ح . واقعة صفين _ 338 _
نصر ، عن عمرو بن شمر عن جابر قال : سمعت الشعبي يقول : قال الأحنف ابن قيس : والله إني لإلى جانب عمار بن ياسر ، بيني وبينه رجل من بني الشعيراء (1) ، فتقدمنا حتى إذا دنونا من هاشم بن عتبة قال له عمار : احمل فداك أبي وأمي ، ونظر عمار إلي رقة في الميمنة فقال له هاشم : رحمك الله يا عمار ، إنك رجل تأخذك خفة في الحرب ، وإني إنما أزحف باللواء زحفا ، وأرجوا أن أنال بذلك حاجتي ، وإني إن خففت لم آمن الهلكة ، وقد كان قال معاوية لعمرو : ويحك ، إن اللواء اليوم مع هاشم بن عتبة ، وقد كان من قبل يرقل به إرقالا ، وإنه إن زحف به اليوم زحفا إنه لليوم الأطول لأهل الشام ، وإن زحف في عنق من أصحابه إني لأطمع أن تقتطع ، فلم يزل به عمار حتى حمل ، فبصر به معاوية فوجه إليه حماة أصحابه ومن يزن بالبأس (2) والنجدة منهم في ناحيته ، وكان في ذلك الجمع عبد الله بن عمرو بن العاص ومعه يومئذ سيفان قد تقلد واحدا وهو يضرب بالآخر ، وأطافت به خيل علي ، فقال عمرو : يا الله ، يا رحمن ، ابني ابني ، قال : ويقول معاوية : صبرا صبرا فإنه لا بأس عليه قال عمرو : ولو كان يزيد بن معاوية إذا لصبرت ! ولم يزل حماة أهل الشام يذبون عنه (3) حتي نجا هاربا على فرسه ومن معه ، وأصيب هاشم في المعركة ، قال نصر : وحدثنا عمر بن سعد قال : وفي هذا اليوم قتل عمار بن ياسر ( رضي الله عنه ) أصيب في المعركة ، و قد كان قال عمار حين نظر إلى راية عمرو بن العاص : والله إن هذه الراية قاتلتها ثلاث عركات وما هذه بأرشدهن ! ثم قال عمار :
--------------------------- (1) بنو الشعيراء هم بنو بكر بن أد بن طابخة ، وفي الأصل : ( السفير ) ولم آجده في قبائلهم ، انظر القاموس واللسان ( شعر ) والمعارف 34 . (2) يقال زنه بالخير وأزنه : ظنه به . (3) ح : ( تذب عن عبد الله ) . واقعة صفين _ 339 _
--------------------------- (1) ح : ( كما ضربناكم على تأويله ) ، لكن الرواية هنا تطابق ما في مروج الذهب ( 2 : 21 ) ، وهذا الرجز يحتمل التقييد والإطلاق في قافيته . (2) الضياح ، بالفتح : اللبن الرقيق الكثير الماء . (3) ح ( 2 : 274 ) : ( ابن حوي السكسكي ) ، وفي مروج الذهب ( 2 : 21 ) ، ( أبو حواء السكسكي ) . (4) ح : ( ابن حوى ) . (5) ح : ( أمرنا ) . واقعة صفين _ 340 _
فيقول
له عمرو : فما سمعته يقول : فيخلط (1) . حتى أقبل ( ابن ) جون (2) فقال : أنا قتلت عمارا ، فقال له عمرو : فما كان آخر منطقه ؟ قال سمعته يقول :
--------------------------- (1) في الأصل : ( فما سمعتموه يقول فيخلطون ) وأثبت ما في ح . (2) ح : ( ابن حوى ) . (3) أي صاحب قتله ، الذي تولى ذلك منه . (4) في الأصل : ( ثم التي يليها ) صوابه في ح . (5) ح ( 2 : 284 ) : ( أبي حريث ) . (6) هذه الجملة لم ترد في ح ، والواو ليست في الأصل ، ويقال ولع فلان بفلان يولع به : إذا لج في أمره وحرص على إيذائه . واقعة صفين _ 341 _
