إلا من حسد ، وقال الدوري عن يحيى بن معين : أبو يحيى الحماني ثقة ، وابنه ثقة ، قال عباس : ناظرناه في هذا غير مرة ، قال : لم يزل يحيى بن معين يقول هذا حتى مات (1) .
  * سليمان بن بلال : هو القرشي أبو محمد ، ثقة بالاتفاق ، قال أحمد : لا بأس به ، وقال ابن معين : ثقة صالح ، ووثقه النسائي وابن شيبة وغيرهما، روى له الستة (2) .
  * كثير بن زيد : هو الأسلمي أبو محمد ، قال أحمد : ما أرى به بأساً ، وقال ابن معين : ليس بذاك (3) .
  وفي موضع آخر : صالح ، ليس به بأس ، وفي موضع ثالث وثقه ، كما وثقه الموصلي ، وقال أبو زرعة : صدوق فيه لين ، وقال أبو حاتم : صالح ليس بالقوي ، يكتب حديثه ، وضعفه النسائي ، وذكره ابن حبان في الثقات ، وقال الحافظ ابن حجر : صدوق يخطئ (4) .
  * المطلب بن عبدالله : هو ابن حنطب بن الحارث القرشي المحزومي المدني ، وثقه أبو زرعة والدارقطني ويعقوب بن سفيان ، وذكره ابن حبان في الثقات ، وقال ابن سعد : كان كثير الحديث ، وليس يحتج بحديثه لانه يرسل عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) كثيراً ، وليس له لقي ، وعامة أصحابه يدلسون ، وظلمه ابن حجر بقوله : صدوق كثير التدليس والإرسال ، روى عنه الأربعة وغيرهم (5) .
  4 / أبو جعفر الباقر عليه السلام : الطبراني : حدثنا محمد بن عبدالله الحضرمي ، أنبأنا أحمد بن يحيى الصوفي ، أنبأنا إسماعيل بن أبان ، حدثني حبان بن علي ، عن سعد بن طريف ، عن أبي

---------------------------
(1) تهذيب الكمال 13/419 ، الرقم 6868 .
(2) تهذيب الكمال 11/372 ، الرقم 2496 .
(3) أي قليل الحديث .
(4) تهذيب الكمال 24/113 ، الرقم 4941 .
(5) تهذيب الكمال 28/81 ، الرقم 6006 .

بكاء الرسول (ص) على الإمام الحسين (ع) _ 27 _

  جعفر ، عن أُم سلمة ، قالت : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : (( يقتل الحسين حين يعلوه القتير )) ، قال أبو القاسم : القتير : الشيب (1) .
  5 / صالح بن أربد : ابن راهويه وابن أبي شيبة : حدثنا يعلى بن عبيد ، عن موسى الجهني ، عن صالح بن أربد النخعي قال : قالت أُم سلمة : دخل الحسين على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وأنا جالسة على الباب ، فتطلعت فرأيت في كف النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) شيئاً يقلبه وهو نائم على بطنه ، فقلت : يارسول الله ، تطلعت فرأيتك تقلب شيئاً في كفك والصبي نائم على بطنك ودموعك تسيل ؟ فقال : (( إن جبرئيل أتاني بالتربة التي يقتل عليها وأخبرني أن أُمتي يقتلونه )) (2) .
  الطبراني : حدثنا الحسين بن إسحاق التستري أخبرنا علي بن بحر ، أخبرنا عيسى بن يونس ، وحدثنا عبيدالله بن غنام ، أخبرنا أبو بكر بن أبي شيبة ، أخبرنا يعلى بن عبيد قالا : أنبأنا موسى الجهني ، عن صالح بن أربد ، عن أُم سلمة (رضي الله عنها) قالت : قال لي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : (( اجلسي بالباب ولا يلج عليّ أحد )) ، فقمت بالباب إذ جاء الحسين (ع) ، فذهبت أتناوله ، فسبقني الغلام ، فدخل على جده ، فقلت : يانبي الله جعلني الله فداك أمرتني أن لا يلج عليك أحد وإن ابنك جاء ، فذهبت أتناوله فسبقني ، فلما طال ذلك تطلعت من الباب ، فوجدتك تقلّب بكفيك شيئاً ودموعك تسيل والصبي على بطنك ؟ قال : (( نعم أتاني جبرئيل (عليه السلام) فأخبرني أن أُمتي يقتلونه ، وأتاني بالتربة التي يقتل عليها فهي التي أُقلب بكفي )) (3) .

---------------------------
(1) المعجم الكبير 3/105 ، الرقم 2808 ، وتاريخ دمشق عن الحسن بن محمد وجعفر بن محمد الخلدي عن الحضرمي ، مجمع الزوائد 9/190 ، وكنز العمال 12/128 ، الرقم 34325 عن الطبراني والخطيب وابن عساكر والبارودي .
(2) المصنف 8/632 ، الرقم 258 ، والآحاد والمثاني 1/309 ، الرقم 428 ، ومسند ابن راهويه 4/130.
(3) المعجم الكبير 3/109 ، الرقم 2820 .

بكاء الرسول (ص) على الإمام الحسين (ع) _ 28_

  مرتبة الحديث : مقبول بل حسن ، رجاله ثقات سوى صالح بن أربد ، ذكره البخاري وابن أبي حاتم ولم يقدحا فيه ، وهذا من أمارات السلامة والحسن ، وذكره ابن حبان في الثقات (1) .
  6 / أبو وائل شقيق بن سلمة : الطبراني : حدثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل ، حدثني عباد بن زياد الأسدي ، حدثنا عمرو بن ثابت ، عن الأعمش ، عن أبي وائل شقيق بن سلمة ، عن أُم سلمة قالت : كان الحسن والحسين (ع) يلعبان بين يدي النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في بيتي ، فنزل جبرئيل (عليه السلام) ، فقال : يامحمد ، إن أُمتك تقتل ابنك هذا من بعدك ، فأومأ بيده إلى الحسين ، فبكى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ، وضمه إلى صدره ، ثم قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : (( وديعة عندك هذه التربة ، فشمها رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وقال : ويح كرب وبلاء ، قالت : وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : يا أُم سلمة إذا تحولت هذه التربة دماً فاعلمي أن ابني قد قتل )) ، قال : فجعلتها أُم سلمة في قارورة ثم جعلت تنظر إليها كل يوم وتقول : إن يوماً تحولين دماً ليوم عظيم (2) .
  7 / سلمى : البخاري والترمذي : حدثنا أبو سعيد الأشج ، حدثنا أبو خالد الأحمر ، حدثنا رزين قال : حدثتني سلمى ، قالت : دخلت على أُم سلمة وهي تبكي ، فقلت : ما يبكيك ؟ قالت : رأيت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ـ تعني في المنام ـ وعلى رأسه ولحيته التراب ، فقلت : ما لك يارسول الله ؟ قال : شهدت قتل الحسين آنفاً (3) .

---------------------------
(1) الثقات 4/373 بعنوان صالح بن أبي زيد النخعي .
(2) المعجم الكبير 3/108 ، الرقم 2817 ، وبغية الطلب / 2599 بسند متصل عن أبو بكر بن ريذة عن الطبراني عن عبدالله بن أحمد عن أحمد ، وتهذيب الكمال 6/409 ، وتهذيب التهذيب 2/346 ، ومجمع الزوائد 9/189 وأعله بعمرو .
(3) سنن الترمذي 5/323 ، والمعجم الكبير 23/373 ، والتاريخ الكبير للبخاري 3/322 ، والمستدرك 4/19 ، ودلائل النبوة للبيهقي 6/468 ، وأُسد الغابة 2/22 .