نصر عن عمرو بن شمر ، عن جابر ، عن أبي الزبير قال : أتى حذيفة بن اليمان رهط من جهينة فقالوا : يا أبا عبد الله ، إن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) استجار من أن تصطلم أمته (1) فأجير من ذلك ، واستجار من أن يذوق بعضها بأس بعض فمنع من ذلك ، قال حذيفة : إني سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يقول : ( إن ابن سمية لم يخير بين أمرين قط إلا اختار أرشدهما ـ يعني عمارا فالزموا ـ سمته ) ، وفي حديث عمرو بن شمر قال : حمل عمار بن ياسر ( ذلك ) اليوم وهو يقول :
--------------------------- (1) الاصطلام : الاستئصال ، افتعال من الصلم . (2) ح : ( لا أفتر الدهر أحامي ) . (3) ح : ( ينصرنا رب السموات ) . (4) ح : ( يمنحنا النصر ) ، وهذا الرجز كما ترى ركيك مشيأ القافية . (5) في الأصل : ( الفرات ) صوابه في ح ( 2 : 274 ) . واقعة صفين _ 342 _
--------------------------- (1) انتقاء المخ : استخراجه . (2) حدب الماء : ما ارتفع من أمواجه . (3) يقسم بالإبل التي ترقص ، أي تخب بركبانها القاصدين إلى الله أو البيت الحرام للحج . (4) النكد : جمع أنكد ، وهو المشؤوم العسر . (5) عين ، لعله يريد : دين عين ، كما تقول فلان صديق عين ، إذا كان يظهر لك من نفسه ما لا يفيبه إذا غاب ، أي إنه دين رياء . واقعة صفين _ 343 _
فلما سمع معاوية بهذا القول بعث إلى عمرو فقال : أفسدت على أهل الشام ، أكل ما سمعت من رسول الله تقوله ؟ فقال عمرو : قلتها ولست والله أعلم الغيب ولا أدري أن صفين تكون ، قلتها وعمار يومئذ لك ولي ، وقد رويت أنت فيه مثل الذي رويت فيه ، فاسأل أهل الشام ، فغضب معاوية وتنمر لعمرو ، ومنعه خيره ، فقال عمرو : لا خير لي في جوار معاوية إن تجلت هذه الحرب عنا ، وكان عمرو حمي الأنف ، فقال في ذلك :
--------------------------- (1) في الأصل : ( بعد سبعين حجة ) والصواب ما أثبت من ح ( 2 : 275 ) وذلك لأن معاوية حين وقعة صفين كان عمره نحوا من 57 سنة ، فإن صفين كانت في سنتي 36 ـ 37 وكانت وفاة معاوية سنة 60 وله ثمانون سنة . (2) الإبلاء : الإخبار ، يقال ابتليته فأبلاني ، أي استخبرته فأخبرني ، ح : ( تعاتبني ) . واقعة صفين _ 344 _
فلما أتى عمرا شعر معاوية أتاه فأعتبه وصار أمرهما واحدا ، ثم إن عليا دعا في هذا اليوم هاشم بن عتبة ومعه لواؤه ، وكان أعور ، فقال له : يا هاشم ، حتى متى تأكل الخبز وتشرب الماء ؟ فقال هاشم : لأجهدن على ألا أرجع إليك أبدا ، قال علي : إن بإزائك ذا الكلاع ، وعنده الموت الأحمر ؟ فتقدم هاشم ، فلما أقبل قال معاوية : من هذا المقبل ؟ فقيل هاشم المرقال ، فقال : أعور بنى زهرة قاتله الله ! وقال : إن حماة اللواء ربيعة ، فأجيلوا القداح فمن خرج سهمه عبيته لهم ، فخرج سهم ذي الكلاع لبكر بن وائل (1) ، فقال : ترحك الله من سهم كرهت الضراب (2) ، وإنما كان جل أصحاب علي أهل اللواء من ربيعة ، لأنه أمر حماة منهم أن يحاموا عن اللواء ، فأقبل هاشم وهو يقول :
--------------------------- (1) هم بكر بن وائل بن قاسط بن هنب بن أفصى بن دعمي بن جديلة بن أسد بن ربيعة ، فهم ربعيون ، وفي الأصل : ( بكر بن وائل ) والصواب : ( لبكر ) كما أثبت . (2) انظر ما سبق في ص 227 . (3) المعروف ناص ينوص : هرب وفر . (4) كبا : انكب على وجهه ، حاص : هرب ، ح : ( وإن بني ) . (5) في الأصل : ( ليس له ) وأثبت ما في ح ( 2 : 275 ) ، وفي ح أيضا : ( من يومه ) . (6) الغلام يقال للرجل من حين يولد إلى أن يشيب ، وعذر : ترخيم عذرة لغير نداء ، وعذرة من قبائل قضاعة . واقعة صفين _ 345 _
--------------------------- (1) ح : ( فقتل هاشم وذو الكلاع جميعا ) . (2) المختال : المتكبر المعجب بنفسه ، وفي الأصل : ( المحتال ) ، صوابه في ح ( 2 : 276 ) . (3) المضب : الذي يلزم الشئ لا يفارقه ، وأصل الضب اللصوق بالأرض . (4) في الأصل : ( المعن ) صوابه في ح . (5) ح : ( وأسلمه يومه ) . واقعة صفين _ 346 _
وأيم الله لو لا مكانك منه لنشبت لك مني خافية أرميك من خلالها
أحد من وقع الأشافي (1) ، فإنك لا تزال تكثر في هوسك وتخبط في دهشك ، وتنشب في مرسك ؛ تخبط العشواء ، في الليلة الحندس الظلماء ، قال : فأعجب معاوية ما سمع من كلام ابن هاشم فأمر به إلى السجن وكف عن قتله ، فبعث إليه عمرو بأبيات يقولها له :
--------------------------- (1) الأشافي : جمع إشفى ، وهو مخصف الإسكاف ، وفي الأصل : ( الأثافي ) بالثاء ، صوابه في ح ( 2 : 276 ) . (2) في الأصل : ( غشها غير سالم ) وأثبت ما في ح . واقعة صفين _ 347 _
آخر الجزء الخامس يتلوه الجزء السادس : ( نصر عمرو بن شمر ، عن السدي ، عن عبد خير الهمداني ) ، وصلى الله على سيدنا محمد النبي وآله والحمد لله رب العالمين ، ونعوذ بالله من الزيادة والنقصان ، وجدت في الجزء الثامن من نسخة عبد الوهاب بخطه : ( سمع جميعه من الشيخ أبي الحسين المبارك بن عبد الجبار ، الأجل السيد الأوحد الإمام قاضي القضاة أبو الحسن علي بن محمد الدامغاني وابناه القاضيان أبو عبد الله محمد وأبو الحسين أحمد ، وأبو عبد الله محمد بن القاضي أبي الفتح بن البيضاوي ، والشريف أبو الفضل محمد بن علي بن أبي يعلى الحسيني ، وأبو منصور محمد بن محمد بن قرمي ، بقراءة عبد الوهاب بن المبارك بن أحمد بن الحسن الأنماطي ، وذلك في شعبان سنة أربع وتسعين وأربعمائة ) .