بكاء الرسول (ص) على الإمام الحسين (ع) _ 29_

  مرتبة الحديث : مقبول ، رجاله ثقات سوى سلمى وهي البكرية فلم يرو أحد عنها سوى رزين ، وقد أخرج حديثها الترمذي ، ورزين هو بياع الأنماط والرمان كذلك (1) ، وثقه أحمد وابن معين ، وقال أبو حاتم : صالح الحديث ، ليس به بأس ، وهو أحب إليّ من إسحاق بن خليد .
  8 / شهر بن حوشب : الذهبي : حماد بن سلمة ، عن أبان ، عن شهر بن حوشب ، عن أًم سلمة قالت : كان جبرئيل عند النبي(صلى الله عليه وآله) والحسين معي فبكى فتركته فدنا من النبي (صلى الله عليه وآله) ، فقال جبرئيل : أتحبه يا محمد ؟ قال : نعم ، قال : إن أُمتك ستقتله ، وإن شئت أريتك من تربة الأرض التي يقتل بها ، فأراه فإذا الأرض يقال لها : كربلا (2) .
  ابن عساكر : أخبرنا أبو بكر محمد بن عبدالباقي ، أنبأنا أبو الحسن بن علي إملاءً ، وأخبرنا أبو نصر بن رضوان وأبو غالب أحمد بن الحسن وأبو محمد عبدالله بن محمد قالوا : أنبأنا أبو محمد الحسن بن علي ، أنبأنا أبو بكر بن مالك ، أنبأنا إبراهيم بن عبدالله ، أنبأنا حجاج ، أنبأنا حماد ، عن أبان ، عن شهر بن حوشب ، عن أُم سلمة ... الحديث (3) .
  التميمي : حدثني يحيى ، عن أبيه ، عن جده ، عن قرة بن خالد ، عن عامر بن عبد الواحد ، عن شهر بن حوشب ، قال : بينما نحن عند أُم سلمة أُم المؤمنين إذ دخلت صارخة تصرخ ، فقالت : قتل الحسين .
  قالت : قد فعلوها ، اللهم املأ بيوتهم وقبورهم ناراً ، ثم وقعت مغشياً عليها (4) .
  الطبراني : حدثنا علي بن عبدالعزيز وأبو مسلم الكشي قالا : حدثنا حجاج بن المنهال ، وحدثنا أبو خليفة الفضل بن الحباب ، حدثنا أبو الوليد الطيالسي ، قالا : حدثنا عبدالحميد بن بهران عن شهر بن حوشب قال : سمعت أُم سلمة حين جاء

---------------------------
(1) على ما صرّح به ابن معين وهو الإمام في علم الرجال .
(2) ميزان الاعتدال 1/13 .
(3) تاريخ دمشق 14/193 .
(4) المحن / 139 ، ورواه ابن سعد عن محمد بن عبدالله الأنصاري عن قرة بن خالد .

بكاء الرسول (ص) على الإمام الحسين (ع) _ 30_

  نعي الحسين بن علي (عليهما السلام) لعنت أهل العراق وقالت : قتلوه قتلهم الله عز وجل ، غروه وذلوه لعنهم الله (1) .
  9 / داود : ابن عساكر : أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسين ، أنبأنا أبو الحسين بن المهتدي ، أنبأنا أبو الحسن علي بن عمر الحربي ، أنبأنا أحمد بن الحسن بن عبدالجبار ، أنبأنا عبدالرحمن ـ يعني ـ ابن صالح الأزدي ، أنبأنا أبو بكر بن عياش ، عن موسى بن عقبة ، عن داود ، قالت أُم سلمة : دخل الحسين على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ففزع ، فقالت أُم سلمة : ما لك يارسول الله ؟ قال : (( إن جبريل أخبرني أن ابني هذا يقتل ، وأنه اشتد غضب الله على من يقتله )) (2) .
  مرتبة الحديث : رجال السند ثقات أجلاء حفاظ ، سوى داود فلم أتعرّف عليه .
  ثالثاً : ما روي عن حبر الأُمة ابن عباس
  1 / عمار بن أبي عمار : الإمام أحمد : حدثنا عفان ، حدثنا حماد هو ابن سلمة ، أخبرنا عمار ، عن ابن عباس قال : رأيت النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فيما يرى النائم بنصف النهار ، وهو قائم أشعث أغبر بيده قارورة فيها دم ، فقلت : بأبي أنت وأُمي يارسول الله ما هذا ؟ قال : (( هذا دم الحسين وأصحابه ، لم أزل ألتقطه منذ اليوم )) ، فأحصينا ذلك اليوم فوجدوه قتل في ذلك اليوم (3) .

---------------------------
(1) المعجم الكبير 3/108 ، الرقم 2818 .
(2) تاريخ دمشق 14/193 ، وتهذيب الكمال 6/409 ، قال : قال عبدالرحمن بن صالح الأزدي .
(3) المسند 1/283 ، 242 ، وفضائل الصحابة / الرقم 1380 و 1381 و 1389 و 1396 ، وصححه محققه ، ومنتخب مسند عبد بن حميد / 235 ، والطبراني 3/110 ، الرقم 2822 ، عن حجاج وسليمان بن حرب عن حماد ، 12/143 ، والمستدرك 4/497 عن الحسن بن موسى الأشيب عن حماد وصححه ، والمحن للتميمي / 139 عن حيان بن هلال عن حماد ، وتاريخ بغداد 1/142 عن محمد بن عبدالله الخزاعي عن حماد ، وتاريخ دمشق 14/237 .

بكاء الرسول (ص) على الإمام الحسين (ع) _ 31_

  مرتبة الحديث : صحيح ، رجاله ثقات .
  قال الحافظ الهيثمي : رواه أحمد والطبراني ، ورجال أحمد رجال الصحيح (1) .
  * عفان : هو ابن مسلم الباهلي أبو عثمان الصفار البصري مجمع على وثاقته ، قال ابن حجر : ثقة ثبت ، روى له الجماعة (2)
  * حماد بن سلمة : مجمع أيضا على وثاقته ، قال ابن حجر : أبو سلمة ، ثقة ، عابد ، أثبت الناس في ثابت ، وتغيّر حفظه بآخره (3) .
  * عمار : هو ابن أبي عمار مولى بني هاشم ، وثقه أحمد وأبو داود وأبو حاتم وأبو زرعة ، وذكره ابن حبان وابن شاهين في الثقات ، وقال النسائي : ليس به بأس ، وظلمه ابن حجر بقوله : صدوق ربما أخطأ ، روى له مسلم والأربعة (4) .
  2 / علي بن زيد بن جدعان : ابن أبي الدنيا : حدثنا عبدالله بن محمد بن هاني أبو عبدالرحمن النحوي ، ثنا معدي بن سليمان ، ثنا علي بن زيد بن جدعان ، قال : استيقظ ابن عباس من نومه فاسترجع وقال : قتل الحسين والله ، فقال له أصحابه : لِمَ يابن عباس ؟ فقال : رأيت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ومعه زجاجة دم ، فقال : أتعلم ما صنعت أُمتي من بعدي ؟ قتلوا الحسين ، وهذا دمه ودم أصحابه أرفعهما إلى الله ، فكتب ذلك اليوم الذي قال فيه وتلك الساعة ، فما لبثوا إلا أربعة وعشرين يوماً حتى جاءهم الخبر بالمدينة أنه قتل في ذلك اليوم وتلك الساعة (5) .

---------------------------
(1) مجمع الزوائد 9/193 .
(2) تقريب التهذيب 1/679 .
(3) تقريب التهذيب 1/197 رقم 542 .
(4) تهذيب الكمال 21/198 ، الرقم 4167 .
(5) البداية والنهاية 8/218 .

بكاء الرسول (ص) على الإمام الحسين (ع) _ 32_

  ابن عساكر : أخبرنا أبو محمد بن طاوس ، أخبرنا أبو الغنائم بن أبي عثمان ، أخبرنا أبو الحسين بن بشران ، أخبرنا الحسين بن صفوان ، أخبرنا أبو بكر بن أبي الدنيا ... (1) .
  3 / عكرمة : البزار : حدثنا إبراهيم بن يوسف الصيرفي ، ثنا الحسين بن عيسى ، حدثنا الحكم بن أبان ، عن عكرمة ، عن ابن عباس قال : كان الحسين جالساً في حجر النبي (صلى الله عليه وآله) فقال جبرئيل : أتحبه ؟ فقال : (( وكيف لا أُحبه وهو ثمرة فؤادي ؟! )) فقال : أما إن أُمتك ستقتله ، ألا أُريك من موضع قبره ؟ فقبض قبضة فإذا تربة حمراء (2) .
  مرتبة الحديث : سند مقبول ، بل حسن على الصحيح ، قال الحافظ الهيثمي : رواه البزار ورجاله ثقات وفي بعضهم خلاف (3) .
  * إبراهيم بن يوسف الصيرفي : من شيوخ النسائي والبزار ، وثقه موسى بن إسحاق ، وقال النسائي ـ المتشدّد ـ : ليس بالقوي ، وقال الحضرمي : صدوق ، ذكره ابن حبان في الثقات (4) ، وروى عنه ابن خزيمة وابن حبان في صحيحهما .
  * الحسين بن عيسى : هو ابن مسلم الحنفي ، أبو عبدالرحمن الكوفي ، قال البخاري : مجهول وحديثه منكر ( يؤمكم أقرؤكم لكتاب الله ) ، وقال أبو زرعة : منكر الحديث ، وقال أبو حاتم : ليس بالقوي ، وقال ابن عدي : له من الحديث شيء قليل ، وعامة حديثه غرائب ، وفي حديثه مناكير ، وذكره ابن حبان في الثقات واحتج به في الصحيح ، روى له أبو داود وابن ماجه (5) ، فهو مقبول

---------------------------
(1) تاريخ دمشق 14/237 .
(2) البداية والنهاية 6/257 .
(3) مجمع الزوائد 9/191 .
(4) تهذيب الكمال 2/255 ، الرقم 272 .
(5) تهذيب الكمال 6/462 ، الرقم 1329 .

بكاء الرسول (ص) على الإمام الحسين (ع) _ 33 _

  لعدم القدح في عدالته وإن أوعز النكارة إلى حديثه ، وما أكثر من يعبّر عنهم أبو حاتم ( ليس بالقوي ) وهم من ثقات الرواة ، فرواية أبي داود ـ وهو الذي لا يروي إلا عن ثقة (1) ـ وتوثيق ابن حبان له كافية في الحكم بدرج حديثه في مرتبة الحسن ، والله العالم .
  * الحكم بن أبان : هو العدني ، أبو عيسى ، وثقه ابن معين والنسائي وابن نمير والسبتي والمديني وأحمد بن حنبل ، وقال أبو زرعة : صالح ، وقال العجلي : ثقة صاحب سنة ، كان إذا هدأت العيون وقف في البحر ركبتيه يذكر الله حتى يصبح ، قال ابن عيينة : قدم علينا يوسف بن يعقوب ، قاضٍ كان لأهل اليمن ، وكان يذكر منه صلاح ، فسألته عن الحكم بن أبان ، فقال : ذلك سيد أهل اليمن ، كان يصلي من الليل ، فإذا غلبته عيناه نزل إلى البحر فقام في المساء يُسبِّح مع دواب البحر ، قال : أتيت عدن فلم أر مثل الحكم بن أبان ، روى له البخاري في القراءة والأدب والأربعة أصحاب السنن (2) .
  عكرمه : هو مولى ابن عباس ثقة عند أهل السنة والجماعة بالاتفاق .
  4 / أبو الضحى : الحاكم : حدثني أبو بكر بن أحمد بن بالويه ، حدثنا أبو مسلم إبراهيم بن عبدالله ، حدثنا حجاج بن نصير ، حدثنا قرة بن خالد ، حدثنا عامر بن عبد الواحد ، عن أبي الضحى ، عن ابن عباس (رضي الله عنهما) قال : ما كنا نشك وأهل البيت متوافرون أن الحسين بن علي يقتل بالطف (3) .
  5 / معاوية بن ابي سفيان : قال معاوية لابنه يزيد : فقد حدثني ابن عباس قال : حضرت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عند وفاته وهو يجود بنفسه وقد ضم الحسين إلى صدره وهو يقول : (( هذا من أطائب أرومتي وأبرار عترتي وخيار ذريتي ، لا بارك الله فيمن لم يحفظه

---------------------------
(1) تهذيب التهذيب 2/298 ، ترجمة الحسين بن علي بن الأسود 3/156 ، ترجمة داود بن بكر بن أبي الفرات .
(2) تهذيب الكمال 7/86 ، الرقم 1422 .
(3) المستدرك 3/179 .

بكاء الرسول (ص) على الإمام الحسين (ع) _ 34_

  من بعدي ، وقال ابن عباس : ثم أُغمي على رسول الله ساعة ، ثم أفاق فقال : ياحسين ، إن لي ولقاتلك يوم القيامة مقاماً بين يدي ربي وخصومة ، وقد طابت نفسي إذا جعلني الله خصماً لمن قاتلك يوم القيامة )) ، يابني فهذا حديث ابن عباس ، وأنا أُحدثك عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال : (( أتاني يوماً حبيبي جبرئيل فقال : يامحمد ، إن أُمتك تقتل ابنك حسيناً ، وقاتله لعين هذه الأُمة )) ، ولقد لعن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قاتل حسين مراراً (1) .
  رابعاً : ما روي عن أُم الفضل بنت الحارث
  الحاكم : أخبرني أبو عبدالله محمد بن علي الجوهري ببغداد ، ثنا أبو الأحوص محمد بن الهيثم القاضي ، ثنا محمد بن مصعب ، ثنا الأوزاعي ، عن أبي عمار شداد بن عبدالله ، عن أُم الفضل بنت الحارث أنها دخلت على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقالت : (( يارسول الله ، إني رأيت حلماً منكراً الليلة ، قال : ما هو ؟ قالت : إنه شديد ، قال : ما هو ؟ قالت : رأيت كأن قطعة من جسدك قطعت ووضعت في حجري ، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : رأيت خيراً ، تلد فاطمة إن شاء الله غلاماً فيكون في حجرك )) ، فولدت فاطمة الحسين فكان في حجري كما قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم ) ، فدخلت يوماً إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فوضعته في حجره ، ثم حانت مني التفاتة فإذا عينا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) تهريقان من الدموع ، قالت : قلت : يانبي الله بأبي أنت وأُمي ما لك ؟ قال : (( أتاني جبرئيل (عليه السلام) فأخبرني أن أمتي ستقتل ابني هذا ، فقلت : هذا ؟ فقال : نعم )) ، وأتاني بتربة من تربته حمراء (2) .

---------------------------
(1) رواه المؤرخ الكبير ابن أعثم في الفتوح / 1345 ـ 1375 بأسانيد متعددة ومتكثرة ، تحقيق الدكتور سهيل زكار .
(2) المستدرك 3/176 قال : حديث صحيح ، ودلائل النبوة 6/468 عن الحاكم ، وتاريخ دمشق 14/196 عن البيهقي عن الحاكم ، وكتاب الدعاء للطبراني / 550 ، عن محمد بن سهل الرقي عن محمد بن مصعب القرقساني ، وبتره ، والمعجم الكبير 25/26 عن محمد بن عثمان بن أبي شيبة ، عن الحسن بن علي الحلواني عن يزيد بن هارون عن عبد الملك بن الحسين عن سماك عن قابوس عن أبيه عن أُم الفضل ، وبتره ، والبداية والنهاية 6/258 عن البيهقي عن الحاكم وغيره .

بكاء الرسول (ص) على الإمام الحسين (ع) _ 35 _

  مرتبة الحديث : حسن ، رجاله ثقات .
  * أبو عبدالله محمد بن علي الجوهري : هو ابن محرم ، قال الحافظ الذهبي : الإمام المفتي المعمر ، أبو عبدالله محمد بن أحمد بن علي بن مخلد الجوهري البغدادي ، من أعيان تلامذة ابن جرير ، قال الدارقطني : لا بأس به ، وقال ابن أبي الفوارس : لم يكن بذاك (1) .
  * محمد بن الهيثم القاضي : هو البغدادي المعروف بأبي الأحوص قاضي عكبرا ، قال ابن خراش : من الأثبات المتقنين ، وقال الدارقطني : من الثقات الحفاظ ، ثقة مأمون حافظ (2) .
  * محمد بن مصعب : هو القرقساني ، قال أحمد : حديث القرقساني عن الأوزاعي مقارب ، وأما عن حماد ففيه تخليط ، وهو لا بأس به ، وكان ابن معين سيىء الرأى فيه ، وقال الخطيب : كان كثير الغلط لتحديثه من حفظه ، ويذكر عنه الخير والصلاح ، وقال أبو زرعة : صدوق في الحديث ولكنه حدث بأحاديث منكرة ، وقال ابن عدي : ليس بروايته بأس ، وقال البزار : ليس به بأس وقد حدث عنه جماعة من أهل العلم ، ووثقه ابن قانع ، وقال الحافظ ابن حجر : صدوق كثير الغلط ، وضعفه النسائي ، وقال ابن خراش : منكر الحديث (3) ، وقد أخرج له ابن خزيمة في الصحيح وحسّن حديثه العلامة الألباني (4) .

---------------------------
(1) سير أعلام النبلاء 16/61 .
(2) تهذيب الكمال 26/571 ، الرقم 5668 .
(3) تهذيب الكمال 26/460 ، الرقم 5612 .
(4) كتاب السنة / 156 ، الرقم 351 ، 355 ، الرقم 792 .