الجزء السادس رواية أبي محمد سليمان بن الربيع بن هشام النهدي الخزاز ، رواية أبي الحسن علي بن محمد بن محمد بن عقبة بن الوليد ، رواية أبي الحسن محمد بن ثابت بن عبد الله بن محمد بن ثابت ، رواية أبي يعلى أحمد بن عبد الواحد بن محمد بن جعفر الحريري ، رواية أبي الحسين المبارك بن عبد الجبار بن أحمد الصيرفي ، رواية الشيخ الحافظ أبي البركات عبد الوهاب بن المبارك بن أحمد بن الحسن الأنماطي ، سماع مظفر بن علي بن محمد بن زيد بن ثابت المعروف بابن المنجم ـ غفر الله له . بسم الله الرحمن الرحيم أخبرنا الشيخ الثقة شيخ الإسلام أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك بن أحمد بن الحسن الأنماطي ، قال : أخبرنا الشيخ أبو الحسين المبارك بن عبد الجبار ابن أحمد الصيرفي بقراءتي عليه ، قال أبو يعلى أحمد بن عبد الواحد بن محمد ابن جعفر : قال أبو الحسن محمد بن ثابت بن عبد الله بن محمد بن ثابت الصيرفي : قال أبو الحسن علي بن محمد بن محمد بن محمد بن عقبة : قال أبو محمد سليمان بن الربيع بن هشام النهدي الخزاز : قال أبو الفضل نصر بن مزاحم ، عمرو بن شمر ، عن السدي عن عبد الخير الهمداني قال : قال هاشم بن عتبة : أيها الناس ، إني رجل ضخم ، فلا يهولنكم مسقطي إن أنا سقطت ، فإنه لا يفرغ مني أقل من نحر جزور حتى يفرغ الجزار من جزرها ، ثم حمل فصرع ، فمر عليه رجل وهو صريع بين القتلى فقال له : اقرأ ( علي ) أمير المؤمنين السلام ورحمة الله ، وقل له : أنشدك بالله إلا أصبحت وقد ربطت مقاود خيلك بأرجل القتلى ، فإن الدبرة تصبح غدا (1) لمن غلب على القتلى ، فأخبر الرجل عليا بذلك ، فسار علي في بعض الليل حتى جعل القتلى خلف ظهره ، وكانت الدبرة له عليهم ، نصر ، عن عمرو بن شمر ، عن رجل (2) ، عن أبي سلمة ، أن هاشم بن عتبة دعا في الناس عند المساء : ( ألا من كان يريد الله والدار الآخرة فليقبل ) . --------------------------- (1) الدبرة ، بالفتح : العاقبة ، في الأصل : ( تصبح عندك ) صوابه في ح ( 2 : 278 ) . (2) ح : ( نصر وحدثنا عمر بن سعد عن الشعبي ) . واقعة صفين _ 348 _
فأقبل إليه ناس ، فشد في عصابة من أصحابه على أهل الشام مرارا ، فليس من وجه يحمل عليه (1) إلا صبروا له وقوتل فيه قتالا شديدا ، فقال لأصحابه : ( لا يهولنكم ما ترون من صبرهم ، فو الله ما ترون منهم إلا حمية العرب وصبرها تحت راياتها وعند مراكزها ، وإنهم لعلى الضلال وإنكم لعلى الحق ، يا قوم اصبروا وصابروا واجتمعوا ، وامشوا بنا إلى عدونا على تؤدة رويدا ، ثم تآسوا وتصابروا واذكروا الله ، ولا يسلم رجل أخاه ، ولا تكثروا الالتفات ، واصمدوا صمدهم ، وجالدوهم محتسبين ، حتى يحكم الله بيننا وهو خير الحاكمين ) ، فقال أبو سلمة : فمضى في عصابة من القراء فقاتل قتالا شديدا هو وأصحابه ، حتى رأى بعض ما يسرون به ، إذ خرج عليهم فتى شاب يقول :