بكاء الرسول (ص) على الإمام الحسين (ع) _ 36_

  * الأوزاعي : هو عبد الرحمن بن عمرو أبو عمرو ، من أئمة أهل السنة ، ثقة حافظ إمام بالاتفاق ، قال ابن حجر : الفقيه ثقة جليل ، روى له الستة (1) .
  * شدّاد بن عبدالله : هو أبو عمار الدمشقي مولى معاوية ، قال يحيى بن كثير : كان مرضياً ، وثقه العجلي وأبو حاتم والداقطني وابن سفيان وابن خلفون والحافظ ابن حجر ، وقال ابن معين والنسائي : ليس به بأس ، وقال صالح بن محمد الحافظ : صدوق ، وذكره ابن حبان في الثقات (2) .
  ابن عساكر : أخبرنا أبو القاسم السمرقندي ، أنبأنا أبو الحسين بن النقور ، أنبأنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن عمران المعروف بابن الجندي ، أنبأنا أبو روق أحمد بن محمد بن بكر الهزاني ، أنبأنا الرياشي ـ يعني العباس بن الفرج ـ أنبأنا محمد بن إسماعيل بن أبي سمينة ، عن محمد بن مصعب القرقساني ، عن الأوزاعي ، عن شداد أبي عمارة قال : قالت أُم الفضل بنت الحارث : رأيت يارسول الله رؤيا أُعظمك أن أذكرها لك !! قال : (( اذكريها ، قالت : رأيت كأن بضعة منك قطعت فوضعت في حجري !! فقال (صلى الله عليه وآله وسلم) : إن فاطمة حبلى تلد غلاماً أُسميه حسيناً وتضعه في حجرك )) ، قالت : فولدت فاطمة حسيناً ، فكان في حجري أُربيه ، فدخل عليّ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يوماً وحسين معي فأخذه يلاعبه ساعة ثم ذرفت عيناه !! فقلت : يارسول الله ، ما يبكيك ؟ فقال : (( هذا جبريل يخبرني أن أُمتي تقتل ابني هذا )) (3) .
  مرتبة الحديث : حسن ، رجاله موثقون .
  * أبو القاسم السمرقندي : هو إسماعيل بن أحمد بن عمر بن أبي الأشعث السمرقندي ، الدمشقي المولد ، البغدادي الموطن ، قال الذهبي : الشيخ الإمام

---------------------------
(1) تقريب التهذيب 1/584 .
(2) تهذيب الكمال 12/399 ، الرقم 2707 .
(3) تاريخ دمشق 14/196 ، وروى صدره في 14/114 بسند متصل إلى سماك عن أُم الفضل .

بكاء الرسول (ص) على الإمام الحسين (ع) _ 37_

  المحدث المفيد المسند أبو القاسم ، قال البسطامي : أبو القاسم إسناد خراسان والعراق ، وقال ابن عساكر : ثقة مكثراً ، صاحب أُصول ، دلالاً في الكتب ، وعاش إلى أن خلت بغداد ، وصار محدثها كثرة وإسناداً ، حتى صار يطلب على التسميع بعد حرصه على التحديث ، وقال السلفي : ثقة ، له أُنس بمعرفة الرجال ، يعرف الحديث ، وسمع الكتب ، مات سنة ( 536 ) (1) .
  * أبو الحسين بن النقور : هو أحمد بن محمد بن أحمد بن عبد الله بن النقور ، قال الذهبي : الشيخ الجليل ، الصدوق ، مسند العراق ، أبو الحسين البغدادي البزار ، مولده سنة ( 381 ) ، كان صحيح السماع ، متحرياً في الرواية ، قال الخطيب : كان صدوقاً ، وقال ابن خيرون : ثقة ، مات سنة ( 470 ) (2) .
  * أبو الحسن أحمد بن محمد بن عمران : ابن الجندي البغدادي ، حدث عن البغوي وابن صاعد والعدوي ، وعنه العيقي والأزهري والخلال وابن النقور وآخرون وعمر دهراً ، قال العتيقي : كان يرمى بالتشيع ، وكانت له أُصول حسان ، مات سنة ( 396 ) (رحمه الله) (3) .
  * أبو روق أحمد بن محمد بن بكر الهزاني : ذكره الحافظ الذهبي فقال : الهزاني ، مسند البصر الثقة المعمر (4) .
  * الرياشي العباس بن الفرج : هو أبو الفضل البصري ، صاحب النحو والعربية ، ذكره ابن حبان في الثقات ، وقال الخطيب : كان ثقة ، وكان من الأدب وعلم النحو بمحل عال ، ووثقه مسلمة والسمعاني والحافظان الذهبي وابن حجر (5) .
  * محمد بن إسماعيل بن أبي سمينة : هو أبو عبدالله البصري ، قال أبو حاتم : كان غزاء ثقة .
  وقال أبو دواد : كان من شجعان الناس ، وقال صالح بن

---------------------------
(1) سير أعلام النبلاء 20/28 .
(2) سير أعلام النبلاء 18/372 ، الرقم 180 .
(3) تاريخ بغداد 5/282 .
(4) سير أعلام النبلاء 15/285 .
(5) تهذيب الكمال 14/234 ، الرقم 3133 .

بكاء الرسول (ص) على الإمام الحسين (ع) _ 38_

  محمد : كان ثقة ، أوثق من محمد بن يحيى بن أبي سمينة ، وذكره ابن حبان في الثقات ، ووثقه الحافظ ابن حجر في التقريب (1) .
  وقال الحاكم : حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، حدثنا محمد بن إسحاق الصغاني ، حدثنا محمد بن إسماعيل بن أبي سمينة ، حدثنا محمد بن مصعب ، حدثنا الأوزاعي ، عن أبي عمارة ، عن أُم الفضل قالت : قال لي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) والحسين في حجره : (( إن جبرئيل (عليه الصلاة والسلام) أخبرني : أن أُمتي تقتل الحسين )) (2) ، قال الحاكم : اختصر ابن أبي سمينة هذا الحديث ورواه غيره عن محمد بن مصعب بالتمام .
  خامساً : ما روي عن عائشة
  1 / أبي سلمة : الطبراني : حدثنا الصائغ ، حدثنا أحمد بن عمر العلاف ، حدثنا أبو سعيد مولى بني هاشم ، حدثنا حماد بن سلمة ، عن أيوب ، عن عمارة بن غرية ، عن محمد بن إبراهيم ، عن أبي سلمة ، عن عائشة : أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أجلس حسيناً على فخذه فجاء جبريل (عليه السلام) فقال : هذا ابنك ؟ قال : نعم ، قال : أُمتك ستقتله بعدك ، فدمعت عينا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال : إن شئت أريتك تربة الأرض التي يقتل بها ، قال : نعم ، فأتاه جبرئيل بتراب من تراب الطف (3) .
  مرتبة الحديث : صحيح ، رجاله ثقات أجلاء .
  * الصائغ : هو محمد بن نصر بن منصور ، أبو جعفر الصائغ ، ذكره الخطيب فقال : روى عن ابن المنادى وابن كامل والآدمي والخطبي وابن قانع ،

---------------------------
(1) تهذيب التهذيب 24/479 ، الرقم 5065 .
(2) المستدرك 3/179 ، والاحاديث الصحيحة للألباني 2/484 ، قال : هذا إسناد صحيح على اسناد الشيخين . وقال الهيثمي : رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح وله شاهد آخر من حديث أنس نحوه .
(3) المعجم الأوسط 6/249 .

بكاء الرسول (ص) على الإمام الحسين (ع) _ 39_

  قال الدراقطني : هو صدوق فاضل ناسك ، وقال ابن العباس : كتب عن ابن المنادى على ستر وثقة وكان يقرئ الناس القرآن ، مات سنة ( 297 ) (1) .
  * أحمد بن عمر العلاف : هو أبو سعيد الرازي ، ذكره ابن حبان في الثقات وقال : شيخ يروي عن عبد الرحمن بن مغراء ، روى عنه يعقوب بن سفيان ، وقال : كتبت عنه بمكة .
  * أبو سعيد مولى بني هاشم : هو عبدالرحمن بن عبدالله بن عبيد البصري ، وثقه أحمد وابن معين والطبراني والدارقطني ، وظلمه ابن حجر بقوله : صدوق ربما أخطأ ، روى له البخاري وغيره (2) .
  * حماد بن سلمة : مجمع على وثاقته ، قال ابن حجر : أبو سلمة ثقة ، عابد ، أثبت الناس في ثابت ، وتغيّر حفظه بآخره (3) .
  * أيوب : هو ابن أبي تميمة السختياني ، ثقة بالاتفاق ، قال ابن حجر : ثقة ثبت حجة من كبار الفقهاء العباد ، روى له الستة (4) .
  * عمارة بن غزية : هو ابن الحارث ، وثقه أحمد وأبو زرعة وابن سعد والعجلي والدارقطني ، وقال ابن معين : صالح ، وقال أبو حاتم : ما بحديثه بأس كان صدوقاً ، وقال النسائي : ليس به بأس ، وذكره ابن حبان وابن شاهين في الثقات ، روى له مسلم وغيره ، وظلمه ابن حجر بقول : لا بأس به (5) .
  * محمد بن إبراهيم : هو ابن الحارث القرشي التيمي ، ثقة بالاتفاق ، وثقه ابن معين والنسائي وأبو حاتم وابن خراش وابن سعد وابن شيبة ، وقال البخاري : صحيح الحديث ، وقال المديني : هو حسن الحديث مستقيم الراوية ثقة إذا روى

---------------------------
(1) تاريخ بغداد 4/87 .
(2) تهذيب الكمال 17/217 ، الرقم 3871 .
(3) تقريب التهذيب 1/197 ، الرقم 542 .
(4) تقريب التهذيب 1/116 .
(5) تهذيب الكمال 21/258 ، الرقم 4195 .

بكاء الرسول (ص) على الإمام الحسين (ع) _ 40_

  عنه ثقة ، رأيت على حديثه النور ، وقال ابن سفيان : ثقة يقوم حديثه مقام الحجة ، ووثقه الحافظ ابن حجر ، روى له الستة وغيرهم (1) .
  * أبو سلمة : هو ابن عبدالرحمن بن عوف القرشي ، قال ابن سعد : كان ثقة فقيهاً كثير الحديث ، وقال أبو زرعة : ثقة إمام ، روى له الستة وغيرهم (2) .
  البيهقي : أنباني أبو عبدالرحمن السلمي أن أبا محمد بن زياد السمذي أخبرهم : حدثنا محمد بن إسحاق بن خزيمة ، حدثنا أحمد بن عبدالله بن عبدالرحمن البرقي ، حدثنا سعيد هو ابن الحكم بن أبي مريم ، قال : حدثني يحيى بن أيوب ، حدثني ابن غزية وهو عمارة ، عن محمد بن إبراهيم ، عن أبي سلمة بن عبدالرحمن قال : كان لعائشة مشربة فكان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إذا أراد لُقيَّ جبرئيل لقيه فيها فرقيها مرة من ذلك وأمر عائشة .... فقال جبرئيل (عليه السلام) : سيقتل ، تقتله أُمتك ، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : أُمتي ؟! قال : نعم ، وإن شئت أخبرتك بالأرض التي يقتل فيها ، فأشار جبرئيل (عليه السلام) إلى الطف بالعراق فأخذ تربة حمراء فأراه إياها .
  هكذا رواه يحيى بن أيوب عن عمارة بن غزية مرسلاً ، ورواه إبراهيم بن أبي يحيى عن عمارة موصولاً ، فقال : عن محمد بن إبراهيم عن أبي سلمة عن عائشة (3) .
  مرتبة الحديث : صحيح رجاله ثقات .
  * أبو عبدالرحمن السلمي : هو محمد بن الحسين بن محمد بن موسى الأزدي ، قال الحافظ الذهبي : الإمام الحافظ المحدث شيخ خرسان وكبير الصوفية أبو عبدالرحمن النيسابوري الصوفي ، قال الخشاب : كان مرضياً عند الخاص والعام ، والموافق والمخالف ، والسلطان والرعية ، في بلده وفي سائر بلاد المسلمين ،

---------------------------
(1) تهذيب الكمال 24/301 ، الرقم 5023 .
(2) تهذيب الكمال 33/370 ، الرقم 7409 .
(3) دلائل النبوة 6/470 ، ورواه ابن سعد في الطبقات ـ القسم غير مطبوع ـ قال : أخبرنا محمد بن عمر أخبرنا موسى بن محمد بن إبراهيم عن أبيه عن أبي سلمة .

بكاء الرسول (ص) على الإمام الحسين (ع) _ 41_

  ومضى إلى الله كذلك ، وحبب تصانيفه إلى الناس ، وبيعت بأغلى الأثمان ، ذكره الخطيب فقال : محله كبير ، وكان مع ذلك صاحب حديث ، مجوداً ، جمع شيوخاً وتراجم وأبواباً (1) .
  * أبو محمد بن زياد السمذي : هو عبدالله بن محمد بن علي السمذي العدل ، ذكره السمعاني فقال : كان من العباد المجتهدين المحسنين المستورين الراغبين في صحبة الزهاد والصالحين (2) .
  * محمد بن إسحاق بن خزيمة : هو الإمام ابن خزيمة شيخ أهل السنة في زمانه على الإطلاق ، قال الحافظ الذهبي : الحافظ الحجة الفقيه ، شيخ الإسلام إمام الأئمة أبو بكر السلمي النيسابوري الشافعي صاحب التصانيف (3) .
  * أحمد بن عبدالله بن عبد الرحمن البرقي : هو أبو بكر ، ذكره الحافظ الذهبي فقال : المحدث الحافظ الصادق أبو بكر (4) ، وهو من مشايخ ابن خزيمة وقد احتج به في صحيحه .
  * سعيد بن الحكم بن أبي مريم : هو أبو محمد المصري ، ثقة بالاتفاق ، قال أبو داود : حجة ، وثقه أبو حاتم وابن معين وابن حبان والعجلي والحافظان الذهبي وابن حجر ، روى له الستة وغيرهم (5) .
  * يحيى بن أيوب : هو الغافقي أبو العباس المصري ، قال ابن معين وأبو داود : ثقة صالح ، وقال أبو حاتم : محله الصدق يكتب حديثه ولا يحتج به ، وقال البخاري : صدوق ، ووثقه ابن سفيان والحربي ، وقال الساجي : صدوق يهم ، وقال ابن عدي : هو من فقهاء مصر ومن علمائهم ولا أرى في حديثه إذا روى عنه ثقة أو روى هو عن ثقة حديثاً منكراً فأذكره وهو عندي صدوق لا بأس

---------------------------
(1) سير أعلام النبلاء : 17/247 .
(2) الانساب 3/296 .
(3) سير أعلام النبلاء 14/365 .
(4) سير أعلام النبلاء 13/47 .
(5) تهذيب الكمال 10/391 ، الرقم 2235 .

بكاء الرسول (ص) على الإمام الحسين (ع) _ 42 _

  به ، وقال النسائي : ليس بالقوي ، وذكره ابن حبان في الثقات روى له الستة (1) .
  ابن عساكر : بسند متصل إلى محمد بن سعد صاحب الطبقات ، أنبأنا محمد بن عمر ، أنبأنا موسى بن محمد بن إبراهيم عن أبيه ... الحديث (2) .
  التميمي المغربي : حدثني بكر بن أحمد بن عبيد بن الفهري من ولد عقبة بن نافع ، عن سعيد بن أبي مريم قال : حدثنا أيوب ، حدثني ابن غزية ، عن محمد بن ابراهيم ، عن أبي سلمة بن عبدالرحمن ... (3) .
  2 / عروة بن الزبير : الطبراني : حدثنا أحمد بن رشد بن الحصري ، أخبرنا عمرو بن خالد الحراني ، أخبرنا ابن لهيعة ، عن أبي الأسود ، عن عروة بن الزبير ، عن عائشة قالت : دخل الحسين بن علي (عليه السلام) على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وهو يوحى إليه فنزى على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وهو منكب ولعب على ظهره ، فقال جبرئيل لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : (( أتحبه يامحمد ؟ قال : ياجبرئيل ، وما لي لا أُحب ابني ؟! قال : فإن أُمتك ستقتله من بعدك )) ، فمدّ جبرئيل (عليه السلام) يده ، فأتاه بتربة بيضاء ، فقال : في هذه الأرض يقتل ابنك هذا يا محمد واسمها الطف ، فلما ذهب جبرئيل (عليه السلام) من عند رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) والتربة في يده يبكي ، فقال : (( ياعائشة ، إن جبرئيل (عليه السلام) أخبرني : أن الحسين ابني مقتول في أرض الطف ، وأن أُمتي ستفتن بعدي )) ، ثم خرج الى أصحابه فيهم علي وأبو بكر وعمر وحذيفة وعمار وأبو ذر وهو يبكي ، فقالوا : ما يبكيك يارسول الله ؟ فقال : (( أخبرني

---------------------------
(1) تهذيب الكمال 31/233 ، الرقم 6792 .
(2) تاريخ دمشق 14/194 .
(3) المحن / 141 ، قال الذهبي : هو الحافظ المؤرخ محمد بن أحمد بن تميم الأفريقي ، ذكره القاضي عياض في الفقهاء المالكية فقال : كان حافظاً لمذهب مالك مفتياً عالما غلب عليه علم الحديث والرجال ، صنف طبقات أهل افريقة وكتاب المحن ، وكتاب فضائل مالك وفضائل سحنون ، وكتاب عباد أفريقة ، وله كتاب التاريخ في أحد عشر مجلداً ، تذكرة الحفاظ 3/889 .