--------------------------- (1) في الأصل : ( عليهم ) صوابه في ح . (2) ح ( 2 : 278 ) : ( أنبأنا قراؤنا ) . (3) في الأصل : ( ويشتم ويكثر الكلام ) وأثبت ما في ح . (4) ح : ( وعن هذا المقال ) . واقعة صفين _ 349 _
فقال له هاشم : ( إن هذا الأمر لا علم لك به ، فخله وأهل العلم به ) قال : أظنك والله قد نصحتني ، وقال له هاشم : وأما قولك إن صاحبنا لا يصلى فهو أول من صلى مع رسول الله ، وأفقهه في دين الله ، وأولاه برسول الله ، وأما من ترى معه فكلهم قارئ الكتاب ، لا ينامون الليل تهجدا ، فلا يغررك عن دينك الأشقياء المغرورون ) ، قال الفتى : يا عبد الله ، إني لأظنك امرأ صالحا ، ( وأظنني مخطئا آثما ) ، أخبرني هل تجدلي من توبة ؟ قال : ( نعم ، تب إلى الله يتب عليك ؛ فإنه يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات ، ويحب التوابين ويحب المتطهرين ) ، قال : فذهب الفتى بين الناس راجعا ، فقال له رجل من أهل الشام : خدعك العراقي ! قال : لا ، ولكن نصحني العراقي ! وقاتل هاشم هو وأصحابه قتالا شديدا حتى أتت كتيبة لتنوخ فشدوا على الناس ، فقاتلهم وهو يقول :
--------------------------- (1) في الأصل : ( يغل أو يغلا ) صوابه مما سبق ص 327 . (2) في الأصل : ( فجثا ) والوجه ما أثبت . واقعة صفين _ 350 _
حتى دنا منه ، ْ فعض على ثديه حتى نيبت فيه أنيابه (1) ، ثم مات هاشم وهو على صدر عبيد الله بن عمر ، وضرب البكري فوقع ، فرفع رأسه فأبصر عبيد الله بن عمر قريبا منه ، فحبا إليه (2) حتى عض على ثديه الآخر حتى نيبت (3) أنيابه فيه ، ومات أيضا ، فوجدا جميعا على صدر عبيد الله بن عمر ، هاشم والبكري قد ماتا جميعا ، ولما قتل هاشم جزع الناس عليه جزعا شديدا ، وأصيب معه عصابة من أسلم من القراء ، فمر عليهم على وهم قتلى حول أصحابه الذين قتلوا معه فقال :
--------------------------- (1) نيبت أنيابه : نشبت ، وفي الأصل : ( تبينت ) وليس بشيء . (2) في الأصل : ( فجثا إليه ) والصواب ما أثبت ، ولم أعثر على هذا الخبر في ح . (3) في الأصل : ( تبينت ) والوجه ما أثبت ، وانظر ما سبق في التنبيه الأول . (4) ح : ( يزيد وسعدان وبشر ومعبد ، وسفيان وابنا معبد ) . (5) ثناه ، أجدر بها أن تكون : ( نثاه ) بتقديم النون ، وهو ما أخبرت به عن الرجل من خير أو شر ، اخترط السيف : استله . واقعة صفين _ 351 _
قالت امرأة من أهل الشام :
(1) هو بشير بن عمرو بن محصن الأنصاري ، ترجمته في 185 . (2) صدر البيت يشهد بأن اسمه ( عمرو ) وهو أحد الأقوال التي قيلت في اسمه ، وفي الإصابة : ( وقال ابن الكلبي : اسمه عمرو بن مخصن ) ، المصبح : الذي صبحته الغارة ، وفي الأصل : ( المصيح ) صوابه في ح ( 2 : 278 ) ، والتثويب : الاستصراخ ، وأصله أن يلوح المستصرخ بثوبه ليرى ويشتهر ، ح : ( إذا ما صارخ الحي ) . واقعة صفين _ 352 _
(1) ح : ( مسلبا ) . (2) ح : ( حويطا ) ، في الأصل : ( عضبا مشيبا ) وأثبت ما في ح . (3) في الأصل : ( حصينا ) وصوابه في ح . (4) ح : ( عنه رجالكم ) ، وألغبه : أنصبه . واقعة صفين _ 353 _