بكاء الرسول (ص) على الإمام الحسين (ع) _ 43_

  جبرئيل : أن ابني الحسين يقتل بعدي بأرض الطف ، وجاءني بهذه التربة وأخبرني أن فيها مضجعه (1) .
  مرتبة الحديث : حسن ، رجاله ثقات .
  قال الحافظ الهيثمي : رواه الطبراني في الكبير والأوسط باختصار ، وفي إسناد الكبير ابن لهيعة وفي إسناد الأوسط من لم أعرفه .
  قلت : ابن لهيعة : هو عبدالله بن عقبة ، قال الحافظ الذهبي : القاضي الإمام العلامة ، محدث ديار مصر ، طلب العلم في صباه ، ولقي الكبار بمصر والحرمين ، قال روح بن صلاح : لقي ابن لهيعة اثنين وسبعين تابعياً ، وقال أحمد بن حنبل : من كان مثل ابن لهيعة بمصر في كثرة حديثه وضبطه وإتقانه ! وقال : ما كان محدث مصر إلا ابن لهيعة ، وقال أحمد بن صالح : كان ابن لهيعة صحيح الكتاب ، طلاباً للعلم ، وقال الثوري : عند ابن لهيعة الأُصول وعندنا الفروع ، وقال السهمي : احترقت دار ابن لهيعة وكتبه ، وسلمت أُصوله ؛ كتبت كتاب عمار بن غزية من أصله ، وقال الليث بعد موته : ما خلف مثله .
  قال الحافظ الذهبي : لا ريب أن ابن لهيعة كان عالم الديار المصرية ، هو والليث معاً ، كما كان الإمام مالك في ذلك العصر عالم المدينة ، والأوزاعي عالم الشام ، ومعمر عالم اليمن ، وشعبة والثوري عالما العراق ، وإبراهيم بن طهمان عالم خراسان ، ولكن ابن لهيعة تهاون بالاتقان ، وروى مناكير ، فانحط عن رتبة الاحتجاج به عندهم ، وبعضهم يبالغ في وهنه ، ولا ينبغي إهداره ، وتتجنب تلك المناكير ، فإنه عدل في نفسه .
  ثم ساق له حديثاً قال : ابن حبان : حدثنا أبو يعلى ، حدثنا كامل بن طلحة ، حدثنا ابن لهيعة ، حدثني حيي بن عبدالله ، عن أبي عبدالرحمن الحبلي ، عن عبدالله بن عمرو أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال في مرضه : (( ادعوا لي أخي )) ، فدُعي له أبو بكر ، فأعرض عنه ، ثم قال : (( ادعوا لي أخي )) .

---------------------------
(1) المعجم الكبير 3/107 ، الرقم 2814 .

بكاء الرسول (ص) على الإمام الحسين (ع) _ 44 _

  فدُعي له عمر ، فأعرض عنه ، ثم قال : (( ادعوا لي أخي )) ، فدُعي له عثمان فأعرض عنه ، ثم دُعي له علي (عليه السلام) فستره بثوبه ، وأكب عليه ، فلما خرج من عنه قيل له : ما قال ؟ قال : (( علمني ألف باب ، كل باب يفتح ألف باب )) .
  قال الذهبي : حديث منكر ، كأنه موضوع !!! .... قال : فأما قول أبي أحمد بن عدي في الحديث الماضي : (( علمني ألف باب )) فلعل البلاء فيه من ابن لهيعة ، فإنه مفرط في التشيع ، فما سمعنا بهذا عن ابن لهيعة ، بل ولا علمت أنه غير مفرط في التشيع ، ولا الرجل متهم بالوضع ، بل لعله أدخل على كامل ، فإنه شيخ محله الصدق ، لعل (1) بعض الرافضة أدخله في كتابه ، ولم يتفطن هو (2) !
  3 / سعيد بن أبي هند : الإمام أحمد : حدثنا وكيع ، حدثني عبدالله بن سعيد ، عن أبيه ، عن عائشة أو أُم سلمة ـ قال وكيع : شك عبدالله ـ : أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال لأحدهما : (( لقد دخل عليّ البيت ملك لم يدخل عليّ قبلها ، فقال لي : إن ابنك هذا حسين مقتول ، وإن شئت أريتك من تربة الأرض التي يقتل بها ، قال : فأخرج تربة حمراء )) (3) .
  مرتبة الحديث : صحيح رجاله ثقات :
  قال الحافظ الهيثمي : رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح (4) .

---------------------------
(1) ولعل لا تنتهي عند حد ، وكامل بن طلحة هو الجحدري وثقه أحمد والدارقطني ، وقال أبو حاتم : لا بأس به .
وذكره ابن حبان في الثقات ، وسئل عنه أحمد فقال : ما أعلم أحداً يدفعه بحجة ، وقول ابن معين : ليس بشيء .
أي قليل الحديث ، وقال أبو داود : رميت بكتبه وسمعت أحمد يثني عليه ، ولم يبين سببه .
(2) سير أعلام النبلاء 8/11 .
(3) المسند 6/294 ، وبغية الطلب / 2596 ، وتاريخ دمشق 14/193 .
(4) مجمع الزوائد 9/187 .

بكاء الرسول (ص) على الإمام الحسين (ع) _ 45 _

  * وكيع : هو ابن الجراح ، ثقة بالاتفاق ، قال ابن حجر : ثقة حافظ عباد ، روى له الستة (1) .
  * عبدالله بن سعيد : هو ابن أبي هند الفزاري ، قال أحمد : ثقة ثقة ، ثقة مأمون ، ووثقه ابن معين وأبو داود والعجلي وابن سفيان والمديني وابن سعد وابن البرقي وابن عبدالرحيم ، وكذا الحافظ الذهبي ، وقال أبو حاتم : ضعيف الحديث !!! وقال يحيى بن سعيد : كان صالحاً تعرف وتنكر ، وقال النسائي : ليس به بأس ، وذكره ابن حبان وابن شاهين في الثقات ، وظلمه ابن حجر بقوله : صدوق ربما وهم ، روى له الستة أصحاب الصحاح (2) .
  * أبوه : هو سعيد بن أبي هند ، ذكره ابن حبان في الثقات ، وقال ابن سعد : وله أحاديث صالحة ، ووثقه العجلي . وقال الحافظ ابن حجر : ثقة من الثالثة أرسل عن أبي موسى ، روى له الستة (3) .
  الطبراني : حدثنا محمد بن عبدالله الحضرمي ، حدثنا الحسين بن حريث ، حدثنا الفضل بن موسى ، عن عبدالله بن سعيد ... الحديث (4) .
  الذهبي : عبدالرزاق ، عن عبدالله بن سعيد بن أبي هند ... (5) .
  4 / سعيد بن أبي سعيد المقبري : محمد بن سعد : حدثنا علي بن محمد ، حدثنا عثمان بن مقسم ، عن المقبري ، عن عائشة قالت : بينا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) راقداً إذ جاء الحسين يحبو إليه ، فنحيته عنه ، ثم قمت لبعض أمري ، فدنا منه ، فاستيقظ يبكي ، فقلت : ما يبكيك ؟ قال : (( إن جبرئيل أراني التربة التي يقتل عليها الحسين ، فاشتد غضب الله على

---------------------------
(1) تقريب التهذيب 2/283 .
(2) تهذيب الكمال 15/37 ، الرقم 3307 .
(3) تهذيب الكمال 11/93 ، الرقم 2371 ، وتقريب التهذيب 1/366 .
(4) المعجم الكبير 3/107 ، الرقم 2815 ، وسنده صحيح أيضا .
(5) تاريخ الإسلام 3/10 .

بكاء الرسول (ص) على الإمام الحسين (ع) _ 46 _

  من يسفك دمه ، وبسط يده فإذا فيها قبضة من بطحاء ، فقال : ياعائشة ، والذي نفسي بيده إنه ليحزنني ، فمن هذا من أُمتي من يقتل حسيناً بعدي )) (1) ؟!
  سادساً : ما روي عن الصحابي أُمامة
  الطبراني : حدثنا علي بن سعيد الرازي ، حدثنا إسماعيل بن المغيرة ، حدثنا بن الحسن بن شفيق ، حدثنا الحسين بن واقد ، حدثني أبو غالب ، عن أبي أُمامة قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لنسائه : (( لا تُبكوا هذا الصبي - يعني حسيناً - ، قال : وكان يوم أُم سلمة فنزل جبرئيل فدخل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) الداخل فقال لأُم سلمة : لا تدعي أحداً أن يدخل عليّ )) .
  فجاء الحسين فلما نظر إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في البيت أراد أن يدخل فأخذته أُم سلمة فاحتضنته وجعلت تناغيه وتسكنه ، فلما اشتدّ في البكاء خلت عنه ، فدخل حتى جلس في حجر النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ، فقال جبرئيل للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) : (( إن أُمتك ستقتل ابنك هذا ، فقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) : يقتلونه وهم مؤمنون بي ؟ قال : نعم يقتلونه )) ، فتناول جبرئيل تربة ، فقال : بمكان كذا وكذا ، فخرج رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قد احتضن حسيناً كاسف البال مغموماً فظنت أُم سلمة أنه غضب من دخول الصبي عليه ، فقالت : يانبي الله ، جعلت لك الفداء أنك قلت : لا تبكوا هذا الصبي وأمرتني أن لا أدع أحداً يدخل عليك فجاء فخليت عنه ، فلم يرد عليها ، فخرج إلى أصحابه وهم جلوس فقال : (( إن أُمتي يقتلون هذا ، وفي القوم أبو بكر وعمر ـ وكان أجرأ القوم عليه ـ فقالا : يانبي الله وهم مؤمنون ؟! قال : نعم وهذه تربته )) .
  وأراهم إياها (2) .
  مرتبة الحديث : حسن ، رجاله ثقات .

---------------------------
(1) رواه ابن سعد في الطبقات ـ القسم غير المطبوع ـ ، وعنه كنز العمال 12/127 ، الرقم 34317 ، وابن عساكر في تاريخ دمشق بسند متصل إلى ابن سعد 14/195 ، وبغية الطلب 6/2633 .
(2) المعجم الكبير 8/285 ، وتاريخ دمشق 14/190 ، وبغية الطلب 6/2600 .

بكاء الرسول (ص) على الإمام الحسين (ع) _ 47 _

  قال الحافظ الهيثمي : رواه الطبراني ورجاله موثقون ، وقال الحافظ الذهبي : إسناد حسن (1) .
  سابعاً : ما روي عن زينب بنت جحش
  الطبراني : حدثنا علي بن عبدالعزيز ، حدثنا أبو نعيم ، حدثنا عبدالسلام بن حرب ، عن ليث ، عن أبي القاسم مولى زينب ، عن زينب بنت جحش : أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) كان نائماً عندها وحسين يحبو في البيت ، فغفلت عنه فحبا حتى أتى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فصعد على بطنه فوضع ذكره في سرته فبال ، قالت : فاستيقظ النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ، فقمت إليه فحططته عن بطنه ، فقال : رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : (( دعي ابني ، فلما قضى بوله أخذ كوزاً من ماء فصبه ، وقال : إنه يصب من الغلام ويغسل من الجارية )) ، قالت : ثم قام يصلي واحتضنه فكان إذا ركع وسجد وضعه ، وإذا قام حمله ، فلما جلس جعل يدعو يرفع يديه ويقول ، فلما قضى الصلاة ، قلت : يارسول الله لقد رأيتك تصنع اليوم شيئاً ما رأيتك تصنعه ؟ قال : (( إن جبرئيل أتاني فأخبرني : أن ابني يقتل ، قلت : فأرني إذن )) .
  فأتاني بتربة حمراء (2) .
  مرتبة الحديث : قال الحافظ الهيثمي : رواه الطبراني بإسنادين وفيهما من لم أعرفه ، وفي موضع آخر قال : رواه الطبراني وفيه ليث بن أبي سليم وفيه ضعف (3) .
  قلت : قال البرقاني : سألته ـ يعني الدارقطني ـ عن ليث فقال : صاحب سنّة ، يخرج حديثه ، ثم قال : إنما أنكروا عليه الجمع بين عطاء وطاووس ومجاهد فحسب ، وعن قبيصة قال : قال شعبة لليث : أين اجتمع لك هؤلاء الثلاثة : عطاء ، وطاووس ، ومجاهد ؟ فقال : اذ أبوك يضرب بالخف ليلة عرسه ، قال قبيصة : فقال رجل كان جالساً لسفيان : فما زال ـ شعبة ـ متقياً لليث مذ يومئذ ، وقال

---------------------------
(1) مجمع الزوائد 9/189 ، وسير أعلام النبلاء 3/289 .
(2) المعجم الكبير 24/54 ، الرقم 141 .
(3) مجمع الزوائد 9/188 ، 1/285 .

بكاء الرسول (ص) على الإمام الحسين (ع) _ 48 _

  ابن عدي : له أحاديث صالحة ، وقد روى عنه شعبة والثوري وغيرهما من ثقات الناس ، وقال العجلي : جائز الحديث ، لا بأس به ، وقال الترمذي عن البخاري : ليث صدوق وربما يهم في الشيء ، وقال الساجي : صدوق فيه ضعف ، وقال حجر : صدوق اختلط جداً ولم يتميز حديثه فترك ، روى عنه مسلم والأربعة والبخاري في الأدب (1) .
  ثامناً : ما روي عن أنس بن مالك
  أحمد : حدثنا مؤمل ، حدثنا عمارة بن زاذان ، حدثنا ثابت ، عن أنس بن مالك : إن ملك المطر استأذن ربه أن يأتي النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فأذن له ، فقال لأُم سلمة : املكي علينا الباب لا يدخل علينا أحد ، قال : وجاء الحسين ليدخل فمنعته فوثب فدخل فجعل يقعد على ظهر النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ، فقال الملك للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) : أتحبه ؟ قال : نعم ، قال : أما أن أُمتك ستقتله ، وإن شئت أريتك المكان الذي يقتل فيه ، فضرب بيده فجاء بطينة حمراء فأخذتها أُم سلمة فصرتها في خمارها ، قال : قال ثابت : بلغنا أنها كربلاء (2) .
  قال : أخبرنا عبدالصمد بن حسان أخبرنا عمارة بن زاذان ... قال : فكنا نسمع يقتل بكربلاء (3) .
  أبو يعلى : حدثنا شيبان ، حدثنا عمارة بن زاذان حدثنا ثابت البناني عن أنس بن مالك ... (4) .
  ابن حبان : أخبرنا الحسن بن سفيان ، حدثنا شيبان بن فروخ ، حدثنا عمارة بن زاذان ... (5) .

---------------------------
(1) تهذيب الكمال 24/279 .
(2) مسند أحمد 3/242 .
(3) المسند 3/265 .
(4) مسند أبي يعلى 6/129 .
(5) صحيح ابن حبان 15/142 .

بكاء الرسول (ص) على الإمام الحسين (ع) _ 49 _

  الطبراني : حدثنا بشر بن موسى ، حدثنا عبدالصمد بن حسان المروذي ، وحدثنا الحضرمي ومحمد بن محمد التمار البصري وعبدان بن أحمد قالوا : حدثنا شيبان بن فروخ ، قالا : حدثنا عمارة بن زاذان الصيدلاني ... (1) .
  أبو نعيم : حدثنا محمد بن الحسن بن كوثر ، ثنا بشر بن موسى ، ثنا عبدالصمد بن حسان ، ثنا عمار بن زاذان عن ثابت البناني عن أنس بن مالك قال : استأذن ملك المطر أن يأتي النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فأذن له ، فقال لأُم سلمة : (( احفظي علينا الباب لا يدخلن أحد ، قال : فجاء الحسين بن علي (رضي الله عنه) فوثب حتى دخل فجعل يصعد على منكب النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ، فقال له الملك : أتحبه ؟ فقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) : نعم ، قال : فإن من أُمتك من يقتله ، وإن شئت أريتك المكان الذي يقتل فيه )) ، قال : فضرب بيده فأراه تراباً أحمر ، فأخذته أُم سلمة (رضي الله عنها) ، وفي رواية سليمان بن أحمد : فشمها رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال : (( ريح كرب وبلاء )) ، فقال : كنَّا نسمع أنه يقتل بكربلاء (2) .
  مرتبة الحديث : حسن كالصحيح ، رجاله ثقات ، وهو مستفيض عن عمارة بن زاذان رواه عنه : الثقة مؤمل بن إسماعيل ، والصدوق عبدالصمد بن حسان ، والصدوق شيبان بن فروخ .
  * وعمارة بن زاذان : هو الصيدلاني ، أبو سلمة البصري حج بيت الله الحرم سبعة وخمسين مرة .
  قال أحمد : ثقة ما به بأس ، وقال ابن معين : صالح ، وقال أبو زرعة : لا بأس به ، ووثقه يعقوب بن سفيان والعجلي ، وذكره ابن شاهين وابن حبان في الثقات ، وقال البخاري : ربما يضطرب في حديثه ، وقال أبو داود : ليس بذاك ، وقال أبو حاتم : يكتب حديثه ولا يحتج به ، ليس بالمتين ، وقال ابن عدي : وهو عندي لا بأس به ، ممن يكتب حديثه ، وقال الدارقطني :

---------------------------
(1) المعجم الكبير 3/106 .
(2) دلائل النبوة / 485 ، وسير أعلام النبلاء 3/288 .