--------------------------- (1) العريف : النقيب ، وهو دون الرئيس ، والمنكب ، كمجلس : عون العريف ، وقال الليث : رأس العرفاء . (2) البعير ، يعني جمل عائشة الذي نسبت إليه الوقعة ، والمقشب : المخلوط . (3) ترجمته سبقت في ص 309 . (4) الرنة : صيحة النياحة ، وفي ح ( 2 : 279 ) : ، وسوف تعلو حول قبري رنه . (5) الحوبة ، جاء في تفسيرها عن أبي عبيد : ( وبعض أهل العلم يتأوله على الأ ؟ خاصة ، قال : وهي عندي كل حرمة تضيع إن تركها ، من أم أو أخت أو ابنة أو غيرها ، والكنة ، بالفتح : امرأة الابن وامرأة الأخ . (6) ح : ( جملة ) . واقعة صفين _ 354 _
والله لا تحبق فيها عناق حولية (1) ! ، وقد رأيت كان فيها (2) ؟ ـ وقد كانت فقئت عين عدي وقتل بنوه (3) ـ قال : بلى والله لقد حبقت (4) فيه العناق والتيس الأعظم ، وبعث علي خيلا ليحبسوا عن معاوية مادة ، فعبث معاوية الضحاك ابن قيس الفهري في خيل إلى تلك الخيل فأزالوها ، وجاءت عيون علي فأخبرته بما قد كان ، فقال علي لأصحابه : فما ترون فيما هاهنا ؟ فقال بعضهم : نرى كذا ، وقال بعضهم : نرى كذا ، فلما رأى ذلك الاختلاف أمرهم بالغدو إلى القوم ، فغاداهم إلى القتال قتال صفين ، فانهزم أهل الشام وقد غلب أهل العراق على قتلى أهل حمص ، وغلب أهل الشام على قتلى أهل العالية ، وانهزم عتبة بن أبي سفيان عشرين فرسخا عن موضع المعركة حتى أتى الشام ، فقال النجاشي من قصيدة أولها :
(1) الحبق : ضراط المعز ، وفي الأصل : ( لا تخنق ) صوابه في ح ، والعناق ، بالفتح : الأنثى من ولد المعز ، والحولية : التي أتى عليها حول ، ويروى أيضا : ( لا تحبق في هذا الأمر عناق حولية ) قال الميداني : ( يضرب المثل في أمر لا يعبأ به ولا غير له ، أي لا يدرك فيه ثأر ) ، وأول من قال هذا المثل عدي حين قتل عثمان ، فيها : أي في هذه الحادثة . (2) أي من وقعتي الجمل وصفين ، إذ طولب فيهما بدم عثمان . (3) عند الميداني : ( فلما كان يوم الجمل فقئت عين عدي وقتل ابنه بصفين ) . (4) في الأصل : ( خنقت ) صوابه في ح وأمثال الميداني . واقعة صفين _ 355 _
(1) ح ( 1 : 498 ) : ( وأنكر منه بعد ذاك معارف ) . (2) أسماء هذه هي بنت عطارد بن حاجب بن زرارة ، زوج عبيد الله بن عمر ، كان قد أخرجها مع زوجة الأخرى بحرية بنت هانئ بن قبيصة الشيباني ، لينظرا إلى قتاله ، كما في ح ( 1 : 499 ) . (3) في الأصل : ( وجالت تميم ) وأثبت ما في ح ( 2 : 279 ) ، والجعراء : لقب بني العنبر بن عمرو بن تميم ، انظر القاموس ( جعر ) ، وفي الأصل : ( الجعداء ) صوابه ما أثبت من ح ، وقد سبق بعض أبيات هذه القصيدة في ص 298 ـ 299 ، وقال ابن أبي الحديد في ( 1 : 498 ) : ( قلت : هذا الشعر نظمه كعب بن جعيل بعد رفع المصاحف وتحكيم الحكمين يذكر فيه ما مضى لهم من الحرب على عادة شعراء العرب ) . (4) تمج أمه ، كذا وردت في الأصل . (5) هذا البيت وسابقه يرويان في شعر كعب بن جعيل ، كما سبق في 299 ، وهذا البيت أيضا يروى للحصين بن الحمام المري ، كما في اللسان ( 6 : 69 ) . واقعة صفين _ 356 _