بكاء الرسول (ص) على الإمام الحسين (ع) _ 50 _

  ضعيف ، روى عنه البخاري في الأدب ، وابو داود والترمذي وابن ماجه (1) .
  فحديثه ـ إنصافاً ـ فوق الحَسَن كالصحيح ، وقول البخاري : ربما يضطرب ، لا يخلو منه إلا الأوحدي من الرواة ، والدارقطني ليس معاصراً له حتى يكون قوله هو الحَكَم ، وأبو حاتم متعنت في الرجال كما قال الذهبي ، فقول ابن حجر العسقلاني : صدوق كثير الخطأ ، ظلم له ، فتوثيق أحمد والعجلي وابن شاهين وابن سفيان هو الصواب ، والله العالم .
  * ثابت البناني : ثقة بالاتفاق ، قال ابن حجر : ثقة عابد ، روى له الستة (2) .
  تاسعاً : ما روي عن أبي الطفيل
  الطبراني : عن أبي الطفيل قال : استأذن ملك القطر ... أما إن أُمتك ستقتله ، وإن شئت أريتك المكان ، فتناول كفاً من تراب ، فأخذت أُم سلمة التراب فصرّته في خمارها ، فكانوا يرون أن ذلك التراب من كربلاء .
  مرتبة الحديث : حسن ، رجاله موثقون ، قال الحافظ الهيثمي : رواه الطبراني وإسناده حسن (3) .
  عاشراً : ما روي عن معاذ بن جبل
  الطبراني : حدثنا الحسن بن العباس الرازي ، أخبرنا سلم بن منصور بن عمار ، أخبرنا أبي .
  وحدثنا أحمد بن يحيى بن خالد بن حيان الرقي ، أخبرنا عمرو بن بكر بن بكار القعنبي ، أخبرنا مجاشع بن عمرو ، قالا : أخبرنا عبدالله بن لهيعة ، عن أبي

---------------------------
(1) تهذيب الكمال 21/245 .
(2) تقريب التهذيب 1/145 .
(3) مجمع الزوائد 9/190 .

بكاء الرسول (ص) على الإمام الحسين (ع) _ 51_

  قبيل ، حدثني عبدالله بن عمرو بن العاص : أن معاذ بن جبل أخبره ، قال : خرج علينا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) متغير اللون ، فقال : (( أنا محمد أُوتيت فواتح الكلام وخواتمه ، فأطيعوني ما دمت بين أظهركم فإذا ذهبت فعليكم بكتاب الله عز وجل أحِلّوا حلاله وحرّموا حرامه ؛ أتتكم الموتة ، أتتكم بالروح والراحة ، كتاب من الله سبق ، أتتكم فتن كقطع الليل المظلم ، كلما ذهب رسل جاء رسل ، تناسخ النبوة ، فصارت ملكاً .
  رحم الله من أخذها بحقها وخرج منها كما دخلها ، أمسك يامعاذ وأحص ، قال : فلما بلغت خمسة ، قال : يزيد لا بارك الله في يزيد ، ثم ذرفت عيناه (صلى الله عليه آله) ، ثم قال : نعي إلي حسين وأُتيت بتربته وأُخبرت بقاتله ، والذي نفسي بيده لا يقتل بين ظهراني قوم لا يمنعونه إلا خالف الله بين صدورهم وقلوبهم ، وسلط عليهم شرارهم وألبسهم شيعاً ، ثم قال : واهاً لفراخ آل محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) من خليفة مستخلف مترف يقتل خلفي وخلف الخلف ، أمسك يا معاذ ، فلما بلغت عشرة قال : الوليد اسم فرعون هادم شرائع الإسلام يبوء بدمه رجل من أهل البيت يسل الله سيفه ، فلا غماد له ، واختلف الناس وكانوا هكذا - وشبك بين أصابعه - ثم قال : بعد العشرين ومئة موت سريع وقتل ذريع ففيه هلاكهم ، ويلي عليهم رجل من ولد العباس )) (1) .
  الحادي عشر : ما روي عن الشهيد أنس بن الحارث
  أبو نعيم : حدثنا منصور بن محمد بن منصور الوكيل الإصبهاني ، حدثنا إسحاق بن أحمد الفارسي ، حدثنا البخاري ، حدثني محمد صاحب لنا خراساني قال : حدثنا سعيد بن عبدالملك بن واقد الجزري ، حدثنا عطاء بن مسلم الخفاف ، عن الأشعث بن سحيم ، عن أبيه ، عن أنس بن الحارث (رضي الله عنه) قال : سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول : (( إن ابني هذا ـ يعني الحسين ـ يقتل

---------------------------
(1) المعجم الكبير 20/38 ، ومجمع الزوائد 9/187 ، وأعلّه بمجاشع ، وهو لم ينفرد به .

بكاء الرسول (ص) على الإمام الحسين (ع) _ 52 _

  بأرض يقال لها كربلاء فمن شهد ذلك منكم فلينصره )) ، قال : فخرج أنس بن الحارث إلى كربلاء فقتل مع الحسين (1) .
  القرطبي : ذكر أبو علي سعيد بن عثمان السكن الحافظ ، قال : حدثنا أبو عبدالله الحسين بن إسماعيل قال : حدثنا محمد بن إبراهيم الحلواني .
  قال ابن السكن : وأخبرني أبو بكر محمد بن محمد بن إسماعيل ، حدثنا أحمد بن عبدالله بن زياد الحداد .
  قالا : حدثنا سعيد بن عبدالملك بن واقد قال : حدثنا عطاء بن مسلم : أن أشعث بن سحيم ... الحديث .
  قال القرطبي : أنبأنا إجازة الشيخ الفقيه القاضي أبو عامر ، عن أبي القاسم بن بشكوال ، عن أبي محمد بن عبدالرحمن بن محمد بن عتاب ، وأبي عمران موسى بن عبدالرحمن بن أبي تليد ، عن أبي عمر بن عبدالبر ، قال : حدثنا الحافظ أبو القاسم خلف بن القاسم ، قال : حدثنا الإمام الحافظ أبو علي بن السكن (2) .
  ابن عساكر : أخبرنا أبو الحسين علي بن أحمد بن الحسن ، أنبأنا محمد بن أحمد بن محمد الآبنوسي ، أنبأنا عيسى بن علي ، أنبأنا عبد بن محمد ، حدثني محمد بن هارون أبو بكر ، أنبأنا إبراهيم بن محمد الرقي وعلي بن الحسن الرازي قالا : أنبأنا سعيد بن عبدالملك بن واقد الحراني ، أنبأنا عطاء بن مسلم .
  وقال الذهبي : لا صحبة له ـ أي أنس ـ وحديثه مرسل !!
  فرد عليه الحافظ ابن حجر العسقلاني : وكيف يكون حديثه مرسلاً وقد قال : سمعت ، وقد ذكره في الصحابة البغوي وابن السكن وابن شاهين والدغولي وابن زبر والبارودي وابن مندة وأبو نعيم وغيرهم ؟! (3) .

---------------------------
(1) دلائل النبوة / 486 ، واشار إليه البخاري في تاريخه الكبير 2/30 ، ورواه ابن حجر في الإصابة في ترجمة أنس ، الرقم 266 ، ثم قال : رواه البغوي وابن السكن وغيرهما ، البداية والنهاية 8/217 ، اُسد الغابة 1/146 ، وكل من تعرض لترجمة أنس بن الحارث (رضي الله عنه) .
(2) التذكرة / 563 .
(3) الإصابة 1/68 ، الرقم 266 ، وذكره ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل 2/287 ، وقال : له صحبة ، قتل مع الحسين بن علي (عليهما السلام) .