وقال أبو جهمة الأسدي :
(1) النقد ، بالتحريك : جنس من الغنم قباح الوجوه صغار الأرجل ، يقال فيها : ( أذل من نقد ) . (2) ح ( 2 : 280 : ( وهجا كعب بن جعيل عتبة بن أبي سفيان وعيره بالفرار ، وكان كعب من شيعة معاوية لكنه هجا عتبة تحريضا له ) ، على أن البيتين يرويان للأخطل ، نظر ديوانه 335 ، وشرح الحيوان ( 5 : 441 ) حيث تخريج الشعر . (3) ح : ( يسمى الجعل ) . (4) ح : ( وإن مكانك ) ، وفي الحيوان : ( وأنت مكانك ) ويروى : ( وإن محلك ) . واقعة صفين _ 357 _
نصر : ثم كانت بين الفريقين الواقعة المعروفة ( وقعة الخميس ) ، حدثنا
بها عمر بن سعد ، عن سليمان الأعمش ، عن إبراهيم الهجري (1) قال : حدثنا القعقاع بن الأبرد الطهوي قال : والله إني لواقف قريبا من علي بصفين يوم وقعة الخميس وقد التقت مذحج ـ وكانوا في ميمنة علي ـ وعك وجذام ولخم والأشعرون ، وكانوا مستبصرين في قتال علي ، ولقد والله رأيت ذلك
اليوم من قتالهم ، وسمعت من وقع السيوف على الرؤوس ، وخبط الخيول بحوافرها في الأرض وفي القتلى ، ما الجبال تهد (2) ولا الصواعق تصعق بأعظم هولا في الصدور من ذلك الصوت ، نظرت إلى علي وهو قائم فدنوت منه ، فسمعته يقول : ( لا حول ولا قوة إلا بالله (3) ، والمستعان الله ) ، ثم نهض حين قام قائم الظهيرة وهو يقول : ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق وأنت خير الفاتحين (4) : وحمل على الناس بنفسه ، وسيفه مجرد بيده ، فلا والله ما حجز بيننا إلا الله رب العالمين ، في قريب من ثلث الليل ، وقتلت يومئذ أعلام العرب ، وكان في رأس علي ثلاث ضربات ، وفي وجهه ضربتان ، نصر : وقد قيل إن عليا لم يجرح قط ، وقتل في هذا اليوم خزيمة بن ثابت ذو الشهادتين (5) .
--------------------------- (1) هو إبراهيم بن مسلم العبدي ، أبو إسحاق الهجري ، قال ابن حجر : ( لين الحديث ، رفع موقوفات ، من الخامسة ) تقريب التهذيب ، وفي ح : ( إبراهيم النخغي ) تحريف . (2) الهدة : صوت تسمعه من سقوط ركن أو حائط أو ناحية جبل ، تقول منه : هد يهد ، بالكسر ، هديدا . (3) بعده في ح : ( اللهم إليك الشكوى وأنت المستعان ) . (4) من الآية 89 في سورة الأعراف . (5) هو خزيمة بن ثابت بن الفاكه الأنصاري ، شهد بدرا وما بعدها ، وسمى ذا الشهادتين لأنه شهد للنبي على يهودي في دين قضاه ( عليه السلام ) فقال : ( كيف تشهد ولم تحضره ولم تعلمه ) ؟ قال : يا رسول الله نحن نصدقك على الوحي من السماء فكيف لا نصدقك على أنك قضيته ؟ فأنفذ (عليه السلام ) شهادته وسماه ( ذا الشهادتين ) ، لأنه صير شهادته شهادة رجلين ، الإصابة 2247 وجني الجنتين 160 . واقعة صفين _ 358 _
(1) ح : ( تحت العجاج تحث ) . واقعة صفين _ 359 _
(1) أني يأني : حان وقته ، وفي الأصل : ( أنالهم ) تحريف . (2) يقال هضبة عيطل : طويلة . (3) في الأصل : ( في خزيمة أباها ) صوابه في ح ( 2 : 280 ) . |